الملاحظات
صفحة 10 من 29 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #91  
    المشاركات
    3,260

    بعد سفر عبدالله بشهر




    رغم تأخر موعد دورتها الشهرية لأكثر من أسبوعين إلا أنها كانت تحاول إلغاء فكرة الحمل المرعبة من بالها

    تدعو الله بعمق ألا يعاقبها بحمل ناتج عن كل هذه الكراهية والتعقيد

    تريد أن تتخلص من عبدالله فكيف ترتبط بولد منه سيبقى يذكرها دائما بما فعله والده بها؟!!



    كانت صلت العصر للتو حين جاءتها أمها لتخبرها أن عمها يريدها في الأسفل

    شهقت جوزاء: عمي أبو صالح


    أم عبدالرحمن بطبيعية: إيه يأمش تحت في مجلس الحريم وابيش معه


    جوزاء التفت بجلال واسع ونزلت فور أن دخلت شعرت أن هناك شيء غير طبيعي حدث

    فأبو صالح ووالدها كلاهما وجهه مسود اقتربت وقبلت أنف عمها وسلمت عليه السلامات المعتادة

    وبعد ذلك هتف لها: يأبيش أبغيش تروحين معي لبيتش


    جوزاء حينها همست باختناق: بس عبدالله مابعد رجع


    أجابها أبو صالح بحزم: البيت بيتش مهوب بيت عبدالله امشي معي يأبيش أنا ملزم


    بدا لها أن والدها غير راض وأن ذهابها مع أبي صالح لا يرضيه ولكن مادام لم يتكلم وجدت نفسها مجبرة على التنفيذ

    لم تستطع رد عمها وهو من أتى لها بنفسه احترامها له منعها


    ارتدت عباءاتها وحملت معها بعض أغراضها على عجالة وركبت معه كانت تشعر بحرج عميق أن تركب جواره ويكون هو من يسوق السيارة

    ولكنها بلعت حرجها طوال الطريق حتى وصلا لبيته


    حينها همس لها عمها بحنان موجوع: انزلي يأبيش


    همست جوزاء باختناق: عمي تكفى أنا ما أبي عبدالله تكفى طلقني منه

    عدني مثل عالية بنتك أنا وعبدالله العشرة بيننا مستحيلة


    بدا كما لو أنه يغالب عبرات سدت حلقه ومع ذلك أجابها بحزم: ربي خلصش منه يأبيش

    عبدالله يطلبش البيحة وأنا أبيش تحادين هنا في بيتش


    حينها شهقت جوزاء بعنف شعرت كما لو كان مبنى هائلا انهار فوق رأسها

    شعرت كما لو كانت هي من قتلته وأن عمها يعلم ذلك

    وإلا لماذا يقول أن ربها خلصها منه إلا إن كان يعلم أنها دعت عليه

    وخصوصا أنها أخبرته الآن أنها لا تريد ابنه

    أي مسلسل للعذاب لا ينتهي هذا أما لعذابها من نهاية!!



    مرت أيام العزاء عذاب لا يوصف على جوزاء

    كان يكفيها أن ترى حال أم صالح حتى تنهمر دموعها سيلا لا يتوقف

    شعرت أنها هي من حرمتها منه

    أنها وجه النحس عليه كما يطعنها خالاته باتهاماتهن المبطنة

    كانت حالة أم صالح مزرية تماما لا تجهد حتى على الوقوف وكانت هي ونجلا من يتبادلن المبيت والبقاء ملاصقتين لها

    وخصوصا أن الجميع اتفقوا على عدم إخبار عالية بشيء

    بعد ذلك جوزاء باتت ترفض أن تبقى نجلا مع أم صالح لأن نجلاء مشغولة بطفلين وليست حملا للمزيد

    لذا تولت جوزاء مسؤولية أم صالح بالكامل

    ولم تخبر أحدا بحملها الذي تأكدت منه.

    ولكن حتى رعايتها المتفانية لأم صالح رغم كل جروح قلبها النازف لم تسلم من تعليقات خالات عبدالله

    ورغم كل ذلك فإن أكثر ماكان يؤلمها هو نظرات أبي صالح حينما يدخل عليها ويجدها بجوار أم صالح

    أ كانت نظرات عتب أم لوم أم اتهام ؟!!


    حينما تحسنت صحة أم صالح رجت جوزاء عمها طويلا أن يسمح لها بالعودة لبيت أهلها ولكنه رفض

    أ كان يريد أن يتأكد من تعذيبها وتقييدها في هذا البيت الذي يذكرها بأبشع ذكرياتها؟!!


    لم تعلم مطلقا أن هذا الشيخ كان يظن أنه ببقائها أمام عينيه يريد أن يعوضها عما فعله ابنه بها

    أراد أن يتأكد أنه لن يلحقها ضيم أو ضيق حتى تنتهي من عدتها التي طالت طويلا مع الحمل


    خبر حملها بعث في قلب أم صالح سعادة عميقة وغمغمة غامضة من أبي صالح

    جوزاء ظنت أنه لا يريدها أن تنجب ابنا من ابنه بينما هي وجه النحس عليه

    شعور جارح جديد اُضيف إلى عشرات المشاعر التي امتلئت بها روحها صديدا مرا


    تمنت جوزاء بعمق ألا تنجب ولدا لم تكن تريد ولدا حتى لا يُسمى باسم عبدالله كما هي العادة


    مرت أشهر الحمل ثقيلة طويلة متطاولة مثقلة بالمرارة كل شيء في بيت أبي صالح كان يجرحها ويؤلمها ويثير أسوأ ذكرياتها


    كانت تخشى بشدة ألا تحب مولودها لأنه ابن عبدالله ولكن هذا الظن انهار تماما حين حملته للمرة الأولى بعد الولادة مباشرة

    حينما نظرت ليديه الصغيرتين لبشرته المزرقة المتغضنةبكت بشفافية حزينة شعرت أنها خُلقت لتكون أما لهذا المخلوق الضئيل

    بكت لأنها ظنت مجرد ظن أنها قد تكرهه كيف تكره هذه الروح العذبة كيف تكره عصارة روحها ونبض أيامها وكل مستقبلها؟!!

    سعدت كثيرا حين سماه عمها باسم حسن رغم أنها بعد أنجبته لم تكن لترفض أن يسمى بأي اسم حتى لو كان عبدالله يكفيها أن يبقى في حضنها



    أما كان من أكثر ما جرحها بالفعل خلال الفترة الماضية أنها اضطرت أن تعتذر عن دراستها

    وكما هو القانون في جامعة قطر يحق لها الاعتذار عن ثلاثة فصول دراسية

    وخلال حدادها الطويل اعتذرت إجباريا عن فصلين.

    ومن أجل ابنها الذي انجبته للتو اعتذرت عن الفصل الثالثبعدها لم تستطع العودة

    صديقاتها تخرجن وهي أصبحت مثقلة بالمرارة عدا عن اهتمامها الشديد بولدها وكونها لا تريد تركه ولا لدقيقة واحدة

    لتضيع كل فرصها في إكمال دراستها


    احتسبت كل ذلك عند ربها وهي تعود لبيت أهلها

    ولكن الفتاة البريئة الشفافة التي خرجت من البيت قبل حوالي عام

    غير الأنثى المعقدة المليئة بالأفكار الملتبسة وانعدام الثقة التي تعود اليوم


    أصبحت حادة ولسانها حاد ومتحفز حتى خالات عبدالله نورة وسلطانة حينما كن يأتين لزيارتها أيام نفاسها

    كانت تعرف دائما كيف تجرحهن أو تحرجهن في انتقام متأخر ما عاد له نكهة

    ولكنها أصبحت ممن يؤمنون (أن الانتقام وجبة يُفضل تناولها باردة)

    بعدها توقفن عن زيارتها واكتفين برؤية حسن الصغير حينما يأتي في زيارات لجدته


    مضى منذ ذلك الحين ثلاث سنوات وثلاثة أشهر هي عمر حسن

    حسن الذي بات هو رقم واحد في كل شيء في حياتها






    **************************************






    هناك على الجبهة الآخرى جبهة عبدالله





    فيصل غادر صالحا لينجز بعض الإجراءات

    وصالح بقي جالسا ينتظر استيقاظ عبدالله الذي اقترب موعده

    حينما بدأت الأجهزة الحيوية تعطي إشارات عن انتهاء مفعول المخدر وعودته لوعيه

    أعطى الطبيب إشارة لصالح ثم تأخر للزاوية وجلس وجهاز استدعاء الأمن في يده


    عبدالله فتح عينيه ببطء

    ثم كانت ردته التالية المفاجئة غير المتوقعة مع تأثيرات المخدر أنه قفز واقفا وهو يصرخ بالانجليزية: أين القذرة أين هي


    ثم توجه ركضا للباب لولا اليد القوية التي شدته بقوة وثبتته على الحائط

    كان عبدالله على وشك توجيه لكماته لمن ثبته لولا الصوت الذي لم يتوقع سماعه ولا حتى في أعذب أحلامه

    صوت صالح يصرخ به في حزم: اذكر الله يارجال اذكر الله

    قول لا إله إلا الله


    كانت يدا صالح الاثنتين تثبتان كتفي عبدالله للحائط وحينها وقعت العين في ألم العين

    الشوق بارتدادات الشوق

    الوجيعة بنداءات الوجيعة


    عاصفة من الخدر اجتاجت عظام عبدالله الذي كان ثائرا لأبعد حد شهق رغما عنه وهو يرى صالح هنا

    لم يخطر في باله ولو لثانية واحدة أنه قد يرى أحدا من أهله بعد مرور هذه السنين

    حينها ارتمى في حضن صالح وانتحب انتحب . وانتحب رغم أنه منذ الفاجعة التي مر بها لم تهطل من عينه دمعة واحدة

    انهار جالسا وهو يشد صالح معه الطبيب كان يشير لصالح بعلامة النصر

    لأن تعبير المريض في عرفه عن ألمه هو أول الطريق لتقبل الحقيقة

    ولكن صالح لم ينتبه مطلقا لإشارات الطبيب فعقله وقلبه مع هذا المنتحب بين ذراعيه الذي بدأ يئن كأنين المذبوح: ذبحته قدامي يا صالح

    قدامي يا صالح شفت الروح تُسحب منه شوي شوي.

    قدامي مر شريط حياته في لحظة أول سن طلع له وأول خطوة خطاها وأول كلمة قالها

    كل شيء خذته مني في لحظة. ما كفاها أني عشت حياتي السنين اللي فاتت أتعذب بعيد عن هلي من سبتها

    كرست حياتي كلها لذا الولد وعقبه أشوفه يذبح قدامي ولا أقدر أسوي شيء

    وطول الليل هو قدامي عينه فيني أبي أسكر عينه بس ماقدرت ماقدرت

    ربطوني الكلاب مثل كلب ما منه فايدة


    وبالفعل انتبه صالح حينها لأثار الحبال الغائرة في جسد عبدالله التي تكشفت من عدة نواحي من روب المستشفى

    ولأنه كان يحاول باستماتة تخليص نفسه أخذت الحبال تحز في جسده أكثر مع كل محاولة

    ومع ذلك استمر في المحاولة حتى بدأ جسده ينزف من كل ناحية من شدة إحكام ربط الحبال ومن قوة محاولته تمزيقها أو إرخائها دون فائدة


    صالح همس لعبدالله والعبرات تخنقه: اذكر الله قل إنا لله راجعون اللي تسويه في روحك مهوب راده


    حينها انتفض عبدالله بغضب: أدري مافيه شيء بيرده. بس أبي أخذ روح اللي خذت روحه


    صالح شده وأعاده للسرير وهو يهتف له بمنطقية: الكلبة مسجونة وأنت عارف إنك منت بقادر توصل لها

    خلنا نرجع لديرتنا ونطلع من ذا الديرة سالمين. كفاية اللي صار لك


    حينها انتفض عبدالله كما لو كان ينهض من غيبوبةكأنه يكلم نفسه: أرجع الدوحة الدوحة أرجع لهلي


    ثم أردف بألم ممزق من قلبه المثقل بالحزن والفجيعة: أنا ما أدري من اللي منك استلم رسالتي وعارف أن اللي استلمها منكم ماراح يقول للباقيين عن أني مت منتحر

    لكن لو كان ابي أنت عارف إنه مستحيل يسامحني مستحيل


    صالح تنهد: وهو ابي وابي قال لنا كلنا أنك مت في حادث سيارة

    بس الحين ماحد يدري إنك حي إلا أنا. امش معي للدوحة

    بأخلي فهد يفرش مجلسي وغرفتين في البيت على السريع

    وباقعد أنا وأنت هناك لين نمهد لابي الموضوع





    *******************************





    بعد يومين





    صالح أنجز إجراءات العودة واتصل فعلا بفهد وطلب منه أن يحاول بأقصى سرعة انهاء تشطيبات البيت على الأقل مجلس الرجال الخارجي وغرفتين من البيت

    حتى لو واصل الليل بالنهار لانجاز المهمة

    ثم يقوم بفرشه دون اهتمام بالمبلغ المهم أن يكون المكان جاهزا قبل وصوله


    وها هو الآن مع عبدالله في شقتهما المستأجرة بعد أن استقر وضع عبدالله وكان لوجود صالح معه تأثير أشبه بتأثير السحر على اطمئنان روحه

    لم يصدق أن رائحة أهله معه وتحتويه بعد جوع كل هذه السنوات وغربتها وبرودتها القاسية



    عبدالله كان ينظر عبر النافذة الكبيرة التي تطل على ميدان واشنطن سكوير يخطر بباله سؤال يحاول قمع نفسه عنه فلا يستطيع

    فصالح طوال اليومين الماضيين أخبره أخبار أسرته بالتفصيل الممل حتى عقد قران عبدالرحمن من عالية

    ولكنه لم يخبره بوجود ابن له أراد أن يتمهل قليلا في اخباره

    ولكن منذ معرفته أن عبدالرحمن شقيقها تزوج شقيقته والسؤال يلح عليه بإصرار إنها النفس البشرية العصية على التفسير!!


    تنحنح عبدالله وهتف لصالح الذي أنهى لتوه اتصالا مع فهد يتأكد من سير ترتيب البيت بنبرة اجتهد لتخرج طبيعية:

    صالح مرتي اللي كنت متزوجها وش صار عليها


    صالح بطبيعية: أم حـ

    لكنه بتر عبارته وهو يهتف بنبرة حاول أن تكون طبيعية أيضا: تزوجت


    لم يستطع منع نفسه من الإحساس بالألمبل بما يتجاوز الألم فذكراها لأسباب عميقة جدا لم تفارقه مطلقا طيلة السنوات الماضية

    ومع ذلك ذلك هتف باصطناع بارع: الله يوفقها


    حينه هتف له صالح: تعال اقعد جنبي وعلمني الحين بالتفصيل كل اللي صار عليك ووش اللي حدك على ذا كله

    أظني خليتك ترتاح واجدصار لي يومين أنا أتكلم وأنت تسمع. الحين حقي عليك أعرف كل شيء



    عبدالله جلس جواره تنهد ثم بدأ يحكي:

    تذكر أكيد زواجي براكيل الله يقطع سيرتها. كنت توني مالي شهرين في أمريكا

    وهي عرفت فعلا أشلون تصيدني كانت أكبر مني في السن هي كانت في الدكتوراه وأنا في الماجستير

    اقنعتني بطريقة الحيايا أنها مهتمة بالإسلام وتبي تسلم وما لقت اللي يمسك بيدها

    وفعلا تزوجتها كانت من شدة تمثيلها تلبس طويل وواسع وتغطي شعرها لما تكون معي

    كنت كل ليلة أدرسها الإسلام واحاول اقنعها تعلن إسلامها لكنها كانت تقول تمهل علي أبي أسلم عن اقتناع كامل

    بعدها بالفعل حسيت إني ماني بمرتاح معها فيها شيء بدأ ينغز قلبي منها وفعلا قلب المسلم دليله

    اتفقت معها إنه مانبي عيال الحين لين نستقر في الدوحة

    عقبها بدأت ألاحظ عليها كلام مايعجبني عن الحوار بين الأديان والحضارات

    وأن اليهود أكثر ناس انظلموا في التاريخ تعرضوا للظلم والمذابح ومالقوا حد يدافع عنهم والعالم كله مهوب قادرين يفهمونهم

    كانت تحاول تجذبني لذا الأفكار بالتدريج مخطط طويل المدى لكن أنا كان يزداد نفوري منها شوي شوي وكل يوم كان النقاش يصير حاد بيننا على سبت ذا الموضوع

    وأقول لها لو هي تبينا نستمر سوا لازم تشيل الكلام السخيف هذا من رأسها


    لحد اليوم اللي خلصت دراستي خلاص وأنا لحد الحين مهوب مستقر معها وندمان على تهوري في الزواج منها وبديت أفكر جديا في الانفصال عنها

    رجعت البيت ما لقيتها بعدين لقيت على الطاولة أوراق لشغلها كنت أعرف إنها تشتغل أعمال تطوعية

    لكني اكتشفت أن الاعمال التطوعية وين.

    كانت في المجلس الصهيوني الإعلامي

    المدام كانت من كبار المسؤولين هناك وتلعب علي

    شوي اتصالات سريعة اكتشفت إنها من أكبر أسرة يهودية لها نفوذ في أمريكا

    واسمها اليهودي طبعا راحيل


    صالح بصدمة كاسحة كان يهز رأسها رفضا: مرتك كانت يهودية


    عبدالله بألم: تخيل يا صالح ومهوب يهودية بس لكن صهيونية وتشتغل في دعم صورة الصهاينة

    حسيت صالح أني أقذر مخلوق على وجه الأرض حسيت أن قذارة جسمها لصقت فيني

    طلعت من البيت اتصلت بها وقلت لها أنتي طالق ووقعت أوراق الطلاق وتركتها عند المحامي ورجعت للدوحة

    لكنها رفضت توقع وظلت تطاردني بالمكالمات وتقول إنها تحبني ومستحيل تخليني

    غيرت تلفوني مرتين ومع كذا كل مرة تجيبه

    المرة الثالثة تذكر طلعت رقم باسمك أنت. تخيل اتصلت في فهد وخذت الرقم منه قالت له إنها تبيني في شغل

    يعني قدرت تطلع رقم فهد ماكان فيه شيء يردها من اللي هي تبيه


    تذكر إلحاح إبي علي أني أتزوج وكنت رافض كنت خايف أتزوج ألاقيها ناطة عندي في الدوحة

    بس عقبها قلت إن شاء الله ربي ما يخيبني وافقت وتزوجت انقطعت اتصالاتها عني فترة وحمدت ربي

    لكن عقب عرسي بشهرين اتصلت بي قالت لي إنها ولدت جابت ولد مني انصدمت لأنها ماقالت لي إنها أبدا أنها حامل

    قالت لي لو ماجيت الحين: أنا بجي لك


    طبعا سافرت لها بسرعة تخيلها جاية الدوحة وتقول عبدالله آل ليث عنده ولد من يهودية


    تبي الصراحة يوم شفت خالد يجعله من عصافير الجنة. شكيت يكون ولدي مافيه أي شيء مني يشبهها بالكامل

    خليت وحدة من الممرضات تسحب لي عينة من دمه ووزعتها على ثلاث مستشفيات عشان فحص الحمض النووي

    وفعلا أكدوا لي أنه ولدي.


    وقتها صارت الصدمة عندي مثل منت عارف في الدين اليهودي مايصير يهودي إلا اللي أمه يهودية

    خفت على ولدي وقررت أهرب به منها واعتبرت إن هذا هو جهادي في الدنيا لكل إنسان في الدنيا جهاد

    أول شي قلت بأرجع به للدوحة. بس لأني عارف عنادها وخبثها كنت متأكد إنها بترفع قضية علي هناك. تخيل الفضيحة اللي بتلحقكم كلكم

    يوم يقولون الناس ولد آل ليث مرته يهودية


    قلت الحل الوحيد أني أختفي أنا وولدي لكن صارت المشكلة عندي أشلون اختفي حاولت أألف عشرات السيناريوات لحكاية موتي أنا وولدي


    كان كل سيناريو فيه ثغرة إلا سيناريو الانتحار أدري إنه كان أمر صعب بس مالقيت غيره والوقت عندي ضيق

    درست حالات الانتحار فوق جسر بروكلين بالذات كثير من الجثث مايلقونها

    لأن بروكلين على إيست ريفر وذا النهر يصب في المحيط الأطلسي

    وين الواحد بيلقى جثة سحبها المحيط وكلتها أسماك القرش



    وفعلا خطفت الولد من المستشفى وخليت مع ثيابي رسالة لكم وجوزاي القطري

    وخليت مع ثيابه رسالة لها: أني أفضل ولدي يموت معي ولا إنها تربيه على دينها

    والله العظيم فكرت وقتها أقول لها هي اني انتحرت وانتوا أبلغكم موتي بطريقة ثانية بس الطريقة هذي كان فيها ثغرة كبيرة بتكشفني

    لأنها أكيد أول شيء بتسويه بتسأل في السفارة

    فما لقيت لي حل غير الانتحار. يظنوني الناس مت منتحر أهون علي من إن ولدي تربيه يهودية وإلا تفضحني بين ربعي وجماعتي



    كانت الخطوة الثانية اللي حست فعلا أنها من رحمة ربي بي إن ماحد انتبه لها كانت جنسيتي الأمريكية

    راكيل كانت قدمت لي على القرين كارد اللي يأهل للجنسية الأمريكية بس أنا ما اهتميت بالموضوع ولما كنت في الدوحة بعثوا لي إيميل إن إجراءات الجنسية انتهت


    جيت واستلمتها ثم رتبت لي سكن في بورتلاند بعيد جدا عن مكان راكيل

    وأضفت الولد لي

    وبديت حياتي هناك. حياتي كلها كانت خالد ماعندي شيء غيره

    كنت أقول أبي أربيه مثل ما ربانا أبي.

    بس جات هي مثل حيه ما أدري أشلون دلت طريقي

    ما كفاها أني من سبتها عشت أتعذب بعيد عن ديرتي وهلي

    صالح أنت ما تخيل السنين اللي طافت أشلون عذاب بالنسبة لي

    ماشربت فنجال قهوة إلا وأتذكر أمي وأحس مرارة الفنجال وقفت في حلقي

    ما أشوف شايب يتعكز على عصاه إلا أقهر نفسي لأقوم أحب كتفه وإيديه

    ما أشوف بزران صغار إلا ويطرون علي عيالكوأموت أبي أضمهم أقول يمكن أشم ريحتك فيهم

    ما أشوف حد مسرع في سيارته إلا ويطري علي فهد وما أشوف شاب صغير إلا ويطري علي هزاع

    لا شفت حد يضحك طرت علي عالية ومقالبها كل شيء مهما كان تافه وبسيط يذكرني بكل واحد منكم

    وأنا أشرب حسرتي كل يوم ألف مرة

    تدري يا صالح إني في كل عيد كنت أتصل في البيت أبي أسمع صوت أي حد منكم

    احترق من أقصاي لين أقصاي يوم أسمع صوت أمي ترد ولا أقدر أرد عليها


    وعقب ذا كله تدل الحية طريقي ذا اللي سويته كله في النهاية ما جاب نتيجة

    استغربت إنها ما بلغت الشرطة علي كل يوم كانت تنط عندي وقالت للولد أنها أمه ويوم درت أنه حافظ قرآن عصبت وهددتني تأخذه مني

    كنت خايف تنفذ تهديدها والقانون معها وأنا بانسجن وهي بتأخذ خالد مني

    كل يوم كنت عايش في رعب من ذا السالفة

    لين لين


    صمت عبدالله ماعاد قادرا على الاكمالسدت العبرات حلقه شد صالح على كفه : بس يأخيك بس

    خلاص يكفي يكفي.

    قوم معي نروح للسفارة عندي كم شغلة هناك


    عبدالله شعر أنه مستنزف من الحديث تمدد على الأريكة وهمس لصالح روح أنت أنا تعبان أبي أنام شوي


    تمدد عبدالله وعقله يطوف به إلى ذكريات أشعرته بكثير من الألم والشجن والندم.






    *****************************************






    رد مع اقتباس  

  2. #92  
    المشاركات
    3,260

    قبل أربع سنوات وشهرين ليلة زفاف عبدالله وجوزاء




    " لماذا أبدو أبلها و(غشيما) رغم أني لست واحدا منهما

    فلست بالأبله ولا الغشيم

    وليست هذه بالتأكيد هي تجربتي الأولى في الزواج

    ولكن لم أتوقع مطلقا أنها قد تبدو طاهرة ونقية إلى هذه الدرجة الموجعة

    أشعر بطهارتها تحيط بها كهالة

    أ مثل هذا الجسد الطاهر يقذر ببقايا نجاسة راكيل التي لم أكن حتى الرجل الأول في حياتها؟!

    ألا أخاف الله في مثل هذه الروح النقية أن أطبعها بسواد روحي

    يا الله ألهمني الصواب

    ألهمني الصواب "



    يحاول ألا ينظر إليها يشعر أن حتى مجرد النظر لها ليس حقا له

    ولكن نظراته رغما عنه كانت تتجه ناحيتها وتترصدها كبوصلة لا تستطيع تغيير اتجاهها عن الشمال

    كان ينظر بشغف غريب لارتباكها توترها خجلها الرقيق ارتعاش فكها فركها لأناملها

    لكن ما أن يشعر أنها تكاد ترفع بصرها حتى يوجه بصره إلى أي مكان عداها

    وحين تعود للنظر ليديها المشبوكتين في حضنها يعود لترصدها

    يشعر كما لو كان يعود مراهقا وهذه الطفلة تعبث به بطريقة غير معقولة ولا مفسرة

    لم يظن ولا حتى للحظات أن هذه المشاعر الغريبة ستغزوه

    كان يظن أنه وافق والده وسيتزوج كما يتزوجون الآلاف بينهما الاحترام ينشئان أسرة ويربيان الأولاد

    لم يخطر له ولو لثانية أن هذه الأفكار الغريبة في مشاعرها في مثاليتها ستغزوه بهذا العنفوان. ومن مجرد النظرة الأولى

    بينه وبينها سبع سنوات يشعر بها كطفلة فليس بينها وبين صغيرته عالية سوى عام واحد

    يشعر أن بين جوانحها قلب طفلة طاهر لم يمس

    كره أن يؤذيها أو يجرحها أو ينجس طهارتها بأي صورة

    شعر أنه مقارنة بها مخلوق مدنس قذر لا يستحق شرف ملامسة جسدها ولا حتى مشاعرها

    قرر أن الطريقة الأسلم هي في التمترس خلف بروده ألا يتواصل معها بأي صورة

    حتى تصفو الرؤية أمامه ويرى ماهو فاعل


    وهو غارق في أفكاره سمع همسها الرقيق: لو سمحت


    لم يستوعب حتى سمع ذات الهمس يتكرر بارتجاف مختنق: لو سمحت


    انتفض دون أن تظهر انتفاضته للسطح (أ تتكلم هذه أم تغرد؟!!)

    رد عليها بهدوء ظاهري عميق يختلف عما يمور داخله: نعم


    ردت عليه باختناق عظيم آلمه لأبعد حد: أبي أروح للحمام لو سمحت


    تأثر بشدة إلى أنه أضطرها إلى إحراج نفسها بهذه الصورة هتف لها بأقصى نبرة احترام استطاعه عله يعوضها عن إحساس الحرج:

    سامحيني المفروض سألتش من أول مادخلنا تبين شيء

    تفضلي الحمام من هنا

    تبين مساعدة


    همست له باختناق شعر أنه يذيب قلبه بصورة غير معقولة: لا شكرا ما أبي مساعدة


    كان فعلا يحاول ألا ينظر لها لا يعلم متى أصبح بارعا بالتمثيل هكذا في الوقت الذي كان يبدو لا ينظر لناحيتها كان يقتنص غضها لبصرها بعيدا ليلتهمها هو بنظراته

    كأنه يكتشف عالم النساء لأول مرة فأي سحر تحتويه هذه الصغيرة أي سحر غير متصور وعصي على كل تفكير؟!!


    تابعها بنظراته وهي تتعثر في خطواتها لناحية الحمام.

    حالما دخلت سمح لنفسه بإطلاق تنهيدة طويلة وهو يقفز ناحية شرفة الجناح ويخرج للهواء الطلق

    رغم أن الجو كان حارا حينها ومثقلا بالرطوبة إلا أنه كان بالفعل بحاجة لهواء طبيعي

    شعر مهما كانت الحرارة لاهبة فهي لا تقارن بالحرارة التي شوت جسده ومشاعره في الداخل


    استند على حاجز الشرفة وهو ينظر للبحر


    " ما هذا الذي يحدث لك يا عبدالله

    ماذا يسمون ما يحدث لك

    تبدو كما لو كنت مراهقا يرى امرأة للمرة الأولى في حياته

    أي سحر في هذه الجوزاء

    سوى كونها الجوزاء نفسها

    لها من أسمها كل النصيب. نجمة عالية في السماء

    ارتفعت عن أدناس الأرض وقذارتها ولأنها شيء سماوي رفيع

    فما شعرتُ به هو على مقدار سماويتها وارتفاعها

    أ مثل هذه تقارن براكيل أو سواها

    أ مثل هذه تكون الزوجة الثانية في حياة رجل بينما يجب أن تكون الأولى والوحيدة"



    عبدالله بعد أن شعر أن عرقه تصبب غزيرا من كل أنواع الحرارات التي اغتالت جسده في هذه الليلة

    قرر أن يستحم توجه للحمام الآخر استحم وقرر أن يصلي قيامهرغم قلقه من تأخرها ولكنه كان محرجا من اقتحام خصوصيتها

    لذا قرر تركها كيفما تشاء



    سمع صوت الباب يُفتح وهو مازال يصلي استمر في صلاته

    وحينما انتهى كانت تجلس على سجادتها شعر بحنان عميق يغمر قلبه ناحيتها

    كانت تبدو مرهقة محرجة وعذبة لأقصى أقصى درجات العذوبة

    تنهد في داخله تنهيدة بحجم الكون ربما وهو يتجه ليجلس على الأريكة


    حينها سمع همسها الرقيق: ماحنا بمصلين سوا ركعتين


    آلمه قلبه بشدة أنها لم تنسَ أنها تحلم بالفعل بحياة طبيعية مع مخلوق ماعاد طبيعيا غام وجهه حزنا وهو يهتف لها بنبرة محايدة: قومي نصلي


    حينما انتهيا من الصلاة دعا عبدالله بعمق أن يلهمه الله الصواب ألا يؤذيها أو يجرحها بأي صورها


    حينما نهضا عن سجادتيهما كان عبدالله يراقب حركاتها المتوترة الخجولة وهي تخلع جلال الصلاة وتطويه بدقة كأنها تفرغ ارتباكها فيه

    تعدل شعرها بارتباكثم تعود لتجلس أمامه


    عبدالله زفر بداخله (أوف وش ذا التعذيب)


    كان شكلها الحالم تعذيبا حقيقيا له ولرجولته بدت في عينيه أكثر من موجعة في رداءها الملكي الأبيض الذي كان يكشف بدقة راقية عن تفاصيل جسد بالغ المثالية


    هذه المرة لم ترفع عينيها مطلقا طوال جلوسها أمامه وهي تدعك كفيها بارتباك وعقلها يطوف بها لا يعلم إلى أين

    بينما كانت عيناه تترصدها بدقة بدءا من صندلها الحريري الأبيض في قدميها الناعمتين وصولا لعناق شعرها مع نحرها في صورة بدت له غاية في الإبهار

    وهي تحرص بين الفينة والأخرى على شد جيب روبها لتتأكد من سترها لصدرها وحركتها الخجولة تصيبه بما يشبه الحمى


    بقيا على هذه الحال حتى صليا الفجر. حينها توجهت هي لتنام على السرير

    بينما بقي هو على أريكته عاجز عن النوم عاجز عن الفهم عاجز عن السيطرة على دقات قلبه التي أعلنت العصيان عليه

    وكأنها تتنتقم منه على خطيئته في زواجه من راكيل






    *******************************************






    بعد زواج عبدالله وجوزاء بشهر







    أنا متيم بها. هكذا ببساطة

    ومنذ اللحظة الأولى التي عانقت عيناي محياها الخجول

    لا أعلم كيف حدث هذا ولا بأي صورة

    في أحيان كثيرة أشعر أن هذه هي عقوبة من الله عز وجل أنني خالفت عقلي وفطرتي اللذين كانا ينهياني عن راكيل

    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الإثم ماحاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)

    كان يجب أن أعلم أن زواجي من راكيل هو أثم لأني خشيت أن يعرفه الناس

    لو أنه كان صوابا لم أكن لأخشى أحدا

    وأعلم الآن أن الله عز وجل غاضب علي لأنه لم يبتليني بحب جوزا فقط ولكن منعني أن أمد يدي إليها

    وجعل منعي لنفسي ينبع من نفسي ليزداد عذابي أكثر

    أكاد أجن من رغبتي فقط في وضع عيني في عينيها أريد فقط أن أضمها لصدري

    أشعر بأنفاسها في حناياي أتلمس خصلات شعرها حرير خديها

    ولكن كل هذا يبدو بعيد المنال.

    يستحيل أن أرتكب هذه الجريمة في حقها كل يوم يمر يثبت لي مقدار طهارتها وبراءاتها التي لم أتوقع لها نظيرا على سطح الأرض

    منذ زواجنا وهي تستميت في لفت انتباهي

    أريد أن أصرخ فيها لا تحاولي لفت انتباهي لأنكِ أشعلته اشتعالا

    بت ألاحظ تغييرها لنوعية لباسها ولست جاهلا لأعرف سبب هذا التغيير

    فهذه الطفلة العذبة تشك في رجولتي وحرصا على مشاعري لا تريد أن تضايقني بلباس قد يبدو كدعوة ما

    ألم أقل أن عذوبتها وبراءتها لا حدود لها؟!!

    بعد هذا الشهر الذي كان عذابا متواصلا وأنا أمثل التجاهل والبرود بينما أنا أشتعل بكل معنى الكلمة

    قررت أن هذه الطريقة في تجاهلي لها هي الأسلم حتى تمل وتعود إلى أهلها دون أن أدنس جسدها أو روحها

    أن ننفصل بطريقة ودية تحفظ احترامها لنفسها واحترامي لها

    فكرت أن أكون قاسيا حتى أضايقها تعجيلا بذهابها لأهلها

    ولكني لم استطع لم أستطع

    لا أستطيع أن أقسو عليها بأي صورة

    من يستطيع أن يقسو على ملاك مثلها

    أصبحت الآن كل أمنيتي هي أن تذهب لأهلها قبل أن أفقد ما تبقى من عقلي

    أعلم أن ذهابها سيكون صعبا علي ولكن مهما كان صعبا سيكون أهون كثيرا من وجودها أمامي (شوف وحر جوف)

    مثل هذه الليلة تماما التي تمثل حالنا طيلة الليالي الماضية

    .

    .



    وقفت أمام باب الغرفة لعدة دقائق وأنا أدعو الله أن يلهمني الصبر

    وأحاول أن أتلبس وجه الجدية واللا مبالاة الذي أرسمه بمهارة كل ليلة

    سلّمت

    فردت ثم همست لي بسؤالها الليلي الذي لا أعرف ماذا تقصد به حقا فربما كان يجب أخر ما تهتم به هو هل تعشيت


    وأجبتها إجابتي الليلية المعتادة: متعشي في المجلس


    واهتمامها بي تجاوز مجرد سؤالي عن هل تعشيت أو تغديت كالشيء الوحيد الذي تستطيع أن تسألني عنه بغير حرج


    فهي تهتم اهتماما بالغا بكل ما يخصني ملابسي متعلقاتي الشخصية وحتى أحذيتي

    تتفانى في كل ذلك لأبعد حد وأجدني عاجزا حتى عن قول كلمة شكرا لها

    أو حتى أرجوك توقفي عن ذلك فأنا لا أستحق اهتمامكِ


    الليلة كانت مبهرة تماما أنثى حقيقية تتدثر بالغموض الأسود المثير المسبب للهلوسات

    فهل هناك من هي مثلها جمعت الطفولة والأنوثة من أقصى طرفيها؟!

    أجبرت نفسي على غض البصر

    وهل هناك مصيبة أعظم أن يغض الرجل عينيه عن حلاله؟!

    صليت قيامي وأنهيت وردي وهي جالسة في مكانها صامتة شاردة ساحرة موجعة


    ابتلعت تنهداتي حتى تصبحين على خير لم أستطع قولها وأنا أندس في أريكتي التعيسة وأوليها ظهري وأنا أعلم أن النوم هو حلم صعب المنال.





    *****************************************






    بعد زواج عبدالله وجوزاء بشهر ونصف






    الليلة يحدث شيء غير طبيعي

    فلأول مرة منذ زواجنا تقاطع جوزا تمثيلية النوم التي أمثلها كل يوم

    كنت قد تمددت حين سمعت اسمي الذي يذيب عظامي حين أسمعه منغما بين شفتيها: عبدالله


    جلست معتدلا وأنا أهتف لها باحترام أجدني مجبرا عليه تجاهها: نعم


    شعرت أنها طعنتني في عمق قلبي وهي تهمس باختناق: عبدالله فيه شيء مضايقك مني


    حينها حاولت أن أبتسم رغم أني شعرت أن قلبي يُعصر : ومن قال لش أني متضايق منش


    هل حقا تحاول منع نفسها من البكاء أم يخيل لي ذلك : ما يحتاج حد يقول تصرفاتك تقول وزود

    عبدالله أنا والله ما أبي منك شيء أبي منك بس تحسسني إني إنسانة عايشة معك

    ترا تجاهلك لي بذا الطريقة يعذبني

    أنا ماني بحجر ما يحس وخلاص ماعاد فيني طاقة أستحمل أكثر من كذا

    ما تبيني يا ابن الناس فالله عز وجل قال : إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

    مافيه شيء يحدنا على ذا الحياة



    كلماتها كانت كحراب مسنونة رشقت في أعماق روحي لم أتخيل أنها تحمل في داخلها كل هذا الألم

    ولكن أ ليس هذا ما أردته أن أضايقها حتى تعود لأهلها لذا وجدتها فرصة أن أقترح عليها ذلك لأريحها وأرتاح:

    شكلش أعصابش تعبانة تبين تروحين عند أهلش أسبوع وعقب أرجعش ماعندي مانع


    آلمتني صدمتها البريئة: وهذا هو الحل عندك زين ورحت أسبوع ورجعت نرجع لنفس موال حياتنا هذا

    عبدالله احنا ما بيننا أي تواصل حتى الكلام ما تكلمني ليش أقعد عندك

    أنا لو رحت لهلي ما ابي أرجع هنا خلاص


    تنهدت وجعي (ليس لدي حلا سواه يا أميرتي) : يا بنت الحلال روحي أسبوع لهلش ريحي أعصابش وما يصير إلا خير



    بدا لي أن كل شيء انتهى. وحياتي القصيرة معها التي كانت كحلم عذب مرير أوشكت على النهاية

    شعرت بألم لا حدود له وأنا أخذها إلى بيت أهلها وأقرر أنني لن أعود لأخذها مرة أخرى

    سأنتظر شهر أو شهران قبل أن أطلقها

    كنت أرى وهي تدلف لبيت أهلها وكأنها تنتزع روحي معها وتذهب بها معها

    طوال ذلك اليوم كنت في غير وعيي أشعر كما لو كنت مخدرا يسير متخبطا

    أشعر بصداع مؤلم وأشعر كما لو أن هوة لا قرار لها سكنت يسار قفصي الصدري

    حتى صالح وفهد كلاهما لاحظا شرودي وحالتي غير الطبيعية

    يسألاني مابي فأجيبهما: لا شيء مرهق قليلا في العمل


    ماذا أقول لهما هل أقول لهما أخوكما عاشق أبله حُكم عليه بالهوى ليتعذب عذابا مُستحقا؟!!


    تلك الليلة كرهت أن أعود لغرفتي قضيت الليل ساهرا في المجلس ثم بعد ذلك خرجت مع فهد ودرنا قليلا في الشوارع

    ولكن حرارة الجو أجبرتنا على العودة صليت الفجر ثم وجدت نفسي مجبرا على العودة

    فجسدي وعقلي كلاهما كانا يئنان من الإرهاق

    حين دخلت الغرفة كنت أحاول أن أغض بصري عن كل شيء يثير ذكراها

    وإذا بغض البصر نفسه يذكرني بها وبحالي معها

    أغراضها مازالت منثورة في المكان كل شيء هنا بات يحمل رائحتها وبصمتها

    كل شيء هنا يحز في عروقي لتنثر دمي اشتياقا لها


    قلت لا بأس سأعاني لعدة أيام وبعد ذلك سأعتاد غيابها

    فإذا بي أتفاجأ بنفسي في الليلة التالية أقف في باحة بيت أهلها أنتظرها وأطلب منها أن تنزل لي

    أي جنون أرتكبه في حق نفسي وحقها

    أ بعد أن خطوت الخطوة الأولى في سبيل تحريرها مني أعاود تقييدها لأسري مرة أخرى

    كانت المسألة ستتعقد وبدا أن والدها يرفض مغادرتها في هذا الوقت المتأخر

    بينما أنا شعرت أنني سأموت فعليا إن لم أراها الليلة

    آلمني حزنها الشفاف الذي شعرت به يتسرب من حناياها وهي تركب جواري صامتة لأعيدها إلى سجنها بقربي أنا الكاذب الصامت المحترق


    عدنا إلى غرفتنا صامتين

    اكتفيت فقط بوجودها معي في نفس المكان لا أريد المزيد أبدا

    كوني معي فقط أرجوكِ






    *********************************************







    رد مع اقتباس  

  3. #93  
    المشاركات
    3,260

    بعد زواج عبدالله وجوزاء بشهرين وقبل سفر عبدالله بثلاثة أيام





    كعادته كل ليلة وقف أمام الباب يدعو الله أن يقوي عزمه

    ولكنه حينما دخل فوجئ أنه لا حاجة لتقوية العزم

    لأن مشتتات العزم المعتادة كانت نائمة

    استغراب عبدالله قفز للذروة وحزن شفاف خالج روحه وأنفاسه

    (خلاص مليتي ياجوزا خلاص رفعتي الراية البيضاء

    خلاص شفتي مافيني رجا!!)


    شعر بألم أقرب للاختناق الذي جعل أضلعه تطبق على رئتيه

    دخل للغرفة

    كانت الأضواء مطفئة عدا ضوء خافت بقرب الأريكةمكانه المعتاد وكأنه تريده أن يتعرف على مكانه وسط الظلام


    تقدم للداخل نظر ناحيتها كانت تغطي جسدها كاملا عدا عن الظلمة التي تحيط بالسرير


    توضأ صلى وقرأ ورده المعتاد حاول أن يتمدد على أريكته ولكنه لم يستطع كيف ينام وهو لم يراها حتى

    قرر أن يجلس في المجلس حتى صلاة الفجر

    نزل ولكنه ما أن وصل إلى أسفل الدرج حتى عاد مرة أخرى

    وكأن قوة قاهرة تجبره على العودة

    قوة تفوق قوته على الاحتمال والصبر

    عاد لغرفته

    (أريد أن أراها فقط فقط أراها!!)


    توجه إلى السرير ليندس جوارها بهدوء وهو يشعل الضوء الخافت بجوار السرير

    كانت توليه ظهرها وشعرها ينسدل على وجهها

    مد يده ثم عاد ليكفها

    يشعر أن هذه اليد النجسة لا يحق لها ملامسة هذا المحيا الطاهر

    ومضت له عدة دقائق وهو على هذا الحال. يمد يده ليعاني ألما مبرحا وهو يقهر نفسه ليكفها

    حينها تمدد جوارها وهو يستند على كفه

    تنفس عطرها الرقيق العذب من قريب كان كلما شدَّ له نفسا كلما شعر بألم فعلي يتصاعد بين طيات قلبه

    نغزات قوية كانت تخترق قلبه معلنة احتلالا من نوع جديد ماعاد له طاقة على دفعه

    يشعر بما يشبه الدواروقربها يسكره بطوفان مشاعر لا يعلم أ رحمة هي أم عذاب


    قرب أنفه من عنقها وهو يرتجف كالمحموم ثم عاد للتأخر حين رأى انها تحركت بخفة

    عاد ليمد يده ليزيل شعرها عن وجهها وعنقها لكي يراها بوضوح

    حينها شعر بارتجافها وهي تفتح عينيها برعب ثم تلتفت ناحيته وتهمس باختناق:

    فيه شيء عبدالله



    "بماذا أجيبها ماذا أقول لها

    هل أقول لها أنكِ أصبتني بالجنون

    هل أقول لها أنني معكِ ومن أجلكِ تعلمت الحب كيف يكون

    هل أقول لها أنني لم أؤمن بوجود أسطورة الحب حتى رأيتكِ

    هل أقول لها أن ما يحدث بيننا ليس عادلا ولا منصفا

    ولكن متى كان الحب يعرف العدل أو الإنصاف

    هو هكذا ينتزع الإنسان بلا هوادة بلا رحمة بلا تفسير

    .

    وفي الختام لم أقل لها شيئا

    أكتفيت بالنظر لعينيها اللتين أرهقني الاشتياق للثم رموشهما

    اكتفيت أن أشدها لصدري المحترق ألما

    اكتفيت أن أشعر بارتعاش جسدها الغض بين ضلوعي

    وأنا أذوب لها حنانا هامسا : لا تخافين ماني بجابرش على شيء

    .

    ولكن أ حقا لم أجبرها

    قد يبدو ظاهرا أني لم أجبرها وكل شيء تم برضاها

    ولكنها لم تكن سوى قلب طاهر لا يعرف التلون استجاب لنداء عواطفي

    أنا ضغطت عليها بدون أن تشعر

    كان يجب أن أمنع نفسي فمثلي لا يستحق مثلها

    لذا حينما ذهبت السكرة وحلت الفكرة وجدتني أصرخ بها غاضبا من نفسي ومن حقارتي: قومي اسبحي الحين


    كم آلمني رؤية جزعها الطفولي وهي تضم أطراف رداءها وتهمس بحرج عميق: أكيد بأسبح الحين بدون ما تقول


    ولكني كنت لا أرى من الغضب شعرت أنها يجب أن تسرع بتنظيف جسدها من قذارتي

    يجب أن تسرع قبل أن ينطبع سواد روحي على بياض روحها

    لذا استمريت بالصراخ الغاضب: مهوب بس تسبحين تفركي عدل قطعي جلدش تفريك طلعي جلد جديد لو تقدرين


    حينها شعرت أنها نحرتني حين رأيتها كقطة مبللة أخذت تتشمم جسدها وشعرها وهي تهمس باختناق تكاد تموت فيه حرجا: عبدالله والله ريحتي مافيها شيء

    توني تسبحت قبل أنام وتعطرت وتبخرت والله ريحتي مافيها شيء مافيها شيء عشان تنقرف مني بذا الطريقة

    حرام عليك تقول لي كذا.


    صمتت مفجوعا بينما قفزت هي تبكي للحمام كيف خطرت ببالها هذه الفكرة المريعة

    سأظل حتى أموت اقول أنها كتلة مجردة من البراءة

    وإلا من يخطر بباله فكرة مريعة كهذه

    أ تنسب كل شيء لنفسها حتى قذارة الآخرين؟!!

    أ يكون أول ما يخطر ببالها أن تعيب نفسها بينما هي مبرأة من العيوب والعيب كله عيب سواها "




    عبدالله انتظرها مطولا حتى تخرج ربما قضت ساعات في الحمام

    وحين خرجت صدمه منظرها احمرار وجهها وعينيها

    شعر فعلا أنه يتمزق من الألم من أجلها

    حاول أن يكلمها رغم أن كل الكلمات تموت على شفتيه

    ولكنها لم تمنحه الفرصة حتى للكلمات الميتة

    تناولت سجادتها وخرجت لغرفة عالية

    وتركته خلفها مثقلا بالجراح


    قرر تركها تهدأ قليلا ولكن يستحيل أن يتركها مجروحة أو متألمة هكذا

    بعد صلاة الفجر توجه لغرفة عالية

    ولكنها رفضت أن تفتح له


    قرر أن يتركها ترتاح مزيدا من الوقت على أن يكلمها في الصباح

    ولكنها طوال ذلك اليوم ظلت تتحاشاه

    رغم أنه لم يغادر البيت محاولا اقتناصها

    كل ساعة تمر وهو يعلم أنها مجروحة منه كانت تزيد في ألمه

    لم يكن مطلقا هشا هكذا بل كان دائما أقرب لصلابة الشخصية الشديدة المغلفة بالدبلوماسية

    لكن هذه الصبية قلبت كيانه تماما جعلت قلبه يذوب كذوب الماء من أجلها

    اتصل لها عدة مرات ولكن هاتفها كان مغلقا

    ولأنها بريئة وتفكير الأبرياء دائما يسير في طريق مستقيم

    فهو عرف تماما ماذا ستفعل علم أنها ستنتظر نوم الجميع لتذهب لغرفة عالية

    لذا قرر أن ينتظرها هناك

    ليباغتها هناك يقلب أوراقها ويجبرها أن يذهبا لغرفتهما ليتناقشا



    حين وصلا لغرفتهما همست له جوزاء بألم مزق حناياه الذائبة لأجلها : عبدالله تكفى أنا ما أبي أسمع منك شيء

    أي شيء بتقوله بيزود علي ماراح يحل شيء بيننا


    عبدالله حينها شدها وأجلسها ثم جلس جواره تناول يدها ليحتضنها بين كفيه ولكنها شدتها منه بعنف

    يعلم أن الحق معها وهو يعلم أن الوضع معقد بينهما والتفسيرات قد تجرح أكثر مما تداوي

    شبك يديه وهو يهمس لها بهدوء عميق: وانا ماني بقايل لش شيء بس أبي أطلب منش تصبرين علي شوي بس شوي

    أدري إني غريب وتصرفاتي غريبة وادري إني جرحتش واجد بس صدقيني كل شيء غصبا عني


    حينها شهقت جوزاء بألم: جرحتني تسمي اللي سويته فيني جرح بس

    أنت ذبحتني يا عبدالله

    عبدالله تكفى اعتقني الله يرحم والديك والله ما فيني أصبر أكثر من كذا


    شعر أنه مخنوق مخنوق أتقول أنه ذبحها بينما هو مستعد لنحر روحه ولا تسيل من أطراف أصابعها قطرة دم

    أ تقول أنه ذبحها بينما هو من ذبح نفسه ببعدها ثم قربها ألف مرة

    يريدها يريدها يعلم ذلك والآن هو متيقن من ذلك تماما

    جنون عودتها لمنزل أهلها ماعاد واردا إطلاقا

    كل ما يريده الآن قليل من الصبر منها قليل من الصبر حتى يتجاوز أثار علاقته براكيل التي أثرت فيه بعمق

    فهو مازال يشعر أن علاقته براكيل لوثت روحه وجسده

    يحتاج وقتا حتى يتجاوز هذا الإحساس

    تمنى لو استطاع مصارحتها بكل هذا

    ولكنه يخشى ما أن يصارحها حتى تجد ذلك سببا وجيها للهرب منه


    مد ذراعه واحتضن كتفيها حاولت أن تنهض ولكنه منعها يريدها قربه وأقرب من ذلك لو أستطاع همس في أذنها بشجن عميق:

    جوزا والله العظيم أني أبيش


    يعلم أنها لا تصدقه بدا ذلك واضحا في نبرة صوتها: واللي يبي حد يسوي فيه كذا عبدالله إذا أنت خايف من كلام الناس إنك تطلقني واحنا مالنا شهرين متزوجين

    خلني أرجع لأهلي وعقب شهرين ثلاثة طلقني


    عبدالله شدها ليسند رأسها لصدره ويحتضنها بكل قوته تمنى لو أستطاع أن يدخلها بين ضلوعه

    أن يهرب بها من هذا العالم الذي ظلمه وظلمها

    كان يشعر برغبتها للتفلت من أحضانه ولكنه لم يسمح لها وهو يلصق أذنها بدقات قلبه

    وكأنه يقول لها اسمعي هذا الخافق الذي يناديكِ وأصابه الجنون ولعا بك!!

    ولم يكن يريد مطلقا إفلاتها حتى شعر ببلل ما بدأ يغرق صدره

    انتفض بجزع وهو يشعر كما لو أن هذا البلل نار أحرقت جسده أفلتها لينظر لوجهها حاولت أن تشيح بوجهها

    ولكنه منعها وهو يمسك وجهها الأثير بين كفيه ويهمس بألم عميق وتأثر أعمق: تبكين


    جوزاء همست بتهكم باك من بين دموعها: لا وش أبكي هذي وأنت سويت شيء يخليني أبكي

    تدري عبدالله قد ما جرحتني الشهرين اللي فاتو بتجاهلك لي

    كان ودي تكمل تجاهلك لي ولا تعبرني دام أخرتها كذا وجيعتك يوم تذكرتني ألف مرة وجيعتك يومك متجاهلني


    عبدالله همس لها بعمق مجروح مثقل بالصدق والأسى: سامحيني ما أقدر أفسر لش شيء بس والله أني حاولت أمنع نفسي بس خلاص ماعاد فيني صبر


    جوزاء حينها بدأت تشهق بصوت عال: مافيك صبر عن جسد أنت قرفان منه تأخذ منه حاجتك ثم ترميه في الزبالة


    عبدالله أنتفض جزعا. (ليتكِ تعلمين أرجوكِ لا تبكي لا تمزقيني ببكائكِ) هتف لها بألم حقيقي أسمى صور الألم وأقساه: جوزا تكفين لا تعذبيني بكلامش ذا ليتش بس تدرين والله أني شايفش فوق ما أستاهل بواجد


    فاجأها انتفاضتها الغاضبة غير المتوقعة وهي تقف وتصرخ ببكاء غاضب: حرام عليك تمسخر علي بذا الطريقة. خلاص ما أبي أسمع شيء

    قلت لك أي محاولة للتفسير بتضر وماراح تفيد


    تركته لتركض للحمام بينما بقي هو خلفها يتنهد بعمق ووجيعة على هذا الحال غير الإنساني في ألمه بينهما


    قرر أن يتوجه لمولاه يدعوه بالتفريج من عنده أن يشرح صدره وأن يصلح بينهما

    خرجت من الحمام وهو مازال يصلي لتصلي وتنتهي وقبله

    ثم تندس في السرير حتى لا تسمع منه كلمة


    حينما انتهى نظر لها بغضب يبدو أنه يجب أن يتصرف معها بطريقة أخرى لابد أن يجبرها على تقبل وجوده

    حتى وإن كان أخطأ فهو اعتذر ومن حقه أن تمنحه فرصة أخرى

    هل فرصة أخرى أمر صعب عليها


    توجه إلى طرف السرير الآخر وتمدد عليه فهو قرر ألا يتركها تبتعد عنه بعد اليوم ليتفاجأ بها تقفز لتجلس بشكل حاد وهي تصرخ بألم:

    لا تنام جنبي سريرك اللي كان شالك الشهرين اللي فاتوا مهوب عاجز منك


    عبدالله تمدد وهو يهتف بهدوء: خلاص أنا كل ليلة بأنام هنا تعودي على كذا


    حينها همست وهي تستعد للوقوف: خلاص اشبع بالسرير بروحك


    ولكنه أمسكها بحركة سريعة قبل أن تقف فعلا وشدها إلى أحضانه ليدفنها فيها بكل شوقه الذي لا ينطفئ لها

    حينها هزه بعنف همسها المتألم: تكفى ياعبدالله لا تقهرني

    تدرني أني ما أقدر أمنعك فلا تقهرني


    (أتشك أنني قد أقهرها أقهر نفسي ولا أقهرها

    أريد قربكِ فقط يا صغيرتي

    أشعر بلين جسدك بين ذراعي

    رائحة أنفاسكِ في صدري

    سكينتك تهدئ روحي الملتاعة

    هل ما أطلبه كثير

    لا تكوني قاسية هكذا)


    أسند رأسها لعضده وهو يشدها ليدفنها بكل قوته بين أضلاعه ويهمس لها من قرب بعمق دافئ: والله ما أبي منش شيء بس نامي في حضني


    حينها شعر بطمأنينة عميقة تحل على روحه ورغم أنه كان يشعر بضيقها ورغبتها للتفلت ولكنه كان يستحيل أن يتخلى عن هذا الإحساس السماوي براحة نفسية لم يشعر بمثيل لها

    لذا همس لها بصوت ناعس فعلا: جوزا اهدي أبي أنام اهدي ولا تحاولين تبعدين عني لأني ماني بفاكش حتى لو نمت


    وبالفعل نام ورائحتها العذبة تدفئ حواسه وتريح أعصابه بصورة غير معقولة

    ليصحو بعد ذلك على يدها الرقيقة تهز كتفه وهي تهمس : عبدالله تكفى فكني شوي انخنقت

    أفلتها دون أن يفتح عينيه تأخرت بعيدا عنه ولكن أمسك بكفها

    ثم طبع في باطنها قبلة عميقة جدا وكأنه يبث في قبلته شكره وامتنانه لها

    ثم وضع كفها تحت خده وهمس دون أن يفتح عينيه: ما أعتقد اني خانقش بذا الطريقة

    وعاد لينام نومة مازال يتذكرها حتى الآن كالحلم مازال حتى الآن يحلم برائحتها تلك الليلة تخدر حواسه ومشاعره بصورة بالغة الشفافية


    لم يصحو إلا على صوت تغريدها العذب المرهق وهي تهزه برفق : عبدالله عبدالله خلاص قوم صل الفجر


    فتح عينيه شعر أنه يحلم الحلم الأجمل في كل الكون وهو يصحو على محياها القريب منه يصحو على نغمات صوتها العذب

    تناول كفها من تحت خده وقبلها هو يهمس بنعاس: تدرين إني غبي اللي فوتت على نفسي ذا الأيام كلها أني أصحى على نغمات صوتش


    لا يعلم لماذا أشعرها هذا الكلام بالألم: بس عبدالله تكفى حرام عليك ليش تسوي فيني كذا


    حينها جلس وهو يهمس بعمق غريب صادق: الحين اللي يقول لمرته كلام حلو يضايقها؟!!


    جوزا اعتدلت أيضا جالسة وهي ترد عليه بألم: إذا كان ما يقصده لكن يقصد شيء عكسه يكون الجرح مرتين


    عبدالله مثقل بالأمل يريدها بكل مافيه ماعاد في القلب احتمال على بعدها أو بقائها بعيدا عنه

    همس لها بكل عمق الكون وأمله: زين عطيني فرصة خليني أثبت لش إني صادق


    للمرة الألف ربما يشعر بالألم من ردة فعلها وهي ترد بخوف مترسب: ما تشجع أبد على أن الواحد يعطيك فرصة


    يحاول أن يقنعها أن يحشد كل قدراته في الإقناع فهو بين حدي الحياة والموت: زين أنتي ماراح تخسرين شيء لو عطتيني فرصة

    أدري أني تصرفت بشكل غير مفهوم ولا معقول بس والله العظيم عندي أسبابي

    الأسباب هذي بعدها موجودة لكن اللي تغير أنا



    ثم أردف بنبرة ولع مفرطة علها توصل ولو جزءا بسيطا من ولعه المتزايد فيها :

    جوزا أنا مفتون فيش من قلب ومن ليلة عرسنا

    سبحان الله شيء مثل السحر

    حاولت أقاوم واجد لأسباب تخصني بس ما قدرت والله ما قدرت

    شهرين وأنا أتعذب لين انهارت مقاومتي والحين مهوب هاين عليش تعطيني فرصة وحدة؟!


    جوزاء هزت رأسها بخجل لتتفجر السعادة أسرابا أسرابا في روح عبدالله المرهقة

    عبدالله قفز جوارها وهو يضمها لصدره بقوة ثم يغمر وجهها بقبلاته ويهمس لها بعمق صادق: والله ما أخليش تندميش إن شاء ربي


    هكذا كان يظن تمنى ألا يجعلها تندم تمنى أن يكون هو السكن لروحها كما بات يتيقن أنها هي السكن لروحه

    دعا الله في صلاة الفجر أن يعينه على ذلك ألا يخيبه أو يخيبها

    ولكن لله دائما حكمة فيما يفعل أو يريد


    عاد من صلاة الفجر كأنه يطير من الشوق لها قلبه كان يحلق ومشاعره مثقلة بالدفء لها ومن أجلها

    شعر أنه يتنفس أنفاسا جديدة عامرة براحة نفسية مختلفة لا يريد أن يضغط عليها بشيء يريدها جواره فقط

    يشعر أن الشهرين الماضين كانت فوق احتمال كل بشر كان يعاقب نفسه ويعاقبها على ذنب لم يرتكباه

    صعد الدرج ربما ثلاث درجات معا حتى يصلها

    حين وقعت عيناه في عينيها ابتسم لا شعوريا لأنها ما أن رأته حتى أنزلت وجهها واشتعل خديها احمرارا

    كانت تجلس على طرف السرير حين دخل جلس جوارها وهو يريد أن يشيع نظرا لها فلا يشبع

    كان يشعر أن كفيه يرتعشان لمس طرف خدها بأنامله المرتعشة

    كانت أنامله ترتعش لفرط انفعاله الذي يحاول السيطرة عليه فلا يستطيع

    شدها بحنو ليدفنها بين أضلاعه عل هذا الوجيب المتزايد في قلبه يرتاح حين يراها ملتصقة به

    كان يحلق بها ومعها ساعات مسروقة من عمر زمن ضن عليهما بالسعادة

    ثم لا يعلم أي جنون أصابه وراكيل تقفز أمامه بكل بشاعتها وقذارتها وهو يشعر أن قذاراتها تلتصق بجسد جوزاء الطاهر

    وهو كان الوسيط الذي نقل هذه القذارة كان يتمزق وهو يهمس لها ووجهه مدفون بين كفيه:

    جوزا نظفي جسمش تكفين تكفين


    حطم كل ما بينهما بكلمة ماعاد هناك مجال للتراجع وهو يسمعها تصر بين أسنانها بحقد أرعبه وهي تقف: حسبي الله ونعم الوكيل فيك

    حسبي الله ونعم الوكيل

    أكرهك أنا أكرهك ولين آخر يوم في عمري بأكرهك


    تركته جالسا على السرير مازال يخفي وجهه بين كفيه قفز برعب حين سمع صوت نحيبها العالي يصدر من الحمام

    كان على وشك تحطيم باب الحمام عليها ولكنه توقف في اللحظة الأخيرة بأسى


    ( حس ياخي حس على دمك

    حتى حقها في البكا من فعايلك تبي تحرمها منه

    وش عاد باقي لها إلا البكا

    وأنت وش باقي لك إلا الحسرة على بكاها)


    شعر أنه مشوش تماما عاجز عن التصرف لم يعرف أبدا كيف هي الخطوة التالية وكيف تكون حتى

    لا يتخيل حياته خالية منها. ولكنه أيضا لا يتخيل نفسه يطلب منه فرصة مرة أخرى

    أ يطلب منها الفرصة ليخذلها ليجرحها

    هو مطلقا لا يستحقها حتى يستحق الفرصة الثانية


    هذا هو الكلام الذي كان يهذي به لنفسه

    ولكنه بدا له أمرا عصيا على التنفيذ


    " إذن ماذا أفعل

    سأحاول مرة ومرتين وألف

    لن أسمح لها أن تتركني أو أن تنبذبني

    أ بعد أن وجدتها تحصل كل هذه التعقيدات

    لماذا يارب لماذا؟ "



    وماكان ينقصه فعلا هو اتصال راكيل به في هذا الوقت تماما

    زفر بضيق وهو يكتم الاتصال

    ليصله رسالة " لو لم تجبني ستجدني غدا في بلدك ومع ابنك"


    اتسعت عينا عبدالله صدمة وهو يعاود الاتصال بها بجزع (أي جنون تهذي به هذه المخبولة)


    مفجوع تماما. آخر ما كان ينقصه مع كل مشاكله هو طفل من راكيل

    ولكن لابد أن يذهب للتأكد بنفسه

    فمثل هذا الأمر لا يُترك معلقا.


    حينما أنهى اتصاله فوجئ بجوزاء تقف خلفه شعر أنه وصل منتهاه من الوجع وهو يرى نظرة الكراهية في عينيها

    العينان التي تمنى بكل الألم والأمل أن يرى الحب فيهما

    ولكن كم بات هذا الحلم مستحيلا

    نظر لها بولعه الذي اُغتيل في مهده نظر لها بحب عميق لم يستطع أن يغرقها فيه كما تمنى

    أكتفى من نظرة كراهيتها حتى شرق بها

    أشاح بوجعه وهو ينحني تحت السرير ليستخرج حقيبته.ويضع ملابسه على عجالة فيها

    حتى الوجع الشفاف وهو ينظر لمحياها ماعاد هناك وقت له


    ماعاد للتمزق معنى وهو يسمع نبرته الميتة: لا تروح مكان أنا اللي بأرجع لهلي مستحيل أقعد هنا


    رد عليها بنبرة ميتة مشابهة فكلاهما ميت ميت: أنا مسافر


    بنبرة أقرب للتهكم وهي تقترب منه حتى أصبحت قريبة منه: وين وعساها رحلة طويلة


    لم يرد عليها نظر إليها فقط بعمق شفاف عل نظرة عينيه توصل لها ماجُبن عن قوله عل نظرة عينيه تتسلل لروحها التي عجز عن الوصول لها

    أغلق حقيبته واستعد للمغادرة بينما جوزاء تصرخ خلفه: يارب تروح ما ترجع

    يارب تروح ما ترجع


    أغلق الباب خلفه وآخر ماسمعه وعلق بذاكرته هو نحيبها ودعواتها عليه


    وكأن دعواتها تُستجاب هاهو لم يعد لم يعد

    حينما وصل لأمريكا صُدم بما حدث.

    حينها وجد نفسه مضطرا أن يطلقها فهو لا يستطيع تركها تحاد عليه بينما هو حي


    مازال حتى اليوم يذكر ذلك اليوم في السفارة بحذافيره

    بقيت يده متخشبة على القلم عاجز عن التوقيع

    حتى شعر بحرج موقفه والشهود ينتظرون توقيعه ليوقعوا

    حينها أستأذنهم لدقيقة

    أراد أن يسمع صوتها لمرة واحدة قبل أن تصبح محرمة عليه

    كان يعرف أن الوقت متاخر في الدوحة ولكنها فرصته الأخيرة

    حين سمع همسها الناعم المرهق شعر أنه اختنق عجز أن يرد عليها

    فقط كانت أنفاسه تتصاعد بألم ماهو مقدم عليه

    وحين سمعها تهمس باسمه تناديه (عبدالله)

    تفجرت مشاعره وهو يرد عليها لا شعوريا (لـــبــــيـــه)

    تبادلا الصمت والأنفاس الثائرة كل ما بقي له هو ثوان يستمتع فيه بصوت أنفاسها قبل أن ينسحب من حياتها

    لم يعرف ماذا يقول لها أنهى الاتصال بسرعة وهو يشعر أن هذا الاتصال بدلا من أن يبرد بعض ناره

    أشعل كل نيرانه حتى الترمد


    عاد ليوقع على الطلاق وهو يشعر كما لو كان يوقع على ورقة إعدامه

    كأنه يوقع على ورقة يقول فيها انتزعوا قلبي من مكانه واتركوه ينزف حتى تجف عروقه


    طوال السنوات الماضية لم تغب جوزاء مطلقا عن باله كان يقول لنفسه في أحلامه

    " لو كُتب الله لي يوما أن أعود في حلم مستحيل

    سأقول لها لقد تطهرت يا ملاكي يا طفلتي البريئة

    لقد مر على روحي من الآلام ما طهرها

    ها أنا أعود روح أنهكها الوجع

    أنهكها الاشتياق للثم روحك

    أقسم أني تطهرت

    فهل أستحقكِ الآن "


    طوال السنوات الماضية كانت جوزاء حمامة بيضاء تحلق في أحلامه حلم عذب يقصر لياليه الطويلة

    كل ذكرى لها انغرزت في روحه

    طُبعت كوشم ماكن


    كان يشعر بشعور غامض أنها مثله لم تتزوج لا يعلم أي شعور غبي هذا ولكنه كان مؤمنا به إيمان اليقين

    يستحيل أن تكون لرجل آخر بعده


    لذا كان آلمه عميقا حين علم من صالح أنها تزوجت. رغما عنه شعر أنها خانته

    " أ هكذا يفعل الطاهرون ياجوزائي؟!!

    أ هكذا تفعلين بي

    ألا يكفي كل الألم الذي أشعر به لفقد ابني

    حتى أفقدكِ أنتِ

    أفقد حقي في مجرد التفكير بكِ

    فأنتِ أصبحتِ لسواي

    ماعاد يحق لي مجرد التفكير في حلال غيري"


    شعر أن كلمة "حلال غيري" تخنقه كان يحرر جيب عنقه وهو غارق في أفكاره التي انتزعه منها صوت صالح القلق:

    عبدالله وشك فيك


    عبدالله فتح عينيه بإرهاق وهمس بمودة: مافيني شيء جعلني فداك


    صالح يجلس جواره وهو يضع يده على فخذه ويهتف بحزم: تجهز إن شاء الله بعد بكرة راجعين للدوحة


    عبدالله هتف بحزم مشابه: لا جعلني فدا خشمك عطني يومين ثلاثة لين أرجع بورتلاند وأخذ لولدي تصريح يندفن في الدوحة وناخذه معنا


    صالح تنهد بعمق ثم هتف بأشد حزم استطاعه: أنت اللي مالك لوا خالد الصغير اندفن من ثلاث أيام

    والأرض كلها أرض ربك وكرامة الميت دفنه


    حينها صرخ عبدالله بصوت مرعب وهو يقفز واقفا: وأشلون تسوون كذا من وراي أشلون تجرأون تسوون كذا أنا إبيه وأنا اللي أقرر

    أنا مستحيل أطلع من هنا بدون ولدي أشلون أقعد في ديرة هو مهوب مدفون فيها تقر عيني بشوفت قبره


    حينها هتف له صالح بغضب حازم: يعني وش تبي تسوي تنبش قبره

    وبعدين هذا أنت فجعت أبيك فيه حتى جثة تقر عينه فيها مالقاها لك

    مثل مافكرت في ولدك ليش ما فكرت في إبيك؟!!


    عبدالله مستمر في غضبه: لا لا تقارن إبي أنتو كلكم عنده تردون قلبه

    لكن أنا ماعندي غير ذا الولد

    وخلاص ما أظن عمري بأقدر أبدأ حياة جديدة ولا أتزوج ولا أجيب عيال

    ماعندي غيره افهمني


    حينها نظر له صالح نظرة مباشرة وهو يهتف له بنبرة مقصودة:

    ومن قال ماعندك غيره ربك يأخذ ويعوض ولكلن غلاه

    وأنت عندك ولد يأخذ معاليق القلب يابو حسن



    #أنفاس_قطر#

    .






    رد مع اقتباس  

  4. #94  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يا صباح الاشتياق لكل روح عذبة من أرواحكم الطاهرة



    .
    نبضات القلب
    ما تتخيلون تأثري من ردات فعلكم اللي بالفعل حلقت بروحي في سماوات من السعادة
    الله لا يحرمني تواصلكم وأكون دايما على قد ثقتكم فيني
    وأقول للي أول مرة يسعدوننا بردهم
    يعني موب لازم كل بارت تردون مانبي نثقل عليكم. بس لا تقاطعونا عاد
    وأقول للقلوب الأدفأ اللي على الدوام جواري
    الله لا يحرمني منكم
    .
    أول شيء
    بنات فعلا قضية الفتاوي الفقهية ممكن اختلاف بسيط يجعل الفتوى تختلف
    لكن هناك مسلمات لا خلاف عليها
    مثل طلاق الحامل
    والمشكلة إنه فيه بنات بعدهم مصرات ياقلبي عليهم أنه لا يقع
    اليوم أترككم مع فتوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين

    الشيخ ابن باز رحمة الله :
    هذه المسألة تقع لبعض العامة، بعض العوام يظن أن الحامل لا يقع عليها طلاق، ولاأدري من أين جاءهم هذا الظن؟! وهو لا أصل له في كلام العلماء ، ليس له أصل ، بلالذي عليه أهل العلم قاطبة أن الحامل يقع عليها الطلاق ، هذا إجماع من أهل العلم ،ليس فيه خلاف.

    الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
    ومن الغريب أنه قد اشتهر عند العامة أن طلاق الحامل لا يقع وهذا ليس بصحيح فطلاق الحامل واقع وهو أوسع ما يكون من الطلاق ولهذا يحل للإنسان أن يطلق الحامل وإن كان قد جامعها قريباً بخلاف غير الحامل فإنه إذا جامعها يجب عليه أن ينتظر حتى تحيض ثم تطهر أو يتبين حملها وقد قال الله عز وجل في سورة الطلاق: (و أولات الأحمال أجلهنّ أن يضعنّ حملهنّ) وهذا دليل واضح على أن طلاق الحامل واقع.
    .
    .
    أكاليل من الورد نطوق بها عنق شاعرتنا التي أتحفتنا بقصيدة أخجلتنا بها يارب نكون نستاهلها
    للرائعة سكوت كل الورد والياسمين:

    سطرت لك من نبع قلبي قوافي ::: ودي تشوفيها وتقرين الأبيات_

    لك في خياليصورة ماتشافي ::: رسمتها بالفكر ثم قلت له هات_

    يامبدعة ياساحرة للفؤادي ::: ياذوق يا احساس حي ومامات_

    انا دعيت الله عليم الخوافي ::: يمدك بالصحة ودومالمسرات_

    من شدة اعجابي ما قول كافي ::: اقول زيدي في جميعالمجالات_

    من اخت صادق قلبها لك يحاتي ::: ينجيك ربي من عيونالحسودات_

    واخر كلامي ألف تحية ماتافي ::: ياليت يافي شعرنا والسلامات_

    .

    بطلة التساؤلات الذكية اليوم شمعة الدار
    أول شيء أقول لها يا قلبي من قال لك الحصول القرين كارد صعب للدرجة اللي تخيلتها
    الحصول على القرين كارد أول كان سهل جدا الحين يمكن صار صعب شوي على العرب بالذات
    بس بشكل عام هو سهل لدرجة أصلا أن الحكومة الأمريكية تسوي يانصيب عليه وتعطي سنويا نص مليون شخص القرين كارد عشوائيا عن طريق قرعة
    من غير اللي يحصلون عليه عن طريق تقديم طلب ودفع فلوس
    والقرين كارد ليست جنسية لكنها هي بطاقة الإقامة الدائمة في أمريكا وهي تسمح لك أن تُعامل تماما كالأمريكين ومدتها 3سنوات
    وممكن تحصل عليها بسهولة بفلوس ولو تزوجت من أمريكي تحصل على الجنسية بسهولة
    خصوصا لو كنت شخص صاحب تعليم عالي يعني الأمريكان يخشون هجرة أصحاب التعليم المتدني الذين قد يكونون حملا عليهم
    يعني حصول عبدالله على القرين كارد ثم الجنسية كان تحصيل حاصل لو هو اللي قدم بنفسه كان خذها
    لكن راكيل بقوة الصهاينة المعروفة في أمريكا سرعت له حصول الجنسية
    و هي قدمت له لغرض في نفسها بنعرفه اليوم
    جد شمعتنا الحلوة أهنئك على لفتاتك الذكية خلتيني أتحمس للهذرة.
    ترا أنا شخصيا عندي قرين كارد توه انتهى من فترة ولو أبغي أجدده جددته بسهولة .يعني أتكلم عن معرفة
    .
    .
    أما عن تسائله عن دينها أكيد سألها يا قلبي هذا زواج وهو مو غبي لهالدرجة
    واليوم تعرفين بالتفصيل.
    نجماتنا لك يا شمعة الدار جد تساؤلات ذكية ماشاء الله قوو هيد :)
    .
    .
    بنات على طاري الدين يمكن بعض البنات ماشاء الله منفتحين
    يقولون مافيها شيء عبدالله يتزوج راكيل
    على أساس إن المسلم يجوز له الزواج من كتابية سواء مسيحية أو يهودية
    وترا بنات فيه في فلسطين رجال فلسطينين متزوجين يهوديات وفي غير فلسطين بعد
    لكن بنات لاحظوا أني قلت إنها يهودية صهيونية وحطوا تحت صهيونية عشرين خط
    لأن فيه يهود يرفضون تصرفات اسرائيل ومناصرين لحق الفلسطينين
    لكن الصهاينة هذولا أبشع مخلوقات الله وأكثرها حقارة
    وبشكل عام نحن بيننا وبين اليهود حرب ستسمر حتى يوم القيامة
    ولست أنا من يقول ذلك بل العلي القدير
    .
    .
    على فكرة ترا عمر عبدالله الحين 32 للي حسيت أنهم ارتبكوا في عمره
    يعني عمره قبل خمس سنوات لما تزوج راكيل 27
    وبعدها 28 لما تزوج جوزا
    يعني يوم سوا سواته السوداء وتزوج راكيل مهوب ولد طايش يعني ماله عذر
    .
    .
    على فكرة بعد أنا شخصيا أحب اسم عبدالله عشان كذا ألاقيه ينط قدامي في كل رواية
    يعني والله ماقصدت أربط عبدالله بعد الغياب بعبدالله بين الأمس واليوم هي جات كذا
    مع أني الاسماء بالذات أنا حريصة عليها وأغيرها كم مرة لين أحس الاسم لبس صاحبه تمام
    ويمكن حسيت اسم عبدالله هنا لبس شخصية عبدالله :)
    .
    .
    أما الغوالي اللي استغربوا أنه واحد مثل عبدالله بدوي ومسلم يسوي هالتصرف وأنه غير مقنع
    أقول لهم يا الغوالي ترا في الواقع فيه حكايات حقيقية لعيال بدو ومسلمون سووا أكبر من اللي سواه عبدالله بكثير
    ولو أحكي لكم بعضها قلتم الخيال أهون وياحي الخيال
    ومهما كان يا بنات هذي رواية خيال لو حاولنا نلبسها الواقع بحذافيره ترا بينحدر مستواها
    فليش لهالدرجة يانبضات قلبي تبونها تصير مملة بمحاولتكم إنها لازم يصير كل شيء فيها يشبه الواقع :)
    .
    .
    بنات ترا لا تظنون للحظة أني أبرر لعبدالله تصرفاته
    عبدالله الغلط راكبه من يوم ضيع الطريق وتزوج راكيل
    ثم يوم لقى الطريق الأسهل أنه يهرب بولده وينسى هله
    لكن أنا حبيت أصنع شخصية على الأقل تكون مبرراتها مقنعة له
    لأنه لو كان لجأ لأهله من البداية ما كان هذا كله صار
    كثير نسمع لكن قليل ما نتعظ
    .
    .
    الغوالي اللي استغربوا إن جوزا تتعقد من موضوع بسيط مثل إنه يقول لها نظفي نفسك مرتين بس
    فأقول لهم يا قلبي أنتو اللي بسطتوا الموضوع
    وأسألوا كل وحدة متزوجة لو زوجك مانع نفسه عنك شهرين من بداية زواجكم
    وبعدها مرتين بس وفي كل مرة يقول لك نظفي نفسك أشلون تكون نفسيتك
    الموضوع أكثر من جارح وليس مجرد محرج
    وخصوصا إنه كان فيه أساس نقص حست فيه جوزا
    وزاد عليها تعليقات خالاتهوضياع مستقلها والمعاناة الطويلة اللي عاشتها
    يعني مو مجرد كلمتين والسلام!! فالعقد تتحور في شكل معين وصارت عندها طولة لسان وهوس نظافة
    وزين ماصارت معقدة أكثر من كذا المسكينة
    لأن اللي صار لها فعلا قاسي جدا على أي عروس أو حتى زوجة
    .
    .
    اليوم يا بنات
    مع الجزء الحادي والثلاثون
    بارت بيطوف بنا أغلب الشخصيات ويدخل بنا مع بوابات أحداث جديدة
    وقصدي من هالبارت أرجع الشخصيات لبالكم
    بعد بارت عبدالله وجوزا اللي فات
    واليوم القفلة (حنونة) على قولت الغالية ripe lady
    .
    موعدنا الجاي يوم الخميس يعني بعد بكرة الساعة 10 الصبح
    ومايصير خاطركم إلا طيب يا الغوالي
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .
    .





    بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والثلاثون





    صالح يجلس جوار عبدالله وهو يضع يده على فخذه ويهتف بحزم: تجهز إن شاء الله بعد بكرة راجعين للدوحة

    عبدالله هتف بحزم مشابه: لا جعلني فدا خشمك عطني يومين ثلاثة لين أرجع بورتلاند وأخذ لولدي تصريح يندفن في الدوحة وناخذه معنا

    صالح تنهد بعمق ثم هتف بأشد حزم استطاعه: أنت اللي مالك لوا خالد الصغير اندفن من ثلاث أيام
    والأرض كلها أرض ربك وكرامة الميت دفنه

    حينها صرخ عبدالله بصوت مرعب وهو يقفز واقفا: وأشلون تسوون كذا من وراي أشلون تجرأون تسوون كذا أنا إبيه وأنا اللي أقرر
    أنا مستحيل أطلع من هنا بدون ولدي أشلون أقعد في ديرة هو مهوب مدفون فيها تقر عيني بشوفت قبره

    حينها هتف له صالح بغضب حازم: يعني وش تبي تسوي تنبش قبره
    وبعدين هذا أنت فجعت أبيك فيه حتى جثة تقر عينه فيها مالقاها لك
    مثل مافكرت في ولدك ليش ما فكرت في إبيك؟!!

    عبدالله مستمر في غضبه: لا لا تقارن إبي أنتو كلكم عنده تردون قلبه
    لكن أنا ماعندي غير ذا الولد
    وخلاص ما أظن عمري بأقدر أبدأ حياة جديدة ولا أتزوج ولا أجيب عيال
    ماعندي غيره افهمني

    حينها نظر له صالح نظرة مباشرة وهو يهتف له بنبرة مقصودة:
    ومن قال ماعندك غيره ربك يأخذ ويعوض ولكلن غلاه
    وأنت عندك ولد يأخذ معاليق القلب يابو حسن

    عبدالله لم يستوعب ما قاله صالح هتف بعدم فهم واختناق أقرب للصدمة: نعم من أبو حسن هذا

    صالح بشبح ابتسامة موجوعة: أنت أبو حسن الله يجعل خالد من عصافير الجنة ويكون شفيع لك يوم القضا والحساب

    عبدالله ابتلع ريقه بصعوبة صورة ما بدأت تتكون في ذهنه لكنه عاجز عن إكمالها
    فقلبه المجهد المثقل بمختلف الآلام لن يحتمل أملا كهذا
    صمت لم يجرؤ على السؤال حتى (أ يعقل ابن ومن جوزاء بالذات؟)
    ولكن صالح لم يسكت وهو يقتحمه وينسف قلبه المنهك بحماسته المتدفقة:
    حسن فديت قلبه تو كمل 3 سنين من 3 شهور يا لبي قلبه قطعة منك
    ثم غمز بعينه وهو يردف: الظاهر أم حسن كانت تحبك أكثر ما تحبها عشان كذا الولد كله لك

    عبدالله انتفض قلبه بعنف بدا كما لو أن صالحا يرتكب فيه جريمة ما وهو يعذبه بهذه الصورة
    فهو مازال عاجزا عن التصديق فكيف بكل هذا الانثيال العاطفي المتحمس من قبل صالح:
    والله لو مهما أقول لك عنه ما أوفي حبيب قلب الكل عيالي المساكين مايسوون عنده لو مر يومين ثلاثة ماجانا في البيت
    شفت أبو صالح وعياله الثلاثة مرتزين في مجلس أبو عبدالرحمن كل واحد منهم يحك رأسه

    صالح بحماسة أخرج هاتفه المحمول: خلني أوريك صورته معي صورة له توها مالها كم يوم

    عبدالله انتفض بجزع وهو يقف: صورته
    ثم أردف بألم عميق عميق: صالح أنا صدق عندي ولد وإلا تلعب علي

    صالح رفع حاجبا: ألعب عليك وليه هذا موضوع ألعب فيه
    أنت سافرت وأم حسن حامل والمسكينة حادت عليك ثمان شهور

    حينها انتفض عبدالله بغضب كاسح: تخلونها تحاد 8 شهور وأنا مطلقها. ليش ليش

    صالح بهدوء: ابي من زعله منك ماشاف ورقة الطلاق

    عبدالله مستمر في غضبه: وهذا التبرير بكل بساطة 8 شهور ما تطلع من البيت بدون سبب ودراستها زين متى لحقت تكملها

    صالح بذات الهدوء: ما كملت دراستها

    عبدالله جلس من ثقل وطأة الصدمة عليه: أشلون كان باقي لها مادتين بس

    صالح هز كتفيه: هذا اللي الله كتبه وبعد أم حسن من النوع اللي يحاتي واجد وما حبت تخلي حسن وهو صغير

    عبدالله يفتح عينيه ويغلقهما ويهمس بأمل موجوع: يعني صدق أنا عندي ولد من جوزا صدق يا صالح تكفى لا تكون تلعب علي والله ما استحمل

    صالح كان يهز له رأسه بينما عبدالله أردف بغضب تفجر فجأة وهو يتذكر شيئا:
    وإذا أنا صدق عندي ولدأنتو أشلون تخلون ولدي يربيه رجّال غريب ماكن له أهل

    صالح يشير له أن يهدأ: أول شيء أم حسن توها تملكت من كم أسبوع بس ومابعد عرست وابيك اللي مارضى حد يتعرض لها
    قال كفاية اللي اخيكم سواه فيها والله ماحد منكم يقهرها على ولدها
    وقتها ما فهمت ابي ليه سوى كذا بس الحين فهمت وما ألومه
    أنت تقول أنك ظلمت البنية بنفسك
    وأم حسن ذا السنين كلها وهي ترفض تتزوج والحين جاها واحد ما ينرد من وجهة نظر ابيك وحلف علينا ماحد يتدخل

    عبدالله حينها شعر أنه يحترق حتى أقصاه من ناحية قشعريرة غضب وغيرة عارمين اقتحماه بلا هوادة رغم محاولته دفعها
    ومن ناحية أخرى شعر براحة غير مفسرة أنها مازالت لم تصبح لرجل آخر بعد
    ولكنه هتف بغضب مر من بين صرير أسنانه: ومن حضرته اللي ما ينرد

    صالح ببساطة: امهاب آل يحيا.





    ***************************************





    كانت على وشك النزول للأسفل رأت طيف فهد الذي عرفته ببدلته العسكرية لذا عادت لناحية قسمها حتى يتوجه لقسمه هو هزاع في الناحية الأخرى من الطابق
    وبقيت قريبا من الباب المفتوح

    اقتحمها الصوت الواضح القريب في منتصف الصالة صوت فهد الذي هتف بإرهاق:
    جيت والله جابك تكفى ياخيك

    صوت هزاع المرح: وفيها تكفى بعد. كم تدفع

    فهد بذات الصوت المرهق: اللي تبي والله أني حاضر

    هزاع يضحك: غريبة الأخ طافي مرة وحدة يا الله احتراما للأخوة ولأخي الشيبة آمرني

    فهد حينها أمر بحزم: بس إياني وإياك حد يدري باللي أنا اقوله لك

    هزاع (بعيارة) : خلصني يعني باروح أنشر اللي بتقوله في وكالات الأنباء

    فهد بأمر: روح الحين لبيت صالح بتلاقي عمال يشطبون غرفتين داخل تقريبا هم خلصوا بس باقي شغلات بسيطة
    أبيك تقعد فوق روسهم لين يخلصون لأنه بعد شوي بتجي شركة التنظيف
    لأني بكرة لازم أفرش الغرفتين ذولا والمجلس
    صالح جاي بعد بكرة ولو ماخلصت متحلف فيني يعلقني على باب بيته

    هزاع يحك رأسه: متحلف فيك يعلقك هذي تخليني أفكر أفرك لها وأخليك تورط عشان أجي عقب وأضحك

    فهد بنفاذ صبر: هزاع بلا عباطة والله أني ميت من التعب توني جاي من الزام هلكان على الأقل بأنام ساعتين وأنا بجيك عقب

    حينها هتف هزاع (بعيارة) : إلا وش عنده اخيك الكبير مكتم على الموضوع
    لا يكون رايح أمريكا يبي يجيب مرته الجديدة ويسكنها في البيت وحاشرنا على سبت ذا الموضوع

    حينها ابتسم فهد: الظاهر شكله كذالا وأزيدك من الشعر بيت مارضى يقول عن وقت رحلته بالضبط يقول مايبي حد يستقبله بيجي على تاكسي
    الأخ الظاهر غيران حد يشوف المدام الجديدة

    هزاع يضحك: لا لا أنا معترض البيت الجديد حق بنت عمي أم خالد
    تبيه يجيب الجديدة على رأسها ويعطيها بيتها بعد شين وقوات عين

    فهد يتوجه لناحية قسمهما: اعترض على كيفك خلني أنام بس

    هزاع يستوقفه وهو يهمس بنبرة مقصودة مرحة: يا حضرت الملازم ترا نتيجتي قربت تطلع جهز نفسك للوعد عند الحلاق

    فهد كان قد وصل إلى باب القسم دون أن يلتفت أشار بيده: احلق حواجبي مع شنبي كنك جبت نتيجة بس

    هزاع نزل وفهد أغلق باب غرفته عليه وهناك مستمع ثالث انهار جالسا على الأرض
    تعلم أنهما يمزحان ولكن خلف المزح حقيقة جلية واضحة
    صالح طلب تشطيب البيت وفرشه دون علم أحد
    فإلى ماذا يهدف من ذلك
    أمنياتها البريئة حاولت أن تقنعها أنه ربما كان يريد مفاجئتها بذلك كصلح بينهما
    ولكن عقلها رفض هذا التبرير الغبي
    تشطيب غرفتين فقط وبشكل عاجل وسري
    كل هذا يشير إلى توقع واحد مرعب
    هزت رأسها رعبا جزعا وقلبها يهوي بين قدميها :
    لا لالالالالالالالالالا لالالالالالالا صالح ما يسويها فيني




    ********************************









    رد مع اقتباس  

  5. #95  
    المشاركات
    3,260
    " منصور حبيبي صار لك كم يوم وأنت بالك مهوب رايق
    وش فيك ياقلبي"

    حينها التفت منصور لعفراء التي جلست لجواره للتو وهمس بشفافية عميقة بها رنة وجع عميقة مخفية:
    ويا ترى أنا حبيبش وقلبش وإلا كلمة فض مجالس

    عفراء أنزلت عينيها بخجل: يعني لازم تدقق على كل كلمة

    منصور بذات النبرة الشفافة الموجوعة المختبئة خلف ثقة صوته المعتادة:
    أدقق لا صارت الكلمة حلم أتمناه أشلون ما أدقق

    عفراء تتنهد ( ليتني ماقلت له شيء إلا لازم يحرجني بتدقيقه)
    همست وهي تتهرب من الرد: يعني مسكت في أطراف الكلام وخليت لبه وش مشغل بال أبو زايد

    منصور تنهد وهو مصر على مافي رأسه تحسس طرف خدها وهو يهمس بخفوت:
    هو عندش أطراف كلام لكنه عندي لبه وأساسه
    عفرا أبي أكون قلبش وحبيبش صدق مهوب كلام بس

    عفراء صمتت وخجلها يلتهمها بينما منصور عاود التنهد وهو يهتف بحزم:
    وعلى العموم اللي شاغل بالي شوي تخطيطات

    عفراء حاولت أن تبتسم تجاوزا لحرجها: تخطيطات عسكرية أو حياتية

    ابتسم منصور وهو يطوق كتفيها بذراعه: شوي من هذا وذاك
    تعرفين حن العساكر قانوننا الأزلي ضحي بالمهم عشان الأهم
    وهذا اللي أنا قاعد أسويه ذا الأيام

    عفراء بتساؤل رقيق: وياترى وش مقياس المهم والأهم عندك

    منصور استدار ليواجهها وهتف لها بشجن: خلني أشوف عيونش وأقول لش

    عفراء حاولت رفع عينيها فلم تستطع ابتسم منصور وهمس لها بنبرة دافئة شعرت بها تذيب خلاياها:
    المهم أنه الليلة كان فيه احتفال بترقية زميل عزيز
    بس أنا لأني طلعت اليوم قبل صلاة الفجر وماشفتش الا لمحة ما أشبعت شوقي
    فصار الأهم عندي أني أشوف عيونش لانه زامي بكرة مثل زامي اليوم (الزام/الدوام)
    ومعنى كذا أني لو رحت العشا ما راح أرجع إلا متأخر ولا أقدر أشبع من قعدتش
    فاعتذرت عن الاحتفال والعشا وجاي مبلط عندش من بدري
    وهذي طبعا تعتبر من المعجزات ومع ذا كله حضرتش شاحة علينا حتى بنظرة عيونش


    عفراء شعرت بارتعاشة شفافة تجتاح جسدها فهي أصبحت تعرف اهتمام منصور المبالغ فيه بمجاملة زملائه في مناسباتهم
    وهو بالفعل نادرا ما يعود في وقت مبكر فهو يبقى في مجلسه حتى منتصف الليل أو ماقبل ذلك بقليل
    لذا استغربت عودته المبكرة اليوم وربطتها بتغييرات لاحظتها عليه الأيام الماضية
    ولكن أن يصدمها بكل هذا الحنان غير المتوقع فهذا كان عاصفا بمشاعرها بالفعل
    لذا رفعت عينيها له ثم تجرأت أكثر لتمد جسدها قليلا وهي تميل عليه لتقبل هي عينيه وتهمس له بعذوبة من قرب: الله لا يخليني من عيونك

    منصور وضع يده على قلبه: وينش يمه تعالي شوفي ولدش راح في خبر كانا

    عفراء عاودت الجلوس والنظر ليديها بخجل منصور نظر لها بابتسامة: تونا وش حليلنا وما أسرع قلبنا

    عفراء ابتسمت بخجل دون أن تنظر إليه ثم همست له بسعادة وهي تتذكر شيئا:
    نسيت أقول لك. اليوم كلمتني جميلة. دكتورها رخص لها
    ياربي يا منصور يأنا انبسطت كنت بأموت من الشوق لصوتها
    يا قلبي صوتها متحسن واجد وطمنتني إنها تحسنت بس تقول إنها مشتاقة لي
    قلت لها حتى أنا مشتاقة لش واجد وبجي لش قريب

    منصور كان ينظر لعفراء كيف أشرق وجهها مع ذكر ابنتها وهي تنثال بسعادة لم يراها مسبقا فيها كانت روحها تغرد
    شعر بسعادة في عمق روحه لسعادتها: الله يخليها لش ويخليش لي لا تحاتين ياقلبي قريب إن شاء بأوديش

    موضوع جميلة هو بالفعل يشغل بال منصور ومهما حاول ترجئة الحديث عن هذا الموضوع يجده يقفز لبؤرة التفكير عنده
    لذا مد يده لعفراء الجالسة جواره وأمسك بكفها بين كفيه ثم هتف بحزم:
    تدرين عفرا أنا فعلا فيه شي شاغل بالي ومن يوم تزوجنا مهوب جديد
    يمكن أحيانا يكون فيه مخططات الواحد يحب يحتفظ فيها لنفسه لسبب معين
    لكن لما يكون في الرأس سؤال أنا ما أقدر أصبر ولا أراوغ
    أحب أسأل بشكل مباشر وأتلقى جواب مباشر بدل ما أقعد أفكر وأقول يمكن كذا أو يمكن كذا

    عفراء بتساؤل: أبو زايد ليش ذا المقدمة عندك سؤال اسأل وأجاوبك من عيوني

    منصور شد له نفسا ثم أكمل بذات الحزم: قبل ما نتزوج يمكن كل واحد منا شرط على الثاني شروط
    بس شروط وانت على البر غير يوم تدخل البحر
    يعني يا عفرا أنتي شرطتي رضا بنتش عن زواجنا لكن فرضا إنها ما رضت وقالت يا الله يمه تطلقي
    تسوينها تطلبين الطلاق مني يهون عليش تقولين منصور طلقني عشان بنتي اللي عند رجّالها مهيب راضية

    عفراء بدأت تشد أصابع منصور ارتباكا وتوترا دون أن تشعر وهمست بتوتر:
    ما تشوف يا منصور إن هذا كلام سابق لأوانه وماله أي سبب الحين

    منصور بحزم: أنا بصراحة كاره شعور القلق والمحاتاة اللي أنا فيه عفرا أنا ما أتخيل حياتي من دونش خلاص
    تخيلي يقولون لش ممكن نحرمش من الهواء أو الماء هل بتعتبرين الكلام عن الموضوع أو محاتاته كلام سابق لأوانه

    عفراء احتضنت كف منصور برقة وحاولت دفع أكبر من المهادنة والرقة في صوتها فنبرة منصور بعثت قلقا وتوجسا عميقين في روحها:
    حبيبي منصور فيه أمور ما تعالج بذا الطريقة
    يعني أنت كل شيء عندك يا أبيض يا أسود ترى فيه ألوان ثانية
    خلك مرن شوي ومافيه داعي تفكر في ذا الموضوع بدون سبب
    اقعد يا قلبي ريح أعصابك وخلني أسوي لك أحلى عشا

    حينها انتزع منصور يده منها بحدة وهو يقف ويهتف بنبرة مثقلة بحزم مصفى:
    وياترى لوني أنا وش هو عندش يا عفرا لون ماله لازمة
    تدرين خلي عشاش لش وفوقهم حبيبي وقلبي اللي أكيد هم بعد من لون ماله لازمة مثل اللي تنقال له

    منصور توجه للدولاب يأخذ له ثوبا وغترة بينما تبعته عفراء بجزع
    يقف أمام الخزانة لا يرى من الغضب الذي يحاول كتمانه فلا يفلح وهو ينتزع الثوب بحدة حتى كاد يمزقه
    فكلما تمكنت عفراء من روحه كلما أصبح شرطها جارحا أكثر لمشاعره وكرامته ثم بعد ذلك تريده أن يرى كل الألوان!!

    (أي ألوان تريد أن أراها
    وأنا أشتعل هكذا
    أي ألوان أراها وأنا أعلم أنه في الوقت الذي باتت هي أنفاسي دون أشعر
    في الوقت الذي تسللت لتقيم تحت جلدي
    هي على استعداد أن ترمي بي بدون اهتمام
    ثم بعد ذلك تقول لي كن مرنا انظر لكل الألوان
    لقد بت أكره كل الألوان التي هدفها إبعادك عني
    نعم أريد فقط الأبيض والأبيض
    لا أريد الأسود حتى
    أريد فقط بياضك أنتِ)

    أخذه من أفكاره الغاضبة عفراء تمسك ذراعه وتهمس برجاء عميق:
    تكفى حبيبي لا تطلع وأنت معصب كذا خلاص سامحني أنا آسفة

    منصور التفت لها بحدة وعيناه تطلقان شررا ملتهبا: لا تقولين حبيبي فاهمة شيء ما تقصدينه لا تقولينه لا تقولينه
    تحبيني وأنتي حاطتني ستاند باي لو بنتش الدلوعة قالت يمه ما أبيه مستعدة ترميني بدون تفكير

    عفراء بدأت تختنق بعبراتها: تكفى منصور والله مهوب كذا والله مهوب كذا زين اقعد خل نتفاهم

    منصور لم يرد عليها وهو يرتدي ثوبهثم يتجه للمرآة وهو يلبس ساعته وأزرته ويعدل غترته بينما عفراء بقيت واقفة بجوار الخزانة
    قررت ألا ترجوه أكثر من ذلك لأنه بدا ثائرا فعلا وخشيت أن يحتد أكثر في الغضب
    كما أنها خشيت أن ترجوه أكثر فتنهمر عبراتها التي تسد حلقها
    لم ترد أن تبدو بمظهر طفلة باكية أمامه
    لا تعلم كيف انقلب بهذه الصورة منذ دقائق فقط كان رائقا جدا كبحر رقراق هادئ
    فإذا البحر ينقلب إلى أمواج عاتية غاضبة

    كان وصل للباب حين استوقفه همسها المختنق: على الأقل قل لي وين بتروح لا تخليني أحاتيك تكفى

    منصور هتف ببرود وهو عند الباب ودون أن يلتفت لها: غريبة تحاتين ذي!! تحاتيني اليوم وأنتي بتبيعيني بكرة؟!!
    رايح لعشا ترقية زميلي أبرك لي من ذا القعدة التي تقصر العمر





    **************************************





    " وش رأيك تخاويني"

    كان أبو عبدالرحمن يهمس بهذه الكلمات وهو يشير حسبما يستطيع لتميم
    وخصوصا أن الاثنين بينهما تفاهم عميق جمعهما عليه اشتراكهما في هواية القنص بالصقور

    تميم ينزل فنجانه ويشير له بمودة : وين

    أبو عبدالرحمن يحرك شفتيه بهدوء حتى يفهمه تميم: باكستان أبي اشتري لي طيور من ذا الحين قبل موسم القنص

    تميم يشير برأسه بالموافقة ويشير له : متى لازم أكون هنا قبل عرس أختي

    أبو عبدالرحمن يبتسم: ذا اليومين بنروح ونرجع قبل العرس

    يبتسم له تميم ويشير برأسه: متى ما بغيت أنا جاهز

    أبو عبدالرحمن يبتسم بمودة كبيرة: جعل بنت آل ليث ما تجيب لك إلا عيال تجيب لك عشرة قل آمين




    في زاوية أخرى من المجلس نفسه مجلس فاضل بن عبدالرحمن



    "امهاب قوم فارق لبيتكم بدل ملابسك"

    مهاب يلتفت لعبدالرحمن بنصف عين: قاعد فوق رأسك أنت قاعد في مجلس عمي حبيبي

    عبدالرحمن يضحك: الله يهني سعيد بسعيدة بس ثوبك وسخه حسن بالشكولاته لا يجينا رياجيل وأنت كذا
    يقولون وش ذا الكابتن المعفن

    امهاب بمرح: عاجبني ثوبي وكيفي أنا وولدي حلاله خله يوسخ ثوبي
    المسكين ارتاع يوم لقى ايديه وسخه مالقى له منشفة غير ثوبي

    عبدالرحمن يضحك: بلاك ماتدري وش بليتك أنت وإياه مرتك وامه
    لو شافت ثوبك وسخ وإيديه وسخة مهوب بعيد تحطكم اثنينتكم في الغسالة
    مجنونة نظافة

    مهاب عقد حاجبيه: من جدك أنت

    عبدالرحمن يبتسم: إيه من جدي ما تشوف حسون 24 ساعة يلمع كنه مراية

    مهاب أدخل يده في ماء فناجين القهوة أمامه ثم رش عبدالرحمن بأطراف أصابعه لتصل بعض نقاط الماء لوجه عبدالرحمن: اذكر الله بتطس الولد عين بعد

    عبدالرحمن يمسح وجهه ويضحك: زين إن ابي وتميم لاهين وما شافونا وإلا كان وريتك شغلك ياقليل الحيا

    امهاب يضحك: جزاك وأقل من جزاك قاعد تنظل مرتي وولدي على نظافتهم
    ثم أردف ببعض الجدية: إلا لا تكون أم حسن تعصب على حسن إذا لقته موسخ نفسه وإلا ثيابه

    عبدالرحمن بنبرة دهشة: تعصب عليه جوزا على نظافتها يمكن لا يجيها حسون طالع من بلاعة ما تعصب عليه
    عمري ماشفت أم تحب ولدها وحنونة عليه مثل جوزا

    غمز مهاب بعينه: عقبال ما ينولني من الحب جانب

    غمز له عبدالرحمن: اصبر على رزقك
    ثم أردف بجدية: شوف يا امهاب أنا وأنت واحد. ما أكذب عليك جوزا فيها عيوب واجد
    وأشين عيب فيها إذا عصبت وخر من طريقها لأنها تضيع مفتاح لسانها
    وهذي طبعا نصيحة لك إذا شفتها عصبت لا تكلمها
    بس جد جد فيها صفتين يدور عليها كل رجال في بيته
    تقدر تأمنها على بيتك وأنت مالي يدك
    والشيء الثاني اللي أنا من الحين أحاتيه إذا راحت إنها تسنعك عدل
    يعني على أني الولد الوحيد وأمي موجودة وعندي أخت ثانية لكن كل شيء يخصني جوزا مسؤولة عنه
    ثيابي وأغراضي كلها مرتبة مثل المسطرة وشوفت عينك حتى أنا ملمعتني ومسنعتني وبتجي أنت وتأخذها باردة مبردة

    مهاب يضحك: الله أكبر عليك أشفيك اليوم مشغل الأربع عيون كلها
    حتى مرتي بتناشبني عليها. كفاية عليك بنت آل ليث

    عبدالرحمن بمرح: ياحي طاري بنت آل ليث طاري ولا به شوف

    مهاب يستعد للوقوف: زين خلك تحلم ببنت آل ليث وأنا بأروح للبيت
    أتسبح وأبدل كساب كلمني يقول يبي يجيني





    *************************************





    كان يسترق النظر إليها ويبتسم رغما عنه وهو يخفي وجهه خلف جريدته
    كان وجهها مشرقا وعيناها تلمعان بفرحة طفولية بعثت في روحه سعادة غير مفسرة
    كانت تنظر لوجهها في المرآة الصغيرة التي طلبتها للتو من الممرضات
    وطلبت شيئا آخر ملمع شفاه زهري طلبته منهن بدلال وجدن أنفسهن يستجبن له بابتسامة
    فهذه المخلوقة المدللة تعرف كيف تتدلل براعة دلال لا تستطيع أن تكرهه منها من يكره مثل هذا الدلال الرقيق
    هكذا كان يفكر خليفة وهو يراها تنظر للمرآة وتدلل شفتيها باللون الزهري الذي زاد إشراق وجهها إشراقا
    ثم اصطادته ببراعة وهي تهمس بدلال رقيق: خليفة أدري أنك تطالعني من ورا جريدتك وتمسخر في قلبك
    بس عاد خلك جنتل وقول أني حلوة من ورا قلبك

    خليفة أنزل جريدته جانبا وابتسم: وأنتي حلوة ومن قلبي بعد

    ابتسمت بشفافية: أدري انك كذاب بس عادي اكذب علياليوم أنا مبسوطة

    اتسعت ابتسامته أكثر: وابتسامتج تينن ياليت تتكرمين علينا فيها من وقت للثاني

    اتسعت ابتسامة جميلة أكثر وهي تهمس بعذوبة: لا عاد هنا مهوب كذب بس إلا نصب على مستوى





    ***********************************








    رد مع اقتباس  

  6. #96  
    المشاركات
    3,260

    " ادخل يا اللي عند الباب"

    اعتدلت كاسرة جالسة حين رأت وضحى تفتح الباب وتدخل بخطوات مترددة وفي وجهها حديث
    ثم تهمس بخفوت وهي مازالت واقفة قريبا من الباب: ليش ما تعشيتي

    كاسرة بهدوء: تونا شربنا كوكتيل واحنا راجعين قبل المغرب حاسة ما همضته بعد

    وضحى اقتربت خطوتين وهمست بشبح ابتسامة: تمنيت أسمع اجابة ثانية

    كاسرة أشارت لها أن تجلس في المكان الخالي جوارها على السرير وهي ترفع حاجبا وتنزل الثاني: وشنهي الإجابة الثانية اللي تنتظرينها

    وضحى جلست وهي تهز كتفيها بتردد: أنش مثلا متوترة إن عرسش قرب وعشان كذا نفسش مسدودة

    حينها ضحكت كاسرة بعذوبة: بصراحة الإجابة هذي ما تشبهني ولا واحد في المليون

    وضحى تهز كتفيها وتهمس بتلقائية: بس تشبه أي بنت طبيعية عرسها عقب حوالي أسبوع

    حينها نظرت لها كاسرة نظرة مباشرة وهمست بذات المباشرة الواثقة: يعني أنا شايفتني بنت غير طبيعية

    صمتت وضحى وهي تخشى انفجار كاسرة فيها
    لكنها فوجئت أن كاسرة تعاود التمدد بشكل نصف مائل وهي تعدل المخدة خلف ظهرها وتبتسم:
    وأنا ما أبي أكون طبيعية وما أبي أكون أشبه أي بنت لأن أنا هي أنا ومافيه حد يشبهني

    وضحى بتردد رقيق: طيب والبنت الخارقة ما تبي أختها تساعد في تجهيز شناطها

    كاسرة ابتسمت: عشان أنا مروقة الليلة بأعدي الخارقة ذي يا يا غرانديزر
    وأكيد باعتاز اختي تساعدني بس تو الناس على ترتيب الشناط ذي

    وضحى حينها انفلتت بحماس هو مادفعها للحضور: لا مهوب تو الناس
    لأنش لازم تجهزين الأغراض اللي بتروح لبيتش والشنط اللي بتأخذينها معش السفر

    حينها اعتدلت كاسرة بحدة وهي تسأل بحزم: أي سفر

    وضحى انكمشت قليلا: سفرش شهر العسل كساب كان هنا قبل شوي وقال لأمي أنكم بتسافرون ليلة عرسكم على طول

    كاسرة ضاقت عيناها قليلا وكأنها تحادث نفسها: كساب كان هنا
    ثم أردفت بغضب: وأمي أشلون ما قالت لي

    وضحى بهدوء متردد: مابعد لحقت يمكن لأنه توه راح من شوية وهذا أنا قلت لش
    ثم أردفت وضحى بابتسامة: ياربي يا كاسرة رجّالش وذوق وجنتلمان بشكل
    جايب لأمي هدية خيالخيال

    كاسرة كانت تعض شفتيها دون أن تشعر
    (يعني غاثني بالاتصالات والمسجات اللي كنها وجهه
    ويوم يصير موضوع مهم مثل ذا بدل ما يقوله لي يبلغه لأمي وش يقصد من ذا الحركة يعني
    وجايب لأمي هدية بعد من زود الذرابة والأدب يعني
    الله أعلم وش يقصد
    الذيب ما يهرول عبث!!
    نشوف وش أخرتها معه ذا الكساب المصدي؟)


    وضحى شعرت أنها ربما أخطأت بإبلاغ كاسرة وأنها كان من المفترض أن تترك هذه المهمة لأمها
    لذا انسحبت بهدوء وأغلقت الباب دون أن تنتبه كاسرة لخروجها أبدا لشدة استغراقها في أفكارها الغاضبة من كساب





    ********************************






    في غرفتها مستغرقة في دوامة أفكارها التي تلتهمها منذ أيام.
    زواج حياة جديدة مسؤولية مختلفة
    هل هي مستعدة لكل هذا مع إحساسها الدائم بثقل ما في روحها؟
    تشعر أنها غير مستعدة أن تخطو هذه الخطوة بينما في حياتها الحالية خطوات معلقة
    هل تتزوج لترحل لبيت جديد بينما كساب مازال غاضبا منها
    حينها أي فرصة ستكون لحل ما بينهما ستبتعد لتبدأ حياة جديدة بعيدا عنه وحينها لن يجد له سببا للرضا عنها
    تريد حينما تنتقل لحياتها الجديدة أن تكون بكامل عافيتها النفسية في حياتها الحالية
    لا تريد أن تنقل أحزانها معها هناك

    لا تنكر أنها في داخلها كانت كفة غانم ترجح لسببين
    السبب الأول والأهم أنه من طرف كساب والسبب الثاني هو غانم نفسه
    لأنه رأته بنفسها فصورته واضحة في خيالها وليس مجرد خيال غير معروف كابن عمه الآخر
    وحينما صفت رؤيتها الآن بعد ابتعادها عن ضغط جو العمل
    تتذكر الآن تعامل غانم معها التعامل الذي ضايقها في حينه لأنها كانت متضايقة ومتحفزة
    ولكنها تراه الآن قمة في الذوق والشهامة والتهذيب

    ولكنها مترددة جدا في الموافقة عليه
    فبداخلها حزن بعمق الكون حزن لا حدود له وهي جربت جفاء الأقارب ووجيعتهوتكره أن تكون هي من تهديه لغيرها
    قد تقول لنفسها وما يهمني من الأمر.ولكنها لم تستطع قول ذلك لنفسها
    لا تتخيل حياتها مع رجل قد تكون هي سبب القطيعة بينه وبين ابن عمه
    حتى لو لم تحدث قطيعة سيبقى دائما في القلب مافيه
    سيبقى دائما يتذكر أنها سبب الجفاء وانقطاع المودة
    وقد يظن أحدهم أن الثاني قد خطب على خطبته فكيف سينظران بعدها لبعضهما؟!

    ومن ناحية أخرى تخشى أن توافق على غانم فيحز ذلك في خاطر عمها منصور وخصوصا أنها تعلم قرب فهد آل ليث من عمها واعتباره له كابن له

    تشعر بالحيرة والضياع والتشوش من كل ناحية تشعر كما لو كانت في لجة بحر عميق
    كلما رفعت رأسها شعرت أن هناك مايشدها للأسفل ليغرقها أكثر وأكثر!!

    تتنهد للمرة الألف هذه الليلة وهي تقطع غرفتها ذهابا وإيابا
    وعقلها لا يتوقف عن التفكير الذي أجهدها وأرهقها لأبعد حد
    تقرر ختاما أن تتوقف لتصلي صلاة الاستخارة للمرة العاشرة ربما
    منذ أخبرتها خالتها بموضوع الخطبتين





    ******************************************




    "أنت عطني جوالي صار لك ساعتين تمقل فيه أبي أكلم"


    عبدالله لم يسمع صالح حتى فتركيزه كله مع صور حسن
    إحساس مذهل وغريب وغاية في الانتشاء يشعر به
    مطلقا لا يأخذ ابن مكان ابن آخر فلكل واحد منهما معزته
    ولكن هناك ابن اختفى وبقي لاختفائه هوة عميقة في الروح كادت تلتهم عبدالله
    فإذا بالهوة تُردم وتمتلئ حد الانفجار بمحبة عميقة غريبةمتأصلة
    كأنه يعرف هذا الصغير منذ الأزل
    كأنه ينبض بين جوانحه وروحه الشفافة تُسكن روح والده الملتاعة

    ينتزعه من أفكاره يد صالح تهز كتفه: أقول يأخينا عطني جوالي بأرسل لك صور ولدك أبلشتنا يالنشبة

    عبدالله التفت لصالح وهتف كأنه يكلم نفسه: صالح مانبي ننتظر لبعد بكرة خلنا نروح بكرة أو حتى اليوم لو قدرنا

    صالح يجلس وهو يبتسم: لو داري كان قلت لك عن ولدك أول ماجيتك

    عبدالله يضيق عينيه: هذي أصلا يبي لها حساب ثاني صار لك أكثر من يومين تهذر على رأسي وماخطر على بالك تسولف لي بالمرة عن ولدي
    يالله ياصالح قم خل نغير حجزنا

    صالح بابتسامة: شكلك ياخ أنت ناسي ليه حجزت أنا بعد بكرة
    لأنه بكرة عندك جلسة التحقيقات الأخيرة أنت بروحك قايل لي أمس عقب ماطلع المحقق من عندك أنت وفيصل

    عبدالله يضرب جانب رأسه فظهور حسن قلب موازين تفكيره يهتف بتوجس:
    تدري يا صالح والله ما أبي جلسة التحقيق ذي خصوصا عقب ماعرفت بحسن قلبي ناغزني من الجلسة

    صالح بقلق: ليه

    عبدالله يشد له نفسا: المحقق يقول إن راكيل تبي تشوفني وتكلم معي وأنا رفضت بس المحقق قال لازم تقابلها عشان نسمح لك تطلع
    وأنا حاس إن هذا تخطيط على كبير من محاميها اللي هو أكبر محامي في نيويورك ويهودي مثلها
    والمحامين ماتعرفهم هنا شياطين هو أكيد عارف أني كنت في المستشفى وكنت أهدد كل ماصحيت أخذ روحها
    فالسيناريو اللي أنا خايف منه أني فعلا يوم أشوفها بانط في حلقها أخنقها مثل ما خنقت ولدي
    وطبعا هم بينقذونها من يدي لكن أنا بألبس السالفة كلها وبأصير أنا اللي حديتها على كل ذا لأنها أكيد تندمت على اعترافها
    وبما أنها خلاص اعترفت بجريمتها لازم تلاقي لها سبب خلاها تسوي كذا
    وأنا بأكون السبب القوي والمنطقي

    صالح تصاعد قلقه: طيب يوم أنت عارف إن هذا اللي هم يبونه حاول تمسك أعصابك لين تخلص الجلسة

    عبدالله بكره عميق: قلبي محروق ياصالح ما أضمن نفسيلو شفتها ما أدري وش ممكن أسوي فيها

    صالح بألم: أرجع أقول كله ذنبك وإلا حد يحده النصيب على يهودية أشلون فات ذكائك ذا الشيء

    عبدالله بألم مشابه: والله العظيم دققت في ذا السالفة قالت لي أنها من المسيحين الأرثوذكس
    وأقنعتني إنها تبي تسلم وما شفت من عايلتها إلا إبيها مرة وحدة بس
    الله ياخذها أخذ عزيز مقتدر ما أدري وش تبي فيني بعد
    تخيل صالح عقب مارجعت ودلت طريقي كانت تقول لي رجعني وأنا مستعدة أنسى اللي سويته كله
    وطبعا رفضت وطردتها وهي ساعة تترجى وساعة تعصب وأخرتها أستغفر الله وأتوب إليه تقول أنا أبي أعيش معك حتى لو ماتبي تتزوجني مهوب لازم
    المهم أرجع لحياتك
    وعقبها تحط حرتها في ولدي وتعصب عشانه حافظ قرآن
    وعقب ذا كله تقول أنت لي امسك أعصابك انا قلبي شايل منها فوق طاقته خلاص بانفجر يا صالح
    على كل اللي هي سوته عمري مامديت يدي عليها
    أبي أبرد حرتي فيها أبي أبرد حرتي فيها ياناس

    عبدالله بدأ ينفعل وصوته يرتفع وعيناه تطلقان شررا ملتهبا وأنفاسه تعلو وتهبط
    صالح خاف عليه فعلا إذا كان ذكرها قد جعله يثور هكذا فكيف رؤيتها في الغد
    صالح شده وهو يهتف بتهدئة: قل لا إله إلا الله اذكر ربك

    عبدالله تنهد وزفر أنفاسا لاهبة: لا إله إلا الله
    صالح هذي كانت حية خربت حياتي كلهاأدري إن السبب لحظة ضعف مني ولو أنا كنت ضعيف إيمان كان قدرت تكمل مخططها كامل علي
    حتى يوم أصرت هي تقدم لي على القرين كارد قلت لها ماله داعي أنا قاعد كم شهر وبننزل عقبها الدوحة ولو أبيها قدمت عليها بروحي
    بس هي أصرت وجابت لي ألف عذر كانت تبي تزرعني هنا جنبها كانت تخطط على كبير
    كانت تحاول تقنعني أشتغل في معهد دراسات عالمي مشبوه هدفه المعلن السلام في العالم ويتلقى الدعم من اليهود
    وما يشتغل فيه إلا اللي معه جنسية أمريكية كل شيء نجس فكرت فيه بدقة
    الله ياخذها الله يحرق قلبها مثل ماحرقت قلبي ضيعتني وضيعت ولدي

    صالح بتهدئة: ماعليه ادعي عليها وتوجه لربك يأخذ حقك منها
    بس الحين عبدالله تذكر حسن لو أنت خليت الغضب يعمي عيونك
    وش بتستفيد ما تبي ترجع الدوحة ما تبي تشوف حسن

    صالح لم يجد له شيئا يهدئ عبدالله به سوى ذكر حسن حينما رأى شدة فرحته بهتلمس شيئا يستطيع به أن يضغط عليه
    ولكن ذلك لم يمنع من تسرب خوف متزايد في روح صالح توجسا مما سيحدث في الغد في جلسة التحقيق
    فهو يخشى حتى الموت أن هدوء عبدالله الظاهري سرعان ما ينتزع لتظهر ثورته العارمة تحته





    *************************************






    " الحين أنت من جدك الحركة اللي مسويها "

    علي يلتفت لكساب ويهتف بهدوء باسم: إيه من جدي على طول وأنت تخطط خل حد يخطط عنك ريح بالك واستمتع بس

    كساب بجدية: علي أنت تحرجني بذا الطريقة أنا مارفضت هديتك اللي أنت فرضتها علي حتى أني بلغت عمتي الليلة بموعد سفرنا
    بس على الأقل عطني برنامج الرحلة أنا واحد مخي مخ بيزنس مان ومتعود على السفر اللي قبله تخطيط دقيق

    علي بابتسامة دافئة: وسفرتك مخطط لها تمام من يوم توصل جنيف لين تطلع منها إذا أنت بيزنس مان أنا دبلوماسي واحنا خير من يخطط
    نخطط أحسن منكم يأهل التجارة
    ثم أردف علي بمودة كبيرة: أنا قصدي من كل هذا أني أحسسك بجو مغامرة غيرصدقني إحساس ماراح يتكرروخصوصا أنه شهر عسلك
    وأنا عارفك الرومانسية مضروب جنبها عندك منت بعارف تسوي برنامج متكتك مثلي
    أبيك تستمتع بكل خطوة بالكامل بدون ما تشيل هم اللي بعدها اللي بتكون في وقتها مجهولة لك
    تأكد إن كل شيء مدروس لا تخاف ماراح أفشلك في بنت ناصر

    حينها ابتسم كساب: زين وسألتني بنت ناصر احنا وين بنروح عقب
    أقول لها والله يا بنت ناصر رجّالش ثور الله في برسيمه مايدري وين الله حاشره

    كساب سر رغبته في المعرفة هو كاسرة بالذات
    ربما لو كانت زوجته صبية أخرى سواها شابة بليدة تتقبل الأمور كما هي دون أن تسأل أو تعترض لم يكن ليهتم أبدا
    لكنه لا يريد أن تجد عليه كاسرة ممسكا كأن لا يكون يعرف ماهو مخطط رحلتهما
    فلماذا كانت جميلة لهذا الحد وذكية لهذا الحد
    لماذا لم تكن كما قال المثل العتيد: كوني جميلة واصمتي
    لماذا تريد قلب قواعد اللعبة عليه
    ولكن على كل حال ليس هو من يخشى شيئا
    أبــــــدا!!


    علي أجابه بمرح وهو يغمز بعينه: ما ينخاف عليك آخر شي أنت تحاتيه أنك تلاقي كلام بتفر مخ بنت ناصر

    وحينها غمز كساب له بالمثل: وأنت متى بيفرون مخك

    علي يضحك: هي كل المواضيع اللي في الدنيا خلصت ماحد يشوف وجهي الا يبي يزوجني أنت وابي ومزون وحتى عمي وخالتي
    باقي الجيران وراعي البقالة وتكملون

    كساب بثقة: خلاص أنا خلصوا مني صار الدور دورك

    علي بمودة باسمة: إذا صرت عم هذاك الوقت تزوجت عشان أزوج عيالك الشيان عشان ما يطيحون في كبدك


    " يكفيهم إنهم عيال كساب عشان ينفقون"

    يلتفتان لوالدهما الذي دخل عليهما دون أن ينتبها ليقاطع حديثهما ابتسم علي:
    أوه شكلك راضي على كساب عقبالنا

    زايد يصلهما ليقفزا كلاهما ويقبلان أنفه بينما زايد هتف بمودة عميقة لعلي:
    أنا دايما راضي عليك الله يرضي عليك ربك ويحبب فيك خلقه

    فهتف كساب بنبرة مقصودة: يعني أنا اللي الرضا علي له حزات وحزات

    زايد جلس وهتف له بذات نبرته المقصودة: والله ذا الأيام إن شاء الله إني راضي عليك
    ولو أنك تسمح خاطر أخيتك اللي مالها غيركم كان رضاي عليك تام!!

    كساب صمت ولم يرد عليه فأخر ماكان يريده هو تعكير صفوه بهذا الموضوع
    علي أيضا صمت فهو كان شاهدا على كسر كساب قبل أربع سنوات
    ورغم تمزقه من أجل مزون إلا أنه لا يستطيع أن يساهم في عملية الضغط على كساب لأنه يفهم كساب وشخصيته جيدا
    ويعرف أن ما مر به لم يكن بسيطا أبدا على روحه الحرة بل كان مؤذيا وجارحا لأبعد حد وخصوصا أنه كان يعلم يقينا استماتة كساب في إرضاء مزون وتدليلها لأبعد حد

    زايد بذات النبرة المقصودة يكمل: ليه ماترد علي ماشاء الله لسانك دايما جاهز وين راح
    مزون وخلت كل شيء كان مضايقك عليها
    ما تشوف أنك مسختها وزودتها على غير سنع

    كساب حينها هتف ببرود: والله يبه عمر القلوب ما تغصب على شيء ماتبيه

    حينها هتف زايد بحزم: أنا سكتت ذا السنين كلها لأنك كان لك عذرك
    لكن الحين لا تخليني أربط رضاي عليك دنيا وآخرة برضاك على أختك

    انتفض قلب كسّاب بعنف بين حناياه ومع ذلك هتف بحزم مشابه لحزم والده:
    يبه وزين غصبتني أقول لها أنا رضيت عليش لكن القلب جرحه فيه ما تشافى

    ثم أردف بألم عميق أخفاه خلف حزم صوته: يبه خل الرضا يجي من القلب
    ولا قدك أنت راضي عليها ماعليها من رضى غيرك

    زايد حينها وقف وهو يهتف بحزم : زين يا كسّاب بأخليك الحين تفكر براحتك
    بس تذكر يأبيك أن الدنيا دوارة وأنه مابه شيء في الدنيا يستاهل تسوي في أختك كذا





    **************************************





    " سمعتي آخر الأخبار عندي لش خبر فريش"

    سميرة كانت تتمدد على بطنها اعتدلت جالسة وهي تهتف في هاتفها بحماس: الله أخبار علوم أحمدك يارب

    شعاع تضحك: ليه حد قايل باعطيش ذهب وإلا فلوس

    سميرة ترقص حاجبيها: أنا ودي بالأخبار أكثر من الذهب والفلوس

    حينها همست شعاع بخبث رقيق: زين ماسمعتي خالش هريدي يقول: ياخبر النهاردة بفلوس يبئى بكرة ببلاش

    فردت عليها سميرة بخبث مشابه وأكثر رقة: إلا سمعت خالي هريدي يقول: احييني النهاردة وموتني بكرة

    شعاع تضحك: زين ياللي تبين الحياة اليوم
    الخـــبـــــر هــــو
    إن رجالش.

    حينها غاص قلب سميرة بين قدميها بشكل مفاجئ فذهنها كان خاليا تماما لتقلب شعاع كيانها تماما بكلمة واحدة تستحضر "تميم" إلى بؤرة تفكيرها
    قاطعتها سميرة بتوتر: وش فيه تميم

    شعاع تبتسم: وش فيش طفيتي مافيه إلا العافية
    بيروح مع إبي لباكستان يشترون طيور

    حينها ابتسمت سميرة: وأنتي ابيش وش يبي برجالي كل شوي لاقطه مكان

    شعاع تضحك بعذوبة: نعنبو متى صار رجالش ذا

    سميرة حينها همست بنبرة تحذير: اسمعيني علمن ياصلش ويتعداش
    وبلغيه عمي فاضل مع الاحترام طبعا قولي له بياخذه الحين ياقدرة الله ما اقدر أسوي شيء
    بس إياني وإياه يجبي يأخذه في موسم القنص لأنه ذاك الوقت خلاص دخل ممتلكاتي الخاصة
    ياختي عروس أبي أشبع من قعدة رجالي خلي ابيش يطلع من بيننا مهوب يصير طبينتي . (الطبينة =الضرة)

    حينها اشتعل وجه شعاع احمرارا وهمست بخجل: ياوجه استح أعوذ بالله البنت فسخت الحيا عيب عليش والله عيب

    سميرة بمرح : يعني جايه ومبلغتني هذا الخبر السعيد وش تبين ردة فعلي
    وياختي عقبال مانشوفش عروس ونشوف السحا ذا وين بتودينه





    ***************************************





    " يأمك ذا الروحة مالها داعي"

    كان تميم ينظر لإشارة أمه ثم يشير لها بحركة مقصودة : ليه يعني خايفة علي

    مزنة تشير بحركة مقصودة مشابهة: أنت رجال وما ينخاف عليك
    يعني بأخاف عليك من روحة تشترون طيور من باكستان
    وأنا ماخفت عليك من روحاتك القنص للعراق والجزائر وأفريقيا ومن يوم عمرك 16 سنة

    تميم حينها ابتسم بشفافية: إذا عشان عرس كاسرة بأرجع قبله

    مزنة بحنان: يأمك كاسرة يوم درت أنا حسيت إنها تضايقت وانت عارفها حتى لو تضايقت بتكتم في نفسها
    وأنا خايفة أنك تبطي في سفرتك الواحد ما يدري وش ظروفهيمكن يصيدكم شيء يأخركم

    تميم يشير بمودة: إن شاء الله ماني بمتأخر وكاسرة أنا بطيب خاطرها أنا عطيت أبو عبدالرحمن كلمة ما أقدر أخلف معه



    بعد دقائق دقاته الهادئة ترتفع على باب كاسرة التي عرفته من دقاته
    منذ جاءتها والدتها وأخبرتها بالخبرين معا سفرها ليلة عرسها وسفر تميم الآن
    وهي تشعر بضيق عميق من أجل سفر تميم على الخصوص
    لا تتخيل أنها قد تتزوج وأحد أخويها غير موجود في تلك الليلة
    مهما هم تناسوا أو هي من جعلتهم يتناسون بقوة شخصيتها
    فهي صبية في ليلة زفافها تريد أن يكون أهلها كلهم حولهم تريد حينما يأخذها كساب أن يرى أخويها بجوارها
    حتى وإن كانت تعلم أنها لا تخشى أن يظلمها هذا الكساب أو يضيمها
    ولكنها بداخلها تبقى تريد الإحساس بالعزوة والانتماء والسند المعاني التي يمثلها أخوتها لها

    حينما سمعت طرقات تميم على بابها نفضت أفكارها وأخفت ضيقها خلف ابتسامة هادئة وهي تفتح له

    تميم دخل بخطواته الهادئة ابتسم بمودة وهو يشير لها: يقولون شيختنا زعلانة عشاني بأسافر

    ابتسمت كاسرة وأجابت باصطناع بارع لإشاراتها وملامح وجهها: لا من قال زعلانة تروح وترجع بالسلامة

    تميم مال عليها ليقبل جبينها ثم أشار بمودة: بأرجع قبل عرسك هذا وعد إن شاء الله وعد الحر دين عليه السالفة كلها 3 أيام بس

    كاسرة حينها قبلت خده وأشارت بشجن عميق حاولت إخفاءه خلف حزم إشارتها وملامحها:
    يطري علي يا تميم لو وضحى اللي عرسها عقب أسبوع بتسافر سفرة أنت عارف أنك يمكن تبطي فيها
    أنتو رايحين تشترون طيور يمكن ما تلاقون اللي يعجبكم
    بترجعون يعني وأنتو ما اشتريتو؟!

    حينها ابتسم تميم وأشار بحنان مصفى: لا شكلش شايلة في قلبش ومن قلب يعني أول مرة أحسش متضايقة كذا ومن سبتي
    خلاص يالغالية ماني بمسافر لا تضايقين مادريت أني مهم كذا عندش انتفخ رأسي

    كاسرة هزت رأسها رفضا: لا والله ما تفشل روحك في عمي أبو عبدالرحمن وأنت وعدته خلاص روح
    بس أنت وعدتني ترجع قبل عرسي يعني حتى لو مالقيت الطيور اللي تجوز لك بترجع

    تميم يبتسم إبتسامته الشفافةويشير بثقة: وعدتش إن شاء الله إني هنا قبل العرس بيومين على الأقل


    كاسرة ردت على ابتسامته بابتسامة أكثر رقة وشفافية وهو يشير لها بالسلام ويخرج ليغلق بابها خلفه
    كاسرة اتسعت ابتسامتها أكثر لاطمئنانها بوعد تميم لها وهي تتراجع لتتجه للحمام حتى تتوضأ
    فإذا برنين هاتفها يرتفع معلنا إزعاجا من نوع آخر
    التقطته لترى على شاشته أخر اسم تتمنى رؤيته وهي في هذا المزاج الرائق
    لأنه عكّر مزاجها فورا
    وإلى جانب تعكير المزاج هناك دائما مشاعر غريبة أشبه بنفور غير مفسر يجعل دقات قلبها تتسارع بغيظ توترغضب إجهاد
    ترتبط هذه المشاعر الغريبة العصية على التفسير دائما باسم الرجل الأغرب الأكثر استعصاء على التفسير

    كـــــســـــاب




    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .







    رد مع اقتباس  

  7. #97  
    المشاركات
    3,260
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    صباحات الفرحة بالانتهاء من الامتحانات وعقبال الفرحة بالنجاح


    وألف مبروك بعد لمشرفاتنا الجدد زوزو وبوح نجاحهم في اثبات استحقاقهم للاشراف الجديد المستحق بجدارة


    .


    .


    ما أبي أطول عليكم لأني بنفسي مستعجل<<<< ربي رحمكم


    بس فيه بنات لفت نظرهم زعل عبدالله إن جوزا حادت عليه 8 شهور مع أنه مطلقها


    وسبب اعتراضهم أنه على كل الأحوال عدتها حتى تضع حملها سواء كانت حداد وطلاق.و هذا فعلا معلوم وصحيح


    (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)


    لكن انتبهوا يا بنات فيه فرق شاسع بين وضع المطلقة والأرملة.يعني وهي أرملة خلال العدة ما تطلع من البيت


    لكن المطلقة ممكن تطلع وتقضي أشغالها. يعني خلال الشهور الثمانية هذي كان ممكن جوزا تكمل دراستها


    وماكان انجبرت تقعد في بيت أبو صالح وتعاني هالمعاناة كلها


    يعني عبدالله ما اعترض على مدة الثمان الشهور كعدة طلاق لكن كعدة حداد


    لأنه قال 8 شهور ما تطلع من بيتها بدون سبب


    .


    وعلى فكرة بنات ترى باب الطلاق والعدة من الأبواب الفقهية الواسعة جدا


    ولازم أي وحدة يحدث لها شيء من ذلك أبعد الشر عنا جميعا


    أن تسأل أهل العلم في ذلك لأن بين كل حالة وأخرى فروق يجتهد فيها أهل الاجتهاد من أهل العلم


    والله أعلم اللهم أني استغفرك وأتوب إليك


    .


    .


    جزء اليوم نقدر نقول جزء عفراء


    هي الشخصية الأبرز فيه رغم أنه بيكون فيه شخصيات ثانية وأحداث مهمة


    استعدادا لبارت يوم الأحد القادم اللي بيكون بارت استثنائي فعلا


    وهو من البارتات القريبة جدا من قلبي


    .


    إليكم


    الجزء الثاني والثلاثون


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والثلاثون






    للمرة الثانية يتعالى رنين هاتفها مع تصاعد مشاعر نفورها الغريبة من صاحب الاتصال

    ختاما قررت أن ترد فرغم أنهما لم يتعاشرا بعد فهي أصبحت تعرف أن أبرز صفاته هي العناد والتصميم

    مادام قرر أن يضايقها الليلة باتصاله فلا شيء سيرده


    ردت بهدوء حازم: ألو


    جاءها صوته العميق الساخر أبدا: ألو حاف كذا؟!


    ردت عليه بتهكم رغم أنها فهمت فورا قصده غير البريء: اشرايك أغمسها لك بالسمن


    رد عليها بذات التهكم: صدق همش على كرشش على طول سمن مرة وحدة


    ردت عليه بسخرية: أحب أجاوب الناس على قد تفكيرهم


    فرد عليها فورا: إلا وأنتي صادقة كل وعاء بمافيه ينضح


    كاسرة بنبرة مقصودة: أنا أبي أدري ليه مكلف على نفسك اتصال بدون سبب


    كساب بحزم: ومن قال بدون سبب أنا متصل أبلغش بشيء


    كاسرة قاطعته بحزم بالغ: أمي بلغتني مشكور وصل الخبر يعني دايما اتصالاتك بدون سبب

    ويوم صار عندك شيء مهم تقوله رحت تقوله لأمي وهي ما قصرت بلغتني وأنت خلاص مالك دور


    حينها ابتسم كساب بخبث: هذا كله متضايقة عشان ما أتصلت لش أول أبلغش اشتقتي تسمعين صوتي

    بس على العموم أنا متصل أبلغش بشيء أمش ما تدري فيه

    أمش قالت لش بنسافر ليلة زواجنا بس ماقلت لها أني بأخذش من القاعة للمطار على طول فجهزي نفسش لذا الشيء

    يعني ممكن ترجعين لغرفتش في الأوتيل تبدلين بسرعة ونطلع


    رغم صدمة كاسرة البالغة مما قاله إلا أنها لم تظهر صدمتها وهي تهمس بثقة: وليش ذا الاستعجال


    كساب ببرود: والله الحجز جاء كذا


    كاسرة حينها همست ببرود مشابه: زين كساب أنت ماشاء الله عندك أخت وخالة ممكن هم يبلغوني بذا التفاصيل مافيه داعي تتعب نفسك


    كساب حينها هتف لها بثقة: أخليهم يبلغونش لو أنا وأنتي ما بيننا تواصل

    لكن أخليهم يبلغونش وأنا أقدر أبلغش بنفسي هذا اسمه عبط


    كاسرة تريد انهاء الاتصال لذا همست بحزم: خلاص صار عندي خبر

    شيء ثاني


    حينها همس لها كساب بنبرة متلاعبة خافتة مثقلة بدفء مدروس: إيه فيه قولي لي تصبح على خير حبيبي عشان أسكر


    كاسرة حينها شعرت كما لو أن أحدهم صفعها على وجهها بكل قوته وطنين مرتفع يمزق تلافيف مخها بشكل مفاجئ

    صرت على أسنانها بغضب وهي تهمس بحزم بالغ: بصراحة مثل وقاحتك ما شفت


    حينها ارتفعت قهقات كساب على الطرف الآخر بينما شعرت هي أنها ستنفجر منه

    كانت ستغلق الهاتف في وجهه لولا أنها أوقفتها نبرته المتلاعبة بمهارة

    وهو يهمس بها بخفوت مثير: خلاص أنا أقول تصبحين على خير حبيبتي


    قال (حبيبتي) وهو يصر على أحرفها ببراعة دافئة بصوته المثقل رجولة وعمقا


    بينما كاسرة سارعت لإغلاق الهاتف في وجهه وهي تنتفض غضبا من أسلوبه الرخيص في التلاعب

    ولأنها رغما عنها شعرت بتأثر عميق غريب كرهته وشيء ما داخلها ينتفض مع همساته الدافئة التي لامست منطقة محظورة لم تمس مطلقا من قبل

    رغم أنها ليست المرة الأولى التي تسمع فيها غزلا بل سمعت غزلا أشد من ذلك وهي تتعرض للمعاكسات في الأماكن العامةلم يثر فيها سوى الرغبة بصفع المعاكس

    هذه المرة ترغب أيضا لو كان كساب أمامها لتصفعه ولكن مع تلك الرغبة كان هناك إحساس غريب مجهول. كرهته حتى النخاع!!



    بينما هو على الطرف الآخر كان يهدف إلى شيء آخر من هذا التلاعب استراتيجية حرب تسمى تخدير مشاعر العدوللوصول لمرحلة أخرى


    يتمنى بالفعل أن يرى هذه الصبية حينما تسلم رايتها يريد أن يشعر بها أنثى تذوب من كلماته ترتعش من همساته التي سيتفضل بها عليها

    يريد ربما أن يرضي غروره حينما يرى أنه أخضع هذه الأنثى القوية لما يريد

    وما يريده هو أن تكون هي كما يشاء

    يريد إعادة صنعها كيف يشاء مادامت قد ارتبطت به وأرتبط بها

    يعلم أنها مهمة عسيرة ولكن ليس عليه

    ليس عليه هــو !!






    ***************************************






    اقترب آذان الفجر هو لم يعد ولم يتصل ولم يرد على اتصالاتها ورسائلها حتى تكاد تذوب قلقا وحزنا

    حتى وإن كان غاضبا منها فلا يليق مطلقا أن يتصرف تصرفات المراهقين هذه

    فكلاهما شخصان ناضجان من المفترض أن يتعاملا مع مشاكلهما بالنضج الكافي

    ألا يكفي أنه رفض مجرد الجلوس والتحاوررغم أنه دائما يتبجح أنه يرفض ترك مشاكله معلقه

    ثم بعد ذلك خرج بطريقة أقل مايقال عنها غير مهذبة ثم بعد ذلك كله يقتلها بالقلق عليه

    هذه الليلة هي الليلة الأولى بعد زواجهما التي تكون فيها وحيدة من غيره

    الليلة الأولى التي تقضيها ساهرة بعيدا عن حضنه

    لا تنكر أبدا أن شعورا مرا بالخواء تسرب إلى روحها وهي تجلس على سريرها وتنظر إلى مكانه الخالي جواره

    وتهمس بألم وهي تميل لتمسح المكان: الله لا يخلي المكان من راعيه


    تنظر لساعتها لم يبق على آذان الفجر شيئا من المفترض أن يكون في دوامه الآن فكيف يكون ذهب وهو لم يعد لارتداء بدلته العسكرية

    سالت دموعها حارة لاهبة رغما عنها

    شعرت أنها عاجزة عن سحب أنفاسها وضيق عميق يطبق على روحها

    أسندت رأسها لركبتيها التي ضمتها لصدرها وهي تجلس على سريرها لتهدر مزيدا من دموعها ودعواتها أن يحفظه المولى وألا يريها شرا به


    رنة رسالة انتزعتها من حالتها التقطت الهاتف بلهفة بقلق وتوتر سمت باسم الله وهي تفتحه:


    " أنا في الدوام

    طوّل العشا شوي فطلعت للمعسكر على طول"


    حينها ألقت بالهاتف جوارها وهي تشهق شهقات خافتة

    تبكي لأنها اطمئنت عليه بعد كل هذا الشد

    وتبكي لأنها غاضبة منه أولا تجاهل اتصالاتها ورسائلها كل هذا الوقت الطويل

    ثم حين يرد عليها يستكثر أن يتصل بها و يرد عليها بهذه الرسالة الباردة







    ******************************************






    " والله ماهقيت الموضوع بيعدي كذا اللهم لك الحمد والشكر

    كنت قاعد ماسك على يدك وأنا أشوف أشلون يدك ترجف وعيونك تولع

    وأدعي ربي وأقول يا الله سترك يا الله سترك"


    عبدالله يسند رأسه للخلف بإرهاق عميق وهو يهمس بنبرة موجوعة:

    حتى أنا ماهقيت أني بأمسك أعصابي أنت بنفسك شفت أشلون كانت هي ومحاميها قاعدين يستفزوني

    تدري يا صالح كل ماطرى علي مشهد موت خالد أحس أني أبي أقوم أنط في حلقها وكل ماجيت بأقوم طرا علي حسن

    أقول فيه واحد مات وواحد حي من اللي محتاجني أكثر

    ساعتين التحقيق كانت عذاب حسيت أني بأموت من القهر والوجيعة


    صالح يبتسم وهو يربت على كتف عبدالله : الحمدلله يا ابن الحلال المهم أنه خلاص خلصنا وبكرة راجعين لديرتنا


    عبدالله يهمس بشجن موجوع: والله مافيني صبر

    ثم أردف بألم عميق: ظنك إن ابي بيبطي لين يسامحني







    ***********************************






    رد مع اقتباس  

  8. #98  
    المشاركات
    3,260


    طرقات هادئة ترتفع على باب غرفة غانم الذي كان يستبدل ملابسه هتف بحزم: دقيقة ياللي عند الباب


    ثم فتح ليجد نجلاء أمامه هتف بترحيب وهو يقبل جبينها: حيا الله أم خالد ياهلا والله بالغالية


    حين دخلت لاحظ هالات سوداء حول عينيها توحي بإرهاق يخفي خلفه حزنا وتوترا وقلقا يتجاوز الإرهاق وكل معانيه

    غانم مد يده ومسح خدها بحنان وهو يهتف بقلق: نجلا اشفيش


    تفاجئ غانم بل فُجع بها ترتمي على صدره وتنتحب فنجلاء بالذات معروفة لدى الجميع بسيطرتها على نفسها ونادرا جدا ما رآها غانم تبكي

    لذا علم أن خلف البكاء أمرا جللا لذا شدها لحضنه وهو يهددها: نجلا عسى ماشر ليش ذا الدموع

    قولي لي جعلني فداش أفا عليش تبكين وإلا تتضايقين وغانم موجود


    نجلاء منذ سمعت حوار فهد وهزاع البارحة وهي دوامات صراع مزقت روحها لم تستطع أن تنم مطلقا وعشرات الصور المتخيلة الكريهة تقفز لذاكرتها

    لا تستبعد أبدا فكرة أن صالح قد يتزوج فهو سبق أن خطب أرملة عبدالله

    لكنها حينها لم تقلق لأنها كانت تعلم أن جوزا لن توافق عليه

    فهي بداخلها كانت مطمئنة أنه سيبقى لها

    ولكن أن يتزوج وبهذه الطريقة الجارحة لها

    لم يفعلها وهي غاضبة في بيت أهلها فيفعلها الآن بعد أن عادت إليه


    (ولكن هل أنتي فعلا عدت إليه يا نجلا

    أتخدعين نفسكِ أم تخدعينه؟!)


    (حتى ولو نعم عدت له وأنا الآن في بيته

    لا يجوز أن يتصرف معي هكذا

    يريد أن يتزوج من حقي أن يحترمني ويصارحني

    لا أن يتزوج في السر ثم يريد أن يسكنها في بيتي)


    (الآن أصبح بيتكِ وأنتِ من هربت من البيت وصاحبه)


    (نعم بيتي وقبل ذلك زوجي

    لا يهمني البيت يهمني صاحبه

    يستحيل أن أتنازل عن صالح لسواي)


    (صحوة متأخرة جدا هذه الصحوة

    الآن تريدين صالح

    أين كنتِ طوال الأشهر الماضية وهو يرجوكِ ويسكب مشاعره تحت قدميك

    دون أدنى رحمة منك)


    (جرحني جرحني!!

    وجرح الغاليين غال)


    (واعتذار الغاليين أ ليس غاليا مثلهم؟!)


    (مرهقة أنا

    يكفيني مابي لا تزدها علي أرجوك

    أشعر أني على شفير هاوية وأنتظر فقط من يدفع بي حتى أهوي)



    غانم تنهمر مشاعره مع هذه الباكية بين ذراعيه ولا تجيب عن تساؤلاته: أم خالد بس قطعتي قلبي وش اللي يخليش تبكين كذا


    نجلاء بين شهقاتها: صالح تزوج علي أو بيتزوج علي


    حينها تصلب جسد غانم وشعرت هي بذلك وهو يبعدها عن حضنه لينظر إلى وجهها الذي تفجر احمرارا واضحا في بياضها

    وهو يهتف بغضب: وذا البكاء كله عشان صالح تزوج او بيتزوج

    إذا هو ماعرف قيمتش هلش يعرفونها

    مابه شيء يستاهل دموعش

    وصالح مهما صار يظل أخي وأنتي أختيبغيتيه فهو رجالش وأبو عيالش ومهوب أول رجّال ولا أخر رجال يعرس

    ما بغيتيه بيت هلش مهوب عاجز منش


    حينها جلست نجلاء على السرير وهي تنتحب: هذا وأنا جايتك أبي مساعدتك تسوي فيني كذا


    غانم يتنهد: زين أشلون تبين أساعدش تبين أهدد صالح وأقول له لو عرست على أختي كفختك.

    تراني حاضر


    نجلاء تحاول تهدئة نفسها: لا أبي خدمة أبسط من كذا

    صالح جاي بكرة على رحلة من أمريكا ما أدري بالضبط أي وقت

    وأنت عارف فيه كم طيارة تنزل المطار جايه من عدة ولايات في أوقات مختلفة ويمكن يكون بيسافر ترانزيت

    أبيك تعرف بالضبط على أي طيارة هو


    غانم هز كتفيه: هذي سهلة أقدر أطلعها من السيستم وغيرها


    نجلاء بتردد: أبيك تستقبله وتشوف من هو جايب معه لأنه مهوب راضي حد يستقبله ولا يقول لأحد هو متى جاي

    وقلبي قارصني من ذا السالفة وخصوصا أنه طلب إن البيت يتشطب في السر

    هذا كله ما تشوفه شيء مريب


    حينها هتف غانم بغضب: ماهقيتها منك ياصالح عرس وفي السر

    يبي يعرس على بنتنا يأتي ويبلغنا لأن السنع كذا

    والله ماهقيتها منه أبو خالد.


    نجلاء تختنق ضيقا: الحين أنت سويتها سنع ومهوب سنع أنا ما أبي صالح يعرس علي في السر وإلا في العلن


    غانم يشير بيده : خلاص خلاص الحين وأنتي قاعدة بأطلع لش على أي طيارة جاي. هذا لو كان حجزه على الخطوط القطرية


    غانم أنهى عبارته وتناول هاتفه ليقوم باتصال سريع وكما هو معروف حجز الطائرات يكون باسم العائلة

    لذا أعطى الطرف الآخر اسم عائلته قبل اسم صالح


    الطرف الآخر بنبرة مهنية: أي واحد تسأل عنه

    صالح خالد آل ليث الـ

    وإلا عبدالله خالد آل ليث الـ


    غانم شعر كما لو أن قنبلة تفجرت في منتصف رأسه وريقه يجف تماما وهو يسأل بحذر:

    نعم عيد ما سمعتك


    الطرف الآخر بنفس النبرة المهنية: أقول عن أي واحد تسأل

    صالح خالد آل ليث الـ

    وإلا عبدالله خالد آل ليث الـ


    غانم شعر بعينيه تغيمان وروحه تُسحب منه وهو يحاول أن يهتف باصطناع فاشل:

    خلاص خلاص شكرا بأكون هناك


    ثم جلس بجوار نجلا على سريره شعر أن قدميه عاجزتان عن حملهوأنه سيهوي ساقطا على الأرض

    نجلاء استدارت له بقلق وسألته: وش فيك غانم


    غانم لا يستطيع حتى النظر إليها يخشى أن تفضح نظراته صدمته الكاسحة

    (معقولة عبدالله يرجع من الموت

    مستحيل مستحيل

    مـــســــحـــيــــل !!

    بس الاسم نفس الاسم

    ومع صالح على الطيارة

    عبدالله

    عبدالله حي معقولة

    إذا كان فعلا حي فتصرفات صالح كلها مبررة الحين ومفهومة)



    غانم يقفز لينتزع من الدولاب لباس الطيارين. رغم أنه عاد للتو من المطار

    ففي رأسه موال ما

    سيكون على متن الطائرة التي ستسافر بعد قليل لتعود في الغد سيسافر حتى لو كمساعد ثالث أو مجرد عضو في الطاقم

    لأنه هذه الطريقة الوحيدة ليسافر فليس هناك وقت ليحجز كمسافر

    لابد أن يتأكد بنفسه لن يستطيع الانتظار للغد


    نجلاء تفجر قلقها أمواجا عاتية وهي ترى غانما يتحول لآله لا تفكر

    وهو ينتزع ملابسه ويتجه بها للحمام ويلبس في أقل من دقيقة وينزل راكضا دون أن يغلق أزرار قميصه حتى

    ودون حتى أن يسمع نداءاتها ورجاءاتها الحارة التي تحولت بعد ذلك لشهقات عالية وهي تنهار على رخام غرفته البارد







    *********************************






    كانت نائمة بعد الليلة المريعة التي قضتها البارحة

    من بعد صلاة الفجر استلقت على فراشها حاولت تنحية ألمها من تصرف منصور جانبا ولكنها لم تستطع قضت وقتا طويلا تفكر قبل أن تنام

    لا يخلو بيت من المشكلات ولا توجد علاقة بين زوجين تخلو من المنغصات

    تعلم ذلك جيدا

    ورغم أن منصور بدأ بالفعل يستحوذ على جزء كبير من تفكيرها ومشاعرها

    ولكن شخصيته الحادة المسيطرة توتر شخصيتها الرائقة الهادئة

    قد تقول أنهما قد يكونان هكذا متناسبان وهي بمرونتها تحتوي صلافته وتشدده

    ولكن الاحتواء في العلاقة الزوجية لابد أن يكون متبادلا

    لا يمكن أن تكون هي الطرف المحتوي طوال الوقت سيأتي حينها يوم تُستنفذ كل مرونتها وتنفجر

    ولشد ما تخشى ذلك فهي ليست هكذا ولطالما احتملت الكثير طوال حياتهاوأكثر من ذلك بكثير. ولكن أ لم يئن الأوان لترتاح؟!


    كانت هذه هي أفكارها حينما نامت وهي تشعر بصداع شديدمازالت تشعر به حتى وهي نائمة

    فليلة البارحة كفيلة بتفجير أقوى صداع لم تتناول شيئا من بعد الغداء لأنها لم تتعشَ بعد مغادرة منصور

    عدا البكاء والتوتر وجلستها الطويلة المتصلبة في انتظاره


    فهل تحول الصداع لطرقات ناعمة على عضدها الآن؟!

    طرقات ناعمة على عضدها ثم همسات دافئة في أذنها ثم قبلات حانية على صدغها ويديها


    فتحت عينيها بخفة ثم عادت لإغلاقها لشدة إحساسها بالألم في رأسها وانتفاخ عينيها

    همست بألم دون أن تفتح عينيها: جيت حبيبي وإلا ممنوع أقول حبيبي


    منصور تمدد جوارها وهو يدخل ذراعه تحت رأسها ثم يضمها لصدره وهو مازال بلباسه العسكري الكامل حتى الحذاء والقبعة العسكرية

    ويهتف وهو يبتسم: إلا حبيبش ونص وإلا عندش حبيب غيري


    حينها دفنت عفراء وجهها في صدره وبكت بشفافية: دام حبيبي ونص ليه اللي سويته البارحة


    منصور اعتدل جالسا بميل وهو يُجلسها معه ثم هتف بجزع: تبكين يا قلبي أفا عليش ترا حتى منصور ما يستاهل دموعش

    سامحيني يالغالية أدري زودتها البارحة بس والله من غلاش عندي


    عفراء تجلس بشكل مائل وهي مازالت تسند رأسها لصدره وتهمس من بين دموعها التي تسيل بصمت وعيناها مازالتا مغلقتان:

    تدري منصور والله ماهمني اللي قلته البارحة كثر ماهمني اللي سويته فيني عقب

    يعني ماهان عليك تطمني عليك وانا محترقة من المحاتاة


    منصور بمودة شاسعة: سامحيني ياقلبي والله العظيم التلفون على الصامت في مخباي ما أحب كل شوي أرد إذا كنت في جمعة رياجيل كبيرة

    ومع إنه والله العظيم إن العشا ماطب حلقي بس السهرة طولت شوي

    ويوم شفت الساعة إلا دوامي مابقى عليه شيء

    طلعت للمعسكر دايركت وبدلت هناك وكان عندنا تدريب مبكر

    وقتها شفت اتصالاتش حتى المسجات مالحقت أفتحها طرشت لش على السريع

    ووالله العظيم إن قلبي قارصني عليش وعقب ماقريت المسجات ودريت إنش متروعة علي كذا

    حتى الدوام ماقدرت أكمله رجعت بسرعة عقب ماخلصت شغلاتي الضرورية

    ها سامحتيني وإلا لا لأني أنا ترا ماسامحت نفسي


    عفراء تقبل صدره مكان رأسها وتهمس بإرهاق: ما أقدر أزعل عليك ياقلبي بس تكفى ما تسويها فيني مرة ثانية حتى لو كنت زعلان علي


    منصور يهتف بحنان: زين يوم أنتي منتي بزعلانة بطلي عيونش أشوفها


    عفراء بصوتها المرهق: حاولت منصور بس ماقدرت عيوني منتفخة ورأسي بينفجر من الصداع شكله الضغط مرتفع عندي


    منصور بجزع: ضغط ثم أردف بغضب من نفسه: كله مني كله مني يالله قومي أوديش المستشفى


    عفراء برفض رقيق: مافيه داعي بس تكفى عطني بنادول من جنبك وبأنام شوي وبأقوم زينة أبي أنام بس


    منصور يتصل بالخادمة في الأسفل حتى تحضر حليبا باردا حتى لا تتناول المسكن على معدة خالية ثم يلتفت لعفراء ويهمس لها بحنان مصفى:

    والله يا قلبي مالي وجه منش سامحيني يالغالية

    أنا بأخليش تنامين الحين لكن لو رجعت وانتي تعبانة بأشلش غصب وأوديش المستشفى

    كان عندي موعد العصر خلاص بأروح له الحين عشان أتفرغ لش



    .

    .

    .

    .



    منصور كان متوجها لموعده حين رن هاتفه نظر للاسم ثم التقطه رد بابتسامة: هلا والله بالغالية


    صوتها الرقيق: الله يغليك عن ربعك


    رد عليها بمرح: أبي أكون غالي عند خالتش وبس


    ردت عليه مزون بابتسامة: وأنت غالي عند خالتي وعلى طاري خالتي أتصل عليها ماترد علي مهوب عوايدها راقدة لذا الحزة


    منصور يرد عليها بهدوء: خالتش راقدة تعبانة شوي توني خليتها الحين


    حينها أشرق وجه مزون وهي تهمس بخجل باسم تخفي خلفه سعادة عارمة:

    مبروك ياعمي بس توه ما يبين وحم صح وإلا أنا غلطانة


    حينها انفجر منصور ضاحكا: ياحليلش يامزون وين راح مخش

    بتباركين لنا إن شاء الله قريب بس مهوب الحين تو الناس


    وجه مزون اشتعل احمرارا وهي تسب نفسها

    (صدق إني ملقوفة حامل وإلا مهيب حامل

    مالقيت حد أبارك له إلا عمي

    بس اللي صار فلتت الكلمة)

    همست بخفوت تخفي خلفه حرجها: زين أقدر أروح لها


    منصور بحنان: والله يأبيش هي الحين نايمة. تعالي العصر


    .

    .

    .


    بعد نصف ساعة



    " ها يا دكتور طولت فحوصك"


    الطبيب يرفع عينيه عن الأوراق أمامه استجابة لعبارة منصور الحازمة ويبتسم:

    شوف يا أستاز منصور

    زي مائلت لي تمام في الفحص اللي عملته ئبل

    أنت عندك مشكلة بسيطة خالص وعلاجها سهل خالص كمان ومضمون بإزن الله مية في المية


    منصور بحزم: هذا كله أنا عارفة متى بنبدأ العلاج وأهم شيء متى بيعطي نتيجة


    الطبيب بابتسامته المهنية: ست سبع شهور بإزن الله وتكون في السليم


    منصور قفز بشكل حاد وهو يميل على مكتب الطبيب ويهتف بغضب: نعم وش قلت


    الطبيب رغما عنه انكمش قليلا وهو يرى طول منصور الفارع يميل عليه وهتف بصوت أخفت: بائول ست سبع شهور بس


    منصور شد له نفسا عميقا ثم عاود الجلوس وهو يهتف بثقة: أنا ما اقدر أصبر حتى شهر واحد أبي نتيجة فورية


    الطبيب بذات النبرة المهنية: استاز منصور اللي بتئوله مش منطقي خالص

    دا طب مش سحر زي أفلام الكارتون

    يعني الدوا لازم ياخد وئته ومفعوله عشان يجيب نتيجة


    حينها وقف منصور وهو يهتف بحزم: هذا أخر كلام


    الطبيب هز كتفيه: أكيد أخر كلام ولو رحت لألف دكتور هيئول لك نفس الكلام


    منصور بحزم بالغ: خلاص مع السلامة


    الطبيب باستغراب: والعلاج


    منصور بذات نبرته الحازمة: خلاص ما أبي أتعالج


    الطبيب باستغراب أشد: استاز منصور كلو بإزن الله بس لو أنته ماخدتش العلاج مستحيل يصير حمل


    منصور يغادر: بعد ست وإلا سبع شهور الله عالم وش يصير



    منصور غادر العيادة وضيق غاضب يتصاعد في روحه على كل الأطباء الفاشلين

    كان صعبا عليه أن يتخذ قرارا بالعلاج لأنه كان مقتنعا بعدم رغبته بالأطفال

    ولكنه رأى أن الوسيلة الوحيدة التي ستربط عفرا به هي طفل

    فإذا كانت مستعدة أن تتخلى عنه من أجل ابنة ماعادت تحتاجها

    فمن باب أولى أنها ستتمسك به من أجل طفل هو من يحتاجها

    بدت الفكرة له أول مافكر بها : مقيتة وجارحة ومهينة أن يفكر هو العقيد منصور أن يربط امرأة به رغما عنها

    ولكنه كما قال لعفراء فكر بطريقة العساكر الأهم فالمهم

    والأهم عنده هو عفرا وعفرا فقط

    بعد ذلك بدت له الفكرة غير سيئة إطلاقا بل مثيرة وجذابة وإنسانية لأبعد حد

    يكون أبا ولطفل من عفرا

    وبعد ذلك وهو يجري الفحوصات سيطرت فكرة الطفل عليه تماما وهي تلغي كل أفكاره البالية القديمة

    فعلا شروط وأنت على البر مختلفة حينما تدخل البحر

    هو الآن يريد درزينة من الأطفال إن كانت عفراء أمهم

    لكن بما أن العلاج يريد وقتا يريد أن يضمن قبلا أن عفراء ستبقى معه ومن أجله هو

    فهو لا يستطيع منعها من زيارة ابنتها طوال هذا الوقت

    ورغم كل الضيق الذي يشعر به لفشل مخططاته ولكنه لن يستسلم لن يتخلى عن عفراء بعد أن وجدها

    لذا فلينقل معركته إلى ساحة قتال أخرى






    *******************************************








    رد مع اقتباس  

  9. #99  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    صباحات الفرحة بالانتهاء من الامتحانات وعقبال الفرحة بالنجاح


    وألف مبروك بعد لمشرفاتنا الجدد زوزو وبوح نجاحهم في اثبات استحقاقهم للاشراف الجديد المستحق بجدارة


    .


    .


    ما أبي أطول عليكم لأني بنفسي مستعجل<<<< ربي رحمكم


    بس فيه بنات لفت نظرهم زعل عبدالله إن جوزا حادت عليه 8 شهور مع أنه مطلقها


    وسبب اعتراضهم أنه على كل الأحوال عدتها حتى تضع حملها سواء كانت حداد وطلاق.و هذا فعلا معلوم وصحيح


    (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)


    لكن انتبهوا يا بنات فيه فرق شاسع بين وضع المطلقة والأرملة.يعني وهي أرملة خلال العدة ما تطلع من البيت


    لكن المطلقة ممكن تطلع وتقضي أشغالها. يعني خلال الشهور الثمانية هذي كان ممكن جوزا تكمل دراستها


    وماكان انجبرت تقعد في بيت أبو صالح وتعاني هالمعاناة كلها


    يعني عبدالله ما اعترض على مدة الثمان الشهور كعدة طلاق لكن كعدة حداد


    لأنه قال 8 شهور ما تطلع من بيتها بدون سبب


    .


    وعلى فكرة بنات ترى باب الطلاق والعدة من الأبواب الفقهية الواسعة جدا


    ولازم أي وحدة يحدث لها شيء من ذلك أبعد الشر عنا جميعا


    أن تسأل أهل العلم في ذلك لأن بين كل حالة وأخرى فروق يجتهد فيها أهل الاجتهاد من أهل العلم


    والله أعلم اللهم أني استغفرك وأتوب إليك


    .


    .


    جزء اليوم نقدر نقول جزء عفراء


    هي الشخصية الأبرز فيه رغم أنه بيكون فيه شخصيات ثانية وأحداث مهمة


    استعدادا لبارت يوم الأحد القادم اللي بيكون بارت استثنائي فعلا


    وهو من البارتات القريبة جدا من قلبي


    .


    إليكم


    الجزء الثاني والثلاثون


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والثلاثون






    للمرة الثانية يتعالى رنين هاتفها مع تصاعد مشاعر نفورها الغريبة من صاحب الاتصال

    ختاما قررت أن ترد فرغم أنهما لم يتعاشرا بعد فهي أصبحت تعرف أن أبرز صفاته هي العناد والتصميم

    مادام قرر أن يضايقها الليلة باتصاله فلا شيء سيرده


    ردت بهدوء حازم: ألو


    جاءها صوته العميق الساخر أبدا: ألو حاف كذا؟!


    ردت عليه بتهكم رغم أنها فهمت فورا قصده غير البريء: اشرايك أغمسها لك بالسمن


    رد عليها بذات التهكم: صدق همش على كرشش على طول سمن مرة وحدة


    ردت عليه بسخرية: أحب أجاوب الناس على قد تفكيرهم


    فرد عليها فورا: إلا وأنتي صادقة كل وعاء بمافيه ينضح


    كاسرة بنبرة مقصودة: أنا أبي أدري ليه مكلف على نفسك اتصال بدون سبب


    كساب بحزم: ومن قال بدون سبب أنا متصل أبلغش بشيء


    كاسرة قاطعته بحزم بالغ: أمي بلغتني مشكور وصل الخبر يعني دايما اتصالاتك بدون سبب

    ويوم صار عندك شيء مهم تقوله رحت تقوله لأمي وهي ما قصرت بلغتني وأنت خلاص مالك دور


    حينها ابتسم كساب بخبث: هذا كله متضايقة عشان ما أتصلت لش أول أبلغش اشتقتي تسمعين صوتي

    بس على العموم أنا متصل أبلغش بشيء أمش ما تدري فيه

    أمش قالت لش بنسافر ليلة زواجنا بس ماقلت لها أني بأخذش من القاعة للمطار على طول فجهزي نفسش لذا الشيء

    يعني ممكن ترجعين لغرفتش في الأوتيل تبدلين بسرعة ونطلع


    رغم صدمة كاسرة البالغة مما قاله إلا أنها لم تظهر صدمتها وهي تهمس بثقة: وليش ذا الاستعجال


    كساب ببرود: والله الحجز جاء كذا


    كاسرة حينها همست ببرود مشابه: زين كساب أنت ماشاء الله عندك أخت وخالة ممكن هم يبلغوني بذا التفاصيل مافيه داعي تتعب نفسك


    كساب حينها هتف لها بثقة: أخليهم يبلغونش لو أنا وأنتي ما بيننا تواصل

    لكن أخليهم يبلغونش وأنا أقدر أبلغش بنفسي هذا اسمه عبط


    كاسرة تريد انهاء الاتصال لذا همست بحزم: خلاص صار عندي خبر

    شيء ثاني


    حينها همس لها كساب بنبرة متلاعبة خافتة مثقلة بدفء مدروس: إيه فيه قولي لي تصبح على خير حبيبي عشان أسكر


    كاسرة حينها شعرت كما لو أن أحدهم صفعها على وجهها بكل قوته وطنين مرتفع يمزق تلافيف مخها بشكل مفاجئ

    صرت على أسنانها بغضب وهي تهمس بحزم بالغ: بصراحة مثل وقاحتك ما شفت


    حينها ارتفعت قهقات كساب على الطرف الآخر بينما شعرت هي أنها ستنفجر منه

    كانت ستغلق الهاتف في وجهه لولا أنها أوقفتها نبرته المتلاعبة بمهارة

    وهو يهمس بها بخفوت مثير: خلاص أنا أقول تصبحين على خير حبيبتي


    قال (حبيبتي) وهو يصر على أحرفها ببراعة دافئة بصوته المثقل رجولة وعمقا


    بينما كاسرة سارعت لإغلاق الهاتف في وجهه وهي تنتفض غضبا من أسلوبه الرخيص في التلاعب

    ولأنها رغما عنها شعرت بتأثر عميق غريب كرهته وشيء ما داخلها ينتفض مع همساته الدافئة التي لامست منطقة محظورة لم تمس مطلقا من قبل

    رغم أنها ليست المرة الأولى التي تسمع فيها غزلا بل سمعت غزلا أشد من ذلك وهي تتعرض للمعاكسات في الأماكن العامةلم يثر فيها سوى الرغبة بصفع المعاكس

    هذه المرة ترغب أيضا لو كان كساب أمامها لتصفعه ولكن مع تلك الرغبة كان هناك إحساس غريب مجهول. كرهته حتى النخاع!!



    بينما هو على الطرف الآخر كان يهدف إلى شيء آخر من هذا التلاعب استراتيجية حرب تسمى تخدير مشاعر العدوللوصول لمرحلة أخرى


    يتمنى بالفعل أن يرى هذه الصبية حينما تسلم رايتها يريد أن يشعر بها أنثى تذوب من كلماته ترتعش من همساته التي سيتفضل بها عليها

    يريد ربما أن يرضي غروره حينما يرى أنه أخضع هذه الأنثى القوية لما يريد

    وما يريده هو أن تكون هي كما يشاء

    يريد إعادة صنعها كيف يشاء مادامت قد ارتبطت به وأرتبط بها

    يعلم أنها مهمة عسيرة ولكن ليس عليه

    ليس عليه هــو !!






    ***************************************






    اقترب آذان الفجر هو لم يعد ولم يتصل ولم يرد على اتصالاتها ورسائلها حتى تكاد تذوب قلقا وحزنا

    حتى وإن كان غاضبا منها فلا يليق مطلقا أن يتصرف تصرفات المراهقين هذه

    فكلاهما شخصان ناضجان من المفترض أن يتعاملا مع مشاكلهما بالنضج الكافي

    ألا يكفي أنه رفض مجرد الجلوس والتحاوررغم أنه دائما يتبجح أنه يرفض ترك مشاكله معلقه

    ثم بعد ذلك خرج بطريقة أقل مايقال عنها غير مهذبة ثم بعد ذلك كله يقتلها بالقلق عليه

    هذه الليلة هي الليلة الأولى بعد زواجهما التي تكون فيها وحيدة من غيره

    الليلة الأولى التي تقضيها ساهرة بعيدا عن حضنه

    لا تنكر أبدا أن شعورا مرا بالخواء تسرب إلى روحها وهي تجلس على سريرها وتنظر إلى مكانه الخالي جواره

    وتهمس بألم وهي تميل لتمسح المكان: الله لا يخلي المكان من راعيه


    تنظر لساعتها لم يبق على آذان الفجر شيئا من المفترض أن يكون في دوامه الآن فكيف يكون ذهب وهو لم يعد لارتداء بدلته العسكرية

    سالت دموعها حارة لاهبة رغما عنها

    شعرت أنها عاجزة عن سحب أنفاسها وضيق عميق يطبق على روحها

    أسندت رأسها لركبتيها التي ضمتها لصدرها وهي تجلس على سريرها لتهدر مزيدا من دموعها ودعواتها أن يحفظه المولى وألا يريها شرا به


    رنة رسالة انتزعتها من حالتها التقطت الهاتف بلهفة بقلق وتوتر سمت باسم الله وهي تفتحه:


    " أنا في الدوام

    طوّل العشا شوي فطلعت للمعسكر على طول"


    حينها ألقت بالهاتف جوارها وهي تشهق شهقات خافتة

    تبكي لأنها اطمئنت عليه بعد كل هذا الشد

    وتبكي لأنها غاضبة منه أولا تجاهل اتصالاتها ورسائلها كل هذا الوقت الطويل

    ثم حين يرد عليها يستكثر أن يتصل بها و يرد عليها بهذه الرسالة الباردة







    ******************************************






    " والله ماهقيت الموضوع بيعدي كذا اللهم لك الحمد والشكر

    كنت قاعد ماسك على يدك وأنا أشوف أشلون يدك ترجف وعيونك تولع

    وأدعي ربي وأقول يا الله سترك يا الله سترك"


    عبدالله يسند رأسه للخلف بإرهاق عميق وهو يهمس بنبرة موجوعة:

    حتى أنا ماهقيت أني بأمسك أعصابي أنت بنفسك شفت أشلون كانت هي ومحاميها قاعدين يستفزوني

    تدري يا صالح كل ماطرى علي مشهد موت خالد أحس أني أبي أقوم أنط في حلقها وكل ماجيت بأقوم طرا علي حسن

    أقول فيه واحد مات وواحد حي من اللي محتاجني أكثر

    ساعتين التحقيق كانت عذاب حسيت أني بأموت من القهر والوجيعة


    صالح يبتسم وهو يربت على كتف عبدالله : الحمدلله يا ابن الحلال المهم أنه خلاص خلصنا وبكرة راجعين لديرتنا


    عبدالله يهمس بشجن موجوع: والله مافيني صبر

    ثم أردف بألم عميق: ظنك إن ابي بيبطي لين يسامحني












    رد مع اقتباس  

  10. #100  
    المشاركات
    3,260

    طرقات هادئة ترتفع على باب غرفة غانم الذي كان يستبدل ملابسه هتف بحزم: دقيقة ياللي عند الباب


    ثم فتح ليجد نجلاء أمامه هتف بترحيب وهو يقبل جبينها: حيا الله أم خالد ياهلا والله بالغالية


    حين دخلت لاحظ هالات سوداء حول عينيها توحي بإرهاق يخفي خلفه حزنا وتوترا وقلقا يتجاوز الإرهاق وكل معانيه

    غانم مد يده ومسح خدها بحنان وهو يهتف بقلق: نجلا اشفيش


    تفاجئ غانم بل فُجع بها ترتمي على صدره وتنتحب فنجلاء بالذات معروفة لدى الجميع بسيطرتها على نفسها ونادرا جدا ما رآها غانم تبكي

    لذا علم أن خلف البكاء أمرا جللا لذا شدها لحضنه وهو يهددها: نجلا عسى ماشر ليش ذا الدموع

    قولي لي جعلني فداش أفا عليش تبكين وإلا تتضايقين وغانم موجود


    نجلاء منذ سمعت حوار فهد وهزاع البارحة وهي دوامات صراع مزقت روحها لم تستطع أن تنم مطلقا وعشرات الصور المتخيلة الكريهة تقفز لذاكرتها

    لا تستبعد أبدا فكرة أن صالح قد يتزوج فهو سبق أن خطب أرملة عبدالله

    لكنها حينها لم تقلق لأنها كانت تعلم أن جوزا لن توافق عليه

    فهي بداخلها كانت مطمئنة أنه سيبقى لها

    ولكن أن يتزوج وبهذه الطريقة الجارحة لها

    لم يفعلها وهي غاضبة في بيت أهلها فيفعلها الآن بعد أن عادت إليه


    (ولكن هل أنتي فعلا عدت إليه يا نجلا

    أتخدعين نفسكِ أم تخدعينه؟!)


    (حتى ولو نعم عدت له وأنا الآن في بيته

    لا يجوز أن يتصرف معي هكذا

    يريد أن يتزوج من حقي أن يحترمني ويصارحني

    لا أن يتزوج في السر ثم يريد أن يسكنها في بيتي)


    (الآن أصبح بيتكِ وأنتِ من هربت من البيت وصاحبه)


    (نعم بيتي وقبل ذلك زوجي

    لا يهمني البيت يهمني صاحبه

    يستحيل أن أتنازل عن صالح لسواي)


    (صحوة متأخرة جدا هذه الصحوة

    الآن تريدين صالح

    أين كنتِ طوال الأشهر الماضية وهو يرجوكِ ويسكب مشاعره تحت قدميك

    دون أدنى رحمة منك)


    (جرحني جرحني!!

    وجرح الغاليين غال)


    (واعتذار الغاليين أ ليس غاليا مثلهم؟!)


    (مرهقة أنا

    يكفيني مابي لا تزدها علي أرجوك

    أشعر أني على شفير هاوية وأنتظر فقط من يدفع بي حتى أهوي)



    غانم تنهمر مشاعره مع هذه الباكية بين ذراعيه ولا تجيب عن تساؤلاته: أم خالد بس قطعتي قلبي وش اللي يخليش تبكين كذا


    نجلاء بين شهقاتها: صالح تزوج علي أو بيتزوج علي


    حينها تصلب جسد غانم وشعرت هي بذلك وهو يبعدها عن حضنه لينظر إلى وجهها الذي تفجر احمرارا واضحا في بياضها

    وهو يهتف بغضب: وذا البكاء كله عشان صالح تزوج او بيتزوج

    إذا هو ماعرف قيمتش هلش يعرفونها

    مابه شيء يستاهل دموعش

    وصالح مهما صار يظل أخي وأنتي أختيبغيتيه فهو رجالش وأبو عيالش ومهوب أول رجّال ولا أخر رجال يعرس

    ما بغيتيه بيت هلش مهوب عاجز منش


    حينها جلست نجلاء على السرير وهي تنتحب: هذا وأنا جايتك أبي مساعدتك تسوي فيني كذا


    غانم يتنهد: زين أشلون تبين أساعدش تبين أهدد صالح وأقول له لو عرست على أختي كفختك.

    تراني حاضر


    نجلاء تحاول تهدئة نفسها: لا أبي خدمة أبسط من كذا

    صالح جاي بكرة على رحلة من أمريكا ما أدري بالضبط أي وقت

    وأنت عارف فيه كم طيارة تنزل المطار جايه من عدة ولايات في أوقات مختلفة ويمكن يكون بيسافر ترانزيت

    أبيك تعرف بالضبط على أي طيارة هو


    غانم هز كتفيه: هذي سهلة أقدر أطلعها من السيستم وغيرها


    نجلاء بتردد: أبيك تستقبله وتشوف من هو جايب معه لأنه مهوب راضي حد يستقبله ولا يقول لأحد هو متى جاي

    وقلبي قارصني من ذا السالفة وخصوصا أنه طلب إن البيت يتشطب في السر

    هذا كله ما تشوفه شيء مريب


    حينها هتف غانم بغضب: ماهقيتها منك ياصالح عرس وفي السر

    يبي يعرس على بنتنا يأتي ويبلغنا لأن السنع كذا

    والله ماهقيتها منه أبو خالد.


    نجلاء تختنق ضيقا: الحين أنت سويتها سنع ومهوب سنع أنا ما أبي صالح يعرس علي في السر وإلا في العلن


    غانم يشير بيده : خلاص خلاص الحين وأنتي قاعدة بأطلع لش على أي طيارة جاي. هذا لو كان حجزه على الخطوط القطرية


    غانم أنهى عبارته وتناول هاتفه ليقوم باتصال سريع وكما هو معروف حجز الطائرات يكون باسم العائلة

    لذا أعطى الطرف الآخر اسم عائلته قبل اسم صالح


    الطرف الآخر بنبرة مهنية: أي واحد تسأل عنه

    صالح خالد آل ليث الـ

    وإلا عبدالله خالد آل ليث الـ


    غانم شعر كما لو أن قنبلة تفجرت في منتصف رأسه وريقه يجف تماما وهو يسأل بحذر:

    نعم عيد ما سمعتك


    الطرف الآخر بنفس النبرة المهنية: أقول عن أي واحد تسأل

    صالح خالد آل ليث الـ

    وإلا عبدالله خالد آل ليث الـ


    غانم شعر بعينيه تغيمان وروحه تُسحب منه وهو يحاول أن يهتف باصطناع فاشل:

    خلاص خلاص شكرا بأكون هناك


    ثم جلس بجوار نجلا على سريره شعر أن قدميه عاجزتان عن حملهوأنه سيهوي ساقطا على الأرض

    نجلاء استدارت له بقلق وسألته: وش فيك غانم


    غانم لا يستطيع حتى النظر إليها يخشى أن تفضح نظراته صدمته الكاسحة

    (معقولة عبدالله يرجع من الموت

    مستحيل مستحيل

    مـــســــحـــيــــل !!

    بس الاسم نفس الاسم

    ومع صالح على الطيارة

    عبدالله

    عبدالله حي معقولة

    إذا كان فعلا حي فتصرفات صالح كلها مبررة الحين ومفهومة)



    غانم يقفز لينتزع من الدولاب لباس الطيارين. رغم أنه عاد للتو من المطار

    ففي رأسه موال ما

    سيكون على متن الطائرة التي ستسافر بعد قليل لتعود في الغد سيسافر حتى لو كمساعد ثالث أو مجرد عضو في الطاقم

    لأنه هذه الطريقة الوحيدة ليسافر فليس هناك وقت ليحجز كمسافر

    لابد أن يتأكد بنفسه لن يستطيع الانتظار للغد


    نجلاء تفجر قلقها أمواجا عاتية وهي ترى غانما يتحول لآله لا تفكر

    وهو ينتزع ملابسه ويتجه بها للحمام ويلبس في أقل من دقيقة وينزل راكضا دون أن يغلق أزرار قميصه حتى

    ودون حتى أن يسمع نداءاتها ورجاءاتها الحارة التي تحولت بعد ذلك لشهقات عالية وهي تنهار على رخام غرفته البارد







    *********************************






    كانت نائمة بعد الليلة المريعة التي قضتها البارحة

    من بعد صلاة الفجر استلقت على فراشها حاولت تنحية ألمها من تصرف منصور جانبا ولكنها لم تستطع قضت وقتا طويلا تفكر قبل أن تنام

    لا يخلو بيت من المشكلات ولا توجد علاقة بين زوجين تخلو من المنغصات

    تعلم ذلك جيدا

    ورغم أن منصور بدأ بالفعل يستحوذ على جزء كبير من تفكيرها ومشاعرها

    ولكن شخصيته الحادة المسيطرة توتر شخصيتها الرائقة الهادئة

    قد تقول أنهما قد يكونان هكذا متناسبان وهي بمرونتها تحتوي صلافته وتشدده

    ولكن الاحتواء في العلاقة الزوجية لابد أن يكون متبادلا

    لا يمكن أن تكون هي الطرف المحتوي طوال الوقت سيأتي حينها يوم تُستنفذ كل مرونتها وتنفجر

    ولشد ما تخشى ذلك فهي ليست هكذا ولطالما احتملت الكثير طوال حياتهاوأكثر من ذلك بكثير. ولكن أ لم يئن الأوان لترتاح؟!


    كانت هذه هي أفكارها حينما نامت وهي تشعر بصداع شديدمازالت تشعر به حتى وهي نائمة

    فليلة البارحة كفيلة بتفجير أقوى صداع لم تتناول شيئا من بعد الغداء لأنها لم تتعشَ بعد مغادرة منصور

    عدا البكاء والتوتر وجلستها الطويلة المتصلبة في انتظاره


    فهل تحول الصداع لطرقات ناعمة على عضدها الآن؟!

    طرقات ناعمة على عضدها ثم همسات دافئة في أذنها ثم قبلات حانية على صدغها ويديها


    فتحت عينيها بخفة ثم عادت لإغلاقها لشدة إحساسها بالألم في رأسها وانتفاخ عينيها

    همست بألم دون أن تفتح عينيها: جيت حبيبي وإلا ممنوع أقول حبيبي


    منصور تمدد جوارها وهو يدخل ذراعه تحت رأسها ثم يضمها لصدره وهو مازال بلباسه العسكري الكامل حتى الحذاء والقبعة العسكرية

    ويهتف وهو يبتسم: إلا حبيبش ونص وإلا عندش حبيب غيري


    حينها دفنت عفراء وجهها في صدره وبكت بشفافية: دام حبيبي ونص ليه اللي سويته البارحة


    منصور اعتدل جالسا بميل وهو يُجلسها معه ثم هتف بجزع: تبكين يا قلبي أفا عليش ترا حتى منصور ما يستاهل دموعش

    سامحيني يالغالية أدري زودتها البارحة بس والله من غلاش عندي


    عفراء تجلس بشكل مائل وهي مازالت تسند رأسها لصدره وتهمس من بين دموعها التي تسيل بصمت وعيناها مازالتا مغلقتان:

    تدري منصور والله ماهمني اللي قلته البارحة كثر ماهمني اللي سويته فيني عقب

    يعني ماهان عليك تطمني عليك وانا محترقة من المحاتاة


    منصور بمودة شاسعة: سامحيني ياقلبي والله العظيم التلفون على الصامت في مخباي ما أحب كل شوي أرد إذا كنت في جمعة رياجيل كبيرة

    ومع إنه والله العظيم إن العشا ماطب حلقي بس السهرة طولت شوي

    ويوم شفت الساعة إلا دوامي مابقى عليه شيء

    طلعت للمعسكر دايركت وبدلت هناك وكان عندنا تدريب مبكر

    وقتها شفت اتصالاتش حتى المسجات مالحقت أفتحها طرشت لش على السريع

    ووالله العظيم إن قلبي قارصني عليش وعقب ماقريت المسجات ودريت إنش متروعة علي كذا

    حتى الدوام ماقدرت أكمله رجعت بسرعة عقب ماخلصت شغلاتي الضرورية

    ها سامحتيني وإلا لا لأني أنا ترا ماسامحت نفسي


    عفراء تقبل صدره مكان رأسها وتهمس بإرهاق: ما أقدر أزعل عليك ياقلبي بس تكفى ما تسويها فيني مرة ثانية حتى لو كنت زعلان علي


    منصور يهتف بحنان: زين يوم أنتي منتي بزعلانة بطلي عيونش أشوفها


    عفراء بصوتها المرهق: حاولت منصور بس ماقدرت عيوني منتفخة ورأسي بينفجر من الصداع شكله الضغط مرتفع عندي


    منصور بجزع: ضغط ثم أردف بغضب من نفسه: كله مني كله مني يالله قومي أوديش المستشفى


    عفراء برفض رقيق: مافيه داعي بس تكفى عطني بنادول من جنبك وبأنام شوي وبأقوم زينة أبي أنام بس


    منصور يتصل بالخادمة في الأسفل حتى تحضر حليبا باردا حتى لا تتناول المسكن على معدة خالية ثم يلتفت لعفراء ويهمس لها بحنان مصفى:

    والله يا قلبي مالي وجه منش سامحيني يالغالية

    أنا بأخليش تنامين الحين لكن لو رجعت وانتي تعبانة بأشلش غصب وأوديش المستشفى

    كان عندي موعد العصر خلاص بأروح له الحين عشان أتفرغ لش



    .

    .

    .

    .



    منصور كان متوجها لموعده حين رن هاتفه نظر للاسم ثم التقطه رد بابتسامة: هلا والله بالغالية


    صوتها الرقيق: الله يغليك عن ربعك


    رد عليها بمرح: أبي أكون غالي عند خالتش وبس


    ردت عليه مزون بابتسامة: وأنت غالي عند خالتي وعلى طاري خالتي أتصل عليها ماترد علي مهوب عوايدها راقدة لذا الحزة


    منصور يرد عليها بهدوء: خالتش راقدة تعبانة شوي توني خليتها الحين


    حينها أشرق وجه مزون وهي تهمس بخجل باسم تخفي خلفه سعادة عارمة:

    مبروك ياعمي بس توه ما يبين وحم صح وإلا أنا غلطانة


    حينها انفجر منصور ضاحكا: ياحليلش يامزون وين راح مخش

    بتباركين لنا إن شاء الله قريب بس مهوب الحين تو الناس


    وجه مزون اشتعل احمرارا وهي تسب نفسها

    (صدق إني ملقوفة حامل وإلا مهيب حامل

    مالقيت حد أبارك له إلا عمي

    بس اللي صار فلتت الكلمة)

    همست بخفوت تخفي خلفه حرجها: زين أقدر أروح لها


    منصور بحنان: والله يأبيش هي الحين نايمة. تعالي العصر


    .

    .

    .


    بعد نصف ساعة



    " ها يا دكتور طولت فحوصك"


    الطبيب يرفع عينيه عن الأوراق أمامه استجابة لعبارة منصور الحازمة ويبتسم:

    شوف يا أستاز منصور

    زي مائلت لي تمام في الفحص اللي عملته ئبل

    أنت عندك مشكلة بسيطة خالص وعلاجها سهل خالص كمان ومضمون بإزن الله مية في المية


    منصور بحزم: هذا كله أنا عارفة متى بنبدأ العلاج وأهم شيء متى بيعطي نتيجة


    الطبيب بابتسامته المهنية: ست سبع شهور بإزن الله وتكون في السليم


    منصور قفز بشكل حاد وهو يميل على مكتب الطبيب ويهتف بغضب: نعم وش قلت


    الطبيب رغما عنه انكمش قليلا وهو يرى طول منصور الفارع يميل عليه وهتف بصوت أخفت: بائول ست سبع شهور بس


    منصور شد له نفسا عميقا ثم عاود الجلوس وهو يهتف بثقة: أنا ما اقدر أصبر حتى شهر واحد أبي نتيجة فورية


    الطبيب بذات النبرة المهنية: استاز منصور اللي بتئوله مش منطقي خالص

    دا طب مش سحر زي أفلام الكارتون

    يعني الدوا لازم ياخد وئته ومفعوله عشان يجيب نتيجة


    حينها وقف منصور وهو يهتف بحزم: هذا أخر كلام


    الطبيب هز كتفيه: أكيد أخر كلام ولو رحت لألف دكتور هيئول لك نفس الكلام


    منصور بحزم بالغ: خلاص مع السلامة


    الطبيب باستغراب: والعلاج


    منصور بذات نبرته الحازمة: خلاص ما أبي أتعالج


    الطبيب باستغراب أشد: استاز منصور كلو بإزن الله بس لو أنته ماخدتش العلاج مستحيل يصير حمل


    منصور يغادر: بعد ست وإلا سبع شهور الله عالم وش يصير



    منصور غادر العيادة وضيق غاضب يتصاعد في روحه على كل الأطباء الفاشلين

    كان صعبا عليه أن يتخذ قرارا بالعلاج لأنه كان مقتنعا بعدم رغبته بالأطفال

    ولكنه رأى أن الوسيلة الوحيدة التي ستربط عفرا به هي طفل

    فإذا كانت مستعدة أن تتخلى عنه من أجل ابنة ماعادت تحتاجها

    فمن باب أولى أنها ستتمسك به من أجل طفل هو من يحتاجها

    بدت الفكرة له أول مافكر بها : مقيتة وجارحة ومهينة أن يفكر هو العقيد منصور أن يربط امرأة به رغما عنها

    ولكنه كما قال لعفراء فكر بطريقة العساكر الأهم فالمهم

    والأهم عنده هو عفرا وعفرا فقط

    بعد ذلك بدت له الفكرة غير سيئة إطلاقا بل مثيرة وجذابة وإنسانية لأبعد حد

    يكون أبا ولطفل من عفرا

    وبعد ذلك وهو يجري الفحوصات سيطرت فكرة الطفل عليه تماما وهي تلغي كل أفكاره البالية القديمة

    فعلا شروط وأنت على البر مختلفة حينما تدخل البحر

    هو الآن يريد درزينة من الأطفال إن كانت عفراء أمهم

    لكن بما أن العلاج يريد وقتا يريد أن يضمن قبلا أن عفراء ستبقى معه ومن أجله هو

    فهو لا يستطيع منعها من زيارة ابنتها طوال هذا الوقت

    ورغم كل الضيق الذي يشعر به لفشل مخططاته ولكنه لن يستسلم لن يتخلى عن عفراء بعد أن وجدها

    لذا فلينقل معركته إلى ساحة قتال أخرى






    *******************************************






    رد مع اقتباس  

صفحة 10 من 29 الأولىالأولى ... 8910111220 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •