جحيم في عش الزوجية*
غلطة العمر التي ترتكبها امرأة* أن تتحول فجأة الي خصم عنيد أمام زوجها في ساحة القضاء* تجعل من زوجها عدو لدوداً* ومن الحبيب الذي ذابت فيه عشقاً* خصماً* ترميه بالسهام ولا تتورع أبداً* في كشف كل الأسرار التي كانت بالأمس مصونة ومقدسة* وداخل قاعة المحكمة تتحول الي نمرة شرسة وهي تظن ان النصر في محكمة الأسرة ليس سوي ورقة طلاق تعتقد المرأة انها وثيقة التحرير وشهادة الاستقلال ودليل الانتصار* في جلسة طويلة لمحكمة الأسرة* كانت القضية بطلتها امرأة عنيدة صلبة الرأي تخلت عن مشاعرها وتجردت من ذكرياتها علي باب المحكمة وداخل القاعة*. كانت* »غادة*« امرأة في العقد الثالث من عمرها فائقة الجمال لم تخف ثورة الغضب سحر ملامحها* في جرأة بالغة قالت وأسهبت أمام منصة القضاء*: ـ كان أستاذي في الجامعة* شعرت منذ لحظة لقائي الأول به بأن نظراته لي كانت سهاماً* حاولت اختراق قلبي وتسللت الي عيني بحثاً* عن رد أبثه له من خلال نظرة واحدة* تعمدت أن أخبره منذ هذا اللقاء أنني مرتبطة بشخص آخر في خطوبة تم إعلانها حتي* يغلق ملفي لديه،* وبالفعل نجحت في أن أبلغه بأنني مخطوبة لأحد أقاربي،* وذلك بشكل عابر من خلال حواري معه*!! لمحت الحزن في عينيه* لم أقل له إن خطوبتي هشة وأن خطيبي* يستحيل علاجه أو شفاؤه،* وأنه لولا انه قريبي لأنهيت هذه الخطوبة منذ بدايتها* لم أقل لأستاذي أنني أعيش جحيماً* طوال فترة خطوبتي ـ حتي لا أشجعه علي الاقتراب مني أكثر* خاصة أن دبلة الخطوبة،* يتلألأ بريقها في عينيه* آثرت الصمت بعد أن تأكد أني لست له* حتي أتركه* يهزم مشاعره بنفسه ويغتال أحلامه ويقتل أشواقه نحوي*. لكني لم أستطع أن أمنع نفسي عن التردد علي مكتبه لتفسير أي جزء صعب في كتابه الجامعي،* وكان ذلك مبعثاً* لسعادته*!! وتتوالي الكلمات علي لسان* »غادة*« أمام هيئة المحكمة ـ بعد عام حدث ما كنت أتوقع وتم فسخ خطوبتي* وعلم أستاذي بخبر فسخ خطوبتي* لم* يسعدني في هذه المحنة سوي مشاعر استاذي التي فاضت بحب وحنان كنت أبحث عنهما* أحببته* بل أعترف أنني لم أحب رجلاً* قبله أو بعده سواه* نعم كان بيني وبين خطيبي المهنس الشاب ذكريات طفولة جميلة وكان* يحبني بجنون،* نعم سعيت الي فسخ خطوبتي منه،* وحينما تحقق هدفي بكيت بحرقة،* لأنني لم أكن أكرهه* يوماً* ولم* يسئ لي لحظة واحدة لكنها لعنة الادمان* المهم تم فسخ خطوبتي ووقعت في* غرام أستاذي الدكتور أحمد* طلب* يدي للزواج* ومنحني مهراً* خيالياً* أهداني شقة فاخرة بالحي الراقي كتبها باسمي* جعل مني ملكة علي حياته* وفي ليل من ليالي ألف ليلة وليلة تم زفافي الي أستاذي في أرقي فنادق منطقة الهرم ذات الخمسة نجوم* استشعرت الغيرة في عيون زميلاتي الطالبات بالجامعة* ولم أكن أدري ما تخبئه لي الأيام من مفاجآت منذ اليوم الأول لزفافي،* وخيبتي في زوجي بلا حدود* كانت الصدمة الأولي لي في حياتي*!! في صراحة وجرأة بالغة انطلقت* »غادة*« قائلة في تبرير طلبها للطلاق من زواجها*!! وتفجر المفاجأة*؟*! ـ الآن عمري* 28* عاماً* في عز شبابي* وأعترف مقدماً* أنه ومنذ اليوم الأول لزفافنا ولسبب لا إرادي منه ولا دخل له فيه،* لم* يكن قادراً* علي أداء واجباتهي الزوجية* عام كامل مر علي زواجنا،* وما أزال عذراء* نعم لديه عذر طبي،* ولكن ماذنبي أنا*؟ فأنا أحلم مثل أي امرأة في مثل عمري بأن اكون اماً* لأطفال* ينادونني بماما* يشعرون بأمومتي ويملأون البيت بهجة وسعادة* هذه هي الدنيا*!! وجاء الدكتور احمد* يطالب بالرد علي زوجته ـ صحيح لم تكذب زوجتي في كلمة نطقت بها الا واحدة* فهي ليست عذراء كما ادعت ـ بعد الزواج كان الفشل* يتربص بي لا أدري لماذا* هرولت الي الاطباء ومعي زوجتي* وبعد كشوفات طبية وتحاليل وأشعات أكد لي الاطباء انني أعاني حالة نفسية طارئة لن تستمر طويلاً* وأن شفائي قد* يأتي فجأة وفي أية لحظة* بشرط أن تقدم الزوجة كل الدعم النفسي لزوجها* بالحب والحنان ودفء المشاعر لكن* »غادة*« لم تقدم شيئاً* يذكر* صارت كلوح من الثلج بارد وبلا مشاعر* بل اكثر من هذا صارت زوجتي تجرح كبريائي وهي تدرك انها بموقفها هذا تلحق بي من الآثار السلبية علي حالتي بما قد* يطيل من فترة مرضي* وها هي تطلب الطلاق*!! لحظات صمت مضت قبل ان* يسترسل الدكتور احمد بنبرة حزينة*: كثيرون من المقربين من الأقارب قدموا لي النصيحة باللجوء إلي المشايخ والمشعوذين والسحرة اعتقاداً* منهم بخرفات قديمة متخلفة* »انني مربوط*« ومطلوب فك هذا الربط*!! وأنا رجل علم لا أثق في هذه الخرافات والجهل ـ لم ألق اهتماماً* لهذه الاقاويل قدم حمدي خليفة محامي الزوج كل المستندات والوثائق الطبية التي تعطي الأمل في الشفاء الي المحكمة* وتأكدت المحكمة من الوثائق ان مرض* »أحمد*« يرجي الشفاء منه وله صفة العوارض*. ورفضت المحكمة الطلاق،* وناشدت الزوجة ان تكون صادقة في معاونتها مع زوجها حتي تتحاشي* غضب الله*
[pdl td ua hg.,[dm*