أسوأ, الخطايا
أصول الخطايا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وبعد /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمّا كان العلم طريقاً إلى الجنة .
ولمّا كانت الجنة محفوفة ً بالمخاطر.
إذا طريق العلم محفوف بالمكاره.
ففيه أمور كثيرة تكرهها النفس الأمّارة بالسوء.
ولمّا كان العلم يسهـِّل طريقاً إلى الجنة.
ولمّا كان إبليس تعهد بقطع الطريق إلى الجنة .
فإن طريق العلم طريق يضع فيه إبليس من التلبيسات ما يحاول به صرف السالك له عن طلبته.
وإذا كانت أصول الخطايا هي : الحرص ، والحسد ، والكبر.
الحرص الذي أخرج أبانا آدم من الجنة ،
وبه وسوس له الشيطان ، لما رأى حرصه على الجنة،
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبّكُمَا عَنْ هَـَذِهِ الشّجَرَةِ إِلاّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَآ إِنّي لَكُمَا لَمِنَ النّاصِحِينَ} [الأعراف:20].
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَى}[طه:120].
الحسد الذي أوقع العداوة بين ابني آدم ، لما قربا قربانا
فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ، فبسط إليه يده ليقتله حسداً.
والكبر هو الذي أوقع إبليس في الكفر، {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}البقرة :35] .
قد يحرم الحسد طالب العلم نيل العلم ، ومن صور ذلك :
1 ـ أن يحسد أقرانه في الطلب فقد يفوته فهم المسألة فيستنكف أن يسألهم حسداً منه لهم فلا يتباحث معهم و لا يتذاكر وحياة العلم مذاكرته فيحرمه ذلك طلب العلم .
2 ـ أن يحسد أستاذه ومدرسه على ما لديه فيشغـِّب عليه في درسه و لا يريده أن يعلمهم ويستفيد ، فيرى أن لا فرق بينه وبين شيخه فيحرمه ذلك طلب العلم .
3 ـ أن يحسد زملاءه على فهمهم وحرصهم فيشغب في الدرس حتى يحرمهم الفائدة حسداً ، وهو يحرم بهذا نفسه .
واصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله
النار تأكل بعضها إذ لم تجد ما تأكله
3ـ وقد يمنع الكبر طالب العلم من التعلم والتعليم .
ومن صور ذلك :
ـ قد يوفق الله لنيل العلم من يراه الحسود المتكبر دونه فلا يتعلم منه .
ـ ترك عزو العلم إلى ناقله يحرمه بركة العلم ، وقد يكون باعثه إلى ذلك الحسد أو الكبر.
ـ قد يحرمه التكبر فهم ما أشكل عليه أو سؤال الشيخ للفهم والتعلم، بل قد يحرمه الطلب أصلاً أنفة أن يجلس مجالس طلاب العلم بين يدي الشيوخ .
ـ أن يتكبر على أقرانه فيستنكف عن سؤالهم والاستفهام منهم عما أشكل عليه أو عن ما غاب عنه وفهموه .
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان (2/288) عن أبي حازم قال : "لا تكون عالماً حتى تكون فيك ثلاث خصال :
لا تبغي على من فوقك
ولا تحقر من دونك
ولا تأخذ على علمك دنيا " .
ـ قد يجره الكبر إلى المفاخرة والدعاوى والمماراة وهي من الأمور المنهي عنها شرعاً .
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء ولا لتحيزوا به المجلس فمن فعل ذلك فالنار النار "
[أخرجه ابن ماجه وابن حبان والحاكم ] .
غفر الله لي ولإخواني
منقول
Hw,g hgo'hdh