تمثل التغيرات الجلدية وبعض الأمراض التي تصاحب الحمل مصدر قلق للأم سواء من ناحية التأثيرات المباشرة على جلدها أو من ناحية الخوف على تأثر الجنين بها، ومن هنا يجدر بنا إلقاء الضوء على أبرز هذه التغيرات.
أولاً: تغيرات فسيولوجية
نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل وارتفاع في بعض الهرمونات خاصة هرمون الأستروجين والبروجستيرون فغالباً ما تحدث تغيرات فسيولوجية غير مرضية أثناء فترة الحمل وقد تستمر آثارها إلى ما بعد الولادة ومن أهم هذه التغيرات الفسيولوجية ظهور تصبغات على الجلد خاصة في المناطق التناسلية وفي منطقة الثدي والبطن.
كما يظهر الكلف لدى أكثر من 50% من النساء وهو تصبغات تصيب منطقة الوجه خاصة الوجنتين كما يزداد ظهور الشعر في منطقة الوجه وهو ظهور مؤقت لا يلبث أن يزول بعد الولادة.
كما تقل نسبة سقوط شعر الرأس وذلك تحضيراً لعملية سقوط الشعر المصاحب للرضاعة على أن أكثر ما يزعج النساء هو ظهور التشققات الجلدية على البطن والأفخاذ وذلك نتيجة لتمدد الجلد في هذه الأماكن وهو يحصل لدى حوالي 90% من النساء ولا يوجد له علاج فعال حتى الآن.
وقد يصاحب الحمل ظهور احمرار في الأيدي وكذلك ظهور الدوالي خاصة في الأرجل.
ثانياً: الأمراض المصاحبة للحمل:
1- الحلا الحملي
من أكثر الأمراض شيوعاً ويظهر على شكل فقاعات جلدية مع حكة شديدة تبتدىء في منطقة السرة ومن ثم تنتشر لتشمل مناطق الجسم الأخرى ما عدا الأيدي والأرجل والصدر وغالباً ما يبتدىء ما بين الشهر الرابع إلى السادس من الحمل وقد يستمر بعد الولادة لفترة بسيطة.
وهذا النوع قد يتكرر مرة أخرى في الحمل القادم، كما أنه قد يثور مع استخدام موانع الحمل.
2- الحكاك الشروي الحطاطي اللويحي:
هذا النوع غالباً يصيب الحمل الأول فقط كما انه لا يتكرر في الحمل القادم ويبدأ ظهور المرض في الشهور الأخيرة من الحمل على شكل حبيبات وانتفاخات حمراء اللون يصاحبها حكة شديد وذلك على أماكن التشققات الجلدية في البطن لا تلبث أن تغطي مناطق واسعة من الجسم لكنه نادراً ما يتعدى منطقة أعلى من الصدر.
ويختفي هذا المرض مع الولادة كما انه لا يؤثر على الجنين بأي حال من الأحوال.
3- الحكاك الصفراوي
في هذا المرض تعاني الحامل من حكة شديدة بدون وجود تغيرات جلدية واضحة ما عدا آثار الحكة تكون الحكة عامة على كل الجسم وقد يعقبها بحوالي شهر ظهور علامات الصفار الاكلينيكية إذ ان سبب الحكة هو انسداد القنوات الصفراوية.
يحدث هذا المرض في الشهور الأخيرة من الحمل ويتكرر مع الحمل القادم على أن ما يهم في هذا الموضوع هو احتمالية تأثر الجنين بهذا المرض حيث تزداد نسبة حدوث الولادة المبكرة والمواليد ناقصي النمو.
4- صدفية الحمل
شكل من أشكال الصدفية الصديدة الخطيرة تحصل في الأشهر الأخيرة من الحمل ويمثل تهديداً لحياة الحامل لا يلزم حصول هذا المرض أن يكون لدى الحامل تاريخ اصابة بالصدفية.
يتميز المرض بظهور تجمعات صديدية على مناطق الرقبة والابط والمناطق التناسلية ما تلبث أن تشمل المناطق الأخرى من الجسم يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة، قي واسهال وتكون الحامل عموماً في وضع صحي سيء يتطلب تنويمها في المستشفى.
غالباً ما يختفي المرض مع الولادة ولكنه قد يعود في الحمل القادم.
وتوجد احتمالية تأثر الجنين بهذا المرض نتيجة لتأثر المشيمة بالمرض.
4- الأدوية الجلدية أثناء الحمل
تحرص الحامل ويحرص الطبيب على تجنيب الحامل الدواء أثناء الحمل قدر الامكان ولكن في أحيان كثيرة يستلزم الوضع تناول الحامل للدواء وسوف نتطرق إلى بعض الأدوية الشائعة ومدى سلامتها للحامل.
الكورتيزون: يمكن اعطاء الكورتيزون للحامل أثناء الحمل تحت إشراف الطبيب حتى أثناء الأشهر الأولى من الحمل ولا يسبب الكورتيزون تشوهات الجنين على أن الأعراض التي قد تحدث مع الاستخدام الطويل هو كسل الغدة الكضرية للجنين وكذلك ضعف النمو.
مضادات الهستامين: بعض مضادات الهستامين تعتبر آمنة وسليمة أثناء الحمل والبعض لا توجد دراسات تنفي أو تثبت سلامتها للحامل ولذلك فليس كل حبوب يصفها الطبيب للحكة هي حبوب ضارة بالحمل.
المضادات الحيوية: في حالة احتياج طبيب الجلدية إلى اعطاء الحامل المضادات الحيوية فإنه يوجد بعضها سليم للحامل مثل الامبسلين وغيره اما مركبات التتراسيكين والتي تستخدم بكثرة لعلاج الشباب فيجب عدم استخدامه لتأثيره على أسنان الجنين.
مشتقات فيتامين أ: مثل التيقازون والنيوتيقازون وكذلك الرواكيتان المستخدم لعلاج حب الشباب يمنع تناولها أثناء الحمل لارتباطها بتشوهات الجنين.
ومعظم الأدوية الأخرى للجلدية هي أدوية تصنعها منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية بتصنيف 2وهي تعني انه يمكن اعطاؤها للحامل في حالة الحاجة إليها باعتبار انه لا توجد دراسات على الإنسان تؤكد ضررها وإنما هناك دراسات على الحيوانات أظهرت اضراراً لها.
وباختصار فإن أهم الأدوية الجلدية التي يمنع تناولها أثناء الحمل هي:
دواء الميثو تريكسيات، مركبات التتراسيكين ومشتقات فيتامين أ مثل التيقازون والنيوتيكازون والرواكيتان وبعض الهرمونات مثل الاستروجين والندروجين.
كما ينبغي الاشارة إلى أن أشعة اليوفا المستخدمة لعلاج البهاق والصدفية غير مناسبة اثناء الحمل وذلك للحاجة لتناول مادة السورالين معها وهو دواء لم يثبت سلامته للحامل بينما لا يوجد تأثير من استخدام أشعة الناروباند أو غيرها مما لا يلزم معه تناول الحبوب فالأشعة بحد ذاتها لا تؤثر على سلامة الجنين.
hsfhf jarrhj hgf'k hekhx hgplg2013