الملاحظات
صفحة 16 من 29 الأولىالأولى ... 6141516171826 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 160 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #151  
    المشاركات
    3,260

    أريد أن أفرج عنه وأمنحه حريته

    فهو شاب يريد أن يكون مع شباب من سنه يلعب كرة القدم التي أعلم أنه مفتون بها

    يذهب للفرجة أو التسوق

    وبما أني أصبحت أحسن فلماذا لا أطلق سراحه

    أعلم أنه تعرف على مجموعة من الشباب في جنيف يستطيع الذهاب وقضاء اليوم هناك

    لا أريده أن يشعر أنه مقيد بي وكأنه سجين عندي وخصوصا أنني وجدت عشرات الأمور التي تسليني وتشغلني


    مادمت سعيدة وأتسلى فلماذا لايكون مثلي!!

    ولأعترف أنني بعد تحسني بدأت نظراته لي تقلقني!!

    لم تعد نظرات خليفة المشفقة الحانية التي أدمنتها

    ولكنها تتحول لشيء أعمق واخطر شيء يقلقني كثيرا

    وما أكد لي ذلك هو قبلته غير البريئة إطلاقا لكفي قبل حوالي أسبوع

    أعترف أني أصبت بحالة بكاء غير طبيعية وكأن خليفة الذي أعرفه غادر وتركني مع خليفة آخر لا أعرفه

    فخليفة الذي أعرفه واعتدت عليه لم يكن مطلقا ليتصرف هذا التصرف

    بدا قلق ما يتسرب لروحي قلق أقرب للخوف!!


    وأعترف أني بدأت أشغل نفسي أكثر وأكثر والغريب والمضحك أن شهيتي مع العمل انفتحت أكثر وأكثر

    هذا الأسبوع ازددت كيلوين دفعة واحدة

    الاطباء استغربوا وبدأو يعيدون جدولة برنامج طعامي فهم لا يريدون أن تتحول حالة فقدان الشهية لفرط شهية

    وإنما يريدون إعادة التوازن لحياتي بشكل نهائي وطبيعي!!

    لا أعلم كيف وأنا أشعر أن حياتي غير متوازنة!!





    **************************************






    "سميرة قومي يا بنت وش ذا النوم كله؟!!

    لش أسبوع كنش قردة ماترقدين

    واليوم ما تبين تقومين"


    سميرة تفتح عين وتغلق الأخرى وهي تهتف بنبرة ثقيلة غارقة في النوم:

    نجلا تكفين بأنام ساعة وحدة بس

    أنا أصلا كلت حبتين منوم لو سحبتيني بأنام عليش في الطريق


    نجلاء بغضب: لا بارك الله فيش من بنت

    وأنتي أشلون تأكلين منوم بدون ماتقولين لي


    سميرة لم ترد عليها لأنها عادت لتغرق في النوم نجلا كانت تدور في الغرفة بغضب وهي تكمل تجهيز بقية أغراض سميرة

    وتهتف بغيظ: زين يا الخبلة زين اخمدي شوي لين أخلص باقي شغلي

    عقبه بأسحبش من شعرش للحمام وأفك الماي عليش


    ولكنها توقفت عن حركتها السريعة وعادت لتقف جوار سميرة النائمة وتنتحني لتمسح على شعرها بحنان وتهمس بشجن عميق موجوع:

    ياقلبي ياسميرة ميتة من التعب وماعادت تعرف أشلون تريح جمسمها دام عقلها تعبان مايرتاح

    نامي ياقلبي نامي ريحي شوي

    الله يكتب لش الراحة والسعادة وين مالقيتي وجهش!!






    **********************************





    " كساب قوم روح لشغلك

    هذا أنا زينة وسمعت الدكتور بنفسك يقول اليوم بيسون لي فحوص شاملة

    وبكرة بيطلعوني إن شاء الله

    وابي وعلي راحو وأنت عادك قاعد"


    حينها علقت عفراء بابتسامة أمومية دافئة: أصلا صار له على ذا القعدة أسبوع

    لا راح للشغل ولا حتى للبيت


    حينها همست مزون بجزع: وكاسرة وينها


    رد عليها كساب بحزم: كاسرة ماعليها شر في بيتها ولا عليها خلاف


    همست مزون بحرج: البنية عروس ما كملت شهر وأنت تخليها وتقعد عندي!!


    أجابها كساب بحنو عميق وهو يميل ليقبل جبينها: الحمدلله اللي رجعش لي بالسلامة
    وأصلا لو قعدت عندش عمري كله ماكفرت عن اللي سويته!!


    حينها همست مزون بحزن: لا تحمل نفسك ذنب هو ذنبي أنا


    كساب قاطعها بحزم: خلاص مانبي كلام في ذا الموضوع


    أجابته مزون برجاء شديد: زين إذا لي خاطر عندك طالبتك

    قوم روح لشغلك وعقبه لمرتك لا عاد ترجع هنا الليلة


    كساب باعتراض: بس


    مزون برجاء أشد: قلت طالبتك تعال بكرة الصبح عشان ترجعني البيت






    ************************************






    " من اللي بتروح معي الحين

    أنتي وإلا وضحى"


    كاسرة مشغولة بالتأكد من الأغراض الموجودة في الأكياس وتهتف بثقة:

    الحين وضحى بتروح معش لأنها تبي ترجع تتسبح عشان ترجع تتزين مع سميرة في القاعة

    وهي بتشرف على الترتيبات الأخيرة

    وأنا اللي بأروح معش المرة الثانية عشان أشوف ترتيبات القاعة قبل تكمل

    ثم بأرجع و بتجيني اللي بتزيني هنا وبأخلص قبل المغرب وأجي لش القاعة


    مزنة بحزم: زين بتقعدين لين تلمين معنا أغراضنا آخر الليل وإلا بتروحين لبيتش


    كاسرة بثقة: لا بأقعد وبأرجع معكم هنا وبأمسي هنا الليلة


    حينها صرت مزنة عينيها بحزم: استأذنتي كساب زين


    " حتى لو لم أستأذن

    لن يعلم أنني لم أنم في البيت حتى!!"

    ولكنها هتفت بحزم: أكيد بأستأذنه وماظنتني إنه بيعيي


    كاسرة بالفعل شدت هاتفها لتتصل به رغم أنها كرهت أن تتصل به

    فالحوار بينهما الأيام الأخيرة كان شبه مقطوع

    تعلم تماما ماذا سيقول (سوي اللي تبينه!!) المهم ألا تزعجه!!

    لذ تفاجأت برفضه القاطع: لا ترجعين وتنامين في بيتش


    كاسرة تشعر بغيظ لم يظهر في صوتها الواثق: أنت صار لك أسبوع ماتدري عني شيء

    يعني لو نمت عند هلي يمكن ماتدري فليش تبي ترفض بدون سبب!!


    كساب بحزم بالغ: وأنتي لازم تنشفين الريق وتطولين السالفة وهي قصيرة

    قلت لش ترجعين بيتش ترجعين بدون نقاش

    أيش الشيء اللي مافهمتيه في كلامي


    كاسرة شدت لها نفسا عميقا حتى لا تنفجر وهي ترص على الأحرف والكلمات:

    إذا على الكلام مفهوم ومهوب أنا اللي يجهلني الحكي لكن صاحب الحكي هو اللي ماينفهم

    كساب أنا لازم أقعد مع أمي نلم باقي أغراضنا عقب مايروحون المعازيم عشان كذا بأرجع معها


    أجابها بحزم أكبر: اقعدي براحتش وساعدي أمش مثل ماتبين وإذا خلصتي أنا اللي بأجيبش!!






    ***********************************





    " الحين أنتي ليش ترجفين كذا

    ترا أخي مايعض والله العظيم"


    حينها أجابت سميرة (بعيارة) باكية وهي تمنع دموعها من الانهمار:

    زين يمكن إنه يشخر أو يرفس وهو نايم


    وضحى أيضا تحاول منع دموعها من الانحدار تأثرا مع حال سميرة وهي تهمس باختناق:

    لا مافيه أهدأ منه وهو نايم كنه بيبي متكتف


    سميرة شدت يد وضحى وهي تهمس باختناق: وضحى تكفين لا تخليني!!


    وضحى ترسم ابتسامة فاشلة: تكونين رايحة تحاربين وتبين مساندة عسكرية

    أصلا أنتي يا الغبية حتى الاوتيل مارضيتي تروحين

    خلاص هذا أنتي الليلة في بيتنا ووطوفتي وطوفتش وحدة دقي الطوفة وأنط لش بالمساندة

    والحين افرديها المرة عصبت تبي تخلص شعرش تحط الطرحة


    حينها قفزت لهم نجلاء التي انتهى شعرها والتي كانت تراقب من بعد اختناق سميرة بالدموع

    وتوقف خبيرة الشعر لأن سميرة شدت وضحى لتقف جوارها!!


    نجلاء تحاول أن تهمس بمرح تخفي خلفه اختناقها الحقيقي الذي بدأ بالتزايد منذ بدأت سميرة في التزين واقتراب موعد الختام:

    اسمعيني سمور ياويلش تخليني أبكي وتخربين مكياجي تراني أبي أرجع لصالح يشوفه مهوب يشوف خريطة ألوان

    وأكيد بعد تميم مايبي يشوف خريطة ألوان!!


    سميرة حينها بدأت تشهق حين تذكرت أن تميما سيراها رغم أنها لا تنسى

    وانحنت وهي تدفن وجهها بين كفيها

    خبيرة الشعر هتفت بتأفف: هيك ماراح نخلص ولا الصبح!!


    نجلاء أزالت يديها عن وجهها وهي تهتف لها بحزم: اصطلبي يا بنت اللي سوت لش المكياج راحت من بيعدله لش لو خربتيه

    وإلا تبين تضحكين الناس اللي بيدخلون يسلمون عليش

    أنتي بتعقلين وإلا أدعي أمي تشوف لش صرفة


    حينها همست سميرة وهي تهتف كطفلة تجبر نفسها على الصمت:

    أمي لا لا أمي بروحها متضايقةوجننتها الأيام اللي طافت لا تضايقينها أكثر تكفين نجلا خلاص بأسكت!!


    نجلاء تأخرت للزواية وهي تتظاهر بالانشغال في ترتيب أغراض سميرة المتناثرة وجمعها

    بينما كانت أنفاسها تعلو وتهبط وتقهر نفسها بشدة حتى لا تنفجر بالبكاء







    ***************************************






    كانت تتأكد من شكلها في المرأة ومن ثبات اكسسوار الشعر قبل أن تتناول عباءتها المفرودة على السرير لتلبسها


    حينها دخل

    لم تهتم لدخوله فهما الأيام الماضية اعتاد كل منهما تجاهل الآخر

    وهي أدت ماعليها واستأذنته للذهاب لحفل زفاف ابن خالها وأذن لها

    لذا لم تهتم وهي تتناول العباءة ثم تتذكر شيئا فتنزلها. لتتاول حقيبتها وتضع فيها البودرة والعطر وأحمر الشفاه


    ولكنها لا تعلم أن هذا الآخر الذي كان يراقبها بدقة قد نضج تماما ويشتعل شوقا لها!!

    يريد أن يعاقبها فإذا به يعاقب نفسه

    فبعدها عنه يسعدها ولكنه يتعسه وماعاد به أي طاقة للاحتمال!!

    هي على كل حال تفتنه فكيف وهي بفتنتها التي بلغت أقصاها الليلة في فستان حرير سماوي؟!!


    كانت على وشك ارتداء عباءتها حين فوجئت به يشد عباءتها من يدها

    ويمسك بها من خصرها انتفضت بعنف وهي تبعد كفيه عنها

    وتهمس بقرف: عبدالله لو سمحت أنا بأروح العرس أمي صافية وعالية ينتظروني تحت


    أجابها ببرود مدروس: اتصلي فيهم وقولي عبدالله بيوديني خلهم يروحون


    أجابته بعصبية: الظاهر أنك استخفيت


    حينها هتف بحزم بالغ: والله ماحد مستخف غيرش أنتي بتعرفين أشلون تكلمين معي وإلا حلفت ما تحضرين العرس الليلة


    حينها أجابت بجزع: لا عبدالله تكفى هذا عرس ولد خالي وعرس بنت عمك


    حينها أجابها بحزم أكبر: زين دامش ميته تبين تروحين تسنعي

    الحين تقعدين عندي وعقب أنا بأوديش وأنا رايح العرس


    أجابته بتأفف: أنت وش طرى عليك صار لك أسبوع راحمني من ثقل طينتك

    وإلا مايهون عليك تشوفني مستانسة تبي تنكد علي


    أجابها بتقصد وهو يتناول كفها ويفتح باطنها ناثرا قبلاته فيها: نكد متبادل ياقلبي

    ميت من شوقي. وأنتي لو أموت صدق ماحسيتي فيني!!


    حينها شدت يدها بعنف: عبدالله خلني أروح


    أجابها بحزم بالغ: قلت لا


    حينها علمت أنه جاد فيما يقول ( وش ذا الشوق اللي طلع عنده فجأة

    وهو أسبوع كامل كني والطوفة واحد

    حتى المطالع مايطالعني!!)

    حينها قررت اللجوء للخبث النسائي المعهود لأنه علمت يقينا أنها أن عاندت فهو سيعاند

    لذا همست بمداهنة مدروسة كاذبة: زين عبدالله خلني أروح الحينعيب أتأخر ووعد علي أني لا رجعت أرضيك وأسمح خاطرك


    حينها ضحك عبدالله: تدرين أنش ماتعرفين تكذبين

    ولا كذبتي قعدتي تشبكين إيديش لأنش مرتبكة


    جوزاء التفتت ليديها لتجد أنها بالفعل كانت تشبك أناملها وهي تفركها بشكل دائري

    جوزاء شعرت بالغيظ الممزوج بالحرج قد تكون بالفعل لا تكذب عادة وتكره الكذب

    ولكنها لا تنكر أنها هذه الأيام تكذب على أهلها وأهل عبدالله في شأن علاقتها بعبدالله وأنهما مرتاحان

    ولا يبدو أن هناك من اكتشف كذبها فكيف اكتشف هو أنها تكذب


    أجابته بغيظ: خلاص ماراح أكذب عليك بأقول لك لا رجعت تفاهمنا وما أعتقد أني أقدر أمنعك من حقك إذا بغيته!!


    حينها أشار لها عبدالله بيده أن تغادر وهو يفتح دولابه ليتناول له ثوبا

    ويهتف بنبرة عميقة بها رنة حزن واضحة بينما كانت هي ترتدي عباءتها:

    تدرين جوزا يمكن أكون محتاج لش جنبي مثل ما أي رجال محتاج مرته

    لكن عمر ماحاجتي لش كانت مجرد حاجة جسدية رخيصة

    أنا قعدت الاربع سنين اللي فاتت بدون مرة وكنت مقرر أني بأقعد عمري كله كذا

    لأنه كان مستحيل أضم مرة لصدري عقبش

    جوزا لازم تشوفين لش حل في طريقة تعاملش معي لأنه الصبر له حدود

    وأنا أبي منش الاحترام قبل أي شيء

    لا تحبيني بس احترميني


    جوزاء غادرت وكل ماقاله له يتقزم ويتراجع أمام عبارة واحدة

    (أنه بقيت السنوات الأربع الماضية بدون امراة)


    "إن كان كذلك

    فمن أين أتت معرفته بالأطفال

    يا الله رأسي سينفجر من كثرة التفكير!!"





    ******************************************





    نجلاء مازالت تحاول منع دموعها التي تريد الانهمار منذ بداية هذا اليوم

    وهي تنظر لشقيقتها التي كانت تجلس بين صديقاتها الكثيرات اللاتي حضرن كلهن اليوم

    كانت غاية في البهاء والبراءة والحسن تبدو كما لو كانت إحدى شخصيات القصص الكرتونية لشدة رقة ملامحها وصفائها غير المعقول

    تبتسم نجلاء بشجن وهي تنظر لفستان سميرة الشديد الرقي بأكمام الدانتيل الطويلة حتى منتصف كفها وتذكر خلافهما حوله

    كانت نجلاء تريده بدون أكمام حتى يظهر لون الحناء ونقوشه الغامقة في شدة بياض بشرة سميرة المصقولة!!

    ولكن سميرة رفضت وبشدة كانت تقول ببراءتها العذبة: "تبين تميم لاشافني يقول هذي مافي وجهها حيا

    استحي أول مرة يشوفني يشوفني متفسخة كذا!!"


    نجلاء لم تقترب منها منذ صعدت لتجلس على مقعدها تركت المهمة لوضحى

    لأنها تشعر أنها لو اقتربت فأنها ستثير فضيحة بمناحة تشعر بها باتت قريبة


    كانت شعاع تهمس لسميرة بخفوت: أنتي وين ركبتش داستها خلني أقرصها


    فتهمس وضحى بابتسامة مرحة: وخري يالبزر وصفي في الدور أنا أول أنا أكبر وتخرجت وأشتغل

    وأنتي أصغر وعاد باقي عليش سنة


    حينها ابتسمت شعاع وهمست (بعيارة) وهي تنظر لسميرة وبجوارها عالية:

    إذا هذي وبنت عمها اللي عقولهم لش عليها تحفظ اعرسوا

    يعني حن اللي ركادة وثقل مانعرس


    عالية (بعيارة) أشد: لا حد يحارشني أنتو قلتوها عقلي عليه تحفظ

    لا ينوبكم من التحفظ شوي

    تعرفوني خبلة وماينداس لي على طرف!!


    شعاع تضحك: احترميني تراني حماتش واللي خليت أخي يتورط ويستخف ويأخذش بركاتي يعني

    وإلا كان الحين الحال من بعضه وأنتي عانس حالش حالنا!!


    عالية تضحك: يبقى ذنبش على جنبش في اللي بأسويه فيش وفي أخيش

    مافيه حد صاحي يحط الحية في خُرجه (الخرج= كيس منسوج يستخدم لحفظ الأغراض قديما)


    وضحى بابتسامة : المثل ذا ماله شبيه عند خالش هريدي ياسميرة "اللي يحط الحية في خُرجه"


    سميرة لم تكن تستمع حتى عيناها زائغتان وذقنها كان يرتعش بشدة دلالة على شدة ارتعاشها!!


    عالية همست بخفوت وهي تشد على كف سميرة: سميرة الناس شوي وينتبهون لش


    شعاع وقفت فورا في وجه سميرة حتى لا يراها أحد بينما وضحى جلست من الناحية الأخرى وهي تقرأ آيات من القرآن الكريم عليها

    ولكن الارتعاش لم يتوقف شعاع همست بقلق: أقول لنجلا تجي


    عالية برفض قاطع: لا تنادون لا نجلا ولا خالتي أم غانم الثنتين أصلا على طريف وماسكين نفسهم بالغصب!!


    عالية شدت ذراع سميرة بقوة وهي تهمس في أذنها بحزم: سميرة ركزي معي

    لا تفضحين نفسش وتفضحينا أدري أنش مستحية يالخبلة

    بس الناس اللي بيدخلون هنا يسلمون لا شافوش كذا ماقالوا مستحية قالوا مغصوبة

    امسكي اعصابش لين تروحين عقبها فكي دموعش كلها تميم وسودي عيشته


    وضحى تحاول أن تبتسم بفشل لتأثرها من حال سميرة: خوش نصيحة لبنت عمش واللي بيروح فيها أخي المسيكين


    حينها حاولت سميرة أن تبتسم

    صفقت شعاع بخفة وهمست بخفوت: جدعة يا بنت أخت هريدي امسكي الابتسامة ذي لين آخر العرس طالبتش!!






    ***************************************






    " يمه ترا تميم يقول مهوب داخل!!

    غانم بيدخل يجيب أخته وأنا بأروح لأن غانم هو اللي بيوصلهم البيت"


    مزنة حينها هتفت بغضب: أشلون مايبي يدخل حن ما اتفقنا على كذا

    قل له مافيه حد غيري أنا واخواته وعمته وبيدخل مع باب خاص وبيطلع معه

    خله يدخل يصور مع مرته يشوفها المسكينة وش له متعدلة ومرتزة


    مهاب بحرج: يمه لا تفشليني أكثر ماني متفشل توني تلاغيت أنا وإياه

    وغانم واقف وسطنا مهوب داري وش السالفة!!

    وأنا ذا الحين في نص هدومي من غانم عقب ماقلت له ادخل جيب أختك لأن تميم مستحي

    والله يمه ماعاد باقي إلا أضرب ولدش وإلا اسحبه عندكم

    معند ورأسه ألف سيف مايدخل


    مزنة بغضب: زين ياتميم دواك عندي

    خل غانم يدخل لا بارك الله في عدوين ذا الولد قهرني وبيقهر البنية!!


    مزنة أشارت لبناتها أن يخرجن معها وهتفت بحرج بالغ لأم غانم ونجلا اللتين كانت تقفان في الزواية ملتفتان بعبايتيهما:

    أم غانم تميم حياوي بزيادة واستحى يدخل ولدش غانم هو اللي بياتي يأخذ أخته


    لا تنكر كل من نجلا ووالدتها تصاعد الضيق العميق في نفسيهما فحتى هما تمنيتا أن تريا سميرة حين يدخل عليها زوجها

    يلمحان الفرحة التي تمنيا رؤيتها مادامت قد أصرت على هذا الرجل بالذات

    أرادا أن يطمئنا عليها


    سميرة لشدة خجلها وارتباكها لم تلحظ شيئا مما يدور حولها

    فسميرة رغم مرحها الدائم وتعلقاتها الدائمة إلا أنها حينما تعاني من الخجل

    الذي يتحول أحيانا لخجل غير طبيعي يجعلها تتوتر وعقلها يتوقف عن التفكير


    لذا لم تنتبه لأي شيء حتى رأت طرف الثوب الأبيض جوارها

    حينها كادت تتقيأ جزعا لولا أنها سمعت الصوت الدافئ الحاني الذي تعرفه جيدا:

    إذا بتلاقون لي عروس حلوة كذا زوجوني من الليلة


    حينها انفجرت في البكاء وهي تحتضن خصر غانم الواقف ليتلطخ ثوب غانم من زينة وجهها المختلطة بدموعها المتفجرة

    ولينفجر معها الاثنتان اللتان كانتا تنتظران مجرد شكة دبوس لينهمرا

    غانم شعر باختناق حقيقي وهو يرى نساء حياته الثلاث كلهن في حالة بكاء هستيري

    سبق له أن مر ببكاء والدته في زواج نجلاء وهو ابن السابعة عشرة وسميرة تنتحب معها وهي تتعلق بثوب أمها

    ولكن لا شيء يشبه مرارة هذا البكاء!!


    هتف بهذا الاختناق المر: أنتو متأكدين إن حالتكم هذي حالة بشرية طبيعية؟!!


    أمه هزت رأسها وهي تهتف بأنين: مش هاين عليا البيت من بعد سميرة حاسة بيه هيبئ زي الئبر


    هتف غانم بابتسامة موجوعة: الظاهر يمه وقت التراجيديا تقلبين على الموجة على المصري الخالص


    همست أم غانم باختناق وهي تربت على كتفه: خذ أختك لجوزها وأنتي يا نجلا امسحى وش سميرة

    ولو أني حاسة أنه مكياجها ماعادش نافع!!


    .

    .


    في الخارج يجلس في سيارة غانم

    أنفاسه تعلو وتهبط واختناقه يتزايد يشعر أن البشت يخنقه وأزرار ثوبه تخنقه وسيارة غانم تخنقه!!

    بل وجسده يخنقه!!

    يتمنى لو أنه هرب من كل هذا

    لماذا يتزوج ليرضي الجميع بينما هو أبعد الناس عن الرضا بهذا الزواج

    لماذا وافق على إدخال نفسه في هذه المهزلة

    لماذا لم ينهِ هذا الزواج قبل أن يكتمل بعد أن بات يشعر بشكوكه تخنقه بعد حادثة تكّسر يديه


    كان غارقا في أفكاره السوداوية ولأنه لا يسمع فهو لم يسمع صوت فتح الباب

    ولكنه شعر باهتزاز السيارة الطفيف والباب الخلفي يفتح حينها شعر أنه عاجز عن التنفس لم ينظر مطلقا للخلف

    بقي متيبسا في مكانه يتمنى لو أنهم لم يحضروا وجيد أنه لا يسمع حتى لا يسمع نحيب من ركبت السيارة وهي مازالت تنتحب


    غانم كان يُركبها في الخلف وقف لجوارها لحظات ثم شد على كفها

    وهتف لها بخفوت حازم: اسمعيني عدل

    أكيد أنا أتمنى لش التوفيق في حياتش

    لكن لو هذا التوفيق ماصار لأي سبب لا ترددين ولا لحظة وحدة أنش ترجعين لنا

    أدري عيب أقول ذا الكلام وكأني أعصيش على رجّالش

    لكن اللي أنا خايف منه لأنه أنتي اللي أصريتي عليه إنه لو ماكنتي سعيدة أو ما ارتحتي

    تصبرين على الوجع لأنش خايفة حد يقول أن هذا اللي سويتيه في روحش وهذا كان اختيارش

    لا تخافين من شيء بيت أبيش وبيتي مفتوحين لش وعمر الحياة ماتستمر على اختيار غلط عشان حن خايفين من شماتة الناس

    أهم شيء تكونين أنتي مبسوطة وسعيدة


    سميرة شدت على كف غانم دون أن تتكلم

    غانم التف ليركب سيارته وحسرة عميقة تتصاعد في روحه لا يستطيع حتى أن يوصي الجالس الصامت جواره بشقيقته

    والمشكلة أنه لا يبدو راضيا لا يعلم هل هو خجل كما يقول مهاب أم أن هذه شخصيته؟!!


    تميم غارق في أفكاره بينما الجالسة غارقة في دموعها وخجلها يخنقها لأبعد حد

    حين وصلا للبيت

    ونزلا الراكبان الأماميان غانم يشير لتميم أن يمسك بيد سميرة حتى يدخلها لأنها لا ترى من خلف العباءة الموضوعة فوق رأسها

    ولكن تميم ادعى عدم الانتباه. وهل على الاصم حرج

    حينها أنزلها غانم وهو يقربها حتى أوصلها قرب الباب

    قبل جبينها وهتف لها بحنان: لو بغيتي أي شيء ترا ما بيننا إلا دقة تلفون!!


    حين غادر غانم والاثنان واقفان عند الباب انفتح الباب لتظهر وضحى خلفه

    التي سبقتهما للبيت

    لتتأكد من ترتيب العشاء الخاص بالعريسين وتخرج المباخر من غرفتهما


    ابتسمت بشفافية : سربرايز أنا هنا عشان أنكد عليكم

    هلا والله بالعرسان

    كانت وضحى تهتف بالعبارة وهي تشير بها في نفس الوقت


    وضحى همست لسميرة : عطيني عباتش مافيه حد في البيت


    سميرة باختناق همست لوضحى: أنا بكيت واجد أكيد شكلي الحين يروع


    وضحى أشارت لتميم: تميم فديتك ممكن تطلع فوق خمس دقايق بس وأجيب لك العروس


    تميم لم يشر بشيء وهو يصعد بينما كان في داخله يهتف بإرهاق نفسي عميق (خليها عندش أحسن وأنسوني)


    وضحى شدت سميرة بسرعة لغرفتها حين خلعت عباءتها عن وجهها هتفت وضحى بصدمة بالغة: ياخسارة المكياج اللي بفلوس واجد على الفاضي

    لا وهذا وهو ضد الماي شكلش كبيتي على وجهش سطل ماي يالخبل


    سميرة عادت لتنتحب: أنا متفشلة منه بدون شيء الحين يشوفني كذا بعد


    وضحى بعزم: ومن قال بيشوفش كذا يالله بسرعة خلنا نمسح المكياج كله بسرعة

    أصلا أنتي وحدة ببشرتش ما تحتاجين مكياج

    بنمسحه كله وبنحط لش ماسكرا وغلوس بس


    سميرة بألم: يعني أول مرة يشوفني يشوفني بماسكرا وغلوس أشلون عقب


    وضحى تدعك وجه سميرة بمزيل ماكياج قويبعد أن ضعت فوطة صغيرة حول جيب الفستان حتى لا يتطلخ وتهتف بمودة:

    العمر كله قدامكم بيشوفش لين يعجز الحين أنتي مستحية وهو مستحي وش بيشوف يعني

    وبعدين أخي يحب يده مقلوبة اللي الله أرسل له وحدة مثلش بيتبطر على النعمة يعني!!


    وضحى أنهت مهمتها في أقل من خمس دقايق وأنهتها برشات عطر أحاطت بها سميرة من كل ناحية

    وضحى ابتسمت: يالله قومي هذا أنتي تهبلين وتجننين

    لو أقول لأحد أني مسحت مكياج عروس قبل يشوفه رجالها بيقولون لي استخفيتي

    بس والله أنش أحلى كذا أصلا أنا دايم أقول لش المكياج مايلبق لش!!


    سميرة بدأت ترتعش بعنف ووضحى تقودها لغرفتها الجديدة وتهمس باختناق: وضوّح باقعد عندش شوي تكفين


    وضحى تضحك: الحين تميم أكيد يدعي علي أني خذتش منه

    يالله بلا بياخة روحوا تعشوا أنتي وإياه صار لكم يومين ماكلتوا شيء


    وضحى دفعتها للداخل وأغلقت الباب كانت ترتعش كمصابة ببرد شديد وهي تقف عند الباب دون أن تتقدم

    لم ترفع رأسها حتى وقدماها مغروستان في الأرض

    هو كان خلع غترته وبشته وألقاهما بقرف على السرير ويجلس على مقعد مستغرقا في أفكاره التي كلما غرق فيها كلما ازداد ضيقا ووجعا

    لم ينتبه مطلقا لمن دخلت

    وهي بقيت على وقفتها ربما لربع ساعة دون أن يتقدم منها أحد كما توقعت

    حينها رفعت رأسها بخفة لتراه جالسا شاردا فشعرت أن قلبها يكاد يتوقف

    وعادت لتنكيس رأسها وارتعاشها يتزايد كما لو أنه مازال هناك للتزايد

    وهي ترتجف كريشة جافة معلقة في مهب ريح عاصفة


    بعد فترة من الزمن قرر أن يقف ليتوجه للحمام حتى يتوضأ ليصلي قيامه فتفاجأ بالمخلوقة الواقفة عند الباب

    رغما عنه صد بقرف لم يكن يريد النظر حتى ناحيتها

    ليس لديه اتهام محدد ضدها وفي ذات الوقت لديه قائمة ضخمة من الاتهامات!!


    ولكنه شعر أنه قليل التهذيب والفتاة تقف لا يعلم منذ متى رغم أنه تمنى أن يجعلها تقف حتى تمل ربما تقرر أن ترحل حينها


    اقترب منها بهدوء وهي حين سمعت صوت الخطوات تقترب

    شعرت أنه يكاد يغمى عليها من الجزع والخجل

    نكست رأسها أكثر وارتعاش جسدها بدا واضحا جدا


    تميم حين اقترب لاحظ ارتعاشها غير الطبيعي (وش فيها ذي تمثل وإلا مريضة)


    لمس حينها طرف كمها وهو لايريد أن يلمسها حتى ليشير لها أن تجلس

    حينها انفجرت مرة أخرى في البكاء

    نظر لها باستغراب أقرب للغضب

    (وش فيها ذي تبكي

    هذا وأنا ماقربت جنبها

    وإلا يكون هذا هو اللي هي خايفة منه أني أقرب جنبها

    أكتشف شيء ماتبيني أكتشفه؟!!)


    حينها شدها بحدة وأجلسها على المقعد بقوة ثم تركها متجها للحمام

    وهو يشعر بالقرف من كل شيء


    بينما سميرة حين رأت قوته في شدها كادت تصرخ طالبة النجدة لولا أنه أجلسها وتركها

    حينها بدأت تكثر من قراءة آيات القراءن الكريم وهي تحتضن نفسها وتحاول تهدئة روعها.






    *******************************************





    " يمه كساب ينتظرني برا

    تبين شيء بعد"


    مزنة وهي ترتدي عباءتها أيضا: لا يأمش خلاص هذا احنا خلصنا وامهاب ينتظرني برا بعد


    خرجت كاسرة لم يكن في الخارج سوى سيارة كساب ومهاب والمكان خال تماما

    كاسرة توجهت لسيارة كساب و






    ************************************






    قضت ساعتين ربما وهي جالسة في مكانها حتى استطاعت أن تهدأ وتجعل أعصابها تتمالك

    بينما هو أيضا جالس في مكانه بعد أن أنهى صلاته


    ظنت سميرة أنه اعتصم بمكانه ليترك لها المجال لتهدأ بدون ضغوط منه وفعلا هدأت قليلا وبدأت حالتها تستقر


    ورغم شعورها بخجل عميق منه ولكنها قررت أن تنهض لتستحم وتصلي حتى يصليا بعد ذلك معا

    وقفت وغادرت وهي تخشى أن تتعثر في خطواتها لشدة ارتباكها

    بينما هو كان ينظر لها وهي تغادر

    (الظاهر تعبت من تمثيل السحا الساعتين اللي فاتت

    ماقصرت ساعتين كاملة وهي مستحية يعتبر انجاز)


    حين انتهت من الاستحمام

    وجدت أن وضحى قد أعدت لها كل شيء في غرفة التبديل

    ارتدت قميص نومها ولكنها لم ترتدِ روبه لأنها شعرت أنه خفيف وارتدت روبا آخر لونه أبيض من حرير ثقيل

    وخرجت وهي تحمل سجادة الصلاة التي أخبرتها وضحى بمكانها

    صلت قيامها بعيدا عنه ودعت الله مطولا أن يلهمها السكينة ويكتب لها التوفيق


    وكانت تشعر بذه السكينة تحيط بها وتقويها حين اقتربت حتى وقفت أمامه وأشارت له بخجل بإشارة التكبير

    لم يكن يريد حتى أن ينظر ناحيتها بل هو مازال لم ينظر ولا يعرف حتى تفاصيل ملامحها

    ولكنه وقف وهو يشير لها أن تقف خلفه

    سيصليان ولكن هل الصلاة ستصلح أخطائها التي بات يشعر بها حاجز يحول دون رؤيته لها


    فور انتهائهما

    عاد للجلوس وهي جلست والصمت محتكم بينهما

    كيف سيتحاوران وبأي طريقة

    كل منهما يدعك كفيه وهو غارق في أفكاره الخاصة!!

    وشتان بين أفكارهما

    بين أفكار سوداء في حياة يبدو لا أمل فيها!!

    وأفكار بريئة بحياة وردية يتحديان فيها كل الصعاب!!


    طال الصمت واحتكم حتى أغرق المكان


    ليقف تميم فجأة ويغادر لأنه شعر أنه ماعاد يحتمل وجودها قريبا منه هكذا

    توجه للحمام ليستحم

    بعد دقائق بحثت سميرة عن هاتفها الذي أخبرتها وضحى أنها وضعته لها على التسريحة

    تناولت الهاتف وأرسلت لوضحى:

    " تكفين وضوح تعالي دقيقة عند باب الغرفة"


    وضحى وقفت عند الباب لتخرج لها سميرة

    وضحى بحرج: وش تبين يالخبلة


    سميرة بخجل: يا أختي باختنق وأنا قاعدة معه بروحنا. مستحية

    هو ساكت وأنا ساكتة والحين دخل يتسبح مايصير أجي عندش شوي حاسة أني بأموت من السحا

    باقعد عندش لين يجون هلش بس عشان ماحد يدري


    وضحى تنظر للباس سميرة وتضحك: أما على السحا. وش ذا اللي أنتي لابسته

    حطي ذا الروب يالخبلة!!


    سميرة باستنكار: لا والله من جدش


    وضحى بخفوت: تدرين ألبسي جلابية وجلال يالعجوز أحسن!!

    ثم أردفت بخبث: تعالي تبين تجين عندي استأذني تميم أول


    سميرة بيأس: أشلون أستأذنه أكتب له


    وضحى بذات الخبث: لا ليش الكتابة المفروض تبدين تعلمين إشارة

    هذي الإشارة سويها


    وضحى اعادت الإشارة عدة مرات لسميرة سميرة باستغراب:

    والاستئذان وش دخله في الشفايف


    وضحى تكاد تنفجر ضحكا: يأختي أنا اللي أعرف وإلا أنتي

    نفذي وأنتي ساكتة وأشوف أنتي بتجيني عقبها أو لا


    سميرة هزت كتفيها: زين بس ظنش تميم مهوب زعلان لا قلت له بأجي عند وضحى شوي


    وضحى ترقص حاجبيها: لا مهوب زعلان!! اخلصي بس


    سميرة عادت للداخل حين عادت كان قد خرج من الحمام كان ينظر لها باستغراب غاضب أين كانت ولماذا الهاتف في يدها


    سميرة وضعت الهاتف جانبا الذي نسته في يدها حين خرجت لمكالمة وضحى

    تقدمت منه بخجل وهي تشير له بالإشارة التي علمتها وضحى

    حينها اتسعت عينا تميم

    وتوقعت منه سميرة أي ردة فعل إلا هذا الفعل

    إلا هذا الفعل !!





    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  2. #152  
    المشاركات
    3,260

    البارت اللي فات


    قفلتين وخلنا نقول خدعتين صغنونة


    قفلة كاسرة بتكون أبسط مما توقعتم وليس فيها شيء من الجرائم التي توقعتموها :)


    بس لأني عارفة أنكم ناطرين لقاءكم قفلت عليهم لأنه بيكون بينهم شوي كلام


    .


    قفلة تميم وسميرة


    استمتعت فيها بقدر ما آلمتني


    المتعة أني علمت أن البعض سيذهب للبحث عن معنى الإشارات


    وهل هي مثلا قالت (قبلني) لكن إشارة القبلة بشبك مقدمات الأنامل وليست بالشفاه


    حينها سيحتارون ماذا قالت إذن لماذا غضب لو كان غضب


    لكن ما أخبركم به أن ما رأيتموه كان جزء مقطوع من المشهد


    والمشهد كاملا سيكون في بارت اليوم


    .


    بارت اليوم طويل طويل قد بارتين


    وفيه سبب خاص لذا الشيء بتعرفونه لما تخلصون


    .


    .


    رجاء خاص اقرأوا بمتعة ولا تفسدوا متعتكم بالبحث عن شيء قد لا يكون ذو فائدة


    لأنه شدة التدقيق أحيانا تجعلنا أحيانا ننسى المتعة


    .


    .


    الله يشفي أم مزنة ويوفقها


    .


    يالله الجزء 54


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .



    بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والخمسون






    كانت تقترب منه بخجل

    بينما كان ينظر لها باستغراب وغضب وهو يراها تدخل من الخارج وهاتفها بيدها!!

    ولكن مع اقترابها وتركيز النظر إليها

    هاهو يتمعن في تفاصيلها بتركيز


    "بها شيء ليس هو الجمال بمعناه المعروف

    شيء مختلف أعمق وأخطر

    فاتنة !!

    مثيرة!!

    فماذا فعلت بهذه الفتنة والإثارة

    ومن لها هذه الفتنة لِـمَ توافق على أصم أبكم مثلي

    إلا إن كانت أساءت استخدام النعمة التي منحها الله عز وجل

    .

    يا الله لماذا هذه الأفكار المرة

    لماذا

    انظر لها تميم انظر!!

    كم تبدو مرتبكة وخائفة!!

    تبدو كطفلة مذعورة مجنحة بأجنحة البراءة!!

    لا أعتقد أن تبدو بهذا الوجل والطهر قد لوثتها الذنوب!!"



    سميرة اقتربت بخجل أكبر وهي تشير له بالإشارة التي علمتها وضحى!!

    بداية كاد يضحك رغما عنه وهي تشير لشفتيها

    ولكن عيناه اتسعت ذهولامع الإشارة الثانية التي تبعت مع الأولى

    لم يصدق ما رآه أ حقا ما أشارت به ربما كانت مخطئة!!


    لكنها أعادت الإشارتين اللتين كانت تظنهما إشارة واحدة بتصميم مغلف بخجلها

    حينها لم يحتمل لم يحتمل والذهول يتحول لغضب عارم متفجر مدمر


    كان يصرخ في داخله:

    " قذرة ومنحلة

    لم تستطع الصبر لليلة وحدة وهي تمثل البراءة والحياء

    ولكن ماذا أقول سوى منحلة منحلة!!"


    تميم ترجم قرفه وجزعه وغضبه وصدمته فيها أسوأ تعبير وأقساه

    وهو يصفعها بكل قوته بيده اليسار بما أن يده اليمين مازالت في الجبس

    ومع أنه ليس بأيسر بل أيمن ويده اليسار مازالت غير قوية بل وتؤلمه أحيانا من أثر الشعر السابق

    إلا أن حدة الغضب والقهر جعلتا صفعته غاية في القوة لتلقيها بكل قوة بقرب قدمي السرير


    تميم وقف ينظر لها بذهول ولشدة ذهوله لم يشعر بالألم المنتشر على طول يده اليسرى!!

    وهي كانت ملقاة على الأرض وتنظر له بجزع مرتعب وعيناها متسعتان من الصدمة وممتلئتان بالدمع لأقصى حد

    كما لو أنهما توشكان على التفجر بفيض دموع لا حد له


    هو لم يتخيل أنه قد يفعلها يوما

    أنه قد يضرب امرأة

    " إلى أي مخلوق بشع تحولت

    ماذا فعلت ماذا فعلت

    .

    يا الله ماكل هذا القهر والألم والوجع"


    تميم لم يعد يستطيع النظر إليها حتى

    يشعر بالذنب والقهر والخديعة يشعر أن كل المشاعر المتضادة اخترقت روحه كمدافع مزقته بقوتها


    ارتدى ملابسه ونزل ركضا

    حينها كانت وضحى تجلس في الصالة العلوية قريبا من الدرج تنتظر عودة والدتها


    حين رأت تميم ينزل ركضا فُجعت وهي تحاول اللحاق به دون أن تفلح

    حينها عادت لغرفته وهي تفتح الباب بحرج مختلط بالجزع

    لتشعر بالفجيعة وهي ترى سميرة تسند رأسها بين ركبتيها ووهي تجلس على الأرض وظهرها ملتصق بقدمي السرير

    وصوت نحيبها يتعالى بوضوح مكسور

    حينها قفزت برعب وهي تجلس جوارها وترفع وجهها لتشعر وضحى أن كل غصات العالم اخترقت حنجرتها

    وهي ترى أثر كف تميم الواضح على خد سميرة الثلجي!!


    ولتبدأ سميرة بالصراخ الهستيري كطفلة مرعوبة: تكفين وضحى أبي أروح لبيتنا تكفين

    خلاص ما أبيه ما أبيه بأروح لبيتنا تكفين


    وضحى تقفز لتغلق الباب قبل وصول والدتها وتعود لسميرة. وهي تهمس بحزم ممزوج باختناقها: وش اللي صار


    سميرة بين شهقاتها: والله ماسويت شوي ماسويت شيء

    استاذنته مثل ماعلمتيني ضربني ضربني


    حينها هتفت وضحى بصدمة كاسحة: حسبي الله ونعم الوكيل كله مني كله مني

    والله العظيم ماقصدت إلا خير

    كنت متأكدة إنه بيعرف إني اللي علمتش الإشارة وانش ماتعرفين معناها

    لأني سمعته يفتح الدولايب وأنا واقفة برا فعرفت إنه طلع من الحمام قلت إنه بيشوفش جايه من عندي

    و بيلقى له شيء خليه يفك من جموده شوي

    ولأني أعرفه ذكي فهو أكيد بيستغل الفرصة اللي هو عارف إن أخته أرسلتها له

    والله العظيم ماقصدت شيء شين

    بغيتكم تفكون شوي وتتعشون وتنبسطون والله العظيم ماقصدت شيء شين!!


    حينها رفعت سميرة وجهها المحمر وهي تهمس بصدمة بين شهقاتها المتقطعة: ليه الحركة وش معناها


    وضحى تضع يديها فوق رأسها وهي تهمس بضيق: خلنا نأكل وعقب عطني بوسة!!

    ثم أردفت بانهيال موجوع حرج: سامحيني سميرة والحين أنا باصلح غلطتي الحين

    والله العظيم ماهقيت تميم ممكن يمد يده عليش حتى لو زعل


    حينها هتفت سميرة بوجع منثال: صحيح أنا ماهقيت منش تسوين فيني ذا المقلب

    بس هذا أنتي قلتيها يعني حتى لو أنا أشرت له بذا الإشارة وهو زعل منها

    كان ممكن يتصرف معي أي تصرف إلا ذا التصرف

    أنا عمري في حياتي ماحد مد يده علي

    عشان انضرب ليلة عرسي

    أنا مستحيل أقعد عند أخيش دقيقة هذا مهوب صاحي والله العظيم مريض

    وين تلفوني باتصل في غانم يجيني

    ثم بدأت تصرخ بكل الوجع والحسرة: أخيش مفكرني بهيمة وإلا ماوراي حد يرد الضيم عني


    وضحى قفزت قبل سميرة لتأخذ هاتف سميرة وتخبئه في جيب بيجامتها وهي تهتف بحزم:

    بس يا الخبلة افضحي روحش الفضيحة اللي مالها دوا

    عروس تروح لبيت أهلها ليلة عرسها مضروبة!!

    تخيلي بشاعة الكلام اللي بيطلع عليش

    الحين أخي الغلطان لكن أنتي اللي بتصيرين الغلطانة والمجرمة

    قلت لش هذي غلطتي وغلطة أخي وأنا بأحل السالفة بدون ماحد يدري


    سميرة انهارت تبكي مرة ثانية بأنين مثقل بالحسرات: مستحيل قلبي يصفا له

    وضحى هذا ضربني وليلة عرسي. أنتي حاسة فيني

    عروس تنضرب ليلة عرسها أنتي شايفة وجهي أشلون ضربني ضرب واحد مليان غل

    هذا أكيد مريض نفسي

    أنا مستحيل أعيش معه خلاص

    هذا ممكن كل شوي يضربني وبدون سبب


    وضحى بألم: والله أني حاسة فيش زين اصبري عليه شوي عشان نفسش مهوب عشانه

    خلاص هو مايستاهل عقب اللي سواه

    والله العظيم عشانش



    وضحى شدت سميرة وأجلستها على الأريكة واحضرت ثلجا من ثلاجة جناحهما ووضعته على وجه سميرة وهي تهتف بألم:

    حتى لو حطيت عليه ثلج هذا بكرة احتمال يصير بنفسجي أشلون الناس يشوفونش كذا

    تدرين بأقول لتميم أنكم تروحون لشاليه لين تخف اللي وجهش!!


    سميرة بجزع كأنها طفلة خائفة وهي تشد كف وضحى: لا وضحى تكفين مستحيل أروح معه مكان بروحنا


    وضحى بذات الألم الذي اتسع في روحها: والله العظيم ماعاد يسوي شيء

    ولو سوا اتصلي في أخيش وخليه يجيش


    سميرة برعب حقيقي: لا لا شيدريني يمكن يذبحني مستحيل أروح معه

    أخيش مهوب صاحي وما ينتأمن


    وضحى تشعر أنها تريد تبكي لمافعلته أرادت خيرا فإذا به يتحول لكل الشر:

    خلاص سميرة أنا بأروح معش






    *********************************






    " يمه كساب ينتظرني برا

    تبين شيء بعد"


    مزنة وهي ترتدي عباءتها أيضا: لا يأمش خلاص هذا احنا خلصنا وامهاب ينتظرني برا بعد


    خرجت كاسرة لم يكن في الخارج سوى سيارة كساب ومهاب والمكان خال تماما

    كاسرة توجهت لسيارة كساب وفتحت الباب الخلفي وركبت وهي تلقي السلام.


    هتف كساب بغضب: تعالي قدام يامدام أكون سواقش وأنا مادريت


    أجابته كاسرة بهدوء مقصود: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    محشوم يا أبو زايد بس أنا ماعلي نقاب مغطية وجهي بشيلتي عشان كذا ما أبي أرتز قدام


    حينها التفت كساب للخلف بحدة ليهتف بغضب أشد: والعباية مفتوحة بعد!!!


    أجابته حينها كاسرة ببرود: أنا جيت هنا مع سواقة خالتك وكنت راكبة ورا والسيارة مظللة

    وما أقدر ألبس نقاب ولا عباية مسكرة عشان مايخرب مكياجي وشعري


    حينها حرك كساب سيارته وهو يهتف بحزم غاضب فعلا:

    كنت أسمع بالعذر اللي أقبح من ذنب والحين شفته وسمعته

    يعني ماكنتي تقدرين تأخذين معش عباية ثانية ونقاب!!

    بس لا صارت الوحدة مافي وجهها حيا من وين تجيبه


    أجابته كاسرة بغضب: الحيا أعرفه من قبلك ومهوب أنت اللي تعلمني إياه

    ثم أردفت بنبرة مقصودة: وكنت مثلك أسمع باللي يهاد ذبان وجهه وماشفته لين عرفتك

    أنت أصلا لو مالقيت شيء تعصب عليه بتخترع لك


    هتف ببرود: ماعليش مردود


    أجابته ببرود: أكيد ماعلي مردود دامني عندك أنا والكرسي واحد

    حد يرد على الكرسي يعني حتى سلامة مزون مابشرتني فيها

    تخيل إن عمي زايد هو اللي بشرني


    أجابها ببرود: المهم الخبر وصلش لا ومهوب من أي حد من الرأس الكبيرة مباشرة!!


    أجابته بنبرة مقصودة: كان فيه واحد يتفلسف علي قبل حوالي شهر

    وقال لي طريقة وصول الرد أهم من الرد نفسه

    وأنا أقول لذا الواحد فرحتي بالخبر وحدة سواء عرفته منك أو من عمي زايد

    لأني فعلا مبسوطة بسلامة مزون

    لكن الاختلاف كان في احساسي فيك لو أنك أنت اللي بلغتني

    ليش تبي تحسسني دايم أني شيء غير مهم في حياتك!!


    هتف لها ببرود أشد: أنتي ما تتعبين من كثر ما تتفلسفين؟!!

    ثم أردف بنبرة مقصودة: وإذا على تحسيس الثاني بعدم أهميته

    فأنتي راعية الأولة وراعي الأولة ماينلحق


    أجابته كاسرة بذات نبرته المقصودة ولكن غزاها شيء من حزن شفاف:

    أنت تبي تحاسبني على شيء ماقصدته

    أو يمكن تبي لك حاجز جديد بيننا لأنك شايف أن الحواجز هذي كلها ماتكفيك


    أجابها ببرود: والله الحاجز هذا ببركاتش ياهانم


    كاسرة صمتت أرهقها هذا الحوار العقيم وهي مرهقة أساسا

    لماذا تتجادل معه وهي تعلم أنها ستعود دائما لنقطة الصفر ودون أي فائدة!!


    حين وصلا للبيت صعدت فورا لغرفتها

    كانت تخلع عباءتها حين دخل هو

    لم تتوقع مطلقا أنه سيأتي توقعت أنه سيوصلها ويعود للمستشفى

    توقعت بعدها أنه ربما سيدخل الحمام يستحم يستبدل ملابسه شيء من هذا القبيل

    ولكنه جلس على السرير يراقبها بصمت

    لا تنكر أنها ارتبكت من مراقبته بل خجلت وهي تجلس جواره

    ولكنها تصنع مساحة بينهما لتخلع كعبها العالي ثم تنحني قليلا لتضعه تحت السرير

    لأنها خجلت أن تحمله أمامه لخزانة الأحذية


    كانت قد وقفت واتجهت للتسريحة حين سمعت صوته يقول بهدوء غريب:

    استغرب وحدة بطولش وتلبس ذا الكعب كله


    ظنت أنه يخاطب أحد غيرها لو كان هناك معهما أحد ثالث!!

    للتو كان بينهما زوبعة وهاهو يوجه لها الحوار العفوي وكأنه لم يحدث شيء

    (أنا من زمان أقول عنده انفصام في الشخصية!!)

    لم ترد عليه وهي تتجه للتسريحة وتجلس على مقعدها وتبدأ بتفكيك تسريحتها

    حينها صدمت أنه يقف ويتجه ناحيتها

    ثم يمد يده إلى طيات شعرها وينزع معها مشابك الشعر


    ارتعشت بعنف وهي تمسك بكفه وتجذبها ناحيتها وتحتضنها بكلتا كفيها وتهمس بحزن عميق:

    تكفى كساب بس خلني

    يعني مابين وجودنا في السيارة لين وجودنا في غرفتنا انقلبت 180 درجة!!

    تدري وش أحس فيه الحين

    أنك شايفني مجرد جسد رخيص

    تكفى كله إلا ذا الإحساس!!

    كله إلا ذا الإحساس!!


    حينها جذب كفه من بين كفيها وهتف بعمق وهو يبتعد عنها:

    الظاهر إن كل واحد منا يتكلم بلغة مختلفة عشان كذا ماحد منا فاهم الثاني ولا فاهم وش هو يبي!!





    ***********************************





    عاد بعد صلاة الفجر

    وهو يتسلل حتى لا يراه أحد بناء على رسالة وضحى الغاضبة

    وهي تطلب منه الحضور فورا لغرفتها

    كان مثقلا بالوجع إلى الحد الذي لا حد له ماعاد لوجعه حدود

    مثقل بالألم والقهر واليأس

    أي حياة هذه الذي تبدأ بكل هذه الشكوك ثم بصفع العروس؟!


    فتح باب وضحى بخفة ليجدها تجلس على سريرها ووجهها متورم لكثرة مابكت

    حينها أشار بجزع: وضحى أشفيش حد فيه شيء


    وضحى أشارت بغضب ودموعها تنهمر: ولك وجه تسأل بعد سواد وجهك


    حينها أشار لها تميم بألم غاضب: إلا سواد وجه صديقتش مهوب سواد وجهي


    وضحى بغضب أشد: صديقتي وجهها أبيض وطول عمره أبيض

    البلا من اللي مخه ما أدري أشلون يفكر


    تميم بوجع: يعني أمانة عليش حركتها حركة عروس المفروض إنها مستحية وتنتظر إنه عريسها هو اللي يبادر

    هذي وجهها مافيه حيا


    وضحى بوجع أشد: سميرة ماتعرف وش معنى الحركة والله العظيم ماتعرف كلمتني يوم أنت دخلت الحمام تتسبح

    تقول إنها خايفة ومستحية وتبي تجي عندي

    قلت لها استاذني تميم بذا الحركة. حسبتك بتدري إنها جاية من عندي

    و بتفهم إن الحركة هذي مني وأني أبيك تتلحلح مهوب أنت مستحي والبنت مستحية


    لا ينكر تميم صدمته البالغة وشعوره بألم عميق ممزوج بندم شفاف

    ومع ذلك أجاب وضحى بألم مثال وهو يفجر كل غضبه وشكوكه:

    أنا ماني بمستحيوليش أستحي شايفتني ماني برجال

    الحيا للنسوان اللي رفيقتش ماتعرفه

    أنا قرفان منها فاهمة أشمعنى قرفان

    من يوم شفت صورها في اللاب وعقبه تجي لبيتي وحن متملكين بدون حيا

    وتحاول توقفني بدون خجل من مسكها لرجال

    وعقبه ترسل لي ورد بدون حيا أمانة عليش قولي لي أي تصرف من هذولا تصرف وحدة تستحي

    وأصلا وحدة مثلها شابة صغيرة وفي جمالها ليش توافق على واحد مثلي

    إلا لو كان عندها شيء ماتبي حد يعرفه!!


    انقلب وجه وضحى بقرف: أخييييييه منك ومن أفكارك ماهقيت أنك ممكن تفكر كذا

    صدق أنك مريض!!

    الحين لو سألتك تشك فيني أنني ممكن أروح في طريق خَمَل (خمل=شبهة)


    نميم باستنكار حاد: لا طبعا


    وضحى بغضب: خلاص باقول لك أنك تقدر تشك فيني مليون مرة وسميرة ماحتى تشك فيها واحد من ذا المليون


    تميم عقد حاجبيه بحزم: أنا مايهمني دفاعش عن صديقتش كم ناس نظن فيهم خير

    وهم يخفون البلاوي

    أنا علي من اللي حسيته وشفته بعيني رفيقتش ذي ماتستحي وفيها شيء غير مريح


    وضحى يزداد غضبها: أنا أبي أدري وش عندك ضدها؟

    مجرد أفكار مريضة في رأسك

    أنا ماني بمتخيلة وين راح مخك وش سوت

    تشك مثلا إنها تكلم تسوي شاتنغ خلت شباب يشوفون صورها أو.


    تميم بإشارة غاضبة: بس بس لا تكملين


    لا يريدها أن تفتح جروحه التي تنزف بغزارة لا يريدها أن تمنحه صور لشيء يؤلمه ولا يعلم ماهو ؟!!


    وضحى بذات الغضب المتزايد: لا فسر لي وإلا ليش تفسر

    دامك ماتبي بنت الناس وشاك فيها ومافي أذنك ماي ليش أساسا تتزوجها

    فيه ناس يتطلقون وهم في الملكة لا أنتو أول حد ولا آخر حد


    تميم بغضب: خذتها عشانكم وأنتي أكثر وحدة عارفة أني كنت أبي أتزوج وحدة بحالتي


    وضحى بدأت تنتفض من الغضب: واللي مثل حالتك بتكون ملاك نازل من السما منزهة من العيوب لأنها ما تتكلم ولا تسمع

    سميرة أطهر من الطهر ومهوب أنت اللي تعرفها أنا اللي أعرفها وأحلف على ذا الشيء وأنذر بعد

    تدري تميم ماهقيت أني بأقول كذا بس والله أن سميرة خسارة فيك وأنت منت بكفو تأخذ مثلها


    حينها قاطعها بغضب موجوع: عشاني واحد أصم أبكم رفيقتش أحسن مني وخسارة فيني هذي آخرتها ياوضحى!!


    وضحى بدأت تبكي لشدة الانفعال: والله العظيم أنت استخفيت مستحيل تكون تميم

    وين راحت أفكارك طهارة سميرة هي اللي خسارة في وسخ أفكارك

    وأنك تتكلم أو تسمع مالها علاقة!!

    لا حول ولا قوة إلا بالله وش ذا المصيبة






    ***************************************







    قبل ذلك
















    حين عدت من حفل الزفاف وجدته نائما




    ليس سوى كاذب كبير كالعادة




    لا أنكر أنني سعدت أنه نام وتركني أنعم بالسلام بعيدا عنه!!




    ولكن لِـمَ يكذب علي بقصة الشوق المزعومة




    لماذا يستمر في لعبة السخرية مني




    أكرهك عبدالله وحتى أخر نفس سبقى يتردد في صدري سأبقى أكرهك




    أيها الحقير!!!












    .




    .












    تمثيلية النوم قد أخذ عليها جائزة الأوسكار يوما!!




    هربت من مجابتها




    تعبت من تمثيل التجاهل وأنا أحترق!!




    وتعبت أكثر وأنا أنظر لها بكل اللهفة وتنظر هي لي بكل الكراهية والإزدراء!!








    ولكن لا أنكر أنني شعرت بالتسلية وأنها أسمع صوت فتحها للخزائن لأنها تريد ازعاجي!!




    ثم صوتها العالي وهي تحكي لحسن حكاية حتى ينام




    غريبة هي هذه المرأة!!




    كيف تريدني أن أتركها وأتناساها وحين تجدني نفذت ماتريده ونمت




    تريد إزعاجي لأقوم من النوم








    .




    .








    " هذا أنا قمت وش تبين"








    جوزاء كانت تغلق أزرار بيجامتها لتلفت له بجزع: خوفتني!!








    أجابها بابتسامة: تخوفين بلد وتصحين جيش من النايمين عقب




    يالله هذا أنا قمت وش تبين








    جوزاء تتشاغل بإعادة بيجامة تحركت من مكانها قليلا لتعيدها للصف الشديد الانضباط




    وتهتف بعدم اهتمام: بصراحة ما أدري وش تقصد من كلامك السخيف




    لا قومتك ولا شيء بالعكس تمنيتك تقعد نايم وتريحني!!








    حينها ضحك عبدالله: قلت لش أنش ماتعرفين تكذبين أو إن كذبش مكشوف عندي




    تعالي قولي لي وش اللي في مخ الحلو مشغله وخلاه يصحيني من النوم








    لا تعلم جوزاء ماذا كانت تريد بالتحديد عشرات الأفكار تزدحم في مخيلتها




    ولكنها هتفت بدون تردد: عبدالله أنت عيال غير حسن؟!








    لا ينكر عبدالله أنه شعر بالارتباك لا يعلم كيف خطر هذا السؤال ببالها




    لكنه أجابها بتحكم واثق: لا ماعندي عيال غير حسن








    ففي النهاية هذه هي الحقيقة فلم يعد له ابن غير حسن




    لكنها عاودت الإصرار: احلف زين!!








    أجابها حينها بخبث: زين انتي وحدة تقولين ما تبيني وماتبيني حتى أتدخل في حسن




    وش عليش لو طلع علي عيال أو حتى عندي مرة!!




    أظني المفروض تنبسطين وتقولين فكة مني!!








    حينها انقلب وجهها بغضب: يعني تكذب علي عبدالله. تكذب علي!!








    لم يستطع إلا أن يضحك وهو يقول: يا بنت الحلال ماعندي مرة غيرش ولا ولد غير حسن








    رغما عنها تنفست الصعداء وهي تصر للمرة الثانية: زين احلف دامك صادق!!








    حينها أجابها بحزم: مع أني أكره أسلوب إن حد يكذبني لكن دام ذا الشيء بيريحش




    والله العظيم ثم والله العظيم ثم والله العظيم أني الحين ماعندي ولد غير حسن








    ربما أن تشديده في الحلف وتثليثه جعلها لا تنتبه للكلمة الملبسة (الحين)




    ومع ذلك عاودت السؤال: زين من وين جاتك معرفتك للبزارين وطول بالك عليهم








    حينها أجابها ببرود: تقدرين تقولين هذي موهبة من الله عز وجل وإلا تبين تعترضين على عطا رب العالمين




    احمدي ربش على زوج متعاون مثلي غيري قاط عياله على أمهم ومايدري شيء عنهم








    أجابته بسخرية: عياله كلهم ولد واحد الله يحفظه








    حينها أجابها بنبرة تلاعب مقصودة: والله بيننا موعد لين خمس شهور قدام ويشرفون الباقيين إن شاء الله








    أجابته بغضب: تدري أنك واحد وقح!!








    أجابها ببرود: وأنتي وحدة جعجاعة وماعندش غير الحكي




    ثم أردف بتقصد وهو يقف ليتجه ناحيتها: من هذرتش الواجدة أنش وعدتيني بشيء إذا رجعتي




    وبما أنش صحيتيني من النوم فأنتي أكيد مانسيتي الوعد!!
























    ************************************








    رد مع اقتباس  

  3. #153  
    المشاركات
    3,260

    " لا أعلم أي ذنب أذنبته

    هل هذا عقاب لي لأني خالفت رغبة أهلي وأصررت عليه وأنا أعلم أنهم رافضون!!

    أ هكذا يعاقبني أنني فضلته على الجميع؟!

    أعلم أنني بالغت في أفكاري المثالية

    ولكن ماهو سوء المثالية

    شعرت بالفعل أن تميم هو من سيحتويني سيحتوي جنوني وصراخي

    كنت أشعر أن عمقه الذي كالبحر هو ماسيحتويني

    ويبدو أن هذه الأفكار ليست سوى محض جنون لأن تميم لم يكن بحرا بل كان وحشا

    يا الله كلما استعدت بشاعة مظهره كيف انقلبت عيناه لينقض علي ويضربني

    أشعر أنني لا أريد التوقف عن البكاء

    أ يحكم علي أن يكون هذا زوجي؟!

    لا لا يستحيل

    لا يمكن لا يمكن "


    وهي غارقة في أفكارها ودموعها دخل عليها تميم

    حينها انكمشت بعنف والدموع تزداد انهمارا

    ألمه منظرها حتى عمق الروح مرهق هو من كل هذا

    مرهق مرهق !!


    أشار لها أنهم سيغادرون الآن

    ولكن يبدو أنها لم تفهم وكيف تفهم وهي تبدو مرعوبة وجزعة هكذا!!


    فتح جهاز حاسوبه وطبع لها بسرعة


    " قومي البسي عشان نطلع الشاليهات

    ووضحى بتروح معنا!!"


    وضع الجهاز أمامها على الطاولة ثم غادرها ليضع له غيارات في حقيبته.

    لم تكن تريد الذهاب معه لأي مكان

    تشعر كما لو كانت تُقاد لقبرها

    ولكنها وجدت نفسها مجبرة فهي لا تريد أن تجلب لنفسها الكلام

    وقبل الكلام يكفي كل ماتشعر به من ألم

    لن تحتمل مزيدا من الألم حين يعلم الجميع بما حدث لها!!






    *************************************






    كاسرة صحت من نومها وهي تشعر بألم خفيف في حنجرتها وخياشيمها ناتج عن تنشقها لعطره الثقيل الفخم من قرب

    " الحين وين جاني عطره

    وحن من عقب ماصلينا الفجر

    كل واحد نايم في ناحيته وبيننا مساحة مثل مساحة المحيط الأطلسي

    وبيننا زعل مثل مساحة المحيط الهادي!!"


    ( لا أنكر أني البارحة تضايقت كثيرا من تفكيره أو ماظننت أنه يفكر به!!

    ولكني تضايقت أكثر من أجله

    لا أعلم أي فوضى للمشاعر بات يخضعني لها!

    ولكن كان من الأمور التي فتتنتي في كساب وفي ذات الوقت أغضبتني منه

    إحساسي أنه غير خاضع لجمالي

    وأنه يتجاهل فتنتي حين يريد!!

    .

    ولكن في ذات الوقت أكره أن يهمش عقلي لينظر لجسدي

    فأنا عقل قبل أن أكون جسد

    وهذا الأمر لابد أن يكون واضحا تماما بيننا)


    كانت هذه أفكارها المموهة قبل أن تصحو بالفعل!!

    حين صحت فعلا علمت أنه كان أقرب لها من عطره بكثير فهي كانت تنام في حضنه وذراعاه تحيطان بها

    لم تتحرك من مكانها فهي لا تستطيع أن تنكر كم اشتاقت للنوم في حضنه

    رغم قصر المدة التي عرفت فيها هذا الحضن


    وهو حين أحس بدفء أنفاسها على صدره التي أنبئته أنها صحت من نومها

    شدها أكثر لصدره وهو يقبل أذنها و يهتف فيها بنعاس:

    فيه وحدة هربت من حضني البارحة أشلون أصحى وألقاها في حضني الحين

    ممكن تفسرين لي


    همست له بعذوبة ناعسة: اسأل روحك لأني البارحة نمت وأنا في مكاني


    أجابها بتلاعب: أسألش أنتي لأنه أحيانا في أحلامنا نسوي اللي نبيه


    أجابته بتلاعب شبيه: ونفس الكلام ينطبق عليك


    أنهت عباراتها وهي تبتعد عنه وتعتدل جالسة ليعاود شدها قريبا منه وهو يحتضن ظهرها ويهمس بذات النعاس: وين بتروحين


    أجابته برقة وهي تحتضن بكفيها ذراعه التي تحيط بخصرها: بأقوم أكلم أمي أشوف أخبار المعاريس


    هتف بسكون: وأنا بعد بأقوم الحين عشان أجيب مزون للبيت اقعدي معي شوي


    حينها شددت احتضانها لذراعيه وهي تهمس بحزم يخفي خلفه ألما عميقا:

    صحيح كساب لو صار يوم وتضايقت واحتجت حد يخفف عنك ماراح تجيني


    أجابها ببساطة حازمة: أكيد باب تسكر في وجهي مرة مستحيل أطقه مرة ثانية


    سألته بذات الألم الشفاف المغلف بالحزم: ليه أنت ماتعذر أبد


    أجابها بذات البساطة الحازمة: مشكلتي قلبي أسود وإذا شلت على أحد أبطي وأنا شايل عليه


    حينها سألته بعمق: طيب ولو أنا جيت مرة متضايقة ومحتاجتك وش ردة فعلك علي!!


    أجابها بأريحية وهو يشدها ليحتضنها أكثر: بأقول العين أوسع لش من الخاطر!!

    أبركها ن ساعة

    بس لا تهقين أني ممكن أنا أسويها يوم!!


    " لا بأس كساب

    لتلعب لعبة التباعد التي لا أعرف كيف قواعدك فيها

    كيف برجل يتباعد ثم أجده بيني وبين عظامي يتنفس أنفاسي

    كيف هو تفسيرك للتباعد

    وحتى متى سنبقى نلعب بين حواجزك المتكاثرة"






    ******************************************





    " مزون مزون!!"


    أجابت مزون بابتسامة مشرقة: هلا عمي تعال فديتك


    دخل منصور بخطواته الثقيلة الصارمة وهو يرتدي لباسه العسكري

    حين رأى مزون تجلس على المقاعد وليس على سريرها اتسعت ابتسامته

    فهو زارها بالأمس فور معرفته بسلامتها ولكنها كانت مازالت مرهقة وتجلس على سريرها


    وقفت لتسلم عليه بينما كان يهتف لها بمودة: أشلونش اليوم يأبيش


    ابتسمت بشفافية: مابعد صرت طيبة مثل اليوم اقعد خلني أقهويك شكلك مابعد تقهويت

    ماشاء الله أنت أول واحد جيتني اليوم


    ابتسم وهو يجلس: أنا أساسا رايح الدوام بس قلت أمرش قبل تطلعين!!


    مزون كانت تسكب له القهوة بينما هو كان شاردا نوعا ما وهو يتلفت حوله

    حاولت مزون كتم ابتسامتها وهي تهتف بخبث لطيف: عمي تدور حد


    رد عليها بحزم: لا ليش تسألين


    مزون بذات الخبث اللطيف: لأنه الفنجال برد في يدي وأنا مادته ولا حد صوبي!!


    حينها سألها بمباشرة: وينها


    أجابته بابتسامتها المتسعة وهي تشير للحمام بخفوت: تتسبح داخل!!

    ثم أردفت بشجن: عمي حالكم مهوب عاجبني لا حالك ولا حالها


    أجابها بحزم: هي اللي طلعت من بيتها وكبرت السالفة


    أجابته مزون بحزن: زين خالتي حامل وتعبانة ونفسيتها تعبانة

    ما تستاهل شوي تنازلات منك


    شد منصور له نفسا عميقا: أنتي بنفسش شايفة أشلون هي تتهرب مني

    أشلون نتفاهم زين


    ابتسمت مزون: وهي تقول أنك أنت اللي تصد عنها وماتبي تكلمها


    منصور باستنكار: أنا ؟!!


    وقبل أن تجيبه مزون سمعا صوت باب الحمام يُفتح وصوت عفراء من الباب الموارب: مزون عندش حد كني سمعت صوت!!


    مزون بخبث رقيق: لا ماعندي حد تعالي!!


    عفراء خرجت وهي تجفف أطراف شعرها بالمنشفة التي تمسكها بين يديها ولأن وجهها كان مائلا للجانب وهي كانت خالية الذهن تماما

    لوم تنتبه لمن لم يستطع حتى البقاء جالسا حين خرجت بل وقف لا يعلم لماذا


    كانت عفراء تهمس بعفوية: الله يجيرنا من نار جهنم الساعة 7 الصبح والماي حار مولع حسيت جلدي بينسلخ


    أنهت عبارتها لتنتبه حينها للواقف أمامها سقطت المنشفة من يدها

    وهي تشعر بفتور في عظامها تمنت أن تعود للحمام حرجا من شكلها

    ولكنها رأت أن هذا الموقف سيبدو سخيفا فهذا زوجها وليست المرة الأولى التي رآها هكذا


    مزون استغلت حالة الذهول اللذيذ الذي غرق فيه الاثنان وهما يتادلان النظرات

    لتتجه للحمام وهي تهمس بثقة: أنا باتسبح خذو راحتكم


    عفراء حين سمعت صوت باب الحمام أغلق ارتبكت وهي تطرق الباب بخفة وتقول بصوت تنخفض: مزون يالخبلة تعالي!!


    حينها تقدم منها منصور أمسك بكفها وهو يشدها بعيدا عن باب الحمام

    شعرت حينها كما لو أن الهواء سكن حولها ووجهها الذي كان محمرا من حرارة الماء تفجر احمرارا لعشرات الأسباب


    مد ظهر أنامله ليمسح على خدها الدافئ وهتف بنبرة ثقيلة خادرة:

    يوم أنتي قلتي له مرة بعد زواجنا بفترة بسيطة إن الماي ينزل من الحنفيات حار

    أنا وش سويت وفي نفس اليوم


    ارتعشت بيأس وهي تجيب بخفوت ودون أن ترفع نظرها إليه:

    ركبت تبريد مركزي على خزان البيت الرئيسي


    حينها هتف بنبرة عميقة فيها رنة حزن رجولة شيء عميق خاص به:

    ولو تبين ركبت لخزانات مستشفى حمد تبريد مركزي!!


    أجابته حينها بحزن شفاف موغل في الشفافية: مابغيتك تركب برادات ولا خزانات

    بغيتك تحس فيني!!


    حينها أمسك بوجهها بين كفيه ورفعه بخفة لينظر إلى عينيها ويهتف بتأثر:

    إذا أنا ماحسيت فيش من اللي في العالم يستحق أحس فيه


    أجابته بذات النبرة الحزينة الشفافة: اسأل نفسك

    أنا بغيتك تحسسني إني شريكة حياتك صدق رأيي مهم عندك واستقلال شخصيتي مهم عندك


    أجابها حينها بصدق نادر موجع: عفرا أنا ماعاد فيني صبر على بعدش الليل ما أرقده

    أدور في البيت كني خبل باقي أضرب رأسي في الطوف من القهر


    هتفت بجزع شفاف حقيقي: سلامتك من القهر يأبو زايد

    صمتت لثانية ثم أردفت بحزن: وأنت ظنك إن حالك أحسن من حالي

    طول اليوم وأنا بالي مشغول عليك وش سويت وش كلت جيت وإلا مابعد جيت

    بس يا منصور أنا طلعت من البيت لأنه فيه وضع أنا ماقدرت استحمله


    حينها هتف منصور بحزم يخفي خلفه أمله الشاسع: خلاص أنا مستعد أجي وأراضيش قدام زايد وعياله

    مع أنه الموت أهون علي أني أصغر نفسي قدام أحد بس مستعد أسويها بدون تردد المهم ترجعين لي!!


    أجابته عفراء بلهفة: طيب وشغلي


    ليصدمها بقسوة وهو يقول بحزم: لا الشغل لا أنا قبل حملش يمكن ماكان عندي مانع في الشغل

    بس أنش تخلين ولدش عشان تروحين للشغل مرفوض

    لازم عفراء تقدمين تنازل شيء مقابل شيء هذا أنا قلت بأراضيش راضيني أنتي بذا الموضوع


    حينها شدت عفراء لها نفسا عميقا وهمست بحزم: وأنا ما أبيك تراضيني قدام حدولا تصغر نفسك قدام حد

    أنا مستعدة الحين الحين إذا جاء كساب وخذ مزون أني أرجع معك للبيت الحين وبدون تدخل أي حد بيننا

    بس شغلي ما أخليه لأني ماني بمقتنعة بأسبابك وأنت ماقدمت لي شيء يقنعني

    وإذا على ولدنا مزون دراستها العصربأخليه عندها الصبح


    حينها غزت الخيالات الحالمة أفكاره

    أ حقا ستكون في حضنه الليلة

    بعد أن اُنهك من بُعدها وصقيع البيت بَعدها!!

    ولكنه على الجانب الآخر رافض تماما لعملها لا يمكن أن يخدعها ويقول أنه موافق

    لذا هتف بحزم: سامحيني عفرا قلت لش الشغل مرفوض!!


    حينها ابتعدت عنه وهي تدير له ظهرها وتتشاغل بوضع أشياء مزون وأشياءها في الحقيبة

    حتى لا يرى لمعة الدموع في عينيها وهي تهتف بحزن عميق:

    خلاص يأبو زايد أنت اللي أنهيت الحوار مهوب أنا

    توكل على الله الله يحفظك روح لشغلك








    *****************************************






    " يمه من جدش وأشلون وضحى تروح معهم

    هذي أكيد استخفت!!"


    مزنة بغضب: يأمش مادريت حتى أنهم راحوا تخيلي أنا أساسا مانمت وعقب ماصليت الفجر رحت للمطبخ اللي برا

    أجهز ريوقهم خلصت على الساعة 7 وطلعته أنا والخدامات لقينا باب الغرفة مفتوح وماحد فيها

    والسرير ماحد نام عليه.عاد الورد اللي نثرناه فوقه فوقه ماتحرك من مكانه

    أدور وضحى مالقيتها بغيت استخف رحت أدور تلفوني باتصل

    لقيتها مرسلة لي مسج أنها راحت معهم الشاليهات لأن سميرة مستحية وأحرجتها بتمسكها فيها

    أتصل فيهم تلفوناتهم مسكرة!!


    كاسرة شدت نفسا عميقا وهي تثبت هاتفها على أذنها: يمه السالفة كلها مهيب طبيعية

    انتظري لين أتصل في وضحى وأشوف السالفة وأخلي امهاب يروح يجيبها

    ولين ذاك الوقت خلي السالفة عادي أي حد يسألش عنهم المعاريس رايحين الشاليهات

    ووضحى في غرفتها لا حد يدري إنها معهم حتى صديقاتها

    وأنا الحين بأرسل مسج لها أقول لها كذا وأطلب منها تكلمني على طول





    ************************************






    " يا الله ياقلبي الليلة بنمسي في بيتنا إن شاء الله

    كنا نتنى عرس سميرة وهذا احنا خلصنا الحمدلله"


    نجلا بتأثر: زين خل أمي صافية تروح معنا الليلة تمسي عندنا

    واجد متاثرة من روحتنا


    صالح بألم: يا بنت الحلال تبي لها يومين وتتعود

    هذي عالية عندها وعبدالله ومرته

    يعني وجودهم بيخفف عنها

    أنا أصلا عرضت عليها تروح معنا بس هي مارضت


    نجلاء وقفت وهي تهمس بهدوء: الله يجعل دخلتنا للبيت دخلة خير

    ويعطينا من خير ذا البيت ويكفينا شره






    ****************************************






    " هزاع تبي فلوس"


    هزاع يلتفت لوالده مبتسما: غريبة تعرض علي من نفسك بالعادة لازم أذل نفسي شوي وأنا أطلب


    أبو صالح يبتسم: يا الكذوب وأنا متى حديتك تذل نفسك والفلوس تجيك بدون ماتطلب


    هزاع يبتسم: جعلني ما أخلا منك بس الشباب ماقصروا كل واحد من أخواني عطاني فرحانين أني خلاص بأدخل الكلية

    وبيصير عندي راتب وماعادني بغاثهم بالطلبات


    أبو صالح بأريحية: ادري أن الكلية أول ماتدخلون فيه أشياء واجد يطلبونها

    خافك محتاج فلوس


    هزاع يقف ليقبل رأس والده: الله لا يخليني منك لو احتجت لا تظن أني أصلا باستحي السحا ممسوح من قاموسي








    ************************************






    " سميرة ياقلبي ماكلتي شيء!!"


    سميرة تلمس خدها المزرق وتهمس بسكون كسكون الموت:

    والله العظيم ماني بمشتهية شيء أنا لو أقدر أزوع كبدي زعتها وأنتي تبيني أأكل


    وضحى بحزن عميق: لو أقدر أرجع الزمن ورا رجعته احساسي بالذنب يخنقني


    سميرة تهمس بذات النبرة الساكنة الميتة: الذنب ذنب أخيش بروحه صحيح أنتي غلطتي

    بس ردة فعله كانت جريمة في حقي

    مافيه حد يرد على غلطة تافهة بجريمة

    فرضا استخفيت وعقلي ناقص وقلت له عطني بوسة يعطيني كف


    والغريب أنها ضحكت ضحة مرة قصيرة أشبه بالبكاء:

    تدرين وضحى أيام الملكة تعرفين الأفكار الغبية اللي تدور في رأس الغبيات مثلي

    كنت أسأل نفسي ببراءة قصدي بغباء أشلون أول مرة بيوبسني أبو ضحكة حلوة

    الحين يوم أتخيل مجرد تخيل إنه ممكن يسويها أحس أني بأرجع كل اللي في بطني

    وصدقيني لو كان في بطني شيء الحين كان رجعته قدامش


    وضحى تستمتع بألم وهي تشعر كما لو كانت أمعائها تتمزق

    فمن تتكلم عنه سميرة هو شقيقها الأغلى من عينيها ومع ذلك تجد نفسها مضطرة لبلع حسرتها والسكوت

    لأن حسرة من تشاركها هذه الطويلة الصغيرة هي حسرة تجاوزت كل مدى

    تجلسان منذ ساعات على هذه الطاولة لم تتحركا بينهما نزيف مر من الكلمات والوجع


    وهو يجلس في الخارج

    الجو حار جدا ومع ذلك مازال يجلس تحت المظلة رغم تصبب عرقه الغزير


    وسميرة تكمل نزفها المر: تدرين وضحى لولا خاطرش وإلا كان دعيت في قلبي

    إن أخيش مايقوم من قعدته هذي


    حينها قفزت وضحى وهي تصرخ بألم: بس سميرة بس من الصبح لين الحين وأنتي تذبحيني بس حرام عليشوأخرتها تبين تدعين عليه!!

    تميم هذا اللي من الصبح تقطعين فيه أغلى علي من أنفاسي اللي أتنفسها

    تميم هذا مافيه أطيب من قلبه ولا أحنأنتي ماتعرفينه بس هو موجوع موجوع

    رجّال رأسه مليان شكوك والشك يذبح الرجّال لا تلومينه على شكوك أنتي زرعتيها في رأسه!!


    سميرة قفزت هي أيضا لتصرخ باستنكار: أنا


    وضحى بدأت تبكي: إيه أنتي هو غلطان والغلط راكبه من رأسه لساسه بس أنتي كان لش من الغلط نصيب

    وأنا اللي طحت في النار بينكم


    حينها بدأت سميرة تصرخ بجزع موجوع متحسر: ليه وأخيش وش عنده ضدي

    أنا اللي يصلون على طرف ثوبي يأتي أخيش يشك فيني!!


    وسرعان ماانهارت كل الحقائق ووضحى تنثال بكل شكوك تميم

    وليتها لم تفعل ليتها لم تفعل وهي تكمل على خطئها السابق خطأ أشد فداحة!! وكلاهما كان بحسن نية!!




    .

    .

    .



    مازال على مقعده

    غارقا في أفكاره وآلمه الذي يغوص في روحه إلى نخاع النخاع

    ربما لو بصق الآن لبصق دما من روحه المدمرة!!


    " لماذا يحدث كل هذا

    لماذا

    لماذا لم أنهِ الموضوع بأكمله قبل أن نصل إلى هذه المرحلة

    قبل أن أنحرها وأنحر روحي قبلها!!"


    يتذكر وصولهم هنا كان يريد أن يهرب قبل أن يراها

    لكن كأنها تريد عقابه خلعت نقابها قبل أن يهرب

    تحول اللون الأحمر الداكن في خدها إلى لون مزرق

    كلما تذكر ترتعش يده التي صفعتها


    " أ حقا أنا فعلت ذلك

    أ حقا امتدت يدي لها

    (امساك بمعروف أو تسريح بإحسان)

    لم أستطع أن أفعل أي شيء منها!!

    ولكني مثقل بالوجع والألم والخديعة

    عشرات الخيالات المؤذية تغزو خيالي وتجرح كل مافيني

    رجولتي وحميتي وإنسانيتي!!"


    وهو غارق في أفكاره شعر بمن يلكزه في كتفه بعنف

    كانت هي وجهها محمر وعيناها متفجرتان بالدموع واللون الأزرق في خدها ازداد لونه ازرقاقا وفي قلبه ألما


    كانت تصرخ تصرخ وتصرخ قالت كلاما كثيرا لم يفهم منه شيئا

    يستطيع أن يقرا حركة الشفاة بصورة جيدة

    ولكن شفتيها كانتا تتحركان بسرعة هائلة عدا أنه لم يستطع التركيز

    وهو يرى حالتها الهستيرية

    وهي تمسح سيول أنفها وعينيها بذراعها في حركة يائسة مرارا وتكرارا


    وضحى وصلت فورا خلفها وهي مقطوعة الانفاس ووجهها محمر كذلك ودموعها تنهمر بغزارة سألها تميم بإرهاق موجوع:

    هذي وش فيها


    وضحى أشارت له بخجل: أنا قلت لها عن شكوكك فيها


    حينها تفجر غضب تميم: أأتمنش على سر وتروحين تقولينه لها

    أنتي ماكفاش اللي سويته فيها البارحة


    وضحى تبكي: بغيتها تعرف السبب اللي خلاك تسوي كذا!!


    تميم يشير بغضب أشد: وانتي وش دخلش وش دخلش


    كانا يتبادلان الإشارات بينهما وسميرة خارج المشهد تصرخ وتصرخ وتصرخ


    التفت تميم لها وهو يشير لوضحى بعصبية: زين هي الحين وش تقول ولا تدسين علي شيء

    أساسا أنتي خلاص ماعاد تعرفين تدسين شيء


    وضحى بألم شاسع: كلام واجد مقهورة ومضيومة تسبك شوي وتتحسر شوي!!


    تميم بغضب: ترجمي لي وبسرعة


    حينها كانت سميرة تشهق وهي تنهمر بكل ألمها:

    أنا وش ذنبي اللي سويته

    عشان أنا سليمة ووافقت عليك تشوف هذا مبرر أنك تشك فيني!!

    أو حتى لأني نسيت صوري على جهازي

    أو تهورت وحاولت أقومك ثم استخفيت وأرسلت لك ورد

    أنا أساسا غبية غبية اللي حسبتك ممكن تكون لي القلب الكبير

    أنا مابغيت صوتك ولا كلامك بغيت قلبك بس

    مادريت أنك أساسا ماعندك قلب وأنك واحد مريض

    طلقني الحين طلقني أنا مستحيل أعيش معك دقيقة

    أنا سميرة بنت راشد تشك فيني وفي أخلاقي

    تخسى أنت ووجهك كفو لك وحدة تناسب أفكارك الوسخة مهوب أنا


    وضحى كانت تترجم بالحرف وبذات سرعة انثيال سميرة التي كانت شهقاتها تتزايد وارتعاشها تتزايد

    بينما غضب تميم يتزايد ويتزايد ولكن قبل أن يبدر من أي منهم تصرف ما

    سميرة انهارت على الأرض وجسدها كله يرتعش بعنف كأنها حالة صرع


    وضحى وتميم جثيا كلاهما جوارها كانت وضحى تريد أن ترفعها عن الارض

    ولكن تميم أشار لها أن تسرع وتحضر ماء

    وهو يشد سميرة ناحيته ويضع رأسها في حضنه

    وضحى دخلت ركضا


    بينما تميم أسند رأسها بخفة لحضنه وهو ينظر لحالتها غير الطبيعية من الارتعاش كما لو كانت لسعها تيار كهربائي

    عيناها تتقلبان والزبد يخرج من بين شفتيها

    شعر أن هذا الألم الذي مزق روحه لايريد التوقف عن تمزيق روحه

    ما ذنب هذه الصبية فيما فعله فيها

    حتى لو كان يشك فيها أو مازال

    كان يجب أن يطلق سراحها قبل أن يحدث كل هذا!!

    لماذا يعاقبها على شكوك لا اثبات لها لماذا

    كان يجب أن يكتفي بعيش ألمه هو لوحده


    " يا الله خلاص مافيني مافيني!!

    حاس أني باموت

    ماعادني بمستحمل أكثر من كذا!!

    خلاص"






    *****************************************






    " هلا كاسرة أنتي وين

    فيه ناس بيجون يهنوني السلامة

    تنزلين لنا في مجلس الحريم العود تتقهوين معنا"


    كاسرة تجيب بمودة: ماعلية بأجي بس بعد شوي لأني في بيت هلي

    خليت كساب يوديني وهو رايح صلاة العصر

    لأنه جدي فديته عنده موعد اليوم وأنا تعودت إذا كان عنده مشوار برا البيت

    إني أنا اللي ألبسه وما أقدر أغير عليه ولا على نفسي عادتنا

    أول مايروح موعده بأجيكم أنا وامي لأنها هي يعد تبي تهنيش السلامة


    مزون بمودة رقيقة: حياكم الله!!


    حين أنهت كاسرة الاتصال هتفت مزنة باهتمام: ها كلمتي وضحى تعبت أتصل والتلفون مسكر


    كاسرة تزفر: لا يمه بس هي أرسلت لي مسج تقول مافيه شيء وكل شيء زين

    وإنه مافيه داعي نحرجها لأنها بروحها منحرجة من روحتها معهم

    بس سميرة مستحية واجدوأصرت علي وعقبه تميم أصر عشانها


    مزنة تتنهد: خير خير إن شاء الله يا الله قومي لبسي جدش

    امهاب جاي الحين يأخذه







    ****************************************





    " ترا بنسافر قريب"


    جوزاء تلتفت لعبدالله بحدة: حن وين


    عبدالله بحزم: مصر!!


    جوزاء بعصبية: ما أبي أسافر معك


    عبدالله بذات الحزم: بتسافرين غصبا عنش لأنه حن ماحنا برايحين نتفرج

    بنروح عشان تدرسين


    جوزاء بصدمة: أنا وش أدرس


    عبدالله بحزم أكبر: تكملين دراستش أنا راسلتهم خلاص وعبدالرحمن عطاني أوراقش احتسبوا أكثر ساعاتش

    يعني فصل واحد وتتخرجين


    جوزاء بعصبية: ما أبي أروح عبدالرحمن قد عرض علي

    عقب ماحاول في الجامعة هنا يرجعوني ومارضوا لأني تجاوزت الحد المسموح للاعتذار

    قلت له برا ما أبي أروح!!


    عبدالله بحزم بالغ: والله هذاك أخيش وكيفش تعين

    بس أنا أقول لش إنش بتروحين رضيتي وإلا مارضيتي





    ***************************************






    " يمكن قريب أسافر وأودي مزون

    أبيها تغير جو شوي

    تسافر معنا "


    علي يلتفت لوالده ويهتف بمودة: لو ماعندي شغل ضروري سافرت معكم


    زايد بحزم: على ذا الشغل لا مرة ترادك الصوت ولا حد يدري عنك لا رحنا أنا وأختك


    علي يبتسم: ياشينك يأبو كساب لا حطيت شيء في راسك

    سنين وانت تحن على كساب لين طاعك

    بس أنا عاد باسي مهوب قوي مثل كساب.

    يعني كساب خذ منك سنين بس أنا عاد ماخذ في يدك كم شهر

    ارحمني يبه طال عمرك


    زايد بمباشرة صريحة: أبي أدري وش فيك نقص ماتعرس ناقصك يد ولا رجل


    علي يضحك: ناقصني أني أكون أنا أبي أعرس مالي مزاج يا أبو كساب

    لا اشتهيت العرس جيتك بروحي وقلت زوجني وعد علي

    وأنت ريح بالك مني أنا مرتاح كذا






    ************************************






    " هاجهزتي لنا القهوة والقناد والبزار اللي بنروح به معنا!!" (بزار=بهار مشكل)


    عالية بتأفف: يعني إلا تذكرني بالمغثة تو الناس باقي 3 أسابيع على روحتنا


    نايف يبتسم: يا بنت أختي العزيزة خلني أنبهش من بدري لا تورطينا مثل السنة اللي فاتت

    جبتي لنا بزار اللي يعز النعمة سويت ريجيم بسبته


    عالية تضحك: وش أسوي كل سنة كانت نجلا هي اللي تولى المسئولية

    والسنة اللي فاتت يوم رحنا كانت توها زعلانة من صالح وطافشة بيت أهلها

    استحيت أقول لها تخيل أنا استحيت!!

    إلا المسكينة طلعت مجهزة كل شيء مثل عادتها ويوم سافرت اتصلت فيني في زعلانة

    قالت لي يعني عشاني زعلانة مع صالح بأغير عادتي معش كل سنة


    نايف بابتسامة: واللي طاح فيها أنا المسكين


    عالية تبتسم: لا تسوي فيها شهيد بزاري لأنك كان باقي تلحس الصحون

    ثم أردفت بتحذير وهي تتذكر شيئا: شوف قبل ما تحجز تأكد إن فهد بيكون رجع من دورته

    لأني مستحيل أروح ماشفته حتى لو أجلنا السفر شوي!!


    نايف بمودة: فهد راجع بعد أسبوعين وسفرنا بعد ثلاث أسابيع


    عالية تسأله: زين بتكون خلصت موضوع البيت


    حينها هتف نايف بضيق: الموضوع تقريبا خلص باقي بس استلم الفلوس وأسلمها للمحكمة تقسمها

    يا الله عالية ما تخيلت أني باتضايق كذا لا بعت البيت عشان خواتي زعلانين


    عالية ترفع يديها للسماء: يارب يقعدون زعلانين ويفكونك من شرهم!!


    نايف ينهرها: عيب عليش خالاتش ذولا وخواتي وما أحب حد يقول عليهم شر يعني عشان يحبوني


    عالية تهز كتفيها: هذي مهيب محبة طال عمرك هذا تملك

    يا أخي هم مهوب قادرين علي عيالهم ورياجيلهم

    متشطرين عليك عشانهم يشوفونك طيب وما تحب تحزنهم

    ثم أردفت بحماسة: خلاص لما ترجع المرة الجاية بتدور بيت!!


    ابتسم نايف: لا من الحين بأعطي أبو صالح وكالة وطلبت من صالح يدور لي بيت زين على راحته

    ما أبي أشغل نفسي بذا السالفة


    عالية تبتسم: الله يانايف ماني بمصدقة إنه ماعاد باقي علي إلا فصل واحد وأخلص حاسة أني أدرس عمري كله


    نايف (بعيارة): هذا كله استعجال على الدكتور عبدالرحمن


    نظرت له عالية بنصف عين: عندك مانع يا أفندي؟!


    نايف يقف وهو يبتسم: لا ماعندي مانع ولو عندي مانع بتأكليني بقشوري أصلا.


    عالية تقف معه وهي تهتف بابتسامة: وأنت فصل عقبي وتعرس بعد

    لا تبكي لا تبكي من الحرة.


    نايف يهز رأسه رفضا: لا طال عمرش أنا توني وعاد وراي دكتوارة

    تبين يعني بعلش أحسن مني؟!!






    *****************************************






    " شوفي يام عبدالرحمن ترا من بكرة بأجيب المهندس

    عشان يشيك على المكان

    أبي أسوي الطابق اللي فوق كله لعبدالرحمن

    وغرف البنات انقليها تحت"


    أم عبدالرحمن تبتسم: تو الناس يا ابن الحلال


    أبو عبدالرحمن بحزم: لا تو الناس ولا شيء أول ما ترجع مرته من السفر بنحدد موعد العرس


    حينها همست أم عبدالرحمن بخجل: زين دامك تبي ننقل غرف البنات تحت

    شعاع من زمان وهي تقول إنها تبي تغير غرفتها


    أم عبدالرحمن انكمشت قليلا حين رأت انعقاد حاجبيه وظنت أنه سينفجر فيها

    ولكن الغريب أنه أجابها بذات الحزم وبقوله: خليها تغيرها على كيفها

    بس أنا اللي بأوديها تتنقى ولو تبي تغير الديكور والحمام بعد ماعندي مانع

    وحتى جوزا لو بغت تسوي شوي في غرفتها مايهمها من المصاريف

    عشان لاجات عندنا أو تنفست عندنا عقب الولادة إن شاء الله تعين المكان اللي يريحها





    ****************************************







    " الحين يا اللزقة أقول لك بانزلك بيتك تقول لا

    ما يكفيك أنك رحت معي لموعد جدي وصدعت رأسي بهذرتك وجدي يسوي العلاج الطبيعي

    وهذا احنا راجعين وعادك ماتبي تتخلص

    تراني مافيني ريحة آل ليث عشان تلزق كذا"


    عبدالرحمن بمرح: ياحي الطاري بس وش أسوي ماعندي غيرك أتسلى به

    خل بنت آل ليث لين تخلص دراستها وربي يفرج علي وأعرس

    وعقبه بأتفل في وجهك!!


    مهاب يبتسم: خوش دكتور مايعرف من الثقل إلا اسمه


    عبدالرحمن بابتسامة: أنا ما أدري وش تفسيركم للدكتور. نظارة وتكشيرة

    ماعليه النظارة ومشينا الحال بس عاد التكشيرة وثقل الطينة خليتهم لك


    مهاب بذات الابتسامة التي تكون حاضرة دائما مادام يتحاور مع عبدالرحمن:

    تدري يا الدب لو خالد آل ليث عنده بنت ثانية كان نشبت في حلقهم يزوجوني عشان أصير عديلك وأغثك


    عبدالرحمن يضحك: غاثني بدون شيء ومصنع مرتي سكر عقبها لأنها نادرة

    وإلا وش رأيك يبه


    قالها وهو يتقدم قليلا ليستند على مقعد الراكب الأمامي حيث يجلس الجد جابر

    الذي أجابه بتأفف: رأيي إنه رأسي آجعني من هذرتكم عاد حن مبطين

    أبي الحق على صلاة المغرب في المسجد


    مهاب بمودة واحترام: خلاص يبه عشر دقايق وحن في البيت طال عمرك وقبل المغرب إن شاء الله


    لم يكد مهاب ينتهي من عبارته حتى تعالى صراخ عبدالرحمن بالتحذير الجزع:

    امــــهــاب

    انـــتـــــــبــــه !!

    انـــــــتــــــــبـــــــه!!!





    #أنفاس_قطر#

    .






    رد مع اقتباس  

  4. #154  
    المشاركات
    3,260


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ياهلا والله بكم ياكل الغلا لو فقدتوني شوي أنا فقدتكم واجد
    الله لا يخليني منكم
    ما تتخيلون أشلون أثرت فيني ردودوكم ومشاعركم لو مهما وصفت ما أوفي
    لأني عارفة أنكم متشوقين للبارت نزلته بدري ولو كنت دخلت قبل كذا كنت نزلته أبكر
    .
    .
    الحين شوية استفسارات ونجاوب على السريع
    .
    .
    ليش ماتعلمت سميرة الإشارة استفسار تكرر

    والإجابة إني قصدت هالشيء وتبريره بتعرفونه على لسان سميرة نفسها في جزء اليوم
    .
    هل نزلت كتاباتي في كتاب
    لا يكفيني إنها نزلت في قلوبكم تكفيني عن مليون كتاب!!
    .
    موب لازم لأن سميرة أغمي عليها كذا تكون مريضة بس القهر شين جعلكم ماتشوفونه
    .
    من طلب رأيي في التوقيعات الخاصة بالرواية اللي يتكرمون نبضات قلبي يوم يشرفوني ويحطونها في توقيعاتهم الخاصة
    أقول كلها تبهرني بإبداع أصحابها وكلها تزرع في روحي امتنان ما تتخيلون أشلون يؤثر فيني!!
    لكن لو أنا قلت إنه فعلا اللي في التوقيع يشبه تصوري عن شخصية معينة
    معناته أني أذبح باقي التخيلات والتصورات
    أنا عندي تصور معين عن الشخصية وأحب يكون لكل المتابعين كل واحد بروحه تخيله الخاص
    اللي يعطيه من أفكاره وروحه وخياله أحب يكون في بالكم تصوركم الخاص فيكم اللي أنتو تزرعونه وتبتكرونه!!
    .
    ومن هنا يمكن نطلع لقضية كانت أثارت جدل بما إنه تكلمنا عن تصور البعض للشخصيات
    جمال كاسرة كشخصية أو حتى جمال المرأة المبهر بشكل عام
    أقول لكم أنا وحدة سافرت كثير ونسمع أشلون جمال البرزايليات مثير
    وأشلون بشرة الفلبينات مذهلة
    وأشلون طول الألمانيات ورزتهم لافتة
    بس شوف العين شيء ثاني غير السماعمبهر أكثر :)
    شفت في حياتي آلاف الأشكال شفت اللي قالوا عنها جمالها يزوجها حاكم أو أمير
    وشفت اللي قالوا جمالها يخلي الناس تقوم وماتقعد
    بس سبحان الله الجمال اللي مثل جمال كاسرة شفته في بنات مستورات مثلكم وشرواكم
    ومايعني أنه البعض يمكن ماصدف هالجمال في حياته إنه غير موجود
    وفعلا يوم يقولون الأذواق تختلف. بس سبحان الله شفت في حياتي جمال مستحيل حد يختلف عليه
    تلاقين العين ماتقدر تصد عنها. صحيح البرستيج يفرض عليك ما تبحلقين
    وتحاولين ما تبحلقين بس غصبا عنك البحلقة حاصلة حاصلة :)
    .
    .
    .
    عودة لجزء اليوم. وأخيرا.
    أعلم أنكم تتوقعون حزن ما في هذا الجزء
    ولكن اختلفت توقعاتكم عنه ولنقل أمنياتكم
    لأني أكتب هذه المقدمة بعد أكثر من أسبوع لكتابتي للجزء استطعت كتابتها
    ولو كنت نزلت الجزء فور كتابته لم أكن لأستطيع كتابة شيء
    فالحزن كان يملأني لدرجة الاختناق وكنت أكتب قليلا وأتوقف قليلا لأني لا أرى الشاشة
    ليس المقصد مطلقا أنني أريد جلب الكآبة والحزن والمآسي
    فكما في الحياة كثير من الحزن فيها كثير من السعادة وكلاهما قادم في الرواية
    كنت قلت لكم قبل فترة أننا نعبر عنق الزجاجة. ولم نقل أننا تجاوزنا العنق بعد
    فنحن نمر الآن عبر اختناق العنق تماما
    تعلمون نبضات القلب أنا أقرر مسار الرواية بالكامل منذ البداية وأبني الأحداث على هذا الأساس
    وإذا كنتم ستحزنون لفراق إحدى الشخصيات فكيف بي وأنا أشعر كما لو كنت أبتر جزءا من روحي!!
    بل كأني أبتر جزءا من جسدي وألقيه!!
    ولكن لو سمحت لمشاعري ولتوقعاتكم أن تغلبني ستسقط الرواية وتتضارب الأحداث
    .
    أعلم أن الأغلب توقع وفاة الجد أو لنقل تمناه
    فهو شيخ في التسعين والموت متوقع له
    ولكن على من سيأثر موت الجد كاسرة مزنة!! وفقط وماذا إذن؟!

    لكن أنا في هذه المرحلة كنت قد قررت من البداية حدوث زلزال ما
    سيقلب أحداث الرواية ويؤثر في أغلب الشخصيات لتبدأ الأحداث في التصاعد
    وشخصيات كانت متوارية ستقفز لبؤرة الأحداث
    فالرواية لا ترتبط بشخص واحد بل هناك العديد من الشخصيات التي تنتظر دورها للظهور!!
    وقوة دور هذه الشخصية هو في تأثيرها بعد اختفاءها عن الساحة!!
    .
    سترون كيف ستنقلب الأدوار
    سترون كيف ستبرز علاقات جديدة ومختلفة
    سترون كيف ستتغير الأحداث
    .
    ولكن كل ذلك كان الطريق له حزن عميق هو عنوان هذا الجزء
    الحزن يطهر الروح تماما ويظهر أفضل مافي البشر وأسوأ مافيهم أيضا!!
    وتذكري وأنتي تقرأين أنكِ مهما شعرتي بحزن لن يكون حتى واحد من الالف من الحزن الذي شعرت به أنا
    لذا فلا تجرحوا قلبي المجروح أساسا
    .
    هذا الجزء كان متعب جدا جدا جدا لي
    تقمصت فيه شخصيات الرواية حزنها ألمها انفعالاتها مشاعرها
    وكنت مع كل شخصية من شخصيات بداية الجزء أغرق الكيبورد بدموعي
    لكن مع مرور شخصيات الجزء تبدأ الشخصيات بالانفراج
    وبقدر ما سيبدأ الجزء خانقا محزنا سينتهي بسلاسة وبهدوء
    .
    الجزء 55 جزء طويل جدا استعدوا
    .
    لن أقول قراءة ممتعة بل قراءة مطهرة للروح
    جزء اليوم لا يقرأ مرة واحدة
    بل أريد أن اسمع أرائكم بعد القراءة الثانية
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .



    .
    بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والخمسون



    ست أشهر مضت منذ ارتحل
    تمر الأيام علي بطيئة متثاقلةغاية في الثقل!!
    هي كانت من قبله تمر بطيئة!!
    وأنا أدعو الله أن يأخذ أمانته بعد وصلت أرذل العمر واشتقت إلى لقاء ربي!!
    فكيف من بعده؟!! كيف من بعدك يا بني
    أصبحت أشعر بشروق الشمس وغيابها سكاكين تنغرز في روحي
    لأني أعلم أن هذا يوم جديد يمر علي من بعده!!


    عمري ضعف عمره مرتين
    والحياة كلها كانت أمامه بينما أنا حياتي أصبحت خلفي!!
    ومع أن ذاكرتي كانت بدأت تضعف ومنذ سنين لكن منذ غادرني
    وذكرياتي معه حتى تلك التي كنت نسيتها تمزقني وأنا أستعيدها مرارا وتكرارا

    حفيدي الأول وفرحتي الأولى الولد الذي لم يرزقني الله به
    أذكر أول مرة حملته وأنا أكبر في أذنه وادعو له بالصلاح
    وكم كان صالحا وبارا!!

    كلماته الأولى ومناغاته ترن في أذني ولا تفارقني
    حين قال (أبي) قالها لي. فلم يكن له أب غيري فقد وُلد يتيما
    وحتى بعدها كنت أنا فقط والده!!

    حين خطا خطوته الأولى كان متجها لي
    ومنذ ضعفت وضعف بصري وهو من يقودني دون يتذمر أو يشكو مجرد طفل صغير حينها!!
    لم يقل لي يوما أريد أن أذهب لألعب لم يتركني وهو جواري ملتصق بي فخذه الصغيرة ملتصقة بجنبي

    يا الله ماكل هذا الوجع!!
    ارحم شيبي وضعفي ماعاد القلب يحتمل المزيدارحمني برحمتك
    وإن كان مازال في العمر بقية فمنَّ علي بنعمة النسيان التي باتت حلما بعيدا المنال

    يا الله ياكريم
    إذا كنت قد أذقتني حسرة فقد ولدي
    فلا تذق أبا عبدالرحمن مثلها!!

    يكفيه رؤية عبدالرحمن حي ميت طوال الأشهر الماضية
    يا الله لا تذقه الحسرة التي ذقتها!!
    فإن كنت أنا أستطعت الاحتمال فهو لن يحتمل فراقه لن يحتمل!!





    ************************************





    ست أشهر مضت منذ تركني
    حاولت الاعتصام والصبر والتجلد وأنا أقول هذا قدر الله وحكمته
    وإن كان قد أخذ ابني فلحكمة منه سبحانه!!
    وأنا مؤمنة ومصلية
    وأعلم أنه إن شاء الله في خير حال في عالم خير من عالمنا

    هكذا كنت أصبر نفسي
    ولكن كيف للقلب المكلوم أن يستوعب كل هذا الوجع
    كيف له أن يستوعب خلاء المكان بعده
    أيام العزاء كدت أموت لشدة ماتجلدت
    وخصوصا وأنا أرى انهيار وضحى وعيناها تتبعاني أينما ذهبت
    وكأنني مصدر القوة لها تنتظر انهياري لتنفجر تماما
    تجلدت وتجلدت وتجلدت حتى ماعاد جلدي يحتمل التجلد وشعرت به يتفطر كما انفطر قلبي

    أصبحت هاربة على الدوام من البيت
    غالب وقتي أقضيه في بيت أم عبدالرحمن
    نتشاطر وجع ماعاد في الاحتمال في خفية عن الأعين التي تراقبنا
    كلانا نبكي ابننا الذي رحل ونبكي جزعا أن يرحل الآخر!!

    كنت أكره أن أعود للبيت.
    وكيف أعود وكل شيء هناك يذكرني به
    هذه الستائر هو اختار لونها وهذه الأرائك هو اشتراها
    بل حتى أواني المنزل كان معي عندما اشتريتها
    هنا جلست وهو يمر علي في الصباح مقبلا رأسي وأنا أدعو له بالتوفيق وبحفظ رب العالمين!!
    وهنا جلست أنتظره عائدا من رحلته والقلق يعتصرني إن تأخر ساعة واحدة
    وهاهو الآن لن يعود مهما انتظرته
    بدأت الحسرة تأكل روحي شيئا فشيئا
    كرهت حالة القلق الذي أثرتها في أبنائي وأنا أظنهم لا يلاحظون

    لأتفاجأ يوما بهم ثلاثتهم بل أربعتهم وسميرة معهم يأتون لأخذي من بيت عمتهم بعد رحيل مهاب بثلاث أسابيع
    ويذهبون بي إلى بيت آخر
    إنه بيت كساب الذي عرضه على تميم حين علم أنه يبحث عن بيت ليأجره
    لم يسمحوا لي أن أعود للبيت حتى ولم يحضروا حتى قشة واحدة من بيتنا القديم
    حتى ملابسي لم يحضروها وكأننا نبدأ كلنا حياة جديدة
    خيرا فعلوا حتى وإن كانت ذكراه أبدا ثابتة كالوسم في الروح ولا أحتاج شيئا يذكرني
    ولكني كنت فعلا على وشك الإصابة بالجنون والذكريات تخنقني من كل ناحية في ذلك البيت
    هأنا أشغل نفسي بالكثير ختمت حفظ القرآن الكريم
    وهأنا أقرأ كل ليلة آيات كثيرة أدعو أن يكون أجرها لمهاب
    صبرني يا الله بعده وأدخله فسيح جناتك
    واللهم أرضه كما أرضاني
    اللهم أرضه كما أرضاني
    اللهم أرضه كما أرضاني






    ************************************




    يا الله يا امهاب ما أقساك!!
    أ لم تقل لي دوما وأنا صغيرة إذا ضربكِ أحد ما فاخبريني حتى أضربه!!
    وعدتني أنك ستدافع عني دوما
    فأين أنت الآن
    هاهي الحياة تضربني وتصفعني وتركلني وجعا من بعدك
    وأنت لست هنا لتدافع عني!!

    ما أشد مرارة الأيام بعدك مرارتها كمرارة العلقم الذي سكن روحي ورفض أن يغادر

    ظننت أني في لحظة من اللحظات سأموت لا محالة
    فما كنت أشعر به وجع ظننت أنه لن يسكنه إلا الموت
    ولكن سبحان الله!!
    الحياة تستمر والمؤمن مبتلى!!
    ومهما بدت الحياة صعبة بعد أحبابنا فهي تستمر!!

    هانا أعمل وأدفن نفسي في العمل!!
    أصبحت أشعر أن حياتي تتمحور حول هؤلاء الأطفال الصم
    سعادتي رهن بابتسامتهم
    وحزني الحاضر دائما رهن بدموعهم
    أقنعت سميرة أن تعمل معي
    وهاهو وجودها معي يخفف علي كثيرا من وجع الحياة!!





    ***************************************
    ***************************************




    ست أشهر مضت وهو ذات الحال غيبوبة أشبه بالموت
    وإن كان هناك من يموت فهو أناوالده
    أشعر أن أجزاء روحي تتساقط شيئا فشيئا مع كل يوم جديد يمر علي وهو لا تحسن في حاله
    بل أشعر أن مابات يحول بيني وبين لفظ أنفاسي الأخيرة وهو وجود أنفاسه في الحياة
    حالما تختفي هذه الأنفاس سأختفي معها

    لا أفارقه أبدا عدا ثلاث ساعات فقط بين منتصف الليل وقبل آذان الفجر
    أترك عنده أحد الصبيان وأطلب منه أن يتصل بي فورا لو حدث أقل شيء
    أعود لأبيت في مجلسي حتى يرى الجميع سيارتي أمام البيت
    خوفا على أهل بيتي. ولكني لا أستطيع حتى دخول البيت من بعده!!
    الكل يحاولون في أن أغادر قليلا على أن يتنابوا معي
    ولكن لا أستطيع لا أستطيع مفارقته
    أعلم أني أهملت بيتي وبناتي ولكن أوصي تميما وعبدالله دائما في أهل بيتي
    والاثنان لا يقصران
    وخصوصا عبدالله الذي أعلم أنه من يتولى مسئولية البيت التي تركتها له


    لا أفارق عبدالرحمن لأني أخشى أن أتركه فيحدث أحد أمرين
    أما أن يتحرك أو حتى ترمش عيناه وأنا غير موجود
    أما ما أخشاه أكثر أن تحين ساعته وأنا لست موجودا حتى أوجهه للقبلة وأتشهد على رأسه مادام لا يستطيع التشهد

    كنت أحلم بأولاده فإذا الحلم يتحول فقط أنني أريده جواري على أي حال كان!!
    حتى وإن لم يصح من غيبوبته ليبق جواري
    فأي حياة لا يكون هو فيها؟!!





    ************************************




    ست أشهر مضت وابني في غيبوبته
    والغريب أنه خال تماما من أي كسور أو أي إصابات
    كان مصابا برضوض شديدة ولكنها كلها تعافت
    ومع ذلك مازال لم يصحُ

    وأنا لا أمل الانتظار ولن أمله!!
    مادامت أنفاسه وأنفاسي في الحياة سأبقى أنتظر!!

    عبدالرحمن يا بني أمك تحتاجك حتى متى كل هذا النوم
    كل يوم تشرق شمسه أركض للمستشفى أقول اليوم لعل وعسى
    أبقى أرأقبه حينا أتحسس جسده حينا وادعو له في كل الأحيان
    حتى يقترب آذان الظهر ويجبرني فاضل على المغادرة
    وأنا أشعر أن روحي تركتها خلفي
    حتى تفكيري طوال اليوم شارد ليس معي حتى أعود إليه!!

    ماعدت أشعر بطعم أي شيء في الحياة
    فأي طعم للحياة هو لا يتذوقه
    حتى حسن الصغير الذي كنت أرى الحياة في ابتسامته
    يجلس في حضني يتمسح بي يشد برقعي يريدني أن ألتفت له
    سامحني ياصغيري ليس نقصا في غلاك والله يعلم
    ولكن ماعدت أشعر بشيء
    وكأن كل شيء رهن بعودة هذا النائم!!







    ************************************




    ست أشهر مضت وعبدالرحمن على حاله
    لا أعلم هل هذه رحمة به حتى لا يعلم برحيل امهاب
    فأنا مازلت لا أتخيل كيف ستكون ردة فعله حين يصحو ويعلم

    أصبحت الحياة باهتة باردة
    والغريب أنها ليست كذلك بسبب غياب عبدالرحمن فقط
    بل ربما كان السبب الأكبر هو غياب والديالذي حتى في تواجده تشعر أن روحه غائبة هذه الأيام!!

    البيت ماعاد به حياة بعدك يافاضل!!
    عبدالرحمن كان كالنسمة الهادئة في كثير من الأحيان لا أشعر حتى بوجوده في البيت
    ولكن والدي كان اعصارا يشعل البيت بالحياة
    أتخيل ارتعاشي حين أسمع صوته الغاضب أو حتى صوت صفق الأبواب تعبيرا عن غضبه
    يا الله كم اشتقت لتلك الأيام!!

    ربما من الأشياء التي كنت أجهلها عن نفسي
    أنني لم أكن أنام حتى أسمع صوت خطواته يطل علي ليلا ويتأكد أنني نائمة قبل أن يغلق الباب
    رغم أني في تلك الأيام كنت أرتعب حين أشعر بدخوله وكأنه إعلان عن حضر تجول
    وكنت أجهل سبب الأرق الذي يصيبني حين يكون غائبا في رحلات القنص ولا أعرف لذلك سببا
    الآن أصبحت أعرف السبب!!


    حين أزور عبدالرحمن لا تتوقف دموعي عن الانهمار
    بداية كان من أجل عبدالرحمن ولكن عبدالرحمن حالته استقرت تماما
    ودموعي الآن هي لحالة والدي

    لا يجلس حتى وعيناه تتبعان كل سنتيمتر مربع من جسد عبدالرحمن يبحث عن بادرة حياة
    أو يحرك أصابعه أو مفاصل قدميه ويديه لأنه يخشى حين يصحو أن يعاني من تصلبهما لذا يريد أن يحافظ على مرونتها

    بقدر مابكيت وارتعبت حين أصاب عبدالرحمن ما أصابه وأنا أخشى أن يتركنا وحيدين مع والدي
    بقدر ما أبكي الآن لأني أريده يصحو من أجل والدي

    تبقى شهرين على تخرجي
    لا أعلم حتى كيف استطعت الحضور والدراسة والنجاح ولكن لأقل أنني فعلتها من أجل والدي فقط حتى لا أخيب ظنه بي!!

    فقد كنت أريد الاعتذار عن الفصل بعد حادث عبدالرحمن ولكن والدي كان من رفض وبشدة
    استغربت حتى اهتمامه بالموضوع في خضم انشغاله بعبدالرحمن
    ظننت أنه لن يهتم أبدا ولكني قلت لابد من إستئذانه
    لذا فوجئت برفضه وهو يبرره أنه من الأفضل أن تكون شهادتي بيدي لأني لا أعلم مايكتبه الله في الغيب!!





    ************************************




    ست أشهر مضت
    أصبح عمر حسن الآن أربع سنوات وهو يمضي للخامسة
    يا الله ياعبدالرحمن أ لم تشبع من كل هذا النوم
    حسن يسأل عنك دائما ويسأل متى ستصحو

    موجوعة ياعبدالرحمن من بعدك وإحساس اليتم يخنقني
    لن تتخيل كم أثر فيني غيابك!!
    ستكون سعيدا عندما تصحو و ترى كم أصبحت قذرة
    قذرة بمفهومي!! ومتوازنة بمفهومك!!
    فلكثرة الساعات التي تمضي وأنا أرأقبك بسكون أنسى أن أغسل يدي كل ساعة
    ولا أستحم ولا أستبدل ملابسي سوى مرتين مرة حين أعود من عندك ظهرا والأخرى ليلا

    وستكون أسعد حين تعلم أني قصصت كثيرا من طولة لساني من أجلك
    فلساني ماعاد فيه إلا الدعاء لك
    وأخشى أن أضايق به أحدا فيغضب مني الله ولا يستجيب دعائي

    أما التغيير الأكبر ياعبدالرحمن فهو تغيري من ناحية عبدالله
    التغير الذي أنا أشعر به ولكن لم أسمح لنفسي أن أشعره هو به

    أنا لست ناكرة جميل ياعبدالرحمن
    وأعترف أنه لولا وجود عبدالله ماذا كنت سأفعل أنا ووالدتي وشعاع من بعدك أنت وانشغال والدي معك
    أتخيل لو أن هذا الحادث حدث وعبدالله لم يظهر
    كنت سأترمل مرتين وأتيتم مرتين!!
    كيف كان حالنا سيكون

    عبدالله الآن من يتولى مسؤولية بيت والدي كاملة تميم أيضا لا يقصر أبدا
    ولكن تميم لديه من المشاغل والحزن مايكفيه.

    الحياة بيني وبين عبدالله ساكنة تماما
    ماعدت أعارضه أو أضايقه أو اشتمه ولكني أيضا أعلم أني لا أريحه
    فبقدر ما يغمرني بعاطفته وحبه وحنانه بقدر ما أعاني من الجمود والتبلد
    لا أنكر أنني حاولت الخروج من شرنقة جمودي ولكن لم أستطع لم أستطع فهذا أرث ليال متطوالة من الألم

    أصبح أكثر ما أخشاه أنه سيأتي يوم ويمل مني أنا مللت من نفسي لا أعلم كيف مازال يحتملني
    وما أخشاه أكثر أن يكون قد ملَّ مني فعلا ولكنه صابر علي لإحساسه بالمسئولية تجاهي وتجاه أسرتي!!
    فأنالم أعد أتخيل للحياة معنى ولا نكهة بدون عبدالله ووجوده
    ولو تركني لا أعلم ما الذي سيحدث لي قد أموت!!

    وهذا القلق بدأ يتصاعد في روحي من عدة أشهر أخشى بالفعل أن يتركني
    أريده أن يبقى بجواري وأريد أطفالا آخرين منه
    يشبهونه كما يشبهه حسن لا أريدهم أن يشبهوني أنا

    ولكن الحمل تأخر والغريب أنني أساسا لم أتناول حبوب منع الحمل
    فقد كنت أنتظر دورتي الشهرية الأولى بعد زواجي والتي لم تأتِ إلا خلال أيام حادثة عبدالرحمن وعزاء مهاب

    نسيت الموضوع تماما في خضم انشغالي بك لأكتشف أنه ثلاثة أشهر مرت بعد حادثك وأنا لا أتناول مانعا ولم أحمل
    حينها أصبت بما يشبه الجنون أريد أن أحمل أريد طفلا آخر يربطه بي ويمنعه من تركي!!

    ولم يخيب الله رجائي ودعائي
    أنا حامل ياعبدالرحمن حامل أنا الآن في الشهر الثاني
    ومازلت لم أخبر أحدا بودي أن أخبر عبدالله
    ولكن لا أعلم هل الوقت مناسب أو لا
    أو ربما كان الحاجز الذي بنيته حول نفسي هو مايمنعني!!





    *****************************************












    رد مع اقتباس  

  5. #155  
    المشاركات
    3,260

    ست أشهر مضت على تحولها
    لا أعلم هل أحمد الله على الهدوء الذي نعيش فيه
    أم أشتاق لأيام جنونها وتناثر حممها!!
    مطلقا لم تعد لصفعي بموال كراهيتها بعد ماحدث لشقيقها وانشغالها الدائم به!!

    ويكون بودي أن أسألها كل يوم:
    إن كنتِ لا تكرهينني فلماذا لا تقولين أنكِ تحبينني مادمت أصدح بمشاعري لكِ ليلا ونهارا

    وهاهي ساكنة رقيقة غاية في العذوبة وغاية في البرود والجمود!!
    الغريب أنه كلما زدت أنا ولعا بها كلما شعرت أنها تزداد جمودا!!
    ما أخشاه أن جمودها ماهو إلا كراهيتها بدأت تتحول لكراهية أعمق تكتمها في داخلها

    حبي لها يتزايد بصورة غريبة مضاعفة ماعدت أعترض فهذا ماكتبه لي رب العالمين!!
    ولكن جمودها يقتلني!! شيء في روحي يذوي كلما رأيتها تصفع لهفتي بالجمود

    مشروع إكمالها لدراستها تأجل عن غير رغبتي!!
    أتمنى أن تكمل دراستها لأني حينها سأشعر أنني أصلحت كل أخطائي
    وربما ينهار حينها كل مايبعدها عني!!
    ومازلت مصرا أن تكمل ولكن مع حالة عبدالرحمن الفكرة بأكملها مؤجلة حتى يمن الله عليه بالشفاء
    حتى الحمل لم أطلب منها أن تترك المانع لأني لا أريد اجبارها على الحمل في ظروفها الحالية
    وبقدر ما أتمنى طفل آخر منها أكون معها في حمله يوم بيوم
    بقدر ما أنا قلق ألا نكون مع حالتنا غير الطبيعية أهل لهذا الأمر!!






    **********************************
    **********************************





    ستة أشهر مضت
    خلال هذه الأشهر الستة اختلطت السعادة بالحزن في أقصى معاني كل منهما

    سعيد أنا بل في غاية السعادة لانصلاح الوضع بيني مزون وعلاقتنا الفريدة تعود لسابق عهدها
    بل أقوى مما كانت
    لأن التجربة القاسية التي مررنا بها صقلت هذه العلاقة وعمقتها!!

    أما أيام الحزن فهي ماكانت قبل ستة أشهر تماما وماتلتها من أيام
    كأن ماحدث حدث بالأمس فقط

    حين تلقيت اتصالا من ثرثار ما
    "سيارة نسيبك توها سوت حادث قدامي
    الحق على الرجّال الحادث شين والدعمة من صوب بابه يمكن إنه يودع الحين"

    ربما هو قدر الله عز وجل لي أن أكون من يواجه المصائب في لحظتها الأولى
    فقد كنت قريبا من موقع الحادث أعاين أحد مشروعاتي
    حين وصلت كانوا يخرجونهم من السيارة
    حين رأيت السيارة أصبت بما يشبه الجنون وأنا أحاول الوصول لامهاب
    علمت أن من كان يقود يستحيل أن يعيش فالاصطدام كان بالكامل من ناحيته

    أردت فقط أن ألقنه الشهادة ولكن المسعفين صدموني أن من كاد يقود كان أسلم روحه فور الاصطدام

    لأتفاجأ بالصوت الجزع الخائف المكسور الذي أعرفه جيدا يصرخ بجزع مؤلم:
    العيال وينهم يا امهاب ياعبدالرحمن وينكم
    امهاب طيب يا امهاب وينك يأبيك

    كان يقف بين رجلي شرطة يريدون أن يقودوه لسيارة الأسعاف الثانية حتى يتأكدوا فقط من عدم وجود ارتجاج مخ فقط
    لأنه لم يصب حتى بخدش واحد
    اتصلت بعلي ليلحق بي وحتى يبق هناك حتى أوصّل الجد وأعود له
    وتبعتهم للمستشفى وبقيت معه حتى أعدته معي لبيتي ليس على لسانه سوى سؤال واحد
    "امهاب طيب امهاب وينه"

    لم أستطع أن أجيبه بشيءوسؤاله يخنقنيأن ترى انكسار سنوات عمره الجليلة وهو يسأل كطفل مذعور!!
    أحضرته لوالدي في المجلس ليتولى هو مسئوليته

    وتبقت أمامي المهمة الصعبة
    إبلاغ "كاسرة " . لم أتخيل أن المهمة ستكون صعبة ومؤلمة حتى رأيتها تقف أمامي!!
    كانت تذهب وتعود وهاتفها بيدها تنتظر اتصالا من والدتها يبلغها عن سبب تأخر جدها وشقيقها

    حين رأتني وقفت وسكنت لدرجة أنني شككت أنها توقفت عن تنفس الهواء
    كنت أنظر لها وأهمس ماذا ستفعل هذه القوة في خضم الحزن
    وكيف تعرف هاتان العينان الدموع

    همست بصوت مبحوح وكأنها تسبر خفاياي: جدي لا جدي لا جدي لا

    همست لها بسكون: جدش طيب

    حينها جلست وهي تضع يدها على رأسها وتهمس وهي تتنتفس بعد الاختناق:
    الحمدلله يارب

    ولكنها عادت لتقفز وتختنق من جديد: وجهك فيه حكي من يوم دخلت
    تميم فيه شيء

    لا أعلم لِـمَ استبعدته هو بالذات هل كانت تحميه حتى من مجرد الخيالات

    لم أكن أريد إيذاءها ولكنها يجب تكون مع أسرتها الآن وهم يتلقون الخبر
    همست بذات السكون: امهاب يطلبش البيحة

    لا أعلم ما الذي حدث لها كما لو أن أحدهم سحب لون وجهها وإشراقته فجأة
    و وجهها يتحول لشحوب أشبه بشحوب الموتى
    لم تبكِ لم تصرخ لم تندب
    كل ماقالته بنبرة ميتة: ودني لأمي الحين

    كانت مزون تخبرني حينها أنها تخشى على كاسرة لأنها لم تر دمعة واحدة لها طوال أيام العزاء
    بينما كانت شقيقتها تبكي بهستيرية وأمها تبكي بسكون

    ولكن مالا تعلمه مزون أن كاسرة بكت طويلا وكثيرا
    ليال كثيرة ماعدت أعرف عددها كانت تبكي على صدري حتى أشعر أن صدري غرق من غزارة دموعها
    وأنه احترق من لهيبها!!

    في الليلة الأولى حاولت أن تهرب عني بدموعها كانت تبكي في خفية عني
    ولكني اقتحمت خلوتها
    بكاءها مؤلم خافت أشبه بالأنين بل كانت تئن فعلا كما لو أنها تنزف دمها مع دموعها
    لم أسمح لها بالهروب ربما أكون حاصرتها
    وأنا أشدها رغما عنها لاحتضنها وأسكن نشيجها.
    كما فعلتُ في كل ليلة بعدها




    **************************************




    ستة أشهر مضت
    وماعاد شيء كما كان
    حياتنا كلها تغيرت من بعدك

    يا الله ما أقسى مرارة بعدك والأقسى كان كتماني لمقدار وجعي
    طوال أيام العزاء كنت أتماسك
    أحاول أن أكون صمام الأمان
    كنت أعلم أن والدتي تنتظر انفجاري لتنفجر كما كانت وضحى تنتظر انفجار والدتي لتنفجر هي بدورها
    بينما أن كان صمام أماني هو جدي
    لو أني رأيت دمعة واحدة تخر من عينيه لا أعلم ما الذي كان من الممكن أن يحدث لي
    ورغم محاولات التماسك في العزاء وأمام والدتي
    إلا أنني بعيد عنها بكيت بكيت كثيرا بكيت كأن هذا الوجع مخزن في روحي منذ دهور!!

    كساب رفض قطعيا أن أبات في الأيام التي تلت رحيل امهاب بعيد عنه
    لا أعلم هل كان يخشى من انهياري بعيدا عنه
    أم كان يريد أن يكون شاهدا على هذا الانهيار

    حاولت كثيرا اقناعه أنني لابد أن أبات عند والدتي ولكنه رفض قائلا سأخذك الساعة الواحدة ليلا وأعيدك الساعة السادسة
    وفعلا كنت لا أغادر حتى أتأكد أن أمي ووضحى في فراشهما الذي بات فراش مشترك للألم.
    وأعود لهم في وقت مبكر وأحيانا بعد صلاة الفجر مباشرة

    في أول ليلة حين تأكدت أنه كسابا نام اعتزلت في غرفة الجلوس
    كرهت أن يرى دموعي وربما خجلت أن أطلب مؤازرة لم أقدم له مثلها
    أطلقت العنان لدموعي التي كنت أشعر بها طوال اليوم كسكاكين على أعتاب عيني تمزقها لأنها تريد طريقا للنزول

    لأتفاجأ به يوقفني ويشدني إلى حضنه حينها انهرت تماما كما أراد أن يراني!!
    بكيت وبكيت وبكيت وانتحبت وأفرغت كل طاقة الدموع عندي
    كما كنت أفعل كل ليلة وأنا أبكي على صدره حتى أنام وهو يهدهدني كطفلة!!
    والغريب أنني كنت أصحو من النوم جزعة تخنقني الكوابيس
    لأجده مازال على نفس الوضعية الصعبة من الجلوس ومتيقظا كما لو كان يحرس حزني!!


    يا الله يا مهاب أ كان يجب أن ترحل حتى تعلم مقدار غلاك!!
    ليتك تعلم كم يأكلني الندم كل كل لحظة مرت عارضتك فيها
    على كل مرة وقفت في وجهك!!
    على كل مرة ضايقتك بعنادي!!
    لو كنت أعلم فقط أن بقائك معنا قصير هكذاأقسم أنني لم أكن أضايقك بشيء!

    والإحساس الغريب الذي أشعر به أن مادام مهاب رحل دون أريحه بمهادتني!!
    فليس هناك من يستحق بعده!!!
    إن كان مهاب لم يحضَ بهذه المهادنة فلن يحضى بها غيره
    وخصوصا أن غيره لم يسع مطلقا لهذه المهادنة
    مازال غريبا غامضا كأول يوم عرفته فيه!!
    مازالت العلاقة بيني وبين كساب كما هي مد وجزر!!
    بينما كل شيء آخر في حياتي تغير

    أسرتي بكاملها انتقلت جواري وطلبت من كساب أن يفتح بابا بيني وبينهم يكون مفتاحه معي ففعل ذلك
    من الأمور التي أنا عاجزة عن شكر كساب عنها هو أنه حينما رأى ضيقي من حال أمي المتردي وعلم ببحث تميم عن بيت للايجار
    لأنه يريد بيع بيتنا وبناء بيت جديد على أرض اشتراها مؤخرا
    فعرض كساب على تميم بيته ولكن تميم رفض إلا أن يأخذ كساب الإيجار
    كساب وافق وقال له أعطني الإيجار الذي كنت ستعطيه لأي بيت آخر
    ولكن مالا يعلمه تميم أن المبلغ الذي يدخل لحساب كساب يتم تحويله لحسابي
    لأن كسابا أساسا كان قد حلف ألا يأخذ شيئا
    وها أنا أعيد تحويل المبلغ ولكن بزيادة عليه إلى والدتي حتى لا تعلم أنه هو ذاته مبلغ الإيجار فيغضبون جميعا
    تسألني أمي دائما ماذا سأفعل بكل هذا المال
    فأقول لها أنا أعمل وكساب لا يقصر علي مطلقا
    وهذه حقيقة فعلا
    كساب من الناحية المادية لم أرَ أكرم منه!!
    ولكن من الناحية العاطفية أعجز عن التحديد وتتساقط المسميات
    حينا غاية في الكرم
    وحينا آخر غاية في البخل!!

    لا تمر ليلة واحدة لا نتعارك أو نختلف في الرأي أو نحتد
    ولكن يستحيل أن أنام أو يتركني هو أنام بعيدا عن حضنه

    من أطراف الحديث التي أسمعها من خالته عفراء شبه كبير بينه وبين عمه
    ولكن كما علمت من مزون وليس من عفرا فعمه كان عاشق متيم لا يتوانى عن التصريح بحبه لها
    لا أتخيل أن كساب قد يقول لي في يوم من الأيام أنه يحبني
    ربما أصاب بسكتة قلبية حينها من الصدمة!!

    من أسوأ ماعانيته خلال الأشهر الماضية سفرات كساب المتعددة
    يسافر على الأقل مرة كل شهر وتمتد السفرة بين يومين لعشرة أيام
    حينها أشعر كما لو أنني مصابة بعدم التوازن الإحساس الذي لا يظهر لأحد ولا حتى له هو

    فربما نسيت أو تناسيت أني متيمة بهذا الكساب الغبي!!
    لم أستغرق وقتا طويلا بعد زواجنا لأعرف كم أصبحت أحبه!!
    يبدو كما لو كان طبخني على نار هادئة واستمتع هو كثيرا بهذا
    وفي الوقت الذي كان فيه هو طباخ ماهر وجعل مشاعري تنضج له كما أراد
    كنت أنا طباخة فاشلة لأني مازلت حتى الآن عاجزة عن مجرد إشعال النار تحت القدر فكيف بإنضاجها

    مر على زواجي سبعة أشهر
    وأقصى ما أتمنى الآن هو طفل!!
    لأني أعلم أن حياتي مع كساب سيأتي لها لحظة ما وتتوقف عند نقطة معينة
    لا أريد طفلا لأجبر كساب على يرتبط بي
    فأنا يستحيل أن أفكر هكذا
    وحتى لو فكرت فأنا أعلم أن كسابا لو أراد تركي فلن يربطه بي ولا حتى عشرة أطفال!!
    أريد جزءا من روح كساب تبقى معي حين يتركني لذلك أريد طفلا منه
    كل شهر يمر تزداد لهفتي لهذا الطفل وكل شهر يمر يخيب ظني

    ومالم أخبر به أحد أني أجريت الفحوص لأتأكد من حالتي
    وقلت لكساب أني ذاهبة مع فاطمة لأنها هي من تريد إجراء فحوص
    وهأنا أنتظر النتائج بقلق !!




    **********************************
    **********************************





    ستة أشهر مرت على ليلة زفافي
    ستة أشهر مرت على صفعته لي
    يا الله كم يبدو ذلك الزمن بعيدا!!
    وكأن تلك الليلة كانت بوابة ولوجي لحياة جديدة

    عدنا في الليلة التالية مباشرة حين علمنا بالخبر
    ويا الله ما كان أقسى تلك الأيام!!
    ومرارة الفقد تحول كل شيء عداها إلى شيء تافه حقير
    صفعة تميم لي وحتى شكوكه ماعاد لهم قيمة أمام كم الحزن الذي اخترقني وأنا أرى وضحى في انهيارها
    وأمي مزنة في تماسكها الهش وحتى كاسرة في صمودها الموجع
    والجد في حزنه الصامت العميق!!
    وحتى تميم في انهياره الضائع
    حين أتذكر الحالة الهستيرية والقهر المرعب بل حالة الجنون التي أصابتني حين أخبرتني وضحى بشكوك تميم
    أجدها تبخرت أمام حزن تلك الأيام!!

    ماعدت أستطيع أن أفكر دقيقة بنفسي وأنا أركض من مكان لآخر ونقابي على وجهي لأخفي آثار مابوجهي
    والجميع يظنه خجل عروس ماعاد يوجد مثله!!
    كنت أقول سأبقى معهم حتى تمضي بهم سفينة الحياة قليلا
    فلا يمكن أن أكون قليلة الأصل وأتركهم وهم على هذه الحال
    ولكن الأشهر مرت ومازلت هنا وأنا أتولى مسئولية البيت كما هو مفترض من زوجة صاحب البيت

    والغريب أنني أبقى من أجل أمي مزنة فقط
    أصبحت أسعد لحظاتي حين أرسم ابتسامة على وجهها أو حين تنهرني بحنان "بس يا الخبلة!!"
    من أجلها مستعدة أن أرتكب كل الحماقات وأروي كل النكت السخيفة حتى أرى واحدة من ابتساماتها المتباعدة!!
    كنت أحبها منذ أيام صداقتي مع وضحى ولكن كانت محبتي لها كمحبة أم صديقتي اللطيفة بدون تمييز
    لكن حين سكنت معها وعرفتها. شيء عميق ربط بيننا

    باالتأكيد أحب أمي بجنون ولا أحد يشارك أمي مكانتها
    ولكن أمي هي الأم كما نعرفها جميعا حنونة متفانية بذلت كل جهدها لتربيتنا أفضل تربية !!

    ولكن مزنة شيء مختلف مختلف شيء تريد التعلم منه والتماهي به
    مزنة مقاتلة حقيقية
    واكتشفت أنها أورثت أبنائها كلهم ذات الروح المقاتلة
    حتى وضحى التي كنت أظنها لينة مهادنة هأنا أكتشفها من جديد في الحياة العملية
    لا يستطيع أحد أن يدوس لها على طرف أو أن يقلل من قدرها أو حتى يسيء إلى أحد من طلابها
    حينها من فعل ذلك سيندم على أنه تجرأ على مجرد التفكير بذلك

    العمل هناك متعة حقيقية وأنا أكتشف عالما جديدا كان مجهولا بالنسبة لي
    فرغم اهتمامي الغبي بتميم لكني لم أفكر مطلقا بتعلم إشارة واحدة
    لأني كان لدي حلم أكثر غباء أنه هو من سيعلمني لغته إشارة إشارة
    رسمت أحلاما ساذجة لليالي طويلة نقضيها سويا وهو يعلمني الإشارة ويكتب لي معناها

    ولكن الآن رغم أني أصبحت أعرف الكثير من لغة الإشارة وتعلمتها بصورة سريعة أثارت العجب
    إلا أنني يستحيل أن أشير بإشارة واحدة لتميم فذكرى إشارتي الاولى له لا أستطيع إزالتها من عقلي
    حتى وإن كنت ماعدت أحقد عليه بسببها ولكن ألم كهذا يصعب نسيانه!! يصعب نسيانه بالفعل!!

    بيني وبين تميم لا يوجد شيء إطلاقا لا تواصل حميم بيننا كزوجين ولا بأي طريقة
    و الغضب. ماعدت غاضبة منه
    فمرارة الحزن طهرتني تماما فتميم كاد يموت من شدة الحزن لفراق أخيه
    وما رأيته فيه من الحزن والقهر جعلني أشفق عليه
    ولكن ليس إلى درجة إحياء مشاعري البريئة التي كانت له
    فهذه المشاعر ماتت واندثرت

    هانحن أنا وهو نتشاطر جناحا وأنا أهتم بكل مايخصه وترتيبه كزوج يفترض علي القيام بواجباته لكن عدا ذلك لا شيء بيننا
    أعلم أن أسرته تلاحظ ذلك فوضحى تعرف الحقيقة وأمي مزنة ليست غبية لتعلم أن هناك أمرا ليس طبيعيا

    والغريب أنه لا مانع لدي من المضي في هذه الحياة
    ماذا أفعل
    أطلب الطلاق لأعود لأسرتي ثم ماذا
    يجبر عمي خالد فهدا أو حتى هزاعا على الزواج بي ؟!!
    أعلم تماما أن هذا ماسيحدث

    حالي هكذا أفضل بكثير. أعيش حياة استقلالية مع أسرة أحبها كثيرا أعني وضحى وأمي مزنة
    بل حتى تميم لو أراد أن نبني حياة زوجية كاملة معا فلن أمانع ولن أمنعه شيئا هو من حقه
    فلسنا أول زوجين ينشئان أسرة ولا وجود لأي حب بينهما
    وأنا أعلم أنه سيكون والدا جيدا فهو حنون ومتحمل للمسئولية من الطراز الأول
    وهذه صفات الوالد المفترض!!

    ولكن تميما متنازل عن هذا الحق فربما يخشى أن يُصدم أنه ليس الرجل الأول كما يظن بي فتنهار مشاعره الهشة الرقيقة
    حتى أفكاره المريضة ماعادت تهمني
    ليفكر كيف مايشاء
    فأنا أصبحت أؤمن بالمقولة التي تقول "واثق الخطوة يمشي ملكا" مثل أمي مزنة تماما!!




    *********************************




    ستة أشهر مضت
    ستة أشهر مضت وأنا أشعر كما لو أن روحي شُطرت وجسدي شُطر
    وكيف لا أكون من بعد "عضيدي" ؟!!

    أصبحت أعرف الآن ألم من لا أخ له وإحساسه بالوحدة دون سند أو عضيد
    أصبحت أفهم جيدا المثل الموجع القائل : يد واحدة لا تصفق

    سابقا لأني أعلم أنه في البيت لم أكن أقلق على أمي وشقيقاتي إلا حين يسافر
    لكن أنا الآن في حالة قلق دائم
    رجل وحيد في بيت من النساء وأنا أوزع جهدي بين بيتي وبيت عمتي التي لها من قلقي نصيب وافر
    مرهق على الدوام ومشغول بعشرات الأشياء بين عملي وأسرتي وبناء بيتي!!

    ولكن مايرهقني أكثر من كل الأشياء هــــي
    ســــمـــيــــرة

    حين أدخل للبيت أعلم اني سأجدها تضحك أو ربما تقفز على المقاعد
    أو تثرثر على أمي حتى تطردها أمي
    ولكني أعلم أيضا أنها فور رؤيتها لي ستنطفئ ابتسامتها المشرقة
    وتنزل عن المقاعد وتتوقف عن الثرثرة
    كما لو أنني جالب للكآبة من الطراز الأول!!

    لا ألومهافأنا حين أتذكر مافعلته بها أجدني عاجزا عن مسامحة نفسي
    فكيف تسامحني هي وأنا حتى لم أطلب السماح
    وكيف أجرؤ على طلب السماح
    كما لو أنك تقتل إنسانا ثم تقول له أنا آسف سامحني

    كنت أتوقع أنها بعد مرور شهر أو شهرين على الأكثر ستطلب الطلاق
    وكنت مستعدا لذلك
    ولكن الأشهر مرت وارتباطها بالبيت يتزايد وارتباط من في البيت بها
    وأنا على رأسهم!!
    لم أعد أستطيع تخيل بيتنا من غيرها
    فهي من تجعل أمي تبتسم
    وهي من تشعرني أن كل همومي تتضاءل حين أراها
    وأنا أعلم عمق الجرح الذي تحمله في روحها ومع ذلك تبتسم!! وإن لم تكن الإبتسامة لي
    لو حدث وابتسمت لي يوما سأسجل ذلك التاريخ ضمن أهم التواريخ في حياتي
    مع تاريخ ميلادي ربما!!
    فابتسامتها ستكون ميلادي الجديد الذي انتظره بشغف وقلق
    قلق لأني أعيش في رعب أنها سيأتي يوم تقرر فيه تركي وقبل أن تبتسم لي!!

    أريدها أن تبقى في حياتي بأي صورة هي تريدها
    أنا حتى لم أجرؤ على تكدير طهرها بقبلة خوفا أن تتخذها عذرا لتهرب مني
    طهرها الذي ماعدت أشك فيه مطلقا بل أراهن عليه بحياتي!!
    لو أن وضحى فقط لم تتدخل بيننا لا بإشارتها السخيفة ولا بإفشاء شكوكي بعد ذلك
    كنت لأعلم بعد العشرة أي مخلوقة طاهرة هي فمن يعرفها ويعيش معها يستحيل أن يتطرق إلى ظنه أي شك بها!!

    ولكن مابت أشك فيه أنها أصبحت خبيثة بل مجرمة خبيثة!!
    وإلا فما معنى تباسطها في اللباس أمامي في الأونة الأخيرة
    بعد أن كانت طول الأشهر الأولى بالكاد أرى اطراف أصابعها وهي في بيجامات طويلة واسعة
    لا أعلم هل تتصرف بعفوية لأنها اعتادت عليّ وعلى وجودي أم أنها تتصرف بخبث مقصود أو غير مقصود

    الآن أصبحت العودة المسائية للبيت بمثابة الاستعداد لليلة جديدة من التعذيب
    رغم أن كل ماترتديه هو محض بيجامات تشبهها فعلا بشقاوتها وحيوية ألوانها وقصاتها
    بعيدا عن تلك البيجامات الكئيبة التي انا أشتاق لأيامها الهادئة
    مع أنني حتى في كنت في تلك الأيام أحترق وأتصبر
    ولكني الآن أترمد. أترمد وأخشى أنه ماعاد للصبر عندي مدى طويل!!

    أما أغرب مايحدث بيننا أنها ترفض أن تستجيب لإشاراتي مع أني أعلم أنها أصبحت تفهم لغة الإشارة بشكل ممتاز وتشير بشكل جيد
    بل تصر أن نتواصل عن طريق الكتابة !!
    وهذا التواصل اساسا هو في حدوده الدنيا
    " أين ساعتي الفلانية
    أين وضعتِ أوراق عملي التي أحضرتها بالأمس"
    وهكذا.
    لا أعلم ماذا تقصد من ذلك
    ربما هي رسالة أنها لن تتواصل معي بطريقتي لأنها لا تريد صاحب الطريقة بل تنتظر الفرصة للتخلص منه!!






    *******************************
    ********************************






    رد مع اقتباس  

  6. #156  
    المشاركات
    3,260

    هأنا أكاد أدخل شهري التاسع
    وأخيرا يا الله هونها علي!!
    مضت علي أشهر الحمل الماضية ثقيلة طويلة
    فحملي كان غير مستقر والأطباء منعوني من الحركة
    لذا حتى عملي الذي تخاصمت مع منصور من أجله لم أستطع أن أذهب إليه وأنا أقدم على إجازة طبية مشفوعة بالتقارير

    وكأن منصور يهتم؟!!
    أشك في أحيان كثيرة أن منصورا نَسيني!! رغم أنه عن بالي لا يغيب مطلقا!!
    لم يحاول مطلقا مصالحتي حتى بعد انتهاء أيام وحمي المريعة وحاجتي له مع حالتي الصحية المتدهورة

    لم يكلمني ولو لمرة واحدة ليسأل عن حالي
    أعلم أنه يكلم الجميع حتى جميلة ولكن أنا لا
    بل أنه ذهب لزيارة جميلة ست مرات خلال الأشهر الماضية مرة كل شهر وكأنه يريد أن يغيظني لأني عاجزة عن السفر
    والغريب أن جميلة باتت مفتونة به تماما ولا يغيب عمها منصور عن لسانها لدقيقة واحدة طوال مكالمتي لها
    هذا ماكان ينقصني أن تقف ابنتي في صفه!!
    بل هي الآن أصابتني بالجنون لكثرة ما تتهمني أنني من أخطأت في حق عمها العزيز منصور وأني من يجب أن أعود له
    لأنها تريد ان ترانا سوية حين تعود للدوحة.
    ماذا أقول لها
    أ أقول أنه لم يبذل أي محاولة لنكون سويا
    رغم أني تعبت وأنا أنتظر تذكره لي!!
    يبدو أنها حين تعود للدوحة ستضطر لرؤيتنا كلا على حدة

    يا الله لا أتخيل أنني سأراها أخيرا أكاد أموت شوقا لها
    مضت ثمانية أشهر منذ آخر مرة رأيتها
    أشعر أن الأيام القليلة المتبقية على عودتها لا تريد أن تمضي أبدا
    أريد أن أراها أخبرتني أنها استعادت وزنها بالكامل
    كنت أريد أن أراها عبر كاميرا الحاسوب ولكنها رفضت
    قالت أنها تريد مفاجئتنا.
    وكم طال اشتياقي لهذه المفاجأة!!




    *******************************





    هذه الليلة أنا غاضب
    غاضب من الجميع من زايد ومن علي ومن مزون ومن جميلة
    كلهم كانوا يعلمون بحال عفرا الصحي السيء ومع ذلك لم يخبرني أحد
    كلما سألتهم عنها أجابوني باللباقة المقيتة "على خير حال!!"

    وأما من كنت أتحاشى سؤاله فهو من أخبرني بالحقيقة
    طوال الأشهر الماضية لم أسأل كساب عن حال خالته كنت أسال الجميع إلا هو
    لأنني أعلم إن سألته سيجدها فرصة ليسمني بكلامه الملغوم وفي النهاية لن أخرج بفائدة فلماذا أسأله أساسا.

    لكن الليلة لم أجد سواه في المجلس
    ولم أطق صبرا ألا أسال
    لينظر لي بطريقته التي أكرهها لأنه تشبه طريقتي الباردة المتكبرة:
    مهتم يعني ياعمي بصراحة ماقصرت!!

    أجبته بغضب: أنت بتحكي مثل الأوادم وإلا ليتتك كف على وجهك أعلمك السنع

    أجابني ببرود ساخر: لا كف ولا شيء وليش الخساير كلها كلمة ورد غطاها
    خالتي تعبانة واجد مثل ماكانت طول الشهور الماضية وأنت زايدها عليها باهتمامك الواضح فيها!!

    حينها قفزت وأنا أصرخ بغضب أشد: أشلون تعبانة واجد على قولتك وأنا كل يوم مافيه حد ماسألته
    وكلهم يقولون إنها طيبة

    نظر لي بنصف عين : مافيه حد ماسألته عنها ؟!!
    وأنا يا ترا كنت من ضمنهم أو أنت سألتني أنا عنها
    أنا ماني بمسؤول عن اللي هم قالوه لك

    حينها لكزته في كتفه بغضب: أنت أكيد تكذب علي مستحيل كلهم يكذبون وأنت الصادق

    حينها اعتدل وهو يهتف بغضب مشابه لغضبي:
    أنا ماقلت إلا الصدق وأنت صدق اللي تبي
    خالتي حملها كان غير مستقر وممنوعة من الحركة بعد
    يعني لو خالتي طيبة على قولتك وش لدّها تروح لبنتها وهي كبدها تقطع عليها
    وش لدّها ماتروح لشغلها

    حينها صمتت كانت هذه الأسئلة تدور برأسي
    وجرحني لأبعد معرفتي أنها لم تذهب لمدرستها وأنا أقول:
    كانت المدرسة مجرد عذر اخترعته للهرب مني!!
    سعيدة بتركي بينما أنا أموت في اليوم ألف مرة بعيدا عنها!!

    أما عدم سفرها لجميلة فجميلة قالت لي أنها حلفت عليها ألا تحضر من أجل حملها
    ولم أتخيل أن هناك تفسيرا آخرعدا مصاعب الحمل العادية!!

    انتفضت بغضب عارم وانا أصرخ في كساب:
    قوم ادع لي خالتك تجيني في مجلس الحريم الحين.





    *********************************




    مضت ثمانية أشهر بالتمام والكمال
    وسنعود للدوحة قريبا جدا
    يا الله اشتقت لكل شيء والدي أشقائيمع أنهم زاروني قبل فترة ولكن لم تُشبع الزيارة القصيرة شوقي لهم
    مشتاق للتدريس وطلابي
    وابن شقيقي فقد أصبح عندي ابن شقيق مازلت لم أراه
    فزوجة جاسم أنجبت ولدا قبل عدة أشهر
    لا أتخيل أنني قد أصبحت عما تقتلني اللهفة لآراه
    سيكون مولودي الأول بنت إن شاء الله حتى أزوجها له
    فيبدو أنني تأثرت بطبائع البدو!!

    ولكن ما أنا مشتاق له إلى درجة تتجاوز كل حدود الشوق ومسمياته
    المخلوقة التي كانت معي طوال الأشهر الثمانية
    جميلة ذاتها !!

    فلأني خرجت معها مرافقا من الدوحة فيبدو أنها لم تستطع تجاوز هذه الفكرة
    وهأنا أحترق للعودة للدوحة حتى نبدأ بفكرة أخرى وتقتنع أني لست مرافق فقط ولكن زوج أيضا
    قررت أن أقيم لها حفل زفاف كبير فهي تستحق أن تشعر بإحساس العروس الذي سُلب منها
    ولكني أترك هذه الفكرة كمفاجأة لها حتى نعود الدوحة

    مع بدء تحسنها وتغير نظرتي لها وشعوري بقلقها من ذلك إلى درجة التهرب مني أقنعت نفسي كما لو أننا في فترة خطوبة
    أليس هذا ماكان سيحدث لو أني خطبت
    كنت سأخرج مع خطيبتي وأراها وأجلس معها ونتكلم ودون أن يحدث شيئا بيننا حتى يحين موعد الزفاف
    أقنعت نفسي بذلك حتى أستطيع الصبر
    ولكن الصبر في حالة جميلة كان جارحا وقاسيا لأبعد حد

    علمت أنها جميلة كما هو اسمها منذ بدأت تتحسن وتبرز تفاصيل وجهها الجاف
    ولكن اكتمال الصورة كان شيئا يفوق الخيال
    لم أتخيلها مطلقا بكل هذا الجمال والأجمل هو روحها الشفافة كروح طفلة
    شيء عذب يأسرك دون أن تشعر
    أستغرب أن من كان لها كل هذا الجمال والعود الريان النابض بالحياة تضحي بهما لأنها تريد أن تكون رشيقة

    وأما ماعذبني أكثر وأكثر أن هذه الصورة الموجعة الموغلة في الحسن والبهاء
    كانت تكتمل رويدا رويدا أمام ناظري وأنا أنضج كذلك رويدا رويدا
    كما لو أنك زرعت لك بذرة جافة لا معالم للحياة فيها
    ثم أخذت تراقب كيف بدأت الحياة تدب فيها شيئا فشيئا
    حتى أصبحت برعما صغيرا ينمو قليلا قليلا ثم أصبحت وردة بالغة الجمال والنضارة
    أو فاكهة شديدة الحلاوة ناضجة ممتلئة بالحياة
    وأنت محظور عليك حتى مجرد الاقتراب للمسها أو شمها أو حتى تذوق القليل منها
    مع أنك من قضيت الليالي الطويلة تعتني بها ولا شيء يشغلك سواها
    فكيف يكون حالك؟

    لذلك أنا مستعجل بكل لهفة للعودة للدوحة
    وهذه الأيام نجهز للعودة ومازالت هي ترفض بإصرار أن تذهب معي لشقتي
    تقول أنها ستغادر من المصحة للمطار مباشرة
    وسنسافر هذه المرة من جنيف قريبا منا

    وربما خيرا فعلت حين رفضت الذهاب معي فأنا أعلم أنني مع حالتي المأساوية هذه لا يمكن أن أؤتمن
    وأنا أريد أن نعود للدوحة لأقيم لها حفل زفاف أولا.





    *****************************************




    مضت ثمانية أشهر منذ خرجت من الدوحة وأنا أظن أني أخرج منها ولن أعود لها إلا جثة ربما
    هأنا أعود ممتلئة بالحياة والحماس وبشيء من الضيق أيضالأني اعتذرت للفصل الثالث
    كنت أريد أن أعود لأدرس هذا الفصل وخصوصا أنني كنت تقريبا استعدت وزني كاملا
    ولكن الأطباء رفضوا وقالوا أنني لابد أن أخضع لما يشبه جلسات العلاج النفسي مع مراحل العلاج الأخيرة حتى لا تعود لي الحالة مرة أخرى
    حاولت إقناعهم أنني شفيت من هذا الجنون ولكنهم رفضوا ومعهم خليفة وعمي زايد وعمي منصور
    طلبو أن أتمهل حتى أنهي علاجي بالكامل
    قلت المهم أن أعود قبل ولادة أمي

    يا الله كم أنا مشتاقة لهذا الصغير!!
    لم يبق شيء في أسواق جنيف لم أشتريه له رغم أني لا أعلم ما جنسه!!
    كما اشتريت كذلك كثيرا لابن شقيق خليفة
    فهو متلهف جدا لرؤيته

    وحين أتذكر خليفة وحالته هذه الأيام أشعر بحزن شفاف ينغرز في روحي
    يبدو كما لو كان متلهفا للعودة والتخلص مني
    أشعر بقلق عميق لا أعلم كيف ستكون حياتنا معا حين نعود للدوحة
    فهو لم يقل لي شيئا أبدا
    لم أسمعه مثلا يقول أنه طلب إعداد غرفة لنا في بيت أهله أو سكن مستقل
    لم أسمعه مطلقا يتحدث عن أي مخططات مشتركة لنا حين نعود
    كل ما يتحدث عنه هو التجهيزات للعودة
    وكأن كل ما بيننا سينتهي على أعتاب الطائرة التي ستنزلنا في الدوحة

    لا أريد أن أجبر خليفة على الحياة معي إن كان لا يريد
    فجميله علي سيبقى في عنقي حتى أموت فما قام به من أجلي لم تقم به حتى أمي!!

    تمنيت أن أستطيع رد بعض هذا الجميل ولكن يبدو أنه لايريد ذلك
    وربما كان الخطأ خطئي فأنا لا أشجعه مطلقا بخجلي وهروبي الدائم
    شيء مجهول في داخلي يمنعني من ذلك
    ولا أعلم سببا لذلك!!

    هل أنا أنتظر عودتنا للدوحة وتحرر مشاعري بعيدا عن جو المصحة وذكرياتي كمريضة
    ربما.





    ****************************************
    ****************************************





    مر شهران على عودتي من باريس
    وخمسة أسابيع على استلامي لعملي في مختبرات مستشفى حمد كمهندسة جينية
    لأنني أساسا كنت وقعت عقدا معهم قبل تخرجي
    لذا استلمت عملي فورا

    بعد حادث عبدالرحمن رفض والدي أن أسافر
    وماهي فكرته القاسية المتوحشة
    أنني قد أترمل وأنا في الغربةلذا من الأفضل أن أبقى أنتظر الخبر هنا

    للمرة الثانية يقف معي عبدالله
    وهذه المرة قاتل بضراوة فأبي ماعاد يلين لكلامه كما كان سابقا
    أو ربما يدعي أنه ماعاد يلين!!
    مع أن الظاهر أنه لان لأن عبدالله انتصر!!
    وهو يعد والدي إن حدث أي شيء أن يسافر بنفسه لإعادتي!!

    وربما كنت كوالدي أعيش في رعب أنني سأصحو من النوم في يوم لأجد نفسي أرملة وأنا لم أصبح زوجة!!
    قلقي هو لمجرد الفكرة وليس من أجل عبدالرحمن بذاته كشخص
    فأنا رغم مرحي بل جنوني أحيانا إنسانة حين أفكر أفكر بعقلانية!!
    لذا لم أخدع نفسي بأفكار المراهقات وأقول أنني تحطمت لوضع عبدالرحمن
    فأنا كنت لا أعرف عبدالرحمن وكل ما بيننا هو حبر على الورقوتعليقاتي المرحة على حالي قبل حادثه

    لا أنكر أنني تأثرت من منطلق كونه زوجي
    وتأثرت أكثر من حال جوزاء وشعاع ووالدتهما
    ولكن عدا ذلك كنت خالية من أي إحساس خاص تجاهه
    حتى قبل شهر قبل شهر واحد فقط!!

    هل من الممكن أن ترتبط بهذه القوة والسرعة والمتانة بشخص هو للموت أقرب منه للحياة
    بشخص لا يشعر بك ويستحيل أن يشعر بك وهو على هذه الحال!!
    هذا الجنون البعيد عن أي عقلانية مُدعاة هو ما يحدث معي منذ قرابة الشهر!!

    بعد بدء عملي بأسبوع
    شعرت برغبة عارمة أن أرى عبدالرحمن لا أعلم هل هو من باب الفضول أو المؤازرة
    قلت لنفسي :أنا وهو في ذات المبنى لن يعلم أحد بزيارتي له
    وكان المانع أمامي هو والده فأنا أعلم أنه لا يفارقه أطلاقا
    ولكن لابد أنه يذهب للصلاة في المسجد في الطابق الأرضي
    لذا انتظرت قريبا من باب غرفته حتى رأيت والده يغادر بعد الأذان مباشرة
    أعطيت لنفسي وقتا يصل لربع ساعة لأغادر قبل عودته والده
    وكنت أظن أنني سأغادر بعد دقيقتين فقط أراه واغادر
    ولكني لم أعلم أن الوقت مضى مضى وأنا أقف متخشبة أنظر له وعيناي تفيض بالدمع الذي أغرق نقابي دون أن أشعر
    حتى فوجئت بوالده يفتح الباب ويسألني من أنا
    كنت أرتدي البالطو الأبيض فوق عباءتي
    ولأني لغتي الانجليزية متوسطة انهمرت عليه بالفرنسية حتى شعرت أن العجوز شعر بالملل مني!!
    حينها غادرت وأنا أشعر كما لو أنني نجوت من جريمة تلبست بها!!

    ولكني لم أستطع إكمال المشوار للأسفل
    فقد وقفت في الرواق أسند ظهري للحائط وأنا أستعيد الحالة غير الطبيعية التي حدثت لي قبل دقائق

    " يا الله أكيد أني استخفيت!!"

    بالفعل كان ما أصابني حالة غير طبيعية بقيت أتمعن فيه وكأنني أرى رجلا للمرة الأولى في حياتي
    مع أنني سبق أن رأيت عبدالرحمن شخصيا ومباشرة ولكن رؤيته تلك المرة السابقة أثارت فيّ مجرد مشاعر الخجل الطبيعية
    التي قد تحدث لأي فتاة ترى زوجها المستقبلي!!

    لكن رؤيته هذه المرة أثارت فيني مشاعر سماوية سامية شعرت بها اخترقت شيئا مجهولا في روحي وانغرزت هناك حتى النصل!!
    كنت أنظر لسكونه وملامحه المسترخية بدا نائما على وشك الاستيقاظ
    والغريب أن وجهه مملوء بالنضارة والحياة كيف لا أعلم !
    عارضاه مرتبان بدقة كما لو أن الحلاق خرج من عنده للتو
    وهذا مايحدث فأنا علمت بعد ذلك أن والده يحضر له الحلاق مرتين في الأسبوع
    بل ويصر على أن تعقم أدوات حلاقته هنا في المستشفى
    والممرضات يعقمنها له عن طيب خاطر لشدة تأثرهن من حاله ولطفه وكرمه!!

    ومنذ ذلك اليوم قبل شهر
    أدمنت زيارة هذا الأمير النائم
    بدأت أقنع نفسي أنني ربما لو قبلته كالقصة الأسطورية حين قبّل الأمير الأميرة وصحت من نومها الطويل. أنه قد يصحو من نومه
    وربما كانت هذه رغبتي أنا أتمنى بالفعل لو استنشق رائحته من قرب
    أريد أن أعرف كيف هو عبق رائحة من يبدو بهذه النظافة والبراءة
    ولولا بقية من حياء ليست بيدي ولكنها رادع من الله لي. لكنت فعلتها !!

    أزوره إن استطعت وسمحت لي الظروف مرتين في اليوم
    مرة حين يذهب والده لصلاة الظهر. والأخرى حين يذهب لصلاة العصر
    رغم أن دوامي ينتهي مع أذان صلاة العصر ولكني أبقى حتى أراه أولا ثم أخرج للسيارة
    مازلت حتى الآن لم اُكتشف صدفني والده مرتين وكل مرة أنجو بحيلة الفرنسية
    ولكن يجب أن أكون أكثر حذرا لأني أظن أن الثالثة لن تمر عليه
    وقابلت مرة الخادم الذي يعمل عندهم
    أما المصيبة أنني رأيت مرة جوزاء وشعاع لكن حينها أنقذني الله أنني رأيتهم قبل أن يروني
    كنت أعلم أنهن غالبا يزرنه في الفترة الصباحية فقط
    لأن والده يرفض أن يبقين أكثر من ذلك لأن بعد ذلك يزوره الرجال بعد خروجهم من دواماتهم
    وحتى تأخذ جوزا حسن من الروضة!!
    فلماذا بقين حتى الظهر؟!!

    أحيانا لا أراه إلا مرة في اليوم ومرات معدودة لم أستطع أن أراه لأني أعلم أن أهله عنده
    أقسم أنني حينها شعرت كمن هو مصاب بالصداع الشديد ولابد أن يأكل حبتين بنادول وإلا فأن ألم رأسه لن يتركه!!
    ألم أقل أنني أدمنت رؤيته ولم أكن أبالغ!!





    *****************************
    ******************************




    مضت سبعة أشهر على زواج كساب
    ومازلت أنتظر حفيدي الذي لا يبدو حتى أنه يلوح في الأفق قريبا
    لا أريد أن أبدو بصورة العجوز الممل كثير الأسئلةالذي يتدخل فيما لا يعنيه!!
    فربما كانت رغبتهما هذه في التأجيل

    مع أنني أستطيع سؤال كاسرة وليس ابني!!
    وأعلم أنها ستجيبني ودون مواربة
    فهذه الصبية أصبح يربطني بها علاقة فريدة خليط من الأبوة والصداقة المتينة
    ربما أني الآن أعرفها أكثر مما يعرفها كسّاب!!
    فهذا الفتى الغبي مازال لا يعرف قيمة الجوهرة التي بين يديه
    كنت أظن أن الزواج سيعقله ولكنه مازال كما كان
    في حياته قلق لا تعلم ماهو
    أقول ربما لو أصبح أبا فأنه سيستقر ويرتاح
    وبقدر سعادتي بعودة المياه لمجاريها بين كساب ومزون
    بقدر رغبتي لو أنه يولي كاسرة بعضا من اهتمامه بمزون
    فمزون لديها أنا وهو وعلي بينما كاسرة ليس لها سواه!!

    أما رغبتي أنا حــفــيــد
    هل أطلب الكثير أريد حفيدا ليس بالعسير على رب العالمين لو أن البشر يعلمون هذه النعمة
    ومنذ رأيت تأخر حمل كاسرة بدأت أشدد ضغطي على علي
    وبالفعل علي ليس ككساب فهو يكاد يرضخ تحت ضغطي
    أعلم أني أستغل طيبته
    ولكن ما السوء في استقراره ومن ثم حصولي على حفيد




    ***********************************




    ست أشهر مضت منذ عادت المياه لمجاريها بيني وبين كساب
    يا الله كم كانت الأشهر الماضية سعادة بالغة لم أشعر بمثلها في حياتي كلها
    ولكن لأعترف أني مع سعادتي أشعر بالغيرة من كاسرة
    وفي ذات الوقت لا ألومها لو شعرت بالغيرة مني

    أغار منها لأنها باتت تجلس مع والدي وتتحدث معه أكثر مني بكثير
    تقريبا طوال بقائه داخل البيت بينهما حديث لا يتوقف حول كل شيء
    الاقتصاد والسياسة والمجتمع وحتى الذكريات التي تجمعه بجدها

    بالطبع علاقتي بوالدي فريدة جدا
    ومع كثرة ما أتكلم معه لم يكن بيني وبينه هذا الحديث الذي يكاد لا ينقطع وهو ينثال بحماس كما يحدث بينه وبين كاسرة

    وفي ذات الوقت لا ألومها مطلقا لو شعرت بالغيرة مني
    فأنا أشعر كما لو كنت أستولي في كساب على اهتمام هو من حقها
    فكساب يوليني اهتمام مبالغ فيه كما لو أنه يريد تعويضي عن جفاء وجفاف كل السنوات الماضية
    في كثير من الأحيان هو من يأتي لأخذي من الجامعة
    ولأن موعد خروجي مسائي وأحيانا ليلي
    فهو كثيرا مايصر أن نتوجه للقهوة وأحيانا للعشاء في مكان ما!!

    أعترف اني كنت أحيانا أرفض بإصرار وأقول الليلة ليكن الخروج معك لكاسرة
    فيرد علي: أنتي الآن معي وهي في البيت!!

    في الليل لابد أن يمر بي قبل أن يتوجه لغرفته ويجلس لنتحدث قرابة الساعة
    الغريب أنه يحدثني عن كل شيء كل شيء
    إلا عــنــهــا كاسرة !!

    بقدر ما أعرف كاسرة من نفسها مباشرة بقدر ما أجهلها بعينيه
    فكاسرة شخصية صريحة مستقيمة لا تعرف التلوي
    والإنسان الذي لا يعاني من عقدة نقص يسهل عليه جدا التعامل والتآلف معها
    ولكن من يعاني من إحساس النقص يستحيل أن يتقبلها
    لأن جمالها وذكائها يشعران من حولها بالخطر والضآلة

    وهنا أقول لو أن العلاقة لم تعد بيني وبين كساب بعد زواجه بفترة قصيرة
    لا أعلم كيف ستكون علاقتنا أنا وكاسرة.
    لا أفترض سوءا بنفسي ولكني كنت أضع احتمالات فقط
    الآن علاقتي بها رائعة عدا ربما إحساس الغيرة غير المؤذي
    ولكن ما أتمناه بالفعل أن يمنحها كساب ماتستحقه من محبة
    وهي أيضا تمنحه ما يستحقه من المحبة وما يستحقه كساب كثير كثير جدا!!

    وأتمنى أكثر من أي شيء أن أصبح عمة
    أحلم بذلك قبل خلافي مع كساب
    وحلمت به أكثر خلال فترة خلافنا
    وأحلم به الآن أكثر وأكثر.

    دراستي رائعة جدا واستمتع بها جدا فيبدو أنني أتمتع بعقلية اقتصادية متميزة وابن الوز عوام !!
    خُطبت خلال الفترة الماضية مرتين
    لم أصدق أن هذا سيحدث!!
    شككت لفترات أن أبناء آل ليث هم أول وأخر من يخطبني
    وهذه المرة جاء ابن لتاجر كبير من أصدقاء والدي
    وبعده بفترة دبلوماسي من أصدقاء علي
    الخياران كل واحد على حدة كانا يبدوان مغريين
    صليت الاستخارة وصرفني الله عنهما
    مع أنني في تفكيري المبدئي لم أكن رافضة لأي واحد منهما
    ولكن كان للخطبتين تأثير رائع على نفسيتي
    فمهما كان إحساس الأنثى أنها مرغوبة يدفع بثقة جميلة في روحها
    رغم أنني وللحق لست بحاجة لهذه فأنا ولله الحمد متوزانة الآن نفسيا تماما بدراستي وعلاقتي مع أسرتي
    وقبل كل شيء إحساسي برضا الله عليّ.






    ************************************




    الأشهر الماضية كانت فترة سعادة غامرة لي.
    لم اشعر بهذه الراحة منذ سنوات والحال يستقر بين مزون وكساب لتستقر حال الأسرة كلها

    ترقيت قبل عدة أشهر لمرتبة أخرى في السلم الدبلوماسي
    وأصبح عملي أيضا أكثر استقرارا
    وربما كان هذا سلاح جديد يستخدمه والدي ضدي
    وكأنه كان يحتاج أصلا لسلاح !!

    فهو يعلم كم أنا أحترمه وأحبه ويؤلمني قلبي حين أجعله يلح علي وأنا أشعر أني مصدر قلق له
    لا أريد الزواج الآن أين المشكلة
    المشكلة هي أنني أكاد أوافق من أجله حتى أريحه
    فليس لي طاقة أكثر بالتهرب منه!!




    ************************************




    علقت نجمتي الثالثة منذ حوالي أربعة اشهر
    وأصبحت نقيبا
    ارتاح بالي من هذه الناحية
    والحال مستقر بأسرتي كلها والحمدلله
    والدتي تحسنت صحتها كثيرا
    والدي لم أراه بهذه السعادة منذ سنوات
    عالية أكملت دراستها واستقر بها المقام
    حتى هزاع الذي كان يشكل قلقا لنا هاهو يستقر في دراسته
    عبدالله وصالح كلاهما لاه وسعيد في حياته العملية والأسرية

    إذن ماذا تبقى بعد هذا السرد الإذاعي الأشبه برسالة تُرسل لمغترب
    تبقى أنا وكثير هو ما تبقى لـ "أنا"
    في داخلي أشعر أن شيئا مهما ينقصني
    أقول ربما هي الحاجة لإنشاء الأسرة وأنا أدخل أعتاب التاسعة والعشرين
    ولكني أعود لأقول أنني لا أنفع لأكون رب أسرة
    ليس لأني كثير الخروج أو قليل الالتزام فأنا أبعد مايكون عن هاتين الصفتين
    ولكن لأني أعلم أنني جلف إلى حد كبير!!
    أخشى ألا أكون قادرا على تقديم الحنان لزوجتي وأولادي
    لا أنكر أنني أشعر بحاجتي لشريكة الحياة كأي رجل طبيعي
    ولكني أحاول أن أؤجل هذا التفكير
    لا أعلم حتى متىفهل ستصبح لي شخصية جديدة أكثر حنانا مثلا
    لا أعلم ماذا أنتظر وخصوصا مع إلحاح والدي ووالدتي كما يفعل كل الاباء
    وكأن كل المواضيع في الحياة انتهت وماعاد يوجد إلا موضوع الزواج!!
    وخصوصا مع اقترابي من الثلاثين

    وماذا إن أصبحت في الثلاثين أو تجاوزتها
    هل أنا فتاة يُخشى عليها العنوسة!!






    **********************************
    **********************************





    ستة أشهر مضت منذ سكنت بيتي
    الحياة مستقرة رائعة كما تبدو
    زوج محب وطفلان رائعان وبيت جميل أثتته كما أريد تماما
    ولكن أبدو كمن يبحث لنفسه عن الهموم والمشاكل. لذا يكبر صغائر الأمور

    غريبٌ أن أعترف بذلك!!
    فمن لديه هذه المشكلة يكون غالبا لا يعرف ذلك بل يرى أن هذه المشاكل هي فعلا مشاكل
    لكن أنا أعترف أني افتعلها ولا أعلم لماذا؟

    هل عدم حملي هو السبب
    هل إحساسي هو بالفراغ
    أم أن لشكوكي أساس فعلي
    طفلاي ماعادا يأخذان من وقتي إلا القليل.
    فالله رزقني طفلان ذكيان هادئان وولله الحمد على عكس ما أراه في كثير من أطفال معارفي!!
    في الدراسة لا يتعبونني وبعد ذلك مع والدهما أو يلعبان بهدوء ودون شجار بينهما
    يأكلان لوحدهما ويلبسان لوحدهما!!
    إذن ماذا أفعل أنا

    أبدأ بالهواجس والتفكير
    أحاول إبعادها فأفشل فيكون النكد من نصيب صالح!!
    أصبحت أصيبه بالجنون لكثرة ما أتصل فيه هاتفيا كلما خرج حتى لو كنت في بيت أهلي أو أهله !!
    "مع من أنت
    أين أنت
    ماذا تفعل"

    مؤخرا عرض علي أن يجد لي عملا بالشهادة الثانوية أمر أشغل نفسي فيه!!
    ولكني رفضت

    "لماذا يريديني أعمل
    لماذا يريديني أن أنشغل
    وماهو الذي يخطط له"







    **************************************





    ست أشهر مضت منذ بدأت تظهر حالة جنون نجلاء الجديدة
    في البداية كنت سعيدا
    فمن لا يسعد بغيرة زوجته واهتمامها به وبنفسها من أجله!!

    ولكن مازاد عن حده انقلب ضده
    فغيرتها بل شكوكها باتت غير طبيعية
    مطلقا لم أعد أذكر رغبتي بطفل جديد بل أغلق الموضوع لو فتحته هي
    لأني أخشى أن يكون هذا الأمر هو السبب

    أحيان كثيرة لم أعد أرد على اتصالاتها لأنها تحرجني وأنا في المجلس
    رغم أني سابقا كان يستحيل أن أتجاهل أي اتصال لها
    ولكن الآن ما أن أرى اسمها حتى أزفر بملل
    لأني أعلم أنها ذات الأسئلة التي لا تمل من تلقي ذات الاجابات عنها

    "أين أنت وماذا تفعل"

    نجلاء لم تكن هكذا مطلقا كنت أظن أن دخولنا لبيتنا سيكون هو نهاية لكل مشاكلنا
    لم أعلم أنه سيكون بداية لها

    حتى حينما عرضت عليها أن تعمل لأني قلت ربما إحساسها بالفراغ مايدفعها لذلك
    ثارت علي بشدة واتهمتني أنني أريد ألهيها لأغراض دنيئة
    أي أغراض هذه لا أعلم !!





    *********************************************
    *********************************************





    تمر الحياة وأنا من رحلة إلى رحلة
    يوما في أوسلو وآخر في بومباي!!
    بقدر متعة هذا العمل بقدر ماهو منهك ويسرق الحياة

    أشتاق كثيرا لأخوتي الصغار مها وصالح حين أسافر
    ولكن من أنا مشتاق لها أكثر هي سميرة.
    بيتنا فقد روحه من بعدها لتنتقل هذه الروح إلى بيت تميم
    وسبحان الله ربما كانوا في حاجة روحها الشفافة مع المصيبة التي ألمت بهم!!

    ولكن ماذا أفعل أنا حين أعود للبيت
    أمي مشغولة على الدوام بالصغيرين
    ووالدي عنده اهتماماته ووارتباطاته
    وسبحان الله أيضا الذي رزقنا بهذين الصغيرين على كبر والدتي
    فلولا وجودهم الله أعلم كيف كان والداي ليحتملان غياب سميرة وسكون البيت!!

    أفكر أن أعمل شيئا يغير من روتين حياتي
    أقول أدرس شيئا معينا أحضر دروسا في التفسير أو الحاسوب
    لأجد أن هذه فكرة فاشلة
    فجدول رحلاتي متغير وأحيانا تبرز رحلة فجائية من هنا أو هناك!!
    وهذا لا ينفع لجدول دراسي

    أقابل كسابا من وقت آخر وخصوصا بعدما أصبح بيننا نسيب مشترك
    شقيق زوجته وزوج شقيقتي
    وكثيرا ما تعاودني الرغبة أن أعاود خطبة شقيقته
    وأقول أن سبب رفضهم لي كان دراستها والآن مرت أشهر طويلة
    كم تبقى لها
    فصل ونصف

    ولكني أعود لأقمع هذه الرغبة بقسوة
    فربما لم تكن هذه الدراسة سوى عذر لرفضي!!





    ********************************
    *********************************




    أنا في باريس الآن
    وتبقى على تخرجي وعودتي للدوحة حوالي 3 أشهر
    بقدر ما أشتاق للعودة بقدر ما باتت العودة تتحول لكابوس مرهق
    وصل إلى حده في المرة الأخيرة حين عدت في عطلة منتصف العام لأرجع عالية بعد تخرجها

    يا الله حالة هستيرية أصابت شقيقاتي كل واحدة منهم تريد أن تكون من تأثث البيت الذي اشتراه لي صالح
    وحين أخبرتهن أنني سأكلف مهندس ديكور بذلك حتى لا أغضب أي واحدة منهن
    كلهن غضبن!!
    وقضيت طوال الإجازة أحاول إرضائهن
    لأعود إلى باريس محملا بدموعهن على شقيقهن الجائر

    لا أعلم لماذا لم يكنّ مثل صافية هل أرضعتها أمي حليبا مختلفا
    رغم أن صافية تخنقني أحيانا باهتمامها ولكنه اهتمام أمومي بقدر ما يضايقني في بعض الأحيان بقدر ما يسعدني!!

    تعبت من الغربة ومع ذلك أريد أن أدرس الدكتوراة فورا
    والسبب هـــنَّ !!

    ربما أن عالية تعبت لكثرة ماتقول لي لابد أن تلزمهن حدودهن حتى ترتاح
    وذلك الحين حتى هن سيرتحن لأنهن لن يشغلن بالهن بي!!
    لكن أنا أعترف أنني ضعيف جدا امامهن
    ليس لضعف في شخصيتي ولكن لمحبتي لهن
    كل واحدة منهن لها في تربيتي نصيب
    كل إنسان له أم واحدة
    وأنا لي سبع أمهات لا أشك في محبة واحدة منهن لي
    يصعب علي أن أضايق واحدة منهن وأنا شقيقهن الوحيد الذي من المفترض أن يكون هو السند والعون لهن!!
    و لا أعلم أي سند وعون أنا وأنا هارب على الدوام !!!




    #أنفاس_قطر#
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  7. #157  
    المشاركات
    3,260
    نرجع للبارت الماضي
    أدري كثير زعلوا مني على وفاة امهاب لدرجة إن بعضهم قال كلام جارح شوي
    وأنا ما ألومهم والله العظيم أدري من حزنهم
    وأنا مقدرة لأني حزني كان أكبر بس فعلا وفاته كان مخطط لها من البداية
    كان تعلقي به كشخصية كان يحاول الانتصار على الكاتبة لإبقاءه
    ولكن ما الذي كان سيحدث
    ستنحدر القصة. لأن الأحداث بنيتها على هذا الأساس
    لن يكون عسيرا علي أن أبقيه وأغير في الأحداث
    لكنها كانت ستفقد جزءا كبيرا من روعتها التي قررتها منذ زمن
    أردت أن أتحدى نفسي بمشاعر الحزن والفقد لأني كنت أتحاشى دائما فقدان أحد الأبطال
    .
    .
    أدري البعض كان متحمس لامهاب لسبب وحيد عشان يتزوج مزون وتنتقم منه على سواته فيها أيام الكلية
    هذا ممكن يكون خط بس أنا محتاجة خطوط أكثر واعمق طريقها هو اختفاء امهاب
    وبعدين هل تظنون إن زايد اللي تحدى العالم وعياله واخوه عشان مزون تدرس تخصص ممنوع في العرف والتقاليد
    ظنكم بيغصبها تتزوج واحد ماتبيه وماعرفت منه إلا الإهانة
    .
    زين مهوب صعب نلاقي سبب ونزوجهم لو بغيت
    ظنكم امهاب –الله يرحمه- اللي كان مايقصر فيها بالإهانة وهي بنت غريبة عنه ويعرف زين من هي وبنت من
    وش ظنكم لا صارت مرته وفي بيته
    مزون جاها ماكفاها والضرب في الميت حرام!!
    قصة امهاب ومزون لو اكتملت بالطريقة اللي تبونها ماراح تضيف للقصة نفس الثراء اللي بيصير بعد وفاته الله يرحم جميع شباب المسلمين
    .
    وفاة امهاب كانت مقررة من أول مشهد طلع فيه هو ومزون في الجزء الأول من الرواية
    ويمكن لاحظتوا إنه في الفترة الأخيرة ظهوره قل جدا لأني كنت أهيئكم لفكرة اختفائه.
    وما أقول غير الله يصبر قلب كل أم فعلية في الحياة فقدت ضناها
    .
    .


    في البارت الماضي سمعتوا كل شخصية تتكلم عن نفسها ومن وجهة نظرها
    لكن شوفوهم على حقيقتهم في الأحداث
    شوفوا كساب وتغييراته الواضحة التي كان في جزء كبير منها يعود لشخصيته القديمة
    ولكن تبقى أمور حدثت غير قابلة للإصلاح!!
    .
    شوفو جوزا الجديدة والرقيقة عقب ما كانت أم لسانين
    .
    شوفوا العريسين الجديدين تميم وسميرة أشلون صاروا في حياتهم اليومية
    .
    ثم احبسوا انفاسكم شوي مع القفلة!!
    .
    وبخصوص المطالبات المبكرة ببارت هالمرة باتعذر بعذر ثاني :) مافيه حد أشطر من حد :)
    البارت اللي بعده بعدني أكتب فيه وما أعتقد إني بأقدر أخلصه
    والله االعظيم لو خلصته بشكل يرضيني نزلته
    بس هو جزء بيكون صعب شوي لعدة أسباب وأحب أعطيه وقته من الكتابة
    .
    .
    يالله مع البارت 56 وهو أساسا جزء طويل نوعا ما :) نوعا ما عشان ماحد يعصب علي :)
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله.
    .
    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والخمسون




    " خالتي تعالي معي
    عمي يبيش تحت في مجلس النسوان"

    عفراء وقتها كانت تعتدل بإرهاق من تمددها على سريرها لترد على سلام كسّاب الذي دخل للتو
    لتصعق بما قاله وكلماتها تتناثر بصدمة: نعم وش تقول

    كساب ابتسم: خالتي سمعتيني عدل

    عفراء مازالت كلماتها تتبعثر: وعمك وش يبي فيني

    كساب مازال يبتسم: وش يبي فيش
    هو يبيش كلش
    العم العزيز معصب وطالعة شياطينه يقول إنه ماكان يدري إنه أنش كنتي تعبانة ذا الشهور اللي فاتت كلها

    عفراء بارتباك ووجل وحلقها يتشقق جفافا: وحدة حامل أكيد بأكون تعبانة أشلون مايدري

    كساب بذات الابتسامة: حضرة العقيد ماباقي حد ماكان يسأله عنش
    بس تعرفين الذوق لازم يقولون طيبة وبخير
    بس عاد أنا بطيتها عنده قلت له إنش ممنوعة من الحركة وإن الحمل ماكان مستقر
    خليته شوي ويبكي
    يا الله خالتي تلقينه حرق مجلسنا الحين خلينا نلحق على الباقي من الكراسي!!

    حينها همست عفراء بارتباك: زين وين زايد

    حينها تغيرت معالم كساب من المرح للجدية: ليه خالتي أنا ما أكفي؟!!
    كل السالفة يبي يكلمش بس

    عفراء يتزايد ارتباكها لم تتخيل مطلقا أنها ستراه: لا بس أخاف زايد يزعل وأنا الحين في بيته!!

    كساب هتف بغضب حقيقي هذه المرة: وبيتي يا خالتي
    خالتي لا تكونين خايفة من عمي وأنتي معي وخايفة أني ما أقدر أرد عنش عشانه عمي عشان كذا تبين إبي

    حينها كانت عفراء من هتفت بغضب: عاد في هذي تخسي منصور عمره مامد يده علي ولا بأي طريقة

    حينها عاد كسب للابتسام وبخبث أكبر:
    دام أنا ولد أختش حبيبش ينقال لي تخسى عشانه وأنتي تدافعين عنه دفاع المستميت. ترانا وصلنا خير
    خلينا ننزل. ولو بغيتيني أطير وما أصير عزول عطيني نظرة وأنا بألقطها وأطلع!!


    .
    .
    .


    يجلس في الأسفل
    غاضب أو يدعي الغضب !! لا يعلم هو أيهما!!
    فهو منذ علم أنها دخلت شهرها التاسع وهو مصاب بحالة جنون
    اسمها "لابد أن تعود لي قبل ولادتها!!"

    فربما ما لا تعلمه هي أنه كان يحسب شهور حملها بدقة
    وكان كل يوم تدخل فيه شهر جديد هو بمثابة فتح لجروحه التي لا تغلق أصلاً
    مطلقا لم يعد لفتح باب عودتها إليه كان يقول "سأنتظر حتى تلد كما تريد!! وبعدها نتفاهم!!"
    فهو كان مجروح منها لأبعد حد
    مجروح لأنها كانت تعلم اهتمامه البالغ فيها اهتمامه بكل موعد لها
    اهتمامه بصحتها ولعه بهذا الطفل وهو مازال عمره أسابيع فقط في بطن أمه!!
    فكيف هان عليها كل هذا وهان هو عليها قبل كل ذلك

    كان يعلم أنها للتو دخلت شهرها التاسع
    ماعاد حتى يستطيع النوم وهو يخشى أن يأتيها الطلق وهو نائم
    ورغم أنه أمنَّ عليا أن يخبره إن حدث ذلك
    ولكن الأمر مختلف لو كانت تنام إلى جواره هو
    ألا يكفي أن أشهر الحمل كلها مرت وهو لم يرها حتى
    لم ير حتى شكلها ببطنها المتضخم.
    أ يراها بعد ذلك وابنها جوارها؟!!
    يستحيل يستحيل

    حينها بدأ عقله يعمل كيف يعيدها
    والليلة جاءه السبب على طبق من ذهب!!
    ولو لم يجد سببا لاخترع

    وربما من أجل ذلك سأل كساب مع أنه تحاشى سؤاله طوال الأشهر الماضية!!
    ثم فــجــأة يجد له حجة ليسأله الليلة وهو أنه لم يجد سواه
    يعلم أن الحوار سيكون غير تقليدي مع كساب أما أن يحتد أو يتخابث
    وحينها ربما يكون هذا سببا لتحريك الركود!!
    يكره هذا الأسلوب الملتوي الذي لا يشبهه ولكنه مضطر له
    تعب من الطرق المستقيمة التي جعلته يبعثر كرامته من أجلها ودون فائدة أيضا
    وهاهو ينتظر قدومها

    يا الله ما أقساها !! ستة أشهر لم يرها حتى
    مازال لا يعلم حتى كيف استطاع الصبر!!
    شهران فقط هي الأيام التي عاشتها معه
    ويبدو كما أنه لم يعش في حياته كلها سوى هذين الشهرين!!
    لا يعلم كيف مضت الأشهر الماضية من دونها وهو يتجلد على بعدها!!
    بدا له احتمال كل قسوة العسكرية وتمريناتها القاسية والمستحيلة أحيانا بدا أهون بكثير من عذاب فراقها!!

    فتح كساب الباب أولا وشرعه لخالته وهو يسندها
    وقف منصور وهو يفتح عينيه على اتساعهما وكأنه يريد أن يلتقط المشهد بحذافيره لا يريد أن يفوت على نفسه لمحة واحدة من لمحاتها

    وهي دخلت بخطوات مترددة وهي تضع جلالها على رأسها وتسدله على وجهها
    وحين دخلت أزالته لتضعه على كتفيها
    وهي عاجزة عن توجيه نظرها إليه لشدة خجلها

    يا الله كم اشتاق لها
    كم اشتاق لكل تفاصيل وجهها العذب!! شعرها المرفوع بفوضوية وخصلاته تتناثر على صفحة وجهها المرهق

    وكم آلمه قلبه وهو يرى كيف تضخمت بطنها بعيدا عنه وكيف فاته مراقبة ابنه وهو يكبر في أحشائها الغالية!!

    وكم آلمه قلبه لرؤيتها بهذا الإرهاق والهالات السوداء تحيط بعينيها وهي تستند بكل ثقلها على كساب
    تقريبا كان كساب هو من يحملها حتى أجلسها
    كان بود منصور منذ رآه يسندها أن يدفعه بعيد عنها فمن المفترض أن تكون هذه مهمته هو!!

    كساب هتف بنبرة مقصودة: عشان تدري أنك غالي ياعمي. خالتي ماتنزل كلش من فوق إلا لو كان عندها موعد
    وأنا اللي أنزلها لأن البنات مافيهم حيل لها وهي مافيها حيل كلش ولا حتى مع المساعدة

    منصور يهتف في داخله " آلمني أكثر أيها الخبيث
    فيبدو أن كل ما أشعر به من ألم مازال لا يكفيك !!"

    ولكن منصور هتف بأمر حازم: كساب اطلع برا

    عفراء شدت على يد كساب بعفوية وكساب شد على كفها بحنو وهو يجلس جوارها ويهتف بذات نبرته المقصودة:
    اعتبرني غير موجود ولو تبيني أسكر عيوني سكرتها

    منصور بنبرة أمر أشد حزما: أقول لك كساب اطلع برا عاد النفس عليك طيبة
    رجّال ومرته وبينهم حوار خاص وش دخلك أنت

    كساب نظر لخالته متسائلا عفراء هزت رأسها بقلق وهمست بخفوت: خلاص روح

    تعرف أن منصورا عنيد وكساب أكثر عندا لم ترد إحداث معركة قبل أن تعرف ماذا يريد

    كساب مال على أذنها وهمس بخبث ظريف: أنا طالع لغرفتي إن بغيتيني أرجعش فوق اتصلي علي
    أما لو طرا عليش مشوار ثاني اتصلي في مزون تجيب عباتش !!


    كساب خرج
    ومنصور مازال واقفا الصمت لف المكان لدقيقة وهي صامتة تدعك كفيها
    بينما كان هو يملأ عينيها من رؤيتها
    التغييرات التي أصابتها بعده ابنه الذي كبر كثيرا في بطنها الحزن والإرهاق المتبدي في كل تفاصيلها

    استمر الصمت لدقيقة أخرى حتى هتف منصور بسكون غريب كما لو أنه مقطوع الأنفاس ويحاول إخفاء ذلك:
    مساش الله بالخير يأم زايد

    لم تستطع الرد فريقها جاف جاف جدا
    أما حين تقدم وجلس جوارها شعرت أن حلقها تشقق من الجفاف لدرجة أنه كحت كحة جافة
    هتف بعمق دافئ: سلامات

    لم ترد أيضا حينها هتف بعمق أكبر: تروحين معي لبيتش البيت وراعيه فاقدينش
    وماقصرتي في الغيبة

    لم تستطع الرد أيضا حينها هتف بنبرة مقصودة: يقولون السكوت دليل الرضا ترا بأشيلش الحين معي للسيارة

    حينها همست بيأس موجوع ودون أن ترفع عينيها: والسبب اللي عشانه صار ذا كله

    هتف منصور بعمق: زمان قالوا " يغلبن الكريم ويغلبهن اللئيم"
    وأنا ماني بلئيم اللي تبينه يصير ماراح نختلف
    وماتدرين يمكن أنتي لا ولدتي تقولين ما أبي شغل خلاص

    عفرء حينها أجابت بحزم رقيق وهي تدعك كفيها الساكنتين في حضنها ونظرها مثبت عليها:
    ماعليه أنا اللي أقرر ذا الشيء باقتناعي

    حينها مد يده لذقنه ليرفعه بخفة وهو يهتف بنبرته الثقيلة الدافئة:
    زين كلميني وعينش في عيني تدرين أني ما أحب تلدين بعيونش عني!!
    يا الله وش تقولين
    أنا مستحيل أطلع من ذا البيت الليلة من غيرش ولو عييتي فرشت لي فراش هنا ونمت
    لأني مستحيل أسمح لحد غيري يوديش لا جاش الطلق

    عفراء همست بخجل عميق: كلم أبو كساب وقل له أني بأروح معك!!
    ما أقدر أطلع من بيته وهو ما درا ورخص لي بعد


    لم تتوقع مطلقا أنه بعد كل هذا الغياب ستُحل القضية بهذه البساطة والسلاسة
    ولكن كلاهما ماعاد به احتمال لفراق الآخر كلاهما كان يحتاج لمجرد نقرة بسيطة ليهوي من عناده
    إن كان لايريد أن يكون غيره من يذهب بها للمستشفى
    فهي كانت تعيش في رعب أنها قد تلد وهو ليس جوارها
    أنها لن تشعر ولو لمرة بكفه القوية الحانية تشد على كفها وتؤازرها حين تهاجمها آلام الطلق
    وفي داخلها تمنت أن أن يكون جوارها حين تصل جميلة
    فكل هذا الانفعال هي غير قادرة على مواجهته وحيدة!!
    تريده إلى جوارها وكم افتقدت قوة مساندته!!




    *************************




    " عبدالله لو سمحت جوالك شوي أبي أكلم أم خالد
    جوالي فضا شحنه"

    عبدالله يمد صالحا بهاتفه وهو يهتف بمرح: وأم خالد لو اتصلت ولقت جوالك مسكر بتسود عيشتك

    صالح تناول الهاتف من عبدالله وهو يشعر بضيق عميق أن حالته وهو نجلاء باتت ملاحظة لهذه الدرجة
    رغم أنه كان يحاول جاهدا ألا يبدو ذلك واضحا للعيان حتى لا يحرج نفسه ويحرج أم أولاده

    ولكن عبدالله لم يرحمه وهو يردف بمرح: أبي أعرف على ويش تغار من زين فرة صويلح تغار عليه
    غبّرت وأنت عندهاكن حد بيتفكر وجهك يعني شكلها تبي ترفع معنوياتك بس

    حينها هتف صالح بحزم: عبدالله سكر الموضوع خلاص وهاك تلفونك ما أبي أكلم الله الغني من منتك

    عبدالله تغير وجهه وصوته للجدية: عيب عليك ياصالح خذ كلم أم عيالك
    ومن متى وأنا وأنت بيننا حساسيات كذا
    لا تكون صدق متضايق من ذا الموضوع

    حينها انفجر صالح بخفوت مقهور: إيه متضايق وليش ما أتضايق أم خالد عمرها ماكانت كذا
    طول عمرها رايقة وعاقلة وش للي غيرها عليّ ما أدري

    حينها أجابه عبدالله بنبرة مقصودة: المرة ماتتغير إلا لو كان رجالها تغيّر عليها
    شوف أنت وش أنت مغير في معاملتك مع بنت عمك وتعرف

    صالح صمت وهو يشد الهاتف ويتصل بها ليجدها بالفعل غاضبة لأنها تتصل وهاتفه مغلق

    حينها هتف صالح بغضب مكتوم: دامش منتي بمصدقة أني في مجلس هلي
    هاش عبدالله كلميه دام أبو عيالش ما لكلامه كرت عندش

    نجلاء هتفت بجزع: لا خلاص خلاص مصدقتك

    لكن صالح أعطى الهاتف لعبدالله وهو يُسمع نجلا مايقوله بنبرة مملوءة بالغيظ والقهر:
    هاك كلّم بنت عمك اللي ما أدري وين ودتها ظنونها برجالها عقب عشرت عشر سنين
    قل لها أنا وين

    عبدالله شعر بالحرج وهو يتناول الهاتف رغم أنه كان يشير بيديه لا حتى لا يحرج نجلاء.
    ولكنه ختاما وجد الهاتف في يده فهتف باحترام: مساش الله بالخير يأم خالد

    نجلاء ردت عليه باختناق: مع السلامة يأبو حسن
    ثم أنهت الاتصال

    عبدالله بغضب: ليش تحرجني كذا المسكينة شكلها كانت تبكي من الفشيلة

    لا ينكر صالح تضايقه الشديد حين علم أنه أحرجها لدرجة البكاء ومع ذلك هتف لعبدالله بضيق:
    دامك لاحظت أكيد أبيك وأخوانك لاحظوا بعد انتظر كم يوم ويهزئني ابي كني بزر لاني ماني بقادر أسنع مرتي

    عبدالله بغضب: لا مالاحظو ولا حد لاحظ بس أنت عارف زين إن علاقتي أنا وإياك غير
    يا أخي بينك وبين مرتك مشكلة لا تدخلني بينكم
    أسوأ شيء ممكن يسويه الرجّال إنه يكشف عيوب مرته قدام طرف ثالث وهي تسمع أو تشوف
    جرحتها واجد يا صالح هذي بنت عمنا قبل ما تكون مرتك وأنا ما أرضى عليها لو أنت رضيت!!

    صالح هتف بضيق عميق وهو يعبث بهاتف عبدالله بين يديه ليفرغ فيه بعض طاقة ضيقه:
    عبدالله قل لي وش كنت تبيني أسويكلمتها من تلفونك وهي تعرف رقمك زين
    ومع كذا مهيب مصدقتني أنا وين
    تخيل !!
    حرقت أعصابي على شيء ما يستاهل عمري أصلا ماكنت موقع شبهة ولا سويت شيء يخليني كذا

    عبدالله هتف بنبرة جدية: صالح أنا ما أدري أنت وش مسوي بأم عيالك
    بس ما أعتقد إنها تتغير كذا بدون سبب
    يمكن صالح لأنكم صرتو في بيت بروحكم هي محتاجة اهتمامك زيادة
    يا أخي اهتم فيها تستاهل أم خالد

    كان صالح على وشك الرد لولا أنه وقع في هاتف عبدالله على شيء جعل عيناه تتسعان ذهولا هتف بصدمة:
    عبدالله من وين جبت ذا الصورة

    عبدالله نظر للصورة المقصودة ثم هتف ببرود موجوع:
    يعني ظنك يوم تمسح صور خالد الله يرحمه من تلفوني وكمبيوتري
    وتطلب من فيصل يتخلص من كل صوره اللي في البيت
    إني ما راح أقدر أجيب له صورة أحتفظ فيهاأصلا صوره كلها مخزنة على إيميلي
    يعني مستكثرين علي صورة مافيها روح عقب ماراح هو كله!!

    صالح حينها همس بحزن: لا عبدالله مهوب القصد وأنت عارف بس أنا ماكنت أبي شيء يفتح مواجعك

    عبدالله بحزن عميق: مواجعي أصلا مفتوحة ما أحتاج شيء يفتحها




    *******************************




    " كاسرة كاسرة!! "

    كاسرة تجيبه من داخل مكتبه : تعال أنا هنا

    أطل عليها بشبح ابتسامة: غريبة ماتوقعتش هنا

    أجابت بابتسامة عذبة: وأنا ما توقعت أنك بترجع بدري كذا قلت بأدور لي كتاب أقراه

    أجابها بثقة: إذا حضر الماء بطل التيمم أنا بكبري هنا تعالي سولفي معي وبلاها القراية

    حينها أجابته بنبرة مقصودة: زين أنك جيت بدري ونفسك مفتوحة للسوالف
    لأنه فيه سالفة مهمة أبي أقول لك عنها

    كساب جلس على الأريكة في زواية المكتب وهتف بحزم: تعالي جنبي وقولي لي وش عندش

    كاسرة تقدمت بثقة وجلست جواره ليمد كفيه ويحتضن بها كفها وكأنه يحثها على الكلام
    كاسرة هتفت بثقة هادئة: كساب حن صار لنا سبع شهور متزوجين.

    حينها قاطعها بابتسامة غامضة: تدرين المقدمة هذي تأخرت شوي كنت متوقعها قبل فترة.

    كاسرة لم تهتم لمقاطعته وهي تكمل بذات ثقتها الهادئة: ولحد الحين الله مارزقني بالحمل
    عشان كذا أنا قررت أسوي فحوص

    قاطعها للمرة الثانية بذات الابتسامة الغامضة: اللي أنتي رحتي تسوينها مع فاطمة
    وقلتي لها إن فاطمة اللي بتسويها
    وكنت عارف من أول ماقلتي لي إنه أنتي اللي تبين تسوينها
    ليش ماقلتي لي أنا وأنا اللي بأروح معش!!

    أجابته كاسرة بثقة: يمكن حسيت إنه وجودك أو حتى معرفتك بيكون فيها ضغط نفسي علي
    حبيت أسويها بدون ماحد يعرف

    حينها أجابها باهتمام غامض : والنتيجة

    كاسرة بثقة: مافيني شيء نهائي

    حينها ابتسم كساب: وأكيد الحين الخطوة الثانية إنش تبيني أسوي أنا الفحوص

    كاسرة بثقة حازمة: حقي أطلب منك ذا الشيء

    كساب بابتسامة واثقة: حقش ليش لا

    أنهى عبارته ووقف ليتجه لمكتبه ويفتح أحد أدراجه ويستخرج منه ملفا
    ثم يعود ليجلس جوارها ويضع الملف فوق فخذيها ويهتف بثقة:
    هذا الملف فيه أكثر من سبع فحوص شاملة مسويها خلال الثلاث السنين الأخيرة وأخرها من أسبوعين
    بتلاقين من ضمنها فحص للخصوبة وللجهاز التناسلي
    أنا بعد مافيني شيء ولو تحبين أسوي فحص عشانش سويت عشان ماتقولين أني متحجر ولا متزمت

    حينها لا تعلم لِـم شعرت ببرودة لاسعة وفتور في عظامها شبكت كفيها فوق الملف وهتفت بسكون:
    يعني أنت عارف من قبل ما تتزوجني حتى أنك مافيك شيء ومع كذا ماطلبت مني أني أسوي الفحص

    كساب وقف وهو يهتف ببساطة: تو الناس ليش العجلة

    ثم أردف بنبرة مقصودة وهو يستند على المكتب:
    وما تدرين يمكن هذي رغبة رب العالمين لأنه شايفنا ما نصلح إنه نكون أباء
    ماحد يعترض على المكتوب!!

    حينها قفزت كاسرة لتهتف بغضب: تكلم عن نفسك لو أنت شايف أنك ما تصلح أب
    لكن أنا عارفة أني بأكون أم فعلا وبكل معنى الكلمة

    كساب بحزم: هذي وجهة نظرش أنتي لكن أنا أشوف شيء ثاني
    كل واحد منا أعند من الثاني وما أعتقد إنه هذي صفات أباء لازم يقدمون تنازلات عشان عيالهم

    كاسرة لا تريد أن تتكلم معه تشعر بحزن غريب وألم أغرب
    ربما لو علمت أن في أحدهما مشكلة ما كانت ستقول إن شاء الله تنحل مع العلاج
    ولكن الآن تشعر بحزن عميق أن الله عز وجل قد يكون غير راضيا عليها لذا لم يستجب لدعواتها أن يرزقها بطفل

    وتشعر بحزن أعمق وأعمق مغمور بالألم أن كسابا يراها لا تصلح أما
    فكيف تستمر الحياة بينهما إن كان لا يرى هذه الحياة مكتملة مكللة بوجود الأطفال؟!!
    تشعر أن إحساسها الدائم أن الحياة ستنتهي بينها وبين كساب يتحول لإحساس بالغ القوة
    هذا الإحساس الذي يعذبها بينما هو لا يهتم !!

    كاسرة لم تقل شيئا وهي تضع الملف على المكتب قريبا منه حيث يستند
    وتستعد للمغادرة ليوقفها وهو يشدها ويجلسها معه على الأريكة
    هتف بحنو دائما تستغرب نبرته المغمورة فيه حتى الثمالة لشدة مايليق به وفي ذات الوقت تذيب قلبها لا تعلم كيف:
    لا تروحين وأنتي زعلانة!!

    همست بألم تخفيه خلف حزم صوتها: لا تقول إنك مهتم لأنه آخر شيء يهمك زعلي أو رضاي!!

    أجابها بذات النبرة الحانية وهو يسند رأسها لصدره ويشد عليها ليحتضنها بيد واحدة:
    تدرين زين إن ذا الكلام مهوب صحيح وإني ما أحب أزعلش
    شا اللي يرضيش تبين أسوي فحص ثاني سويت

    كاسرة بسكون حازم: وليش تسوي وعنك ملف مليان فحوص

    حينها ابتسم: أجل زعلانة عشان أنا قلت إنه مانصلح نكون أباء
    خلاص أنا اللي ما أصلح وأنتي بتكونين أحلى ماما

    حينها ابتعدت كاسرة عنه وهي تهمس بغضب رقيق: كساب أنا ما ببزر
    ويوم تقول لي كلام يوجع مثل هذالا تخلي السالفة كنها مسخرة!!

    كساب باستغراب مقصود: يوجع ومتى كانت الحقيقة توجع

    كاسرة وقفت وهي تهمس بغضب حقيقي مكتوم: دام شايفها حقيقة
    وش يلزمنا في ذا الحياة
    دامك تشوف إنه مانصلح نكون أباء على قولتك ليش عايشين مع بعض

    حينها وقف وهو يهتف بغضب: أظني إني ألف مرة قايل لش إذا اختلفنا في النقاش لا تجيبين طاري الانفصال
    ومع كذا لازم كل مرة تطربيني فيه!!

    كاسرة بذات الغضب: لأنه هذا مهوب اختلاف في النقاش هذا اختلاف في الحياة كلها أنا يمين وأنت يسار

    كساب شد له نفس عميق وهتف بحزم: تدرين بأروح أشوف خالتي وش سوت أخير لي
    لأنه أنتي أحيانا تستخفين والواحد مايقدر يتفاهم معش

    كساب غادر بينما كاسرة عادت لتجلس على الأريكة وهي تشعر بإرهاق في كل جسدها
    موجوعة تماما تماما
    لماذا يُكتب عليها كل هذا الألم
    ولماذا تحبه كل هذا الحب بينما هو عاجز عن مبادلتها إياه
    ولماذا تكون هي من ستموت رغبة في طفل منه بينما هو يرى أنهما لا يصلحان ليكونا أبوين حتى
    ولماذا ولماذا ولماذا
    عشرات الأسئلة الموجعة التي تمزق روحها ولا تجد لها جوابا يريحها!!




    *************************************








    رد مع اقتباس  

  8. #158  
    المشاركات
    3,260

    " أنتي مارحتي لعبدالرحمن اليوم"

    جوزاء تلتفت لعبدالله وهي تشير له بعلامة السكوت حتى لا يوقظ حسن الذي نام للتو
    وتشير له أن يذهب لغرفتهما وهي ستحضر له

    عبدالله عاد لغرفته وكان يخلع ثوبه حين دخلت قادمة من غرفة حسن المفتوحة بباب على جناحهما
    همست بإرهاق: تبي شيء عبدالله

    هتف لها بحنو: لا حبيبتي بس كنت أسأل أنتي مارحتي لعبدالرحمن اليوم

    جوزاء بذات النبرة المرهقة: اليوم ماقدرت كنت تعبانة شوي

    اليوم كانت متعبة حقا ولم يتبق أي شيء في معدتها منذ الصباح!!

    اقترب منها وهو يضع يده على جبينها ويهتف بقلق: ليه وش فيش ياقلبي

    صمتت لثانية (أتخبره أو لا تخبره) ثم همست بتعب: شوي إرهاق بس

    هتف بحنان وهو يتجه للحمام: لو قعدتي تعبانة لبكرة بأوديش للمستشفى بدون نقاش
    أنتي واجد ترهقين نفسش في البيت ومع حسن وعند عبدالرحمن وفي بيت هلش

    صمتت لم تستطع الرد وهي تراقبه بوجع حتى أغلق على نفسه باب الحمام
    وهي تشعر بعبرة ضخمة تقف في منتصف حنجرتها وهي تشعر بها تتضخم وتتضخم حتى كادت تمزق أوتار حنجرتها!!

    " لماذا أنت شديد العذوبة هكذا
    لماذا تكون طيبا ورقيقا هكذا كنسمة
    بينما أنا لا أستحق لا أستحق!!"




    *****************************************





    " سميرة لو سمحتي جهزي لي الملفات اللي كنت عطيتش قبل يومين
    اللي فيهم مواصفات الكمبيوترات الجديدة!!
    أدري بكرة سبت ماعندش دوام فجهزيهم لي قبل تنامين "

    سميرة أزاحت أوراق العمل التي كانت تصححها جانبا وطبعت على الحاسوب المقابل لها
    والذي لا يفارق الطاولة الصغيرة في الجلسة
    أدراته ناحيته : " اطبع لي وش تبي"

    حينها قفز بغضب وهو يشير بذات الغضب: أنا ماطلبت منش تأشرين لي بس أنتي عارفة وش أبي
    ماتبين تطيعيني مهوب مشكلة!!

    سميرة عادت وشدت الحاسوب ناحيتها وطبعت: حاضر أجهزهم لك بكرة
    وحتى لو ماعندي دوام أنا متى رقدت وأنت رايح الدوام
    شيء ثاني بعد

    أشار لها بنفاذ صبر: لا

    وعاد للجلوس حيث كان يجلس منذ أكثر من ساعة. وهو يراقبها حينا ويتشاغل بأوراق بين يديه حينا
    وبينهما جهاز الحاسوب المحمول الصغير المفتوح على برنامج الطباعة
    الجهاز الذي يتمنى لو يحمله ليلقيه مع النافذة
    يراقب بدقة ونهم وألم حتى أناملها التي تصحح انحناءات بيجامتها المشبعة بألوان زاهية
    نحرها وزنديها اللذين يكادان يضياءان لشدة تألق بشرتها وصفائها

    حتى تعب وأرهق من المراقبة وإن كان لم يمل من مراقبتها فهو مستعد لمراقبتها عمره كله دون أن يمل
    لكن مراقبتها متعبة له متعبة لأبعد حد وكأنها تختبر صبره وتضغط على رجولته لأقصى الحدود

    حين شعر أنه لن يحتمل هذه المراقبة أكثر طرق لها بخفة على الطاولة
    حين رفعت رأسها أشار لها بأول شيء خطر بباله وهو سؤاله عن الملفات
    حينها قفزت بباله هذه الفكرة لن يعاود هو الطباعة لها
    سيشير لها لن يجبرها أن تشير له ولكنها تفهم إشاراته
    حاول إرضاءها طوال الأشهر الماضية بهذه الطباعة الرتيبة الممللة التي تقف حاجزا بغيظا بينهما
    في البداية كان لا بأس بذلك فهي مازالت لا تعرف لغة الإشارة ولكنها الآن تعرف
    على الأقل يريد أن يشعر أنه على سجيته معها

    هي على الطرف الآخر
    مستغربة منه لأول مرة يصر هكذا على أن يشير لها
    ما الذي يهدف له من هذا

    وهي غارقة في أفكارها بين تصحيح أوراقها بعد أن أجابته سمعت طرقته الثانية على الطاولة
    رفعت رأسها مستفهمة
    أشار لها بهدوء: طيب أنا أبي أنام ممكن تقومين عن سريري

    حينها قفزت سميرة بخجل ودون أن تقول له اطبع لي ماتريد فهي كانت تجلس على الأريكة التي تنفتح لتتحول لسرير
    والتي كانت سريره الذي اختاره بنفسه منذ انتقالهما لبيتهما الجديدوقبلها كان ينام على أريكة أيضا

    فتحت الأريكة بنفسها وهي تحضر له مخدته وغطاءه وترتبهما على السرير
    تجاوزها ليجلس على طرف سريره وكانت هي ستغادر لولا أنه شدها ليمسك بكفها بطريقة تملكية مقصودة
    حينها التفتت بحدة له ولا تنكر أن رعشة حادة اجتاحت جسدها فهذه هي المرة الأولى التي يفعلها

    طبعت له وهي مازالت تقف وتنحني على الحاسوب بشكل جانبي بيدها الحرة:
    تميم تبي شيء

    حينها طبع لها بيده الحرة لأنه لم يكن يريد افلاتها وهو يذوب من مجرد إحساسه بنعومة يدها المرتعشة في كفه:
    تروحين بدون ماتقولين لي تصبح على خير

    طبعت له وتوترها يتزايد: تصبح على خير

    حينها أفلت كفها وهو يشير بتقصد: لا قولي لي تصبح على خير كذا

    لم ترد عليه وهي تتجاوزه وتغادر المكان متجهة لسريرها كأنها تريد أن تهرب من الإشارة ومن مرارة ذكراها!!





    *************************************




    " ياحيا الله أم زايد نورتي بيتش"

    خطت عفرا للداخل بخطوات مترددة وهي تنظر للمكان حولها مازال كما هو لم يتغير به شيء عدا لمساتها
    بشكل عفوي لمست طاولة الزينة الضخمة بقرب باب المدخل كان مغبرا قليلا

    ابتسم منصور ابتسامته الفخمة المعتادة التي طال افتقادها لها:
    أدري البيت حالته حالة بس عشان تدرين إنه مايهون علي حتى في غيابش أسوي شيء يضايقش
    كنت ما أخلي الصبيان يدخلون البيت إلا مرة في الأسبوع إذا كنت أنا موجود عندهم عشان ينظفون تنظيفهم اللي كنه وجيههم

    جلست بإرهاق على أقرب مقعد وهي تهمس بتأثر:
    ما أدري تقدر تسامحني على تقصيري في حقك وإلا لا
    بس تدري كله منك!!

    ابتسم منصور: مني انا

    عفراء بذات التأثر: إيه منك مر شهر وشهرين وثلاثة يعني ماكنت تقدر تسوي نفس اللي سويته الليلة
    منصور أنا وش أبي منك إلا أنك تحسسني أني شريكة حياتك صدق
    رأيي محترم ومقدر عندك بكرة بيننا عيال ولازم تحترمني قدامهم

    شدها منصور ليحتضنها بخفة لأنها يخشى أن يؤلمها وهو يهتف بشجن عميق:
    وأنتي شريكة حياتي وحبيبتي وأم عيالي
    ثم ضحك ضحكة قصيرة: وكرشتش مسوية زحمة إحساس غريب وأنا حاضنش بروحش وكرشتش بروحها

    دفعته بخفة في صدره وهي تمسح دمعة فرت من عينها وتبتسم:
    وتعلق على كرشتي بعد هذا ولدك مهوب كرشتي!!

    مد يده ليمسح وجهها وهو يهتف بحنان عميق: تكفين لا تبكين أجليها لبكرة

    عفراء باستغراب: وش معنى بكرة

    منصور بفخامة حميمة: فيه ناس غالين واصلين من السفر بكرة

    عفراء شعرت أنها ستفقد توازنها وهي تعود للجلوس وتهتف بذهول: جميلة!!
    هي قالت لي بعد يومين

    منصور بابتسامة: تبي تسوي لش مفاجأة بس أنا خفت عليش من الصدمة
    قلت أقول لش قبل

    شدت على كف منصور وهي تضع يدها الأخرى على بطنها حيث شعرت بثقل مفاجئ وهتفت بلهفة موجوعة:
    صدق يامنصور صدق بكرة بكرة

    أجابها وهو يشد على يدها بقوة حانية: صدق بكرة بكرة ياقلب منصور.





    ************************************





    " جميلة الله يهداج
    ليش تبكين جذيه
    حد راد ديرته وهله ويبكي!! "

    جميلة تمسح دموعها وتهتف بتأثر: كان ودي إنه فواز وسوسن خلصوا علاجهم ورجعوا قبل ما أرجع
    حرام ماشفت أشلون أمهاتهم كانوا يبكون يوم قلت لهم إن سفرنا صار بكرة
    حتى الممرضات تعودت عليهم وش كثر علموني أشياء صار بيننا عشرة
    وماينكر العشرة إلا قليل الأصل !!

    خليفة مد يده ليمسح خدها انتفضت بخجل وهي تبتعد بعفوية
    بينما هو ابتسم رغم أنه كان يزفر في داخله ضيقا من هروبها الدائم حتى من لمساته العفوية
    هتف لها بحنان: ادري أنج منتي بجليلة أصل وتكرمين بس أخاف الدموع عاللي عندج تخلص
    كفاية بكرة لاشفتي خالتي عفرا

    حينها ابتسمت ابتسامة مبللة بالدموع: ياقلبي يمه وش كثر اشتقت لها!!
    حاسة من كثر شوقي لها بيغمى علي لا شفتها!!





    *************************************





    " كاسرة قومي كلميني أدري أنش مابعد نمتي"

    كاسرة نهضت واعتدلت جالسة وهي تسند ظهرها لظهر السريروتهمس بسكون: نعم كساب

    كساب كان يجلس على طرف السرير بقربها وهتف بحزم: ما أدري ليه تسوين كذا
    تدرين ماعادنا عشرت كم يوم
    صار لنا عشرت أسابيع وشهور وتدرين زين أنه مهما اختلفنا ما أحبش تنامين على زعل
    يعني مفروض تنتظريني لين أجي ونتفاهم

    كاسرة بذات السكون: وش فرقت يعني

    كساب بذات الحزم: فرقت أني حسيتش تضايقتي واجد ذا المرة!!

    كاسرة حينها هتفت بحزم: زين فرضا أني تضايقت هل بيغير من الكلام اللي قلته شيء

    كساب هز كتفيه: صراحة أول ماقلته ماظنيتش بتزعلين لأني كنت أظنها وجهة نظرش بعد

    حينها كتفت كاسرة ذراعيها أمامها وهمست بحزم رقيق:
    كساب الناس ليش يتزوجون يبون سكن الروح وينشئون أسرة
    إذا كنت تشوف إنه حن مانصلح نشكل أسرة كأنه تقول إنه زواجنا ماله داعي يستمر!!

    حينها استغربت كاسرة أنه صمت وهو يزيل غترته عن رأسه ثم يميل ليضع رأسه في حضنها
    حيمها لا تعلم لِـمَ آلمها قلبها بشدة " أ مرهق هو"

    همست باهتمام عذب وهي تمد أناملها لتعبث بخصلات شعره: تعبان كساب

    هتف بسكون: لا

    مالت لتقبل صدغه ثم همست قريبا من أذنه: زين هذا هروب من الحوار

    أجابها بسكون أكثر: تدرين أني آخر واحد يهرب من حوار!!
    قالها ثم اعتدل جالسا وهو يتناول كفها التي كانت فوق رأسه ويقبلها بتروي
    ثم وقف وهو يهتف لها بتلقائية: بأروح أطل على مزون شوي وبأرجع لش!!

    همست حينها بسكون غريب: على راحتك بس لو طولت علي بأنام

    هز رأسه وهو يغادر ويهتف لها بذات التلقائية: نوم العافية

    تعلم أنه قال (شوي) لكنها تعلم أن هذه (الشوي) لن تقل عن ساعة
    مطلقا لا تتضايق من علاقته بأخته بالتأكيد تتمنى لو كان بعضا من هذا الوقت لها
    لكن مايحزنها فعلا أنها تمنت لو كانت هي ومهاب هكذا
    كم هو مؤلم ومحزن أننا لا نعلم كم هو ثمين ونادر مابين أيدينا حتى نفقده!!
    حينها لا يبقى لنا سوى عض أصابع الندم حتى تدمي!!
    ربما لو لم تجرب حرقة فراق شقيقها كانت ستغار وبشدة مزون
    فهي غيورة على كساب لأبعد حد ولكنها لا تغار عليه من مزون
    لأنها تمنت من قلبها أن تكون مثلها الآن
    وتعلم كم عانت مزون من مرارة جفاء كساب!!

    ومايهمها فعلا أن كساب يغادرها ويترك حوارا آخر معلقا كعادته الغريبة مؤخرا

    وعلى العموم هي لن تهتم له ستسأل الدكتورة إن كان هناك شيئا قد يساعدها على الحمل
    إن كان لايريد هذا الطفل هي تريده !!




    ******************************************





    " هلا وش اجتماع القمة المغلق اللي مابغيتوني فيه!!"

    علي ومزون الجالسان في الصالة السفلية ينظران لكساب الذي نزل عليهما للتو بعد أن بحث عن مزون ولم يجدها في غرفته

    ابتسم علي: لا اجتماع قمة ولا شيء بس فاقدين خالتي مع أني ماكنت أشوفها إلا لين أتاكد إن مرتك مهيب فوق
    بس البيت فاقد حلاه الليلة حاس كني بزر وأمي خلتني

    ابتسم كساب: ماصدقت أصلا حضرت العقيد يأشر لها إلا هي ناطة لبيتها صدق نسوان!!

    مزون تضحك: يوم قالت لي جيبي عباتي بأروح لبيتي حسبتها تمزح.
    نزلت بالعباية لقيت عمي منصور واقف فيها عند الباب
    ماعنده صبر وإلا خايف إنها تغير رأيها

    كساب بحنان: الله لا يحرمنا منها ويهون عليها والله لولا أني خفت على عمكم ينجلط وإلا كان قلت خلها عندنا لين تولد

    علي بمودة جزيلة: أنا والله كنت حاس فيه لأنه ماكان يتردد يقول لي وش اللي في خاطره
    واجد واجد كان مهتم فيها

    مزون بنبرة مقصودة: وعقبال ماتلاقي اللي تهتم فيها!!

    ضحك علي: ليه عندش حد معين

    مزون بحماس: أنت بس قول مجهزة لك لستة وش طولها

    كساب يضحك: وأنا يعني ليش ماجهزتي لي لستة وإلا أنا المحروم

    مزون تبتسم برقة: عندك اللي تكفيك عن اللستة كلها خلنا في علي!!

    علي يضحك: خلوكم مني الحين لا قررت قلت لش نقي لي!!






    **************************************




    صحت قبله
    لم ترد إزعاجه وهي تُلبس حسن وتنزله لجدته في الأسفل ثم تعود لعبدالله
    اليوم سبت لذا ستتركه ينام حتى يصحو وحده
    يؤلمها قلبها كثيرا من أجله . فهو يرهق نفسه كثيرا في العمل مهموم بمشاكل أخوته

    وهــي. لا تخفف عنه مطلقا تشعر بالألم أنها تزيدها عليه بدلا من ان تكون بلسما لتخفيف جروحه

    ورغم هذا وذاك اعتادت ثم حرصت خلال الأشهر الأخيرة أن تكون هي أول ما يفتح عينيه على رؤيته
    لكي تنعم في بداية الصباح بابتسامته الآسرة التي كان يمنحها له حالما يفتح عينيه
    ويقول لها ذات العبارة ( رؤية عينيك حالما أفتح عيني تنبئني أن هذا العالم بخير!!)

    وما يؤلمها أكثر أنها لن ترد عليه الابتسامة مثلها ولن ترد على عبارته التي تذيب قلبها برد يوازي تأثيرها فيها
    فهي أما تقفز لتتشاغل بترتيب ملابسه أو تقول له سأنزل لاعد فطورك أو سألبس حسن للروضة
    أي شيء حتى لا يلمح الدموع التي تتقافز إلى عينيها رغما عنها
    ودون أن تنتبه كيف انطفأت ابتسامته وهو يزفر (يوم جديد مازالت عاجزة عن مسامحتي فيه!!)

    اليوم هي متعبة بالفعل جسديا ونفسيا تريد إخباره بحملها لتسعده إن كان هذا الخير سيسعده
    أو لتحضى بمؤازرته التي تحتاجها فعلا على الأقل!!

    حين اقتربت الساعة من العاشرة وهو لم يصحُ بعد اقتربت لتجلس جواره
    لا تعلم كيف بادرت بنفسها وهي تميل لتقبل جبينه ثم تهمس من قرب:
    عبدالله قوم طولت وأنت نايم

    فتح عينيه باستغراب: حد حب رأسي وإلا أنا أتخيل

    حينها مالت لتقبل جبينه مرة أخرى وهي تهمس بعذوبة قريبا من أذنه: لا شكلك تتخيل

    اعتدل جالسا وابتسامة سعادة حقيقية تضيء عينيه قبل شفتيه:
    زين دامش كريمة اليوم عطينا بوسة من الخاطر بدل حبة الرأس ذي!!

    حينها اقتربت أكثر لتقبل عينيه كل واحدة على حدة وهي تهمس بشجن موجوع:
    الله لا يحرمني من عيونك

    حينها لا يعلم لِـم شعر بألم قارص يعتصر قلبهلكثرة ما اعتاد جفاها أقلقه هذا اللطف المتدفق شد كفها وهتف بقلق:
    جوزا فيش شيء

    همست بذات الشجن الموجوع: مافيني شيء

    لكن الغريب أنها اقتربت لتدفن وجهها في صدره وهي تبكي بصوت خافت
    عبدالله شدها لصدره بقوة وهو يهتف بقلق أشد:
    جوزا منتي بطبيعية والله العظيم أن قد تقولين لي وش فيش

    حينها ابتعدت عنه قليلا وهي تمسح وجهها وتهمس باختناق:
    يعني إذا ماكنت شريرة وقاسية أكون ماني بطبيعية

    ابتسم وهو يعاود شدها ليحتضنها بقوة أكبر ويهمس في أذنها برجولة حانية:
    ماقصدت ياقلبي تدرين أنا وش كثر متشفق أنش تسامحيني
    لأنه عقبها بيننا كلام طويل كلام محتاج أقوله لش فوق ماتتخيلين عشان فعلا أحس إنه خلاص مافيه حواجز بيننا

    همست ووجهها مختبئ في صدره: زين قل لي

    زفر بألم: ما أدري لو الوقت صار مناسب أو بعد أنتي لحد الحين ماطمنتيني على مكانتي في قلبش عشان أنا أجمد قلبي

    كانت تريد أن تقول شيئا ولكن لسانها ارتبط استحثها على الكلام: ها جوزا

    همست باختناق وهي تبتعد عنه قليلا: الحين أبيك توديني للدكتورة أنا تعبانة شوي ولا رجعنا تكلمنا

    حينها همس بقلق: يعني عادش تعبانة أنا قلبي كان حاسس أنش فيش شيء مهوب طبيعي اليوم
    دقيقة ألبس وأوديش

    همست بابتسامة مرهقة: عبدالله مافيني شيء هو شوية ارهاق
    أنا بأخذ عباتي وأنزل تحت وأنت أسبح وخذ راحتك

    أجابها باستعجال: هي خمس دقايق شاور سريع ونازل

    جوزاء تناولت عباءتها وحقيبتها ونزلت للأسفل
    حين نزلت كانت أم صالح هي من تجلس مقابلا لها
    وهناك شخص آخر يجلس مقابلا لأم صالح ولكنه غير واضح لارتفاع ظهر الكرسي

    كانت جوزا ستتراجع خوفا أن يكون فهد أو هزاع
    لولا أن أم صالح هتفت بصوت عال متضايق:
    تعالي ياجوزا يأمش شوفي ذا الشهباء اللي ترطن علي
    أرسلت على عالية تجي تشوفها ومابعد جات
    الصبيان جابوها من المجلس يقولون إنها تسأل عن عبدالله
    يا الله جرنا من كشف الستر!!

    جوزاء حين سمعت اسم عبدالله تكهربت وهي تستدير لترى المقصودة بالكلام
    كانت
    كانت
    كانت قنبلة شقراء فاتنة تبدو غير صغيرة في السن لأن حسنها بلغ تمام النضوج
    متأنقة في طقم رسمي ثمين من شانيل بتنورة قصيرة تصل أسفل ركبتها بقليل
    وعيناها بلون أزرق مشع لم يسبق أن رأته على الطبيعة
    امرأة تشعر بالخطر أن تمر بجوار أحدهم في الطريق وخصوصا لمن لم يعتادوا هذا اللون من الجمال المختلف
    فكيف وهي في بيتها وتسأل عن زوجها

    جوزاء سألتها بعصبية باللغة الانجليزية التي لا تتقنها تمام الاتقان ولكنها تستطيع التفاهم بها:
    ماذا تريدين بعبدالله

    همست الشقراء بثقة بالغة متحكمة وهي تلوي شفتيها
    وتضع قدما على الأخرى لينكشف جزءا كبيرا من فخذها حين ارتفعت تنورتها قليلا:
    أنا راشيل زوجة عبدالله وأريد أن أراه حالا



    #أنفاس_قطر#
    .






    رد مع اقتباس  

  9. #159  
    المشاركات
    3,260
    بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والخمسون





    عبدالله كان ينزل الدرج باستعجال وغترته مازالت في يده
    سلم وهو يرى والدته تجلس أمامه لم ينتبه كيف كانت ترتعش من الغضب وهو يتلفت حوله ويسأل باستغراب:
    يمه وين جوزا

    حينها انفجرت والدته بغضب: جوزا طاحت مغوم عليها وشلتها عالية والخدامات للمستشفى الحين

    عبدالله لشدة جزعه وهو يركض ناحية الباب لم ينتبه لمن وقفت حين سمعت صوته ولم يوقفه سوى أمر والدته الغاضب:
    عبدالله

    استدار عائدا وهو ينتفض بحمية الطاعة "لـبـيـه"
    بينما أمه تكمل بذات الغضب: تعال شل بلوتك معك
    ولا أشوف وجهك أنت وياها

    حينها رأى من تقصد بـ (بلوته)!!
    كانت تقف بكامل ثقتها وأناقتها المقيتة وكأنها ذاهبة للترافع في أحد جلساتها أو لإلقاء أحد ندواتها
    شعر بسعير من نار يعبر أطرافه ليشعل كل خلية في جسده
    شعر أنه يشتم رائحة احتراق خلاياه تتصاعد في الجو

    هاهي أمامه وفي بيته لم يسأل حتى كيف هي هنا
    كان كل مايراه أمامه دم ابنه يسيل على يديها ومن بين أنيابها فعلا
    وجهها وكفيها غارقين في دمه البريء.
    كل ما أراده أن يطبق في عنقها ويزهق روحها وذكرى انتفاض جسد خالد الصغير بين يديها تعطل كل تفكير لديه
    وكان على وشك فعلها لولا أن وجه صغير آخر أطل عليه وجه حسن
    ليقف بينه وبين مايريد أن يفعله

    حينها هتف بكراهية محرقة وهو يكاد يبكي قهرا لشدة ماقهر نفسه:
    أمامي

    لم يقترب منها حتى لم يرد أن ينجس يديه بها أو يتهور فيجد يديه أطبقتا في عنقها فعلا ليقتلها كما قتلت ولده!!
    ولم يرد أن يتحاور معها أمام والدته التي يعلم أن حالتها الصحية لا تحتمل

    خرجت معه بكل ثقة وهو يقودها للمجلس ويسألها بكراهية:
    كيف استطعتِ الوصول لهنا وكيف خرجتي من أمريكا اساسا مع الحكم عليكِ

    أجابته بثقة: ألم تكن تتابع القضية وتعلم بالحكم

    أجابها بمرارة: أعلم أنكِ أجدتِ التمثيل ببراعة وأن المحامين أثبتوا أنك تعانين من اضطراب نفسي
    وحكموا عليك بإعادة التأهيل في مصح فدرالي!!
    وأعلم أن إعادة التاهيل تستغرق سنوات فكيف خرجتِ أنت
    وحتى لو خرجتِ من المفترض أن تبقي تحت المراقبة وتمنعي من السفر!!

    أجابته بذات الثقة وهي تدخل المجلس: هؤلاء هم محدودو التفكير من يحتاجون لسنوات
    لكن من هي مثلي تشفى في غضون أشهر وليس عسيرا علي إسقاط قرار منع السفر
    واللحاق بك لهنا وأعلم أن عنوانك موجود لدى السفارة الأمريكية
    لذا كان الوصول لك من أسهل ما يكون!!
    وهذا هو المفترض أن تكون المرأة مع زوجها وأنت تعلم كم أنا أحبك ومستعدة للعيش معك في أي مكان

    أجابها باحتقار ممزوج بأقصى درجات البغض والكراهية:
    أي زوجة وأنا طلقتكِ منذ سنوات قبل حتى عودتي الدوحة المرة الأولى

    أجابته بذات الثقة المقيتة وهي تجلس: وأنت تعلم أيضا أنني رفضت توقيع أوراق الطلاق
    ثم حين صنعت أنت حيلة وفاتك وأصبحت أنا أرملة كان لدي قناعة أنك لم تمت
    لذا أعدت توثيق الزواج بعد اكتشافي أنك على قيد الحياة
    لذا من الأفضل أن نتفاهم لأنني أستطيع الآن أن أعود هناك وأنجب أطفالا أنسبهم إليك

    أجابها بذات نبرة الاحتقار: أنا طلقتك كما يطلق أي مسلم زوجته وماعادت تربطني بكِ علاقة
    أعلم أنكِ مازلتي زوجتي هناك في الأوراق لرسمية
    لكن مالا تعلمينه أن محاميّ هناك على وشك استصدار قرار بإبطال الزواج بناءً على قتلكِ لابني ودخولك للمصحة
    وبينما أنتي هنا تطاردينني قد يصدر الحكم بين لحظة أخرى
    أنا أيضا تعلمت الدرس ومدى أهمية المحامي الذكي!!
    المحامي أخذ مني مبلغا مهولا لكنه يستحق!!

    أجابته وهي تهز كتفيها بثقة وتنظر لأناملها: لنرى من ينتصر محاميك أو محاميّ

    عبدالله ابتعد عنها وكل مايريده لو استطاع تفجير دماغها بأي شيء يجده أمامه
    كانت يديه ترتعش بشدة وهو يشعر أنه يكاد يموت من القهر
    وهو يرى قاتلة ابنه هنا في وسط مجلسه وبين أهله بكل وقاحة ولا يستطيع أن يذيقها بعضا مما أذاقته

    قهر نفسه أكثر وأكثر وهو يتصل بوالده وصالح وفهد
    ويتصل كذلك بالشرطة وبالسفارة الأمريكية ويطلب منها إرسال ممثل عنها

    هذه المرة لن يرتكب خطأ ولن يسمح لها أن تغضبه فيرتكب الأخطاء
    سيتصرف وفقا للقانون وبدقة حتى يتخلص منها وللأبد

    لأنه الآن مايشغل باله شيء واحد
    يريد أن يتخلص منها ليطير إلى من لازال لا يعلم ما حل بها وقلبه يغلي قلقا عليها

    لا ينكر صدمته البالغة من رؤيتها هنا حين استعاد رباطة جأشه
    لم يتوقع رؤيتها ولا في أشد كوابيسه سوداوية!!
    ولكن ربما كان هذا ماكتبه الله له لكي يغلق هذا الباب بشكل نهائي
    ودون أن يخشى أن يبقى كشبح يهدد بإفساد حياته





    ***************************************




    قبل ذلك بقليل


    "صالح أنت الحين مسوي روحك زعلان من البارحة
    مع أنه المفروض أنا اللي أزعل عقب مافشلتني في أبو حسن"

    صالح باستغراب: مسوي روحي زعلان !!
    ثم أردف بجدية: إلا زعلان يامدام
    أنا سكتت واجد على خبالك والظاهر أنش غرش الغلا

    نجلا باستنكار: أنا

    صالح بغضب: نجلا أنا تراني طفشت وطلعت روحي منش
    أنتي بتسنعين وإلا سنعتش ملاحقني بالتلفونات من مكان لمكان كني راعي خمل
    ولا رجعت البيت طفشتيني بكثر الأسئلة
    صرت لا شفت اسمش في التلفون وإلا رجعت البيت أحس هم طابق على نفسي

    نجلاء اتسعت عيناها ذهولا وهما تترقرقان بالدموع يستحيل أن يكون هذا صالح الذي لم تعتد منه إلا على كلمات الغزل
    أ يعقل أن صالح الذي يذوب في الأرض التي تمشي عليها يقول لها هذا الكلام
    كانت تريد أن تتكلم ولكن الكلمات وقفت في حنجرتها كأشواك حادة
    عدا أن صالحا لم يترك لها الخيار أصلا وهو يرد على اتصال وصله ويهتف في الهاتف بصدمة كاسحة:
    لا تسوي أي شيء ولا تتحرك من مكانك لين أجيك
    خمس دقايق بس وأنا عندك





    ****************************************




    " كساب يدري إنش رايحة معي للدكتورة؟!!"

    كاسرة تنظر لفاطمة التي تجلس جوارها في المقعد الخلفي من سيارة كاسرة
    وفي الأمام الخادمة والسائق وتهتف بهدوء:
    أكيد يعرف يعني بأروح من وراه.

    فاطمة بتساؤل حذر: ماقال إنه هو بيوديش

    كاسرة بتلقائية حازمة: إلا قال وكان مصمم هو اللي يوديني
    بس عقب الكلام السخيف اللي قاله البارحة قلت له ما أبيك توديني
    وتلاغينا قبل أجي وقال لي روحي مع اللي تبين

    فاطمة تبتسم: يأختي صحيح رجالس يهوس بس عقله متركب شمال

    كاسرة بضيق: والله ماحد مخه متركب شمال غيري اللي صابرة عليه
    والله العظيم لا هذي أنا ولا طبايعي
    بس الله يأخذ غلاه اللي صبرني عليه ويريحيني

    فاطمة تتسع ابتسامتها: لا تصيرين عاد من مكفرات العشير
    كساب يحبش ومدلعش وحاشمش وحاشم هلش عشانش

    كاسرة بضيق أعمق: أما عاد يحبني كثري منها!!

    فاطمة بابتسامة: والله هذا اللي أنا شايفته والحب له ترا أشكال كثيرة تظهر في غير الكلام

    كاسرة بحزم : سكري ذا الموضوع المالغ وصلنا للدكتورة

    نزلت الاثنتان بقيتا لأكثر من أربعين دقيقة قبل أن تنادي الممرضة باسم كاسرة
    نهضت الاثنتان لتصدمان بوجود كساب يقف أمام باب الدكتورة قادما من غرفة انتظار الرجال

    فاطمة تراجعت بوجل لغرفة انتظار النساء بينما همست كاسرة باستغراب:
    كساب وش اللي جابك هنا

    كساب بثقة: قلتي لي ماتبيني أوديش بس ماقلتي أنش ماتبيني معش
    كاسرة كون إنه اختلفنا في رأي مهوب معناته إني أبي أحرمش من شيء حقش
    وانا متأكد إن الدكتورة بتقول لش كلام لازم توصلينه لي وأنتي بتستحين وماراح توصلينه
    فحقش أني أكون معش وأسمع بنفسي ترا في النهاية الطفل هذا ماراح تجيبينه بروحش

    كاسرة لم تعرف هل تتأثر لوجوده وحرصه أن يكون معها أم تصفعه لوقاحته
    لم ترد والممرضة تفتح الباب وتهمس بمهنية: تفضلوا لو سمحتوا


    .
    .


    يجلسان في السيارة بعد أن عادت كاسرة معه
    وكساب يبتسم ويهمس بفخامة مرحة: زين إن فاطمة كانت ذوق ورجعت قبلنا على السيارة وإلا يمكن كان رجعتي معها وخليتيني

    صمتت كاسرة ولم ترد عليه وهي تشعر بصداع حقيقي ناتج عن إرهاقها فهي بالكاد نامت البارحة لكثرة التفكير
    ثم ازداد صداعها وحرجها مع توصيات الدكتورة السخيفة وجدولها الأسخف
    وتمنت لو أنها لم تدخل نفسها في كل هذا وكساب يسمع

    كساب مد كفه ليحتضن كفها القريبة منه وهو يهتف بتساؤل فخم:
    كاسرة وش فيش ليش زعلانة
    هذا أنا سويت كل اللي في خاطرش وأنا ماني بمقتنع
    مع أني مستحيل أسوي شيء ماني بمقتنع فيه

    حينها شدت يدها بعيدا عنه وهي تهتف بعمق: تدري كساب أنت مثل اللي يبي يكحلها عماها
    ثم أردفت بحزم موجوع: يعني تتمنن إنك رحت معي وأنت منت بمقتنع مشكور طال عمرك
    فيه شيء ثاني عندك تبي تجرحني فيه

    حينها كان هو من صمت وهو يعيد تثبيت كفيه على المقود ونظره على الطريق
    حينها ورغما عنها هي من شعرت بالألم
    لا تعلم كيف يستطيع قلب مشاعرها بهذه الطريقة!!
    اعتادت عليه حادا دائما في حواراته في الفترة الأخيرة حين بات يصمت وهما في خضم حوار حاد تشعر بألم عميق
    تشعر كما لو أنه مرهق لذا يفضل الصمت
    تتمنى لو استطاعت أن تحمل عنه بعضا من هذا الإرهاق
    ولكن كيف وهو لا يخبرها ماسبب إرهاقه حتى!!

    تمنت حينها لو مدت يدها لتمسح على عروق كفه البارزة بقوة يديه وهي تحيط بمقود السيارة
    ولكنها لم تفعل فهي مجروحة منه لأبعد حد مجروحة حد السماء

    قطع الصمت بينهما وهو يهتف بسكون كأنه يحادث نفسه:
    أشرايش نروح المزرعة الحين

    همست باستغراب: الحين الحين!!

    أجابها بجدية واثقة: إيه الحين
    بأتصل في الصبيان هناك يرتبون المكان ويقولون للطباخ يسوي لنا غدا
    بنروح نتغدى هناك ونتعشى ونرجع في الليل بعد العشاء
    زمان مارحنا هناك والجو أساسا حلو
    وإلا عندش مانع

    هزت كاسرة كتفيها: لا مانع ولا شيء نروح




    *******************************************






    "جوزا بسش بكا حرام عليش اللي في بطنش!!"

    شعاع تهمس لها بذلك ولكنهامازالت عاجزة عن التوقف عن البكاء
    رغم أن وجهها تورم لكثرة مابكت ورغم محاولات شعاع وعالية لتهدئتها!!
    كانت تشعر أن هناك مصيبة قادمة لكن أن يكون عبدالله متزوجا عليها
    لم تخطر لها هذه المصيبة على بال
    متى تزوجها
    طبعا قبل فترة قصيرة مع شعورها أن عبدالله قد مل منها!!
    "طبعا ولماذا لا يمل مني إن كان قد تزوج هذه؟!!"

    عالية تهمس بابتسامة فاشلة: حشا الجويزي فاتحة حنفية بسش
    سمعتي الدكتورة بنفسش تقول مهوب زين تبكين كذا
    والبيبي توه صغير كذا!!

    لم ترد لا تريد أن تتكلم حتى!!
    تشعر أن ما بداخلها من ألم لن تعبر عنه كل الكلمات!!
    ويبدو أن عبدالله سيبقى دائما مصدرا لكل آلام حياتها وأبشعها!!
    لماذا يفعل بها هكذا وفي هذا الوقت بالذات
    كانت على استعداد أن تتنازل عن كل شيء من أجله
    فلماذا يخذلها ويجرحها بهذه الطريقة؟!!
    لماذا يشعرها بالضآلة والامتهان وزوجته تأتي هكذا بكل وقاحة لوسط بيتها
    كلما حاولت السكوت خوفا على جنينها
    عاد لها تفكير بشع مؤلم جارح كيف كانت تنام في حضن عبدالله كل ليلة وجسده مطلخ ببقايا زوجته الأخرى
    كيف كيف
    "المجرم !! الحقير !!"
    لتزداد دموعها انهمارا وشهقاتها ارتفاعا ووجعا!!






    رد مع اقتباس  

  10. #160  
    المشاركات
    3,260
    ينظر لها كيف تشبك يديها بقلق وتزفر بتوتر منذ ركبا الطائرة
    تبدو كطفلة قلقة في يومها الدراسي الأول

    هتف لها بحنان: جميلة اش فيج متوترة جذيه

    همست باختناق: ما أدري خليفة مرعوبة ومتوترة ومشتاقة لأمي ما أدري ما أدري!!

    ثم صمتت وهي تخشى ان تقول (ومرعوبة من إحساسي إنك بتخليني!!)
    منذ ركبت الطائرة وهي تتحاشى أن تنظر له لأنها تخشى أن تنفجر في البكاء
    أحاسيسها مشوشة وتفكيرها مرتبك وتشعر بخوف عميق يبتلع روحها في سودوايته
    وهو لا يطمئن قلبها على مكانتها عنده
    أ حقا كل مايريده هو التخلص منها

    وليتها تعلم أن كل مايريده الآن أن يضم كفيها الصغيرين المرتعشين بين كفيه وقريبا من صدره
    لكنه يقهر نفسه وهو يقول (هانت كلها ساعات ونصير في الدوحة
    يمكن الغشاوة اللي على بصرها تروح)





    **************************************





    " يا حبيبتي ريحي أعصابش شوي
    يعني لو حرقتي نفسش بتوصل أسرع
    خلاص لا تحاتين الليلة ممساها في حضنش!! "

    عفراء تشد كف منصور التي تحتضن كفها وتهمس بإرهاق مختلط بالتوتر والشوق:
    يا الله يامنصور ماعاد فيني صبر خلاص بأموت أبي أشوفها

    منصور يخلص كفه من كفها بخفة ليمد ذراعه ويحتضن كتفيها ويهتف بتقصد:
    ماكان فيه حد بيموت غير منصور ولا حد درا عن هوا داره
    لو متت هنا في حجرتي ماكان حد درا عني

    عفراء بجزع: بسم الله عليك ولا تفاول على نفسك

    ابتسم بفخامة وهو يشدد احتضانه لكتفيها: زين عادش مصممة تروحين معي المطار
    والله العظيم تعب عليش ياقلبي أنا بأروح بروحي وبأجيبها لش

    عفراء بإصرار عذب: تكفى يامنصور مايصير توصل وماتلاقيني في وجهها
    وبعدين أنا لو قعدت انتظرك لين تجيبها الله أعلم وش ممكن يجيني!!






    *********************************






    " يمه أشرايش أنا وأنتي نروح الصالون"

    مزنة تلتفت لسميرة وتبتسم لها بأمومة: تبين أروح معش رحت

    سميرة بمرح: لا يمه ما أبي بودي جارد أبي أروح أنا وأنتي نسوي بديكير ومنيكير

    مزنة بعفوية: مافيه مناسبة وأنا ماأسوي إلا لو فيه مناسبة
    آخر مرة سويت قبل عرسش
    قبل قبل.
    ثم بترت عبارتها حتى لا تكملها

    لتقفز سميرة وتتناول كف مزنة لتقبله وهي تهمس بمرح عذب:
    طالبتش بلاها قلبة المود ذي تدرين قلبي الرهيف مايستحمل
    وإلا تبيني على قولت خالي هريدي جات الحزينة تفرح مالئتش ليها مترح

    مزنة ربتت على رأس سميرة وهي تبتسم بحزن: بسم الله عليش من الحزن
    ذا الوجه الحلو ما انخلق إلا يبتسم

    سميرة برجاء: زين خلاص امشي معي نسوي بديكير ومنيكير مع أنش منتي بمحتاجة
    بس عاوزة أشوف رجليكي الحلوة لما تبئى بمبي بعد البديكير

    حينها غمزت لها مزنة بخبث لطيف: إذا البديكير والمنيكير حق وليدي ماعليه نروح

    سميرة تضحك: لا لا أنتي ماتعلمتني في قانون المصارعة إن الضرب تحت الحزام ممنوع
    وبعدين أنتي بنية عزابية وش تبين بسوالف المتزوجات

    كانتا في حوارهما حين دخل تميم وكالعادة انطفئت ابتسامة سميرة بشكل عفوي
    ولكنه لم ينتبه لأنه بالكاد لوح بيده مسلما وهو صاعد للأعلى بسرعة

    مزنة ربتت على فخذ سميرة وهمست بحزم أمومي: قومي يأمش شوفي رجالش وش فيه

    سميرة هزت رأسها وصعدت خلفه أ ليست هذه مهمتها كزوجة

    حين دخلت كان يبحث بين أوراقه بعصبية طبعت له على الحاسوب:
    تميم تدور شيء قل لي وأنا بأعطيك إياه

    وحملت الحاسوب ووضعته أمامه
    لكنه لم ينظر له حتى وهو يزيحه جانبا ويستمر بالبحث
    أعادت وضع الجهاز أمامه وأعاد إزاحته دون النظر له
    حينها حملت الجهاز وأعادته مكانه وجلست وهي تنظر له

    لأول مرة بعد ليلة زواجهما تراه ثائرا هكذا
    رأته حزينا متضايقا لكن ثائرا لا

    يقتلها فضولها الطبيعي أن تعرف عن ماذا يبحث وهو بهذه العصبية
    ولكنها يستحيل أن تشير له لذا بقيت صامتة
    وهو يبعثر كل الأوراق ويظهر على وجهه علائم التأفف والضيق
    ثم يغادر وهي مازالت لا تعلم لماذا حضر ولماذا غادر
    وفضولها يزداد حول ماكان يبحث عنه لأنها تعرف تماما مكان كل شيء!!
    ولا تنكر أنها تعبث في أوراقه في غيابه لذا هي تعلم كل تفاصيل عمله أيضا
    فعن ماذا كان يبحث عن ماذا





    **********************************





    " عبدالله وش فيك تأخرت كذا
    المسكينة من صبح ماسكتت والحين صرنا عقب العصر
    والبكا خطر عليها
    الدكتورة عطتها مهدئ وعطتها إبرة مثبتة بس تقول لازم تهدونها"

    همس بضيق موجوع وهو يقف مع عالية في الخارج: صدق هي حامل

    عالية بجدية: ليه هذي مواضيع فيها مزح

    عبدالله بضيق أشد: وذا الكلبة يعني مالقت تنط لي إلا اليوم

    عالية بتساؤل: صحيح عبدالله إنك متزوجها من أيام سفرتك الأولى لأمريكا
    اتصلت أسأل صالح بس ماعطاني تفاصيل

    عبدالله بذات الضيق:صحيح وطلقتها قبل ما أتزوج جوزا المرة الأولى حتى
    بس ذا المصيبة بتقعد نقطة سوداء ي حياتي ماني بمتخلص منها

    عايو بتساؤل: وش سويت الحين معها

    عبدالله بإرهاق: قدمت ضدها بلاغ في الشرطة واضطرت توقع تعهد بعدم الاقتراب مني بعد ماضغطوا عليها في السفارة
    بس السالفة عادها تبي لها شوي لين أخلص منها مرة وحدة.

    عالية بهمس تحذيري: ترا اللي ذابح جوزا إنها تحسبك توك متزوجها عليها

    عبدالله باستغراب مصدوم: من جدش وأنتي قلتي لها شيء

    عالية هزت كتفيها: لا طبعا موضوع مثل هذا بينك وبينها بس
    أنا بأدخل أخذ شعاع وبنروح مصلى الحريم لين تخلصون كلام
    لأنه شكلكم بينكم كلام واجد
    وعقب أنا بأرجع معك البيت بأروح أشوف ولدك أكيد جنن أمي الحين!!


    عالية خرجت مع شعاع وعبدالله دخل
    حين دخل توقع أنها ستصرخ به ستطرده
    ولكنها لم تتحرك من مكانها حتى وهي تتمدد بشكل جانبي ودموعها تسيل بغزارة

    شعر أن قلبه يتمزق وهو يرى انهيارها الواضح
    شد له مقعدا وجلس جوارها
    مد يده ليزيل خصل شعرها التي التصقت بوجهها المبلل

    ولكنها أبعدت وجهها عن مدى يده همس لها بخفوت بنبرة تذوب حنانا:
    جوزا ياقلببي مافيه حد خالي من العيوب
    وذا المره اللي شفتيها اليوم يمكن تكون ذنبي الوحيد في الدنيا
    اللي لين اليوم وربي يعذبني به
    بس صدقيني ياقلبي إن أي علاقة تربطني بها انتهت من قبل ما أعرفش حتى
    من قبل مانتزوج زواجنا الأول حتى

    قاطعته بنبرة ميتة : عبدالله اطلع برا ما أبي أشوفك طلقني!!

    عبدالله بصدمة: أطلقش كذا واحنا بيننا طفل والثاني جاي في الطريق
    وحتى من غير أطفال جوزا أنا أحبش ومستحيل أبعد عنش
    أنا مهوب بس أحبش أنا أذوب حتى في النفس اللي تنفسينه
    والله العظيم ماعاد يربطني فيها شيء طلقتها من خمس سنين

    لم تكن حتى تسمع موجوعة حتى أقصى روحها مشتتة ومضطربة
    ازداد انهمار دموعها وهي تهمس بذات النبرة الميتة: ما أبي أسمع شيء أبيك تطلقني وبس

    حينها ابتعد عبدالله بكرسيه قليلا وهو يكتف ذراعيه أمامه ويهتف بحزم:
    جاتش من الله أول يوم عقب زواجنا ذا المرة قلتي لي ماينجبر قلب على قلب
    وهذا الظاهر اللي صار أنتي أساسا منتي بمتقبلتني وظهور راشيل في الصورة ماكان راح يغير شيء
    بالعكس المرة الحريصة على رجالها بتلقى هذا سبب تتمسك فيه المرة اللي تبي رجالها مستحيل تخليه لوحدة ثانية
    وخصوصا لو كانت عارفة وش كثر يحبها مثل مانتي عارفة أنا وش كثر أحبش
    لكن أنتي ماصدقتي خليتيني الجاني وأنا الضحية
    راشيل هذي ذبحت ولدي قدام عيني خالد الله يرحمه كان أكبر من حسن
    عشان ماتقولين بعد أني كذبت عليش يوم قلت أني ماعرفت مره عقبش

    وقف وهو يهتف بحزم أشد: تبين الطلاق حاضر
    بس انتظري شوي ليش تبين تطولين عدتش لا صرتي في شهورش الأخيرة طلقتش
    وعلى فكرة أنا ماني بخايف من تهديد أبيش بس حرام تحرقين قلبه أكثر ماهو محروق
    إذا رحتي لبيت هلش قولي أنش توحمين ومقروفة مني
    وعلى العموم ماكذبتي أنتي من أول يوم لين اليوم وأنتي مقروفة مني!!

    أنهى عبارته وخرج وهو يشعر كما لو كان نحر روحه قبل أن يخرج
    كما لو كان طعن قلبه ألف طعنة وتركه ممزقا أشلاء خلفه
    تعب تعب تعب من احتقارها لمشاعره
    تعب من سكب مشاعره هدرا
    سيبقى يحبها لاشك في هذا ولكن قد يكون من الأفضل أن ينجو بنفسه التي باتت تذوي من أجلها وهي لا تهتم
    حتى بعد أن علمت بكل شيء لا تريد مسامحته لم يبق شيء يستحق التأسي عليه
    حتى متى سيبقى راضيا بالفتات منها
    حتى متى سيبقى راضيا بما تتصدق به عليه من قربها
    يشعر أنها امتهنت روحه حتى أقصى درجات الامتهان
    وحتى حينما احتاجها في أسوأ ظروفه شحت عليه بأدنى مساندة وهي تقرر الهرب منه كأنه وباء معدٍ
    تعب تعب بالفعل وماعاد يحتمل المزيد
    تعب من كل شيء. وهـــي قبل أي شيء

    خـــرج
    لتنهار هي خلفه في حالة هستيرية أخرى من البكاء لتجدها شعاع أغمي عليها مرة أخرى حين عادت لها






    *****************************************






    " مع إنه احنا صرنا شهر 3 بس والله الجو هنا بارد
    زين أني خليت لي هنا شوية شالات وملابس"

    كانت كاسرة تهمس بذلك وهي تشد الشال على كتفيها
    بعد أن وضعت صينية الشاي جانبا على الطاولة في الشرفة الأرضية المفتوحة على المزرعة من الخلف
    وهي تنظر لكساب الذي يقوم بتمرينات الضغط المعتادة

    ابتسمت وهي تردف: احنا التمارين ورانا ورانا في كل مكان

    هتف لها وهو منهمك في التمارين: نص دقيقة وخلص

    جلست وهي تراقبه كعادتها كلما رأته يتمرن
    لا تستطيع أن تنكر أبدا أن هذا التكوين الجسدي الاستثنائي وهذه القوة المفرطة المتبدية تستجلب الإعجاب الطبيعي رغما عنها

    ولكن غرورها الطبيعي بنفسها أيضا حاضر دائما : إن كان لديه ما يأسر الإعجاب فانا لدي ماهو يأسر أكثر من الإعجاب من بكثير

    ولكنها تعود لتزفر بشيء أعمق من الحزن فهي لا تريد إعجابه فهي تعبت من نظرات الإعجاب
    تريد منه شيئا أعمق وأثمن

    فأجأها بوقوفه أمامه وهو يهتف بشبح ابتسامة وهو يلمس طرف خدها:
    أنتي ماتملين من كثر ماتبحلقين فيني!!

    أجابته باستنكار باسم: وليش أبلحق من حلاتك يعني

    ابتسم بخبث وهو يجلس ويجفف وجهه بالمنشفة:
    ما أدري اسألي روحش وخصوصا لا ولعتي واحنا في مكان عام
    وعشان كذا صرتي كل ماقلت لش خلينا نطلع مكان تتهربين

    " الخبيث كنت أظنه لا يلاحظ
    كنت أكره أن ابدو بمظهر الغيورة أمامه
    لذا أصبحت أتحاشى الخروج معه
    حتى لا أضطر لتمثيل البرود وأنا أحترق
    فعلى مثل جداتنا (عين ماتشوف ماتحزن)
    فقلت مادمت لن أرى عيون النساء تطارده فعلى الأقل لن تحترق أعصابي علانية"

    أجابته كاسرة بثقة غامرة: مشكلتك واثق بنفسك على غير سنع
    وقلتها لك قبل إذا أنت تستانس لا حسستني بالغيرة عليك
    أنا بعد بأستانس لا خليتك تحس بنفس الشيء

    حينها فوجئت به يمد يده عبر الطاولة وهو يشد معصمها بقوة ويهتف بقسوة:
    وأنا بعد قلتها لش قبل لو سويتيها ذبحتش
    حتى لو كنت عارف إنش سويتي ذا الشيء لمجرد أنش تغيظيني
    إذا أنتي غرورش وكبريائش مايسمح لش تعترفين أنش تغارين علي
    فانا اعترف أني واحد غيور لأبعد حد
    لو حد بس شاف طرف شعرش ذبحتش وذبحته

    كاسرة كانت في البداية مذهولة من هجومه غير المتوقع ولكن ذهولها تبدد لجزع
    وهي ترى ذراعه العارية ملتصقة بالأبريق الساخن الذي أنزلته عن الغاز للتو
    و الذي يقبع على الطاولة الصغيرة بينهما
    حينها انتفضت وهي تسحب الأبريق بيدها الأخرى ودون أن تتناول القماش الحامي لتلسع هي أناملها

    انتفض هو أيضا واقفا بجزع وهو يشد اناملها وينفخ عليها
    بينما كانت هي تمسك بذراعه وتنظر لاحمرارها وهي تهمس بغيظ:
    خلني أروح أجيب لك كريم حروق من الصيدلية
    أنت أعمى ماتشوف الأبريق لصقت يدك فيه

    أجابها بغضب: والله مافيه حد أعمى وغبي غيرش
    عني احترقت بالطقاق تحرقين يدش

    كاسرة بغضب: وأنت مالك شغل في يدي فكني خلني أروح أجيب لك مرهم الحرايق

    كساب شدها للداخل وهو يهتف بحزم غاضب: إلا أنتي إلا تعالي أحط لش المرهم

    كساب شدها خلفه حتى وصلا الصيدلية الموضوعة في المطبخ الداخلي
    همست كاسرة بحزم: حط لنفسك أول أنا لسعة بسيطة
    بس أنت لصقت يدك في الأبريق

    كساب لم يرد عليها وهو يمد الكريم على أناملها المحمرة أولا
    ثم يناولها الكريم وهو يهتف بحزم: يالله حطي لي أنتي عشانش وإلا ترا حرقي مايستاهل

    كساب أخذت الكريم منه وهي تمد بعضا منه على ذراعه وتهتف بغيظ فعلي:
    يعني حرقك اللي مايستاهل وحرقي يستاهل
    تدري أنك أحيانا تخلي الواحد يكرهك من من قلب!!

    حينها أمسك بمعصمها وهو يمنعها من اتمام مهمتها ويهتف بعمق وهو ينظر لعينيها:
    وأنتي صدق تكرهينني الحين من قلب؟!!

    لم تجبه وهي تضع الكريم على الرف القريب منها
    وتستعد للمغادرة ولكنها تقف عند باب المطبخ وتهتف بشجن:
    يمكن القلب فيه أشياء واجد بس أكيد الكراهية مهيب من ضمنها!!





    *********************************





    " سميرة أصب لش شاهي بعد
    وإلا تدرين عندي فطاير مجهزتها لو جاني حد بأروح أحطها في الفرن"

    سميرة تشد نجلا وتجلسها وتهمس بنبرة مقصودة: اقعدي ماني بجاية أتقهوى
    وأعرف أنش مرة سنعة وضيفش مهوب في الخلا
    بس يوم كلمتش ماعجبني صوتش عشان كذا نطيت عندش
    وش السالفة يأم خويلد

    نجلاء بضيق: مافيه شيء!!

    سميرة بمودة وهي تستحثتها: نجول علي أنا

    نجلاء باستسلام موجوع : شوي مشاكل بيني وبين صالح

    حينها هتفت سميرة بغضب: رجعنا على طير ياللي لا يكون صالح رجع لطولة لسانه اللي قبل

    نجلاء باستنكار حزين: لا والله حاشاه بس بس

    سميرة بقلق: نجلا وش فيش

    نجلاء بذات الضيق المتزايد: صالح ماعاد مثل أول أحس فيه شيء مغيره علي
    خايفة يكون في باله موال
    وأعترف أني صرت أضيق عليه بغيرتي بس والله العظيم حاسته هو متغير

    سميرة بجدية: نجلا لا تبهتين الرجال وأنتي كل كلامش حاسة وحاسة
    ألف مرة قلت لش عمري ماشفت رجال يحب مرته مثل ماصالح يحبش
    حرام عليش تضايقينه

    نجلاء بحزن: غصبا عني سميرة من غلاه والله العظيم
    وأنا ماتعودت منه إلا على الحنية والكلام الحلو عشان كذا قسوته غريبة علي

    سميرة هزت كتفيها وهي تنظر لنجلا بشكل مباشر:
    تدرين نجلا وش مشكلتش أنتي وصالح
    إنه صالح طول ذا السنين كان يحبش أكثر مما تحبينه
    وأنتي تعودتي تاخذين أكثر ماتعطين.

    نجلاء قاطعتها باستنكار: حرام عليش سمور وهذا اللي طلع معش!!

    سميرة نهرتها بابتسامة: يمة منش خلني أكمل كلامي
    الحين بعد ما استقر فيكم الحال وصالح ماعاد ضايقش بشيء
    صار دورش تعبرين لصالح عن غلاه اللي أنتي تقولين إنه حدش تسوين ذا كله!!
    المشكلة شكلش ماتعرفين تعبرين إلا بالنكد
    كل مرة تحب رجالها أكيد تغار عليه هذا تحصيل حاصل بس طبعا ما تخنقه بغيرتها
    لكن تعبر عن حبها بطرق كثيرة ومشكلتش مالقيتي إلا أسوأ طريقة
    وعشان تبررين لنفسش تصرفاتش الخايبة اقنعتي نفسش إن صالح متغير معش

    نجلاء بضيق: أنتي أصلا مخش مفوت ومافيه حد يقول ذا الفلسفة إلا وحدة خبلة مثلش

    سميرة تضحك: والله مافيه حد خبل غير وحدة لها عشر سنين متزوجة واللي تعطيها النصايح مالها نص سنة

    حينها قرصتها نجلاء وهي تحاول أن تجاريها في المرح:
    روحي بس لمحل تميم
    وشوفي الغزلان اللي جايين للمحل أفواج وأفواج
    ولا رجع أخر الليل ماشاف إلا وجهش المغبر اللي من بياضش كنه وجه مومياء طالعة من قبرها

    سميرة تبتسم بمرح: يا أختي أنا وحدة أؤمن بأحقية الناس في شوفة الجمال
    يا أختي رجّالي حلو خل البنات يمتعون عيونهم قالوا لش خبلة مثلهم
    لهم شوف وحر جوف وهو آخرته لي وأنا عاجبته وتارسة عينه مغبرة وإلا مومياء!!

    سميرة رغم علاقتها المتينة بنجلاء إلا أن نجلاء لا تعرف أبدا حقيقة علاقتها بتميم
    بل هي أقنعت الجميع أنها تعيش معه حياة سعيدة وخصوصا بعد تعلمها لغة الإشارة
    كرهت أن تترك لأي حد المجال أن يقول لها العبارة المقيتة (قلنا لش!! حذرناش!! بس أنتي ماطعتي!!)

    وهي في حوارها مع نجلاء وصلها رسالة من تميم بالعادة الرسائل بينهما في غاية الرسمية
    توقعت أنه يقول أنه سيتأخر أو ماشابهلذا تفاجأت بالرسالة:
    " بعد ساعة بأجي لش في بيت أختش
    عازمش على العشا"

    توترت نوعا ما فهي نادرا ماتخرج معه لمكان عام
    عدا مشوار المدرسة ووضحى معهما
    لم تعلم كيف ستتفاهم معه. بورقة وقلم
    وكيف سيطلب هو العشاء في المطعم أم ستضطر هي أن تطلب
    بدا الأمر لها محرجا وغير مريحا وقررت أنه حين يحضر لأخذها سترفض الذهاب معه
    لا تعلم مابه اليوم أولا أثار فضولها ببحثه عن شيء مازالت لا تعلم ماهو
    ثم هذه الدعوة غير المتوقعة!!





    *************************************




    " يا الله يمه وأخيرا ماني بمصدقة"

    عفراء تحتضن جميلة ودموع الاثنتين تنهمر بغزارة والاثنتان تجلسان في المقعد الخلفي لسيارة منصور المتوقفة في مواقف المطار
    لأن عفراء لم تستطع النزول أساسا

    عفرا تهمس باختناق عميق: شيلي نقابش شوي خلني أشوف وجهش ياقلبي
    السيارة مغيمة وانا مافيني صبر لين البيت

    جميلة رفعت نقابها بخفة لتنفجر عفرا في البكاء بتأثر عميق وهي ترى كيف استعادت جميلة كامل عافيتها
    وهي تمتع نظرها المشتاق لكل تفاصيل صغيرتها التي استعادت كل رونقها وحياتها الطبيعية معها

    عاودت احتضانها بقوة بشكل جانبي وجميلة تهمس باختناق باسم:
    أخينا العزيز خذ المكان كله ماخلا لي من حضنش شيء

    عفراء بحنان عميق: وش أسوي ماجيتي إلا كرشتي على أخرها
    بروحي ماعاد أقدر أتنفس من الثقل

    جميلة تتناول كفي والدتها وتقبلهما وهي تغرقها بدموعها:
    المهم أني جيت قبل تولدين شان أكون معش.

    وهما غارقتان في طوفان مشاعرهما وتأثرهما
    أطل عليهما منصور الذي كان قد توجه مع خليفة ليسلم على والده وشقيقيه الذين حضروا لاستقباله

    هتف بابتسامة حانية: ها يا جميلة يا أبيش
    خليفة يقول ماخلصتي سلامات على أمش

    حينها رفعت جميلة رأسها من حضن أمها وهي تهمس باختناق موجوع: وينه خليفة

    منصور بنبرة أبوية باتت تليق به تماما: جاي وراي

    أنهى عبارته وتوجه لمكان السائق ليركب
    حينها أطل عليهم خليفة بالفعل ليفتح الباب من ناحية عفراء ليقبل رأسها وهو يهتف بابتسامة ودودة:
    قرت عينج بشوفت جميلة وقرت عينها بشوفتج كانت بتموت وتشوفج بس

    لم يكن يعلم بالشهقات المكتومة غير الطبيعية التي بدأت تصدر ممن تجلس جوار عفراء
    وهي تشد الشيلة لتضعها على فتحات عينيها منذ سمعت صوته وكأنها المرة الأخيرة التي ستسمعه فيها

    حين انتهى خليفة من السلامات المعتادة مع عفراء هتف بنبرة حانية:
    يا الله جميلة هذا أنتي سلمتي على أمج
    امشي معاي خالاتي ومرت جاسم ناطرينج في البيت
    تعشي عندهم بس وعقب بأردج لأمج تنامين عندها

    صُعق بل تمزق بل تناثر أشلاء بالرد المختنق: لا

    سأل بذات احساسه بالصدمة المريعة: أشلون لا
    ماتبين تروحين معاي الحين
    خلاص روحي مع أمج وبيي عقب ساعة وأخذج

    ذات الصوت الذي يتزايد اختناقا: لا

    بدأ صوته برتجف بغضب وبكثير من الخوف
    أحقا هذه الجريمة التي سترتكبها في حقه أستتركه أم هذه محض هواجس :
    جميلة أشلون لا
    انزلي قدامي لا تصرفين مثل اليهال كلها ساعة زمن وأردج لأمج

    عفراء شدت على يد جميلة بتحذير غاضب وهي تهتف بحزم:
    خليفة يأمك أنا بعد بأروح معك الحين
    نسلم على خالاتك ومرت أخيك ونتعشى عندهم بعد

    جميلة قاطعتها بصوتها المرتعش اختناقا: لا يمه لا

    لم يعلم خليفة أي جنون يخطر ببال هذه الصغيرة
    وهي تظن أنها برفضها تترك له مجال الاختيار دون ضغط
    ستذهب مع أمها وهي تحله من أي مسؤولية تجاهها
    وإن كان يريدها بعد ذلك سيكون قد اختارها باختياره هو ودون أي ضغط

    همست بصوت ماعاد ظاهرا لشدة اختناقها بالعبرات:
    لا خليفة ما أبي أروح معك أبي أقعد عند أمي

    حينها شعر أنه عاجز عن التنفس فعلا
    أ يعقل كل هذه القسوة والجحود والنكران والوحشية هتف بغضب موجوع:
    تقعدين عند أمج كم يوم يعني

    جميلة عجزت عن أن تقول ماخططت لقوله
    ولكنها ختاما قالته وهي تشعر كما لو أن الأحرف تمزق لسانها:
    أبي أقعد عندها على طول

    تظن أنه يجاملها وهو يطلب منها الذهاب معه
    و لكن لو علم أنها لن تعود له مطلقا.
    سيصفو تفكيره بعيدا عن علاقتهما كمريضة ومرافقها حينها سيعود لها بشكل جديد كما تتمنى

    منصور هتف بحزم بالغ: جميلة عيب عليش روحي مع رجالش أو أنا بروحي بأوديش

    همست بألم روحها الممزقة: تكفى عمي لا لا

    عفراء بغضب حقيقي: روحي يا بنت مع رجالش وإلا والله لأزعل عليش وتشوفين مني شيء عمرش ماشفتيه

    قاطع خليفة محاولات عفرء ومنصور لاقناعها وهو يشعر كما لو أن روحه تنزف بكل غزارة
    مهما كان توقعه لجحودها لم يتخيل أنه سيصل لهذه المرحلة!!
    وهي تبعثر كرامته أمام أهلها وحتى أمام أهله الذين ينتظرون غير بعيدين
    وهم يحضرون على سيارتين حتى يعود هو بزوجته على إحداها
    لن يسمح لمشاعره أن تمتهن كرامته لن يسمح لحبها أن يذله ويحتقره هكذا!!
    بأي صورة يعود لوالده وهو يخبره أن زوجته لن تعود معه

    قاطعهم بحزم أخفى خلفه ألم روحه الذي لا حدود له:
    بس لا تحايلونها على واحد ماتبيه خلاص مهمته انتهت في نظرها ولازم ترميه مثل الزبالة
    كاهي بنتكم رجعت لكم وسلمتها لكم بكل صحتها
    ومهمتي انتهت خلاص واحتسبت أجري عند رب العالمين
    وبنتكم ورقتها بتوصلها باجر

    ثم أردف وهو يبصق روحه:
    جميلة أنتي طالق






    ****************************************





    " غريبة أنش قاعدة هنا
    منتي برايحة لخالتي وبنتها!!"

    مزون تنظر لعلي العائد من صلاة المغرب وهي تمسح تأثرها وتحاول ألا تبكي
    لأنها تعلم أنها ستبكي كثيرا حين تذهب لجميلة
    التي أخبرتها خالتها للتو حين اتصلت مزون بها أن جميلة منهارة تماما
    وفي حالة بكاء هستيرية بعد تطليق خليفة لها وأنهم في طريق العودة للبيت

    هتفت مزون بتأثر: بأروح بس بعد شوي عادهم في الطريق

    علي بابتسامة وهو يجلس جوارها: زين ليش محزنة كذا المفروض أنش مبسوطة

    مزون بشكل مباشر لشدة إحساسها بالألم: رجّال جميلة طلقها وهم عادهم في المطار. تخيل تخيل
    وخالتي زعلانة منها وتقول إنها اللي حدته يسوي كذا

    علي بصدمة: من جدش؟!!

    مزون بألم: يعني بافاول على بنت خالتي بالطلاق!!

    حينها صمت علي لثوان ثم أردف بحزم القرارات الحازمة: أبي درا وإلا عاده

    مزون هزت كتفيها: أكيد مابعد درا السالفة توها صارت وأبي مابعد رجع من المسجد

    حينها أردف علي بحزم شديد: اسمعيني عدل
    الحين الحين رشحي لي وحدة أقول لأبي يخطبها لي أول مايرجع من المسجد

    مزون بصدمة: من جدكبذا السرعة

    علي بذات النبرة الحازمة: إيه من جدي أنتي ألف مرة قايلة لي عندي لك عروس يعني أكيد فكرتي بحد معين
    وماراح أكذب عليش يامزون وطبعا سر بيني وبينش
    أنا خايف من شيئين
    إنه لو أنا خطبت بعد مايشيع خبر طلاق جميلة يقولون إني خطبت عشانها تطلقت
    الشيء الثاني واللي أنا خايف منه أكثر إنه لو ماخطبت ورجّالها مارجعها يحنون علي أبي وعمي أني أتزوجها.
    وأنا أساسا كنت خلاص بأقول لأبي يخطب لي فخليني أخلص السالفة مبدئيا وأنا مابعد عرفت بطلاقها

    مزون حينها ابتسمت: بس أنت عرفت!!

    ضرب خدها بخفة حانية وهو يبتسم: لا ماعرفت وخلصيني عطيني اسم زوجتي المستقبلية

    مزون حينها أصيبت بحالة من الحماس العفوي:
    في بالي أكثر من وحدة ومن زمان بس أنت عطني المواصفات اللي تبيها

    علي بجدية: أهم شيء تكون وحدة رايقة وهاديه مالي خلق على وحدة قوية ولا لسانها طويل
    الجمال مايهمني بس في نفس الوقت أبيها تكون ستايل وذربة
    لأنه لازم إنها بتنعزم مع زوجات دبلوماسيين فلازم إنها تشرفني
    والشيء الثالث والمهم بعد تكون بنت ناس فيهم خير يعني نسب يشرف!!
    تعرفين إن منصبي حساس وكل شيء يؤثر علي !!

    مزون حينها اتسعت ابتسامتها وهي تهتف بنبرة مقصودة:
    خلاص. لــقـيـتـهـا لك !!




    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

صفحة 16 من 29 الأولىالأولى ... 6141516171826 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •