الملاحظات
صفحة 14 من 29 الأولىالأولى ... 4121314151624 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 131 إلى 140 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #131  
    المشاركات
    3,260
    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ياصباحكم خير ياوجيه الخير


    ياهلا والله وألف هلا بكل تعليق وبكل وجه جديد


    ويا ألف هلا بكل الصديقات اللي اللي معي دايم مايخذلوني


    الله لا يخليني منكم جميع


    أنا رحمتكم المرة اللي فاتت من هذرتي اليوم جمعت لكم كل الهذرة


    واللي رأسه يوجعه يعديها وينط للبارت


    .


    .


    اليوم عاد يوم الانتقادات العالمي


    فيه مجموعة من الانتقادات قديمة وجديدة بس أنا مالحقت أرد عليها


    فيه صديقات غاليين هنا كانوا يقولون لي لا تردين


    لأنه هذي الانتقادات فرديةيعني رد واحد من ضمن ألف رد


    لكن أنا حبيت أرد عشان ماحد يقول إنه أنا بس أبي أتلقى المدح والنقد لا


    وأنا أرحب جدا بالنقد والنقد الموضوعي لمسارات القصة يدفع القصة دائما للأفضل


    لكن انتقادات اليوم نقدر نسميها الانتقادات غير الموضوعية لو صح التعبير وسامحوني


    وعلى العموم كل الانتقادات والأراء على رأسي


    وأنا والله العظيم مازعلت من أي انتقاد


    لكن ما أقدر أنكر أني أتضايق لما أشوف إنه البعض ينتقد لمجرد أن يجد له شيئا ينتقده!!


    تعودت مني أكون شفافة معكم الله لا يخليني من شفافية قلوبكم ودفاها


    .


    يالله نبدأ


    .



    البنات اللي يقولون لا تخلين القصة ترتكز على الرومانسية وخرابيطها


    لهم أقول يابنات الله يهداكم ويصلح بالكم خلكم موضوعين شوي


    لأن اللي يقول إن القصة ترتكز على الرومانسية يكون أحادي النظرة


    يعني شاف شيء واحد وترك كل الأشياء اللي عالجتها القصة مثل:


    العلاقات بين الأب وأولاده من عدة أشكال


    العلاقات بين الأخوة ومن عدة أشكال


    العلاقات بين الأصدقاء و العلاقات مع المجتمع


    الإعاقة والتعامل مع المعاق


    تحدي المجتمع ونتيجته


    الهروب من مواجهة المشاكل ونتيجته


    حدوث شرخ في العلاقات بين البشر لأسباب كثيرة


    العقد النفسية ومعالجتها


    الشك والغربة والأوجاع النفسية


    مايحدث لأولادنا في الخارج


    تربية الأولاد وأهميتها


    الحمية والدفاع عن الأضعف وبصور مختلفة


    الشخصية المتسلطة وكيف تتعامل


    وحتى العلاقات بين الأزواج تم معالجتها من زوايا مختلفة


    .


    ونرجع على الرومانسية وأتكلم عنها من ناحيتين:


    أولا: أنا عمري ماجبت موقف رومانسي إلا مع زوجين ولسياق القصة وليس لمجرد الحشو


    وأنا في هذا أحاول أن أقف في وجه قصص يقرونها البنات تجيب مواقف بين شباب وبنات بدون رابط شرعي


    يعني البنت بتقرأ بتقرأ ولو مالقت الشيء الجيد المصاغ في إطار شرعي ستقرأ ماعداها


    وبعدين ما أظن أني أبدا سبق لي جبت خرابيط


    يعني لا خليتهم يركضون على البحر مثل الأفلام الهندية ولاجبتهم يرقصون فالس مثل بعض روايات مرت علي


    .


    الشيء الثاني: فن كتابة القصة كفن معروف


    علاقة الحب هي عقدة في القصة تبنى عليها أحداث


    يعني مستحيل تقولون أني جبت قصة الحب عشان أخليهم يحبون بعض والسلام


    وين المغزى وين الهدف كل قصة حب في الرواية وراها هدف أكبر


    ولا توجد رواية واحدة عالمية ناجحة لم تكن علاقة الحب أحد مرتكزاتها


    رواية (شفرة دافنشي) التي اجتاحت العالم تتحدث عن ألغاز وفك شفرات وأسرار مع ذلك تجدين فيها قصة حب


    أروع واعظم وأرقى روايات العالم قامت على قصص حب جين إير مرتفعات وذرنج ذهب مع الريح


    بتقولون ماذكرتي روايات عربية هذولا أجانب دينهم غير بأقول خلوا الطابق مستور


    لأن الروايات العربية الشهيرة الناجحة قامت على ماهو أكثر من الحب إحراجا!!


    ولكن لأقل لكم الروايات التي عرّبها كتاب ملتزمون مثل المنفلوطي


    قامت على أساس حب عميق عاصف جدا مثل مجدولين والشاعر


    .


    .


    البعض الآخر من الانتقادات خلوني سبب لكثير من المشاكل


    باقي يحملوني مشكلة الاقتصاد العالمي وأني السبب في انهيار البورصة


    يعني هناك من تقول أني أخذ ذنب من يقرأ وأضيع وقتهم


    هل بارت لا تتجاوز مدة قراءته نصف ساعة كل يومين أو حتى كل يوم هو ما اضاع الوقت


    إن كان هناك من يضيع وقته فهو أنا ومع ذلك لا أقول أني أضيع وقتي


    لأني أعرف كيف أقسم وقتي تماما لم أقصر ولله الحمد لا في حق ربي ولا في حق بيتي ولا أسرتي


    ولكن يبقى هناك وقت خاص بك تحتاجين إلى تقضيته في شيء أنتي تحبينه


    أنا أحب أكتب وهناك من يحب أن يقرأ


    وأنا ولله الحمد لا أكتب ما أخجل به ولا ما اشعر أنه قد يضر سواي


    لأن الإنسان مسؤول من ربه فيما أضاع فيه وقته


    وكل واحدة منكم كذلك هي مسؤولة عن الوقت التي تقضيه في أي شيء



    يعني بنات بعيد عن قضية هذا الانتقاد لو تكلمنا في قضية عامة


    إنه أحيانا يكون من الأسهل علينا نلوم غيرنا على أخطائنا نحن


    بدل مانواجه الخطأ ونحله فالخطأ عندها يجر لخطأ


    يعني شابة تُغرق نفسها في قراءة الروايات لدرجة أنها تهمل دراستها أو مسؤولياتها


    هل من المنطق أن تتهم من يكتبون أنهم السبب؟!!


    الإنسان لابد أن يعرف كيف يفصل بين هواياته وواجباته الهوايات عُرفت أنها لوقت الفراغ فقط!!


    والقراءة فعلا غذاء للروح ولكن في وقتها المناسب!!


    وأنا أحمدالله أن ماكتبته وصل لأرواحكم وكانت نتيجته هذا الحب العميق الذي تغمرونني فيه


    والذي اعتبر أنه أكبر نعمة أعادها الله علي من الكتابة


    .


    .


    ومن هنا أنتقل لمن حتى انتقدت أني صورت الزواج بصورة جميلة


    وأني أخدع البنات بذلك لأن الزواج كثير من المسؤوليات


    تـخـيـلـوا!!


    هنا أقول اتقوا الله فعلا. هل مثل هذا الكلام يُقال


    هذا الزواج قال عنه الله عز وجل أنه سكن لروح الإنسان


    (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)


    أم أنكِ ستتعدين على الذات الآلهية وتقولين إنه كلام غير صحيح


    تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا


    ولا أعتقد أنه حتى الطفلة التي عمرها 10 سنوات تجهل أن الزواج هو كثير من المسؤوليات


    فالبنات لا يتلقون معلوماتهم مني ولست مصدر المعلومات الوحيد في العالم!!


    فالبنات اليوم يعلمون أكثر مما تتخيلون بكثير


    فهل كان من الأفضل أن أكتب لهم عن علاقات غير مشروعة


    لأن الزواج كله مسؤوليات وانا أخدعهم حين أصوره بصورة جميلة!!!!!!!!!!


    يا نبضات القلب هكذا الزواج يجب أن يكون في صورته الطبيعية تآلف أرواح تسكن لبعضها


    لكن ماتسمعونه من المشاكل الكثيرة هو خارج عن الفطرة


    لأن الناس هم من خرجوا عن الفطرة السوية!!


    اللهم أحينا على فطرتك وأمتنا عليهم


    .


    يابنات الله لا يحرمني منكم انتقاداتكم كلها على رأسي وفوق رأسي بعد


    بس خلكم موضوعين لأن انتقاد بدون موضوعية معناه بهتان وتجريح


    .


    .


    تدرون يا نبضات القلب


    الرواية عمل فني معقد مهوب بسيط أبد


    وأنا سعيدة جدا إن اللي كتبته يقرونه قراء من مختلف الأطياف


    أنا أعرف إنه حتى الجدات يقرون لي<= الله لا يحرمنا من جداتنا


    وأنه الشباب والبنات يقرون لي


    وأعرف بعد ومن زمان تحديدا من قبل أكثر من سنة إنه قصصي حضيت بإشادة أكاديمية في دراسات جامعية


    وأعرف بعد إنه فيه اللي مايقرأ لي أبد أو حتى مايعجبه كتاباتي وهذي حرية شخصية


    ورأيكم على الرأس والعين


    أنا ماصادرت أرائكم أحترم حريتكم الشخصية


    فياليت على الأقل تحترمون عقليتيلأنه البعض يحاول تسطيح أفكاري أو إظهارها كأنها غير منطقية!!


    يابنات هذي قصة لازم تختلف عن الواقع شوي عشان تكون جذابة


    لأنها لو طابقت الواقع تماما سقطت في سجن الملل والجمود


    لكن في نفس الوقت لازم إنه نظل نرتبط بخيط الواقع


    وهذه معادلة صعبة يصعب المحافظة عليها كما لو أنك تمشي على حافة سكين


    ومع ذلك أحاول الموازنة قدر جهدي والمحافظة عليها


    وأنا أحاول جهدي بأقصى طاقته واتعب فوق ما تتخيلون في صياغة القصة


    إن أحسنت فمن الله وتوفيقه وإن أخطأت فمن نفسي


    وهذا عمل إنساني نقصه أكثر من كماله كأي عمل إنساني


    .


    .


    نرجع للقصة بعد ماصدعتكم بالهذرة <== ماصدقت تهذر فتحت حلقها ماسكته


    غموض كساب <== مقصود ولن ينجلي قريبا خلكم تفكرون شوي!!


    حتى البعض لاحظ إن كاسرة أجيب هي بشنو تفكر لكن كساب لا


    بعد أقول مقصود وأنتظروا شوي الله لا يخليني منكم ومن دقة ملاحظتكم


    يمكن تكون البارتات الجاية حضور جوزا وعبدالله أكثر


    لأن قصتهم معقدة أكثر ليس إلا وتحتاج معالجة أعمق وإلا فأنها ستكون تعاني من نقص في المعالجة


    وبعدين أنا ما أحب أشعللها على كل الجبهات لأنه كذا بتضيع خيوط القصة وبيصير فيه نقص في المعالجة


    كل الشخصيات بتأخذ حقها وبالكامل


    بس مهلكم علي


    يعني أنا لا أركز حضور شخصية لمجرد أني أحبها لأنه لو على الشخصيات المقربة لي


    فهي مازالت بعيدة عن الظهور المنتظر!!


    .


    وإن شاء الله إن قدرت فيه بارت إضافي صغنون هدية لكم خلال هذا الأسبوع أو في نهايته


    حسب التساهيل إذا الله قدرني وخلصته


    وبنخلي وقته مفاجأة لكم


    .


    بالنسبة للبارتات كلها حتى آخر بارت موجود في الصفحة الأولى


    أحيانا أنا أضعه وأكثر الأحيان يتكرمون علي مشرفاتنا الغوالي بوضعه


    ولكن مايحدث أنه تكون هناك أحيانا ردود مخالفة قبل البارت مثل ننتظر وما إلى ذلك


    وأنا أعلم أنها سُتحذففإن وجدت مثل هذه الردود


    أنتظر حتى يحذفها المشرفات لأنه بعد أن تحذف يتغير مكان البارت


    ثم بعد ذلك أضع الرابط إن لم يكن مشرفاتنا العزيزات وضعوه


    وغالبا أجدهم تكرموا علي بذلك <== الله لا يخليني منهم ولا من نفعتهم وخالص شكري لهم


    لجهدهم الواضح الدائم في الارتقاء بالقسم للأفضل


    .


    فيه من سألت عن معنى عفسها بمعنى حاسها عفسة=حوسة


    .


    أما الحلوة اللس سألت لو تحولت الرواية مسلسل


    أقول لها عاد سامحيني لو ماقدرت أجاوب


    لأني أساسا ما أشوف التلفزيزن من أكثر من سنة ونصف


    أشوف الاخبار وبس


    عقبالكم.


    .


    وقبل البارت أبي أشكر روح التفائل على إهدائها الجميل المبدع لبين الأمس واليوم


    ألف شكر يا عذبة


    .


    .


    ويالله وأخيرا مع البارت الجديد


    الرابع والأربعون


    وطبعا ظهور خالاتنا نورة وسلطانة على الساحة أخيرا!!


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    وموعدنا الجاي الخميسالساعة 8 صباحا


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله




    .
    بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والأربعون





    عبدالله وصالح كلاهما التفتا مذهولين لناحية الباب

    بينما أبو صالح تقدم بخطوات ثابتة وهو يوجه نظرات مباشرة لعبدالله

    ويهتف بنبرة صريحة مباشرة شديدة الحزم: ها ياعبدالله وش عندك


    عبدالله حينها تبادل النظرات المبهوتة مع صالح

    فالإيمان بضرورة عمل الشيء مختلف تماما عن عمله على أرض الحقيقة!!

    فرغم إيمان عبدالله بضرورة إخبار والده بالحقيقة

    ولكن حينما حانت اللحظة هاهو يجد الأمر غاية في الصعوبة

    كيف يخبره كيف

    ليس لديه أي توقعات حول ردة فعل والده ولكن أكثر مايخشاه أن يبعده والده عن حضن عائلته

    لن يحتمل مطلقا العودة للوحدة والألم واللوعة والقهر/المسميات والمشاعر التي عايشها طيلة السنوات الماضية حتى تشرّب بها!!


    أبو صالح بنبرة غضب عالية صاخبة: عبدالله !!


    عبدالله انتفض بعنف: لبيه يبه

    ثم أردف باختناق وهو عاجز عن ابتلاع ريقه ليس جزعا ولا خوفا

    ولكن هيبة واحتراما لمقام هذا الشيخ الذي أرهقته السنون

    خوفا عليه وليس خوفا منه: اقعد يبه جعلني فداك وأقول لك


    أبو صالح جلس على أقرب مقعد وهتف بحزم: وهذا أنا قعدت

    وش العلوم اللي في بطنك واللي لين الحين ماعلمتني فيها

    مع أنه كان لازم(ن) عليك إنك تجيني أول ماطبيت الدوحة وتعلمني بكل شيء

    لكن أنت ضيعت السنع أول وتالي


    عبدالله شد له نفسا عميقا ليبدأ حكايته مترددا مشوشا خجلا

    كان في بداية الحكاية يسترق النظر لوجه والده ليراقب تعابير وجهه

    ولكنه بعد ذلك بدأ يغرق رويدا رويدا في وجعه وهو ينزف الحكاية التي يستعيدها جمرات تحرق جوفه وتكوي مشاعره

    حكى له كل شيء من البداية لم يزد ولم ينقص حكى الحكاية كاملة

    استعاد وجيعته كلها غرق في وجع الحكاية حتى أذنيه

    امتلئت روحه حتى أقصاها بقيح الوجع حتى ماعاد قادرا على مجرد بصقه!!

    ومع وصوله للنهاية وهو يستعيد مشهد فقدان صغيره

    كان صوته يرتعش وهو يمسح دمعات خائنة تسربت من روحه عبر عينيه

    فهو طيلة الأيام التي مضت كان يحاول السلوى والانشغال بأهله عن كل شيء

    فإذا الفجيعة تعود لتتجسد بألمها حادا مرا غائرا غاص في روحه حتى أطراف نهاياتها المكلومة

    هاهو يقف أمام والده ليخبره كيف فقد كلاهما ابنه !!


    حينما انتهى صمت

    لم ينظر حتى لوالده لم ينتظر ردة فعله فهو الآن في عالم خاص من وجيعة لا حدود لها

    مهما كان ماسيقوله له والده فهو لن يؤثر فيه في هذه اللحظات كما لو أنك تحاول ملء دلو ممتلئ أساسا

    كل ما سيحدث أن ما تسكبه فيه سيفيض خارجه!!


    أبو صالح وقف وهو يحاول جاهدا ألا تخذله قدميه.

    لم يعلق هو أيضالم يقل كلمة واحدة!!

    وإنما انسحب من المجلس تاركا ولديه فيه

    وصالح يربت على كتف عبدالله الذي كان وجهه محتقنا بشدة!!

    وكأنه يوشك على الانفجار بالبكاء !!

    أو البدء بالتقيء!!






    ***************************************






    " الله يهداج جميلة ليه هالدموع كلها؟

    مايصير تصيحين جذيه مو زين لج !! "


    لم تجبه وهي مستمرة في ذات وتيرة البكاء المستمرة من أكثر من ساعتين

    منذ غادرتها مزون ووالدها


    جلس جوارها على الأريكة وهو يربت على رأسها بحنان:

    جميلة بس تبين نطلع مكان

    نطلع نتعشى برا!!


    جميلة انفجرت باكية بصوت أعلى: خليفة واللي يخليك خلني بحالي

    أنا حاسة كني باموت وأنت تقول نطلع نتعشى برا !!


    خليفة بنبرة مساندة: جميلة هذا أنا عندج وإن شاء الله مو مطولين

    كلها كم شهر بتمر هوا ونرد الدوحة


    جميلة دفنت وجهها بين ركبتيها وهي تشهق: أنا متى عرفتك خليفة

    ما لي حتى شهرين

    لكن مزون وعمي زايد فتحت عيني على الدنيا لقيتهم قدامي


    حينها وقف خليفة ليمشي متجها للنافذة ويهتف بحزم أخفى خلفه ألمه الشفاف وهو ينظر عبرها للخارج:

    جميلة وأنا ماطلبت منج تعتبريني مثلهم

    لكن تقدرين تعتبريني تصبيرة لو عجبتج التسمية

    لأنه مافيه حد معج هني غيري

    ملزومة تتقبليني أو ابجي مثل ماتبين




    .

    .

    .



    في الطائرة التي حلقت قبل دقائق


    زايد يلتفت لمزون ويربت على كفها بحنو: يأبيش وش فيش مكتمة من يوم طلعنا من عند جميلة


    مزون بحزن: جميلة كاسرة خاطري يبه. بكت لين الله شاف لها ماتت من البكا

    حاسة فيها والله العظيم.


    زايد بابوية حانية: ولا يهمش يأبيش ولا تتضايقين

    وعد علي كل كم أسبوع أخذش يومين تزورينها

    ولا يصير في خاطرش شيء يالغالية


    مزون بلهفة: صدق يبه!! صدق


    زايد يحتضن كفها بكل حنان: ومتى أبيش قال ولا فعل؟!!







    رد مع اقتباس  

  2. #132  
    المشاركات
    3,260

    "أبو عبدالرحمن!! "


    التفت لها أبو عبدالرحمن وهتف بهدوء ساكن يختلف عن مشاعره الثائرة هذا المساء:

    نعم وش تبين


    أم عبدالرحمن بخفوت: أم صالح تقول تبي تسوي عشاء للنسوان ليلة الخميس أما في بيتنا أو في بيتهم

    وأنا أبيه في بيتنا أبي أسوي لجوزا عشاء كبير واعزم النسوان مايصير تروح لبيت رجّالها كذا ماحد درا بها


    أبو عبدالرحمن بسكون: لا تخلين أم صالح تجيب شيء أنتو اللي سووا لعشا والترتيب ولا يهمش من المصاريف

    ثم أردف بنبرة أعلى: وياويلش تخلينهم يدفعون ريالعشا بنتي ماني بعاجز(ن) منه


    أم صالح بذات الخفوت: إن شاء الله تم تم


    ثم شد له نفسا عميقا وهتف بحزم: وعشا الرياجيل ذاك الليل لا تهتمين منهبأخلي المطعم يسوي الذبايح

    والخفايف اللي معه بأجيبها من مطعم ثاني

    اهتمي ببنتش وبس




    *******************************





    " وش استعداداتش لليلة الخميس"


    جوزاء تنظر لشعاع ولا ترد عليها وهي تتمدد بجوار ابنها النائم وتمسح شعره وتتنهد


    شعاع بلهجة جدية: ولو تنهدتي عشرين تنهيدة الحين أنا الصغيرة بأعلمش

    زواجش ليلة الخميس وأمي تبي تسوي حفلة كبيرة

    وأنتي لا حجزتي شعر ولا مكياج ولا حتى جهزتي وش بتلبسين


    جوزاء بنبرة ضيق: شعاع اعتقيني ترا ذا الموضوع آخر شيء أبي أتكلم فيه

    ضايقة منه ومن طاريه


    شعاع برجاء: زين يعني بتطلعين للناس مبهدلة


    جوزاء بتصميم غاضب: آخر شيء بأسويه أني بأطلع للناس مبهدلة

    لا تخافين بأكشخ أكثر من كل مرة كشخت في حياتي

    ثم أردفت بألم: هذا كن الكشخة تصلح ما أفسده الدهر


    شعاع بغضب: رجعنا لطير يا اللي

    تدرين جوزا لو أنتي آمنتي في داخلش بجمالش الناس بيشوفون ذا الجمال

    بس دامش أنتي تقللين من قدر نفسش وش بتكون ردة فعل الناس


    جوزاء بإرهاق: شعاع اعتقيني الليلة بس مقروفة منه ومن طاري زواجنا الله يأخذه


    شعاع وكأنها لم تسمع شيئا مماقالته: اشرايش تلبسين فستانش اللي خلص عند المصمم ومارحتى تجيبينه


    جوزاء بجزع: تبين ألبس فستاني اللي كان لعرسي مع امهاب؟!!

    مستحيل ألبس فستان عروس


    شعاع باهتمام: زين وش بتلبسين


    جوزاء تريد أن تنتهي من الحاحها: بألبس الفستان الأحمر اللي كنت مجهزته لوصار مناسبة عقب

    خلاص شعاع فارقيني الله يرحم والديش


    شعاع بذات الإلحاح: زين نروح بكرة السوق تكملين تجهيز

    تكفين جوزا لا تعصبين أدري أنش متضايقة

    بس عاد لا تفشلين روحش في الناس وتخلين روحش مطنزة لهم


    جوزاء قفزت وهي تصرخ بغضب وترتعش: كيفي كيفي أنا المطنـزة وإلا أنتي؟!

    طول عمري وأنا مطنـزة وش فرقت الحين؟!!

    اطلعي برا ارحميني خلاص برا


    شعاع جرجت أذيال حرجها خارجة بينما جوزاء عادت لموالها الذي بدأ منذ عودة عبدالله ومازال

    موال دموع لا ينتهي

    "خلني أخلص دموعي الحين لأني مستحيل أشمته فيني وأخليه يشوف دموعي

    زين يا عبدالله زين!!

    تبي ترجعني؟!!

    بأرجع لك بس ذنبك على جنبك!!

    وذنبي أنا بعد على جنبك"






    ***************************************





    " خالد وش فيك متعومس"


    يهتف لها بهدوء عميق: مافيني شيء ارقدي ياصافية أنا مافيني نوم

    وأنتي عادش تعبانة والسهر مهوب زين لش


    أم صالح بقلق: تبيني أرقد وأنت ذاهن!! ياكبرها عند ربي !!

    قل لي وش فيك مهوب عوايدك السهر


    أبو صالح بعمق: مافيني شيء بس مافيني رقاد

    شوي وبأقوم أصلي وأقرأ قرآن لين يجيني نوم وإلا لين أصلي الفجر

    ارقدي يالغالية جعله نوم العافية!!


    " نامي أريحي أعصابك التي أرهقها طول الهم!!

    فماذا تريدين أن أخبرك ياصافية بماذا أخبرك

    هل أخبرك حكاية الجلاد والضحية اللذان أصبحا شخصا واحدا

    هل أخبرك كيف نحر ابنك نفسه وبيده

    هل أخبرك أنه طعن نفسه بسكين طعنني بها

    هل أخبرك أن وجيعتي أكبر من وجيعته وفجيعته أكبر من فجيعتي

    هل أخبرك أن شعر جسدي قد وقف من مجرد الوصف فكيف بمن رأى مالايوصف بالكلمات

    هل أخبرك أني حزين وغاضب ومغبون

    هل أخبرك أن بودي أن أصفعه ألف مرة وأن أخذه تحت جناحي وفي حضني ألف ألف مرة

    هل أخبرك أن بودي أن أمزقه بالعتب والتوبيخ حتى أجعله أشلاء

    وأن بودي لو أستطعت أن أحمل عنه كل حزنه ويأسه وألمه حتى يعود قلبا خاليا من الهم كما كان

    فأنا شيخ أثقله الهم ولن يضيرني حمل المزيد

    فكم بقي لي من العمر المكتوب في غيب رب العالمين

    لكن هو شاب صغير أثقلته الهموم وهو لم يبدأ حياته بعد!!

    وأي هموم يأم صالح؟!! أي هموم هموم لو حملها الجبل لانهار

    وهو مازال صامدا أو يدعي الصمود!! "


    أم صالح تمددت بعد أن وقف أبو صالح على سجادته وأطال في صلاته

    قضت وقتا طويلا تراقبه وهو يصلي

    حينا يقف وحينا يصلي جالسا على مقعد حين تتخاذل قدماه

    عيناها ترقبانه حتى غفت من التعب رغم قلقها من حاله

    بينما هو حينما أنهى صلاته وأكثر من الدعاء بعده

    وجد قدماه تقودانه إلى مكان أتعب قدميه الهرمتين الصعود له

    وقضى وقتا طويلا هو يتسند على حاجز الدرج حتى وصل لغرفته بصعوبة!!


    فتح الباب بخفة

    تجاوز غرفة الجلوس لغرفة النوم وجده يصلي

    عاد ليجلس في غرفة الجلوس

    عبدالله شعر بدخول أحد لذا حين سلّم توجه ليرى من الداخل

    انصدم بوجود والده صدمة كبيرة فهو يعلم أن والده لا يصعد الدرج مطلقا ومنذ سنوات منذ أجرى جراحة في ركبته

    هتف بعتب ممزوج بالاحترام والقلق العميق: يبه طالع هنا بروحك

    كان كلمتني ونزلت لك


    أبو صالح أشار للمكان الخالي جواره وهو يهتف بعمق يخفي خلفه حنينا شاسعا:

    تعال يأبيك تعال اقعد جنبي


    عبدالله شعر بالطعنة العذبة التي اخترقت قلبه مع نبرة والده الحانية وهو يقول له "يأبيك" وهو يربطه به ويقربه منه

    شعر أن كل هذا كثير عليه كثير جدا!!

    عبدالله انحنى على يد والده مقبلا وهو يجلس على الأرض عند قدميه

    ثم يدفن وجهه في حضن والده وهو ينتحب كطفل صغير

    ينتحب كما لم يفعل في حياته كلها ينتحب في حضنه كما كان ينتحب وهو طفل لا يتجاوز عمره بضع سنوات

    لم يخجل أو يتردد من سكب وجيعته ودموعه في حضن والده

    لآنه يعلم أنه الآن يستطيع أن يقول أنه عاد إلى حضن وطنه بشكل كامل!!

    فعلاقته بوالده لطالما كانت فريدة ومختلفة وعميقة!!

    وكم افتقد حضنه!! كم افتقده!!


    أبو صالح ربت على ظهر عبدالله وهو يهتف بوجع عميق متجذر حتى أقصى روحه:

    الله يواجرك يأبيك على قد صبرك

    على كثر ما أنا زعلان(ن) منك ذا الحين على كثر ما أنا زعلان(ن) عليك

    وبين زعلي عليك وزعلي منك مابقى في رأسي كون ذا الروح الطاهرة اللي راحت بدون ذنب

    كل شيء ماعاد له قيمة وش عاد يفيد لو تشرهت عليك أو زعلت عليك أو قلت أني ما أصدق انك تسوي ذا كله!!

    شفت في حياتك اللي أكبر من شرهتي وزعلي بواجد

    الله يواجرك يابيك الله يواجرك!!






    **********************************






    " الحمدلله على سلامتكم

    مابغيتوا تجون وأنتو مهمليني بروحي"


    زايد يلتفت لعلي الجالس جواره في السيارة ويهتف بمودة: ما يخليك ربك


    بينما مزون الجالسة في الخلف هتفت باهتمام: أنت وشأخبارك كنت تأكل زين وإلا كالعادة ناسي الأكل


    علي يضحك: أنتي وخالتش ما تشوفوني إلا همكم على بطني

    الحمدلله زين


    زايد بحزم: زين دامك ماتبي تحكي عن الأكل وشأخبار الشغل


    علي يبتسم وعيناه على الطريق: الله يهداك يبه اللي يشوفك يقول ماتدري وش أخبار الشغل

    مدير مكتبك كل خمس دقايق يتصل فيك العلوم عندك أكثر من عندي


    زايد يبتسم: أحب أسمع منك


    علي حينها هتف بجدية: كل اللي طلبته مني سويته مثل ما طلبت


    حينها هتف زايد بنبرة مقصودة: وعسى جازت لك شغلتنا ترا ما يتعارض إن الواحد يكون دبلوماسي وعنده بيزنس


    علي بضيق: يبه مالها داعي ذا السالفة أنا مخي مهوب مخ تجارة وعقارات

    وبعدين بين الدبلوماسية والتجارة خط رفيع من النـزاهة أفضل ما أقرب منه لا ينقطع


    زايد بحزم: أنا ما أغصبك على شي ماتبيه بس أبي يكون عندك خلفية عن كل شيء

    بكرة لا خذ ربك أمانته ذا الشركات وش بتسوون فيها

    تبيعونها وتخسرون مصدر خيركم


    علي بجزع: ما أشين ذا الطاري إلا عمرك طويل في الطاعة إن شاء الله وأنت اللي تحاضي حلالك


    زايد بنبرة مقصودة: وحلالي وحلالكم ويش


    مزون تتدخل لتهدئة الجو: يا شين سوالف الشغل لا حضرت أنا تعبانة من السفرة وجوعانة ما كلت شيء في الطيارة

    خلونا نروح البيت نتريق ونعين من الله خير





    ****************************************





    يجلسان على ضفاف بحيرة جنيف أو كما تُعرف أيضا ببحيرة ليمان من ناحيتها الأخرى ناحية مدينة لوزان

    فهذه البحيرة هي الأكبر في أوربا الغربية ويقع على ضفافها عدة مدن سويسرية وفرنسية

    وشكلها يشبه هلال يمتد بين الدولتين ولكن مساحتها الأكبر في سويسرا



    يرن هاتف كاسرة ترفع الهاتف ثم تهمس بابتسامة: كسّاب أختك مزون


    في داخله ومهما كان غضبه من شقيقته فهو يستحيل أن يقلل من قدرها أمام زوجته

    أجاب بتلقائية محترفة: تلاقينها استحت تتصل فيني ردي عليها وعقب عطيني أكلمها

    توهم جايين اليوم الصبح من عند بنت خالتي


    كاسرة تناولت هاتفها وردت بلباقة: هلا والله


    مزون بخجل رقيق: هلا بش آسفة لو أزعجتكم بس قلت لازم أكلم أشوف أخباركم


    كاسرة بذات النبرة اللبقة: لا أزعجتينا ولا شيء حياش الله

    والحمدلله على سلامتش

    أشلون جميلة يوم جيتي منها


    مزون تبتسم: الله يسلمش وجميلة طيبة وتحسنت واجد


    كاسرة بابتسامة رقيقة: الله يتم عليها عافيتها هذا كسّاب عندي بيكلمش


    حينها لم يفت ذكاء كاسرة ارتعاش صوتها وصدمتها التي حاولت إخفائها وهي تهمس: يبي يكلمني!!


    كاسرة وهي تنظر لعيني كسّاب وتهمس بهدوء: إيه هذا هو أخذيه


    كسّاب تناول الهاتف ليضعه على أذنه ويهتف بحزم: هلا مزون أشلونش


    مزون أجابت بارتعاش: أنا طيبة

    أنت أشلونك عساك مرتاح


    كسّاب بذات نبرته الحازمة: الحمدلله تبين شيء من هنا توصين على شيء


    مزون ارتعش صوتها أكثر: لا فديتك أبي سلامتك بس

    ثم اردفت رغما عنها بألم شاسع: ورضاك


    كسّاب بذات النبرة الحازمة التي لا تتغير رغم أنه يشعر فعلا أن قلبه كما لو كان يُعتصر بقسوة

    فمهما يكن هذه صغيرته ومهما أنكر عليها فهو لا ينكر ألمه على نفسه:

    سلمي لي على إبي وعلي وإذا تبين شيء كلمينا


    حينما انهى المكالمة أعاد لكاسرة هاتفها وغرق في صمت غريب ارتعاش صوتها لم يفارق أذنه

    لماذا يبدو كل شيء معقدا هكذا

    لماذا لا يستطيع أن يقول لها أني راض عنك

    لماذا لا يستطيع على الأقل أن يقول لها:

    " غلاش تراه يزيد ماينقص

    ولا تظنين إني ارخصتش يوم

    بس وجيعتي على قد غلاش

    ومثل ماغلاش ماله حد وجيعتي مالها حد!!

    ومهما حاولت أنسى غلاش يذكرني!!"


    كاسرة همست بنبرة هادئة عفوية: صحيح أختك حبوبة وفعلا القلب ينفتح لها

    بس تدري من اللي نفسي فعلا أشوفه من هلك


    كساب بهدوء مشابه: من


    كاسرة هزت كتفيها وابتسمت: ابيك !!


    حينها ابتسم كسّاب: وش معنى!!


    كاسرة بابتسامة عذبة حماسية: باموت نفسي أشوفه وأتكلم معه

    ما تتخيل وش كثر أنا معجبة فيه!!


    حينها تناول كساب أناملها بين أناملها لترتعش ارتعاشها الدائم الذي لا تعرف له سببا

    بينما كان كسّاب يهتف بنبرة مقصودة: زين ولده ماله نصيب من الإعجاب


    ردت عليه كاسرة بذات نبرته المقصودة: ولده له نصيب من كل شيء

    بس لو أعرف وش اللي في رأسه؟!!





    *******************************************





    صباح اليوم التالي



    " قوم نروح للمستشفى عشان يشيلون جبس يدك اليسار"


    كانت هذه إشارة مهاب لتميم الجالس في غرفته

    تميم أشار بعينيه لغترته على المقعد جواره. مهاب تناولها وألبسها له


    ابتسم وأشار له بمودة: خلاص هانت الحين تقدر تستخدم يد وقريب إن شاء الله تستخدم الثانية

    ثم أردف بإشارة أخرى: بأسال الدكتور اليوم لو يقدر يخفف لك جبس يدك اليمين قبل عرسك

    ويحط لك جبيرة خفيفة


    تصلب جسد تميم بعنف ورغما عنه مع ذكر موعد زفافه الذي بات يثير قشعريرة قرف ورفض عميقين في روحه

    مع مرور الأيام أصبح يرفضها بكل مشاعرها ورفضه لها يتعمق ويتعمق

    حتى أصبح حاجزا صلبا يحيط بمشاعره

    والحاجز الجديد الذي أحاط بتواصله مع الآخرين مع كسر يديه جعل مشاعره تصبح أكثر تعقيدا وقوة


    هز رأسه بإشارة مموهة لا يُعلم أي تعبير يقصد منه. وهو يقف ليتبع مهاب إلى سيارته!!





    *************************************






    " تعبانة أبي أنام شوي"


    كساب وهو يضع له ملابسا في حقيبته ويهتف بحزم: وين تنامين بنطلع الحين

    السيارة تنتظرنا تحت

    جهزي ملابسش


    كاسرة بإرهاق وين بنروح تونا رجعنا جنيف


    كساب يشدها بحزم: إذا وصلنا ارتاحي المكان أصلا قريب واجد

    بنروح مدينة فرنيه الفرنسية لاصقة في جنيف

    وعقبها ديفون في فرنسا بعد بنأخذ في ذا الجولة تقريبا 3 أيام وعقب بنرجع لجنيف


    حينها هتفت كاسرة ببرود غاضب: زين صار لنا في لوزان يومين ولا حتى جبت لي طاري وين بنروح عقب

    الحين تقول لي


    كساب ببرود مشابه: هذا انتي عرفتي. خلصيني


    كاسرة كان بودها أن ترفض كثير من تصرفاته تثير غيظها لا يستشيرها ولا يخبرها بأي شيء

    كان بودها أن ترفض فعلا ولكنها لا تضمن ردة فعله وهي تريد أن تنهي هذه الرحلة على خير وفي موعدها المحدد

    من ناحية أخرى لا تستطيع أن تنكر أنها أصبحت تستمتع كثيرا بصحبته. فهو خبير سفر من الطراز الأول

    وحين يكون مزاجه رائقا فهو يتدفق بحديث ممتع عميق حول كل شيء يراه


    "زين ياكسّاب زين خلنا لين نرجع الدوحة بس!!"

    توجهت لتفتح حقائبها وهي تهتف ببرود: زين وعقب مانرجع لجنيف وين بنروح


    كساب بنبرة عدم اهتمام: تدرين وقتها !!





    *******************************************






    رد مع اقتباس  

  3. #133  
    المشاركات
    3,260
    بعد يومين آخرين



    " تعال ياعريس خلني أدخنك"


    هذه الليلة سعيد إلى أقصى درجات التوجس

    أحقا أصبح حلمه قريبا منه ؟!!

    أحقا ستدفئ أنفاسها صدره البارد؟!!

    يقرب غترته من المبخر الذي ترتفع منه رائحة العود الفاخرة والذي تحمله عالية وهي تبتسم: إلا ليش منت بلابس بشت


    عبدالله بابتسامة: أي بشت الله يهداش خلاص راحت علي

    إلا تعالي وش ذا الزين لا يكونون قايلين لش بتشوفين عبدالرحمن

    وإلا بتقابلينه من ورانا


    عالية تبتسم: يا ليت أحسن من مقابل وجيهكم

    خسارة الكشخة اللي مهوب شايفها


    عبدالله يضحك وهو يشد أذنها: عيب يا بنت استحي


    عالية تدعي الألم: فك أذني أنت اللي قلت وعقبه تبي تعاقبني


    عبدالله صمت لدقيقة ثم هتف لعالية بعمق: عالية تغير شكلها


    عالية بتساؤل: من

    ثم أردفت بنبرة أعلى: إيه جدتي!!

    بتشوفها الليلة وتعرف تغيرت وإلا لا؟


    عبدالله بذات العمق: جد عالية أنا أسألش


    عالية تبتسم: شكلا ماتغيرت بس

    ثم أردفت بسكون: بس اللي داخل الشكل تغير واجد

    ثم حاولت أن تعود للابتسام: بس يمكن أنت تلاحظ تغيير في الشكل

    لأنه تدري احنا نشوفها دايم فما نلحظ التغيير

    لكن أنت لك 4 سنين ماشفتها وأتمنى التغييرات لو شفت تغيرات تعجبك


    عبدالله يهمس في داخله بألم اشتياقه (عاجبتني على كل حال!!)





    ********************************************






    "تدرين ترا ابتسامة صغيرة ماراح تضر

    تدربي عليها قبل تنزلين للنسوان!!"


    جوزاء بضيق: تدرين أنش متفرغة!!


    شعاع بابتسامة: وليه ما أتفرغ عندنا عرس وعروس كنها قمر


    جوزاء بذات الضيق: حسن وين راح قبل شوي كان هنا


    شعاع بتلقائية: عبدالرحمن اتصل فيني يبيه وخذه معه المجلس ريحي بالش بس

    ويالله ابتسمي


    جوزاء باختناق: أحاول والله العظيم بس ماني بقادرة


    شعاع هزت كتفيها وهمست بنبرة عدم اهتمام مصطنعة وهي تنظر للمرآة وتعدل تسريحة شعرها:

    عادي خلش مكشرة شمتي خالاتي الحلوين نورة وسلطانة فيش

    الثنتين مرتزين تحت أول حد وصل مجهزين عيونهم تقولين كشافات

    وأكيد عقبها مجهزين ألسنتهم

    ثم أردفت وهي تغير صوتها بطرافة: شفتوا جوزا كنها في عزاء مادة البوز

    ياعزتي لولد أختي المزيون


    حينها تغيّر وجه جوزاء وهي تهمس بغضب: قاعدين تحت


    شعاع تبتسم وهي تهز رأسها حينها أردفت جوزاء بحزن: وأنا بأعيش عمري وهم وراي وراي


    شعاع جلست جوارها وهي تربت على كفها وتهمس بحنان:

    جوزا كلام الناس عمره مايخلص إن كان خالات رجّالش ولا غيرهم

    اعرفي أشلون توقفينهم بلباقة. وبعدين أساسا ليش تخلين لهم لسان

    أنتي خليهم يبلعون ألسنتهم في حلوقهم


    جوزا وقفت وهي تنظر لنفسها في المرآة وتهمس بمزيج من التصميم والكراهية:

    وأنا ماني بعاجزة أخليهم يبلعون ألسنتهم هم وغيرهم

    هذاك أول يوم أني أبلع غصتي وأسكت






    *****************************************





    " امهاب منت بجاي"


    مهاب يشد على هاتفه في يده ويهتف بحزم: اعذرني عبدالرحمن ما أقدر

    أنا وصلت تميم لكم هذي بنت عمته لكن أنا أعذرني


    عبدالرحمن بتصميم: امهاب لازم الموضوع يكون عادي عندك


    مهاب بذات الحزم: بس أنا ماني بكاذب عليك وأقول لك إنه عادي

    مهما كان هذي كانت زوجتي قبل أسبوعين بس

    يعني حتى شكلي بين الرياجيل مهوب زين مالي حاجة في الجية

    جعله مبروك بس بعيد عني


    عبدالرحمن يتنهد: خلاص امهاب خلاص أنا عقب العشا بأجيك في مجلسك


    انتهى الاتصال ولكن المرارة المتأصلة التي يشعر بها في روحه لم تنتهِ

    لا يلومها فهي تريد أن تربي ابنها بينها وبين والده.

    ولكن ألم تستطع الانتظار لأشهر فقط وكأنها لم تصدق تخلصها منه حتى تُزف إلى غيره

    إحساس مثقل بالمرارة والمهانة يغرق روحه

    مسح وجهه وهو يهتف بعمق متألم: أعوذ بالله منك يا أبليس

    يا الله ياكريم اشرح صدري






    **********************************





    " مبروك ياعريسنا"


    عبدالله يلتفت لصالح ويهمس له بهدوء: الله يبارك فيك


    صالح يبتسم ويهمس له بخفوت: وش إحساسك بعد مارجعت أم حسن


    عبدالله يبتسم ويهمس له بصدق: مستانس أكثر بكثير من زواجنا أول مرة


    ولكنه لم يخبره عن كم التوجس الموجود خلف السعادة البريئة

    عن إحساس القلق الذي يخنق روحه

    مستعد لكل شيء من أجلها مستعد لأقصى الاحتمالات

    ولكنه يبقى عاشقا يريد أن يرى لمعة الحب في عيني حبيبته!!

    فحتى متى ستضن عليه بهذه النظرة؟!!







    ***************************************





    " ياويل حالي كل ما أشوفها أحس أني باسخن"


    نجلاء تبتسم وهي تهمس في أذن شقيقتها: ماعليش قصور يالبرصاء


    سميرة تبتسم وهي تنظر لجوزاء المتألقة في فستانها الأحمر وشعرها الذي يتناثر على كتفيها في تموجات لولبية راقية

    وهي ترسم على شفتيها ابتسامة محترفة غاية في اللباقة ليس مبالغا بها ولا يبدو مطلقا أنها مصطنعة

    بل كأنها عفوية وهي مغلفة بخجل رقيق تلقائي أو تم تمثيل التلقائية ببراعة


    سميرة تهمس بخفوت في أذن شقيقتها: يأختي وغير ذا البرص

    بأموت أبي لي جسم مثل جسمها شوفي رقبتها وخصرها وبس أخخخ

    آه ياقلبي مسخنة أنا من ذا الحين عِسّي رأسي أكيد حرارتي ألف الحين

    ثم أردفت بـ(بعيارة) : زين إنها ماوافقت على رجّالش والله لو رجالش شاف ذا الجسم

    إن قد يتفل في عينش أنتي وتدلعاش الماسخ عليه


    نجلاء تقرص سميرة في مكان مخفي من جنبها: زين ياقليلة الحيا دواش عندي


    سميرة تدعك مكان القرصة وتهمس باستياء مرح: أفا يأم خويلد أنتي عارفتني برصا تبين تشوهيني قبل عرسي


    نجلاء بغيظ باسم: قومي شين علومش يالبرصا هذي سالفة تقولينها؟!!


    سميرة تضحك بخفوت: أنا وحدة أقدر الجمال الخاص وأعرف أقيمه

    صحيح أنتي أحلى بس عند جسمها يروح زينش وطي


    نجلاء بذات الغيظ الباسم: سكري ذا السالفة اللي كنها وجهش

    المرة مرت حماي يالخايسة

    وبعدين أنا كنت عارفة إنها عمرها ماراح توافق على صالح

    وبعدين هو أصلا كان يخطب عشان يغيظني وبس. صالح مستحيل يتزوج علي


    سميرة ترقص حاجبيها: خلش في ذا الثقة بس يمكن صويلح الحين تزوج في السر من وحدة تجيب له البنت اللي هو يبي

    وأنتي منتي بفالحة تجيبينها له.


    نجلاء تقرص سميرة للمرة الثانية: ياكرهي لش اليوم كل السوالف اللي تمغث جبتيها


    سميرة تضحك وهي تنظر لجوزاء: سامحيني ياوخيتي من يوم شفت ذا الشوفة وأنا مخي خبطت مكينته الله يهني أبو حسون بأمه


    نجلاء تغمز لسميرة: إلا أشلون خلتش أمي تجين اليوم لين اليوم وهي معيّة


    سميرة تبتسم: شعاع كلمتها وترجتها قالت لها هي مجرد حفلة والمعازيم مهوب كثيرين


    نجلاء تبتسم وتهمس بحنين: ماني مصدقة أنه ماعاد باقي على عرسش إلا 3 أسابيع

    .

    .


    زاوية أخرى من مجلس الحريم الواسع في بيت أبي عبدالرحمن



    "هذا والله الحظ اللي يفلق الصخر

    تطلقت من طيار هي أول بخته عشان ترجع للمهندس اللي يطيح الطير من السما

    والمشكلة مابها زود وش عليه ذا الهدة عليها "


    نورة تلتفت لشقيقتها الصغرى سلطانة وهي تهمس بغيظ:

    كنت أبيه لمنيرة بس حظ الجويزي أم لسانين رده عليها أول وتالي


    سلطانة تبتسم: هذي منور متوفقة مع رجالها وعندها أربع عيال ومستانسة ومرتاحة


    نورة بتأفف: قطيعة تقطعه ماينزل لي من زور رجّالها ولد غرسة


    كانت نورة في أواخر الخمسينات وبينها وبين سلطانة مايقارب عشرين عاما

    فسلطانة كانت في التاسعة والثلاثين وهي أصغر البنات وبينها وبين نايف 14 عاما


    قاطع أحاديثهما اقتحام عالية للحديث وهي تهمس بتقصد:

    خالاتي حبيباتي وش ذا المساسر عليه


    نورة بنبرة تحسر: وش حن بنقول. نقول مسيكين ولد أوخيتي اللي ماتوفق أول ولا تالي.

    هم خلصوا النسوان يوم ربي أنقذه من ذا النسرة يعّوّد عليها


    عالية بنبرة مقصودة: جازت له أول وتالي ماقدر يصبر على فرقاها


    سلطانة بتأفف ساخر: وش عليه ياحظي على زينها وإلا على ذرابة لسانها


    عالية تبتسم وهي تهمس بثقة: في عينه شيخة النسوان والمهم رأيه مهوب رأي غيره


    نورة بغضب: إنها عوايدش يابنت صافية طولت ذا اللسان

    الحمدلله أنش ماوافقتي على ولدي


    عالية بخفوت ساخر: والله ولدش ماله من الذنب إلا أنه ولدش


    نورة بتساؤل غاضب: وش تقولين يام لسان


    عالية تبتسم: أقول سلامتش ياخالتي وحياش الله نورتينا


    حينها همست سلطانة بتقصد: زين دامش ماتبين نحكي عن مرت عبدالله

    خل نحكي عن نايف أكيد أنتي اللي مطلعة في رأسه سالفة بيع البيت
    أعرفش تحنين في أذنه مثل السوسة


    عالية تهز كتفيها: والله نايف رجّال وشوره في رأسه بس الظاهر غيري هو اللي يحن في أذنه مثل السوسة


    نورة حينها همست بنبرة مقصودة: ترا مثل منتي ماتبين حد يتدخل في أخيش

    ترا حن بعد مانحب حد يتدخل في أخينا


    عالية تبتسم باصطناع: خالتي أنا ما أحب حد يتدخل في أخي ولا حتى أنا

    والمفروض نايف نفس الشيء ماحد يتدخل فيه ولا حتى أنتم

    نايف رجّال مستقل ومهوب عشانه حاشمكم لأنكم خواته العجايز تصدعونه


    نورة بغضب: عجزت عظام العدوين. روحي يا بنت فارقي

    شوفي النسوان تقهوا أخير لش قدام أعلم أمش بطول لسانش تسنعش


    عالية مالت على رأس نورة تقبله قبل أن تغادر وهي تهمس بمودة:

    لا تزعلين علي خالتي فديتش بس والله أحيان تطلعيني من طوري


    نورة بغيظ مكتوم: خلاص روحي الله يستر عليش

    ثم أردفت بعد أن غادرت عالية وهي توجه الحديث لسلطانة:

    حشا وش ذا البنت من وين جايبة ذا اللسان كله

    هذا وأمها صافية من صغرها وهي أهدانا



    .

    .


    ناحية العروس


    شعاع تجلس بجوار شقيقتها وتهمس بابتسامة وهي تنظر للأمام:

    ها ياعروس شاخبارش


    جوزاء ترسم ابتسامة مدروسة تماما وتهمس بسكون: شوفة عينش

    فرجة لخلق الله واللي يبي يتطنز يتطنز على كيفه!!

    ومبين خالات شين الحلايا شغالين حش فيني


    شعاع تبتسم : من حرتهم خلهم يطبخون الكل أصلا يسمي عليش لو تسمعين تعليقات سميرة بس

    كان معنوياتش ارتفعت للتوب


    جوزاء تشعر أنها لا تنتمي لهذا المكان أبدا ولا لهذه الأحاديث ومع ذلك همست بذات السكون:

    ياحليلها سميرة دايما هي ونجلا رافعين معنوياتي الله يوفقهم وين مالقوا وجوههم


    شعاع حينها همست بتردد: ترا أمي حالفة أنش ماتروحين بحسن الليلة


    حينها تغير وجه جوزاء وهي تهمس بغضب خفيض: وش حن متفقين عليه اليوم

    قلت أني باخذ ولدي معي!!


    شعاع ترسم ابتسامة أوسع باصطناع: فكيها الناس انتبهوا أنش كشرتي

    يابنت الحلال بس الليلة وبكرة الصبح أمي بتجيبه لش هناك


    جوزاء بتصميم: مستحيل مستحيل لا جا وقت روحتي مع الزفت تفاهمنا





    .

    .


    " يامش عيب فكي وجهش شوي"


    وضحى بسكون: يمه أكثر من كذا ما أقدر والله العظيم

    صحيح يمكن أنا ماكنت أبيها لامهاب

    بس خلاص صارت مرته ولين قبل أسبوعين كانت مرته

    ما أقدر أنسى ضيقته حتى لو دسها عنا


    مزنة بهدوء: يأمش هذي بنت عمتش ولحم ودم بيني أنش مبسوطة

    المهم توفيقها


    وضحى بذات السكون: وأنا أقول الله يوفقها من قلبي

    بس عاد أكثر من كذا ما أقدر فديت قلبش


    قاطعهما ترحيب أم عبدالرحمن بهما للمرة الثانية وهي تهمس بمودة بعد ذلك:

    بشروني من كاسرة وش علومها


    مزنة ابتسمت بتلقائية: طيبة وبخير وبتجي عقب كم يوم إن شاء الله


    أم عبدالرحمن بذات المودة: سلموا لي عليها إذا كلمتكم


    مزنة بمودة مشابهة: إلا بأخليها تكلمش بنفسها هي يمكنها مستحية تكلمش بس أنا بأقول لها






    **************************************






    " عبدالرحمن قول لهلي يطلعون علي!! "


    عبدالرحمن يبتسم: هلك كلهم كلهم


    عبدالله يبتسم: أنت عارف قصدي خل أم حسن تطلع لي أظني العرب كلهم سروا


    عبدالله أدخل سيارته لباحة البيت بينما عبدالرحمن توجه للداخل ليخبر شقيقته أن تتجهز للذهاب مع عبدالله


    في أثناء وقوف عبدالله خارجا أتى إليه أبو عبدالرحمن عاقدا ناظريه

    عبدالله نزل ليوجه له أبو عبدالرحمن الحديث قائلا بحزم شديد ودون مقدمات:

    اسمعني ياعبدالله والله ثم والله لا عاد تزعل بنتي بأدنى شيء ماني بسأل من الغلطان

    وماعاد يرضيني شيء إلا دمك


    عبدالله يبتسم وهو يقبل رأس أبي عبدالرحمن ويهتف باحترام:

    ودمي حلالك وإن شاء الله أنه مايصير بيننا زعل


    أبو عبدالرحمن بذات الحزم: العلم وصلك ولا تحسبني أقول شيء ما أقصده

    اللي أنت سويته في بنتي كبير وأي غلطة تغلطها على بنتي بأطلع الأولي والتالي


    عبدالله بذات نبرة الاحترام الودودة: مايصير إلا اللي يرضيك



    جوزاء في الداخل

    تشعر كما لو كانت تُقاد لقبرها كانت تريد أن تذهب بحسن معها

    ولكن أمها حلفت ألا يذهب وخصوصا أنه نام أساسا من التعب

    على أن تحضره لها في اليوم التالي


    جوزاء ارتدت عباءتها وخرجت مع عبدالرحمن وهي تشعر كما لو كانت تمشي على شفرات مسنونة

    قابلها والدها عند الباب وقفت ووقف

    نظر لها بنظرة غير مفهومة هل هي حنين أم ألم أم غضب

    همس لها بحزم: اسمعيني زين ياجوزا والله لا يزعلش ولد آل ليث ولا تعلميني

    إنه زعلي عليش دنيا وآخرة


    جوزاء انتفضت بجزع وهي تقبل جبينه وتهمس بذات الجزع: الله لا يجيب زعلك طال عمرك في الطاعة

    ثم أردفت بسكون: وإن شاء الله مايصير زعل بيني وبين إب ولدي لا تحاتيني


    ثم غادرته للخارج لتقطع المسافة بين الباب الخارجي وسيارة عبدالله القريبة الواقفة في الباحة

    كما لو كانت تقطع شرايينها وعروقها بوقع خطواتها على الأرض




    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  4. #134  
    المشاركات
    3,260

    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ياصباح الرحمات والرضا من رب العالمين


    الله لا يحرمني من مشاعركم وتفاعلكم ومحبتكم


    وجمعني الله بكم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله


    .


    .


    البنات ياحليلهم يستعجلون مزون


    ويقولون أني لحد الحين ماركزت عليها


    ما أعتقد فيه بارت أو بالكثير بارتين مايمر الحديث عنها وعن مشاعرها ومواقفها في الحياة


    أو أن الظهور مايكون إلا لما أربطها بمهاب أوغانم ؟


    فرضا إنه مزون ما انكتب لها تتزوج ولا واحد منهم


    الدنيا مليانة بنات ماتزوجوا يعني يأما تتزوج أو يكون معناه إن مالها قصة


    قصة مزون وبعيد عن وجود أي شريك لها من أعمق القصص في الرواية


    وعلى العموم العجلة شينة. :)


    يا نبضات القلب هنا شوية شخصيات متشربكة تبي تفكيك خلونا نفكهم أول :)


    ولكل واحد أولويته!! وكل واحد بياخذ دوره!!


    .


    ومن هنا أنط لطلب أو تعليق من أيام بعد الغياب ثم أسى الهجران والحين هنا


    استعجال البعض للأحداثيعني يقولون نبي احداثوليه فلان ماحضر للحين


    ونفس الرد كنت أرده بس هالمرة بأضرب مثال


    يانبضات القلب الأحداث كلها في رأسي يعني أسهل شيء أقول وصار كذا وكذا وكذا


    حتى جزء واحد ما أخذ وأريح رأسي


    وأحيانا بعض الكاتبات لما يقعون تحت ضغط القراء والمطالبة أو التعجيل بالاحداث اوتعجيل شخصية معينة


    يقعون في هذا الخطأ عشان يرضون القراء واللي يصير إن القصة تبدأ قوية وتنتهي ضعيفة


    لكن أنا حقكم علي أنهي لكم الرواية مثل مابديتها


    لأنه الحدث ذاته أراه غير مهم بقدر أهمية وصول الإحساس لكم


    والأحاسيس لا يمكن سلقها أبدا


    يعني مثلا أنتي تحبين المكرونة


    لكن تخيلي مكرونة مسلوقة في ماي وملح ومكرونة متسبكة ببهاراتها مطبوخة على مهل


    أيها ألذ وايها تشتهين تأكلينها مرة ثانية


    .


    ما أبي أطول هذرة أكثر من كذا لأني ياالغوالي تعبت كثير في بارت اليوم


    جوزا وعبدالله استنزفوني واستنزفوا مشاعري وطاقتي!!


    وأنا يوم أتعب أحب أسكت وأخليكم أنتم تستمعون بالقراءة


    .


    البارت الخامس والاربعون


    .


    قراءة ممتعة مقدمة مقدما


    .


    وفيه بارت صغنون بينزل بين بارت اليوم وبارت الأحد إن شاء الله


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والأربعون




    في سيارته في الخارج

    تغتاله مشاعر أشبه بأعصار يؤمن أنه لم يُخلق عاشق مثله

    قد يكون هذا العشق عقوبة له على كل مافعله

    ولكنه ختاما عاشق متيم

    هل هناك من هو مثله


    شهران قضاها معها أصبحت ذكراها فيها حلما أدفئ سنوات الصقيع بعدها

    وخلال كل هذه الأيام لم تغب مطلقا عن باله

    كل شيء يذكره بها رغم أنه لم ينساها حتى يحتاج لما يذكره!!

    رائحة الورد وملمس الحرير ومرور النسيم

    كل شيء عذب حمل له بعضا من طيفها ليشعر أن قلبه يُعتصر شوقا لها

    كان يحلم أنه سيعود يوما مجرد حلم باهت ولكنه كان يميته شيئا فشيئا

    حلم أنه سيعود ليحتضنها بين جوانحه

    أنه سيحتويها بين أضلاعه الذائبة ولعا واشتياقا

    أنه سيعود ليتنفس أنفاسها من قرب لتسكن روحه التي أثقلها الارتحال

    كان ينهر أحلامه ولكن الأحلام أبت أن تنتهر

    فهل كانت الأحلام تعلم أنها ستعود لتصبح حقيقة

    هل كانت الأحلام تنبئه أن قلبه سيعود بين جنبيه بعد أن اُنتزع منه بكل قسوة

    ماعاد حتى يحتمل الدقائق التي تفصله عنها

    ماعاد يحتمل بعدها عنه!!



    هــي تخطو خطوات أشبه بالموت لم تصدق أنه اتنتهى من حياتها وأنه ستبدأ حياة جديدة

    حتى يعود كشبح مرعب قفز من عالم الأموات ليفسد حياة الأحياء

    تتمنى لو تستطيع أن تتراجع الآن وهي تراه ينزل من سيارته ليفتح لها الباب

    وهي تراه بهذا القرب منها بينما هي تتمنى أن يكون المخلوق الأبعد عنها

    يستحضر خيالها كل ذكرياتها المريرة معه وبسببه وكراهيتها له تتجسد وتتجسد

    تنظر له وهو يقف باسما بينما هي تتمنى لو تمزق ابتسامته الكريهة

    هل هو سعيد لهذه الدرجة أنه سيعود لأسرها؟!!


    " لا تكن سعيدا لهذه الدرجة ياهذا لأنك أيضا ستكون أسيري

    بقدر ما أنا تعيسة سأجعلك تعيسا

    بقدر ماعانيت السنوات الماضية سأجعلك تعاني في سنواتك القادمة

    ابتسم ابتسم الآن

    فأنت لا تعلم ما الذي ينتظرك

    تمتع بابتسامتك الجميلة البغيضةفقد تكون هذه من مراتك الأخيرة التي تبتسم فيها"


    عبدالله فتح الباب ووقف قريبا منه وهو يشعر أن قلبه سيقفز من بين جنبيه

    يشعر أنه يؤلمه فعلا لفرط مايشعر من ضغط مشاعره العميقة


    جوزاء وصلت له فعلا لتتحاشى النظر له بشكل مباشر بينما عبدالرحمن يقبل رأسها ثم يهتف لعبدالله بمودة حازمة:

    الله الله في أم حسن يأبو حسن


    عبدالله هتف بعمق وهو ينظر ناحيتهافعيناه عاجزة عن مفارقتها:

    ازهلها في عيوني!!


    جوزاء ركبت وهي تشعر كما لو أن قدميها تخونانها وتتهاويان

    عبدالله ركب مكان السائق ثم التفت لها بتساؤل: وين حسن


    جوزاء أجابته بسكون: نايم وأمي حلفت ما أخذه


    حينها ابتسم: لو عارف إن حسون مهوب رايح معنا كنت حجزت لنا في أوتيل


    جوزاء بنبرة ميتة: وش تفرق كله واحد


    هتف بذات النبرة المبتسمة وهو يحرك سيارته: تغيير ليس إلا


    كان ينظر ليديها المعقودين في حجرها ويتمنى لو يمد يده ليحضنها بين أنامله ويلثم أطرافها

    يشعر أنه يحترق حد الترمد من رغبته في ضم أناملها قريبا من صدره

    ولكنه كتم رغبته في ذاته فهو لا يضمن ردة فعلها وهما في الشارع


    بقيت ساكنة تماما طوال الطريق لبيته غير البعيد بينما هو كان يحلق من إحساسه بقربها منه يحلق

    حين وصلا نزل ليفتح لها الباب

    كانت أغراضها كلها قد أصبحت في الأعلى بعد أن أرسلتها شعاع ورتبتها عالية


    قد تكون لم تقاطع هذا البيت فهي كانت تزور أم صالح من وقت لآخر

    وفي كل مرة تدخل هذا البيت تشعر بضيق عميق يُطبق على أنفاسها

    ولكن لا شيء يشبه إحساس الاختناق القاهر الذي تشعر به الآن وهي تخطو خطوات مترنحة للداخل

    تشعر أن قدميها تأبيان التحرك وكأنهما يخبرانها أن تهرب

    وقفت وهي تتسند على الباب

    همس لها عبدالله بقلق: جوزا أشفيش


    همست بنبرة كراهية صافية: مافيني شيء


    كانت تشعر بخجل عميق أن تقابل أي أحد في الداخل ولكن المكان كان خاليا تماما

    كما لو أنهما تقصدا إخلاء الطريق لهما حتى لا يحرجاهما

    خطت خطوتين ثم عادت للترنح

    هتف لها بقلق أعمق: أشلش


    فهتفت بجزع: نعم لا لا بأطلع بروحي


    كان يبدو تماما أنها عاجزة عن الصعود وقدماها ترفضان التحرك لذات المكان الذي نُحرت فيه روحها المرة الأولى


    حينها هتف لها بحزم: خلاص بأسندش بس

    قالها دون أن ينتظر ردا منها وهو يحيط خصرها بذراعه ويمسك بها بقوة

    وشتان بين إحساسه وإحساسها

    في الوقت الذي ارتعشت بعنف وهي تحاول دفع يده و تشعر أن ذراعه سلسلة من نار أحرقت خصرها

    كان هو يشعر بتأثر عميق وهو يشعر بنعومة جسدها المرتعش ملاصقا لذراعه

    هتف لها بحزم لطيف: جوزا الله يهداش بأسندش بس


    همست له بحزم ممزوج بالكراهية: لا تلمسني بأطلع بروحي

    قالتها وهي تتسند على أول حاجز الدرج وتبدأ الصعود

    بدا شكلها مثيرا للشفقة فعلا وهي تحاول الصعود بينما قدماها كأنهما صخرتان تأبيان التحرك


    حينها تفاجأت بنفسها محمولة بين ذراعيه

    كادت تبكي وذكرى مريرة لحمله لها قبل سفره بليلة تعود لذكراها

    همست بمرارة: نزلني عبدالله عيب عليك لا تفشلني في هلك


    هتف بحزم وهو يصعد الدرجات بسرعة: لو بأقعد أنتظرش لين تطلعين بروحش بنقعد لين بكرة الصبح

    وأنا متأكد إنه مافيه حد من هلي على طريقنا


    هتفت بذات المرارة ولكن بعمق أكبر: أكرهك أكرهك


    شعر حينها بما يشبه طعنة سكين تخترق قلبه بوحشية يعلم أنها تكرهه وأخبرته بذلك سابقا

    لكن أن تخبره وهما في ذات الوضع

    يحملها قريبا من قلبه وبين ذراعيه وهي تصفعه بكراهيته هكذا !!


    وصل غرفته ليهمس لها بحزم: عادي اكرهيني اليوم وبتحبيني بكرة


    همست بذات المرارة: مستحيل أحبك يوم


    فتح الباب لينزلها على الأريكة ويهتف بذات الحزم: بتحبيني غصباً عنش


    جوزاء اعتدلت جالسة على الأريكة وهي تغرق في صمت غريب بينما عبدالله هتف لها ببرود:

    ترا نقابش عاده عليش تبين ترقدين فيه


    أزالت نقابها وشيلتها بحركة واحدة لتصيب قلب المتيم في مقتل

    اشتاق لكل تفصيل صغير من تفاصيلها

    أهداب عينيها انحناء أنفها استدارة شفتيها كل شيء فيها!!


    بينما استمرت هي في الصمت وهي تنظر لكفيها كان هو يسبر بولع كل ملامحها التي أضناه الاشتياق لها

    جلس جوارها لتنتفض وهي تحاول الوقوف لتبتعد عنه

    ولكنه لم يسمح لها وهو يشدها لجواره

    ثم وهو يديرها لناحيته ممسكا بعضديها وينظر لوجهها من قرب همست بنبرة كراهية مصفاة:

    فكني خلني أقوم


    همس لها بعمق خافت: أفكش ماصدقت أشوفش قدامي وتبين أفكش

    أفك روحي تبعد عني

    أفك قلبي وأخليه يروح بعيد مني


    همست بسخرية مرة: وكذاب بعد؟!!


    همس بمرارة عميقة: كذاب أنا لو كذبت في أي شيء ما أقدر أكذب في حبش اللي خالط لحمي


    حينها انتفضت بغضب من أكاذيبه التي أثارت قرفها والتي لو كانت صدقا فهي أثارت قرفها أكثر وأكثر!!

    حاولت القيام وهي تهمس بقرف: فكني أقرفتني بكلامك وكلك على بعضك تقرفني!!


    همس بعمق خافت وهو مازال يمسك بها من عضديها بقوة: قلت لش ماني بفاكش

    أبي أشبع من شوفة وجهش قدامي أنا لحد الحين أحسب أني أحلم

    خليني أتأكد إنش قدامي حقيقة


    قالها وهو يمد يده لوجهها بينما مازال يمسك عضدها بيده الأخرى

    مد يده وهو يتحسس تفاصيل وجهها ويده ترتعش لفرط انفعاله

    يشعر أن أنامله ستزهر من مجرد ملامسة ربيع وجهها

    تأخرت هي بعنف وهي تهمس بذات كراهيتها المصفاة: لا تقرب مني


    وهمس لها بذات عمقه الخافت الموجوع: ما أقرب لو أقدر دخلتش بين ضلوعي


    قالها وهو يشدها فعلا بين أحضانه ويحتضنها بكل قوته

    انتفضت بجزع وهي تشعر برائحة عطره المركز الثمين تخترق صدرها

    عادت لها ذكرياتها المريرة معه حينما تشتم نفسها ويخيل لها أن رائحتها تزداد عفونة

    بدأت تلكم صدره بقوة بينما هو لم يشعر بالألم المتصاعد في صدره

    كل ماكان يشعر به هو نعومة جسدها بين ذراعيه

    رائحتها العذبة تعطر أنفاسه الداخلة إلى صدره

    روحها التي أسكنت روحه المهاجرة القلقة وكأنه يؤوب من منفاه

    وكأن العالم كله يسكن بين أحضانه ولا يريد مزيدا

    إذا كان العالم كله بين يديك فأي مزيد تريد


    تبعد نفسها عنه بقوة ولكن دون جدوى فذراعيه احاطتا بها ككماشة حديدية

    عاجزة عن التنفس وهي تختنق في أحضانه آخر مكان تتمنى أن تكون فيه

    مستعدة أن تكون في ساحة معركة حقيقية والحرب دائرة حولها

    مستعدة أن تكون مسجونة في قبو تحت الأرض لا ترى الشمس ولا النور

    مستعدة أن تكون في صحراء خالية بدون زاد ولا ماء وفي منتصف ظهيرة عز الصيف

    مستعدة أن تكون في كل هذه الأمكنة ولا تكون هنا بين ذراعيه


    همست من بين أسنانها: عبدالله فكني فكني فكني

    ولكنه لم يكن يسمعها فهو كان يحلق في عالم آخر مختلف عن عالم كراهيتها

    عالم حبه اللا محدود لها

    بدأت تصرخ بصوت مكتوم أن يفلتها لكنه لا يستجيب

    حين يأست أنه قد يفلتها غرزت أسنانها في كتفه

    وعضته بكل قوتها


    حينها أفلتها فجأة وهو يمسك بكتفه ويبتسم: يمه قطوة منتي بآدمية


    كانت أنفاسها تعلو وتهبطوجهها محمر كانت توشك على البكاء

    ولكنها وعدت نفسها أنها لن تبكي ابدا أمامه

    قفزت بعيدا عنه وهي تعدل شعرها الذي تشعث وتهمس بغضب عميق:

    ماتفهم أنت قلت لك لا تقرب مني


    عبدالله يهز كتفيه ويهتف ببرود: وأنا قلت لش بأقرب وأقرب وأقرب

    أشلون يعني بتحرميني من حقوقي عليش


    جوزاء بذات الغضب: عشت معك شهرين وأنت متنازل عنها

    وش اللي تغير


    عبدالله بذات البرود: والله هذاك زمن وهذا زمن

    أنا ماني بجابرش على شيء بس إذا تبين تباتين والملايكة تلعنش هذا شيء راجع لش


    جوزاء انتفضت بجزع خوفا من غضب الله عليها شدت لها نفسا عميقا وهي تخلع عباءتها وتهمس بغيظ من بين أسنانها:

    عطني بس فرصة أبلعك أنا ماني بطايقك ماني بطايقك

    اتق الله فينيماتنجبر روح على روح


    كانت تنتفض غضبا وغيظا بينما كان هو في عالمه الخاص لا يغادره وهو ينظر لصورتها المكتملة

    تشتعل مشاعره وهو يراها كشعلة نار متألقة في رداءها الأحمر

    حسن لا مثيل له في ناظريه هو!!

    يتسائل تساؤله الأبدي : (هل هناك عاشق مثله في هذا العالم؟!

    تصفعه بكراهيتها بينما هو غارق في هواها حتى مافوق أذنيه بالآف الكيلومترات!!)


    مع ذلك هتف لها بذات البرود: أمممممم ماتنجبر روح على روح!!

    زين أنتي كنتي عارفة ذا الشيء قبل ماتوافقين علي!!


    حينها همست بتقصد وهي تبتعد وتستند وهي واقفة على طرف المقعد:

    ليه أنت ظنك إن حن زوجين طبيعين بيعيشون حياة طبيعية؟!!


    حينها هتف بنبرة سخرية: لا متزوجين عشان حضرتش تطلعين كل عقدش فيني

    حفظتها هذي عندش غيرها؟!!


    ردت عليه بسخرية مشابهة: لا ماعندي لين أطلع عقدي عليك لأنك مابعد شفت منها شيء!!


    أسند ظهره للخلف وهو يهتف بذات نبرة السخرية:

    زين لين ذاك الوقت تعالي اقعدي جنبي ماشبعت من شوفتش


    همست ببرود: اسمح لي أبي أسبح عشان أصلي قيامي


    حينها صرخ فيها بنبرة حازمة: أقول لش تعالي الليل عاده طويل كلنا بنسبح ونصلي


    ولكنها لم تستجب له وهي تتجه لغرفة النوم المفتوحة على صالة الجلوس

    وتتجه للدولاب ولكنها قبل أن تفتحه فوجئت باليد القوية التي تديرها ناحيته وتثبت ظهرها للخزانة

    وجهه قريب ويمور بالانفعالات بينما وجهها عامر بالبرود وعيناها تنضح بالكراهية


    همس من قرب بعمق خافت: تعصيني؟!!


    ردت عليه ببرود: ماعصيتك قلت لك بأسبح


    همس لها بذات الخفوت العميق: وأنا قلت لش لأ يعني أنتي كذا عصيتني


    حينها همست بنفاذ صبر: خلاص فكني وأجي أقعد معك

    لين تقول لي أنت خلاص فارقيني والله يعينك على الكلام اللي بتسمعه مني

    بتمنى أنك ماقلت لي اقعدي


    همس بولع عميق متجذر: مشتاق لكل حرف بتقولينه. وكل اللي تقولينه عسل على قلبي


    همست بغضب: زين فكني خلني أسمعك من العسل الأسود شوي


    أفلتها ليمسك بوجهها بين كفيه همست بقرف: أقول لك فكنيماتفهم أنت


    كان ينظر لوجهها بحنين سرمدي يريد أن يشبع نظرا لمحياها فلا يستطيع

    كيف وهو ينظر لها من هذا القرب ؟!

    قربها يُسكره!! رائحتها تسكره!! روحها تسكره!! ذكريات قربها تسكره!!

    اقترب أكثر ليصدمها بقبلته الدافئة الملتاعة الأشبه بأنين الموجوعين!!

    موجوع هو حتى روح الروح موجوع بالشوق موجوع باللهفة موجوع باللوعة

    دفعته عنها بحدة وهي تصرخ بغضب عارم وتمسح شفتيها بقسوة:

    ياحقير ياقذر أكرهك أكرهك ماتفهم ماتفهم


    ركضت باتجاه الحمام وتركته ممزقا بين مشاعره المتصارعة

    إحساسه الرائع القاتل بقربها وإحساسه المريع القاتل بقسوتها

    كلا الشعورين يغتالان روحه بذات الحدة والقسوة


    انهارت هي تبكي في الحمام ببكاء مكتوم لا تريده أن يسمعه

    تبكي كل مامر بها هذه الليلة كثير كل هذا عليها كثير

    لم تحتمله حتى لساعة فكيف ستحتمله مابقي من عمرها

    ومن قال أنها ستعيش معه لسنوات يستحيل يستحيل

    تعلم أنه لن يحتملها ولن تحتمله حتى لأشهر أي جنون ألقت نفسها فيه

    كيف وافقت عليه وعلى العودة له


    تشعر أنه ينتهك روحها وجسدها ومشاعرها

    تتمنى لو كان صغيرها حسن معها الآن ليهدئ روحها الجزعة القلقة

    تشعر بالضغط عليها من كل ناحية ومنذ البداية فكيف ستحتمل المزيد كيف



    هــو كان في الخارج يقف قريبا من الحمام يرهف السمع

    تعود له هو أيضا الذكريات المريرة يخشى أن يسمع صوت بكائها كما سمعه في تلك الليلة المشئومة

    يا الله كم من الذكريات المرة المعقدة بينهما؟!


    يسند رأسه لباب الحمام بإرهاق ومرارة يبدو أن الأمر سيكون أصعب مما يتوقع

    لماذا هي عاجزة عن رؤية مقدار حبه لها؟!

    ألا يكفي كل هذا الحب ليفتحا صفحة جديدة معا؟!

    ألا يكفي كل هذا الحب لتغفر له كل ذنوبه

    بدأ قلق روحها يتسرب لروحه قرر أن يصلي قيامه ليريح روحه المنهكة من مرارة كراهيتها


    كان مستغرقا في صلاته حين خرجت من الحمام بعد أن التفت بروبها الذي وجدته بداخل الحمام

    ثم لبست رداء الصلاة فوقه لتصلي هي أيضا

    حينما انتهى توجه لغرفة الجلوس وبدأ يقرأ ورده حينما انتهى كانت هي تقرأ وردها في داخل الغرفة

    لم يحادثها ولم يقترب منها دخل الحمام ليستحم ثم اندس في سريره دون أن ينظر ناحيتها

    أراد أن يترك لها مساحة للتحرك والتنفس بعيدا عنه رغم أن كل مايريده هو أن يحاصرها حتى آخر نفس


    حينما انتهت فتحت دولابها لا تشتهي أن ترتدي شيئاأحاسيسها مرهقة حتى الثمالة

    ختاما ارتدت لها بيجامة قطنية واسعة يصل قميصها للركبة

    ثم توجهت لغرفة الجلوس وجلست على طرف الأريكة وهي تنزوي على نفسها وتطوي ركبتيها تحتها

    أسندت رأسها لطرف الأريكة وأسبلت عينيها لتسيل دموعها بصمت رغما عنها


    كان هو في الداخل يحترق لا يطيق صبرا ألا ينظر لها على الأقل أربع سنوات وهو يحلم بها ليلا ونهارا

    وعندما أصبحت عنده وأمامه يتركها؟!


    نهض من فراشه ليمزق قلبه المتخم بحبها منظرها البائس

    همس بحنان عميق: جوزا


    انتفضت بجزع وهي تمسح وجهها وتحاول أن تتكلم بطبيعية أقرب للجزع: نعم وش تبي


    همس بذات الحنان المصفى: قومي حبيبتي نامي داخل لا تنامين كذا


    قفزت وهتفت بغضب عارم: لا تقول حبيبتي لا تقول حبيبتي


    همس بهدوء عميق: أنتي حبيبتي وبأقولها في اليوم ألف مرة ماتقدرين تحجرين على كلامي بعد


    همست حينها بمرارة وهي تصر على أسنانها: الله يأخذك أخذ عزيز مقتدر


    ابتسم رغم آلمه الداخلي العميق من دعاءها عليه وهمس بذات الابتسامة الظاهرية:

    الله بيأخذني متى مابغى ولين ذاك الوقت أنتي بتكونين مرتي

    لأنه ماعاده بمفرقنا شيء إلا الموت


    مرهقة حتى من الكلام هذه الليلة استنزفها الألم والصدمات ووطأة قربه البغيض

    منذ أن علمت بموعد عقد القران لم تنم مطلقا لذا تشعر أن جسدها مفتت من الإرهاق

    صمتت وهي تتجاوزه وتتجه لغرفة النوم لتندس في الفراش تعلم أنها رغم تعبها العميق لن تنام

    لكنها تريد أن تُقصر الوقت حتى الصباح حتى ترى ابنها ويفارقها هذا الكريه إلى أي داهية


    لذا كادت تبكي وهي تحس بحركته يندس جوارها

    لا طاقة فيها حتى تقوم أو تصرخ به أو تسبه أو تبرد بعضا من نارها فيه

    صمتت وهي توليه ظهرها أما مالم تحتمله أبدا هو التصاقه بها ليديرها ناحيته ثم يشدها إلى أحضانه

    همست بإرهاق مرير: اعتقني الله يعتقك من نار جهنم


    همس لها بعمق موجوع: ما أقدر والله العظيم ما أقدر


    حينها همست بمرارة الذكرى التي لاحد لمرارتها: نفس الكلمة اللي قلتها لي قبل أربع سنين وعقبه وش سويت فيني

    أكيد ماتذكر ينسى الظالم ولا ينسى المظلوم


    شدها بقوة بين أضلاعه وهو يهمس بذات مراراتها:

    والله العظيم أذكر أكثر ما تذكرين تحسبين أني جرحتش وأنا كنت أجرح نفسي

    أنا ياجوزا كنت أشوفش أطهر مخلوق في الكون خفت أنجسش

    لكن الحين أنا شفت في حياتي من العذاب اللي طهرني

    والله العظيم أني الحين طاهر وأستاهلش


    همست بنبرة ميتة ووجهها مختبئ في صدره وكأنها لا تسمع شيئا مما يقول:

    قبل أربع سنين عقب ماقلت لي ذا الكلمة

    رحت واختفيت

    ياترى ممكن أحلم أني أقوم الصبح وألقى أنك مجرد كابوس واختفى


    عبدالله شد له نفسا ثم هتف بحزم: أنا حقيقة وبأقعد حقيقةلين يكتب الله اللي يبي


    همست بكراهية عميقة: أكثر حقيقة كرهتها في حياتي


    شدها أكثر بين أضلاعه حتى شعرت ان أضلاعها بدأت تؤلمها وهو يهتف بتصميم:

    اكرهيني مثل ماتبين مصيرش تحبيني غصبا عنش






    ********************************







    رد مع اقتباس  

  5. #135  
    المشاركات
    3,260


    لم تتوقع أنها قد تنم أبدا نامت بعد صلاة الفجر

    وهي تتمنى حين خرج عبدالله للمسجد لصلاة الفجر ألا يعود أبدا ولكنه عاد


    " لماذا عاد لماذا

    ولماذا يبدو سعيدا هكذا

    ووسيما هكذا

    ووجهه يشع بالسعادة والارتياح والنور هكذا

    أريده أن يكون مثلي حزينا وقبيحا ومثقلا بالمرارة"


    بينما كان هو ينظر لها وهي تجلس على سجادتها وجهها مثقل بالحزن

    ومع ذلك يبعث في روحه سكينة عميقة


    " أ مجرد وجودها في حياتي كفيل بنشر كل هذه السعادة والسكينة في روحي؟!

    مجرد روية محياها أمامي كفيل بفتح أقطار قلبي على الحياة

    أ يعقل أن أحبها كل هذا الحب بينما هي عاجزة عن مجرد الإحساس بي

    أعلم أنها ستحس بي يوما ولن أمل الصبر!!

    فحبي لها أعلم أنه أكبر من كل كراهية العالم مهما تجسدت في روحها

    حبي لها سيذيب كراهيتها شيئا فشيئا!!"


    وهاهي تصحو من نومها لتتفاجأ أنه قد صحا قبلها وانه كان يتأملها بتعمق وهو يجلس على مقعد قريبا منها


    همست بتوتر غاضب وهي تشد غطائها عليها: فيني شيء غلط يومك تمقل كذا


    ابتسم بولع: فيش شيء غلط والله الواحد يتعب لو يبي يطلع فيش شيء غلط


    همست بغضب: وتمسخر علي بعد؟!! وكم صار لك صاحي وتمقل


    ابتسم بذات الولع: صار لي ساعة ولو أقعد بس عمري كله أشوف وجهش ما مليت


    وقفت وهي تهمس بنبرة كراهية أصبحت خاصة له: أنا باتسبح وعقب بأشوف حسن جابته أمي أو باجيبه


    عبدالله هتف بهدوء: ترا عالية جايبة ريوق من بدري خليته في الجلسة

    هذا يعني لو حبيتي تريقين


    عبدالله نزل للأسفل ليجد والدته أمام قهوتها وفي حضنها حسن الصغير


    أشرقت روحه

    "هل هناك سعادة كسعادة اليوم

    رضا والديه وقرب حبيبته

    وابتسامة ابنه "


    ألقى السلام منحنيا على رأس والدته ليقفز حسن متعلقا بعنقه وهو يهتف بنبرة محببة:

    وين ماما ددة قالت لي ماما ئندك


    احتضنه بحنو وهو يغمر وجهه ويديه بالقبلات ويهتف له بحنان:

    ماما فوق وبتجي الحين


    ابتسمت أم صالح وهي تهمس بحنان: بشرني منك يامك عساك مستانس


    ابتسم بمودة: مستانس يالغالية الله يونسش بالعافية


    همست أم صالح بحنان وهي تنظر لحسن الجالس في حضن والده:

    تراه ما تريقوجدته يوم جابته تقول إنه يعيا يتريق

    وهذا أنا خليت الخدامات يسوون له ريوق وهذا هو ماعسه


    عبدالله يخاطب حسن بحماس حنون: من اللي بيأكل ريوقه كله وعقب كنه قعد شاطر ومؤدب بأوديه مكان حلو


    حسن بحماس طفولي: وماما تروه مئنا


    عبدالله يقبله ويبتسم له: وماما بتروح معنا


    بعد بعض الوقت جوزاء نزلت وهي تغطي وجهها بطرف جلالها

    لم تكن مطلقا تريد مواجهة أحد ولكنها كانت مجبرة

    فهي لابد أن تلقي التحية على أم صالح وأبي صالح لتذهب لإحضار ابنها


    حين وصلت لم ترَ من خلف الغطاء الثقيل سوى عبدالله وأمه رفعت غطاءها وهي تسلم ثم تنحني على رأس أم صالح

    لتتفاجأ بالصوت الغالي يهتف بسعادة: ماما أنا هنا


    أشرق وجهها بابتسامة سعيدة وهي تتلقاه وتحمله لتغمر وجهه بقبلاتها

    ليشرق وجه من كان يراقبهما كم كان مشتاقا لرؤية ابتسامتها كان يظنها قد نست الابتسام

    وكم بدت له ابتسامتها رائعة ومبهجة للروح!!


    جوزاء جلست وحسن في حضنها لتهمس لأم صالح بمودة واحترام: أصب لش قهوة يمه


    أم صالح بمودة: يأمش تقهويت من زمان


    جوزاء حينها التفتت لحسن وهمست بحنان مصفى: حسوني كلت ريوق


    حسن هز رأسه بينما همست أم صالح بحنان: مارضى يتريق إلا من يد أبيه

    وإلا حن يالجدات ماعبرنا


    جوزاء نظرت لعبدالله نظرة الكراهية إياها

    ثم نظرت لأم صالح وهي تهمس باحترام: أنتو الخير والبركة يمه


    عبدالله حينها هتف بحزم: عقب صلاة الظهر بنطلع نتغدى برا ونلاعب حسن أنا وعدته


    جوزاء همست باحترام مصطنع: إن شاء الله




    ********************************





    " ها كساب بنطلع جنيف اليوم"


    كساب يبتسم ساخرا: اللي يشوفش تقولين بنطلع جنيف يقول يا بعدها ترا كلها 16 كيلو بين جنيف وديفون


    كاسرة تنظر عبر النافذة للمنظر الطبيعي المذهل أمامها والذي تطل عليه شرفة الفندق وتهمس بسكون:

    حلوة ذا المنطقة عجبتني أكثر من ازعاج جنيف



    كساب يقف خلفها ينظر معها عبر النافذة ويهتف بهدوء:

    تدرين إنه فيه مقاطعة انجليزية اسمها ديفون بعد في جنوب غرب بريطانيا


    كاسرة تبتسم وهي مازالت تنظر للنافذة: لا تتذاكى علي أعرفها وجيتها بعد مع امهاب قبل كم سنة


    كساب وضع كفيه على كتفيها لترتعش هي بشدة وفورا

    بينما كان يهتف بنبرة عميقة مدروسة: خليت شغلات التذاكي لش هذا تخصصش أنتي


    ثم أردف بتسائل وهو يديرها ناحيته: أبي أعرف ليش لين الحين كل مالمستش ترتعشين


    ابتسمت وهي تنظر لعينيه تتمنى أن تكتشف المجهول الذي لا ينجلي خلف نظرتهما الآسرة:

    أنا ما أدري أكيد إنك أنت تسوي لي شيء تخليني أرتعش

    مثل ماخليتني يغمى علي يوم الحريق


    ابتسم وهو يمد يده ليمسح خدها: لا تيك شغلة ثانية تبين تعرفينها


    ابتسمت وهي تشعر بالإثارة: إيه أبي أعرف


    حينها نقل يده من خدها إلى مكان ما في المنطقة الخلفية من رأسها تحت أذنها قليلا من الخلف وهو يهمس لها بهدوء مثير:

    في المنطقة هذي بالضبط عرق يوصل الأكسجين للرأس

    لو ضغطت عليه لثانيتين مهوب أكثر توقف الأكسجين فيصير أغماء

    لكن لو ضغطته أكثر من كذا تصير مضاعفات أخطر بكثير ممكن غيبوبة دائمة ممكن تلف في الدماغ


    ابتسمت كاسرة: زين ماخفت تذبحني بذا الحركة


    ابتسم وهتف ببرود: لو ذبحتش أريح


    كانت على وشك أن ترد عليه ردا غاضبا لولا أنه أعاد نفس الحركة بسرعة لتسقط مغمى عليها

    حين صحت من اغماءتها القصيرة وجدت نفسها تتمدد على على الأريكة ورأسها ممدد على فخذه

    همست بغضب وهي تعتدل جالسة: تدري أنك مجنون وعقلك يبي له صواميل جديدة


    ابتسم بتلاعب: عشان تعرفين لو أنا أبي أذبحش كان ذبحتش

    يالله تجهزي نمشي اليوم كله بنقضيه في جنيف وبكرة بنطلع أنترلاكن






    ************************************





    " يبه فديتك ماكلت شيء شوي بعد بس شوي!!"


    الجد بنبرة مودة: يأبيش والله أني شبعت ظنش بخليه وأنا لي فيه


    وضحى بابتسامة صافية: لو كاسرة اللي ترجاك تكمل غداك كان مارديتها

    بس لقمة بعد فديتك


    حينها هتف الجد بنبرة غضب: لو كاسرة اللي تبي تغصبني أكل

    كان ضربتها بالصحن على وجهها لأنها تعرف أني إذا قلت خلاص يعني خلاص

    كانش تبين الصحن في وجهش علميني!!


    وضحى تضحك: أفا يبه جابر أفا هذي أخرتها وش فيك معصب كذا


    الجد ينتهد: يأبيش ما أداني حد يغصبني على العيشة كني بزر!!


    وضحى تميل لتقبل كتفه ثم تقرب منه غسول يديه ليغسل يديه وهي تهمس بمودة:

    خلاص السموحة لا تزعل


    الجد وهو يغسل يديه يبتسم لتظهر فجوة فمه الخالية من الأسنان:

    يأبيش لا تظنين إن كاسرة أغلى منش كلكم غلاكم واحد

    كاسرة قرّبها مني إنها تعرف وش اللي في خاطري

    وإلا الغلا مقسوم بينش وبينها


    وضحى تقبل رأسه وتهمس بمودة باسمة: أدري يبه فديتك

    ما أشك في غلاي عندك


    تقول ذلك كي ترضيه رغم أنها في قرارة نفسها لطالما كانت تشعر أن كاسرة أكثر قربا لجدها منها

    ربما اعتادت على هذا الإحساس حتى آلفته!!


    استمرت تتحاور معه لفترة حتى بدا يغفو قيلولته المعتادة بعد الغداء

    كانت تخرج حين صدفت مهابا يريد الدخول همست بصوت منخفض:

    جدي راقد


    هتف مهاب بخيبة أمل: كنت أبي أواجهه لأني طالع المطار الحين عندي رحلة


    وضحى بمودة عميقة: تروح وترجع بالسلامة


    مهاب شدها خارج غرفة جده متجهين للصالة وهو يهتف لها بنبرة مقصودة باسمة:

    وين تلفونش


    وضحى بتلقائية: فوق في غرفتي


    مهاب بابتسامة: زين ترا عندش مقابلة عمل بكرة

    الظاهر اتصلوا لش مارديتي وعقب قالوا أنش معطيتهم رقمي


    وضحى بابتسامة سعيدة: المدرسة السمعية صح


    مهاب بابتسامة: صح ليه أنتي قدمتي على حد غيرهم


    وضحى تتسع ابتسامتها: لا ماقدمت على حد غيرهم ولا أبي أشتغل في مكان غيره


    حينها شدها مهاب ليجلسها على الأريكة ويهتف بنبرة جدية:

    وضحى أنتي مقتنعة بذا المكان هذي مسؤولية كبيرة وشغلة مهيب بسيطة أبد


    وضحى بذات الابتسامة السعيدة: مقتنعة جدا يعني امهاب كم وحدة قطرية تعرف لغة الإشارة وهي طبيعية تسمع وتتكلم

    يمكن تكون هذي رسالتي في الحياة لأنه اللي دربتني قالت لي عقب إني حتى تفوقت عليها

    وبعدين أنا حابة ذا المجال وأتابع كل شيء جديد فيه وصار عندي خبرة فيه

    بالفعل حاسة فيه رسالتي.

    ومثل ماكنت نافذة لتميم

    يمكن الله كاتب أكون نافذة لأطفال كثيرين أربطهم بالعالم الخارجي.





    ****************************************





    " هاحبيبتي شأخبارش الحين"


    عفراء تمسح وجهها وتهمس بإرهاق: تعبانة شوي


    منصور يمد يده ليمسح جبينها ويهتف بقلق: دام اعترفتي وقلتي تعبانة شوي فأكيد تعبانة واجد


    عفراء تبتسم رغم إرهاقها: بكرة عندي موعد عند الدكتورة وباقول لها تعطيني شيء يخفف الوحم شوي

    وعلى العموم كلها شوي ويخلص الوحم

    مايجي دوامي إلا وأنا على آخر الوحم


    حينها قفز منصور وهو يهتف بغضب: نعم عيدي ماسمعت عدل ذا النكتة

    وش دوامه اللي تبين ترجعين له


    عفراء وقفت وهي تهمس باستغراب: منصور الله يهداك دوامي في المدرسة نسيت


    منصور بحزم: ماني بغبي أعرف إن داومش كان في مدرسة


    عفراء باستغراب أكبر: كان


    منصور بحزم أكبر: إيه كان خلاص سالفة المدرسة هذي تخلصين منها


    عفراء شدت لها نفسا عميقا وهتفت بأكبر قدر من الهدوء:

    منصور ياقلبي الموضوعات هذي ماينوخذ فيها القرارات بهذي الصورة

    وخصوصا إن هذا شغلي أنا يعني انا اللي أتخذ القرار

    وبعدين أنت تزوجتني وأنت عارف أني أشتغل وعمرك ماجبت طاري إنك تبيني أترك المدرسة وش اللي تغير


    منصور بذات النبرة الحازمة الواثقة: حن ماتكلمنا في ذا الموضوع عقب حملش

    وأنا كنت أظن إنش أنتي من نفسش بتخلين المدرسة


    عفراء بهدوء: وليش أخليها أنا أحب التدريس

    أنا لو كنت وافقت على الترفيعات اللي جاتني كان أنا الحين مديرة مدرسة

    بس أنا أحب التدريس وأحس فيه رسالتي في الحياة


    منصور بذات الحزم: صار لش بالضبط 15 سنة وأنتي قايمة بالرسالة على أكمل وجه قدمي على التقاعد

    الحين عندش رسالة ثانية عندش طفل تربينه


    عفراء تشعر بتصاعد الغضب في روحها ومع ذلك همست بذات الهدوء المتحكم:

    ربيت أربعة مهوب واحد بس وأنا أشتغل ولا عمري قصرت في حقهم

    وبعدين منصور توني على التقاعد


    منصور بنبرة غاضبة: عفرا لا تطولينها وهي قصيرة فيه ناس يتقاعدون وهم في العشرينات كلن وظروفه

    وأنتي كفيتي ووفيتي الحين تفرغين لي ولولدش والراتب اللي تاخذينه بأعطيش أنا دبله


    حينها هتفت عفراء بغضب رقيق: منصور السالفة مهيب فلوس وأنت عارف ذا الشيء زين

    إبي كان رجال خيره واجد وماعنده إلا أنا ووسمية

    ومخلي لي الله يوسع عليه في قبره فلوس تخليني أفتح مدارس مهوب مدرسة وحدة

    بس التدريس رغبتي أنا ومايحق لك تفرض شروطك بذا الطريقة


    منصور بحزم غاضب مرعب: عفرا لا تخليني أعصب عليش وأنا ما أبي

    قلت لش انتهى النقاش. مدرسة مافيه خلاص انتهينا

    وذا المرة أنا اللي باطلع وغصباً عني عشانش حامل وما أبي أثقلها عليش


    ولكنه قبل أن يخرج عاد ليمسح خدها بحنو وهو يقبل رأسها ثم يهتف بحنان:

    حبيبتي والله العظيم من غلاش عندي

    أبيش بس قدام عيوني ما أبي شيء يضايقش ولا يتعبش ولا يأخذش مني

    أدري أني أناني بس والله من حبي لش

    وعلى كثر ما أحبش وأموت فيش على كثر ما أبيش لي بروحي مايشغلش شيء عني


    منصور أنهى عبارته خرج بالفعل بينما كانت عفراء تنتفض غضبا

    " ويتغزل الأخ بعد

    له مزاج يقول يحبني ويموت علي وهو توه يحكم على حياتي كأني بدون رأي

    بس لا منصور لا لين هنا وبس مهوب كل شيء تتحكم فيه

    ما ألومهم نسوانه يطفشون

    من اللي بيستحمل ذا التحكم والتسلط

    نسوانـــه

    نسوانــــــه

    نـــســــوانــــــــه "



    (منصور أ كنت هكذا مع زوجاتك الأخريات

    زوجاته الأخريات

    زوجاته الأخريات)


    حينها قفز لذهن عفراء المنهك فكرة مغايرة تماما وكأنها لم تكتفِ من الغضب والغيظ

    لتشتعل من شعور جديد قفز إلى مخيلتها فجأة ولا تعلم كيف أو لماذا؟!

    وليس حتى وقته وهي غاضبة من منصور!!

    شعور حارق ملتهب مؤذي!!

    اسـمـه

    الـــــغــــيــــرة !!


    (منصور أيها النذل التعيس

    هل كنت تتغزل بزوجاتك كما تتغزل بي

    هل قلت لهن كلهن أنك عاشق متيم أناني لا تقوى على البعاد؟!

    هل كنت تحتضنهن كما تحتضني لتهمس في أذني همساتك التي تذيبني

    هل كنت تغرقهن بفيض مشاعرهن كما تغرقني

    أيها النذل !!

    هل قلبك هذا سوق مفتوح على مصراعيه لا يغلق أبوابه أمام أي داخل

    نذل!! ونــــذل!!

    ونــــــــذل!! )





    #أنفاس_قطر#

    .

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  6. #136  
    المشاركات
    3,260
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مساكم خير ومودة ورحمات
    لقاء مسائي اختلف عن لقاءاتنا الصباحية
    والقلوب الدافية حاضرة كل وقت صباح ومسا
    الله لا يخلينا منها
    والله العظيم أقف مبهورة أمام ذائقتكم المصفاة
    وأنتم تغدقون على بين الأمس واليوم تعليقات تجعلني أشعر بالخجل من عطائكم
    وأتمنى أن أقدم المزيد من أجلكم لأنكم تستحقون ماهو أكثر من المزيد
    .
    .
    أولا : اسمحوا لي أوقف مع شوي تساؤلات للقراء
    .
    عمر أبو صالح أواسط الستينات عشان كذا تلاحظون إنهم عياله كانوا يقولون لعبدالله:
    إبي كأنه كبر 20 سنة يعني شكله يعطي على رجّال في الـ80
    وأم صالح أواسط الخمسينات
    حلو هالاهتمام بأعمار الشيبان :)
    .

    في لهجة الرواية لما يقولون: إبي، إخي هي لهجة عامية
    تنطق بكسر خفيف للألف <== ثقيلة شوي صح :)
    وشكرا أيضا جدا لمن ساهم في الرد
    هذا يدل على كرم أخلاقكم وتفاعلكم مع بعض
    .
    .
    فيه غالية جدا على قلبي علقت ليه ماجات الضربات في وجه كسّاب يوم صدم الجبل
    وأقول لها: تعليق ذكي والإجابة بديهية
    لابس خوذة
    ومثل ماتعرفون الخوذة تكون عريضة واجدوفيها مسافة طويلة تبعد الوجه عن الارتطام بأي شيء
    ولو عندكم أخوان مثل أخواني الله يحفظهم يركبون دراجات نارية
    إذا جاوكم طايحين منها شفتي الجسم كله مرضرض إلا الوجه لان الخوذة حمته
    الله يحفظ عيالنا وعيالكم جميع
    .
    البارت قبل اللي فات فيه قارئة اللي يجزاها خير ويجعلها في موازيين حسناتها
    نبهتني إن كلمة (بالعون) لا تجوز لأن العون اسم صنم
    وأنا فعلا غيرتها على طول
    ولكن اللهم أني استغفرك وأتوب إليك احنا دايم نسمعها بعون الله أو اختصارا بالعون يعني نية الشركية ماحضرت
    وعلى العموم أنا بحثت عنها عند الشيخ ابن باز رحمة الله عليه فهو أجاب:
    أنه لا يعرف لها أصلا ولا يعرف حتى صنما بهذا الاسم ولكن من الاولى تركها
    لأنه إن قُصد بها حلف فالحلف بالله لا يجوز
    ترحموا معي يا بنات على الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة
    وجعله من أصحاب الدرجة العليا في الجنة
    الشيخ ابن باز له أيادي بيضاء على الفتوى وتوضيح الدين في وسطيته السمحة دون غلو ولا تهاون جعل الله ذلك كله في موزايين حسناته
    .
    .
    عدد البارتات اللي باقية
    والله العظيم ما أدري شوفوا كم شخصية باقي مادخلنا في دهاليزها
    وأنتوا قدروا عدد البارتات
    .
    .
    نعود للبارت اللي فات
    منصور وعفرا
    يمكن البعض يقولون المساكين كانوا مبسوطين ليش قلبتي عليهم
    بأقول لهم هم أصلا قضية مابعد انتهت
    والمغزى منهم مازال مستمر
    يعني مضى لهم شهرين متزوجين ومع مرور الوقت تبدأ المشاكل تطفو على السطح بشكل عام في أي زواج
    والحل يعتمد على مدى قدرة الزوجين على التواصل والتفاهم
    طبعا من البداية عفرا هي الطرف المحتوي وتحاول احتواء أي خلاف واحتواء شخصية منصور الصعبة
    لكن حتى الآن لم يحدث خلاف جوهري فحينما يحدث كيف سيتم التعامل معه
    مع شخصية منصور المتسلطة التي لا تقبل التنازلات حتى بعد أن اطمأنت روحه بوجود نصفه الآخر
    .
    .
    ويالله جزء اليوم جزء صغنون
    عشان ماحد يقول لي قصير أنا قلت لكم من أولها :)
    مع إنه والله العظيم موب قصير بالشكل اللي ممكن تتخيلونه
    .
    الجزء السادس والأربعون
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .



    بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والأربعون



    " جوزا بس خلي الولد ياكل له لقمتين مثل الناس
    ما ياكل لقمة وحدة إلا أنتي تنظفين وجهه
    الولد بينقرف من الأكل كذا!!"

    جوزاء تنظر لوجه عبدالله المعقود بحزم وهما يجلسان على طاولة في مطعم
    وحسن جوارها تطعمه ولا تفارق يدها المناديل المعقمة وسائل الديتول المعقم
    تهتف ببرود: قلت لك كيفي أنا وولدي لا تتدخل في طريقتي معه

    عبدالله أجابها بحزم وهو يخفض صوته: وأنا قلت لش قبل أني كل شيء يخص ولدي وأخوانه بأتدخل فيه
    بأربيهم مثلي مثلش

    حينها شدت جوزاء نفسا عميقا وهمست بذات البرود:
    زين دام جبت طاري أخوانه أنا أبي أكل حبوب منع حمل

    عبدالله أنزل الملعقة من يده ونظر لها بشكل مباشر: نعم

    جوزاء بذات البرود وهي مستمرة في إطعام حسن ودون أن تنظر ناحية عبدالله:
    سمعتني عدل أبي أستخدم مانع ما ابي أجيب عيال منك

    عبدالله حينها رد عليها ببرود: أنا أعرف الناس يوم يتزوجون يكون أحد أهداف الزواج أنهم يجيبون أطفال
    هذي رغبة في مغروسة في داخل كل إنسان

    حينها نظرت له جوزاء بكراهية عميقة لو كانت النظرات تحرق كان لابد أن يهوي عن مقعده محترقا بلهيب كراهيتها:
    هذولا الناس الطبيعين
    لكن أنا أكــرهــك أكــرهـــك
    كفاية حسن بيننا ما ابي أظلم أطفال ثانين

    عبدالله عاود تناول ملعقته وهو يشعر أن الطعام يمزق حنجرته وهو يبتلعه بصعوبة ومع ذلك هتف بحزم:
    اسمعيني عدل أنا ماني بجابرش على سالفة الحمل الحين استخدمي المانع اللي تبينه
    بس لمدة ست شهور وعقب تقطينه

    جوزاء ببرود: وليش 6 شهور بالذات أنت ظنك أنك ممكن تصبر على الحياة معي 6 شهور؟!!
    صراحة آمالك شاسعة !! زين إن صبرت عليّ شهر

    عبدالله ببرود مشابه: صدقيني قبل الست شهور أنتي اللي بتقطين المانع بنفسش
    بس أنا أعطيش أقصى مهلة لين تقبلين الفكرة بروحش




    ***************************************




    " عفرا اشفيش ساكتة "

    عفراء بسكون: صدق أنك غريب منصور الحين تسأل كنك ماسويت شيء

    منصور بنبرة لا تخلو من غضب: وأنا وش سويت

    عفراء تشد لها نفسا عميقا: سالفة شغلي

    منصور بحزم بالغ: قلت لش الكلام في ذا الموضوع منتهي

    عفراء حينها همست بحزم: آسفة اسمح لي يا منصور ما انتهى
    هذا شغلي أنا وما يحق لك تمنعني

    منصور وقف وهو يهتف بنبرة مرعبة: أنتي تعارضيني

    عفراء لم تتحرك من مكانها وهي تهمس بهدوء عميق تحاول امتصاص غضبه به:
    منصور الأمور ما تحل بذا الطريقة
    أقنعني ليش تبيني أترك الشغل ولو أنا اقتنعت أنا حاضرة أخليه
    لكن مجرد فرض رأي أنا آسفة

    منصور يعتصر قبضته ويهتف بحزم مرعب: إيه فرض رأي عندش مانع

    حينها فورا انتقلت للموضوع الآخر الذي بات يؤرقها بشكل جارح لمشاعرها وأنوثتها وكيانها
    همست بنبرة مقصودة: منصور أنت كنت تتعامل كذا مع نسوانك الثلاث اللي قبل

    حينها انفجر منصور بغضب: مالش شغل عفرا أشلون كنت أتعامل معهم
    لش شغل أشلون أتعامل معش أنتي وبس

    حينها انفجرت عفراء بغضب مشابه: زين تعاملك معي مهوب عاجبني
    متسلط زيادة عند اللزوم أنا ماني ببزر تجي تبي تمشيني على كيفك على آخر عمري
    تبي تحل وتربط وأنا بس أقول حاضر
    هذا مهوب منطق الحياة الزوجية أخذ وعطا وتشارك مهوب موجب وسالب وبس

    منصور حينها شدها من مقعدها ليوقفها وهو يهتف بنبرة مرعبة تجمد الدم في العروق:
    عفرا هذي آخر مرة أسمح لش تطولين صوتش عندي

    عفراء غاضبة بالفعل: منصور هذا مهوب أسلوب تعامل
    أنت تبي تكتمني على طول تبيني بس أكون هادية ورايقة ومتفرغة لك
    لكن ماعندك استعداد تتحمل زعلي ولا ضيقتي ولا انشغالي
    وش معنى أنا ملزومة أتحملك وأتحمل عصبيتك وتطويلك لصوتك علي
    يعني أنت من طينة وأنا من طينة أقل منك

    منصور بغضب: لا عفرا لا تحورين على كيفش
    أنتي مرتي وأم عيالي إن شاء الله وفوق رأسي
    بس فيه أشياء أنا ما أتقبلها وحقي عليش أنش ماتسوينها
    الحين صار الغلط راكبني

    عفراء تشد لها نفسا عميقا وهي تحاول التحدث بهدوء:
    لا منصور الحين أنت اللي تحور
    أنت تبي تبسط موضوع مهوب بسيط أبد
    وتبي تأخذ حقي وتخليه حقك ثم تركبني أنا الغلط

    منصور بحزم بالغ نهائي بنبرة غير قابلة للنقاش: قلت لش انتهينا عفرا انتهينا خلاص

    عفراء قررت الاحتكام لعقلها وهي ترجئ النقاش في الموضوع وتصمت لأنها تقرر أن تكون الطرف الأكثر مرونة
    مازالت تفكر كيف من الممكن أن تحل هذا الأشكال
    يخطر ببالها أن تُدخل زايد في الموضوع ولكنها ألغت هذه الفكرة
    لأنها من معرفتها لشخصية منصور تعرف أن هذا التصرف سيفجر غضبه عارما لأنها أدخلت أحدا في مشاكلهما
    تنهدت وهي تقرر أن تتجه للصالة وتبقى هناك حتى أجل غير مسمى!!



    *******************************



    " أم حسن أنا طالع أصلي العصر
    وعقب عندي شغل ماني براجع قبل الليل"

    عفراء تخلع عباءتها وهي تنظر لعبدالله الذي كان يعدل غترته وتهمس بكراهية:
    ترا لو ماتبي ترجع أحسن

    عبدالله يبتسم ابتسامته الجذابة وكأنها تهمس له بكلمات الحب والغرام:
    مشكورة حبيبتي لا تحاتيني قبل الساعة عشر راجعياقلبي

    حسن يتعلق بذراعه: بابا بألوح معك

    عبدالله يميل ليقبله بحنان كبير ثم يمسك يده وهو يهتف لجوزاء بهدوء:
    بأخذ حسن معي للصلاة وعقب بأخلي هزاع يرجعه

    جوزاء بغضب: لا أنت ترجعه أو لا تأخذه

    عبدالله يخرج وفي يده حسن وكأنه لا يسمع ماتقول وهو يهتف بحزم:
    هزاع بيرجعه وحسش قصريه ترا ماحنا بساكنين بروحنا يا بنت الأصول

    جوزاء تنظر لظهره بغيظ وهي تدعو الله أن يحفظ ابنها ولا يعيد أبيه ولكنها تعود للتراجع وهو تستغفر الله بعمق
    ليس من أجله ولكن من أجل أم صالح التي تعلم أنها لن تحتمل فقدان عبدالله مرة أخرى

    تفتح جوزاء الخزائن وهي تقرر إعادة ترتيب ملابسها وملابس ابنها وفقا لنظامها الدقيق في الترتيب
    وهي تفتح الخزائن فتحت خزانة ملابس عبدالله المعلقة
    همست بابتسامة خبيثة كأنها وقعت على كنز:
    ياقلبي ياعبود ثيابك كلها جديدة أكيد تبي تتبخر من ريحة الخياطين



    *****************************************




    يحضر لها بوظة وهي تجلس على مقعد تراقب نافورة جنيف التي تتصاعد عاليا وتختلط الإضاءة بها بشكل خلاب
    تتناول البوظة منه وتهمس بسكون: شكرا

    جلس جوارها وهو يهتف بنبرة حازمة: وش فيش من عقب ماكلمتي أختش وأنتي ساكتة
    عسى ما حد فيهم تعبان

    تضع البوظة جوارها وتهمس بذات السكون: كل يوم أسألهم عن تميم يقولون زين
    ما أدري ليه ناغزني قلبي من ناحيته اليوم أختي قالت لي إن نفسيته تعبانة كلش
    عرسه عقب أسبوعين ونص أشلون يدخل على بنت الناس وهو هكذا

    كساب ببرود حازم حاد: والحين من اللي هامش
    أخيش وحالته
    وإلا مظهركم قدام بنت الناس

    كاسرة حينها نظرت له وهمست له ببرود مشابه:
    تدري كساب الشرهة علي اللي أشركتك في أفكاري

    كساب ببرود صارم: وأنتي يوم أشركتيني قلت لش رأييوأعتقد إنه وصلش
    إذا مهوب عاجبشخلاص احتفظي بأفكارش لنفسش

    حزن مجهول يغتال مشاعرها لا تعلم لماذا يتصرف على هذا النحو المستفز
    مع أنها كانت تتكلم معه بعفوية وهي تشاركه ضيقها كما يُفترض بين الأزواج
    ورغم إحساسها بهذا الحزن الشفاف فإنها لن تسمح له أن يشعر بتأثيره السلبي عليها همست بحزم:
    تدري كل مابغيت أهذر باهذر وانت بتسمعني لأنك زوجي وغصبا عنك لازم تسمعني
    أما نصايحك وتعليقاتك لو ماعجبتني خلها على الرف أحسن




    **********************************






    رد مع اقتباس  

  7. #137  
    المشاركات
    3,260


    " وين راحت هذي"
    خليفة ينظر حوله للغرفة الخالية من وجود جميلة بعد أن طرق باب الحمام ووجده فارغا أيضا

    قرر أن يسأل عنها الممرضات ليتفاجأ بأنها كانت تجلس بينهن ترتب معهن الملفات
    حين رأته ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا خليفة

    خليفة استند على الحاجز وابتسم: شتسوين هني

    جميلة بتلقائية لطيفة: زهقت من القعدة فاضية قررت أساعدهم شوي
    ثم استرسلت بعذوبة: كنت أسمعهم يقولون ترتيب الملفات ممل لا والله مسلي
    الحين قاعدين نرتب الملفات حسب الترتيب الأبجدي

    خليفة سعيد جدا لانطلاقها هتف بتساؤل: زين وأنتي عارفة الأبجدية الفرنسية

    جميلة وهي منهمكة في الترتيب: هي نفس الأبجدية الإنجليزية في الترتيب بس النطق هو اللي يختلف
    ثم رفعت نظرها إليه وهي تبتسم بشفافية: يقولون بعد الممرضات أنهم بيعلموني فرنسي يعني كورسات ببلاش

    خليفة ابتسم لها بمودة: مطولة أنتي

    جميلة أشارت بيدها "قليلا" حينها هتف لها خليفة بمودة تلقائية:
    خلاص أنا بأروح للغرفة أقرأ شوي لين تيين




    ************************************




    " من صلاة العصر وأنا رايح وأنتي على قعدتش ذي
    ومادة البوز كذا"

    عفراء تنظر لمنصور الذي يلقي غترته على المقعد وتهمس بهدوء:
    وش تبي منصور تبيني ابتسم وأنا زعلانة وتعبانة
    تبيني أمثل عليك عشان حضرتك ما تتضايق

    منصور يجلس ليحتضن كتفيها ويهتف بحنان فخم:

    ياقلبي ياعفرا أنتي كبرتي السالفة وهي صغيرة
    أنا ياقلبي أبي اللي يريحش ويريحيني
    تدرين بغلاش وأنه مايهون علي زعلش

    عفراء شدت لها نفسا عميقا ثم همست بسكون:
    منصور لا تزعل علي بس أنت أناني بشكل ما ينوصف

    عفراء قالت جملتها ثم انكمشت قليلا لأنها توقعت ثورة عارمة من منصور
    لذا تفاجأت بشدة أنه شدد احتضان كتفيها وهو يميل ليقبل رأسها ويهمس بعمق:
    وأنا قلتها لش قبل مافيه حد يحب ومايكون أناني وعلى قد حبي لش على قد أنانيتي

    عفراء حينها أسندت رأسها لكتفه وهمست بهدوء رقيق: زين والحل منصور
    أنا ما أبي أخلي شغلي أرجوك منصور

    منصور هتف بهدوءه الفخم وهو يحتضن كتفيها: ياقلبي ياعفرا
    أنتي ليه منتي براضية تفهمين إن هذا موضوع غير قابل للنقاش خلاص

    عفراء حينها تفلتت من حضنه لتقف وهي تهمس بنبرة حزن عميق:
    مافيه شيء غير قابل للنقاش غيرك يامنصور
    ثم أردفت بذات الحزن وهي تغادر: اسمح لي منصور أنا بأنام في الغرفة الثانية



    ************************************



    " هاحبيبتي وش سويتي اليوم في غيابي"

    جوزاء تبتسم بتلاعب وهي تنظر لعبدالله الذي كان يخرج محفظته وأزرته من ثوبه ثم خلعه ليلقيه في سلة الغسيل
    همست بذات الابتسامة: أبد رتبت الغرفة والملابس
    ثم قعدت مع عالية ونجلا وعمتي أم صالح وتعشيت معهم
    وتوني طلعت قبل شوي عشان أرقد حسن

    عبدالله ينظر لحسن النائم جوار أمه ويهتف بخيبة أمل: خسارة كنت أبي ألاعبه قبل ينام
    ثم نظر حوله وهو يهتف بإعجاب: بس صدق لمساتش مبينة في المكان كل شيء يلمع ماشاء الله

    لم ترد عليه لأنها خشيت أن تنفجر ضاحكة منذ مدة طويلة لم تشعر بهكذا سعادة طفولية
    عبدالله توجه للحمام وهو مستغرب منها أشد الاستغراب بل هو مستغرب منذ دخل الغرفة أنها كانت مبتسمة الإبتسامة التي تذيب قلبه
    وأنها كانت غير متحفزة ضده ولا تصفعه بالكراهية المتكررة
    هل من المعقول أنها بدأت بالاستسلام ومن يوم واحد فقط!!

    حين أنهى عبدالله استحمامه خرج ملتفا بفوطته ليأخذ له ملابسا لأنه يعلم أنه ليس لديه أمل أنها ستخرج لها ملابسه
    كانت تنظر له وهي متمددة نصف تمدد على السرير وابتسامتها تتسع وهي تراه تتجه للخزانة
    فتح ناحية ملابسه الداخلية رف له ورفين لها وبقدر ماكانت رفوفها مرتبة ودقيقة بقدر ماكان رفه مبعثرا وملابسه مختلطة
    بعد أن فسد كويها وتجعدت لأنها كانت مجموعة في كومة
    عبدالله شد له نفسا عميقا ثم هتف بصرير من بين أسنانه وهو يستدير ليقابلها:
    أنا ماطلبت منش ترتبين أغراضي بس أنتي جايه وهي مرتبة ليه تسوين فيها كذا أنتي صاحية

    جوزاء بابتسامة متلاعبة: شفت إن شكلهم كذا أحلى حرام عليك كنت أبي أسوي لك خدمة بس

    حينها تذكر عبدالله شيئا هتف بتهديد: ياويلش لألقى ثيابي نفس الشيء

    حينها كادت تنفجر من الضحك وهو يفتح خزانة ثيابه المعلقة اطمئن قلبه وهو يراها معلقة ومكوية كما كانت
    لكن لفت نظره شيء غريب في أحد الثياب فشده قليلا ليرى مابه
    لينصدم أن الثوب كان محروقا من عدة نواحي ألقى به على الأرض
    ليتنزع ثوبا ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا لم تترك له ولا حتى ثوبا واحدا سليما
    كانت كلها محروقة بنار مباشرة والنار أحدثت ثقوبا دائرية بها
    النار التي كانت ناتجة عن ولاعة الجمر بنارها المستقيمة القوية

    حينها توجه ناحيتها ليشدها من عضدها ويسحبها سحبا لغرفة الجلوس حتى لا يسمعهما حسن النائم
    حين وصلا هناك أفلتها بينما هي كانت تدعك عضدها المحمر ثم تجلس بهدوء وهي ترتخي في جلستها وكأنها لم تفعل شيئا

    انفجر عبدالله بغضب مكتوم: أنتي صاحية فيه حد عاقل يسوي سواتش
    زين أنتي زعلانة علي وتبين تعاقبيني تحرقين ثيابي كلها
    وش ألبس أنا عقب وإلا أطلع للناس عريان

    جوزاء بسكون وهي تنظر لأظافرها: والله أنا حذرتك من عيشتك معي بس أنت ماصدقتني

    عبدالله بنبرة خافتة كأنه يكلم نفسه: حذرتيني
    ثم أردف بتصميم: زين أنا طالع الحين وبأدعي أمي وعالية وأوريهم اللي سويتيه
    وخلهم هم يحكمون بيننا

    قالها وهو يتجه فعلا للباب رغم أنه لا ينوي أبدا أن يفعلها
    لكنه يريد أن يتأكد أن هناك من تحرص على مشاعره فعلا
    لأنها إن لم تهتم أن يعرف الناس مافعلته فمعنى ذلك أن حالتها غير قابلة للحل

    لذا كاد يبتسم رغم غضبه العارم وهو يراها تقفز لتقف بينه وبين الباب وهي تهمس برجاء:
    عبدالله الله يهداك تبي تطلع وأنت بفوطتك كذا تبي تفشل روحك في هلك

    عبدالله بنبرة غاضبة: ليه أنا عندي شيء ألبسه

    جوزاء تشده من يده وتجلسه: اقعد الحين بأكوي لك فنيلة وسروال.

    عبدالله بتحكم: لا تكوين كل ثيابي اللي عفستيهم وترتبينهم عدل الحين

    جوزاء بغضب: ماتشوف أنك مسختها

    عبدالله بغضب أشد: أنا اللي مسختها وإلا اللي السالفة كلها من تحت رأسها من الأول
    تدرين أنا بأنادي عالية تأخذهم وتكويهم وعقب ترجع هي ترتبهم لي

    جوزاء حينها همست برجاء عميق: لا خلاص عبدالله تكفى لا تفشلني في عالية و أم صالح
    أنا بأكويهم الحين

    عبدالله بنبرة تحكم: واغسلي ثوبي اللي حطيته الحين واكويه عشان ألقى لي شيء ألبسه في صلاة الفجر وأروح فيه للدوام

    جوزاء بغيظ: حاضر ياعبدالله حاضر بس مردودة لك

    جوزاء تناولت الثوب من السلة واتجهت به للحمام لتغسله بينما كانت تتمنى لو تمزقه
    بينما كان عبدالله يتصل بأحدهم: هلا رشيد أنا عبدالله آل ليث تو كنت سوي تفصيل عشرة ثوب عندك
    أنا سايز عندك بليز رشيد يبي اثنين ثوب بكرة في الليل مستعجل
    .
    بليز رشيد ضروري
    شوف أنا يعطي أنت فلوس زيادة وبعدين يبي عشرة ثوب بعد

    عبدالله تنهد وهو يجلس رغم غضبه العارم مما فعلته لكنه لا يستطيع أن يلومها بقدر حبه لها عاجز عن لومها
    فهذه أنثى احترق قلبها فهل يلومها على حرق بعض الثياب؟!!

    "تفداها كل ثياب العالم وفوقها روحي
    بس ليتها ترضى وتسامحني بس!!"

    .
    .

    بعد أكثر من ساعتين

    خلال الساعتين الماضيتين التي قضتهما في الكوي كان هو يجلس أمامها يعبث في حاسوبه المحمول
    تعلم أنه يشعر بالانتصار في داخله بعد أن حرمها من متعة نصرها الصغير عليه

    وهاهي تضع آخر قطعة ملابس في خزانة عبدالله وهي ترتب ملابسه تماما كما رتبت ملابسها
    بينما كانت تسبه وتشمته بكل قواميس العالم في داخلها

    فوجئت بيده تمتد من جوار خصرها ليمسك بكفها ويديرها ناحيته ليقبل كفها بعمق وهو يهمس بمودة دافئة:
    تسلم اليد اللي كوت وغسلت مهوب اللي حرقت وعسفت
    مشكورة ياقلبي

    شدت يدها من يده بقوة وهي تهمس ببرود قارص: مشكورة على ويش
    الكوي كذا أنا سويته عشان هلك مهوب عشانك
    وإلا أنت مالك قيمة عندي

    عبدالله يهتف بنبرة مقصودة: لو مالي قيمة عندش ماكان سويتي ذا كله
    ترا حتى يوم نبي نضايق الناس يكون مضايقتنا لهم على قد اهتمامنا فيهم
    لأنه لو مايهمونا ما أشغلنا نفسنا فيهم
    وأنتي لو ما أنتي بشايفتني شيء كبير ومهم عندش ماكان سويتي ذا كله عشان تضايقني!!

    جوزاء تجلس وتهمس بعدم اهتمام: فلسفة فاضية

    عبدالله جلس جوارها قفزت واقفة ولكنه شدها وأعادها جواره وهو يطوق كتفيها بذراعه
    ويهتف بحزم: اسمعيني عدل الليلة عديت لش الحركة البايخة اللي سويتيها
    لكن والله لا يتكرر شيء ثاني مثلها لا يكون الرد شيء ما تتوقعينه
    أغراضي الشخصية وأوراقي وتلفوناتي وكمبيوتري وشغلي مالش شغل فيهم ولا تلمسينهم
    تبين تضايقني ضايقيني أنا شخصيا القلب ملعبش
    أشياء مادية ملموسة مالش شغل فيها
    والأهم من هذا وذاك حسن ماله علاقة بأي زعل يصير بيننا
    ولدي ما تستخدمينه سلاح ضدي




    *************************************




    " أبي أجيب هدية لأختك وخالتك وش ظنك أنهم يفضلون"

    كساب يغلق الكتاب الذي كان يقرأ فيه ويضعه جواره ويهتف بتلقائية للأميرة التي تمددت جواره للتو بعد أن أنهت صلاتها ووردها:
    مزون شنطة وخالتي عفرا ساعة بنشتريهم عقب سوا
    ولا تنسين أنتي تشترين لأمش ولأختش ولعروس تميم ولا يهمش من الفلوس

    كاسرة بتلقائية: عندي فلوس

    حينها استدار كسّاب ناحيتها وهو يهتف بنبرة غضب وتهكم: نعم عندش فلوس
    وأنا ويش كيس شعير

    كاسرة بهدوء متحكم: العفو

    حينها هتف كساب ببرود: لا وليش العفو هذا اللي باين من كلامش تبين تدفعين وأنا معش هذا اللي ناقص

    كاسرة ابتسمت بعذوبة ابتسامتها الساحرة: وأنت ليش سويتها سالفة
    قلت لك العفو وخلاص ولا يهمك بأكسر ظهرك بأخليك تندم على العرضوبأشتري أغلى شيء بالاقيه في السوق

    حينها هتف لها بغموض: ليش ابتسمتي

    أجابته باستغراب: وليش ما ابتسم فيه قانون يمنع الابتسام

    هتف لها بذات الغموض: ابتسامة مثل ابتسامتش هذي كنها سلاح دمار شامل
    مايستخدم إلا لغرض كايد

    حينها اتسعت ابتسامتها أكثر وهمست برقة: أغرب غزل سمعته في حياتي

    حينها هتف بذات نبرة الغموض التي تخللها الغضب:
    ليه أنتي سمعتي غزل من حد غيري

    ردت عليه بغضب: كساب أنت أشفيك تبي تسوي سالفة وبس
    أنا أساسا سمعت غزل منك عشان أسمع من غيرك
    والتلميح السخيف هذي ماأبي أسمعه مرة ثانية

    أنهت عبارتها لتستدير وتوليه ظهرها وهي تشد الغطاء عليها
    لتشعر بعد ثوان بأنامله تعبث بخصلات شعرها وهو يلفها على أصابعه بشكل دائري
    استدارت ناحيته لتنظر لوجهه القريب منها وهو يرتكي على مرفقه همست بسكون عذب:
    أعرف أنك ماتعرف تعتذر بس مافيه داعي كساب أنك تدور اللي يضايقني عشان تقوله

    مال ليقبل جبينها دون أن يرد عليها حينها مدت يدها لتلمس خده وهي تهمس برقة:
    غصبا عني كل ما أشوف وجهك قريب تروح عيني هنا

    قالتها وهي تتحسس الجرح في خده بحنو تناول كفها من خده ليقبلها بتروي ثم يهتف لها بابتسامة:
    أتذكر أني انا بعد عضيتش بس شكلش أنتي سنونش أقوى

    حينها ابتسمت كاسرة وهي تمد له باطن ذراعها لتريه أثر عضتهوهي تهمس بعمق متجذر:
    ليه كساب أنت تخلي الواحد وإلا ترحمه قبل ماتوصل لحمه



    ****************************************



    كانت تجلس في قاعة الانتظار في عيادة طبيبة النساء مشغولة بالتفكير مهمومة
    البارحة كانت ليلة سيئة
    لا تحب أن تُغضب منصور منها ولكنه من يدفعها لذلك بتسلطه الذي أثار غضبهاواستيائها وحزنها

    البارحة قضتها في غرفة أخرى وأغلقت الباب عليها لأنها تعلم أن منصور سيجبرها للعودة لغرفتها
    وبالفعل حاول فتح الباب مرة واحدة ولم يعد لتكرارها
    وهي تعلم أنه لابد غضب لأنها أغلقت البابونامت بعيدا عنه

    واليوم هاهي تأتي لموعدها مع سائقتها دون أن توقظهرغم أنها تعلم أنه يكره أن تذهب مع سواه إذا كان موجودا
    وتعلم أنه سيجد في هذا سببا آخر ليغضب منها
    ولكنها مرهقة تماما من الوحم ومن تسلطه
    ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها
    لا تحتمل المزيد لا تحتمل المزيد أبدا!!

    وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا عفرا أم جميلة

    عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل
    وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين
    عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:
    هلا والله بشيخة ياحيا الله أم محمد


    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .
    وقبل ماتستغربون أو تسألون شيخة هذي وحدة من حريم منصور الأوليات
    بمعنى أدق رقم 2
    .






    رد مع اقتباس  

  8. #138  
    المشاركات
    3,260
    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ياحياكم ربي وياهلا والله بكل العابرين بين الصفحات وعلى طيات قلبي


    أهلا بعودة كل الغائبين اللي أزهرت الصفحات بأريجهم


    وننتظر عودة بقية الغائبين اللي عسى غيبتهم للخير وفي الخير وهم بخير


    .


    .


    شكر خاص لفيتامين سي وذهبية على كرمهم في شعرهم بين صفحاتنا


    والله العظيم خجلتموني الشعر دايما يخجلني لأني أشعر أنه فن صعب يستنزف طاقة الفكر تماما


    وأحس يوم أحد يهديني أبيات شعر كأنه أهداني أثمن شيء في الكون


    .


    .


    الجدل البارت اللي فات حول عفرا


    أولا البعض سأل لو كانت بتعرف شيخة


    شيخة من جماعتهم أكيد تعرفها وتعرف أخبارها وشيخة بالمثل


    حتى لو كانوا ماشافوا بعض من زمان


    يعني أنتي شخصيا تسمعين أخبار بنات جماعتك هذي تزوجت هذي جابت ولد


    حتى لو لك شهور أو حتى سنة ماشفتيها


    .


    سالفة الغيرة ليش تذكرت تغار الحين


    هرمونات الحمل تعفس الدنيا :)


    عدا أنه كل ما يمر الوقت تحس إن منصور لها هي بس وتحبه أكثر


    شرارة وحدة تطلق كل شيء الله يكفينا شر الشيطان!!


    .


    كنت أبي أجاوب عن شيء المرة اللي فاتت ونسيت


    اللي سألوا عن حركة الإغماء وهل هي ممكنة


    أقول لهم صحيحة وممكنة بس ارتاحوا مستحيل تعرفون الطريقة


    تبي خبرة ومعرفة وين مكان العرق بالضبط <== المسكينة محترة حاولت قبل واجد بس مافلحت


    مع إني شفت الحركة صارت قدامي في عرض حقيقي


    عدا أني زمان أيام التلفزيون شفتها في أكثر من فيلم


    .


    .


    الجزء السابع والأربعون


    .


    قراءة ممتعة مقدمة


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والأربعون




    مرهقة تماما من الوحم ومن تسلطه

    ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها

    لا تحتمل المزيد لا تحتمل المزيد أبدا!!


    وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا عفرا أم جميلة


    عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل

    وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين


    عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:

    هلا والله بشيخة ياحيا الله أم محمد


    شيخة همست بمودة بعد أن جلست بتثاقل بطنها الممتد بجوار عفراء: الله يحيش ويبيقيش

    ها عفرا بشريني من بنتش سمعت إنها تعالج برا


    عفراء بمودة مشابهة: بنتي طيبة والحمدلله


    شيخة بذات المودة: كنت بأنسى ومبروك زواجش عين العقل أنتي عادش صغيرة وحرام تدفنين عمرش


    عفراء بلباقة: الله يبارك فيش ويهون عليش


    شيخة تبتسم: آمين تعبانة واجد في حملي هذا ما كأني جبت أربعة قدامه

    معي سكر ذا الحمل ولاعب في حسبتي

    ثم أردفت شيخة بتلقائية: وأشلون منصور معش عساه حاطش في عيونه بس


    عفراء شعرت فورا بضيق طبيعي قاهر تصاعد في روحها

    أن تسأل زوجته السابقة عنه بهذه التلقائية وهي تهمس اسمه مجردا هكذا!!


    عفراء همست بابتسامة مصطنعة: أبو زايد مايقصر باقي يحطني فوق رأسه


    شيخة ابتسمت بدماثة أخلاق طبيعية: زين عسى زايد في السكة بس


    عفراء بهدوء: الحمدلله قربت أخلص الشهر الثاني


    شيخة بعفوية: إن شاء الله ذا البزر يخلي أبو زايد يقر ويرتاح


    تصاعد ضيق أعمق في روح عفرا وغيرتها رغما عنها تزداد

    (وش دخلها يرتاح أو عنه ما أرتاح!!!)


    غيرتها وصلت لذروتها لأنها تعلم أن شيخة هي أكثر من بقيت مع منصور

    بل إن منصورا حين قام بالفحص كان من أجلها هي

    فشيخة كانت بكل موضوعية أفضل زوجاته الثلاث وأكثرهن رحابة صدر

    تعلم أن هذا أمر مضى منذ سنوات عديدة لكنها لا تستطيع منع نفسها من القهر والاحتراق

    وهي تشعر بالاختناق من أفكارها ومن تفكيرها كيف كان تعامل منصور مع شيخةكنموذج لتعامله مع زوجاته السابقات

    بل ربما نموذج التعامل الأفضل!!

    هل كان يتعامل معها كما يتعامل معها هي الآن


    لا تريد أن تسألها عن حياتها مع منصور لأنها ستموت إن عرفت إنه كان يعاملها مثلها

    وكان سبب الطلاق هو مجرد تسلطه الذي هو قد يكون مبررا منطقيا للطلاق عند البعض!!


    كما أنها ستموت بل ستجن من الغيرة إن لم ترح نفسها وتسأل فهي تشعر أنها تترمد من احتراقها بالغيرة!!


    لذا لم تستطع إلا أن تندفع وهي تسأل شيخة بحذر:

    شيخة احنا خوت واللي راح راح وأنتي الحين ماشاء الله عند رجال وعندش عيال وبنات

    أبي أدري ليه تطلقتي من منصور لو مايضايقش تجاوبيني


    شيخة ابتسمت بعفوية: وليه ذا المقدمات إسأليني وأجاوبش عادي

    منصور الله يديم المودة بينكم كان حار بزيادة وتعامله حاد ومتسلط وعلى طول مشغول بمجلسه

    صدقيني أنا كان عادي عندي ذا كلهلو أن منصور على الأقل كان يسمعني كلمة زينة

    لكن أنا قعدت عنده عشر شهورحتى كلمة حلوة وحدة منه ماسمعته

    أنا أشهد إنه كان كريم يد ومايقصر علي بشيء لكن في المشاعر ماشفت أبخل منه

    طول فترة زواجنا وأنا حاسة أصلا إنه مهوب متقبلني وإنه فيه حاجز بيننا

    كنت حاسة كني كرسي أو طوفة في البيت

    سبحان الله لكل واحد نصيب يتناه

    عشان كذا شوفي ولا وحدة من نسوانه حملت وأنتي ماشاء الله حملتي على طول لأنه نصيبه كان عندش


    عفراء شعرت بفتور في عظامها وكأنه سُكب على رأسها ماء مثلج وهي على وشك الارتعاش من برودته التي اجتاحت عظامها

    شعرت بالفعل أنها عاجزة عن الوقوف وقدماها لن تحملاها

    قلبها يكاد يتمزق من شدة تدفق الدم إليه وارتفاع دقات قلبها بعنف


    "لم يُسمعها طيلة عشرة أشهر كلمة واحدة حلوة

    بينما هو يغرقني بفيض حلاوة كلماته منذ يومي الأول معه!!

    كان بخيلا معها في مشاعره

    لم تكن مشاعره إلا لي لي أنا فقط!!

    أ يعقل هذا

    أنا بالذات "





    **********************************





    كانت تنظر إلى شلال جيسبخ البديع وهي تضم جاكيتها الأسود الذي ترتديه على عباءتها

    تهمس لكساب الجالس جوارها بابتسامة: الديرة ذي ماتعرف الصيف مثل باقي مخاليق ربي

    اشتقت لحر الدوحة والله العظيم


    يرد عليها بشبح ابتسامة: عجبتش انترلاكن


    تضم الجاكيت عليها أكثر وتهمس بسكون: جنة من صنع ربي سبحانه بس زحمة سياح


    كساب ينظر أمامه ويهتف برجولة تلقائية: حن في الصيف وش تتوقعين

    بس أوعدش الرحلة الجاية أوديش في غير إجازة المدارس

    وفي رحلة من تخطيطي أنا من أولها لأخرها


    ابتسمت بعذوبة: ياخوفي من تخطيطك


    احتضن كفها الباردة بين كفيه الدافئتين ارتعشت أناملها بخفة ماعاد يسألها عن سبب ارتعاشها

    بل ربما قد يستغرب إن لم ترتعش همس لها بحزم:

    وليش تخطيطي يخوفش


    همست بتلقائية دافئة: أحبك إذا كنت عفويعلى سجيتك مافي رأسك تخطيطات


    هتف لها بنبرة مقصودة وهو يشدد احتضانه لكفها: تحبيني إذا كنت ويش


    ابتسمت باحتراف: لا تدقق على المصطلح المقصود أني ارتاح لعفويتك


    حينها سألها بذات النبرة المقصودة: وأنتي متى بتكونين عفوية


    ردت عليه بذات نبرته المقصودة: وأنا عفوية


    ابتسم بتلاعب: هذي عاد كثري منها ماشفت حد راسم نفسه مثلش


    ابتسمت بتلاعب شبيه: يحق لي أرسم حالي!!


    وقف ليشدها لتقف وهو يهتف بخبث: يحق لش أنتي أصلا اللي يحق لش وبس!!





    ************************************








    رد مع اقتباس  

  9. #139  
    المشاركات
    3,260

    " جوزا أنتي مبسوطة"


    جوزاء تلتفت لعالية وتبتسم باصطناع: وليش ما أكون مبسوطة


    عالية هزت كتفيها: ما أدري ما أبي أتدخل في خصوصياتش

    بس عبدالله ماشاء الله باين عليه مبسوط وأنتي في عيونش حزن


    جوزاء همست بسكون: لا تحاتيني أنا مبسوطة

    بس يمكن من كثر ماحزنت أبي لي وقت لين أتأقلم مع السعادة


    عالية بتساؤل عميق: أكيد جوزا


    جوزاء باصطناع بارع: أكيد أنتي عارفتني لو ماأستأنست سودت عيشة اللي حولي


    بينما كانت الاثنتان مستغرقتان في الحديث دخلت عليهما نجلاء وهي تلقي حقيبتها وتجلس متهالكة:

    يمه يمه باموت من الحر يعني مالقينا ننزل بيتنا إلا في حر ذا الصيف


    عالية تضحك: أنتي أصلا المفروض نازلة بيتش من قبل سنة بس الله يكفينا دلع النسوان

    يعني إلا تطفرين صويلح وإلا ماتستانسين


    نجلاء تهف على نفسها: عقبال ما أشوفش مطفرة عبدالرحمن ومادة لسانش بعد

    ثم تردف بحرج وهي تنظر لجوزاء: جوزا لا تزعلين عشان أخيش والله ما أقصد شيء

    بس وش أسوي بأم لسان ذي


    جوزاء بمودة: أنا ما أحاتي عبدالرحمن عبدالرحمن أصلا ماحد يقدر يطفره

    باله وسيع فديت قلبه.

    إلا أنتي ماتبين مساعدة في البيت تراني والله حاضرة


    نجلاء ابتسمت: مانعيف المساعدة بس الحين قاعدين نفرش لا بديت أرتب أكيد بأحتاج مساعدتكم كلكم

    وذا الحين رخصوا لي أبي أقوم أتسبح


    غادرت نجلاء بينما عالية التفتت لجوزاء متسائلة: وين حسون


    جوزاء بهدوء: مع عيال عمه في غرفتهم يلعب معهم


    عالية تبتسم: زين فكيتي عن الولد شوي مايصير ماسكته على طول


    جوزاء تتنهد: أخاف عليه عالية من كل شيء أخاف يطيح يزلق يفتح الدريشة

    أصلا الحين مخلية الخدامة قاعدة عندهم


    عالية بذات الابتسامة: ماعليه المهم تفكين عنه شوي


    وهما مستغرقتان في الحديث سمعتا طرقا على الباب جوزاء غطت وجهها بطرف جلالها السميك والواسع وأضفته على يديها

    بينما هتفت عالية: من


    صوت عبدالله يأتيها من وراء الباب: أنا من اللي عندكم


    عالية تبتسم: تعال مابه إلا حلالك


    عبدالله دخل بينما كانت جوزاء ترفع الغطاء عن وجهها وهي تتمنى لو تغادر المكان كاملا

    لا تحب أن تكون معه في وجود أحد آخر لأنها حينها ستضطر أن تمثل المودة له

    وهذا هو الأمر الأكثر كراهية وبغضا لها في كل العالم

    كما لو أنها تبتلع مسامير ملتهبة تمزق حنجرتها ومعدتها ومع ذلك لابد أن تبتسم وهي تبتلعها!!


    بينما هو حينما دخل أشرق وجهه حين رآها حالة لذيذة من الشجن تنتابه كلما رآها

    كأنه يراها للمرة الأولى !!


    عالية (بعيارة) : صك حلقك سعابيلك سالت علينا


    عبدالله يبتسم وهو يتجه ليجلس جوار جوزاء: يا أختي وش أسوي

    كل ماشفت أم حسن كن في قلبي ألف فرس يتسابقون


    عالية تضع يدها على قلبها: آه ياقلبي الله يعطيني يارب

    جوزا عسى عبدالرحمن يعرف يقول كلام حلو مثل عبود


    عبدالله يمد يده ليضرب مؤخرة رأسها بخفة: عيب يا بنت أخيش الكبير قاعد


    عالية بمرح: وأنا وش أسوي بأخي الكبير اللي هيض مواجعي


    عبدالله جلس جوار جوزاء ثم اقترب من أذنها ليهمس بدفء: أشلونش حبيبتي


    رغما عنها ارتعشت وهي تشعر بدفء أنفاسه على أذنها ولكنها كانت ارتعاشة قرف لا تأثر !!

    همست بسكون: الحمدلله زينة


    عالية وقفت وهي تهمس بذات المرح: لا أنا شكلي غلط هنا. أترخص


    عبدالله وقف وهو يهتف بحزم: اقعدي يا بنت أنا أصلا جاي أبي لي شغلة

    وبأرجع للمجلس


    عبدالله صعد وجوزاء وجدت أنه من اللباقة أمام عالية أن تصعد خلفه

    صعدت ولكنها لم تتجه لغرفتها بل اتجهت لغرفة أولاد صالح لترى ابنها حتى يغادر عبدالله

    لتتفاجأ أن ابنها ليس معهم وأخبرتها الخادمة أنه سمع صوت والده يناديه فركض له

    حينها وجدت نفسها مضطرة أن تتجه لغرفتها


    حين دخلت وجدت عبدالله يجلس على الأريكة وحسن على قدميه وهو يلاعبه

    هتف حين رآها: بأخذ حسن معي للمجلس يتغدى معي


    ردت عليه ببرود وهي تلقي بجلالها على المقعد: منت بعارف تأكله أصلا خله عندي


    حسن برفض: لا بألوح مع بابا مدلس


    جوزا صمتت حينما يقف حسن مع والده تشعر بالضيم يتصاعد في روحها لا تريده مطلقا أن يفضل والده ولا بأي صورة

    ولكن الذنب في الختام ذنبها هي فهي من علقت حسن بوالده وصوره وحكاياته وبصورة مبالغ فيها

    تعيش حياتها من أجل هذا الولد فكيف يفضل أحدا آخر عليها وخصوصا هذا الأب الذي ألقى به ونساه طوال السنوات الماضية

    ثم عاد ليطالب بحقه فيه

    كانت مازالت واقفة وغارقة في أفكارها حين شعرت باللمسة الحانية على خدها:

    حبيبتي هذا كله سرحان؟!!


    انتفضت بخفة وهي ترى عبدالله واقفا أمامها بينما حسن غير موجود: وين حسن


    عبدالله بهدوء: راح يجيب نعاله من غرفة عيال عمه


    كانت تريد أن تلحق به وهي تهمس بجزع عفوي: مايعرف يلبس نعاله بروحه

    بأروح ألبسه


    عبدالله شدها من يدها: خليه بيعرف يلبس كل السالفة نعال مهيب جوتي حتى


    شدت يدها بعنف من يده وهي تهمس بكراهية: تقدر تقول لي وقفي بدون ما تمسك يدي


    حينها أمسك وجهها من الأسفل بقوة بيده وهتف بحزم: أنا أمسك يدش أمسك وجهش حلالي


    ثم ختم عبارته بأن قرب وجهها منه ليقبلها بدفء حنون

    صدمها تصرفه لم تسمح له بالمزيد وهي تدفعه عنها وهي تهمس ببغض شديد:

    أنت ماتفهم أقول لك لا تقرب مني تسوي كذا


    ابتسم عبدالله وهو يعدل غترته: من اللي يقدر يشوف وجهش الحلو قدامه كذا وبين يديه ويقدر يقاوم

    ثم أردف وهو يغادر: تدرين اللون الأزرق بينطق من حلاوته عليش

    انسطلت أنا لا تلوميني!!


    جلست وهي تهمس بغيظ وقهر وتضرب المقعد بقبضتها:

    ويتمسخر علي بعد وجهش الحلو وما أقدر أقاوم واللون الأزرق

    الحقير يتمسخر علي يتمسخر علي!!

    زين ياعبدالله دواك عندي دواك عندي





    ****************************************





    تشعر بتوتر عميق منذ عادت للبيت.

    لم تجد منصورا في البيت والأغرب أنه لم يتصل بها إطلاقا ولم يسألها عن موعدها

    تعلم أنه اتصل بالسائقة فهي أخبرتها أنه اتصل وسألها عن مكانهما

    ومعنى ذلك أنه غاضب وغاضب بشدة لأنها خرجت دون اخباره

    يا الله متعبة من التفكير ومشتتة


    لا تنكر أن مقابلتها لشيخة ألمتها وأسعدتها وأشجتها بل وقلبت كيانها

    ولكن كون تعامل منصور معها مختلف وأنه وهبها المشاعر التي لم يهبها لأحد

    لا يعني أنها يجب أن تتنازل عن كل شيء من أجله

    لا تنكر أن قلبها يؤلمها وأن بودها أن تحتضنه وتقبل جبينه وتهمس في أذنه ألف مرة أنها تحبه!!

    فهي لم يسبق أبدا أن صرحت له بكلمة (أحبك) بشكل مباشر


    تشعر فعلا بالتشتت مقابلتها لشيخة قد تكون جاءت في وقت غير مناسب وفي ذات الوقت جاءت في الوقت المناسب!!


    هي في الوقت المناسب لأنها أراحتها من نار الغيرة التي لم تحتملها حتى ليوم واحد فقط

    وفي وقت غير مناسب لأنها قوّت جانب منصور بينما هي تحتاج أن تقوي عزمها حتى تستطيع مواجهته والاصرار على عملها

    تشعر أنها لو رأته الآن فأنها ستنهار وقد تتنازل عن كل شيء من أجله


    تدعو الله في داخلها أن يقوي عزيمتها فالعمل حاجة إنسانية ضرورية لحياتها

    ولو طاوعت منصور وتركته الآن فهي تعلم يقينا أنها ستندم مستقبلا


    تتمدد على سريرها لتريح جسدها المنهك

    " يا الله كل ماقلت هانت جد علم(ن) جديد"





    ************************************





    " يا الله سميرة اليوم يخلص فستانش "


    سميرة تلتفت لوالدتها: يمه أنتي اللي بتوديني


    أم غانم باستعجال: خلصيني بابت نجلا اليوم ماتقدرش عندها شغل في بيتها


    سميرة بتساؤل: ومها وصلوح وش بنسوي فيهم


    أم غانم بنبرة قاطعة: هناخذهم معانا طبعا


    سميرة تضحك: من جدش يمه خلاص يمه خليها بكرة لين تتفرغ نجلا وتوديني


    غانم قاطع الحديث الدائر: وأنا ما أنفع أوديش


    سميرة بخجل وهي تلتفت لغانم الذي دخل مع الباب بلباس الطيارين:

    ينفع ونص بس أنت توك راجع من رحلة أخذك مشوار بعد


    غانم يبتسم: يا بنت الحلال كلها أسبوعين ونخلص منش أساسا خلنا نتجمل فيش أنتي ووجهش


    حينها تجمعت العبرات في حلق سميرةوسالت دموعها رغما عنها غانم اقترب ليحتضنها بحنو:

    أفا حضر عرق خالها هريدي العاطفي هلت الدموع


    سميرة تمسح دموعها وتهمس بابتسامة طفولية باكية: صدق بتستانسون لا رحت وخليتكم


    غانم (بعيارة) : وبنكسر الئلة كمان على قولت خالش هريدي

    ونقول الله يعين تميم على مابلاه.


    حينها فعلا انفجرت في بكاء طفولي وهي تدفن وجهها بين كفيها

    فمشاعرها كما لو كانت على طرف السكين مسنون غاية في الرهافة والحساسية

    فهي قلقة من حياتها مع تميم بعد أن كانت السبب في كسر يديه وسماعها أطراف حديث عن أنه بات أكثر انطواء وحساسية

    وما أقلقها أكثر أن وضحى حن رأت قلقها أصبحت تقول لها أنه بخير

    بينما سمعت مزنة تخبر والدتها أنه ماعاد يخرج من غرفته إلا في أضيق الحدود حتى بعد نزع جبس يده اليسار

    فإخفاء وضحى لوضعه عنها يعني أن الأمر مرتبط بها هي

    وبشكل عام الفتاة قبل زوجها تصبح شديدة الحساسية فكيف بمن هي في حالها


    غانم شدها وأجلسها وجلس جوارها وهو يحتضن كتفيها ويهتف بحنان:

    أفا سمور ليش ذا البكاء كله


    أم غانم كانت من ردت بتأثر: يأمك البنات يصيرون حساسات شوية قبل العرس


    غانم يمسح شعرها متسائلا بقلق: صحيح سميرة


    سميرة هزت رأسها وهي تمسح وجهها حينها وقف غانم وشدها وهو يهتف بحزم:

    يالله ياحلوة قومي البسي وأنا خمس دقايق بس أخذ شاور سريع وأبدل ملابسي وأنزل





    *********************************************





    "تميم ياقلبي منت بطالع اليوم مكان"


    تميم هز رأسه وهو يشير بيد واحدة : بأروح للشغل بعد شوي


    ابتسمت وضحى: زين صار لك يومين مارحت لشغلك


    رغم صعوبة الإشارة بيد واحدة وهو يشير اشارات مبتورة وغريبة ولكن وضحى كانت تفهمه

    أشار لها بسكون: الشباب في الشغل مرسلين لي مسج يقولون محتاجيني ضروري

    بأروح أشوف السالفة

    ثم أردف بألم: مع أني بدون يدي اليمين مالي فايدة


    وضحى ابتسمت بحنان: أنت وأنت بيد وحدة أحسن من كل مهندسين الكمبيوتر اللي في الدوحة

    ثم أردفت وهي تبتسم له ابتسامتها الدافئة الحانية:

    وبعدين هانت الدكتور يقول ماشاء الله عظمك قوي وجبر بسرعة

    وقبل عرسك إن شاء الله بيفك الجبس وبيحط بس رباط خفيف


    تميم وهو يستعد للخروج يشير لها بغموض: آخر شي يهمني هو سالفة عرسي ذي!!





    ************************************





    أصبحت الساعة الثامنة مساء ومنصور لم يظهر ولم يتصل حتى

    رغم أنه لا عمل لديه اليوم

    تشعر بقلق عميق وتفكيرها يزداد تشتتا

    لا تعلم كيف يشعرها منصور بهذه الأحاسيس المتضادة!!


    رغم أنه المخطئ إلا أنها تشعر بالذنب.

    نجح في إشعارها بذنب لم تقم هي به!!

    فهو من يريدها أن تترك عملها وهو يفرض رأيه بكل تسلط

    وبدلا من أن يجلس حتى يتفاهما هاهو يختفي ليتركها نهبة للقلق والتوتر

    لتشعر كما لو أنها من أذنبت في حقه!!


    تشعر أن أكثر شيء تريده في العالم أن تراه الآن لترتمي في حضنه كما لم تفعل سابقا!!

    وفي ذات الوقت أكثر شيء تريده في العالم ألا يظهر الآن لكي لا تنهار دفاعاتها الضعيفة أمامه


    .

    .

    .


    ذات الوقت


    " أبو زايد عسى ماشر

    وش فيك سارح"


    منصور يبتسم وهو يلتفت لشقيقه: مافيني شيء جعلني الأول مشاغل بس!!


    زايد بفخامة رجولية: ترانا نعين ونعاون يأخيك!!


    منصور بعبق الرجولة الفخمة ذاته: جعلك سالم وما أخلى من عونك

    لو أني أبي شيء أنت أول من بأطلب منه


    زايد بهدوء: زين وش رأيك بشور


    منصور بأريحية: حاضرين للشور وراعيه!!


    زايد بحزم: نروح أنا وإياك عمرة مشتهي أروح يومين قبل يرجع كسّاب


    منصور بحزم أشد: قم نروح ذا الحين


    زايد بصدمة: ذا الحين


    منصور بذات الحزم البالغ: إيه ذا الحين قم جوازي في سيارتي

    وعندي غيارات في السيارة جاهزة دايم لو بغيت أغير وأنا في الدوام


    زايد بتساؤل: نروح على سيارة


    منصور بتصميم: إيه على السيارة أنا أحب السواقة على الطريق الطويل

    وبعدين نمر الحسا وحن راجعين نشتري تمر وقهوة وقناد


    زايد صرَّ عينيه بحزم: ماتبي تمر عفرا قبل


    منصور بنبرة مقصودة: بأتصل لها وأعلمها وأقول لعلي يروح يجيبها عندكم في البيت

    تقعد مع مزون لين نرجع


    زايد وقف وهو يبتسم: يا سبحان الله ماهقيت ربي يسهلها بذا العجلة

    خلاص أنا داخل أعلم مزون وأكلم علي واجيب لي ثياب وأجيك


    زايد دخل للداخل

    بينما منصور تناول هاتفه وأرسل رسالة


    .

    .


    ذات الوقت

    عفراء تدور في البيت تلتهي بالترتيب عن التفكير بمنصور الذي لا يشغلها عنه شيء


    رنة رسالة تصل هاتفها التقطته بلهفة لتشعر أن طبول مجنونة تمزق قلبها وهي ترى اسم منصور يتصدر الرسالة قبل أن تفتحها

    فتحت الرسالة بأنامل ترتعش (أخيرا تذكرني الشيخ منصور!!)


    " أنا رايح العمرة الحين مع زايد

    جهزي أغراضش بيجيش علي يوديش عندهم للبيت"


    (وفقط!! لا شيء آخر!!)


    ماذا يقصد من هذا التصرف منصور المتبجح دوما أنه لا يترك مشاكله معلقة!!

    بعثرتها الصدمة وعيناها تتسعان ذهولا وهي تعتصر هاتفها بيدها!!


    هل هو يخرجها من حياته؟!!

    أم هذه مجرد مهلة للتفكير

    ماهو هدفه من جرحها بهذه الطريقة القاسية

    يفرحها أن يذهب لبيت الله وذهابه للعمرة مع شقيقه


    "ولكن أ لم يجد خمس دقائق ليخبرني بذلك وجها لوجه؟!

    لماذا بخل بمنحي فرصة لثوان فقط حتى ترتوي عيناي من رؤيته وأضلاعي من حضنه ورائحته

    لماذا كنت بخيلا وقاسيا هكذا

    لماذا تصر على إيلامي!

    لماذا يامنصور لماذا"





    ***************************************






    تعبر السيارة طريق المنطقة الصحراوية بعد أن تجاوزا الحدود


    يهتف زايد بهدوء: زمان مارحت رحلة طويلة على سيارة


    ابتسم منصور: ماحد مربح شركات الطيران غيرك أنت وولدك كساب


    ابتسم زايد وهتف بشجن: تدري إني اشتحنت له


    منصور بابتسامة: قد سافر في رحلات أطول من ذي وش معنى ذا المرة مشتحن له


    زايد بعمق: الحين صار رجّال متزوج أبي أشوف لو المرة بتغيره


    منصور بعمق مشابه وهو يهمس بخفوت: كساب كنه عمه مايغيرونهم النسوان حتى لو داخلوا الروح


    زايد بتساؤل: وش تقول يامنصور


    منصور بنبرة أعلى: أقول وأنت ماتبي تجرب


    زايد ضحك ضحكة فخمة قصيرة: من جدك عقب ماشاب ودوه الكتّاب


    منصور بجدية: أتكلم من جدي يازايد تدري يازايد أني ندمت أني قعدت ذا السنين كلها عزابي وعفرا قدامي

    وبعدين زايد أنت عادك شباب وبصحتك وبكرة علي ومزون كلهم بيتزوجونوكلن بيلهى في حياته

    تزوج من وحدة ترادك الصوت أو حتى تجيب لك ولد يملأ أيامك


    زايد يبتسم: والله نبرة جديدة يأبو زايد جعلني أشوف عليك عشر عيال

    بس أنا خلاص وش بزارينه وأنا في ذا العمر

    الحين أبي أربي أحفادي وأستانس بهم وبعدين أنا واحد مشغول على طول

    ماعندي أصلا وقت فاضي عشان أحتاج مرة تملاه

    وماتزوجت ذا السنين كلها أتزوج الحين يا الله حسن الخاتمة يأخيك

    جعلك تهنى أنت وعفرا وعيالكم


    صمت منصور وتفكيره هو أيضا يأخذه لما يحاول الالتهاء عنه عفراء


    " الله يلعنك يا أبليس

    وش استفدت من يباس الرأس

    من الحين ذابحني الشوق لها

    يعني كان مريت على أساس أني أبي لي ثياب وشفتها حتى لو ماكلمتها

    عشان تتأدب على حركتها اليوم وهي تخليني نايم وتطلع لموعدها بدون ماتقول لي

    كان شوفتها بس ردت لي قلبي شوي اللي حاس كنه قعد في الدوحة وماسافر معي!!

    بس خلها تستاهل الموقف اللي سوته المفروض مايتكرر

    خلها تعرف غلطها

    مهيب هي اللي دايم تقول أبي لي مساحة أتنفس وأفكر

    خلها تاخذ كل المساحة اللي هي تبي

    بس أنا أشلون أتنفس بعيد عنها أشلون "


    لم يكن منصور يهدف مطلقا للهروب فهذا شيء من المستحيل أن يفكر به

    فلو أن زايدا طلب منه العمرة وهو على وفاق مع عفراء

    كان سيتصرف ذات التصرف تماما ودون ترددويذهب معه من فوره

    ولكن المختلف أنه كان سيمر في بيته أولا

    يروي عينيه من رؤيتها يطمئن على وضعها

    ويذهب بها بنفسه لبيت زايد

    ليذهب بعد ذلك وهو مطمئن البال


    ولكن سفره هكذا وهو لم يراها منذ البارحة وبينهما خلاف يبدو أنه ليس بسيطا

    فهذا الأمر عقّد كل شيء بينهما لأبعد حد

    في داخله غير مطمئن أبدا فلأول مرة تعانده عفراء بهذه الطريقة!!

    يكره أن يغضبها أو يقهرها أو حتى يتسبب باستيائها


    "ولكني هكذا خُلقت عنيد ومتسلط ولا أتنازل عن أرائي

    أ يصعب عليها أن تتقبلني كما أنا؟!!

    أ يصعب عليها احتوائي؟!!

    فكل ما أريده في الحياة هي ولا شيء سواها !! "






    *****************************





    " عالية ممكن أسألش سؤال"


    عالية بابتسامة: الله على الأدب والذرابة اللي ما أحبها

    اسألي بدون مقدمات


    حينها سألت جوزاء بشكل صادم ومباشر: عبدالله وش كان يسوى السنين الأربع اللي كان غايب فيها


    عالية بذات الابتسامة المرحة: المفروض أنا اللي أسألش

    أنتي مرته والرجّال يعلم مرته بأشياء حتى هله مايعرفونها


    جوزاء باصطناع بارع: ما سألته. استحيت


    عالية هزت كتفيها وأجابت بصراحة: والله العظيم ما أدري

    وماحد يدري إلا صالح وإبي بس


    جوزاء تنهدت في داخلها لا يهمها أن تعرف في أي مصيبة كان يختفي

    وفي ذات الوقت شيء في داخلها يُلح عليها أن تعرف

    فهذا الرجل كان زوجها وعاد زوجها ولا تعلم حتى متى ستبقى متورطة معه في سجن الزواج هذا.


    أخرجها من أفكارها يد حسن الصغيرة تشدها: ماما بألوح حمام

    جوزاء نهضت مع صغيرها وتركت هاتفها خلفها على الأريكة بجوار عالية

    ليرن الهاتف بعد ثوانتلمح عالية الاسم دون تركيز

    اسم من مقطعين أولهما (عبد) تناولته عالية وهي ترد دون تردد وبنبرتها الصاخبة المرحة:

    لنا الله ياعبود لنا الله الحين المكالمات كلها للمدام

    وأختك نسيتها الله يخلي لي الدحمي يكلمني عقب بدل ماتلفوني ميت

    ماحد منكم يفرحني بمكالمة


    كادت عالية تُصاب بسكتة قلبية وهي تسمع الصوت الرجولي الدافئ العميق:

    والله يخليش للدحمي مادرى المسكين إنه على بالش كذا!!!

    عطيه رقمش ووعد تلفونش مايسكت أبد!!


    عالية أغلقت الهاتف في وجهه وهي تلقي بالهاتف جوارها وعيناها تمتلأن بدموع الصدمة التي أبت كرامتها أن تُنزلها

    بينما جسدها كله يرتعش كأنما صابها ماس كهربائي هز أوصالها كله

    " لا حول ولا قوة إلا بالله

    وش فيه كل شيء صار يرجع لي؟

    الحين عبدالرحمن أكيد بيقول علي:

    قليلة أدب وماصدقت تتزوج حتى أخوانها تتكلم معهم عني!!

    إيه يحق له يتجرأ لي كذا ويقلل من احترامي دامه شايفني قاطه روحي عليه"


    عالية تكاد تجن من فرط الحرج والأكثر من إحساسها بجرح كرامتها الثمينة

    لابد أن ترد وإلا فأنها لن تستطيع أن تنام

    تناولت هاتف جوزاء وأرسلت للرقم الوارد الأخير:


    "تصدق إنك قليل أدب!!

    أي نموذج مشرف لدكاترة الجامعة أنت"


    حينما وصلت الرسالة لعبدالرحمن انفجر ضاحكا

    علم أنها محرجة وهذه وسيلتها لتبديد حرجها

    كان يستطيع أن يرد عليها ردا يتناسب مع سلاطة لسانها ولكنه قرر ألا يرد عليها حتى لا يزيدها عليها!!

    ولكنه ختاما لم يقاوم إحساس التسلية الذي شعر به

    تناول هاتفه وأرسل لهاتف جوزاء:


    " اسألي عني بنات الجامعة ويقولون لش

    أي نموذج مشرف لدكاترة الجامعة أنا"


    عالية حين تلقت الرسالة صرّت عينيها وهي تمسح الرسالتين الصادرة والواردة:

    صدق إنه قليل أدب

    إلا هو وش قصده

    زين يا الدحمي خلني لين أدبك أنت وبنات الجامعة!!







    **********************************************





    " عادش بردانة؟!!"


    كاسرة تلتف بشال وتمسح أنفسها المحمر وتهمس بصوت متعب:

    من عقب قعدتنا اليوم عند الشلال وأنا حاسة إن البرد دخل عظامي


    يجلس جوارها ليحتضن كتفيها لتخفي في عرض صدره كأنها قطة صغيرة

    لتبدأ بالارتعاش لا يُعلم هل هو من البرد أم من قربه؟!


    هتف لها بهدوء : زين اشربي الشاهي يدفيش شوي


    مدت يدها لتتناول كوبها ولأن يدها كانت ترتعش تناثرت قطرات على قميصه

    اعتدلت جالسة وهي تهمس برقة: آسفة بأقوم أجيب لك تيشرت غيره


    وبالفعل نهضت لتحضر له قميصا في الوقت الذي خلع كساب قميصه ووضعه أمامه

    حين عادت كانت تنظر دون تركيز لظهره العاري ولأنها كانت دائما تشعر بالخجل من النظر لم تكن تدقق النظر له المرات الماضية

    ولكن هذه المرة لفت نظرها شيئا غريبا في كتفه من الخلف ناحية اليساروأقرب لمنتصف الظهر في منطقة تختفي تماما تحت ملابسه الداخلية

    وربما من أجل ألا تظهر كان حينما يستحم في بركة الفندق يرتدي لباس سباحة كامل يغطي الظهر ويصل لمنتصف الفخذ!!


    كاسرة اقتربت ولمست مالفت انتباهها همست بتساؤل لا يخلو من غضب:

    كساب وش ذا


    حينها قفز واقفا بشكل مفاجئ وهو يشدها بقسوة من ذراعها ويصرخ فيها بنبرة مرعبة:

    مالش شغل


    كاسرة أعادت السؤال بحزم غاضب دون اهتمام بمعصمها الذي يعتصره في كفه

    فما رأته في ظهره أثار غضبها عارما عاتيا متفجرا:

    كسّاب أنا أقول لك وش ذا





    #أنفاس_قطر#

    .

    .






    رد مع اقتباس  

  10. #140  
    المشاركات
    3,260
    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    صباحكم خير يا أدفا قلوب


    أدري أنكم متشوقين للبارت تبون تعرفون وش اللي في ظهر كساب


    ماراح أطول عليكم اليوم


    لأنه بارت اليوم طويل طويل استعدادا لبارت عاصف يوم الخميس إن شاء الله


    .


    .


    أدري بنات إنه فيه بنات استغربوا العلاقة بين كساب وكاسرة


    وكانوا متوقعين شيء ثاني


    لكن أنا أحب كسر الشيء المتوقع أن أصنع شخصيات بردات فعل لا تخطر ببالكم


    أين المتعة لو تصرفوا كما كنتم تتوقعون!!


    وأنا فعلا أردت العلاقة بينهما بهذه الصورة كما سترونها بشكل أوضح في هذا الجزء


    تدرون بنات أنا أهتم ردات الفعل بشكل كبير لأني أبني عليها أحداث لاحقة


    .


    .


    خالص الشكر لسكوت على قصيدتها بعد العودة



    وعودة لشكر فيتامين سي على قصيدتها الجديدة


    خجلتوني يابنات بفيض ابداعكم


    .


    .


    فيه بنت خذت عشرين نجمة على توقع مبهر هي جابته


    بس بأقول لكم من هي في وقته


    والحين أخليكم مع البارت تستمعون بنفسكم


    .


    الجزء الثامن والأربعون


    .


    قراءة ممتعة مقدما


    .


    لا حول ولا قوة إلا بالله


    .


    .




    بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والأربعون





    وبالفعل نهضت لتحضر له قميصا في الوقت الذي خلع كساب قميصه ووضعه أمامه

    حين عادت كانت تنظر دون تركيز لظهره العاري ولأنها كانت دائما تشعر بالخجل من النظر لم تكن تدقق النظر له المرات الماضية

    ولكن هذه المرة لفت نظرها شيئا غريبا في كتفه من الخلف ناحية اليساروأقرب لمنتصف الظهر في منطقة تختفي تماما تحت ملابسه الداخلية

    وربما من أجل ألا تظهر كان حينما يستحم في بركة الفندق يرتدي لباس سباحة كامل يغطي الظهر ويصل لمنتصف الفخذ!!


    كاسرة اقتربت ولمست مالفت انتباهها همست بتساؤل لا يخلو من غضب:

    كساب وش ذا


    حينها قفز واقفا بشكل مفاجئ وهو يشدها بقسوة من ذراعها ويصرخ فيها بنبرة مرعبة:

    مالش شغل


    كاسرة أعادت السؤال بحزم غاضب دون اهتمام بمعصمها الذي يعتصره في كفه

    فما رأته في ظهره أثار غضبها عارما عاتيا متفجرا:

    كسّاب أنا أقول لك وش ذا


    حينها أفلتها كساب ليجلس وهو ينقلب لحالة معاكسة من البرود المدروس تماما

    فهو كان يتوقع هذه المواجهة منذ الليلة الأولى لزواجه بل استغرب إنها تأخرت حتى الآن!!

    وللحظات فكر أنها لابد رأته ولكنها قررت التغاضي عنه مع أنه استعبد أن كاسرة قد تتغاضى!!

    ولكن صمتها أوحى له بذلك !!


    وربما كان مافي ظهره من الأسباب التي جعلته يرفض الزواج حتى لا يضطر للتفسير

    وبعد ذلك خشيته أن تتحدث زوجته عما رأته

    ولكن مع كاسرة لم يكن ليخشى أي شيء من ذلك!!

    فهو لن يفسر لها!!

    وهي لن تتكلم عن أسرار زوجها يؤمن بذلك كما يؤمن بنفسه!!


    بل إن سبب خلعه لملابسه فور وصولهم لجنيف للقيام بالتمرينات كان من أجل أن تراه!!

    أرادها أن تراه قبل أن يحدث بينهما أي شيء أرادها إن تراه حتى ينتهي من غضبها في بداية حياتها معه

    لن يحرمها من الغضب لكنه بالتأكيد سيحرمها من السؤال والتفسير

    وهذا هو ما كان ينتظره أن تراه!! وأن تسأل!! وأن تغضب!!

    فلماذا غضبت الآن ياكساب

    هل تخشى أن تتجاوز ردة فعلها الغضب

    ما الذي تخشاه ياكسّاب ما الذي تخشاه؟!


    دارت هذه الأفكار كلها في رأسه وهو يرتخي في جلسته بفخامة ويهتف ببرود محترف:

    قلت لش مهوب شغلش


    كاسرة تقف أمامه وهي تهتف بغضب كاسح:

    كسّاب أنت واشم ظهرك

    أنت ماتخاف ربك

    هذا وأنا أشوفك مصلي والفرض مايفوتك

    كسّاب أنت يأما تشيل الوشم هذا يا تطلقني


    كساب بذات البرود المحترف: ماشاء الله ماكملنا أسبوعين حتى وطلبتي الطلاق

    براحتش حاضر أطلقش لأن اللي في ظهري مستحيل ينشال


    كاسرة تصرخ بغضب عميق وهي مصدومة منه تماما لم تتوقع مطلقا أن كساب قد يتصرف هذا التصرف:

    أشلون مستحيل ينشال مافيه وشم ماينشال

    أو يمكن تشوف إنه الوشم أغلى مني عشان كذا ماتبي تشيله وتطلقني أحسن


    كسّاب ببساطة حازمة: قلت لش مستحيل ينشال

    لأنه مهوب وشم هذا وسـم

    ثم أردف بسخرية مريرة: شفتي الأبل يوم يوسمونها؟!

    هذا مثله حرق بالنار غاير في جسميومستحيل ينشال

    وماحطيته أنا بكيفي عشاني مشتهيه!!


    كاسرة انهارت جالسة وهي مصدومة أكثرثم همست بهدوء متمكن رغم أن شيئا في داخلها يذوي ولا تعلم لماذا:

    كساب ممكن أشوفه من قريب


    كساب كان يريد أن يرفض تدقيقها فيهفي داخله لم يكن يريد أن يصدمها بغرابة ما ستراه!!

    ولكنه رأى أن رفضه سيكون غير منطقيا لأنها زوجته وسترى هذا الأثر كثيرا

    فرؤيتها له الآن لن تغير من الحقيقة شيئا


    هتف كساب بحزم: تعالي شوفيهوقبل ماتشوفين شيء ثاني وتسألين عنه

    ترا عندي نفس الوسم بالضبط في فخذي اليمين من را

    والاثنين لا تسألين عن معناهم ولا عن سببهم ولا أي سؤال تسألينه


    كاسرة اقتربت بثقة رغم أن داخلها يرتعش

    ليس خوفا مما ستراه ولكن إحساس وجع متراكم زادته الريبة عمقا وألما!!


    نظرت بدقة لظهره

    كان بالفعل وسما غائرا عبارة عن رقم متسلسل من 7 خانات بحجم صغير جدا

    يبدو للرائي دون تدقيق كما لو كان وشما فعلا!!

    مررت اصبعها عليها بإرتعاش موجوع وذات الإحساس المؤلم أن هناك شيئا يذوي في ذاتها يتراكم ويتراكم


    بدا لها الأمر مريبا وموجعا إلى حد السماءيُضاف إلى عشرات الأمور التي تثير ريبتها فيه

    ومع ذلك صمتت ولم تسأل عنها لأنها تعلم أنها لن تلقى الإجابة!!


    شعرت برغبة عميقة مثقلة بالألم أن تغمر الأثر بقبلاتها الموجوعة

    وفي ذات الوقت شعرت برغبة مشابهة أن تلكمه وتلكمه حتى تؤلمها يديها!!


    ولكنها لم تتصرف أيا من التصرفين بل وقفت بحزم دون أن تتكلم

    تناولت قميصه وأعطته له وهي تمنحه نظرة حازمة حادة مثقلة بالعتب والكثير من الحزن!!

    ثم غادرت المكان


    " أي جنون وأسرار يحتويها عقلك المجنون

    أي عاقل يسم نفسه بالنار

    هذا إذا كان عاقلا!!

    أيها المجنون!! أيها المجنون!!

    ما الذي يجبرني على الحياة مع مجنون مثله

    حتى حق السؤال يريد انتزاعه مني

    ولكن ما فائدة أسئلة لن تلقى إجابة؟! "



    توجهت كاسرة للسرير وتمددت وغطت جسدها كاملا بعد دقائق شعرت به يتمدد جوارها نصف تمدد

    وهمسه الساخر يصلها من قرب: بتنامين بثيابش كلها كذا وقبل ماتعشين


    همست بحزم وهي توليه ظهرها: أنا أساسا ماأبي عشا تعبانة من برد الصبح وأنت عارف


    حينها وصلها هتافه الحازم: لا ماني بعارف قومي ننزل نتعشى السواق على وصول


    حينها استدارت له وهي تهمس بتصميم: كسّاب ما أبي ولو سمحت خلني بروحي


    شدها برفق ناحيته وهو يهمس لها بعمق خافت: أنتي زعلانة عشان الأثر صح


    أجابته بصراحة مغرقة بالألم: ماتشوف إنه شيء يزعل دايما حاسه أنه في شيء غامض في حياتك وعندك أسرار غريبة

    من أول يوم شفتك فيه عقب ملكتنا وأنت مليان أسرار وغرابة وتسوي أشياء ماتدخل في المخ

    ولا أحد يقدر عليها

    الحين هذا اللي في ظهرك لو أشوفه في فيلم ماصدقته!!

    ومع كذا حتى محاولة التفسير وحتى السؤال حارمني منهموحتى لو سألت ما ألقى إجابة!!

    وذا الأشياء بصراحة تحسس الواحد بعدم الأمان معك


    همس بذات العمق وبنبرة مقصودة أكثر دفئا: تحسس الواحد بعدم الأمان

    لكن هل أنتي هذا الواحد صدق أنتي ماتحسين بأمان معي


    حـيـنـهـا ويـا لا الـغـرابـة!!

    اقتربت لتدفن وجهها في منتصف صدره ويطوقها هو بذراعيه بقوة وحنان وكأنه يريد أن يخفيها بين أضلاعه

    عله يبعدها عن عالمه الغامض الذي بات يؤرقها

    بينما كانت هي تهمس بانثيال عميق:

    هذي المشكلة كل شيء فيك المفروض يحسسني بعدم الأمان

    قدراتك الغامضة اللي تخوفتلفونك الغامض وغموضك أنت وأخيرا الوسم الغريب هذا

    وفوقها وقبل أي شيء

    إحساسي أنك ممكن تتخلى عني بسهولة متى ماطرا على بالك

    ومع كل هذا الغريب يوم تحضنني أحس بأمان الدنيا كلها

    كأني في حضن إبي اللي ماشبعت منه كأني في حضن جدي اللي ضعفت يديه وماعاد يقدر يلمني مثل الأول


    احتضنها بعمق أكبر على أمل أن يُسكن ارتعاشها الذي لم يسكن

    ثم أفلتها بخفة ليغمر جبينها الدافئ بقبلاته وهو يهمس لها بعمق:

    زين هذا أنتي على أقل سبب هان عليش تقولين طلقني

    يعني أنتي بعد ممكن تتخلين عني بسهولة!!


    مدت يدها لتمسح خده وهي تهمس بابتسامة موجوعة:

    يمكن لأننا نتشابه

    ويوم نعند نخسر كل شيء ولا نخسر اعتدادنا بنفسنا


    تناول كفها ليقبل باطنه وهو يهمس بحنان متدفق غريب بدا لها غريبا وحميميا وصادقا بشكل موجع:

    تدرين إن جسمش كله دافئخلني أروح أدور لش دكتورة


    دفنت وجهها في عنقه وهي تهمس بسكون عذب : ماله داعي الدكتورة حبتين بنادول وأكون زينةخلك جنبي بس


    تمدد جوارها بشكل كامل وهو يعود لاحتضانها بحنان: هوننا من الطلعة وخلاص ماله داعي الدكتورة

    بس لو قعدتي لبكرة تعبانة بتروحين للدكتورة ورجلش فوق رقبتش


    همست حينها بحزم رقيق ووجهها مازال مختبئا في عنقه: بلاها رجلش فوق رقبتش

    لأنه ماحد يقدر يجبرني على شيء

    ثم أردفت بحزم موجوع: وعشان يكون عندك خبر

    تراني عادني زعلانة عليك

    وبأطول وأنا زعلانة بعد لأنه موضوع مايعدي بالساهل!!


    مسح على شعرها وهو يهتف بنبرة لا يعلم أ هي تلاعب أم يقين: لكل حادث حديث يا بنت الحلال


    أي علاقة غريبة هذه التي بدأت تربط أصرها بينهما؟!

    يتجادلان بغضب وحدة ليعودا بعد لحظات إلى تآلف عميق يصل إلى عمق الروح!!


    أ عدوان أم عاشقان

    جفوة أم قرب

    تمازج إلى حد التماهي؟ أم انفصال إلى حد اللا تماس؟

    والغريب أنهما يعلمان أن المشاعر التي باتت تربط بينهما هي من أغرب ما يكون!!

    ولكن كل منهما لا يعلم أن احساس كل منهما بهذا الشعور مختلف هدفه مختلف غايته مختلفة!!!





    *********************************





    " ياسلام على روحة إبي وعمي للعمرة الحين

    كنهم دارين إني مشتاقة للنومة في حضنش"


    عفراء تحتضن كتفي مزون وتهمس بحنان: البيت بيت عمش ليه زايد مايرضى تنامين عندي ما أدري


    مزون بابتسامة: خايف علي يذبحني عمي لا جيت عندكم كني عزول


    ألمها قلبها من هذا العم الذي سافر دون أن يُسمعه صوته حتى

    هذا العم المتجبر الذي جمع أطراف المتناقضات

    من يصدق أن من يذوب لها حنانا من الممكن أن يقسو عليها هكذا؟!!


    قاطع تفكيرها دخول علي عليهما وهو يهتف بمرح: يا الله قوموا أنا عازمكم على العشا في أحلى مطعم

    عاد أخذوا حريتكم الشيبان مهوب هنا بسلامتهم


    عفراء ابتسمت: بلاها ياقلبي ما استاذنت منصور وما أقدر أطلع بدون أذنه


    علي بدون تردد تناول هاتفه واتصل بعمه وهو يناولها الهاتف: يا الله استاذنيه

    مع أني عارف إنه ماعنده مانع دامش معي


    عفراء كانت تشير بيدها لا ولكنها وجدت أنها أصبحت متورطة في الاتصال وأمام ابناء أختها وعلي يضع الهاتف على أذنها


    أمسكت بالهاتف وهي تشعر أن حرارتها ترتفع شيئا فشيئا لتصل إلى ذورتها وهي تسمع صوت منصور الفخم:

    حيا الله أبو زايد نمبر 3 توك مكلمني مالك نص ساعة وش اللي استجد


    تنحنحت عفراء برقة: مساك الله بالخير يأبو زايد


    في ذلك الوقت كان منصور يوقف سيارته في محطة للبترول قبل الأحساء ليصليا العشاء

    وكان هو قد انتهى وينتظر زايد الذي ذهب للحمام ليجدد وضوءه


    "سبحان الله !!

    منذ لحظات أقول أدفع نصف عمري وأسمع همسة واحدة لها الآن"


    ومع ذلك رد بأسلوبه الحازم المعتاد ولكن بنبرة أكثر تحكما وبها بعد غاضب: مساش خير يأم زايد


    عفراء ابتلعت ريقها: أبي استاذنك أطلع مع علي


    حينها رد بنبرة تهكم غاضب: زين والله تعرفين تستأذنين وأنتي طالعة اليوم بدون حتى ماتعطيني خبر


    عفراء همست بهدوء متمكن: الله يسلمك أنا بخير

    أشلونك وأشلون خويك اللي معك


    منصور حينها هتف بصرامة: روحي مع علي مرخوصة

    ومع السلامة


    عفراء بذات الهدوء: مشكور والله يسلمك


    حينما انتهت انفجر كلا من علي ومزون بالضحك مزون تهتف بمرح:

    أمانه عليك شفت وجهها كنها مجند يستأذن القائد


    علي يرد عليها بمرح مشابه: وإلا صوتها وهي تكلمه ضبطت النبرة مضبوط

    المفروض تعلق النجمة الحين


    عفراء اغتصبت ابتسامة بصعوبة قد يكونان لا يقصدان سوى المزاح

    ولكن مزاحهما جرحها بالفعل

    فهل منصور يعاملها بالفعل كأنها أحد مجنديه وبدا يفرض عليها التعامل معه بهذا الأسلوب

    وهو يفرض عليها رغباته بكل تسلط ولا يسمح لها أن تبدي اعتراضا


    عفراء اجابت بذات الابتسامة المصطنعة: ومن متى وأنا لساني يلعلع

    طول عمري أتكلم باحترام أشلون لا كنت أكلم رجّالي


    علي بأريحية: زين لبسوا عبييكم أنا أتناكم في السيارة

    ثم أردف بمرح: خمس دقايق لو تأخرتوا علي رحت أتعشى بروحي







    *****************************************










    رد مع اقتباس  

صفحة 14 من 29 الأولىالأولى ... 4121314151624 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •