|
لشهر, الدول, بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أزهر بعد اليوم
بقلم:عاهد ناصرالدين
ليس غريبا أن يصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فتوى تجيز إقامة الجدار الفولاذي بحجة أن لمصر الحق في إقامة الحدود والمنشآت على أراضيها.
ولكن الغريب العجيب هو سبب الفتوى ،وهو توضيح قضية شرعية لا يصح السكوت عنها .
والسؤال ما هو الذي يصح السكوت عنه ،وما لا يصح السكوت عنه شرعا ؟
أين (علماء الأزهر) من جريمة شيخ الأزهر في طلبه من الفتاة خلع نقابها؟
أم هو الدفاع عنه بالقول بعدم قصد شيخ الأزهر،وأن شيخ الأزهر منع ارتداء النقاب داخل المحاضرات الخاصة بالنساء و المدرس أو الأستاذ سيدة أيضا، وأنه لم يمنع النقاب على الإطلاق أو في الحرم الجامعي مثلا، و لكن فيما تتواجد جماعة النساء المسلمات المؤمنات، كما لم يثبت أو يُذكر أن نساء المؤمنين في عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - دخلن على أمهات المؤمنين يرتدين الخمار أو النقاب و ليس عندهن إلا نساء أو غلمان لم يبلغوا الحلم.
إن قضية شيخ الأزهر والفتوى الأخيرة المتعلقة بالجدار الفولاذي لها جذورها ولا تؤخذ بمعزل عن مواقفه وفتاويه ولا بمعزل عن محاربة الغرب للمسلمين بمساعدة حكام المسلمين وبطانتهم .
فالغرب أعلن حربه على الإسلام وينفث سموم الحقد على الإسلام والمسلمين، بالأمس دنَّست أمريكا القرآن الكريم، ومن بعدُ، حملت بعض الصحف الدنماركية موجة الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباركتها صحف ودول أوروبية أخرى، وصرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن البرقع أو النقاب الذي يغطي المرآة من رأسها إلى أخمص قدميها يشكل "علامة استعباد" وأن ارتداءه "غير مرحب به" في فرنسا،وأن البرقع " ليس رمزا دينيا "،وأن النساء المرتديات للنقاب بأنهن " سجينات خلف سياج ومعزولات عن أي حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة".
وقد قام أوباما بزيارة الأزهر وجامعة القاهرة وقال(إنه لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة الأزلية حيث تستضيفني فيها مؤسستان مرموقتان للغاية أحدهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلامية بينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر).
بهذه العبارة بدأ أوباما خطابه في القاهرة ،وتباينت ردود الأفعال وكثرالحديث عنه بشكل لافت للنظر؛ ولفهم خطاب أوباما وما يرمي إليه لا بد من بيان واقع أوباما والأزهر وجامعة القاهرة ؛
فأوباما وبوش وبلير وبوتين لا يكون الحديث عن واحد منهم لشخصه هو , وكذا الأزهر والزيتونة وجامعة القاهرة والقدس وبغداد وأنقرة لا يكون الحديث عن أي منها لذاتها بل للصفة الإعتبارية وما يمثله أوباما أو الأزهر أو جامعة القاهرة أو غير ذلك .
فالأزهر هو جامعة إسلامية ، يمثل الإسلام وعلماء المسلمين ، وله مكانته المرموقة قديما وحديثا .
فكان لا بد من معرفة ماذا يريد الغرب من الأزهر ؟ وماذا يريد من علماء الأمة الإسلامية ؟ وبالتالي ماذا يريد من المسلمين ؟
وجامعة القاهرة تمثل فئة كبيرة وقطاعا واسعا من المثقفين والمتعلمين والسياسيين ؛ وهنا أيضا لا بد من معرفة تقصُّد الغرب وأوباما لهذه الفئة من الناس .
لماذا قام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه رسالة للأمة الإسلامية من عقر دارها ؟ ، ولمن ؟ لعلماء الأزهر ولمثقفي جامعة القاهرة .
لماذا يقف موقف الواعظ أو المعلم ؟ وفي أي مكان ؟ ليس من واشنطن بل من أرض الكنانة .
ومن هو أوباما ؟ ومن يمثل ؟ إنه رئيس أكبر دولة في العالم ، يمثل السياسة الأمريكية ويعمل على تنفيذها كما يريد صُناع القرار في الكونغرس الأمريكي .
إنه يمثل السياسة الأمريكية التي تستهدف العالم برمته ؛ وهذا الذي يجب بيانه .
فأوباما صرح بأن أمريكا قد دُفعت بفعل أحداث الحادي عشر من أيلول لحرب أفغانستان .
وأمريكا تريد تأمين خطوط الغاز العابرة من أفغانستان وإقامة قواعد عسكرية لضرب أي تحرك جدي مخلص للمسلمين ، وتقوم بالحملات التبشيرية لحرف المسلمين عن دينهم ،والجيش الأمريكي يقوم بالأعمال التبشيرية في أفغانستان.
وأمريكا وبريطانيا زورت كلٌ منها الحقائق في شأن امتلاك العراق لسلاح نووي ،وقد اعتمدت الكذب في حربها ،وقد أعلنت أنها ستخلص الشعب العراقي ؛ والحقيقة أن أمريكا تقصد نفط العراق ومكانته الإستيراتيجية .
وقد دعا أوباما للحوار وضرورة التلاقي عند القيم المشتركة بين الإسلام وبقية الحضارات .
إن فِعل فعل شيخ الأزهر والفتاوى الباطلة لا تمت إلا الفقه بصلة ، بل تتصل بسياسية واضحة مغلفة بأقوال فقهية كتأييده لفرنسا بمنعها النقاب ومن قبلها غطاء الرأس في المدارس والمؤسسات الحكومية .
قال ابن القيم رحمه الله: وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك! وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها! وهو بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن من تكلم بالباطل شيطان ناطق- إنتهى كلامه رحمة الله عليه .
فما هو موقف شيخ الأزهر من الظلم الواقع على الأمة الإسلامية ؟ وهل هذه قضية يصح السكوت عنها ؟
ألا يرى أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله .
ألا يرى فلسطين, وكشمير, وقبرص, وتيمورالشرقية وهي محتلة .
ألا يرى العراق وأفغانستان مقطعة الأوصال.
ألا يرى جنوب السودان , ولا أرى ما يجري في دارفور.
ما هو موقف شيخ الأزهر من الفرقة والضعف والذل والهوان الذي حل بالمسلمين؟ ما موقفه وهو يرى أحكام الإسلام غاضت من الأرض؟ .
ألا يسمع الصراخ المنبعث من الآفاق ، من الأوجاع ، من الآلام ومن الذين يتضورون من الجوع في السودان ؟ ألا يرى محارم المسلمين المنتهكة ؟ ألا يرى معالمنا وقد نُسفت والكرامة وقد ديست والمعاهد والجامعات قد نُكبت .
وهل المناهج الغريبة عن ديننا وعقيدتنا يصح السكوت عليها يا علماء الأزهر؟ .
وهل الإستهزاء بالرسول – صلى الله عليه وسلم - من قِِبل أعداء الأمة قضية يصح السكوت عليها .
وكذا الأهوال وأشلاء الشهداء وهي تتناثر هنا وهناك .
وهل أصدر شيخ الأزهر مثلا قراراً بمنع الزائرات المتبرجات أو الكاشفات لشعورهن من زيارة الأزهر والمعالم التاريخية والإسلامية ؟
بل ما هو موقفه من المذيعة التي أجرت معه لقاءا على قناة دريم 2 في نفس موضوع النقاب
هل أمرها بوضع الخمار على رأسها ؟
وكيف سمح لنفسه إجراء هذه المقابلة ؟
وهل سيصدر قرارا بمنع ظهور المذيعات وهن متبرجات ؟
وما هو موقف شيخ الأزهر من كل هذه الأنظمة وهل هذه قضايا يصح السكوت عليها ؟
علماء الأزهر الذين يدركون ما يصح السكوت عنه وما لا يصح السكوت عنه ؛ أين هم من تهديدات ليفني وزيرة خارجية كيان يهود لأهل غزة من داخل القاهرة، بل وأين هم من قضية سب الإسلام التي حدثت في الآونة الأخيرة تحت قبة البرلمان المصري!؟، أم أن هذا كله لا علاقة له بالإسلام!؟.
وهل يصح السكوت على هذه المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة مع شيخ الأزهر بخصوص الإعتداء على المسجد وكأنه لا يعرف عن قضيته شيئا هذا رابطها
YouTube - sheikh Al Azhar ظ…ط°ظٹط¹ظ‡ ط§ظ„ط¬ط²ظٹط±ظ‡ طھط³ط£ظ„ ظˆط´ظٹط® ط§ظ„ط§ط²ظ‡ط± ظ…طظ…ط¯ ط·ظ†ط·ط§ظˆظٹ ظٹط¬ظٹط¨
فهل يصح السكوت على الحفريات التي تجري تحت المسجد الأقصى .
لقد هيأ الله جل وعلا العلماء ليوضحوا للناس ما التبس عليهم فهمه واستبهم، وليبينوا لهم معاني القرآن وكثيراً من أسراره وأحكامه وبلاغته .
هذا هو الوضع الطبيعي للعلماء ، وهذه هي علاقتهم مع أمتهم ، ولكن بعد سقوط الخلافة عام 1342هـ ؛ في الثامن والعشرين من رجب ،وبعد أن تحكَّم النظام الرأسمالي في العالم ، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين ، وغيرت من سلوكهم ،ساءت أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله ؛ ففلسطين, وكشمير, وقبرص, وتيمور الشرقية ما زالت محتلة .
فمنذ أن هدمت دولة الخلافة والأمة الإسلامية تعيش في حالة انحطاط فكري وتجهيل أُريد لها من قِبل الكفار المستعمرين للحيلولة دون رجوع د ولة الإسلام التي هدمها الكافر المستعمر والذي يعمل على تجهيل المسلمين خاصة صغار السن بإبعادهم عن دينهم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى، وفصلِ دينهم عن معترك الحياة .
يقود هذا التجهيل ويوجهه الكافر المستعمر بالتعاون مع الحكام العملاء الأجراء له ومن خلال ما يُسَمَوْن بالمفكرين وعلماء السلاطين وأصحاب الأقلام المسمومة التي تدس السمّ في الدسم وتحارب دعوة الله سبحانه وتعالى .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) أخرجه البخاري.
وإمعانا في زيادة انحطاط الأمة وتجهيلها ،فقد استخدم الكافر المستعمرالرؤوس الجهال وأصحاب الأقلام المسمومة لقلب الحقائق وإظهار الأمور على عكس ما هي عليه وروج لطريقة عيشه في الحياة بحيث تبدو كأنها مثال يحتذى وأنها الطريق الصحيح لإخراج بلادنا مما هي فيه من تخلف وانحطاط ، ولا يزال الغرب يقوم بدوره من غير أن يتوانى في ذلك يحارب الإسلام ويشوه الحقائق خاصة فيما يتعلق بأحكام الخلافة ومحاربة العاملين لها ووصمهم بالإرهاب والتطرف والرجعية والتخلف .
فبدل أن يكون العلماء قادة الأمة، وهم أملها في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وهم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات .
فإننا نجد من يقف ويساعد أعداء الأمة في تقدمهم في طريق تغيير هوية الأمة ومحو أصالتها وتمييع شبابها بخطى حثيثة.
تارة بمحاربة فكرة الخلافة نفسها ، وتارة بمحاربة العاملين للخلافة وتشويه صورتهم والتشكيك في طريقتهم للعمل عن طريق نشر الأكاذيب والأراجيف والأباطيل ، وحالهم كحال من يقول عن جاره بأنه يبيع بضاعة فاسدة غير صالحة ، وهو في الحقيقة لا يملك بضاعة يسوقها إلا الهرطقات والكذب والتضليل .
أليس الأجدر أن يقوم العلماء بدورهم في إنقاذ هذه الأمة وإخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها، وتوجيه الحقد كل الحقد على الكفار المستعمرين لا على العاملين لوحدة الأمة .
أليس الأجدر أن يسخروا طاقاتهم وجهودَهم وأقلامَهم لخدمة الأمة ضد أعدائها وتكون لهم الكلمة النافذة والمكانة المرفوعة ، قال الغزالي: (. الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طريق سياسة الخلق وضبطهم، لينتظم باستقامتهم أمورهم في الدنيا) ، قال الرشيد لشيبان عظني: فقال يا أمير المؤمنين؛ لأن تصحب من يخوفك حتى تدرك الأمن خير لك من أن تصحب من يؤمنك حتى تدرك الخوف. فقال فسر لي هذا . قال من يقول لك أنت مسؤول عن الرعية فاتق الله؛ أنصح لك ممن يقول لك أنتم أهل بيت مغفور لكم.) .
أليس الأجدر أن تكون صورة هذا العالم أو ذاك لدى الناس واضحة لتأخذ مكانها في حياة الناس، وذلك بالثبات على هذا الدين ، وقول كلمة الحق مهما كلفت ، وعدم مهادنة الحكام ، وعدم تفصيل الفتاوى التي ترضي أعداء الله ورسوله ، وتغضب الله – عز وجل - .
وإن الذي يعيد المكانة للعلماء هو وضوح خطابهم وقوة كلمتهم ، لا سيما في القضايا المصيرية، وذلك لجمع الكلمة وتوحيد الأمة .
إن الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل كثر فيها العلماء البررة أصحاب المواقف الجريئة كالعز بن عبد السلام الذي شهد له الأعداء بقول كبيرهم للصالح إسماعيل: (لو كان هذا الشيخ قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها).
ولا يقبل من علماء الأزهر السكوت الذي يدعون، وليس له أي مبرر، ذلك أن السكوت في معرض الحاجة بيان ، قال تعالى :{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً }النساء140 فدلت الآية أن من سكت في هذه الحال التي يستهزأ فيها بآيات الله، فحكمه حكم المستهزيء.
منقول من مدونة الشيخ عاهد ناصر الدين
gh H.iv fu] hgd,l
« اعمارنا دقائق فهل انتبهنا | ما الفرق بين ان شاء الله و انشاء الله » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |