الساعة 9 صباحا في الرياض :
في مبنى وزارة التعليم :
لف وجهه و غمض عيونه بقوة وهو يقبض يدينه
: أخ سامر
فتح سامر عيونه والتفت لصاحب الصوت وسحب نفس عميق ونحت ابتسامة مصطنعة وهو يقول : إن شاء الله
لمن جا الرجال بيناوله قلم سحب قلمه المعلق في جيبه وقال بهدوء : معايا قلم
وطالع في الورقة اللي قدامه , الكل كان يحاول فيه إنه يقبل واسطة أبوه , أخوانه كلهم , سحر , خلود , أمه حتى عماته حاولوا لكنه أصر على رأيه ومارضي بأي واسطة , رص القلم بقوة ووقع على الورقة , طالع في توقيعه للحظة قبل ما يناول الورقة للرجال اللي ابتسم له وهو يقول : الله يسهل لك
قام وصافحه وتحرك خارج من الغرفة للممر الطويل المزدحم واللي يحوي غرف يصدر منها ضجيج العاملين , ابتسم للأشخاص اللي التفوتوا له لحظة خرجوه ومشي بخطوات ثابته , ولمن خرج من المبنى الكبير للمواقف تأملها للحظة قبل مايزفر وهو يقول : الحمد لله
تحرك لسيارته وخرج جواله ودق على رقمه , ماكمل نص رنة إلا ووصل له الصوت المهتم وهو يقول : بشر
ابتسم وقال : خير إن شاء الله , نقلوني للعيينة
صمت أبوه حسسه بالذنب وذكره بواسطاته اللي سواها عشان ينقله للرياض بعد ما خرج من معهد الأمل , فقال بابتسامة : من بعد العيينة عن الرياض يا أبوي كلها ساعة بالكثير وأنا عندك
زفرة أبوه وصلته وزادت عقدة الذنب بداخله قبل ما يسمعه يقول بمرح : على الأقل ما رجعوك للمردمة
ضحك وقال وهو يحس بالإنشراح يرجع له : على قولك
كمل أبوه بصوت قوي : يلا إن شاء الله كله في ميزان حسناتك , ربي بيختبر صبرك
قال وهو يرص جواله : إن شاء الله تكفير عن اللي سويته
ولمن ساد الصمت من الطرف الثاني دنق وفتح سيارته وهو يكمل : أنا رايح دحين للمدرسة عشان آخذ ورقة إخلاء الطرف
: الله يسهل لك يا ولدي
جلس في مقعده ودخل المفتاح وهو يقول : جزاك الله خير و .
توقف عن إنهماكه وهمس : سامحني يا أبوي
وسكت للحظة يبلع غصة في حلقه وهو يكمل : في آمان الله
وقفل الجوال بعد ما سمع وداع أبوه , حط الجوال في حامل صغير معلقه عند المكيف اللي جنب الباب وقفل الباب وهو يصرخ بداخله ~ سامحني لأني صغرت من قيمتك قدام الناس وخليتك تتوسط لي عند اللي يسوى واللي ما يسوى , سامحني لأني بعد هذا كله رميت كل تعبك وما رضيت بالواسطة ~ طالع لورى ورجع سيارته عشان يخرج من الموقف وهو يفكر إنه محد حيفهم سبب اللي سواه , كان يبغى يعاقب نفسه , محد يعرف إنه إلى الآن يلوم نفسه على حالة الإدمان اللي كان فيها , الكل يلقي اللوم على سليمان اللي كان يعطيه الحبوب على إنها حبوب صداع واللي كان يدسها في المويه أحيانا لو ما رضي ياخذ الحبوب لأنه مايبغى يتعود على أخذ الحبوب كل ما وجعه راسه , الكل يلقي اللوم عليه إلا هو , كان يلوم نفسه ليل نهار اللي ما انتبه للي حوله إلا متأخر , متأخر جدا , وحتى لمن انتبه مارضي يتحرك ويتعالج استمر في اللي كان فيه وهو يردد لنفسه إنه مايقدر يتعالج ولو تعالج بيرجع زي اللي قبله , كان يردد لنفسه المدمن بيظل مدمن وبيحن لإدمانه فليش أتعالج , ضرب الدركسون بقبضة يده بقوة وهو يعض شفته بقهر ورجع رفعها بتوجع ولمس الندبة اللي في خده , كان وده يشوف الثلاثة اللي ضربوه وشوهوه عشان يسلم على راسهم , بعد يده وطالع في ظاهرها اللي تخترقه خطوط أسمر من بشرته زفر وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله
وسحب نفس عميق وهو يصرخ بداخله ~ إنت تستحق كل شي يصير لك , تستحق كل شي , تعذب عشان تكفر ذنوبك وعشان تطهر ذاتك , خلي عقدة الذنب تخف عنك و. ~
خرج من أفكاره لمن مر من عند مدرسة بنات , طالع في لوحتها ورجع يطالع في الطريق وهو يبتسم على حركته , خرج جواله وضغط رقم 2 في الاتصال السريع , ابتسم لمن سمع صوته المرح وهو يقول : والله توني اللي دخلت المنتدى , خلاص أطلع دحين
ضحك وقال بغيض : لا تقوووول داخل باسمي
: هاااااااااا إنت ماكنت داري
: ماهر يالنذذذذذذذذذذل قلت لك لا تدخل باسمي , والله لا أغير الرقم السري
وصلته ضحكة ماهر قبل ما يقول بخبث : ياخي يازينها مراقبة قسم المرأة أبغى أشبك معاها وما بتطالع في وجهي ما دمت عضو عادي
شهق وقال بصدمة : قسم بالله لو ترسل لها أذبحححححححك
قال بتريقة : رسالة بريـــــــئــــــــة , بريـ
قاطعه بحدة : بعيد عنك البراءة
ضحك ماهر وقال : أصلا ما بتعطيني وجه لأنه على زين هرجها إلا إنها قوية , خلاص أحول على ذيك العضوة المرجوجة اللي دايم تقيم مشاركاتك , شكلها متيمة في غرا
: مــــــــــــاهر إطلع من المنتــــدى
ضحك ماهر وقال وهو يسمعه ضغطة الفارة : سجلنا خروج ياهادم اللذات
زفر سامر وسحب أنفاس يحاول يهدي نفسه قال بعدها : نقلوني للعيينة
: وععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع , بيض , بيض , بيض
قهقه سامر من قلبه وقال : ياخي هالكلمة اللي مخترعينها ماخشت لي من زور , اش بيض
قال يفهمه : شفت الشي العفن اللي يرفع الضغط و يحتوي على كل شي مقرف , هذا يطلق عليه بيض
هز راسه وقال : أهااااااا , طيب سري يلا
: سري إنت
: روح نام أحسن لك من تضيع الوقت في النت , أنا رايح المدرسة أسوي إخلاء طرف
: الله يسهل لك
ابتسم وقال : خبر أمي وسحر
وصلته زفرته وهو يكمل عنه : وعدنان وخلود و خالد و يااااااااااااااااااااااااخ اش هالقرف ترا الترابط الزايد يجيب الغثياااااااااااااااااان مو ناجي من هالسلسلة إلا المريخية اللي ما يدور عليها أحد تدور على أحد
ابتسم سامر لأنه عارف إنه متضايق لأن الكل تدخل و كلمه على أريج اللي متخاصم معاها إلى الآن ومو راضي يروح عشان يحل الموضوع وحتى مكالمة مو راضي يكلمها , قال : سوي اللي تشوفه , يلا مع السلامة
وقفل الجوال وهو يحس قلبه يتقطع على توأمه , حاله في الأيام الأخيرة ما يسر العدو , وخروج مرة عمه اللي ماهي راضية ترجع لبيتها رغم كل المحاولات إلى الآن زايد الطين بلة ومعقد الموضوع أكثر , خرج من أفكاره لمن شاف أسوار المدرسة , وقف سيارته وسحب نفس وتحرك , ابتسم له الحارس العجوز , سلم عليه سامر وسأله عن حاله وهو يحس بتوتر من أصوات الشباب اللي مازالوا في فترة الفسحة , فتح له الحارس الباب فدخل وهو يزين وجهه بابتسامه
: أستاذ سااااامـــــــــــر
اتسعت ابتسامته على صرخة طلابه المختلطة , تجمع حوله اللي يعزونه منهم , بلا شعور جال ببصره عليهم يدور عن وجهه لكنه ماشافه , مد يده يصافح الطلبة اللي طالعوا في يده بإحراج , ابتسم ابتسامة عريضة وقال : ما بتسلمون
صافحوه بابتسامة متوترة , كان عارف إنه محد فيهم متعود على مصافحة أستاذه , استمع لأخبارهم بعد ما سألهم عن حالهم وتوجه بعدها للإدارة , حس بطعنة نجلاء لمن سلم عليه المراقب اللي زين وجهه بابتسامة باردة متكلفة وهو يناوله ملف وهو يقول : المدير في اجتماع مع بقية الأساتذة , هذا ملفك في كل أوراقك وبداخله كمان ورقة إخلاء الطرف موقعة ومختومة
كان فاهم قصد المدير من هالحركة , ماكان يبغى يشوفه أو يسلم عليه لأنه عارف إنه كان بيده ينهي الموضوع وديا بينه وبين الآباء بدون شوشرة و بدون تدخل الوزارة , ابتسم وقال وهو يتناول منه الملف : شكرا , جزاك الله خير
وتحرك وهو يقول بثبات : بأجلس عند أستاذ يوسف إلين ينتهي الإجتماع لأني أبغى أسلم على المدير وباقي الأساتذة
وتوجه لمكتب المرشد الطلابي , كان بابه مفتوح , ابتسم وهو يشوفه جالس ورا مكتبه وهو يطالع من قزاز طاقته الواسعة المفتوحة على الساحة , دق الباب دقتين , التفت يوسف وأول ماشافه رسم ابتسامة ترحيب عريضة وهو يقوم من مكتبه وهو يهتف : يااااااااااحيا الله سامر
وفرد ذراعينه , ضمه سامر وهو يحس بالطعنة اللي بداخله تخف , طبطب على ظهره بقوة وهو يهلي ويرحب فيه , ولمن بعد عنه قال بمرح : سمعت إنك رايح للعيينة
ابتسم وقال : إي والله
شد بيده على كتف سامر وهو يقول : شد حيلك ما أبغى أسمع عنك غير كل خير , وريهم الأستاذ سامر اللي أعرفه
ذابت ابتسامة سامر للحظة لكنه رجع نحتها على وجهه وهو يقول : الله يسهل
طبطب على كتفه ورجع شد عليها قبل ما يلف وهو يأشر له على المقعد اللي قدام مكتبه , جلس سامر وجلس يوسف مقابل له وهو يسأله عن أحواله
دقايق مرت ووصلهم أصوات الأساتذة الخارجين من غرفة المدير , قام سامر وابتسم لمن شافهم جايين له بعد ما سمعوا من المراقب إنه جا , ثواني بعد تبادل السلام ولقي نفسه يضحك من قلبه على تنكيتهم على مدارس العيينة وأحوال أساتذتها , ولمن وصلهم صوت المراقب اللي يذكرهم بحصصهم ودعوه وتحركوا وهو توجه لغرفة المدير وهو شايل ملفه , تعدى من عند المراقب ودق باب غرفة المدير , قام المدير ومد يه من ورى المكتب , لكن سامر تحرك ولف من عند المكتب وصافحه وسلم عليه عربه وهو يقول : شكرا , جزاك الله خير
وبعد عنه وهو يقول بصدق : لايشكر الله من لا يشكر الناس , كان شرف كبير لي إني درست في هالمدرسة , فعلا أنا شاكر لك دعمك لي في بداية حضوري , تشجيعك كان له فضل كبير بعد الله في تحسن مستواي , مع السلامة , إدعيلي
وابتسم لوجه المدير المبهوت وخرج بهدوء وهو يرص على الملف بكل قوته و هو يصرخ بداخله ~ انتصرت , انتصرت ~ ماينكر إنه بذل مجهود خرافي للابتسام ولقمع كلمات العتاب اللي كانت تستصرخ بداخله لكنه حس بشعور غريب بعد ما قال هالكلمات , حس كإنه قفز سور عالي كان يعترض طريقه , أول ما خرج للساحة اللي خلت من الطلاب وسادها هدوء غريب لثواني اخترقت نسمة الهواء البارد ذاك الصمت واختلط صوتها بصوت تطاير أكياس الأكل اللي تناثرت بإهمال في الساحة وبصوت رنين علبة مشروب غازي تدحرجت في طرف الساحة , نزل الدرجات القليلة وتحرك وهو يحس باعتصار غريب بداخله , كان أكثر ما سبب هالعصرة هو غياب بدر اليوم , كان تراوده لهفة غريبة لرؤية وجهه المقطب وملامح الطفش اللي تلوح عليه عادة , ابتسم وتحرك خارج من أسوار المدرسة
************************
الساعة 11 صباحا في الدمام :
قرأها للمرة الرابعة قبل ما ينزل الجوال وهو يفرك عيونه بتعب
: عدنان
قام بسرعة وهو شايل أوراقه وتحرك وهو يرمق جواله القابع على آنية خزفيه على سطح مكتبه , زفر ودخل مكتب مدير المالية وهو يسلم , فرد أوراق المخططات على الطاولة وبدأ مدير يستمع لشرحه وهو ماسك ورقة وقلم وآلة حاسبة قدامه , من انتهى طوى المخططات وخرج بسرعة , رفع جواله وقرأ الرسالة للمرة الخامسة
: ما شاء الله اش هالابتسامة الحلوة
التفت عدنان لزميله ثامر في العمل وقال بهدوء وهو يرجع جواله في المكان المخصص له : أصدروا قرار بمنع الابتسام
ضحك ثامر وقال : اش هالأخلاق الشينه ضاغطين عليك هالمرة
زفر وقال : الحمد لله
ودخل المخططات جوة حافظتها الإسطوانية السوداء وهو يطالع في الجوال , خرج من سرحانه لمن وصله صوت ثامر وهو يقول : شكله عندك مكالمة مهمة , روح اتصل وأنا بأغطي مكانك
قال بهدوء : لا و جزاك الله خير
كان ما يحب يتلقى مساعدة من أحد أو يتفضل أحد عليه بشي خاصة هالشخص اللي يحاول بشتى الطرق إنه يتخطاه ويصير أحسن من مستواه عند رؤساؤه , كان يكره طرقه الملتوية ودحلسته للمدراء والرؤساء بالجري وراهم بالكلام المعسول المتزلف وهي ذاتها الطرق اللي خلته أعلى منه مرتبه وتوجته كمهندس أول في الشركة , قال ثامر بلطف مخادع : خدمة بسيطة ما تكلفني شي , خاصة وهم مشغولين ينقلون أشيائي لمكتبي الجديد
ابتسم عدنان وقال بصدق : مبروك للمرة الثانية , روح اشرف على نقل أشياءك صدقني أقدر أدبر أموري هنا , مشكور
وجلس على كرسيه وفتح درجه وخرج الملف المطلوب منه مراجعته وتوقيعه كآخر خطوة للمشروع اللي رسمه وحددوا ميزانية تكاليفه , لمن خرج من مكتبه رفع راسه عن الملف وهو يزفر , طالع في الجوال وتذكر الرسالة اللي صدح صوتها وسط الإجتماع اللي تم فيه اختيار المهندس الأول , وتذكر نظراتهم المنصبة عليه وهو يخرج جواله اللي نسي على غير العادة إنه يحوله على الصامت , وبعد ما حوله فتح الرسالة على عجل عشان يشوف إذا فيها أمر ضروري لأنه ما تعود على رسائل في مثل هذا الوقت المبكر من اليوم ولمن لمح اسمها ( عنودي ) تناسى كل اللي حوله وهو يقرأ رسالتها بسرعة قبل ما يغلقها ويرجع الجوال لجيبه وهو يبتسم بهدوء لرئيسه المباشر واللي كان الوحيد المعارض لترقية ثامر وتجاهل عدنان المثابر , حط القلم وسط الملف ومد يده وسحب الجوال وفتح الرسالة
(( السلام عليكم
كيف حالك يا مهندس
أكيد رايح على الدوام , إن شاء الله يكون دوامك خفيف وهادي اليوم
(^.^) ترا أنا بخير . في حالة بتسأل عن حالي (>.<)
صح أنا في الغرب وإنت في الشرق بسسسس
حبيت أكون أول شخص يصبح عليك ويهمس لك
صباحك ورد إن شاء الله ))
زفر وهمس : ما كان ورد
ورجع ابتسم وهو يتذكر جملته اللي قالها في أول اتصال لهم ~ ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ~ ضحك وهو يهمس : متذكرة رغم إنها كانت
وسكت وهو يتذكر إنه كان سبب في ألمها لفترة حتى لو كان بدون علمه وبدون قصد وهي صدقته و سامحته بسهولة , قام وقفل باب المكتب ودق على رقمها , مرة مرتين خمسة ولسه ماردت , زفر وطالع في الجوال وهو يتساءل عن سبب عدم ردها ~ يكون زعلت لأني ما اتصلت عليها أول ما جات الرسالة ~ كتب رسالة سريعة وأرسلها , دقايق واتصل عليها مرتين وماردت , زفر وكتب رسالة ثانية أرسلها ورجع الجوال لموضعه ومسك الملف وبدأ يوقع عليه ورقه ورقه بعد مايراجع المكتوب فيها وهل المقاسات والمواصفات زي ما حددها ولا لا , وبين كل ورقه والثانية يرفع بصره للجوال ويرجعه للملف , زفر بطفش لمن انتهى من الملف ورجعه للدرج وفتح محموله , ولمن اكتشف إنه ينقل بصره من الجوال للشاشة ومن الشاشة للجوال زفر وهو يحرك كرسيه شويه عشان يسحب الجوال ويدق على رقمها وهو يقول من بين أسنانه بغيض : ردييييييي , ياويلك لو مارديتي هالمرة
: نـعـم
أول ما سمع صوتها الخافت البارد قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلته همهتها وهي تهمس : وعليكم , خير
انصعق من كلمتها وانلجم لسانه بالرغم عنه ~ مستحيييييييييل تكون هي ~ سأل بهمس : العنود
وصلته ضحكتها الساخره البطيئة وهي تقول بصوت غريب : متصل على جوال عنيد وتسأل العنود , إيوه العنود خييييير
كان بينفجر غيض من برودها لكنه من تبين صوتها ابتسم وهمس : نايمه
سمع طقطقتها بلسانها بطفش قبل ما تقول : أفففففففف يا ثقل دمك , تصحيني من نومي وتقول نايمه , استغفر الله العظيم
كتم ضحكته وقال بهدوء : عنود شكلك من النوع اللي ما ينتبه للكلام وهو نايم
: لاااااااا جايب حاجة جديده الأخ , أفففففف أنا نايمه اتصل بعد شوي
فتح فمه وصكه لمن انتبه للصمت في الجهة المقابله , بعد جواله وطالع في الشاشة وقال بصدمة : صكت في وجهي
رجع دق عليها وهو ناوي يطير النوم من عينها ~ مو معقولة إنه هذا كله نوم , يكون بتنتقم مني بالتمثيل , والله ~ وقطع توعده لمن سمع همسها المتثاقل وهي تقول بطفش : نعم
وتلاها صوت شبه باكي وهي تقول : والله حرام توني نمت لي كم يوم ما أنام والله حرااااام , يا عالم أبغى أنااااااااام
سكت للحظة ورجع همس : رسالتك جات في وقتها , خففت عني كثير , شكرا
ولمن وصلته همهمتها اللي باين إنها تجاريه عشان يخلص ابتسم و قال بغيض : ليش أضحك على حركاتك الخبله ما أدري هيا مع السلامه
انصك الجوال بدون أي وداع , طالع في الجوال وضحك , رجع هز راسه بحيرة وهو يقول : أول مرة أشوف واحد يضحك ليش انقفلت السماعة في وجهه , أكيد يا إني انهبلت أو إنه هذا من آثار صدمتي من ترقية ثامر
*************************
الساعة 1.30 الظهر في الرياض :
: أنا في المستشفى مع أختك عندي مراجعة عند دكتورة الباطنية , نسيتي
زفرت وسام بداخلها وقالت بهدوء : أوو نسيت , خلاص أرجع مع سامية , اتصلي وطمنيني اش قالت الدكتورة لك
وصكت الجوال بعد ما ودعت نجلاء وهي تتساءل كيف نسيت موعد أمها , طالعت في دفتر التوقيعات وتركز بصرها على توقيع سامية اللي خرجت قبل عشر دقايق , وقعت خروج وتحركت لمكتبها عشان تلم أشياءها وهي تفكر من من المعلمات تطلبه عشان يوصلها , أول ماشافت أنغام اللي كانت بين كل حصة من حصصها تجي عشان تتطمن عليها ابتسمت وقالت : خارجة خلاص
زفرت وقالت وهي تلف طرحتها : الكلب برا وحالف لو ماخرجت في دقيقة يروخ و يسيبني
ابتسمت وسام برأفة وقالت : الله يعينك
رن جوالها بصوت أنثوي رقيق يصدح بأغنية مليئة بالموسيقى , تحركت مستعجلة وهي تقول : هذا هو , ياويليييييييي
تأملت وسام تطريز الأشكال الزخرفية اللي في ظهر العباية والمماثل لأطراف طرحتها وأكمام عباية الكتف , زفرت وقالت : الله يهديك يا أنغام , يمكن لو غيرتي في نفسك شي يغير ربي حالك وينعم عليك برحمة بعد هالعذاب , الله يهديك
ودخلت مكتبها بسرعة لمن سمعت صوت جوالها يرن بالنغمة العامة , شافت اسم سحر فرفعت الجوال بسرعة وهي تقول السلام , ردت عليها سحر السلام وكملت : يا حلوة , شوية ونوصل المدرسة
استغربت وسام من كلمتها لكنها فهمت لمن كملت سحر : عمتي دقت علي عشان تقولي أمر عليك
انحرجت وسام منها فقالت : إذا فيها كلفة
قاطعتها سحر : استحي على وجهك يا بنت , مابيننا هالشي , كلها خمس دقايق بالكثير ونكون عندك يلا اجهزي , مع السلامة
ودعتها وقفلت الجوال ودخلته شنطتها وتحركت بسرعة عشان تلبس عبايتها وهي تلبس صدحت أنشودة ( لسوف أعود يا أمي ) ابتسمت وقالت بعد ماردت وسلمت : كيف عرفتي
وصلها الصوت الحنون اللي كانت تعشقه بشكل لايمكن لأحد إنه يتصوره وهي تقول : اتصلت على سامية أتطمن إنك معاها قالت لي إنها مشيت من فترة فعرفت إنك ما دبرتي أحد
همست من أعماق قلبها وهي مقهورة من حدتها هذا الصباح : أمي , الله لا يحرمني منك , رضاك يا غالية
ضحكة نجلاء وهي تقول ( راضية عليك دنيا وآخره ) كان لها مفعول السحر في قلب وسام اللي ودعتها قبل تصك الجوال وهي تنخرط في بكاء صامت , كانت تحس نفسها جاحدة ليش بكت على أمها وانهارت وخوفت المرأة اللي ربتها وفوق هذا كله ماهي قادرة تتمالك نفسها وترجع وسام المعهودة , غطت وجهها وتحركت خارجة من غرفتها وهي تلوم نفسها مليون مرة , لأول مرة تتجاهل مناداة البنات لها مدعية عدم سماعها لمناداتهم وخرجت أول ما سمعت رنة جوالها برنة وحيدة , كانت تدور بعيونها على سيارة السواق المني فان لكنها ما شافتها , ولمن دق جوالها ردت على سحر اللي قالت : يا عسل , شايفة السيارة الهمر السوداء اللي قدامك
رفعت بصرها وشافت وحدة متحجبة تلوح لها بيد واليد الثانية ماسكة جوالها وصوت سحر يوصلها وهي تقول : عرفتي السيارة
صكت وسام الجوال وتحركت وهي تقول بداخلها ~ من وين أحد يضيع الهمر ~ فتحت الباب وانصدمت من المكان الواسع ومن شكل المقاعد لكنها تمالكت صدمتها وطلعت وهي تدعي ربها إنه شرابها الأسود اللي بدأ يتوسع ما ينزلق لآخر قدمها ويكشف ساقها بسبب ارتفاع السيارة , أول ماجلست قالت السلام بهدوء وهي تصك الباب , لفت عليها سحر وقالت وهي تمد يدها : كيفك يا عسل
ابتسمت وسام وصافحتها وهي تقول بهمس خافت : الحمد لله
: كيفك يا وسام وكيف عمتي وهيام
حست بإحراج لمن وصلها صوت خالد فهمست : الحمد لله كلهم طيبين
وكملت بإحراج : سامحونا كلفنا عليكم
: لا ولو , واجب
ضحكت سحر وقالت : عاااااادي , أصلا هو عطلان حاليا وما عنده شي غير اللفلفة والدوران
قال خالد باستنكار : قولي ماشاء الله عن تحسديني ويستدعوني في الوزارة والله لا أذبحك
ضحكت وقالت بتريقة : عادي أداوم بدالك , حتى أنا فاضية ماعندي لا شغلة ولا مشغلة
قال بتريقة : ليس بعد الآن
لفت عليه بتعجب وهي تقول : اش قصدك
حرك حواجبه ففهمت إنه مصر تدور له على عروسة , زفرت وقالت وهي تأشر على الطريق : ركز على الشارع لا تصدم بنا بس .
ضحك و طالع في الطريق , قالت سحر وهي تأشر على لفه على اليمين تعداها : هييييييييييييييي من هاللفة , وين رايح
فرمل ولف على ورى عشان يرجع السيارة , أول ما شافته وسام تراجعت على ورى وهي تضم شنطتها لصدرها بلا شعور ولصقت في الباب وهي تشيح بوجهها بحدة , انصدم خالد من تصرفها فرجع لوضعه بسرعة واكتفى بالمراية وهو يسمع دقات بوري السيارات المتعدية من عنده , لمن عدى اللفة لف على اليمين وكمل طريقه وعقله مشغول ~ اش فيها لا يكون تحسبني لاف عشان أطالع فيها ولا , ليش انكمشت معقول يكون هذا كله حيا , لا ما أظن , بسسسس ~ ركز بصره على الطريق وعقله يسترجع حركتها الغريبة , غمضت وسام عيونها بقوة وهي ترص فمها وتضم شنطتها أكثر عل وعسى تخف ضربات قلبها , كانت تحس بتقلبات فضيعة في معدتها كإنه شي يتلوى بداخلها , بدأت تستغفر وتسبح بداخلها وهي تقول لنفسها ~ وسام ماقصد شي بهالحركة , اش فيك ليش مكبرة الموضوع مو كل رجال يبغى منك شي , لا تكبرين الموضوع ~ زادت من إغماض عيونها وهي تتذكر الخاطر اللي جال بعقلها أول ما التفت , تخيلته بيمد يده , شعور مرعب اجتاحها , ضمت شنطتها أكثر لمن شافت العمارة , قالت بهمس لمن وقفت السيارة : جزاكم الله خير
وتحركت خارجة بسرعة , قالت سحر وهي تلفت لها : إحنا ماحنتحرك إلا لمن تخبرينا إنك في الشقة
شكرتها وسام بداخلها وهي تسرع للشقة , وقفت عند الباب وفتحت شنطتها تدور المفتاح ولمن مالقيته تذكرت إنها من عجلتها ماسحبته من باب الغرفة زفرت ورفعت جوالها ودقت على أمها اللي قالت لها إنها ما انتبهت إنها نسيت مفتاحها وإنها يمكن ربع ساعة وتوصل وطلبت منها تروح مع سحر وهي تمر عليها وهي راجعة , رجعت وسام واتصلت بسحر بحرج وهمست أول ما ردت سحر : نسيت المفتاح جوة البيت
وصلتها ضحكة سحر العذبة قبل ما تقول بلطف : أحححححححلى خبر , يلا انزلي عازمتك على غدا من اللي يحبه قلبه في غرفتي المطلة على البحر
ابتسمت وسام لمرحها وتأسفت كثير وهي تنزل , حست بارتباكها يرجع وهي تطلع السيارة , كانت تسب وتلعن غباءها وفي نفس الوقت مقهورة ومنحرجة في نفس الوقت من حركتها اللي أكيد فجعت الرجال , قالت سحر بلطف : عادي عادي تحدث في أرقى العائلات
شكرتهم بلطف وهي تطالع في تغير المناظر من حيهم البسيط للفلل الفخمة في العليا , ما تتذكر متى آخر مرة دخلت فيها فيلا عبد الكريم , أول ما دخلت الهمر باب المواقف الكبير انصدمت وسام لمن شافت الحديقة الواسعة اللي في طرفها أربع مواقف مظللة بعريشة واللي وقف الهمر في وحدة منهم , قالت سحر وهي تلف على خالد : خلووووود , ياويلك من ماهر هذا موقفه
هز أكتافه وقال وهو يصك السيارة : يطلع سيارة السواق ويدخل سيارته مكانها , عادي
وخرج , توجه لدرجات الفيلا الخمسة المحاطة بحواجز خشبية في قمة النعومة وطلعها وهو يصفر ويقلب في مفتاحه , قالت سحر وهي تنزل وتفك غطاها وطرحتها وتعلقها على كتفها عشان يدها اليسار محملة بأكياس : هلا والله , يااااااا حياا الله وسووووومه
نزلت وسام وسلمت عليها عربة وهي تبتسم بحرج وهي تقول : سامحوني على الكلفة و
سحبتها سحر لداخل الفيلا وهي تقاطعها : وي , قلت لك ما بيننا هالشي , السلااااااااااام عليكم , يا أهـــل البيـــــــــت
ضحكت وسام على طريقتها , وانحرجت لمن سمعت صوت حنان الهادي وهي تقول : هلا , هلا
وسلمت على وسام وهي تقول بلطف : تو مانور بيتنا , هلا وسام
كانت وسام تحس بإحراجها والصراعات الداخلية بداخلها تزيد , هذي أول مرة تدخل بيتهم من سنة تقريبا , العيد اللي فات لمن سوا عبد الكريم عشا حضرته وغيره ماكان في أي زيارات متبادلة منها هي فقط ولا نجلاء وهيام دايم يتزاورون , طلعت مع سحر لغرفتها وهناك اتصلت على نجلاء بعد ما خرجت سحر , همست وهي خايفة تدخل عليها سحر : أميييييييييييييييي , تعالي بسرعة تراني بأمووووووت من الحرج , والله كسفة
: وسام اش قاعدة تقولين
قالت بصوت مخنوق وهي تحط يدها موضع قلبها اللي تحسه يضرب ضربات غريبة غير منتظمة : أمي الله يخليك , تعبانة وأبغى أرجع البيت في أسرع وقت و .
سكتت أول ماشافت سحر داخله ومعاها صينية صغيرة فيها كاسة عصير , نزلت يدها عن صدرها وقالت : يلا أمي طمنيني عليك
ابتسمت سحر وقالت : هذي عمتي , هاتي , هاتي
وسحبت الجوال من وسام وقالت : كيفك يا عمه
: هلا والله سحوره
ابتسمت سحر وقالت : ترا أمي حالفة عليك تتغدين عندها اليوم
ولمن بدأت نجلاء تعترض قالت سحر : أنا مالي دخل كلمي أمي , وسام رهينة عندنا
وغمزت لوسام اللي جاهدت عشان ترسم ابتسامة على وجهها , ولمن قالت سحر بفرح : والله , حياك الله من دحين , أروح أخبر أمي
وناولت لوسام الجوال وهي تكمل بفرح : بتتغدون عندنااااااااااااااا
وخرجت على عجل , حطت وسام الجوال على إذنها ولمن سمعت صوت نجلاء المتوتر وهي تقول : والله حاولت أتملص بس عيب هم .
قالت بهدوء رغم الضيق اللي حسته يملأ قلبها : لا عادي , أنا مبسوطة مع سحر , يلا أنتظرك لا تتأخرين علي
وصكت الجوال وطالعت فيه بوجع , تحركت بسرعة في غرفة سحر الواسعة بلونها الوري الحالم اللي يخالطه لون تفاحي وذهبي يضفي عليها فخامة ودخلت الحمام وقفلت الباب , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ بداخلها ~ وسااااااااااام اش فيييييييييييييييك عشانك في بيتهم عادي ويعني , هم مايدرون بشي , خال عيد الكريم ماقالهم شي , اش فيييييييييييييك هذي المشاعر الغريبة كلها من إيه , يااااااااارب رحمتك , يااااااااارب عفوك ~ كانت تحس نفسها مشتتة وتعتريها مشاعر غريبة تحسسها بالمرض , غسلت وجهها وتوضت ناوية تصلي الركعتين الباقية لها لأنه مامداها تصلي في المدرسة إلا الظهر والسنة اللي قبله , بعد ما خلصت وضوءها نزلت غطاء الحوض وجلست عليه وهي تسحب أنفاااس عميقة عشان تهدي نفسها , انتفضت لمن دق الباب ووصلها صوت سحر وهي تقول : وسومه , خرجت لك جلابية إن شاء الله تعجبك
قامت وخرجت بسرعة , وقالت على طول : ماعليك مرتاحة بلبسي
وبعد محاولات أقنعت سحر وسام اللي غيرت ولبست الجلابية , ضحكت سحر وقالت لمن خرجت وسام : ما توقعت إنه جلابية سموره بتجي عليك , سموره أقصر
قالت وسام بابتسامة حاولت بكل جهدها إنها تكون طبيعية غير متكلفة : زين يعني هالجلابية طويلة عليها , أتخيل نفسي لابسة جلابية مشنقلة
وطالعت في انعكاسها في المراية , وجهها كان شاحب رغم ألوان الجلابية المبهجة بخليط التركواز والفوشي والذهبي , لفت على سحر وهمست : وجهي شاحب
ابتسمت سحر بعطف وقالت : يمكن عشان ما أعطيتي نفسك راحة من بعد ما تعبت , خذي بكرة إجازة ترا أعز ما على الإنسان صحته
ابتسمت وقالت وهي تتوجه لشرشف الصلاة المحطوط على السرير : خليها على الله , بأصلي
تحركت سحر بسرعة وقالت : دقيقة أجيب سجادة
وضحكت وهي تتابع : أنا أصلي على الفراش
قال وسام : خلاص عادي مو لازم , أصلي زيك يا بنت
لكن سحر كانت قيد خرجت واختفت , ثواني ورجعت وفرشت السجادة وهي تأشر لها على القبلة ورجعت خرجت عشان تساعد أمها , صلت وسام وأطالت السجود وهي تدعي ربها إنه يهون عليها اللي تحسه , وبعد ما خلصت انسدحت بلا تفكير على السجادة وغمضت عيونها بتعب
: hiiiiiiii
سكتت سلافة اللي توها راجعة من الجامعة لمن شافتها نايمة وخرجت وصكت الباب وراها وتوجهت لغرفتها وهي تقول لسحر اللي طالعة مع هيام : she's sleeping
ودخلت غرفتها وهي تسمع شهقة هيام وضحكة سحر وهي تسكتها عشان ماتزعجها
*******************