تنتظرين مولوداً جديداً وتشعرين بأحاسيس الأمومة الجميلة، لكن جسمك بدأ يعرف تغيُّرات فيزيولوجية واضطرابات هضمية مزعجة تفسد فرحتك، من قَبيل الغثيان والتقيؤ والإمساك. لتتعرفي أكثر على أسبابها وكيفية التغلب عليها اقرئي ما يلي.
تعاني كل النساء الحوامل تقريباً اضطرابات في الجهاز الهضمي، لكن بدرجات مختلفة ومتنوعة. وهذه الاضطرابات هي كلها مرتبطة بفترة الحمل، أي أنها تنتهي بانتهائه، وتختفي بعد الوضع.
التقيؤ
التقيؤ أمر شائع في الأشهر الأولى من الحمل، وهو يحدث لدى 30 إلى 50 في المئة من النساء الحوامل بين الأسبوع السادس والأسبوع الرابع عشر من حدوث آخر دورة شهرية. وثمة أدوية لا تؤخذ إلا بوصفة من الطبيب، يمكن استعمالها للتغلب على هذا التقيؤ. وتتفاوت شدة التقيؤ ووتيرته من امرأة إلى أخرى، لكنه مع كونه مزعجاً فليس له تأثير خطير في الصحة العامة للمرأة الحامل.
التقيؤ الحاد
في حالات نادرة، تكون نوبات التقيؤ شديدة ومتواترة، فنجد أن المرأة تتقيأ بعد كل وجبة أكل، أو كلما غيرت من وضعيات جسمها، ويكون التقيؤ الحاد مصحوباً بغزارة في إفراز اللعاب والإمساك. ويختلف تطور التقيؤ الحاد، فأحياناً ينتهي عند الشهر الثالث أو الرابع، وأحياناً يحدث العكس وتزداد حدته، ويكون مصحوباً بنقصان في الوزن وجفاف في جسم المرأة، وبحالة عامة من الإعياء وتنفس سريع وانخفاض في ضغط الدم وتصبح كميات البول قليلة. هذا إضافة إلى اضطرابات بيولوجية أخرى تطرأ على جسم المرأة لا يُظهرها إلَّا فحص الدم. وإذا ظهر أن حالة التقيؤ متقدمة جداً قد يلجأ الطبيب إلى حجز السيدة الحامل في المستشفى لتتلقَّى رعاية دقيقة.
للتخفيف من الغثيان
إذا كنت حاملاً وتعانين الغثيان في الصباح بشكل أساسي، فهذا طبيعي، حيث يصيب الغثيان نصف السيدات الحوامل منذ الأسابيع الأولى للحمل، وأحياناً يتزايد ويفسد عليهن سعادتهن بالحمل، لكن هناك حلولاً تساعدك على التخفيف من وطأة هذا الغثيان المزعج.
- اهدئي، فإنّك تُعرِّضين نفسك أكثر للإصابة بالغثيان إذا بدأت يومك بمزاج عصبي، كأن تتوتري وتجري هنا وهناك حتى لا تتأخري عن موعد العمل، هذا عدا عن أن التوتر أمر سيئ جداً بالنسبة إلى الجنين. إذن حاولي أن توفري لنفسك صفاء ذهنياً طوال الوقت وخذي وقتك، واسترخي بقدر ما تستطيعين. ومنذ استيقاظك في الصباح احرصي على أن تنهضي من السرير ببطء وبهدوء.
- كلي جيداً وبانتظام، فلا يجب أن تبقى المرأة الحامل ساعات طويلة من دون أن تسقط في معدتها لقمة واحدة. عليك أن تتناولي فطوراً حقيقياً متكاملاً، وأن تأكلي شيئاً خفيفاً قرابة الساعة الحادية عشرة، وأن تتناولي كذلك غذاءً متوازناً كاملاً، ثم وجبة العصرونية (أو اللمجة)، ووجبة العشاء بشكل عادي، بل إنه يمكنك أن تسمحي لنفسك بتناول فواكه أو حليب دافئ قبل النوم أو أي شي خفيف إن شعرت بالجوع، حيث لا تنسي أنك تأكلين ما يطعمك ويطعم جنينك. وعليك أن تعرفي أن البطن الفارغ هو أقوى سبب لإثارة الغثيان، لكن لا تبالغي في الأكل إن كان وزنك معقولاً، بل اتبعي نظام وجبات رئيسية خفيفة متباعدة لكن متكاملة.
- مارسي الرياضة، إذا بقيت المرأة الحامل مستلقية في السرير طوال اليوم، فإنها ترفع من احتمالات إصابتها بالغثيان، وينبغي أن تجدي لنفسك أنشطة تمارسينها أو حركات رياضية خفيفة تنشط دورتك الدموية، لكن من دون أن تبالغي في بذل مجهود كبير.
- تجنبي الروائح القوية والنفاذة، خاصة رائحة الجبن الطري، وتَجنَّبي الأطباق الدَّسمة والمتبَّلة والحارة، والأطباق الغريبة عليك، فكلها أشياء قد تستدعي الغثيان في مثل وضعك.
- اطلبي المساعدة من زوجك، فبما أنه أب الطفل القادم، يجب ألا يمانع في مساعدتك في تحضير وجبة أو غسل صحون أو حتى تنظيف البيت، لأن كل هذه الأشياء التي تكون عادية ومقبولة لأي امرأة تصبح مثيرة للغثيان بالنسبة إلى المرأة الحامل.
- انتقي أغذيتك، وتناولي مواد مثل الحبوب والأرز والبقوليات لأنها تزودك بالطاقة، من دون أن تُشعرك بالغثيان، ولا تنسي الحساء بالخضار فهو مفيد جداً ومُغذٍّ.
- لا تستعملي الأعشاب عشوائياً، تجنبي الوصفات الشعبية، لأنها إذا نفعت الأخريات فهذا لا يعني أنها ستنفعك، واستشيري طبيبك دائماً، فقد يصف لك بعض الفيتامينات التي تعوضك عن الأعشاب.
- ابتعدي عن المنبهات، خاصة القهوة الساخنة.
وإذا استمرت نوبات الغثيان في إزعاجك بوتيرة مستمرة، حتى بعد انتهاء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فلا تترددي في إبلاغ طبيبك بالأمر.
انتفاخ الأمعاء
يرتبط هذا الانتفاخ بالتحولات التي يعرفها بطن المرأة، لكن يمكن التخفيف من حدتها عن طريق الأكل ببطء ومضغ الطعام جيداً قبل بلعه، وتفادي بعض الأغذية مثل الذرة والمقالي، والحلويات، والأطباق المحلاة بعد الأكل والقرنبيط أو الزهرة، والمشمش.
الإمساك
الإمساك هو اضطراب هضمي شائع جداً لدى النساء الحوامل. ذلك أن جسم المرأة الحامل يفرز هرمونات تقلل من حركة الأمعاء. وللتخفيف من وطأته، على الحامل أن تتناول أغذية متنوعة غنية بالألياف الغذائية، وأن تكثر من تناول الفواكه والخضار الطازجة والخبز الكامل، وأن تشرب كميات كبيرة من الماء. وانتبهي، عليك أن لا تتناولي أي أدوية مُليِّنة أي مضادة للإسهال، بل يُستحسن أن تستعملي أدوية مَوضعية خارجية تبعاً لوصفة الطبيب.
الحموضة
الحموضة والشعور بحرقة في أعلى المريء، والتي تتصاعد من المعدة، يرجع السبب في ذلك أساساً، في فترة الحمل، إلى ضغط الجنين في البطن على المعدة. وتظهر هذه الحموضة عموماً بعد تناول الوجبات، وعندما تكون المرأة الحامل مستلقية على السرير، وسرعان ما تختفي أعراضها بعد الولادة. ولتجنب هذه الحموضة، أو على الأقل التخفيف من حدّتها، على السيدة الحامل أن تتجنب شرب الأعشاب الْـمُـغـلاة بما فيها الشاي، كذلك القهوة والشوكولاتة والمشروبات الكحولية والغازية والمواد الدهنية، والأطعمة السائلة والأطعمة عالية الحموضة واللحوم المطبوخة مع توابل حارة، وأن تتجنب الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، وتبتعد عن وضع أحزمة ضيقة على بطنها، كما أن هناك أدوية مضادة للحموضة يمكن أن يصفها الطبيب، تخفف من الحموضة ومن جميع اضطرابات الجهاز الهضمي حتى تَصلي أنت وجنينك إلى بر الأمان.
hgla;ghj hgiqldm ggp,hlg2013