الملاحظات
صفحة 8 من 10 الأولىالأولى ... 678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 98

الموضوع: ( شـُـبُـهَـات النـَـصارى الـوهْـمِـيـة حَـول الإسْـلام الـعَـظِـيـم )

  1. #71 6 أرجو تفسير ما جاء في سورة الأعراف 155 - 159 من ذكر للإنجيل 
    المشاركات
    3,957
    تفسير الآيات 155 - 159 من سورة الأعراف


    سؤال : جاء في سورة الأعراف 155 _ 159 خطاب الله لموسى ومن معه بأن محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب في التوراة والإنجيل مع ان الانجيل نزل بعد موسى بألفي سنة ، فلماذا ذكر الله الإنجيل في هذا الموقف مع انه لم ينزل بعد ؟!

    الجواب :

    دعونا نستعرض آيات سورة الأعراف 155-159 لكي يتضح المعنى :

    (( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ . 155 وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .156

    الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . 157

    ان خطابه تبارك وتعالى لموسى عليه السلام وذكره للإنجيل قبل نزوله انما هو من باب الإخبار بما سيكون وفيه تبشير له ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا واضح لقوله تعالى : فسأكتبها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ . . إلى آخر الآيات . ( انظر تفسير العلامة الشوكاني المسمى فتح القدير )

    لقد لفت الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل إلي الذين سيؤمنون برسوله الأمي وأنه سيشمل برحمته العريضة أناساً بعدهم ، وأشاد بصفاتهم استنهاضاً لهمم بني إسرائيل إلى التحلي بها . وبشرهم ببعثة هذا الرسول الأمي صلوات ربي وسلامه عليه .

    هذا ويجوز ان يكون قوله تبارك وتعالى : (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ )) هو كلام مستأنف جديد بعد أن انهى الكلام عن سيدنا موسى عليه السلام. وقوله : (( يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ )) خبراً له فيزول الإشكال من أصله . ( إعراب القرآن للباقولي الجزء الاول ص 481)

    ويقول الدكتور محمد عزه دروزه حول هذه الآيات :

    ان في القرآن الكريم استطرادات كثيرة مثل الاستطراد الذي تضمنته الآيتان ، وهو متناسب جداً مع السياق وفي مثابة بدل بياني آخر للذين سيكتب الله لهم رحمته مما جاء في الآية التي قبله : (( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )) حيث جاء بعدها (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ . . الخ ))

    وجاء في قصص الانبياء حول هذه الآيات الكريمات من موقع عالم النور ما يلي :

    قال الله تعالى : وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ . 155 وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ .

    هذه كانت كلمات موسى لربه وهو يدعوه ويترضاه. ورضي الله تعالى عنه وغفر لقومه فأحياهم بعد موتهم، واستمع المختارون في هذه اللحظات الباهرة من تاريخ الحياة إلى النبوءة بمجيء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى :

    قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ .156الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ .فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .

    سنلاحظ طريقة الربط بين الحاضر والماضي في الآية، إن الله تعالى يتجاوز زمن مخاطبة الرسول في الآيات إلى زمنين سابقين، هما نزول التوراة ونزول الإنجيل، ليقرر أنه (تعالى) بشّر بمحمد في هذين الكتابين الكريمين. نعتقد أن إيراد هذه البشرى جاء يوم صحب موسى من قومه سبعين رجلا هم شيوخ بني إسرائيل وأفضل من فيهم، لميقات ربه. في هذا اليوم الخطير بمعجزاته الكبرى، تم إيراد البشرى بآخر أنبياء الله عز وجل.








    رد مع اقتباس  

  2. #72 6 نصراني يستنكر حكم الجزية في الإسلام 
    المشاركات
    3,957
    حكم الجزية


    سؤال : نصراني يسأل عن حكم الجزية في الاسلام .

    الجواب :

    الحمد لله ،

    لم يكن الإسلام أول الأديان والملل تعاطياً مع شريعة الجزية، بل هي شريعة معهودة عند أهل الكتاب يعرفونها كما يعرفون أبناؤهم ، فهاهم بنو اسرائيل عندما دخلوا بأمر الرب إلى الارض المقدسة مع نبيهم يشوع أخذوا الجزية من الكنعانيين، فيقول النص في سفر يشوع 16 : 10 : (( فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر. فسكن الكنعانيون في وسط افرايم الى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية )) وفي سفر القضاة 1 : 1 نجد ان بنو اسرائيل سألوا الرب قائلين : (( من منّا يصعد الى الكنعانيين اولا لمحاربتهم . فقال الرب يهوذا يصعد. هوذا قد دفعت الارض ليده )) و في الأعداد 30 _ 33 نجدهم يضعون الجزية على الكنعانيين . وعلى سكان قطرون وسكان نهلول و سكان بيت شمس و سكان بيت عناة وغيرهم .

    ونجد في كتابهم المقدس أيضاً ان نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطاً على جميع الممالك من النهر الى ارض فلسطين والى تخوم مصر. وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته. ملوك الأول 4 : 21 . فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة : (( فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل ايام حياته )) وفي ترجمة الفانديك : (( كانوا يقدمون الهدايا ويخدمون سليمان كل أيام حياته ))

    بل ان كتابهم المقدس فيه من الشرائع والاحكام ما هو أشد و أعظم بكثير من حكم الجزية ، فالرب مثلاً يأمر أنبيائه ان يضعوا الناس تحت نظام التسخير والعبودية بخلاف الجزية التي أهون بكثير من هذا النظام فعلى سبيل المثال نجد في سفر التثنية 20 : 10 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً : (( حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. ))

    ويقول كاتب سفر صموئيل الثاني 8 : 1 كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود : (( وقهر أيضاً الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل . فكان يقتل صفين ويستبقي صفاً . فأصبح الموآبيين عبيداً لداود يدفعون له الجزية . )) وفي العدد 14 : (( وكان الرب ينصر داود حيثما توجه ))

    لقد كانت الجزية من شرائع التوراة والمسيح عليه السلام لم يذكر كلمة واحدة لإلغائها أو استنكارها . بل ان بولس قد أكد على ضرورة الالتزام بها وذلك في قوله في رسالة رومية 13 : 7 : (( فاعطوا الجميع حقوقهم . الجزية لمن له الجزية . الجباية لمن له الجباية . والخوف لمن له الخوف والاكرام لمن له الاكرام ))

    وبالتالي كيف يصح لعاقل من النصارى قرأ كتابه المقدس أن يعيب ويطعن على حكم الجزية ؟! ألا يعلم المبشرون أن طعنهم على هذا الحكم هو في الحقيقة طعن على كتابهم المقدس ؟!

    هذا وان الجزية في الإسلام هي ضريبة مالية تفرض على غير المسلمين من المقاتلين ، دون الفقراء والنساء والعبيد والمجانين وغيرهم. ودليل ذلك قوله سبحانه وتعالى : (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ )) التوبة : 29

    قال الإمام القرطبي : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : والذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من الرجال المقاتلين , لأنه تعالى قال : " قاتلوا الذين " إلى قوله : " حتى يعطوا الجزية " فيقتضي ذلك وجوبها على من يقاتل . ويدل على أنه ليس على العبد وإن كان مقاتلا , لأنه لا مال له , ولأنه تعالى قال : " حتى يعطوا " . ولا يقال لمن لا يملك حتى يعطي . وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين , وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني . أ هـ الجامع لأحكام القرآن (8/72).

    يقول احمد محمد جمال أستاذ التفسير في جامعة أم القرى : " والحقيقة المستنبطة من تاريخ تعامل الخلفاء والأمراء والقادة العسكريين في العصور الإسلامية الأولى هي :

    أولاً : أن الجزية هي علامة لإلقاء أعداء الإسلام سلاحهم ، وكفهم عن مقاتلة المسلمين ، ومعارضة الدعوة الإسلامية ، وإفساح المجال أمامها ليدخل فيها من أحب دون إكراه أو إرغام .

    ثانياً : أن الجزية تؤخذ في مقابل حماية الدولة الإسلامية لأموال هؤلاء الذميين وأنفسهم ولا أدل على ذلك من رد أبي عبيدة عامر بن الجراح لأهل الشام جزيتهم وخراجهم عندما بلغه أن الروم قد جمعوا للمسلمين ، فهو وجنده لا يستطيعون حماية هؤلاء الذميين . لأنهم سيتفرغون لقتال الروم . وجاء في كتابه لهم : (( إنما رددنا لكم أموالكم لأنه قد بلغنا ما جمع الروم لنا من الجموع ، و إنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم ، وإنا لا نقدر على ذلك ، وقد رددنا لكم ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط وما كتبنا بيننا إن نصرنا الله )) ( كتاب الخراج ، لأبي يوسف ) " ( القرآن الكريم كتاب أحكمت آياته تأليف احمد محمد جمال - دار إحياء العلوم بيروت )

    ويقول الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره للآية :

    قاتلوا من ذكر عند وجود ما يقتضي وجوب القتال ، كالاعتداء عليكم ، أو على بلادكم أو اضطهادكم وفتنتكم عن دينكم ، أو تهديد أمنكم وسلامتكم ، وحرية دعوتكم ، كما فعل الروم ، فكان سبباً لغزوة تبوك ، حتى تأمنوا عدوانهم باعطائكم الجزية في الحالين اللذين قيدت بهما ، فالقيد الأول لهم : وهو أن تكون صادرة عن يد ، أي قدرة وسعة ، فلا يظلمون ولا يرهقون والثاني لكم : وهو الصغار المراد به خضد شوكتهم ، والخضوع لسيادتكم وحكمكم.

    و‏يقول الدكتور يوسف القرضاوي : هذه الآية لا تقرأ منفصلة عن سائر الآيات الأخرى في القرآن، فإذا وجد في أهل الكتاب من اعتزل المسلمين، فلم يقاتلوهم، ولم يظاهروا عليهم عدوا، وألقوا إليهم السلم، فليس على المسلمين أن يقاتلوهم، وقد قال الله تعالى : في شأن قوم من المشركين : " فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً " (النساء:90). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "دعوا الحبشة ما ودعوكم " والحبشة نصارى أهل كتاب، كما هو معلوم. ( رواه النسائي في الجهاد في حديث طويل في قصة حفر الخندق. عن أبي سكينة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وتمامه: "واتركوا الترك ما تركوكم"، وحسنه الألباني في صحيح النسائي برقم (2976) وحسنه أيضا في صحيح الجامع الصغير (3384) وفي سلسلة (الصحيحة) : (772 ) .

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .








    رد مع اقتباس  

  3. #73 6 أرجو بيان مدى صحته هذا الحديث ؟ 
    المشاركات
    3,957
    ما صحة هذا الحديث ؟


    تحت عنوان : ( عرياناً يجر ثوبه ) وضع أعداء الإسلام من النصارى الحديث التالي في مواقعهم للطعن في رسولنا الكريم . فأرجو بيان مدى صحة الحديث :

    ‏حدثنا ‏‏محمد بن إسمعيل ‏حدثنا ‏إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني ‏حدثني ‏‏أبي يحيى بن محمد ‏‏عن ‏‏محمد بن إسحق ‏‏عن ‏محمد بن مسلم الزهري ‏‏عن ‏عروة بن الزبير ‏عن ‏‏عائشة ‏قالت : ‏قدم ‏زيد بن حارثة ‏ ‏المدينة ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله ‏‏قال ‏أبو عيسى ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه من حديث ‏ ‏الزهري ‏ ‏إلا من هذا الوجه

    الجواب :

    الحمد لله ،

    هذا الحديث أخرجه الترمذي ، ولم تثبت صحته ففي سنده أبي يحيى بن محمد ، قال عنه الذهبي ضعيف وقال عنه الساجي : في حديثه مناكير وأغاليط وفي الحديث علة أخرى : ابراهيم بن يحيى بن محمد وهو لين الحديث وقال عنه الرازي ضعيف ، وقد أورد العلامة الإلباني الحديث ضمن سلسلة الأحاديث الضعيفة [ ضعيف الترمذي / 516 ]

    وهكذا عزيزي السائل يتبين لك مدى ضعف هذه الرواية ومدى سقوط الاحتجاج بها , وان خصومنا من النصارى يتعلقون بالضعيف والمكذوب نسال الله السلامة ونعوذ بالله من الخذلان.
    ولا يفوتنا هنا بعد ان بينا ان هذا الحديث لا يساوي شيء عندنا أن ننقل للنصارى ما جاء في انجيل يوحنا المقدس عندهم عن الرسول بطرس :

    بطرس الرسول - صخرة الكنيسة - عارياً على شاطىء البحر !!

    يروي يوحنا قصة ظهور المسيح لتلاميذه عند بحيرة طبرية قائلاً : (( بعد هذا اظهر ايضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .ظهر هكذا . كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم . قال لهم سمعان بطرس انا اذهب لأتصيد .قالوا له نذهب نحن ايضا معك .فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت وفي تلك الليلة لم يمسكوا شيئا . ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ .ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع . فقال لهم يسوع يا غلمان ألعل عندكم إداما .اجابوه لا . فقال لهم القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا .فالقوا ولم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك . فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس : هو الرب .فلما سمع سمعان بطرس انه الرب أتزر بثوبه لانه كان عرياناً والقى نفسه في البحر )) . يوحنا 21 : 1 - 7

    ان الحدث الغريب حقاً أن بطرس الرسول عندما سمع أن المسيح قد حضر اتزر بثوبه (( لأنه كان عرياناً وألقى بنفسه في البحر )) . يوحنا 21 : 7 . كيف يكون بطرس كبير الحواريين عرياناً على شاطىء البحر ؟! ولماذا يخجل من التعري عندما سمع بحضور المسيح فقط؟! هل التعري جائز في غياب المسيح وغير جائز في حضورة ؟! كيف كان بطرس الرسول الملقب بصخرة الكنيسة عارياً على الشاطىء أمام التلاميذ ومن كان موجودا ؟!








    رد مع اقتباس  

  4. #74 6 زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من صفية أم المؤمنين رضي الله عنها 
    المشاركات
    3,957
    زواج الرسول من صفية


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد

    فإن النصارى أثاروا شبهة زواج النبي عليه السلام من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، وقالوا كيف يدخل بها دون عدة بعد سبيها في غزوة خيبر ؟

    وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد :

    إن أصل الإشكال عند أصحاب الشبهة هو جهلهم بعدة المسبية وعدم التفريق بينها وبين غيرها ، فعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تحيض ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء .

    وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عقب الحديث (حديث أبي سعيد أخرجه أيضا الحاكم وصححه وإسناده حسن ) .

    وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام في كلامه عن حديث أبي سعيد وأخرج أحمد أيضا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ينكح شيئا من السبايا حتى تحيض حيضة } .

    وعند أبي داود عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال ( قام فينا خطيبا قال أما إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين قال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ) ورواه أحمد في مسنده .

    والحديث حسّنه الألباني في صحيح أبي دواد .

    أما إن كانت المسبية حاملاً فعدتها أن تضع حملها وبرهان ذلك حديث أبي سعيد الذي مرّ معنا و ما أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ) .

    والآن بعد هذا الشرح نأتي لزواج النبي عليه السلام من صفية لنرى هل دخل بها النبي عليه السلام دون أن يستبرئها

    الجواب لا ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد استبرائها ، وبرهان قولنا ما رواه البخاري في صحيحه – كتاب المغازي – غزوة خيبر :

    حدثنا ‏‏عبد الغفار بن داود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن عبد الرحمن ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو ‏ ‏مولى ‏ ‏المطلب ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ :

    (( ‏قدمنا ‏ ‏خيبر ‏ ‏فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال ‏ ‏صفية بنت حيي بن أخطب ‏ ‏وقد قتل ‏ ‏زوجها ‏وكانت عروسا فاصطفاها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لنفسه فخرج بها حتى بلغنا ‏ ‏سد الصهباء ‏‏، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم صنع حيسا في ‏ ‏نطع ‏ ‏صغير ثم قال لي ‏ ‏آذن من حولك فكانت تلك وليمته على ‏ ‏صفية ‏ ‏ثم خرجنا إلى ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرأيت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع ‏ ‏صفية ‏ ‏رجلها على ركبته حتى تركب )) .

    فكما نرى أنّه يقول ( حَلَّتْ ) أي طهرت ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح :

    (( قوله : ( حَلَّتْ ) ‏‏أي طهرت من الحيض )) .

    وعند مسلم من طريق ثابت عن أنس :

    ( ثم دفعها - أي صفية - إلى ‏ ‏أم سليم ‏ ‏تصنعها ‏ ‏له وتهيئها قال وأحسبه قال ‏ ‏وتعتد ‏ ‏في بيتها ) .

    قال الإمام النووي في شرح الحديث (( أما قوله : ( تعتد ) فمعناه تستبرئ فإن كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم , فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم )) .

    فكما نرى أن النبي عليه السلام لم يدخل على أم المؤمنين صفية حتى استبرئها ، وفي هذا كفاية لردّ هذه الشبهة التي بنيت على جهل قائلها وعدم تفريقه بين المسبية وغيرها .

    والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات .









    رد مع اقتباس  

  5. #75 6 كيف اختلطت المسيحية بالعقائد الشركية ؟ 
    المشاركات
    3,957
    كيف اختلطت المسيحية بالعقائد الشركية ؟


    سؤال : إذا كانت المسيحية الحقة قد جاءت بتوحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، سواء كان عيسى أو غيره ، فكيف اختلطت هذه الديانة بالعقائد الشركية ، فاتخذوا عيسى عليه السلام رباً وإلهاً ؟

    الحمد لله ،

    ليس من شك أن الدعوة إلى توحيد الله تعالى ، وإفراده بالعبادة دون ما سواه من الخلق ، هو أصل الرسالة التي جاء بها نبي الله عيسى ، عليه السلام ، كما أنها أصل الرسالة التي جاء بها سائر الأنبياء ، قال الله تعالى : " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " النحل/36 وقال تعالى أيضا : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ " الانبياء/25

    وعلى هذه الدعوة يشهد عيسى عليه السلام على قومه ؛ قال الله تعالى : " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوب ِمَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "

    وأما كيف انحرف أصحاب هذه الديانة بعد ذلك عن التوحيد الخالص إلى العقائد الوثنية ، وعبادة عيسى وأمه من دون الله ، فهي قصة مبكرة في تاريخ النصرانية ، وسوف نورد هنا بعض الشواهد عليها ، من كلام أهلها ، وليسمع من له أذنان :

    . . جاء في دائرة المعارف الأمريكية :

    ( لقد بدأت عقيدة التوحيد – كحركة لاهوتية – بداية مبكرة جدا في التاريخ ، وفي حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين . لقد اشتُقَّت المسيحية من اليهودية ، واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد .

    إن الطريق الذي سار من أورشليم [ مجمع تلاميذ المسيح الأول ] إلى نيقية [ حيث تقرر مساواة المسيح بالله في الجوهر والأزلية عام 325م ] كان من النادر القول بأنه كان طريقا مستقيما .

    إن عقيدة التثليث التي أقرت في القرن الرابع الميلادي لم تعكس بدقة التعليم المسيحي الأول فيما يختص بطبيعة الله ؛ لقد كانت على العكس من ذلك انحرافا عن هذا التعليم ، ولهذا فإنها تطورت ضد التوحيد الخالص ، أو على الأقل يمكن القول بأنها كانت معارضة لما هو ضد التثليث ، كما أن انتصارها لم يكن كاملا . ) [ 27/294 ]

    ويمكنك الرجوع إلى بعض آراء من لا يزالون يذهبون إلى التوحيد من المسيحيين ، في المصدر السابق نفسه ، دائرة المعارف [ 27/300-301 ] .

    ويقول وول ديورانت :

    ( لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد [ أي المسيحي ] دماء الدين الوثني القديم : لقب الحبر الأعظم ، وعبادة الأم العظمى ، وعدد لا يحصى من الأرباب التي تبث الراحة والطمأنينة في النفوس ، وتمتاز بوجود كائنات في كل مكان لا تدركها الحواس ، كل هذا انتقل إلى المسيحية كما ينتقل دم الأم إلى ولدها .

    وأسلمت الإمبراطورية المحتضرة أزِمَّة الفتح والمهارة الإدارية إلى البابوية القوية ، وشحذت الكلمة بقوة سحرها ما فقده السيف المسلول من قوته . وحل مبشرو الكنيسة محل الدولة .

    إن المسيحية لم تقض على الوثنية ، بل ثبتتها ؛ ذلك أن العقل اليوناني عاد إلى الحياة في صورة جديدة ، في لاهوت الكنيسة وطقوسها ، ونقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الرهيبة ، وجاءت من مصر آراء الثالوث المقدس ، ويوم الحساب ، وأبدية الثواب والعقاب ، وخلود الإنسان في هذا أو ذاك . ومن مصر جاءت عبادة الأم الطفل ، والاتصال الصوفي بالله ؛ ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلوطينية واللاأدرية ، وطمس معالم العقيدة المسيحية . ومن بلاد الفرس جاءت عقيدة رجوع المسيح وحكمه الأرض لمدة 1000 ) . [ قصة الحضارة 11/418 ] .

    وعلى الرغم من النفثة الإلحادية في كلام ديورانت ، وهو أمر معروف به ، والتي تظهر في زعمه أن أبدية الثواب والعقاب منقولة عن المصرية ، فإن تتبع الأصول الوثنية للنصرانية المحرفة لم يعد بالأمر الخفي ، ولم ينفرد هو ببحثه ؛ ففي كتابه " المسيحية والوثنية " يقرر روبرتسون أن الميثراثية ، وهي ديانة فارسية الأصل ، ازدهرت في بلاد فارس قبل الميلاد بنحو ستة قرون ، قد دخلت إلى روما حوالي عام 70 م ، وانتشرت في بلاد الرومان ، ثم وصلت إلى بريطانيا ، وانتشرت في العديد من مدنها .

    وما يعنينا هنا من أمر هذه الديانة أنها تقول :

    - إن ميثراس ، الذي تنسب إليه ، كان وسيطا بين الله والناس . { انظر مقابله في النصرانية : أعمال الرسل 4/12 }

    - وأن مولده كان في كهف ، أو زاوية من الأرض . { انظر : لوقا 2/7 } .

    - وأن مولده كان في يوم 25 ديسمبر . { وهو يوم احتفال النصارى بمولد المسيح }

    - كان له اثنا عشر حواريا . { انظر : متى 10/1 }

    - مات ليخلص العالم { انظر : كورنثوس الأولى 15/3 }

    - دفن ولكنه عاد إلى الحياة { انظر : السابق 15/4 }

    - صعد إلى السماء أمام تلاميذه { انظر : أعمال الرسل 1/9}

    - كان يدعى مخلصا ومنقذا { انظر : تيطس 2/13}

    - من أوصافه أنه حمل وديع { انظر : يوحنا 1/ 29 }

    - في ذكراه كل عام يقام العشاء الرباني { انظر : كورنثوس الأولى 11/23-25}

    - من شعائره التعميد .

    - يوم الأحد مقدس عندهم .

    بينما يذهب المستشرق الفرنسي ليون جوتيه في كتابه " مقدمة لدراسة الفلسفة الإسلامية " إلى أن أصول التثليث النصراني ينبغي تلمسها في الفلسفة اليونانية ، وتحديدا في أفكار الأفلاطونية المحدثة ، التي تلقت مبادئ فكرة التثليث في النظرة إلى خالق الكون عن أفلاطون ، ثم عمقتها إلى حد كبير ، بحيث اتضح التشابه الكبير بينها وبين النصرانية ؛ فالخالق ، ذو الكمال المطلق ، جعل بينه وبين العالم وسيطين ، صادرين عنه ، وهما أيضا داخلان فيه في نفس الوقت ؛ أي تتضمنهما ذاته ، وهما العقل والروح الإلهية . ثم قال :

    ( وهكذا كان التزاوج بين العقيدة اليهودية والفلسفة الإغريقية لم ينتج فلسفة فقط ، بل أنتج معها دينا أيضا ، أعني المسيحية التي تشربت كثيرا من الآراء والأفكار الفلسفية عن اليونان ؛ ذلك أن اللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي كانت فيه الأفلاطونية الحديثة ، ولذا تجد بينهما مشابهات كثيرة ، وإن افترقا أحيانا في بعض التفاصيل ، فإنهما يرتكزان على عقيدة التثليث ، والثلاثة الأقانيم واحدة فيهما . )

    وهذا هو ما يشير إليه الكاتب الأمريكي ( درابر) :

    ( دخلت الوثنية والشرك في النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة ، ومناصب عالية في الدولة الرومية بتظاهرهم بالنصرانية ، ولم يكونوا يحتفلون بأمر الدين ، ولم يخلصوا له يوما من الأيام ، وكذلك كان قسطنطين فقد قضي عمره في الظلم والفجور ، ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية ، إلا قليلا في آخر عمره (337م ) .

    إن الجماعة النصرانية ، وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك ، ولكنها لم تتمكن من أن تقطع دابر الوثنية ، وتقتلع جرثومتها ، وكان نتيجة كفاحها أن اختلطت مبادئها ، ونشأ من ذلك دين جديد تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء ) .








    رد مع اقتباس  

  6. #76 6 ما هو موقف المسلمين من الأخبار والعقائد التي تضمنتها كتب أهل الكتاب 
    المشاركات
    3,957
    ما هو موقف المسلمين من الأخبار والعقائد التي تضمنتها كتب أهل الكتاب


    جواب :

    الحمد لله ،

    يقول الله سبحانه وتعالى : " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ . " [ المائدة : 48 ] فقد أخبر سبحانه وتعالى أن كتابه العزيز مهمين على جميع الكتب قبله ، وانه مصدق لها، وأن هذا التصديق لا يعني التسليم بكل ما ورد فيها بل هو في اطار الهيمنة التي نصت عليها الآية. قال ابن عباس رضي الله عنهما : " المهيمن الأمين والقرآن أمين على كل كتاب قبله " وقال ابن عباس ايضاً : " المهيمن : الحاكم " وكلا قوليه صحيح . فالقرآن الكريم هو الأمين والحاكم على ما في الكتب السابقة ، قال ابن جرير : " القرآن أمين على الكتب المتقدمة فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل "

    لذلك فإن الاخبار والعقائد التي جاءت في كتب أهل الكتاب إما أن تكون :

    1 - موافقة لما بين أيدينا من حق مثل : أن الله - تعالى - أرسل إلى البشر رسلاً ، وأنه خلق ملائكة ـ وأن ابراهيم رسولاً فهذا العقائد نصدق بها ، لأنها ثابته عندنا في الكتاب والسنة .

    2 - وإما أن تكون مخالفة لما بين أيدينا من حق مثل ما تضمنته كتبهم من أوصاف لا تليق بالله ، ومن أن هارون هو صانع للعجل كما هو وارد في سفر الخروج 32 : 2 وانه هو من طرح عصاه أمام سحرة فرعون وليس موسى كما في الخروج 7 : 12 ، ومن أن سليمان عليه السلام قد كفر وعبد الاصنام كما في سفر الملوك الاول 11 : 1 ، وأن المسيح قد صلب وقتل كما في اناجيل النصارى ، وان المدعو بولس هو الرسول من بعد المسيح [1] فهذه العقائد والأخبار نقطع بكذبها لمخالتها الحق الذي بين أيدينا صراحةً .

    3 - وإما أن تكون هذه الأخبار والعقائد غير موجودة لا في الكتاب ولا في السنة - لا بنفي ولا إثبات - فمثل هذه الأخبار لا نصدقها ولا نكذبها ، خشية تصديق الكذب أو تكذيب الصدق إلا إذا دلت دلائل الواقع على تصديقه أو تكذيبه ، فإننا نتبع حكم هذه الدلائل من تصديق أو تكذيب .

    ______________________________

    [1] قولهم بأن بولس هو رسول هو مما ينفيه القرآن الكريم لأنه قد أخبرنا بأن الرسول من بعد المسيح هو الرسول الخاتم واسمه احمد كما في سورة الصف ، فليس بين المسيح عليه السلام وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول ونبي حتى يكون له كتاب. وقد قال عليه الصلاة والسلام : " أنا أولى الناس بابن مريم. الأنبياء أولاد علات. وليس بيني وبينه نبي " رواه مسلم







    رد مع اقتباس  

  7. #77 6 لماذا لا يسمح الإسلام بزواج المسلمة من غير المسلم ؟ 
    المشاركات
    3,957
    لماذا لا يسمح الاسلام بزواج المسلمة من غير المسلم ؟


    الجواب ،

    الحمد لله ،

    ورد في سفر تكوين الإصحاح 24 العدد 3 ، 4 قول إبراهيم عليه السلام لكبير بيته : " لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم. بل إلى ارضي و إلى عشيرتي تذهب و تأخذ زوجة لابني اسحق " ثم تكلم الرب بعد ذلك على فم موسى موصياَ شعبة قديماَ في ( سفر تثنية الإصحاح 7 العدد 3 ) " لا تصاهرهم بنتك لا تعط لابنه و بنته لا تأخذ لابنك "

    ومن قوانين الأحوال الشخصية المسيحية أن اختلاف الدين مانع من الزواج ، فلا يجوز زواج يهودي بمسيحية ، ولا زواج مع اختلاف المذهب في الدين الواحد ، كزواج أرثوذكسي من كاثوليكية . فإذا منع الاسلام زواج المسلمة من غير المسلم فأي غرابة في تشريعه ؟

    ان المسلمة مؤمنة بكل الأنبياء ، أما غير المسلم فهو جاحد لغير واحد منهم فهو أقل ديناً وإيماناً فما تستحق أن تكون له القوامة عليها. ان غير المسلم ، ولو كان كتابياً ، لا يعترف بدين المسلمة ، بل يكذب بكتابها ، ويجحد رسالة نبيها ، ولا يمكن لبيت أن يستقر وهذه حال ( القيم ) فيه . وعلى العكس من ذلك إذا تزوج المسلم بكتابية فإنه يعترف بدينها والايمان بكتابها ونبيها جزء من إيمانه ولا يتأتى منه إجبارها على ترك دينها .

    ______________________

    من كتاب الرد الجميل على المشككين في الاسلام . تأليف عبد المجيد صبح - دار المنارة - مصر المنصورة .






    رد مع اقتباس  

  8. #78 6 تفسير قوله تعالى : ويعلم ما في الأرحام 
    المشاركات
    3,957
    تفسير قوله تعالى : وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ


    سؤال : نرجوا توضيح معنى الاية التى تتحدث عن ان الله - سبحانه وتعالى - يعلم ما فى الارحام لكون المسيحيين يقولون ان الاطباء يستطيعون الآن معرفة ما بداخل الارحام من ذكر وأنثى

    الجواب :

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد ،

    فأعلم أخي الكريم ، أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم ، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله تعالى ، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم ، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة .

    قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " لقمان / 34

    " وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً عَلَّمَ الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء الله من خلقه "

    وفي شرح لقوله تعالى : "وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ " يقول الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) : " ( ما ) اسم موصول يفيد العموم ، وتعلق العلم بهذا العام هو تعلق عام أيضاً . فعلم ما في الأرحام لا يقتصر على كونه ذكراً أو أنثى ، واحداً أو متعدداً ، بل علم ما في الأرحام أشمل من ذلك ( دروس وفتاوى في الحرم المكي - دار خضير - بيروت - مكتبة أولى النهى الرياض )

    ويقول ( رحمه الله ) : " الامور الغيبية في حال الجنين هي : مقدار مدته في بطن أمه وحياته وعمله ، ورزقه ، وشقاوته أو سعادته ، وكونه ذكراً أم أنثى ، قبل أن يخلق ، أما بعد أن يخلق ، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة والتي لو أزيلت لتبين أمره ، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله - تعالى - من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى ، وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة ، وكذلك لم تأت السنة بذلك . ( مجموع فتاوي ورسائل ) للشيخ بن عثيمين : ( 1 / 68 - 70 )

    وجاء في كتاب الاعجاز العلمي في القرآن الكريم ان الآية الكريمة لا تتعلق فقط بجنس المولود : ذكر أو أنثى . فـ (( ما )) في قوله تعالى : " وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرحامِ " من ألفاظ العموم عند أهل الاصول ، ولفظ العموم أشمل فـ ( ما ) هنا تشمل كل ما يتعلق بالجنين من كونه ذكراً أو أنثى طويلاً أو قصيراً ، أبيض أو أسود ذكياً أو غبياً ، صبوراً أو جزوعاً ، كريماً أو بخيلاً ، شقياً أو سعيداً . والوهم الذي توهمه البعض إنما هو خطل في التقدير ، وجهل في التمييز بين الخطأ والصواب.

    وذهب البعض إلى أن نص الآية الكريمة فيه إقرار في نصفه الأول و نفي في نصفه الثاني : " إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير "
    فنفى علم الإنسان فيما يكسبه غداً و في أي أرض يموت والإقرار بأن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام . و قد نفى علم الإنسان بموعد الساعة في آيات أخرى ولكن إنزال المطر وعلم ما في الأرحام لم ينفيه عن الإنسان.

    إن إثبات العلم لله لا يقتضي نفيه عن العبد. إن قول الله تعالى ( يعلم ما في السماوات و ما في الأرض ) لا يقتضي بأي حال من الأحوال، أن الإنسان لا يعلم شيئا في السماوات و الأرض !! لكن علم الله بالطبع أشمل وأعم.







    رد مع اقتباس  

  9. #79 6 الرد على أكذوبة النصارى بأن مصدر القرآن هو ورقة ابن نوفل 
    المشاركات
    3,957
    الرد على اكذوبة ورقه بن نوفل


    ما فتيء المتعصبون والحاقدون والجهلة يفترون على النبي صلى الله عليه وسلم ، الأكاذيب والأباطيل ، ويثيرون في وجه دعوته الشبهات والمطاعن على سبيل الإعاقة والتثبيط .

    ومن جملة هذه الإفتراءات والأكاذيب ما قالوه - وليتهم لم يكشفوا عن سقوطهم وانحدارهم في الكذب والجهالة - عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه تلقى القرآن الكريم وتعاليم النبوة عن ورقة بن نوفل !!

    الرد :

    الحمد لله ،

    أولاً : ان هذه الدعوى مجردة من الدليل ، خالية من التحديد والتعيين ، ومثل هذه الدعاوي لا تقبل ما دامت غير مدلله ، وإلا فليخبرونا ما الذي سمعه محمد من ورقة ؟ ومتى كان ذلك ؟ وأين كان ؟

    ثانياً : لم يعاصر ورقة التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم على مدى 23 سنة من نزوله إذ انه قد توفي في أول البعثة ، فأين ورقة من سؤال يسأله المشركين أو اليهود أو غيرهم للرسول صلى الله عليه وسلم فنرى الإجابة قد وجدت في حينها وجاء القرآن يشرحها ويحدد موقفه منها كقوله تعالى : " يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ " وكقوله : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ " وكقوله : " يَسئَلونكَ عن الخمرِ والميسرِ قُل فيهِما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للنّاسِ وإثمُهُما أكبرُ مِن نَّفعهما، ويسئَلونَكَ ماذا يُنفقونَ قُلِ العَفو " . كثيراً ما كان يسأل المؤمنون أو اليهود أو المنافقون أو المشركون، يسألون عن أشياء يريدون فهمها أو عن أشياء يريدون تعجيز الرسول وإظهاره بمظهر عدم العارف ليضعفوا من شخصيته ومهابته، وكان نزول القرآن مفرقا يتيح للرسول أن يتلقى الرد عليهم من جبريل بما يريد الله، ولذلك تجد كثيراً في القرآن (يسألونك) أو (يسألك الناس) وتجد الرد بعد ذلك حتى بلغ (يسألونك) نحو خمسة عشر سؤالا وجهت للرسول في أوقات متباعدة، ونزل القرآن للرد عليها فأين هو ورقة بن نوفل من هذه الأسئلة وهو الذي لم يعاصر التسلسل الزمني للحوادث الواردة في القرآن الكريم على مدى 23 سنة من نزوله إذ انه قد توفي في أول البعثة ؟

    أين ورقة من أحداث تمت بعد وفاته وقد تحدث عنها القرآن الكريم :

    فليخبرنا هؤلاء الكذبة هل عاصر ورقة غزوة الأحزاب التي تحدث عنها القرآن الكريم ؟

    هل عاصر ورقة يوم حنين الذي تحدث عنه القرآن ؟

    هل عاصر ورقة قصة زيد التي تحدث عنها القرآن الكريم ؟

    هل عاصر ورقة حادثة الإفك التي تحدث عنها القرآن ؟

    هل عاصر ورقة قدوم وفد نجران والدعوة للمباهلة ؟

    هل . وهل . وهل . وهل وهل وهل

    ثالثاً : في القرآن الكريم آيات لا توافق عقيدة المسيحية فكيف يكتبها ورقة ؟ فعلى سبيل المثال :

    إذا كان القرآن مصدره ورقة وورقة شخص نصراني فكيف ينكر القرآن صلب المسيح ؟

    أيضاً في القرآن الكريم آيات لا توافق اليهود ومعتقداتهم وآيات تندد بهم فكيف يكون كاتبها يهودي ؟ وإذا كان معلم الرسول يهودياً فكيف اعترف محمد بنبوة عيسى ؟ واليهود لا يعترفون بنبوة عيسى عليه السلام !

    رابعاً : نقول لهؤلاء الكذبة إذا كان ورقة هو مصدر هذا القرآن المعجز فماذا عن مصدر تلك المعجزات الحسية التي صنعها النبي صلى الله عليه وسلم بيده أمام قومه ؟

    خامساً : سأذكركم فقط من صحيح البخاري بقول ورقة بن نوفل نفسه بعد أن بلغت به الشيخوخة حدها الأقصى وبعد أن قص عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما أصابه (أول ما نزل عليه الوحي)، فأجابه ورقه : هذا هو الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا إذ يخرجك قومك قال أَوَ مُخرِجِيَّ هم قال نعم ما أتى أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وأوذي ، وان يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً. ثم لم يلبث ورقة أن توفي ثم فتر الوحي أي تأخر مدة من الزمان وذلك ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع , وليحصل له التشوق والتشوف إلى العود وهو ما تم بالفعل . ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يتأخر فيها الوحي بل انه قد أبطأ عليه غير ما مرة روي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل - عليه السلام - في احدى المرات التي ابطأ فيها : " ما جئت حتى اشتقت إليك " فقال جبريل : " وأنا كنت أشد إليك شوقا , ولكني عبد مأمور " ثم أنزل عليه : " وَمَا نَتَنَزَّل إِلا بِأَمْرِ رَبّك " [ مريم : 64 ]

    هذا كل ما حدث ما كان اللقاء الا برهة من زمان دار فيه استفسار من ورقة والنبي يجيبه . ثم مات بعدها ورقة بفترة قصيرة . فهل يصدق من في رأسه عقل أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد وعى خبر النبوة والقرآن في هذا اللقاء السريع الخاطف ؟

    وصدق الله إذا يقول في كتابه العزيز " وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِنْ هَـَذَا إِلاّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً * وَقَالُوَاْ أَسَاطِيرُ الأوّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىَ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * قُلْ أَنزَلَهُ الّذِي يَعْلَمُ السّرّ فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنّهُ كَانَ غَفُوراً رّحِيماً " الفرقان 4-6.

    ______________







    رد مع اقتباس  

  10. #80 6 شبهة حول ميعاد الساعة 
    المشاركات
    3,957
    شبهة حول ميعاد الساعة


    الاخ ابو تراب

    أثار المعارضون شبهتهم حول زمن القيامة بالإشارة إلى الحديث الذي رواه مسلم عن السيد ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏: ‏كان ‏ ‏الأعراب ‏ ‏إذا قدموا على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سألوه عن الساعة متى الساعة فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال ‏ ‏إن يعش هذا لم يدركه ‏ ‏الهرم ‏ ‏قامت عليكم ساعتكم.
    صحيح مسلم- الفتن و أشراط الساعة- قرب الساعة

    و قالوا أن هذا الحديث يخالف الواقع و قد مات الغلام و مرت مئات السنين و لم تقم الساعة حتى الآن

    بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :


    أولاً
    من المعلوم المقطوع به أن نبينا محمد صلى الله عليه و أله و سلم لا يعلم وقت الساعة أبداً و أنها من الأمور التي حجب ربنا علمها عن سائر مخلوقاته فلا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل و أدلة ذلك في الكتاب و السنة كثيرة منها على سبيل المثال :

    { إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } طه : 15

    { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا } النازعات : 42

    و فى الحديث الشهير بين نبى الله و جبريل ((.قال: متى الساعة؟ قال: ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله ). ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } الآية، ثم أدبر، فقال : ( ردوه ) : فلم يروا شيئا، فقال : ( هذا جبريل، جاء يعلم الناس دينهم )) . رواه البخارى

    إذاً فنبي الله صلى الله عليه و سلم ما كان يعلم ميعاد الساعة أبداً بل هي مما استأثر به الله تعالى في علم الغيب عنده .

    و من جهة أخرى دلت النصوص على أن الحياة ستستمر قرونا و قرون بعد النبي عليه الصلاة و السلام و حسبنا أن ننظر نظرة واحدة فيما أخبر به عليه السلام من الأمور الغيبية الكثيرة جدا ، ففتح بلاد الشام و اليمن و مصر و القسطنطينية و رومية ، و أن الخلافة بعده ثلاثين سنة ثم تصير ملكا عاضاً ثم تصير ملكاً جبرياً ثم تعود جولة الخلافة فى أخر الزمان ، و إخباره عن تكالب الأمم على المسلمين و هم يومئذ كثير و علامات الساعة الصغرى من حدوث الفتن و التغيرات و تقارب الزمان و كثرة الهرج – القتل- و الزلازل و انتشار الفساد و الظلم و نقض عرى الاسلام عروة عروة و عودة الدين غريبا و أخذ الأمة بأخذ القرون قبلها، شبراً بشبر وذراعاً بذراع الخ

    و علامات الساعة الكبرى كما فى حديث حذيفة بن أسيد فى مسلم و غيره (الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونزول عيسى، وفتح يأجوج ومأجوج، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا)

    فلا يقول عاقل أن احداً من الصحابة اعتقد حدوث هذا كله قبل أن يموت الغلام الذى أشار اليه النبى عليه السلام و ما فهم ذلك الفهم اسقيم أحد من صحابة النبى عليه الصلاة و السلام ولا التابعين ولا من تبعهم من العلماء الأفاضل بل فقد أخبر النبي صراحة في الحديث الصحيح ان القرون ستتوالى على الامة فقال (( خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم )) رواه البخارى

    و بهذا نكون قد نسفنا الشبهة من جذورها بحول الله

    و أما و عن توجيه ذلك الحديث الشريف فإن علماءنا الأكابر قد سبق و بينوا تأويله بفضل الله

    قال القاضى عياض رحمه الله : { هذه الروايات كلها محمولة على معنى الأول , والمراد ( بساعتكم ) موتهم , ومعناه يموت ذلك القرن , أو أولئك المخاطبون . }

    فأول المراد هنا بالساعة أى ساعة السائلين لأن لكل إنسان ساعته الخاصة و هى لحظة مماته و بها ينقطع عمله و يبدأ حسابه ، كما قال النبى عليه السلام فى الحديث (( بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة )). رواه مسلم

    فعبر عن موت المرة بخاصته اى ساعته الخاصة ، و الله تعالى أعلى و اعلم .

    ثانياً
    أن النصارى بالخصوص أتعجب أن تصدر عنهم هذه الشبهة الجوفاء لأن كتابهم أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القيامة ستكون فى القرن الاول و ان المسيح سيعود و يخاسب البشر فى القرن الاول قبل انقضاء جيله و كان كل تلاميذه و المكرزين بانجيل الباطل يعتقدون فى ذلك و ينادون به
    (( وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضؤه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع .وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء .وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير .فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها .فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب .هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب .الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله )) متى 24: 29-34

    (( فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته و حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله، الحق أقول لكم : إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان أتياً فى ملكوته )) متى 27:16 .

    وفي رد له يقول الدكتور هشام عزمي :

    أجاد الأخ الحبيب أبو تراب - كعادته - في بيان حقيقة أن موعد الساعة لا يعلمه إلا الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلع عليه ، وأود فقط أن أبين نقطة اخرى : فالحديث موجود في صحيح البخاري مع فائدة مهمة وهذا هو نصه :
    حَدَّثَنِي صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :
    كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ . قَالَ هِشَامٌ يَعْنِي مَوْتَهُمْ .

    وهذه نقطة خطيرة تجنبها المتهوك النصراني عمدًا لعلمه أنها تنسف الشبهة تمامًا ، فها هو هشام بن عروة أحد رواة الحديث يوضح معنى لفظة (ساعتكم) بأنها تعني موتهم .

    كذلك فهم أهل العلم بالحديث هذه اللفظة :
    قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم : (( وَالْمُرَاد ( بِسَاعَتِكُمْ ) مَوْتهمْ )) صحيح مسلم بشرح النووي ج9 ص341 .

    وقال صاحب عون المعبود : (( سَاعَتكُمْ أَيْ قِيَامَتكُمْ وَهِيَ السَّاعَة الصُّغْرَى وَالْمُرَاد مَوْت جَمِيعهمْ )) عون المعبود شرح سنن ابن داود ج9 ص382 .

    وقال سليمان بن عبد القوي الطوفي - وهو من تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية - : (( والمراد بقيام ساعتهم فيه موتهم لأن من مات فقد قامت قيامته ، لأنه يصير إلى أوائل أوقات القيامة ، إذ " القبر أول منازل الآخرة " * )) الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية ص517. " ا.هـ
    * طرف من حديث الترمذي في كتاب الزهد وابن ماجه في كتاب الزهد.

    والحمد لله رب العالمين .






    رد مع اقتباس  

صفحة 8 من 10 الأولىالأولى ... 678910 الأخيرةالأخيرة
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •