الملاحظات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: درويش يعاتب البندقية التائهة وشمّا يركض خببا في شوارع بغداد

اختار الشاعر العربي الكبير محمود درويش، النثر حقلا ومساحة، ليعلو عبره صوت عتبه الموجوع على البندقية الفلسطينية التائهة، ما رأى فيه صاحب "لماذا تركت الحصان وحيدا" في "ليلة فلسطين الثانية"

  1. #1 درويش يعاتب البندقية التائهة وشمّا يركض خببا في شوارع بغداد 
    المشاركات
    500
    البندقية, بغداد, خببا, يعاتب

    [align=center]اختار الشاعر العربي الكبير محمود درويش، النثر حقلا ومساحة، ليعلو عبره صوت عتبه الموجوع على البندقية الفلسطينية التائهة، ما رأى فيه صاحب "لماذا تركت الحصان وحيدا" في "ليلة فلسطين الثانية" التي أقامتها أول من أمس في فندق فور سيزنز مؤسسة فلسطين الدولية، نذر حرب أهلية تلوح في الأفق.
    وخاتما فقرات حفل العشاء الذي شاركه فيه الموسيقي العراقي نصير شمّا على عوده، والطفلتان جنى وناي البرغوثي القادمتان من رام الله والمقدمتان في حفل اجتمع له زهاء 500 شخص من رجال العلم والمال، معزوفات على آلتي الكمان والفلوت وأغنيات وطنية وتراثية، قرأ صاحب "سرير الغريبة" عددا من قصائد ديوانه الأخير "كزهر اللوز أو أبعد"، وبعض دواوينه السابقة: "الجدارية"، "ورد أقل" و"لا تعتذر عما فعلت".


    وحمل النص الجديد لصاحب "حالة حصار"، نفسا عتابيا مجروحا، على من يفترض أنهم حراس الثورة والحلم، الذين تاهت جهات رصاصهم، في دوامة "الصخب والعنف" المشكل عنوانا رئيسيا في الوعي العربي المعاصر:


    "لم يهزمني أحد، ولن أنتصر على أحد، هكذا قال لنفسه رجل الأمن المقنع، المكلف بمهمة غامضة، أطلق النار على الهواء: على رصاصتي وحدها أن تعرف من هو عدوي، رد عليه الهواء برصاصة مماثلة، لم يكترث المارة العابرون العاطلون عن العمل، بما يدور في رأس رجل الأمن المقنع، وكان هو أيضا بلا عمل، وبحث عن حربه الخاصة حين لم يجد سلاما يدافع عنه، نظر إلى السماء فوجدها صافية، وبما أنه لا يجيد الشعر، فلم يجد فيها مرآة للبحر، كان جائعا وازداد جوعا حين شم رائحة الفلافل فأحس ان بندقيته تهينه اطلق رصاصة، ردت عليه رصاصة مقابلة فأثارت في نفسه حماسة حنّ الى تأجيجها، فاندفع الى حرب متخيلة واندفعت جمهرة من العاطلين عن العمل الى الشوارع، وقال وجدت اخيرا عملا: انها الحرب، فأطلق رصاصة على رجل أمن مقنع آخر"، وفي مشهد مؤثر، يصل درويش في نصه الى لحظة وصول رجل الأمن المقنع الى بيته، وقد اصيب في ساقه، ليجد حشدا كيرا من الناس، فيما يشبه بيت عزاء "فابتسم لأنه ظن بأنهم ظنّوا انه شهيد، فقال لم أمت، لكنهم أخبروه انه قاتل أخيه!! فنظر الى بندقيته باحتقار، وقال: سأبيعها لأشتري كفنا لأخي".


    ومواصلا كتابة مرثية حزينة الى ما آل اليه حال الناس في الوطن/ الحلم، قرأ صاحب "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق"، في الحفل الذي شهد مزادا على أشياء تحمل قيمة فنية وتاريخية، عن انتباهه لما تساقط من احلامه "الى صورة الشيء وقد خلا من التعريف


    امنع قلبي الجاف من الاسراف في طلب الماء من السراب


    واعترف بأني تعبت من الخيبة


    ومن طول الحلم الذي يعيدني الى اوله


    ويقودني الى آخري"
    وعاين في قراءاته المراوحة بين الثقل الموضوعي للخيبة فوق ارض الواقع، وبين موسيقى الهروب الى المتخيل الساكن كالأمنية داخل افياء قلب الشاعر "يقتلون بعضهم بعضا في فوضى تفسير الاحلام، جنود بلا جنرالات وجنرالات بلا جنود، في كل واحد منهم قصة حرب تقمص ابطالها، لا اقول فقط ما اقسى حرب الاخوة، بل اقول ايضا ان اللاشيء هو الذي صار الشيء الوحيد"، ويصل في المعاينة الطالعة من تفاصيل الوجع الفلسطيني، الى الملهاة في اكثر صورها مأساوية، فمن يدعون الحكمة في حمّى الخلاف على الجنّة، لم ينتبهوا في خضم الفوضى العارمة انهم جميعا اسرى في الجحيم.


    ووصل عبث المعنى ذروته، عندما وصل صاحب "في حضرة الغياب"، الى المعركة الاصطلاحية بين المتناحرين على الفراغ، حول تسمية الضحايا: قتلى ام شهداء؟! وهو ما جعل الفقهاء في حيرة من امرهم:


    "هل هم شهداء حريّه


    أم قتلى في عبث مسرحيّه


    ثم اتفقوا ان الله اعلم!"


    ومع ذلك، استدرك الشاعر، وذهب الى رائعة ديوانه "ورد اقل" التي ينتصر فيها الى الحياة "ونحن نحب الحياة ونسعى اذا ما استطعنا اليها سبيلا/ ونزرع حيث اقمنا نباتا سريع النمو/ وندفن حيث اقمنا قتيلا/ وننفخ في الناي لون البعيد البعيد/ ونرسم فوق الممر صهيلا"، ومن وحيها اكد في القصيدة التالية ان على هذه الارض ما يستحق الحياة:


    "تردد إبريل


    رائحة الخبز في الفجر


    تعويذة امرأة للرجال


    أول الحب


    عشب على حجر


    وخوف الغزاة من الذكريات


    على هذه الأرض ما يستحق الحياة"


    ومن دواوينه الأخيرة قرأ: "فكّر بغيرك"، "الآن في المنفى"، "حين تطيل التأمل"، "إن مشيت على شارع"، "كمقهى صغير هو الحب"، "لا أعرف الشخص الغريب"، "الظل"، "السروة انكسرت"، "سقط الحصان على القصيدة، "الكمنجات" التي أهداها الى جنى وناي البرغوثي، ومن "كزهر اللوز أو أبعد"، قرأ قصيدة "الجميلات" المغايرة والحميمة في هوى النساء "الجميلات هن الطويلات/ خالات نخل السماء/ الجميلات هن القصيرات/ يشربن في كأس ماء"، ومن "الجدارية"، قرأ "ثلما نزل المسيح على البحيرة، سرت في رؤاي/ لكنني نزلت عن الصليب لأنني أخشى العلو ولا ابشر بالقيامة، وفيها صدح بكل ما هو له، الاسم الذي من خمسة حروف، البحر، الحلم، الصباح السابح في جمهرة الندى، وحتى الورقة التي انتزعت من الانجيل.


    وبعد عدد من المعزوفات لأغنيات تراثية وطربية معروفة: "عل العين موليّتين عل العين موليّا" و"بعيد عنك" من الحان بليغ حمدي لأم كلثوم، وبعد تقاسيم ركزت على مقام البيات الذي يشكل قاسما مشتركا لعدد من الدول العربية، قدم الفنان العراقي نصير شما المقيم حاليا في القاهرة استاذا ومعلما للعود في دار الاوبرا المصرية هناك، عددا من المقطوعات الخاصة به (من تأليفه)، بدأها بمقطوعة "للروح حديثي" التي أنطق خلالها الوتر، وجعل من آلة العود كما لو انها اوركسترا كاملة، وحملت فقرات المعزوفة تصعيدا دراميا تعلق بأشجان الروح، ولحظات بوحها بأوجاعها وأشواقها وتشوفاتها.


    واستلهم في المقطوعة الثانية "تعاليم حورية"، اجواء قصيدة للشاعر محمود درويش تحمل الاسم نفسه، من ديوان "لماذا تركت الحصان وحيدا"، وهي القصيدة الوحيدة من بين باقي اشعار درويش، حسب شمّا، التي يعنونها الشاعر باسم أمّه، وكشفت المقطوعة التي ألّفها شمّا في العام 2000، عن عبقريته الموسيقية الفذة، وغاص عبر طبقاتها في عالم الامهات، وحاكى هدهدتهن اطفالهن قبل النوم، وعلو صوتهن لحظات الغضب، وصور بالموسيقى حدبهن على اولادهن، وخوفهن عليهم من اولاد الحرام.


    وفي "رقصة الفرس" التي الفها العام 1988 وكان في جبل خارج عمان بعد ان شاهد حصانا يركض الى جوار سيارة (جيب)، اقترب شما بشكل ابداعي لافت من المشهدية البصرية المتعلقة بركض الحصان ووقع حوافره فوق المكان، وتصاعدت وتيرة الحركة ومقاربها الموسيقي وسط اجواء ادائية وعبر لغة عزف متقنة اشعلت خيال التلقي، وتنقل الفنان برشاقة تقاطعت مع رشاقة الفرس بين السلالم الموسيقية، في المعزوفة التي استلهمت منها فيما بعد فكرة مسلسل تلفزيوني.


    ووصل الحس الدرامي التعبيري ذروته لدى شما في معزوفته الاخيرة لحفل اول من امس "بغداد كما احب"، التي شكل مدخلها الوئيد الحزين، سمة لازمة فيها، وإن حلاّها العازف/ المؤلف ببعض اشارات الامل، وتضمنت المقطوعة قسطا من موسيقى اغنية "طالعة من بيت ابوها رايحة بيت الجيران".


    وقدمت الصبيتان جنى وناي البرغوثي مقطوعات عالمية لفيفالدو وباخ وهاندل عبر كمان جنى، واخرى من تأليفهن "جنين"، "الفلوجة" و"قانا"، فيما قدمتا غناء متصاحبا مع الموسيقى: "هلا ليا وهلا لا"، "يا ماريا" من تراث فيروز والرحابنة و"يمّا مويل الهوى يمّه مويليا".[/align]

    ]v,da duhjf hgfk]rdm hgjhzim ,al~h dv;q offh td a,hvu fy]h]







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    631
    تسلم على المشاركه الطيبه
    دوست دارم





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    3,773
    صخرة جنوب
    مشكور على الطرح الرائع
    الله يعطيك العافيه





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    500
    اشكر مروركم العذب تحياتي الكم





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. الشاعر الفلسطيني الكبير ( محمود درويش )
    بواسطة لآ أعرف من أكَـونْ ؟! في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-Nov-2008, 12:56 PM
  2. رغم الظروف الصعبة مسيرات الفرح تعم شوارع بغداد ابتهاجا بالتأهل
    بواسطة حيدر الزبيدي في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-Jul-2007, 02:06 AM
  3. طفل يخرج من القبر لا يعاتب امه
    بواسطة بندر الروقي في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-May-2007, 01:46 AM
  4. المرأه أشد خبثا ام ابليس
    بواسطة fatima1 في المنتدى الارشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-Mar-2007, 08:30 PM
  5. إلغاء مشروع جزر البندقية بعد ثبوت تزوير أوراق المساهمة وتورط المالك بالتغرير بالمساه
    بواسطة لـحـن الـمـشـاعـر في المنتدى اخبار واحداث الشارع - اخبار محليه - عالميه
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-Mar-2007, 11:41 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •