سلمتًَ يداكًَ أستاذيًَ عالطرحًَ القيمًَ
وعليًَ كلًَ ماقدمتًَ لناًَ منًَ مواضيعًَ مهمهًَ ومفيدهًَ
يسعدكًَ اللهًَ تحياتيًَ لكًَ
|
التحول
في كل حياة هناك نقاط عدة من التحول ، إننا نريد أو علينا إنهاء مرحلة من مراحل الحياة والبدء بمرحلة أخرى ، وأحياناً تشكل الأزمات والإنكسارات نقاط التحول.
وأحيانا .
تكون اللا أحداث هي التي تجبرنا على البدء من جديد.
لقد انتظرنا طويلاً شيئاً ما لن يصل:
النجاح ، الإعتراف ، الحب.
وفي كل الأحوال:
يتعلق الأمر بإنهاء العلاقات أو العادات القديمة بشكل صحيح ، عندئذٍ فقط نكون أحراراً للبدء من جديد.
فحياة الإنسان:
ما هي إلا نتيجة لأطوار بارزة كثيراً أو قليلاً ، وتتعلق الصحة النفسية وسعادة الحياة بمدى جودة السيطرة على المعابر بين هذه المراحل ، وعلى الرغم من أن بعض العلامات الفارقة كالدخول للمدرسة أو الشهادة الثانوية أو الدخول في الحياة المهنية أو الزواج أو التقاعد تشير خارجياً إلى أن مرحلة من مراحل الحياة قد انتهت وبدأت مرحلة أخرى ، غير أن التغلب النفسي على المعبر لا يتم دائماً.
فإلى جانب نقاط التحول المحددة ثقافياً أو زمنياً ، المُعَلَّمة بالدخول إلى المدرسة أو خاتم الزواج أو بالساعة الذهبية في التقاعد ، تخبئ الحياة عداً كبيراً من نقاط التحول الأخرى:
فالإنتقالات ، والإنفصالات ، العطالة عن العمل أو الطلاق أو تغيير المهنة أو الأمراض ناهيك عن الأحداث الإيجابية كالترقيات ونمو الأسرة تجبر ، أو تتيح ، البدء من جديد.
و تشكل كل واحدة من نقاط التحول هذه:
1- مواقف حرجة.
2- إعادة الضبط والتي تنتج الإضطرابات والإرهاق وفوضى المشاعر والمخاوف وعدم الأمان.
3- تتنوع إمكانات خسران معبر ما - إذ قد يظل المرء غارقاً بما هو قديم ، بما هو مألوف ، أو يغرق في الإمكانات الجديدة ، أو يحمل معه الكثير من الأثقال النفسية من المراحل الحياتية السابقة إلى المرحلة الجديدة.
إن من يصل إلى نقطة تحول في حياته عليه التغلب على ثلاث خطوات:
الأولي: إيجاد نهاية.
فكل بداية جديدة تبدأ بنهاية ولا بد من إنهاء و " إغلاق " العلاقات والعادات و المواقف القائمة حتى الآن ليس بشكل خارجي فحسب وإنما نفسياً كذلك.
الثانية: إعادة التوجه.
فنقاط التحول تشكل فرصة لتصحيح المسار وللنمو الشخصي ، ومن أجل ذلك نحتاج إلى " منطقة حيادية " أو لوقت مستقطع نستطيع فيه إدراك كيف وإلى أين سنتابع.
الثالثة: البدء من جديد.
عندئذ يمكن وبشكل متحرر من الأشياء " غير المنجزة " من المراحل السابقة ، وبهدف جديد أن يتم دفع التطور الشخصي والقيام بالبداية الجيدة.
وفي المجتمع الحديث:
لم يعد يوجد إلا القليل من الطقوس التي تسهل للفرد العبور من طور حياة إلى آخر ، وعليه التعرف بنفسه على نقاط التحول و التغلب على أزمات تغيير الإتجاه وحده في الغالب ، وبشكل أكثر بكثير من الناس في العصور السابقة يرى نفسه مواجهاً بضرورة التعامل مع التصدعات والتغيرات في اتجاهات برنامج الحياة.
إن التبديل المستمر للإتجاه والبدء من جديد أقرب لأن يكونا علامات مميزة لسير حياة أناس مجتمع ما بعد الحداثة ، فعدد التبديل الإختياري أو القسري للمهنة والسكن أو أرقام الطلاق تظهر من الناحية الإحصائية الخالصة وحدها مدى الحراك الإجتماعي والنفسي في هذه الأثناء.
فسيرة حياة الناس هذه الأيام:
تتميز بقسر التعلم مدى الحياة ، وإعادة التلائم المستمرة ، والتبديل المتعدد للأدوار.
والمشكلة تكمن في إيجاد نهاية جيدة .! كيف ؟
فنحن نطور منذ وقت مبكر " أساليب شخصية من المعابر " :
1- هل يصعب أو يسهل علينا البدء بشيء ما جديد والتخلي عن القديم ؟
2- هل نحن " متشبثون " لا نستطيع الترك إلاّ بصعوبة أم أننا أقرب " للمتهورين " يسهل علينا البدء من جديد ؟
إن تذكر مواقف الإنفصال والعبور:
يعطينا دلالة على الأسلوب الذي سنقود فيه نقاط التحول في المستقبل أيضاً ، ومهما يكن نوع الأسلوب الذي طورناه ، فعند الخطوة الأولى لعبور ما يمكن أن نرتكب الكثير من الأخطاء:
إذ يصعب على كل إنسان تقريباً .
إيجاد نهاية جيدة ، على الرغم من أن ثقافتنا تفضل أسلوب الإنفصال السريع ، فقد تعلمنا أنه على المرء " ألا يبكي على الحليب المسكوب " ، وبأن لكل شيء نهاية في الحياة ، وعلى الإنسان التطلع للأمام وما هو أكثر من حكم الحياة اليومية.
ووفقاً لذلك .
نريد " الخروج " بسرعة كبيرة قدر الإمكان ونبدأ من جديد عندما يلوح المعبر ، ونأسف أو ننتقد أولئك الذين يصعِّبون على أنفسهم إيجاد نهاية.
ولكن .
لابد من تمثل كل نهاية.
وهذا التمثل .
يحتاج إلى وقت كافٍ.
فمن يجتاز خسارة ما ( كالموت أو الطلاق ) أو تغيير مهم ( كالإنتقال أو تبديل العمل ) بسرعة كبيرة فإنه يخاطر على المدى البعيد بحدوث مشكلات نفسية.
لقد اعتدنا:
النظر للتطور على أنه نمو و صعود و تقدم مستمر.
غير أن التطور يشترط:
وجود جدل بين التهديم ، وإعادة التنظيم ، الذي يتم دفعه للأمام أيضا ًمن خلال الخسارة بالتحديد.
ففي البدء:
لا بد من نسيان أو التخلص من شيء ما قبل أن يتم التمكن من تعلم شيء جديد.
إن أزمات الحياة التي تفتح باب الوداع وإعادة التوجه تترافق مع واحد أو أكثر من السمات التالية:
1- فقدان المعتاد:
فالنوبة القلبية والإنفصال وتبديل السكن تعني الخروج من سياق ما ، فظروف الحياة الخارجية تتغير بسرعة وتتطلب تكيفاً.
2- فقدان الهوية:
تنتج غالبية نقاط التحول الشعور المقبض المتمثل في:
أ- أأنا الذي يحدث معه ذلك ؟
ب- ما الذي فعلته في الواقع ؟
إننا نقف إلى " جانب أنفسنا " ، ولكننا لم نعد " نحن أنفسنا ".
3- فقدان الأوهام:
توجد في كل حياة سلسلة لا متناهية من الخيبات.
فمنذ الطفولة:
علينا إدراك بأنه لا وجود لأرنب عيد الفصح وأن الوالدين ليسا كاملين.
ولاحقاً:
يضايقنا جحود رئيس أو غدر صديق ، والسياسيون القلائل الذين يعتبرهم الإنسان شرفاء هم فاسدون كالآخرين تماماً ، ويسيء شريك حياتنا استخدام ثقتنا به ، وتتحول العطلة إلى رحلة مقززة ، وهكذا دواليك.
ينبغي للخيبات أن تقود إلى:
تصحيحات للتصورات المثالية ( غير الواقعية ) ، فبمجرد أن نتخلى عن الأوهام يمكننا التعلم من جديد.
غير أن:
الخيبات غالباً ما تشكل مناسبة للإزعاج المستمر ، ولأنه لم يقم أي نزع حقيقي للأوهام فلا التغيير يمكن أن يتم ولا التقدم ، فنبحث من جديد عن أصدقاء أكثر وفاء ، وشركات أكثر أمانة ، ويدور السيناريو في حلقة.
بسبب اعتقادنا:
" بإيجاد شخص ما " لن يخيِّب أملنا هذه المرة ، حتى المرة القادمة ، أو أننا نشعر بالمرارة و السخرية و نصبح شكاكين مزمنين.
4- فقدان التوجه:
عندما ينتهي شيء ما فإن الجديد على الغالب غير موجود بعد.
أي .
إننا نشعر بالفشل والضياع والفراغ الداخلي.
ويشبه هذا في ميثولوجيا المعبر الطور الذي يهيم فيه البطل على وجهه في حديقة الضياع أو في غابة ما أو عندما يبتلعه حيوان.
وحتى عندما نكون:
قد أدركنا حقيقة أن شيء ما يصل للنهاية ، فلم نصل قمة الجبل بعد ، إننا نجد أنفسنا في موقف غير مألوف ، لقد وطئنا شريط المنطقة الحيادية.
فطور العبور الحقيقي هو:
الزمن " بين حلمين ".
أي .
مرحلة حياتية قد انتهت ولكن الجديدة لم تبدأ بعد بالفعل.
إننا لا نستطيع تحمل هذه الأوقات الفارغة إلا بصعوبة ،ونحن نميل اليوم إلى الإندفاع إلى نشاطات وارتباطات وعلاقات جديدة بدون معبر ، وكأنه علينا عبور شارع بأسرع وقت ممكن للوصول إلى الجانب الآخر منه.
غير أن المنطقة الحيادية عبارة عن:
تعليق للنشاطات مهم جداً للنفس ، إنه وقت مستقطع ضروري جداً.
فاستغلال هذه المرحلة بشكل صحيح يعطي دفعاً لمعرفة الذات ، ولهذا علينا ألاّ نحاول التغلب على الأوقات المستقطعة بسرعة كبيرة قدر الإمكان وإنما استغلالها.
فعندما نترك أنفسنا تسقط في فراغ هذه الأوقات المستقطعة ، فإننا نرى فجأة بشكل أكثر دقة ، وندرك محيطنا بشكل أكثر حساسية ، إننا نكتسب البعد عن الحياة اليومية التي تتحول بطريقة غريبة إلى شفافة ، نسبر أشياء كثيرة ونرى " ما وراء الأشياء " ونربح قطعة من حكمة الحياة .!krh' hgjp,g td pdhj;
سلمتًَ يداكًَ أستاذيًَ عالطرحًَ القيمًَ
وعليًَ كلًَ ماقدمتًَ لناًَ منًَ مواضيعًَ مهمهًَ ومفيدهًَ
يسعدكًَ اللهًَ تحياتيًَ لكًَ
مشكور الله يعطيكـ العافيه دكتور وليد
لاحرمنا الله من مواضيعكـ المفيده
تحياتي /دمت بحفظ الله
الله عطيكم العافية اخواتي الكريمات على مروركم الجميل متمنيا لكما وفير الصحة والعافية يارب العالمين
« مهارة التخلص من الخجل " الرهاب الاجتماعي " | أسرار المشي!! » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |