الملاحظات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 25 من 25

الموضوع: رواية الخاطف الجذاب

  1. #21  
    المشاركات
    3,260

    ]الفصل العاشر



    توالت الطرقات على بابها، إلا أنها رفضت الخروج

    " جوليا، آسف إن كنت أسأت إليك ليلة البارحة!، لكن أخرجي!"

    صرخت قائلة:" لا أريد"

    " كفي عن التصرف كالأطفال! وأخرجي!"

    فتحت الباب وقالت:" حسناً، سأعود إلى أراليا ولن تستطيع منعي!"

    قال ببرود:" لن أمنعك، لكنك لا تستطيعين الذهاب!"

    " ولم لا؟"

    " لأنك لو كنت حقاً تريدين العودة إلى ديارك، لفعلت في الأسبوع الماضي!"

    " ربما غاب عن ذهنك أيها السيد بأنني مجردة من المال و وسيلة الإتصال!"

    " لست مجردة من كل شيء!، فقد كان بوسعك استعمال هاتفي دون أن يمنعك أحد، حتى أنك استعملته ذات مرة!"

    صدمت واتسعت عيناها دهشة:" أكنت تعلم؟ لقد كنت ( وفجأة تحولت لهجتها من الدفاع إلى الهجوم) لقد كنت تعلم طوال الوقت، ومع ذلك لم تتكلم!، لماذا لم تمنعني؟، لماذا لم تقطع الاتصال؟، أم أن فضولك كان أشد وقعاً عليك من حذرك، ففضلت التنصت عليّ على اتخاذ الحذر؟"

    " اهدئي، لم اتنصت على مكالمتك، ولم اقطع الاتصال لأنني لم أر سبباً يدفعني إلى ذلك، فجون لن ينقذك حتى لو أراد ذلك!"

    " أنت واثق جداً"

    " بالطبع، وقد سبق أن أخبرتك بالسبب!، بالمناسبة، إن أردت الذهاب، فلن يمنعك أحد، وإن أردت البقاء، فبيتي يرحب بك، ومن يعلم قد أخبرك يوماً بالقصة الحقيقية!"

    استدار وذهب بينما بقيت جوليا تنظر إليه فاغرة فاهاً، محاولة استيعاب ما سمعته قبل قليل

    لقد كان قلبي يحدثني منذ زمن بأن ما أخبرني به لم يكن الحقيقة تماماً، مهلاً. لقد أخبرني بأن بيته يرحب بي، ولم يقل بأنه يرحب بي!، وهذا يعني. يعني يعني بأنه لا يرغب بوجودي هنا!

    أحست بتحطم شديد في قلبها عليّ أن أعود إلى منزلي، فهناك على الأقل أبقى محفوظة الكرامة!

    لكن لا، لن أذهب قبل أن اكتشف الحقيقة، ثم إنني لم أطلب منه أن يحضرني إلى هنا، بل إنه تحدى الصعاب وواجه المخاطر في سبيل اختطافي. لكني لن ألح عليه لمعرفة القصة، بل سأجعله بطريقة ما يخبرني بها بنفسه

    دخلت غرفتها وأخذت تفكر بتلك الطريقة

    أما عن آليك فقد خرج من منزله غاضباً منها، من نفسه، من جون ومن أخته فالجميع تدخل في تعقيد الأمور

    ركب سيارته، وأخرج هاتفه الخليوي، طلب رقم جون، لكنه تذكر بأنه وعده بألا يتصل به مطلقاً، فقطع الاتصال

    لم يستطع أن يكسر كلمته كرجل، ( الدمر عباله رجال، توه عز الشباب)، لم يعرف ما العمل، فبعد المحادثة التي جرت بينه وبين جوليا، عرف أنه لن يقو على إخبارها بالحقيقة مهما كان السبب!

    مر يومان على هذه الأحداث، كانا خلالهما يعاملان بعضهما ببرود شديد، يدفع من يراهما إلى الرغبة في قتلهما.

    في اليوم الثالث، جاءها آليك حاملاً كيساً كبيراً، وفتاة تمشي من خلفه.

    " جوليا، لقد وصل فستان السهرة لحفلة الليلة!، تجهزي للحفلة، ولا تتأخري!"

    أخذته وقالت بابتسامة:" لا تقلق!"

    والتفتت نحو الفتاة الأخرى وسألتها عمن تكون

    أجابتها قائلة:" خبيرة التجميل مايا"

    " مرحباً بك مايا، تعالي معي!"

    وصعدتا إلى غرفتها. بينما بقي آليك ينتظر في غرفة الجلوس، وحين غابت الشمس، صعد إلى غرفته ليستعد هو الآخر.

    أخذت مايا تضع لجوليا المكياج وابتسامة خبيثة ترتسم على وجه جوليا، وحين انتهت قالت:" ما أجملك يا آنسة براون!، لم تحتاجي للكثير من الزينة!"

    ردت جوليا مسرورة:" أتظنين هذا حقاً؟"

    " أوه بالتأكيد!"، وخرجت بعد أن ودعت جوليا

    قالت في نفسها:"والآن يا أليكس فورد، سنرى من منا ستكون الأجمل، أنا أم خطيبتك؟"

    فجأة خبت ابتسامتها، فقد تذكرت أنه خاطب وأنها بذلك تحاول سرقته من أخرى، فحاولت تغيير زينتها بأخرى بسيطة وتافهه، إلا أن صوته ارتفع منادياً فلم تجد الوقت الكافي فاختطفت حقيبة يدها ونزلت

    عندما رآها سكت وكأن على رأسه الطير

    خافت وقالت:" ألم أعجبك؟، أقصد ألم تعجبك زينتي!"

    لم تعجبيني؟، هل أنت غبية؟، أو أنك ببساطة تتظاهرين بالغباء؟، أنت رائعة جداً

    بل أكثر من رائعة، لا أدري أين كنت قبل أن يدخل جوليان حياتك

    قال بابتسامة:" بالطبع أعجبتني زينتك!، هل نذهب؟"

    ابتسمت وقالت:" فلنذهب!"

    أمسك بمرفقها وخرجا.

    كانا ثنائياً رائعاً، فقد كانت تلبس ثوباً أبيضاً موشحاً باللون الأحمر، قصيراً بشرائح متداخلة من قماش أحمر و أبيض، مع صندل ذي كعب عالٍ أحمر

    بينما تركت شعرها منسدلاً، فغطاها حتى ركبتيها، ووضعت مكياجاً ناعماً، فبدت رائعة الجمال بشكل لا يوصف.

    أما آليك، فقد لبس بدلة رسمية سوداء اللون مع ربطة عنق حمراء قانية، فبدا جذاباً للغاية.

    وصلا أخيراً لحفلة الفالنتاين.

    لم يكونا أول الحاضرين فقد كانت القاعة تضج بالناس من مختلف الجنسيات

    جاء لاستقبالهما شاب وسيم جذاب ( يهبل هذا)

    " مرحباً آليك!، ألن تعرفني على رفيقتك؟"

    " أوه أهلاً راي، إنها جوليا براون، جوليا، هذا ريموند فيليبس"

    مد يده مصافحاً:" مرحباً بك بيننا جوليا، أرجو أن تستمتعا بوقتكما، والآن أعذراني فعليّ الذهاب!"

    " إنه صاحب الحفلة، وهذا الفندق ملكه!"

    " أها" لم تكمل كلامها لأن شاباً آخر بمثل عمر آليك جاء في هذا اللحظة

    قال بمرح:" مرحباً آليك، كيف حالك؟، لم أرك منذ زمن طويل، أعلم بأنني كاذب، لكن ألن تعرفني على الفتاة الرائعة التي ترافقك؟!"

    " أهلاً بك كايل، هذه جوليا براون."

    " لا تقل بأنها."

    " أجل، أخت جون"

    قال مبتسماً:" مرحباً بك ليدي!، تشرفت بالتعرف إليك!، أين جون؟"

    قالت محرجة:" أخي، في أراليا! عنده بعض الأعمال الغير منتهية فلم يستطع الحضور"

    " إذن كيف أتيت إلى هنا، وكيف تعرفتي على آليك، فأنا أيضاً صديقهما، ومع ذلك لم أرك من قبل!"

    " هذا لأنني كنت في إجازة هنا، فتعرفت صدفة على آليك!، فقرر اصطحابي إلى الحفلة!"

    " أها، سررت بالتعرف إليك ليدي، والآن أرجو أن تعذراني" وذهب

    " يبدو أنني سأتعرف على أصدقاء جون كلهم هذه العطلة!"

    " هذا ما يبدو، إنما أنت تعلمين أن ما باليد حيلة، فلم يكن باليد خيار آخر!"

    " حسناً حسناً فهمت!"

    مفاجأة كبيرة لم تكن بالحسبان حصلت، مما جعل جوليا تستمتع بوقتها وتنسى حزنها لفترة

    حتى أن المطرب المشهور مايكل حضر الحفلة مع زوجته، فغنى أغنية كهدية لصديقه راي.

    قال آليك:" ألن ترقصي معي!؟"

    فرحت كثيراً وأومأت برأسها بالإيجاب.

    نسيت كل شيء آخر، و أخذت تفكر في حبها الضائع

    ضائع! لأنه خاطب! انتهت الرقصة فقالت:" آليك، لم تعرفني إلى خطيبتك بعد!"

    وما الذي ذكرك بها الآن!

    " خمني هويتها بنفسك!"

    جالت بنظرها حول الموجودات، وفجأة أشارت إلى إحداهن:" تلك الفتاة الشقراء!"

    قال مبتسماً:" لقد أصبت عين الحقيقة!، إنها هي بذاتها"

    قالت بغيرة:" أريد أن أتعرف إليها!"

    نادى تلك الفتاة فجاءت، قالت:" مرحباً آليك، لم أرك منذ مدة طويلة!"، ونظرت إلى جوليا دون اهتمام. مما زاد من عصبية جوليا.

    " أهلاً أيفا، ألن تتعرفي إلى رفيقتي؟، جوليا، هذه أيفا!"

    " مرحباً بك جوليا!"

    " أهلاً بك، سررت بالتعرف إليك!"

    كانت أيفا تتكلم طوال الوقت دون اهتمام، وفجأة اتسعت عيناها من الصدمة وقالت:" آليك، هل.؟"

    رد ببرود:" أرجو ذلك!"

    ابتسمت لجوليا بصدق هذه المرة وقالت:" سررت حقاً بالتعرف إليك، سنتكلم كثيراً فيما بعد، إنما أعذراني الآن فجيمي لن يعجبه هذا!"

    " من هو جيمي!"

    " إنه صديقها!"

    " وكيف تسمح لها بالذهاب معه؟"

    " كم مرة عليّ أن أردد على مسامعك، بأنني أثق بها ثقة عمياء!"

    " حسناً حسناً، إنها حياتكما وأنتما حرين بالتصرف فيها كيف تشاءان!"

    بدأت أغنية أخرى أروع، فدعاها إلى الرقص، إلا أنها رفضت، وفجأة ودون سابق إنذار، ذهبت نحو ثنائي مكون من أيفا وشخص آخر

    دخلت بينهما، وقالت مبتسمة لأيفا:" عذراً سآخذه منك!"، وأكمل رقصه مع جوليا، وعلامات الصدمة تبدو جلية على وجهه.

    وقفت أيفا مكانها متسعة العينين، صامتة، فلسانها لم يستفق بعد من الصدمة

    جاء آليك المحرج من تصرف جوليا الصبياني، أمسك بيدها وقال هامساً:" أيفا أكملي الرقصة، وسأشرح لك فيما بعد!"

    انتهت الأغنية فوراً فسحب آليك جوليا وخرجا من القاعة إلى الحديقة، أخذ يبحث عن مكان منعزل، لكن كلما مرا على مكان يطلق عليه منعزل، وجدا شخصين يتبادلان الهدايا.

    وأخيراً وجدا ذلك المكان المنشود.

    وقف واستدار نحوها قائلاً:" ما الذي فعلته جوليا، هل فقدت عقلك"

    سكت عندما رآها على وشك البكاء.

    " أنا آسف، أعرف أنك كنت تنشدين مصلحتي!، لا تبكي! سأذهب لحظة وأعود لا تتحركي!"

    وعاد إلى القاعة.

    أتظن أنني فعلت هذا لمصلحتك، لا، لقد فعلت هذا لنفسي، حتى أراكما مع بعضكما، علّ قلبي المسكين يتأكد من عدم جدوى حبه لك!

    أكرهك آليك، أكرهك.



    " أيها الخائن!"

    " لست خائناً، لماذا رقصت مع ابن عمك!"

    " لأنك تركتني لأجل تلك الفتاة!"

    " لم أتركك، فقد جاءتني بنفسها!"

    " أها، ولذلك ذهبت معها!"

    " وهل كنت تظنين بأنني سأقف مكتوف الأيدي وكأن على رأسي الطير، على أية حال، لم يكن من حقك أن ترقصي معه، حتى لو كان قريبك!"

    " ومن تكون أنت حتى تأمرني بأي شيء، اعتبر كل شيء بيننا منتهياً!"

    " ومن قال بأنني سأتزوجك بعد أن خنتني علناً!"

    " أيها السافل!"

    وصل آليك، وقال مهدئاً:" اهدأا أرجوكما!"

    " آليك، إنه يتهمني بخيانته!"

    " لا تفتعلا مشكلة أنتما الاثنان!، جيمي لم يكن خطأ أيفا!"

    " حتى لو لم يكن مقصوداً، ومع أنني أثق بك، إلا أن هذا لا يعني أن تتركني وتذهب معك!"

    "أوه، آسف أعتذر نيابة عن جوليا، لقد رأيتماها، أنها مجرد طفلة غبية، هيا لا تهدما حياتكما لسبب تافه، فزواجكما بعد أقل من شهرين فقط!، أرجوكما"

    " حسناً، أنا آسف حبيبتي على الكلام الذي تفوهت به قبل قليل!"

    ابتسمت أيفا قائلة:" وأنا آسفة أيضاً فلم يكن خطأك، إنه خطأ تلك الغبية!"

    قال آليك حانقاً:" لا تقولي عنها مثل هذا الكلام!"

    " أشكرك آليك، لأنك أنقذت حياتنا من الضياع!"

    أومأ برأسه وذهب ناوياً الخروج.

    إلا أن يداً امتدت ممسكة بذراعه، استدار فرأى كايل

    " آليك، يجب أن تتزوجها!"

    " ماذا؟!!!!!!!!!!!"

    " لا تنظر إليّ هكذا، أنا أتكلم بجدية، فعلى الرغم من أنها وجدت الفرصة للقول بأنها مختطفة، إلا أنها لم تقل، وهذا يعني أنها تثق بك!، ثم إنها رائعة الجمال، وأخت صديقك، وهذه الأسباب كافية للزواج!"

    " يا للمنطق العجيب!"

    " ألم تقل بأن أهلك يلحون عليك لتتزوج!؟"

    " بلى!"

    " إذن، الحل أمامك، فاستغل الفرصة قبل أن تضيع من بين يديك!"

    " لكن هل تظن حقاً أنها ستوافق على الزواج من خاطف؟!!"

    " أوه بالطبع، وستثبت لك الأيام أنني على حق!"

    " حسناً، سأذهب لها الآن!"وخرج



    " سيليا!"

    نظرت باتجاه الصوت ثم هتفت قائلة:" أوه جوليا، لقد اشتقت إليك!"

    " وأنا أيضاً، سأطلب منك طلباً ضروري، أرجو أن لا تخيبيني!"

    " أطلبي ما شئتي، وسأنفذه لك!، إنما لماذا لم تخبريني بنفسك بأنك غيرت خطتك لقضاء هذه العطلة!؟"

    " لا أملك الوقت الكافي الآن لإخبارك!، لكن اسمعي، أنا مختطفة، اتصلي بأخي جون وأخبريه بهذا!"

    قالت ساخرة:" أتمزحين؟!، كيف تكونين مختطفة وأنت هنا أمامي، إلا إن كانت هذه طريقة الاختطاف لسنة 2005!!"

    " لست أمزح سيلي، أرجوك اتصلي بجون واخبريه!"

    " حسناً، مع أنني لا أصدق، لكن أعطني رقمه وسأخبره بما تريدين!"

    كتبت رقمه وقالت:" مع من جئت؟!"

    قالت بخوف:" أرجوك سيلي، الوقت ليس مناسباً لهذا الحديث الآن!، فهاهو قد أتى!، اذهبي"

    " إلى اللقاء!"

    ذهبت إلى مكان بعيد واتصلت بجون، الذي على ما يبدو كان في حفلة.

    " براون يتحدث!"

    " جون، أنا سيليا، اسمع لقد رأيت جوليا اليوم في أليريا، وقد أوصتني أن اتصل بك لأخبرك بأنها مختطفة!"

    قال ساخراً:" مختطفة؟!، وهل صدقتها؟، أين رأيتها؟!"

    " في حفلة"

    " سامحيني سيليا، لكنني لم أكن اعتقد أنك بهذا المستوى من الغباء، كيف تكون مختطفة وقد قابلتها في حفلة!؟"

    " أجل هذا صحيح"

    " هل رأيتِ، إنها تمزح فقط!"

    " هذا ما يبدو"

    " إلى اللقاء إذن، وبلغي أخيك تحياتي إذا رأيته"

    " حسناً إلى اللقاء.



    " يا للمصيبة الحمراء!"

    " ما الذي حدث؟"

    " لقد أخبرت سيليا عن اختطافها!"

    " لا بأس، فقد تداركت الموضوع!"

    " أجل، حمداً لله على ذلك!"

    " لم تخبرني، لماذا قلت بأن المصيبة حمراء!؟"

    " لأن كل شيء في هذا اليوم أحمر!"



    " عذراً لتأخري جولي"

    " لا بأس!"

    أخرج علبة مستطيلة حمراء مغلفة بطريقة تنم عن ذوق رفيع، وقدمها لها قائلاً:" إنها هدية بسيطة مني، أرجو أن تعجبك!"

    " شكراً لك!"

    لم تحاول أن ترى ما بداخلها، على الرغم من أنها كانت تحب الهدايا كثيراً، إلا أنها عرفت أن هذه الهدية لا تعني أي شيء، أهداها لها فقط لأنها وحيدة ولن يهديها أحد شيئاً

    " متى سنعود إلى البيت؟"

    " الآن إن شئت!"

    " إذن فلنعد!"

    ودعا الجميع وخرجا

    فتح لها باب السيارة، فركبت بصعوبة، رأى وجهها ممتقعاً إلا أنه لم يعلق بشيء.

    كان شحوب وجهها يزداد مع مرور الثواني، حتى وقف فجأة والتفتت نحوها قائلاً بقلق:" هل أنت مريضة؟"

    قالت مرتجفة:" لا، أنا متعبة قليلاً فقط!"

    " هل أنت متأكدة!؟"

    " أجل، سرعان ما سأتحسن!، لا داعي للقلق!"

    قال دون اقتناع:" حسناً، كما تشائين!"

    واكمل طريقه وصلا أخيراً إلى المنزل، لم تستطع النزول بمفردها من السيارة هذه المرة، فأسندها بذراعه، ومشيا باتجاه المنزل ببطء شديد حتى لم تعد تقو على المشي، فحملها بين ذراعيه، تماماً كما فعل حين اختطفها.

    " جولي! ما بك، ما الذي حدث؟"

    " لا تقلق، إنه مجرد صداع، سرعان ما سيزول بعد قليل، أو"

    صعد بها إلى غرفتها، وضعها في سريرها، وقال:" هل تريدين أن استدعي لك دكتور!"

    " ما من داع لذلك!"

    " اسمعي جوليا، لا تعتمدي عليّ، فأنا لا أعرف شيئاً عن هذه الحالات، فإن كانت حالتك خطيرة، أخبريني لأحضر لك طبيباً!"

    " صدقاً، لا شيء خطير، سوى أنني كما يبدو سأصاب بارتفاع في الحرارة قريباً، إنما آليك، أرجوك، دعني أدفع لآلي قيمة أسهمها!"

    " لا تفكري بتلك الغبية الآن!"

    " أرجوك، عليّ أن أفعل ذلك، فلا أستطع الوقوف مكتوفة الأيدي بينما في وسعي أن أفعل ما يساعد على إعادة الأمور إلى نصابها!"

    " أية أمور جوليا؟، لا تفكري بتلك السخافات الآن!"

    " لماذا؟، لابد أن أختك تعيسة الآن، "

    صرخ بحقد:" تعيسة!!، عمن تراك تتحدثين؟، أختي الغبية تستمتع بوقتها الآن مع أخيك الحقير!"

    " ماذا؟، أختك مع والديك!"

    " لا ليست معهما، ألم تفهمي بعد؟، الأمر كله مجرد خدعة، خطة محكمة دبرها جون، ونفذتها أنا!"

    " أتعني؟"

    " أجل لم يطلق آليسا، لأنه لم يتزوجها أصلاً فهما في طور الخطوبة!، وسيتزوجان عندما يعود أهالينا من السفر!"

    ،،،،،،،،،،،

    من طول الغيبات . جاب الغنايم.

    هذا رحت يومين وجبت لكم فصلين

    ان شاء الله يعجبونكم.

    ردودكم الحلوة كالعادة استناها على احر من الجمر

    شرايكم بجون الخبل صحيح ما بعد تعرفون شدوافعه . بس شرايكم فيه لحد الحين. خبل صح؟

    وآليسا توقعتوا تكون خطيبة جون


    ،،،،،،،،،






    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    المشاركات
    3,260
    الفصل الحادي عشر


    " كيف تجرؤ؟!"
    وأكملت بغضب انعكس على صوتها فأضحى قاسياً عالياً:" من الذي أعطاك الحق لتفعل هذا؟!"
    قال جون متلعثماً:" جوليا، هل علمت؟!"
    قاطعته صارخة:" بالطبع، وهل كنت تنوي الاستمرار بخداعي؟!، لم اعتقد يوماً أنك مجنون إلى هذا الحد!، ما الذي كنت ترجوه من فعلتك تلك!"
    قال بتوسل:" لو أنك تعطيني الفرصة لأشرح لك فقط!"
    " تشرح ماذا؟، حتى لو أمطرتني بوابل من الأعذار الغبية فلن أقبلها!"
    " أرجوك جولي، أعطني المجال لأشرح لك فقط!."
    قاطعته ساخرة:" الكرة في ملعبك فالعب!"
    " حسناً، ربما لم يخبرك آليك بـ."
    قاطعته بغضب:" لا تذكر اسمه أمامي وإلا سأقتلك!"
    " حسناً حسناً، لكن اهدئي أولاً!"
    قالت ساخرة:" أوه أنا هادئة، ( ثم أكملت صارخة) كيف لي أن أكون هادئة بعد أن علمت بأن أخي اللورد المستقبلي هو من دبر عملية اختطافي؟!"
    قال معتذراً:" أعلم بأنني كنت مخطئاً، لكن اسمعيني أرجوك، بدأت القصة عندما اقترحت بنفسي على آليـ. أقصد اقترحت عليه أن يختطفك."
    قاطعته قائلة والشرر يتطاير من عينيها حتى كاد يحرقه:" اقترحت؟!، وتقولها بكل برودة أعصاب!"
    " دعيني أكمل على الأقل!"
    عدت إلى العشرة بصوت منخفض لتهدأ، لكنها لم تفلح في ذلك، فقالت بعينين متقدتين غضباً:" تكلم باختصار!"
    " كما سبق أن ذكرت لك قبل قليل، اقترحت عليه أن يختطفك!، وذكرت له أسبابي لكنه رفض رفضاً قاطعاً وذكر رأيه الصريح بي في تلك اللحظة دون تردد!، أعلم أنك تعتبرينني مجنوناً أنت الأخرى، لكن أسبابي كانت منطقية جداً ومقنعة!، إلا أنه وبالرغم من ذلك كله لم يقتنع بها!"
    سألت بغضب ساخر:" وما هي أسبابك المنطقية؟!"
    قال متنحنحاً:" حسناً، اسمعيها إلى النهاية ثم أدلي برأيك، بصراحة عندما خطبك جوليان."
    " وما دخل جوليان بالأمر!"
    " اسمعي إلى النهاية وستعرفين الجواب، لقد كنت طوال حياتك سريعة الانفعال وكثيرة الضحك، لكن عندما خطبك جوليان أحسست أنك تغيرت قليلاً، كانت ابتسامة السعادة لا تفارق وجهك إلا أحياناً"
    "والمقصود؟!"
    " وبعد أن تركته، أصبحت مرحة جداً، حتى أن الضحكة لم تفارقك يوماً مذ تركته، وقد استنتجت من هذا كله أنك كنت تحبينه، ثم وعندما اكتشفت خيانته، تركته من أجل ألا تتمرغ كرامتك في الوحل، فأصبحت تضحكين دائماً لتخفي حزنك، حتى عنا نحن أقرب الناس إليك!، ففكرت في أنك لو وجدت مكاناً يمكنك أن تقضي فيه بعض الوقت لوحدك بعيداً عنا وعن كل من تعرفينه، لأمكنك أن تظهري حزنك بدلاً من كبته على هذا النحو الخطير، فالكبت كما تعلمين يولد الانفجار."
    انفجرت قائلة:" وها أنا ذا قد انفجرت لكن ليس بسبب هذه التفاهات التي تدعوها أسباباًَ منطقية، بل بسبب تفكيرك السخيف، ألم تتساءل يوماً عن السبب الذي جعل الضحك يهجرني كما تقول، لماذا لم تأخذ الأمور بظاهرها، أنا لم ولن أحب جوليان أبداً، كنت أكرهه كثيراً خلال فترة خطوبتنا القصيرة، لكنني مع ذلك حافظت على ابتسامتي من أجلكم، كيلا تكتشفوا أنني لا أريده، فلم يكن باستطاعتي رفضه كما تعلم، وإلا قد يخلق هذا مشكلة بين أهالينا!، ثم عندما تركته لخيانته لي سررت كثيراً وعادت السعادة إلى حياتي من جديد، فغدوت أسعد فتاة في العالم، إلى أن."
    قال متفاجئاً من المعلومات التي أخبرته بها جوليا للتو:" أهذا صحيح؟، لماذا لم تخبرينا من قبل؟، كنت ستتزوجين من شخص تكرهينه، أنا آسف لأنني فعلت ذلك، فلم أكن أعلم بأنك حقاً سعيدة!"
    قالت بهدوء يخفي غضباً عارماً:" لا بأس، فقد كانت نواياك شريفة بالرغم من كل شيء، إنما ما يغضبني حقاً هو"
    حثها جون قائلاً:" ما هو جوليا؟"
    صرخت قائلة:" لماذا وافق على خطتك الغبية؟"
    " تعنين آليك."
    " أوه بالطبع أعنيه هو، ومن غيره يقبل بهذا"
    " صدقيني لقد رفض ."
    قاطعته قائلة:" لكنه وافق في النهاية وهذه هي المشكلة!"
    " لكن."
    قالت بصورة قاطعة:" هذا يكفي جون، لا تحدثني بشأنه مطلقاً بعد الآن، ومهما كان السبب!"
    ومشت بخطوات متزنة واثقة، كيلا يشعر جون بعذابها
    صرخ جون قبل أن تتوارى خلف أحد الأبواب قائلاً:" تذكري هذا جوليا، آليك وافق مرغماً على هذا."
    دخلت آلي في هذه اللحظة إلى غرفة الجلوس، وعلامات الإرهاق تبدو جلية على وجهها، فقالت:" هل سمعت صراخاً قبل قليل، أم أنني كنت أحلم؟"
    قال جون بحزن:" نعم، فقد وصلت جوليا إلى هنا قبل قليل."
    اتسعت عيناها وقالت:" هل أخبرها آليك بالأمر؟"
    " أوه بالطبع، ولهذا عادت إلى القصر!"
    " وكيف حالها الآن!؟"
    " حالها لا تسر الصديق ولا العدو حتى!"
    " المسكينة، أين هي؟، سأذهب لأخفف عنها وأشرح لها بعض الأمور!"
    " لا، لا تذهبي إليها الآن، فما زالت في طور الصدمة، وتحتاج إلى بعض الوقت بمفردها!"

    دخلت جوليا إلى قاعة رياضية، وهي قاعة مخصصة للتدريب على لعبة التنس
    أمسكت بالمضرب، أحست بالحنين إلى تلك الأيام التي كانت تلعب فيها التنس، مرتاحة البال، لا يشغل فكرها شيء آخر.
    ألقت بالكرة بقوة على الجدار، فارتدت نحوها بقوة مماثلة، فضربتها بالمضرب وبمهارةوهكذا استمرت تضرب الكرة بقوة تزداد مع كل لحظة تمر.
    اغرورقت عيناها بالدموع، ومع ذلك استمرت بضرب الكرة، حتى لم تعد تستطيع التحمل أكثر، فسقطت على الأرض. وانفجرت بالبكاء، أطلقت العنان لدموعها التي طال حبسها. فنزلت غزيرة كالأنهار شاقة طريقها عبر خديها.
    فبعد أن صعقها آليك بالخبر في أليريا، وقفت فجأة ناسية صداعها تماماً
    قال آليك:" لقد كان جون."
    قالت بهدوء فاجئها هي الأخرى:" اخرس!"
    وقف لحظة امتدت إلى اللانهاية. ثم ودون سابق إنذار استدار وخرج.
    عاد بعد لحظة، وألقى على سريرها بجواز سفرها قائلاً:" أظنك تحتاجين إلى هذا!"
    لم تجب، فقط اختطفت جوازها وحقيبة يدها
    ونزلت إلى الأسفل ناوية الرحيل
    أوقفها بقوله:" جوليا!"
    لم تجب ولم تستدر لتسمع قوله
    أكمل:" ستحتاجين إلى طائرة للعودة!"
    نظرت إليه بغضب قائلة:" لا أريد طائرتك!" وخرجت.
    قال بحزن:" لقد انتهى كل شيء قبل أن يبدأ حتى!"

    أوقفت سيارة أجرة ووعدت السائق بهدوء بهبة سخية إذا أوصلها إلى المطار.
    صادفت الكثير من المشاكل، حيث أنها ما زالت صغيرة جداً على السفر بمفردها، وأنها يجب أن تحضر ورقة موقعة من والدها يذكر فيها أنه موافق على سفرها.
    وافق المدير على مقابلتها بعد أن عرفت بنفسها.
    وبعد الكثير من النقاش وافق على إعطاها تذكرة لركوب الطائرة، واتفقا على أن تدفع المال عندما تصل.
    وصلت بعد حوالي 3 ساعات كانت أثناءها هادئة تماماً، لم تبك ولم تحزن أبداً، بل تصرفت بشكل طبيعي تماماً حتى أنها ابتسمت للمضيفة حين قدمت الأخيرة الوجبة لها.
    وصدّت شاباً كان يتحرش بها طوال الرحلة بطول أناة، بل إنها لم تلمه على ذلك، فقد كان خطأها أن لم تبدل ملابس السهرة الحمراء التي كانت ترتديها بأخرى عادية
    وعندما وصلت إلى المنزل، واستمرت بالصراخ على جون، لم تظهر سوى غضبها من جون
    لكن بعد أن أصبحت لوحدها في غرفة مقفلة، لم تقو على منع دموعها من الانهمار.
    فبكت وبكت وبكت. حتى أنهكها البكاء، فغسلت وجهها، وصعدت إلى غرفتها تنشد الراحة.
    لكن ما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى وجدت الدموع المتبقية طريقها إلى الخارج. اشتد صداعها أكثر فأكثر مما ساعدها على ذرف المزيد من الدموع

    " جون، هل تتأخر جوليا في النوم عادةً؟"
    " لا، لماذا تسألين؟"
    " لأن الساعة الآن التاسعة تقريباً ومع ذلك لم تنزل حتى الآن لتتناول الفطور معنا!"
    " سأصعد لأناديها إذن!"

    طرقات توالت على الباب، أعقبها صوت جون قائلاً:" جوليا، هل استيقظت؟، هيا انهضي فقد حان وقت تناول الطعام!"
    كانت قد توقفت عن البكاء منذ مدة قصيرة، لكن ما أن سمعت صوت جون حتى تفجرت الدموع من جديد
    " اذهب واتركني وحدي!"
    كان جون يعتقد أنها غاضبة منه فقط، ولم يخطر بباله قط أنها تتعذب، لذلك قال:" هيا جوليا، أنا آسف، تناولي الفطور معنا!"
    قالت متفاجئة من خلف الباب:" ومن أنتم؟"
    " أنا وخطيبتي آلي، لم تتعرفي عليها بعد!"
    صرخت به قائلة:" لا أريد أن أراها، أكرهها!"
    " لماذا جوليا؟، لم تفعل لك شيئاً"
    " أنا أكرهها وكفى، وأكرهك أنت أيضاً، ألا تفهم؟ اتركني وحدي!"
    قال بحزن:" كما تشائين!"
    وذهب إلى قاعة الطعام، ليتناول فطوره مع آلي التي ما أن حاولت أن تقنع جوليا بتناول الفطور حتى منعها جون من ذلك.
    مر الظهر وتلاه العصر دون أن تخرج جوليا من غرفتها
    فرغ صبر آلي فذهبت إليها على الرغم من كراهة جون لهذا الأمر
    " جوليا، هل يمكنني الدخول؟"
    سمعت جوليا صوتاً غريباً، فجففت دموعها وقالت بحذر:" هذا وقف على من تكونين أنت؟"
    " أنا آليسا فورد، لا بد أنك سمعت عني!"
    أخت آليك!، هنا!
    " أذهبي، لا أريد أن أراك!"
    قالت بعطف:" أعلم بم تشعرين، لكن صدقيني ليس لي ذنب فيما جرى!"
    " بل أنت السبب في كل ما جرى، أكرهكِ وأكره أخاك، بل أكره كل الأليريين!"
    حاولت أن تتمالك أعصابها، فهي تعرف تمام المعرفة الأحداث التي مرت بها جوليا، قالت بهدوء:" صدقيني ليس لي ضلع فيما حدث، أنا مثلك تماماً مغلوب على أمري جولي!"
    " لا تخاطبيني بهذا الاسم، فأنا بالنسبة إليك ليدي، أتفهمين؟"
    لم تغضب على الرغم من أنها أحست بالإهانة:" كما تشائين ليدي!"، وعادت إلى جون تجر أذيال الخيبة.
    مع اقتراب موعد العشاء عيل صبر جون، فطرق باب غرفة أخته، التي لم تخرج منها الأخيرة مذ دخلتها ليلاً.
    قال آمراً:" جوليا، افتحي الباب!"
    " لن أفتحه!"
    " افتحيه وإلا."
    قال ساخرة:" وإلا ماذا؟، ستخبر والديّ بالأمر!"
    " لا بالطبع، لن أدعي الغباء وأتظاهر بعدم الفهم، أعترف بغلطتي جوليا، وأنا آسف على ما فعلته، لكن لا شيء سيغير الماضي، فما حصل قد حصل وانتهى، حبذا لو استطعنا العودة إلى الوراء وتغيير الأحداث، لكنك أكثر من يعرف بأن هذا مستحيل، وعلينا أن نتماشى مع الوضع الراهن!"
    " لكن"
    " لكن لاشيء، عليك أن تعيشي حياتك، يمكنك أن تعاقبيني بالطريقة التي تعجبك، فأنا أستحق هذا، إنما لا تسجني نفسك هكذا دون طعام أو شراب يوماً كاملاً، خاصة أنك مريضة!"
    " وما الفائدة من العقاب، لن يغير هذا مما حدث!"
    " لقد اتصل آليك قبل قليل، وسأل عن حالك، فأخبرته بأنك لم تنزلي من غرفتك طوال اليوم"
    قاطعته بغضب قائلة:" ولماذا أخبرته بهذا، ليس لك الحق في أن تقول له أو لأخته أي شيء عني وحتى لو كان تافهاً"
    " اهدئي فقد كنت أمزح فقط، لا تخشي شيئاً، لقد أخبرته أنك تستمتعين بوقتك مع أصدقائك!، لكن لماذا تحملين كل هذا الحقد عليه؟، فلم يكن له ذنب فيما جرى!"
    " لماذا، أنسيت أنه خاطفي!، وماذا كنت تتوقع مني إذن، أن أحبه؟!!!!"
    وهذا ما حصل، لكن ليتني أستطيع أن أتوقف عن ذلك، أو أكرهه
    حسناً، أنا أكرهه، أكرهه إلا أنني كلما كرهته أكثر ازداد حبي وشوقي إليه.
    " لا، لم أتوقع هذا، على الأقل في الوقت الراهن. انسي ما قلته، على أية حال، أعلم أنك لن تدعي هذه الحادثة تؤثر على حياتك، وستخرجين يوماً ما"

    " أتظنين أنني أخطأت؟"
    " بماذا أخطأت؟"
    " بأن جعلت آليك يخطف جوليا"
    كادت أن تجيبه بالإيجاب، إلا أنها رأت وجهه المعذب فقالت بثقة لا تشعر بها:" بالطبع لا، فنواياك كانت طيبة!، ولم تفعل هذا إلا لمصلحتها!"
    " لكن آلي، كنت أعتقد أن خطتي نجحت أكثر مما كنت أتمنى، إلا أنني الآن لم أعد واثقاً من شيء!"
    " إنها تحت تأثير الصدمة حتى الآن فلا تضغط عليها، لابد أن تعود جوليا المرحة قريباً"
    " على أية حال، ما رأي آليك في الموضوع"
    " لا أدري، فهو يرفض التحدث إليّ مهما كان السبب، لقد طلب التحدث إليك عدة مرات إلا أنك كنت مع جوليا فلم أرغب بمقاطعتكما"






    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    المشاركات
    3,260

    بقيت جوليا تتقلب في فراشها، ودموعها جارية على خديها.
    لم تأكل شيئاً طوال النهار ومع ذلك لم تشعر بالجوع مطلقاً
    كرهت كل شيء حولها، أحست بالإختناق في غرفتها المقفلة، فحاولت الخروج، إلا أنها لم تستطع الوقوف لدقيقة على قدميها دون أن تستند إلى شيء.
    غيرت رأيها وعادت للسرير تبكي من جديد إلى أن نامت

    في صباح اليوم التالي، جاءت إحدى الخادمات حاملة صينية الفطور إلى غرفة جوليا على غير العادة طرقت بابها تستأذن للدخول، صرخت بها كما فعلت مع كل من حاول أن يدخل غرفتها.
    إلا أن الخادمة أورورا ذات السنوات العشرين قالت بصوت منخفض:" عندي شيء مهم لك ليدي!"
    كانت تعرف هذه النبرة، فغسلت وجهها ورفعت خصلات شعرها عن وجهها بيدها وفتحت الباب، دون أن تكلف نفسها عناء ترتيب نفسها.
    قالت باستعجال:" ماهو؟"
    قالت أورورا مبتسمة:" لقد كنت أنظف غرفة التدريب خاصتك هذا الصباح فوجدت شيئاً، من الواضح أنه مهم بالنسبة إليك!، لابد أنك كنت تبحثين عنه!"
    " أين هو"
    " إن وعدتني أن تأكلي سأعطيك إياه!"
    " أورورا، لست في مزاج يسمح لي بالمزاح، فأعطينيه بسرعة!"
    " لا أستطيع، أنا لم أجادلك يوماً ولم أعصك مذ توظفت هنا، لكنني في سبيل أن تأكلي مستعدة لفعل أي شيء، كأن أعطي السيد جون ذلك الشيء والذي يحوي شيئاً خاصاً جداً لا ترغبين أن يراه أحد بالتأكيد وخاصة السيد جون!"
    وافقت على مضض قائلة:" حسناً، أدخلي الفطور وأحضري هذا الشيء!"
    ابتسمت وقالت:" أمرك ليدي!"
    دخلت فراعها ما وجدت عليه الغرفة من فوضى وإهمال.
    " يجب أن أنظف الغرفة"
    قاطعتها بصوت لا يقبل الجدل:" اتركيها كما هي وأعطني ذلك الشيء بسرعة فقد نفذ صبري"
    " سأعطيك إياه، لكن أغمضي عينيك أولاً!"
    " أورورا!"
    قالت بامتعاض:" حسناً حسناً"
    ناولتها حقيبة سهرة أنيقة رائعة، حمراء اللون لامعة، مع خطوط خفيفة بيضاء
    نظرت إلى الحقيبة طويلاً ثم رفعت رأسها ببطأ وصرخت فجأة قائلة:" أهذا ما تعتبرينه شيئاً، يا للسخافة أورورا، وما هو الأمر المهم في حقيبة سهرة تافهة؟"
    قالت متلعثمة:" كنت. كنت أعني ما بداخلها. لقد كنت أعتقد"
    " لا تعتقدي شيئاً مرة أخرى، أخرجي وأتركيني وحدي!"
    خرجت أورورا راكضة من الغرفة، لم تهتم جوليا مثقال ذرة بأورورا، بل أقفلت الباب وبكل برود، استلقت على سريرها لتكمل بكاءها، إلى أن لمحت من بعيد صينية الفطور.
    وعلى الرغم من الدموع التي غسلت وجهها لم تستطع المقاومة، فقد كانت تتلوى من الجوع منذ الفجر وحتى الساعة.
    أكلت قليلاً ثم جلست تفكر في أليكس فورد بالطبع!
    لابد أنك تنفست الصعداء وشكرت ربك حين خرجت من بيتك!
    أوه بالطبع فلم أكن سوى عائق يمنع ذهابك إلى خطيبتك الشقراء الرائعة الجمال، أيفا ويا له من اسم.
    أكره هذا الاسم، وأكره صاحبته، أكرهك أنت أيضاً آليك.
    رن هاتفها الخليوي فجأة، ومع أنها عادة تتجاهله، إلا أن دافعاً دفعها لترى من المتصل.
    وجدت ولدهشتها الشديدة أن المتصل أليكس فورد، لم تكن تعرف رقمه، لكن شخصاً ما عبث بهاتفها وحفظ رقمه عندها رمته بغضب على الأرض.
    ودخلت في نوبة بكاء جديدة

    في اليومين التاليين أكلت ما يكفي لجعلها تعيش، وخلالهما لم تفتح باباً لأحد سوى أورورا التي لم تعد تمازحها أو تحدثها عن أسرتها كما في السابق.
    جاءتها آلي عدة مرات، لكنها كانت تطردها في كل مرة ومع ذلك لم تغضب آلي منها ولم ترفع صوتها أبداً.

    " آلي، ما العمل، سيصل والديّ بعد يومين وجوليا ترفض الخروج من غرفتها!"
    حاولت أن تخفف عنه:" لن يعلم والداك بشيء، سرعان ما ستخرج جوليا من عزلتها تلك وتعود كما كانت!"
    " لكن لا أستطيع الكف عن التفكير فيما لو"
    " لا تخشى شيئاً، ثق بي ستتناول الغداء معنا اليوم وسترى بنفسك!"
    صممت آلي على أن تضع حداً لهذا الأمر، فأخذت تفكر في طريقة تجعل جوليا تنزل إلى الطابق السفلي.

    مسحت دموعها التي أصبحت رفيقتها هذه الأيام بيدها بعصبية.
    " إن كان يستمتع بحياته دوني، فلم أترك الأيام تمر دون فائدة، لماذا أندب حظي العاثر؟، إنه لا يستحق هذه الدموع، لا ولا يستحق أيضاً هذه الليالي التي أبكيه فيها إنه لا يستحق مني أي شيء، فما هو سوى مجرم، أجل مجرم وإن كان بتشجيع من أخي الساذج!، على أية حال، ماذنب أولئك الخدم الذين ما انفككت أصرخ في وجوههم طوال الأيام القليلة الماضية، ماذنب أخته فيما جرى، كل اللوم يقع عليه وحده، وسواء شئت أم أبيت ستكون آليسا قريبتي، فسيتزوجها جون قريباً، وعليّ أن أحسن معاملتها رغم كرهي لها، ليس لها تماماً بل كرهي موجه نحو أخيها السافل!لن أفكر فيه بعد الآن، وإذا رأيته يوماً ما سأهز كتفي وأنسى الأمر برمته وأتعامل معه كأي غريب ألتقيه لأول مرة. سأعود إلى حياتي السابقة، وسأبدأ منذ اللحظة!"

    على مائدة الغداء فوجئ الثنائي بدخول جوليا.
    قال جون بسرور:" هل هذا يعني أنك لم تعودي غاضبة مني!؟"
    قالت بهدوء:" لم أكن غاضبة منك أنت!"
    " لابد أنك غاضبة من أخي إذن!"
    ألقت عليها نظرة غاضبة ثم قالت بهدوء بعد أن تمالكت نفسها:" لا لست غاضبة منه، لأن الغضب يعني التفكير، وهو لا يستحق أن أفكر به!"
    أحست آلي بالإهانة لكنها اعتادت على هذا من جوليا فقالت:" لا بأس، آليك يستحق ذلك!"
    " إن كنت لا ترغبين بكسب عدائي، فلا تذكري اسم ذلك الحقير أمامي من جديد!"
    تدخل جون مدافعاً:" جوليا، آليك ليس"
    قاطعته قائلة:" لا يهمني ما تعتقده، لكن تذكر هذا جيداً، إن ذكرت اسمه أمامي فسأخبر والديّ بكل ما حدث، وأتركك لتواجه العواقب وحدك، أنا لا أطلب منك سوى أن تنساه إذا كنت معك، فهل أطلب الكثير؟"
    لم يشك جون في أنها قد تفعل هذا، فقال باستسلام:" لك ما تريدين!"
    ومر اليوم بسلام.
    تلاه يومان أخريان، حاولت جوليا أن تبدو فيهما طبيعية إلا أنها كانت في مزاج سيء جداً
    كانت تجلس معهما في الحديقة تستمع بذهن غائب إلى حديث الخطيبين السعيدين.
    اقترحا عليها عدة مرات أن يخرجا في رحلة، إلا أنها كانت ترفض باستمرار مما أثار قلق جون لكنه سكت ولم يعلق على الموضوع بشيء، وكما طلبت جوليا منهما أن ينسيا آليك تماماً، لم يذكراه أبداً، إلا أن المشكلة تكمن في أنها هي نفسها التي لم تستطع نسيانه لحظة واحدة كما كانت قد قررت.

    " سيصل والدي اليوم بعد الظهر!"، قالها جون مسروراً.
    قالت آلي بارتباك:" هل سأعجبهما يا ترى؟!"
    نظرت إليها جوليا دون اهتمام، فقد كانت رائعة جداً بعينيها الواسعتين العسليتين، وشعرها البني الفاتح الناعم، وبشرتها الفاتحة لقد كانت مثالاً للجمال الأليري
    قال جون مبتسماً:" أوه بالتأكيد فأنت رائعة الجمال، وبالتأكيد ستعجبينهما!، أمي تريد أن ترى زواجي منذ مدة طويلة، ولذلك فقد سرت كثيراً عندما أخبرتها بأنني سأخطب!، وأتصور أنها الآن تنتظر بفارغ الصبر وصولها كي تراك، فقد قلت لها بأنني سأتزوج من ملكة جمال أليريا كلها!"
    أحمرت وجنتاها وقالت مغيرة الموضوع:" بالمناسبة، أمي أيضاً تريد ان ترى زواج آليك، لكنه كان يرفض دوماً، لكن قبل أن يسافر والديّ هذه المرة، وافق على أن يتزوج قريباً، ووكّل أمي بمهمة اختيار الزوجة المناسبة!، أنا لا أستطيع الانتظار إلى أن تعود أمي لأرى على من سيكون الاختيار!"
    كانت جوليا تستمع بهدوء، لم ترغب بفعل أي شيء يذكرهما بوعدهما لها
    لكن بعد أن أنهت آلي حديثها، وضعت جوليا الملعقة من يدها بصوت مسموع، وقفت فجأة وقالت:" لقد شبعت!" وخرجت من الغرفة.
    قالت آلي بذعر:" أوه، ما العمل، لقد نسيت وذكرت آليك أمامها!، إنها غلطتي!"
    " لم يكن خطاك!، سأذهب إليها بعد قليل وأعتذر مع أنني مللت الإعتذار!"

    أما جوليا فقد خرجت بهدوء من الغرفة وما أن أصبحت آمنة من نظرات جون وآلي أخذت تركض حتى دخلت غرفتها فأقفلت الباب.
    جلست تفكر فيما سمعته قبل قليل
    آليك لم يكن خاطباً!! لم يكن يا للفرحة.
    أخذت تضحك بهستيرية حتى طفرت الدموع من عينيها
    وفي غمرة فرحها تذكرت شيئاً كانت قد قالته أورورا منذ عدة أيام.
    شيء يسعدها أو من هذا القبيل موجود في حقيبة السهرة
    أخذت تبحث عنها في كل مكان حتى وجدتها، فتحتها فرأت بداخلها شيئاً أثار عجبها.
    كيف لم تتذكره من قبل؟، لم تعرف الجواب.
    أخرجت هدية آليك الحمراء من الحقيبة، مزقت غلافها، فرأت ورقة مع شيء آخر.
    انتزعت الورقة بقوة، ولم تنظر إلى الشيء الأخر





    عزيزتي الليدي جوليا.
    سأعترف لك بشيء لا يعرفه أحد سواي عني!
    ربما ترينني واثقاً جداً بنفسي جريئاً.إلا أنني في الحقيقة مجرد جبان أكبر جبان في العالم.
    أتعلمين لماذا؟ سأخبرك بالسبب.
    لأن لدي شيئين لم استطع أن أخبرك عنهما وجهاً لوجه.
    لذلك كتبت هذه الرسالة لك، علّك تفهمين ما أمر به من عذاب في سبيل إخبارك بهما.
    الأول: هو أنني كاذب، أجل كاذب في كل ما أخبرتك به عن أختي وأخيك، فأختي ليست مطلقة بل إنها لم تتزوج مطلقاً.
    أعلم بأنك مصدومة جداً الآن. بل إني أكاد أرى ما ارتسم على وجهك من الذهول والتساؤل في هذه اللحظة.
    لابد أنك تتسائلين عن السبب الذي يجعلني أختطفك.
    لقد اقترح جون عليّ أن اخطفك لمدة ثلاثة أسابيع، حتى يتسنى لك الوقت لنسيان جوليان الذي كان خطيبك فيما مضى، وحبيبك حالياً.
    لم أرضى بهذا الأمر إلى أن حصل أمر ما جعلني أوافق مرغماً على هذا فاختطفتك ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد حدث ما ليس بالحسبان وهذا هو الأمر الآخر الذي لم أستطع أن اعترف لك به، ألا وهو أنني. أحبك أحبك ليدي بالرغم من كل شيء.
    إلا أنني لا أستطيع أن أطلب منك أن تحبيني في المقابل، لأنني لا أستحق حبك بعد ما فعلته، ولأن جوليان في قلبك إلى الأبد.
    في النهاية أعلم أنك تكرهينني جداً بعد أن عرفت عني هذه الأشياء. إلا أنني أرجو أن تتذكري أنني أحبك. وسأظل أحبك طوال حياتي.


    أليكس فورد




    [size=5]انهمرت دموع السعادة غزيرة من عينيها، مسحتهما بسرعة، اتصلت بسائق طائرتهم الخاصة، فلما أجاب، قالت:" مرحباً رايان، أنا جوليا!"
    "أهلاً ليدي، كيف أخدمك؟"
    " جهز الطائرة خلال ربع ساعة!"
    " أمرك ليدي!
    قطعت الاتصال ووقفت تتأمل نفسها في المرآة، فرأت فتاة أخرى، لأول مرة في حياتها ترى نفسها بهذا الشكل المزري.
    استبدلت ملابسها على عجل، فلبست تنورة واسعة قصيرة سوداء، وبادي أصفر. ووضعت وردة صفراء في شعرها الذي تركته منسدلاً على كتفيها. لبست حذاء طويلاً أسود، تعطرت، واختطفت حقيبتها وخرجت راكضة من المنزل.
    عندما هم جون بالصعود لاقناع جوليا بأن آليسا لم تكن تقصد شيئاً عندما ذكرت اسم آليك، رآها مندفعة تنزل الدرج، ثم خرجت دون أن تكلف نفسها عناء تفسير سبب الضحكات القوية التي كانت تطلقها بين حين وآخر وهي تنزل الدرج، أو تخبره بوجهتها.
    وقف وعلامات الصدمة مرتسمة على وجهه:" لابد أنها جنت!"

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،






    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    المشاركات
    3,260
    الفصل الثاني عشر

    نزلت من السيارة مسرعة ، فدفعت للسائق مستحقاته وانصرف
    وقفت أمام فيلا تملكها عائلة فورد، الآن ستدخل وستبني ما هدمه جون ، أخذت تنظر إلى ذلك القصر الذي لا يبعد عنها سوى خطوات معدودة ، حاولت أن تدخل إلا أن شريط الذكريات مر بتفاصيله الحلوة والمرة في ذهنها .
    ترددت ، لم تستطع أن تتقدم نحو البوابة لتراه ، فتراجعت إلى الخلف وارتطمت بشخص طويل القامة.
    التفتت إلى الخلف ، و إذا بها تقابله وجهاً لوجه .
    اختفت تعابير الدهشة من عينيه بسرعة لتحل محلها نظرة دافئة:" هل سامحتني أخيراً ليدي؟"
    لم تتكلم ولم تبد حراكاً ، كل ما استطاعت أن تفعله في هذه اللحظات العصيبة هو أن تملأ عينيها بالدموع
    لم يتمالك نفسه فضمها فجأة بين ذراعيه، فجاءت ردة فعلها السريعة أن تفجرت الدموع الغزيرة من عينيها، شاقة طريقها كالسيل على خديها
    " جولي، أرجوك لا تبكي ، لا تعذبيني أكثر"
    فما كان من دموعها إلا أن زادت في الانهمار، وقالت من بين الدموع:" لماذا كذبت علي آليك؟ لماذا جعلتني." واختنق صوتها ، واجهشت بالبكاء.
    " لم أقصد ذلك، صدقيني ، دعيني أخبرك بالقصة كاملة ، مع أنني لا أظن أن الأعذار التي سأقدمها تفيد، لكنني سأدلي بها على أية حال"
    رفع يده يمسح بذلك دموعها، ثم أمسك بيدها جاراً إياها معه لتدخل إلى القصر، ومن ثم إلى غرفة المعيشة.

    تركها فجأة وقال لها بصوت خالٍ تماماً من المشاعر:"ليدي براون، هل لك أن تتفضلي بالجلوس؟، فسيطول الحديث"
    جلست مرفوعة الرأس و قد عزمت أمرها على أن لا تظهر له ضعفها إلا إن اعترف لها بنفسه بأنه يهتم بها ولو قليلاً
    قالت ببرود:" تفضل واختصر لو سمحت"
    لم يفاجأ بهذه اللهجة، بل قال وبكل بساطة :" لماذا عدت إلى هنا؟"
    " لا شأن لك بي!"
    " حسناً كما تريدين، أنتي بالتأكيد متشوقة لمعرفة الحقيقة الكاملة!"
    " وما أدراني لعلها تكون قصة ملفقة كالعادة!"
    " أقسم لك على أنها ستكون الحقيقة هذه المرة!"
    " تكلم إذن!"
    " حسناً بدأت القصة عندما كنت أجلس مع جون ذات يوم نتكلم عن الرحلات وكيفية قضاء عطلة الصيف لهذه السنة، فأخبرني وبكل جرأة، بأنه يريد أن يقضيها برفقة أختي آلي ، لم أعترض فوالدي قد سبق أن وافق على هذا الأمر ، باعتبار أنهما مخطوبان و زواجهما سيكون قريباً، فسألني عن مشاريعي للعطلة ، فأخبرته بأن لدي العديد من الأصدقاء العزاب الذين قد يسافرون معي، فقال ما رأيك بإجازة فريدة من نوعها؟، فقلت له: تكلم ، فكما تعلمين كنت أثق به تماماً وبأنه ذو عقل متزن، إلا أنه فاجأني بأغرب رد على الإطلاق، فقد قال ومن دون أدنى ذرة تردد: اختطف أختي! واقضي معها الإجازة! لم آخذ كلامه على محمل الجد فقد حسبته قد قال ما قاله على سبيل المزاح فقط! إلا أنه كان جاداً تماماً، تجادلنا كثيراً حول هذا الأمر ، إلا ؟أنه أخبرني بأن عنده من الأسباب المنطقية ما يعطيه الحق لطرح هذه الفكرة رفضت الاستماع إليه في بداية الأمر إلا أنني ما لبثت أن رضخت لرغبته بسماع الأسباب، سماعها فقط وليس تطبيق الخطة الغبية التي اخترعها، أخبرني أنك كنت مخطوبة منذ فترة قصيرة لذلك اللورد جوليان، وقد كنت تحبينه كثيراً، وكان هذا يبدو جلياً على وجهك، فقد كنت مرحة جداً أثناء فترة خطوبتك منه، إلا أنك ذات يوم علمت بأنه يخونك مع صديقتك ، فآثرت كرامتك على حبه ، ففسخت خطوبتك منه فوراً ومن دون نقاش ، فبدأت تظهر عليك منذ تلك اللحظة علامات السعادة الكبيرة، فعرف جون أنك تعانين الأمرين في سبيل نسيان جوليان ولكنك كنت تخفين ذلك عن الجميع، لذلك وفي سبيل إعادة الابتسامة الحقيقية إلى شفتيك، كان جون مستعداً لفعل أي شيء، ففكر طويلاً حتى توصل إلى هذا الحل، وهو أن "
    صرخت ساخطة:" تخطفني!!، و أنت وافقته دون نقاش!"
    قال ببساطة:" بل تناقشنا في الموضوع أولاً!"
    استشاطت غضباً فقالت:" هذا لا يغير من الأمر ففي النهاية وافقت على اختطافي!"
    قال مهدئاً:" لم انتهي من سرد قصتي بعد!، اسمعي، كما قلت لك من قبل لم أوافق في البداية، ومع ذلك استمر في إقناعي، حتى صدق أخيراً أنني لن أوافق أبداً، فسكت عن الموضوع، ونسيته أنا"
    قالت متأففة:" وبعد ذلك؟"
    " اقترح عليّ أن نذهب إلى ذلك النادي المسمى بـ كريستال روز، فذهبت معه، وهناك حصل ما ليس بالحسبان، فقد مرت أمامنا مراهقتان تلبسان الملابس الخاصة بالتنس، لم أنتبه لإحداهما لأن اهتمامي كله كان منصباً على الأخرى، بشعرها الطويل المتموج، ذو اللون الغريب، والمنسدل على كتفيها"
    رقص قلبها فرحاً إلا أنها تظاهرت بالبرود والملل، وقاطعته قائلة:" اختصر لو سمحت!"
    " حسناً، أذكر أن جون في هذه اللحظة أشار إليك قائلاً بأنك أخته الصغرى، ثم ذهب ليطلب الطعام من لا أتذكر تماماً من أين، لأني لم أكن منتبهاً له في تلك اللحظة!"
    سكت قليلاً ثم أكمل قائلاً:" كنت أعرف بأني أتصرف كالأبله، فتظاهرت بعدم الاهتمام وقلت له بأنك لا تشبهينه، فأخبرني ضاحكاً بأن لون شعرك الغريب هو الذي يجعلك مميزة، وانتهى الموضوع عند هذه النقطة!"
    " وبعد؟"
    " بعد ذلك أكملنا سهرتنا على الساحل، وبينما كنا مستغرقين في الحديث عن العمل، إذا به فجأة يسألني عما إذا كنت قد فكرت في موضوع الاختطاف، فأجبته لا شعورياً بالإيجاب وبأني فكرت في الأسباب فوجدتها مقنعة، أعلم بأني حينها لم أكن في وعيي فقد كنت غارقاً في التفكير بك!"
    " تباحثنا في الخطة مطولاً حتى استقرينا على خطة بسيطة، تقتضي أن يفتح لي جون الباب الساعة 1 بعد منتصف الليل، فأدخل و أخدرك إن لم تكوني نائمة و أذهب إلى غرفة في شقة حقيرة في أحد الأحياء الفقيرة، استأجرناها خصيصاً لهذا الغرض، والبقية تعرفينها!"
    " سؤال أخير، هل كنت أنت صاحب الفكرة القائلة بأن آليسا طليقة جون؟"
    " لا، لقد كان الأمر كله من بنات أفكار جون!"
    قالت تحثه:" أهذا كل شيء!"
    " هذا كل شيء!"
    وقفت بعصبية وقالت:" إذن لم تعد حاجة لوجودي هنا، لقد عرفت أخيراً القصة وانتهى الأمر، أشكرك لإخباري بها!"، حاولت أن تخرج إلا أنه أمسك بذراعها قائلاً:" بل هناك داع لبقائك، لم انهِ كلامي بعد!"
    رفعت رأسها بجرأة وقالت وهي تنظر في عينيه مباشرة:" ظننت أنك قلت قبل قليل بأنك انتهيت!"
    " كنت أعني بالنسبة لموضوع الاختطاف!"
    قالت ببطء:" وهل هناك ما نتكلم بشأنه عدا موضوع الاختطاف"
    " أوه بالطبع يوجد، اسمعي، لا أدري إن كنت قد قرأت رسالتي"
    "لا، لم أقرأها!"
    "وهذا ما اعتقدته، وهذا سيصعب الأمور أكثر! تباً لجوليان!"
    سألت ببراءة:" أية أمور!؟ وما دخل جوليان بالأمر؟"
    " الأفضل أن تجلسي"
    نظرت إلى يده الممسكة بذراعها، ففهم فوراً ما كانت تعنيه نظراتها، تركها معتذراً.
    " لقد أخبرتك بكل شيء تقريباً إلا أنني لم أخبرك بالأمر الأهم ألا وهو أنني أحبك، أحبك أكثر مما قد أحب أحداً طوال حياتي، فهل ستسامحينني يوماً ما؟"
    مع أنها كانت تعلم بهذا من قبل، إلا أنها لم تستطع أن تمنع نفسها من الإحساس بالصدمة لاعترافه بهذا أخيراً قررت أن تعذبه قليلاً قبل أن تخبره بحقيقة شعورها نحوه، إلا أنها عندما رأت ما ارتسم على وجهه من ألم، تراجعت عن ذلك، وقالت بدلاً من ذلك ووجهها يحاكي الدم في إحمراره:" بالطبع، فإن لم أسامحك بهذه الكلمة فبماذا سأسامحك إذن، فأنا الأخرى غارقة في حبك إلى أذنيّ"
    أمسك ذراعيها بيدية بقوة آلمتها:" أ ءأنت جادة، أخبريني، لا تمزحي في هذه الأمور!"
    قالت ضاحكة:" بالطبع جادة، أنا أحبك آليك!"
    شدد من قبضتيه وقال بغيرة:" وماذا بشأن جوليان؟، أنت تحبينه!"
    " أنا أكرهه، أكرهه يا آليك، وأرجو أن تصدقني، لا أدري لم لا يصدق أحد بأنني لا أحبه، لربما كنت ممثلة بارعة حقاً، عندما تظاهرت بحبه!"
    " أهذا صحيح"
    صاحت حانقة:" أتركني آليك، أتشك بي!"
    احتضنها وقال:" أنا آسف، لكنني لن أتركك مهما توسلت!، وأنا لا أشك بك! وأظن أنك قرأت رسالتي بالرغم من كل شيء!، كيف كان شعورك عندما قرأتها!"
    قالت هامسة:" لقد فرحت وصدمت بسبب الإعتراف الثاني، في الحقيقة هذا هو السبب الذي دعاني للمجيء إلى هنا"
    أجلسها إلى إحدى الأرائك، ثم جثا على ركبته وقال:" ربما تعتقدينني قادم من إحدى العصور الغابرة، لكني أقسمت في صغري على أن أخطب حبيبة قلبي بهذه الطريقة، فهل تراك تقبلين بي؟"
    " زو زواج؟!"
    " أجل"
    قالت وقد اصطبغت وجنتاها بحمرة الخجل:" عليّ أن أفكر بالأمر أولاً"
    " أتقصدين أن عليك أن تخبري أهلك أولاً؟"
    تلاشى الخجل منها فجأة وقالت بحدة:" لا، فإن كنت سأعتمد على رأي جون أو سأثق بحكمه، فسأكون قد نصبت مشنقتي بنفسي!"
    " إذن ما هو الرد، فأنا لا أطيق الانتظار!"
    تذكرت شيئاً فقالت:" ربما أيفا لن يعجبها الأمر!"
    " أيفا!!، آه لعلك تقصدين ابنة عمي المسكينة!، أيفا ليست خطيبتي ولن تكون لأن زواجها سيكون بعد عدة أيام!"
    فاجأته بقولها:" أعلم بهذا!"
    "ماذا؟"
    " أعني أنني كنت أعلم بأنك لم تكن خاطباً من قبل، وأنك كنت تكذب طوال الوقت!"
    " أهذا صحيح، هذا يعني أن جهودي في جعلك تشعرين بالغيرة ضاعت سدى!"
    ضربته مازحة وقالت:" لقد نجحت أيها الأحمق، حتى أنني كدت أضيع الفرصة من بين يدينا بسبب الغيرة أيها الغبي!"
    " إذن لم أكن أعاني وحدي!"
    ضحكت وقالت:" هذا ما يبدو، أتعلم لقد تساءلت كثيراً كيف عرفت أن جوليان لورد دون أن يخبرك أحد بذلك!"
    " لقد كان جون هو من أخبرني بذلك!"
    " لا تقل بأن مخبرك السري كان هو جون نفسه!"
    " أوه بالتأكيد كان ذلك الغبي هو نفسه الجاسوس!"
    " لكن"
    قاطعها قائلاً:" لم اسمع ردك حتى الآن، وقد تعبت من الجلوس على الأرض بهذا الشكل!"
    قالت ببراءة:" لا تجلس على الأرض إذن!"
    " لا تلعبي دور البريئة معي، أتقبلين الزواج بي ليدي جوليا براون؟"
    أخذت نفساً طويلاً ثم قالت:" أقبل الزواج بك أليكس فورد!"
    أخرج خاتماً من جيبه، أنيق التصميم، ناعماً، لون ياقوتته الخضراء يحاكي اخضرار عينيها. ببساطة كان رائعاً وباهض الثمن، يناسب ليدي بجمال جوليا. ألبسها إياه فجاء مقاسه مناسباً تماماً.
    اغرورقت عيناها بالدموع، فقالت:" آليكسي، هل هو."
    " أجل حبيبتي، لقد أوصيت به من أجلك أنت فقط، فقد كنت آمل أن أتمكن من أن أختطف قلب الليدي جوليا كما اختطفتها من قبل!"
    همست قائلة:" إذا كان هذا ما أردته فقد نجحت تماماً، نجحت بشكل أكبر مما قد تتصوره يوماً!"

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،






    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    المشاركات
    3,260
    الخاتمة



    سأل جون مذعوراً:" أين عساي أجدها؟"

    " لا تقلق لابد أن تعود قريباً، فهي تعلم بأن والديك سيحضران بعد قليل!"

    " وهذا ما أخاف منه، أن تؤذي نفسها بطريقة أو بأخرى كي يكتشف والديّ ما فعلته!"

    " من غير الممكن أن تكون جوليا بهذا الحقد، فلننتظر ونرى، وما أدراك لعلها ذهبت لتشتري هدايا لوالديك!"

    قال بشك أكبر:" ربما ربما!"

    صرخة ثاقبة انطلقت من جهة البوابة:" لقد عدنا حبيبي!"

    قال جون بغباء من أثر الصدمة:" هذا ما أراه!"

    اندفعت أمه لتعانقه قائلة:" لقد اشتقت إليكما يا عزيزيّ، ( والتفتت نحو آلي ) أنت رائعة يا عزيزتي، تماماً كما توقعتك، بل أكثر من ذلك بكثير!"

    "هذا لطف منك ليدي روز!"

    "لا تنادني بهذا اللقب فأنت من العائلة الآن!"

    ابتسمت وظلت صامتة

    دخل ريتشارد ليسلم على ولده وخطيبة ابنه.

    " أين طفلتي الصغيرة؟"

    ابتلع جون ريقه ثم قال بصعوبة:" إنها نائمة!"

    " أيقظها بسرعة لأراها فقد اشتقت إليها كثيراً"

    " لكن يا أبي، إنها متعبة ونامت منذ وقت قصير، لذلك لا أريد أن أزعجها!"

    " وما الذي جعلها تبقى مستيقظة إلى هذا الوقت!"

    " لقد أقامت سيليا حفلة عيد مولدها البارحة، وبالطبع ذهبت جوليا إليها وسهرت معها طوال الفجر!"

    قالت روز:" عيد ميلاد سيليا أقيم قبل 3 أشهر!"

    قال جون ضاحكاً:" أوه لقد نسيت!، كما تعلمين كثرة المناسبات تربكني حتى لم أعد أستطيع التفريق بينها!"

    ضحك ريتشارد وقال:" لا تدعي الجهل، فلطالما كنت كوالدك، اجتماعياً وقوي الذاكرة!"

    اغتصب ضحكة وقال:" بصراحة لا أدري ما كنه الحفلة التي أقامتها سيليا البارحة!"

    قالت روز مقترحة:" ما رأيك أن نستريح قليلاً ريتشارد ريثما تصحو جوليا من نومها!؟"

    " نعم الاقتراح!"

    و ما أن صعدا إلى الأعلى حتى تنفس جون الصعداء وقال:" لقد كدت أفضح!"

    " لم يكتشفا شيئاً حتى الآن، يجب أن تكون شاكراً لأن فرصة أخرى سنحت لك للخروج من المأزق الذي أوقعت نفسك فيه!"



    في أليريا، تابعت جوليا استجوابها:" بما أن آلي لم تكن طليقة جون، فكيف تفسر لي وجود هذه الملابس الكثيرة والتي لم يلبس أي منها إلى الآن!؟"

    قال بطول أناة:" لأنني اشتريت تلك الملابس جميعها لك! ولم تكن يوماً ملكاً لآلي"

    " سؤال خطر في بالي للتو، تلك الغرفة هل هي حقاً غرفة أختك؟"

    " لا، لقد جهزتها خصيصاً لك!"

    هزت رأسها وقالت:" هذا يفتح باباً لطرح ملايين الأسئلة، مثلاً كيف وجدت صورة آلي في أحد الأدراج!؟"

    قال وقد بدأ ينفذ صبره:" لقد وضعتها عمداً كي أكمل خطة جون!"

    " لماذا"

    " كفى جولي، يكفي أسئلة عن الماضي، ولنفكر بمستقبلنا الذي سيجمعنا قريباً ببعضنا!"

    احمر وجهها وقالت:" أنا."

    قاطعها رنين هاتف آليك الخليوي

    رد عليه آليك باقتضاب:" فورد يتكلم!"

    وصل إليه صوت ملهوف عبر هاتفه:" آليك! آليك ساعدني!"

    قال متأففاً:" ماذا تريدين آليسا!؟"

    مع أنه كان يعلم بأن هذا الأمر كفيل بأن يجعلها تحزن، لكنه لم يهتم بذلك، فهو لا يناديها باسمها الكامل إلا إذا كان غاضباً منها بطريقة لا تقبل الصفح! وهذا ما كان نادر الحدوث.

    " آليك تعلم أن لا دخل لي في الأمر!"

    " لست في مزاج يسمح لي بالثرثرة معك!، فتكلمي بسرعة!"

    " حسناً، خرجت جوليا منذ عدة ساعات، ولم تعد حتى الآن، وجون حائر في أمره ولا يعلم ما العمل، فوالديه عادا قبل قليل ويطلبان رؤيتها."

    " وما دخلي أنا في الموضوع؟"

    " أرجوك ساعدني، ألم ترها اليوم؟"

    " هل جننت آليسا، أنا في أليريا فكيف لي أن أراها يا غبية!"

    " أعذرني، فأنا مشوشة الذهن حالياً، لكن أرجوك، أخبرني ما العمل؟، أنا خائفة حتى الموت، وجون يعتقد أنها آذت نفسها!"

    قال بهدوء:" لم يعد هناك داع لإخفاء الأمر!"

    قالت بذعر شديد:" ما الذي حصل"

    " لقد جئت إلى أراليا قبل قليل، وعندما كنت أمشي بسيارتي"

    " ما الذي حدث"

    " وجدت جثة ممدة على الأرض في منتصف الطريق!"

    أحست بأن قلبها سقط من هول ما سمعت، وبعد مدة قالت بصوت لا يكاد يسمع:" جثة من؟"

    " جثة جوليا براون بالتأكيد!" وقطع الاتصال، لكنها لم تعلم بذلك، لأنها هاتفها سقط قبل ذلك وسقطت على الأرض خلفه

    " جوليا، ماتت؟، لا أصدق!"

    ثم انخرطت في بكاء مرير يقطع القلوب



    قالت عاتبة:" ما الذي فعلته آليكسي، لابد أنها تبكي الآن!"

    " فلتبكي، وكأن الأمر يهمني!"

    " لكنه يهمني أنا!، فقد كنت أقسو كثيراً على أختك المسكينة!"

    مسكينة!؟، ليست مسكينة وإلا لما أحبت جون"

    " وما الذي يعيب جون"

    " كل شيء، إلا أن شيئاً واحداً يشفع له!"

    قالت حانقة:" وما هو"

    " أنه أخوك أنت!"

    ضحكت بفرح وقالت:" أيها المراوغ"

    " ما رأيك بـ."



    وجدها جون بعد ساعة كاملة تبكي، فهتف بذعر قائلاً:" آلي ما الذي حدث؟"

    نظرت إليه ثم عادت تبكي من جديد.

    " حبيبتي لا ترعبيني أكثر، ما الذي حدث!؟"

    قالت من بين دموعها:" لا استطيع أن أخبرك بـ."

    " تكلمي!"

    " جوليا"

    " ما بها؟"

    " لاشيء في العالم!"

    التفتا ناحية الصوت.

    فغرت فاهها ثم قالت بلهجة من رأى شبحاً:" جوجوليا"

    أجابت ضاحكة:" نعم جوليا بشحمها ولحمها تقف أمامك آلي!، بالمناسبة أنا أعتذر عن الكلام السيء الذي وجهته لك من قبل!"

    اندفعت آلي نحوها معانقة وهي تصيح بفرح:" حمداً لله على عودتك إلينا!"

    جون الذي كان في آخر القاعة نظر إلى آليك وقال بهدوء:" هل لك أن تفسر لي سبب حضورك مع جوليا بهذا الشكل!؟"

    تشابكت النظرات ثم أجاب ببرود شديد:" لن أفسر لك شيئاً، لكن يسعدني أن أزف إليكما نبأ خطوبتنا أنا وجوليا!"

    وقفت جوليا متحدية، منتظرة أي احتجاج أو اعتراض قد يصدر عن جون أو آلي، لكن ولدهشتها الشديدة ابتسم، ابتسم جون ابتسامة واسعة ثم قال بفرح صادق:" تهاني القلبية لكما، وبما أنكما ستتزوجان كما توقعت فسأخبركما بـ"

    قالت جوليا باستغراب:" توقعت"

    " أجل، وسأخبركما بالسبب الحقيقي الذي من أجله دبرت عملية اختطافك يا عزيزتي، لم يكن السبب جوليان، فلطالما كرهت ذلك الوغد منذ صغرنا، فعلى الرغم من أنه لا يكبرني سوى بعامين، إلا أننا لم نستطع أن نتصادق يوماً، السبب الحقيقي ببساطة هو أنني أحببت آلي أخت صديقي، فقلت لنفسي، بما أنك أختي الحبيبة، وآليك صديقي العزيز، فلم لا أزوجكما بطريقة رومانسية، فأجعلكما تحبان بعضكما بطريقة لا تبدو مدبرة مني، ولذلك فعلت ما فعلت و"

    تصاعدت دماء الغضب الحمراء القانية لتصبغ وجهها بلون قاني، فسكت جون لما رأى مبلغ ما أصبحت عليه أخته من غضب.

    أمسكها آليك من كتفيها وقال مهدئاً:" حبيبتي فكري بالجانب الحسن من الأمر، فلولا جون ذو العقل الصغير لما تعارفنا وأحببنا بعضنا وأصبحنا على أبواب الزواج!"

    صاحت حانقة:" لكن."

    " لكن لا شيء جولي، اهدئي وانسي الأمر برمته!"

    " حسناً، إن كان الأمر كما تقول فلا بأس!"

    " هل أنت هادئة تماماً عزيزتي؟"

    " أوه أجل!"

    كان طوال الوقت هادئاً لم يفقد أعصابة ولا مرة، لكن ما أن اطمئن إلى هدوء جوليا حتى اتجه إلى جون بوجه جامد خال تماماً من التعبير، ما أن اقترب منه حتى وجه لكمة قوية جداً إليه بغتة، ثم عانقه وقال مبتسماً:" جون، أنت حقاً صديقي الوفي!"




    تمــــــــــــت






    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  2. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  3. جديد الثيم الجذاب والخيالي
    بواسطة زهرة قلبي في المنتدى النغمات والثيمات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-Dec-2011, 11:52 AM
  4. الخاطف قصة انشادية تثير المشاعر وتحرك القلوب
    بواسطة yo.yo في المنتدى تحميل و استماع اناشيد و صوتيات الاسلامية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-Aug-2011, 02:49 AM
  5. القلـم الحر الجذاب .,‘‘ هنـد الوفـا .,‘‘
    بواسطة ـآلــثــُـرٍيــّــآ في المنتدى كرسي الاعتراف
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 28-Sep-2007, 02:59 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •