طرح رائع وجميل اخوي بوغالب وهذا مااعتدناه منك
بالتوفيق
|
التواصل قيمة و معنى
التواصل من أهم الأمور في حياتنا، وهو من أجمل وأسمى فنون الحياة، ولكنه في نفس الوقت من أعقدها وأصعبها.عندما يولد الطفل الصغير لا يجد ما يتواصل به مع محيطه إلا بكاؤه وضحكه، ثم ما يلبث أن يطور آليات التواصل من لغة وإيماءات وحركات. وتختلف القدرة على التواصل من شخص لآخر حسب المواهب والخبرات التي يمتلكها ويكتسبها الشخص . والتواصل يكون إما لنقل خبر أو معلومة أو للتعبير عن الآراء والمشاعر . وتتعدد طرق التواصل في زماننا هذا لتشمل ألوانا وأطيافا متعددة، لكن في النهاية يجب أن يكون التواصل صادقا ومعبرا لكي يكون تواصلا حقيقيا.
أقوى أنواع التواصل هو التواصل المباشر ” فيس تو فيس” ، وفيه يكون لدى الشخص عدة آليات للتواصل، العيون ولغتها ، الإيماءات والحركات الجسدية، والمصافحة والعناق والتقبيل، والتربيت على الكتف والمسح على الرأس وأمور أخرى كثيرة تنقل رسائلنا إلى الغير بالإضافة إلى الكلام والخطاب. لكن مع تباعد المسافات وتطور أجهزة الاتصال ، ظهرت لنا وسائط جديدة للتواصل من هاتف وانترنت . وفي العادة نلجأ إليها لتوفير مشقة الزيارة وتكاليفها بطريقة التواصل المباشر ، فيكون الهاتف هو الخيار الثاني، إما مكالمة أو رسالة نصية قصيرة. أما الخيار الثالث فهو التواصل عن طريق الانترنت، إما بالمحادثة صوتاً أو كتابة أو برسالة إلكترونية
ما يلفت الانتباه هو قيمة التواصل في كل طريقة من الطرق الثلاث السالفة الذكر : المباشر والهاتف والانترنت أقصد هنا القيمتين المادية والمعنوية . فنجد من الناحية المادية أن التواصل المباشر هو أكثر الطرق تكلفة ثم يليه الهاتف ثم يليه الانترنت والتي تعتبر تواصلا مجانيا أما من الناحية المعنوية فنجد أن التواصل المباشر هو أصدق الأنواع وأكثرها تعبيرا وفعالية في نقل رسائلنا للأشخاص الآخرين “فيس تو فيس” . لكن عندما ننزع بعض مميزات التواصل المباشر ونستعيض عنه بالهاتف ، نجد أن المصداقية تقل ، وفي حالة الانترنت تقل كثيراً.
ولهذا نجد غالبية قصص النصب الاحتيال وخرابيط الحب والغرام تتم عن الهاتف والانترنت . ربما لأن قيمة التواصل عن طريق الهاتف أو الانترنت قلت ماديا ومعنويا، وقد سمحت بان تكون وسائل التواصل هذه وسائل للهو واللعب، ل لتنقل الحقيقة وتقربنا من بعضنا ، بل لتبعدنا عن بعضنا وتزيد المسافات والفاصل بيننا. ربما لأنها تأخذنا إلى عوالم وهمية لا نجد فيها إلا أصواتا أو كتابة لا نعرف صاحبها، مما يسمح للبعض بالتجرد من قيمتهم ومبادئهم وتجربة الفلتان الامني في تلك العوالم
يتبقى هناك نوع عجيب و جميل من التواصل، وهو تواصل القلوب. قرأت عن هذا الأمر عندما تصل العلاقة بين شخصين إلى وشائج متينة، يجدان معها رابطاً روحياً بينهما، و عندما يفكر أحدهما في الآخر يجد في نفسه مشاعر ملتهبة و ردود أفعال عضوية عديدة؛ من احمرار للجبين و تصبب للعرق و انقباض للـ”بلاعيم” و بلع للريق، و نجد الشخص الآخر أيضاً في نفس اللحظة يفكر في صاحبه و يجد في نفسه مثل ما يجد صاحبه. لكن ما يميز هذا التواصل قيمته المادية المعدومة و قيمته المعنوية الكبيرة و المصداقية المطلقة بين الطرفين.
التواصل هو أساس انسانيتنا و بشريتنا، و كل شرائع العالم و قوانينه بنيت على أساس التواصل الحاصل بين الناس، و كل القيم و المبادئ التي تربينا عليها و زرعت في نفوسنا قامت على التواصل الحقيقي؛ فالكريم ليس كريماً لوحده، و الخلوق ليس خلوق بحد ذاته، و قليل الأدب ليست قلة أدبه مع نفسه هو بل مع غيره كل شيء ينسب للإنسانية يرجع إلى التواصل التواصل الحقيقي. و ما أريد أن أقوله أنه مهما كانت وسيلة التواصل فيجب أن تعبر عن انسانيتنا. فهي مجرد وسيلة للتواصل، وليست غاية التواصل. و إلا فإن التواصل سيفقد معناه و سنفقد القيم والمبادئ التي نمتلكهاهل إذا كان التواصل من وراء حجاب أو عبر رسالة أو هاتف أو تلفاز أو حاسب آلي؟! هل نستطيع أن نكذب أو أن نخلع ثوب الحياء؟! هل نستطيع أن نفقد احترامنا و ثقتنا بأنفسنا قبل الآخرين؟! إذا كان ذلك، فنحن لم نعرف معنى التواصل الحقيقي، و لم نعرف كيف نعيش كناس بشريين آدميينhgj,hwg rdlm , lukn
طرح رائع وجميل اخوي بوغالب وهذا مااعتدناه منك
بالتوفيق
تشكرااااااااااااااااااااتي دام عزك
يعطيك العافيه ع ما طرحت لنا
ما ننحرم من أبداعك .
دمت بخيرَ
.
« إلى أين هاجرت المشاعر | التواصل » |