تسلم يا أخي دائما رائع بمواضيعك وأختياراتك الراقيه
تحياتي وكل الشكر والتقدير والاحترام
|
اليوم الأول
هدوءٌ في المكان و روعةُ إسدالِ ستائر خلف كل أريكة فخمة
إلا أن تلك الساعة من عمر أجدادي لم تواتها تلك السكينة التي حطت فجأةً رحالها أرجاء قلبي
صرخَت و أظن صراخَها كان عمداً ، ليوقظني مما كنت أتقلب معه جيئةً و ذهاباً ،
هذا المتأرجح في عقلي يعاتبني كيف قبلتُ عرض السيد مدير المنطقة التعليمة بالتدريس ، اشتدَّ غضبي معلنةً حرباً ، مرةً على التردد الذي اعتراني بحجة وجوب التجريب ، و مرةً على تلك الهمة التي أودت بي إلى الموافقة على فكرة خوض المعركة .
هنا و بكل ما تغمَّدني من جمود قلَّص جسدي في زاوية المكتب الأسود ، ساورتني فرحة متمردة فرحة الطفل بما هو جديد
فرحة الفقير و كأنه مَلَكَ الدنيا
و أخيراً أجلس هنا في مكان لا أراه إلا بالمسلسلات بحضرة الكبار المعلمين و المثقفين هكذا كنتُ أقول عندما قاطعني أحدُهم
أهلاً و سهلاً بمن سيكون لها فضل كبير علينا !
جميل و فضلي سابق !! لا بد من قفزات الولدنة في مثل هذا الموقف ، فأنا ما زلت في صفوف الطلبة و ما غادرت مقاعد الدراسة بعد !
و بكم سيدي الكريم من تكون حضرتك ؟
صمتٌ و ابتسامةٌ لاذعة ارتسمت على وجهه ، فقد سخر من سؤالي حقاً
و بعد
انطلق مسرعاً يحمل بين يديه لوحةً صغيرةً خشبيةً حُفر عليها النصيحةُ المهداة
الظاهر أنه حفرها لكثرة ما يحتاجها أمام أمثالي كل عام
الحِلم سيِّدُ الأحكام !! ها و ماذا يعني ؟ لم أستطع وقتها النَّفاذَ إلى عقل مدير تلك المدرسة فهو يمتلك من الجفاء ما يمتلك ، بحلّةٍ أجزم أنها لا تليق به
ابتسامة ظاهرية ! من أين أتى بها ؟
بدأ أملاءاته و كأني قادمة من عصر لم يخالط العلم و التعليم بدا لي و كأني جهزت أموري على أن التعليم سيتم إصلاحه على يدي و مشكلة الشرق الأوسط هدفي في المسيرة التعليمية
تكلّم كثيراً إلى حدّ كنت مضطرة للذهاب مع كل قطب يحوّلني عن المسار و يرسل في الطريق فكرة أو نكتة أو حتى مثل شعبي !!
رغم أني لم أنبس ببنت شفة إلا أني لو كتبت ما دار في ذهني حينها لاحتجت ماعون ورق
عدتُ أدراجي طالبةً تحلمُ بالمستقبل ، و ترسم ما يحلو لها فيه من حقائق متوخاة تسرق من الطبيعة أجمل الورود و أحلاها لوناً
و أشجار كثيفة تشرح تضامنها كثيرٌ من الغربان المحلقة فوقَها
أما السماء كنتُ مصرةً في كلِّ مرة أعيد رسم اللوحة المستقبلية لحياتي ، أن تكون زرقاء صافية تتداخل فيها غيوم متناثرة في كل هبوب
و الشمس عليها أن تكون راحلة تبحث عن خليلها الأفق فيما بعد
ها قلتها من غير وعي عندما سمعت الرجل المتحدث أمامي ينعتني بالمعلمة يدعوني للذهاب معه إلى الصف ليعرفني على طلابي الجدد
هنا سألت نفسي ماذا يمكن أن يكون انطباعه عني و هذا ردي لتلبية الدعوة !
شعرت بالأسى فما كنت أحسبها البداية المرجوة للولوج لعالم طالما رغبت أن أدخله يوماً
تمنيتُ لو أن الإنسان يستطيع معرفة من سيلتقي في اليوم التالي لأعد نفسي و أضع محفظة الأدب و الإتكيت في جيبي
مرت دقيقة نصعد درجاً و نمشي في بهو ، لكنها كانت ساعة زمنية تكفيني لنحيب عشرة من النسوة و خفقان قلب عشرين عاشق
و فضلاً عن كل هذا و ذاك لعنة ألحقتها بالمتبختر أمامي !!
هل ظن أني طفلة حشرت أنفها وسط الطباخين ؟
يدلني على الطريق ما قلنا لا فأنا في مكان جديد بل و بلد لم يتسنَّ لي زيارتها من قبل
أما أن يمدَّ يده هكذا ! و بلا إذن مسبق مني !! يا لها من قلة احترام
لم أكن يوماً أحترم هذا التصرف من مدير مدرستي أيام الصّبا و كم كنت أنال المعلمات و المعلمين على شاكلتي وقتها بكلام يرفع عني وصف المهذبة
إن أول دخول للصف مكللاً بهالة الهيبة و الوقار اللذان يجلبهما الهدوء و الصمت وحده دونما مرافقة لأكثرُ الأساليب نجاحاً في رسم الصور الجيدة للمعلم
و خاصة لمن انطلقت صافرة البدء في ملعبه
كان هذا أول مبدأ اتخذته في حياتي المهنية
هكذا كنت أتمتمُ راجيةً المولى الخلاص
اشتد غيظي مرتدةً إلى الوراء محاولةً استجماع ما نسفه ذاك المدير من إقدام و همة جلبتهما معي تَعَرّا في اللحظة الحاسمة
عندما شعرت بكفيه تقتلع آمالي في كل ضغطة كان يتهاوى بها على مقبض باب الصف زعماً منه وجوب التريث و كأني أحتاج لمنبه يرسل سيالة عصبية تعلم العقل بضرورة الإمساك عن كل فكرة خارجة عن نص ذاك الموقف .
أرادني هادئة صاحبة خجل بناتي يفرض من خلاله عليّ سطوته طول عام دراسي ، ربما ليضمن منفذاً إلى ممارسة هوايته بتوزيع الأوامر اليومية أو بحثاً عن إجابات مسكتة للمعلمين إن احتاجوه بخدمة يوماً ما !
هكذا كانت ساحة الوغى في عقلي ، مشتعلة بأفكار و أفكار نصفها أو أكثر أوهام امتثلت إلي
لا أعرف السبب إلا في فرض نفسه عليّ و كأنه الخبير بتفاصيل طرق التعليم و مقوماتها .
كالقطرة من السماء الملقب أبو علي رواني طمأنينة عندما نادى المدير بصوته الأجش يطلب منه القدوم حالاً
يا لهنائي و أخيراً سأبدأ بتنفيذ خطتي المعدة منذ سنين كما يحلو لي
بردت كل أنفاسي و عادت نضارة وجهي و حلقت بي الأطيار لما خلف ذاك الباب !
هنا و في بهو كالذي كنت أركض فيه محاولة اقتطاع الزينة بكل قفزة و هاربةً من ظل معلمة أو موجهة يُسمع كعب نعليها من بعد كيلو متر وقفت
شردت طويلاً ألتمس التغير المفاجئ الذي سيحصل عبر هذا الحاجز عند شقّ ذاك الباب
فمتى فُتح و تراءت أمامي مقاعد الدراسة و التي لا مكان لي فيها إذ صار مكاني المخصص المنصة أمام الطلاب يصبح من اللازم امتثال الشخصية الجديدة
آهٍ كم هي خسارتي !
مع كل زفير أطلقتها فأنا على علم واسع بما يرتبه الطلاب للمعلم من مقالب و اختبارات و استفزاز أيضاً
على علم تام بأني للتو ماثلة أمام مشارف نقيضَين لا احتمال ثالث ينقذني
فإما الصمود و الهدوء و التحلي بالصبر و كمال أخلاق يتكفل بتوقيع مثل هذا الجيل أني معلمة لا مثيل لها و يُكتب لي النجاح أو هو التردد و الخوف و الغضب المغتصب لتصرفاتي مع كل إساءة أو تقصير في الواجب من التلاميذ فيلتحق اسمي قائمة المعلمين المنبوذين في حضرة الطلاب
أحرقتها كلها و قد توجب عليَّ فعل ذلك
أن تحملَ ورقةً نسخَت كل تقاسيم الطفولة و رعت بحنان زلات الماضي و شقاوته
لهو أكبر جريمة بحق نفسك أمام تلك المهنة .
كيف و أنت اليوم ستقف في الضفة المقابلة و تصوّت في كل ترشيح يتم أن الغلبة للمعلمين و هذا الجيل الجديد رافد كل انكسار .
بعد أن دغدغت خياشيمي اشتعالات البراءة و تحققت من برودة أعصابي تفردت نفسي عن كل عثرة تساوم قدمي عن التقدم و تبعث التردد في ساعدي ليمتد أخيراً و يلتف الكف بمقبض الباب
لست أوافق كل مصرّح أن هذا الجيل الجديد لا يعرف الاحترام بل أراهن أن الخير و كل الخير فيه
اشتدت حالة الذهول التي ما فتئت و ارتدتني !!
معطف الشخصية القوية كان أرخص بضاعة حضرت أمامي من غير مناقصة أعلنها بيني و بينها .
مهابةٌ وقفت تتجلى أمامي و سحر الرجال يعزفها صباحاً مرتداً عن صوتي الخجول
صباح الخير رجالَ المستقبل كان إيمائي .
الجلوس و يسبقه لطف في الحديث يبتعد عن لفظ الشارع الملاصق لبيوتات كثر من أهالي بلدتي لا أعتقد أنه يتمكن أن يكون طالباً في إحدى تلك المقاعد !
التفاتة سريعة و التقاط صور هنا و هناك يا لروعة هذه السبورة ! هل سأكتب عليها أنا ؟
و الطلاب
هل اتخذ هؤلاء دروساً عند أمهاتهم في الرتابة و النظافة للتو ؟
وافرحتاه قلتها في داخلي على وتر الرضا كاد لحنه الصخب أن يفضح سعادتي ، و كبتُه !!
لجمت هذه الترانيم خيفة أن تتسبب لي بمساحة كبيرة لزوابع طلابية ، فلا زلت عند حافة الاختبار !
ابتسامة خفيفة ترنحت على شفتي كلما مقتها باشتداد و ارتخاء عضلات وجهي عاودت الارتسام !
كارثة حلّت بي ضبطتُ كلماتي لكن لعنتي على الابتسامات !
صعبٌ ردُّها
هكذا كانت حفلة التعارف بين كلمة حلوة و إمعان في الجذب للمادة و خلق تحدي جديد على جسر حطمه عدم الاكتراث الإداري مدة .
عدنا نشذّب المقضوم و نرتّب المبعثر
في كل زاوية تركَتها رثةَ المظهر مسائلُ و مسائلُ على طاولة المدير !!
حلمٌ و أي حلم . !!
hgd,l hgH,g
تسلم يا أخي دائما رائع بمواضيعك وأختياراتك الراقيه
تحياتي وكل الشكر والتقدير والاحترام
نبيل عبارات الشكررررررررررررر
يسلمو بو غالب على الكلمات الرائعه
يعطيك الف عافيه
تقبل مروري
يعطيك العافيه .عالطرح
« رحلتي روووووووووووووووعه.للم طرب عبدالله رويشد | مهم جدااااااااا ( من الطاااااااااااااارق ) » |