الملاحظات
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 39

الموضوع: رواية سيدة الحرية

~{}~ ×///×///×///×///× الرابع عشر من جمادى عام 1424هـ في العاصمة السعودية الرياض أفقت من نومي على صوت أذان الفجر,لم أتحرك من سريري

  1. #1 رواية سيدة الحرية 
    ~{[ سيَدة الحرية ]}~


    ×///×///×///×///×






    الرابع عشر من جمادى عام 1424هـ في العاصمة السعودية الرياض
    أفقت من نومي على صوت أذان الفجر,لم أتحرك من سريري ولم افتح حتى عيناي,بقيت اردد خلف الأذان وكأن المدينة استيقظت وسكنت في خشوع,
    بعد عدة دقائق فتحت عيناي بسرعةوكأنني الآن فقط تذكرت أن اليوم هو السبتوسوف اذهب للمدرسة
    قطبت حاجباي بوقت لم تكن فيه ملامحي استيقظتفكانت حركة مفاجأة انتهت بنهوضي
    علَ انزعاجي ينتهي بتأديتي الصلاة



    بعد ذلك عدت للنوم وأنا اردد
    "وش يصير لو غبت اليوم يعني بتزعل الدنيا"
    تزعل الدنياهنا ضحكت لتلك الجملة الغريبة التي فاجأتني
    ولكن بالنهاية لم تكن الدنيا بل كانت امي!
    لكنني استطعت بعد مشهد كاذب ان أتغيَب عن المدرسة!


    عند الساعة العاشرة صباحاً
    كنت قد استيقظت وتناولت فطوري وحدي وبيدي مجلة قديمة لم أجد فيها مايقرأ سوى مقالة عنوانها هل الحرية في مجتمعنا مطلوبة؟
    وقفت لأصعد لغرفتي وذلك التساؤل يتردد في عقلي الصغير!!!



    كحياة الجميع بدأت حياتي.طفولة بريئةقد ينغص صفوها سؤال يكبرها بسنوات كما أتذكر الآن ذلك السؤال الذي أرهقني حينها!
    مرت عدة أشهر والهدوء الذي كنت امقته كان مسار لها فلم أكن
    اعلم أن القدر سينزع ذلك الهدوء ليشتت السكون من حولي!


    تلك الأيام لم يكن شيئاً يشغل بالي سوى تلك المقالة التي تحدثت عن الحرية
    حتى أصبحت كل تفكيري. وهذا ماسترونه لاحقاً.



    ليبدأ عداد الدقائق الغامضة لتبدأ القصة باستضافة قلمي!.
    .-.


    "مضت عدة أيام".







    ( 1 )



    ::::خطوات الساعة:::::



    تمضي خطوات الساعة بثقة كبيرة.وأنا عاجزة عن إيقاف دقيقة واحدة من عمري لأقف في مواجهة حاسمة مع ذلك الشخص الذي يسكنني!!


    أقف بثقة أمام تلك الروح التي تقبع تحت ذلك الكم من العظام التي ترسمني!!


    وأحكي ما لم يستطيع لساني نطقه!!


    .ـ.
    .ـ.


    أغمضت عيني في محاولة فاشلة لاستقطاب ثانية واحدة من تلك الثواني السريعة الغير عابئة بمن خلفها!!
    ولكن كما هو الحال في كل مرة


    لا تحدث أيّ مواجهة!!



    ولكن. فوجئت هذه المرة بامتداد يدي نحو تلك الساعة الجالسة بهدوء على احد الرفوف
    والأفكار تطوقني بجنون!!


    فتعبث أطراف أصابعي بهدوء دفع برقية سريعة لذاتهمتنبأ لعاصفة ما.!


    ليتوقف الزمن على عقاربها!!


    فتسقط محطمهفتموت!


    تموت


    تموت


    ليموت العقرب المجتهد الذي ضلّ عمره في الدوران حولها


    العقرب الشقيّ الذي شقيَ منذ ولادته
    لاهثاً
    فقط ليصنع الوقت!!
    فيمضي البشر لاهثين في استغلاله!!


    حتى حدث ذلك الشيء العظيم في حياتهم!!
    وهو ما يسمى بالنظام!!
    النظام.!


    عندما تردد صدى تلك الكلمة في عقلي
    اجتاحتني رغبة عظيمة في تحطيم جميع الساعات في العالملأخفي ملامح الوقت!


    لنعيش في حرية تامة.


    فلا دقائق نسمع خطاها!!


    ولا ثواني تسبقهاغير آبهة بمن مضى عمره يتبعها!!



    فيأتي الموعد الذي أراه يتحدد دون الرجوع إلى تلك السيدة التي طالما احترمها الناس دوماً ساعة!



    لنذهب.


    إلى حريتنا.!



    وداعاً لكِ سيدتي ساعة.فاعذريني لا أجد بك وقت لأسجل به لحظة وفاتك!!



    وهاقد حققت حلمي منذ زمن
    أتعلمين من أنا سيدتي؟!


    إنني سيدة الحرية!!


    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.



    نعم.سيّدة الحرية.
    رغم قصة النظام التي أعيشها منذ طفولتي!


    ولكنه يبقى حلم الطفولة التي كبر معي.!!


    .ـ.
    .ـ.



    كلَما أخذت مني والدتي لعبتي لأنام.كررت بسأم
    ليتني أعيش بحرية!!
    كلما وُبّخت في المدرسة لم أكتب واجبي.كررت.
    ليتني أعيش بحرية!!


    كلما ذهبت لمكان لا أرغب بالتواجد فيه.كررت .
    ليتني أعيش بحرية
    باختصار
    كلما اُجبرت على شيء لا أرغب به كررت


    ليتني أعيش بحرية!



    كبرت وكبرت معي تلك الحروففاتسعت عيناي للواقع أمامي
    رأيت ما يعجبني بالتلفاز من أماكن ليصرخ صوت في داخلي.


    ليتني أعيش بحرية!!


    رأيت برامج تعرض حالات السجناءويقف مذيع بائس يسأل سجينماذا تريد من الدنيا؟!
    ليجيب بيأس:


    أريد الحرية


    أحسست أن الجميع يريد ذلكويفكر كما أفكر أنا!!


    لتقف هذه الكلمة سيَدة لأفكاري فأبتسم


    إنني حتماً سيّدة الحرية!!







    ×///×///×///×///×





    كان عقلي الصغير لايستوعب أكثر من معنى واحد لتلك الكلمة. وكان المعنى الأجمل كنت صغيرة لم أتجاوز الرابعة عشر من عمري.
    هل تساءلت أعينكم كيف لفتاة بعمري أن تفكر بالحرية وتعيش قصصاً معها بهذا العمر!!


    الم تسمعوا والدتي يوماً وهي تردد بتعجب:


    (انتي من وين تجيبين هالافكار؟ اللي يسمعك يقول هذي وحده ضاع شبابها بالسجن!)




    كنت اضحك على كلماتها والفكرة تأبى التزحزح عن صدر أفكاري!


    ما أطيب الجلوس معك يا أمي!
    أحبكِ!!


    !


    عفواً خارج النص!!
    ولكن لم أرضى بأن تحذف هذه العبارة مهما كان الموضوع.فقط لأنها أميولأنني هنا فقط حُرَة!!



    حسناً
    انا"رسيل". أقيم في المملكة العربية السعودية وتحديداً الرياض
    أٌلقَبْ ب"سيّدة الحرية"
    "بيني وبينكم محد لقبني بهاللقبويمكن محد يعرفه اصلاً لكن .مدري يمكن كان سؤال ليش ما اكون حرَهتحول محور حياتي البسيطة!"



    إلى هنا اكتفي سأخبركم بالمزيد لاحقاً
    كل شيء
    لا تتعجبوا
    فأنا بسرعة امنح الثقة لمن يقف أمامي وهو أمر ندمت عليه كثيراً.


    لكم ثقتي الآن
    أقدمها لكم على طبق من حروف!
    لنكن أصدقاء حتى أخبركم بدون حواجز أو خجل!!



    والآن
    اسمحوا لي


    لي عودة لكم ولكن يجب أن أنام


    فلا أريد أن يزورني ذلك الضيف الثقيل في المدرسة
    النعاس!



    أرأيتم!!


    ماذا لو كنت حقاً حرَة!!


    حتماً كنت سأكمل لكم.
    فلازلتم لا تعرفون عني شيئاً.!



    أعلم أيُ أسئلة تدور الآن في مخيلتكم!


    لكن دعوا السطور تأخذ لها مكاناً.



    فلابد من الذهاب للمدرسة غداً.طالما كرهت ذلك!! ولكن متى سيتحقق حلمي!!



    حطمت ساعاتي بالأمس ولكنني لم أكن حتى اليوم



    "سيدة الحرية"

    v,hdm sd]m hgpvdm







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    2 )


    .ـ.
    .ـ.


    استيقظت هذا الصباح بمزاج سيء جداً كما هو الحال كل صباح مدرسي!!
    أمسكت ببطء شعري فأخذت أغرس أسنان الفرشاة فيه بملل شديد
    .ـ.
    .ـ.

    بعد أن انتهيت من العمل اليومي الممل وأنا بصورة جيده
    بل رائعة!

    فجميع الطالبات هنا.منذ دخولي المرحلة المتوسطة الجميع إلا من رحم ربي!!
    يصببن جل اهتمامهن على مظهرهن.
    مما قد لايليق بمكان تترأسه الكتب المدرسية!!

    كل صباح!!

    ولست مستثنية من ذلك!!
    .ـ.
    .ـ.


    إنني قد رسمت ملامحي بجنون

    وقفت أمام المرآة

    إنني رائعة!!

    لكنّ عيناي ناعسة هذا الصباح
    فهي لم تستيقظ بعد!

    وفي مرات كثيرة اذهب للمدرسة وأعود وهي لا تزال ناعسةأو في سباتها العميق!!

    اووه لقد تأخرت أقفلت باب غرفتي ورميت المفتاح في حقيبتي.
    كما افعل دوماًلا لسبب ولكن أخاف أن تستغل والدتي غيابي فتعيد ترتيب غرفتيأو أن تزيل الفوضى التي اعتدت عليهافلا يجب أن يدخلها النظام!

    .ـ.
    .ـ.

    مررت مسرعة بأميوضعت قبلة على رأسها وبسرعة أكبر خرجت
    وقد خيّل لي أنها تردد:

    "حفظكِ الله"!

    بتلك السرعة ركبت السيّارة وأغلقت الباب وأنا أقول:

    "صباح الخير"

    "صباح الخيرات"

    "اووف ياليتني أغيب"

    أجابني بتفكير وهو يغالب النعاس:

    "أي والله ياحلو الغياب"

    التفت عن "بدر"لأقول للسائق:

    "أول بدر بعدين أنا"

    حرك رأسه بتفهم فهذه الكلمات ارددها في كل مرة!


    بدر-"أول رسيل بعدين أنا مدرسة رسيل بعيد"


    مسكين ذلك السائقيومياً يستمع لأوامر متضادة


    "بدرووه ليش تروح قبلي أنا مالي خلق احضر الطابور"

    رد وهو يضغط على رأسه كمن يزيل اثر الصداع
    "وانا مالي خلق أروح أصلاً"


    "خلاص وش رايك نروح البرونقعد للظهر"

    قلتها بانفعال حتى أفاقت عيناي الناعسين

    لينظر إليّ بسخرية:

    "صاحيه انتي وش نسوي هناك؟ بعدين واذا درت امي.؟
    أقوول اسكتي مالي خلق"


    كنت اعلم انه يود ذلك أيضاًلذا أثاره الحديث ولم يرد حتى التفكير فيهلكي لا يستجيبفتحدث الكارثة من ِقبل أمي!!

    نعم أمي كل ما نفعله لأجلها أطال الله بعمرهاإذن لنذهب إلى المدرسة.

    ولكن ليتها تتحقق امنيتي.!



    كنت افكر فيها ذلك اليوم بأكلمة واعرضها على صديقاتي وانا لا أزال اذكر ملامحهن الضاحكة على جنوني الصباحيكما علقت عليه "دانه" أغلا صديقاتي منذ ذلك الحين!
    لكن بالطبع لم اذهب ولا الايام التي تلتها
    لكنه يبقى المكان الذي احبه رغم جفافه وفراغهويريحني كما يريح البحر أهل السواحل!
    فانا حقاً أحبه


    قطع حبال أفكاري قبل أن تلتوي عند كلمة ( أحبه)!
    صوت السائق الذي بت اكرهه لأنه يومياً يقودني إلى حيث لا اريد!!!
    لكم أبغضتهم جميعاً حينها!

    .ـ.
    .ـ.

    إذن لم أخبركم عن بدر

    انه أخي الذي يكبرني بثلاث سنوات أي في بداية المرحلة الثانوية
    أخي الوحيد كما انني اخته الوحيدة!
    ونشترك في كره شيء اسمه مدرسه!!

    هذا كل شي الآن!
    .ـ.
    .ـ.

    على الغداء
    قالت امي بأسلوب لا احبه:

    "اقـول كم باقي على الامتحانات.؟!"

    ". . ."


    "أشوفكم سكتوا!"

    ألقيت نظرة عابره على بدر لتضيق ملامحنا فيقول بدر:

    "ثلاث أسابيع"

    ضحكت أمي على تغير ملامحنا من سؤالها





    "الله يعين"
    قلتها لأسمع بدر يقول بصوت منخفض:

    "عاد ياللي تذاكرين"

    "إيه بذاكر تراني بروح لسنه جديده مابي اقعد بأولى"

    أمي-"الله يوفقك"

    بدر-"اييه هيّنكل سنه تقولين هالكلاموننصدم بالنتيجه"

    "بدرووه اسكت لا تفتح الباب لامي تراها جاهزه لأي شي!"


    امي-"لاوقدامي بعد! أنا اوريك من الحين تبدين تذاكرين يالله"

    بدر-"هههه تراها مو توجيهي خليها إن بغت ترسب"

    قلت-"اسكت ويا وجهك انت! انت اللي بترسب ترا الثانويه مش سهله"

    بدر بسخرية-"احلفي ههه والله تضحكينتوك جمعتي معلومات عن الثانويه"

    قلت-"اعرفها قبل تدخلها"

    قاطعت أمي ذلك الطريق من الجدال الذي نخوضه يومياً لسبب أو بدونه لتقول:

    "بدر حبيبي متى آخر مره شفت ابوك؟"

    "قبل اسبوعين يوم رحت أنا ورسيل"

    "ماتشوفه بالمسجد؟"


    قلت مقاطعةً بمكر:

    "يمه لا تحرجينه تراه يصلي بالبيت له اسبوع"

    أمي-"اجل وين تروح وقت الصلاة"

    بدر-"اتركيها ماعليك منها زينلكن ابوي من زمان ماشوفه يمكن يروح مسجد ثاني"

    أمي بقلق-"تتوقع رجع الشرقيه؟"

    بدر-"يمه شفيك بيروح ومابيقولنا!"

    أمي-" هذا اللي سمعته"

    "شلوون يمه مين قالك؟"

    أمي-"مدري خلاص لاتهتم بدري روح نام قبل العصر"

    التفت لي بدر:

    "وانتي روحي ذاكري اذا منتي نايمه"

    قلت لامي برجاء:

    "يمه مابي اذاكر واللي يسلمك"



    قلت هذه الكلمات وليتني لم اقلها!
    لتبدأ في محاضرة لا تنتهي عن الاستعداد للامتحانات
    بعد ذلك ذهب كل منا إلى غرفته

    .ـ.

    .ـ.

    .ـ.

    أغلقت على نفسي الباب لأفكر في والديفلا أشعر بأي مشاعر اتجاههلا حُبْ و لا كره
    وحتى أنني
    لا اشتاق له مهما ابتعد.

    فمنذ أن ترك والدتي وذهب ليعيش في إحدى مدن المنطقة الشرقية
    ونحن لا نشتاق لهولا حتى نتعمد فتح موضوع يخصه


    سبع سنواتوأمي صامته.

    وسبب طلاقها مجهول بالنسبة لي ولبدر! ولا نجرؤ حتى السؤال عن ذلك.

    ولما السؤال أصلاً دعه بعيداً فلا سبب يقنعني بأن يترك والدتي غير أنه موضوع الجنون!

    أتعلمون لم يسألني أي شخص سابقاً

    لماذا والداك انفصلا!


    ربما لم يوجد ذلك الشخص في حياتي!

    فلا صديقات لديّ صادقات.!

    عندما استثني دانه يكون جميع من أجلس معهن بالمدرسة هنّ زميلات دراسة فحسب!
    عندما يفكرن بالسؤال عمَا يخصنيكان عن دفتري اومابيديَ!


    قد أكون انطوائية لولم استثني دانه!
    دانه التي لاتجد الوقت للسؤال عن حالي لكثرة ماتشكي أحوالها!
    فقد كنت لها البلسم من تقرحات الزمن.
    وهذا مايسعدني.رغم أنني اغلق فميحتى عند حاجتي للكلام!

    .ـ.
    .ـ.


    أحياناً اردد:

    ليتني فتاة قصة!!

    ولدي صديقة اخبرها بما تريد الكاتبة أن توصله لقرائها!!






    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    [center]( 3 )[/center]



    هربت أيام الامتحانات بعد أن سرقتنا المعلومات والراحة
    ولا ندري بأي ورقة تعود!

    (مرحبا بك يا محبوبتنا.)

    الإجازة !

    ما أجملك حبيبتي وأخيراً انتهيت من هذا العام

    .ـ.
    .ـ.

    "الله يستر من النتيجه"

    قلتها لأرى بدر ينظر بتفكير وقد عقد حاجبيه

    " الخوف على امي.اخاف تصدمها الدرجات!"

    قلت له-"ليشلا يكون بترسب مثلي؟"

    بدر-"ههه مثلك؟ لا لا ما اتوقع لكن تعرفينها تطمح للأفضل لكن جد انتي بترسبين؟"

    " ماأدري يا بدر لكن (تصنعت البراءة وأنا أقول)
    معلمتي وضميرها"

    ضحك بدر "ضميرها هاه؟ وانتي وش دورك؟"

    "انا عملت اللي علي والباقي على الله تراني ذاكرت شوي"

    "هههه ماقصرتي"


    عندها دخلت والدتي وهي تقول:

    "رسيل بتروحين لخالتك اليوم؟"

    قلت-"ايييه ياليت والله"

    بدر-"غريبة.!!رسيل وتفرح بالروحه لهم"

    "شسوي يا بدر الملل ذابحني اف ماكنا معطلين"


    امي-"مالك يومين معطلهبعدين اكيد لمى مشتاقه لك"

    ابتسامة سخرية تتصدر ملامح بدرلكني قلت باشمئزاز:

    " تشتاق لي!! أصلاً أنا بروح أغير جولا أكثر"

    أمي-"بتكبر وبتعقل ان شاء الله انتي اكسبيها الحينالمهم بنروح بعد المغرببتروح بدري؟"

    بدر-"بسلم وبخلي السواق يرجعني"



    بعد ذلك ذهبت لأجهز أغراضي لنذهب لقلعة خالتي كما اسميها

    أتعلمون لمَ!

    بسبب كبر منزلها وشبه خلوه فخالتي بعد أن تزوجت ابنتاها وهي تعيش مع زوجها وابنها مازن وهو قد انهى الثانوية هذا العام وبالطبع" لمى".

    لمى
    إنني اكره الاحتكاك بهابأي طريقهفهي منذ سنوات تفسد كل شيء يجمعنا
    رغم أنها تصغرني بسنتينفلم تغادر جدران المرحلة الابتدائية


    .ـ.
    .ـ.
    هناك
    .ـ.

    "متى الشهادة يا رسيل!"
    تغيرت ملامحيإنني هنا هاربة من رائحة الامتحان والمدرسة!
    تسألني عن ما هو أمرّ وأدهى!!

    "مدري خالتي أصلاً ماسألتمابي اخذها الا اذا داومنا"

    لمى بمداخلة-" أيـه كل الكسلانات كذا."

    رمقتها خالتي بنظرة تهديدلابتسم بدوري
    فقلت

    "إلا خالتي ماقلتي لي بتطلعون ويانا؟"

    (كنت اقصد"البر" فوالدتي أخبرتني بذلك بالأمس)

    "إن شاء الله إذا حالة امك تسمح بنطلع كلنا "


    لحظه.
    ماذا قالت؟!
    أقالت امي!!

    وجهت أنظاري لوالدتي التي ابتسمت مطمئنة لعيناي المتلهفتان لقراءة أي كلمة من بين توترها

    " شفيك حبيبتي؟"

    "يمه شفيك؟!"

    خالتي-"لا بس السكر أتعبها هاليومين لا تخافين امك قويه"
    اتبعتها بضحكة غريبة!


    "شـشفيك؟"
    قلتها متجاهلة أي كلمات تصدر من غير شفتيها اللتين اهتزت منذرة بشيء لا اعرفه!

    لأول مرة أرى والدتي هكذا!

    .ـ.
    .ـ.

    بعد كلمات أضيفت على نفس الموضوع انتهى الحوار وصدَقت
    صدَقت فقط لأنني أريد التصديق !

    أمي كل ما تبقى لي من هذه الدنيا التي لم أتعرف عليها أكثرولا أريد!

    فلا أتصور دوماً سوى الامور البسيطة تأخير.غيابجوع!!!
    فلا تزال الدنيا جميلة بعيني.



    .ـ.

    .ـ.

    عندما عدنا
    دخلت الصالة لم أجد بدر

    ذهبت للمجلس أبحث عنه فوجدته مع صديقه "عمر" يتناقشان في موضوع جاد بعض الشيء!

    "بدر أدوّرك"

    رفع عينيه لي وهو يقول-"هااه بشري عساك لقيتيني ؟"


    قلت وانا اضحك-" لا مالقيتكاذا شفتك خبرني"

    بدر_" ابشري"

    عمر-"نحن هنا"

    قلت بتمثيل طفولي-"زين لقيتك بسألك ماشفت بدر؟"

    عمر-"يا قدمكخبري به يوم كنا بالمدرسهياحليله شلونه الحين"

    قلت_"مادري تشوفني أدوره"

    بدر-"لووعهشفيكم سامجينيالله رسيلووه وش تبين تشوفينا مشغولين"


    "مابي شي بس ادوركواشوف وينك وبس"

    بدر-"لقيتيني؟"

    "اييه"

    بدر-"خلاص اطلعي برا"

    قلت بعصبية_" ثقيييل دم"

    وأنا خارجة سمعت عمر يقول لبدر:
    "هههه حرام عليك يمكن تبغى شي واستحت ولا"

    فقدت باقي الكلمات مع ابتعاد خطواتي للداخل.


    في السابق عندما كان بدر يغضبني كنت اذهب لأمي واخبرها وهي بدورها تعاقبه.
    وكان كـ أبي يواجه الغضب بالغضب.فعند إحساسه بالخطأ لايبرر خطأه بل يجعل جميع من حوله يخطئون ليبرأ نفسه!
    وتلك صفة قبيحة قد تجبرها الصفات الجميلة فيه!
    ولكن الغضب ينتهي به لذلك الألم في معدته
    لذا لم اعد اشتكي لها

    تلك الصفة.
    آخر ماعرفته عن أبي! بعد معرفتي بسبب خلافه مع عمي.فجميعهم يملكون هذه الصفة السيئةلذا منذ زواج أبيبترت العلاقة
    والسبب يعود لزواجه من أميكما اعتقد!
    عمَي.الشيء الوحيد الذي اعرفه عنههو اسمه.وتلك الصفة!

    حسناً دعوه جانباً.



    .-.
    .-.

    اف إن الفراغ يقتلني.إنني وحيدة لا تعرف كيف تشغل وقتها
    بدر مع صديق عمره كل منهما يملأ وقت الآخر
    أما أنا!
    فوحديفصديقتي دانه لايسمح لها بالذهاب لمنزلي
    والبقية لا يوافقونني بالميول والأفكار


    لكن
    ماذا لو كانت دانه حرَه ايضاً.بالطبع ستأتي اليَ
    حسناً اذاً لا أود الخوض بهذه المعركة من جديد!


    (لا توجد مشكلة الآنسأذهب لوالدتي.
    الم يقولوا لابد من الأم أن تكون صديقة ابنتها!
    إذاً أنا أقول لا بد من الفتاة أن تكون صديقة والدتها.!!

    لا تركزوا معي! كلام شخص قد غلبه الملل!





    >.أشعر بالفراغ.حتى قلبي
    بدأ يشكي ذلك!<





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    ( 4 )

    .ـ.

    .ـ.
    الساعة السابعة مساءً

    اليوم منذ الصباحوأنا اجلس أمام التلفاز ولست مهتمة بما يعرض لأنني لا أجد ما يشغل وقتي
    والدتي الآن لديها ضيوف ولست مهتمة بالأمر. فهي اليوم وعلى غير العادة لم تجبرني بالسلام عليهم!



    بعد تردد كبير تقبلت الفكرة التي راودتني منذ شهوروأظن أن للفراغ دور في إقناعي بفكرتي!

    أولاً لابد من مكان هادئوغرفتي تفتقد للهدوء في هذا الوقت!

    إذن طالما أن بدر خارج المنزل الآن سأذهب إلى
    (مجلس الرجال) فهو هادئ حتى السكون!


    أخذت معي عدة أقلام ودفاتر وكراسة رسموذهبت أنفذ فكرتي
    .ـ.
    .ـ.
    أمسكت بالقلم وكتبت "بسم الله الرحمن الرحيم".وأخذت أزخرفها بعدة ألوان!!!

    بعد ذلك نظرت للسقف في محاولة فاشلة لجذب الكلمات.
    أين موطن العبارات.! أين يجدها من يحتاج إليها!



    بعد نصف ساعة من عناء التفكيروالجهد الذهني العظيم!
    وضعت كل ما في مخيلتي الصغيرة على تلك الكراسة
    ورسمت أيضاً بعض الملامح الجميلة كجمال ما أفكر فيه!!

    قررت أن يكون اسمهاطبعاً وبلا تفكير!


    "سيَدة الحريَة"

    لأن الفتاةصورة محسنة لي !

    مزقت العديد من الأوراق حتى بقيت الورقة التي اكتب بها الآن
    كانت الأوراق توشك أن تغطي المنطقة أمامي وأنا في حالة ولادة بطيئة للأفكار!


    لكن قطع عملية تجميع الأفكار تلك هو صوت الباب يفتح ببطء

    بدر-"رسيــل!! وش تسوين"

    عمر-" افف شهالحوسه"

    بمجرد استيعابي لوجود أشخاص غيري انقضضت على أوراق فجمعتها وأنا مرعوبة من موقفي!


    رفع بدر حاجبه تعجباً لتلك الأوراق وهو يقول:

    "يعني نقول شاعره"

    عمر بسخرية-"تكتب قصيدهواو خطير نزار قباني ههههه"

    عندما ترجمت تلك الكلمات انطلقت مني الحروف صانعة
    (هجوم مضاد)!

    " أولاً أنا ما أكتب قصيدهثانياً أنا مو نزار قبانيثالثاً والاهم ليش اكتب قصيدة واقعد ساعه اجمع الكلماتوهو ما في احد يستاهل إني أكتب عشانه قصايد"

    تعجبوا مما نطقت بهفقد رأوا منحى آخر لتفكيري الصغير!
    فقال بدر متفلسفاًوذلك لا يناسبه أبداً!


    "الشعراء مو كلهم يحبون.فيه ناس يصنعون لهم شخص في بالهم ويتخيلونه ويكتبون قصايد فيهوهو بالطبيعه مو موجود"

    يضيف عمر مؤكداً:
    "صحيح اصنعي لك شخص فخيالك واكتبي."

    أضفت بتلك الجرأة:
    "قلتلكم أنا ما اكتب قصيده.وبعدين أنا مو متخلفه أتخيل ناس وأتغزل فيهماشقالو لك!"


    جمعت الأوراق بسرعة وتوتر أريد الهروب ولكن


    بمجرد أن رأى بدر مني هذا التصرف سحب من تلك الأوراق آخر ورقه وعلامات الانتصار تعلو ملامحه

    و"عمر" بجانبه يقرأ بدهشة!


    - ليس بيدي شيء


    - كُشفت أسراري

    - يا ترى أي ورقة الآن تقرءون!

    أفقت من أفكاري المتضاربة على أصوات ضحك قويه من كلاهما


    بدر-"ههه ياحليلك رسيلووهقصةههه تكتبين قصة انتيههه"

    عمر-"هههه اختك مو سهله ابدعشان كذا انصحها لاتكتب مره ثانيه يعطونها عين الحسادهههه"

    بدر-"شوووف عمرههههاسمها هذا ولا ويين"

    عمر-"هههه سيدة الحرية وينا فيمسجونه وحنا ماندريهههه خلاص بطني ماتحمل ههه"

    بدر-"هههههههه لا ما اقدر انا ههه اقرا تقول
    (سوف يجي اليوم الذي ما أحد يتحكم فيني .) هههههه رسيل
    "سوف يجي ههههه وما أحد أو لا احد " ههه شوفي دروسك اصرف هههه"

    عمر-"هههههههههه "



    - كل ذلك أمام عيني!

    - حطموا طموحي بتلك الضحكات!

    - قتلوا أفكاري بتلك الكلمات!

    - لن أدعهم أكثر يعبثون بأحلامي.

    سحبت الورقة من بين يديه وجمعت أوراقي بغضب وقلت وأنا خارجة

    ونظرات التعجب تلحق بي!

    - من طلب منكم تقييم أعمالي!


    "محد سألكممالكم شغل على الأقل أنا حاولت أحقق طموحي.مو مثلكم ماعندي إلا الضحك"

    عمر بسخرية:
    "ومن قالك احنا ماعندنا طموحطبعا وبفخر انا كابتن طيارة وبدر دكتوربس ما"

    قاطعه:
    بدر-" لحظه انتي شفيك عصبتي انتي من جد تكتبين قصة؟"

    رسيل-"إيهأكتب قصة ومحد بيقراها منكم"

    بدر بابتسامه-"أجل من بيقراها؟"

    رسيل-"اللي شجعني على إني اقضي وقت فراغي بشي مفيد والقصة شي مفيد الله يخليها لي مــامي"


    عمر-"هههه اوكي وش تقصدين بالعنوان؟"

    شعرت بأنني مهمة من هذا السؤال.!.
    فقلت وتفكيري محدودمحدود جداً


    "إني أنا سيدة الحرية."

    عمر-"ماجبتي شي هذا العنوان"

    (تورطت!! أنا ما عرف من المعنى إلا هالجانبومو عارفه أوصله)

    "مالكم شغللا تلمحون تبون تقرونها"

    على صوت ضحكاتهم خرجت.وأنا غاضبة وإحساس بالفشل يتملكني لأصادف أمي فاخبرها بما حدث

    أمي-"ماعليك منهم تراهم غيرانين منك انتي اكتبيها كلها وبقولك إذا حلوه ولا لا!"

    كانت تجاملني بذلكولكن المجاملة لا تقارن بالسخرية
    ولازلت اذكر كلماتها تلك التي لن تبرح ذاكرتي ماحييت.كما هو صوت ضحكاتهم الذي لايزال يسكن مسمعي.ويزيدني إحباطاً يتبعه إصرار!

    إذن سأكتب وأكتب!




    >>عندما امسك بالقلمأغرق في بحور حبرهفلا أرى سوى روعة الحروف<<






    رد مع اقتباس  

  5. #5  


    ( 5 )




    مضى شهر من هذه الإجازة ونحن نستمتع كثيراً.


    وإذا سألتم عن أخبار قصتي فأبشركم أنني سوف أنهيها قريباً
    ولكن هناك جملة قالها بدر وعمر أحس بها تلاحقني كلما خلوت مع قلمي.
    "اصنعي شخص في خيالك واكتبي"

    لكنني لا أستطيع.سأصاب بالجنون.ولكن هل سأوقف كتاباتي حتى أرى ملهم قلمي.!


    هل سأراه!

    هل تعتقدون ذلك! أم أنها كلمات استهتار من بدر وعمر!


    لا أدري.


    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.

    إذاً

    ماذا حدث في هذا الشهر!


    لا أذكر سوى أن بدر وعمر كلّ ما رأوني سخروا مني

    فـ بدر يناديني ب

    "تشارلزديكنز"


    وعمر بكل استخفاف يناديني ب

    "في جعبتي حكاية"!



    وضحكاتهم تتعالى في المكان.!

    أعترف لكم بأنني توقفت عدة أيام بسبب كلماتهمأصبت بالعجز.ولكنني عدت لأكتب لأجل أن اثبت لوالدتي أنني استطيع!
    .ـ.
    .ـ.

    إذن وماذا حدث أيضاً.


    آهنعم تذكرت قبل عشرة أيام في (عيد ميلادي) فقد أصبح عمري الآن الخامسة عشر

    العمر كله.!

    لذا أتعلمون ما حدث في ذلك اليوم من ابنة خالتي "لمى"

    أفضّل ألا أخبركم فقد أفسدت الحفلة بسبب كلماتها التي تكبر عمرها بكثير.!

    كنت أفكر!


    ماذا لو علمت بأنني أكتب قصة!




    لا لا داعي فستبقى تسخر مني مدى الحياة.!


    كما سخر غيرها!
    أخي الدكتور بدر
    عندما أقول الدكتور اضحكاضحك بشدةليست ردة فعل لضحكه عليبل لتساؤلي
    هل أصبحت مهنة الدكتور حلم من لم يحلمهكذا فقط مجرد حرف الدال قبل اسمه!
    إن بدر مضحك جداًانه حتى لا يحب المدرسة!!

    أما عمر فكابتن طائرة.!
    إنهم يملكون طموح اكبر منهم بكثيرويستهزئون
    ببساطة طموحي!
    ولكنني وحدي سأحقق حلمي
    انتظروا سيادتي للحرية!

    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.

    اليوم كنا سنخرج ولكن أمي مريضة

    حسب ما ذكرته لنا خالتي وماتذكره دوماًانه فقط
    (انخفاض في السكر)

    "بدرمو كن امي تأخرت"

    كانت ملامحه متوترة وكأنه يخفي شيئاً ما.!

    "مدري خايف يصير جاها شيء"

    منذ الصباح وأنا أحس بانقباضه قلبي.وهاهي تتضاعف

    "فال الله ولا فالك ان شالله بتطلع مو اول مره"

    كنت أتمنى أن لا تصْدُق مخاوفي

    بدر-"بس هالمره طولتمن شهر وهي تعبانه"

    "ادري بس خالتي تقول ."

    قاطعني وهو يرد على الهاتف بجانبه.

    "ليش راحت عندكم.طيب.الحين.شفيك خالتي.الله يسلمكان شالله الحينلا لاتمرينا احنا بنجي.مع السلامه"


    نظر إليّ وقد تغيرت ملامحه.وخيل لي انه وجهه أصبح اسوداً من الخوف.وكأن حالة استنفار للدماء علت وجهه!

    نفس العلامات زارت ملامحي!

    ليقول وهو يقفوقد ابيضّت شفتاه رعباً

    "خالتي تصيح"


    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.


    كل العلامات لا تبشّر بالخير.ازداد الخفقان بصدريوازدادت دقات قلبي حتى نظرت ل بدر وأنا اكذّب تلك الملامح التي علت وجههوالتي رآها بوجهي أيضاً

    وهو كذلك يحاول التكذيب.!
    .ـ.
    .ـ.

    بالطريق للمنزل كنت أتضرع لله بالدعاءأبكي رجاءَأتوسل إليه بان يشفي والدتي ويعيدها إلينا



    وصلنا لمنزل خالتي

    أمسكت بيد بدر والرعشة تسري في جسدي كله

    أحسست ب أُذناي تفقدان شيئاً فشيئاً حاسة السمع!

    ولكن

    لم أرى أيّ سيارة بالقرب من الباب! إذاً أين خالتي!


    الطريق من السيارة والباب الذي نعبره سابقاً بخطوات قليله

    هانحن نعبره شاقاً طويلاً تأبى أقدامنا التقدم

    نخاف الواقع.!

    لا نريد أن نسمع ما سمعته من ظنوني المقلقة

    بدر ينتظر مني التقدم

    إحساس بدأ يتسلل إلى قلوبنا ليعتصرها ألماًإحساس لا أتمناه لأحد



    إحساس بالفاجعة.!

    .ـ.
    .ـ.


    أغلق بدر الباب بعد دخولنا للمنزل
    أخذت أرمي بنظراتي هنا وهناك بحثاً عن خالتي

    رأيت شفتا بدر تتحرك
    أظنه يتحدث إليّولكني لا اسمع ماذا يقول

    هل فقدت حاسة السمع؟

    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.

    إنني أتحدث إلى رسيل ولكن ما بالها لا تجيب علي.!

    " رسيلادخلي شوفي إذا فيه احد ولا لا."

    " رسيـــل"

    أصفر وجهها وبدا شاحباً لا يقل عن اصفرار وجهي بعد رؤيتي لها هكذا

    بدأت اشعر بآلام في معدتي شديدة

    يا الهي هل عادت علي آلام القرحةفي هذا الوقت!!

    رسيل لماذا لا تردين علي!

    أين امي! صرخت من شدة خوفي على كلاهما

    " رسيــــــــــــل"


    ولكن من أجابت صرختي هي خالتي.

    "بدر تعال"

    قالتها بصوت تخنقه العبرات.

    لا أعلم كيف استطعت التقدم خطوة

    خطوة!

    خطوة تجر خطوة!!

    وكأنني أحسب الزمن!!

    وصلت إليها أخيراً وأذناي تستعدان لالتقاط أي حرف يصدر

    - عيناها مرهقتينمتورمتين من البكاء

    - هل أتخيل ذلكأم أنها حقاً كانت تبكي!

    - لكن لما!

    طال سكوت خالتي لألتفت إلى رسيل التي لا تزال واقفة في مكانها لأسمع خالتي تقول:

    "بدر حبيبي أمك بخير
    (استجمعت قواها لتضيف) زوجي هناك خليته يشوف الإجراءات عشان ينقلونها شوي حالتها خطيرة.وماندري شالسبب
    إن شاء الله بتطلع من العناية"


    -العناية.!

    -حالتها خطيرة!

    -بخير!

    -ينقلونها!

    -شوي حلتها خطيرة!



    بدأت ترن تلك الكلمات في رأسي حتى خيّل لي أنها ستمزق طبلة أُذني.

    "لا تخاف حبيبي أنا كنت عندهابس جيت عشانكم وبرجع لها الحين"

    وقبل أن أنطق بأنني سأذهب معها رن هاتفها
    .ـ.
    .ـ.

    لم تنطق حتى أهلاً.سمعت عدة كلمات وخيّل لي أن المتصل زوجها.
    لتصرخ صرخة هزة ما كان ثابتاً فيني ليسقط هاتفها صريع ما سمعه

    لأبقى تلك اللحظة.كمن فقد إحساس.!

    إحساس هرب من رعب الموقف.!

    وفقدت أي قدرة للبحث عنه.

    لم أصدقفقط أخذت أبحث عن الأمل أخذت عيناي تدور بين سواد غطى المكان.وصراخ وبكاء.وكلمات لم أعد افهم معانيها.

    صنع أمامي عالم غريبكئيبيلفه السوادكل من يعيشون فيه شبه ميتينعدى صراخهم الذي يصنع طريق للموت.!
    كل ذلك صنع في أقل من ثواني.

    لذا لن أعيش.دقائق وسأنضم لذلك العالم.ولكن دعوا قلبي يهدأ من رجفته
    وعقلي حتى يصدق
    ودموعي حتى تسيل!

    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.

    أنـــا
    كنت لا أزال واقفة في مكاني.

    عندما سمعت صرخة خالتي التي اخترقت جدران الصمت بداخلي.
    لتعيد لي حاسة السمع.وبقوة!


    لأرى خلف صراخها بدر الذي طوقته خالتي بذراعيها.

    وأنا لا أزال أقف!

    بعد ثانية اخرى
    علمت بأنني لست على خارطة الكرة الأرضية.
    تعطلت جميع وسائل اتصالي بالعالم الخارجي. !
    أبعد من الصوت أبعد من الرؤيةأبعد من ترجمة أحاسيسيأبعد من تصوير العالم !
    تعطلت شاشات العرض لحياتي.

    فسقطت.

    مغمى علي!



    >>لحظات سوداء.لولا رحمة الله لرحل كل من فقد حبيب بعده.
    دقائق خارج ساعة الزمن.تمر فتفطر القلب وترحل ليعيش القلب ما تبقى من عمره بذلك الجرح!
    فأين الطبيب!؟ <<






    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    (
    7 )

    حتى الآن اذكر كل يوموكل ساعة وكل دقيقةتجرعت حزنها وحدي في غرفة مظلمة.
    كحياتي حينها!
    مرت الأيام حزينة مملة لا أجد فيها ما افعله.
    كنت اجلس مع خالتي ساعات النهار ونحاول الحديث عن أي شيء
    قد لايعني لي شيء!
    فقط كي اعبر ساعات النهار.بسلام
    بلا دمع
    بلا ذكرى
    بلا أحلام!
    وعندما يحل المساء.اشعر به ضيفاً ثقيلاً على عاتقي.
    على صمتي.
    فأبقى معه ماتبقى من ساعات الليلوحدي!

    ابنة خالتيلمى
    لم ترقق قلبها مصيبتي.
    ولم يشعرها حزني بأي شيء
    ربما.
    انا لا اطلب منها كلمة تداوي جرحي.
    او ابتسامة تنسيني أنني عالة عليها
    كل ماتمنيته حينها
    أن تتجاهلني!

    فهل هذا كثير على حزني ويتمي وقلة حيلتي!


    أما مازن
    فكان لا يتوانى عن تقديم أي شيء يشعرني بالسعادة
    لي ولبدر ايضاً
    فقد كان عطوفاًتملأ الشفقة عينيه!

    .-.
    .-.
    كانت الإجازة على وشك الانتهاء.
    وأنا أعيش اليوم كالأمس
    وحتى بدري حبيبيماتبقى ليلا أراه إلا عندما أراه.!

    وانتهت أسوأ إجازة مرتني
    والوحيدة التيلم أأسف على انتهاءها

    .-.
    .-.
    موقف لازال بتفاصيله يسكن جزءَ من ذاكرتي
    لمى
    بعد ان تعِبَت من نظرات الازدراء التي ترمقني بها دوماً
    كسرت شيء في نفسي ذالك اليوم.
    خرجْت من غرفتي قاصدة المطبخ بعد منتصف الليل
    صادفتها

    لمى-"وين رايحه؟"

    سألتني وهي تنظر إلى الكأس الفارغ بيدي

    "عطشانه"
    وأشرت للكأسوهممت بالمرور

    "وقفي"
    التفت إليها فقالت وقد بدى لي أن صمتها بعد كبت لم يطلسينفجر!
    لذا حاولت تصنع الهدوء

    -"بيت ابوك اهو تتمشين بهالوقت. "

    قلت ببرود-"مادريت ان في حظر تجول."

    وقد ثارت ثائرتها بعد تلك الجملة
    "انتي ماتستحين على وجهك مايكفي اننا مسكنينك عندنا"

    رفعت إليها نظري بإصرارفقلت
    "بيت خالتيوهي مسؤوله عني"

    "مسؤوله ههههه .هذا اذا لحق ابوك امك"

    عندما قالتها وضعت الكأس جانباً.
    قد هيأ لي أن ثقل ذاتي حينها بسبب ذلك الكأس.

    وبقيت اسمع ولا اسمع ماتقول
    "لا بعد طول النهار لازقه بامي تحسبينها امك وانا مادري وبهالوقت تطلعين. قديمه الحركات هذي شفتها بمسلسل"
    واتبعتها بضحكة هازئة

    أطلت النظر إليها بذهول
    مسلسل ماذا تقصد! يالها من طفلة لاتعي ماتقول

    قبل ان اسمع تلك الجملة كنت أقول طفلة.لكن بعد نطقت بها كرصاصة انطلقت لتصيب تلك البراءة!
    _"لانك عارفه ان هالوقت يجي مازن"

    تصلبت يداي وقد بت اكذّب معنى ماقالته.
    لو كان الكأس بيدي حينها اقسم انه سينكسر بقبضتي
    اي براءة أطفال تبرأت منها!

    رفعت عيناي عندما شعرت بها تتحدث
    فقط شعرت لأن اذناي لاتزال ترتب بقية كلماتها!!

    "خلاص انكشفتي ومثل ماقالت لي صديقتي يالله ارجعي غرفتك واستحي على دمك لاتفكرين باخوي مجرد تفكير لانك ولاشي و"

    بترت عبارتها تلك وهي تنظر للسلَم خلفي
    التفت وإذا بمازن ينظر إليَ نظرة غريبة!
    لازلت اذكرهاوسأذكرها ماحيت!

    لا ادري هل صدّق مازن ماقالته
    لن يتوّقع ان طفلة ستفتري بمثل ذلك.بل سيصدقها
    وهل حقاً سيظن أنني كذلك!!!
    كل ماتمنيته حينها أن يصبح أصم!

    لم ادري بنفسي إلا عندما نزلت دمعة.
    وأنا أقول-" انتي شتقولين؟"

    مازن التزم الصمت.ولمى قالت وهي تغادر المكان
    "تحسبه بيت ابوها"


    يومها لم أغادر غرفتي لأي سبب كان
    ولا الأيام التي تلتها.

    كنت كلما أذكر كلماتها اشعر بدمعة حفظت طريقها في شق خدي
    وكلما أذكر نظرة مازن تلك اشعر بأنني اختنق
    انه الظلم حتماً الظلم
    أتراكم أحسستم بلك الشعور يوماً!

    سمعت طرقاً على باب غرفتيبعد عدة أيام مما مضى
    قلت دون أن أتحركأو حتى امسح دمعتي
    "خالتي ما اشتهي لما اجوع راح آكل"

    لكن الطرق لم يتوقف
    مسحت دموعي وفتحت الباب فكان بدر.

    عندما رأيته
    وانطبعت صورته بعيني.

    فقط رميت بنفسي في حضنه وعدت ابكي.
    كنت في أمسّ الحاجة لصدر يحويني

    "بسم الله عليك رسووله وش فيك"

    دخلت وجلست على السرير وأنا أقول
    "ابي اموت"

    حينها فغر فاه واستمر ينظر إليّ بدهشة
    ثم اغلق الباب وجلس بجانبي

    "شفيك رسيل لك اسابيع وانتي احسن من كذا شصارلك الحين؟"

    نظرت اليه فقلت
    "ليش جاي؟"

    بدر بابتسامه-"افا يعني اطلع؟"

    كنت في حالة اكتئاب تعدم أي ابتسامة تتسلل إلى شفتي
    عندما لم يرى أيَ تجاوب قال
    "لي كم يوم ماشفتكماجيتي لعـندي قلت اجيكواطمئن عليك"

    "ليش توك تجيانا اموت هنا ومحد يعرف عني شي محسوبة بين الأحياء اسماسم وبس"

    مسحت دمعة فرت من عيناي هاربة من بحيرة أحزاني وكلمات لمى يتردد صداها في داخلي حتى الآن

    "رسيل بالله عليك قوليلي شصارلك؟ في احد مضايقك؟"

    لم اجبه لذا أضاف
    "اذا انتي مو مرتاحه بالمكان وتبغين تروحين مع ابوي"

    رفعت رأسي وقاطعت ملامحه المترددة
    "قصدك عند مرت ابوي. ماراح اروح صدقني ماتفرق معاي"

    بدر بدى متردداً ثم اضاف:
    "تروحين عند عمي؟"

    هنا رفعت رأسي بتعجب!
    عميالأخ الوحيد لوالديالذي لم أره منذ الشق الأول لطفولتي.
    عمي الغاضب من والدي.
    عمي الذي كان من اشد المعارضين على زواج ابي من امي!
    عمي الذي لم يسأل عنا!! أأذهب اليه!

    "عمي يتصل في خالتي يسأل عنا من بعد العزاء"

    عمي يسأل!
    الآن فقط سأل عنالأن والدتي توفيترحلت من هذه الدنيا وتركتها له! ألهذه الدرجة كان يكرهها! لمَ!!
    هل تخبرني!

    قلت وقد جفت كل الدمعات من عيني.ورفعت احد حاجباي بغضب
    "مستحيـــــلالحين يسأل عنا يعني اللي كان مانعه امي!"

    بدر-"ما اعتقدخلاص خلاص غيري الموضوع"

    مرت دقيقة صامتهثم قال:

    "طيب قوليلي من مضايقك؟ وصدقيني ماراح اسمح لأحد يغلط عليك أو يضايقكلاتنسين يارسيل انا بدراخوك"

    آخر جملة نطقها جعلتني اشعر بأنني لم أعد كرة السلَة اليتيمة على فناء مهجور.بل معي من مرت به الرياح.
    عندها عدت لما حدث! كنت سأخبره عن لمى وماقالته.لكن تذكرت بدر
    سيغضب من الجميع حتى خالتيولن يوقفه احد عندما يغضبولو اضطررنا للعودة مع ابي!
    او حتى ذاك المسمى عمي!

    قلت
    " لمى من تشوفني ترمي علي كلام مثل السم واني انا ما استحي وجالسه ببيتهموانا ادري ان كلامها صح"

    "لمى! يعني جديد عليك ان لسانها متبري منها
    انتي فبيت خالتك يارسيل.ومو بمكان غريب صدقيني هي لسا صغيرة.راح تفهم بيوم"

    كنت أقول لو سمعت ماقالته لسحبت جملتك الأخيرة تلك.كنت سأنطق بذلك
    لكني لذت بالصمت
    وبدر بدى يتحدث طويلاً حتى اختفت ضبابة الحزنولو قليلاً!

    عندها سألته كيف يقضي وقته فقال وعيناه تبحث عن شيء ما في أرجاء غرفتي شيء لم اعرفه

    "يعني تعودت على المكان واشغلت وقتي باللاب توب والتلفزيون ومازن وعمر و."

    بعد ذلك قال
    "رسوله وش رايك اشتري لك جهاز كمبيوتر؟ "

    قلت بابتسامة -"ادخل النت؟"

    ابتسم بدوره فقال -"لا"

    قلت- "اجل وش الفايدة؟"

    وبدى يشرح لي فوائده وأغراني بعدة برامج جميلةثم أضاف
    "وتقدرين تكتبين قصة؟"

    لأنني كنت انظر بدهشة أضاف:
    "وبما ان عندك مدرسة راح اخليك يوم بالاسبوع تدخلين النت.وتقرين قصص واذا بغيتي تنزلين للناس قصتك"

    قلت بسرعة-"تبغى الناس يضحكون علي؟"

    "ههههه يمكن عمر قاصد كذا .اقتراحه انا بريء ههههههه"

    عمر!
    يريد المزيد من الضحك.حينها ابتسمت. لا ادري لمَ.!

    بعد ذلكوذلك.
    بدأت المدرسة وأصبح لدي حاسوب جديد أصبح بالنسبة لي كمذكرة كبيرة.تكفي ليومياتي ويوميات طالبات مدرستي إن أردت.!!!

    كنت سعيدة بذلك.وحتى بعد أن أصبحت ادخل الشبكة لا أكون سوى زائرة

    باستثناء منتدى واحد كانت لي عضوية فيه. وهو منتدى تشارك فيه دانه
    وعند معرفتي بهاصبت بتخمة من تلك القصص.وكنت أراها جميلة حين ذاك
    قصص ماكنت لأتساءل أين بدر وعمر عنهاليضحكوا!!

    .-.
    .-.

    بعد عودة دانه من السفر لأجل المدرسة.

    قضينا وقتاً جميلاً حتى بدأت تسأل عن حاليوخاصة مكوثي عند خالتي.
    استغربت لسؤالها لكن لم استطع سوى القول
    -"الحمدلله كلنا تمام"

    "وانتي كيفك وش جد عليك؟"

    ردت علي بحالمية لم أعهدها
    "اخ لو عرفته من زمان كان هانت كل المشاكل علي؟"

    قلت بابتسامه
    "مين بعد هذا؟"

    ردت وهي تنظر للسماء
    "مو شخص.هذا الحب.خلاص انا صرت احب وماصار شي يزعجني او يضيق صدريخلاص يارسووله انا بعيش بدون هموم "

    "ههههههههه دانوووه شطايحه عليه هههه خلصي المتوسط اقصد خلصي الثانوي وبعدين فكري بالخرابيط"

    دانه
    "أي خرابيط ؟ واي ثانوي الحب مايعرف عُمُر ولا وقت. الحب خرابيط اقوول ياحلوك ساكته.اذا عرفتي الحب تعالي كلميني"

    "هههه ان شالله اذا يعيشني بدون هموم بحب من اليوم وتشوفين.واقولك رايي بكره"

    كنت اضحك حينها ببساطةوهاهو شيء جديد تعلمته من المدرسة!!
    كنت انتظر عودتي بفارغ الصبر لأجد الحب.واكسب التحدي!!

    كمراهقة عنيدة قضيت أربع ساعات بين الصحف والمجلات. وساعة اخرى أمام التلفاز.
    ابحث عن شخص احبه!!
    اعجبني ذلك وذاكفعدت اخبر دانه بأنني أحببت!!

    لكن لا اشعر أن همومي انقضت!
    ولم أرى بملامحي تلك النظرات الحالمة كما رأيتها في عيني دانه.
    جميلة بساطة الأطفال تلك!.!

    حقاً كانت أيام رغم تعاستها إلا أنها تسعدني حينما اذكرها.
    بل تضحكني أحياناً


    لكنني لم اسأل دانه يوماً من كانت تحب!
    هل هو شخص لا تلتقيه سوى بالصورمثل حبيبي الذي بعده بت اجزم أن الحب كأي شعور آخر
    كالجوع كالتفكير كالخوفأي شعور آخر!

    لم افكر يوماً أن الحب مشاعرلاتكتمل إلا بمبادلتها!.بل اعتقدت أن الحب أن اختار شخص فأحبه.هكذا!
    الم اقل لكم سابقاً أنني لا انظر للامور إلا من الجانب الأقرب لعيني!

    >>تساؤل
    هل حقاً لا يوجد شخص على هذه الأرض.يستطيع أن يصبح حبيبي!!
    لم يرحل ذلك السؤال عن تفكيري.وظل بين صفوف الأسئلة التي لن ترى النور!!


    وانقضت ثلاث سنوات!

    ×///×///×///×///×






    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    منذ ذهب بدر لاخته
    وانا أنظر للشاي، كمن يبحث عن أثر يديها…!
    مجرد تصوري انها سمعت ماحدث يجعلني اريد شرب الشاي ابريقاً بآخر!! لأتساوى بتخمة أفكاري!
    تأخر بدر
    ونظراتي تستلقي فوق خطواتها قرب الباب!
    وأنا وحدي هنا أضرب أخماساً بأسداس
    كل الحماقات منذ ظهور الغباء تجسدت في حماقتي هذا اليوم!
    أتراها سمعت!
    لم تعد هناك دماء في رأسياشعر به تحجر وكأنه يستوعب تدريجياً تلك الصفعة التي تلقاها بلحظة غباء
    لحظة لم يتوقعها في جميع مشاهد اللقاء منذ أن عاش الوهم!
    “شصار؟”
    قلتها متحاشياً النظر لبدر
    بابتسامة أجابني-”مدري اظاهر رسيل سمعت اللي قلناه…”
    لم تعد هناك أي كلمة استطيع النطق بها…
    تمنيت ان اخرج وأرىأسمعتني أم لا أغضبت أم لا…
    أركضت كما في السابق في غرور مصطنع!
    أكان يجب ان تبتلعنا السنون لتكون حاجز لايزول…
    جدار واحد يفصلني عن تلك الطفلة الباكية…جدار واحد فقط…
    لكنه سياج ينشرني بعشوائية فوق رؤوس الحواجز كمن صعد منارة وجرب الصراخ فكان بلا صوت… والراحلين بلا نظرة للوراء!
    -”ماعليك راح افهمهاوماني متأكد انها سمعت”
    لا ادري مالذي رآه في وجهي ليقول ذلك….
    مرت ساعة…وأنا أبدو متجهما مهما حاولت أن أعود لطبيعتي مع بدر
    الحوار الذي اخوضه في داخلي اطول من حواري مع بدر…
    -”جميل حظي هذا”
    ….لا أزورهم وعندما سمعت صوتي منذ السنوات الثلاث
    سمعته يسخر منها!
    -”لمَ قلت ذلك؟لاانكر حتى يخبرني بدر فأرى ماكتبته هناك!”
    -”لمَ زرتهم هذا اليوملمَ لا أشرب الشاي ايضاً!”
    -”بل لمَ كل هذا الاهتمام…”
    حتماً لا ادري!
    أو ربما…….
    ادري!
    وأدري…
    وأدري!!
    .-.
    .-.
    منذ أن صعدت بغرفتي…
    ابتلع غصة رمتني بالرميم…وجدت نفسي ادخل المنتدى باحثة عن مواساة قصتي!
    لن ابكي…
    أشبعت ناظري بمن أثنى بحروف…أقنعت ذاتيإلا أن أذناي أبت أن تقتنع…فهي لاتثق إلا بما تسمع!
    لمن اشتكي!
    أين اميأين أبيأين من يدعون صديقاتي!
    في كل مرة اصنع انجاز…أقف على المسرح انتظر التصفيق…!
    ولا أجد حضور…وصدى الضحكات يملأ المكان!
    ربما أصبحت الحروف عزائي الوحيد… هل اقترب موعد فقد القلم!
    لينضم لسلسة المفقودات في حياتي!
    سؤال يلَح على الإجابة بالظهور…
    -متى سيصل لقلمي كلمة صدق تدفع حبره لرسم إبداع الصفحات…!
    متى يكون للصراحة لون يختلف عن ألوان المجاملة؟!
    طرق الباب قبل إتمام الأسئلة في عقلي….
    “رسيـــــل….رسيـــــل”
    لم اجب نداءه…
    أعاد الطرق بقوة
    ” رسيل ممكن ادخل؟”
    “تفضل”

    دخلت, كانت الغرفة هادئة كما هي رسيل
    شعور جميلاذاً لم تسمع ماقلناه
    -”رسووولهشفيك قاعده لحالك؟”
    نظرت إليَ نظرة لا حياة فيها فقالت:
    “وش تبيني أسوي تحت بلحالي؟”
    “اللي تسوينه هنا…”
    ” أنا أفكر”
    “اوكي فكري تحت”
    “ليش؟”
    حاولت أن اكذِب ظنوني لكن يبدو أنها سمعتوهدوء ماقبل العاصفة لاينبئ بخير!
    “رسووله شفيك؟ ليش تردين علي كذا ؟”
    “مافيني شييمكن فيني نوم”
    أحسست باليأسليتها تخبرني بغضبها…حتى ابرر… لكن هكذا لن يجدي الكلام…
    ” قولي شفيك؟”
    “مافيني شي”
    بعد لحظة عناد!
    “سمعتي شي؟”
    قلتها اختصاراً للوقت فكانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير…!! عن أي بعير أتكلم!
    صدقوني لا ادري حتى كيف ابرر؟ لا ادري ماذا أقول!
    “ماسمعت شي ولا أبي اسمع شي”
    “رسيل اوكي انا بوضح لك “
    .
    .
    لا اريد أن اسمع شيئاً منك
    ماذا بعد تود ان تقولههل ستخبرني ان قصتي رائعة…لا احد يضحك عندما يقرأها!
    الم تكتفي كذباً
    رفعت رأسي عندما سمعته يقول
    “انتي اكبر من كذا ولا يهمك كلمة مني او من غيري صح؟”
    لم اجبه ليضيف:
    “يعني ماهمك مو.؟”
    قالها في محاولة لاقناع ذاته لكنني قلت حينها
    ” اكيد مايهمني الكلام…اذا ماكان من وراياذا ماكان من اقرب الناس لي”
    كنت انظر بحدة…
    وفي عيناي معركة ومظاهرات….وسيل عارم اكره انطلاقه!
    أضفت:
    “انت ماهزيت ثقتي بنفسي وبسانت هزيت ثقتي فيك؟قدامي تقول اوكي كمليومن وراي اطلع نكته بايخه تتسلى عليها”
    “رسيل ارجوك الموضوع مايتساهل حرام عليكطيب ايش بالضبط ضايقك”
    كان سؤال مؤلملا ادري بالضبط مالذي ضايقني
    انا لم اكتب لبدر وهو لم يقرأ القصة
    وعمر لايعني شيئاً لي فهو دائماً ساخر ولم يعجبه شيئاً أقدمه قط
    اذاً لم أنا مهتمة بهذا الموقف
    ماللذي ضايقني!
    لا كان يهمني رأيهم حسناً أنا متضايقةوكفى
    “ولا شي بدر أنا بنام”
    أحسست باني أتصرف بذاك الهدوء العاصفالذي أزعج بدر!
    “رسيل”
    “ياليت تسكر الباب وراك”
    خرج بدر دون أن يلفظ بأي كلمة مما زاد من حيرتي…
    لا أريد أن أخبركم بأنني لم استطع مقاومة ذالك السيل الجارف!
    عندها بكيت بمرارة…
    بعدان تعبت من البكاء…ومن شهقاتي التي أتعبت صدري….
    أرخيت بجسدي على السرير…مع أول دمعة حاولت عدم الظهور…استسلمت للنوم…
    ….
    احياناً نبكي لسبب لايستحق دموعنا…واحياناً اخرى لانبكي ولو استحق دموعنا…
    مسألة معقدةناتجها دوماً الوقت…
    /
    مرت أكثر من ساعتين… أفقت على صوت مقبض الباب يتحرك في محاولة فاشلة لفتحه…
    -ربما هذا بدر!
    جلست على سريري وعاد الموقف كاملاً إلى ذهني
    استرسلت بالتفكير أحسست بأن لاشيء يستحق كل هذه الدموع!
    رغم أنني اكتشفت ذلك قبل غفوتي!
    عندما انحصرت أفكاري بنقاط ثلاثة…تضايقت بشدة
    -سخروا مني…
    -عمر لم يتغير!
    -عمر يسأل عن المنتدى ليضحك أيضاً!
    قطعت طوق أفكاري الذي أذهلني التفافه حول هذا المسمىعمر!!
    هل حقاً هو ما أغضبني!
    - اذن…لا شيء يستحق العناء…
    .
    .
    خرجت من غرفتي قاصدة بدرربما كنت قاسية كما كان هو!
    عندما وجدته كان يقرأ ملامحي….يبحث عن أي كلمة قد تخرج مني!
    قلت-”تعشيت؟”
    ابتسم…
    بلضحك…
    “لا…”
    ابتسمت فخرجت قاصدة الصالةوسمعته يقول:
    “لا أنا ولا عمر قرينا القصة”
    التفت فأومأت بالإيجاب فقال:
    “لاتخلين أشكالنا تحطمك”
    بعدما استوعبت الجملة
    ضحكت”أشكالكم…رحم الله امرئ عرف قدر نفسه “
    “هههه…لاتصدقين عاد ترانا مو شويه… بس بغيتك تضحكين “
    ابتسمت ممتنةفخرج مني سؤال لا ادري من أين أتى!!! أو لمَ؟
    “عمر بيسجل بأي اسم؟”
    “بالمنتدى؟”
    قلت في محاولة لتغيير الموضوع حتى لا يأخذ أكثر مما يستحق
    “يؤ بدر نسيت اطلب…تذكرت إني جوعانة”
    “ههه تعالي خلاص أنا طالع وبجيب معاي الا رسيل متى تبغين نطلع البر؟”
    وعدني بدر بهذه الرحلة قبل ان تنتهي هذه الإجازةوأظنه الآن مراعاة لمشاعري يسأل مبكراً…
    قلت مسرعة
    “اليوم”
    “هههههه ياشين الرجة اوكي اشوف بكرة”
    انتهى اليوم وعقلي لايفكر بالانتهاء من فكرة دخليه على أفكاري….
    كانت لاتصل مشوار الغد بصلة
    بأي اسم سجل دخوله للمنتدى ياترى!!!!
    ×///×///×///×///×
    ربما من يقرأ هنا
    يقرأ رسيل…يتصفح حياتها… يستطيع كل من يمر هنا قاصداً حياتها أن يتذوق مرارة يتمها…
    كان فصل حزين…خريف تساقطت أوراقه
    أكان يجب ان نلتقي بها بعد تلك المدة في الشهر ذاته…!
    أيكون الخريف محطة التقاء جديدة… ترى لمَ تتساقط أوراق الشجر!
    حتى يحين الشتاء سيكون عليها أن تتذوق نكهة اخرى من نكهات الحياة…
    Alsamt ِ Raheel×///×///×///×






    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    (
    9 )
    سعيدة جداًسنخرج لمكاني المفضل على سطح الحياة!
    كنت اجلس على أسفل درجات السلَممنتظرة عودة بدر من الصلاة….
    عندما أتى وقفت متلهفة:
    -”تأخرت؟”
    -”ايه عمر كان معي”
    “طيب نطلع الحين؟”
    -”رسيل شرايك نأجلها لبكرة”
    اتسعت حدقت عيناي بتعجب!
    “ليش؟”
    “عمر برا…وماقدر أقوله إحنا بنطلع لأني عارف أهله اليوم مو بالبيت و….”
    قاطعته وقد ضاقت ملامحي
    -”وانا وش علي…مامداك تفرحني وهونت…! خلاص كيفك”
    أدرت ظهري لأصعد فقال
    -”رسيل خلاص بقوله يجي معنا واشوف”
    “نــ.عــمـ.”
    ماذا قلت كرر ماقلته الآنبالأمس يسخر مني واليوم يكون في نزهة معي!
    -”عمر مو غريب”
    ثم أضاف ايضاً :
    ” بعدين أنا عند وعدي ولو تبين ننزل ونتركه بالسيارة عادي ترى”
    وابتسم ابتسامة خبيثة لأرد له ابتسامة بسيطة وأنا أقول”
    -”يعني؟”
    “يعني البسي عبايتك الحين نطلع”
    وقفت برهة أفكر شي عنيد يصرخ فيني طالباً أن لا أذهب…
    عندها تذكرت
    “بدر وش رايك تقوله ناخذ اخته رنيم او مدري ايش اسمها معانا”
    كنت اقصد اخت عمراذكر أن له ثلاث أخواتاثنتين منهن توأم وإحداهما تحمل ذلك الاسم…
    رأيتهما لثلاث مرات في حياتي…الأولى لا اذكر متى….والثانية لا اذكر أين!!
    والثالثة في عزاء امي.!!!
    بدر-”اهله كلهم طالعينمره ثانيةيالله أنا طلعت”
    أخذت حقيبتي واضطراب الأفكار …! وخرجت…
    .ـ.
    .
    .ـ.
    “السلام”
    نطقتها بصوت اقرب للهمس…
    عمر-”وعليكم السلام”
    ركبت خلف مقعد بدري بهدوءأخذت أرتب (لثامي وأنا أضيق المساحة التي تظهر عيني)
    فأنا لم اعتد عليه…!
    بدر-”يعني نكلمه بالموضوع؟”
    -”بصراحة مدري”
    من يقصدون؟ من كانوا يتحدثون عنه قبل ركوبي؟…ولمَ هذا الفضول …
    وقد شعرت بفضولي كله يتمركز عند صاحب الصوت الغريب!
    -لن ارفع عيني الآن…ماذا لو رآني.!
    -ترى ماذا تغيَر فيه… باستثناء صوته.!
    -ترى هل هو سعيد باجتماعنا كما قبل سنوات!ام انه متضايق من وجودي!
    -أعلم انه لا يعنيني في شيء لكنه الفضول…ما أقبح أن يكون في دمي هذا الكم الهائل من الفضول…!
    -غريب لم أكن أُبالي بشيء سابقاً….ربما لأنني اريد معرفة ماتغيَر فيهمتناسية آخر موقف!
    افٍ من سلسلة الأفكار هذه…
    بدر موجهاً حديثه لعمر:
    -”وين رحت”
    -”معاك…”
    -”طيب ايش نسوي؟”
    -”تأكد قبل”
    قالها وهو يمد يده ليلامس كفه مقعد بدري باسترخاء
    بدر واصل حديثه مع عمر وأنا قد ذهبت بأفكاري العابثة لتلك اليد التي أمامي…
    رفعت عيناي بسرعة وألقيت بنظراتي عبر النافذةهاربة من لاشيء!
    لا أدري لم أزعجتني يدهوكأنها شيء تعدى على أملاكي!
    بدر بنبرة عالية
    ” هههه وين سرحت”
    عمر بابتسامة-” اقوول وش رايك ترجعني البيت”
    بدر-”اقوول وش رايك تسكت”
    عمر بابتسامة-”لا والله جد”
    بدر-”خلك ساكت أحسن(ثم أضاف) مسوي يستحي”
    عمر اكتفى بضحكة اقرب لابتسامة…فقط سمعتها!
    .-.
    عدتُ مرة اخرى لتلك اليد القابعة في هدوء أمام ناظري…
    أخذت عيناي تتأمل في أصابعه التي لاتقارن بأصابعي بالطبع…!!
    لكنها مقارنة فرضتها في وقت فراغ!
    بعد أن حرك أصابعه اصبت بالرعب!!…
    رعب تلته رعشة بسيطة في جسدي خيل لي أن الجميع أحس بها !
    لذلك ابعد يده ليربط حزام الأمان!
    ثم عادت تقبع أمام ناظري…بكل ثقة مزعجة!
    .ـ.
    .ـ.
    إنني دوما هكذا حتى أنني أخاف مشاعري بمجرد رؤيتي فقط
    لكف غريب كانأو قريب!
    أتصور أحياناً أن لليد رؤية!
    رؤية ابعد من رؤية الأعين والتقاء النظرات…
    رؤية غامضة…
    لا تفسرها سوى أعين حالمة!
    أخاف هذه الرؤية…!
    لأنني أخاف الحب…!
    يقال أن الحب أشبه بالعذاب….لكن
    كنت أحب هذه وذاكفلم اشعر بالعذابكما سألت دانه مرات عدة ولم يغنيني جواب
    إذا كان الحب عذابفأنا أخاف الحب!
    أخاف الإعجاب!
    أخاف أن أسير إلى جوف الأحلام من خلال عروق يدِ أياً كان!
    أخاف أن يصلني شريان ما إلى قلبٍ لم استعد لاحتوائه!!
    سمعت كثيراً بالحب….وأرعبوني منه…سمعت انه يبتدي بابتسامة وينتهي بدمعة!
    عندها… ابتسمت…لأفكاري.!!
    وأدتها قبل أن أُصاب بالرعب منها
    عدت أتساءل…
    مابالي أتكلم عن الحب الآن!
    اهو بسبب تلك اليد الكبيرة التي تحاصر أفكاري!!
    فعلاً اشعر بأنها تزعجني ترعبني…رؤيتها أشبه بكتاب غامض…!
    هل أتمنى الآن قراءة الكفوف!!!
    سؤال مضحك فاجأني عندما أطلت النظر إلى يديه
    -ترى كيف يقلم أظافره!
    ختمت بهذا لسؤال نظراتي…
    ولا ادري لم انسقت للماضي….هل يعقل انه عمر… هل يشبه طفولته!
    لمَ لم ينمو كما أنمو أناببطء!!
    لم يفوق بدر عرضاً وطولاً….لم صوته أضخم…لمَ ترك طفولته واختبأ خلف هذا الرجل الكبير… المزعجة يده!
    لا ادري لم كنت ابتسم وأنا أتذكر كل موقف عبث فيه عمر
    وبَخته امي ذات يوم…تعاركنا عدة مرات… و…
    قُطعت سلسلة أفكاري من طوق الماضي لـ صوت هاتف ما
    -”هلا”
    كان هاتف عمر…
    لا ادري لما عملت حاسة السمع عندي بشكل يفوق معدلها الطبيعي!
    هنئوني…اعتقد أنني اكتسبت اليوم صفة الفضول…!
    بعد أن أغلق هاتفه وجه حديثه لبدر
    “الا كم رقم مازن ؟”
    بدر:”مازن؟”
    عمر-”ايه ولد خالتك واحد من اخوياي يبي رقمه”
    بدر-”تلقاه بجوالي عندك”
    لازلت استفسر في رأسيإذن هو على علاقة بان خالتي…غريب اشعر أنهم لا يتفقانلماذا لا أدري…
    الم اقل لكم عن جديد صفاتي!!
    أعاد عمر يده مرة اخرىشعرت بأنني سأصرخ فيه…
    لا تُعد كفيك هنا…
    لأجل مشاعري…
    وذكريات الطفولة
    أبعدها وراعي عقدي النفسية!
    توقفت هنا ولا أثر للابتسامة على ملامحي!
    هل هي عقدة نفسية؟
    أم أنني قلت ذلك لعدم وجود تسمية اخرى في قاموسي!؟
    اعلم!
    قد تستغربون نظرتي تلكوقد تستلطفونهاوقد تعيشونها!
    ولكنني اكتب فقط ومن وجهة نظري…
    فاتركوني مع اللغة التي لا تحتاج لترجمة….!
    بدر بضحكة مفاجئة بعد أن عم السكون السيارة
    “والله لو اني داري انك تستحي ماجبتك؟ ياخي ولا بالقطارة تكلم”
    عمر-”ههههههههه جب يالله وشو استحي ، انا كائن بشري لايحب الحديث مع صغار السن؟”
    -”هههههه صغار السن هاان ماقفلت عليك السيارة ونفذت وعدي لرسيل”
    -”متآمرين علي يعني! انا اعلمكم شلون تربيية صغار السن”
    وبدءا في جدال آخر
    بما أنني كنت في حديثهم…فالحياء كان يلفني كما عباءتي!
    وأنا كنت ابتسم…وفضولي قد ازداد لرؤية ماتغيَر من ملامحهلكن لا استطيع…سوى الاستماع لايمكنني مجادلة كلمة صغار السن….فعند رؤيته أؤمن بها!!
    سألت بدر:
    “بدر كم باقي؟”
    بدر-”حوالي ربع ساعة”
    عمر-”نص ساعة ماخذ مقلب بسيارته”
    بدر-”ربع ساعه “
    عمر”هههه اتحداك”
    بدر-”اذا طلع كلامك غلط وهذا شي اكيد عقابك انت اللي تسوق اذا رجعنا”
    عمر-”ياحبك للتحدياتطيب”
    بدر-”رسيل شاهدة”
    رسيل-”هههه طيب”
    بعد أن قلت ذلك استوعبت مانطقت بهشعرت بالخجل مرة اخرى!!
    بعد 25 دقيقة وصلنا
    عمر بثقة المنتصر-”هههه شفت “
    بدر بمكر-”غلط انا قلت ربع و25 اقرب للربع “
    عمر-”ياكذبك الحين نص الا خمسلاتصرف “
    بدر-”بس ماجت نصاقرب للربع صح رسيل”
    احمـ جمعت الجرأة الموجودة لدي
    فقلت بتحدي
    “ايه صح عليك”
    اعلم أن بدر يكذب لكنه بدر…حتى وان أردت أن أقول خطأ!…
    سمعت عمر يقول
    “شف هذي هههههههه شهادة زور”
    رسيل-”لا بدر مايكذب”
    بدر بمكر-” اكيد هههه…”
    عمر-”لا بهذي صدقت ماتكذب ها…”
    بدر-”المهم كسبت الرهان”
    عمر-”ياشين الظلم”
    .-.
    تركت السيارة قبل بدر لأسمح لرسيل التحدث مع أخيها…كنت أسير في اتجاه واحدواشعر بقدماي تكاد تترك ملامسة الأرض…لم اشعر بنفسي إلا عندما ابتعدت كثيراً…
    ونسيت هاتفي في السيارة….
    جلست على صخرة يتيمة وبدأت انظر لذلك الاتجاه الذي عبرته وكأنني انظر إلى رسيل…
    قد يكون هذا اليوم في عمري يوماً احتاج إلى تذكره فيما بعدوتذكر كل تفاصيله…لربما لن يتكرر!
    كنت مستيقظ بملل هذا الصباح وقررت بعد علمي بقضاء اسرتي بقية يومهم عند احد الأقارب أن نخرج أنا وبدر لنقضي يومنا…فهو منذ عودته من المنطقة الشرقية لم نمضي يوماً بأكمله معاً…
    لكنه اخبرني
    بل فاجأني
    بأنه سيخرج مع اخته وسيصطحبني معه…
    رفضتأصررت على الفرار من المكانفأنا لم استعد بعد رؤية رسيلاو أن تراني…
    فأنا لم استطيع وضع تعقيب على قصتها فيكتب أن أراها هنا!
    لاأستطيع…
    فقد كانت صورتها وهي تبكي في فناء منزل خالتها لاتغادر محفظة أفكاري…
    وفي كل ليلة احاول عبثاً مسح احد دمعاتها…!
    لا احد يسيء فهمي…
    فأنا احب تلك الطفلة….احب اللعب معها…احب مضايقتها لتبكيفأرضيها!
    في سيارة بدر كنت انتظرها تقفز الدرجات وتطل في وجهي قائلة
    “قل لبدر يلعب معي”
    كنت متشوقاً حقاً للطفلة الغالية على قلبي….
    الطفلة التي استشف المواضيع عنها من أحاديث بدر…
    سنوات مرت وأنا في صراع مع ذاتي بأن لا أسأل بدر عن حالها….
    حتى أعادني صوتها على ارض الواقع بعد أن سمعتها تهمس التحية عند ركوبها…
    أردت أن التفت بجسدي كله واراها
    أردت أن اوقف دوران الكرة الأرضية لتبقى أمام عيني ثابتة!!
    أردت أن اصفع الزمن الذي سلب منها تلك الطفلة…
    كنت صامت وفيني دولة تحترق…وأناس تستصرخ جوعاومصابة…
    حتى شعرت بأنفاسها تطفئ اشتعالي بهدوء يشبه سكونها…
    تكلمت بضع كلمات…ضحكت عدة مرات….
    وبت اقسم في داخلي أنني لو التفت لإراها لوجدتها تلك الطفلة!
    ربما لم يتغير فيها شيء…وتلك الطفلة تختبئ خلف عباءة!
    لم يشعر أحد بالمدينة في داخليوبدوت على المقعد كتمثال اسطوري…لا يرغب به أي متحف!!
    اللوم عليك يابدر…فقد أيقظت فيني الأشواق التي لم تنم!
    فهل نعود دقيقة لما كنا عليه سابقاً….
    أيوجد من يستطيع هدَ حاجز بناه الزمن بيننا!
    ربما يجب علي أن أعود الآن فحديثي عن الماضي قد لايكفيني المستقبل بأكلمة لروايته!
    إذ كنت أنشئ قارب الوهم بعمر يتمها!
    .-.
    .-.






    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    عندما وصلت كان بدر متعجباً مما يحدث لي! تكلمنا قليلاً وعيناي تبحث عن تلك الطفلة…
    حتى رأيتها ترسم على التراب بشيء لا ادري ماهو…
    كانت قد رسمتني ذات مرة ولم ترسم لي فم! كنت سألتها أين شفتاي؟
    اذكر أنها قالت: تكون أجمل بلا فم مزعج ولسان طويل.!
    رأيتها…نعم رأيتها الآن!
    كانت تكتفي بالحجاب وكنت اكتفي بذالك الحد من الجنون!
    إنها هي! كنت سأصرخ حقاً
    أنتِ رسيل…
    وكأن ما سأنطق به جديداً!
    قاصداً أن تستيقظ جميع المشاعر راقصة بيوم احتفالي برؤيتها…وكأن السنوات بيننا لم تكن سوى عدة أيام!
    أبعدت عيناي لأركز بنبضات قلبي التي تسارعت بلا انتظام…
    أرجوكم… كما قلت:
    لا تسيئوا فهمي فربما هي فرحة اللقاء التي احتفل بها وحدي!
    فأنا لست أحبها كما تصورون لكنني مشتاق لها…
    مشتاق لها كما لم اشتاق لأحدٍ قبل…
    مشتاق لها كما لم اشتاق لها سابقاً…!
    بدر يراني كأخ لهاواحب ذلك لأنني لا أجد أسمى وأقوى من رابط الاخوَة….الذي لا يفصله موقف أو كلمة أو حتى زمن!
    رغم ذلك فأنا…لا يربطني بها شيء!
    فليست اختي!
    ولا أحبــها
    لكن احب أن اعطف عليها
    احب أن امسح دموعها… أن ابعد الأحزان عنها…
    احب أن أراها ….
    وأن اسمع صوتها….
    احب أن أعانق الطفلة فيها بشوق الغياب…وأسأل كيف قضت تلك الأيام من عمرها!
    احب أن اعرف أدق تفاصيل حياتها وماتغيَر فيها ومابقي على حاله!
    احب أن اسمع بدر يتحدث عنها ولو لم يكن بموضوع يخصها….!
    احب المكان الذي تجلس فيه
    والذي كان فيه وجودها!
    والمكان الذي تعبره!
    احب مرورها في كل اسم اقرأه لغيرها!
    احب يأس التفكير فيها!
    احب أن أراها بين القصائد والأبيات وفي كل عنوان يحمل الحريَة!!
    احب أن اقرأ كل ما تكتبهومالا تكتبه…!
    كحبي امتلاك صفات فتى الأحلام في سطورها!
    غيـر ذلك أنـا لا أحبها…!
    فما تفسير ماكان! …. أيمكن أن يكون غير الحب؟!
    حب طفولي فقط….
    لكنه نمى معي…ونمى معي…
    ونمى معي!
    مدينتي عاصفة بها…لو خرج جزءً مما اشعر به الآن
    ….لعمرت الكرة الأرضية…وتغير لون سمائها!
    ولو مات في قلبي ذات يوم….
    ستموت مدينة في داخليوسأدفن فيها…!
    “والله انك منت طبيعي اليوم”
    ضحكت لملامح بدر المفزوع….وحاولت العودة لما أنا عليه….وبدأنا في سباق لشجرة ما… طبعاً برهان…إذ أن بدر في الموضوع!!
    .-.
    .-.
    رفعت رأسي على صوت ضحكات بدر وعمر مستعدين للركضلا أدري الى أين
    كانا يولياني ظهريهما… ابتسمت وأنا اعبث بحبات الرمل….
    كنت اكتفي بالحجاب…كما اعتدت عند خالتي لوجود مازن… اعتدت ذلك لكن لي ضمير يؤنبني أحياناً…فوالدتي لم تكن لترضى بشيء لايرضي ربي…
    لذا بدأت أضع غطاء أو لثام
    بينما أراهم قد ابتعدوا سمعت هاتف يرن…
    وقد سمعته عندما كنت في السيارة لذا علمت انه هاتف عمر…!
    لم أتحرك
    فلا دخل لي…
    تكرر رنينه فأصبح لي دخل!
    فتحت باب السيارةوألقيت نظرة على هاتفه…وقرأت اسم المتصل”لا تـرد “
    ضحكت رغماً عنيوازداد فضولي لأعرف من المتصل…لذا اتصلت ببدر وأعلمته بأن هاتف عمر لايتوقف عن الرنين… عدت اجلس بالقرب منتظرة مجيئهملكن من أتى هو عمر…
    اخذ هاتفه وهو لا يزال يرنوألقى علي نظرة خاطفة…وكأنه يتأكد هل قرأت المتصل أم لا.
    فأقفلت على ضحكاتي ولذت بالصمت…
    “هلا رنيم”
    إذن كان المتحدث رنيم…أجلت ضحكاتي وانشغلت برؤية ملامحه…نعم أخيراً أتيح لي رؤيته دون أن يدري
    نعم تغيرت ملامحه قليلاً…ربما أصبح أجملوربما ذاك الطفل الذي كان هو أجمل!
    اشعر أن شيء ماتغيَر بوضوح في ملامحهترى ماهو! أكان …
    اصطدمت نظراتي به وانساقت عيناي لرسمتي على الترابفأخذ إصبعي يتحرك بحرية لتختفي معالمها من شدة إحراجي!
    -ترى ماذا سيقول عني…أحسست بأنني سأقول
    “سامحني يابدر!!”
    .-.
    .-.
    عدت لبدر وأنا أود الضحك بأعلى صوتي من شدة سعادتي…
    هل رسيل أيضاً اشتاقت إلي!
    اشعر الدنيا كلها تصفق لي…نظرة واحدة جعلت مني أحمقاً يضحك بجنون!
    ماذا لو بقيت تنظر إلي ساعة!
    ربما سأفقد عقلي…, ويصاب قلبي بالتشنج!!!
    .-.
    .-.
    ذهبت وحدي امارس نشاطاتي التي اعتدت عليها هنا…وتركت لبدر حرية الانطلاق مع عمر
    بدري أعطاني وعداً أن يبقى معي لكني أخبرته بأنني سأبقى وحدي
    فلا أريد ل عمر أن يقول أنني لم ارحب بوجوده معنا!
    مرت ساعات في استضافة الليل
    وقد استمتعت كثيراً…ولا تسألوني مالسببلأنكم لا تعشقون هذا المكان مثلي
    ولو جلست وحيده!
    …مر الوقت سريعاًجميلاً .
    .ـ.
    .ـ.
    أنا!!!
    لا تسألوني كيف قضيت هذا اليوم…لأنني احس به خارج نطاق الزمن
    كنت اضحك كثيراً على كل حرف حتى وصفني بدر بالجنون هذا اليوم!
    أُمور كثيرة حصلت…
    بالطبع لي وحدي أنا وبقية مشاعري!!
    البقعة التي تحوي أبراج رسيل لا أصلها…بل إنني بمجرد إحساسي بالذبذبات اهرب!!
    ألا يكفي ما أصابني هذا المساء لأن الطفلة الكبيرة هنا…؟!
    أكثر شيء كنت انظر إليه هو ساعتيانتظر سيّدة قلبي تأمرنا بالرحيل…
    ليجمعنا مرة اخرى مكان…!
    في لحظة جنون تبعاً للحظات الجنون التي شعرت بها هذا اليوم…تمنيت ان نبقى مدى العمر في تلك السيَارة…يجمعنا حديث!
    حتى نبقى كما في السابق….فكم يأخذني الحنين لتلك الأيام!
    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.
    بعد أن ركبنا السيَارة عائدين…كنت اشعر بتعطش للحديثفقد مر اليوم وأنا صامته…
    “احماحم”
    قلت ذلك محاولة تمرين حبالي الصوتية للانطلاق بالحديث…!
    “احمم بدر بقولك تذكر يوم لمى سرقت جزمتي عشان تحضر فيها مناسبة”
    بدر بابتسامة-”إيه…للحين تذكرينوشذكرك فيها”
    “اكتشفت أمس إنها أخذتها مره ثانيه قبل ما نطلع من بيتهموبعد أخذت الثانية هذيك تذكر البنيه اللي “
    توقفت على أصوات ضحك طالما كرهتها…!
    لماذا يضحكون هل لأنني بالغت في انفعالي أم ماذا؟
    بدر-”إيه كملي؟”
    “أول ليش تضحكون؟”
    بدر-”لابس كملي شفيها”
    “خلاص ماراح أكمل “
    بدر-” رسيلووه أقول كملي”
    وهو لازال يضحك…
    “والله ماكمل”
    ليعودوا للضحك…أخرجت هاتفي من حقيبتي بغضب وبدأت اكتب لا أدري ماذا!! ولكن أذكر أنني كنت قد كتبت مقطع قصيدة قبل ساعة وأريد أن اكمله…
    ليست قصيدة عاطفيه!!
    عدت أقرأ ما كتبت من القصيدة حتى أكملها
    رفعت عيناي لأفكر لتدور عيناي في أماكن عديدة
    توزعت نظراتي
    مرت من نافذتي لتعبر من الأعلى إلى الأسفل
    مرت بعلبة العصير الفارغة إلى علب المناديل الفارغ بعضها !
    حتى وصلت لمرآة السيارة الأمامي
    لتقف مذهولة!
    تلك المرآة عكست لي صورة عمر ينظر لشيء بعيد…
    وعلى شفتيه ابتسامة
    يبدو انه نسيها على شفتيه بعدما ضحكا هو وبدري علي!
    اشتعلت نيران الغضب بداخلي
    تركت هاتفي وأنا اذكر تلك الضحكة وهو يسأل عن قصتي بأي منتدى!
    ازداد غضبي فجأة!
    قلت وعيناي تنظر للظلام من تلك النافذة بجواري:
    “مدري شيضحك”
    رفعت عيناي لتلك المرآة لأتأكد من أنني قد نطقت بشيء!!
    لأرى عمر ينظر إلي ولكن
    تلك الابتسامة قد تلاشت!
    بدأ قلبي يخفق رعباً من تلك النظرة الغريبة!
    بدا كل شيء يخيفني! لا أدري لمَ!
    “احب بدري…احب بدري”
    لا تتعجبوا سأرددها دوماً….
    انه الآن أعطى لقلبي الأمان عندما قال بفخر:
    ” من يقدر يضحك على رسوولتي واخوها البدر”
    مهما يكن ما قالهالمهم أنني أحسست بوجوده هنا
    ليتني لم انطق بشيء
    عمر
    ما باله هكذا؟!
    .ـ.
    .ـ.
    .-.
    نعم كنت ابتسم!
    لستم مسئولين عني!!
    كنت من فرحتي هذا المساء ابتسم
    قد لا يكون لسبب ولكن لأن تلك الابتسامة انطبعت على شفتاي منذ رؤيتي لرسيل
    طالما كنت اسيطر على مشاعريإلا أن نظرة من عينيها تفقدني السيطرة
    ولكن ما بالها أفزعت قلبيوهزت كياني؟
    لتحرك صمت المشاعر في داخلي!
    إنني اجن لم اعتد على عدة مشاعر في آن واحد!ولا احتمل ذلك!
    أنا لا أرى سوى عينيها أو البراءة التي تسكن تلك العينين
    لكنها
    فقط تكفي لقتلي!
    .ـ.
    .ـ.
    شعرت بأن التوتر بدأ يجتاحني بعنف….
    عندما سكن الصمت المكان أخذت اكتب في هاتفي ولا اعلم ماذا اكتبولكنني اضغط على تلك الأرقام والحروف لتصدر صوتاً يزيد من توتر الجو في هذا الضغط…
    دقائق مرت
    اقسم أن القصيدة التي كنت اكتبها بلا وزن وقافية…اقرب لخاطرة أضاعت الفكرة!!
    لكنني لا أزال اكتب…والصوت يزداد علواً…
    بدر-” فيك نوم؟ ولا وش فيك ؟”
    عمر-” لا مافيني شي (ثم أضاف ) يمكن اختك فيها شي!”
    واضاف ابتسامة غريبة…
    بدر نظر إلي عبر تلك المرآة وهو يقول لعمر:
    -”مدري شجاها….”
    ليقول متعجباً:
    “رسيــل…”
    رفعت نظري لتلك المرآة لأرى نظرة تعجب من بدري لأزيد من دهشته وأنا أقول:
    “وشو؟”
    ضحك بدري: “فيك شي؟”
    لأجيب بابتسامة تتضح من رسمت عيني :
    “لامافيني”
    ضحك بدري بخفة”اجل ارجعي لجوالكوانتبهي لايتكسّر من الضغط”
    عدت اكتب بصمت…
    .-.
    مرت دقائق طويلة وهما لا يكفان عن الكلام وانا لا اكف عن الكتابة
    والطريق قد انتصف
    عندها قلت بسرعة:
    “بــدر”
    اتجهت انظارهم الي بسرعة فقلت بمكر لم اعهده في نفسي….لكن يستحق دوماً يسخر مني
    “نسيت الرهان؟”
    بدر-”هههههههه الله يذكرك بالشهادة ….وانت ساكت ها”
    عمر-”هههه احس هذا الظلم”
    بدر اوقف السيارة على جانب الطريق
    “يالله عقابك”
    عمر-”لوتحب النجوم قلت لك انا مظلوم”
    بدر-”بشهادة رسيل انت معاقب”
    قلت وانا في اوج سعادتي لانتصاري
    -”يالله خير الامور الوسط انتصف الطريق”
    عمر-”ههههههه توبه اسمع كلامك مره ثانية”
    قالها لبدر وهما يبدلان مقاعدهما
    عمر-”بمزاجي ترى”
    ورفع إحدى حاجبيه وابتسم…
    شعرت بذاتي ابتسم
    ابتسامة حتى أنا جهلت معناها!!
    .ـ.
    .ـ.
    أخذت أقود ببطء ممل…
    -تحملوا ماعاقبتموني به…فأنا في اوج سعادتي لاستطاعتي صنع عدد اكبر من الدقائق لنبقى معاً
    بدر-”تصدق كذا احسن من السرعة…في العجلة الندامة”
    عمر-”اكيد احسنوهذي إمكانيات سيارتك هههه”
    وعادا في جدالهما الذي لاينتهي…
    فتحت هاتفي مرة اخرى اريد وضع التعديلات النهائية….
    استغرق الأمر دقيقتينسمعت فيها عمر يقول:
    “لقيتي اللي يستاهل انك تكتبين عشانه”
    عفواً….أيتحدث إلي!!
    أهذا السؤال موجه إلي!!!
    أخذت ثواني لأستوعب ماقاله…
    .-.
    .-.
    “لقيتي اللي يستاهل انك تكتبين عشانه”
    رميت بتلك الكلمات والتزمت الصمت!
    لكني عدت انظر للمرآة
    أذهلتني تلك النظرة التي رمقتني بها…!
    كما لمحت نظرة غريبة من بدر…
    حاولت أن أضيف أي كلمة أوضح بها الموضوع
    ولكن لساني شلّ مع تلك النظرة…
    قال ما شاء وهرب ليختبئ في بطن ذلك البلعوم!
    “نعم؟!!”
    قالت رسيل ذلك
    فقط…لتعجزني…!
    هي تعلم بأنني قتلت بذلك السهم الذي رمتني به ببطء من عينيها
    بدر التزم الصمتأرعبني ذلك أكثر
    ترى بماذا يفكر!
    ضغطت أكثر على البنزين وأنا أقول
    “لا بسأشوفك تكتبين قصيده”
    قلت لكم أنني لا أستطيع التحكم بمشاعري بعد أن عاد الأمل وضخ فيني طاقاته!!
    ربما لن يكون وجودي شغل مقعد فحسب!
    ربما ستكشف أوراقي ورقة ورقة…
    ورقة!
    //يتبع
    للموقف بقية,,,,حتى يبرد غضب رسيل






    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    ( 10 )


    مازال اليوم ينسجني بدهشته!
    هطول الأحداث قد لايسقي مواقف…!
    طر يحيي مدينةويغرق مدينة اخرى…!
    لاتبدو القواعد التي تعلمناها منذ الطفولة تنطبق بعد أن قطعنا شوطاً آخر مع العمر!
    ذلك الطريق يحولني دقيقة بعد اخرى لقطعة باليةأرتشف ذاتي بصمت
    قطعة غارقة حتى التبخرتستغل مقعد جاف، تتقن فن التبخر دون إحداث أي ضباب للنوافذ المطلة عليها في وقت كان يجب هي أن تطل منها!
    أصابع الدهشة أتمت نسجي هذه اللحظات… ذُهلت بنسيج يتقن ارتدائي!!
    لاقَ بمظهري كصدفة مرتبة…!
    - لايبدو لي غيرك يغري الإبر لوخز نسيج جديد!
    “لن اجيبك”…
    لن تحيك فستان طفولتي ليعود لجسدي مرة اخرى!
    فلن ارتدي شيئاً من الماضي….ليس الآن حسب اعتقادي!
    لأني ببساطةسلفاً أجبت على سؤالك!فلا زلت أصر أنه لا احد يستحق الكتابة لأجله

    فـ عفواً…
    لا أجيد السير على الطرق الملتوية، وأُشبعت مللاً من الانتظار قرب المحطات!
    ولم اعد أضع إصبعاي في جوف أُذني لتستر أصوات ناقوس ساعة تلك السيدة التي حلمت بها لأنها الوحيدة التي سأكتب عنها، وسأستحقها يوماً!
    -ربما كتبت عنها أكثر مما كتبت عن نفسي…ألا يبدو لك أنها نصفي الآخر!
    ها أنا أخيراً اخبر أحداً بذلك….وإن كان لا أحد!
    فـ عذراً…سؤالك
    مني ماذا يريد!

    حوار طويل صامت في داخلي…حتى وصلت لمنزلي دون أن أجد النقطة خلف استدراك عمر المغلف بالإستفهامات القديمة!
    .-.
    .-.
    .-.

    أوقفت السيارة…
    غادرتها رسيل قبل أن اخرج المفتاح لبدر…
    تبادلنا حديث مقتضب يخص الغد رغم أن اهتمامي في زاوية ماحدث!
    ولادهشة في ذلك
    فكيراً مايطول اعتكافي في زاوية ماحدثربما لأشهر من أي حدث يمس ذلك الشيء المساوي لقبضة يدي
    هو وقبضتي…”الاثنين” لديهما رغبة شديدة في القبض على مايريدان…!
    ركبت سيارتي المركونة في منزلهم واتجهت لمنزلي…
    أحكمت حزام الأمان كمن يحكم أفكاره….وانطلقت منها هرباً من نفسي!
    من يسمع النقاش الحاد في رأسي يصر على أن السيارة كانت مكتظة بالركاب، وكل منهم لايريد الوصول لمكان معين!!
    ليس فقط عقل امتلأ برسيل!!
    إنها تتفشى فيني, حتى عقلي استطاعت الوصول إليه…
    ليست مرض معدي…ولاوجود للطبيب…ولن تقضي علي أيضاً!
    تحدي تلاه عدة انكسارات…!!
    -اخبروني…لمَ لم تجبني…لمَ لم تنطق بحرف واحد ليسهر مطبطباً مهوناً انزلاق لساني!!
    ما أكثر تلك الإنزلاقات التي لو أصابت جسدي لكنت أعمى،اخرس، بشلل رباعي أو أكثر!!!
    منذ أول دمعاتها…أو منذ أول “إنزلاقاتي”…
    كلها تصف الوقت ذاته!
    ….
    لم أكن اريد الذهاب للمنزل…لكن بحكم الوقت المتأخر والهم الثقيل الذي يكاد يبكينيوالفرحة التي لاتجرؤ على الظهور في مثل هذا الوقت من الضيق… وصلت للمنزل!
    قبل أن افتح باب غرفتي صادفت أبي…
    بحثت خلال ثواني عن ابتسامة لأظهرها فلم أجد…
    -”عمرعسى ماشر ؟”
    -”الشر مايجيك يبه(ثم أضفت بعد أن رأيت التحديق يتقافز بينا أعيننا بفضول!)
    خير صاير شي؟”
    -”لا بس كنت نازل وشفتكوجهك متغير؟”
    هنا أخيرا تم إيجاد واحده!
    (ابتسمت)
    -”ايه مانمت زين”
    -”وين كنت؟”
    لم أكن في مزاج للحديث…
    -”ويا بدر”
    -”إيه هم في بيتهم؟”
    -”إيه”
    -”ماقالك متى بيطلعون؟”
    -”إذا سافر خلال اسبوعين يمكن”
    اتجهت للداخل لأن أبي يبدو أنه يريد التحدث هذا اليوم!
    لكن ماباله يسأل عن بدر؟
    -”عمر بقولك شي يمكن يضايقك لكن هو صار وانتهى الموضوع ولاكان ودي انه صار”
    وقفت أمامه لأجمع من تعابير وجهه جملة مفيدة!
    - “خير؟”
    - “بدر خويك ويمكن يعصب ولايصير شي لادرا فأبغاك تقوله انه مهو بيدنا”
    - “وش صار؟”
    - “أبو بدر الله يهديه لي عنده فلوس من سنين هالمرة قضى دينه جاب لي سيارته وكتب البيت باسمي رغم إني رفضت لكنه أصر و “
    قاطعته على عجلة
    -”بيت بدر…كتبه باسمكيعني انت اللي شريته”
    -”إيه هذا اللي صار وأنا أفكر أبيعه لاطلعو عشان لاتصير بينكم حساسية لاصرت أأجره لأني على كلام ابوهم انهم متعلقين فيه “
    بدأت أعزل كل ماحدث هذا اليوم علني استوعب جيداً مايحدث الآن
    قلت بانفعال حينها
    -”يبه حرام عليك؟وحرام عليه مالقى غيرك ظالم والله ظالم”
    -”عمر قلت لك لاتلومني انا قلت لك الله يهديه ابوهم تصرف على كيفه”
    -”و بدرطيب تدري هو شرالهم غيره؟”
    -”لاطبعاً ويوم قلت له قال الله يفرجها من عنده وسلم الأوراق وطلع”
    لذت بالصمت لحظات ثم قلت
    -”يبه انت منت بحاجته رجعه لهم بدون لايدرون”
    -”أنا مافكر اطلعهم لكن إن كتبته باسمهم أكيد بيرجع ياخذه أبوهم وساعتها مابيدي شي! واصير ظلمتهم”
    خرج ابي بعد أن أخبرني بأن الصفحة الناقصة من دفتر تعجباتي تستضيفه هو كـ زيارة غير متوقعه! في زمن غير متوقع!
    كنت اريد البكاء…
    لكنني… لا ابكي ، بحكم رجولتي!!!
    وتربيتي…
    فتصانيف البكاء من اختصاصات الأنثى في كل معاجمي!!
    كيف لي أن اخبر بدر!!
    فهو حسب علمي…يستطيع البكاء !
    .-.
    .-.

    بعد أن نام بدر
    اتجهت لغرفتي القريبة منه لأحاول النوم أيضاً…إلا إنني كنت أُوجه نظراتي لظفر إبهامي كمن يصبغه بحديث ما…
    ماحدث اليوم يختزنني بغرابته….
    -لمَ سألني عن كتابتي…لمَ كان يشبهه سابقاً ويختلف عنه!
    لمَ كل الدلائل تشير أنه هوبطاقة تحمل الاسم ذاته، باختلاف الصورة!
    ولمَ لم استطع تركيب صورة ذلك الرجل بالطفل الذي يخرج بين عبارات حديثه كبخار أراه ولن استطيع إمساكه!
    رن هاتفي فجأة واهتز طلائي لأتوقف!!
    كانت دانه!
    اووه منذ أيام لم أحادثكِ
    “دنوو اخيراً تذكرتيني”
    “جب ولاكلمه يالقاطعه أجل أنا ام الخرابيط تنسيني”
    “ههههههه أنا ماقلت شي…أي خرابيط دااانوووه”
    “هامن قال لاتتهميني”
    “هههه أخبارك حبيبتي والله وحشتيني”
    احب بساطة أحاديثنا، أحب خلعها لباب روتيني وصفعه من خلفها…
    كنت مثلها، فأصبحت مثلي!
    عندما كانت تتطرق للحب في حياتها، أشعر أنني أحب معهااشاركها الشجون دون أن افكر بأنني سأكون مثلها!
    إذن نحن في دورة منذ زمن طفولتي
    تارة أكون مثلها، وتارة تكون مثلي،دون أن نعي ذلك يوماً!
    كما هو موضوعها المفضل”الحب” تحدثت كعادتها عنه
    لكن في هذه المكالمة أخبرتني أنها تريدني ان أقيم شخصاً تحبه…
    هالني هذا التطور العجيب…
    فكل ما تفعله دوماً تحب عن بعد مسافات…ولا تفكر بالاقتراب، لأنني أنا أخافه!!
    وكنت أستمع دوماً لها عن حياتها، ومعاناتها التي أشعر بها تحملها ليلاً على أكتافها لتزيحها فيني نهاراً…
    وعندما تخبرني عمن أحبت…
    أنشغل في الضحك، حتى تغضب فأعود للسؤال وأستمتع!
    إلا أنها هذا اليوم تريدني أن لااكتفي بالاستمتاع، أو الاستماعبل تريديني تقييمه
    سعدت بذلك فلم أسأل عن السبب…فربما لايكون هنالك سبب
    لذا وافقت فما أجمل أن أراها محرجة،
    يقولون أن الجلوس مع الحبيب يبعث الخجل حتى بعد أن يرحل!
    يضحكني الآن لعلمي بأن الغد سيضحكني كثيراً….ويسعدني ذلك!
    -سنلتقي بعد غد في موعد مع الخجل الجديد!
    .-.

    /
    /
    في إحدى ليالي الشتاء الباردة…وتحت زخّات المطر وقفت تحت المدفأة شاردة…
    يأخذني صوت اسمعه ولا اسمعه…
    صوت يأتي من تلك النافذة … صوتُ غريب
    ُخيَل لي حينها انه صوت الشتاء!
    “صوت الشتاء”
    كبرودتهصوته جارح
    من بين الجليد يصرخ في أُذني، لأرتعش أكثر، وأعانق يدي التي لم أعد اشعر بها!
    يتجمد سؤال قبل خروجه: من ذا يذيب الجليد!
    شتاء لم يعد يطيق تقبل النار…
    احتطب كل صباح وكل مايشتعل كبريت واحد، وشيء في داخلي!
    * الفصل الأول*
    أجلس على الكرسي الخشبي المعد مسبقاً كي لا أجلس عليه!
    وأستعد لمشوار الصباح البارد
    أعزي جسدي الذي لايريد أن يعتاد على نقص الحرارة فيه… لايدفأ إلا عندما اذكر كل مامضى!
    ذلك الحنين يمنحني الدفء
    كثيراً ماتكون عواطفي أشبه بالشتاء…
    لست هنا سوى معاناة،آن الأوان لانتهائها…
    لكننا سنرحل معاً!
    في قلبي مدينة تخلت عنها فصول السنة…فكان للشتاء حق تعميرها وحده…وتدميرها وحده!
    الشتاء وجه آخر للحزن!
    وهو الشعور الذي ولد معي أخطأ بامتلاكي! وأخطأت بمحاولات قتله!
    كنت أتمناه توأماً سيامياً لأعيش أمل أن يكون هنالك من يفصلنا!
    أجمل ما املك هو الحنين…وهو شعور آخر للشوق…والشوق حب آخر!
    كانوا هنا على ذلك الكرسي الصغير، يحكموني في كل شيء…عدا حنيني ذاك!
    فـ مشاعري هي الشيء الوحيد الذي املكه وحدي…!
    لا أحد يستطيع السيطرة عليهولو يتآمرون علي جميعهمسيفشلون!
    -الحزن شعور آخر يخصنيلكنه الوحيد الذي لم استطع امتلاكه وحدي
    حزن فاض عن قوت يومي….ولن ينتهي لو ابتاعه اكبر متجر في قريتنا!
    فأنا لا أذكر أن لي اسم آخر سيليق بي غير “بائعة الحزن”…!
    أتذكرهم…
    يطلون علي بحنيني إليهم…قرب الفجر، وقبله…وعند الشروق وقبله،…
    على استحياء أشبه ببدايات الشتاء!
    -رغم جمال الشتاءما أقسي برودته…وما أقسى أن أملك
    عواطف شتوية!
    * الفصل الثاني*
    صباح بارد جديد….
    استيقظت مسرعة وقد تأخر الوقتلبست حذائي بهلع وأمسكت بالسلَة التي كسر مقبضها بالأمس وركضت للخباز وأنا أحمدالله انه لم يغلق بعد…
    لن يرحم أحد طفولتي إن حدث مالا ارجوا حدوثه
    بعد التحايا اشتريت عدد يكفي لملئ السلة واتجهت في الطرقات الباردة ابحث عن مشتري…
    غابت الشمس ولم أبع سوى الحزن!!
    الكل ينظر إلي بضع دقائق ويشتريعدا انه لا يدفع ثمن الحزن الذي ابتاعه






    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  2. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  3. ما فوائد الجريب ، الاهمية الصحية للجريب ، اهم فوائد الجريب
    بواسطة ŞσŁλ ღ ŜŧŷŁę في المنتدى الطب البديل - العلاج و التداوي بالاعشاب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-Sep-2012, 03:14 PM
  4. اهم فوائد الجريب فروت - اهمية الجريب فروت - استخدامات الجريب فروت
    بواسطة مزيونه وحنونه في المنتدى الطب البديل - العلاج و التداوي بالاعشاب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-Sep-2012, 10:09 PM
  5. وسجدت لله سجدة ما سجدت مثلها في حياتي في مكان لا أظن أن إنساناً سبقني
    بواسطة ونات حائره في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-Mar-2007, 10:28 AM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •