لا أوحش الله منك يا رمضان
ها هو شهر التوبة والتبديل والتغيير قد عزم على الرحيل يومان ويلفظ رمضان أنفاسه الأخيرة ، سيرحل عنا وترحل معه أجمل الاوقات. يا زائرنا الكريم المرتحل، ها أنت تطرق الأبواب تستأذن للرحيل وتتركنا بعد أن أتيت إلينا بعد طول غياب، ها أنت تطرق الباب للرحيل وتتركنا ونحن في اشتياق إليك، ليال عشناها في صفاء ونقاء وهدوء نفس يا لها من أيام أضاءت سماء دنيانا وملأت الأرض نورا وروحانية.
برحيلك سيرحل "قمر الدين ،"والقطائف والعرقسوس ، والامساكية ، وتأففات الموظفين ، وضيق صدورهم ، وسترحل أيضا بسطات العصير المشبع "بالاسانس" والسكر ، ومخللات الفلفل والخيار واللفت الملون بالأحمر ، وبسطات الفجل والبقدونس والجرجير والبصل الأخضر سترحل كل هذه "الطقوس" مع أول خيوط نهار العيد ، لنسأل: يا إلهي هل كان هذا هو رمضان
نعم سيحزن كثيرون لأن موسما من مواسم الخير العميم ارتحل ، ولا يدري أحد من سيكرمه الله برمضان قادم.
بمثل ما استقبلناك نودعك وبمثل ما أتيتنا نودعك سوف نشتاق إلى لياليك الإيمانية وإلى أيامك المنيرة وإلى دفء المشاعر الصافية ،
وداعاً يا شهر القرآن، وداعاً يا شهر الصيام والقيام، وداعاً يا شهر الرحمات والبركات، وداعاً يا شهر الجود والإحسان والخيرات، وداعاً يا شهر التوبة والغفران والعتق من النيران، وداعاً يا شهر الاعتكاف والخلوات، وداعاً يا شهر الانتصارات والغزوات الفاصلات، وداعاً أيها الزائر العزيز، وداعاً أيها الضيف الكريم.ولا أوحش الله منك يا رمضان
gh H,pa hggi lk; dh vlqhk