يرد في هذه الأيام بيت قاله شاعر في بعض البلاد الإسلامية ونصه:
اذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وقد سُئلنا عنه كثيراً، والجواب أن فيه تأملاً:
1 - فإن كان معنى البيت إرادة الشعب تغلب قدر الله تعالى فهذا مجازفة في القول لا يجوز لمسلم أن يتفوه بها؛ لأنها غلطة شاعر لا تكرر. والشعراء لهم مجازفات معروفة.
قال الله تعالى {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا}
2 - وإن كان الشاعر يقصد أن الشعب لا يحصل على مطلوبه إلا إذا كان الله قد قدّر له حصوله عليه فهذا معنى صحيح. وقد قال شاعر آخر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
3 - وإن كان الشاعر يقصد أن الشعب إذا أراد شيئاً فلا بد أن يعمل الأسباب المشروعة لأجل حصوله، ويكون ذلك من باب قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما امتنع من دخول البلد الذي وقع فيه الوباء فقيل له: أتفر من قدر الله؟ قال - رضي الله عنه -: نفر من قدر الله إلى قدر الله. بمعنى أننا نأخذ بالأسباب الواقية التي أمرنا الله باتخاذها، وهي من قدر الله تعالى؛ لأنه لا يقع في هذا الكون إلا ما قدَّر الله. فهذا أمر مشروع والله أمرنا بطاعته لنتقي بها عقابه الذي قدره على مَنْ عصاه.
وعلى كل حال فهذا البيت مجمل لا يجوز التلفظ به حتى يُعرف معناه ويُبيَّن للناس. والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
هيئة كبار العملماء
تحياتي
Y`h hgauf d,lhW Hvh] hgpdhm tgh f] Hk dsj[df hgr]v v] idzm ;fhv hguglhx