بسم الله الرحمن الرحيم
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد العلام
و على النبي الكريم الصلاة و السلام
أما بعد
فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت
جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني لنأخذ منها العظة و لنتذكر حقيقة هذه الدنيا .
و خير ختام لهذه الحلقات اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام .
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف ، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم
فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره . و عاد رسول الله إلى حجرته ، و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا .
و جاء الضحى و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعا فاطمة فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا فبكت لذلك ، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت .
و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم و بلغ منه مبلغه . فقالت فاطمة : واكرباه . فرد عليها رسول الله قائلا : لا كرب على أبيك بعد اليوم
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته : الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم و كرر ذلك مرارا
و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك ؟ ، فأشار برأسه أن نعم . فإشتد عليه . فقالت عائشة : ألينه لك . فأشار برأسه أن نعم . فلينته له .
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله . إن للموت لسكرات .
و في النهاية . شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم . و تحركت شفتاه قائلا : مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني . و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
اللهم الرفيق الأعلى
و فاضت روح خير خلق الله فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.
حــــــــــلاتي صمتي
lpl]wgn hggi ugdi ,sgl ugn tvha hgl,j