معا نتطور سلم الإرتقاء والجدار الصحيح
كل إنسان لدية طموح وأحلام يود لو تحققت ، ودائما يكون هذا الطموح متجها نحو الأعلي ونحو الأكثر ، بالنسبة للمكاسب والمكانة الاجتماعية ، ولذلك نري إشارات النصر والتفوق تتجه نحو الأعلي وإذا أراد الإنسان أن يعبر عنها بيده إلي الأعلي
وهكذا ألرتبط الأعلي بالتفوق والتميز وأرتبط الأسفل بالخسارة والإحباط ، كما أرتبطت الكثرة بالخير غالبا والقلة بالفقر وضيق الحال كل إنسان يريد أن يرتقي صاعدا في المكانة الإحتماعية ، كما أنه يريد أن يستكثر من المال والمتاع والذرية وهذا شئ مشروع للإنسان طالما كان من الحلال وبالطرق الشرعية
ومع هذا ينبغي الإنتباه إلي ما أمر مهم حتي تتحقق الأماني ويستمتع بها الإنسان أبلغ إستمتاع ولا تكون وابلا عليه بعد تحققها ، وربما يتمني لو أنها لم تتحقق !! وسنضرب مثلا لهذا
عندما تستخدم سلما للوصول إلي مكان عال لإنجاز عمل ما ، تحرص علي علي إختيار سلما متين متماسك ويكون طوله كناسبا للغرص المقصود ، ثم تتأكد من وضعه في الكان الصحيح لنحقق الهدف الذي نرجوا به
ولذلك ليس غريبا أن نري في حياتنا أفردا حققوا ما كانوا يعتبرونه هدفا لهم وكانوا يظنون أنه بمجرد تحقق هذا الأمر سيحصلون علي السعادة وراحة البال . ولكنهم بعد وصولهم لما يريدون عاشوا تعساء ولم يستفيدوا من تحقيق رغباتهم شيئا ، لا السعادة ولا راحة البال
لقد تسلقوا السلم حتي النهاية ولكن عندما وصلوا إلي النهاية أكتشفوا أن السعادة التي كانوا يرجونها بتحقيق هذ الهدف ليست هنا ، ولم يتبق من العمر والإستطاعة ما يمكنهم من العودة والبدء من جديد لقد أكتشفوا في النهاية أنهم أهتموا بالسلم وقضوا عمرهم في الصعود عليه ونظرهم معلق نحو الهدف الأعلي لكن بذلك ولم ينتبهوا إلي الحائط ، لم ينتبهوا إلي الطريق الموصل إلي أين سيؤدي بهم وما هي نتائج هذا الطريق ؟ ما الذي سيحصل بعد الوصول ؟ وهل هذا الطريق فعلا أم انه خداع للذات والنفس بسبب الهوي والوسواس ؟
إن الطموح حق لكل إنسان ، بل إن فطرته لا تقبل إلا الطموح والإرتقاء و الإستزادة . ويبقي عقله وتفكيره وحكتمته تترجم له هذه الأحلام .
في حياتنا رأينا أستاتذة ودكاترة وتجارا وسياسين ورؤساء ومدراء بغلوا في حياتهم ما يحسدهم عليه الآخرون ويتمنون أن يكون لهم بعض ما عند هؤلاء ، ولكن في حقيقة الأمر إذا قدر لك أن تطٌلع علي حياتهم التي وراء الستار وتتعرف علي مشاعرهم الحقيقة ستجدهم يعيشون في عذاب لا يتمناه أحد ، لقد وصلوا إلي السلم كلما كان عاليا كلما كان السقوط منه أخطر ، وتدارك الخطر أصعب ، لقد أرتقي هتلر سلم النجاح وكانت له دولة وصولة ، فماذا كانت النهاية !!
يبقي السؤال المهم هنا
ما الذي ينجينا من هذا المصير ويمكننا من أختيار السلم الصحيح والحائط السليم ؟
ورد في الأثور قولا ( ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ) ،، ولذلك علينا أن نقتنع أولا أننا مهما بلغنا من الذكاء والألمعية والإطلاع وخبرة الحياة ، فإن ما نجهله يبقي أكثر مما تعلمناه
وعلينا أن نقتنع ثانيا أن عمل عقلين أفضل من عمل عقل واحد ، وثلاثة عقول أفضل من عقلين وهكذا ،،، وعلينا ان نقتنع ثالثا أن الغستفادة من خبرات الأخرين وسؤالهم ليس عيبا وليس دلالو علي قصور عقلنا بل العكس هو دلالة علي الذكاء والفطنة . لأنك تستفيد من عقول الآخرين مجانا حينما تسألهم . ويكونوا سعداء بتعليمك ، ولو طلبت منهم أقل الأشياء تفاهة من الماديات لما أعطوك بغير مقابل ، أليس من الذكاء أن تستفيد من الآخرين مجانا ولا تخسر شيئا !! والحكمة ضالة المؤمن أني وجدها غهو أحق الناس بها
وعلينا ان نقتنع رابعا وهو الأهم ، أن نأخد بالمبادئ الثلاثة التي ذكرناها أعلاه وبكل الأسباب الاخري قد تفشل وتقصر ما لم ندعمها بالإيمان بالله والإيمان بقلبك ونفسك وحياتك فهذا الإيمان حصن حصين للإنسان من المزالق الخفية في طريقه ، وإذا إقتنعت بهذه المبادئ الأربعة وعملت بها فأصعد نحو الهدف ولا تخف ،
لأن إيمانك بالله وبنفسك في مشروع حياتك سيسددك كما أن أستشارتك وإستفادتك من عقول الآخرين ستصحح طريقك بإستمرار فإذا مال السلم بك وإنحرف ستجد من ينبهك ، وإذا كان في الحائط خرق أو خلل ستجد من ينذرك ، وستجد من إخوانك وأصحابك من يمسك لك هذا السلم كي لا تقع ، وستجد من ينتظرك في الأعلي ممن سبقك من الناجحين ليأخد بيدك ، ولن تعدم من يدعوا لك بأن يثبث الله قدميك ويعينك علي االصعود
وحينما تصل سيصل معك الكثيرون ، ممن سألتهم وأستعنت بهم وأعنتهم وسيفرح بك السابقون ويسير علي أثرك اللاحقون وهذه هي السعادة الحقيقية وليست السعادة بوصول الإنسان وحده إلي الهدف فهده أنانية سيدفع ثمنها ولابد أن يدفع ما قدمته أنانيته
إن طريق النجاح متعب ولكنه لذيذ ،، والسعادة التي تاتي في النهاية تنسي النجاح كل تعب عناه ، ويبقي أن ننتبه إلي سلم مثين وحائط صحيح .
luh kj',v sgl hgYvjrhx ,hg[]hv hgwpdp