الملاحظات
صفحة 6 من 29 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #51  
    المشاركات
    3,260

    " مبروك مبروك ألف مبروك
    والله العظيم من فرحتي ودي أحجز الليلة وأجيك"

    كسّاب بسخرية مبطنة: لا أكون فتحت عكا وأنا مادريت ترا كل السالفة مرة

    علي يبتسم: صدق إنك بايخ وما عندك إحساس الحين نصك الحلو اللي تصير أم عيالك وشريكة حياتك
    اسمها "كل السالفة مرة!!" (قالها وهو يقلد طريقة كسّاب الساخرة)

    كسّاب بذات النبرة الساخرة: لأنه هذي هي كل السالفة مرة
    يعني ما تحتاج المهرجان اللي مسويه أنت وأبيك وهو يحدد موعد العرس عقب شهر واحد بس

    علي بسعادة صافية: يا كثر بربرتك على الفاضي تلاقيك تنطط من الوناسة ومسوي روحك ولا همك
    والحين اسمعني ترا حجزك حق شهر العسل علي أنا والله العظيم ما تقول شيء
    بأحجز لك هنا في جنيف أحلى فندق وبأسوي لك أحلى برنامج
    وأنا أساسا بأكون في الدوحة.فخذوا راحتكم ماعندكم عزول.

    كسّاب بغضب: استغفر يا ابن الحلال وشو له ذا الحلايف. يمكن أنا ما أبي أسافر تجبرني

    علي بمودة صافية: إيه بأجبرك. إذا مهوب عشانك عشان مرت أخي الكبير أم زايد
    وعجلوا علينا بزايد. يانا مشتاق لبيبي صغير ندلعه ويخلي بيتنا فيه حياة وصريخ شوي.




    ***********************************




    طرقاته التي تميزه والتي هي تعرفها جيدا ترتفع على الباب

    رغم أنها تعلم أن ارتباطه بوضحى أقوى وعلاقته بها أمتن
    ولكنه يبقى قريبا جدا من روحها وتحبه كثيرا ولكن بطريقتها الخاصة
    ولكن الأغرب أنها الآن تشعر بالخشية من هذا الفتى الصامت تخشى نظرته السابرة
    لذا تمنت ألا تفتح له وهي مازالت تحتاج للتأقلم مع الفكرة
    لو أن الطارق أحد سواه لم تكن لتتردد لحظة في الفتح
    لا تريد أن يشعر أي أحد بخيبة أملها!! ولا أنها قد تتردد في المواجهة

    ولكن تميم شيء آخر
    فهو لن يسمع صوتها الحازم الواثق الذي تصيغه بمهارة لتقنع الجميع أنها وافقت بملء قناعتها
    لن يحتاج إلى محاورتها بالكلمات التي تبرع فيها
    بل سينفذ مباشرة عبر بحيرتي عينيها.
    ولشد ما تخشى هذا النفاذ!!!

    تنهدت بعمق وهي تشد قامتها وتسحب شهيقا عميقا تبتسم ثم تفتح الباب

    تقدم خطوتين للداخل وهو وجهه ترتسم ابتسامة غاية في النقاء والصفاء والمودة قبل رأسها ثم أشار:
    مبروك يا عروسة

    كاسرة تشير بثقة وهي تتحاشى النظر لعينيه بطريقة بارعة وتركز على يديه: الله يبارك فيك

    تميم يبتسم: سبق لي تعاملت معه وسوينا صيانة لكمبيوترات شركته كلها
    رجال محترم وفيه خير الله يهنيش

    كاسرة تشير بذات الثقة: ويهنيك ونشوفك عريس قريب إن شاء الله

    تميم يشير وفي عينيه نظرة مقصودة: إن شاء الله وما يصير يعني تردين علي وعينش في عيني

    ابتسمت كاسرة وهي تنظر له بشكل مباشر وتشير باصطناع بارع: ملكتي توها الليلة مايحق لي استحي من أخي يعني

    تميم يربت على خدها: يحق لش يا الغالية. بس تعودت أنش على طول واثقة من نفسش
    ويوم تتكلمين تحطين عينش في عين اللي تكلمينه يعني أنا متعود على شوفت نظرة عيونش الحلوة وأنتي تأشرين لي

    ثم أكمل وهو ينسحب: ألف مبروك مرة ثانية وأتمنى إن السالفة فعلا حيا مهوب شيء ثاني




    ************************************



    تمسح على شعره بحنان مصفى وتهمس برقة عذبة: ماشاء الله كل ما يكبر كل ما يشبه أبيه أكثر

    شعاع تتنهد بابتسامة مثقلة بالضيق: ياذا الأب اللي منتي براضية تطلعينه من راسش
    خلاص جوزا أنتي الحين مرت امهاب.

    جوزاء تجيبها بألم: والله شعاع كلمة عفوية ماقصدت فيها شيء
    تدرين اشعيع مشكلتش إنش تظنين إني أتذكر عبدالله بالطريقة الإيجايبة
    عبدالله أتذكره في حياتي كمأساة وبس يبي لي وقت لين أتأقلم
    يعني يا شعاع تخيلي لو كانت يدش في الجبس تكرهين الجبس هذا ومضيق عليش وتمنين اليوم اللي تخلصين منه
    ومع كذا يوم يشيلونه عنش تحسين بالفراغ يعني أنا أربع سنين وأنا في مأساة
    والحين أحس المأساة انشالت عني. ابي لي وقت قبل أتعود الانطلاق
    ولو انه الجبس هذا ترك تشويه جامد في يدي
    كفاية دراستي اللي ماعاد قدرت أكملها

    شعاع بضيق: والله حرام جوزا كنتي فصل تخرج وباقي لش مادتين بس

    جوزاء هزت كتفيها بألم عميق: قولي لي اشلون اكمل مات وأنا في في بداية الفصل وحاديت ثمان شهور وعقبه في يدي طفل صغير خايفة عليه من كل شيء
    وعقبه الشهور مرت ودفعتي كلهم تخرجوا وأنا طاف علي وقت الرجعة
    وما بقى لي غير الحسرة

    شعاع تهز كتفيها: تدرين جوزا كل ما أتذكر فترة حدداش أستغرب اصرار أبوصالح إنه تحادين عنده في البيت
    ابي تضايق وقتها واجد من ذا السالفة كان يبيش تجين عندنا

    جوزاء هزت كتفيها بألم أعمق وأعمق: لولا إن ابي حلف عقب ما ولدت إني ما اطلع من المستشفى إلا على بيته
    وإلا يمكن ابو صالح كان حلف أرجع عقب ما ولدت عنده
    تذكرين حلوفته على أبي أيام حدادي إني ما أطلع من بيتي على قولته. قال له أبي وهو زعلان من السالفة (بيتك فيه شباب مهوب محارم لها)
    قال باطلعهم من البيت. وفعلا هزاع وفهد طول فترة حدادي وهم مقيمين في المجلس
    وصالح نزل غرفة تحت وفتح لها باب على برا.
    كرهت روحي كره. حسيت إني عفست حياتهم فوق حدر. والكل يحملني الذنب بنظراته
    بس والله مهوب ذنبي ذنب أبو صالح اللي كان يبي يعاقبني على موت ولده الغالي




    *****************************



    عفراء أنهت قبل دقائق اتصالا مع كسّاب وطلبت منه مالا حتى تشتري شبكته في الغد
    تشعر بسعادة لطيفة تغزو روحها
    وهي تجد شيئا تدفن فيه فوضى وجعها ويشغلها عن التفكير الذي جعل روحها تتأكلوالوحدة تلتهمها التهاما
    كان بودها لو تبات مزون عندها ولكنها يستحيل أن تطلب منها ذلك
    لأنها تعلم أن زايدا لا يرضى أن تبات خارج المنزل بعيدا عنه

    نظرت لساعة الهاتف الذي مازال في يدها كانت الساعة تقترب من الواحدة والنصف بعد منتصف الليل
    كانت على وشك النهوض لتصلي قيامها ثم تنام فلديها غدا دوام في المدرسة
    ولكنها قبل أن تتحرك سمعت حركة غريبة
    ابتلعت ريقها جزعا وأرهفت السمع ودقات قلبها تتصاعد بعنف

    "هل هذا صوت خطوات أم يخيل لي"

    صوت خطوات أقدام ثقيلة تتسحب قريبا منها
    عفراء شعرت أن قلبها سيتوقف من الرعب وهي عاجزة عن التنفس حتى وركبتاها بدأتا تتصاكان
    ولكنها تناولت هاتفها بخفة وهي تضعه على أذنها بخفاء بعد أن أعادت الاتصال بكسّاب وتهمس بخفوت بالغ مختنق وكلماتها تتناثر:
    كسّاب الحقني فيه حرامي عندي في البيت

    وصلها صراخ كسّاب المزمجر المرعب الذي بدا لها أنه يكلمها وهو يركض:
    سكري على روحش في أقرب غرفة أقل من دقيقة وأنا عندش

    عفراء وقفت بهدوء جزع وريقها يجف تماما وهي تشعر أن شعر جسدها قد وقف كله والدم توقف عن عبور شرايينها
    وتيارات رعب لا حدود لها تمر عبر مسامات جسدها كلسعات الكهرباء
    لأنها شعرت أن الحركة أصبحت قريبة جدا منها

    لذا قررت أن تركض بأسرع ما تستطيع وبالفعل بدأت بالتنفيذ وهي تركض ناحية الدرج
    لولا اليد القوية التي منعتها من الصعود وأمسكت بها بقوة وألقتها بكل عنف على الدرجات الرخامية.



    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  2. #52  
    المشاركات
    3,260

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    تحية المساء وهجعة الليل وسكونه


    ألف مرحب بكل حرف وكل معلقة وكل مشتركة جديدة


    بكل نبض جديد وكل نبض قديم يتعمق


    .


    مرحلة أخرى في بين الأمس واليوم نعبرها


    وتبدأ الأحداث بالتوالي


    .


    بنات اللي حابة تنسخ البارتات لاستخدامها الشخصي فقط وليس للنشر


    مرخوصة وحياها الله


    .


    .


    وبنات بالنسبة للردود المحذوفة ليس أبدا عشان ضغط الصفحات


    لكن الردود اللي تكون مخالفة لقوانين القسم


    وللاطلاع على شروط المشاركات الإطلاع على رقم 7 من القوانين على الرابط




    والمشرفات فقط يهدفن للمصلحة العامة


    عشان كذا أرجوكم لا أحد يتضايق من حذف رده لأنه موب مقصود فيه بشكل شخصي


    لكن هو قانون عام


    .


    .


    اختلاف بلدان صديقاتي المتابعات يمكن أحدث شوي لبس في قضية التفكير


    فبعض القارئات العزيزات ظنوا إني لما جبت صورة عبدالله وهو يسلخ له خروف


    إني كنت أقصد شيء سلبي


    لا والله :)


    الحكاية ما فيها إن البنات كانوا يقولون عبدالله شاذ أو جنس ثالث عشانه وسيم


    ومثل ما تعرفون هالفئة -الله يحمي أولادنا وأولادكم- يكون فيهم ميوعه وليونة


    لكن اللي حبيت أبينه إن عبدالله رجّال طبيعي بل قلبه قوي ومرجلته حاضره


    وعشان كذا جبت الصورة


    وقصدت ابينها من باب طريف ليس إلا.


    .


    .



    نظام البيوت عندنا عشان الناس اللي استغربوا دخول حد لبيت عفراء


    مثل ما قلت لكم قبل أنا أتكلم عن مجتمعي


    وبصراحة ولله الحمد ألف حمد قطر بلد آمان إن شاء الله. مع أني أشوف إن الحرص واجب


    بس اللي يصير بكل صراحة وخصوصا في بيوت العوايل الكبيرة


    إنه باب الحوش الخارجي ابدا ما يتسكر لا ليل ولا نهار


    وأحيان كثيرة أيضا الباب الرئيسي اللي يدخل على البيت


    أدري بتقولون موب معقول. بس هذا فعلا اللي يصير


    ليش


    لأنه غالبا المجلس العود برا أو يفتح على الشارع ويكون له باب على البيت


    وشباب البيت ماشاء الله طالعين داخلين وسياراتهم طالعة داخلة


    خصوصا لو كان فيهم عسكريين كل يوم دوامه شكل مرة الفجر مرة آخر الليل


    فصعب البيبان تتسكر


    وصعب أكثر حد يتجرأ على دخول البيت


    وأنا أتكلم هنا عن البيوت الكبيرة اللي فيها ناس كثيرة


    .


    نجي لنظام بيت زايد بيت زايد بيت ضخم في سور أضخم


    مجلسه مفتوح على الشارع


    وبيت عفراء ورا بيته ومعه في نفس السور


    أكيد بما أن عفراء ساكنة بروحها إنها تقفل البيان أكيد بس لا تنسون مزون توها طلعت من عندها وخلت الباب مفتوح


    عدا أنه الباب اللي يفتح المطبخ على برا ممكن يكون مفتوح


    يعني في طريقين ممكن يكون دخل معهم


    واليوم نشوف من وش اللي صار.


    .


    .


    اليوم أيضا سيكون رد وضحى على خطبة عبدالرحمن


    ويحدث أمر خطير في موضوع خطبة تميم وسميرة


    ونختم بقفلة ظريفة وبعدها قفلة أظرف


    ونتعرف الجزء القادم على ما سيحدث في موضوع القفلتين


    .


    يالله طولت عليكم الهذرة


    .


    إليكم الجزء الثامن عشر


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    وموعدنا الجاي يوم الثلاثاء في الوقت المعتاد


    .


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن عشر






    في مجلس زايد مازالت السهرة ممتدة بين كسّاب ومنصور احتفالا بعقد قران كسّاب

    هو احتفال من وجهة نظر منصور ربما!!



    منصور يهتف بابتسامة: كان خاطري تشوف وجهك يوم قال لك الشيخ إنها شرطت شغلها

    حسيت إنك تبي تقوم تعطي الشيخ كفين


    ابتسم كسّاب بتهكم: والشيخ ليه يعطيها أساسا مجال تتشّرط هي وجهها

    ليه ما قال لها المره مالها إلا بيتها وتلايطي يا حرتي ليتني كنت موجود

    أنا تتشرط علي الشيخة. زين دواها عندي


    كانا مستغرقين في الحديث حينما رن هاتف كسّاب كانت خالته

    تناوله بذهن خالي: لحقتي تشتاقين لي. توش مسكرة من خمس دقايق


    كسّاب قفز على قدميه وبدأ يركض وهو يصرخ ويزمجر بصوت مرعب:

    سكري على روحش في أقرب غرفة أقل من دقيقة وأنا عندش


    منصور حينما رأى حالة كسّاب وسمع صراخه شعر أن ورائه مصيبة ما لذا ركض خلفه دون أدنى تردد





    قبل ذلك بدقيقة في بيت عفراء



    عفراء تنظر لساعة الهاتف الذي مازال في يدها كانت الساعة تقترب من الواحدة والنصف بعد منتصف الليل

    كانت على وشك النهوض لتصلي قيامها ثم تنام فلديها غدا دوام في المدرسة

    ولكنها قبل أن تتحرك سمعت حركةغريبة
    ابتلعت ريقها جزعا وأرهفت السمع ودقات قلبها تتصاعد بعنف






    "هل هذا صوت خطواتأم يخيل لي"


    صوت خطوات أقدام ثقيلة تتسحب قريبا منها

    عفراء شعرت أن قلبها سيتوقف من الرعب وهي عاجزة عن التنفس حتى وركبتاها بدأتا تتصاكان


    ولكنها تناولت هاتفها بخفة وهي تضعه على أذنها بخفاء بعد أن أعادت الاتصال بكسّاب وهمست بخفوت بالغ مختنق وكلماتها تتناثر:
    كسّاب الحقني فيه حرامي عندي في البيت






    وصلها صراخ كسّاب المزمجر المرعب الذي بدا لها أنه يكلمها وهو يركض:

    سكري على روحش في أقرب غرفة أقل من دقيقة وأنا عندش




    عفراء وقفت بهدوء جزع وريقها يجف تماما وهي تشعر أن شعر جسدها قد وقف كله والدم توقف عن عبور شرايينها

    وتيارات رعب لاحدود لها تمر عبر مسامات جسدها كلسعات الكهرباء

    لأنها شعرت أن الحركة أصبحت قريبة جدا منها






    لذا قررت أن تركض بأسرع ما تستطيع وبالفعل بدأت بالتنفيذ وهي تركض ناحية الدرج

    لولا اليد القوية التي منعتها من الصعود وأمسكت بها بقوة وألقتها بكل عنف على الدرجات الرخامية.





    لتشعر كما لو أن ألف شظية انفجرت في ظهرها

    وألم لا يحتمل يتخلل خلاياها لدرجة جعلتها عاجزة عن رؤية الوجه الغريب الذي لم تتعرفه أبدا ولم يسبق لها رؤيته

    كان غرضه الأساسي للدخول هو السرقة ولكن الغرض تغير حينما رأها



    وحينما بدأت تتبين غرضه وهو يدفعها على الدرج ويحاول تمزيق ملابسها

    انتفضت حينها كنمرة مفترسة. وكأن طاقة غير محدودة صبت في جسدها وهي تقاومه بعنف


    لم تطل مقاومتها له ولا حتى لدقيقة واحدة لأن دويا هائلا اقتحم المكان

    وقفل الباب الضخم ينخلع تماما من مكانه جراء ركلة مشتركة من كسّاب ومنصور


    كسّاب هو من دخل أولا حينما رأى الموقف الذي لم يحتج تفسيرا أمامه

    أعلى جيب خالته المفتوح وأثر الصفعات على وجهها

    حتى جن تماما وثارت براكين غضبه العاتي وهو يركض ناحيتها ويتناول الرجل بوحشية ويرفعه عاليا ليلقي به خلفه بكل عنف


    ثم يحمل خالته راكضا بها للأعلى وهو يضمها لصدره لأنه يعلم أن منصور سيتولى من ألقاه خلفه

    وكل همه الآن انصب في خالته فقط


    عفراء حين رأته شعرت أن قوتها كلها انهارت وهي تنتحب كطفلة مغبونة على صدره

    كسّاب كان يشتعل غضبا حارقا وهو يهدئها ويضعها على سريرها ثم صرخ بغضب هادر مجنون لا حدود لوحشيته:

    الــكــلــــب

    والله لأشرب دمه الليلةخالتي خليني ألحق على عمي منصور قدام يذبحه ماحد بذابحه غيري والله ما يرويني كل دمه الحيوان


    وبالفعل نزل كسّاب بسرعة يسيره غضب أسود على من اجتاز أسوارهم وتجرأ على محارمهم

    ليجد أن عمه قد أنجز المهمة وروح الرجل أسلمت إلى بارئها


    كسّاب صرخ بغضب هستيري كاسح: ماأسرع مات ذا الكلب ما خليتني أبرد خاطري فيه


    منصور كانت أنفاسه تعلو وتنخفض من شدة الغضب والتأثر: كلب ما يسوىحتى كفين ما استحمل


    كسّاب تفحصه ليتعرف عليه ثم هتف بغضب أشد وأشد: الخسيس النذل واحد من صبيان المجلس.

    داري إن حن لاهين في المجلس وهي بروحها


    كسّاب يحاول أن يفكر بسرعة رغم شدة غضبه المستحكم ليهتف بعدها بحزم: عمي خلنا نتفق من الحين

    تراني اللي ذبحت الرجال

    أنا رجّال مدني لكن أنت عسكري حتى لو حالة دفاع عن النفس لازم بيسجنونك حق العسكرية


    منصور انفجر بغضب هادر وعيناه تشتعلان غضبا مرعبا: تخسى وتهبى أنت ووجهك أنا أندس وراك خلهم يسوون اللي يبون


    كسّاب أجابه بغيظ ووجهه مازال محمرا من أثر غضبه الكاسح:

    ياعمي الله يهداك فكر معي زين أنا ما أبي اسم خالتي يجي في السالفة أبد

    خلنا نشل الرجّال ونطلعه برا وأقول إني لقيته ينط درايش البيت العود

    وعقب هو تهجم علي أول فأنا ذبحته دفاع عن النفس

    وأنت تشهد معي وانتهت السالفة

    كذا أنا حتى أسبوع ماني بماخذ في السجن لكن أنت لو دخلت في السالفة بتتعقد.

    المحاكمة بتصير عسكرية وبيصير فيه حق العسكرية عليك

    سالفة عويصة والله مالها سنع



    وبالفعل حمل كسّاب الرجل وألقاه بعيدا عن منزل خالته بالقرب من حائط البيت الرئيسي

    واصطنع له ساحة قتال على الأرض والحشائش بسرعة وبراعة وحرفنة لا مثيل لها تحت عيني منصور المدهوش مما يفعله

    لينتهي بعدها بضرب رأسه في زاوية الحائط الحادة ودمه يسيل على وجهه وعلى الحائط


    منصور صرخ بجزع: وش تسوي يالخبل


    كسّاب بحزم أشار له أن يتمهل وهو يقرب رأسه من كتف الرجل لتسيل بعض دمائه وتختلط بدماء الرجل

    ثم يلتقط هاتفه ليتصل بمزون التي كانت وقتها نائمة. لتتفاجأ من الاتصال

    وتتفاجأ أكثر من صاحب الاتصال الذي همس لها بحزم شديد دون أدنى اهتمام بسيل الدم الذي بدأ بالتدفق على وجهه:

    روحي الحين لبيت خالتي واقعدي عندها وأبيش تنظفين المكان من الدم عدل


    مزون بجزع ورعب: دم


    كسّاب بذات الحزم: خلصيني ما أبي الخدامة تلاقي أي أثر إذا نزلت بكرة

    ما ظنتي إنها سمعت شيء لأنها غرفتها فوق والتكييف يصم الأذاني


    ثم التفت لعمه وهو يهمس بحزم أشد: شوف يا عمي أنا ما همني من الموضوع ذا كله إلا خالتي

    أنا سويت ذا كله عشان ما فيه أي حد يشك إن الهدة ماكانت هنا في ذا المكان فعلا

    واسمعني عميخالتي اسمها ما يأتي في التحقيق ولا بأي صورة ولا أي أحد يدري بأي شيء

    فاهمني يا عمي.

    والحين اتصل أنت في الشرطة. وقل لهم إني قاعد أتهاد مع واحد يبي يسرق البيت






    *********************************





    "صباح الخير ياعروسة"


    كاسرة بابتسامة غريبة: أي عروسته اللي يهداش

    رجّالي المبجل صباح ملكتنا مقضيه في التوقيف ذابح له واحد.


    فاطمة بجزع: من جدش ياويل حالي وتقولينها وأنتي مبتسمة


    كاسرة تهز كتفيها: وليش ما أبتسم شر البلية ما يضحك

    واحد بزر وش تتوقعين منه. ما عنده كنترول على أعصابه وإيديه تسبق تفكيره


    فاطمة بجزع حقيقي: كاسرة أنتي من جدش وإلا تعييرين علي


    كاسرة بهدوء غريب: والله من جدي وافتحي البلاك بيري حقش صدقيني بتلاقين الخبر حد دازه لش

    اليوم عقب صلاة الفجر وامهاب طالع من المسجد جاه الخبر على البلاك بيري

    "كسّاب آل كسّاب ذابح واحد من صبيان مجلسهم كان يبي يسرق البيت

    وصارت هدة بينهم

    وكسّاب الحين في التوقيف وفيه ضربة كايدة في رأسه"


    امهاب فعلا راح لهم مركز العاصمة يقول أمة لا إلة إلا الله هناك محشر ناس كبارية

    وامهاب معتقد السالفة هامتني.يبي يطمني يقول لي لا تحاتينه الجرح في رأسه بسيط وأسبوع بالكثير وطالع هذي حالة دفاع عن النفس



    (ومالا تعلمه كاسرة أن كسّاب كان يخرج في هذه اللحظة من مركز أمن العاصمة برفقة والده وعمه

    بعد أن تدخلت الواسطات لتسريع الإجراءات ليخرج بكفالة حتى انتهاء التحقيقات ومن ثم موعد المحاكمة)



    أكملت كاسرة حديثها وهي تهمس بذات الهدوء الغامض: ما درى امهاب إني يمكن أكون مهتمة بالعامل اللي مات أكثر

    الحين المسكين حدته الحاجة يسرق

    امسكه سلمه الشرطة مهوب تذبحه. نعنبو ما للدم حرمة عندك


    فاطمة باستغراب: أما أنش غريبة هذا دفاع عن نفسه وعن بيته والرجّال متهجم عليه

    احمدي ربش عندش رجال دمه حامي


    كاسرة تشعر بغيظ عميق لم يصدر مع نبرة صوتها الهادئة المتحكمة: أحمد ربي أنا حاسة إني ورطت نفسي أكبر ورطة


    ثم أردفت بهدوء صارم تخفي خلفه خوفا ما: يا خوفي تنحسب علي ذي زواجة وأنا ما ظنتي إنه حن بنعمر معا

    بزر ودمه حامي!!!






    ***********************************








    رد مع اقتباس  

  3. #53  
    المشاركات
    3,260


    " ها حبيبتي عادها زعلانة علي؟!"


    عالية تهز كتفيها: ياكثر اللي زعلتهم وزعلت عليهم ياخالي


    نايف بمودة صافية: ماعلي من حد علي من روحي.

    ثم أردف (بعيارة) :أعرفش لو ما تطلعين روح نص سكان الدوحة قدام نرجع فرنسا ما أنتي بمستانسة


    عالية بضيق شديد: تكفى نايف لا تزودها علي

    والله العظيم محتاجة لي كنترول من قلب بس والله إني ما أهقى إن المقلب ثقيل لين يصير قصدي المزح والله


    نايف بمودة: أدري يالغالية. تشرحين لنويف نويف فاهمش بدون شرح

    ثم أردف بحماس: يالله قومي نتريق برا وعقبه نمر على كم خالة من خالاتش


    حينها ابتسمت عالية : عادهم مجننينك


    نايف يبتسم: أوف مهوب شيء والله. لو ما أمرهم كلهم كل يوم يسوون لي فيلم هندي

    قلت لهم خلاص كل يوم بأمر ثنتين منكم. وش أسوي يوم كثروا هلي البنات


    تدرين وش قالوا

    قالوا مهوب حولنا معنى كذا كل وحدة ما يرجع لها الدور إلا عقب أربع أيام

    وحن ما صدقنا نشوفك عقب ذا الغيبة كلها مستكثر علينا ذا الكم شهر


    وش أسوي ما اقدر أحزنهم. بس جد عالية تعبت. تخيلي غير عن أمش كل يوم ألف ست بيوت وكل وحدة منهم تبيني أقعد عندها ساعة لا وتزغطني بعد لين أنفقع

    أحس إني من البارحة لليوم زايد كيلوين


    حينها ابتسمت عالية وهتفت بمرح: زين يالدب ما كفاك أكلهم وهذا أنت تبينا نطلع نتريق برا


    نايف بمرح مشابه: لا هذا غير هذا أنا بأكل بدون ماحد يجبرني ومع أحلى أم مقالب في العالم.






    ***********************************






    "بس خالتي هدي من البارحة لين اليوم وأنتي ترجفين"


    عفراء مازالت تحت صدمة ماحدث البارحة رغم أن المهاجم لم يلمس شيئا منها

    وكل ما تمكن منه مع مقاومتها المتوحشة أنه صفعها صفعتين وفتح أعلى جيبها قبل أن يصل كسّاب ومنصور


    ولكن الموقف كله كان مرعبا وجارحا ومؤذيا لأبعد حد

    إحساسها بفقدان الامان وهي في وسط بيتها واقتراب رجل غريب من حدود جسدها المحضورة

    الحرج المميت الذي تعرضت له أمام ابن شقيقتها وعمه

    وماحدث بعد ذلك لكساب ومعرفتها أنه في السجن من أجلها


    كل هذا بعث ألما وحرجا لا حدود لهما في روحها المثقلة بكل أشكال الألم قبل أن يحدث كلها

    فهل مازال هناك مساحة لمزيد؟!!



    مزون تحتضن خالتها وهي تجلس جوارها على السرير وتهمس بقلق:

    خاطري أعرف وش اللي صار يوم الهدة صارت عند بيتنا الدم اللي هنا من وين جا


    (الدم هذا مالش شغل فيه. ويا ويلش تجيبين لأحد طاريه)

    كان صوت كسّاب الحازم الذي اقتحم عليهما الغرفة


    عفراء حين رأت كسّاب وقفت على ركبتيها وهي مازالت على السرير وهي تمد يديها له ليحتضنها كسّاب بكل قوته

    بينما انخرطت هي في بكاء حاد موجوع مترع بالشهقات المتألمة


    مزون تأخرت وحزن عميق يخترم روحها

    كم هي مشتاقة بل مستنزفة من الشوق لحضن هذا الأخ المتجبر الذي لا يعرف الغفران

    أتعبها البعد واليأس والهجر وإحساسها بالفراغ بعيدا عنه!!

    أن تكون منتميا لأبعد حدود الانتماء إلى شخص ما ثم يلفظك بقسوة ودون رحمة فكيف سيكون إحساسك حينها؟!



    كسّاب جلس على السرير وهو يهدهد خالته كطفلة وهو يهمس لها بحنان مصفى: بس يا خالتي خلاص


    عفراء بين شهقاتها: كنت أحاتيك خفت تطول في السجن


    كسّاب بمودة: وليش أطول هذي حالة دفاع عن النفس وهذا أنا قدامش مافيني إلا العافية وباشل شلايلي وبجي أقعد عندش بعد


    عفراء مدت يدها لرأسه لتنزع غترته وهي تقول بحنان بصوتها المبحوح: خلني أشوف رأسك


    كسّاب يلمس الضماد على قمة رأسه ويبتسم: بسيطة خالتي والله العظيم بسيطة


    تمنت مزون لو استطاعت أن تنظر من قرب وقلبها يقفز في بلعومها جزعا عليه

    تمنت لو تستطيع تقبيل رأسه أن تهمس له من قرب: سلامتك ألف سلامة ليته فيني ولا فيك


    ولكن كل ما استطاعت فعله أنها بقيت واقفة في الزاوية زاوية المكان زاوية التجاهل

    تحترق وتذوي وتتأكل تـــتـأكــل

    تتأكل بكل معنى الكلمة!!






    *********************************************






    "وش أخبار الترتيبات للرحلة"


    نجلاء بضيق: قصدش وش آخر الترتيبات للوكسة

    أنا ما أدري أشلون وافقتش على خبالش أشلون أسافر معه وأنا زعلانة عليه

    أشلون تركب ذي وش ذا الخبال


    سميرة تضحك: يا بنت الحلال صدقيني إنه هذي أكبر خدمة قدمتها لش

    أنا بصراحة متعجبة من تفكيري العبقري ما أدري أشلون جاتني ذا الفكرة الألمعية


    على قولت خالي هريدي: (اللي تغلب بو إلعب بو)وأنتي عندش اللي تغلبين به العبي به.

    مشكلتش ما تعرفين تستخدمين أسلحتش اللي عندش

    واللي أهمها إنش عاقدة حبلش في رقبة صويلح المتيم شدي الحبل شوي يالخبلة بس شوي ويجيش يخب ويعثر بعد


    نجلاء تبتسم: زين خلك ورا الكذاب لين باب الدار. نشوف آخرتها

    ثم أردفت بابتسامة: بكرة بأروح أشتري لعيالي شوي أشياء ناقصتهم كلمي علوي تروح معنا

    لا تظن إني عادني زعلانة عليها بس قولي لها تكفى بلاها مقالبها خلنا نرجع سالمين


    ثم أردفت وهي تتذكر شيئا: تدرين سميرة أخاف إن حسابي مافيه فلوس تكفي

    عندش فلوس


    سميرة رسمت علائم البؤس على وجهها: منين دنا ولية غلبانة على باب الله

    ثم صرخت بحماس مفاجئ: خلينا نطلب من البنك المركزي. جيب السبع مايخلاش


    نجلاء بغضب: والله ما تطلبين من غانم ريال مهوب كفاية إنش ما تشبعين طلبات منه أنا بأطلب من أبي خلاص


    سميرة ترقص حاجبيها: وليش ما تطلبين من صالح. مهوب تبين تشترين أغراض لشواذيه؟!!

    قولي له إنش خلصتي مصروفهم الشهري اللي هو يعطيكم لأنه الشهر هذا فيه حدث سبيشل وسوق سبيشل


    نجلاء بغضب: قومي فارقي من وجهي تراش صايرة ما تنطاقين


    سميرة تضحك وهي تقف لتخرج: اللي يقول كلمة الحق يصير مجرم عندش وما ينطاق


    كانت سميرة مازالت تخرج حين وصل لنجلاء رسالة

    "ترا حطيت في حسابش فلوس

    يمكن تبين تشترين للعيال أشياء عشان السفر"


    تعجبت نجلاء وتأثرت بعمق لولا أن سميرة كانت تخرج أمامها أو ربما لكانت اتهمتها أنها من أخبرته

    وهاهي الآن حرجها يتصاعد منه فهو من الناحية المادية لا يقصر مطلقا

    ومع بداية كل شهر يضع في حسابها مصروفاتهم وبسخاء

    عدا عن أنه يتكفل بأي مصاريف يعلم أن أبنائه يحتاجونها حتى لو كانت لم تطلبها

    تنهدت وهي تتخيل لو أن صالحا طلقها وتزوج أخرى

    فهل سيظل بذات هذا الكرم الزائد معها ومع ابنائها

    وخصوصا أن اعتمادها الأساسي عليه فهي لم تكمل دراستها الجامعية بعد زواجها

    شعرت أن رأسها يؤلمها وكأنها تدور في دوامات عاتية تريد أن تتمدد عل الجسد حين يرتاح يريح العقل قليلا


    ولكنها قبل ذلك شعرت بضرورة أن ترسل شكرا ما لصالح حتى لا تبدو معدومة الذوق


    ليصلها الرد بعد دقيقة وهي تتمدد لترتاح قليلا :

    " تشكريني على ويش

    اطلبي عيني

    اطلبي روحي

    اطلبي قلبي

    اطلبي أنفاسي اللي أتنفسها

    اطلبي اللي تبين ومهما طلبتي مافيه شيء يوازي قدرش عندي

    عشان كذا لا تشكريني على شيء ما يسوى حتى طرف ظفرش اللي تقصينه"



    تنهدت بوجع ودمعة يائسة تنحدر على مخدتها

    حتى متى هذا الحصار

    حتى متى

    بدأت روحها تضيق من هذا الحصار وهو بعيد عنها. فكيف عندما ينقل ساحة المعركة للقرب القريب؟!!






    **********************************






    تدرس في غرفتها سمعت طرقات حازمة على الباب

    وقفت لتفتح لأنها تعرفت على صاحب الطرقات من طرقاته


    قالت بمودة عميقة: هلا والله بعريسنا


    مهاب دخل بخطوات هادئة حازمة: وأنتي متى بتريحين عبدالرحمن ونشوفه عريس


    وضحى صمتت بخجل بينما مهاب استحدثها للرد: أتوقع يا وضحى إنش ماطلتي أكثر من اللازم

    عيب عليش خلاص الحين تعطيني رد نهائي عبدالرحمن مهوب لعبة عندش أنتي وأختش

    وأتمنى إنش تكونين عاقلة وما تضيعينه من يدش مثل ماسوت هي.


    وضحى بصوت مبحوح: كاسرة جاها نصيبها خلاص الله يهنيها


    مهاب بنبرة غضب: وحن خلصنا من كاسرة أنتظر ردش أنتي وين نصيبش أنتي وش ردش


    وضحى بتردد بصوت خافت: ردي إني إني ماني بموافقة


    مهاب بغضب: نعم؟


    وضحى تراجعت وهمست باختناق: امهاب هذا زواج. وأنا فكرت كثير وما أبيه تكفى ما تغصبني


    حينها تنهد مهاب بعمق: وضحى فكري أكثر. عبدالرحمن ماحد يفرط فيه


    وضحى بذات الصوت المختنق: خلاص تعبت من التفكير خلصوني من ذا السالفة ما تنجبر روح على روح


    مهاب شد قامته وهتف بحزم: صدقيني إنش بتعضين إيديش ندم لكن خلاص لا فات الفوت ما ينفع الصوت

    كيفش يا بنت امي ماحد بجابرش على شيء.

    بس تذكري إني كنت أبي لش الأحسن لكن أنتي اللي ماعرفتي مصلحتش






    *************************************






    رد مع اقتباس  

  4. #54  
    المشاركات
    3,260


    "تدرين إن ولد خالتج ملج البارحة بس نسيت أقول لج البارح!!"


    لا يعلم ما الذي قصده من إلقاء الخبر عليها بهذه الصورة المفاجئة

    ولكنه ألقاه وهو مستعد تماما لاقتناص كل ردة فعل. لذا لم يفته مطلقا اختلاجة عينيها وارتعاش الكأس بين كفيها

    بعد أن أصرت أن تشرب لوحدها منه ثم وهي تهمس بصوت مبحوح: أي واحد فيهم


    خليفة حاول ان يجيب بطبيعية: كسّاب


    ولكن ما استغربه خليفة فعلا بعد ذلك هو سؤالها: ومن اللي بلغك الخبر


    فأجاب بتلقائية: خالتي عفرا


    لتنفجر حينها في اتجاه آخر غير متوقع : يعني ذا كله تكلم أمي من وراي وماهان عليك تطمني عليها وإلا تخليني أكلمها

    وأنت شايفني محترقة عليها وبأموت من الشوق لها. وش القلب اللي عندك يأخي حجر ما يحس ارحمني الله يرحم والديك

    ذا الوقت كله وأنا باموت أظن إن أمي ما تكلم ولا تسأل عني واثرها تكلمك أنت يا المتوحش وماهان عليك تقول لي

    تبي تذبحني بالقهر مهوب كفاية إني بأموت تبيني أموت مقهورة ما تخاف ربك أنت .



    صرخت مطولا ونعتته بمختلف النعوت المتوحشة والسادية

    طالت ثورتها كثيرا بينما خليفة خلال ثورتها بقي صامتا فهو يكاد يعتاد على ثوراتها التي ستنتهي بالبكاء ثم صراخها بكلماتها الخالدة

    (أكرهك أكرهك!!)







    *********************************






    قهوة العصر في مجلس خالد آل ليث

    هو وشقيقه راشد وابناه هزاع وفهد



    الأحاديث تدور بينهم راشد يقول لخالد بابتسامة: تدري يابو صالح إن تميم آل سيف جاي يخطب سميرة تصور


    أبو صالح عقد حاجبيه: من جدك يأبو غانم نعنبو ذا صاحي وإلا خبل؟!!


    حينها هتف فهد (بعيارة) : صدق قدر وعيّن غطاه.تدري ياعمي أصلا ما يستحمل هذرة سميرة إلا واحد ما يسمع


    وحينها أكمل هزاع بذات (عيارة) أخيه: لا وما يتكلم عشان ما تجيه الحسرة

    لأنه لو كان يتكلم عمره ماراح يفتح ثمه

    لأنها بتتكلم نيابة عنه 24 ساعة في اليوم


    حينها وقف أبو غانم بشكل حاد مفاجئ وهو يقول بغضب كاسح:

    اقطع وإخس أنت وياه قد ذي هرجتكم على بنت عمكم يالنسوان

    والله لولا حشمة خالد ومجلسه وإلا جزا كل واحد منكم كف يهل سنونه


    أنهى عبارته وهو يرتعش من الغضب ليخرج من فوره. بينما أبو صالح الذي كان غضبه تصاعد أصلا مع سخرية أبناءه البريئة

    فور خروج راشد تناول عصاه ليلكز كل واحد منهما على عضده بطرف العصا

    وهو يرتعش من الغضب: هذا حكي تقولونه لعمكم ياللي ما تستحون


    فهد بحزم: يبه السالفة كلها مزوح وماذي باول مرة نعلق على سميرة عند عمي وش فيه عصب ذا المرة


    أبو صالح بغضب: فيه إن ذا مهوب وقت مزح أنت وياه ولا ذا بكلام


    هزاع بابتسامة: بس السالفة فعلا مزح وإلا من جدك تميم يخطب سميرة وش ذا المسخرة أكيد أنه استخف

    وعمي قالها هو يضحك فإحنا ردينا عليه بمزح فليه تزعل أنت وأخيك


    فهد أكمل باحترام: يبه والله ما قصدنا شيء وأنت داري فصدق ليه زعلك أنت وعمي


    أبو صالح مازال مستمرا في الغضب: لأنه المفروض إنه واحد منكم يا الرخوم

    قال والله ما يكون إن بنت عمنا تخطب وحن موجودين ليه حن وين رحنا


    فهد بعدم اهتمام: ليه وأنت صدقت إن خطبة تميم خطبة. هذا لعب بزران. ولا تخاف أنت وأخيك ماحن بمرخصين أم لسانين.






    ********************************************






    " البنات والله كانوا يبون يجون معي بس خبركم وضحى عندها امتحانات

    وكاسرة توه ملكتها البارحة "


    حينها هتفت جوزاء بسخرية مغطاة: لا تكون كاسرة صدق مستحية مثل باقي البنات


    جوزاء بترت عبارتها وهي تتحسر وتندم فعلا وبحرقة حقيقية على قولها بينما والدتها نظرت لها بحدة مؤنبة

    بينما مزنة ردت بشكل مباشر وحازم ودون تردد: ومن قال إن كاسرة مثل باقي البنات عشان تسوي مثلهم

    كاسرة شيخة البنات وشيختهم لازم تكون غير عنهم


    جوزاء ابتلعت ريقها بحرج وهي تسب نفسها على تفلت لسانها الذي لم تكن تقصده فعلا

    ولكنها شخصيتها المركبة التي باتت تشعر أنها تحتاج فعلا لإعادة تأهيل جذري


    أم عبدالرحمن سارعت بالقول: وأنا أشهد إن كاسرة شيخة البنات وجاها شيخ الرياجيل الله يهنيها يارب


    مزنة ترد عليها بهدوء: اللهم آمين اسمعيني يأم عبدالرحمن ترا امهاب حط مهر جوزا في حسابها

    والعرس إن شاء الله عقب شهرين ونص مثل منتي عارفة


    جوزاء انسحبت بهدوء من الجلسة وهي تجر أذيال حرجها وندمها

    بينما مزنة أكملت بابتسامة: الله يعيني عرس كاسرة عقب شهر وامهاب عقبها بشهر ونص

    وحتى تميم الحين أدور له عروس أبي أزوجه.


    أم عبدالرحمن بتساؤل: إلا يأم امهاب ليش ذا العجلة في عرس كاسرة. البنية مهيب لاحقة حتى تتجهز


    مزنة بهدوء: العرب مستعجلين وامهاب عطاهم كلمة. وماقدرنا نقول غير كذا

    والحين كل شيء جاهز في السوق حتى أسبوع يكفيها تتجهز






    **********************************************







    "يبه صحيح الكلام اللي وصلني كسّاب ذبح واحد من صبيان المجلس"

    صوته الجزع المثقل بالقلق وصل زايد عبر أثير هاتفه


    رد عليه زايد بانفعال: لا بارك الله فيمن وصل لك الخبر محراك الشر ذا


    ثم أردف وهو يتماسك بهدوء: يأبيك الدعوى بسيطة وأخيك ترا حتى ماقعد في التوقيف ليلة

    وصلنا قبل الفجر وطلع الصبح. والقضية دفاع عن النفس


    علي بقلق: علمني وش اللي صار


    زايد بهدوء: كسّاب صاد واحد من الصبيان يبي يدخل البيت يسرق فتهاد هو ياه وضربه الصبي على رأسه

    وأنت عارف أخيك فتن على الرجّال ماهده إلا ميت.


    علي بقلق أكبر: وكسّاب أشلونه والضربة في رأسه عسى مهيب كايدة بس


    زايد بطمأنة: والله إنه طيب


    علي بذات القلق: قلبي مهوب مرتاح أنا بجيكم أشوفه بنفسي


    زايد بحزم: والله ما تاتي وتعطل شغلك وأنت أساسا جاي عقب شهر في عرس كسّاب

    كلمه برأسه واخذ علومه منه. والله العظيم إنه طيب ومافيه إلا العافية.

    بس نبيك لا جيتنا عقب شهر تطول عندنا






    *********************************







    "وش أخبار علي يوم كلمك"


    كسّاب بهدوء عميق: طيب الخبل كان بيأتي بس أنا حلفت عليه مايتعنى ويأتي


    منصور بحزم ومودة: زين الحين قل لي وش اللي شاغل تفكيرك كذا من يوم طلعت من التوقيف وأنت مهموم

    ترا السالفة بسيطة وأنت داري


    كسّاب يتنهد: القضية والله ماهمتني بس أنا بالي مشغول على خالتي


    منصور يسترخي في جلسته: خالتك طيبة وبخير ومافيها إلا العافية


    كسّاب بهم: وضعها كذا مهوب مقبول أنا الحين قاعد عندها بس أنا عرسي عقب شهر وإبي شارط أسكن عنده

    وأنا مستحيل أخلي خالتي ترجع تقعد بروحها عقب اللي صار مستحيل


    منصور بعدم اهتمام: وش الحل عندك


    تنهد كسّاب ليهتف بعدها بحزم وكأنه يلقي قنبلة: الحل أنها تزوج إبي إن شاء الله غصبا عنها وتجي عندنا في البيت


    منصور اعتدل في جلسته بحدة مفاجئة وهو يصر على أسنانه: نعم عيد


    كسّاب بحزم: تزوج إبي وابي أظني ما عنده مانع ولا هو برادني إذا طلبته

    المرة اللي فاتت مع أنها كانت فكرتي بس أنا كنت صغير ومالي حكم

    لكن الحين بأغصبها


    حينها توسعت عينا منصور بدهشة وغضب: ليه هو كان فيه مرة من قبل


    كسّاب بطبيعية: إيه قبل حوالي 14 سنة بس خالتي ما رضت


    حينها تفجر غضب منصور بشكل عات وكاسح: وأنا وين كنت أيام تيك الخطبة ليش ما دريت بها

    زايد عمره مادس علي شيء أشلون يدس علي موضوع مثل هذا


    كسّاب يسترخي في جلسته: والله إنشد إخيك لا تنشدني. وعلى العموم ما صار شيء عشان تدري به

    خالتي رفضت بدون نقاش حتى

    بس ذا المرة خلاص ماني بسامح لها بتأخذ إبي بتأخذه


    حينها قال منصور بحزم مثقل بالغموض وبعبارة قاطعة مفاجئة: وليش إبيك ومهوب أنا


    قفز كسّاب معتدلا: نعم أنت من جدك


    منصور هز كتفيه وهتف بثقة: طبعا من جدي. ومثل ما تصفط لإبيك اصفط لعمك

    يعني مثل منت شايف خالتك محتاجة رجّال منت بشايف إن بيت عمك محتاج مرة


    حينها هتف كسّاب بنبرة فيها غضب: عمي المواضيع ذي مافيها لعب وأنا عارف إنك ما تبي تتزوج

    وأنا ما أسمح لك تخلي خالتي مطنزة لك


    أشار له منصور بيده بصرامة: اقعد ياولد لا تنشق بلاعيمك بس ليه أنت شايفني ألعب عشان أمزح في موضوع مثل هذا

    ثم أردف بحزم: أنا أخطب منك خالتك وياويلك تردني

    وأبغيك الحين تقول لها اللي أنا بأقوله لك بالحرف عشان إذا وافقت علي توافق على بينة

    وعلى العموم أكثر الكلام اللي أنا بأقوله لك أنت عارفه

    بس فيه شغلة بسيطة أبيك تضيفها أو بمعنى أدق تقدر تقول شرط






    *****************************************






    كانت أم غانم تضع مها الصغيرة في سريرها لتتفاجأ بملمس شفتين على كتفها من الخلف

    انتفضت وهي تسمي بسم الله وتهمس بغضب من بين أسنانها: أنتي يا بنت منتي بمرتاحة لين تجيبين لي الخفة.


    سميرة بابتسامة وهي تهمس بصوت خافت حتى لا توقظ أخويها النائمين: يا ماما يائلبي أنتي أحب أدخل بهدوء وأكون كذا مثل النسمة


    أم غانم تبتسم: قال نسمة قصدش عجة طايرة


    سميرة تلوي شفتيها: أخييييه على الألفاظ الحين وحدة مثلش رقيقة واسمها جيهان وتقول عجة وش خليتي حق عطيات وفتكات ونبوية؟!!


    أم غانم تبتسم: خليتش أنتي كفاية وزود

    ثم زادت ابتسامتها: تدرين يا بنت إني قربت أنسى إن اسمي جيهان حسبت إني مولودة واسمي أم غانم


    سميرة برجاء لطيف: زين يا جيجي يام غنومي تكفين طالبتش ما ترديني


    أم غانم تسمح على شعرها بحنان: آمري ياقلبي


    سميرة بتردد: إذا جات أم امهاب تبي رد تكفين ما تقولين لها إن إبي رافض

    قولي إن أنتي مالقيتي فرصة تقولين ليه تكفين


    أم غانم بحزم: أسفة هذي آخرتها عاوزاني أعصى أبو غانم عقب ذا السنين


    سميرة برجاء عميق: يمه تكفين تكفين


    أم غانم تشير بيدها بحزم: خلاص انتهى النقاش وروحي لغرفتش عندش امتحان بكرة وبالش مشغول بذا السوالف الفاضية

    يا الله فوق يا بنت



    سميرة صعدت وهي تشعر باختناق عميق لِـم هم عاجزين عن احترام رغبتها في الاختيار؟!!

    تشعر أن تميم هو الرجل المناسب لها للعديد من الأسباب

    بل لم يعد الأمر مجرد شعور بل إحساس أشبه باليقين

    إذا لم تكن لتميم فهي لن تجد السعادة مع غيره!!!!




    كانت أم غانم تنتهي من إعداد زجاجات الحليب وترتيبها حين دخل أبوغانم ووجهه غائم وناظره معقود

    سلم بحزم وهو يلقي غترته على السرير أم غانم التقطتها وهي تنظر له باستغراب علقتها ثم عادت وجلست جواره

    همست بقلق: اشفيك يأبو غانمعسى ماشر؟


    هتف أبو غانم بحزم غامض: سميرة مقتنعة بتميم وتبيه صدق وإلاّ لعب بزران


    أم غانم تخبره بتلقائية وهي تقوم لتقف: بصراحة مقتنعة فيه كثير وتوها كانت عندي قبل تجي وتعيد نفس الموال


    وقف أبو غانم وهو ينفذ عن كميه حتى يتوضأ ويهتف بحزم شديد:

    خلاص إذا بغت أم امهاب ردنا قولي لها تقول للرياجيل يتوكلون على الله ويكلموني.


    أم غانم انتفضت بجزع: من جدك يا راشد بتوافقها على خبالها


    أبو غانم توجه للحمام وهو يهتف بحزم: دامها تبيه خلاص هي اللي بتعيش معه






    *******************************************







    صباح اليوم التالي


    كسّاب متوجه لعمله نهار عمل اعتيادي كأي يوم آخر!!



    وهو يقود سيارته لمحت عيناه اسم هيئة حكومية لا يعلم لِـمَ شعر أن الأمر شد انتباهه

    رغم أنه يعبر هذا الطريق بشكل شبه يومي في طريقه لعمله منذ أكثر من 3 سنوات ويعبر يوميا من أمام هذه الهيئة وهيئات أخرى غيرها

    فلماذا هذه الهيئة بالذات لفتت انتباهه اليوم


    حينها عرف السبب وهو يبتسم ويستدير ليتوقف في مواقف زوار الهيئة ومراجعيها

    دون أن يتراجع فيما قرره لأفكار عديدة وعميقة ازدحمت في رأسه!!



    " أمممممممم مكان عمل المدام

    خلنا نشوف المكان اللي هي متمسكة فيه

    ونشوفها بالمرة !! "



    لا يعلم ما الذي دفعه لهذا الجنون ولهذا التصرف غير المعقول

    فليس مقبولا مطلقا في عرفهم ولا عاداتهم أن يرى زوجته أو حتى يحادثها قبل الزواج فعلا


    ولكنه شعر أنه يريد أن يراها يحادثها وخصوصا أن المكان هنا مكان محايد عام

    لذا قرر أن يترجم هذه الرغبة إلى قرار يتم تنفيذه فورا


    فهل كانت هي مجرد الرغبة أن يرى المخلوقة التي أصبحت تنتمي له؟!

    أم فعلا أراد أن يراها في مكان عملها الذي أصرت عليه

    أو ربما أراد أن يشعر بأدنى اهتمام بهذه المرأة التي يشعر بعدم الاهتمام بها رغم ارتباطهما بالرباط الأكثر قدسية

    أو ربما أراد أن يرى المخلوقة التي قدم والده كل هذه التنازلات من أجل أن يوافق على الزواج منها

    أو ربما يرى ابنة الانثى الجبارة التي من مازالت تحتل تفكير والده

    لا يعلم أيها هو الأهم. أو كلها مهمة.




    كسّاب صعد بالفعل بعد أن سأل الاستقبال عن مكان عملها بالتحديد

    توجه للطابق الثاني حيث مكان مكتبها


    وصل إلى مكتبها ليدخل بثقة مسيطرة

    ثم توجه لمكتب سيدة منقبة كانت مشغولة بفرز بعض الأوراق

    ليهتف بذات الثقة المسيطرة: ممكن أقابل الأستاذة كاسرة


    فاطمة توترت نوعا ماوهو ترفع رأسها لصاحب الصوت الحازم المتحكم

    لتتوتر أكثر

    هذا الحضور القوي المغلف بغموض مثير ورجولة طاغية وهذه الأناقة الفخمة المتجبرة مع نبرته الواثقة في الحديث

    كل هذا جعلها تشعر أنه رجل يُشعر بالخطر فعلا في حضرته المتأنقة الغامضة والمتسلطة


    ومع ذلك هتفت بمهنية واحترام: ممكن أعرف من حضرتك عندك موعد و ممكن أعرف سبب الزيارة


    كسّاب بثقة كاسحة: أنا صاحب شركة k k و موعد لا ماعندي سبب الزيارة إنه إحنا نبي نسوي رعاية لبعض أنشطة قسمكم

    وتفضلي هذا كرتي


    فاطمة قرأت الاسم وهي مرتبكة لم تنتبه حتى له ووقفت وهي تتجه لمكتب كاسرةأحبت أن تخبرها بنفسها وليس عبر الهاتف


    دخلت لكاسرة ووضعت الكرت أمامها وهي تهمس بنبرة خافتة :

    فيه واحد صاحب شركة يبي يسوي رعاية لبعض أنشطة القسميبي يقابلش

    وبصراحة شكله يخوف


    كاسرة باستغراب : شكله يخوف أشلون بشع يعني


    فاطمة بشبح ابتسامة: لا والله أما صفة بشع ذي فهي أبعد صفة عنه بس بعد شكله يخوف ويخوف من قلب


    كاسرة بهدوء عملي: عندي أي مواعيد الحين


    فاطمة بطبيعية : لا الحين مافيه


    كاسرة حينها هتفت بمهنية وهي ترتدي نقابها: خلاص خله يتفضل وأنتي وسماح تدخلون قبله


    فاطمة خرجت ثم أشارت لسماح أن تأتي ثم هتفت لكسّاب باحترام: تفضل يا أستاذ من هنا



    كسّاب توجه للباب والاثنتان كانتا تسبقانه وعلى وشك الدخول قبله لولا صوته الحازم: وين داخلين أنتي وياها؟


    فاطمة ارتبكت من نبرة التحكم البالغة في صوته: بندخل مع حضرتك أستاذة كاسرة ما تقابل أي رجال إلا بوجودنا كلنا


    حينها هتف كسّاب بنبرة سخرية غامضة: الأستاذة كاسرة متزوجة صح


    فاطمة ابتلعت ريقها وهي لا تعرف سبب السؤال: إيه نعم


    كسّاب بذات النبرة الساخرة المتحكمة: وتعرفين اسم زوجها أكيد


    فاطمة بدأت تغضب من هذا البارد الوقح: أكيد أعرفه


    كسّاب بسخرية أشد أقرب للتهكم: يبقى أكيد أنتي ماقريتي الاسم اللي على الكرت


    فاطمة عاد لها الارتباك: ما ركزت صراحة


    حينها عاود كسّاب استخراج بطاقة أخرى وهو يهتف بسخرية واثقة: تفضلي

    وارجعي أنتي وزميلتش كل وحدة لمكتبها واقري الاسم عدل

    إلا لو تبون تقعدون معي أنا ومرتي هذا شيء ثاني


    فاطمة تراجعت بحرج وصدمة كاسحين وهي تقرأ الاسم.

    بينما كسّاب فتح الباب ودخل وأغلق الباب خلفه.





    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  5. #55  
    المشاركات
    3,260


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    صباح الألق والحماس والروعة اللي تشبهككم


    .


    ألف مرحب بكل المنظمات الجدد


    نورتوا مكانكم وحياكم الله وعلى الرأس والعين


    .


    أما عاد صديقاتي القديمات جد تعبتوني مع البارت اللي فات


    شكلي أخفف شوي من حدة القفلات أفضل


    لأنه بالفعل أحس البعض من قد ما أعصابهم انشدت ماقدروا يقرون البارت عدل


    على العموم فيه كم بارت جاي إن شاء الله قفلاتها خفيفة


    لأني أظل أرتب في البارت لين اللحظة الأخيرة


    بس بعد كم بارت فيه قفلة ثقيلة شويتين إن شاء ربي


    والمهم دائما أن تستمتعوا وتتعمقوا


    .


    .


    الحين العسل اللي قالوا إن كساب قال إن شركته kk


    يقصد حرفه وحرف كاسرة هم من جدهم كانوا يتكلمون عن كسّاب أو واحد ثاني


    الحين وش هالرومانسية اللي حلت عليه على طول يسمي الشركة باسمه واسم كاسرة


    أكيد كساب استخف لو سواها


    انتبهوا معي


    كساب آل كساب


    kk


    اسم شركته باحرف اسمه هو وشركته شركة معروفة لها اسمها اللي أكيد مكتوب في الكرت اللي عطاه فاطمة


    ماراح يألف له اسم شركة من كيفه :) يعني هذا فعلا اسم شركته من سنين


    وعلى فكرة ترا رعاية بعض الشركات لأنشطة الحكومة شيء معروف في كل العالم


    وموجود عندنا في قطر


    .


    .


    ومن كساب وكاسرة ننتقل لقضية عمل كاسرة وفرقه عن عمل مزون


    البعض الحين يقولون أشلون كسّاب يتقبل عمل كاسرة وما يتقبل عمل مزون


    لاحظوا إن امهاب تقبل عمل كاسرة وما تقبل عمل مزون


    عمل المرأة في مجال الطيران الذي هو مجال رجالي بحت بل سيضطرها للسفر دون محرم


    هو شيء مختلف عن عملها في هيئة حكومية في مكاتب منفصلة


    حتى لو كانت تقابل رجال لكن بدون خلوة وفي أضيق الحدود


    .


    .


    ونجي للعسولة الثانية التي تبيهم يذبحون كسّاب عشان اتهامه بجريمة قتلمن باب إن القاتل يقتل


    يا قلبي أنتي مع أن حكم الدفاع عن النفس شيء معروف بس ما يضر نجيبه


    أنا أحب دائما ألقى لي سبب أحط شوية أحاديث وآيات ونفيد بعض عل الملائكة تحفنا يارب


    الحين يا قلبي إذا حد تهجم عليك ما تدافعين عن نفسك عشان ما يذبحونك


    الإسلام دين العدالة واللي يتعدى على حرمات غيره يستاهل القتل


    " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"


    وهذا هو الحق لأنه تجاوز الحق


    فقد جاء في صحيح الإماممسلم: أن رجلاً قال: يارسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد، قال: أرأيت إن قتلته؟قال: هو في النار.


    قال الإمام النووي في شرحه على مسلم: فيه جواز قتل القاصد لأخذ المال بغير حق سواء كان المال قليلاً أو كثيراً لعموم الحديث. وهذا قول لجماهير العلماء وأما المدافعة عن الحريم فواجبة بلا خلاف.


    (والمعنى أنه لو أتاكِ أحد يريد مالك حتى لو كان ما سيأخذه قليل من حقك أن تقتليه


    فكيف لو كان يريد ما هو أعظم من المال وأثمن)


    أي نخلص من كل هذا أن القتل دفاعا عن النفس أو المال أو الحريم لا يقاصص من يفعلها بالقتل.


    وانتبهوا أني ما قلت إنه طلع براءة. لكن قلت طلع بكفالة انتظارا للمحاكمة


    .


    أما ما استغربته فهو تعليق الغالية أم أحمد التي ترى أن الدم رخيص عند منصور وكساب


    أقول للغالية جدا : إسألي أي رجل نفسه حرة لو أنه رأى عرضه على وشك الانتهاك


    فأي عقل سيبقى فيه ليفكر هل الدم غالي أو رخيص


    بل أي رجل رخيص هو إن بقي يفكر في حرمة دم هذا الحقير


    الذي كان على وشك انتهاك كل حرمة ولم يراعي أبسط حقوق إنسان مثله وهو حق الحفاظ على جسده من الانتهاك


    الله يستر على أعراض كل المسلمات


    العقل يطيش فعلا عند العرض وأنا هنا أتكلم في أمر واقعي ليس فقط كساب ومنصور كشخصيات قصصية متخيلة


    بل في الحياة والواقع هذا فعلا ما سيحدث وما سيفعله أي رجل عنده غيرة على محارمه


    .


    أما لو قلتوا ليش الموت ليش مجرد مو مجرد ضرب مبرح <<< هذا لغاية قصصية


    وليس لأني متوحشة وأبي أقتل في خلق الله


    لانه الرجل لو ظل عايش أكيد بيقول في التحقيق اللي هو سواه


    وهذا بيفتح باب ثاني ويسوي مشكلة لعفراء ما تفيدني في تراتبية الحدث


    و على العموم أنا أؤمن إن التعدي على أعراض الناس صاحبه تجرد من كل إنسانية ويستحق اقسى ألوان العقوبة حتى يكون درس لغيره


    .


    .


    ألف شكر للفراولة على تكرمها بالتوضيح


    .


    .


    أما من استغربوا كيف تجرأ على الدخول مع معرفته بأهل البيت وشدتهم


    فالقضية بسيطة جدا


    نحن نحلل وندرس أبعد الفرضيات لكن غالبا يوجد بشر قد نتعجب من غباءهم


    يعلم أنها لوحدها في البيت وتعمل صباحا في وقت مبكر توقع أن تكون نائمة


    الطريق سهل للدخول ليسرق بعض الأشياء


    ولكن رؤيتها أيقظت فيه رغبة أخرى اوقفت كل تفكير منطقي لديه


    .


    .


    .


    ومن هنا ننتقل لقضية طريفة وربما أنا أكررها دائما في كل قصة


    قد أكون أحاول الاقتراب من حدود الواقع في طرحي للقضايا


    ولكن أبقى حريصة جدا على إدخال عنصر الخيال والمفاجأة والأكشن والصراع


    لأنه هذه تبقى قصة لها هدف يتراوح بين العظة والمتعة


    وليست مجرد رصد واقعي يوقعنا في دوامة قسوة الحياة والبحث عن منطقها


    .


    .


    اليوم بارت ظريف خفيف ينتهي بقفلتين خفاف إن شاء الله على قلوبكم الغالية


    طبعا فيه لقاء الجبابرة <<< جد تعبت فيه إن شاء الله يرقى لتوقعاتكم


    وتعرفون سر منصور اللي قلت لكم من البداية لو كنت قلت ما أدري


    إنه بيكون أبسط مما توقعتم


    طبعا فيه كثير جدا مما توقعتوا لكن مو بالصورة نفسها


    وعلى العموم هذا السر لن ينكشف بحذافيره تماما إنما سنسمعه من وجهة نظر كساب وعمه


    لذا لنا دائما عودة إليه


    .


    نجمتنا اليوم لزوزو الحلوة جابت تسع أعشار التوقع صح <<< ماشاء الله


    .


    عمر عفراء 37 يعني هي اللي أصغر من منصور بـ6 سنين<<< إجابة عن تساؤل


    .


    تتعب معاي طهور ألف لابأس عليك فعلا الجو صار تعيس


    وكذلك أم الجمايل ألف الحمدلله على السلامة والسموحة على التأخير والتقصير


    .


    .


    إليكم


    الجزء التاسع عشر


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .


    بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع عشر







    لا يعلم ما الذي دفعه لهذا الجنون ولهذا التصرف غير المعقول


    فليس مقبولا مطلقا في عرفهم ولا عاداتهم أن يرى زوجته أو حتى يحادثها قبل الزواج فعلا



    ولكنه شعر أنه يريد أن يراها يحادثها وخصوصا أن المكان هنا مكان محايد عام


    لذا قرر أن يترجم هذه الرغبة إلى قرار يتم تنفيذه فورا



    فهل كانت هي مجرد الرغبة أن يرى المخلوقة التي أصبحت تنتمي له؟!


    أم فعلا أراد أن يراها في مكان عملها الذي أصرت عليه


    أو ربما أراد أن يشعر بأدنى اهتمام بهذه المرأة التي يشعر بعدم الاهتمام بها رغم ارتباطهما بالرباط الأكثر قدسية


    أو ربما أراد أن يرى المخلوقة التي قدم والده كل هذه التنازلات من أجل أن يوافق على الزواج منها


    أو ربما يرى ابنة الانثى الجبارة التي من مازالت تحتل تفكير والده


    لا يعلم أيها هو الأهم. أو كلها مهمة.





    دخــــــــــل


    دخل بخطواته الواثقة وحضوره المتحكم الصارم وكأنه بخطواته التملكية هذه يترجم إحساسه بأنه يملك المكان وصاحبته




    كانت منكبة على أوراق تقلبها بين يديها ولم تنتبه مطلقا لدخوله تنحنح بفخامة معلنا عن وصوله العاصف



    لتقفز حينها بغضب هادر وهي ترى رجلا غريبا يقترب منها بخطوات مفرطة في ثقتها بدأت تُضيّق المسافة الفاصلة بينهما


    والباب مغلق. ولا وجود لأي شخص ثالث معهما.



    شعرت كاسرة فعلا بالخطر الخطر بمعناه المعنوي وليس المادي


    الخطر النفسي المتزايد وهي تنظر للرجل المتقدم ناحيتها وحضوره الرجولي العاتي المتدفق كأعاصير أستوائية صاخبة بدا كما لو كان يعبث بها


    ويوقف عقلها -الذي يكون عادة حاضرا في كل موقف- عن التفكير في هذا الموقف


    وهي تشعر فورا بمشاعر أنثوية غريبة ثقيلة الوطأة


    مشاعر بدت لضميرها الحي غير سوية أبدا (يا ترى شكلي مرتب لا يكون نقابي معفوس)



    حضوره الغامض الفخم المتأنق لأبعد حد لنخاع النخاع أوحي لها بالرغبة في الظهور أمامه بأفضل صورة لسبب لم تتيقنه أبدا



    كاسرة انتفضت في داخلها بجزع كاسح: أعوذ بالله منك يا أبليس عمري ما فكرت ذا الأفكار المريضة


    أفكرها الحين عقب ما صرت مرة في ذمة رجّال


    صحيح إن أبليس يجري من الإنسان مجرى الدم وما أجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما




    دارت كل هذه الأفكار في رأسها خلال ثانيتين.استعاذت بالله من الشيطان الرجيم وضيق عميق يطبق على نفسها لتصرخ بعدها بحزم:


    لو سمحت يأستاذ أنت اطلع برا لحد ما يجون سكرتيراتي



    بدا له صوتها ساحرا عذبا عميقا دافئا ومؤثرا لأبعد حد وبصورة غريبة كأنه صوت طيفي ينقلك لمستوى آخر من الإحساس



    ومع ذلك استمر في التقدم بذات الثقة المتسلطة بينما كاسرة التقطت الهاتف وهتفت بحزم شديد: لو سمحتي فاطمة تعالي انتي وسماح بسرعة



    فاطمة تكتم ضحكاتها: اقري الكرت اللي قدام عيونش أول



    كاسرة رفعت الكرت لمستوى عينيها بينما كسّاب جلس وهو يهتف ببرود ساخر:


    وانا أقول من وين الغباء جاء لسكرتيرش أثره عدوى من الرئيسة



    رفعت كاسرة عينيها له والإعجاب العميق به كرجل قبل دقائق يتحول لمشاعر متبلدة ملتبسة أشبه بالنفور


    مشاعر أشعرتها بالراحة أنها لم ترتكب ذنبا قبل ثوان بإعجابها المؤقت به


    ومن ناحية أخرى أشعرتها بالتحفز وهي ترد عليه بذات البرود الساخر:


    كفارة السجن للجدعان


    ما توقعت إنك تطلع بذا السرعة لا وتطلع علي مباشرة



    حينها مال كسّاب على المكتب لينظر لها بشكل مباشر


    ولتخترق رائحة عطره المركز الثمين كل حويصلاتها الهوائية رغم كثافة قماش النقاب الذي ترتديه


    وعيناه تتعلقان بالشيء الوحيد الظاهر منها بغير وضوح لشدة ضيق فتحات النقاب عيناها !!!



    (نعنبو وش ذا العين وإلا ذا الرموش طبيعي ذي والا تركيب!!!)


    ولكنه رد عليها بذات برودهما المشترك الساخر المحترف وغير المصطنع إطلاقا:


    أول شيء أنا مادخلت السجن حتى وبعدين وش ذا الثقة اللي عندش إني جاي على طول على حضرتش أنا طالع من أمس



    ردت عليه باحتراف جاهز: بس توك لقيت فرصة اليوم وما فوتتها أبد



    حينها هتف بسخرية حادة: صحيح كنت بأموت لو فوتت شوفتش يا قلبي



    كاسرة ببرود محترف: قلبي على طول ماعندك وقت يظهر قلبك معلقه في مخباك



    كساب ببرود أشد احترافا: القلب اللي معلق في المخبا لناس يعرفون قدرهم


    والقلب الثاني يعجزون ما وصلوه



    كاسرة تضايقت من وقاحته الجريئة وهو يوجه لها حوار حميم مثل هذا وفي مكان عملها


    حتى وإن كانت متأكدة إن أخر ما يقصده هذا الكساب من حواره هو "الحميمية"


    لذا هتفت بحزم: يا أستاذ كسّاب


    أنت جايني في مكان شغلي ومكان الشغل للشغل مهوب للقاءات الأسرية



    حينها رد عليها كسّاب بسخرية واثقة مباشرة: ليه احنا صرنا أسرة خلاص



    فردت عليه بذات مباشرته الساخرة: تصدق المأساة ذي يا حرام



    استشعر فورا ذكائها الخطر فهو ابن سوق بالفطرة اعتاد على سبر أغوار محدثيه قبل اتخاذ القراراتهمس بنبرة متلاعبة :


    إيه والله حرام خلاص عندش شهر تعودين على فكرة المأساة ذي


    وإلا تكونين ما تدرين إن زواجنا تحدد بعد شهر



    كاسرة ردت عليه بذات نبرته المتلاعبة كما لو كانا في مبارة كرة قدم يتقاذفان الكرة بينما على ذات المستوى من القوة والندية:


    وش ظنك إنه ممكن يتحدد موعد عرس وانا ما دريت فيه


    بس بصراحة


    ما تخيلتك مأساة بذي الطريقة يعني شهر ما أدري تكفيني أتاقلم معها وإلا لا



    رد عليها بنبرة أكثر تلاعبا فيها رائحة خبث شاسع: ترى كلمة مأساة أحيانا تحتمل الإيجابية فوق مضمون الإيجابية نفسه


    عشان كذا ترا مضمون الغزل وصلني خلاص وفهمته



    حينها ردت عليه بخبث كخبثه: تدري وش هي مشكلة أصحاب الذكاء المحدود


    يفهمون اللي يبون على كيفهم عشان يريحون عقولهم الصغيرة اللي فهمها على قدها




    حينها ابتسم كسّاب ولا تعلم لما شعرت في داخلها باستغراب ما بدا لها منذ رأته للوهلة الأولى أنه مخلوق لا يعرف الابتسام


    فإذا به يبتسم وابتسامته رائعة أيضا كسّاب هتف بتهكم مع ابتسامته:


    تدرين إنش عجبتيني ردش جاهز على طول وش ذا اللسان اللي عندش



    ردت عليه كاسرة بالبرود الساخر ذاته: ما عليك زود


    إلا قل ليأيش تتوقع يوم تقول أني عجبتك؟ انتحر من الوناسة مثلا لأني نلت الرضا السامي



    كسّاب بسخرية واثقة مغلفة بالغرور: ليش لأ شرف ما كنتي تحلمين به


    أنا واحد لازم أجلس مع الواحد أكثر من مرة قبل أحكم عليه


    السوق علمني كذا وكون أنش تعجبيني ومن أول مرة لازم رأسش يكون بين السحاب الحين



    كاسرة بثقة مغلفة بغرور أكثر استحكاما: ترا رأسي بين السحاب من زمان عشان أنا هي أنا



    كسّاب يرفع حاجبا ويهتف بسخرية: يه يه يه على مهلش لا ينقطع عرق في رقبتش بس!!



    كاسرة بسخرية مماثلة: لو كان انقطع في رقبتك عرق قبل شوي يكون انقطع في رقبتي مثله



    كسّاب ينظر لها بشكل مباشر: ليه أنتي تبين تقارنين نفسش فيني ترا بتتعبين



    كاسرة تضع عينيها في عينيه وتهتف بثقة: أكيد بأتعب ما دمت بأحاول أوصلك أنت مستوى مستحيل أنت توصل له ولا في أحلامك



    كسّاب نظر لها باستهزاء أقرب للاحتقار: ما تشوفين إنش مغرورة زيادة عن اللزوم.



    كاسرة استرخت في مقعدها: بعض ما عندكم.



    كسّاب يتلفت حوله ثم يهتف بثقة ساخرة: طيب يامغرورة هانم


    أنا طالع من البيت حتى قهوة ما شربت وانتي معدومة ذوق حتى فنجان قهوة ما عزمتي فيه علي



    كاسرة بهدوء حازم: والله هذا مكان شغل تبي تتقهوى روح أي كوفي وعليك بالعافية



    كسّاب رسم ما يشبه ابتسامة: صدق إنش معدومة ذوق وأنا جاي في شغل وإلا سكرتيرتش الغبية ما قالت لش



    كاسرة بنبرة غضب حازمة محترفة: ما أسمح لك تسبها ولا تتطاول على أي حد قدامي


    وشغل من وراك الله الغني عنه تفضل تراك عطلتني عن شغلي



    حينها رد عليها كسّاب بنبرة غضب حاد يتخللها تحكم كاسح: صوتش ما ترفعينه علي مرة ثانية


    وإلا والله ثم والله لا تشوفين شيء ما يسرش



    حينها وقفت وهي تهمس من بين أسنانها بغيظ غلفته ببرود بارع: أنا أساسا ما رفعت صوتي لأني احترم نفسي قبل أي شيء ثاني


    عشان حضرتك تجي تتهمني بكذا لا وتهددني و الحبر اللي وقعنا به عقد زواجنا مابعد نشف



    حينها هتف لها ببرود مستفز: ومهوب لازم ينشف ولو تبين ألغيناه وحطينا جنبه عقد ثاني ويجفون عقب سوا.



    حينها ابتسمت وهي ترد عليه بسخرية مقصودة: والله إني دارية إن هذي أخرتها


    وإلا وش أتوقع من بزر عقله أخر شيء يفكر يستخدمه



    كساب توسعت عيناه بدهشة وغضب: من البزر



    كاسرة ببرود: حضرتك طبعابزر وستين بزر بعد


    وأثتبت إنك بزر بتفكيرك اليوم


    جايني لمكتبي بكل وقاحة وبدون تفكير. ونافش ريشك ثم تهدد بالطلاق


    فيه مبزرة أكثر من كذا



    كسّاب وقف وهو يهتف بثقة كاسحة مقصودة: تدرين إني دريت إنه ما ينشره عليش عقب ذا الهرجة هرجة خبلان فعلا


    سحبنا الإعجاب بلسانش خلاص



    عندي اجتماع عقب نص ساعة وإلا كان قعدنا نكمل كلامنا مع إنه أنتي بصراحة تقرفين الواحد يكمل حواره معش


    بس شركتي بالفعل بتسوي رعاية لأنشطة قسمكم


    وطبعا هذا نوع من الدعاية لشركتي و في نفس الوقت دعم لأنشطة الحكومة



    كاسرة بحزم: أولا أنت وإعجابك ما تهموني سحبته أو خليته لأني ماني بمحتاجته ولا محتاجة شهادتك فيني


    ثانيا شكرا ماني بمحتاجة إن حد يقول إن الرعاية هذي جات مجاملة لي



    كسّاب بثقة: قلت لش إنش غبية لأنه أولا لازم أنا عندش في المقام الاول وغصبا عنش ورأيي لازم يكون الأهم عندش


    وثانيا ياحرمنا المصون وش فيها لو كانت مجاملة لش ذا الشيء بيثبت أرجيلش في المكان



    كاسرة بثقة متمكنة: أرجيلي ثابتة بجهدي ويميني وما أسمح لك أبد تعيد غبية هذي


    أو تدري حتى لو تبي تعيدها عيدها مثل ما تبيعادي ما يهمني ظنك فيني



    كسّاب ابتسم بسخرية: وعندش إني صدقتش الحين؟! داري إنش بتموتين تبين تنالين الرضا السامي على قولتش



    كان يستعد للخروج بينما كاسرة تلجأ لقوة سيطرتها على تصرفاتها حتى لا تلتقط شيئا وتقذف به رأسه الفارغ الفارغ كما هي تراه



    ولكن كسّاب التفت لها وهو يهتف لها بتجبر متعاظم:


    اليوم ترا عديت لش واجد بمزاجيبس اعرفي إنه ترا مهوب كل يوم مزاجي رايق مثل اليوم واستحمل وأعديها


    ترا بالعادة نفسي في طرف خشمي



    لم يسمح لها أن ترد الرد الذي أصبح يعلم يقينا أنه جاهز على طرف لسانها لأنه كان قد وصل الباب.


    وهو يفتحه سمع فاطمة تترجى في أحدهم:


    يأستاذ سعود أستاذة كاسرة الحين مشغولة قلت لك عندها ضيف والقرار نهائي ولازم التنفيذ



    سعود كان صراخه يتعالى بغضب: إيه علينا مسوية شريفة مكة وهي قاعدة مع رجال بروحهم والباب مسكر


    بنت اللذينا أنا أنا تنقلني من قسمني اللي أنا فيه من قبل هي ماتشتغل هنا حتى




    كان سعود مازال سيتكلم لولا أنه فوجئ بيد قوية متجبرة بالغة القوة والتجبر تمسك بجيبه وترفعه لأعلى وقدماه ترتفعان عن الأرض


    ويأتيه فحيح كسّاب المرعب من بين أسنانه: شريفة مكة غصبا عن طوايفك يا ابن الــ


    تشهد على روحك اللي يدوس على طرف ثوب محارمي أدهسه هو بكبره



    كاسرة كانت خرجت خلف كسّاب فورا حين سمعت صوت سعود


    وهاهي تمسك بمعصم كسّاب الحر لأنه كان يرفع سعود الذي بدا وجهه يحمر بيد واحدة


    وهي تهتف برجاء عميق: كسّاب تكفى هده واللي يرحم والديك هده


    تكفى كسّاب بس كفاية الرجال بيموت في يدك



    حينها ألقى به على الأرض بقوة


    بينما سعود زحف للزاوية وهو يمرر يده على عنقه مكان ضغط جيب الثوب ويلتقط غترته وعقاله اللذين سقطا أرضا



    حينها انحنى كسّاب عليه وهو يصر على أسنانه بتهديد حقيقي مرعب:


    والله ثم والله لو شميت ريحة إنك وطوطت عند مكتب مرتي وإلا ضايقتها بكلمة


    إنه يكون آخر يوم في عمركسامعني!



    الغريب أن كاسرة خلال كل هذا وحتى بعد أن ألقى بسعود وهي ممسكة بمعصمه وأناملها الزبدية تحيط بعروق معصمه النافرة


    لم تشعر بنفسها أبدا كانها تنفصل لعالم آخر


    وإحساسها بقوته من هذا القرب يسكرها بإحساس غير مسبوق غير مفهوم غير مفسر



    بينما كسّاب لم يشعر بشيء إطلاقا ولم يتحرك بداخله شيء سوى رغبته في التنفيس عن غضبه الدائم


    حتى في دفاعه عن كاسرة هو يدافع عن نفسه ومكانته وصورته


    وكاسرة ليس لها وجود سوى لأنها شيء ينتمي له كشيء وليس كأنسان حتى



    لذا همس ببرود دون أن ينتبه حتى لملمس الحرير الاستثنائي الذي كان يمسك بمعصمه:


    لو سمحتي فكي يدي الرجّال طلع خلاص ليش ماسكتها



    كاسرة انتفضت وهي تفلت يده وتتراجع دون أن تتكلم بكلمة وتعود لمكتبها


    بينما كسّاب غادر متوجها لشركته



    فاطمة توجهت لكاسرة وهي تجلس مقابلا لها تضع يدها على قلبها وتهمس بنبرة انبهار:


    سوسو ماشاء الله ماشاء الله رجالش يجنن يهوس الله يهنيش يا قلبي



    حينها قالت كاسرة بضيق حقيقي: من جدش والا تطيبين خاطري بس



    فاطمة باستغراب: ليه أنتي ماعندش عيون؟!!



    كاسرة بضيقها الفعلي الذي بدأ يتأزم فعلا والذي أخفته خلف حزم صوتها المعتاد:


    عندي عيون قالت لي إني مقبلة على حياة وكسة اللهم أني أسألك اللطف والثبات


    اللهم لا اعتراض على حكمك بس أنا وش سويت في حياتي تبلاني بواحد مافيه عقل مثل هذا


    قبل يومين ذبح له واحد واليوم كان بيذبح الثاني


    حلفتش بالله فطوم رجّال مثل ذا أشلون ينعاش معه أنتظر لين يصير عندنا عيال ويذبح له حد ويعدمونه




    فاطمة بغضب: ما أشين فالش والرجال ظروفه جات كذا وورا بعض


    يعني قبل يومين واحد يسرق بيته وتهجم عليه يخليه ويقول روح الله يسامحك


    واليوم واحد طول لسانه على مرته سعود باقي يتهمش في شرفش مافيه رجال فيه خير يسمع ذا الكلام ويسكت


    ولو هو سكت يكون مهوب رجال أساسا



    كاسرة بثبات: بس مهوب كل شيء ينحل بالعنف



    فاطمة بثبات مماثل: بس مواقف مثل ذي ما تنحل الا بالعنف.







    ************************************






    رد مع اقتباس  

  6. #56  
    المشاركات
    3,260

    "يا فشلتي والله أني منحرجة من أم امهاب من البارحة


    تخيلي المرة جايتني بشبكتي أقوم أعقر في بنتها وهي تسمع!! "



    شعاع تمسح على كتف جوزاء المتضايقة من البارحة والتي كانت تزفر بحرارة إحراجها وضيقها المتزايد:


    ياجوزا ترا الاعتراف بالغلط أول خطوة


    دامش شايفة إنش غلطانة حاولي تصلحين الخطا


    يعني كاسرة بتكون اخت رجالش وعمة عيالش عقب ما يصير حاطة دوبش من دوبها وهي ما سوت لش شيء أساسا


    وأنتي مافيش قصور عشان تتعقدين منها بذا الطريقة



    حينها هتفت جوزاء بغضب: وش قصدش قصدش عشانها أحلى مني أنا غيرانة منها؟!



    شعاع تنهدت بعمق: لا حول ولا قوة إلا بالله تعوذي با الله من الشيطان الرجيم


    وافتحي صفحة جديدة في حياتش كلها أدري شيء صعب بس مهوب مستحيل



    جوزاء تحمل حسن على ساقيها وتحتضنه برقة وهي تطبع قبلاتها على رأسه ثم تهمس بألم عميق:


    والله ما كنت كذا ما كنت كذا!!!


    حسبي الله ونعم الوكيل. عقدني من نفسي ومن حياتي


    الله يرحمه هو راح وارتاح مادرى باللي خلاه وراه


    اللهم أني أسألك الثبات من عندك اللهم اشرح لي صدري ووفقني لما تحب وترضى



    حينها ابتسمت شعاع: يا الله خلينا نبدأ الحين نغير شوي شوي خلينا نبدأ باللي برا ثم نغوص للي داخل. نبدأ بالسهل


    خاطري نبدأ با اللوك تبين قصة جديدة وصبغة جديدة خلنا نجرب قبل موعد عرسش عشان لو ما ناسبت نغيرها


    صدقيني تغيير الشكل يغيير في النفسية شوي



    جوزاء بتردد: ما أدري يمكن امهاب يحب الشعر الطويل



    حينها وضعت شعاع يدها على قلبها: ياويل قلبي على اللي تفكر من الحين في اللي يعجب سي امهاب!!







    ************************************







    حوار محتدم بالإشارات يدور بين وضحى وتميم حول قضايا اليوم والساعة حول العالم. وهم في انتظار البقية للتجمع للغداء



    يقاطعهما دخول مزنة من الخارج وهي تخلع عباءتها وتجلس ليشير لها تميم وعلى وجهه تعابير غامضة:


    ها يمه أشوف عقب ما كنتي تلحين علي تخطبين لي وحدة سليمة إنش سكتي عن الموضوع بالمرة


    الظاهر ما لقيتي بنت تناسب تصوارتش العالية وفي نفس الوقت توافق علي


    يعني يا الغالية السليمة اللي بتوافق علي لازم فيها عيب خلى السليمين اللي مثلها يخلونها



    مزنة أشارت له وهي ترسم ابتسامة النصر: ومن قال لك سكتت عن الموضوع


    أنا خطبت وأهل البنت وافقوا والحين ابيها ينتظركم تخطبون رسمي.



    تميم بدهشة أقرب للصدمة الموجوعة: مسرع ومن ذولا



    مزنة بسعادة: سميرة بنت راشد



    تميم لم يستوعب إشارتها للاسم ولم يستطع حتى قراءة شفتيها ليستنتج الاسم


    وأفكاره تتشتت من المفاجأة


    لذا سارعت وضحى التي قفزت بفرحة وهي غير مصدقة إلى ترجمة الاسم بالإشارات له



    لتتعاظم دهشة تميم أو صدمته أو ربما يأسه وهو يشير: سميرة ما غيرها رفيقة وضحى



    وضحى تشير له بسعادة حقيقية : هي نفسها ياحظك يا تميم والله سميرة ما فيه منها اثنين



    تميم لم يشر بشيء مطلقا وهو يقف وعلائم غموض حزين ترتسم على وجهه ليتجه للأعلى




    " وهل أستطيع أنا التساؤل هل هي محظوظة


    أم أقول ما أتعس حظها!!


    ما الذي يدفع فتاة مثلها للموافقة على الارتباط بمثلي


    لماذا يا أمي أردتِ أن تجبريني على الإحساس بالنقص الذي أرفض الاعتراف به؟!!


    هذه الفتاة النابضة بالصوت والحياة حتى أقصى حدود التفجر ما الذي يدفعها للموافقة علي


    سامحكِ الله يا أمي أدخلتِ الوساوس اللعينة لقلبي قبل أن أرتبط بها حتى


    فأي سر تخفيه دفعها للموافقة على الأصم الأبكم


    ما الذي يدفع فتاة ممتلئة بصخب الحياة على الارتباط بشخص لن يرد على صخبها يوما بحرف واحد


    لن يهمس لها يوما في أذنها بتدفق مشاعره لن يغرقها في كلمات الغزل التي قد تكون حلمت بها


    لن تسمع اسمها بلسانه يوما وهو يناديها دلالا وولعا


    لن يسامرها في لياليها الطويل سوى بصمت أشبه بالموت


    هل سيصبح الزواج الذي حلمت به سكنا لروحي وتقصيرا لليالي وحشتي الطويلة هو بذاته الوحشة الأشد


    هل تتحول العلاقة الأسمى التي تمنيتها بين روحين محض علاقة بين جسدين؟!


    وإلا أي علاقة ستكون بيننا غير ذلك


    أ يكتب علي أن أعيش ما تبقى من حياتي عاجزا عن السكنى إلى روح تحتويني وروحي هائمة في غربة صمتها الأبدي


    ولماذا هي وافقت علي لماذا فعلت هذا الجنون لماذا لماذا


    .


    .


    لا أستطيع إلا أن أقول سامحكِ الله يا أمي سامحكِ الله!!


    واللهم ألهمني الصواب"




    بعد أن صعد همست وضحى بضيق: شفتيه يمه شكله تضايق



    مزنة بهدوء عميق: الموقف صعب عليه يأمش. عطيه وقت يتأقلم


    تميم كان حاط في رأسه إنه مهوب متزوج الا بنت مثل حالته


    ولو تزوج وحدة سليمة بيكون فيها عيب معين يخليها توافق عليه


    كأن تكون كبيرة أو بشعة شيء يخليها توافق عليه وهي مبسوطة


    لكن وحدة مثل سميرة يتمناها أحسن واحد سوت له صدمة شوي


    شوي ويتأقلم.



    ثم أردفت بحنان عميق: ليته بس يشوف نفسه مثل ما أنا أشوفه


    كان شاف إنه حتى أحسنها بنت صحيحة ما تسوى مواطي أرجيله الله يخليه لي




    وهما مستمرتان في حوارهما دخلت عليهما كاسرة قادمة من عملها


    مزنة عقدت حاجبيها: توش تجين


    أنا أحسبش في البيت لأني كنت عند أم غانم صليت عندها الظهر وعقبه رحت أجيب أغراض البيت



    كاسرة بهدوء وهي تخلع عباءتها: شوفي كم اتصال داقة عليش عشان أقول لش بأتاخر


    رحت أوصل فاطمة. رجّالها مسافر



    مزنة تستخرج هاتفها وتجده على الصامت تعدل وضعه للعام وتضعه على الطاولة أمامها بينما كاسرة تسألها باهتمام:


    وش ردت عليش أم غانم



    مزنة بابتسامة: أبشرش وافقوا


    بأقول لامهاب يستعجل في خطبتها لأخيه


    والحين بأقوم أخليهم يغرفون لكم الغدا امهاب رايح المطار عنده شغلة سريعة وعقب بيتغدا مع عبدالرحمن برا



    كاسرة بهدوء باسم: مبروك وعله خير إن شاء الله تميم يستاهل كل خير


    وسميرة تجنن ماشاء الله أطيب من قلبها ماشفت



    ثم أردفت وابتسامتها العذبة تتسع: لو أنه تميم كان يسمع كان صدعته سميرة بالهذرة الله باغي له الخير



    مزنة تقف وهي تردف بحزم: ترا خالة رجّالش وأخته متصلين يقولون بيجون قبل صلاة العشاء تجهزي تقابلينهم



    كاسرة بحزم: مسرع صار رجّالي مابعد تعودت على الكلمة أظني اسمه واجد عليه قولي خالة كساب وأخته



    مزنة بحزم أشد وهي تغادر المكان: الاحسن تعودين عليها عندش في كل شيء رأي خلف خلاف



    وضحى همست بهدوء متردد: مهوب من الأحسن تبدين تجهزين لأني ظني الليلة إن هم جايبين مهرش مافيه وقت.



    كاسرة تسترخي وتغمض عينيها: هذا الشره في الشراء أعتقد إنه مرض السوق مليان والتجهيز والتسوق ما ياخذون يومين


    مهيب قضية الشرق الأوسط يعني!!



    وضحى بذات التردد: ما تبين على الأقل تشوفين لش فستان من بدري



    كاسرة بحزم واثق: خير خير



    وضحى بخجل: تمنيت أكون معش وأنتي تختارين و


    ثم بترت عبارتها بتردد حزين: أو يمكن تبين فاطمة بس؟



    حينها فتحت كاسرة عينيها وابتسمت برقة: وليش ما تنفعين أنتي وفاطمة. رأيين أحسن من رأي واحد



    حينها أشرق وجه وضحى بابتسامة طفولية: أي شيء تلبسينه بيكون حلو عليش لأنه أنتي اللي بتحلين الفستان



    حينها همست كاسرة بغموض خافت: ليت شين الحلايا يستاهل بس!!








    ***********************************







    "مبروك يقولون ناسبتوا آل كسّاب"



    مهاب ينظر لصاحب الصوت المتهكم وعيناه العسليتان تلمعان ببريق إبتسامة


    ليرد عليه بهدوء: الله يبارك فيك



    غانم بنبرة ذات مغزى: وش إحساسك وأنت تزوج أختك لأخ اللي أنت نشبت في حلقها من كثر ماكنت تهينها



    مهاب انقلب هدوء صوته لصرير غاضب يصدر من بين أسنانه: غانم توك قبل كم يوم تقول ماعادنا طلاب في الكلية


    وإلا أنت مشتاق لطقم أسنان جديد



    غانم يرفع حاجبا وينزل آخر: وإلا أنت يمكن تبي كتفك الثاني ينخلع



    مهاب يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: غانم اقصر الشر



    غانم يهز كتفيه بهدوء: أنا قاصر الشر من زمان بس متعجب من تدابير ربي البنت اللي حرقت أعصابها بإهاناتك قبل 4 سنين


    ربي ينصرها عليك ويصير إخيها نسيبك



    حينها مال مهاب على غانم ونظر له بنظرة مباشرة: وأنا متعجب من 4 سنين لين الحين وأنت حارق دمك بالدفاع عنها ما تعبت



    غانم بحزم: أنا ممكن أتقبل أي شيء إلا إهانة مرة لأن المرة ما يهنيها إلا الرخيص



    حينها تصلبت يدا مهاب بغضب وهو يوشك على الإطباق على جيب غانم بدون تفكير.


    لأنه شعر أن غانما يوجه له إهانة مباشرة وبشكل مقصود


    لولا فوج كبير من (سكاي تراكس) دخل للتو لاستراحة الطيراين جعل مهاب يبتلع غضبته قسرا


    فزيارة السكاي تراكس التفقدية حدث كبير يتم انتظاره بحماس لأنه على ضوءه يتم تقييم درجة خطوط الطيران على سلم من خمس نجوم


    ولن يكون هو من يفسد هذه الزيارة لذا استرخى في مقعده وذكرى العراك السابق قبل أربع سنوات تعود لذاكرته.







    *********************************







    "تبي تشرب شيء ياقلبي"



    كسّاب بهدوء: لا خالتي تدرين إني ما أشرب شيء عقب الغدا الحين تعالي أبيش في سالفة



    عفراء جلست وهي تقول بحرج ودود: سامحني يأمك أدري المفروض رحت أجيب شبكة مرتك بس الظروف عاكست شوي


    اليوم فديتك حول لي الفلوس وأروح أشتريها


    أنا أساسا كلمتهم وقلت لهم بجيهم الليلة عقب العشا



    كسّاب عقد ناظريه: ياااااااه خالتي. بالش راح بعيد وش همني أنا من ذا الموضوع


    بعطيهم فلوسهم وهم يشترون شبكتهم بروحهم وإلا بالطقاق



    عفراء بعتب: وش ذا الكلام يامكعروسك تستاهل أحلى شبكة إيه ولا تنسى تحول لي المهر بعد أعطيهم إياه بالمرة


    أربكتوا العرب بذا العرس المستعجل. قاعد ذا السنين كلها وعقبه تبي تعرس في شهر



    كسّاب هز كتفيه: والله أوامر أبو كساب وإلا أنا وش مستعجل عليه


    على الغثا وطولة لسانها اللي متبري منها



    عفراء عقدت حاجبيها: وانت وش عرفك إن لسانها متبري منها تتهمها صحيح أنا ما شفتها إلا في مناسبات شوي


    وما تكلمت معها إلا مجرد سلامات بس أنا أشهد إنها ذربة ومنطوقها زين وعليها صوت صوت ماشاء الله ماشاء الله



    حينها ابتسم كسّاب دون أن يشعر وهو يتذكر بالفعل رنين صوتها الكرستالي الحريري ولكنه هتف بسخرية:


    وقولي بعد إنها مهيب مغرورة؟!!



    عفراء عقدت حاجبيها مرة اخرى: شكل حد صاب العلوم في أذنك أنا بصراحة ما أعرفها عدل بس هيئتها تعطي على الغرور


    ثم أردفت وهي تبتسم: ولا جيت للحق يلبق لها الغرور. إذا وحدة مثلها ما تغتر فالغرور ماخلق إلا لها


    الله يهنيك يامك مابعد شافت عيني أزين منها



    كسّاب ضغط صدغيه بأطراف أصابعه ثم هتف بسخرية: الزين من زانت أفعاله ياخالتي


    وش أسوي بزينها لو كانت ما تنتعاشر


    وعلى العموم هذا كلام سابق لأوانه خلينا الحين فيش



    خالته باستغراب: ليه أنا وش فيني



    كسّاب بحزم: جايش معرس



    عفراء بضيق: يأمك قلت لك قبل ذا الموضوع أنا شالته من بالي



    كسّاب بحزم: مهوب على كيفش يا خالتي



    حينها انتفضت عفراء بغضب: نعم يا ولد وشو اللي مهوب على كيفي لا تكون بتزوجني غصبا عني



    كسّاب بحزم أشد: لو حديتيني أسويها بأسويها



    حينها وقفت عفراء وهي تهتف بحزم: الكلام انتهى قوم قيل شوي قبل الصلاة



    حينها شدها كسّاب بلطف وهو يهتف بحنان مدروس : اقعدي جعل يومي قبل يومش (يعرف أن خالته لا يمكن أن تقاومه حين يخاطبها بهذه الطريقة)



    تنهدت عفراء وهي تجلس: إلا يومي قبل يومك أنت وأخوانك يأمك اللي فيني مكفيني جاي تقول لي معرس



    كسّاب بهدوء عميق مسيطر: خالتي وضعش عايشة بروحه ماعاد ينسكت عليه



    عفراء تنهدت: يأمك اللي صار ممكن يصير لأي وحدة حتى لو كانت متزوجة وزوجها مسافر وإلا طالع


    يعني مهوب الزوج هو اللي بيحمي الله هو الحامي.



    كسّاب بهدوء: ونعم بالله بس توقعين لو كنتي متزوجة وفي بيت رجالش كان كلب مثل ذا تجرأ يسوي اللي هو سواه



    صمتت عفراء والذكرى الطرية المؤلمة تقتحمها بكل القسوة


    تحاول أن تلغي هذه الذكرى من حياتها ولكنها مازالت طرية وجرحها ينزف في تفكيرها


    فهل تحتاج وقتا لتنسى وهل هو مجرد الوقت ما تحتاج له


    البارحة رغم أن كسّاب كان ينام في غرفة مجاورة لها إلا أنها لم تستطع النوم


    وكل حركة تسمعها تبعث في داخلها ألما وتوترا لا تستطيع تفسيرهما




    كانت عفراء غارقة في تفكيرها بينما كسّاب يكمل حديثه بهدوء حازم:


    خالتي ذا المرة العريس غير وإن شاء الله إنش بتوافقين



    صمتت ولم ترد عليه ليكمل هو: عمي منصور متقدم لش وملزم عليش بعد



    حينها انتفضت عفراء بدهشة: من منصور


    ثم أردفت بغضب: لا يكون طاري على باله يستر على اللي شافه قبل يومين



    كسّاب بغضب: خالتي الله يهداش هو صار أي شيء أساسا عشان يستر عليش محشومة خالتي من ذا التفكير



    عفراء بذات الغضب: أجل وش نطط عمك يبيني وأنت بروحك كنت تقول إنه حرّم العرس خلاص



    كسّاب يحاول التحدث بمنطقية: غير رأيه وعرف مصلحته وقرر ذا المرة يقوم بخيار مناسب وسليم


    ثم أردف بمرح: واسمعيني عدل خالتي عمي ملزم عليش ويبيش


    وهددني يكفخني لو ما رضيتي يهون عليش كسّاب حبيبش يتكفخ



    عفراء بغضب: بكيفك أنت وعمك خله يكفخك



    حينها تغيرت ابتسامة كسّاب لحزم شديد: خالتي تخيري ما تبين عمي تأخذين ابي


    لكن إنش بتقعدين بدون رجّال انسي انسي



    حينها تنهدت عفراء بعمق أفكار عديدة تمور في ذهنها المتعب الموجوع المستنزف من كل شيء


    ومع ذلك همست بهدوء: زايد مستحيل وذا السالفة خلصنا منها


    أما عمك فهو رجّال ما عمروا عنده النسوان ثلاث طلاقات ما بين كل طلاق وزواج إلا حول السنة وأكثر وحدة قعدت عنده قعدت عشر شهور


    مهوب معقول إن العيب في النسوان وأنا يأمك ماني بحمل طلاق عقب ذا العمر ترضاها لي يأمك



    كسّاب بهدوء: أنتي عاقلة يا خالتي وكبيرة وفاهمة وأعتقد إنش ممكن تحاولين تقبلين عيوب عمي اللي طفشت نسوانه



    عفراء بنبرة مقصودة: يعني المشكلة سببها عمك؟!!



    كسّاب بحذر: مهوب بالشكل اللي أنت متصورته



    عفراء تنظر له بشكل مباشر: أجل بأي شكل ياولد أختي



    كسّاب بهدوء: عمي رجال حار بس هذي مهيب مشكلة لأنه يوم يكون مروق مافيه أطيب منه


    المشكلة في إن نسوانه وقتها كلهم يعتبرون صغار في السن وعمي كل ليلة وقبل حتى ما يترقى مجلسه مليان ضباط ما يفضى لها


    وفي الليل ممكن يجيه استدعاء أو حتى أي حد من ربعه يصير له شيء ويتصلون فيه لأنهم يدرون انه بيزعل لو ما كلموه


    المشكلة المسكينة تسأله وين رايح يقول لها: مهوب شغلش أو رايح في شغل خاص


    فالمسكينة تولع غيرة وتفكيرها يروح فورا لشيء ثاني


    وهو مستحيل يريحها ويعطيها خبر عن شيء



    عفراء بعدم اقتناع: بصراحة ما أشوفه سبب يخلي المرة تخرب حياتها وتطلب الطلاق كان صبروا عليه وتفاهموا معه بالعقل



    حينها ابتسم كسّاب: شفتي خالتي هذا الفرق بينش وبينهم. وصدقيني هذا السبب مع اختلاف التفاصيل


    يعني أحيانا تصير هوشة كبيرة على سبت الموضوع والمرة تشيل قشها تبي عمي يراضيها فهو يعند ويقول خلها تقعد مكان ماراحت


    ولو جيتي للصدق عمي ماحب ولا وحدة منهم ولا حتى ارتاح معهم لو كان حب المرة كان ريح بالها ومشى الموضوع


    لكن عمي بالفعل ما أرتاح للزواج قيوده وكل مرة كان يتزوج عنده إن مرته ربي بيهديها ذا المرة


    ويمكن لولا إلحاح خالته عليه الله يرحمها ماكان كرر التجربة



    وشوفي الموضوع على بساطته عمي يشوفه موضوع كبير واجد


    لأنه يشوفه يتقصد نظام حياته كله


    يعني هو في ظنه إن المرة يوم جات جات تبي تعفس حياته وتمشيه على كيفها فالقضية عنده صارت قضية مبدأ أكون أو لا أكون



    عفراء بحذر: بصراحة أنا توقعت السبب ممكن يكون له علاقة بالانجاب لأنه 3 حريم ولا وحدة منهم تحمل



    كسّاب بحذر أكبر: وأنتي قربتي لكنه مهوب سبب لأنه مافيه وحدة منهم درت بشيء



    عفراء رفعت حاجبا: أشلون



    كسّاب يتنهد: الأولى قعدت عنده أربع شهور يعني ما شكو بشي أساسا ولا فحصوا


    لكن الثانية قعدت عنده عشر شهور وعمي فعلا كان يبي يكمل معها


    وفعلا سوو فحوص عشان يشوفون ليش الحمل تأخر لكن قبل مشكلة الطلاق على طول والنتيجة طلعت عقب ما طلقها


    أما الثالثة (حينها ضحك كسّاب) تذكرينها خالتي كانت مرجوجة جننت عمي وحتى شهر ما قعدت


    فعمي ماقال لها شيء أساسا لأنهم في مشاكل من أول يوم



    عفراء بحذر: وذا الشيء هو



    كسّاب بنبرة حاول تحميلها بأكبر قدر من الطبيعية: إنه عمي فعلا عنده مشاكل في الإنجاب لكن هي مشكلة بسيطة جدا


    والدكتور قال له إن العلاج بسيط جدا ومتوفر لكنه لو ما استخدمه مستحيل يصير حمل وكله بيد الله



    عفراء صمتت بينما كسّاب أكمل بحذر وهو يسب نفسه على موافقته على قول ما سيقوله:


    والحين نوصل للنقطة الثانية عمي يقول لش إنه ماراح يتعالج وهذا قرار نهائي


    لأنه ما يبي عيال يقول ماعاد من العمر مثل ماراح. وماعاد له حتى مزاج على تربية بزران وغثاهم وإزعاجهم



    حينها همست عفراء بغيظ من بين أسنانها: تدري إنك قليل أدب أنت وعمك


    أنا الحين وافقت عليه هو ووجهه عشان يتشرط أبي عيال وإلا ما أبي



    كسّاب يحاول كتم ابتسامته: والله ماعلى الرسول الا البلاغ المبين



    حينها رفعت عفراء حاجبا وأنزلت الآخر وهمست بغضب: مادام أنت مجرد رسول


    أشرايك تقول لعمك دامه رجال قصده الشريف أنه يحميني وما يبي عيال أشرايه لو أنا وافقت عليه نعيش أنا وياه مثل الأخوان. مهوب اقتراح أحسن


    ويا الله قوم ما أبي أشوفك الحين


    استح على وجهك وأنت جايب لخالتك معرس عقب ذا السنين وفي ذا الظروف


    قوم لا بارك الله في عدوينك




    كسّاب كان يمنع نفسه أن يقهقه بصوت مسموع وهو يصعد الدرج ليتمدد في غرفة الضيوف التي أصبحت مخصصة له


    وهو يلتقط هاتفه ويتصل وهو يكتم ضحكاته: عميترا خالتي عندها اقتراح أحسن من اقتراحك بواجد



    منصور باستفسار فخم: اللي هو



    كسّاب يحاول التكلم بطبيعية وهو يكتم رغبته في الضحك: تقول دامك رجال شهم وقصدك الحماية وما تبي بزران.


    وأشرايك تعيشون خوش أخوان في بيتأخ وأخته وش حليلاتكم



    حينها قال منصور من بين أسنانه التي تكاد تتحطم لشدة ضغطه عليها: كسّاب احمد ربك إنك ماوصلت لي ذا الاقتراح وجه لوجه


    وإلا كان ذا الحين تجمع سنونك من القاع يالرخمة


    فارق فارق لا بارك الله فيك من ولد!!!



    حينها انفجر كسّاب بالضحك: شوف ياعمي ترا عيب عليك أنت وخالتي


    هي تقول لي قوم ما أبي أشوفك


    وأنت تقول لي فارق


    خلاص حرمت أصير وسيط


    أنت وإياها منتو بزارين هاك خذ رقمها وتفاهم أنت وياها


    وأنا طلعوني من بينكم. وتراها ما تبيك ياسيادة العقيدولو أنت ما اقنعتها فيك تراني بازوجها ابي خلال ذا الأسبوع



    حينها هتف منصور بغضب حازم: طلع زايد من السالفة


    وهات الرقم ومالك شغل وخالتك ذا الاسبوع اللي تشقق حلقك وأنت تقولها


    بتكون في بيتي أنا ومرتي








    #أنفاس_قطر#


    .


    .


    .






    رد مع اقتباس  

  7. #57  
    المشاركات
    3,260

    ضروري تقرون المقدمة حتى لو تبون تقرون البارت أول وترجعون لها
    .
    .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    صباح الهذرة اللي بتصدع روسكم من قلب


    حبة بنادول قبل ما تقرون يكون أحسن


    أكثر مرة هذرت من يوم نزلت بين الأمس واليوم <<< تعبت جد


    عشان كذا أوعدكم أرحمكم من هذرتي البارتات الجاية


    بس اليوم لازم تقرون ولو تبون خلصوا البارت أول وعقب ارجعوا اقروا


    .


    .



    ابتدت الطلبات ونبضات القلب بدوا بالدلع <<< مثل ماكنت أقول احنا شعوب عربية ما تعرف الديمقراطية إلا اسمها


    عشان كذا الواحد لازم يكون ديكتاتوري شوي معكم


    بعض الغزالات يبون مشاعر أكثر !!!!


    والغزالة الثانية تقول ظهري الشخصية الفلانية أكثر حضورها قليل


    والغزالة الثالثة تبي البارت أطول


    وأنا أقول لكل الغزلان الله لا يحرمني منهم


    إنه أولا بين الامس واليوم أنا شايفتها مليانة مشاعر عميقة.يمكن مو المشاعر اللي في بالكم


    وهذا شيء أنا قلته من البداية تركيزنا هنا على علاقات إنسانية من نوع ثاني


    وأكيد إنه بيكون فيه أحداث رومانسية بما أنه فيه شخصيات ترتبط ببعضها


    لكن حتى هذاك الوقت أنا مستحيل أحط مشهد بدون حاجة له لمجرد إني أبي أحط شوية مشاعر


    مشاعر مالها سنع في التركيب الدرامي للحدث وإنما مقحمة على الحدث وثقيلة عليه


    إذا كان السياق الحدثي فعلا في حاجة لمشهد رومانسي بتلاقونه


    عدا ذلك أبدا مستحيل لأن هذا بيخلي مستوى القصة ينحدر ويتسطح


    .


    بصراحة وأنتوا تعودتوا مني على الصراحة واني أشوفكم مثل خواتي


    يضايقني لأبعد حد وفوق ما تتخيلون لما وحدة منكم تقول نبي رومانسية بهذه الطريقة الفجة المباشرة


    وكأن كل التعب اللي اتعبه في صنع الشخصيات وتحريكها يُنسى ويختزل ويحصر في مجرد مسمى "رومانسية"


    رومانسية لابد أن تكون موجودة حتى لو لم يكن لها داع


    وين علاقة الأخوة والأبوة والأمومة والصداقة


    والضيق النفسي والتعقيد البشري وظروف الحياة المختلفة ومتغيراتها


    أم كل هذا غير موجود في حياتكم؟!!


    .


    ارجوكم أرجوكم أرجوكم يا الغوالي لا تحولون بين الأمس واليوم


    إلى عمل سطحي بهذي الطلبات غير المنطقية


    جد تضايقت يا قلبي أنتو


    وأنا فعلا لما أتضايق أتوقف تماما عن الكتابة.لأني ما أحب أكتب إلا وأنا مرتاحة نفسيا


    .


    .


    بالنسبة للطلب الثاني.نفس الشيء بالنسبة لإظهار الشخصيات


    ما أقدر كل بارت أظهر شخصية معينة بدون حدث جديد فقط لمجرد التكرار والحضور


    هالشيء بيضعف الرواية يا قلبي أنتو


    لأنه الشخصيات كثرة حضورها أو قلته يرتبط بالحدث فقط


    وتاكدوا إن كل شخصية ظهرت بتأخذ حقها بالكامل تمهلوا علي


    قلت لكم إن بين الأمس واليوم رواية طويلة ومازلنا في بدايتها.


    .


    أما تطويل البارت جد بنات خلاص أكثر من كذا ما أقدر. أحيانا لي تقسيم معين للبارت


    يكون أطول شوي أقصر شوي


    لكن غالبا يتراوح بين 30 إلى 40 صفحة ورد واحيانا يعدي الـ40 <<< الرحمة


    .


    .


    الحين نجي للشيء الذي ضحكني جد


    اللي تخيلت إن غانم قصير وأسمر


    حتى لو كنت ما وصفته الشيء البديهي إنه طيار ومن شروط قبول الطيارين أن يكون لهم طول معين


    يعني قصير ما يستوي طيار أبد <<< ماسمعتي عن هالشرط يا قلبي


    أما أسمر من وين أسمر وهو عيونه قلنا عسلية. وأمه مصرية سمعتي سميرة تتنظلها على بياضها


    يعني لازم يحوشه من الخير لو شوي


    .


    .


    - قلبي على طول ماعندك وقت يظهر قلبك معلقه في مخباك


    - القلب اللي معلق في المخبا لناس يعرفون قدرهم والقلب الثاني يعجزون ما وصلوه


    المقصد ياقلبي إنه تتمسخر عليه ليه إنه قال لها قلبي


    فهي تقول له إن قلبك معلق في جيبك يعني مو بين ضلوعك عشان كذا مشاعرك كذب وسطحية ومالها قيمة


    فهو رد عليها أن هالقلب اللي معلق في الجيب هو لناس يعرفون إنهم مستحيل يوصلون للقلب اللي بين الضلوع <<< أحس اني فاشلة في الشرح


    لكن ترا ما قصدت تتهمه إنه بصباص لكن سطحي وتفكيره هامشي حتى في المشاعر


    .


    .


    عمة البدر مشتركة من 2007 وأول رد لها كان هنا


    جد تأثرت يا قلبي ما تتخيلين أشلون


    عندها رجاء تبي البارتات بالليل السبت والاثنين والأربعاء


    والله ودي أنفذ بس أدري ما راح يعجب الباقين. سامحيني أرجوك مثلك مايرد والله


    بنات وش رأيكم ممكن نحقق رغبة عمة البدر والحسن كله؟


    .


    .


    بنات ادعوا معي بالشفاء العاجل لهيفا المريضة شقيقة أحد أخواتنا القارئات معنا هنا


    إلهي أذهب البأس رب الناس ، اشف هيفا و أنتالشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً


    إلهي أذهب البأس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لاكاشف له إلا أنت يارب العالمين آمين


    إلهي إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك و سترك الجميل أن تشفي هيفا وتمدها بالصحة و العافية


    إلهي لا ملجأ و لا منجا منك إلا إليك إنك على كل شيء قدير .


    .


    سؤال غاليتي (كلي تواضع) جد أسعدتيني فيه جدا جدا جدا


    كلي تواضع تسأل شنهو الوِرد اللي دائما أبطال قصصي محافظين عليه


    الورد هو المقدار اليومي المعتاد من قراءة القرآن


    الشيطان يا بنات عجيب غريب يمشي مع الإنسان مثل الدم


    دائما يصور لنا إن قراءة القرآن والعبادات متعبة وتأخذنا من الاستمتاع بالحياة


    أبدا أبدا. بالعكس تخليك تحسين بمتعة الحياة فوق ما تتخيلين


    لأنها تصبح جزء من روتين يومك اللي يشعرك بطعم الحياة لأنك تشعرين برضا ربك عليك


    أنا وردي اليومي على النحو التالي <<< أدعو من الله أن تجربه من ليس ورد معين


    أقرأ بعد كل صلاة 3 صفحات فقط من القرآن ما تاخذ أكثر من 5 إلى 7 دقايق


    وبعد صلاة القيام 10 صفحات


    يعني في اليوم 25 صفحة وأختم المصحف تقريبا كل 23 يوم بدون أن أشعر حتى


    وهأنا أكتب روايتي وأتابع مواقع على النت وأزور صديقاتي وأهلي وأذهب للمجمعات


    وأهتم ببيتي وابني لابعد حد


    لم تكن قراءة القرآن أبدا حاجزا أمام أي شيء . هذا ما يحاول الشيطان أن يزرعه في العقول حتى يكون هو من ينتصر


    .


    جمعنا الله دائما على الخير ودلنا عليه


    .


    نرجع للبارت اللي فات


    فيه إشارة حطيتها وتوقعت ناس معينين إنهم بيلقطونها


    الحين كاسرة اللي رئيسة قسم عمرها ماشافت رجّال كاشخ وهيبة لأبعد حد أكيد شافت وكثير


    ماشاء الله الشباب الواحد منهم دايما كاشخ كنه رايح عرس :)


    انتبهوا " لسبب لم تتبينه" ، "مشاعر بدت لضميرها الحي غير سوية"


    المقصد إنه فطرتها النقية جعلت مشاعرها تتحرك ناحية هذا الرجل. رغم أنها لم تتحرك لسواه


    لكنها حين عرفته تحورت المشاعر لنفور وتحفز أقرب للكراهية


    المقصد أن فطرتها الطبيعية قادت مشاعرها لهذا الرجل الذي هو حلالها


    لكنها رفضت حتى أن تسمح لمشاعرها بالتحرر، ولاحظوا ترا البنت البريئة النقية اللي ارتباطها بالجنس الآخر يبدأ مع زواجها


    مشاعرها المكومة في ذاتها تتجه ناحيته بتلقائية


    فأما أن يكون بالفعل يستحقها فنجد المشاعر تتحول لمحبة تتعمق


    وأما ألا يكون يستحقها وتبقى العلاقة أما مودة أو احترام أو حتى تنفصم من أساسها


    وعلى فكرة كسّاب وكاسرة مشوارهم طويل وعلاقتهم تتجه لتعقيد أكبر وأكبر واكبر بطريقة قد لا تتخيلونها<<< وحدة تموت في تعقيد السالفة


    يعني لا تظنونها سلمت الراية بس أنا دائما أحاول أن أرسم للمرأة صورة أنها مهما كانت قوية


    فيجب أن تبقى حريصة على احترامها لنفسها وألا تنحدر في مستوى النقاش ولا التفكير أبدا


    .


    لا لا يازوزو ياقلبي أنا عطيتك نجمة كاملة مو ثلاث أرباع بس التوقع هو اللي قلت إنه تسع أعشاره صح


    ومع ذلك إنتي تستحقين النجمة بجدارة


    العشر الناقص لأنك قلتي أنه اشترط شرط عدم الانجاب على زوجاته السابقات وهذا كان سبب الطلاقات


    وبس ياحلوة


    .


    .


    اليوم نعرف بالضبط اللي صار بين مهاب وغانم


    بيكون فيه عقد قران يا ترى من


    .


    .


    بنات احتمال احتمال لو قدرت ولحقت أضبط بارت يكون فيه بارت هدية صغنونة


    يوم الجمعة الساعة 11 والنص بالليل


    لاني أبي الاحداث تمشي شوي


    لو ما لحقت أحطه بيكون موعدنا الأحد كالعادة


    وعلى كل الأحوال بارت الأحد نازل في موعده إن شاء الله سواء نزل بارت إضافي أو لأ


    .


    إليكم


    الجزء العشرون


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء العشرون





    "مبروك يقولون ناسبتوا آل كسّاب"


    مهاب ينظر لصاحب الصوت المتهكم وعيناه العسليتان تلمعان ببريق إبتسامة

    ليرد عليه بهدوء: الله يبارك فيك


    غانم بنبرة ذات مغزى: وش إحساسك وأنت تزوج أختك لأخ اللي أنت نشبت في حلقها من كثر ماكنت تهينها


    مهاب انقلب هدوء صوته لصرير غاضب يصدر من بين أسنانه: غانم توك قبل كم يوم تقول ماعادنا طلاب في الكلية

    وإلا أنت مشتاق لطقم أسنان جديد


    غانم يرفع حاجبا وينزل آخر: وإلا أنت يمكن تبي كتفك الثاني ينخلع


    مهاب يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: غانم اقصر الشر


    غانم يهز كتفيه بهدوء: أنا قاصر الشر من زمان بس متعجب من تدابير ربي البنت اللي حرقت أعصابها بإهاناتك قبل 4 سنين

    ربي ينصرها عليك ويصير إخيها نسيبك


    حينها مال مهاب على غانم ونظر له بنظرة مباشرة: وأنا متعجب من 4 سنين لين الحين وأنت حارق دمك بالدفاع عنها ما تعبت


    غانم بحزم: أنا ممكن أتقبل أي شيء إلا إهانة مرة لأن المرة ما يهنيها إلا الرخيص


    حينها تصلبت يدا مهاب بغضب وهو يوشك على الإطباق على جيب غانم بدون تفكير.

    لأنه شعر أن غانما يوجه له إهانة مباشرة وبشكل مقصود

    لولا فوج كبير من (سكاي تراكس) دخل للتو لاستراحة الطيراين جعل مهاب يبتلع غضبته قسرا

    فزيارة السكاي تراكس التفقدية حدث كبير يتم انتظاره بحماس لأنه على ضوءه يتم تقييم درجة خطوط الطيران على سلم من خمس نجوم

    ولن يكون هو من يفسد هذه الزيارة لذا استرخى في مقعده وذكرى العراك السابق قبل أربع سنوات تعود لذاكرته.



    .

    .

    .

    قبل أربع سنوات

    كلية قطر لعلوم الطيران



    مزون تنسحب بحرج مر وهي تبتلع غصتها وعبراتها بعد موشح إهانات تفنن مهاب في إيلامها به كالعادة

    وهي تحاول ألا تنزل رأسها حتى كانت تسير برأس مرفوع وخطوات ثابتة

    رغم أنها في داخلها تكاد تنكفئ على وجهها لرغبتها في الهرب من عيون الجميع


    كان يقف في الزاوية يحترق حتى كاد يترمد يستحيل أن يسكت على مسخرة كهذه

    كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع مهابا يهين مزونا بهذا الشكل

    كان قد سمع من زملائه أطراف حديث عن هذا الموضوع ولكن هو لم يسمع ولم يتخيل أن مهابا قد يفعلها


    وهاهو سمع مالم يصدقه بل واحترق بسماعه

    أي رجل يكون هو أن رضيَ أن تهان هذه الفتاة على مسمع منه دون أن يدافع عنها؟!!

    وخصوصا إن كانت تبدو بهذا الطهر والنقاء الموجع بشفافيته

    مغلفة باحتشامها ومعتصمة بأدب رفيع منعها من أن تنحط إلى مستوى المشاحنة مع رجل

    مثلها تستحق أن تُصان وتُحمى وأن يقف مدافعا عنها


    وهكذا كان. اندفع خلف مهاب الذي كان قد وصل إلى سيارته في مواقف الكلية في زاوية غير واضحة

    أمسك بباب مهاب قبل أن يركب وهو يصرخ فيه: أنت أشلون ترضى على نفسك تهين وحدة من بنات جماعتك بذا الطريقة

    والله حتى المرة ما تسوي سواتك


    حينها نزل مهاب من سيارته وهو يدفع غانم: لي أنا تقول ذا الكلام يا غنوم

    أنا تقول لي مرة أنا


    حينها اتخذ غانم وضعية قتالية: إيه مرة والله لا عاد تقول لبنت زايد آل كسّاب شي ياحسابك أنه معي


    حينها لكزه مهاب بعنف: تكلم على قدك ياولد


    لم يطل العراك طويلا فكلاهما قوي البنية

    لكمات قليلة خلعت كتف مهاب اليسار ووخلخلت بعض أسنان غانم وأطاحت البعض الآخر


    ولكن بعد انتهاء العراك الذي لم يشهده أحد سوى بعض عمال النظافة الذين صمتوا متفرجين

    كان هناك ما يشبه العرف المكتوبأن لا يصعدا الموضوع أو يأزماه

    فكلاهما من جماعة واحدة ولا يليق مطلقا ماحدث بينهما

    لذا توجه كلا منهما لبيته ليذهب يعد ذلك للمستشفى بشكل منفرد حتى لا يربط أحد بين إصابتيهما

    وهما يرفضان إخبار الشرطة بسبب العراك أو مسببه أو حتى من قام بالتعارك معهما!!!



    حادثة بقيت في ذاكرة كل منهما

    توقف مهاب عن إهانة مزون ليس خوفا من غانم مطلقا وإنما لأن الفصل كان يوشك أساسا على الانتهاء

    وهو لا يريد مشكلة جديدة مع ابن جماعته


    وغانم بقيت أسنانه الجديدة تذكره دائما بمن منحته إياها كان يمازح سميرة أنها فعلت به خيرا لأنه كان يحتاج لتقويم أسنان

    وبأسنانه الجديدة انتفت الحاجة للتقويم وهاهو يزداد وسامة بفضلها


    ومزون لم تعلم مطلقا بالعراك الذي حدث من أجلها

    بل هي أساسا لم تكن تعرف غانما قد تكون لمحته في الكلية عدة مرات بشكل عابر

    ولكنه كان في سنته الأخيرة في الكلية وهي كانت لا تنظر مطلقا لأي زميل خارج إطار محاضرتها لذا معرفتها كانت محدودة بطلاب دفعتها فقط




    .

    .

    .

    انتهت الذكرى حدث كان بالأمس ومازال تأثيره يمتد لليوم فهل سيتجاوز اليوم للغد

    .

    .


    مهاب يخرج خارج المطار لأنه كان اليوم هنا فقط من أجل توقيع بعض الأوراق

    بينما غانم مغادر في رحلة ممتدة حتى الغد


    خارج المطار عبدالرحمن ينتظر مهابا بعد أن كان من أوصله وهاهو ينتظره


    دقائق من حوار اعتيادي هتف بعده عبدالرحمن ويداه على المقود

    ونظره مثبت أمامه: أنت من يوم قلت لي تعال وصلني المطار وأنا داري إن عندك علوم.

    وصّلتك وهذا أنت طلعت. وعلومك ما بعد طلعت


    مهاب بمودة عميقة: علومي موجعتني يأخيك.


    عبدالرحمن يبتسم: وعشان أختك ما تبيني تتضايق كذا


    مهاب بدهشة: وش دراك حد قال لك شيء


    عبدالرحمن مازال مبتسما: يعني لذا الدرجة شايفني غبي. إن اللبيب بالإشارة يفهم

    يا امهاب جعلني الأول الدعوى بسيطة كفاية إني أنا أصير خال عيالك الله ماكتب لي حد من خواتك

    نصيبي مهوب عندهم ولا وهم نصيبهم عنديوأنا الله أعلم وين بتحط رحالي

    الحين القرار يبي له تفكير ماعادني بصغير والزواج صار ضرورة لي

    وعمري راح وأنا أرتجي نسبك. خلني الحين أرتاح من ذا الموال شوي استراحة محارب مثل ما يقولونوعقب الله يكتب اللي فيه الخير

    ولا تظن أبد إن ذا الشيء ممكن يأثر على أي شي بيننا


    قد يكون فعلا لن يؤثر هذا الشيء مطلقا على العلاقة بين عبدالرحمن ومهاب

    فالعلاقة بينهما تجاوزت أن يؤثر بها أي شيء مهما كانت قوته

    العلاقة بينهما وصلت حتى التماهي والتمازج التام

    حد توأمة الروح وتداخلها!!


    ولكن هذا لا يمنع أن إحساس ضيق عميق وخانق وصل لعبدالرحمن وطمر روحه:


    " أ لهذه الدرجة لم تجد إحدى ابنتي خالي فيَّ حتى ميزة واحدة تجعلها تقتنع بي؟!

    أ لهذه الدرجة كنت سيئا وخاليا من الميزات؟!

    وبعيدا عن كاسرة التي ما تمنيتها مطلقا لنفسها ولكن لكونها الشقيقة الكبرى فقط

    كيف تفعل بي وضحى الرقيقة الشفافة التي تمنيتها لشخصها هذا

    تمنيت بالفعل أن أبني معها أسرة حقيقية

    تمنيت أن تكون هي بالفعل شريكة لحياتي وسكنا لروحي

    كنت مستعدا أن أجعلها المرأة الأسعد في الكون

    ولكن حتى حلم السعادة الذي أردت أن أمنحه لها استكثرته هي عليّ"






    **********************************






    رد مع اقتباس  

  8. #58  
    المشاركات
    3,260
    عفراء ما زالت تجلس في صالة بيتها عاجزة عن القيام من مكانها ودوامات أفكارها تعصف بها

    لم يبق على آذان العصر شيء وتريد أن تسحب نفسها لتوقظ كساب ولكنها غاضبة منه بعد الكلام السخيف الذي قاله لها بعد الغداء

    "خطبة وزواج وهي في هذا الوضع والظروف والعمر"


    شيء في داخلها يطلب منها أن تفكر وتتمهل فربما بالفعل هي في حاجة ماسة للزواج ولوجود زوج في حياتها الخاوية بعد جميلة

    تحتاج لإحساس مختلف بالأمان باتت تشعر بافتقاده

    ولكن تفكير آخر اسمه جميلة يدفعها للرفض تخشى أن يؤثر هذا الخبر على نفسية جميلة وتقبلها للعلاج

    من ناحية ثالثة لا تتخيل نفسها زوجة. اعتادت أن تكون أم فقط ماعادت تعرف حتى كيف من الممكن أن تكون أنثى تهتم بزوج وتعامله كزوج

    فهي لا تعرف ان تتعامل إلا كأم ومعلمة فقط

    ولا تتخيل نفسها في دور آخر!!



    تنهدت وهي تحاول أن تبعد ذهنها عن هذا التفكير فمازال لديها اليوم مشوارين آخرين

    لابد أن تنتهي من شبكة كساب اليوم حتى تذهب لأهل عروسه في الليل بالمهر والشبكة

    فبالكاد يجدون وقتا للتسوق


    وفي خضم كل هذه المشاكل والمشاغل هي عاجزة عن النسيان ولو لثانية تعتصر جهاز هاتفها بين كفيها كم تشعر بالعطش لسماع همس صغيرتها

    تشعر أن قلبها أصبح كصحراء بور شققها الضمأ تنتظر أمطار همسات جميلة لترتوي

    كانت مازالت تحاول قهر نفسها حتى لا تتصل بخليفة الذي أزعجته لكثرة ما تهاتفه. حين فاجأها رنين هاتفها انتفضت (من سيتصل الآن؟)

    رقم غريب لم ترد مرة ثانية وثالثة ولم ترد أيضا

    فهي لم تعتد أن ترد على أرقام غريبة وخصوصا لو كانت هذه الأرقام مميزة ومتسلسلة بهذه الطريقة التي تبدو مخيفة بفخامتها

    حينها وصلتها رسالة:


    "مساش الله بالخير يا بنت محمد

    أنا منصور بن علي آل كساب

    ردي علي لو سمحتي

    عيب مخلين كساب مرسال بيننا

    أعتقد إنه ناس في عمرنا الأحسن يتفاهمون بأنفسهم"


    عفراء تنهدت بعمق: يا ثقل الطينة. وكاتب لي اسمه الثلاثي بعد. ليه أنا كم منصور أعرف

    وبعدين وش ذا الوقاحة اللي عنده قال نتفاهم بنفسنا أحسن


    حينها عاود نفس الرقم الاتصال تنهدت عفراء بعمق وهي تقرر أن تجيب فهي لا تجهل شخصية منصور وتعرف أنه حين يصر على شيء فلن يردعه شيء.

    فبينهما 3 عناصر مشتركة هم ابناء شقيقتها وابناء شقيقه لذا فهي تعرف منصور وشخصية منصور جيدا.

    تعرف كم هو عنيد ومتحكم ومتجبر لأبعد حد حين يريد وكم هو حنون ومرح لأبعد حد حين يريد أيضا


    دفعت في صوتها أكبر قدر من الرزانة والثقل: هلا أبو علي


    صوته كان مثقلا بعبق رجولة طاغ غلفها بعمق مدروس: حيا الله بنت محمد


    انتهت السلامات المعتادة بعبق احترام شاسع ليهتف بعدها منصور بحزم: أعتقد إن كساب بلغكم بالخطبة وأشياء ثانية غيرها


    صمتت عفراء بخجل (وش ذا الوقاحة اللي عنده.؟! أنا على آخر ذا العمر أنحط في ذا الموقف)


    كان منصور على وشك التكلم لولا أن عفراء قاطعت فكرته

    وهي تهمس بهدوء حاولت أن تنحي عنه خجلها (فهي لن تسمح أن يتلاعبوا بحياتها):

    يأبو علي أنا مرة ماعادني بصغيرة وأنت وولد أخيك مأخذيني لعبة وإلا شاه تقودونها من مكان لمكان

    فاسمح لي إذا أنتو رضيتوها لي أنا ما أرضاها لنفسي


    منصور رد عليها بفخامة: محشومة يا بنت محمد الحين يوم أنا أبيش تجين تشرفيني وتشرفين بيتي يكون هذا ظنش فيني


    عفراء تنهدت لترد بحزم: وأنا خلاص ما أبي العرس ومن حقي

    بنتي لو أنها بصحتها كان يمكن أنا الحين جدةوش عرسه اللي أدور له الحين


    منصور بغموض: وهذا آخر كلام عندش


    عفراء بحزم: آخر كلام


    حينها رد عليها منصور بثقة طاغية: اسمعيني يا بنت محمد كسّاب مصمم إنش تزوجين

    ولو ما وافقتي علي بيغصبش على زايد وأظني إنش عارفة إنه كساب ما يتفاهم واللي في راسه يسويه

    فيكون من الأحسن لش توافقين علي أنا. بدل ما تنجبرين على زايد


    عفراء أغاضها بالفعل لشدة ثقته في نفسه لذا همست بشبح ابتسامة أخفتها خلف رزانة صوتها:

    وليش شايف نفسك خيار أفضل من زايد؟!!

    لو أنا فكرت بالمنطق والعقل زايد خيار أحسن بكثير زايد هو أبو عيالي اللي أنا ربيتهم وبأكون معهم وفي بيتهم

    وسامحني لو قلت إن زايد أخلاقه اسمح وطباعه أحسن من طباعك بواجد

    عدا أني لو انطسيت في عقلي وبغيت أجيب عيال لأنه من حقي

    ما أعتقد إن زايد بيحرمني أني أكون أم عشان ماله مزاج يكون أب


    منصور ببرود متحكم: بلاها ذا الأسطوانة لأني ما أبي عيال وأعتقد إنه صار عندش خبر ومستحيل أغير رأيي عشان أرضيش

    وبعدين يا بنت الحلال عندش بنت هي بتجيب لنا عيال. وأنا وأنتي بنصير جدانهم وندلعهم بدون ما يصدعون رأسنا


    لا تعلم عفراء لما شعرت بتأثر عميق شفاف وهو يذكر لها أطفال جميلة واستعداده أن يكون جدا لهم ومع ذلك أجابت ببرود:

    وأنت ليش مسكت في موضوع العيال وخليت المنطق اللي يقول إن المنطق هو أني أوافق على زايد


    منصور حينها هتف بنبرة غاية في التجبر والتحكم: والله لو كان آخر يوم في عمري مستحيل أخليش تأخذين زايد


    عفراء باستغراب: ومن تكون عشان تفرض رأيك بذا الطريقة


    منصور بنبرة نفاذ صبر: تراش طولتيها وهي قصيرة. الليلة بأحط مهرش في حسابش.

    وليلة الخميس بأجيب الشيخ ونملك وتجين لبيتي وانتهت السالفة


    عفراء بغضب: أكون بضاعة أنت اشتريتها وش ذا الأسلوب الهمجي عمري ما شفت واحد شايف نفسه كذا

    أنا ما أبيك غصيبة هي


    منصور ينتفض غضبا: ليه أنا وش عيبي عشان ترفضيني


    عفراء بانهيال غاضب: تبي بالمختصر وإلا بالتفصيل.

    عصبي ولسانك طويل ومطلق ثلاث نسوان بدون ذنب

    وثكنتك بتكون عندك في رأس القائمة وأنا في الذيل

    وتبي تحرمني من حقي أكون أم حتى لو كنت ما أبي مهوب من حقك تمنعني لأن هذا لازم يكون قرار مشترك.


    منصور يبادلها الغضب بغضب مثله: ومعنى كذا إنه أنتي منتي بشايفة فيني أنا منصور آل كساب أي مميزات؟!!


    عفراء بنبرة سخرية مغطاة بنبرة هدوء مدروس: والله إذا الطول والزين عندك إنه يكون ميزة للرجّال هذا شيء ثاني!!


    منصور حينها بدأ ينتفض غضبا متأججا مستعرا: أنا أنا منصور آل كساب مافيني من المميزات إلا الطول وما أدري ويش

    وش عاد فرقي عن النخلة طول وزين وبدون عقل

    أنا تشوفين مافيني أي مزايا أنا أنا

    وإلا عيونش ما تشوف إلا العيوب بس.


    عفراء مستمرة بغضبها وهي غاضبة في المقام الأول من نفسها

    لأنها سمحت لنفسها أن تنحدر إلى هذا المستوى المتدني من أدب الحديث:

    والله عيوني تشوف اللي هي تبي تشوفه وإلا بعد بتحكم في رأيي على كيفك

    وخلاص أتمنى أنك تلتزم حدودك وما تتصل فيني احترم سننا يا بو علي






    **********************************






    "يا الله علوي احنا طالعين من بيتنا جايينش خمس دقايق ونلاقيش واقفة عند باب الحوش شنطتش على رأسش"


    صوت علياء المرح: حشا بنغالية طاقة من كفيلها وجايين تهربوني


    سميرة تضحك: ليتش بنغالية كان لقينا منش فود يالله يا بنـيـ


    بترت عبارتها وهي تشهق بينما كانت تعبر باب باحة البيت لخارج البيت

    وترى سيارة تقف عند باب مجلس الرجال الخارجي وينزل منها شابان

    لتتعلق عيناها بالمحيا الوسيم بنظرة عينيه الحزينة المغرقة في حزن شفاف.


    بينما نجلاء جوارها تهزها: بسم الله عليش وش فيش يا بنت


    ويصلها في ذات الوقت صوت علياء القلق والمرح في آن: سمور يالدبة وش فيش لا تكون روحش طلعت لمولاها عى ذا الشهقة


    سميرة عاودت التنفس وهي تهتف بإرتباك: مافيني شيء. روعتوني أنتي وإياها


    بينما كانت تهتف في داخلها بوجل عميق:


    "ياربي هذولاء أشلوني يجون وإبي مهوب راضي

    الحين بيطفشهم وخربت السالفة كلها

    يا ربي وش ذا المصيبة

    .

    وبعدين وش فيه الأخ محزن كنه رايح يعزي مهوب يخطب؟! "






    ******************************








    رد مع اقتباس  

  9. #59  
    المشاركات
    3,260
    بداخل مجلس راشد آل ليث ثلاثة رجال وقلوب كل منها مشغول بهم

    مهاب أخبرته والدته اليوم أن يستعجل بخطبة سميرة من والدها لأخيه تميم

    لذا حينما قابل أبا غانم خارجا من صلاة العصر أستاذنه أن يزوره لسبب خاص

    فأجابه أبو غانم أن يحضر لقهوة العصر عنده

    مهاب متوجس أن تفسد علاقته المتوترة بغانم هذا الموضوع بأكمله!!



    أبو غانم غارق في هم آخر طلب منهم أن يأتوا في هذا الوقت بالذات لأن غانما متغيب في رحلة لن يعود منها إلا غدا

    وهو لايريد أن يتصادم مع أي أحد قبل أن ينفذ مافي رأسه حينها فليغضب من يريد أن يغضب


    لا يريد أن يُعلم شقيقه خالد ولا أبنائه حتى لا يجد أحدهما نفسه مضطرا أن يتزوج "سليطة اللسان" التي لم يخجلا من التجريح بها أمام والدها

    وخلف هذا الغضب الوقتي غضب أعمق بكثير

    غضب اسمه نجلاء وصالح


    فراشد متردد بالفعل أن يربط ابنته الثانية بابن شقيقه الذي سيكون فهد غالبا مع تحكم العادات الإجتماعية المعروف

    فإذا كان صالح الأكثر رزانة بينهم والأكثر دماثة في أخلاقه فعل بنجلاء التي هي أعقل بكثير من سميرة ما جعلها ترفض أن تعود له كل هذه الشهور

    فكيف سيكون حال فهد وسميرة؟!!


    تلوح له في الآفاق مشاكل هو في غنى عنها

    وهم في الختام من أرخصوا ابنته وسخروا منها. لذا لا يريد أن يتزوج فهد من ابنته تحت وطأة الإحساس بالمسؤولية والواجب

    سيزوجها ممن تريده هي وفي لختام سيكون ذنبها عليها لأنها من اختارت

    بينما لو أجبرها على ابن عمها ثم حدث بينهما مشاكل مستقبلا ستلقي اللوم عليه فورا




    تميم العالم الصامت الزاخر بالسكون يشعر تماما كما المثل (أطرش في زفة)

    هاهو شقيقه مهاب يخطب له ويبدو أنهما يتناقشان في تفاصيل شيء ما

    بينما هو يجهل حتى ما الذي يدور في خطبته يستطيع أن يقرأ القليل من لغة الشفاه ولكنه لم يحاول حتى النظر لشفافهم التي تتحرك بسرعة


    متعب من كل هذا

    مــتـــعـــب!!!

    ولا يشعر حتى بأي رغبة لهذا الزواج

    يعلم أنه مازال صغيرا في السن واستعجاله على الزواج كان لمجرد أن يجد شريكة روح يستطيع أن يتحاور معها كلما أراد

    الآن أي حوار سيصنع مع هذه التي يعرف جيدا أن لديها طاقة حديث تكفي جيشا من النساء؟!!

    كيف سيحتوي ضوضاء حديثها؟!!

    وكيف ستحتوي هي سكون صمته!!

    كيف ستكون بجنونها الدائم سكنا لروحه المثقلة بالهدوء؟!!

    أي حياة تنتظرهما معا


    أخرجه من أفكاره مهاب يهزه برفق لشير له الإشارة الصدمة:

    أبو غانم يقول لك يبي يملكك الليلة


    أُلجم تفكيره وعروق يديه جفتا وأنامله تتخشب عن الإشارة بينما مهاب أكمل الإشارة بإبتسامة:

    يا الله وإن شاء الله يصير عرسي وعرسك في ليلة وحدة


    تميم بحركة ميتة أشار: توكل على الله.


    حينها التفت مهاب لإبي غانم وهتف باحترام: نسبكم ينشرى بالذهب يأبو غانم بس مهوب ودك ننتظر غانم أدري عنده رحلة على خطنا الجديد

    ومهوب راجع إلا بكرة


    راشد بحزم: غانم لاحق خير. بيحضر العرس إن شاء الله ماعقب الموافقة إلا الملكة هذا السنع

    جيب الشيخ عقب المغرب وجيب اللي يعز عليك من ربعك


    مهاب باحترام: اجل العشا عندنا الليلة علّم جماعتك وربعك.






    *******************************************






    "أنتي يالخبلة بغيتي تدعمين في الرجال

    والله العظيم منتي بصاحية من يوم طلعنا وأنتي حالتش مهي بطبيعية"


    سميرة ترد على عالية بتوتر وضيق عميقين: مافيني شيء


    عالية تشدها لجوارها: علي يا سمور


    سميرة تشعر أنها مختنقة: مافيني شيء بس تعبانة وأبي أرجع البيت


    كانت تتحاوران حينما شدتهما نجلاء: يا الله نرجع البيت إبي كلمني ويقول ارجعوا الحين


    سميرة بتوتر أكبر وقلق موجع بدأ يتصاعد في روحها: ليه؟ وش فيه


    نجلاء باستعجال: تبيني اقعد أحقق مع إبي قال لي ارجعوا الحين البيت قلت له إن شاء الله

    امشوا وندري وش السالفة.


    عالية بمرح: خلاص أنا بأروح معكم لبيتكم بأنام عندكم دام غانم مسافر الليلة.





    *******************************






    "خليفة تكفى قل لهم يشيلون المغذي عني

    أنا صرت آكل زين الحين إيدي مزرقة من أثر الأبر"


    انتشله همسها المتعب من جريدة عربية كان يتصفحها طواها جانبا وهتف لها بحنان:

    هم أساسا ببشيلونها بس باقي الليلة آخر جرعة دوا بيحطونها في الوريدباجر إن شاء الله بيشلونها


    لا ينكر أنه مع الأدوية تحسن تناولها للطعام ولكن زادت عصبيتها كثيرا وهي تثور لأتفه سبب ثورة عارمة

    ولكنها على الطرف الآخر أيضا أصبحت ترحمه من ثوراتها لساعات طويلة تقضيها في النوم أو حتى غارقة في صمت غريب

    يشبه ما تغرق فيه الآن


    هذه المرة كان هو من انتشلها من صمتها وهو يهتف بحماس مصطنع: أشرايج باجر لا شالو عنج المغذي أطلعج للحديقة شوي

    عندهم حديقة شنو حديقة والله خيال


    جميلة أدارت وجهها للناحية الثانية وهمست بذبول: ما أبي مالي نفس أشوف شيء


    خليفة لم يهتم لرفضها: إلا بنطلع والأسبوع الياي بأطلعج تشوفين بحيرة أنسي والبياعين اللي حولها بتستانسين وايد


    تركت كل ماقاله وسألته في اتجاه وجع آخر: أمي كلمتك وإلا عمي زايد


    خليفة بحذر توقعا لثورتها القادمة: كلهم كلموني يسلمون عليج وايد وايد


    ولكنها ويالا الغرابة لم تثر لم تصرخ بل سالت دموعها بصمت وهي تهمس بصوت مبحوح مقهور ممزق ألما:

    وكالعادة ماحد منهم طلب يكلمني قطوني هنا عليك ونسوني.كنهم ماصدقوا يخلصون من همي وينسون إن لهم بنت

    حتى أنت تكرهني وتدعي ربك متى يخلصك مني وأموت عشان أنت ترتاح


    أنهت جملتها ثم أدارت جسدها لتولي ظهرها لخليفة وتطلق العنان لدموعها لتنساب بغزارة وجعها العميق

    وروحها المثقلة بوجع التجاهل والنكران ممن ترتجي حنانهما ووصلهما ودفء أصواتهما وروحها تغرق في الصقيع بعيدا عنهما

    أمها وعمها زايد.





    ********************************







    قبل صلاة المغرب والفتيات رجعن نجلاء وعالية كل ما خطر ببالهن أنه لابد عشاء للرجال لذا طلب راشد عودتهن

    لكن سميرة كانت تشعر بألم في بطنها وحاستها السادسة تنبئها أن هناك شيئا آخر

    لم يخطر عقد القران ببالها مطلقا وإنما كانت تخشى أن والدها يريد معاتبتها على خطبة تميم ربما

    لذا حينما نادتها والدتها في الأسفل بينما نجلاء وعالية كانتا في الأعلى

    كانت ترتعش مطلقا ليس خوفا من والدها ولكن احتراما له وخشية من إغضابه

    وخشية من الانهيار التام لحلم حياة باتت تحلم بها مع تميم



    حين دخلت. كان والدها يجلس بجوار والدتها ولم يفتها أن والدتها كانت تمسح دموعا تحاول إخفائها عنها

    شعرت أن عبرة كبيرة سدت مجرى التنفس عندها هل هناك من حدث له مكروه ما؟!!


    أشار لها والدها أن تجلس جواره احتضن كتفيها بحنان وهمس بخفوت خلفه رجاء عميق معقد: تبينه وإلا لأ

    هذي آخر فرصة قدامش تتراجعين

    تراهم بيجيبون شيخهم عقب الصلاة تبينه توكلنا على الله. ما تبينه كلمتهم الحين وقلت لهم الوجه من الوجه أبيض


    انتفضت سميرة بعنف: من


    أبو غانم بدت الكلمة عسيرة على لسانه: تميم آل سيف


    سميرة صمتت بخجل والصدمة تلجم لسانها لم تتوقع أن الأمور قد تتيسر بهذه الطريقة لابد أنها دعواتها الطويلة لله عز وجل!!


    راشد استحثها لترد بينما دموع أم غانم باتت عاجزة عن إخفائها

    همست سميرة باختناق: أبيه إذا أنت وأمي راضيين


    أبو غانم يشعر بوجع عميق لا حدود له أخفاه خلف حزم صوته: أنتي اللي بتعيشين معه المهم تكونين أنتي راضية ومقتنعة


    سميرة هزت رأسها وقفزت لتهرب بينما أبوغانم هتف خلفها: لا تقولين لنجلا وعالية شيء لين تخلص الملكة


    ولأن سميرة بلغ توترها الذروة قررت أن تستحم حتى تحين صلاة المغرب عالية طرقت عليها الباب عشرات المرات: حشا سحتي في البانيو هذا ياختي وأنتي تولعين من البياض تسبحين ذا الكثر

    وش خليتي للي مثلي.


    انتهى عقد القران ونجلاء وعالية غائبتان عن الحدث لأنهما مشغولتان بالحديث حينا أو اللعب مع خالد وعبدالعزيز حينا آخر


    بعدها عادت سميرة بأقدام تنقلها بتثاقل ومشاعر ملتبسة غامضة تشعر أن ذهنها تعطل عن التفكير

    هل حقا أصبحت زوجة لتميم

    هل حقا حدث هذا

    هي وتميم؟!!


    تحاول أن تتذكر متى بدأ إحساسها الغريب بتميم فلا تتذكر

    هل وهي مازالت في المرحلة الإبتدائية؟!!

    وهي تراه واقفا أمام الباب مباشرة يكاد يغوص في أفواج الناس المتدافعة خارج المدرسة

    صامت ساكن لا تتغير ملامح وجهه

    وكأنه في عالم آخر بعيد عن ضوضاءهموجسده الهزيل صامد أمام الدفعات

    حتى يرى وضحى حينها يشرق محياه البريء بشيء يشبه ابتسامة

    وهو يطبق على أنامل شقيقته ويشدها خارجين من الزحام



    "كم وقفت بجوار وضحى وأنا أتمنى أن يمنحني شيئا يشبه الإبتسامة ذاتها

    هذه المعجزة المجهولة التي كانت ترتسم على وجهه

    كنت أستغرب أن مثله يستطيع الإبتسام

    لو عجزت يوما عن الكلام سأسيل كل دموع الأرض

    فكيف وهو يمضي حياته غارقا في الصمت؟!

    .

    الأيام مضت ونحن كبرنا وهو لم يلتفت لي يوما

    لا أعتقد حتى انتبه لوجودي بين هذه الأفواج

    هل كنت إلى هذه الدرجة غير مرئية؟!


    بعدها ماعدت أراه حتى تخصصنا أنا ووضحى ذات التخصص

    أراه معها يوصلها أو يأخذها

    مازال كما كان إلا أنه ازداد وسامة وطولا وصمتا

    وابتسامته آه يا ابتسامته. زادت سحرا وغموضا


    لن أخدع نفسي وأقول أني أحبه أو حتى أحببته

    ولكني تمنيته كشيء مستحيل

    تمنيت ابتسامته سحره عمقه هدوءه وصمته


    ثم أنه لن يشاحنني يوما لن يقول (اسكتي ايتها البلهاء طويلة اللسان) مهما تكلمت

    لن يقول (رأسي يؤلمني يا ثرثارة)

    والأهم الأهم لن يستنقص يوما أمي التي أراها الأم الأعظم في العالم

    والتي لو تجرأ زوجي يوما على المساس بها سأمزقه إربا بلساني وأسناني

    قد أكون شجعت نجلاء على العودة لزوجها لكن نجلاء شخصيتها مختلفة عني

    ونجلاء يربطها به أطفال

    ولو كان زوجي لربما أثرت فضيحة .لن أكون عاقلة حينها كنجلاء

    لذلك نحيث أبناء عمي عن تفكيري تماما أردت أن أبتعد عن مجرد فكرة الارتباط بواحد منهم بعد ما فعله صالح بنجلاء

    تميم ظل دائما منزويا في ذاكرتي الخيالية التي صنعت منه مخلوقا أشبه بالخيال

    لأني كنت أعلم أنه يريد واحدة بحالته

    لكن ما أن أخبرتني وضحى أن أمه تبحث له عن عروس سليمة

    حتى قفز لبؤرة الذاكرة والشعور

    وحتى سارعت للاعتراف برغبتي للحصول عليه

    فهو الزوج المثالي تماما بالنسبة لي

    ولن أضيعه من يدي مطلقا"


    الأفكار تلتهم سميرة وهي تدخل لغرفة ابناء نجلاء

    كانت عالية تتقاذف بالمخدات مع ابني شقيقها وصراخهم يتصاعد

    سميرة جلست بصمت. هزت نجلاء كتفها: هييييه وش فيش


    سميرة بصوت مبحوح: أنا تملكت


    حينها انفجرت الاثنتان في الضحك وعالية تهتف مع ضحكاتها: حلوة ملعوبة يا بنت.


    سميرة بهدوء مختنق: والله العظيم تملكت تميم بن ناصر آل سيف الحين


    نجلاء انقلب وجهها: أنتي من جدش


    سميرة تبتلع ريقها: والله العظيم من جدي


    حينها قفزت نجلاء تصرخ بغضب: ومتى صار ذا الشيء


    سميرة بتردد: خطبني قبل يومين وتملكنا قبل شوي


    عالية وقفت وهي تلبس لباس الجدية الذي ما أن تتسربل به حتى تتحول لمخلوقة آخرى مختلفة

    رفعت هاتفها واتصلت بحزم: هزاع. دقيقة وتكون عندي أنا في بيت عمي راشد

    بتلاقيني انتظرك في الحوش.


    بدأت ترتدي شيلتها وعباءتها وهي تهتف بحزم شديد: أرخص من ذا الحركة ما شفت في حياتي

    نعنبو دارش بنت عمش وصديقة عمرش تدسين علي موضوع مثل ذا يعني خايفة أقول لأخواني يقرعون مثلا

    يأختي من عافنا عفناه لو كان غالي. وعقبها تملكين وأنا عندش في نفس البيت وماحتى تقولين لي.

    الله يهنيش بالأطرم غطيه على قلبش لا حد يخطفه


    عالية أنهت كلماتها القاسية التي شعرت بها سميرة كما لو كانت تخترق عمق روحها بقسوة وخرجت فورا. بينما نجلاء بقيت مذهولة

    لتهمس بعدها بكلمات مبتورة: زين عالية وخفتي تقول لعيال عمي يقرعون

    أنا أختش أختش طول اليوم وجهي في وجهش

    وصار لي يومين أقول لش أنتي متغيرة تقولين لي مافيه شيء

    أحايلش وش فيش ياقلبي تكذبين علي وتقولين ولا شيء ضغط دراسة بس


    هذي آخرتها تدسين علي موضوع مثل ذا. تحرميني من أنني أفكر معش حتى

    وأمي وأبي أشلون يدسون علي موضوع مثل ذا ما كني ببنتهم الكبيرة

    صرت غريبة عنكم كلكم

    صرت عدوتكم


    سميرة بدأت دموعها تنهمر بغزارة وهي تنتحب بصمت في داخل روحها وفرحتها تُنتهك تماما من التجريح للعتب لأقسى ألوان الإيذاء النفسي

    لماذا كل هذا لماذا

    ماذا يهمهم من تراتبية الحدث. المهم هو الحدث لماذا رفضوا مشاركتها فرحتها؟!!

    لماذا استكثروا عليها هذه الفرحة

    لماذا الإصرار على تشويهها وإفساد وجهها الزاهي بهذه القسوة


    نجلاء كانت تذهب وتعود كالمجنونة وأنفاسها تتسارع بصوت مسموع مؤلم.لأنها كانت تحاول منع نفسها من البكاء

    كانت تشعر بغبن شديد تشعر كما لو كانت تقف على قمة جبل ليُلقى بها من فوقه وتجد نفسها تنحدر للسفح بلا مقدمات

    وعظامها تسحق بكل قسوة وحشية


    " شقيقتي الوحيدة يعقد قرانها وأنا معها في البيت دون أن أعلم بأي شيء

    أي قسوة هذه؟

    أي نكران

    أي تجاهل

    ثم كيف ترمي بنفسها هذه الرمية الشنيعة دون أن تستشيرني حتى

    وكيف أمي وأبي يبعدونني بهذه الطريقة

    أ هان عليهم أن يفعلوا بي ذلك ؟!!

    ماذا فعلت لأستحق منهم كل هذه القسوة الموجعة؟!!"



    فجأة التقطت هي أيضا هاتفها لتتصل برقم معين ثم تهمس بحزم شديد:

    أبو خالد تعال أخذني بعد نص ساعة لو سمحت بأكون لميت أغراضي وأغراض عيالي

    أنا الليلة مستحيل أبات في ذا البيت





    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  10. #60  
    المشاركات
    3,260
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أنا عشان وعدت المرة اللي فاتت ارحمكم من هذرتي شوي.فلازم أوفي غصبا عنيبس هذرة صغنونة ضرورية


    .


    أنا فعلا سعيدة بردات الفعل المعارضة والمؤيدة واللي أسعدني بالفعل تفهم صديقاتي المتابعات لوجهة نظري


    أنا لا أعترض مطلقا على الرمانسية لاني فعلا أحبها في الرواياتلكن لما تكون مدروسة


    أحب أني أحط الرومانسية اللي يتطلبها الموقف بس في وقتها الصحيح


    لكن اللي حبيت أوصله.أنه ما يكون تفكيرنا محصور بهذي النقطة فقط


    لأن الحياة فيها مشاعر رائعة مختلفة واحنا كذا بنضيعها على نفسنا فيه أمور أعظم وأهم


    والمهم دائما هو العمق والمغزى والأثر التي ترتفع بروح الإنسان وتفهمه للحياة


    .


    بارت اليوم بارت قريب من قلبي


    وهو فعلا فيه اللي سميته فوق مشاعر مختلفة عميقة وتهزنا بعنف


    أكثر شخصيات الجزء اليوم تهزها انفعالات عنيفة


    أنتظر تحليلاتكم بشوق


    .


    إليكم


    الجزء الحادي والعشرون


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والعشرون






    بدايات ليل الدوحة

    الليلة الجو حار مع رطوبة خانقة اختبأ منها الناس في أحضان التكييف

    ولكن من كانت الحرارة في جوفه وماهو أكثر لزوجة وأشد وطأة من الرطوبة يكتم على أنفاسه

    فإلى أي أحضان يلجأ؟




    *******************************






    صالح يقف في باحة بيت عمه ينتظر وفي قلبه طبول حرب مسعورة ترتفع دقاتها بوجيب متراقص لا هوادة فيه


    "ما الذي حدث ما الذي جعلها تعود بهذه الطريقة"



    في الداخل نجلاء تقبل رأس والدها ووالدتها ورغم عتبها العميق عليهما لكنها لا تستطيع التصريح ولا حتى مضايقتهما

    أبو غانم يهتف بحزم: أنتي مقتنعة بالرجعة لصالح ترا السالفة مهيب لعبة


    نجلاء بهدوء تحاول إخفاء غصاتها الموجوعة خلفه: أكيد مقتنعة أنا وأبو خالد صفينا اللي بيننا

    وصالح عشرة عمر وأبو عيالي ما أرخصه ولا يرخصني


    أم غانم كانت تحتضن حفيديها ودموعها التي أبت اليوم أن تتوقف مازالت تسيل بغزارة

    عاجزة عن احتمال كل ضغوطات اليوم ومواقفه


    سميرة كانت تنظر لهم من الأعلى عبر حاجز الدرج

    وهي تجلس على عتبات الدرج في زاوية مخفية وهي تكتم شهقاتها التي تكاد تمزق صدرها لرغبتها في الانفلات

    عاجزة عن التنفس تخشى أن يفضحها تنفسها فيرتفع عويلها المكتوم

    تكاد تموت من شدة الوجع

    تريد فقط أن تقبل خد نجلاءأن تبعثر شعر خالد وعبدالعزيز وتقرص أنوفهم.

    لِـمَ يبدو كل شيء كثيفا ومعقدا هكذا

    لماذا لا تستطيع الركض للأسفل وتنفيذ كل ما تريد.

    تُشبع روحها من رائحة نجلاء وطفليها

    تخبرها كم تحبها!! وكم ستشتاق لها!! وكم هي سعيدة أنها ستعود لتأديب صالح!!

    تريد أن تقول لها (أدبي صالح حتى يبكي) تريد أن تسخر منها وبها ومعها تريد لمسة من أناملها ونظرة من عينيها الحانيتين

    تريد أن تمسح على خصلات العسل وتقول لها: كيف يكون فطوري بدون عسل

    تريد أن تثرثر كثيرا وتصرخ بجنون

    وتنثر ضوضاءها في مكانها!!


    ولكنها بقيت تنظر لهما بجوع روحها الحاد حتى رأت نجلاء تخرج تشد طفليها

    لتركض حينها لتنظر لهم عبر نافذة الصالة العلوية

    تشهق بوجع وعيناها تغيمان وهي ترى نجلاء تفتح الباب الخلفي لتركب أطفالها

    ثم تركب بجوار صالح الذي وهبها نظرة عاشق أثقله الاشتياق!!


    .

    .



    نجلاء ركبت بجواره وهي لا تشعر بشيء مطلقا

    فوجعها من أسرتها اليوم غطى على كل وجع مشبعة بألم شفاف انغرز في روحها

    كانت صامتة بينما الرجل بجوارها يشتعل

    لم يتحادثا مطلقا لم يسألها حتى لماذا عدتِ ولن يسألها.

    يكفيه أنها عادت لأحضانه أخيرا فلن يكون أبدا كما المثل الشعبي (قالوا له هاك خير قال ماعندي ماعون)

    فهو بأكمله (ماعون) ووعاء لها


    نجلاء وصلت لبيت عمها استقبلتها أم صالح بحفاوة غامرة حاولت أن تجامل أم صالح بدماثة

    ثم اعتذرت أنها تريد ترتيب أغراضها

    صالح طوال حوارها القصير مع والدته وهو جالس مشغول بمراقبة تعبيرات وجهها الذي أضناه الاشتياق لكل تفصيل صغير في ثناياه

    ولم يفته ملاحظة تفصيل جديد (حزن جديد يرتسم على محياها)

    بدت له حزينة جدا وكم آلمه أن تكون حزينة هكذا وهو لا يعرف السبب آلمه حتى العمق أنه لا يستطيع أخذها في حضنهأو مسح حزن عينيها

    فربما لم يكن لها من أسباب الحزن سببا عداه!!


    حين وقفت وصعدت تمنى أن يصعد خلفها يفتش في روحهايستكشف خباياها

    يريد أن يطمئن أنه مازال هناكبأي صورة كانت المهم أنه هناك مازال ينقش اسمه في حناياها

    ولكنه شعر بدون أن تتحدث أنها تحتاج للاختلاء بنفسها

    لم يكن يريد تركها وحيدة


    " أ تريد لها ملجأ سواي؟!! أ تريد صدرا ترمي عليه همومها عدا صدري؟!!

    أ تخبئ حزنها حتى عني أنا ونحن من اعتدنا على اقتسام كل شيء حتى التجريح والحزن؟!!

    أ تريد أن تهرب بحزنها عن مداي لتعانيه وحدها

    أي قسوة هذه؟!!

    أن تحزن لوحدها دون أن تسمح لي ان أحمل الحزن معها؟!!

    وأنا أعلم أنها ألتجأت إلي ختاما كنت أنا من خطرت ببالها عندما ضايقها شيء لا أعلم ماهو

    ثم بعد ذلك كله أشعر أن كل ما تريده هو أن تختلي بنفسها

    بينما أريد أن أكون بينها وبين نفسها

    بينها وبين أنفاسها

    بينها وبين عظامها "


    ولكنه أجبر روحه على الإنسحاب قرر أن يأخذ ولديه ويذهب بهما ليعشيهما خارجابما أنهما في إجازة الآن

    أراد أن يلتهي بهما وأن يتيح لأمهما فرصة التنفس بعيدا عن الإنشغال بأي شيء


    وبالفعل وصلت نجلاء لغرفتها لتغلق بابها عليها وتنهمر في دموع مثقلة بالجرح والقهر

    (فجرح ذوي القربى أشد مضاضة. على النفس من جرح الحسام المهند) كما قال الشاعر


    صالح بعث لها رسالة يخبرها أنه أخذ الولدين ثم أغلق هاتفه لم يكن به رغبة للتحادث مع أحد

    لذا لم يتلق اتصال عمه الذي أراد إخباره بملكة سميرة وكذلك اتصالات والده الغاضبة بعدها






    ***********************************






    "ياي ياخالتي ما تخيلتها حلوة بذا الطريقة

    مافيه حتى كلام يوصفها تجنن تجنن تجنن"


    عفراء تبتسم بحنان لحماس مزون المتدفق وهما تركبان السيارة خارجتين من زيارة لعروس كساب بعد أن أحضرا لها شبكتها ومهرها

    وتهمس لها بمودة: عجبتش يعني


    مزون بذات الحماس: عجبتني وبس أنا انسطلت ودخت وسحت بمعنى الكلمة

    صدق إذا هذي ما تفكك عقد ولد أختش يكون خلاص مافيه رجا

    ثم أردفت بحذر: بس ما لاحظتي خالتي نهائي ما ابتسمت


    رغم أن عفراء لاحظت ذلك ولكنها قالت بهدوء: تلاقينها مستحية شوي


    مزون بذات الحذر: بصراحة ما أعتقد إنه سحا لأنه ماشاء الله من الجلسة الأولى تعرفين إن شخصيتها قوية وردها حاضر

    صراحة هي كانت قمة في الذوق واللباقة ما أظلمها بس بعد ما أدري حبيت أشوف ابتسامتها


    عفراء تهز كتفيها: يمكن عندها شيء شاغلها في شغلها وإلا حياتها. يعني بالش لا يروح بعيد.


    مزون تبتسم: بس أشلون هذي أخت امهاب وإلا حتى أمها واختها كلهم ذوق

    سبحان الله من البصل يطلع عسل


    عفراء بحنان: أول مرة أسمعش تقولين اسم امهاب وانتي مبتسمة


    مزون هزت كتفيها وهي تسحب نفسا عميقا ثم تزفره: تدرين خالتي امهاب بيظل من أسوأ ذكرياتي وعمر ذا الشيء ماراح يتغير

    لكن عشانه صار نسيب كساب لازم أتعود على اسمه وأحاول أظهر تقبله مهما كان صعب علي

    ما أقدر ما أسوي كذا ما أبي شيء يحز بخاطر مرت كسّاب


    .

    .


    وغير بعيد في داخل البيت


    صوت مزنة الغاضب: يعني كان صعب عليش تبتسمين للناس لو ابتسامة صغيرة من باب المجاملة

    الناس ماباقي شيء ماجابوه لش ومتكلفين ومكلفين على نفسهم جامليهم بيني نفسش مبسوطة فيهم


    كاسرة بهدوء: قعدة وقعدت معهم وترحيب ورحبت وسوالف سولفت ماعاد باقي إلا الابتسامة تبين أغصب نفسي عليها


    مزنة تتنهد وهي تتماسك لتهمس بهدوء: يامش هذولا هم المرتين الوحيدتين اللي يقربون لرجّالش

    احترام له وتقدير وعشان إن شاء الله تكسبينه لازم تكسبينهم


    كاسرة ببرود: الحين ذا الرجال اللي قبل كم يوم ما أعرفه حتى صار لازم أجامل حتى اللي يقربون له عشان سيادته يرضى

    عنه ما رضى بالطقاق اللي يطقه. أنا أعامل الناس مثل ما أحب أنهم يعاملوني مهوب عشان أرضي أي أحد


    مزنة بنفاذ صبر: كل شيء لازم تحولينه لساحة حرب. الله يعين كسّاب عليش هذا وأنتي موافقة عليه برضاش

    خليني أروح أشوف عشا الرياجيل أحسن.



    تنهدت كاسرة بعمق

    لم يكن صعبا عليها مطلقا اصطناع ابتسامة مجاملة تظهر سيطرتها التامة حتى على ردات فعلها


    " ولكني كرهت أن ابتسم أمامهما.

    فربما ينقلون لذلك التافه الأرعن أنني كنت مبتسمة

    فيجن سعادة لأنه سيظن أني سعيدة به

    بينما أنا أرثي لحالي الذي أوقعني بين براثن ذلك الطفل المتفاخر بعقله الخالي من أي تفكير أو تحكم.

    يا الله أي حياة تنتظرني معه؟!!

    هل هو شر ما كتبته لي أو خير؟!!

    أرجوك يا آلهي ألهمني الصواب القلق يأكلني أشعر كما لو أن حياتي تقف على شفير الهاوية

    فهل يكون مصيري أن تلقيني فيها يارب؟!! "






    *******************************








    رد مع اقتباس  

صفحة 6 من 29 الأولىالأولى ... 4567816 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •