الملاحظات
صفحة 4 من 10 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 98

الموضوع: ( شـُـبُـهَـات النـَـصارى الـوهْـمِـيـة حَـول الإسْـلام الـعَـظِـيـم )

  1. #31 6 أمر الإسلام بقطع يد السارق ؟ لماذا 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : جاء في سورة المائدة 5 : 38 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَا قْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .

    إذا كان القرآن وضع شريعة قطع يد السارق خلافا لكل الشرائع السماوية والوضعية، ألا يسيء هذا إلى الإنسانية ويجعل أصحاب الأيدي المقطوعة، حتى بعد توبتهم، عالةً على المجتمع ، يعيشون فيه بمرارة ناقمين عليه؟

    جواب :

    اليك أيها النصراني الجواب من كتابك المقدس نفسه :

    أولا من العهد القديم :

    قال الرب لموسى : (( ومن سرق انساناً وباعه أو وجد في يده ، يقتل قتلاً )) [ خروج 21 : 16 ]

    سفر الخروج [ 31 : 14] قال الرب : (( سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ 14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا )) .

    اى ان من يعمل أي عمل يوم السبت يقتل قتلاً وهناك أيضاً قصة من جمع بعض الحطب يوم السبت و تم رجمه حتى الموت .

    والنص الثانى من سفر التثنية [ 25 : 11 ] (( إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ )) .

    إننا نجد في هذا النص ان قطع اليد هي شريعة ربانية منصوص عليها و بدون شفقة ايضا !

    ثانياً من العهد الجديد :

    جاء فى إنجيل متى [ 18 : 8 ] قول المسيح (( فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها وألقها عنك .خير لك ان تدخل الحياة أعرج او أقطع من ان تلقى في أتون النار الابدية ولك يدان او رجلان . وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك . خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم ولك عينان )) .

    وهذا النص واضح الدلالة على جواز قطع الايدى و الارجل بل والاعين كذلك حتى نتجنب اتون النار الابدية . والامر واضح جدا ولا يحتاج الى شرح .

    و يفسر التفسير التطبيقى هذا العدد بالطريقة الرمزية المعتادة و يذكر : (( ليس معنى هذا ان نقطع جزء من جسدنا ولكن معناه ازالة اى شخص او برنامج (هكذا!!!) او تعليم فى الكنيسة يهدد النمو الروحى للجسد )) ولكن فى تاريخ الكنيسة قصص لأناس مثل سمعان الخزاز و اورجانيوس الذى خصى نفسه واليك ما يقول القمص تادرس يعقوب فى تفسيره : (( فان كنا بالروح القدس النارى نعرف كيف نقدم ايدينا العثرة لصليب يسوع المسيح فتبتر لا نبقى بلا يدين انما يصير المسيح نفسه يدينا العاملتين و كذلك الرجلين نقدمهما بالروح القدس لصليب ربنا يسوع لبترها و نلبس السيد نفسه ذى القدمين النحاسيتين !!!! حتى نعبر الى حضن ابيه و نحن فى امان روحى و سلام فائق ))

    وقد جاء في إنجيل متى [19 : 3 ] قول المسيح :

    (( لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم .ويوجد خصيان خصاهم الناس .ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات .من استطاع ان يقبل فليقبل )) .

    ومن يضحى بهذا العضو من أجل ملكوت السموات ما يمنعه ان يضحى بيديه اذا سرق أموال الناس يا أولاد الافاعى

    و إليك النص التالى الوارد فى إنجيل متى والذي يدعو من لا يؤمن بالاتتحار [ متى 18 : 6 ] :

    (( ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر )) .

    ثانياً : ان احكام الاسلام هي أحكام عادلة وحكمته هي الحكمة البالغة فيما قرر من حدود، لأن فيها ردعاً للمعتدين ورحمة بأغلبية الناس الساحقة حين تصان الأعراض والأنفس والأموال والحقوق. ثم ان الاسلام وضع الضوابط والشروط الكثيرة في تطبيق هذه الحدود. وكيف كان استخدامها في التاريخ الإِسلامي، على أضيق نطاق .

    وقد بين الشيخ سيد سابق كيف ساعدت الحدود الشرعية في الإِسلام على توفير أمن حقيقي للمجتمع والعائلة، بينما أدت قوانين العقوبات الغربية إلى ازدياد وتائر السرقات وحالات الاغتصاب والاعتداء على الأبرياء والآمنين، وهؤلاء أولى بالتفكير في ما يتعرضون له من قسوة ووحشية من التفكير بتخفيف العقوبات التي تنزل بالمجرمين. فالأولى مراعاة مصالح الناس وأمنهم وحياتهم حين يواجه موضوع الأحكام التي تردع فعلاً مرتكبي الجرائم بحقهم.

    يقول الدكتور عبدالجليل شلبي في معرض رده على هذه الشبهة الواهية في كتابه المسمى "رد مفتريات المبشرين على الاسلام "

    " . . لماذا أشفق القوم من قطع أيدي السراق ؟ . . انه لا يشفق من العقوبة الا من يرتكب موجباتها ، فهل في عزم القوم أن يسرقوا وينهبوا ، أم هم كذلك فعلاً فلهذا يخشون أن ينفذ فيهم هذا القانون ، لأن يكون اللص عاجزاً بقطع يده خير من أن يؤذي بها الناس ويسرق ممتلكاتهم .

    . . . . وهب أن السارق بعد قطع يده يعيش عالة على الدولة أليس تحمل شخص مشقة ما أخف من إيذاء الألوف ؟

    وقد أوصى السيد المسيح بالقتل عقوبة على الزنى المطلق بقلع العين إذا نظرت نظرة اشتهاء وبقطع اليد التي تخطىء وتقع في العثرات .

    (( فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها وألقها عنك .خير لك ان تدخل الحياة أعرج او أقطع من ان تلقى في أتون النار الابدية ولك يدان او رجلان . وإن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك . خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم ولك عينان )) إنجيل متى [ 18 : 8 ] ، متى [ 5 : 28 _ 30 ]

    وتعاليم المسيح هذه واضحة التعليل وهي أقسى مما عابوا على القرآن .

    وليس في المسيحية قوانين تشريعية مفصلة لأن شريعة المسيحيين هي شريعة التوارة ، وفي سفر الخروج شرائع مطولة املاها الله على موسى عندما قال له : (( هكذا تقول لبني اسرائيل : أنتم رأيتم من السماء تكلمت معكم . . . )) [ خروج 20 ]

    (( وإذا بغى انسان على صاحبه ليقتله بغدر فمن عند مذبحي تأخذه للموت )) [ خرج 21 : 14 ]

    (( مَنْ يَخْطِفْ إِنْسَاناً وَيَبِعْهُ أَوْ يَسْتَرِقَّهُ عِنْدَهُ حَتْماً يَمُتْ. )) [ خروج 21 : 16 ]

    (( إِنْ تَضَارَبَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حَامِلاً فَأَجْهَضَتْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَأَذَّى، يَدْفَعُ الصَّادِمُ غَرَامَةً بِمُقْتَضَى مَا يُطَالِبُ بِهِ الزَّوْجُ وَوَفْقاً لِقَرَارِ الْقُضَاةِ. 23أَمَّا إِذَا تَأَذَّتِ الْمَرْأَةُ، تَأْخُذُ نَفْساً بِنَفْسٍ، 24وَعَيْناً بِعَيْنٍ، وَسِنّاً بِسِنٍّ، وَيَداً بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْلٍ، 25وَكَيّاً بِكَيٍّ، وَجُرْحاً بِجُرْحٍ، وَرَضّاً بِرَضٍّ. )) [ خروج 21 : 22 ]

    واذن كان أولى بالقوم أن يصلحوا شريعتهم لأن شريعة القرآن أرحم وأدق ، ولكن أنظر أيضاً هذا التشريع :

    (( إِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ، يُرْجَمُ الثَّوْرُ حَتَّى الْمَوْتِ وَلاَ تَأْكُلُونَ لَحْمَهُ، وَيَكُونُ صَاحِبُ الثَّوْرِ بَرِيئاً. 29أَمَّا إِنْ كَانَ الثَّوْرُ نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ، وَسَبَقَ إِنْذَارُ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَكْبَحْهُ، فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً، يُرْجَمُ الثَّوْرُ، وَيُقْتَلُ صَاحِبُهُ. )) [ خروج 21 : 28 ]








    رد مع اقتباس  

  2. #32 6 ما الحكمة من الطواف حول الكعبة المشرفة ورمي الجمرات في الحج ؟ 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : ما الحكمة من الطواف حول الكعبة المشرفة ورمي الجمرات في الحج ؟

    جواب :

    الحكمة من الطواف بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : (( إنما جعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )) رواه أبو داود ، فالطائف يطوف بجسده وأما قلبه وروحه فإلى الله اتجهاهما ، وبه تعلقهما . ولسان الحاج وقلبه يلهجان بقولهما : (( لبيك اللهم لبيك )) وما سمعنا عن أحد أنه قال : (( لبيك يا كعبة لبيك )) ، فالطواف والتلبية استجابة لأمر الله ، وليست للكعبة . . ولعل مما يفسر هذا قول بعض الصالحين : طاف الجسد بالبيت ، وطاف القلب برب البيت .

    يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )) ( البقرة : 125 ) .

    وأما ما أورده بعض الزنادقه من أن الطواف بالبيت هو وثنية ، فذاك من زندقتهم وإلحادهم وجهلهم ، فإن المؤمنين ما طافوا به إلا بأمر الله ، وما كان بأمر الله فالقيام به عبادة لله تعالى .

    ويرجم الحاج الشيطان رمزاً لما بعد الحج ، فهي رياضة روحية للمؤمن ، لذلك فإن الحاج بعد الحج يتذكر الرجم والحرب التي أعلنها على الشيطان ، فلا يتلكأ عن معاداة من رجمه ، ولذا تتوضح آثار الرجم بعد الحج في السلوك والمعاملات وفي الصمود للمغريات .

    ألم تر عزيزي السائل إلى الجندي وهو يتدرب على تمثال من ورق أو خرق ، يطعنه ويصرخ ، فلم يفعل هذا ؟

    هل هذا سخف ؟ لا . . . لأنه تدريب ليوم اللقاء الحقيقي مع الأعداء .

    ألم تسمع عن الجيوش ، إنها تقوم بمناورات بذخيرة غير حية ، فهل تهدر الوقت وتضيع تعب الجند وجهدهم عبثاً ؟ لا . . إنها تتدرب على هدف رمزي تحتله وهو من بلادها ، ويهتف الجند صيحة النصر . إن هذا رمز وتدريب للمعركة الحقيقية القادمة .

    وكذلك الرجم : إنه لرمز كتمثال الجندي ، وكالبقعة التي احتلت وصرخ الجميع لاحتلالها صرخة النصر . . فتمثل الشيطان الذي يصد عن سبيل الله في مكان الرجم ثم رجمه ، معناه لا طاعة له بعد اليوم ، بل حرب معلنة بين الحاج وبينه حتى يلقى الحاج ربه ، فكلما عرض له في أمر يريد غوايته تذكر الرجم والحرب المعلنة ، فلا يخضع له ولا يطيعه ، وتبقى طاعته لله وحده . . .

    ان في الحج تتحقق منافع دينية ودنيوية معاً ، فيه منافع روحية وأدبية واجتماعية واقتصادية . . ففي المؤتر الكبير الذي يعقد في عرفات ، رمز لتوحيد كلمة المسلمين وتوجيههم إلى تدارس المشكلات والأمور التي تواجه شعوبهم ، وفي الحج مساواة عملية بين الأمير والفرد العادي ، فلا تمييز : لباس واحد ، وحياة واحدة ، بل سمو فوق المادة والحسب والنسب والمال والجاه .

    حقاً ان هذا المؤتر الإسلامي العالمي لا شبيه له . . . الحج رياضة روحية وفكر وروح وتربية ومنافع .

    يقول الدكتور وهبة الزحيلي تحت عنوان : ( ليشهدوا منافع لهم ) :

    الإسلام وشرائعه خير كلّه ، ورحمة كلّه ، ومصلحة كلّه ، وفضل ونعمة مسداة كلّه ، مَن دان به رشد ، ومَن عمل به سعد ، ومَن التزمه فاز ونجا ، ومَن أعرض عنه أو انحرف زاغ وضلّ ، وتاه وشذّ .

    وكلّ شيء في هذا الإسلام العظيم من عقيدة قائمة على التوحيد الخالص ، والتنزيه المطلق لله . وعبادة تصقل النفوس ، وتهذب الطبائع ، وتربي القلب ، وتصحح الفكر ، وتصلح الفرد والمجتمع . ومعاملة قائمة على الحقّ ، والعدل والميزان ، والاستقرار . وأخلاق وفضائل تقوِّم الاعوجاج ، وتلجم الأهواء والشهوات ، وتنمي عواطف الحبّ والودّ والخير والسلام ، وتحقق الاستقامة والرشد ، وراحة النفس والضمير ، وسلامة الأمة والجماعة . كل هذه العقائد والعبادات ، والأخلاق والمعاملات ، ذات غايات سامية ومقاصد عالية ، هدفها تهذيب النفس الإنسانية ، وتربية الإنسان تربية قويمة صحيحة ، توفّر على العلماء والدولة والمعلمين ثروات كبرى ، لا تحتاج إلا إلى شيء من التذكير والبيان ، والتبسيط في تحديد الأهداف والسمات المميزة لها .

    وهذا واضح كل الوضوح ، ففي جانب العبادات المفروضة في الإسلام ـ من صلاة وزكاة وصيام وحجّ على سبيل المثال ـ حصر دقيق لغاياتها في القرآن ، يدور حول التقويم والتهذيب والتربية والإصلاح ، وأكتفي بإيراد آية كريمة في كلّ منها عدا الحجّ :

    ففي قوله تعالى عن الصّلاة : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ }1 بيان الغاية التربوية منها .

    وفي قوله سبحانه عن الزكاة : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} 2 إرشاد لجانب التطهير وتزكية النفوس وتخليصها من آفات البخل والشح ، وإنقاذ المستضعفين من الفقراء والمساكين من ذلِّ الحاجة والضعف والعوز .

    وفي قوله ـ عزّ وجلّ ـ عن صيام شهر رمضان : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}3 بيان صريح لثمرة الصوم وفائدته العظمى ، وهي إعداد النفس لتقوى الله ، بترك الشهوات المباحة والمحظورة ، وتقويم النفس وتربيتها وتزكيتها ، والالتزام بالمأمورات الإلهية ، واجتناب المنهيات .

    فهذه كلها غايات تربوية سامية تتحقق بممارسة العبادات ، ومنها فريضة الحجّ بدءاً من رحلة المغادرة للوطن ثم العودة إليه ، وهذه الرحلة تدريب عملي ميداني على آداب الإسلام وأخلاقه ، وتجرد خالص للعبادة ، وإظهار شامل للطاعة المطلقة ، وتصفية الأعمال من شوائب المادة وآصار الدنيا ومغرياتها ، وتعلقات الحياة الرغيدة ومفاتنها ، وتجوال الفكر العميق في تقديس الله ـ تعالى ـ وجلاله وعظمته ، وتحقيق ـ كغيره من العبادات ـ لمنافع الدين والدنيا والآخرة .

    قال الله تعالى في كتابه الكريم : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}4 فجاء الأمر الإلهي ـ في هاتين الآيتين ـ بفريضة الحجّ ، مقروناً ببيان حكمة الحجّ ، للفرد والجماعة والأمة ، في نطاق العبادة والنفع الذاتي والاجتماعي والسياسي ، فكانت منافعه وفوائده خاصة وعامة ، لأنه بمثابة مؤتمر عام ، يستفيد منه الحجّاج فوائد دينية بأداء الفريضة ، وتربوية أخلاقية بالممارسة الفعلية للعلاقات الاجتماعية الحساسة والعادية ، وسياسية إسلامية . يتداول فيه المسلمون ـ بنحو جماعي ـ أوضاع بلادهم ، وشؤون شعوبهم ، بإخلاص وصراحة ، وجدية وحرارة ، ونقد بنّاء ، ومذاكرة في هموم وآمال وآلام الأمة الإسلامية ، يعودون بعدها لبلادهم ، وهم مزوّدون بماينبغي فعله على الصعيدين : المحلي الخاص والدولي العام ، واضعين نصب أعينهم وحدة الأمة الإسلامية ومصلحتها العليا ، وأخوّة المؤمنين وما تتطلبه من تضحيات جسام وتعاون وتضامن فعّال ، ووقوف بصرامة وجرأة أمام مخططات الأعداء ومؤامراتهم الخبيثة أو المشبوهة ، ومحاولة التغلب عليها وإحباطها ، حفاظاً على العزّة والكرامة الإسلامية ، وحماية لوجود المسلمين ، ورعاية لمصالحهم في الداخل والخارج ، سواء في وقت السلم والاستقرار ، أو في وقت المحنة والحرب والصراع المسلح ، والمجابهة الاقتصادية والتحديات المختلفة .

    والكلام عن الآية : { ليشهدوا منافع لهم } يحتاج لبيان معنى اللام في الفعل ، ومعرفة سبب تنكير كلمة «منافع» ، وتحديد أنواع المنافع .

    أمّا معنى لام «ليشهدوا» فهو ـ كما جاء في تفسير الميزان ـ للتعليل أو الغاية ، والجار والمجرور في «لهم» متعلق بقوله : «يأتوك» والمعنى : يأتوك لشهادة منافع لهم ، أو يأتوك فيشهدوا منافع لهم . وجاء في أحكام القرآن لابن العربي : هذه لام المقصود والفائدة التي ينساق الحديث لها ، وتنسَّق عليه ، ـ أي أنها لام الغاية والصيرورة ـ وأجلّها قوله تعالى : { . لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} 5 . وقد تتصل هذه اللام بالفعل ، كما تقدم ، وتتصل بالحرف كقوله تعالى : { . لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ . } 6 .

    وأمّا تنكير كلمة «منافع» فهو كما قال الفخر الرازي : إنما نكّر المنافع ; لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة ، دينية ودنيوية ، لا توجد في غيرها من العبادات . وقال الآلوسي : «منافع» أي عظيمة الخطر ، كثيرة العدد ، فتنكيرها ـ وإن لم يكن فيها تنوين ـ للتعظيم والتكثير ، ويجوز أن يكون للتنويع ، أي نوعاً من المنافع الدينية والدنيوية .

    وأما المراد بكلمة «منافع» فيروى عن محمد الباقر (رضي الله عنه) تخصيص المنافع بالأخروية وهي العفو والمغفرة . وفي رواية عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ تخصيصها بالدنيوية . أي أنه حملها على منافع الدنيا ، وهي أن يتجروا في أيام الحجّ ، وتكون إذناً بالاتجار ، كما جاء في آية أخرى : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } 7 . قال القرطبي : ولا خلاف في أن المراد بالآية : التجارة .

    والأولى عند جماهير المفسّرين حمل الكلمة على الأمرين ، أي المنافع الدينية والدنيوية معاً ، وروي ذلك عن ابن عباس ، فقد أخرج ابن أبي حاتم عنه أنه قال في الآية : منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة ، فأما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من لحوم البُدْن (الإبل والبقر ونحوهما) في ذلك اليوم ، والذبائح والتجارات . وخصّ مجاهد منافع الدنيا بالتجارة ، فهي جائزة للحاج من غير كراهة ، إذا لم تكن هي المقصودة من السفر . وهذا مستبعد ; لأن نداءهم ودعوتهم لذلك غير مقصود في العبادة ، بحسب العادة التشريعية .

    والتعميم يشمل أربعة أمور : هي شهود (أي حضور) المناسك ، كعرفات والمشعر الحرام ، والمغفرة ، والتجارة ، والأموال ، والمعنى : ليحضروا منافع لهم ، أي ما يرضي الله ـ تعالى ـ من أمر الدنيا والآخرة ، فتتحقق بالحجّ منافع الدنيا والآخرة ، وما أكثرها وأجداها لكل مؤمن .

    وأُرجح القول بالعموم ; عملا بالمعهود من كثرة أفضال الله وعوائده الحسنى على الناس ; ولأن مقتضى الترغيب والتحريض على أداء الحجّ يناسب ذلك ، ولا داعي للتضييق وتحجير الواسع ، فإن سعة رحمة الله شملت كلّ شيء . قال ابن العربي : والدليل عليه عموم قوله : «منافع» فكل ذلك يشتمل عليه هذا القول . وهذا يعضده تفسير قوله ـ تعالى ـ : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} وذلك هو التجارة بإجماع من العلماء . فيكون القصد من المنافع ـ إذن ـ منافع الدنيا والآخرة :

    المنافع الدنيوية :

    هي التي تكون سبباً لتقدم الحياة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والعادات كلها . فيكون الحجّ والعمرة مدرسة عملية تدريبية على تحقيق المساواة التامة بين الناس في مظهرهم وحقوقهم وواجباتهم ، فلا يتميز غني بغناه ، ولا يعرف فقير بفقره ، ولا حاكم بعزّته وسلطانه ، ولا متنفذ ذو جاه بنفوذه وجاهه ، ولا متفوق في أي شيء بتفوقه وتميزه فكراً وعملا واختراعاً وتطبيقاً . الكل يضرعون إلى الله ، ويتجهون إلى عزّته ، والطمع بعفوه ومغفرته ، والجميع يتساوون في أداء المناسك والشعائر في الوقوف بعرفات ، والمشعر الحرام ، ورمي الجمار ، والطواف حول الكعبة المشرفة ، والسعي بين الصفا والمروة ، والحلق أو التقصير .

    وبعد أداء المناسك يتذاكر الحجاج الآراء في تبادل خيراتهم ومنتجاتهم وثرواتهم ، فينتفع الكل فرداً وجماعة ، ويعقدون الصفقات أو يصدرون الوعود ، وتتم المكاتبات ومعرفة العناوين لإكمال ما تمت المفاوضة حوله .

    وفي أثناء ممارسة تلك الشعائر يتعاطف الناس ، ويتعلمون كيفية التخلص من داء الشح والبخل ، فتسخو الأيدي ، ويكثر العطاء والبذل ، ويزداد الإنفاق في سبيل الله ، وتراق الدماء من الأضاحي والقربات ، ويعم الخير الطوعي ، ويستفيد الكل من هذا وذاك . وهذا يحقق تضامناً وتكافلا اجتماعياً وطيد الجذور بين الأسرة الإسلاميّة الكبرى ، ويغتني الفقراء ، وتظهر ثمرات نداء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) فيما حكاه الله عنه : { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } 8 .

    ويقوى الشعور بالانتماء الخالد للأمة الإسلاميّة ، والغيرة على مصالحها ، والإحساس بواجب المسلم وحقه على أخيه المسلم ، وضرورة الإسهام في تفادي المشكلات ، وتخطي المحن والأزمات والصعاب ، وترسيخ جذور وحدة المسلمين ، بالتعارف والتآلف ، وتقييم الأحوال والأوضاع ، والتخطيط لمستقبل باسم زاهر بعيد عن العثرات والمآسي والآلام . ويشعر الحجّاج بقوة الروابط التي تربطهم بإخوانهم في المشارق والمغارب ، والتي أنعم الله بها عليهم ، فأنشأها الإيمان ، وحققها لهم الإسلام ، وأحكم نسيجها بروابط الأخوة السامية المخلصة ، والمحبة الصادقة ، والودّ في الله ومن أجل الله ، والإيثار والتضحية والفداء ، والصدق في القول والعمل ، والتأثر ببيئة وأحوال الصفا والطهر الذي كان الحجُّ مظلة لها ، ومؤثراً في تكوينها ، فيسهل اللقاء ، وتتجرد النفوس عن الأطماع والمصالح الذاتية ، والأهواء والشهوات الصارفة عن جادة الاستقامة .

    وتظهر في رحلة الحجّ أخلاق سامية ـ عدا ما ذكر ـ من الصبر والتجمل وتحمل الأذى والمشقة ، والتخلص من العادات الذميمة والخصال السيئة ، والترفع عن المعاصي والذنوب ، وتحلي النفوس بعواطف المحبة وتنمية عوامل الخير وصنع المعروف ، مما يجعل هذه الرحلة من أقوم السبل المؤدية إلى تهذيب الأنفس وتقويم الطباع ، والشعور براحة النفس والأمن والاطمئنان ، وغمرة الفرحة والسعادة بأداء الفريضة ، وبذكر الله : {. أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }9 .

    وقد حذّر القرآن الكريم من التورط بما يتنافى مع إيجابيات الحجّ وآدابه المتعددة ، فقال تعالى : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }10 . ويبشّر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحجّاجَ المترفعين عن دنايا الأخلاق ، المعتصمين بعفة اللسان وطهارة القلب ، يبشرهم بالمغفرة الشاملة ، فقال فيما يرويه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة : « مَن حجّ ، فلم يرفُثْ ، ولم يفسُق ، رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أُمّه » والرفث كما قال الأزهري : كلمة جامعة لكل مايريده الرجل من المرأة . والفسق : المعصية ، وقد جاء من حديث جابر مرفوعاً : « إن بِرَّ الحجّ : إطعام الطعام ، وطيبُ الكلام ، وإفشاء السلام » .

    ويمكن تلخيص منافع الحجّ الدنيوية : بطهر النفس ، ونقاء القلب ، وعفة اللسان ، وسلامة الجوارح (الأعضاء) من كل ما يشينها ويوقع في الأذى .

    منافع الحجّ الأخروية :

    هي وجوه التقرب إلى الله تعالى ، بما يمثّل عبودية الإنسان من قول وفعل ، وترك لذائذ الحياة وشواغل العيش ، كما جاء في تفسير الميزان . وثمرته واضحة وهي محو الذنوب ، وغفران السيئات ، وتحقيق المساواة بين العباد ، فلا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } 11 .

    إن مناسك الحجّ ترشد إلى معان كثيرة ، لا يصح لحاج تخطيها دون تأمل وإدراك ، وإمعان النظر فيها ; لأن فهم الحكمة التشريعية منها تزيد النفس متعة ، وتبعث لأداء التكاليف الشرعية والطاعات الإلهية ، وتحقق مغزى الحجّ على النهج الرباني المقصود به خير الإنسان وإسعاده .

    فالإحرام والتجرّد من لباس الرجال ـ ما عدا ستر العورات بملابس الإحرام المعروفة ـ يقمع شهوات النفس والأهواء ، ويبعد الناس عن التفكير في الدنيا ، ويوجه الإنسان إلى الخالق والتفكير بقدسيته وعظمته وجلاله ، ويؤدي إلى سمو الروح ، وترقي الوجدانات والضمائر ، وإظهار الخضوع والتواضع لله تعالى ، والبعد عن شوائب الكبرياء والغرور ، وعلاج أمراض النفس من حبّ الاستعلاء ومزامنة الحقد والشحناء ، وإخلاص العمل لله جلّ جلاله ، وبغير الإخلاص لله الذي هو جوهر الدين لا قيمة لأي عمل ، ولا فضل لأي مسلم في عبادة ومعاملة وخلق وغير ذلك . ومن أهم مقومات الإخلاص : التسامح مع المسلمين ، وتطهير النفوس من البغضاء والأحقاد والخصومات لهم ، سواء المعاصرون أم الغابرون ، عملا بقول الله ـ تبارك وتعالى ـ : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} 12 .

    ونشيد التلبية الذي يردّده الحجّاج ، بدءاً من الإحرام حتى صباح يوم العيد برجم جمرة العقبة الكبرى شاهد حي ، وواقع ملموس على صدق التوجه إلى الله تعالى ، والترفع عن أوضار (أوساخ) الدنيا وشهواتها ، والتذكير الدائم بطاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .

    والحضور إلى بيت الله الحرام لزيارته يحقّق منافع الدنيا والآخرة ; لأن شهود الكعبة المشرفة إرواء لتعلق القلوب المتلهفة لها ، والإنسان مجبول على حبّ النفع .

    والطواف حول البيت الحرام يؤكّد وحدة المسلمين العامة ، ودليل على التشبه بملائكة الرحمن الحافين حول العرش ، وتصعيد الروح نحو العلو الإلهي ، وعروج إلى ملكوت الله بالقلب والفكر ، وتذكير دائم بصاحب البيت وهو الله جلّ وعلا ، وتجديد العهد مع الله على الإقرار بربوبيته ووحدانيته ، بدءاً من نقطة الانطلاق في الطواف بالحجر الأسود أو الأسعد ; ليكون قرينة أو أمارة على وحدة العمل بين الناس ، وطريقاً لإنفاذ عهد الله على الحقّ والعدل والخير والتوحيد والفضيلة . وهذا العهد الإلهي القديم أشار إليه القرآن المجيد في قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } 13 .

    والسعي بين الصفا والمروة تردد في معالم الرحمة الإلهية ، والتماس للمغفرة والرضا الرباني ، وتلمس لأفضال الله وخيراته ، وطلب عونه لتحمل مشاق الحياة ، كما فعلت السيدة هاجر زوج إبراهيم الخليل (عليه السلام) حين أعوزها الماء ، فقامت تسعى ضارعة إلى الله ـ تعالى ـ لإرواء ظمئها ، وسدّ حاجة ابنها إسماعيل (عليه السلام) ، قال الله تعالى : { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } 14 . وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فيما رواه أحمد في مسنده : « اِسعَوا فإن الله كتب عليكم السعي » .

    والوقوف بعرفة في ساحة الرضوان الإلهي ، الساحة الواحدة الشاملة لجميع الحجّاج ، إقبال خالص على الله عزّ وجلّ ، واتصال روحاني مباشر مع الله ، واحتماء بسلطان الله ، وطلب فضله ورحمته ، موقناً الحاج بإجابة دعائه .

    وأما الرمي أو رجم إبليس في يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة : فهو رمز مادي لمقاومة وساوس الشيطان وأهوائه ، والتخلص من نزعات الشر ، ومحاربة الفساد والانحراف ، فهو كما يقول المناطقة : « المحسوس يدل على المعقول » فيكون رمي الجمرات ، واستلام الحجر الأسود ، والطواف حول الكعبة ، تمثيلا للحقائق بصور المحسوسات ، ورمزاً لمعان عميقة بصور حركية مادية ، تذكّر المؤمن بأهدافها وغاياتها ، وتحمله على استدامة المقاومة لشرور النفس ونزعاتها .

    هذا هو القصد من هذه الشعائر ، وليس كما يتصور سخفاء العقول من المستشرقين ، وضعفاء الإيمان ، أن مناسك الحجّ دوران حول أحجار ، وتعظيم للرموز المادية ، وامتداد للوثنية .

    وقد تنتهي هذه الشعائر بذبح الأضاحي والنذور وجزاءات المخالفة للمناسك ; ليكون ذلك الوداع الأخير للرذيلة بإراقة الدم تعبيراً عن التخلص منها ، والتزام فضيلة التضحية والفداء ، كما قال الله تعالى : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} 15 .

    وكلّ هذه الشعائر والمناسك ذات المنافع الأخروية ، تدل دلالة قوية على الثقة بالله ، وطلب أفضاله ، وتشعر الإنسان في أعماق نفسه بعظمة الله وجلاله ; وحلاوة مناجاته وعبادته ، وطلب رضاه وقربه ، فيكثر البكاء ، ويشتدّ النحيب ، وتصفو النفوس ، وتتكاثر حالات التوبة النصوح الخالصة لله والندم على الماضي . هذا فضلا عن تذكر أهل الإيمان بماضي الإسلام ، وجهاد نبيّ الله وصحبه الكرام في نشر دعوة الله ، وتحطيم معاقل الشرك ، وهدم معالم الوثنية ، وتهاوي الأصنام ، وانتصار دعوة الحقّ والتوحيد . وما أجمل منافع الحجّ في حديث رواه البيهقي : « الحجاج والعمّار وفد الله ، إن سألوا أُعطوا ، وإن دعوا أُجيبوا ، وإن أنفقوا أُخلف لهم » ! .



    --------------------------------------------------------------------------------

    الهوامش :

    (1) العنكبوت : 45 .
    (2) التوبة : 103 .
    (3) البقرة : 183 .
    (4) الحج : 27 - 28 .
    (5) الطلاق : 12 .
    (6) الحديد : 29 .
    (7) البقرة : 198 .
    (8) ابراهيم : 37 .
    (9) الرعد : 28 .
    (10) البقرة : 197 .
    (11) الحجرات : 13 .
    (12) الحشر : 10 .
    (13) الأعراف : 172 .
    (14) البقرة : 158 .
    (15) الحجّ : 37 .








    رد مع اقتباس  

  3. #33 6 لماذا كان محمد عليه الصلاة والسلام يعظم ويقبل الحجر الأسود ؟ نرجو التوضيح 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : لماذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يعظم ويقبل الحجر الأسود ؟

    جواب :

    الحمد لله ،

    أولاً : ان سيدنا موسى والأنبياء _ عليهم الصلاة والسلام _ كانوا يكرمون (( تابوت العهد )) ، ويبخرونه كما جاء في العهد القديم . والنصارى يقبلون صور وتماثيل المسيح والعذراء ، ومنهم من يسجد لهذه الصور والتماثيل كي ينالوا البركة بالسجود لها مع ما في ذلك من مخالفة للشريعة التوراتية ، ومنهم من يقول ان الصور والأحجار لا تضر ولا تنفع ، وإكرامها عائد لله تعالى . ونحن كذلك .

    ثانياً : ان سيدنا عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر الاسود قال : (( إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ يقبلك ما قبلتك )) إشارة إلى أن تقبيله أمر تعبدي ، وأن الضار و النافع في الحقيقة ، إنما هو الله تعالى وحده . , وإنما قال عمر رضي الله عنه : (( إنك لا تضر ولا تنفع )) لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام ، فخشي عمر وخاف أن يظن الجهال أن استلام الحجر هو مثل ما كانت العرب تفعله ، فنبه عمر رضي الله عنه على مخالفة هذا الاعتقاد ، وأنه لا ينبغي أن يعبد إلا من يملك الضر والنفع ، وهو الله وحده .

    ثالثاً : لقد جاءت بعض الاحاديث الواردة في فضل الحجر الاسود وانه من الجنة فهو ليس كباقي الأحجار الأُخرى :

    روى البيهقي في صحيح الجامع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( لولا ما مس الحجر من انجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي ومــا على الأرض شيىء من الجنـــة غيره ))

    وقد روى الحاكم وغيره في صحيح الجامع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ))

    وبالتالي من خلال هذين الحديثين وغيرهما نستطيع أن نعرف سبب الاهتمام الذي يحظى به الحجر الاسود .

    ولقد انعقد اجماع الامة على مشروعية تقبيل الحجر الاسود وعليه فمن يدعي ان ذلك ينافي دعوة الاسلام لنبذ الاوثان فدعواه باطلة فشتان بين من يأتي ذلك طاعة لله ورسوله معتقداً ان الحجر لا ينفع ولا يضر وبين من يقدس الاوثان التي نهى الله عن الاقتراب منها، فطواف المسلم بالكعبة المشرفة وصلاته اليها انما هي عبادة لله لا لها .

    رابعاً : ماذا تقول أيها النصراني فيما ورد في كتابك المقدس في سفر التكوين [ 28 : 10 ] من أن نبي الله يعقوب كان فى طريقه الى حاران و شاهد رؤية السلم العجيب وبعد أن أفاق أخذ الحجر الذي توسده و سكب عليه زيتاً وسمى المكان بيت ايل اى بيت الله و اقام الحجرعموداً هناك وعاد الى زيارة ذلك الحجر بعد عشرين عاماً و اطلق عليه اسم "مصفاة " . و اصبحت هذه المصفاة مكاناً للعبادة و المجالس العامة فى تاريخ شعب اسرائيل و راجع التكوين 31 : 45 –55 و القضاة 11 و القضاة 20 و 21 و صموئيل الاول 7 و صموئيل الاول 10 .








    رد مع اقتباس  

  4. #34 6 ما صحة الحديث الذي جاء فيه أن الرسول كان يمص لسان زوجته عائشة ؟ 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : ما صحة الحديث الذي جاء فيه ان الرسول كان يقبل نسائه وهو صائم و يمص لسان زوجته عائشة ؟

    الحمد لله ،

    جواب : الحديث أخرجه أبو داود ، وقال ابن الأعرابي : بلغني عن ابن داود أنه قال : اسناده ليس بصحيح وأخرجه أحمد في المسند والتقى في اسناديه مع أبي داود في محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع عن عائشة .

    وتقبيله صلى الله عليه وسلم لنسائه _ وهو صائم _ صحيح . أما قوله : (( ويمص لسانها )) فيقول ابن القيم رحمه الله : (( وقال عبد الحق : لا تصح هذه الزيادة في مص اللسان لأنها من حديث محمد بن دينار عن سعد بن أوس ولا يحتج بهما . وبنحوه هذا قال الخطابي )) [ الانتصارات الاسلامية في كشف شبه النصرانية _ دراسة وتحقيق د : سالم القرني _ مكتبة العبيكان ]

    وقد أورد العلامة الألباني الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة .

    ولو سلمنا جدلاً بصحة الحديث ففيه دليل على حسن معاملة الزوجة وملاطفتها ومداعبتها الذي له دور وتأثير في النفس البشرية بطبيعتها وهذا من الفطرة ولو عرضت هذا الكلام على عالم في الحياة الجنسية لأيده ونصره .







    رد مع اقتباس  

  5. #35 6 ما صحة الحديث الذي فيه أن الرسول نام بين فخذين زوجته عائشة ؟ 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : ما صحة هذا الحديث الوارد في سنن ابي داود : (( عن عماره بن غراب قال : ان عمةً له حدثته انها سألت عائشه قالت احدانا تحيض وليس لها ولزوجها الا فراش واحد قالت اخبرك بما صنع الرسول دخل فمضى الى مسجده فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد فقال ادني مني فقلت اني حائض فقال وان اكشفي عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خده وصدره على فخذي وحنيت عليه حتى دفىء ونام )) سنن ابي داوود ج2 ص27

    جواب : هذا حديث ضعيف ، قال عنه المنذري : عمارة بن غراب والراوي عنه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي والراوي عن الأفريقي عبد الله بن عمر بن غانم وكلهم لا يحتج بحديثه . انتهى [ عون المعبود شرح سنن أبي داود ]

    وقد أورده العلامة الإلباني ضمن سلسلة الأحاديث الضعيفة [ ضعيف أبي داود ]








    رد مع اقتباس  

  6. #36 6 ما معنى قول عائشة للرسول : ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : ما معنى قول عائشة للرسول : (( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك )) عندما رأت ‏خولة بنت حكيم ‏ ‏من اللائي وهبن أنفسهن له ؟

    جواب : هذا حديث عائشة الوارد في صحيح البخاري وقد قال النووي في معنى يسارع في هواك : أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك ، وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك . ‏

    قلت : ومما يوضح لنا أن قول عائشه كان من باب الدلال والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء عنها في صحيح مسلم : عن عائشة : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . صحيح مسلم 10: 49.








    رد مع اقتباس  

  7. #37 6 ما صحة حديث الداجن التي أكلت من نسخة القرآن ؟ 
    المشاركات
    3,957



    ما صحة حديث عائشة رضي الله عنها التي روت فيه أن الداجن قد أكلت من نسخة القرآن التي كانت معها ؟

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    أما بعد ،،،

    كثيراً ما يستشهد أعداء الإسلام للتشكيك في نقل القرآن بحديث عائشة والذي جاء فيه : (( لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراً ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها ))

    والحق أن هذا الحديث لا يصح فإما ذكر الرضاع فيه غلط ، وقد أخرجه ابن ماجه ( رقم : 1944 ) وأبو يعلى ( رقم 4587 ، 4588 ) من طريق محمد بن اسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة ، عن عائشة .

    وعن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبيه عن عائشة ، به .

    قلت : ابن اسحاق صدوق ، ومن كانت هذه صفته فإن حديثه يكون في درجة الحسن بعد النظر الذي يخلص منه إلى نقائه من الخلل ، كذلك هو رجل مشهور بالتدليس مكثر منه ، يدلس عن المجروحين ، وشرط قبول رواية من هذا حاله أن يذكر سماعه ممن فوقه فإذا قال ( عن ) لم يقبل منه .

    وابن اسحاق له في هذا الخبر إسنادان كما ترى ، وجمعه الأسانيد بعضها إلى بعض وحمل المتن على جميعها مما عيب عليه ، فربما كان اللفظ عنده بأحد الإسنادين فحمل الآخر عليه ، لأنه حسبه بمعناه ، وقد لا يكون كذلك .

    قيل لأحمد بن حنبل : ابن اسحاق إذا تفرد بحديث تقبله ؟ قال : (( لا ، والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ، ولا يفصل كلام ذا من ذا )) ( تهذيب الكمال ( 24 : 422 ) .

    نعم ربما كان يرويه تارةً فيذكر أحد إسناديه ، كذلك أخرجه أحمد ( 6 : 269 ) وابن الجوزي في نواسخ القرآن ( ص : 118 _ 119 ) من طريق إبراهيم بن سعيد ، عنه قال : حدثني عبدالله بن ابي بكر ، فذكره بإسناده دون إسناد ابن القاسم .

    وحين رأى بعض الناس تصريح ابن اسحاق بالتحديث في هذه الرواية صححوها ، قالوا اندفعت شبهة تدليسه ، ونقول : فماذا عن شبهة تخليطه ؟

    ولنجر الكلام في ظاهر الإسناد الآن في روايته عن ابن قاسم ، هذا على جواز أن يكون ابن اسحاق حفظه بإسناد ابن أبي بكر .

    والتحقيق أنه لم يحفظه . . . .

    وببعض ما ذكرت تبطل رواية ابن اسحاق ، وإذا كان جماعة من العلماء الكبار كأحمد بن حنبل والنسائي نصوا على أن ابن اسحاق ليس بحجة في الأحكام ، فهو أحرى أن لا يكون حجة تستعمل للتشكيك في نقل القرآن .

    قال السرخسي: "حديث عائشة لا يكاد يصحّ ؛ لاَنّ بهذا لا ينعدم حفظه من القلوب، ولا يتعذّر عليهم به إثباته في صحيفة أُخرى، فعرفنا أنّه لاأصل لهذا الحديث .

    على ان هناك بعض العلماء الافاضل قد بينوا معنى الحديث والمراد منه فقالوا :

    إن التشريع الإسلامي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مر بمراحل عدة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، ومن ذلك وقوع النسخ لبعض الأحكام والآيات، والنسخ عرفه العلماء بأنه: رفع الشارع حكماً منه متقدماً بحكم منه متأخر.

    ولم يقع خلاف بين الأمم حول النسخ، ولا أنكرته ملة من الملل قط، إنما خالف في ذلك اليهود فأنكروا جواز النسخ عقلاً، وبناء على ذلك جحدوا النبوات بعد موسى عليه السلام، وأثاروا الشبهة، فزعموا أن النسخ محال على الله تعالى لأنه يدل على ظهور رأي بعد أن لم يكن، وكذا استصواب شيء عُلِمَ بعد أن لم يعلم، وهذا محال في حق الله تعالى.

    والقرآن الكريم رد على هؤلاء وأمثالهم في شأن النسخ رداً صريحاً، لا يقبل نوعاً من أنواع التأويل السائغ لغة وعقلاً، وذلك في قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) [البقرة:106] فبين سبحانه أن مسألة النسخ ناشئة عن مداواة وعلاج مشاكل الناس، لدفع المفاسد عنهم وجلب المصالح لهم، لذلك قال تعالى : ( نأت بخير منها أو مثلها ) ثم عقب فقال: ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير * ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) والنسخ ثلاثة أقسام:

    الأول: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومثاله آية الرجم وهي( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) فهذا مما نسخ لفظه، وبقي حكمه.

    الثاني: نسخ الحكم والتلاوة معاً: ومثاله قول عائشة رضي الله عنها: ( كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخ بخمس معلومات يحرمن ) فالجملة الأولى منسوخة في التلاوة والحكم، أما الجملة الثانية فهي منسوخة في التلاوة فقط، وحكمها باق عند الشافعية.

    وقولها رضي الله عنها: (ولقد كان………) أي ذلك القرآن بعد أن نسخ تلاوة ( في صحيفة تحت سريري ) والداجن : الشاة يعلفها الناس من منازلهم، وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها.

    قال ابن حزم رحمه الله تعالى: ( فصح نسخ لفظها، وبقيت الصحيفة التي كتبت فيها كما قالت عائشة رضي الله عنها فأكلها الداجن، ولا حاجة إليها إلى أن قال: وبرهان هذا أنهم قد حفظوها، فلو كانت مثبتة في القرآن لما منع أكل الداجن للصحيفة من إثباتها في القرآن من حفظهم وبالله التوفيق.)

    وقال ابن قتيبة:
    فإن كان العجب من الصحيفة فإن الصحف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى ما كتب به القرآن، لأنهم كانوا يكتبونه في الجريد والحجارة والخزف وأشباه هذا.

    وإن كان العجب من وضعه تحت السرير فإن القوم لم يكونوا ملوكاً فتكون لهم الخزائن والأقفال والصناديق، وكانوا إذا أرادوا إحراز شيء أو صونه وضعوه تحت السرير ليأمنوا عليه من الوطء وعبث الصبي والبهيمة، وكيف يحرز من لم يكن في منزله حرز ولا قفل ولا خزانة، إلا بما يمكنه ويبلغه وجده، ومع النبوة التقلل والبذاذة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويصلح خفه، ويقول: " إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد "

    وإن كان العجب من الشاة فإن الشاة أفضل الأنعام، فما يعجب من أكل الشاة تلك الصحيفة، وهذا الفأر شر حشرات الأرض، يقرض المصاحف ويبول عليها، ولو كانت النار أحرقت الصحيفة أو ذهب بها المنافقون كان العجب منهم أقل.

    وقد أجاب أهل العلم عن هذا الحديث بأجوبة أبسط من هذا يرجع فيها إلى أقوالهم لمن أراد المزيد، وصدق الله تعالى إذ يقول : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذي يستنبطونه منهم ) [النساء:83] فلله الحمد والمنة، فنحن على يقين أنه لا يختلف مسلمان في أن الله تعالى افترض التبليغ على رسول صلى الله عليه وسلم، وأنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ كما أمر، قال تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) [المائدة:67]

    وقال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )[الحجر:9] فصح أن الآيات التي ذهبت لو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغها لبلغها، ولو بلغها لحفظت، ولو حفظت ما ضرها موته، كما لم يضر موته عليه السلام كل ما بلغ من القرآن، وإن كان عليه السلام لم يبلغ أو بلغه ولكن لم يأمر أن يكتب في القرآن فهو منسوخ بتبيين من الله تعالى، لا يحل أن يضاف إلى القرآن. ( مركز الفتوى باشراف الدكتور. عبد الله الفقيه )








    رد مع اقتباس  

  8. #38 6 ما صحة هذا الحديث ؟ 
    المشاركات
    3,957
    ما صحة هذا الحديث؟


    ما صحة هذا الحديث : (( ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة، ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار، ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي، وله ذكر لا ينثني ))

    الجواب :

    هذا الحديث ضعيف جداً وقد رواه ابن ماجه في سننه ، وقد أورده العلامة الالباني رحمه الله في سلسلة الاحاديث الضعيفة [ ضعيف ابن ماجه ]








    رد مع اقتباس  

  9. #39 6 ما صحة هذا الحديث ؟ 
    المشاركات
    3,957
    ما صحة هذا الحديث؟


    عن جميع ابن عمير قال ‏دخلت على ‏‏عائشة ‏مع أمي وخالتي فسألتاها كيف كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يصنع إذا حاضت إحداكن قالت كان ‏ ‏يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتزر بإزار واسع ثم يلتزم صدرها وثدييها .

    الجواب :

    هذا الحديث منكر وقد أورده الالباني رحمه الله في سلسلة الاحاديث الضعيفة [ ضعيف النسائي ]








    رد مع اقتباس  

  10. #40 6 ما صحة ما روي عن زيد بن ثابت في قتله لأم قرفة ؟ 
    المشاركات
    3,957
    سؤال : ما صحة ما روي عن زيد بن ثابت في قتله لأم قرفة التي كانت تحرض الناس على عداوة الرسول كما جاء في السيرة النبوية لابن هشام باب غزوة زيد بن حارثة بنى فزارة و مصاب أم قرفة؟

    جواب :

    لقد جاءت الرواية في طبقات ابن سعد وعنه ابن الجوزي في كتابه المنتظم ومدار الرواية على محمد بن عمر الواقدي * وهو شخص متهم بالكذب لدى علماء الحديث ، والقصة أوردها ابن كثير في البداية والنهاية مختصرة ولم يعلق عليها بشىء وذكرها ابن هشام في السيرة وكلاهما عن محمد ابن اسحق الذي لم يذكر سند الرواية ، فالحاصل ان الرواية لم تصح فلا يجوز الاحتجاج بها .

    ____________________________________

    هو محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ابو عبد الله المدني قاضي بغداد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي
    قال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا ( تهذيب الكمال مجلد 26)
    هذا في ص 185-186 وقال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء وقال أبو داود : أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال : متروك الحديث هنا علة جميلة أيضا في سند الحديث وهي روايته عن عبد الله بن جعفر الزهري قال إسحاق بن منصور قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ذا قال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة 92 وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد تاريخ بغداد 3/13-16 وقال الإمام مسلم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال الحاكم ذاهب الحديث قال الذهبي رحمه الله مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861
    قال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " المعروفون بالكذب على رسول الله أربعة الواقدي بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام .







    رد مع اقتباس  

صفحة 4 من 10 الأولىالأولى ... 23456 ... الأخيرةالأخيرة
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •