بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الشماتة من الصفات الذميمة التي ربما كانت عند البعض , والشماتة جاء في تعريفها أنها الفرح ببلية تنزل بكل إنسان تعاديه من المسلمين أو غيرهم,والشماتة هي, السرور بما يصيب
أخاك من المصائب في الدين والدنيا,وينبغي للمسلم العاقل أن ينزه نفسه عن الشماتة بأي أحد حتى وإن كان عدواً , ومن الشماتة التنابز بالألقاب وقد نهانا الله عن ذلك فقال( ولاتنابزوا
بالألقاب ) وينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه عن أن يتكلم بأي أحد من الناس أياً كان فيشمت بأخيه المسلم وبمصيبته وبما حل به ,أو يشمت بعيب خلقي فيه,أو بصفة من صفات الذميمة أو بطبع
من الطباع فيه فكل هذا نهينا عنه , والمسلم الحق هو الذي يكف لسانه عن ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )وليحذر المسلم كل الحذر من
الشماتة بأخيه المسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم(لاتظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك )بل ربما والعياذ بالله امتدت شماتته ليست للأحياء بل للأموات ولايزال يشمت بهم
ويعيرهم وقد قال صلى الله عليه وسلم(لاتسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ماقدموا ) فربما وقعت أنت بالأمر الذي كنت تشمت به بأخيك وتقع في نفس الخطأ الذي كان يقع فيه,ولما شمت
أبا ذر رضي الله عنه ببلال رضي الله عنه وعيره بأمه وقال ياابن السوداء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم(إنك أمرؤ فيك جاهلية ) فالشماتة هي من صفات أهل الجاهلية الذين ما يتركون
أحداً إلا ويسخرون منه ويشمتون به,أن البعض ربما يقصد تتبع عورات إخوانه ليشمت بهم وقد قال صلى الله عليه وسلم( من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته وفضحه في جوف
بيته )فاحذر,وكن على حذر, ثم أين الستر على أخيك المسلم,إن للشماتة مضاراً عظيمة تفتك بالمسلم وبحسناته فمن ذلك أن الشماتة تسخط الله تعالى,وهو سبحانه لايرضى هذا من
العبد ,إذا كانت هذه الصفة بالإنسان فهي دليل على سوء خلقه وقد تعوذ رسولنا صلى الله عليه وسلم من سوء الخلق,مالفائدة من هذه الشماتة التي لاتورث إلا البغضاء والعداوة بين الناس ,
وكل واحد منا لا يحب أن يشمت به أحد وإذا سمع من يشمت به فإنه يحقد عليه ويكرهه ويبغضه فبذلك تنتشر هذه العادات الذميمة في مجتمعاتنا,وبهذه الصفة يساهم الإنسان في تفكك
المجتمع والذي ينبغي المسلم أن يحرص كل الحرص على تماسكه وتعاونه , وقد قال سبحانه( وتعاونوا على البر والتقوى )وإذا شمت اليوم بأخيك فسوف يأتي اليوم الذي يشمت بك
غيرك,قال الله عز وجل,عن موسى عليه السلام (فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين)وقيل لأيوب عليه السلام, أي شيء من بلائك كان أشد عليك, قال, شماتة الأعداء,
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء ، ومن جهد البلاء ، ومن شماتة الأعداء)
نسأل الله أن يقيني وإياكم هذه الخصلة الذميمة وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدنا وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.
مما راق لي
م/ن
</b></i>
( Yp`v hgalhji )