الملايين, الكيلو, تملك, يعجز, والأرض
لماذا يعجز المواطن عن تملك المنزل والأرض في وطن مساحته ملايين الكيلو مترات؟!.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لايخفى على الجميع أن المملكة العربية السعودية هي أقل دول العالم تملكاً للمساكن، وأكثر دول العالم في عدد المستأجرين نسبة إلى عدد سكانها، وحسب الإحصائيات الرسمية التي نشرت في الصحف الرئيسة كصحيفة الرياض وصحيفة الوطن فإن 78% من الشعب السعودي مستأجرين ولايملكون منازل.!!!.
إن وجود هؤلاء المستأجرين الذين تقدر أعدادهم بإثني عشر مليون مواطن ، أدى إلى ارتفاعات فلكية في أسعار العقارات ، كما أدى إلى حدوث فوضى في أسعار الإيجارات ، فقد أصبح من يتمنى رواج عقاره بالأمس بأبخس الأثمان أصبح اليوم يتحكم في سعر إيجار عقاره كيفما شاء ، ويرفع الإيجار على المستأجر ، ويحدد السعر الذي يريده من المستأجر المسكين، بل ويضرب عليه الباب في أي وقت شاء ليرفع الإيجار ما شاء أن يرفعه ، إما أن يرفع خمسة آلاف، أو يرفع عشرة آلاف، أو أقل أو أكثر، وذلك بناء على نظام تأجير العقارات المعمول به في المملكة وهو نظام :
( حلالي وانا حر فيه )
لا شك أن هذا الوضع المتردي وهذه المأساة الوطنية سيقود المواطن إلى أن يبحث عن حل مناسب لتملك عقار يحفظ له مكانته في وطنه، ويحفظ له كرامته من صاحب العقار الذي يضرب عليه بيته كل ستة أشهر ليأخذ منه مالا يقل عن عشرين ألف ريال سنوياً في عقار يكاد لايساوي ربع هذا المبلغ ولاحول ولاقوة إلا بالله .!!!.
إلا أن محاولات المواطن قد باءت بالفشل، وأصبح تملك المنزل بالنسبة للمواطن ضرب من المستحيل بعد أن وصلت قيمة الفلل السكنية بالملايين
وبالتالي فليس امام المواطن إلا أن يبحث عن قطعة أرض على أمل بنائها بعد أن يأتي دوره في صندوق التنمية العقاري بعد عشرين سنة هذا على فرض أنه لازال على قيد الحياة بعد عشرين سنة ولسان حاله يردد المثل العربي مجبر أخاك لابطل.!!!
نعم ليس من حل أمام المواطن إلا هذا الحل وهو شراء قطعة أرض على أمل بنائها بعد عشرين سنة ، خاصة بعد أن أعلنت الدولة موقفها من هذه المأساة وذلك بوقوفها موقف المتفرج أمام هذا الوضع المأساوي الذي يعاني منه قرابة أثنا عشر مليون مواطن سعودي. ولم تقدم لهم شيئاً يذكر اللهم بضعة قرورض تمنح سنوياً من صندوق التنمية العقاري ، لم يتحقق منها أي نتائج ملموسة على أرض الواقع بل إن جميع الدلائل تشير على أن الوضع سيسير من أسوأ إلى اسوأ.!!!.
ومع هذا كله فقد عجز المواطن المسكين حتى من شراء أرض سكنية داخل النطاق العمراني بيسر وسهولة أو بالسعر الذي يناسب إمكانياته ، مع أنها أرض وليست فيلا سكنية ، حيث وصلت الأراضي السكنية في المخططات التي في أطراف الرياض إلى مئات الألوف فما بالك بالأراضي التي داخل النطاق العمراني.!!!.
بل وصلت هذه الارتفاعات إلى أراض جرداء في صحاري قاحلة خارج النطاق العمراني، بل وخارج مدينة الرياض .!!!.
فماهي مبررات ارتفاع سعر أرض جرداء في صحراء قاحلة خارج النطاق العمراني إلى مئات الألوف؟!!!.
وحتى لايقول قائل من أين لك بهذه المعلومات وهذه الأسعار اللامعقولة ، فسأعطيكم أسعار القطع في تلك الصحاري وذلك نقلاً من تجار وسماسرة العقار أنفسهم في تلك المواقع، وذلك من خلال زيارتي لهم واستفساري منهم عن قيمة تلك الصحاري الواقعة خارج النطاق العمراني
في مخطط كبير جداً في طرف مدينة الرياض غرباً يضم عشرات الألوف من قطع الأراضي يقول أحد أصحاب مكاتب العقار والمكاتب هناك عبارة عن أكواخ متفرقة، يقول: إن سعر الأرض لايقل عن 150 ألف ريال.!!!
( لاحظوا أنها في الغرب وليست في الشمال حتى لايظن أحد أن للموقع دور في ارتفاع السعر )
وفي منطقة أخرى تبعد حوالي خمس وعشرين كيلو متراً جنوب غرب الرياض يقول أحد أصحاب مكاتب العقار ومكاتب العقار هناك عبارة عن بضعة أكواخ متقرقة أيضاً ، يقول:
قيمتها تختلف ، ولكن الأرض السكنية لاتقل قيمتها عن 60 ألف ريال بمساحة *** متر تقريباً.!!!.
والغريب خدمات الكهرباء والماء لم تصل تلك المنطقة حتى الآن ، بل إن بعضها لايوجد له فسح بناء أصلاً!!!.
وفي خارج مدينة الرياض ، في محافظة المزاحمية في مدخل المحافظة مخططاً ضخماً يحوي آلاف القطع السكنية ، يقول أحد أصحاب المكاتب العقارية هناك أن معدل قطعة الأرض السكنية 80 ألف ، وفي حالة إذا كان موقعها جيد تصل 100 أو 120 ألف ريالا ، مع أنه لايوجد بيت واحد في ذلك المخطط أو تلك الصحراء القاحلة باستثناء بضع استراحات متفرقة لاتساوي مساحتها شيئاً بالنسبة إلى مساحة ذلك المخطط.!!!.
حقيقة الوضع مأساوي ، المملكة العربية السعودية التي تقدر مساحتها بأكثر من ثنين مليون وربع المليون كيلو متراً مربعاً نسبة التملك فيها أقل 22% من السكان.!!!.
وتصل فيها أسعار الأراضي التي في البراري والصحاري إلى 120 ألف ريال.!!!.
من المستفيد من هذا الوضع الذي وصل إليه المواطن؟!.
من المستفيد في أن يعيش المواطن طوال عمره وهو يكد ويكدح لا لهدف سوى تسديد إيجار إقامته على أرض الوطن؟!.
من المستفيد في أن تتحكم فئة من أصحاب العقارات بالمواطنين ، ويضرب الواحد منهم باب المواطن في أي وقت شاء ليرفع عليه الإيجار
وما أن يعترض المواطن على رفع الإيجار حتى يرد عليه صاحب العقار فوراً:
جايز لك السعر والا اطلع .!!!.
من المستفيد في أن يحرم المواطن أطفاله لذة التمتع بالحياة على حساب دفع مالايقل عن عشرين ألف ريال سنوياً ، يجمعها طوال العام ريالاً فوق ريال ، ويقتطعها من مرتبه الشهري تدريجياً طيلة اثنا عشر شهراً ليسلمها في النهاية لصاحب العقار؟!.
من المستفيد؟!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
غصن السلام 7/2/1430هـ
منقول
glh`h du[. hgl,h'k uk jlg; hglk.g ,hgHvq td ,'k lshpji hglghddk hg;dg, ljvhj