الملاحظات
صفحة 2 من 13 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 130

الموضوع: رواية عندما عبرو حدود الظلام

  1. #11  
    ابتسم وقال : معجب
    ضحكت وقالت : جاسم بسك عاااااد أحرجتني
    وكملت بصوتها اللي يسلبه عقله : حكني عن جِدِه
    ضحك لطريقتها في نطق جدة وقال :جدددة بفتح الدال مو بكسرها يابنت الناس
    ضربته على كتفه وقالت : لاتضحك , شاسوي هذي طريقتي في الكلام
    كان أكثر مايشده طريقتها الشرقاوية الثقيلة في الضغط على الحروف بعكس الحجازيين اللي عموما لهجتهم خفيفة وسلسة قال بطريقتها الشرقاوية وهو يضغط على الحروف : ياحبي لك
    قالت بدلع تغيضه : ويه , مو لايق أبد
    وطالعت في ساعتها وقالت : على بالي تأخرنا , أمي مابتطلع من العرس إلا عالساعه ثنتين ونص هذا إذا ما زانت لها القعدة وكملتها لبعد ثلاث
    قال بعد تفكير : اش رايك تجيين تشوفين شقتي
    طالعت فيه وسألته : وأصحابك وين اذلفوا سيد جاسم
    قال بضحكه : أشوف حلي لك السب ست ليلو
    وكمل : عدنان في الرياض والمخبل هاني وأيمن في البحرين رحلة استجمام
    تنهدت وفكرت شوية بعدين قالت : طيب , أكلم سواقي عشان يروح ما يستناني
    ودقت على سواقها وخبرته إنها بترجع مع صحبتها , ورجعت دقت على أمها وقالت لها نفس الكلام , وتنقبت وخرجت مع جاسم , ما مرت دقايق إلا وهم تحت عند العمارة لأن المطعم ما يبعد كثير عن العمارة , قال وهو يطلع معاها : ترى الشقق كلها عزابية ماعادا هالشقة فيها عايلة , دخلها الشقة وقال : الله يعينك على الحوسة
    أول ما دخلت شافت الفوضى في الصالة , جرايد منثرة وبرادي شاهي وفناجين مهي مغسلة , مخدات الكنب كلها على الأرض متناثرة فوق كوتشينه مهي ملمومة وفوق هذا كله ملابس وصخة في كل مكان , قالت : إنت متأكد ماجاكم إعصار
    ضحك وقال وهو يلم بعض الأشياء : عدنان الوحيد المنظم فينا ومعيشنا في ضغط من كثر مايحرص على نظافة المكان وطبعا روحته للرياض تعتبر إجااازة للشباب اللي يسوون اللي يبغونه
    فصخت عبايتها وقالت : اش رايك أنظفها
    كانت تلم الجرايد وهو واقف في مكانه يتأملها , أول مرة يشوفها بشعرها وبدون عباية شغلت التلفزيون على قناة غنائية وراحت تودي المواعين للمطبخ , كانت كل دقيقة تمر تزيد من ضربات قلبه , ولمن مرت من قدامه مسك يدها وقال : أنا ماجبتك عشان تنظفين
    ابتسمت وقالت وهي تسحب يدها : أنا ماعندي مانع , جــاسم
    لمن سحبت يدها منه قبض عليها مرة ثانية وضمها و

    فاق من فورة مشاعره لمن انفتح باب غرفته ودخل منه عدنان وهو يقول بصوت مرح : سوبراااااااااااااااااااايس
    توسعت عيون عدنان على آخرها وخرج من الغرفة وهو يصفق الباب بكل قوته , رمى اللحاف على ليلى ونط من السرير وهو يحس برعب بداخله , خرج وراه وهو ناسي إنه بشورته بس , أول ما خرج من الغرفة جاته لكمة قويييييييية على وجهه رجعته على ورى , وتلتها لكمة ثانية على بطنه وعدنان يصرخ فيه : اش اللي كنت تفكر فيه ياااااااا أبببله
    قال بصوت رغم عنه خرج همس وهو حاط يده على شفته اللي بدأت تدمي : عدنان
    صرخ فيه عدنان وهو يدفه للجدر اللي جنب الباب : لا تقول شي , ما أبغى أسمع منك شي , خااااااااااف الله إنت والكلللللبة اللي جوة , يا خي إذا ماخفت من ربك وعقابه خاف إنه في واحد مع وحده من أهلك وانت هنا مع هالحيوانة اللي باعت عرضها , خاف على مستقبلك , انت ما بتنجلد بس لو انمسكت في قضيه أخلاقيه , انت بتنسجن ياااااا حضرة النقيــب وسيرتك بتصير على كل لسان
    ورماه بنظرة عتاااااااااب فضيعة وهو يقول : كم مرة قلتلك العرض دين ياجاسم , العرض دين , كل المسلم على المسلم حرااااااااااام ماله وعرضه ودمه , حرااااااااااااااااام فاهم يعني إيه حرام
    وثار وهو يأشر على الباب ويصرخ بكل حرقة بداخله : طلعها برااااااااااااااا
    جاسم كان سااااااكت ومصدوم من منظر عدنان اللي طول عمره معروف بالإنسان الهادي المسالم , دخل عدنان يدينه وسط شعره وهو يقول بصوت مخنوق : رجع بنت الناس لبيتها يا جاسم قبل ما أقتلك وأقتلها , ولا توريني وجهك
    وراح الحمام وصفق الباب وراه بكل قوته .
    ومع صوت الصفقة اللي حسها جاسم كإنها توها فاق من ذكرياته , حمد ربه مليوووون مرة إنه جا عدنان في هالوقت قبل ما يصير شي بينه وبين ليلى رغم إنه مو هاين عليه صدمة صاحبه فيه , على الأقل نجى من حرارة المعصية اللي ما حتخليه يتهنى لا بشرب ولا بأكل , صك الدش وفصخ ملابسه المبلله وهو يتذكر خروجه من الشقة وتوصيله لليلى الخايفة وسط صمت عاصف , رجوعه ونظرات عدنان صديق عمره اللي حسسته إنه نزل من المكانه اللي كان فيها , رمى جسمه المنهك على السرير وهو شاكر لعدنان اللي كلماته خلته يفوق من غيبوبة عميييييييييقة مايدري كانت بتستمر إلى متى

    **********************

    تأففت الهنوف وهي شايلة صينية القهوة وقالت : اش معنى أنا
    ضحكت أزهار والعنود تقول بضيق : لأنه أمي على بالها إني أنا وأزهار بننط على حضن عدنان ونصب له القهوة
    قالت هدى : أعرفكم مخبل انتي واياها تروحون تفضحونا عند الرجال أول مرة يجي بيتنا من مدة طويلة
    قالت العنود : امي بس بنحطها عند الباب وندقه ونرجع
    : لا يعني لا , تحركي يا الهنوف واقفتلي كذا
    : أمي خلي الشغالة
    : يا بنتي عيييييييييب تحركي الله يصلحك
    راحت الهنوف وحطت الصينية عند باب المجلس ودقت الباب وشردت , قالت البندري وهي تطالع في أختها المبوزة : وليه هالزعل كله ست عنود هذا كله حب في الخدمة
    حطت يدها على إذنها كإنها تبغى تسمع وقالت : أمي , أزهار كإنه يتهيأ لي إني سمعت صوت ذبانه مزعجة
    : والله ما المزعج غيرك
    : بس انتي واياها , عيب تتضاربون قدام ماما
    تنهدت هدى وقالت : آآآه قوليلهم يا أزهار
    دقت أزهار العنود وقالت بهمس : بنت اش فيك على الضعيفة , إحنا ما حسبنا إنها تخرج من القوقعة اللي مسويتها على نفسها
    قالت العنود بقرف : ماتدخل لي من زور , صايرة غصة نحييييييسة
    قرصتها وهي تقول : أختك يالحمارة , مو عشان كم مهاوشة بينكم قلتي هالكلام
    ولفت على البندري وقالت : البندري اش رايك تشوفين اللبس اللي اشتريته للملكة
    قالت البندري بتريقة : زين اللي صاروا المحلات بيبعون مقاسات واسعة
    شهقت هدى مستنكرة كلمة بنتها عن أزهار اللي تعتبر وسط بناتها النحيفات مليانة لكن طولها مضيع هذا الوزن
    قالت العنود وهي تقوم : بندر أحسلك
    قالت أزهار بابتسامة وهي تجلس العنود : مقاسي 14 وهو متوفر في الأسواق من زمان وادعيلي ما أوصل الـ 16 واللي بعدها
    : اش فيه
    اختفت كل النظرات المتبادلة بين بعض لمن سألت الهنوف هذا السؤال وقالت هدى : نتكلم عن فساتين ملكتك بكرة
    قالت العنود وهي تسحب أزهار : تعالي نقيسها ونوريها لأمي
    لفت هدى على البندري بعد ما طلعوا البنات وقالت : اش فيك على بنت الناس ترى أنا مايرضيني تجرحين فيها كل ماراق لك , البنت جايبينها عشان تجلس بيننا معززة مكرمة , حني عليها يا بنتي
    سكتت الهنوف اللي عرفت إنه أكيد صار شي بين أزهار والبندري اللي ما تقصر بالتعليقات الجارحة .
    ***

    : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ أكرهها
    ضحكت أزهار على صرخات العنود اللي ما وقفت وقالت وهي تحارب سحاب الثوب : يختي طنشيها ماتسمعين
    لبست الهنوف لبسها الغريب اللي مافهمته أزهار وهي تقول : حاولت أطنش لكن ماقدرت , البنت هذي ما أدري اش فيها تغيرت فجأة , والله كانت حبوبة وهادية , من دخلت الجامعة انقلبت لإنسانة باااااااااااردة وساخرة بشكل فضيع , صارت متكبرة ورافعة خشمها و
    : تراك قاعدة تعطينها حسناتك بالحش اللي تحشينه
    : خلاص بأسكت , اش رأيك
    ضحكت أزهار وقالت : قلتلك رأي من زمان , جا دور أمي اللي حاسة إنها بتهزءك ليه ما أدري
    ***
    : نــــــعــــــــم , هذا إيه
    قالت العنود وهي تطالع في لبسها المكون من بلوزة وجاليه قصير فيه مشابك وسلاسل وفيه صورة مترترة من ورى زي اللي يلبسونه الموسيقيين في البارات أو الهيبيز و تنورتها لنص ساقها فيها نفس الأشياء والخرابيط اللي في الجالية ولابسه عليه بوت جلد طويل : اش به , كووووووووول
    : كول في عينك , بتفضحينا وسط الناس يقولون فقارى مجمعين لبنتهم ملابس من الشارع
    الهنوف والبندري وأزهار اللي من أول ماسكين ضحكهم قاموا يقهقهون على تعابير وجه العنود وهي تقول : أميييييييييي من الشارع مرة وحده , كان قلتي من البسطه أهون من الشارع , من سوق الخاسكية لو ما عجبتك البسطات
    قالت هدى بلهجة حازمة : والله ماتلبسينه بكرة , بتضحكين علينا الناس
    خرج جاسم من غرفته و صفر وهو يقول : كووووووووول ناقصك قبعة جلد
    لفت العنود على أخوها بفرح لكنها سكتت على صوت أمها المعصب وهي تقول : واش كول هذي اللي ذبحتوني فيها , أنا ماني شايفة في هاللبس شي زين عشان تقولون كول
    قال جاسم : أمي هذي الموضة
    قالت الهنوف برزانه : مو كل موضة تبعناها
    لف عليها جاسم وانتبه لأزهار والبندري , قامت البندري وسلمت عليه وهي تقول : الحمد لله على سلامة الوصول
    قال بمزحة : دايما آخر الناس يا بندر
    قالت بغيض : اسمي البندري أنا أكره اسم بندر
    لف على أزهار اللي واقفة تنتظر رأيه , ثوبها قطيفة عودي وذهبي بحبال له جاكت قصير أكمامه طويله , كان محتشم وهادي , قال ببرود لأنه عارف إنه الكل ينتظر كلمته : عادي
    الكل انصدم بكلمته وغصب عنها قالت أزهار بضيق : بس , هذا اللي قدرت عليه كان جاملت على الأقل
    وطلعت لغرفتها ووراها العنود اللي قالت له : يا متوحش
    طالع فيهم وقال : أنا قلت رأي
    قالت الهنوف باعتراض : ياخي الكلمة مهي متوقعه وقلتها بطريقة بايخة , ترانا حساسات تأثر فينا الكلمات بسرعة وصداقات نصدق أي شي ينقال , دحين لو قلنالها مليون إنه فستانها حلو بتشوفه عااااااااااادي
    كلماتها ذكرته غصب عنه بليلى اللي في البداية كلمها كتحدي بينه وبين واحد من أصحابه إنه يقدر يجيب راس وحده بسبب صبره القليل وجلافته بالكلام واللي صدقت كلامه ومع الوقت لقي نفسه يصدق كذباته ويعيش معاها
    قال ببرود : أروح لصاحبي أحسن لي من البنات وصدعتهم
    ***
    : أزهار
    علقت أزهار فستانها وهي تقول : عنودي والله عادي ماصار شي , أنا دحين ماني شايلة هم رأي الناس في الفستان قد ماني شايلة هم كيف حقابلهم وكيف حأتعامل معاهم أنا من فقدت ذاكرتي وأنا عايشة وسط البيت وحابسة نفسي فيه وبكرة بأقابل القبيلة والجيران وأمة لاإله إلا الله وكلهم بيطالعون فيني كإني فار مختبر تحت الملاحظة
    : حلو التشبيه
    : هذا أبسط تشبيه يوصف حالتي بكرة , والله خايفة
    : تشجعي وخليك قوية زي دايما , ويلا ننزل الجوهرة شوية وتوصل , أبويه راح يجيبها من المطار

    *******************

    قال أبو جاسم : دكتورها حذرني من مضار اختلاطها , يقول مايبغاها تحتك بخبرات جديدة قبل ماتستعيد ذاكرتها لأنه هذا بيشوش عليها
    قالت الجوهرة وهي تنقل نظراتها من أبوها اللي يسوق وزوجها اللي جالس جنبه : طيب كيف نمنعها من ملكة أختها بالعقل
    قال زوجها : خلوها مع الهنوف إلى وقت الزفة , وأصلا بعد ماتنزف الهنوف نص المعازيم بيروحون , يعني إن شاء الله مايكون زحمة
    : كلام حامد صح يا أبويه
    قال أبو جاسم : هذا برضوا الكلام اللي قالته أمك , بس أنا ماأبغى أأذي البنت , أخاف وحده من اللي مايعرفون يهرجون زي الناس تجرحها بكلمة ولا تقولها كلمة
    قالت الجوهرة وهي تتذكر كذا وحده في العائلة من هالصنف : المشكلة ياكثرهم اللي مايعرفون يهرجون
    ضحك حامد وقال : بدأنا الحش من دحين , رنودة حبيبي لا تسمعين لماما طيب
    قالت وهي مهي فاهمه عن إيش أبوها يتكلم : طيب
    مدت الجوهرة يدها من جنب الباب وقرصته من دون مايشوفها أبوها وهي تهمس : أوريك شغلك بعدين

    ********************

    ~ الجوهرة إنسانة انتقادية ومايعجبها أي شي ~ زفرت أزهار اللي تقابلت معاها يومين بس بسبب ظروف عملها كمدرسة رياضيات في الباحة ومشيت وهي تحاول تبعد هالفكرة عن راسها , كانت خايفة من هالمقابلة لأنها لاحظت فوق هذا كله عصبية الجوهرة لكنها في نفس الوقت متحمسة عشان ريناد اللي استانست عليها لمن جابتها الجوهرة في الزيارة الثانية , وفعلا زي ما كانت متخوفة نظرات الجوهرة لها وهي تسلم عليها وتسألها عن أخبارها خلتها تحس نفسها كإنها تحت اختبار صعب , ولسه مالحقت تجلس وتسألهم عن أخبارهم قامت ونادت الشغالات بعد ما أمرت شغالتها إنها تهتم بريناد وبدأت تدور في الفيلا لأنهم بيسوون فيها الملكة وطلبت منهم يرجعون ينظفون المجالس مرة ثانية ويلمعون القزاز والتحف , وراحت تشيك بنفسها على صحون الحلى والمعجنات اللي بيباشرون بها بكرة على المعازيم , وماناموا البنات إلا بعد ماهرتهم شغل
    في الغرفة ماغمضت عين الهنوف المترقبة بخوف ولا أزهار اللي خايفة من المجهول هي كانت قانعة بفقدها للذاكرة وحاولت جهدها إنها تعيش حياتها وما تخلي هذا الحدث يكون محور حياتها لأنها مؤمنة إن الله يبتلي عبده عشان يختبر إيمانه ولأنه يحبه , مسحت دموعها وهي تدعي ربها إنه يبعد هذا الضيق اللي صايبها
    : أزهار
    مسحت وجهها بسرعة وتنحنحت بشويش وقالت وهي تلف على الجنب الثاني وهي تطالع في أختها وسط الظلام : نعم
    سألتها الهنوف : انتي تبكين
    ما قدرت ترد لأنها بترجع تصيح لو فتحت فمها , سمعت صوت لحاف أختها وخطواتها بعدين حست بلحافها ينرفع , شافت شبح الهنوف اللي دخلت اللحاف معاها وقالت : بأنام معاك لأني حتى أنا مو جاييني النوم
    ضحكت أزهار من وسط دموعها وقالت وهي تبعد لها مكان : مو جايك نوم من الفرحة مو
    سندت راسها على نفس مخدة أزهار وقالت وهي تلحف نفسها زين : ياليت , والله خايفة حسي
    ومسكت يدين أزهار اللي شهقت وهي تقول : مكعبات ثلج صايرة , هذا وهو ملكة كيف لو زواج
    : تكفييييييييين لاتقولين زواج يجيني مغص
    نسيت أزهار ضيقها وهي تضحك وتهرج عشان تخفف عن الهنوف اللي حست براحة إنه أزهار وقفت عن البكى

    *************************

    أشرق صباح يوم الثلاثاء وبدأت معاه الضجة , شالت العنود صينية الفطور للمجلس اللي فيه أبوها وحامد مع جاسم وصاحبه وهي لافة البوز وتتمتم بقهر : أمس لمن أقولها بأوديها تقول لااااا , واليوم أقولها ما أبغى تقول إلاااا , أموت وأعرف أمي ليش دوبها دوبي
    وبسبب ثقل الصينية ويدها اللي شايلة السفرة ما قدرت تحطها على الأرض
    فدقت باب المجلس برجلها وهي مهي منتبهة إن الباب مردود مو مصكوك , انفتح الباب على ضربتها برجلها ولقيت نفسها وجه لوجه مع الجالسين في المجلس , قالت بصوت مسموع : أوو أوووه
    فز جاسم من مكانه وخفضوا حامد وعدنان بصرهم , ضربها على راسها بعد ماصك الباب وقال : أوأوه يالفالحة
    ابتسمت وقالت : كان على بالي الباب مقفول
    ضربها مرة ثانية وشال الصينية عنها وقال : انقلعي
    قالت : أصلا بأنقلع من غير ماتقول
    ورجعت وحكت الكل عن اللي صار وأمها جلست تهزئها مع الجوهرة اللي تموت غيرة على زوجها , ما اهتمت العنود بكلامهم ظاهريا لكنها من جوة ماحبت تعلمهم إنها كان ودها الأرض تنشق وتبلعها قبل ما يصير اللي صار

    ************************

    يتبع.






    رد مع اقتباس  

  2. #12  
    ~ 13 يوم باقي على جوازه , يوم 22 / 1 كان زواجنا ويوم 19 / 3 زواجه من بنت عمه , يعني 56 يوم بالضبط بين الزواجين , ناصر , ناصر ~
    .
    .
    انتهى
    بنزل بعد شوي الخامس
    اانشاء الله يعجبونكم
    انقلبت على جنبها الثاني وهي تكتم شهقاتها عشان ماتنتبه لها أختها اللي قاعدة تقرأ مجلة على سريرها , رفعت هالة راسها وقالت : شعولة صاحية
    غطت فمها عشان ماتفضحها أنفاسها المخنوقة وغمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااارب متى ينتهي هذا الألم ناااااااااااصر ~
    قامت هالة من سريرها وطفت النور وخرجت من الغرفة , سألتها أمها لمن شافتها خارجة : مشاعل نايمة إلى الآن
    قالت هالة : كانت قاعدة الليل بطوله تغسل وتكوي الملابس
    وراحت للحمام ومن صكت الباب تفجرت دموعها اللي قاومتها قدام أمها , اتكت على المغسلة وهي تصيح حال أختها اللي تجاهد قدامهم وتبين نفسها قوية ومرتاحة وعادي عندها اللي صار وهي بداخلها تنطحن طحن ومشاعل القديمة تذوي قدام عيونها شوية شوية , دعت من قلبها على الحرمة اللي سحرتها وإنها ماتنسعد ولا تهنى في يوم من أيام حياتها بسبب اللي سوته في أختها , غسلت وجهها بعد مافرغت كل اللي عندها وخرجت من الحمام , البيت كان صغير ومزدحم ومافي مكان غير الحمام يقدر الواحد يسوي في مابدا له , ابتسمت لأحلام اللي طايحة لعب في البلاي استيشن وقالت : لاتنسين عليك غسل الصحون
    وبدأت تأففات أحلام اللي ماتنتهي , طنشتها هالة وجابت ثلاجة القهوة وجلست عند أمها تصب لها , قالت أمها : اش فيها عيونك محمرة
    قالت هاله بكذب تعودت عليه في الفترة الأخيرة : صابون دخل في عيوني
    كانت عارفة إنه أمها تعبانة ومتألمة زيهم , أرملة ومعاها الضغط والسكر و بنتها مطلقة من أيامها الأولى , كيف بيكون وضعها ناولت لأمها الفنجان وقامت تكبس رجولها وهي تسأل : أمي بتروحين جواز ناصر
    قالت أمها : أجل , ولد أختي وماأحضر جوازه
    سكتت هالة وهي تدعي ربها إنه يفرج همهم .

    ************************

    بعد العصر بوقت جات الكوفيرة ومعاها كم وحدة وبدأت زحمة السشوار والمكياج , أزهار اللي دايما شعرها غجري تغير شكلها لمن سشورته , قالت العنود اللي تتأوه تحت السشوار اللي ماتدناه : روحي اسألي أمي تسوين تسريحة ولا تخلينه مفلوت , أنا نصحتك تخلينه مفلوت , استني بأروح معاك
    قالت الكوفيره بضيق : مابينفع هيك , مابنخلص شغل بهالطريئة
    مسكت العنود ريناد وحطتها على الكرسي مكانها وقالت : سشوريلها شعافلها , شوية وأجي
    وقالت لأزهار : مالت عليها قطعت لي شعري المتوحشة
    : حرام عليك وحطيتي ريناد تحت رحمتها
    : أحسن عشان أقولها بعد السشوار هذا عقاب كل وحده ماتحط بكل وشباصات في شعرها
    دقت أزهار الباب ودخلت غرفتها وغرفة الهنوف اللي قاعدة تتزين فيها وسألت أمها رأيها اللي نصحتها إنها تخليه زي ماهوه أحسن , وطالعوا كلهم لمن قالت رئيستهم بضيق : آسفة يا مدام مستحيييل أسوي ماكياج العيون لحواجب بهالشكل , سدئيني ما بيطلع حلو لازم أنضف الحواجب من الشعرات الزايده
    قالت الجوهرة بزهق : خلاص نظفيها وخلصينا
    قالت أزهار بصدمة لمن شافتها تمسك الموس : قصدها تنمصها , حراااااام
    قالت اللبنانية ببجاحة : يا حبيبتي أنا ما بنتفها بالملآآط عشان تقولي نمص أنا بحلئهن بالموس حلء
    فار دم أزهار وهي تقول : لا ياقلبي , اش الفرق كله زي بعضه حرااام سواء كان نتف ولا حلق
    ولفت على الجوهرة وقالت بلا تردد بصوت قوي : وانتي تقولين لها نظفيها , كيف
    قالت الجوهرة بعصبية : هي ليلة بس , أنا سويتها في يوم جوازي وما عاد سويتها
    قالت أزهار بعصبية وهي تحرك يدها قدام وجهها : ملعونة اللي تنمص , عارفة يعني إيه ملعونه , يعني مطرودة من رحمة ربك
    ولفت على الكوفيرة وقالت : وانتي ماتخافين الله نامصة وتنمصين للخلق , الرسوووول ما يدخل الجنة بأعماله يدخلها برحمة ربه بس , هذا وهو الرسول كيف إحنا اللي أعمالنا ما تدخلنا أقل درجة في الجنة , نجي ربنا يوم القيامة واحنا نقول رحمتك يارب وانتي تجين وانتي عارفة إنك منتي مرحومة لأنه الــاــــه لعنك
    تأففت الكوفيرة وقالت : خلاص مابحلئهن بأص أطرافهن بالمأص عشان يجي الماكياج حلو , صدئيني حلال
    صرخت أزهار وهي تحس ضغطها واصل حده من برود هالحرمة وعدم اهتمامها بشي كبييييييير زي اللعن وهي تتقدم منها وهي ودها تكفخها : لا تحللين وتحرمين على كيفك أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار, من متى وحضرتك المفتي العامللديار السعودية ؟
    مسكتها العنود وسحبتها برى الغرفة وهي تقول : بنت صلي على النبي شوي وتذبحين الحرمة
    قالت أزهار وهي تسمع صوت اللبنانية والجوهرة يتناقشون بصوت حاد : اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله , قااااااااهرتنيييييييييييييييي , صدئيني حلال , ما انهز بدنها لمن قلتها إنها مطرودة من رحمة ربي , ياربي ارحمنا يارب , يارب ارحمنا من سخطك يارب
    ضحكت العنود وقالت : صراحة وانتي معصبة فللللللللللللللللللللله , أول مرة أشوفك معصبة
    قالت أزهار باستغراب : ليه ماعمري عصبت
    انتبهت العنود لزلتها فقالت متهربة : اسمعي صياح ريناد , ياويلي من الجوهرة
    خرجت الجوهرة وقالت بعصبية لأزهار اللي صارت لوحدها في المساحة الفاصلة بين غرفتهم وغرفة العنود : كله منك الكوفيرة معصبة ورافضة تمكيج الهنوف
    قالت أزهار وهي تعقد يدينها قدام صدرها : قل الحق ولو على نفسك , و الساكت عن الحق شيطان أخرس
    قالت من شدة عصبيتها : ماشاء الله هذا الكلام كله اللي تتفالحين به تتذكرينه لكن الشي المهم , انتي مين وأهلك مين ما تتذكرينه
    وراحت عنها , حست أزهار بفجوة كبييييرة في قلبها وعقلها , خرجت أمها من الغرفة وقالت : أزهار حبيبتي جيبي رقم حسان من جوال جاسم بسرعة
    نزلت أزهار قبل ما تشوف أمها الألم اللي في عيونها و راحت لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مرة ولمن ما أحد رد فتحته ودخلت لقيت الغرفة مظلمة ومافيها أحد وقبل ما تخرج شافت الجوال في الشاحن , سحبته بسرعة وضغطت واحد من الأزرار كان الجوال سوني أركسون عشان كذا ما عرفت تتعامل معاه , ولقيت نفسها فجأة في مجلد الصور وأول صورة في وجهها كانت لبنت محجبة حلوة ملامحها نااااااعمة باين إنها سعودية وباين إنها مهي صورة كمبيوتر , انرعبت وخافت من اللي ممكن عقلها يأوله فضغطت الأزرار تبغى تخرج لكن الصورة تغيرت وجات صورة ثانية للبنت نفسها وهي جالسة على السرير وشعرها منسدل على كتفها العاري , وصورة زلزلت كيانها وهي تشوف بعدها صوره للبنت مع جاسم , ضغطت أزهار أخير زر مرسوم عليه سهم وخرجها من هذا بالتتابع , ضغطت وضغطت وضغطت ودموعها زي الشلال على خدودها , كانت تحس بألــــم يقطع قلبها , رمت الجوال على الطاولة اللي كان عليها وخرجت بعد ما مسحت دموعها , وهي ماشية في الصالة سمعته يكلم الجوهرة وهم واقفين على الدرج , اندست في المطبخ إلين راح وطلعت , كان من المستحييييييييل إنها تقابله دحين , لايمكن ترفع عينها في عينه أو تقدر تكلمه وهي في هالحالة

    *******************

    جلست أزهار متربعة فوق السرير مع الهنوف اللي مكيجتها اللبنانية بعد ما اتصل حسان على مديرة الصالون اللي جاب منه الكوفيرات واشتكى لها على الكوفيرة وحلف مايدفع باقي العربون لو ماخلصوا شغلهم بأدب , لمن شافتها الهنوف مسرحة ونظراتها تلمع بنظرة حزن حطت يدها على فخذها و سألت: أزهار اش فيك كئيبة
    ابتسمت أزهار وهمست : ولا شي , متوترة , الخليقة كلها تحت وأنا ماني قادرة أنزل , قلبي يعورني
    وصلهم صوتها الناعم يقول بحب : سلاااااااامة قلبك و روحك ياعمري
    لفت أزهار وهي تضحك وقالت : ياعيني عالمدح , يارب يرزقني واحد كلامه حلو زيك ياعنود
    تبادلت العنود والهنوف نظرة سريعة قبل ما تقدم العنود لأزهار كاسة عصير و صحن مليان كيك وبيتفور ومعجنات وهي تقول : تفضلي كلي , من صباح الله خير وانتي قايمة تساعدين وانتي ما أكلتي شي
    باستها أزهار على خدها وهي تقول : الله لا يحرمني منك , كنك حاسة إني كنت بآكل يد الهنوف بعد شوي
    قالت العنود بحماس وهي تربع على الأرض وماهمها فستانها الساتان الأحمر اللي لبسته بعد حلفان أمها : وتخيلي أول ما تدخل على حسان شايلة الباقة بيد وداسه يدها الثانية وراها , يجي يقولها بدلع ليش داسة يدك يحسبها جايبه له هدية وهي تقول لا لا , ولمن يشوف ذراعها بدون يد يغمى عليه
    ضحكت الهنوف من قلبها وقالت أزهار وهي تضحك : ويجي الإسعاف والناس تتجمع وتأشر لهم الهنوف بيدها المقطوعة وهي تقول ما صار شي ما صار شي
    وكملت العنود : ويغمى على الناس وحيكتبون في الجرايد إغماء جماعي سببه أخت أكلت يد أختها من الجوع و يجيبون صورة مصغرة لك بعبايتك ومغبشين على الوجه ويكتبون تحتها بالخط الصغير صورة السعلية
    وماخلصوا خيال إلا وهم مدمعين من كثر الضحك , قالت الهنوف : الله يعينكم على خبالكم , انتم الخيالات هذي ما تسيبونها لازم منها
    قالت العنود وهي تمسح عيونها قدام المرايه : الخيال هو الموية بالنسبة لي , الله يقطعكم يالكلبات ساح الكحل من الضحك , الله يقطع شرك يا أزهار
    مسحت أزهار دموعها وقالت : انتي اللي بدأتي الخيال , بعدين مايجوز تسبين أوادم بحيوانات ربي كرمنا
    أشرت بيدها بعدم مبالاه وهي تقول : ياااااااااااااااااااااااااااااا .
    وقاموا الثنتين يتأكدون من مكياج الهنوف , لكنه طلع مثبت زين , راحت العنود وقالت : كلي واشبعي لأنه بتنزلين مع الهنوف بعد شوي
    وأول مانزلت العنود قابلتها عهود وريم بنات عمها صالح , قالت بفرحة : هلاااااااا ريمو
    وضمتها وهي تقول : اش الحلاوة هذي
    ابتسمت ريم وقالت : بعض مما عندكم
    وهمست بعدها : وين أزهار
    قالت العنود بحماس : فوق عند الهنوف تطلعين لها
    قالت ريم بحماس زيها : دحيييييييين إذا ممكن , ودي أشوفها من زماااااااان
    قالت عهود ببرود : قالتلي البندري إنها من طقتكم , يعني الله يعين العالم اجتمعوا المخبل
    سلمت عليها العنود وقالت بتهديد : كلمة منك كذا ولا كذا أنتف الريش اللي في فستانك سامعة
    وسحبت ريم وقالت : خلينا نسلم على الحريم أول وبعدين أطلعك
    قالت ريم : عنودي لا تاخذين على كلام عهود ترى انصدمت زي ما انصدموا كل البنات المرشحات في العايلة للزواج من جاسم , سفانة و أسماء والخنساء و
    قاطعتها العنود : الله يقطع شرهم , الشي صار وانتهى , عيال منصور ملي القصور
    ضحكت ريم وقالت : ترى المثل بنات منصور ملي القصور
    مسكت وحدة من الحريم العنود وسألتها : انتي بنت أحمد
    ابتسمت العنود للحرمة اللي ماعرفتها وقالت : إيوه
    : انتي اللي فقدتي الذاكرة
    انصدمت العنود من سؤالها لكنها قالت بسرعة وهي تحط يدها على راسها : إيوه
    دقتها ريم لكنها تجاهلتها وتنهدت لمن سألتها الحرمة عن اش تتذكر وقالت بصوت حزين : ولا شي , بس أتذكر إني أحب الكبسة والمكرونة بالباشميل
    مسكت ريم ضحكها وهي تشوف نظرات الحرمة المصدومة , شقت حلقها مبتسمة وقالت وهي تسحب ريم اللي مايته ضحك : عن إذنك ياخالة
    : يا متخلفة يامتهورة
    قالت بعصبية : والله حاسة ثلاثة أرباع اللي هنا جووا عشان يشوفون المسكينه أزهار , هذي عاشر حرمة تسألني عنها , استني شوية تلقين الكل يتكلم عن الكبسة والمكرونة بالباشميل
    : مو هذا من فعايلك ست عنيدي , والله يوم بتروحين فيها بسبب تهورك
    قالت بهمس وهي تمر من عند جماعة حريم قاعدين يحركون عيونهم زي أبراج المراقبة : أصلا من زمان تهوري موديني في داهية بس محد داري
    كانت أمها مستأجرة مجموعة بنات مباشرية يباشرون بالحلا والقهوة والشاهي وتوابعه فصار على بناتها إنهم يرحبون ويسلمون بس , وهذا كان أصعب شي على العنود لأنها ماتحب المجاملات الزايدة , ولأنها ماتقابل الناس إلا في المناسبات الكبيرة (( أعياد وزواجات )) فقط

    **********************

    فتحت أزهار الستارة وفتحت قزاز الطاقة طالعت في حوش الفيلا الكبيييييير , السيارات الواقفة في الأرض الفاضية قدام الفيلا والأنوار المعلقة والرجال وهم يسلمون على بعض والحريم وهم يدخلون الحوش , كانت الأصوات توصلها , غمضت عيونها وهي تستمع للضوضاء الجاية من برى والمختلطة بصوت الدق و الموسيقى عند الحريم تحت , أبوها سوى منصة حللللللللوة صغيرة عليها الكرسي اللي بتجلس فيه الهنوف , وجاب رجال ركبوا سماعات في المجالس والصالات عشان الدقاقة , كانت تحس بخواااااااااء غريب بداخلها وضربات قلبها كانت تتسارع وتخف وتتسارع وتخف لأسباب مجهولة , زفرت بقوة وصكت الطاقة وقالت : عن إذنك هنوف بروح الحمام
    وخرجت من الغرفة وهي مهي منتبهة لهنوف اللي كانت تأشر لها على الحمام الداخلي وصلها صوت الدق بوضوح , طااااالعت من فوق الحاجز ولمن شافت وجوه الحريم غريبة شردت لأبعد غرفة , غرفة المعيشة القريبة من جناح أمها وأبوها و مسكت مصحفها المحطوط على سجادتها اللي حلفت تقتل اللي يحركها من مكانها وقعدت تقرى شوية , ولمن تذكرت كلمات الجوهرة القاسية وصور جوال جاسم ووجوه الحريم الغريبة واختلط مع صوت الموسيقى اللي تحسها تقرص قلبها قرص قامت تصيييييح , كانت تحس بخوف محد يتصوره وعقلها تحسه بينفجر من كثر ما يتخبط في الظلام اللي تحاول تخترقه بجهد ~ يااااااااارب ياعالما بحالي ارحمني , ياااااااااارب ~
    : أزهااااااااااار , أزهارو
    رفعت راسها ومسحت دموعها بسرعة وقامت على طول في اللحظة اللي انفتح فيها الباب ودخلت منه العنود ووراها وحده غريبة , قالت العنود : انتي هنا , دورناك عند الهنوف مالقيناك , فاتك ماشفتيها وهي توقع عقد النكاح , مو مشكلة تشوفينها في الفيديو , أووه هذي ريم بنت عمي صالح , قدك انتي والهنوف
    تداركت خطأها في الأخير وأكدت : والهنوف أكبر منكم
    ابتسمت أزهار بخجل وسلمت على ريم وهي تقول : أهلا ريم , كيف حالك سامحيني ما أ.
    قاطعتها ريم : فرصة تتعرفين عليه من جديد , واااااااااي حلوة عيونها
    قرصتها العنود في ظهرها من دون ما تشوفها أزهار , ضحكت أزهار وقالت : بالعكس غريبة , ما أدري طالعة لمين ما أحد في العايلة عيونه أسود مغشوش زيي
    قالت العنود : رمادي غامق كم مرة أقولك , اش أسود مغشوش انتي ووجهك
    وسحبتهم وهي تقول : تعالوا نكمل كلامنا عند أبو الهول اللي صايبها بكم
    قالت ريم : ذبحتني تسحيب تحت ودحين تسحبني هنا
    ضحكت أزهار وقال : دومها مستعجلة
    جلسوا عند الهنوف يتكلمون واستغربت أزهار نظرات ريم اللي مانزلت عنها , دقايق وجاتهم الجوهرة وقالت : يلا بنزف الهنوف تحت
    قاموا كلهم وقالت أزهار : أنا ما أبغى أنزل
    كلهم التفتوا لها وقالت هدى : أزهار حبيبتي ليه ماتبغين
    وقالت الهنوف : أزهار ابغاك معايا الله يخليك
    قالت بعد تردد : سامحيني ياهنوف , أنا خايفة , خلاص انزفي دحين وأنا أنزل بعد ما أتشجع شوية
    ضمتها الهنوف وقالت : خليك قوية , ادعيلي ما أطيح من فوق الدرج
    شافت الهنوف تمشي بشويش بسبب فستانها الذهبي والتفاحي الواسع , والكل حولينها , رجعت العنود لها وقالت : تعالي شوفيها لمن تنزف
    هزت راسها بعناد وقالت : الكل بيقعد يطالع فيه وينسى الهنوف , كلهم بيشوفون المجنونة اللي فقدت ذاكرتها , كلهم يعرفون بالضبط اش صار لي إلا أنا ما أدري عن شي , خليتوني في ظلام داخلي وأنا تحت كشافات الكل , ما شفتي كيف كانت ريم تحدق فيه , أكيد صار شي كبيييير وما تبغون تعلموني به
    ضمتها العنود بخوف وهي تتذكر كلام الدكتور مطلق اللي وصله لهم أبوها وهو يحذرهم من مضار اختلاطها , قالت بحب : أزهار حبيبتي , كل اللي نسويه لمصلحتك بتتذكرين بنفسك , تعالي يا قلبي , تعالي أوعدك ما أخليك تسلمين ولا على وحده بس انزلي معايا وأوقفي جنبي قدام الدرج إلين تنزف الهنوف , يلا
    تشجعت أزهار وقالت : وعد ما أسلم على أحد
    : وعد , يلا الهنوف واقفة من زمان وحسان بيفجرنا لو تأخرنا أكثر من كذا
    نزلت العنود من الدرج ومعاها أزهار وسط الظلام بعد ما طلبت من الشغالات يصكون الأنوار لأنه الهنوف بتنزف , وقفت جنب عمود الرخام الكبير المقابل للدرج ووقفت أزهار بينها وبينه وقالت : ارتحتي محد بينتبه لك هنا , بدأت الدقاقه الموال وانفتحت الأنوار والهنوف على راس الدرج , حست أزهار بضيق من الموسيقى وحستها في مسامعها مزعجة , لكنها تناستها وهي تطالع بسعادة للهنوف اللي صوبت نظراتها لها وهي تبتسم بخوف , بدأت الغطاريف والتصفيق والهنوف تنزل , وبعد ماراحت للمجلس اللي فيه المنصة قالت أزهار بامتنان : شكرا عنودي , شكرا لأنك جريتيني بالقوة , كنت حموت قهر لو فوت هذي اللحظة
    قالت العنود : دحين تبغين تطلعين ولا تجيين معايا ترقصين
    : نـــــعــــــم , أقولك خايفة تقولين ترقصين
    : أفضل وسيلة للدفاع الهجوووووم ادخلي عليهم وارقصي
    ضحكت وقالت : والله انك خبلة صحيح , روحي وأنا ألحقك
    ولمن راحت عنها العنود حست بدرع الأمان اللي كان يحميها اختفى , قاومت مشاعر الخوف وهي تقول لنفسها ~ أهلك ياهبلة خايفة ليه خليك قوية زي دايما ~ كانت تقدم خطوة وترجع خطوة وشوية لقيت نفسها قريبة من المجلس , طالعت بنص عين وابتسمت وهي تشوف العنود ترقص مع ريم والبندري مع وحدة غريبة , انحطت يد على كتفها وجاها صوت من وراها يقول : إن ماخابني ظني أزهار
    لفت أزهار بتوتر وخوف وشافت حرمه متوسطة الطول ومستصحة , ضمتها الحرمة بحنان وقالت بمزح محبب : أنا خولة بنت الأزور أخت حسان بن ثابت
    ارتاحت أزهار لمن تذكرت كلام الهنوف عن خولة أخت حسان وقالت : هلا خولة , كيف حالك
    سابتها خولة وهي تضحك وتقول : ماني زينه لأنه حسانو حرق جوالي دق يقول ما صارت هذي كلها زفة , وهدد لو ماجبت الهنوف بيطرد الحريم كلهم
    ضحكت أزهار وقالت : الله يخليهم لبعض
    قالت خولة : آآآآآآآآمين , عن إذنك خليني بس أتخلص من رجة حسان وحرمته وأجي آخذ أخبارك
    شافتها تكلم أمها وأمها كلمت أخواتها اللي ساعدوا الهنوف اللي قامت ووجهها متغير بسبب حواجبها المقطبة
    : انتي أزهار
    لفت على الحرمتين اللي ماشيين لصالة العشا اللي أعلنوا عنه في السماعات وقالت : إيوه , أهلا فيكم , تفضلوا على العشا من هنا
    وأشرتلهم على الصالة وهي ودها تتخلص من نظراتهم المحدقة , ومامرت ثانية على جوابها إنها أزهار إلا وتجمع حولها مجموعة من الحريم , ماتدري سلمت على مين وبقي مين والكل يطالعها بنفس النظرات , فضول ممزوج بشفقة , حتى نبرات صوتهم حستها أزهار مليئة بالشفقة المقيته , كانت تبتسم للجموع وهي تصرخ بداخلها ~ أنا ماني مجنوووووووووووونة , لاتطالعون فيه كذا , أنا فاقدة للذاكرة مو طاير عقلي ياناااااااااااااااااااس , خلاااااااااااص حلوا عن وجهي , خلوني أتنفس , مكتومة , مخنوقة لو أغمي علي دحين بصير حديث المجالس لسنة كمان , أزهار لاتدوخين ~ قاومت الخوف اللي بدأ يملى صدرها وقالت : عن إذنكم
    وخرجت من وسطهم وأول ماقابلت ريم اللي قالت : أزهااااااااار تعالي بسرعة شوفي الهنوف
    ومسكتها من يدها وسحبتها , حست أزهار بأنفاسها ترجع طبيعية تدريجيا , حست وجه ريم طوق النجاة لها رغم إنها ماتتذكرها حتى هي لكن اسم إنه العنود عرفتها عليها من قبل , رمت عليها العنود عباية وقالت تعالي بسرعة لايفوتك المنظر , طالعت من ورى العنود والجوهرة والبندري والبنت الغريبة اللي كانت ترقص معاها وبنتين ثانيات كتمت نفسها لمن شافت الهنوف جالسة في المجلس و باين عليها الخوف وأبوها وجاسم داخلين ومعاهم ثلاثة رجال غرب عرفت منهم حسان اللي شافته من الطاقة أمس وحرمة ما عرفتها كاشفة عليهم , قالت العنود وهي تسحبها جنبها : ذيك عمتي نورة أم حسان وهذاك أبو لحية بيضا عمي صالح أبو ريم , والثاني عمي جلال ما عنده بنات عنده خمس أولاد
    : ماشاء الله
    قالتها أزهار وهي تتأمل وجيههم تحاول تتذكر شي من ماضيها , ولمن اصطدم عقلها بحائط أسود تناسته وهي تتأمل الهنوف اللي وقف حسان قدامها وهو مبتسم ابتسامة واسعة , قال لها شي بهمس خلاها تندق راسها أكثر وهي ترجع على ورى , جلستها عمتها وجلس حسان جنبها وهو يقول لخواله بمزح : مو خلاص سلمتم على البنت يلا حبايبي أعطونا نفس
    ضربه جاسم بخفة على كتفه وهو يقول : مو خلاص شفت العروسة وسلمت عليها يلا أعطي المسكينة نفس
    قال حسان بجرأة : تعرفها , هاليوم استنيته سنه تقول لي دحين أخرج وأنا لسه ماشفتها زين
    كانت الهنوف ودها تذوب وسط ملابسها ومايشوفها أحد من كثر الخجل , هي تعرف نفسها إنسانة عادية وبسيطة مافيها ذاك الجمال اللي يخلي حسان يتعلق بها لهالدرجة وهذا اللي يزيدها خجل , قال أبوها بجدية : هيا حسان قول اللي بتقوله عشان نمشي
    طالع حسان في أمه اللي قالت بعد ما قرت نظرته : خلوهم شوية مع بعض , دقايق بس
    وبعد حرب مضنية رضيوا بعشر دقايق لاااا غير , ولمن خرجوا وانصك الباب
    لفت عهود على أزهار وعرفتهم العنود ببعض وهي تقول : عهود , أزهار , أزهار هذي عهود
    سلمت عليها أزهار واستشعرت البرودة في سلامها لكنها طنشت الموضوع وهي تأكد لنفسها إنها أكيد تتوهم من كثر الضغوط اللي مرت بها , وسلمت على البنتين اللي ما حفظت أسماءهم ولا حتى أشكالهم , كل اللي عرفته إنهم أخوات حسان يعني حموات الهنوف , قالت ريم : ياترى اش يسوون دحين
    قالت العنود وهي تحك جبهتها بتفكير : أنا ماهمني اش يقولون دحين قد مو شاغلني اش قال لها أول مادخل
    ضربتها أزهار وقالت : سيبوهم في حالهم
    وجوة الغرفة ساد صمت فضيع على المكان , كل الكلام اللي كان بيقوله حسان لها طار من راسه , طااالع فيها بعدين قال : هنوف كيف حالك
    مارفعت راسها اللي هزته بشويش يعني طيبة , ابتسم وقال : مبروك علي انتي ومبروك عليك أنا
    همست بصوت حاولت قدر الإمكان تخليه واضح : الله يبارك فيك
    ســـكــــت وهو مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تراني مجهز كلام طوييييييل لكنه طار من الفرحة
    كتمت ضحكتها لكنها ابتسمت غصب عنها , ابتسم وقال : الله يجمعنا على خير و
    دق الباب وانفتح ودخل منه جاسم وهو يقول : تايم أوفر
    مسك حسان لسانه عن السب قدام الهنوف وقال بأدب : توي اللي قلت كلمتين على بعض
    هز جاسم راسه وقال : سوري , الشبيبة موصيني ما أخرج من القسم إلا وانت معاي
    قام حسان وقال بتهديد وهو يأشر على رقبته : بسيطة مردودة لك إن شاء الله
    ولف على الهنوف وهمس بابتسامة : في آمان الله
    وخرج مع جاسم اللي قعد يقول بتريقة : الله , الله , عشنا وشفنا , من وين جايب هالحنان كله ياسيد العواطف الناعمة
    قال حسان وهو يزبط بشته : من قبل ما تطلع لك شوارب يالمتحجر
    تناسى جاسم همومه لأنه اليوم في قمة سعادته وهو يشوف أخته مزفوفة لولد عمته وتوأم روحه حسان
    ***
    دخلوا البنات عليها وقاموا ينغزونها بالكلام وهي سااااااااكته ومبتسمة بهدوء , طلعت أزهار للغرفة بعد مارجعت الهنوف للناس وانسدحت على السرير وهي تفكر بالوجوه اللي شافتها , ولا وجه أشعل الضوء داخل ظلام عقلها , غرقت في أفكارها وماحست بنفسها إلا وهي نايمة .

    **********************

    يوم الأربعاء : 7 / 3 / 14727 هـ .
    في فيلا أبو جاسم :

    الكل راح للإستراحة اللي مستأجرها زوج الجوهرة على شرف ملكة الهنوف لأنه بيرجع هو والجوهرة للباحة يوم الخميس ما عدا أزهار اللي ماتشجعت تروح للناس اللي ماعرفتهم في ملكة الهنوف بسبب ذاكرتها والبندري اللي قالت إن الدنيا حر و الجو أبدا ما يناسب استراحة , شغلت أزهار نفسها عن التفكير بيوم الملكة المأساوي بالنسبة لها نفسيا بترتيب غرفتها وقص المقالات اللي تعجبها من المجلات وتلصيقها في الدفتر اللي اشترته لها العنود عشان تكتب فيه كل شي يجي في بالها وبعدين جلست فوق سريرها وهي مركزة على قطعة الصوف اللي بدأت تغزلها كهواية جديدة من أكثر من أسبوع , عقدت قفل الغرزة وطالعت في شنطة الجوال اللي سوتها بصوف ملون بدرجات الوردي , صرخت بحماس : خلصتهاااااااا , وااااااي تهبل , خلصتهااااااااااا
    خرجت جوالها من درج السرير ودخلته جوتها , صرخت بحماس أكثر لمن جا مناسب له , ضمتها بفرح وقالت : شكلي بأبدأها تجارة هاهاهاها
    ضحكت الضحكة الشيطانية وتمغطت بتعب ولمت باقي الصوف والصنارة وحطتها جوة شنطة الخياطة وركنتها , خرجت من غرفتها وهي تنادي بشويش : البندري .
    و مشيت إلين غرفتها وهي تكلم نفسها : لازم نلقالنا حل , مو معقول بنهجر بعض ولا كإننا أخوات , أشك إني سويت لها شي قبل ما أفقد الذاكرة
    دقت الباب ولمن ماسمعت جواب دخلت , لقيت الغرفة فاضية , صكت الباب وهي تسأل : ياربي وين راحت هذي البنت
    مرت من قدامها الخدامة خديجة ولا كإنها موجودة , مسكتها أزهار من يدها وهي تقول : خدووووووووووج
    انتفضت الشغالة وقالت : أنا مافي سوي سي
    ضحكت أزهار وقالت : أنا ما قلت إنك مسوية شي يا طويلة العمر , اش فيك كنك بتموتين خوف تعالي اجلسي
    جلست أزهار وسحبت الشغالة المرعوبة وجلستها جنبها وهي تقول : اش أخبارك
    طالعت فيها خديجة وقالت بحزم يهد جبال وهي تقوم من مكانها : أنا مافي كلام , ماما بابا قول لافي كلام سوا سوا أزهار
    ضحكت أزهار من أعماق قلبها وقالت : ارتاحي ارتاحي ما أبغى أسألك عني باسألك عن أخبارك بس , ماما وبابا مسوين حجر , حتى سوناردي (( السواق )) يعطيني هالموال لو بسأله عن سعر الطماطم , الله يعيننا نبدأ معاك
    كانت كل ما سنحت لها فرصة تتكلم مع الشغالات , تحب تسمع سواليفهم و طريقتهم في الكلام ومن قلبها تحن عليهم مغتربين وسايبين أهلهم عشان لقمة العيش , هي من أول يوم تعرفت على سيتي وبعدها بأيام على نور ودحين جا دور خديجة , قالت بلغة أندونيسية : أبا كابار(( كيف حالك )) خديجة
    ضحكت خديجة وقالت : باي (( كويسه ))
    وراحت على طول بتكمل شغلها , سألتها أزهار : خدوج وين البندري
    سكتت كإن السؤال معادلة يصعب حلها بعدين قالت : ما أدري
    طالعت فيها بشك وقالت بصوت مهدد : خدووووووووج
    لاحظت ارتباك خديجة ولخبطتها في الكلام , وبالقوة فهمت منها كلمة تحت , ولمن جات بتنزل مسكتها خديجة وهي تقول : لا إنزل , تعالي سوفي في خربان في مطبخ هنا
    شكت أزهار إنه في شي فطنشت خديجة ونزلت وخديجة وراها تحاول تثنيها , طالعت في الصالة مالقيت أحد , طالعت في المطبخ , المجالس وفي كل مكان مالقيت البندري وآخر مكان بقي هو غرفة الشغالات , لمن قربت من الغرفة مسكتها خديجة وهي تترجاها بهمس : الله يخليك لا روح , أزهار لا روح هناك
    فلتت أزهار يدها منها وتقدمت من باب الغرفة , فتحته بشويش واتصنمت لمن شافت المنظر اللي قدامها , صكت الباب بشويش هي تحس بصدمة ممزوجة بالغثيان والرعب جريت بلا شعور على أقرب حمام , طلعت كل اللي في بطنها في المغسلة , ولمن مسكتها خديجة دفتها برى الحمام وصكته بالمفتاح , سندت راسها على باب الحمام وقامت تصيح من قلبها وهي تقول بحرقة : ليه ؟ ليه يابندري
    ***
    رفعت البندري وجهها الغرقان دموع من بين يدينها وطالعت في الباب وهي تسأل بخوف : مين فتح الباب
    قال عبد الرحمن وهو يقوم من السرير ويلبس بلوزته : محد , يتهيأ لك
    نزلت راسها ودفنته بين يدينها وهي تسأل : متى بتتصل عليه
    زفر وقال بضيق : لمن ألقى وقت , اش السؤال السخيف هذا
    مسكته من طرف بلوزته وسألته : عبد الرحمن تحبني
    قال وهو يسحب جواله ومحفظته : أجل إيه
    كانت محتاجه إنه يقولها أحبك وهو يطالع في عيونها بتأكيد لكنه مسح على شعرها زي ما يمسح الطفل على بسة شريدة شافها في الشارع وخرج , انسدحت على السرير ودفنت وجهها في المخدة وهي تصييح بصوت مكتوم
    ***
    منظر أختها وهي في حضن ذاك الرجال الغريب وهم شبه عراة هزها من الأعماق , ما دريت كم مر عليها لكنها لمن شبعت صياح قامت تغسل وجهها اللي تنفخ وصارت عيونه زي الكور من انتفاخها , حست بالكره من جبنها وهروبها , ليه ما دخلت عليهم وصارخت فيهم بكل الكلمات اللي تصارعت على شفتينها ليه خافت وتراجعت رغم إنها على حق وهم على باطل عزاءها الوحيد إن المنظر كان فوق مستوى أبشع تصوراتها , نشفت وجهها وخرجت , لقيت البندري جالسة على كنب الصالة وهي تقلب في القنوات , ما كانت شايفة إلا جانب وجهها لكنها انتبهت للدموع اللي حابستها البندري , حاولت تصبغ اللامبالاة على صوتها وهي تقول : بندوري انتي هنا , كنت
    واختنق صوتها , ما قدرت تكمل تمثيلها , لفت عليها البندري ودموعها على خدودها , لأول مرة التعالي والبرود يغادر وجهها الجميل اللي صار شاحب زي الأموات , شهقت أزهار وهي تقول : بند.
    طاح جهاز التحكم من يد البندري اللي اندفعت و رمت نفسها بكل قوتها على أزهار وهي تصيح بصوت هز المكان , ضمتها أزهار بقووووووة وهي تصيح معاها , صرخت البندري وهي تعصر بلوزة أزهار بين يدينها : ضيعت نفسي يا أزهااااااااار , ضيعت نفسي , ليه ماوقفتوني عند حدي ليه تجاهلتوني كلكم ليه سبتوني أسوي اللي أبغاه لييييييييييييييييييييه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
    ~ أصعب مافي الأخطاء إنك تكون السبب فيها , تحاول إنك تلقي الملامة على الجميع وتصرخ بها بعالي الصوت لكنك في قرارة نفسك في جزء عمييييييق بداخلك عارف ومتأكد إنك سبب هذي التعاسة اللي تحيط بك , إنك إنت الوحيد اللي بيتحاسب على أفعاله وبيعاني عقدة الذنب من ذنوبه , شيء مرعب إنك تكون انت المعول اللي هدم شيء جميل في روحك , إنك اللي سكبت الحبر الأسود وشوهت نقاء وصفاء قلبك , وحفرت بداخلك خندق عميق من الألم اللي لايمكن يزول ~.
    ما انتبهت أزهار إلا وهي جالسة على أرض الصالة الرخام والبندري متشبثة فيها وشهقاتها تهز بدنها من قوتها , طالعت في جهاز التحكم اللي تناثرت بطارياته وفي شاشة التلفزيون المشغلة على قناة غنائية وحضنت البندري وهي تمسح شعرها بيد مرتجفة , كانت كلمات اللوم والعتاب والتذكير بعقاب الله وبالذنب العظيم اللي اقترفته في حق دينها ونفسها وأهلها كلها تتلاشى شوية شوية , الضرب في الميت حرام , أهي حست بكل شي لكن بعد فوات الأوان , سألتها وهي تدعي الجهل : البندري اش فيك حبيبتي ليش تصيحين
    قالت بصوت متقطع من وسط شهقاتها : أزهار. الله يخليك .لالا تعلمين أحد
    انعصر قلب أزهار وهي تقول بصوت جاهدت عشان يكون متماسك : والله ما أعلم , قولي اش فيك
    صاحت العنود لفترة وأزهار بداخلها عندها أمل وهي تدعي ~ يارب مايكون صار شي يااااااارب ما صار شي , يارب استر ~ قالت بصوت كسير : أنا أحب واحد
    حست دقات قلبها تنبض في أطراف أصابيعها من شدة التوتر وهي تسأل : مين
    ما رفعت راسها عن حضن أزهار وهي تقول : عبد الرحمن ولد عمي صالح , أخو عهود وريم
    ~ الله يحرقه , الله يقهره , استغفر الله العظييييييييم , يعني مالقي إلا عرضه اللي مفروض يدافع عنه ~ مسحت شعر البندري وهي تقول تستحثها على المتابعة : طيب
    رفعت البندري وجهها المحمر من الصياح ومسحت دموعها وهي تقول بصوت مهزوز يهدد بالإنهيار : كنا نتكلم مع بعض دائما بالماسنجر وبالجوال أحيانا و أحيانا نتقابل بس أكون متحجبة ومو باين إلا وجهي
    شجعتها أزهار لمن سكتت وهي تقول بحنان ويدها تبعد خصلات شعر أختها اللاصقة في وجهها من أثر الدموع : كملي
    ارتجفت شفايفها ورجعت رمت نفسها وتخبي وجهها وهي تنتحب : اليوم تقابلنا وصار شي ماكان مفروض يصيييييييير
    ~ لاااااااااااااااااااااااااااااااااا مستحيل , مستحيل أكيد أنا في كابوس , ليه يابندري لييييييييييه ؟ ~ دعست كل مشاعرها وهي تسألها بصوت هادي لدرجة شكت إنه صوتها : يعني زي إيه
    ولمن استمرت في بكاها وما تكلمت , هزتها وهي تقول : البندري تكلمي , اش قصدك وصلتم للـ
    رفعت راسها على طول وقالت : لا ماصار شي كبير
    حست جسمها يذبل من بعد ما كان مشدود زي وتر القوس , وغصب عنها زفرت براحة وهي تقول بفرح واضح : الحمد لله , مقدور عليها هالمشكلة إن شاء الله , المهم دحين إهدي عشان نفكر في المشكلة بهدوء , هيا , قومي , قومي ياحبيبتي غسلي وجهك وخلينا نروح الغرفة
    شالتها للغرفة وخلتها تغسل وجهها وتغير ملابسها وتنسدح على السرير , لحفتها وقالت : أروح أسويلك سندوتش على كيف كيفك ومعاها كاسة عصير
    قالت البندري بصوت مكتوم : ما أبغى شي , مالي نفس , حاسة بغثيان وصداع من كثر الصياح
    مسحت أزهار على شعرها وقالت : عشان تاخذين بندول بعده, يلا حبيبتي, أنا نازلة
    خففت الإضاءة ونزلت وسوت ساندوتش خفيف وعصرت برتقال وحطتها على صينية مع الدوا , وهي خارجة من المطبخ رن التلفون وخرجها من تفكيرها العميق في المشكلة اللي صارت , قالت لخديجة بصرامة : أنا أرد
    ناولت الصينية لها ورفعت السماعة وقالت : نعم
    جاها صوت رجال يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    : وعليكم السلام ورحمة الـــ
    صرخ الرجال : أزهاااااااااااااار , هذا انتي
    انصدمت واستغربت من صرخته فسألت : مين معايا
    كان صوته غريب وهو يقول بلهفة : زهورة ماعرفتيني , أنا عمر
    حست بانقباض في قلبها وهي تقول : آسفة أكيد غلطان في الرقم , أنا ما أعرف أحد بهالاسم
    وصكت السماعة قبل ماتسمع صوت رجال جنب عمر يقوله : عمر قلتلك أختك فاقدة الذاكرة
    قالت بغيض : ويدلعني كمان , هاتي الصينية
    رن التلفون فطالعت في الكاشف وقالت : خديجة هذا الرقم لا تردين عليه مرة وقولي لسيتي ونور نفس الكلام سامعه
    وطلعت لغرفة البندري وهي مقهورة جوة قلبها من خديجة اللي متسترة على الموضوع من زمان رغم إنها عارفة إنها مجرد مخدومة ومأمورة بهالشي لكن غصب عنها حستها مساعد في الجريمة

    **********************

    بالقوة سيطر على ارتجاف أصابيعه وهو يدق رقم جوال أبو جاسم , كان يحس الوقت يمشي بالبطييييييييييييييييء
    : نعم
    قال بصوت طلع من حنجرته همس حزين وهو ناسي يسلم : أبو جاسم
    : إيوه نعم مين معايا
    حس بالكلمات تتسارع على شفتينه لكنه حبسها وقال بسرعة : أنا عمر بن عبدالله بن محمد أخو أزهار , أكلمك من تبوك , أبو عصام جزاه الله خير قالي إنه أزهار عندك
    انصدم أحمد لمن سمع الاسم وقال بعدم تصديق : عمر , لا إله إلا الله , سبحان الله ياولدي , الحمد لله على سلامتك , الحمد لله , إيوه ياولدي أزهار عندنا في عيوننا كمان
    وصله صوت عمر المتلهف وهو يسأل : كيف حالها ياعم
    : طيبة الحمد لله وإن شاء الله مبسوطة مع بناتي في نفس سنها تقريبا
    انتبه إنه ماقام بالواجب فقال : حقيقة ياعمي ما أقدر أوصفلك شكري وامتناني على اللي سويته لأزهار و
    اختنق صوته فقال أحمد وهو يحس قلبه ينبض بقوة : ارجع جدة ونخليك تشوفها بعيونك
    قال بصوت مخنوق : جزاك الله خير , الله يجعل كل مافعلته في ميزان حسناتك , والله ماتعرف قد ايش شاكر لك صنيعك
    تنهد أحمد وقال : على ايش ياولدي , ماقمنا إلا بالواجب ياولدي , الظفر مايطلع من اللحم
    طالع في تذكرته وقال : إن شاء الله في رحلة لجدة اليوم في الليل
    ارتاح لمن قال أحمد بصوت دافي : حياك الله في أي وقت البيت بيتك
    وصك السماعة بعد ما أخذ منه وصف البيت , طالع في ورقة الوصف وهو يحاول يتذكر ملامح أخته , ابتسم له أبو عصام وقال : ارتحت بعد ماكلمت عم أبو جاسم
    غطى عمر وجهه وبكى بصمت , ما كان متخيل بعد الحالة اللي مر فيها إنه يعرف إنه أزهار حية , أزهار اللي تعذب بداخلة ملايين المرات ليش سابها لوحدها وعاش هو رغم اللي مر به وخلاها تموت
    طالع في ساعته وهو يحس الليل طويييييييييييييييييييييل
    ***
    طالع أحمد في مجموعة الرجال الجالسين قرب المسبح اللي في الإستراحة ومن ضمنهم جاسم اللي كان يضحك على شي قاله حسان وهو غاطس في تفكييييييير عميق , اش حيصير بكرة لمن يجي عمر هل حتقابله أزهار وتتذكر كل شي وجوازها من جاسم فين حتعيش بعد هذا كله أسئلة كثيرة جات في باله لكنه أجل التفكير بها لبكرة مع أخوانه اللي بيطلعهم على الجديد اللي صار .

    ********************

    الساعة الثانية صباح يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
    بعد غرق السفينة :

    محاولاته عشان يلحق الحرمة باءت بالفشل , رجع يسبح للسطح وانصدم إنه فوقه جسم معدني كبير , حس أنفاسه تختنق وهو يتحسس الجسم ويحاول يلقى نهايته , ~ أزهار , أرجوك يارب عيشني عشان البنت اليتيمة , أتوسل إليك يارب , ياربي أزهااااار انت أعلم بحالها ~ غصب عنه خرجت أنفاسه من الكتمة وقام يسبح تحت الموية بلا هدى مامر شريط ذكرياته زي مايقول البعض بالعكس عقله استمر يناجي ربه ويصرخ باسم أخته اللي سابها وحيدة , وفي النهاية لمن أيقن بالموت حس إنه وصل لنهاية الجسم المعدني , سبح بسرعه وخرج راسه وشهق بكل قوته , جلس دقايق يسحب النفس بقوة وهو مهو مصدق نجاته , قال وهو يلهث ويمسح وجهه : الحمد لله , الحمد لله
    ولف على الجسم لقيه مركب كبيرة مزدحححححمة ورجال يسحبون الموية من القارب المخروم ويطشونها في البحر ورجال ثانيين يصارخون : سدها بالثوب , سدها قبل ما نغرق
    ورجال يصلون ودموعهم على خدودهم , ورجال ساكنين في مكانهم , سألهم عمر : فيكم واحد اسمه عمار أو عمير
    ولمن شافهم مطنشين نادى : عمااااااااااااااااااااار , عــمــيــــــر
    وكحكح من الشرقة ولف حولين القارب وهو مهو عرف هو فين بالضبط عن مكانه الأول , حاول يخترق الظلام وهو ينادي : أزهااااااااااااااااار , أزهااااااااااااار
    كان متأكد إنه حيلقاها في المكان اللي سابه لأنه مستحيل بينجرف وسط الموية لمكان بعيد عنها تماما , دار بعيونه وصرخ : أزهااااااااااااااااااااااااااااااااااااار
    وأصاخ سمعه يحاول يميز صوت أخته من بين الأصوات المتزاحمة لكنه ماسمع لها حس , حس بخوف يعصر قلبه , قام يسبح في اللا اتجاه وهو يقول بهمس من وسط لهاثه : أتوسل إليك يا حي يا قيوم إنك تحفظها , يارب استجبت دعائي ونجيتني وأنا أطمع في إجابتك لي بأن تحفظها وتعيدها لي سالمة , أتوسل إليك يارب وصرخ بخوف أكبر وهو يوقف سباحة : أزهاااااااااااااار جاوبيني , أزهااااااااااااااااار , أزهاااااااااااااااار
    مسح نقاط الموية اللي تمشي على وجهه من شعره المبلل وهو يفكر ويدعي ~ يارب ارحمني , أمي غرقت بين يديني وأختي ضيعتها بنفسي , ياربي حاولت أنقذ حياة مسلم وانت أعلم , يارب احفظها , يارب إني أعلم أني لم أقم بعمل صالح أدعوك به فإن كان لي عمل صالح فإني أدعوك به أن تحفظها وتعيدها لي سالمة ~ ولمن سمع صرخات ناس ينادون بأسماء كثيرة مالها إجابة , صرخ بحرقة : أزهاااااااااااااااااااار , عمااااااااااااااااااار , عــمـيـــر .






    رد مع اقتباس  

  3. #13  
    الفصل الخامس : هو و هي :

    حصن بر
    مشعل غضب
    نبع عطاء
    ذاك هو .

    صوت عذب
    صدر حان
    قلب صارم
    ذاك هو .

    شمس حب
    أرض حنان
    واحة صبر
    تلك هي

    براءة طفل
    همسة أم
    ضحكة عذرى
    تلك هي .


    يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
    الساعة 7 صباحا :

    الموية اللي ضربت في وجهها صحتها من نومها وهي تشهق , فتحت عيونها ورجعت غمضتها من أشعة الشمس , رجعت فتحتها بشوييييش وهي تحس بجفاف غريب في بلعومها وعطش فضيع , تحركت وصرخت من الخلعة لمن لقيت نفسها وسط موية , تذكرت في لحظة كل شي صار وتذكرت أمها وعمر , لفت يمين ويسار وقدامها ووراها , كان البحر على مد البصر وتطفو عليه قطع حطام وحبال وأجسام هااااااامدة وأشياء ما تخطر على بال , فتحت فمها بتعب تبغى تنادي لكنها ماقدرت , كانت تحس لسانها لاصق في سقف فمها من كثر العطش , غمضت عيونها شوية تبغى تستجمع قوة عشان تنادي , حست بشي يمشي من بين رجولها وسط الموية , صرخت برعب ودبت الحيوية في جسمها وهي تسبح بعيد عن هالشي وفي نفس الوقت تحاول تخترق طبقات الموية عشان تشوف اش هو , كان من المستحيل عليها تشوف يدها لو دخلتها قريب كيف رجولها اللي غاطسة وسط كائنات البحر المخيفة , تخيلت القرش و الأخطبوط وغيرها فزاد رعبها , تصنمت للحظة وجمدت نفسها عن الحركة ولمن اختفى هالشي الغريب اللزج وما عادت تحس فيه زفرت براحة وهي تحس نبضات قلبها المتسارعة تتباطأ بشويش, طالعت في ساعتها و انصعقت إنها نامت هالوقت كله, تذكرت إنها في يوم الجمعة لأنها مستحيل تكون نامت يوم ونص من دون ما تحس , توضت من البحر اللي ملوحته زادت إحساسها بالعطش وصلت الفجر إيماء , وبعده تلفتت حولينها وسلكت حلقها و بدأت تنادي بصوت مجروح من كثر الصراخ : عمااااااااااااااااااار , عميــــر
    وترددت بعدين نادت بصوت مخنوق أكثر : عـــمــــر
    وبدأت دموعها تنزل وهي تذكر نفسها إنه مات قدام عيونها , بعدت هذا التفكير المتشائم عن بالها لأنها خافت إنه يدفن بصيص الأمل الضعيف اللي بداخلها ,
    وبعد بكاااااااء صااااامت حسته قطع نفسها من شدة ألمه فكرت بعقلية إنه البكاء ما حيفيدها وبعد عدة حسابات بداخل عقلها قامت تسبح بعيد عن هالأجسام و وجهت نفسها نحو الشمس المشرقة وهي حاطة في بالها إنها لو سبحت شرق بتوصل للسعودية , سبحت وسبحت مسااااااافااااااات حستها بتوصلها لنهاية الأرض لكن برضوا ما كان قدامها إلا الصفحة الزرقاء نفسها , حتى طير يدلها على قرب اليابسة ما شافت , صرخت بطول صوتها : عماااااااااااااااااااااااااار , عمــــــــــــر , أي أحـــد , ياعاااااااااااااااالم , يا نااااااااااااااااس
    صوتها كان يدوي ويرجع صدى غريب يثير في داخلها مشاعر مختلطة مثيرة للإحباط طالعت في ساعتها , وانصدمت إنه لها ساعة تقريبا وهي تسبح , ارتاحت شوية ولمن شافت الصفحة الزرقاء نفسها ما تغيرت رجعت سبحت وسبحت إلين حست أكتافها تصرخ من الوجع , وقفت وأخذت نفس ورجعت سبحت وارتاحت وسبحت وأخيرا طالعت في الصفحة الزرقاء اللي بدأت تكرها وأخذت تصارخ بأسماء أخوانها , الشمس كانت تلفح وجهها المبلل , جمعت موية في يدها وغسلت بها وجهها اللي حست كإنها تطفيه من كثر حرارته , جووووووووع وعطش حسته بيفتك بمعدتها , ليه ما أكلت قبل ما تطلع السفينة ليه ما تغدت مع أخوانها الرز والدجاج البخاري اللي جابه عمر وطلب منها بمزح إنها ما تاكل منه لأنها كل مالها تتخن وهزؤه عمار وهو . لمن شافت إنه عقلها يسترجع اللحظات الأخيرة اللي جمعتهم بدون هم صرخت : عماااااااااااااااااااااااااار , عميييييييييييييييييير , عمــر وينكــــــم أنا لوحدييييييييييييي, أنا لوحديييييييييييييييييييييييييييييي
    وارتجفت شفايفها وهي تصرخ رغم يقينها إنه هالإنسانة بالذات ما بتسمعها : مااااااااااااااااماااااااااااااااااااااااااا , مااااااااااااااااااااااامااااااااااااااااااااااااا ااااا
    وقامت تصيح من الخوف و الإضطراب اللي بدأ يصيبها عقلها , لوحدها في عرض البحر لا موية ولا أكل وجسمها يعورها من كثر السباحة , ومن دون ما تحس كثر صياحها نومها
    : يا بنت , هي يا بنت
    سمعت واحد يناديها من البعيد , فتحت عيونها والتفتت برعب , لقيت جماعة ناس طافيين ومتمسكين بحبال وجوالين وأشياء خشبية , حست براااااااحة عجيبة ~ أوادم حيين , الحمد لك يارب ~ لفت وجهها عن الرجال الغريب وسبحت بعيد عنه , كان يسألها مين فقدت , أجابته باختصار وهي تتلثم بطرحتها المبللة : أخواني عمار وعمر وعمير
    وحاولت ما تتنفس بقوة عشان رذاذ الموية العالق بالطرحة ما يدخل خشمها , نادى على اللي حولينه يسألهم إذا فيهم واحد من أخوانها لكن لا مجيب , شكرته بداخلها على بادرته الطيبة و طالعت في الجماعة اللي معاه , كانوا حول العشرين أو أكثر شافت التعب والهلاك عليهم , كان نفسها تطلب منهم موية إذا فيه لكن أشكالهم كانت دليل على حالتهم , ورغم هذا كله كانت مرتاحة نفسيا إنها مع جماعة ناس خاصة لمن شافت حرمة متمسكة في واحد من الرجال شكله زوجها ( الموت معاهم رحمة ) بدل لوحدها زي المجنونة , أصلا كانت شوية و تنجن من الخوف , شكله جسمها تحرك مع الأمواج وانجرف لهالجماعة وهي نايمة أو العكس , لكنها ما حاولت تسأل , كانت بس تستمع لكلامهم ووصفهم وتحليلاتهم للي صار, حرارة الشمس اللي تضرب في راسها ما خفت رغم إنها تبلله كل شوي , غمضت عيونها بتعب وهي تفكر ~ أنا وين ليش أحس بهالتعب كله , راسييييييييي ~ و للمرة الثانية ما حست بشي حولينها وهي تغوص في ظلام غريييييييييب

    *************************

    يوم الخميس 8 / 3 / 1427هـ :
    في بيت صالح قبل المغرب :

    من أمس المساء ومن نامت البندري بعد مناحتها , و الوقت يمر ببطء شديييييييييد على أزهار المهمومة من موضوع الصور اللي شغلت بالها ومن مشكلة البندري اللي كانت بعكسها تمثل الهدوء والسكينة ببراعة قدام الجميع لدرجة إنها ما أجلت الزيارة اللي اتفقوا عليها يوم الملكة لبيت عمهم صالح , هي بعكسها ما نامت الليل بطوله والصباح كله وهي في السرير تفكر بعمق اش حتسوي لمن تتقابل مع جاسم واش حتقول للبندري اللي طلبت منها تنسى الموضوع بأكمله لأنه غلطها وهي تحله ~ لازم أكلمها , مو معقول أسيبها لوحدها ~ لفت أزهار وجهها عن البنات المتجمعات على كنب الصالة حول طاولة فيها صواني شاهي ومعجنات وكل ما لذ وطاب وطالعت في البندري , كانت لأول مرة في حياتها ساكتة وقلقانة وشكلها متغير ~ مو معقولة بتشيلين حمل هالهم لوحدك يا بندري , بس ألقى وقت كويس وأناقشك زين ~ خرجت من أفكارها على صوت ضحك عالي , كانت متمللة طول الوقت في الجلسة بسبب انشغال بالها و لأنه ما يعجبها الحش في الخلق , وفوق هذا كله هذي أول مرة من بعد فقدها للذاكرة تزور أقاربها و تجلس هالجلسة الطويلة مع عهود وريم بنات عمها صالح اللي طاحوا مع العنود غيبة و نميمة في الناس اللي جات الملكة , ~ لو جلست مع الهنوف في البيت كان أحسن , لااااا وأسيب البندري لوحدها وهي غصب عنها جاية لبيت الزففففففففففت الحيوان ~ لمن وصلت بأفكارها لعبد الرحمن قالت بضيق : بنات استغفروا , يا تقولون شي زين يا تسكتون , الغيبة والنميمة حرام , تراكم شبعتم أكل في جيف الخليقة
    استغفرت العنود وهي تقول : إي والله إنك صادقة , الله يستر علينا وعلى المسلمين
    وفي نفس الوقت هي وريم مسحوا لسانهم بسبابتهم ومسحوبها به باطن رجلهم رمتها عهود بنظرة وقحة وقالت : يختي مو عاجبك صكي أذانيك , حلوة ذي
    تجاهلت وقاحة عهود وابتسمت للعنود وريم وهي تقول بمرح مصطنع : هالحركة ما تمسح الغيبة اللي اغتبتيها ست عنيدي انت والثانية
    ضحكوا كلهم وقالت ريم : أحس لازم نسوي هالحركة إذا حشينا في أحد
    ابتسمت ولفت مرة ثانية على البندري اللي من بداية الجلسة قالت لهم إنها مصدعة ومافيها حيل تتكلم , شافتها تطالع في الساعة كل شوية , قالت العنود لمن لاحظتها : ترى جاسم بيجي بعد 10 دقايق , يلا استعدوا
    فقامت البندري بسرعة وقالت : بروح الحمام
    قامت أزهار بعدها على طول وقالت بابتسامة : ريم قلبي جيبي لي العباية الله يسعدك
    قالت ريم من دون ماتطالع فيها وهي تناول المجلة للعنود : تلقينها معلقة , روحي محد قدامك , البيت بيتك
    و قالت العنود لمن طالعت فيها أزهار تستعجلها عشان تقوم وهي تقلب في المجلة بسرعة : دقيقة بس بأطلع الموديل اللي عجبني وألبس العباية , روحي وألحقك
    لبست أزهار عبايتها المعلقة على شماعة قريبه من المدخل وهي تفكر بالبندري ~ أكيد متوترة لأنها في بيت عبد الرحمن , الله يستر لا يكون ناوية على شي مو زين هي والزفت اللي اسمه عبد الرحمن ~ قطع أفكارها صوت رجة من الدرج اللي يودي على الدور الثاني جنب المدخل , تصنمت و حبست نفسها من التوتر , ثواني ووصلها صوت بكى البندري اللي ميزته , طاحت شنطتها على الأرض من شدة الخوف وهي ترفع عبايتها وتطلع الدرج اثنين اثنين , تصنمت لمن شافتها جالسة على الدرج الثاني وهي مغطية وجهها بيدينها وتصيح من قلبها , طرحتها طايحة على أكتافه وشعرها مبعثر , وقفت على الدرجة اللي تحت درجتها و دنقت عليها وضمتها بسرعة وهي تقول بهمس : بندوري حبيبتي اش فيك
    لفت البندري يدينها حولين خصر أزهار و دفنت وجهها في بطنها وضمتها بقوة وهي تقول بصوت مقطع من وسط شهقاتها : طردني من الغرفة , مو راضي يسمع مني كلمة , أنا حاروح فيها لو ما تصلحت الغلطة اللي غلطناها , بأنفضح يا أزهار , بيقتلوني على غير قبلة
    حست أزهار بالرعععععععب يملى قلبها , لكنها قالت بهمس هادئ عشان ما توتر البندري المنهارة : قصدك إنه صار بينكم شي كبير بندري انتي قلتيلي ما صار شي غير
    زاد صياحها وهي تدفن وجهها زيادة في بطن أزهار وهي تقول : استحيت منك و ما توقعته يصدني كذا , يقول لي لو كنتي آآآآآخر بنت في العالم ما أخذتك
    حست بالدم يفووووووور ويغلي في شراينها , وقالت للبندري بعزم وهي تمسح وجهها : انزلي بسرعة قبل ما يشوفك أحد غسلي وجهك والبسي طرحتك , دقيقة وأجي , فين غرفته
    مسكت فيها البندري وهي تسأل بخوف : فين رايحة اش بتسوين
    قومتها ودفتها لتحت وهي تقول : روحي ودحين بألحقك , فين غرفته
    همست بضعف : الأولى على اليمين
    ربطت نقابها ومشيت بعزم لغرفة عبد الرحمن , كان بابها مغلق , وبلا تردد دقت الباب بعزم وهي تحس عظامها ذاااااايبة , عقلها كان يأمرها ترجع وتعقل و قلبها يصرخ فيها إنها تسوي اللي في بالها ما دام ما تكلمت وواجهت من شافتهم لازم تتكلم دحين , انفتح الباب وطل منه وجه عبد الرحمن اللي كرهته أزهار من قلبها من مجرد لمحة وهو يقول : قلتلك انقلـ. مين انتي
    قالت أزهار بحزم : أنا أزهار
    تصنم مو مستوعب وقوفها قدام باب غرفته وهي لابسة حجابها , قالت أزهار بقوة مغايرة للخوف اللي بدء يفتها من الداخل : إتـــق الله , خاف الله على اللي سويته في بنت عمك , تحسبني ماني عارفة باللي صار بينكم , أنا عارفة كل شي وعارفة إنه غلطها زي ماهو غلطك لكن انت أكبر وأفهم ورجااااااال وهي بنت صغيرة و طايشة , لعبت عليها بكم كلمة حلوة وصدقتك , ما تخاف من عقاب الله , ما تخاف ربي يردها في وحدة من أخواتك أو زوجتك أو بنتك أو حتى أمك
    جا بيصك الباب قبل ما تشوف أثار الصدمة والرعب على وجهه وهو يقول بشجاعة مصطنعة : لو سمحتي اسري من قدامي
    حطت رجلها بكل جرأة على طرف الباب وقالت : ماني متحركة من هنا قبل ما تعطيني كلمة إنك بتصلح الجرم اللي سويته في البندري .
    ***
    لفت البندري طرحتها بيدين ترتجف وهي تدعي إن الله يستر عليها , مشكلة يوم إنها ما تذكرت الله وخافت منه ومن عقابه إلا بعد ما وقع الفاس على الراس , دق جرس الباب انتفضت البندري و انخطف لونها وهي تطالع في الباب كإنها تطالع في وحش بيهجم عليها , جات الشغالة وفتحت الباب وهي تقول : تعال بابا جاسم ما في مشكله ما في إلا بندري
    حست في اللحظة اللي سمعت فيها اسم أخوها بالرعب يجتاحها لدرجة انمغصت بطنها و حست بالغثيان من شدته , انفجع جاسم من وجهها وجري عليها وهو يقول : البندري اش فيييييييك
    ما قدرت البندري تنطق , الرعب والخوف من اللي بيصير لو درى جاسم ربط لسانها وعقده , هزت راسها بلا وهي تحاول ترسم شبح ابتسامة على وجهها , ولمن شافها سااااااااكته وهي تأشر على بطنها يعني ممغوصة قال وهو يطلع الدرج بسرعة : طيب دقيقة وحده بس ما حأتأخر أجيب سي دي من عند عبد الرحمن و أجيك بسرعة
    طلع بسرعة ما ساعدتها على إنها تمسكه أو تأخره , غمضت عيونها وجلست على أرض المدخل متكومة على نفسها و حاطة يدينها على راسها والشغالة المفجوعة تمسد على ظهرها وهي تسألها اش فيه .
    ***
    حست أزهار بدمها يغلي من برود ووقاحة وحقارة هذا الرجال اللي حاط اللوم كله على البندري , طالعت فيه من فوق لتحت من ورى نقابها وقالت : أصلا اللي زيك ما ينفع معاه الكلام , لكن والله لأوريك , يا أنا يا إنت وعلي وعلى أعدائي
    قال لها بنفرة : أقول اطلعي من بيتنا لو سمحتي قبل ما
    وسكت فجأة وهو يطالع لما ورى أزهار , التفتت أزهار وحست بدمها الفاير يتجمد في لمح البصر من الخوف والصدمة لمن شافت جاسم واقف وهو قابض يدينه بقوة لدرجة اصفرت مفاصل يده , حست باليأس لمن ربطت المنظر مع الكلمات اللي ممكن تتفسر لمليون تفسير في عيون جاسم , بالذات الطرده الأخيرة من عبد الرحمن اللي ممكن تبري ذمته من أي شي , طااااااااااااااالع فيها وصوت نفسه واصل لها رغم المسافة , ومن شدته صدره كان يطلع وينزل بسرعة رهيبة , قبل ما تفتح فمها بحرف ارتفعت يده ونزلت على خدها زي القنبلة , قوة الصفعة خلتها تفقد توازنها ويطيح نقابها لكنها في اللحظة الأخيرة مسكت نفسها عشان ما تطيح على الأرض قدام عبد الرحمن وهي تمسك نقابها
    صرخ من بين أسنانه اللي جاز عليها بقوووووة : يااااااحيوااااااااااانة ياخسسسسيسسسسة
    وقبل ما تعتدل في وقفتها وترفع راسها حست بيده الكبيرة تزلزل خدها الثاني بصفعة أقوى رمتها على الأرض , حست بسائل حار مالح في فمها مسحته بيدها لكنها ما شافت شي بسبب القفاز الأسود اللي لابسته لكنها استنتجت إنه دم , جري عبد الرحمن ومسك يد جاسم اللي نزل عقاله وقال : جاسم بلا فضايح الله يهديك
    صرخ جاسم فيه وهو يلف عليه ويمسكه من ياقة قميصة : هذي ليه هنا تكلللللللللللم , الحيوانه هذي هنا ليييييييييييييييه ؟
    ماعرف عبد الرحمن اش يرد وبدأ يتأتئ , قالت أزهار أول جملة لمعت في راسها بكل جرأة ما تدري من فين جاتها: يبغى يخطب البندري وأنا رافضة لأني أبغاه يخطبني
    حس جاسم بشعور مختلط غريب وهو يسمع عبارتها التافهة اللي حسها بلا طعم أو معنى , صدمة على تقزز على كره على رغبة في الضحك على غيرة على حقد على ألـــــم , تراخت يدينه عن عبد الرحمن اللي انبكم من اللي قالته أزهار و رجع رصها مرة ومرتين وثلاثة وهو يطالع في أزهار اللي قالت جملتها بكل قوة وهي واقفة ومغطية وجهها , حول بصره وطالع بصمممت باااااااااااارد في عبد الرحمن و بلا مقدمات لف و سحب أزهار من يدها ونزل وهو يجرها وراه بكل قوة
    تبعته أزهار وهي مليانه خوف وانتصار في نفس الوقت , قال بصوت مخيف وهو يمر من عند البندري اللي وقفت أول ما سمعت خطواتهم على الدرج : البندري يلا الحقينا على السيارة انتي والزفت الثانية
    و ما ساب يد أزهار اللي جارها وراه جر , فتح باب السيارة ورماها بكل قوته في المقعد الخلفي كإنها قذارة وطبق الباب ودخل مقعده وعلق على البوري بشكل مزعج , همست أزهار لمن اعتدلت في جلستها : انت فاهم غلـــ.
    صرخ فيها من دون مايلف : صــكــي حلقك يا لعينة .
    ثانيتين و خرجت البندري وبعدها العنود اللي قعدت قدام وهي ماهي حاسة بأي شي من كثر ماهي بتتشقق من الوناسة ليش جالسة قدام , كان يسوق بسرعة جنونية وحواجبه معقده لدرجة شوية وتلصق مع بعض , لاحظت العنود البرووود المرعب في الجو فقالت : اش
    صرخ : ولااااااااااا حرف .
    التزم الكل الصمت بعد صرخته وبسبب منظره المخيف , فرمل بكل قوته لمن وصل عند باب الفيلا وخرج من دون ما يركن السيارة في الموقف , بخطوات واسعة دار حولين السيارة وفتح الباب وسحب أزهار اللي قالت بهدوء مصطنع : جاسـ .
    صرخ فيها يقاطها : لا تنطقين اسمي على فمك يا.
    ورص على شفايفه بقوة لمن شاف نظرات العنود والبندري اللي انتفضوا من شدة الصدمة , سحبها بقوة وسحب شنطتها اللي ماسكتها البندري ودخل البيت , نقزت العنود برى السيارة وهي تقول : بسم الله , اش صاااااااار اش فيهم ؟ صار شي
    بدء الإحساس والتفكير يرجع لأزهار فقالت بهمس : الموضو.
    لف عليها بوجه انصعقت منه وهو يقول من بين أسنانه : باااااااااااس , ولاااااااااحرف ما أبغى أسمع حسك
    كانت عارفة إنه هذه الملامح المخيفة معناته موتها قالت من شدة الخوف تبغى تشرح له الموضوع : بس انت فاهم غلط أ .
    رص على يدها لدرجة أظافيره انغرزت في يدها وهو يصرخ : ولاااااااااااحررررررررررف ما تفهمييييييييييين .
    طالعت بيأس في سيتي اللي كانت تنظف الصالة وقالت : نادي ماما
    جرها بقوة ودخل غرفته ورماها على الأرض وقفل الباب بالمفتاح في وجه العنود اللي لحقتهم بسرعة , دقت العنود الباب بخوف وهي تقول : جاسم , جاسم اش فيه جاسم افتح الباب , أزهار , أزهار اش صاااااااار
    فتح جاسم أزرار ثوبه اللي فوق ونزل شماغه ومسك عقاله بكل برود , كل هذا في لحظة لكن أزهار حستها بالبطيييييييييء من كثر الخوف , كان لازم يشك فيها كذا , مو كل يرى الناس بعين طبعه , و مادام هو سواها أكيييييييييد بيشك فيها , كانت عارفة إنه مستحييييييييل يستمع لها دحين , غمضت عيونها ورصت على شفايفها تستعد للضربة لمن انرفعت يده لكن حرارتها اللي لسعتها بشكل ما تصورته خلتها تفلت صرخة متوجعة وهي تمسك ذراعها اليمين , و قبل ما تتحرك أو تدرك ايش اللي يصير انهالت عليها اللسعات من كل مكان , صرخت العنود بخلعة لمن سمعت صوت الصرخة والضربات وهي تدق الباب وتصارخ باسم جاسم , جات أمها جري من الدور اللي فوق و معاها الهنوف اللي صحيت من قوة الدق والصراخ , كانت أزهار تصرخ بلا احساس من كثر الألم وهي تترجاه : جاسم الله يخليك خلااااااااااص, خلااااااااااااااااااااص , ماااااامااااااااااا , بااااااااباااااااااااااا , والله بموووووووووت
    : اش فيه ؟ هذا صوت إيش
    لفت العنود على أمها وهي تقول برعب : أمي الحقي جاسم ما أدري اش فيه أزهار جوة تصيح , شكله قاعد يضربها
    شهقت أم جاسم ودقت الباب وهي تصرخ : جاسم , جاسم افتح الباب أنا أمك , جاااااااااسم
    صرخ جاسم بكل قوته : مااااااااااااني فاتح إلين تتربى الخسيسة اللي عندي هنا
    كانت أزهار ناوية تناقشه بتفهم في الموضوع لكن مجرد إحساسها بألم لسعات عقاله خلتها تنسى نهائيا شي اسمه إعتراف , مادام أكلت الضرب خلاص لا يمكن تخليه يضرب البندري نفس هذا الضرب
    كانت متكومة على نفسها خوف وحده من الضربات تطيش على وجهها اللي مغطيته بذراعينها , ولمن حست بالعقال يضرب أعلى كتفها وجانب من رقبتها فزت من قوة الألم وهي تصرخ : خااااااااف الله
    مسك شعرها بقبضته وشده بكل قوته لورى لدرجة انحنى جسمها من قوة الشدة وهو يصرخ : توك إفتكرتي الله يا حيواااااااانه
    فقدت زمام السيطرة على أفكارها ولسانها من شدة الوجع اللي تحسه وبلا شعور قالت بسخرية من وسط دموعها وهي تحس برغبة مجنونة إنه يحس بجزء من الألم اللي ينهش جسمها : طالعوا مين يتكلم ترى العرض دين سيد جاسم , دقه بدقة
    انشل كل عصب في جسمه للحظة وكلمات عدنان تضرب في جوانب عقله وتتردد بصوت عالي , حل شعرها من قبضته وهو يطااااااالع فيها بصدمة , تفجرت دموعها زي الشلالات وهي تقول بقهر : ترى ممكن في هذي اللحظة أبو البنت اللي معاك في الجوال أو أخوها قاعد يضربـ
    رفع يده وصفعها بكل قوته وهو يقول : صكي فمك يا كلبة ولا تغيرين الموضوع
    رفعت راسها وهي تبعد خصلات شعرها وطالعت فيه بعنااااااااااد فضيع وهي تقول من وسط دموعها : انت اللي خاف الله
    صرخ بصوت هادر وهو يرفع يده : أزهااااااااااااااااااار
    صرخت بصوت كسير مقهور أعلى من صوته : لييييييييييه ؟ ليييييييييييه رحت للحرام و انت تقدر توصله بالحلال ليييييييييييييه ؟
    طاحت يده جنبه وهو يحس بمشاعر غريييييييييبه عليه ودعها من أيام الطفولة حس بالرعب والخوف والذنب , ما توقع إن الموضوع بيوصل لهذا الحد بينه وبين . زوجته
    تفاجأ لمن فاق من صدمته على يدينها وهي تقبض على قميصه بضعف وعيونه ساقته من أثار العقال المزرقه في بعض المناطق من قوة الضربات في ذراعينها المكشوفة إلى وجهها المعلمه عليه أثار أصابيعه , تزلزل من الأعماق لمن همست وهي تحط راسها على صدره : ليه يا جاسم ليه انزلقت في هذا الطريق ليييييييه
    جمد و ما قدر يتحرك أو ينطق , اللي صار كان أكبر منه بكثيييييييييييير , انزلقت يدينها وطاحت أزهار بطولها عند رجوله وهي تنتحب وتقول بصوت خافت ممزوج بالحسرة والألم : كنت إنسان عظيم في نظري لكن بعد ما عرفت بدأت أتخيل خطاياك قدامك , أشوفها في وجهك ويدينك وكل جزء في جسمك , كنت الأخ اللي أفتخر به في كل مكان لكن بعد ما عرفت صار لساني معقود وشي يصرخ جوتي مو من حقك تفتخرين فيه وأتمنى في نفس الوقت لو إنه محد يدري باللي تسويه , كنت حاطة في راسي عشرين بنت بأخطبها لك وأنا واثقة إنها بتحمد ربها عليك لكن دحين لا يمكن أفكر أظلم بنت الناس مع واحد حقير زيك , كنت
    صرخ بلا شعور وهو يحس كلماتها تمزق روحه : خلاااااااااااااص .
    انسدحت على الأرض من قوة الوجع الجسدي والتحطم النفسي وغمضت عيونها بتعب ودموعها زي الشلالات على خدودها وهي تهمس بصوت مخنوق بكى : أبغى ماما , خلي ماما تجي , الله يخليك أبغى مااامااا , مااااااااماااااااااااا , مااااااااماااااا
    انهار جاسم وجلس على السرير وهو يدفن وجهه بين يدينه
    حطت الهنوف إذنها على الباب وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها وهي تسمع الصراخ اللي مهم فاهمين منه شي , قالت العنود برعب : أمي سكتوا .
    قالت أمها وهي تضرب صدرها : يا حسرتي لو صار في بنت الناس شي , يا حسرتي لو صار فيها شي
    ودقت الباب بقوة وهي تقول بحزم ورجاء : جااااااااااسم إذا تبغاني أرضى عليك افتح الباب , جاسم , جاسم
    قالت العنود بعصبيه وهي عاصره جوالها بقهر : جاسم إفتح الباب تراني دقيت على أبويه ودحين جاي
    سكتتها أمها وهي توقف جنب الباب وتقول : أزهااااااار , أزهار حبيبتي , جسوم ولدي سمعني صوتك بس عشان أطمن
    كان جاسم في حالة من فوضى المشاعر كان يصرخ بداخله ~ أمي ما فينا شي , روحوا عنا بس , خلونا لوحدنا ~ لكن ما كان فيه طاقة إنه يفتح شفايفه ويقولها , كان يحس نفسه زي الآله اللي فرغت بطاريتها تماما , طالع في أزهار المسجية قدامه زي الأموات بدون ما يجرؤ على التحرك من مكانه
    : اش صار
    لفت أم جاسم بخوف لمن سمعت صوت زوجها اللي جاي من برى بسرعة ووراه البندري , قالت أم جاسم بعصبية للبندري : انتي اتصلتي على أبوك
    قال وهو يشوف منظرهم بتوجس : العنود اللي اتصلت بي وقت حطت العشا , يا دوب قدرت أعتذر وأخرج , اش صااااااار
    قالت العنود وهي تتعلق في أبوها : أبويه إلحق جاسم حبس أزهار وقام يضربها وهي تصيح وتصرخ , أبويه خليه يفتح الـ
    واختنق صوتها وقامت تصيح لأول مرة من بدأت المناوشات , ضمتها الهنوف وبعدتها عن أبوها اللي صرخ بصدمة : كييييييييييييييييييييييف والــلــه لا أكسر يده الكلب
    ودق الباب بكل قوته وهو يقول بصوت جهوري : افتح الباااااااااااااب يا نذل
    قام جاسم بتثاقل لمن سمع صوت أبوه وفتح الباب , طاااااااااااالع فيه أبوه , قال جاسم بهمس بارد : اسألها اش سوت
    اندفعت أمه و الهنوف و العنود جوة الغرفة وارتفعت صرخاتهم وهم يطالعون بخلعة في أزهار , تبادل جاسم مع أبوه نظرات طوييييييييله و طالع في البندري وتحرك بسرعة لها , لصقت البندري في الجدار لمن مر بها جاسم زي الإعصار كان قلبها يهدر في أذانيها من شدة الخوف , ولمن شافته ما طالع فيها وخرج من البيت , رجع الدم الشارد لعروقها وهي تتنهد ~ ما علمته , ما علمته , أزهااااااااااار ~ و دخلت ورى أبوها بسرعة , قال أبوهم بقلب معصور وهو يرفع أزهار الشبه مغمي عليها : ما نقدر نوديها المستشفى ولا بيكون فيها محاضر شرطة و شغلة طويلة عريضة
    صرخت العنود باستنكار : يعني نخليها تمووووووووت
    ضربتها أمها وهي تقول : فال الله ولا فالك , اسكتي وتحركي
    تساندوا وشالوا أزهار لغرفتها و سدحوها على السرير و طول الوقت ما كانوا يسمعون إلا أنين أزهار وصراخ العنود اللي تتحلف لو ماسووا شي لجاسم ووقفوه عند حده راح تسوي شي ما أحد سواه , غطتها الهنوف ببطانية بعد ما أعطتها حبوب مهدئة بمساعدة العنود وبسرعة جابت الأم مراهم وأدوية شعبية وقامت تدهنها بعد ما طلعت الكل من الغرفة , كانت أزهار تنتفض من قوة الألم وتئن أنين يقطع القلب

    *************************

    : أمييييييييييييييي , عماااااااااااااااار
    ضمتها العنود وهي تصييييييييييح وتقول : أزهار حبيبتي طالعي فيه أنا العنود
    ولفت على أخواتها وأمها وهي تقول بألم : سووا شي , لها ساعة تهلوس
    طالعت فيها أزهار وقالت وهي تجاهد عشان تفتح عيونها المغمضة وسط وجهها المحمر المنتفخ من الصياح والضرب : عمير يبغاني أسوي له نسكافه عشان يقدر يركز في المذاكرة
    حطت هدى يدها على راسها وقالت : ياربي استر , ياربي استر البنت ما أدري اش صار فيها , ياربي استر
    صرخت العنود بقهر وهي تقوم من السرير : كله من ولدكم الزففففففت
    قالت الهنوف اللي جاسة جنب أزهار وهي تحس جبهتها اللي صايرة زي الجمر : صدقوني قاعدة تهلوس من كثر السخونه , لا راحت السخونه بتصير كويسة
    طالعت فيها أزهار وهمست وهي تئن : هنوف , روحي سوي لعمير نسكافة أنا أحس نفسي تعبانه
    غيرت لها الكمادات وقالت بهمس حنون : أزهار اش رايك نروشك
    طالعت فيها بعيون زايغة وقالت : ما تعرفين عمر يعني , ياااااااااااكثر ما يتروش وما يخرج من الحمام على سيرة , الله يعين زوجته على نظافته الزايدة , إذا خرج من الحمام أقوم أتروش
    وغمضت عيونها بتعب وهي تهمس : تعبانه , والله تعبانه , أحس كإني وسط نيران , كل خلية في جسمي تحترق
    ضربت هدى كفوفها في بعض بحسرة وهي تطالع في أزهار اللي فتحت عيونها بسرعة وقالت وهي تحاول تقوم : صح , ما كويت ثوب عمار و
    سدحتها الهنوف وضمتها بشوييييييييش وهي تكتم دموعها وهي تهمس : كل شي سويناه , ارتاحي انتي بس
    غمضت أزهار عيونها و دموع حاااااااارة تتساكب على خدودها وهي تئن , وبعد فترة غااااااااااااااصت في النوم

    ***********************

    : أزهار
    رفعت راسها عن مجلتها المفضلة وقالت بابتسامة : هلا
    ابتسمت أمها وقالت : قومي حبيبتي حطي الغدا
    رماها عمير بالمسندة اللي كان مستند عليها وقال : قومي يالدب بسرعة تراني جيعاااااااااااان
    حطت نفسها ما تطالع فيه وردت المسندة بسرعة عليه لكنه تفادها بمهارة وقال وهو يعاندها : ما تقدرين تصوبين لو بعد مليوووووووون سنة تدريب يالحولاااااااااء
    لفت بوزها وقالت وهي تقوم : أولا ماني دبه يادب انت ولا ني حولاء وثانيا مو أنا اللي مأخره غداك , إنت عارف إنه لازم نستنى الشييييييييييييييخ عمار وعمر
    : حلللللللللللللللللوة الشيخ عمار , عمر المسكين حاف
    لفت أزهار بشهقة على عمر وقال عمير بتريقة : زين اللي ما قالت والزفت عمر
    قالت بعصبية وهي تلف عليه : عمير يالحرااااااااااااش
    وسلمت على عمر وهي تقول بدلع : محشوم والله ( وكملت بالفصحى ) عُمْرُ قلبي
    دفها عمر بعيد عنه بمزح وهو يقول : روحي يالمصرية , ماعندك إلا الدحلسة , بأروح أتروش وأرجع ألقى الغدا جـ
    صرخوا أزهار و عمير مع بعض يقاطعونه : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
    وكمل عمير وهو ضارب البوز : والله لو تروشت ما بناكل إلا المغرب
    وقالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : وأنا بأضطر أحمي الأكل مرة ثانية
    قالت أمهم : خلوا الولد براحته , روح يا أبوي سوي اللي تبغاه
    ضحك وقال وهو يدخل على غرفته المشتركة مع عمير : طيب تشطيف بس عشان ما يزعلون البزران
    تأففت أزهار وقالت : أنا أكبر منه بثلاث سنين ويقول عليه بزره
    قال عمير بصدمة مصطنعة : إنتي عمرك 25
    حطت يدينها على خصرها وقالت : عندك مانع سيد عميييييييير ؟
    قال بتريقة : لا أتاريك عجوز وعـ . عـ عااااااااااااانس
    شهقت و قامت تجري وراه وهي تصارخ وهو شارد عنها و فاطس ضحك وأمهم تحاول تهديهم ومن وسط الفوضى اندق الجرس وانفتح الباب ودخل بكل هيبته وهو يقول : السلاااااااااام عليكم ورحمة الله وبركا
    صرخت أزهار بفرح لا يوصف وهي تجري له : عماااااااااااااااااااااااااااااار
    وضمته بحب وهي تهمس : وحشتني
    ورفعت راسها له وشافت ابتسامته الأبوية المحبة ترتسم بهدوء ورصانة وهو يقول : و انتي أكثر
    مسحت العنود دموع أزهار اللي تنساب بلا توقف وهي تقول : أول مرة أشوف واحد يدمع أثناء نومه
    ومسحت على شعرها وهي تقول بحزن : نفسي أعرف بإش تتحلم
    قالت الهنوف وهي تتنهد : هو في غير أخوك , أكيد قاعدة تشوف كوابيس منه
    ولفت على البندري اللي ما تحركت من مكانها ولا تكلمت من صار اللي صار وقالت : البندري حبيبتي روحي نامي
    هزت البندري راسها وقالت : بأجلس مع أزهار
    تبادلت العنود والهنوف نظرات استغرااااااااااب وصدمة ورجعوا كإن شي ما صار عشان ما تغير البندري موقفها وتخرج
    ~ أنا السبب , أنا السبب ~ كانت العنود الصامته الصامده قدامهم تتمزق بداخلها مليوووووون مرة مع كل أنة من أنات أزهار , كانت تطالع في البقع المفزعه في جسم أزهار وتتخيل لو هالضربات جات فيها اش كانت حتسوي , بإيش ممكن تحس , هل كانوا بيخافون عليها ويجلسون حولينها زي كذا , كان ودها تحضن أزهار زيهم وتواسيها وتخفف عنها لكنها بتكون وقتها زي القاتل اللي يقتل القتيل ويمشي في جنازته , اش صار بينهم واش السبب اللي خلاه يفتري فيها ويهريها ضرب ما تدري هل الدور جاي لها ولا لا ماتدري , صرخت بداخلها وهي تحبس دموعها وتحاول قد ماتقدر تهدي قلبها اللي يضرب بقوة ~ ياااااااااااااااااااااااااارب , ارحمني ~

    ***********************

    يتبع





    رد مع اقتباس  

  4. #14  
    أخوها , ليه ما قلتلي
    طالع أحمد في زوجته المصدومة وقال : أمس كنا في الإستراحة و مارجعنا إلا متأخر واليوم انشغلت بالعشا اللي طلعلي فجأة , متى بأقلك الله يصلحك
    انهارت هدى جالسة على السرير وهي تقول بحسرة : يعني بياخذها عننا
    طالع فيها أحمد وقال بحنق وغيض : دحين هذا اللي فكرتي فيه , ما فكرتي لو شاف الولد أخته وهي مضروبة بالعقال اش بيقول كله من ولدك الله لاااا يبارك فيه و
    قالت تقاطعه : لا تدعي عليه , ما ندري اش صار بينهم , جاسم عمره مامد يده على وحده من أخواته
    زفر أحمد وقال وهو يمسح وجهه ولحيته : عمر متصل عليه قبل شوي يقول 10 دقايق وهو جاي , اش بأقول له , يااارب تفرجها


    **********************

    طالع عدنان من جوة السيارة في ظهر جاسم اللي جالس فوق الكبوت ويطالع في البحر اخترق ظلام السيارة وصمتها نور الجوال المحطوط على صامت وصوت اهتزازه المزعج , رفعه وشاف اسم الوالد , زفر وخرج من السيارة ومد يده بالجوال وهو يقول : جاسم ما صارت أبوك يدق له ربع ساعة
    سحب منه الجوال ورماه بطول يده في البحر , حك عدنان شعره وقال بمزح يبغى يخفف عنه : ياخي لو ما كنت تبغاه كان أعطيتني اياه , حرام جديد
    ولمن جاوبه الصمت , زفر و جلس جنب جاسم بصمت , ما كان يلومه على جموده وغضبه وصمته , اللي صار مو شي بسيط , قلبه إلا الآن يدق بقوة كل ما تذكر دخلة عم أحمد عليهم في المجلس والصفعة القوية اللي وجهها لخد ولده البكر وهو يصرخ فيه إنه ما ربى رجال بعضلات عشان يفردها على الحريم , هو كان خايف لحظتها من ردة فعل جاسم ومن كون المضروبة هي العنود , وارتاح جزئيا لمن حنى جاسم راسه بأدب إلين خرج أبوه بسرعة زي ما دخل وعلى طول لف عنه وسحب جواله وخرج من المجلس , وهو لحقه وركب معاه في اللحظة الأخيرة وهو مازال خايف إنه صمت جاسم عن المشكلة سببه اكتشافه للي صار من العنود قال بعد تردد وهو يطالع في البحر وصوت موجه يبعث السكينة للواحد : جاسم صدقني أبوك ما قصد شي بالصفعة اللي صفعك إياها إلا إنه يعلمك إنه مد اليد على الحرمه جبن مو شجاعة
    ولمن شافه ساكت وعيونه مثبته على الأفق قال : جاسم أ
    قاطعه جاسم وهو يقول : ليش فوت رحلتك للرياض ضيعت إجازتك كلها هنا
    ابتسم وقال : ولو أبو أحمد , أروح الرياض و أسيبك في هالوضع , لا تشيل هم اتصلت على الأهل و قلتلهم صارت ظروف وما أقدر أجيهم هذي اليومين
    وضحك وكمل : عارف اني غثيث ولصقة , الله يعينك علي
    جاسم ما قدر يفتح فمه ويتكلم لكنه بداخله كان شاكر لعدنان من الأعماق إنه ما راح وجلس معاه ووقف معاه رغم كونه زعلان عليه ومحاربه حرب باردة من يوم ليلى , صح إنه صفعة أبوه له وقدام صاحبه اهانة و جرح كبيييييير ما يبغى أحد يشهده ولا يمكن ينساه طول حياته لكنه كان محتاج وجود شخص منصت صامت زي عدنان , أبوه اللي ما عمره في حياته عاقبه حتى وهو صغير ضربه عشان أزهار , تذكر عنادها وقوتها رغم الوضع اللي شافها عليه , كلامها ولمعة عيونها رغم كل الألم اللي كانت فيه ~ أي بنت هذي فكرت بعشرين بنت تخطبها ليه , هي أصلا تتذكر أحد عشان تحط في بالها مين بتخطبلي , أنا أصلا متزوجها الهبلة ومن حظي اللي يفلق الصخر تطلع زوجتي تحب ولد عمي ~ استغرب إنه صار في تفكيره الآن يعتبرها زوجته وهو من أول يعتبرها مجرد غريــــبـــه لا أخت ولا زوجة ولا حتى لها أي علاقه فيه , كان معتبرها زي سيتي و نور وخديجة , وجودها في بيت أهله حتمي لكن بلا مشاعر يكنها لها , بشكل مبسط مجرد إنسانة طفيلية لازم ما تاخذ من تفكيره حيز ولا تشغله للحظة , حتى وهو في الشرقية ما حاول يفكر فيها أكثر من دقيقتين , ما عمره سأل عنها لمن كان يكلم أمه وما عمره اهتم بأخبارها اللي تنقلها له العنود أو وحده من أخواته لمن تكلمه بالعكس كان يسكتهم وهو يقول لهم إنه ماله دخل فيها , ليه الآن صار يفكر بها كزوجة ولمن استرجع كلامها قال بداخله بسخرية ~ لا و مفتخرة فيني ست الحسن والجمال , هي تعرفني عشان تفتخر , والله البنت هذه بتجيب لي الجنان , تحب عبد الرحمن , متى مداها تعرفه مالها شهرين البنت عندنا , وفاقدة ذاكرتها وتحبه , والله إنها مصيبة , قلت لأبوية ما تدري كيف طباعها قال لا أنا وأنا , أهي واقفة بكل جرأة قدام غرفة نومه وتقول إنها تبغاه يخطبها وهو . ~ حس بدمه يفور وهو يتذكر عبد الرحمن وهو يطردها بكل وقاحة ~ زوجتييييييي تحب ولد عمي وواقفة تستجديه قدام غرفته وهو يطردها وقدااااااااام عيوني كمان , اش سخرية القدر هذي , حاطه نفسها شريفة وهي تقول . أفففففف أنا ليش قاعد أتذكر كلامها الأهبل كل شوية وأفكر فيها , خلها تولي الحيوانة الحقيرة , والله لا أأدبها بنت الكلب ~ حس قلبه جمره من كثر القهر و الغيض والمشاعر المتضاربة بداخله .

    ***********************

    وقف صاحبه السيارة قدام باب الفيلا وقال : هذا هو العنوان
    طالع عمر في الفيلا وقال قبل مايخرج : جزاك الله خير ياأبو أمجد , سامحنا تعبناك
    ضربه أبو أمجد على كتفه وقال : ماسوينا شي ياعمر , الله يوفقك وين ماكنت , لا بغيتني اتصل
    بعد ما ودعه وقف عمر متردد وهو يطالع في سور الفيلا الفخم اللي له رصيف مزروع بنجيلة ونخل و غصب عنه حس بخوف غريب وهو يفكر بسكانه وإنه أزهار عايشة وسطهم فوق الشهرين , دق جرس الباب ووقف يستنى , فتح الباب إندونيسي قال : تفضل , تفضل
    دخل عمر وهو يسلم , وشاف أحمد جاي بوابة جانبية وهو يقول : حياك الله , حياك الله
    مد عمر يده ومن لمست يده يد الرجال اللي رعى أخته حس بقلبه يرتجف , غصب عنه سلم على راسه وضمه بقووووة , قال أحمد وهو يطبطب عليه بحنان : حمد لله على سلامتك ياعمر , الحمد لله ياولدي
    شد عمر يدينه على أحمد وهو يزيد من قوة حضنه له , كان يبغى يوصله شكره العميق على اللي سواه , حط أحمد يده على راس عمر وهو يقول : الله يحفظك يا ولدي ويخليك لأختك , عظم الله أجرك في أمك وأخوانك , الله يؤجرك على مصيبتك ويخلفك خير منها يارب
    كان عمر يسمع لكلامه الحنون وهو يشد عليه ويتمتم : جزاك الله خير , جزاك الله خير
    ولمن بعد عنه تأمل وجه الرجال بإمعان , حس بالحب نحوه , عيونه فيها مسحة حنونه ولحيته اللي تخللتها شعرات بيضا طويلة دلت على سنه الكبير نوعا ما
    دخله أحمد المجلس وقال : ارتاح ياولدي , دقيقة وجاي
    خرج من المجلس ودق على جوال جاسم لقيه مغلق , زفر وهو يستغفر وأخذ صينية القهوة من هدى اللي واقفة بترقب وهو يقول : شوفي ولدك اللي تقولين لا تدعي عليه قفل جواله يعني ما أبغى أرد
    قالت هدى : اصبر عليه شويه يا أحمد , تصفع الولد قدام صاحبه وتبغاه يرجع بسرعة , الشباب طول عمرهم كذا , اصبر شوية
    رجع للمجلس وقبل ما يصب القهوة , قام عمر وسحب منه الدلة وقام يصب القهوة , جلس أحمد يتأمله فترة وبدأ يسأله عن أخباره وأحواله وهو يحاول يؤجل الكلام عن أزهار قد ما يقدر , ولم دق باب المجلس الخارجي قام أحمد وفتحه على أمل يكون جاسم لكن خاب ظنه لمن لقيه سوناردي اللي قال : بابا في رجال عند الباب
    خرج أحمد وحس بالراحة لمن شاف الدكتور مطلق , ابتسم مطلق وقال : سامحني على التأخير ياعم أحمد
    سلم عليه أحمد وهو يقول : أنا المفروض اللي أطلب منك السماح على الإزعاج اللي سببته , لا يكون كنت مشغول ولا شي
    قال مطلق بضحكة : والله سويت فيني خير خرجتني من محاضرة مملة في المستشفى عن انفصام الشخصية المتعدد
    وقفه أحمد وهمس بتوتر : أخوها جوة , وتراني ماكلمته عن أخته وعن حالتها
    ربت على كتف أحمد المتوتر القلقان وقال : ولا تشيل هم , أنا جايب معايا ملفها وكل الكشوفات اللي سويناها وبمهد له عن حالة أخته وأحكيه بالتدريج
    دخل أحمد المجلس وهو يحس براحه جزئية وقال : عمر , هذا الدكتور مطلق , عزمته عشان تتعارفون
    سلم عليه مطلق وهو يقول : الحمد لله على سلامتك يا عمر وعظم الله أجرك في أهلك
    قال عمر وهو يشد على كفه : جزاك الله خير
    ابتسم له مطلق وقال بهدوء بعد ما جلسوا : أنا دكتور أزهار النفسي , أكيد وصلك خبر من مستشفى تبوك إنه أختك فقدت ذاكرتها
    هز عمر راسه وهو حاس برعب لأنه مو فاهم اش هو فقدان الذاكرة بالضبط
    وبعد ما شرح له مطلق كل شي عن حالة أزهار وعن كونها زوجت لجاسم عشان تقابل أبوه , حس بالتعقيد اللي هو فيه وزاد الخوف بداخله من المستقبل وكبرت عقدة الذنب عنده خاصة لمن ختم مطلق كلامه وهو يقول : واحنا إلى الآن ما نعرف اللي مرت به أزهار وخلاها تفقد ذاكرتها
    زفر عمر وقال : أنا ما أعرف بالضبط اش صار لها بعد ما افترقنا
    قال مطلق وهو يخرج دفتر ملاحظاته من حافظة أوراقه الجلدية اللي خرج منها التقارير والفحوصات الخاصة بأزهار : إذا ما يزعجك الموضوع تقدر تحكيني اش صار إلين افترقتم , يمكن هذا يساعدني على علاجها إن شاء الله , وإذا كنت تعبان ولا شي نقدر نأجل كلامنا
    هز عمر راسه وقال : دحين أحسن
    وبعد مدة طويلة زفر و قال : ومن بعدها ما شفت أزهار .
    كان أحمد ملتزم الصمت وهو يستمع لشرح عمر وأسئلة مطلق , وبعد ما انتهى هذا كله رجع مطلق كل الأوراق لشنطته الجلدية ورفع راسه وحدق في عيون عمر وقال : أقدر أطلب منك طلب يا عمر وأتمنى إنك تتفهم هذا الطلب
    حس بتوتر من نظرته ونبرة صوته فقال : خير يا دكتور
    ركز مطلق عيونه على عيون عمر المرهقة وقال بهدوء : أنا عارف إنه صعب جدا , لكني متأكد إنه مصلحة أزهار عندك فوق كل شي .


    وسكت شويه بعدين كمل : ممكن ما تقابل أزهار حاليا
    انصدم عمر بالطلب وحس أحمد غصب عنه براحة فضيعة ممزوجة بعقدة الذنب وهو يشوف صدمة عمر وخيبة أمله , كمل مطلق وهو يحط كفه على يد عمر القابضة على ثوبه بقوة : عمر , أزهار دحين في حالة فوضى , فاقدة الذاكرة وعايشة عند ناس في بالها إنهم هم أهلها تحاول قد ما تقدر تتأقلم معاهم من جديد , صعب نجي دحين ونقول لها كل الحقيقة بلا مقدمات ونشيلها من البيت اللي جاهدت فيه شهرين عشان تتأقلم ونرميها معاك ونقولها يلا هذا أخوك الحقيقي هيا ارجعي وجاهدي من جديد , أنا عارف إنك بتسألني ليش ما قلنالها على كل شي من البداية , أولا أختك كانت في حالة صدمة من عدم معرفتها لنفسها وماضيها وأسباب الحالة اللي هي فيها , ثانيا كان من المستحيل إني أقولها على اللي صار وأخبرها إنه ما عاد بقي من أهلها أحد وإنها فوق هذا كله لازم تعيش عند ناس غرب , لو إنك كنت موجود وقتها كان قلتلها كل شي بالتدريج إلين تستوعب اللي صار , و ما كان هذا حيأثر عليها في شي
    سحب عمر يده من تحت كف مطلق وهو يستغفر عمر ورجع دفن وجهه وسط كفوفه وهو يتكي بأكواعه على فخذيه , حط أحمد يده على كتفه مواساة , وكمل مطلق : أنا ما حأمنعك عنها نهائيا , خليني أقابلها في جلسة أو جلستين بعد المعلومات اللي عرفتها عنها وبعدها حأحكم إذا كانت مؤهلة إنها تعرف كل شي , صدقني يا عمر , الكلام اللي بأقوله مو عشان أخفف عنك , والله ما عمره مر علي مريض زي أختك , ما شاء الله عليها صبورة ومتفائلة وعندها عزيمة وإرادة قوية
    ابتسم عمر وقال بهمس حزين : تعلمني على أختي يا دكتور
    ورجع سأل باهتمام : طيب ما حيضرها لو عرفت بعد هذا كله إنه جاسم زوجها مو أخوها
    قال مطلق بعد صمت : من المبكر جدا إننا نتكلم في هذه النقطة لكن هذا يتعلق بأزهار لوحدها , يعني هي اللي ممكن تحكم في الموضوع , وأنا حقيقة طلبت من عم أحمد إنه يبعد جاسم عن أزهار قدر الإمكان وإنه ما يختلطون ببعض أكثر من اللازم عشان ما تتأثر أزهار في المستقبل
    حس أحمد بسكين تخترق قلبه وهو يتذكر شكل أزهار اللي خلاه يثور ويروح بلا إحساس يصفع ولده , اش حيسوي هو مرتاح إنه مطلق من عنده طلب من عمر ما يقابلها دحين لكن اش حيسوي للمشكلة اللي طلعتله
    : عم أحمد
    رفع أحمد راسه لمطلق وقال : نعم
    ابتسم مطلق وقال : أنا أستأذن دحين
    قال أحمد : والله ما تتحرك من هنا قبل ما تتعشى , العشى خلاص جاهز

    *************************

    ابتسم عدنان وهو يمشي جنب جاسم في الحوش وهو يقول : انت لا تتكلم ولا تنطق , هز راسك بس
    شاف جاسم باب المجلس مفتوح فدخل واستغرب لمن لمح رجالين عند المغاسل , قال : السلام عليكم
    رفع أقرب الرجلين راسه وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    ما يدري ليه حس بصدمة وهو يشوف عيونه , قال الرجال الثاني بترحيب : هلا جاسم كيف الحال
    انصدم عمر من برود جاسم وشكله , وسيم , طويل وعريض ولابس بنطلون جينز وبلوزة غريبة وشواربه ولحيته مخففه مرره بدرجة وحده ~ لااااا مستحيل هذا يكون زوج أزهار ~ ما تحرك جاسم من مكانه حتى بعد ما ميز الدكتور مطلق إلا لمن دقه عدنان , سلم على الرجال الغريب وهو يرحب فيه وسلم على الدكتور مطلق اللي سأل : وينك انت من زمان ما شفتك
    كانت المرة الوحيدة اللي قابله فيها ذاك اليوم بعد ما أغمي على أزهار لمن شافته , خرج أبوه اللي سمع الأصوات من المدخل اللي يوصل المجلس بالبيت وهو شايل صحن ذبيحة , على طول شالها جاسم منه و وداها للمجلس وهو توه ينتبه لسبب مكالمات أبوه , عشان يستقبل معاه الضيوف , حس بخجل من رجعته المتأخرة , وراح وأخذ صينية فيها العصيرات و الموية وصحون الفواكه من نور وقعد يرتبها على السفرة بمساعدة عدنان اللي همس : جاسم , ليه ما قلتلي إنه هذا عمر أخو زوجتك
    طاحت قارورة الموية من يده وهو يطالع بصدمة في عمر وهو يهتف بعدم تصديق : عمر
    دوبه استوعب عيون هذا الرجال استوقفته ليش , هي نفسها عيون أزهار , نفس اللون نفس اللمعة نفس القوة , لف عليه عمر وقال بصوت قوي : سم , ناديتني
    قال بسرعة وهو يأشر على السفرة : تفضلوا على العشا حياكم الله
    وجلس معاهم وعقله يدور ويدور بلا توقف , حس إنه في أحد يراقبه فرفع راسه والتقى نظره بعمر اللي كان يحدق فيه بوجه صاااااارم , انصدم جاسم من جموده لكن فجأة ابتسم عمر ابتسامة قلبت ملامحه تماما وقال بصوت حلو : سامحني على التحديق , غصب عني
    ابتسم جاسم وقال بهدوء مناقض للإعصار اللي بداخله : خذ راحتك , مقدر الموضوع
    لاحظ الشبه الكبير اللي بين عمر وبين أزهار لمن ابتسم ولانت ملامحه , طالع جاسم في شماغ عمر اللي من دون عقال وفي لحيته اللي مربيها وواضح من شكلها إنه ما قيد حلقها ولاحظ ثوبه القصير وجلس يتساءل جوته أي نوع من الرجال هو عمر , واش حيصير بعد رجعته , هل يدري بفضايح أخته وسواد فعايلها

    ***********************

    يتبع






    رد مع اقتباس  

  5. #15  
    فتحت العنود ستارة غرفة الهنوف وطالعت في الحوش وقالت : الضيوف خرجوا والزفففففت جاسم معاهم
    قالت الهنوف وهي ترفع الكمادات عن جبهة أزهار وتحسها : انتبهي لا يشوفونك , الأنوار مولعة
    نطقت البندري لأول مرة وسألتها بلهفة : بشري , خفت السخونه
    ابتسمت الهنوف وقالت : الحمد لله
    قالت العنود كإنها تعطي تقرير عن اللي تشوفه : عدنان ورجالين
    وشهقت وهي تقول : هذا مو الدكتور مطلق دكتور أزهار؟ اش جابه في هذا الوقت ؟
    ولفت على أختها وهي تصك الستارة وقالت : بنت تتوقعين أبويه علمه على اللي صار
    زفرت الهنوف وقالت بتريقة : قالوا لك كنت معاهم في المجلس ست عنيدي
    رجعت فتحت الستارة بغيض وما توقعت أبدا لمن رجعت تطالع وهي سرحانه تفكر بسبب معقول لوجود الدكتور في هذا الوقت بالذات إنه عيونها بتلتقي بزوجين من الأعين تطالع فيها , صكت الستارة بسرعة وهي تحس قلبها ينبض بقوة من الخوف

    **********************

    نزل عدنان بصره بسرعة وطالع في مطلق اللي رخى بصره هو كمان من دون ما يقول شي , حس بالغيييييض من العنود اللي عرفها على طول , كيف توقف قدام الطاقة كذا وهي عارفه إنها تعكس اللي جوة الغرفة خاصة إن الطاقة مهي صغيرة كمان هو ومطلق رفعوا بصرهم لا شعوريا لمن لمع ضوء مفاجئ مقابل لهم , وهناك شافها واااااااضحة بسبب الضوء المنعكس عليها , واقفه ببنطلون وبلوزة وشعرها باين من عند خصرها , كان مقهور من نفسه ليش لاحظ هذا كله من لمحة و كان يتمنى لو يدخل البيت ويعصر رقبتها بين يدينه , ودع عمر ومطلق اللي أصر يوصله للبيت وهو يغلي من جوة , ولمن صاروا لوحدهم قال بأدب : أنا بروح أنام , عمي خذ جاسم من إذنه للبيت وتفاهموا على راحتكم
    ضحك أحمد وقال : لو بيني وبينه كلام بأقوله قدامك , تراك في مقام ولدي
    ابتسم عدنان وقال : تسلم والله ياعم , الشعور متبادل وانت والله بمقام الوالد , لكني عارف إنه لازم تكونون لوحدكم ومعاكم عمتي كمان , الله يسهلكم أموركم ويهدي سركم

    **********************

    قالت الهنوف وهي ترتب اللحاف على صدر أزهار : تستاهلين , قلتلك انتبهي , الله يفضحك , عدنان ومطلق مع بعض , انتي مصيبة
    كملت العنود نقزها وهي تضرب خدودها وهي تقول: لا تدعين أنفضح أنا لله مفضوحة ياويلي , ياويلي , والله فشلة
    : بسك تنقيز بتكسرين البلاط وتنزلين عند أمي في الصالة
    مسكت يد الهنوف وحطتها على موضع قلبها وهي تقول : حسي , بيخرج من الخوف
    وكملت وهي تفلت يدها وتطالع في شكلها في المراية : أشوه اللي مو جاسم ولا أبويه اللي شايفني كان انفيت من العالم , فضيحة شكلي يخرع
    قالت الهنوف بصدمة : انت شايله هم شكلك الله يقطع شرك
    قالت أزهار من دون ماتفتح عيونها بصوت تعبان : لازم تشيل هم شكلها مادام في الموضوع الدكتور الحليوة
    لفت الهنوف على أزهار و جريت العنود للسرير ورمت نفسها تحضنها وهي تصرخ : أزهاااااااار
    صرخت أزهار متوجعة وهي تقول : عنود قومي , عورتيني
    سحبتها الهنوف ودفتها وهي تقول : يا مجنونة
    قالت العنود وهي تمسح عيونها المدمعة قبل ما تبدأ دموعها بالنزول : آآآآآآآآسفة من فرحتي والله
    أنََََََت أزهار بتوجع وهي تغمض عيونها وتقول بصوت مخنوق : عادي , عادي أهم شي لا تعيدينها
    ضحكت الهنوف وقالت : خفنا عليك يالدبه
    وقالت العنود بحماااااس : وااااااااي دكتورك يخبل , الكلب محلو أكثر من أول , أزهار متزوج ولا لا
    ضحكت أزهار بشويش على خبال العنود اللي مو في وقته وهمست وهي تحاول تبين لهم إنها مهي متوجعة : بنت عيب , بعدين من وين أعرف هو متزوج ولا لا
    : كان سألتيه يالغبية
    ضربتها الهنوف وهي تقول باستنكااااار : عنود عيب , اسكتي وخلي البنت ترتاح , مو وقته هالكلام الماصخ
    زفرت أزهار وهي تتذكر جاسم وضربه والكلام الجارح اللي تبادلوه وسألت فجأة : وين البندري
    استغربوا الثنتين سؤالها وهم يأشرون على البندري اللي واقفة بعيد عن السرير , لفت أزهار وابتسمت وهي تقول : انتي هنا كمان
    طاااااااالعت فيها البندري بعدين قربت من السرير وجثت على ركبها جنبه وحطت راسها على طرفه وهي تصييح من قلب , طالعت الهنوف باستغراب في العنود اللي فاتحة فمها من الذهول وهي تسألها : اش صار في الدنيا
    ابتسمت أزهار وقالت وهي تمسح شعرها بحنان : اشبكم كلكم داق بكم صياح
    قامت البندري وخرجت من الغرفة , قالت العنود اللي توها فاقت من صدمتها بصوت ثقيل معبر : لاااااا إله إلا الله اللي يغير و لا يتغير , سبحاااااااان الله
    ضحكوا الثنتين على طريقتها وقالت الهنوف وهي تقوم بحماس : بروح أنادي أمي , من زمان تستناك تقومين
    ولمن خرجت الهنوف جلست العنود على السرير جنب أزهار وهي تسأل بهمس : أزهار اش صار بينكم
    سكتت أزهار بعدين قالت : سوء تفاهم
    قالت العنود بغيض : أزهار لا تبطين كبدي , انتي ما شفتي يدينك وظهرك ورقبتك اش صاير فيها عشان تكذبين وتقولين سوء تفاهم , إذا هذا سوء التفاهم عندكم أجل الحقيقة بتطخون فيها بعضكم ببازوكه
    تنهدت أزهار وقالت بابتسامة : وإذا حلفت لك إنه سوء تفاهم تصدقيني
    قطبت حواجبها لمدة طويييييلة بعدين قالت وهي تقوم : لااااا ,عشان كذا وفري حلفانك لنفسك , يكون في علمك أبوية راح وصفع جاسم صفعة محترمة ورته شغله
    انقبض قلبها لمن دريت إنها سببت مشاكل بين أبوها وأخوها ووصلتها لحد الضرب , دمعت عيونها وهي تسأل : أبويه فينه دحين أمي وينها
    خافت العنود لمن شافت دموعها وقالت : لا تخافين دوبه كان عندنا ضيوف وشفت أبويه يودعهم بعد العشا و معاه جاسم
    ارتاحت أزهار نوعا ما لكن مازال كل انقباض قلبها , قالت العنود تحاول تبعد الضيق عنها وهي تمسح دموعها لأنه كان واضح إنها مافيها حيل تحرك إصبع : ما حكيتك اش سويت قبل شوي
    وقامت تحكيها عن خبالها وأزهار تضحك عليها خاصة لمن شرحت عن نظرات الرجالين المصدومة .

    ***********************

    قال مطلق وهو يحرك سيارته : انكتب لك عمر جديد
    قال عمر : الحمد لله هذا من فضل ربي
    : اش مسوي دحين
    : حايس وسط الأوراق , تعرف الإجراءات الروتينية والمحاضر اللي تنكتب والتحقيقات والتعب
    قال بصوت مريح : حكيني , أحب أسمع
    ضحك عمر وقال : ما طفشت من كثر ما تستمع لمرضاك
    : الله يقدرنا على أداء عملنا بما يرضي الله
    طالع فيه عمر بإعجاب وقال : الحقيقة إني صحيت وأنا في مستشفى في مصر , ما يحضرني اسمها الآن , كنت مصاب برضوض وجفاف , كنت في حالة ما قدرت فيها أعطيهم اسمي , كنت أصحى ويغمى عليه وهكذا , لمن فقت ما أدري كم يوم مر على ما أظنه ثلاث أيام علي لكني صحيت في مستشفى ثانية واكتشفت إني في السعودية , قالوا لي الممرضات إني كنت من ضمن مجموعة سعوديين تم نقلهم عن طريق السفارة في طيارة إخلاء طبي , جا الأمير وطلب نقل كل المواطنين السعوديين للسعودية ومن حسن حظي كنت واحد منهم , خرجت من المستشفى على طول وبدأت أسأل و أتطقس عن الناجين , و ما تدري اش كان شعوري لمن عرفت إنهم دفنوا أهلي وصلوا عليهم
    : معقولة ما أحد قالك عن أزهار
    تنهد وقال : شكله واحد من الموظفين أهمل الموضوع و ما سجله لأني لقيت اسم أزهار و عمير من ضمن المفقودين وأمي وعمار من ضمن المتوفين , ما تدري كم جثة مجهولة لشاب شفت عشان أتعرف إذا كان عمير ولا لا ولا كم جثة لحرمة , رجعت جدة وأنا أحس الأرض ضاقت علي بما فيها , وفوق هذا كله شقتنا لقيت المالك مأجرها لناس ثانين بعد ما قرأ أسماءنا وعرف اللي صار لنا , تخيل ما مر 10 أيام على الخبر إلا وهو مأجرها شقة مفروشة بأثاثنا اللي ما عرف كيف يتصرف فيه , و لقيته حاط ملابسنا وحاجياتنا كللللللها في كراتين وأكياس في مخزنه , طلبت منه يخرج المستأجرين ولا بأرفع عليه قضيه لأنه قبل ما نسافر عمار الله يرحمه دفع له إيجار سنة مقدم , والحمد لله كلها أسبوع و فضيت الشقة , كنت ساكن مع واحد حبيب من أصحابي طوال هالفترة , وهو واحد من اللي حضروا جنازة أهلي وقالي إنهم صلوا علي صلاة الغايب , ساعدني كثير الله يجزاه بالخير وأنا حايس من الجامعة للدوائر الحكومية عشان أستخرج أوراقي الرسمية وأطالب بالمعيدية اللي كانت مفروضة لي , وما أبغى أسترسل وأحكيك وأنا دايخ مع المحامي اللي وكلته عشان تعويض سيارتي وسيارة عمار اللي كانت في العبارة من محكمة لمحكمة ومن دائرة حكومية لدائرة , كنت على الحديدة وما معايا هللة في جيبي , أستنى أوراق البنك و بطايقي اللي ما تطلع إلا بعد ما تطلع بطاقة الأحوال الجديدة , حتى صك إني وريث لعمار اللي بالقوة لقيت شهادة وفاته طلعته عشان أقدر أسحب من رصيده
    : ما كان عندك أمل ضعيف إنه أزهار ولا عمير يطلعون فجأة بما إنهم من ضمن المفقودين
    قال بصوت مهموم : الأمل بالله وبرحمته ما ينقطع يا دكتور ولا نكون من اليائسين , أنا كنت أدعي كل ليلة وفي كل سجود إنه يرحمهم إن كانوا ميتين ويحفظهم إن كانوا حيين ويرجعهم لي سالمين , لكن الإنسان برضوا ما يعيش على الأمل وينسى كل شي كنت مغرق نفسي في هالمواضيع كلها عشان ما أفكر في اللي صار واني صرت وحيد في هالعالم و يصير هذا هاجسي , كنت أقوم بأشغالي وأمر على مركز الشرطة القريب من حينا وأسألهم عن إذا صار جديد في موضوع غرقى العبارة , وكل يوم أرجع بنفس النتيجة , لا شئ جديد , جيراني والله ما قصروا وقفوا معايا , غداي وعشاي يوصل لحد الباب , لكن برضو هذا ما حسسني بشي , البيت الفاضي وذكرياتهم المكومة قدام عيوني في كراتين كانت تزيد وجعي يوم بعد يوم , لدرجة اشتريت ملابس جديده كله عشان ما أفتح الكراتين وتطيح عيني على بقاياهم , أنا صح كبير لكن لمن دخلت وسط متاهات الأوراق والرسميات كنت أحس نفسي صغيييير وما أفهم شي , باختصار .
    وحرك يده في الهوا وهو يقول بصوت مخنوق : فجأة لقيت نفسي بلا سند
    وقف مطلق السيارة على جنب ومسك يد عمر اللي حركها وهو يوصف له عبارته الأخيرة ورص عليها بقوووووة وهو يقول : الحمد لله اللي استجاب دعاءك وجاب لك أختك سالمة , وقواك وثبتك إلى هذه اللحظة و ما خيب رجاءك فيه , حقيقة يا عمر أنا معجب بشجاعتك , ودحين عرفت أزهار قوية ومتفائلة ليه , لأنه عندها أخ رائع مثلك
    حس عمر براحة ممزوجة بعرفان بالجميل لكلمات مطلق اللي حسها زي البرد على قلبه المهموم , وقال وهو يشد على يده : قصدك أنا قوي ومتفاءل لأنه هي زرعت هذي الأشياء بداخلي , تراني أصغر منها
    استغرب مطلق وقال : كم عمرك
    ابتسم عمر وقال : 23 بس اللحية مكبرة الواحد
    ابتسم مطلق وقال : صراحة زاد إعجابي بك يا ولدي
    ضحك عمر وقال : ما أظنك كبير لهالدرجة
    قال مطلق وهو يحرك السيارة : 36 مو كبير كفاية
    قال عمر بابتسامة : مو كفاية لدرجة أصير فيها ولدك
    : في هذي معاك حق
    ولمن وصلوا للشقة قال : وصلنا وأنا ما سمعت باقي حكايتك فإش رايك يا عموري نتقابل في أي وقت تحدده
    ابتسم عمر وقال : من دواعي سروري يا دكتور مطلق
    صافحه بعد ما تبادلوا أرقام الجوال وقال مطلق : حقيقة لي الشرف بمعرفتك ياعمر
    : والله الشرف لي أنا
    وبعد ما راح الدكتور طلع عمر للشقة اللي حسها الليلة غييييييييييير .

    ***********************

    وقفت الهنوف مترددة على راس الدرج وهي تسمع صوت أبوها المعصب وهو يصرخ : ترجع وتقول إسألوها اش سوت , جاسم لا تطلعني من طوري , إن كان عندك سبب قولي وريحني , ريح قلبي وعقلي ياولدي
    ولمن ما سمعت صوت أخوها , نزلت كم درجة وجلست على الدرج بحيث تشوف الصالة , لقيت جاسم جالس وهو مدنق راسه وأبوه واقف قدامه و أمها واقفة جنبه وحاطه يدها على كتفه وهي تقول برجاء : تكفى يا أحمد إن كان لي خاطر عندك ما تعصب , حرام عليك نفسك , ضغطك بيرتفع
    قال أحمد بعصبية : هدى , أخو البنت طلب مني يشوفها لو من بعيد , انبلمت , سكت ماعرفت اش أقوله , أقوله معليش أختك مصفقها ولدي وهي طايحة على السرير عشان كذا ما أقدر أخليك تشوفها
    غطت الهنوف فمها وهي مصدومة من حكاية أخو أزهار , وشافت أبوها يجلس بتعب على الكنب وأمها وراه خايفه عليه يتعب وهي تقول : عادي قوله طيب , إن شاء الله البنت بتتعافى , لا تصعبها يا أبو جاسم
    قال أحمد وهو يهب من مكانه : لا تناديني أبو جاسم , ولدي اللي ربيته ما يمد يده زي الخسيسين على بنت , إذا كان فيك قوة روح افردها على رجال قدك , بالعقاااااااااااال , تضربها بالعقاااال , ما أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل عليك الله بتحط راسي في التراب وسط الناس وهم يقولون أحمد ما قدر يرعى البنت وخلى ولده يفتري فيها , روح شوف شكل البنت كيف صار , كإنه وحش هجم عليها
    وتحرك بيطلع غرفته , تمالكت الهنوف صدمتها بحكاية عمر وقامت بسرعة وطلعت الكم درجة ووقفت جنب باب غرفتها كإنها دوبها خرجت , ولمن شافت أبوها وأمها قالت : أبوية , أمي , أزهار قامت
    دخلوا معاها الغرفة والفرحة باينة على ملامحهم , كتمت أزهار دموعها وتجاهلت غصة كبيييرة في حلقها وهي تقول بصوت حاولت تخليه متماسك : ماما , بابا
    ضمتها هدى بمحبة , وقال احمد وهو يجلس على كرسي جنب سريرها : كيفك دحين يا أزهار
    ابتسمت وهزت راسها يعني طيبة , أشرت الهنوف من ورى أمها وأبوها للعنود الملقوفة اللي واقفة في الجهة الثانية من السرير , طالعت فيها العنود وأشرت بيدها يعني اش تبغين , فرصعت الهنوف عيونها وأشرت لها بحدة إنها تجي , وقبل ما يتحركون طالع فيهم أبوهم و بنظرة وحده منه خرج الكل حتى أمها , ضربت الهنوف راس العنود وهي تهمس : ما تشوفيني لي ساعة أأشر لك
    حكت العنود راسها وقالت : خيييييييييييييير اش تبغيييييييييييين
    : عندي خبر مهم
    سألت بفضول : سبب ضرب جاسم لأزهار
    همست وهي ترص يدها : وطي صوتك , لا مو هذا , خبر أهم بكثيييييير و شي ما تتوقعينه
    شهقت وقالت : ايش اللي أهم من هالمشكلة
    سكتتها الهنوف لمن لفت أمهم عليهم , قالت هدى : هنوف روحي جيبي لي حبوب صداع وكاسة موية يا حبيبتي
    قالت على طول : حاضر
    ولفت على العنود وهمست : أكلمك بعدين يالدببببب .
    رفعت حواجبها باستنكار ولفت على المراية الطويلة في الممر وهمست لنفسها : هذا النحف كله دب , شكل عيونها قزاز سيارة مو عيون بشرية .
    قرب أحمد كرسيه من سرير أزهار ومسك يدها اللي فوق اللحاف وقال وهو يخفي صدمته بالأثار اللي صارت أوضح من أول : أزهار حبيبتي اش صار بينك وبين جاسم؟
    سألت بتردد : هو اش قال
    قال : هو مارضي يتكلم , قال إسألوا أزهار
    زفرت وقالت : سوء تفاهم بيننا لا غير
    : أزهار
    قالت بصوت متهدج : والله بابا هذا اللي صار , تلفظ عليه وأنا تلفظت عليه , كلمه مني وكلمه منه ونشبنا في بعض , وكله بسبب سوء تفاهم , لا تزعل نفسك
    ومسكت يده بيدها الثانية ورصتها وهي تقول بصوت مخنوق : الله يخليك يا بابا لا تزعل نفسك
    قال بصوت حاول يخلي هادي : كيف ما أزعل نفسي جاسم عمره مامد يده على أخواته يجي اليوم ويضربك بالعقال مرة وحده وبهذا الشكل
    ~ أخواته ~ كلماته وصياغتها دوت بداخلها زي باقي الكلمات اللي تلاحظها في أحاديثهم أحيانا لكنها تجاهلتها كالعادة عشان ما يرجع لها إحساس الخوااااء المليء بالخوف وعدم الأمان وقالت : إنت قلتها بنفسك , ما عمره , يعني اللي صار سوء تفاهم
    طالع فيها بحيرة وقال بتعجب: تبغين تقنعيني إنك سامحتيه على التشويه اللي سببه لك!!
    سألت باهتمام : إذا قلتلك إني سامحته بتنهي الموضوع
    مارد عليها , ابتسمت رغم ألمها وقالت بدلع : باباتي
    ابتسم وقال : يا نعم
    رصت على يده وقالت بهمس : إذا ليه معزه سامحه , خلي الموضوع بيني وبينه وأنا صدقني بآخذ حقي بنفسي , تراك تعرفني قوية ما ينخاف علي
    قال وهو يشوف التعب في عيونها اللامعة بالدموع الحبيسة ووجهها الذاااابل : أحاول
    وقام وسلم على راسها وراح طفى النور وهو يقول : نامي دحين
    قامت من السرير بعد ما صك الباب وسحبت رجولها سحب إلين الحمام لمن تذكرت إنها ما صلت لا مغرب ولا عشاء , وقفت قدام المراية , كان وجهها سليم إلا من الشق البسيط في شفتها من أثر صفعته القوية , رفعت يدها الملونة من الضرب وبعدت كتف ثوب الهنوف الحرير اللي لابسته وهي تحسه زي الثقالات على أكتافها , انصعقت لمن شافت التنفيخ اللي في كتفها والملون بخليط مقزز من الأزرق والأخضر والبنفسجي ومبقع ببقع لونها أبيض وأحمر داكن , خلعت الثوب بصعوبة وهي تحس يدينها تصرخ من الوجع ولفت ظهرها للمراية وطالعت لورى بصعوبة بسبب الآلام اللي في رقبتها , و ما حست إلا بدموعها تسيل على خدودها وتقطر على أكتافها وهي تتأمل شكل ظهرها اللي صار خريطة ملونه , رجعت لبست الثوب وهي تعض شفايفها من الألم وفتحت الصنبور وملت كفينها موية وغسلت بها وجهها عل وعسى توقف دموعها
    هي الود ودها مو بس ينصفع جاسم ودها ينذبح على الضرب اللي ضربها إياه بدون ما يعطيها فرصة تبرئ نفسها لكنها في نفس الوقت ما تبغى المشاكل , مو كافي موضوع فقدها للذاكرة واللي تحسه متعبهم كلهم , لاحظت إن الكل يحاسب على كلامه , وإنه دايما في مواضيع تتقفل من تدخل عليهم , أبوها كم مرة يستأذن من عمله عشان يوديها لجلساتها , أمها ما عاد تخرج لجاراتها ولقرايبهم كله عشان تقعد معاها , أخواتها ضحوا بجمعاتهم مع بنات أعمامهم كل أربعاء كله عشان نصايح الطبيب وعشان خايفين إنها ما ترتاح مع ناس ما تتذكرهم , هي لا يمكن تنسى لهم هذا المعروف حتى لو إنه كان واجب عليهم كأسرة , توضت وصلت بعد ما فتحت الأبجورة اللي جنب سريرها , ولمن خلصت من صلاتها اللي صلتها وهي جالسة من كثر التعب , قعدت تفكر في مشكلتها الجديدة , هي مستحيييييل تعترف لجاسم بعد اللي سواه عشان ما يفتري في البندري وفي نفس الوقت ما تبغاه يفكر فيها على إنها إنسانة وصخة , حقيرة وما تخاف ربها والأخص من هذا كله إنه يحس إنه متحسن عليها و ما فضحها عند أبوها وأمها

    *********************

    شهقت البندري وقالت العنود وهي تضرب صدرها : قصدك ذاك اللي كان معطيني ظهره وأنا أطالع هو أخو أزهار , ياحسرتييييييييييي ماشفته , مين هو عمار ولا عمر ولا
    سكتتها الهنوف وهي تهمس : اشششششش لا يسمعك أحد , أبويه مخبي علينا , ما أدري من هوه , سمعته يقول أخوها بس , وأنا قلتلكم كل اللي سمعته
    قالت البندري : ما سمعتي إذا كان بياخذها ولا لا
    رمتها العنود بنظرة وهي تقول بغيض : فرحانه ست بندر , أخيرا بتروح أزهار عنك , أصلا من دخلت و انتي كارهتها , لكن يكون في علمك أزهار هي اللي بترتاح من وجهك ونظراتك الزفت وكلماتك اللي زي السم
    انصدمت البندري بكلام العنود , وقالت الهنوف وهي تضرب كتف العنود لمن شافت تغير وجه البندري : عنيدي , ماله داعي هالكلام
    العنود نفسها انصدمت لمن شافت تعابير البندري اللي صفر وجهها لكنها لفت وجهها وهي تقول بعناد : أنا ما قلت غير الحقيقة , عمرها أزهار ما سمعت منها كلمة تطيب الخاطر
    ساد صمت وسط الغرفة وكل وحده فيهم غااااااارقة في أفكارها قطعه صوت رنة جوال طالعوا الثنتين في الهنوف متوقعين إنه جوالها وفرطوا ضحك لمن قالت الهنوف بوجه محمر: خير ليش تطالعوني , يعني ما يدق جوال آخر الليولة إلا جوالي
    قالت العنود وهي تحرك حواجبها : يعني تعترفين إنه حسانو يدق آخر الليولة
    حمرت خدودها أكثر وهي تقول : والله عمره ما دق عليه , والله
    قالت البندري : المهم هذا جوال مين , تراه مو جوالي
    قالت العنود وهي ترفع يدينها : وتراه مو جوالي
    ودخلت يدها في جيبها اللي ورى لمن تذكرته وهي تقول : أوووووه صح , جوال أزهار معايا , مين يتصل عليها
    لصقوا فيها الثنتين وهم يطالعون بفضول في الشاشة , كان رقم غريب , ردت العنود على طول وقالت : ألو
    وصلها صوت جاسم يقول : أزهار .
    صكت الجوال بسرعة ولفت يمين ويسار تطالع في أخواتها وقالت بهمس : جاسم
    وانتفضوا لمن دق الجوال مرة ثانية , قالت العنود بعصبية : هو توه حضرته حس بتأنيب الضمير , مالت عليه وعلى كل رجال العالم الزفوت المتوحشين عديمي المشاعر
    قالت الهنوف وهي غرقانه ضحك مع البندري اللي أيدتها بحماس وهي تضحك : اش سووا لك رجال العالم الضعيفين عشان تسبينهم
    أشرت باصبعها على راسها وقالت بعصبية : كذااااااااا مزاج أنا حرة أسب اللي أسبه , حااااااااااقدة عليهم كللللللللللهم عيال الكلب
    سألتها الهنوف بمزح : حتى الدكتور مطلق
    راحت عصبيتها وقالت بابتسامة حلوة وصوت ناعم : إلا الدكتور مطلق
    زاد ضحكهم على خبال أختهم اللي ما تدري عن نفسها لمن تعصب

    *******************

    صك الجوال ورجعه جنب عدنان النايم , وجلس يقلب في القنوات وهو موطي الصوت صك التلفزيون ورمى جهاز التحكم و انسدح على الطراحة وهو يزفر بضيق , لازم ينهي الموضوع قبل ما يسافر بكرة , عقله تعب من تفكير يوم واحد في العلاقة اللي بين زوجته وعبد الرحمن , رجع فوراااااان دمه لمن تذكر عبد الرحمن , وانقلب على جنب وهو يفكر ~ ياربي اش موقفه وهو يشوف زوجة ولد عمه تترجاه ما يتزوج بنت عمه ويتزوجها هي ~ حس إنه بينجن , مجرد تفكيره بهذا الشي يخليه يبغى يخنقها , صح هي مهي عارفة وضعها لكن غصب عنها ينقهر , انقلب على جنبه الثاني وعقله يحاول يلقى أسباب خلت أزهار تحب عبد الرحمن من بين الناس كلهم ~ متى لحقت , واش مفهوم الحب عندها , هل كانت تحب أحد قبل ما تفقد الذاكرة , أو يمكنها مخطوبة لاااا لو مخطوبة كان قال عمر ~ رجع انسدح على ظهره وهو يزفر و يقول : يااااااااا لييييييييييييل مااطولك
    قال عدنان اللي دافن راسه وسط المخدة و هو يشد اللحاف ويغطي نفسه : أنا المفروض اللي أقولها , ياخي أزعجتني بتحركاتك
    تنهد جاسم وقال بدون تفكير : يلا البحر
    خرج عدنان راسه من تحت اللحاف وقال بصدمة : دحين , الساعة 3.30 و ورانا صلاة جمعة وسفر
    قال جاسم : نصلي الفجر ونرجع ننام لصلاة الجمعة , بحر جدة على طول جاهز والمطاعم 24 ساعة فاتحة , قهوة ودونت على البحر
    قام عدنان وهو يقول : يجي , سعابيلي سالت
    ابتسم جاسم وقال : انت ما سدأت يا سيد
    فتح عدنان الأنوار وقال : تحرررررررك محد قالك تزعجني من نومي وتدخل الفكرة في راسي
    قال جاسم وهو يتلحف : تعبان
    ضربت وحده من المساند ظهره وعدنان يقول : الثانية جاية في الطريق لو ما قمت على رقم ثلاثة
    تأفف جاسم وعدنان يقول : واحد
    وضربته المسنده , فك اللحاف وقال باعتراض : انت قلت ثلاثة
    حرك حواجبه وهو يقول : وقتها بتكون مستعد للضربة , أحلى وهي فجأة
    وضحك ضحكة شيطانية ضحكت جاسم المهموم غصب وخلته يقوم .

    ************************

    يوم الجمعة 9 / 3 / 1427 هـ :
    بعد صلاة الجمعة بوقت :
    في طريق جدة الباحة الترابي :

    طالعت مشاعل مع قزاز السيارة وهي تزفر بحرقة , أصوات أخوانها ومصارعاتهم , وصوت المسجل ما طغى على صوتها الداخلي , مين ممكن يتخيل إنها نازلة مع أهلها الديرة عشان أمها بيحضرون زواج طليقها , ~ عشرة ايام و بتنزف لها يا ناصر , بدأ العد التنازلي لك ولحياتك الجديدة اللي بتنساني بعدها وبأقعد أنا أعاني لوحدي , بتعيش مع حرمة غيري بترعاك وبتصير سيدة بيتك وحدة غيري , بتصير حبيبتك وأم عيالك , يارب , يارب تجعلها تسعده وتحبه زي ما يستحق , آآآآآآآآآ ياقلبي متى بتوقف نزف آآآ ياعقلي متى توقف تفكير متى بأنساك يا ناصر ~ مسحت دموعها من ورى غطاها وهي تكتم آهاتها بداخلها , ضربها كوع أحلام في خصرها , تأوهت وهي تدفها عنها , قالت أحلام وهي لامه البوز : هذي تدفني من جهة وانتي من جهة
    قالت مشاعل باعتراض : عورتيلي خصري بكوعك
    زفرت بطفولة وقالت : هاله الدب دفتني عليك
    قالت هاله وهي تدفها : أنا دب ولا انتي , فاغصتني وآخذه المكان كله لنفسك , حتى معاذ مو قادر يتنفس من كثر عصرك
    قال بندر بعصبية : بتسكتون ولا أوقف السيارة على جنب وأطيح فيكم ضرب
    قال معاذ وهو يلصق في باب السيارة : أنا اش جابني معاكم يالمزعجات , بندر تكفى و إحنا طالعين جدة خلينا نطلع بالجيب حق أبوية عشان يكفي الدبالية ذول
    انتفض قلب مشاعل وهي تسأل : عمي بيرجع لك جيب أبوية
    قال بندر : إن شاء الله وعدني خير , قال مادام معاذ يسوق بيعطينا الجيب بدل مانشتري سيارة جديدة
    حست بفرحة ممزوجة بألم فضيع عصر قلبها وهي تتذكر سيارة أبوها المليانة بالذكريات الحلوة من ضمنها ذكرياتها مع أزهار لمن يوصلونها لبيتها بعد المدرسة , أزهار اللي يئست إنها تعرف عنها شي

    *************************

    بعد صلاة العصر :
    في بيت أبو جاسم :

    زادت أوجاع أزهار اليوم الثاني وصارت تحس نفسها زي الصخرة من الجمود اللي صاب جسمها وكانت كل ما تتحرك لو تنقلب على الجنب الثاني كل خلية في جسمها تصرخ من الوجع , عضت شفايفها وهي تتحامل على نفسها عشان تجلس وتسند نفسها على ظهر السرير بمساعدة الهنوف , زفرت بعد ما جلست وقالت : الحمد لله
    وقطبت حواجبها وهي تقول بتعب : هنووووووووف شبعانه
    ابتسمت الهنوف وهي تحط صينية الأكل في حضن أزهار وهي تقول : يا تلحسين الصحون لحس ولا أصحي العنود من نومها عشان تأكلك
    قالت برعب : تكفين إلا العنود , اليوم الصباح أكلتني غصب عني بيضتين وعسل وجبن وفول وكبايتين حليب , حسيت بطني بتنفقع من كثر الأكل
    ضحكت وقالت : طيب كلي عشان ما أصحيها ترى أمي طابخه الشوربة ومسوية مرقة اللحم وعاصرة العصير بنفسها عشانك , أبوية صابته غيرة ليش طبخت لك وهو من زمان يترجاها تطبخ له
    ضحكت أزهار وقالت : الله يخليكم ليه , تعبتكم معايا
    تذكرت الهنوف الجلسة مع العنود والبندري أمس وهم يتناقشون في أمووووور كثيييييييييرة بعضها مهم وبعضها أتفه من التافه , من زمااااااااااااان ماجلسوا وهرجوا وضحكوا وحكوا همومهم مع بعض , من جات أزهار تغير الشي الكثير في البيت , حتى علاقتهم بأمهم اللي كانت دايم وحيدة تحسنت , من بعد انشغالهم عنها بنفسهم ودراستهم وكمبيوتراتهم وبرامجهم اللي يتابعونها صاروا يجلسون معاها أكثر من السابق لأن أزهار دايم معاها ويسمعون لحكاويها اللي لاحظوا إنها مشوقة , شربت أزهار من شربة العدس و مرقة اللحم اللي ما حبتها لكنها شربتها عشان أمها وبعد ما خلصت جابت لها نور زبدية موية وصابون ومنشفة , دخلت البندري اللي توها قامت من النوم وسلمت على أزهار اللي كانت مبسوطة على الأخر من حضورها النادر الغير متوقع , فعلا المصايب تغير الناس وتخلي قلوبهم على بعض , قالت برعب وهي تشوف الساعة : وااااي راح الوقت , ما بقي شي على المغرب , كيف ما حسيت بالوقت
    قالت البندري : انتي من التعب تاكلين وتنامين عشان كذا ما حسيتي بالوقت
    قالت وهي تحسب كم باقي على المغرب : ناوليني المصحف ما قريت سورة الكهف اليوم
    قالت البندري بتساؤل وهي تناولها المصحف : سورة الكهف
    شهقت أزهار وقالت وهي تلبس شرشف الصلاة : لا تقولين لي إنك ما تعرفين إننا نقراها قبل المغرب عشان تنور لنا إلى الجمعة الجاية
    حست البندري بالخجل وهي تهز راسها بلا , قالت أزهار وهي تفتح المصحف : مو مشكلة , صحي الدب النايمة و قوليلها باقي ساعه ويأذن و اتوضي وجيبي مصحف واقري هنا , يلا عشان يمدينا ندعي قبل الآذان , الدعاء عصر الجمعة مستجاب
    راحت البندري وجابت مصحف وجلست على الكنبة اللي جنب سرير أزهار , وقفت البندري عن القراية واستمعت لصوت أزهار الخافت وهي تقرأ , كان صوتها عذب , دمعت عيونها وهي تتأكد دحين من سبب ابتسامة أزهار الدائمة وتفاؤلها وقوتها رغم كل اللي مر بها واللي مازال يمر , إيمانها القوي , صلتها الدائمة بربها , ياما شافتها في مصلاها تقرأ القرآن بعد كل صلاة فجر , لسانها دائما يسبح و يستغفر و يحمد الله , كانت تلاحظها لمن يشغلون على الأغاني يا تحول القناة يا تقوم من المكان وتروح تجلس مع أمهم , صلواتها لا يمكن تفوتها وإذا كانت نايمة و ما صحوها تهاوشهم , حتى هم كانت تزعجهم إلين يقومون يصلون , كانت تقفل عليهم التلفزيون والكمبيوتر وتسحب منهم المجلات والقصص إذا ما قاموا للصلاة وتقعد تآذيهم إلين يقومون , أزهار كانت جاية من عالم غير عالمهم رغم إنهم من نفس العايلة وعايشين في نفس المدينة , صحيت من كل أفكارها العميقة لمن شافت دموع أزهار وسمعتها تقرأ بصوت متهدج
    (( ووضع الكتب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يويلتنا مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )) آية 49
    وعادتها مرة ثانية وهي تمسح دموعها وتكمل قرايتها , صكت البندري مصحفها وجلست تستمع لصوت أزهار وهي تحس بيئس يمزق قلبها , بتجي يوم القيامة وهي زانية , ما حيشفع لها الحب عند ربها , ما حتشفع لها بلاهتها وغباءها , ما حيشفع لها شي, تمنت لو ترجع بالزمن ورى وتمسح كل شي بينها وبين عبد الرحمن لكن هيهات, اش بيفيدها الندم اش كسبت من اللي سوته باسم الحب والتسلية
    ما حست إنها تصيح ودموعها تغرق وجهها إلا لمن سمعت دعاء أزهار يرتفع شوية وهي تقول : يا رب يا فارج الهم يا من لا ملجأ منك إلى إليك فرج هم أختي البندري واغفر لها ذنوبها , اللهم لا تأخذها بذنوبها , اللهم اغسل قلبها وأبعد همومها , اللهم آتها في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقها عذاب النار واجمعني بها في الجنة
    وكملت دعاءها بتمتمه , حطت البندري راسها على فخوذ أزهار وهي تصيح بصوت أعلى , كملت أزهار دعاءها وهي رافعة يد وباليد الثانية تمسح على شعر البندري بحنان
    دخلت العنود وهي تحك شعرها وعيونها منفخة من النوم , فرصعت عيونها لمن شافت المنظر وسمعت صوت بكى البندري الغريب , أشرت لها أزهار إنها تخرج بدون ما تحس البندري , أشرت بيدها اش فيها , لكن أزهار رمتها بنظرة مهددة وهي تأشر لها تطلع , صكت الباب وجلست جنب الهنوف اللي تقرأ في الصالة وربعت فوق الكنبة وهي تقول : اش فيه صار شي جديد هي هنوف أكلمك أنا
    أشرت الهنوف على فمها بمعنى اسكتي وهي تكمل قرايتها , رجعت حكت شعرها وهي تقول : هذولي اشبهم كل يطردني ويسكتني , والله حالة , أرجع للسرير أحسن لي
    غسلت البندري وجهها في حمامها المشترك مع العنود و توضت والكلمات الوحيدة اللي تدور في عقلها هو همس أزهار اللي ضمتها وهي تقول ~ لا تيأسي من رحمة الله يا البندري , لا ييأس من رحمته إلا القوم الكافرون , توبي توبة نصوحة وربي بيغفر لك ~ , بعد ما صلت المغرب لقيت أخواتها متجمعات عند أزهار و معاهم القهوة و بسكويتات أشكال وألوان , حست بانشراح غريب ما حسته من فترة طويلة قالت بفرحة وهي تجلس معاهم : قريت سورة الكهف
    طالعوا فيها الثنتين وقالوا مع بعض : ويعني
    قالت فرحانه بالمعلومة : تنور من الجمعة للجمعة
    قالت الهنوف وهي تصب القهوة : عارفة من زمان جدي من المتوسط , قالت لنا عليها أبلة القرآن لمن درسناها
    قالت البندري بصدمة : وليه ما قلتولي عليها , ما قيد قالت الأبلة عليها
    قالت الهنوف : والله هذا ذنب مدرساتك
    قالت العنود وهي تاكل الكت كات اللي ذوبته فوق مفتاح المروحة الحار : أنا صراحة أبلة الرياضيات سنة أولى جامعة قالت اللي تبغاني أزيدها عشر درجات تحفظ السورة وقالت فضلها , وطبعا لأني كنت كسلاااااااااااانة أقصد دافورة في الرياضيات حفظتها وأخذت العشر درجات ومن يومها وأنا أقراها
    قالت أزهار بابتسامة : سبحان الله , معلمة عن معلمة , يا بختها أجر كم بنت أخذت معلمة الرياضيات هذي تصدقون الأجر يوصلها كل ما قرت وحده من اللي حفظوا السورة
    و بدأو يتذكرون المعلمات اللي تركوا بصمااااااات لا تنسى في نفوسهم والمعلمات اللي تركوا بقع سودااااااء داخل قلوبهم وأزهار اللي ما تتذكر شي , ما حبت تسألهم إذا كانوا نفس المدرسات اللي درسوا الهنوف أو العنود أو البندري هم نفسهم اللي درسوها عشان ما يقفلون الموضوع كالعادة بعد أسئلتها وعزت نفسها إنها يوم بتتذكر وبتشاركهم الذكريات

    ************************

    حط جاسم شنطته و شنطة عدنان في سيارة حسان وقال : دقايق وأجيكم
    طالع فيه عدنان وهو رايح للفيلا وعقله يدووور , هو على الآن ما عرف مين اللي ضربها جاسم , يمكن العنود , لكنه ما لاحظ على جاسم أي تصرفات مختلفة معاه , يكون عند العنود مصايب ثانية غير لعبها في الماسنجر معاه , زفر وحط جبهته عشان يخرج هالأفكار من راسه , زفر حسان وقال بمرح : أنا أزفر عشان قلبي جوة انت تزفر ليه
    قهقه عدنان من قلبه وهو يقول : الله يرد لك قلبك
    تأوه حسان وهو يحط يده على قلبه وقال : الله يسمع منك , والله المحبة بلية

    لمن دخل جاسم للبيت , لقي أمه وأبوه في الصالة , سلم عليهم وقال : أنا ماشي دحين
    قال أبوه وهو يطالع فيه بحدة : يعني ما تبغى رضاي وتروح لأزهار وتحل سوء التفاهم اللي بينكم
    تنهد جاسم وقال على مضض : دحين كنت طالع عشان أودع البنات
    قالت هدى وهي تشوفه طالع : الله يصلحكم كلكم
    وصله ضحك البنات من غرفة الهنوف وأزهار , وقف متردد عند الباب بعدين دقه ودخل
    : من سمعت صوت المديرة حطيت رجلي و
    سكتت العنود لمن شافت الكل يطالع وراها , لفت وقالت وهي رافعه حاجب واحد : يا مطول الغيبات يا جايب الغنايم
    قال وهو يتقدم منهم : يا مطول لسانه يا مقطع أذانه
    وقرص إذن العنود وهو يكمل : التريقة و طولة اللسان سبيك منها
    حكت العنود إذنها وقالت : متوحش
    قال بهدوء وهو متجاهل وجود أزهار : أنا رايح الشرقية
    قالت الهنوف وهي تسلم عليه : في أمان الله حبيبي
    وسلمت عليه البندري و العنود وهي تقول بمزح قاصدة فيه تحسسه بالذنب : زين , طول قد ما تقدر لا ترجع بسرعة , خلي البيت يرجع لهدوءه , كله بنانيت حلويين بدل الـ.
    شد خصلة من شعرها وقال : اهجدي يالخبلة
    حكت شعرها وهي تقول : آآآآي والله يعور
    سحبتها الهنوف وخرجتها من الغرفة , لقي الغرفة كلها فاضية فجأة و ما بقي إلا هو وأزهار اللي ما حركت عيونها عن يدينها اللي شبكتها في بعض ودستها تحت اللحاف , قال بعد تردد طويييييييييل : تراني تكلمت مع عبد الرحمن و قلتله ينسى اللي سويتيه وإنه هذا إن شاء الله ما يأثر على خطبته للبندري , وهو أعطاني كلمته إنه حينسى اللي صار , ودحين كلامي موجه لك , لو سمعت إنك عتبتي بيت عمي صالح يا ويلك , ويكون في علمك فواتير جوالك حولتها على بريدي وبشيك على تلفون البيت , وإن لقيت رقم عبد الرحمن فيها بعد كذا يا ويلك, فاهمة تراني كلمت أبوية على حكاية عبد الرحمن وخطبته للبندري اللي ما أبغاها تحس باللي سويتيه , كافي وجهها كان مخطوف لمن وصلت أمس
    رفعت راسها له وقالت ببرود تخفي به فرحتها إنه خطتها نجحت : هذا بس اللي جيت تقوله
    حس بفوران داخله لمن شاف القوة في عيونها وفي نبرة صوتها فقال ببرود مماثل لبرودها : واش كنتي تتوقعين مني ست أزهار بعد اللي سويتيه واقفة عند باب ولد عمك اللي بيخطب أختك بكل بجاحة وانتي منتي مهتمة بإنه قاعد يطردك وتقولين بعدها بكل وقاحة وجرأة تبغينه يخطبك
    زفرت وهي تتذكر الكلام اللي فكرت فيه طويل واللي قررت تقوله لكن بروده ونظراته خلتها تعدل عن أمرها وهي تقول : ما توقعت منك شي , انت فاهم الموضوع خطأ ولا يمكن تفهمه دحين , مع السلامة
    ولفت وجهها عنه , منظر رقبتها خلى شعر جسمه يوقف , ما توقع ضربه يسوي فيها كذا , لف وجهه وجا بيتحرك لكنه حس بيدها الباااااردة تمسك يده , لف عليها بصدمة واصطدم نظره بعيونها وهي تهمس : آسفة على الكلام اللي قلته لك
    ما توقع الكلمة وما توقع الكلام اللي تبعها وهي تقول : ما أدري اش صار لي ذاك الوقت , ما كان مفروض أطول لساني عليك , ومفروض مادام إني مسوية غلط ما أذكر أغلاط الثانيين
    ما يدري ليه ابتسم , حسها تعتذر وتعاتب في نفس الوقت , قال : انتي جالسة تعتذرين ولا قاعدة تقولين مادام إني مسوي غلط مفروض ما أتكلم ولا أطول لساني ولا أمد يدي , تراك تعتذرين عن الشي الغلط , مفروض تعتذرين عن تصرفك الطايش مو كلامك الوقح معايا
    وكمل : ما أشوفك اعتذرتي عن اللي سويتيه في بيت عمي
    ما كانت تبغى توصل لهالنقطة لأنها كانت عازمة إنها ما تعتذر عشان ما تأكد له خطأ هي بريئة منه , خطأها الوحيد هو إنها متسترة على أختها , ولا يمكن تغير هذا الشي لأنه من ستر على مسلم ستر الله عليه يوم القيامة , سحبت يدها وقالت : ما أشوفك اعتذرت عن التشويه اللي سويته فيني هذا مو عقاب هذا وحشية , في ألف طريقة غير الضرب .
    رفع حاجبه وقال : يا سلاااااام , لفيتيها على كيفك
    ما ردت عليه وهي تزم فمها وتكتف يدينها , قال ببرود وهو وده يذبحها : طيب ما شفتك شكرتيني على إني ما فضحتك قدام أبويه وأمي
    طالعت فيه وقالت : وأنا ما شفتك شكرتني ليش خليت أبوية ينسى اللي صار ويسامحك على همجيتك في الضرب
    قال بعصبية : بتجننيني , يعني دحين خرجتي نفسك منها زي الشعرة من العجين , الغلط راكبك من راسك لساسك لا تجين دحين وتقاوحيني بالكلام
    زفرت وقالت بزهق : خلاص ياخي كل ابن آدم خطاء وخير الخطاؤن التوابون
    قال بانتصار : زييييييين يعني معترفة إنك أخطأتي
    ابتسمت وقالت : أهم شي في التوبة عشان تكون مقبولة هو عدم الرجوع للذنب تذكر هذا الكلام زين لمن ترجع الشرقية , في أمان الله
    لو إنه من النوع اللي يفقد أعصابه بسرعة ولو ما عنده قدرة عجيبة على مسك زمام أعصابه كان أعطاها كف يهد لها سنونها , كان فاهم قصدها , كانت مصرة تذكره بخطأه ومتجااااااااااهلة خطأها , صح كانت محجبة قدامه , بس كافي وقاحتها وكلامها الغير معقول , رماها بنظرة نارية وخرج وصفق الباب وراه
    دخلوا عليها البنات وسألوها اش صار , ابتسمت وقالت : الحمد لله وصلنا لحل سلمي في حكاية سوء الفهم .
    قالت العنود بتريقة : وهي الحلول السلمية تنتهي عادة بصفقة باب وبوجه عابس
    وضحكت وهي تاشر يإبهامها : أزهار إنتي مية مية , تعجبينييييييييييييييي

    ***********************

    صفق باب السيارة بكل قوته وقال : يلا
    قال حسان يبغى يخفف الجو وهو يحرك السيارة : ترى باب سيارتي المسكين ما سوالك شي
    مارد جاسم وهو يتنفس بقوة من كثر القهر ~ هي أصلا من فين عرفت عني أكيد الحيوانة الكلبة جلست تلعب في جوالي , أنا لو حاط قفل كان أحسن , الله يحرقك يا أزهار زي ما حرقتي قلبي ~ وبعد فترة من دوااااااااامة الأفكار السوداوية قال حسان : خلاااااااص قاعد تنافخ لك ساعة جبت لنا التوتر , ياخي فكها , تخلي آخر ذكرياتي لك نفسك اللي يصك في إذني
    قهقه عدنان على كلام حسان وعلى تعابير وجه جاسم اللي لف عليه وابتسم له ابتسامة واحد موووووووو فاااااااااايق .

    .
    .
    خلاص خلصوا
    انتظر حظوركم





    رد مع اقتباس  

  6. #16  
    الفصل السادس : الرحيل

    عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك
    عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟
    هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟
    عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة .
    هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه أو كم تشتاق إليه؟
    عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين .
    هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟
    عندما عندما . عندما
    هل .؟ هل .؟ هل ؟

    إنك فعلا إنسان ضعيف . رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله.
    اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود نعم لا يعود .
    استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.
    جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله
    انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير .
    وأسير ماذا
    أطياف . أحلام
    الحياة تحتاج منك أن تقاتل . فانهض واجمع شتات قلبك المحطم
    سر إلى الأمام قدما
    فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي قبل أن يرحل


    بعد أسبوع ما حدثت فيه الكثير من الأحداث .
    صباح يوم السبت 17 / 3 / 1427 هـ :

    استعادت أزهار شوية من عافيتها , صح البقع تحولت للون بني غامق لكنها على الأقل ما توجعها نفس الوجع
    قطبت حواجبها وهي تفكر , قال مطلق بسرعة : ما أبغاك تفكرين , أبغى أجوبة عفوية
    زفرت وقالت : كيف أعرف إذا ما فكرت
    قال بهدوء : أزهار سؤالي بسيط , تحسين إنهم أهلك
    قالت بهمس عشان ما يسمعها أبوها : أحيانا وأحيانا لا
    حس بحماس لكنه كتمه وهو يقول : كيف
    قالت : أحيانا ينسبون الشي لنفسهم كإني مني منهم , يعني أمي وأبويه لمن يكلموني عن أخواتي يقولون بناتي ما يقولون أخواتك كإني مني وحده من البنات , الهنوف أحيانا تقول , أخواتي دايما كذا كإني مني من ضمن أخواتها , مرة العنود قالت لي ما عمري شفتك معصبة وطبعا هذا شي مستحيل وتأكدت لمن تهربت من إجابة سؤالي , يعني أشياء غريبة كذا , يمكن أنا حساسة من الموضوع عشان كذا لاحظتها
    سألها : طيب لمن
    قاطعته وهي تقول : الأوركيد مرة حلو
    لف على المزهرية اللي حط فيها غصن وردة أوركيد وقال : اسمها العربي
    ابتسمت وقالت بحماس : عارفه سحلبية
    سألها بهمس : تحبينها
    قالت : مرة جابها ليه
    وسكتت فجأة وطالعت في مطلق وسألت بحيرة : أنا اش كنت أقول
    ابتسم مطلق وقال وهو ينحني على دفتره : يعني عرفتي السحلبية , شفتي كيف الأجوبة سهلة من دون تفكــ.
    مسكت يده ورصتها وهي تسأل : دكتور الله يخليك أنا اش كنت أقول
    رفع راسه مستغرب من مسكتها و انصدم لمن شاف دموعها وساب الدفتر ومسك يدها وقال : أزهار ليش تبكين
    سحبت يدها منه وغطت وجهها وهي تصيح وتقول : ما أدري , حسيت , حسيت , ما أدري
    وقامت تصيح بصوت عالي , لمن قام أحمد مفجوع أشر له مطلق إنه ما يجي وقال بهمس : أزهار , أزهار طالعي فيني , أزهار
    وبعد يدينها بشويش وهو يقول : كنت تطالعين في السحلبية ولمن سألت تحبينها قلتي إنه مرة جابها لك .
    طالعت فيه بعيون تايهة ومسحت دموعها اللي غرقت نقابها وهي تسأل : مين اللي جابها ليه
    كان عارف إنه عامر أخوها معودها يجيبها لها هدية كل صباح عيد , عمر قاله هالمعلومة من ضمن معلوماااااااات كثيرة وهو حاول يستفيد منها , قال بصوت حنون : كيف بأعرف مو لازم انتي تتذكرين مين جابها وتقولين لي
    شهقت زي البزران ومسحت دموعها وقالت بطريقة طفولية : ما حتذكر
    ابتسم وقال وهو يحاول بجنون إنه يلقى سبب واحد مقنع لدموعها داخل عقله : اللي خلاك تتذكرين الأوركيد واسمه وانه أحد جابه لك يخليك تتذكرين مين , طالعي في الجانب المشرق , صرتي تتذكرين وردتك المفضلة
    شاف الإبتسامة في عيونها وهي تقول : صح , إن شاء الله بأتذكر و بأقولك عليه
    سحب الأوركيده وناولها لها وقال : خذيها معاك
    نزلت راسها وقالت بهمس : ما أبغاها , بأي حق تعطيني ورده
    ابتسم وقال : أزهار , هذي مهي مني , هذي من شخص يحبك
    رفعت راسها وسألت باستغراب : مين
    قال : مو دحين لمن.
    كملت وهي تاخذ الوردة بأطرف أصابيعها المغطية بالقفاز الأسود: يجي الوقت حتعرفين , لا تستعجلين لأنه أهم شي في حالتك الهدوء
    ضحك من قلبه وقال وهو يقوم : الله يعينك عليها ياعم أحمد
    غطت عيونها ووقفت جنب أبوها وهي تهمس بغيض : اش قصده
    ضحك أبوها وقال : شيبتيه , هذا قصده
    خرجت كعادتها وسابت أبوها يتكلم مع الدكتور وهي جالسة في مقاعد الانتظار الخارجية , طاااااااالعت في الأوركيده وابتسمت , ولمن خرج أبوها وهو يضحك مع الدكتور قامت من المقعد وعينها جات على واحد واقف في الممر , حست بنبض قلبها يزيد , مسكت في يد أبوها وعصرتها من دون ما تحس , قال أحمد بخوف لمن حس بقبضتها تطبق على يده بقوة : أزهار اش فيك
    انتبه مطلق للغصن اللي سحقته أزهار من كثر ما ترص عليه وطالع للمكان اللي متجه له راسها , ورجع وقف قدامها وقال بهمس : مع السلامة يا أزهار , أستناك الجلسة الجاية السبت الجاي , لا تتأخرين وتتهربين زي دايما
    خف تسارع ضربات قلبها لمن انقطع المنظر اللي شافته وقالت بهمس وهي تحس بمشاعر غرييييييبة تختلط بداخلها : إن شاء الله , مع السلامة
    ومشيت مع أبوها بصمت , سأل وهو يرص يدها : أزهار اش فيك
    ابتسمت وهي تقول : ها ولا شي , بس خساره , طالع غصنها كيف تفغص
    لف مطلق وراه بعد ما اختفوا في نهاية الممر وحط يدينه في جيوب معطفه وقال بهدوء : تعال يا عمر , ما قلتلك خليك بعيد , البنت مهي مستعدة نفسيا
    ضحك عمر اللي حس قلبه يخرج من مكانه ويلحق بأزهار اللي اختفت عن نظره , وقال بمرح مصطنع : آسف ما قدرت أقاوم , نظري ضعيف قلت أقرب على وعسى أشوفها أوضح
    ~ أي شجاعة هذي اللي تخليك تضحك وتمزح وانت ودك تصيح بطول صوتك يا عمر؟ ~ قالها مطلق بداخله وهو يقول بابتسامة : ما قلتلك تذكرت جزء من قصة الأوركيد , فعلا كانت مؤثرة عليها زي ما قلت
    التمعت عيونه وهو يقول بفرح كبير : من جد الله يبشرك بالخير
    ودخلوا المكتب وهم يتناقشون عن أزهار والأشياء اللي تحبها

    ************************

    حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : آآآآآآآآآآآآخ ياقلبي , وردة , معطيها وردة , أبغى أروح طبيب نفسي يا عاااالم
    ورمت نفسها على ورى وارتمت على السرير , قهقهت أزهار من قلبها على خبال العنود وقالت الهنوف باستنكار : دحيييييييين تبغين تروحين طبيب نفسي عشان وردة , أشتريلك محل ورود بداله يالهبلة
    قامت العنود وقالت بطريقة طفولية : مو زي هالوردة , اش أبغى بمحل وردك , هذي جايتها من واحد يحبها
    ضمت أزهار الوردة وقالت بعناد وهي تحرك حواجبها : مووووووتي حرررررره , ما انتي محصلة زي وردتي , روحي انقلعي ذاكري , عندك اختبارات الأسبوع الجاي انتي على وجه تخرج تسقطين آخر سنة وتفشلينا
    : ماااااااااااالك دخـــــل , أسقط ولا ما أسقط , الكلام بيجي علي أنا
    قالت أزهار بتريقة : أخاف بكرة النهار ينادوني يا أخت الساقطة
    قامت الهنوف وسابتهم لمن بدأوا يتضاربون زي الأطفال وخرجت من غرفتها , لقيت أمها جالسة مع أبوها على قهوة وهم يناقشون خبر طالع في التلفزيون , ابتسمت وهي تفكر هل ممكن يجيها يوم تكون فيه هي وحسان زي كذا , دق التلفون فردت عليه أمها وسمعتها تقول : هلاااااااا أبوية انت , كيف حالك يا جاسم , بشرني عن نفسك
    ~ ياااااااكثر اتصالاته , هو اش عنده أول كان كل أسبوع اتصال ودحين كل يوم وهو داق ~ وراحت لغرفة البندري , دقت الباب ودخلت وهي تقول : السلااااااااام عليكم
    ما تحركت البندري من سدحتها على السرير فطفت الهنوف الأنوار وخرجت
    أول ما انصك الباب زفرت البندري بضيق , إلى متى بتظل حابسة نفسها كذا , الموضوع صار وانتهى ما تقدر تغير شي دحين , أزهار قالت لها على كل اللي صار وهي ما قدرت تنطق بحرف , ما قدرت تتأسف منها أو حتى تشكرها على اللي سوته , حست لسانها معقود , حتى عيونها ما قدرت ترفعها عشان تطالع فيها وهي تنصحها بنصايح كثيييييييرة , ومن انتهى هالنقاش صارت تتجنب أزهار وأحيانا تحس بلحظات كره غريب لها ليش تعرف فضيحتها , لكنها بداخلها مؤمنة إنه لولا الله ثم هي كان راحت فيها , غمضت عيونها ودفنت وجهها في المخدة وهي تبكي بصمممممت

    ************************

    صك جاسم التلفون وزفر براحة , أخيييييييرا كلم عمه صالح أبوه عشان يخطب البندري لعبد الرحمن , له أسبوع ما هو قادر يتهنى بنوم من كثر التفكير , حتى لو خطبها عبد الرحمن رسمي مازالت أزهار موجودة , هل ممكن تسوي شي عشان تخرب الخطبة ~ بتذبحيييييييييييني يا أزهار , أخرجي من راسي , لازم أكلمها , لااااااااااازم ~ هز راسه وهو يستبعد فكرة اتصاله بها ورمى جواله الجديد على الطاولة وقام من سريره وخرج للشباب المتجمعين في الصالة يلعبون بالوت كعادتهم .

    ***************************

    ابتسم أحمد وقال وهو يحط يده على راس البندري اللي بالقوة خرجت من قوقعتها اللي فرضتها على نفسها وجات لغرفة أبوها وأمها بناء على طلبهم : البندري بنتي انتي حابسة نفسك ليه
    رمت أبوها وأمها بنظرة غريبة وهي تصرخ بداخلها ~ دوبكم اللي بدأتم تسألون أنا ليه حابسة نفسي , ويييييييييييينكم من زمان كنت أحبس نفسي بالساعات وما أحد يسأل عني ~ ابتسمت ابتسامة هادية وقالت : تعبانة شوي أبوية
    مسح على شعرها بحنان وقال : ما شاء الله عليك كبرتي وصرتي عروس, عمك اليوم اتصل علي وطلبك لولده عبد الرحمن
    مشاعر مختلطة عصفت بداخلها و بلا شعور غطت وجهها وقامت تصييييييح , شهقت هدى وضمتها وهي تقول : بندري , اش فيييييييييييك
    مسحت دموعها بعد فترة صياح وبعدت خصلات شعرها عن وجهها وهي تبتسم لهم بخجل , ضحك أبوها وقال : أنا أول مرة أشوف خجل ينقلب بكاء
    ضحكت وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , وبدأ أبوها وأمها يعطونها معلومات عن عبد الرحمن وهم مهم دارين إنها عارفة كـــل هالمعلومات عنه , قالت أمها بعد فترة وهي تقوم وتفتح الباب : أروح أجيـ .
    وشهقت لمن انفتح الباب بقوة وطاحت عند عتبته العنود وفوقها أزهار اللي كانوا لاصقين في الباب ووراهم بشوية واقفة الهنوف وهي حاطة يدينها على فمها بصدمة , طااااااالع فيهم أبوهم بصدمة وقالت هدى : بناااااااااات , اش كنتم تسوووووون تتجسسون
    استحت الهنوف وما نطقت بحرف وهي تطالع في الأرض , دفت العنود أزهار بعيد عنها وقامت بسرعة وهي تقول : قلت لك يا أزهار التجسس حرااااااااام لكنك ما سمعتيني
    شهقت أزهار وقامت وهي تئن وتقول باستنكار : ميييييييييين اللي قالت لي هذا مو تجسس , هذا اطمئنان على أحوال الرعية
    قالت العنود وهي رافعة حواجبها بسخرية : وانت تسمعين لي على طول , غبية ما عندك عقل تفكرين به
    ضربتها أمها وهي تقول : بنت عيييييييب عليك تقولين لأختك اللي أكبر منك غبية
    ضحكت وقالت : يعني عادي لو قلت البندري غبية
    : عنووووووووووووووود
    : عنيدييييييييييييييييييي
    : بــــنـــــت
    اختلطت هتافات الكل المستنكرة و أبوها يقول : عمري ما شفت أعبط منك
    قالت وهي تحط يدينها على خصرها : اش عندكم مدخلين البندري غرفتكم هااااااااااااا تراني أغاااااااااااار
    وراحت جري وجلست بين أبوها والبندري وضمت أبوها وهي تبتسم له , ضحك وقال : الــلـــه يعيني على خبالك , الموضوع إنه البندري تقدم لها واحد
    سكت الكل ووقفت العنود وغطرفت بفرح , قالت الهنوف : انتي دحين تغطرفين ليه صار شي عرفتي من هو
    قال أبوها بفرح طاغي : عبد الرحمن ولد عمكم صالح
    قالت بمزح وهي تجر بشويش خصلة من شعر البندري : مااااااااااا يحتاااااااااااااااج هذا كله , دام بأفتك من خلقة هالنحسة أنا مبسووووووووطه
    ضحكت أزهار بفرح وهي تحس برااااااااحة غير معقولة داخل صدرها وراحت وضمت البندري وهي تقول : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا قلبي
    بادلتها البندري الاحتضان ورصت عليها بقوووة كإنها تقولها أخيرا تحقق اللي قلتيه وقاله جاسم , قالت أمها بخوف لمن شافت فرحتهم : لسه أول شي تستخير بعدين ورانا التحاليل , سبحان الله , يمكن ما يطلعون متوافقين .
    لكنهم ما اهتموا لهذا كله وهم يجتمعون حول البندري اللي البسمة لأول مرة ترتسم بصدق على وجهها من زمااااااااااااااااان .

    ***********************

    يوم الإثنين : 19 / 3 / 1427 هـ
    العصر في فيلا أبو جاسم

    خبر تقدم عبد الرحمن قبل يومين للبندري اللي وافقت على طول و تغير شحوبها وصار وجهها ينطق بالسعادة انتشر عند العايلة كلها والتلفونات صارت غير مشغولة بالناس اللي تبارك وهدى طول الوقت تقول إن الخبر مو مؤكد إلا بعد التحاليل الخاصة بفحص ما قبل الزواج اللي ما تطلع نتيجته إلا بعد أسبوع من الفحص , قالت العنود وهي لافة بوزها و تطالع في البندري اللي تكلم صحبتها جوال : مالت كإنه محد انخطب غيرها شرط بتطلع لها جناحات وتطير, لسه المفجوعة أول أمس اللي كلموها وعلى طول وافقت وراحت حللت اليوم الصباح , أتحدى صلت صلاة استخارة حتى
    ضحكت الهنوف وقالت أزهار وهي تحيك الصوف : اش اللي حارق رزك خليها تفرح , مستكثرة عليها الفرحة
    قالت وهي تضرب المخدة اللي في حضنها : اللي حارق رزي إنها أصغر مني و انخطبت وأنا قاعدة , مفروض يقولون لعبد الرحمن مادام ولد عمي ومنا وفينا إنه يستنى شوية , أما يقطعون رزقي ليه
    قالت أزهار بهدوء وهي تنقي لون ثاني : عنودي قلبي محد يقطع رزق أحد , الأرزاق من الله هذا أولا وثانيا أنا لسه ما انخطبت وأنا أكبر منك
    سكتوا الثنتين وهم يطالعون في بعض بنظرات استوقفت يد أزهار في الهوا وخلتها تسأل : اش هذي النظرة لا يكون أنا مخطوبة و
    قاطعوها مع بعض بصراخ : لالالالا
    قطبت حواجبها وقالت : إصراركم في الرد شككني أكثر
    تغيرت ملامح وجههم وهم مهم عارفين اش يقولون , فكرت أزهار بعدين سألت باهتمام : يكون الوردة من خطيب مجهول
    ضحكوا الثنتين وقالت العنود وهي تفكر بجاسم : اطمني , مستحيييييييييل هالشي
    سرحت سرحان طويييييييييييييل وقالت أخيرا وهي تهز أكتافها : المهم , أية لون أحلى, هذا ولا هذا
    زفرت الهنوف براحة إنها غيرت الموضوع فدعست العنود رجلها من تحت الطاولة وهي تقول : البرتقالي أحلى
    دق جوال الهنوف فردت على عمتها وهي تقول : هلا بأحلى عمه
    جاها صوت رجولي يقول : السلام عليكم
    ردت عليه السلام بتردد وهي تفكر إنه أكيد زوج عمتها , قالت : عمي علي
    : لا ولده
    قطبت حواجبها وقالت : ولـ.
    وسكتت على طول لمن عرفت إنه حسان , ولمن سمعت ضحكه حمر وجهها وصفرت يدينها وقامت من مكانها على طول ودخلت الغرفة , قالت أزهار وهي منهمكة في شغلها : حسان ها
    هزت العنود راسها وهي تقلب القنوات وقالت : واضح من تغير وجهها
    رصت الهنوف على الجوال لدرجة حسته بيتكسر في يدها وهي تسمع حسان يقول : طحت عليك يالشرادة , وينك ما تردين على جوالك
    بالقوة همست : ما أعرف رقمك
    قال بضحكه : أكيد تمزحين
    سكتت وما عرفت اش ترد , صرخ بصدمة : ما تعرفين رقم جوالي
    زاد إحراجها وما قدرت تنطق , زفر وقال : صراحة صدمتيني , لكن عادي , طالعي الرقم اللي دق عليك 10 مرات أمس وسجليه باسمي
    هزت راسها وتذكرت إنه ما يشوفها فقالت : إن شاء الله
    قال بعد صمت طويل : هنوف . هنوف
    همست : نعم
    سأل : معايا انتي
    جاوبته : إيوه
    زفر وقال : مشكلة لمن الواحد مو عارف اش يقول , كنت مجهز كلام كثير وضاع من سمعت كلمة هلا مع إنها ما كانت موجهة لشخصي الكريم
    ابتسمت وما ردت عليه وهي تحس بخجل ممزوج بسعاده حلوه , ورغم إنه مكالمتهم مادامت أكثر من خمس دقايق لكنها كانت مستمعة فيها , خرجت بعد تردد ومشيت وجلست في مكانها بينهم وقالت بحماس : أزهار الألوان مرة خطيرة , صارت واضحة دحين
    طالعت أزهار في القطعة الصوف وقالت بفرح : والله
    قالت العنود وهي تاكل بطاطس : أزهار القطعة لسه ما تغير فيها شي , ستي هنوف تبغى تضيع موضوع التسحب واللي بالي بالك
    ماتت الهنوف خجل خاصة لمن قالت أزهار ببراءة وهي تحيك الصوف: قصدك حسان؟ ويعني لو دق عليها وكلمها و كلمته , زوجها
    قامت الهنوف من وسطهم ودخلت الغرفة وصكت الباب بقووووة , انسدحت العنود على الكنبة وهي تقهقه من قلب وهي تقول : جلطتيها يا أزهار
    قالت باستنكار : أنا اش قللللللللللت

    **********************

    بعد المغرب في الباحة :

    : والله تمشون بالطيب ولا بالغصب
    مسحت هاله دموعها وقالت بقهر : حراااااااام عليكم اللي تسوونه والله حراااااام , ما أبغى أرووووووووح
    صرخ عبد الله : أنا حلــــفــــت
    زاد صياحها و خرجت من الصالة بسرعة , غمضت مشاعل عيونها عشان تصد دموعها ورجعت فتحتها , لقيت النظرااااااات كلها منصبة عليها ~ أمها , عبد الله , بندر , معاذ , حنان , أحلام ~ رمشت بعيونها وقالت بهمس : أنا أروح أكلمها
    وقامت بسرعة ولحقت بهاله اللي رامية نفسها على السرير وهي تصيييييييييح من قلب, حطت يدها على ظهرها وهي تهمس : هاله
    لفت عليها هاله وقالت من وسط شهقاتها : ما أبغى أحضر جواز ناصر أنا حره , أنا أككككككككككككرهه وأككككككككككككره خالتي وبناتها وأكككككككرهم كللللللللهم , ما أبغـــــى أروووووووووووح
    قالت بهدوء مصطنع : عبد الله حلف
    صرخت بقهر : يحلف على نفسه وعلى حرمته , أنا ليش يحلف علي , والله ما أروح لو على قص رقبتي
    ومسحت دموعها وهي تقول بقهر : وانتي رااااضية , رااااضية أروح جواز ناصر وأشوف الحيواااااااانة اللي من يوم خطبك وهي تدور حولينه زي الحية تنزف له, وأمها السحاره ترقص وتتشمت فينا
    ~ لااااااااااااااا , والله ما يرضيني يا هاله , والله ما يرضيني تحضرون جوازه كإنه شي ما صار , كان مفروض توقفون معايا , والــــلــــه مايرضيني ~ كتمت آهاتها وهي تقول بابتسامة صفراء : هذا ولد خالتك وخالتي بتزعل لو ما حضرت أختها وبناتها
    : يعللللللللللللها المووووت هي وبناتها اللي ما حسبوا يفتكون منك , من يومهم مقهورين ليش ناصر متعلق فيك , والله ما أروح ولا أهنيهم بشي
    انفتح الباب بقوة ودخل منه عبد الله اللي صرخ : بتمشين ورجلي على رقبتك , قاعدة تصارخين وصوتك واصل لآخر البيت يا حيوانه , أنا عارف هذا كللله من تحت راس السوسة اللي جنبك
    انصعقت مشاعل من كلمته ووقفت بسرعة وهي تقول بحزم ودمها يغلي بداخلها : ما أسمح لك
    صرخ فيها : اسكتـــــي
    وجر هاله وهو يقول : تحركي قدامي , تبغين تخلينا علكه في حلوق الناس
    تحركت مشاعل وفلتت يده بقوة عن هاله ووقفت بينه وبينها وقالت بحزم : أنا ما أبغاها تروح, ارتحت, أبغاها تجلس معايا , أخاف أجلس لوحدي في هالبيت والكل في العرس قل هالكلام لكل واحد تقابله
    رماها بنظرات حادة وبادلته نفسها وهي داسة هاله وراها , تحرك وخرج من الغرفة بعد ما صك الباب بكل قوته ~ ليييييييييه ليييييييييه هالحماس كله عشان جواز ناصر ليييييييييه أخواني كلهم رايحين أمي كإنها هي أم العروسة من الفرحة , وحنان متزينه على سنقة عشرة , هذا كله عشان الواجب , ولا عشان ما يقولون الناس قاطعت أختها وما حضرت الجواز عشانها مقهورة من اللي صار , ويعني لو سويتوا موقف وحطيتم نفسكم واقفين معايا وما تبغون تجرحوني , خلوا الرجال يروحون , مو لازم انتم , ليييه تنثرون الملح على جراحي مو كافي قلبي مقبوض والنوم مجافيني من الوجع , مو كافي ناصر زوجي وحبيبي اليوم بتنزف له وحده ثانية , مو كافي إني أعرف إن الإنسااااااااان اللي بنيت عليه أحلامي صار لحرمة غيري , حراااام عليكم والله الضرب في الميت حرام ~ انتبهت مشاعل إنها كانت تنتفض وصوت أنفاسها يخترق سكون الغرفة الباردة وبلا مقدمات حست بدمعة تنساب على خدها , همست بصوت حاولت تخليه متماسك : شكرا لأنك ما رحتي معاهم
    لفت هاله يدينها حولين بطن مشاعل وشدتها بقوة وسندت راسها بين أكتافها وهي تصييييييييح بصوت مكتوم وبداخلها تصرخ ~ والله حاسة بشعورك يا مشاعل , والله حاسة يا قلبي , الله يرحم حالك ويصبرك ~

    ***********************

    يوم الأحد 25 / 3 / 1427 هـ :
    الساعة 3 الظهر قدام العمارة في الشرقية :

    ~ أفتقدها , أفتقدها , أفتقد عيونها , ضحكتها , اهتمامها وسؤالها عني , والله أفتقدها لكن , لاااااااا ما أقدر , ما أقدر ~ زفر جاسم وهو يقلب جواله بين يدينه بطفش , ليش يشتاق لليلى بهالشكل الفضيع رغم إنه يعرف إنه اللي كان يسويه غلط , ليش صار يحس حياته بلا طعم ولا شي جديد , من العمل للشقة لطلعات الشباب للنوم للعمل للشقة . إلخ , دوامة مالها توقف أو شي غريب يكسر حدتها , انتبه من شروده لمن سمع دق على قزاز سيارته , لف والتقى بصره بوجه عدنان الباسم , ابتسم وفتح الطاقة وقال بتريقة : خيييييييييير يا أخينا , عندك شي
    ابتسم عدنان وهو يتكئ على الباب وقال بمرح وهو يرفع الأكياس اللي معاه : والله كنت طالع الشقة وأنا شايل معايا أكياس من المطعم الصيني غدا لواحد من أصحابي صاير غير طفشاااااان ومتملل وغير قاعد في البيت , قلت أنفه عنه شويه , ويوم شفتك ساااااارح في ملكوت الله قلت قبل ما أطلع له أخرجك من الحالة اللي انت فيها عشان ما تنصهر من الشمس
    ضحك جاسم وقال وهو يحط يده على موضع قلبه : آآآآآآآآآخ صيني , جيت على الجرح
    وخرج من السيارة على طول وتبع عدنان اللي واقف يستناه عند مدخل العمارة , كان شااااااااكر من الأعماق وقفته له معاه من رجعوا من جدة , ورغم إنه مهو داري عن حقيقة اللي صار لكنه واقف معاه في كل حال ~ اللي صار , أفففففففففف ما أبغى حتى أفكر فيه , أزهار هذي شي مو طبيعي , رغم كل الضرب اللي أعطيتها اياه كانت . جاسم , بس تفكير , اش هذا صرت مهووس بأزهار والبندري وعبد الرحمن والبيت والله حاااااااااااااله ~ دق جواله قاطع أفكاره فخرج الجوال وابتسم لمن شاف رقم أبوه , وأشر لعدنان يسبقه لجوة الشقه ورفع الخط وهو يقول : السلام عليكم , هلا أبوي
    وصله صوت أبوه البارد نوعا ما وهو يقول بهدوء : نتيجة التحاليل طلعت متوافقة والحمد لله
    : الحمد لله , ألف مبروك , قلتلها النتيجة
    قال أبوه : لا لسه
    رغم برود أبوه معاه من قرر إنه ينسى الموضوع شكليا إلا إنه مازال يهتم به ويقدمه على الكل , ابتسم وقال بشكر عميق : شكرا يا أبويه , ممكن أنا أبشرها
    قال أبوه بفرح : زين تسوي , وكلم بقية أخواتك وأزهار كمان
    غمض عيونه وقال : إن شاء الله
    وصك الخط وزفر وهو يقول بغيييييييض : ليييييييش إلا يبغاني أكلمها الحيوانة
    : جااااااااااسم
    دخل الشقة وقال: دقايق أغير وأجي
    وانصدم لمن شاف كشتين شعر جالسة قدام الكيس , قال وهو يبعد أيمن وهاني : هييييييييييييييييي أكلناااااااااااااا
    كانت وجوههم مفقعة من كثر النوم , العيون نص مغمضة , الشعر طاير وأثار المخدة لسه في وجيههم , قال أيمن وهو يتثاوب : لقمة هنية تكفـــ
    سحب الأكياس وقال : ما تكفي إلا اثنين , يلا وروني عرض أكتافكم
    ضحك عدنان وقال : جاسم إن شاء الله تكفينا أنا حاسبهم
    سحب هاني الأكياس وقال وسط ضحك أيمن : روح لقط لقط , صاحب الأكل حاسبنا
    قال عدنان اللي ما رضي بشماتتهم لصاحبه : بس ترى العزيمة له ولو قال ما تاكلون ما تاكلون
    قلبوا الموجة بسرعة وبدأوا يبتسمون ويدحلسون , ضحك جاسم من قلبه على تغيرهم السريع وقال وهو يدخل الغرفة : لا تاكلون قبلي , بأغير وأجي
    وخرج جواله أول ما دخل ودق على أمه بارك لها وطلب منها يكلم البندري عشان يبشرها
    دخلت هدى على غرفة البندري وقالت : بندري أخوك يبغاك
    رفعت العنود راسها من شاشة الكمبيوتر ودقت أزهار السرحانه الغااااااااااااارقه في أفكار حزينة بدت من ملامحها , انتبهت أزهار لمن همشت العنود : جاسم جاسم
    كانت تحس بضييييييييق من مجرد سماع اسمه , لكنها كتمته وهي تطالع معاها في البندري اللي ردت بخوف واضح
    أول ما سمع صوتها المتردد الخافت قال : هلااااااااا , كيف حالك يا عروسة وصلتنا الأخبار
    : أخبار
    : مبروووووووووك , النتيجة متطابقة
    همست وهي تحس بفرح وراحة عمييييييييقة بداخلها : متطابقة
    خرجت أزهار من اكتئابها اللي صايبها من فترة و صرخت هي و العنود بحماس لمن سمعوا كلمتها وهم فرحانين لفرحة البندري اللي دمعت عيونها وهي تقول بهمس : الله يبارك فيك
    لمن سمع الصراخ قال : أكيد هذي الخبلة عنيدي ما في غيرها
    ضحكت وقالت وهي ناسية تماما أي شي غير فرحتها : وأزهار معاها كمان , قاعدين ينططون زي المتخلفين
    ماتوقع إنه يسمع عنها وما توقع أكثر اللي سمعه , يعني فوق كونه وقحة وحقيرة كمان مخادعة وممثلة بارعة , حس إنه في شي في الموضوع , في شي ناقص عشان تكمل الصورة لكنه ما عرف اش هو , بارك لها بسرعة وأنهى المكالمة لمن سمع إنه العنود تبغى تكلمه , غير ملابسه وخرج للشباب
    : قفل الخط
    قالتها البندري وهي تناول الجوال لأمها المبتسمة , شهقت العنود وهي تقول : الدبببببببببببببببببببببببببب .
    قالت أمها : بهذي المناسبة , اختاروا مطعم نروح له عشان نتعشى
    صرخوا بحماس و بدأوا يفكرون بالمطعم اللي يبغونه , دخلت عليهم الهنوف اللي قلها أبوها على الخبر السعيد ولقيت أزهار والعنود يتضاربون كعادتهم والسبب هالمرة المطعم , تنفست براحة وهي تقول بداخلها ~ كذا أحسن , مرة مو حلو عليها الصمت ~ كانت مبسوطة من مضارباتهم لأول مرة , افتقدتها بشدة الأيام الأخيرة بسبب هدوء أزهار اللي ما فحالها لشي , كل ما عرضوا عليها شي رفضت وقالت تعبانة , ما فحالي , صارت زي الشمعة اللي بدأت تذبل شعلتها , خصوصا بعد الجلسة الأخيرة قبل يومين صار سرحانها كثيييييييييير

    *************************

    السبت 1 / 4 / 1427 هـ :
    العصر في فيلا أبو جاسم :

    مرت الأيام بهدوء رتيب خصوصا إنه خلاص بدأت الإجازة و ما عاد صار في البيت حركة و ريحة وجيه زي أول , جريت العنود على التلفون وقالت بحماس : هاااااااااااااااالووووووووووو .
    : طيب لو كنت واحد صايع ولا غلطان وانتي تردين بهالترحيب الحااااااار
    لفت بوزها وقالت : عارفة إني مني محظوظة لهالدرجة عشان أطيح على واحد , ما غيرك انت اللي كسرت التلفونات بكثر اتصالاتك وصحبات أمي النقاقات المزعجات اللي أطيح عليهم
    وصله صراخه وهو يقول : اش الكلام الوقح هذا يعني ودك تكلمين واحد يعني
    طالعت في السماعة ورجعت حطتها على إذنها وقالت ببرود : هذا يسمى مزح, دعابة, طرفة يا سيد جااااااسم , ما أدري اش فيكم كلكم صايرين شرارة
    زفر جاسم وقال بضيق : حتى لو بالمزح
    تأففت وقالت كلمته المقدسة اللي دايما يقولها : أخلص اش عندك ؟
    : بـــنــــت .
    صرخت بداخلها ~ ولــــــد ~ لكنها مسكت لسانها وقالت بطفش : لحظة أناديلك أمي
    وصرخت بطول صوتها : أمــــــــــــي ردي على التلفوووووووووووووووووووون , جااااااااااااااااااااااااسم يبغاااااااااااااك
    وقالت لجاسم : بأصك السماعة عشان ترد أمي من فوق , أصلا البيت كله صاير ملـــــل
    وصكت السماعة وهي تحس بغيض داخلي , كانت حاسة إنه تغير أزهار اللي صارت منزوية ومنعزلة مؤخرا كله بسبب سوء الفهم اللي صار بينهم و بسبب ضربه المبرح لها
    جلست أزهار في الحديقة وهي تفكر بشعورها الغريب , الصباح راحت مواصلة لجلستها عند الدكتور مطلق وبعد ما رجعت صلت الظهر و نامت وأول ما صحيت من النوم قبل شوية حست نفسها في مكان ما تعرفه , خافت وقامت بسرعة من سريرها لقيت نفسها في غرفتها , ليش جاها هالإحساس يمكن عشان الصور اللي وراها لها الدكتور مطلق لبيت صغير وناعم ارتبطت في ذهنها , لا مستحيل إنه بسبب الصور , هي أصلا لها كم مرة لمن تصحى من سرحانها وتطالع للي حولها لوهلة يجيها شعور يقبض قلبها إنها في المكان الغلط وهذا المكان غريب عنها , صارت تخاف من جلسات مطلق , صارت تحس بشعور دائم بداخلها كإنها دوامة مالها قرار ما في راحة ما في أمان , حتى جلساتها مع البنات صارت تحسها ثقييييييييلة على قلبها , اليوم ثالث جلسة لها تتذكر فيها بعض الأشياء وتنساها , تأملت غصن السحلبية وابتسمت وهي تلمس أوراقها الناااعمة , هذي ثالث سحلبية يعطيها إياها الدكتور ويقولها إنها من نفس الشخص المحب , زفرت بقوة وقامت من مكانها وهي تحس بتعب وإرهاق من أفكارها لمن نادتها العنود من الشباك إن الشاهي جاهز , العنود اللي تحاول بشتى الطرق تخرجها من كآبتها اللي هي نفسها كارهتها , تحركت للبيت ووقفت لمن شافت باب المجلس مفتوح , ابتسمت وقالت وهي تدخل : باباتي
    وانصدمت لمن لقيت قدامها واحد غريب , كان المفروض تتحرك , تشرد , تغطي لكنها لقيت نفسها تطالع في وجه الرجال بعيون وااااااسعة
    تصنم عمر وهو يشوف أزهار قدامه , شعرها الغجري , عيونها الحنونة , كل شي فيها ذكره بأمه وعمار وعمير وحياتهم , حس بألم لو وزع على البشر كفاهم , دمعت عيونه غصب ولف وجهه وتحرك مبتعد عنها وهو يقاوم إنه يضمها ويصرخ باسمها , خرج أحمد وهو يقول : عمر اش فيك
    الاسم دوى في عقلها زي القنبلة وبشكل سريع مرعب ~ عمر , عمر , عمر , عامر, عمير , عموري , عامر , عمر , عمر ~ غمضت عيونها بقوة وهي تتمنى لو يوقف الصدى اللي في راسها
    انرعب أحمد لمن شافها , وعلى طول ضمها وهو يقول : أزهار حبيبتي اش فيك
    بعدته عنها وهي تهز راسها عشان توقف الأصوات المدوية , غطت أذانيها وهي تصرخ في الصوت اللي حسته يهز جدران عقلها : وقـــــف
    وقف عمر مصنم مكانه وهو مصدوووووووم من منظرها , هزها أحمد بشويش ورجع ضمها وهو يقول : بسم الله عليك , أزهار اش فييييييييك
    رفعت راسها وشهقت لمن شافت أحمد , دفته وهي تحس بخوف و صرخت وهي تطالع فيه برعب : انت مين أنا فين
    كانت صور غريبة تدافع لها , ناس تضحك , ورجال مبتسم , وحرمة تصيح , وبنت غريبة تناديها , وموية تغرق وسطها , وأسماااااااء تدوي في عقلها , غمضت عيونها وسدت أذانيها وهي تصرخ: خلااااااااااااااااااص , خلااااااااااااااااص , يكفييييييييييييييي
    وطاحت على الأرض مغمي عليها, صرخ عمر وهو يجري لها: أزهاااااااااااااااااااار
    وشالها عن الأرض وهو يقول : أزهار , أزهار , أنا السبب , أنا السبب
    حط أحمد يده على كتفه وهو يقول : عادي ياعمر, أحيانا تجيها هذي الحالة شوية وتفوق , لاتخاف
    مسح على خدها وتأمل ملامحها وضمها بقوة وهو يتنفس بصوت عالي من كثر ماهو حابس دموعه وهو يقول : ياحبيبتي , ياااااأمي انتي , فالك العافية , ياااااقلبي , سامحيني ياأزهار
    لف أحمد لقي العنود واقفة عند الباب اللي يوصل بالفيلا وهي حاطة يدينها على فمها ودموعها اللي حابستها تلمع في عيونها , أشر لها أبوها تروح لكنها ماقدرت تبعد عينها عن عمر اللي جالس على الأرض وهو حاضن أزهار وهو يقول بصوت مخنوق : سامحيني يازهرة , سامحيني ياحبيبتي , أنا اللي سبتك لوحدك , أنا اللي سبتك لوحدك في البحر , ماكنت داري اني بأبعد عنك , والله ماكنت داري ولا ماسبتك لثانية , قلتيلي لاتروح لكني ماسمعتلك , قلتيلي لكني سبتك لوحدك , أنا السبب في اللي انتي فيه , أنا السبب , سامحيني سامحينييييي
    قال كلمته الأخيرة وهو ماعاد هو قادر يستحمل وبدأ بعدها يصيح بصوت يقطع القلب وهو يضمها كإنه وده يدخلها جوة صدره , صوت صياحه الممزوج بآهات خارجة من أعماقه خلى أحمد يغطي وجهه بغترته وهو يبكي بصمت , دخلت العنود جوة واستندت على الجدر وهي تصيح من صياحه , كان صوته واصلها وهو يردد اسم أزهار بحرقة انزلقت على الأرض وغطت وجهها وهي تدعي إن الله يفرج له همه
    ماتدري كم مر إلين هدأ عمر وبدأ صوت صياحه يخفت ولا متى وقفت هي بكى , مسحت خشمها ببلوزتها اللي صارت مبللة بشكل فضيع وقامت , طلت براسها لقيت المكان فاضي, اندست لمن سمعت صوت أبوها وهو يقول : حأتصل عليك أول ماتفوق عشان أطمنك
    وسمعت صوت الصندل وهو مبتعد , خرجت راسها وصرخت بطول صوتها لمن لقيت أبوها قدامها , قالت وهي تحط يدها على صدرها : أبويه فجعتني
    مسك خصلة من قصتها وشدها بخفة وهو يقول : اللقافة سبيك منها , ماقلتلك روحي
    قالت وهي تمسح بقايا دموعها : كلنا عارفين عن أخوها اللي ماقلتوا لنا عنه , بس توي اللي عرفت إنه عمر
    قال مبتسم وهو يحاول يبث القوة والراحة فيها : حريم سراقات الوحي , ذكريني أحكيك انتي وأخواتك عن هذا المثل
    سألت بخوف : وين أزهار واش صار
    دخل المجلس وهي وراه , كانت أزهار مسدحة على الكنب ونايمة بعمق , قال أبوها : قابلت أخوها وسمعتني وأنا أناديه عمر وجاتها الحالة وهو مسكين انفجع مو متعود عليها
    تنهدت العنود وقالت : حبيب قلبي هوه , صاح بشكل فضيع
    ضربها أبوها على كتفها وهو يقول : حبيب قلبك في عينك , قدامي كمان تقولينها
    حكت كتفها : أنا أكبر منه يا أبويه , يوووه , مشاعر أخويه , والله كان ودي أحضنه وأطبطب على ظهره , آآآآآآي
    قالتها وهي تحك راسها اللي ضربه أبوها من ورى , طالعت في أبوها وهي لامه بوزها وبداخلها تقول ~ أفففففففففف مافي ديموقراطية في هذا البيت , يعني أنا من جدي بأحضنه , آآآآآآآآي راسي والله تعور ~

    ****************************

    فتحت أزهار عيونها وطالعت في السقف بحيرة , شهقت وقامت , طالعت يمين ويسار لقيت نفسها في غرفة وااااااااااسعة وهي منسدحة على سرير عالي ومتلحفه بلحاف غريب , دخلت الهنوف وقالت : أخيرا فقتي , نوم العوافي يا عسل الساعة 11
    طالعت برعب في البنت اللي ما كانت غريبة عنها وسألت : أنا فين
    ابتسمت الهنوف وقالت : يعني وين برأيك في غرفتنا
    رمت أزهار اللحاف وقالت وهب تقوم : أبغى ماما , وين ماما
    قالت الهنوف بخوف وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار اش فيك
    سحبت أزهار كتفها وبعدت عن الهنوف وهي تقول : لا تلمسيني , نادي ماما
    حست الهنوف برعب وهي تخرج من الغرفة عشان تنادي أمها , دارت أزهار في الغرفة وتأملتها ورجعت تطالع بنص عين للي ورى الباب المفتوح , كان كل شي حولها غريب ومألوف في نفس الوقت , قالت بتمتمة : هذي اسمها الهنوف أنا متأكده وهي مملكة على ولد عمتها عدنان , أنا ليه أعرف هذا كله عنها
    دخلت هدى مع الهنوف وقالت بخوف : أزهار اش فيك
    سألت بخوف وهي تطالع للي وراهم : وين ماما أنا فين وين أخواني أنا ليش أعرفكم
    وطالعت في الغرفة وسألت بحيرة : ليش هذي الغرفة مألوفة
    غطت الهنوف فمها بصدمة وضربت هدى صدرها وقالت : يا حسرتي على البنية , أزهار حبيبتي اش صار فيك
    دخلت العنود اللي سمعت الهنوف تنادي أمها وهي تسأل : أمي اش فيه
    قالت الهنوف وهي تعصر يد العنود بيد واليد الثانية قابضة على موضع قلبها : عنووود الحقي , أزهار مهي عارفتنا وتبغى أمها وأخوانها
    انقبض قلب العنود وحست كإنه يد باااااارده قاعده تعصر فيه بقوة , قالت أزهار وهي تقطب حواجبها وتحاول تتذكر : أنا اش جابني هنا أنا في مصر دحين
    وفتحت الستارة وطالعت لبرى ورجعت طالعت في الحريم الثلاثة وصرخت برعب : ليش واقفين وتطالعون فيه كذا تكلموا
    قالت العنود وهي تحس بالخوف يذوب عظامها : أروح أنادي أبويه
    قالت الهنوف وهي تشرد من الغرفة : أنا أناديه انتي خليك هنا
    تحركت أزهار وقالت : خلوني أخرج
    مسكتها العنود من ذراعها وهي تقول : أزهار بتروحين فين
    صرخت وهي تفلت يدها : سيبينييييييييي , أبغى أمي , عماااااااااااااااار , انتوا ليش حابسيني هنا
    ضمتها العنود وقالت بصوت هادي مناقض لخوفها الداخلي وهي تقاوم صراعات أزهار عشان تنفلت من بين يدينها : حبيبتي ما حبسناك , إنتي تعيشين معانا هنا , إحنا قرايب لأبوك , وعمر كان هنا قبل شوي
    هدت أزهار لمن سمعت اسم عمر وبعدت عنها بخشونة وهي تسأل بلهفة : عمر وينه دحين أنا فين
    قالت العنود وهي تحس الدموع تحاربها عشان تنزل : انتي في بيتنا دحين , هذي أمي هدى
    مسحت هدى دموعها وقالت بحسرة وهي مهي قادرة تتقدم وتضم أزهار : يا حبيبتي انتي
    قطبت أزهار حواجبها وسألت باستغراب : أمك تصيح عليه ليه
    دمعت عيون العنود وهي تهمس : لأنك غاليه عليها , غاليه علينا كلنا
    سألت أزهار بشك بعد لحظة تفكييييير عميقة : إحنا فين
    قالت العنود بصوت متهدج من البكا : في بيتـ.
    قاطعتها أزهار بصراخ : في بيتكم عارفة خلاص , في مصر ولا السعودية
    نزلت دموعها على خدودها وهي تشوف عيون أزهار الزايغة وحركاتها الغير متزنة وقالت : السعودية , جدة
    تحركت أزهار يمين ويسار وهي تبعد خصلات شعرها بيدين مرتجفة وطالعت فيهم وهي تقول : إحنا في جدة , أجل ليش أعيش عندكم وأنا عندي بيت هنا
    كانت تحس عقلها زي الجلي , مو قادر يمسك معلومة وحدة , مو قادر يهيأ لها وضع محدد تكون فيه , حست نفسها تسبح في اللاتفكير , لمن يصحى الإنسان من نوم عميييييييييييييق و يتفجأ إنه يمر بلحظة يحاول يدرك فيها واقعه وفي أي يوم وأي ساعه قبل ما يتذكر كل شي في ثانية , أزهار حست نفسها محبوسة داخل هذي اللحظة , تحاول تفوق لكن عقلها هلامي , حطت يدينها على جوانب راسها وضغطتها بقوة , هذي الحرمة اللي قدامها أمها , لكن أمها مزنة , وهذولي البنتين اللي قدامها , العنود والبندري أخواتها لكن أخوانها عمار وعمر وعمير وهي البنت الوحيدة , كيف صار لها أمين , وكيف صار لها أخوات وهي البنت الوحيدة , معقولة لها حياتين مختلفة , و الهنوف راحت تنادي أبوها , لكن هي أبوها مات من 20 سنة , هي ليه تحس إنها مفروض تكون في مصر أمها ليه سابتها عند قرايب أبوها اللي تحسهم أمها وأخواتها أخوانها ليه سابوها عندهم يكنون راحوا مصر لوحدهم لا بس هي كانت في الأردن مع عمار وأمها ولحقوا بهم عمر وعمير , كيف رجعوها جدة طيب هي ليه في جدة ومهي في الأردن المفروض تكون في مصر , رصت يدينها على راسها أكثر وهي تقول : راسي , راسي يعورني


    يتبع






    رد مع اقتباس  

  7. #17  
    طاحت على ركبها وهي ترص راسها بقوة وهي تقول : راسي , راسي
    دخل عليها رجال حسته أبوها وعقلها يصرخ أبوك مات من 20 سنة ما تفهمين زاد صداعها وبدأت تئن بصوت عالي و ما حست بنفسها إلا وهي مشيولة بين يدين الرجال وهو يصرخ : قولي لسوناردي يشغل السيارة , بسرعه
    غمضت عيونها وهي تفكر إنها كان مفروض تكون في مصر , ليه ما تدري

    *************************

    وقفت العنود في الممر وأبوها جنبها وعمر رايح جاي وسط الممر وهو يستغفر ويسبح كانت العنود حاسه إنه يلوم نفسه بداخله وإنه صابتها هالحالة من مقابلته لها , طالعت في باب العيادة المقفول وهي تتساءل اش اللي يصير جوة
    ابتسم مطلق وقال : زين يعني متذكرة إنك تجيني
    قطبت حواجبها ولفت عليه وسألته : إيووه صح , أنا ليش كنت أجيك
    كان لأول مرة من فاقت من غيبوبتها الأولى يشوف وجهها , كان جمييييل ومحلو أكثر من السابق لكن عيونها تاااااااايهة, قال بهدوء: مو مفروض انتي تتذكرين وتقولين لي ؟
    فكرت شوية وقالت بصوت تايه وهي تطالع في السقف : دكتوووور , أنا ليش أحس إنه عندي عايلتين .
    وضحكت وقالت وهي تأشر بيدها : الرجال اللي برى أبويه مع إنه أبويه مات من زماااااااااان
    قطب حواجبه غصب عنه وقال بحزم : أزهااااار , ركزي معايا
    لفت عليه وهي مبوزة , تمالك الخوف اللي ملى قلبه وقال وهو يحط دفتره على جنب : أزهار بإيش تفكرين دحين
    درات عيونها وهي تفكر : مممممممممممم , مفروض أكون في مصر
    رفع حواجبه بدهشة وهو يقول : ليييييه
    : ما أدري , بس أحس كذا
    : طيب مين تحبين أكثر عمر ولا العنود
    هزت أكتافها وقالت بصوت ذابل تايه : ما أدري , كلهم يمكن , هم أخواني لكنهم
    وسكتت طويييييل بعدين قالت بابتسامه : تخيل مهم أخوان بعض !!! كييييييف ما أدري
    قام بسرعة وفتح دولابه وخرج إبره وعباها محلول وجا وهو يقول : أزهار بأعطيك دوا ينومك دحين عشان ترتاحين
    قالت وهي تلف عليه : دكتووووور , أحس عقلي زي جيلي الليمون
    ابتسم وقال وهو يحقنها : اش معنى جلي ليمون مو توت
    ابتسمت وقالت بهمس : يمكن لأني أحب الليمون
    وبدأ كلامها الغير متزن يتباطأ ولسانها يثقل وأخيرا نامت , طااااااااااالع فيها ومد يده بيمسد شعرها لكنه وقف يده في اللحظة الأخيرة , زفر واستند على مكتبه وهو يفرك عيونه بتعب , وبعد ما سحب نفس عميق فتح الباب ودخلهم , وقفت العنود جنب السرير اللي فيه أزهار وجلسوا الإثنين قبال مطلق اللي فرك عيونه وفتح دفتره وكتب فيه كم شي وقفله وهو يقول : باختصار وبلغة بسيطة من دون ما أدخل في متاهات المصطلحات العلمية المشكلة وما فيها , عقلها استعاد ذاكرته وهذا اللي كنا نبغى نوصل له , لكن .
    وتبادل معاهم نظرة طويله قبل ما يكمل : في جزء كبير ناقص , حلقة مفقودة في وسط الأحداث , عقلها رافض يطلعه أو حتى يسترجعه , انعدام هذا الجزء في ذاكرتها خلاها مهي مركزة , مهي قادرة على ربط الأشياء
    قال عمر بخوف : والحل كيف نساعدها
    هز أكتافه وجاوب : الوقت , الحل الوحيد حاليا هو انكم تعطونها وقت تتذكر فيه براحة وطبعا هذا لازم يكون بعيد عنكم وعن أي محيط آخر , يعني في المستشفى في القسم اللي أشرف عليه
    قال عمر بصدمة : القسم النفسي , ليييييييييه حالتها صعبة
    قال مطلق وهو يتنهد : برضو هذا مانحكم عليه إلا بعد إشراف كم يوم على أزهار
    بعد سلسلة محادثات و مناقشااااات حادة وقع أحمد على أوراق أزهار ودخلوها في غرفة في قسم المرضى النفسيين , وبما أنها مستشفى حكومي منعوا وجود أي مرافق لأزهار
    رجعت العنود للبيت بقلب كسير وهناك لقيت أمها والهنوف والبندري بانتظارها في الصالة , رمتهم بنظرة تعب وانهارت على الأرض وهي مغطية وجهها وتصيح من قلبها من عرفوا أخواتها من أبوهم اش صار فتحوا مناحة ليش أزهار منومة , دخل أحمد غرفة نومه وهو مهو عارف يواسي نفسه ولا بناته ولا زوجته
    وفي المستشفى قعد عمر في كراسي الانتظار في المستشفى وهو يستنى الصباح يطلع عشان يزور أخته

    ***********************

    الساعة 2 في الليل في نفس اليوم :
    في فيلا أبو جاسم :

    : عنووووووووووود
    لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تدق من جوالها : هنوف اهجدي , لازم نقوله على اللي صار , الحيوان مقفل جواله
    قالت الهنوف : بس هذا رقم غريب
    ضربت راس الهنوف وقالت وهي تضغط زر الاتصال : تراك صدعتي راسي , هذا الرقم اللي دق عليه ذاك اليوم على جوال أزهار , فاكرة
    حطت الجوال على إذنها وانتظرت
    طالع عدنان في الرقم الغريب وطالع في الوقت ورد : نعم
    مارد عليه أحد لكنه كان سامع أصوات فسأل : مين معايا
    بعدت العنود الجوال وقالت بهمس : ما أعرف هذا مين اش أقول
    قالت الهنوف بهمس : أنا اش دراني , قلتلك لا تدقين لكنك ما سمعتي
    انتفضت وقالت : صك الخط
    قالت الهنوف بعصبية : أجل بيستنى حضرتك إلين تقررين تتكلمين ولا لا !!!
    رجعت دقت الرقم وهي تقول : بأكلمه ويصير اللي يصير
    أول مارد قال بعصبية : اذا بتسوي حركات استهبال لا عاد تتصل
    قالت بهمس وهي تأشر بيدها لأختها يعني إلحقيني : السلام عليكم
    انصدم عدنان من الصوت الناعم فقال بخشونة : خير
    قطبت العنود حواجبها وقالت هالمرة بصوت واضح : ممكن أكلم جاسم
    استغرب عدنان , مين اللي تتصل على جواله وتطلب جاسم , جا في باله ليلى ليه ما يدري , قال بخشونة أكثر : مين أقوله
    سألت بهمس للهنوف : مين أقوله
    قالت الهنوف بتريقة : قوليله أمه
    : يا سخافتك
    قالتها بهمس ورجعت قالت للرجال الغريب : قوله أخته
    صك الخط في وجهها وهو حاس بدمه يفور من الغيض , يعني بتستهبل عليه ليلى هو ما حسب إنه جاسم يطلع له رقم جديد وهو ناوي يبدأ مرحلة جديدة
    : الحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان , صك الخط في وجهي , الزفففففففففففت
    قالت الهنوف وهي تشوفها ترجع تدق وهي شوية وتكسر الجوال : العنود خلاااااص , بلاش مشاكل
    أول مارد عدنان قال : شوفي لو عاد اتصلتي
    صرخت فيه بعصبية تقاطعه : شوف انت يا أخخخخخخخخخ يا تعطيني جاسم دحين ولا والــلـــه أشتكيك له , عندنا مشكلة كبيرة في البيت ولازم أكلمه دحين , ما عندي رقم له إلا هذا الرقم , جواله مغلق ورقم البيت الزفففففت مشبك في الفاكس
    طالع عدنان في جاسم اللي داخل الغرفة توه خارج من الحمام وهو لاف المنشفة على خصره , مد الجوال له وقال بهدوء : وحده معصبة شايلة طيران عبد القادر تبغاك
    مسك جاسم الجوال وقال : نعم عنود
    وبعد الجوال عن إذنه على طول وصوت العنود خارج برى السماعه وهي تصرخ : مقفل جوالك ليه يا حمااااااااااااار , والدب اللي جنبك هذا ارفسه في بطنه , كم مرة قفل الخط في وجهي لي ساعة أدقدق على جوالك مـغـلـق, ياخي اتق الله , لو مات أبوية ولا أمي و انت قافل جوالك
    بعد جاسم عن صاحبه وهو يقول من بين أسنانه : رخي صوتك الملعلع هذا ولا والله بأصك الخط في وجهك , أنا غيرت رقمي من زمان ما قفلت جوالي يا هبلة
    انفجرت العنود تصيح بلا مقدمات وهي تقول: طيب ليش ما أعطيتني رقمك الجديـــــد؟
    انفجع من صياحها وسأل بخوف : عنود صار شي ؟
    قام عدنان من مكتبه لمن سمع صوت صاحبه وطالع في وجهه المخطوف بتوتر
    قالت من بين دموعها : أزهار قامت اليوم و ما عرفتنا وقامت تهلوس بكلمات غريبة مهي مفهومة وديناها المستشفى فخدروها ونوموها وأبوية ارتفع الضغط عنده
    : لا تصيحين عشان أفهمك , متى صار هذا الشي
    دقتها الهنوف وقالت : لا تفجعينه
    وسحبت منها الجوال وقالت : جاسم , كل شي هادي دحين لا تخاف , أبوية نايم وأزهار في المستشفى
    قال وهو يفرك جبينه : متى صار هذا كله و فجأة كذا كان في مقدمات
    قامت تشرح له عن الجلسات اللي كانت تروح لها في الفترة الأخيرة وحالة السرحان اللي صارت تصيبها باستمرار وختمت كلامها بحكاية عمر و اغماءتها واش صار بعدها
    زفر وسأل وهو يطالع في عدنان : وتذكرت كل شي
    قالت الهنوف : لا , على قولة الدكتور في حلقة مفقودة مسببة لها هالإضطرابات كلها و مو مخليتها تستعيد ذاكرتها كليا , أنا قلت لعنود مو لازم تقولين له لكنها أصرت
    قال : لا زين اللي قولتولي , إذا استجد جديد بلغوني على طول , سجلي عندك رقمي .
    سجلت الهنوف رقمه في جوالها وقالت : انتبه لنفسك ، مع السـ
    سحبت منها العنود الجوال وقالت وهي تمسح خشمها بطرف بلوزتها : آسفه على الصراخ والسب , و اعتذرلي من صاحبك الدب , ترى ما قصدي كنت معصبة
    ضحك وقال : ما أقول غير الله يعين جوزك لا عصبتي
    ضحكت وقالت : يلا مع السلامة , رصيدي بيخلص عليك يالمعفن
    قال : طيب انقلعي
    وصك الجوال ورجعه لعدنان وهو يزفر ويقول : آسفين على الإزعاج
    قال عدنان بتريقة وهو يرجع لمكتبه : في أي وقت
    لبس ملابسه وهو يقول بسخرية : جهز الجزء الجديد من قصتك , البنت بدأت تستعيد ذاكرتها
    تمالك عدنان فضوله وسأل وهو ماسك مسطرة الـ t ويسطر بها في مخطط المركز التجاري اللي طلبوا من كل مهندس في الشركة يرسم لهم كروكي له عشان يختارون أحسن مخطط : وليه تقولها بهالنبرة الساخرة
    تنهد جاسم وقال وهو ينسدح على سريره بإرهاق : لأني بصير زوج حقيقي بعد ما كنت أخ مزيف
    سأل عدنان وهو منهمك بشغله : مو انت قايل من البداية إن الزواجه تحصيل حاصل , وضربت صدرك وقلت إنك ما انت متضرر سواء تزوجتها ولا لا , اش اللي صار دحين
    سكت طويييييييل بعدين قال الشي اللي كان مأرقه : ما أدري , كان الموضوع مرتب وعادي في البداية , بس مع الأيام وخاصة بعد أخوها ما طلع ما أدري اش بيصير , قصدي بيرضى أطلق أخته ولا بيعترض
    حط عدنان مرسامه ومسطرته ولف بكل جسمه على صاحبه وقال : السؤال المفروض اللي ينطرح , انــت تبغى تطلقها ولا لا
    ساد صمت بعد السؤال هذا , وقام جاسم وجلس متربع فوق السرير وسأل : سواء كان جوابي نعم أو لا اش بتقول
    قال بطريقة منطقية : شوف إذا بتطلقها هذا ما أحد بيلومك عليه , يعني هذا اتفاقك معاهم من البداية , حتى عمر ما يقدر يقول شي , وأنا ما أظن قلب أزهار بينكسر لأنها ما عاشت هالعلاقة يعني إبعد هذا الشي من بالك , وإذا جوابك لا هنا المشكلة .
    ولمن شاف انصات جاسم له كمل : قصدي أزهار نفسها بترضى تستمر معاك كزوجة ولا لا
    صمت جاسم وعدم تعليقه خلاه يلف على شغله ويكمله بهدوء قطعه جاسم بعد قرابة النص ساعة وهو يقول : أرجح شي إني بأطلقها عشان أفتك من المشاكل

    ***********************

    الساعة السابعة صباح يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ :
    في مستشفى الملك فهد عنبر المرضى النفسيين :

    فتحت أزهار عيونها ببطء وهي ترمش بسبب الضوء الغريب اللي يغمرها , يولع شوية ويتلاشى ويرجع يولع , وصلها صوت صفير متقطع ممزوج بصوت صراخ غريب وهمهمة مزعجة وصوت نسائي حاد : هزا مريز مافي نوووووم دكتور , كله سويه هااااااااااهاااااااااااا
    : أعطية إبرة منوم
    اكتشفت إن النور اللي جهرها مجرد لمبة صغيرة على طرف جهاز كله أزرار , كانت تبغى تلف لكن جسمها ماطاوعها , حست نفسها صخرة مايتحرك فيها إلا عيونها , كانت تبغى تشوف من هذا اللي وراها واللي تحسه يهمهم في أذنها
    غمضت عيونها اللي ماقدرت تثبتها أكثر وغاصت في سوااااد كبيييير , شوية شوية السواد هذا بدأ يتلون للون أزرق مخضر وسماوي وأبيض وأصفر .
    فتحت عونها وشهقت لمن لقيت نفسها لسه وسط البحر وهي طافية بسبب سترة النجاة , كانت تحس وسطها يعورها بسبب عدم ارتكاز رجولها على سطح صلب لفترة طويلة , وبسبب السترة كان من الصعب إنها تنسدح على ظهرها وتسترخي , كانت في أصوات حولينها ورجة لكنها أول ما طالعت في ساعتها , لاحقة تشوف الهم اللي هي فيه , كانت مهي متأكدة من صحة ساعتها بسبب التكثف اللي على سطحها الداخلي بسبب نقاط الموية اللي نفذت لها , الأصوات كانت تتزايد بشكل غريب و تعلى , مسحت السطح بأصابع بيضا مجعده وطقطقت عليها إلين قدرت تلمح إنها في الظهر , لكن في أي يوم , النوم المتقطع والصحيان بسبب الجوع والعطش والنوم مرة ثانية ما خلاها تحس هي في أي يوم , كان الشي الوحيد اللي يحسسها بالأمان لمن تلقى إنها في وقت صلاة فتتوضأ وتصلي , سمعت أصوات حادة تخترق الضوضاء ممزوجة بصراخ وعويل وصوت تخبيط على الموية , طالعت تدور عن الجماعة اللي كانوا معاها آخر مرة وقبل ما تلف وراها نحو الرجة يد مسكت كتفها , صرخت بخوف وهي تسبح وتحاول تتملص منه
    : أزهااااار
    الصوت اللي نطق اسمها خلاها تتجمد وتلف بحماس صرخت وهي تضمه : عماااااااااار , ما أصدق عمااااااااااااار
    تأوه بألم وقال : الحمد لله , انتي حية
    بعدت عنه وطالعت في وجهه كان شااااااااحب وهو راص بيده اليمين عضده اليسار اللي الدم ينزل منه ويسوي بركة ملونه على سطح الموية , شهقت وقالت : عمار يدك
    قال بصوت تعبان : دوبي انجرحت لمن انقلب القارب اللي كنت فيه
    شهقت وقالت : دوبك , قارب
    وانتبهت تو للناس والخليقة اللي تحاول تسبح واللي يدور على شخص كان معاه , ضمت عمار بقوة وهي تهمس : وين كنت خليتوني لوحدي , كنت بأنجن
    غمض عيونه بألم وهو يسمع عبارة خليتوني لوحدي , ضمها وهو يئن غصب عنه , بعدت عنه وقالت بخوف : عموري يدك
    قال وهو يبتسم : ما عليك هو بسيط بس شكله بسبب الموية مو راضي يوقف نزف , عرفتك من بعيد , ما شاء الله متحجبة
    كانت تقرأ في عيونه شي غريب , مسح على راسها اللي ما نزلت الطرحة عنه وسأل : كيف مر عليك الأمس
    قالت باستنكار : هو الأمس بس , من غرقنا وأنا بموت خوف و جيعانة وعطشانة كمان
    سكت , ما كان يبغى ينبهها إنهم دوبهم ظهر الجمعة ولسه ما كملوا 14 ساعة من غرقت السفينة , كان جرحه يعوره وفوق هذا كله ملوحة البحر تحرقه وتحسسه بنار على طول ذراعه , أي قوارب هذه اللي يطلقون عليها قوارب نجاة , الحديد مصدي ومتآكل كان مستعد ينقز من القارب لمن لمحها من بعيد لكن الناس اللي كانوا معاها تدافعوا على القارب وسووا خلل في توازن القارب اللي انقلب بهم كلهم , يده انحشرت في مكان و ما حس إلا بسخونة غريبة في ذراعه قبل ما يغطس في الموية , حمد ربه إنه لابس سترة نجاة , ومن ارتفع سبح لأزهار اللي شهقت وفاقت من نومها ورغم كل هالضوضاء مالفت تشوف الرجة اللي وراها , ابتسم وسألها : قابلتي أمي ولا واحد من أخواني
    ما قدرت تقوله أمي وعمر غرقوا , سألته عشان تتفادى الإجابة : إنت ما شفتهم ما شفت عمير انت رحت تدور عليه صح
    قال وهو يلف عيونه عنها : إن شاء الله إنهم في واحد من القوارب أو في مكان وصلته النجدة
    قبل مايحول عيونه عنها قرت فيها ألم غريييييب , هزت راسها بإيوه وهي تحس بألم فضيع بداخلها وهمست : إن شاء الله
    مسحت على لحيته وقالت بحب : المهم إنك عندي هنا
    رجعت لعيونه نظرة غريبة مختلفة وهو يقول بهدوء : أهم شي أبغاك قوية ومؤمنة بقضاء الله وقدره , زهورتي , ترى الدنيا معبر ولازم تنتهي يوم والدار الحقيقة هي الآخرة اللي فيها الخلود
    حست بخوف من كلماته فقالت : عارفة مو لازم تقولي
    قال بصوت حازم مناقض للحنان اللي في عيونه : اسمعي مني , إذا افترقنا في الدنيا الجنة موعدنا إن شاء الله
    بدأت دموعها تنزل , ليش تحسه قاعد يودعها ليش يحسسها بهالشعور وهي الخايفة اللي ما صدقت تقابله قال برباطة جأش عجيبة : حبيبتي احنا في عرض البحر ولازم تكون فيه كائنات مهي زي الموجودة على الشاطي زي القروش وغيرها , ومعروف إنه سمك القرش يشم ريحة الدم من آلاف الكيلو مترات .
    صرخت وهي تطالع في يده : لااااااااااا
    قال بحزم : أزهار , المؤمن ما يخاف الموت , أبغاك تكونين قوية إذا صار لي شي , أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح بإيمانها في المصايب , الله يثبت الإنسان المؤمن الحق عند المصيبة ويربط على قلبه
    ضمته وهي تقول : لاااااااااا ما حيصير لك شي , أنا متأكدة ما حيصير لك شي , عمااااااار , عمار إذا مت أنا راح أموت , والله راح أموت
    استغفر وضمها بيده السليمة وهو يحس قلبه يتقطع من جوة على أخته اليتيمة , ضمممممها وقال بحنان : ما راح تموتين إذا ربي كاتب لك حياة , محد يموت قبل يومه وأنا عارف إنك بتكونين قوية
    قالت وهي تبكي وتلف يدينها حولينه وتضمه لها أكثر وهي مقهورة من سترهم اللي ما خلتها تحس بحضنه : لا ماني قوية , عمار خلاص ما أبغى أسمع أكثر
    قال : أزهار , أبغاك توعديني إنك تكملين حفظ القرآن
    ولمن ما جاوبته بعدها عنه وهو يقول : أوعديني
    رفعت وجهها وطالعت فيه , كانت ثانية وحده بس اللي شافت فيها وجهه الحازم المبتسم قبل ما يطلع بوز غريب يلمع من يساره ويسحبه بسرعة رهيبة لداخل البحر , حاولت تستوعب اللي صار ما قدرت , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااااااااااااار
    تعالت صرخات الناس اللي حولينها وشقت عنان السماء , قامت زي المجنونة تفك سترتها عشان تغطس وراه , السترة اللي كانت حاضنتها انفتحت فجأة فغطست جوة الموية بلا هدى بسبب المفاجأة , أكتافها الدافية من أشعة الشمس حست جلدها ينكمش من برودة الموية
    رفعت راسها للسطح وهي تشهق , سمعت صوت صراخ الناس ورجتهم وهو يحاولون يشردون من هالمكان , لكن عيونها تركزت على عمار اللي شافته بعيد عنها شوية وهو يصرخ بوجع ينادي ربه وهو حاط كفه على كتفه اللي ما عاد لذراعها وجود , صرخت وهي تسبح له : عمااااااااااااااااااار
    صرخ فيها : لا تجين يا مجنونة
    وانسحب مرة ثانية , لكن هالمرة شافت البوز الغريب بوضوح , شافت الفكين بأسنانها الحادة المتراصة مع بعضها اللي لمعت تحت أشعة الشمس وهي تطبق بكل قوتها على خصر عمار اللي صرخ صرخة زلزلت أعماقها وخلتها توقف في مكانها وهي مبلمة وعيونها مثبته على النقطة اللي غاب فيها أخوها .
    حاول عمار يتملص من فك القرش اللي أسنانه مغروزه في بطنه وظهره لكن اش حيلته بيد وحده , خرجت أنفاسه اللي ما قدر يحجزها أكثر , ما آلمه شي زي ما آلمه عدم قدرته على نطق الشهادة بصوت عالي لكنها كانت ترن في باله ملايين المرات وهو يدعي إنه ربي يكتبه شهيد ويبعثه يوم القيامة شهيد
    انتبهت من جمودها لمن طفى جسم عمار مرة ثانية , صرخت بفرحة : عمااااار
    وسبحت له رغم محاولة بعضهم إنهم يمنعونها , و تصنمت وهي تشوفه , جزء علوي بلا أرجل , عيون شاخصة و يد وحده , صدرها حسته بيتفجر من اللي جوتها , لمسته بتردد , غمضت عيونه وضمته لصدرها وهي تتذكر آخر كلماته : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون
    جلست ترددها عشان تصبر نفسها وهي تحاول تتذكر كم مسجد أمه , كم خطبة جمعة ألقاها , كم ليلة قامها , كم عمرة اعتمرها , كم طالب حفظه القرآن , كم قبلة طبعها على جبين أمه الأرملة , كم بسمة رسمها على شفاه أخته اليتيمة , كم يوم إثنين وخميس صامهم , ضمته أكثر و صرخت ودموعها تنزل مالحة أكثر من ملوحة البحر اللي هم في : لاااااااااااااااااااااااا , عمااااااااااااااااااااار , لاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه, آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
    صرخت وهي متشبثة ببقايا أخوها وصرخت و صرخت وصرخت .
    فتحت عيونها فجأة وهي تشهق , لقيت الزر الصغير مازال يضيء ويتلاشى بلا كلل , طالعت في المحلول المغروز في ذراعها , انقلبت على جنبها اليمين بعد ما بعدت يدها عنها عشان مايتحرك المحلول , غطت وجهها بيدها اليسار وقبضت على المخدة وعصرتها وهي تدفن وجهها فيها و رصت شفايفها اللي ارتجفت بقوووووة , حست بنفس شعورها أول ما شافته , أول ما شافت أخوها الكبير اللي بالنسبة لها الأب الحنون والصديق المخلص والأخ الناصح , شهقت من كثر مهي كاتمة بكاها شهقة قوية وانفجرت بعدها تصيح وهي تصرخ من أعماقها : أنا ماني قوية ياعمااااااااااار, ماني قوية زيــك , آآآآآآآآآآآآآآآآه .
    ما حست كم مر من الوقت مابين صراخها وبين تهدئة الممرضات وبين اليدين اللي ضمتها بقوة وصاحبها يقول : زهورة خلاص , أنا هنا جنبك
    الصوت الحنون المألوف , النبرة الخايفة , الصدر الدافي حتى الريحة كانت نفسها , قالت من بين دموعها وهي تضمه : ماااااااااااااااااات يا عمر, عماااااااااااار مااااااااااااات مات قدام عيوني , و ما قدرت أسوي له شي
    قال بشجاعة وهو يمسح شعرها : أنا أمي ماتت بين يديني و ما قدرت أسوي شي , ناسية ليش ما سويت زيك لأني عارف إن البكاء ما بيرد ميت , لو بيرد البكى أحد كان رد الرسول للصحابة
    صرخت بحرقه وهي تدفه بعيد عنها : أكـــله القرررررررررش , أكل عماااااااااااااااار أكل يده و رجوله , أكله والله أكله
    ضمها بقوة رغم كل مقاوماتها وهو يقول : عارف , عارف
    صرخت وهي ترفع راسها : ماااااااااااااااااااااااااااااااات , عمااااااااااااااااار مااااااااااااات , ماما مااااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
    ضمها وهو يقول بحزم : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون
    صرخت من أعماقها وهي تحس روحها بتخرج من جسدها , شدها أكثر وصرخ : لله ما أعطى ولله ما أخذ , أزهار وين إيمانك , قولي إنا لله وإنا إليه راجعون
    كلماته ذكرتها بذيك اللحظة اللي غرقت فيها أمها وصرخ فيها بنفس الكلمات لدرجة حست ببرودة موية البحر حولينها وبحركة أمواجه , سمعت صراخ الناس وبكى الأطفال , صرخت من أعماقها : إنا لـــــــله وإنا إليه راجعووووووون , إناااااااااااا لــــــــــله وإنا إليه راجعووووون
    أشر مطلق للمرضة اللي ماسكة إبرة وصرفها ووقف عند راس السرير , دوبه عرف سبب دموعها وسبب حجب عقلها لهالذكرى حس بانقباض لمن تذكر صور عمار المرفقة بملفها , وقف صاااامت وهو يشاهد المنظر , وابتسم وهو يتأمل عمر اللي احتواها بين يدينه وهو شوية و يدخلها داخل قفصه وكل شوية يمسد على شعرها ويسلم على راسها , كان شبيه بدكتور نفسي وهو يكلم أخته عشان يصبرها
    قال عمر وهو يطبطب على ظهرها بعد ما حس إنها بدأت تهدأ : حبيبتي انتي عارفه إننا لقيناه
    رفعت راسها ومسحت دموعها وهي تقول بلهفة : والله لقيتوه
    قال بصوت حنون وهو يبعد خصلات شعرها : وغسلناه هو وأمي بسدر وكافور وكفناهم وصلينا عليهم وعلى عمير ودفناهم جنب بعض
    تجنب إنه يقولها إنه صلاتهم على عمير كانت غيبية , غطت وجهها لمن سمعت اسم عمير وصاحت بصمت , صاحت الأم والأخ الأب بالنسبة لها والأخ الابن , لكنها في أعماقها حست براحة إنهم صلوا عليهم ودفنوهم , بالذات عمار حتى لو كان بقاياه , أحسن من إنه يكون في بطن القرش
    رص مطلق على كتف عمر وهمس له بابتسامة : قلت اللي كنت بأقوله وأكثر
    شد عمر على يده من دون ما يلف عليه ورص عليها بقوة كإنه يشكي له الألم اللي حابسه بداخله , مد مطلق يده الثانية وطبطب على يد عمر بتفهم .

    .
    .
    .
    خلاص خلص
    بنزل السابع لجل كل اللي يتابعها





    رد مع اقتباس  

  8. #18  
    الفصل السابع : أين أنتي

    كنت أصرخ بها بعالي الصوت أين أنتي
    كنت أستنزف كل طاقاتي وأنا أسألها أين أنتي
    جاهدت وحاولت
    ثم تجاهلت وتناسيت
    .
    .
    .
    ذاكرتي .
    لماذا غادرتني
    لماذا ارتديتي عباءة سوداء لتحتجبي عني
    لماذا
    أكان ما مر بي شيئا فوق احتمالك
    أكبر من طاقات استيعابك
    أم أنني أنهكتك بأفكاري
    بأحلامي التي تجاوز الخيال
    .
    .
    .
    ذاكرتي
    ها قد عدتي بعد طول غياب
    بعد أن تركتني متخبطة وسط الظلام
    سأستعيد أخيرا هويتي
    سأتذكر ماضي وأحلام مستقبلي
    سأكون أنا من جديد
    آآآه كم افتقدت ذاتي
    ولكن هل تعلمين !!!!
    .
    .
    .
    ليتك ما عدت
    ليت ظللت متوارية بداخلي
    لا أعلم أي الشعورين أكثر إيلاما
    الخوف أو الوجع
    كنت خاااااائفة من المجهول
    وها أنا الآن أتوجع من اللا مجهول
    الحيرة أم الحسرة
    كنت حائرة وأنا أبحث عن ذاتي
    وها أنا الآن أتحسر على الماضي
    .
    .
    .
    أحلامي الجميلة
    أمي
    عمار
    عمير
    يا كل الغرقى
    إلى رحمة الله والله المستعان

    مساء يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ:
    في المستشفى :

    ~ اش صار أنا ليه ماني قادرة أفتح عيوني في أصوات غريبة , أنا فين أفتكر كان فيه عمر والدكتور مطلق , بس . ~ فتحت عيونها على صوت غريب حسته عاااااااالي , كانت الرؤية ضبابية قدامها ويسودها لون أبيض , غمضت عيونها وفتحتها مرة ثانية وابتسمت لمن ميزته , شافته داخل و شايل باقة ورد كبيرة , قالت بصوت خامل بسبب المخدر اللي توها فاقت منه : هذا الورد لمين
    : صح النووووووووووم , هذا الورد لأحلى زهرة
    : حبيبي شوفتك عندي بالدنيا كلها , ما يحتاج هالورد كله
    حط الباقة في حضنها و دنق وسلم على جبينها , ضحكت وقالت وهي ودها تضربه بأطراف أصابيعها لكن جسمها ما ساعدها : عمور حسستني كإني عجوز
    جلس على السرير جنبها ومسك يدها اليمين ورصها وهو يقول بابتسامة واسعة : ولو جدة أزهار , لازم نسلم على راسك لزوم الاحترام
    ريحت راسها المثقل بالأفكار العائمة على المخدة وهي تغمض عينها وتقول بمرح : عشنا وشفنا , أول كنت أقولك احترمني أنا أكبر تقولي وأنا رجال يعني انتي تحترميني
    قام وضرب طرف راسها بخفة وهو يقول : و انت ما بدأتي تتذكرين إلا الأشياء السيئة يعني
    فتحت عيونها بإجهاد وطالعت فيه بصمت , رص على يدها وهو يبتسم لها ابتسامة واااااسعة مليئة بالتفاؤل وهو يفكر بصباح اليوم وكيف إنها من بعد ما استعادت الحلقة المفقودة أصر مطلق ينومها رغم توسلاتها إنها ما تتخدر , لكن لمصلحتها أصر إنها ما تجهد نفسها بالتفكير لأنها لو ظلت صاحية بتستمر في التفكير في كل شي , توسلته إنه يخلي عمر عندها وحلفت عمر إنه ما يبعد عن سريرها دقيقة , إلى الآن يتذكر كفينها الصغيرة مقارنة بيدينه وهي ترص عليه بقوة وهي تقول من بين دموعها : لا تروح عني , خليك جنبي , عمر لا تروح عني .
    كان قلبه يتقطع من جوة وهو يلوم نفسه على الحال اللي وصلت لها أخته , خرجه من عمق أفكاره دق الباب اللي دخلت منه الممرضة تعلن دخول مطلق , أزهار من كثر تعبها وخمولها ما قدرت تتحرك و تغطي راسها لكن عمر مسك طرحتها ولفها لها , دخل مطلق وهو يقول بابتسامة : السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف مريضتنا اليوم
    وراح للسرير وضغط الزر اللي يرفع الظهر عشان تصير جالسة , اكتفت أزهار بهزة خفيفة من راسها دلالة إنها طيبة , سحب كرسي دائري بلا ظهر وجلس عليه وقال وهو يطالع في الكشف : ما شاء الله نمتي أكثر من المتوقع يا أزهار
    قال عمر اللي واقف جنب السرير وهو يحط يده على كتفها : هي من يومها نومها كثير
    كان ودها تستنكر كلامه تضربه, لكن جسمها ما ساعدها كانت تحس نفسها ثقيييييييييلة خرج اسطوانة معدنية نحيفة من جيبه وحرك الكرسي وراح لنهاية السرير وقال وهو يمسك رجلها : كيف حال صداعك الآن
    ومرر الاسطوانة في باطن رجلها اللي انكمشت وهي تبعدها , قالت بهمس : ما أحس صداع بس أحسه ثقيل
    مررها على رجلها الثانية وقال : عادي , هذا تأثير المخدر , شوية ويروح
    ورجع بالكرسي لجنبها وحط سبابته والوسطى في باطن يدها وقال : رصي أصابعي بكل قوتك
    كانت رصتها خفيفة , قال بحزم : أزهااااااار هذي كل قوتك , قلت بقوة
    وابتسم لم حس بقبضتها الضعيفة ترص أصابيعه بخفة وقال مشجع : إيوه كذا
    كتب ملاحظات في ملفها وناوله للممرضة اللي علقته على طرف السرير وراحت تجيب جهاز الضغط , قاس ضغطها ودرجة حرارتها وفحص قراءات أجهزتها بصمت طاااااااالعت فيه أزهار , كانت عارفة إنه يحاول يؤجل الكلام الجامد أكبر قدر ممكن , ابتسمت بتعب وسألت : دكتور , كم مر علي وأنا فاقدة الذاكرة .
    ساد صمت على المكان , تبادل عمر مع مطلق نظرات قلق صامته , قطعه مطلق وهو يبعد نظراته عن عمر و يقول بهدوء : بالضبط بالضبط , 86 يوم , ثلاثة أشهر إلا أربعة أيام
    ~ يا ااااااااااااارب رحمتك ~ رفعت يدها ورصت كف عمر اللي على كتفها وهي تسأل بهمس : وشي طبيعي إني ما أتذكر بالتفاصيل الفترة السابقة اللي مرت بي وأنا فاقدة الذاكرة
    حرك كرسيه وقرب منها أكثر وسأل وهو يطاااالع فيها : انت اش متذكرة بالضبط من حياتك السابقة
    هزت أكتافها بحيرة وقالت : متذكرة أشياء بسيطة بس أحسها كإنها صارت من سنين مو قبل كم يوم
    سألها بهدوء : مين تتذكرين من الناس اللي مروا عليك
    غمضت عيونها شوية بعدين فتحتها وقالت : كلهم , بس أكثرهم العنود , أحسها عالقة بذاكرتي أكثر
    ابتسم وقال : أهو انتي تتذكرين , هذا شي زين , لكن حاليا أبغاك ترتاحين
    وقام من الكرسي , ولمن شافت في عيونه عدم رغبته بمساعدتها بتذكر اللي صار قالت تناديه : دكتور مطلق
    لأول مرة يسمعها تنطق اسمه , رغم عنه حس بشعور عميق بداخله , رجع جلس وقال بهدوء : نعم
    قالت بصوت ثابت عميق : أبغى أعرف كل شي
    وقبل ما يتكلم قالت بحزم : تعبت من اللاوعي , تعبت من انعدام التفكير والتركيز بداخلي , أبغى أعرف كل شي بالتفصيل
    كان بيرفض لكن نظرتها الواثقة خلته يزفر وهو يمد اصباعينه لها وهو يقول : رصي أصابعي
    لمن حس قوتها عرف إنها تخلصت من آخر بقايا المخدر في دمها , سحبت يدها وهي تطالع فيه بحزم , تبادل نظرة طويلة مع عمر ورجع طالع في أزهار وقال : انتي متذكرة العبارة واللي صار فيها طبعا
    ~ العبارة , الحريق , خروج عمير , ميلان السفينة , غرق أمها واختفاء عمر , السباحة لوحدها لساعاااااااات , عمار وسمك القرش ~ كل هالأفكار تتالت عليها كإنها فلاشات تومض داخل زوايا عقلها , هزت راسها وهي ترص على يد عمر اللي ضغط كتفها أكثر كإنه يثبت لها إنه هنا , تابع كلامه : كنتي من ضمن مجموعة ناس لقيناهم على شواطئ جزيرة النعمان , لكن المشكلة إنك كنت وقتها فاقدة للذاكرة نهائيا , ما كنت متذكرة انتي مين ولا أهلك مين وحتى اسمك وفي أي زمن ما كنت متذكرته
    كانت قوية ظاهريا لكن عيونها اللي كانت ترمش بسرعة دلته على انفعالاتها اللي حاولت تخفيها , كان يسرد لها الوقائع بأبسط طريقة ممكنة وإعجابه بصلابتها وقوتها يزيــــد بداخله , ما قاطعته ولا طلبت منه يوقف عشان تفكر , كانت تستمع بإنصات وأقصى شي كانت تقوم به هو الرمش بعيونها أو بلع ريقها , سكت شوية غصب عنه وبعدين قال الشي اللي أجله لآآآآآآخر الشرح : والحل لهالوضع اللي كنت فيه كان تزويجك بجاسم ولد أحمد الكبير
    صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وعقلها العائم بمحاولات مستميته للربط بين الفترتين اللي عاشتها بازدواجية غصب عنه استعاد منظر الصور اللي في الجوال و منظر عيونه المتوحشة قبل ما ينزل العقال من راسه , اسودت عيونها وتغير لونها بسبب الكآبة اللي صابتها لكنها غمضتها بسرعة عشان تخفيها عن مطلق اللي سكت أول ما شاف رد فعلها , دنق عليها عمر بخوف أول ما لاحظ الصمت السائد وقال بتوتر : أزهار
    فتحت عيونها وهمست لأول مرة من بدأ يشرح لها اش صار : صدقني يا عمر موت أمي وأخواني أصعب مليووووووووون مرة من زواج زي كذا
    شهق عمر ومطلق بصدمة لمن تفجرت دموعها وبدأت تنزل بلا مقدمات زي الشلال على وجهها , شهقت بقوة وغطت وجهها بيدينها وهي تحس رئتينها بتتفجر من كثر الضيق اللي حاسته , ضمها عمر وهو يقول بخوف : أزهار حبيبتي لا تصيحين .
    بعدته على طول وهي تقول بصوت مخنوق : لا تخاف ما فيني شي , والله ما فيني شي , هذا من التعب بس
    ولمن شافت مطلق يأشر للممرضة على الإبرة قالت بحزم : ما أبغى الإبرة
    ومسحت دموعها وقالت بثبات : ما فيني شي , مجرد تعب والنوم مو حل له
    ناولها عمر مناديل أخذتها منه ومسحت بها عيونها وخدودها وهي تقول : كمل يا دكتور
    تردد وهو يشوف حالتها , طالعت فيه بعزم وقالت : رجاء تكمل
    ابتسم وهو يسمع نبرة العزم و همس بصوت حنون : أزهار , أمك ماتت قدام عيونك , عمار مات , أكله القرش , عمير مات , فقدت ذاكرتك , تزوجك واحد ما تعرفينه ولا يعرفك , عشتي مع ناس ما تعرفينهم و انتي تحسبينهم أهلك ودحين , صحيتي و بدأتي تعيشين الألم من أول وجديد
    وكمل وهو يحط يده على كفها اللي قابضة على اللحاف : صيحي بصوت عالي , محد يلومك
    بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وأنفاسها صارت مسموعة من قوتها , رفت بعيونها اللي تلصقت رموشها من الدموع اللي بدأت تطفر منها وسحبت يدها من تحت كفه وغطت بها وجهها وهي تنتحب من قلبها , كان مع صوت بكاها أنين مؤلم وأزيز محرق لصدرها , قام مطلق ووقف بعيد عن السرير و جلس عمر على السرير جنبها و همس بحب وعطف : الصبر يا زهرة , الصبر
    ولف ذراعينه حولينها وضمها بصمت , سندت جبينها على كتفه الدافي وهي تحس بألم فضيــــــــع يفتك بكل خلية من خلاياها , إلى متى استمر بكاها !! إلى متى ظل عمر حاضنها !! متى فقدت إحساسها بالزمن !! ما تدري , كل اللي كان يدور في داخلها ذاك الوقت هو ذكرياااااااااااااااااااااااااااات مؤلمة ممزقة لروحها

    ***********************

    العصر في فيلا أبو جاسم :

    : يا سلااااااااااااااااااام
    زفر أحمد وقال وهو يبعد جريدته : عنود تراك صدعتي راسي
    حطت العنود يدينها على خصرها وقالت : ليش بتروح انت وأمي لها وأنا لاااا
    زفرت الهنوف وقالت بطفش : يالله تطولك يا روح
    وقالت البندري وهي تأشر على راسها : انت غبية ولا تتغابين , قلك أبويه الدكتور قال بصريح العبارة ممنووووووووووع الزيارة إلا للي تطلبهم أزهار شخصيا
    ضربت الأرض برجلها وقالت : بروح يعني بروح , لو أقعد في غرفة الإنتظار
    قالت أمها اللي جاية من المطبخ وهي شايلة شنطة رحلات عبتها أكل : والله الحومة , بس بتطقين عباتك وتخرجين
    رمت نفسها جالسة على الكنبة وقالت : والله لا أوريها الدببببببببب أزهار , ليش ما قالت أبغى العنود , الخاااااااااااينة
    طبق أبوها الجريدة وقام وهو يقول : يلا أم جاسم
    قالت هدى وهي تلبس عبايتها : يلا , سوناردي في السيارة
    جات سيتي وشالت الشنطة لزوجها , نطت العنود و مسكت طرف عباية أمها وقالت وهي تمشي وراها وتزفها زي العروسة : أمي اللي يخليك , انت تمونين على أبو جاسم تكفيييييييييين قوليله خذ العنود , واللي يرحم الأم الحلوة اللي عقبتك
    قالت هدى وهي تزفر وتسحب عبايتها : عنيدي لا تقعدين تدهنين سيري تراك أكلتي مخي برجتك , الدكتور قال أنا وأبوك بس
    بعد ما دخلت سيتي و انصك الباب , حكت العنود شعرها من القهر وضربت الجدر برجلها , سلمت البندري على يدها وجه وقفا وهي تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل
    قالت سيتي وهي تشوف الشخطة السوداء اللي في البوية من أثر صندل العنود : أنووود اس هدا , سوفي كيف جدااااااار
    قالت العنود : مدينة مني ناقصتك
    قالت الهنوف باستنكار : عنووووود
    راحت سيتي المطبخ وهي تقول: اسم سيتي مو مدينه, اس هدا أنود سوا سوا بزورة
    قهقهت البندري من قلب وهي تقول : بزره كاكاكاك , يا مهزأة , حتى الشغالة تهزئك
    قالت العنود وهي تجلس قبالهم : هاهاها , ما يضحك
    ورجعت قالت بقهر : يعني انتم ما انتم متحمسات زيي لشوفة أزهار بعد ما استعادت ذاكرتها
    سكتت البندري وقالت الهنوف بتوتر : هو مو حكاية محنا متحمسات , عنود أزهار رجعت لها ذاكرتها , يعني صارت تعرف إحنا مين وإننا محنا أخواتها , ما ندري اش بتكون ردة فعلها وتصرفها الجديد معانا , متذكرتنا أصلا ولا لا بتتقبلنا زي أول ومن جديد ولا لا بتحبنا زي أول ولا بتكرهنا على الكذبة اللي صارت واللي عيشناها فيها بعدين احتمال كبيـــر إنها تتركنا وترجع حياتنا زي أول , هي أكيد تبغى تروح تسكن مع أخوها عمر , ما أظنها بتسيبه لوحده , يعني في تعقيدات كبييييييييرة ما أحد يعرف بدايتها ونهايتها
    ولمن شافتهم ساكتين بوجوم سألت : ما فكرتم اش ردة فعلها لمن تدري إنه جاسم اللي مد يده عليها هو زوجها اللي حــــي الله موقع على عقد زواجهم بالغصيبة عشان تقابل أبوية لا غير
    قالت البندري وهي تحط يدها موضع قلبها : بنات قلبي يعورني
    قالت العنود وهي تحط يدها على بطنها : مغص , مغص , حمااااااام
    وراحت جري على الحمام , زفرت الهنوف وقالت : النوم جفى عيوني من خرجت أزهار من هنا من كثر التفكير في كل هالمواضيع

    **********************

    طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة يا أزهار
    شاف الإبتسامة في عيونها من ورى نقابها وهي تقول بصوت واضح النبرات : متأكدة خليهم يدخلون
    قال من دون ما يتحرك للباب : أنا بصفتي طبيبك أنصك ما تستعجلين الأمور , يبغالك راحة وتفكير أكثر
    قالت بهدوء : فكرت بما يكفي
    سأل وهو يحس بانقباض غريب في قلبه : وجاسم
    مجرد نطق اسمه أثار مشاعر مختلطة بداخلها لكنها قالت بثبات : لسه ما فكرت بهالموضوع , أنا قلت لكم يا دكتور إنه وفاة الناس اللي أحبهم أكبر من إني أفكر بأي شي ثاني
    أشر للممرضة تفتح الباب وهو يتحرك من مكانه خارج وهو يقول : إذا حسيتي بأي تعب أو شي قولي للممرضة على طول
    شكرته في أعماقها مية مرة وهي تراقبه وهو خارج , من صحيت من النوم اللي نامته بعد بكاءها الطويـــــــل جلست تفكر في أشياء كثيييييييرة من ضمنها حياتها السابقة مع أهلها وحياتها الجديدة بدونهم وحياتها الغريبة المبهمة الأجزاء مابين هذي الحياتين , كانت أكبر صدمة واجهتها في الموضوع كله كون جاسم زوجها وفوق هذا كونه تزوجها عشان شي واحد بس , يعني بالمختصر شفقان ومتحسن عليها كمان , لمن نحت تفكيرها عنهم اليوم صباحا بعد تفكير عميــــــــق , اتصلت على أول رقم جا في بالها , بيت (( مشاعل )) تساءلت كثير اش صار لها أكيد إنها متزوجة الآن من فوق الشهرين !! يا ترى تساءلت عن سبب غيابها قرت في الجريدة خبرهم وأسماؤهم ولا لا دقت رقم البيت فوق العشر مرات لكن لا مجيب , تذكرت إنها تنزل الديرة في الإجازة , لكن هي ما عندها رقمهم هناك ولا هي حافظة رقم جوالها , من يومها عندها مشكلة في الحفظ , حتى اسم جدها ما تعرفه عشان تسأل في الاستعلامات عن أي رقم لأبوها في الباحة أو لواحد من أخوانها هنا في جدة بسبب تشابه الأسماء , انقطعت أفكارها لمن دخل أحمد وهدى وراه بتردد , قامت من سريها وفردت يدينها على آخرها وهي تقول بصوت مخنوق : ماما
    ضمتها هدى بقووووة وهي تصيح من الفرحة وتقول : حمد لله على سلامتك يا أزهار , والله قلبي رد لي يوم ناديتيني ماما
    سلمت أزهار على يدها وراسها وحضنتها مرة ثانية وهي تقول بصدق : الله لا يحرمني منكم
    ولفت على أحمد وتقدمت منه بحيا وضمته وهي تهمس : جزااااك الله خير
    سلم عليها بمحبة وضمها وهو يقول : واجب يا بنتي , ما سوينا شي
    بعد أحضان ثانية وسؤال عن الحال وأكل الأكل اللي كله سمن وعسل , سحبت أزهار كرسي حطته قدام الكنبة اللي جالسين عليها وجلست وهي تقول بابتسامة : بابا , ماما في كلام ضروري لازم ينقال بس قبل هذا الكلام لازم تعرفون إني ممتنة من أعماق قلبي على اللي سويتوه ليه , والله الذي لا إله إلاهو إنه جميل لا يمكن أنساه لكم طول العمر , ولو سويت اللي سويته ما بأوفيكم جزء من اللي سويتوه
    لمن جات هدى بتقاطعها حطت يدها اليمين على ركبتها وهي تكمل : لو تقولون اللي تقولونه وإنه واجب وشي مفروغ منه اللي سويتوه دين على رقبتي ليوم القيامة , حبيتوني ورعيتوني و عيشتوني كأني وحده من بناتكم , أكلتوني و لبستوني و شربتوني بدون أي تذمر وإن قلت إني حسيت للحظة إنكم طفشتم مني أنا كذابة , عالجتوني و مشيتوني و دلعتوني , وفوق هذا امتنعتم عن أشياء كثيرة عشاني , و سويتوا أشياء أكثر عشاني كمان
    كانت تقول كلماتها وهي تنقل بصرها بينهم وعيونها تلمع بنظرة إمتنان عميقة , كملت بابتسامة : لدرجة زوجتوني ولدكم عشان ترعوني , الله يجعل كل عملكم في ميزان حسناتكم يا رب
    و دنقت راسها وقالت بهمس : ويحز في نفسي إني ما حأرجع بعد المستشفى عندكم


    يتبع






    رد مع اقتباس  

  9. #19  
    شهقت هدى وقال أحمد : ليه يا أزهار , إحنا
    رصت على يد هدى وحطت يدها الثانية على يد أحمد وقالت بثبات : الله يسعدكم لا تزعلون مني , أنا ما حأقطعكم أبد , صدقوني حأزوركم و حأتصل عليكم كل يوم عشان أطمن عليكم لكن لازم أروح لبيتنا , الوضع ما عاد هو زي أول , افهموني , أولا أنا أحتاج وقت أكون فيه لوحدي بعيدة عن كل شي عشان أفكر وأستوعب كل شي صار وطبعا أولهم وضعنا أنا و جاسم اللي لازم ينحل , أنا ناسية معظم اللي صار بعد فقدي للذاكرة واللي قبله كمان , أحس ذاتي متغيرة علي , ثانيا وهو الأهم عمور لوحده في البيت , وهو بحاجة لي أكثر مما أنا بحاجته , أنا على الأقل نسيت اللي صار وعشت فترة مع ناس وجماعة حوليني , صح ما كنت عارفة نفسي لكن على الأقل ما كنت متذكرة كل ألآمي وأحزاني وهو عاش لوحده وفي بيتنا كمان وسط الذكريات
    كان في شي متغير في أزهار , هدى وأحمد لاحظوا هالشي من أول ما دخلوا , كلامها ونظراتها فيها شي والآن عرف أحمد اش هذا الشي , الثقة , أزهار لمن كانت فاقدة لذاكرتها كانت مترددة وفيها نظرة غريبة في عيونها لكن الآن كلامها هادئ واثق النبرات , نظراتها قوية , حتى حركات يدينها اختلفت , ابتسم أحمد وقال : أنا فاهمك يا بنتي , وإن شاء الله ينحل هذا كله
    خرجت من تحت مخدتها ثلاث مظاريف وناولتها لهدى وهي تقول : هذي لهنوفه وعنيدي وبندوري , سلميلي عليهم كثير السلام واعتذري لي منهم , والله كان ودي أقابلهم لكن
    اختنق صوتها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تتذكر وعدها لنفسها إنها ما عاد تبكي أكثر مما بكت وكملت بثبات : إن شاء الله بأزورهم من يستقر الوضع وهم كمان لازم يزوروني
    قامت هدى وحضنتها وهي تبكي بصمت , طبطبت أزهار على ظهرها وسلمت على راسها وهي تقول بحب : الله يجزاك خير , ما حسيت بفقد أمي وأنا عندك
    ولفت على أحمد وحضنته وهي توصيه بأدويته وبهدى والبنات
    ولمن خرجوا جلست على السرير وهي تفكر بعمق
    : زهره
    رفعت راسها وابتسمت لعمر وقالت : يلا البيت
    طااااااالع فيها بعدين ابتسم وقال : نصلي المغرب ونمشي
    دق مطلق اللي كان جالس في الممر طول الوقت الباب ودخل وهو يقول : خلاص ماشيين
    ابتسم عمر وقال : المريضة مصرة , اش نسوي
    رد له مطلق الابتسامة وهو يقول : بعد إذنك يا عمر لي كلمة مع أزهار
    راح عمر على جنب غير بعيد عنهم , قال مطلق وهو يطالع في الأرض : أزهار اعرفي إنه لكل طبيب مريض له تأثير وبصمة في حياته المهنية , و انتي بالنسبة لي هذا المريض , حسستيني بأهمية وظيفتي , قوتك وصبرك وشجاعتك زرع فيني الإيمان وخلتني أقبل على العمل بنفس راضية ومنشرحة , حبيت أشكرك على صنيعك هذا معاي
    قالت بهمس وهي مكسووووفة من كلامه : أنا المفروض اللي أقول شكرا
    ما يدري ليه حس إنه بيفتقد صوتها المريح , مسك زفرة كانت بتخرج منه وقال بهدوء : تشكريني على واجبي , محد يشكر على الواجب
    قالت بثقة : ولو كان واجبك , لا يشكر الله من لا يشكر الناس
    ابتسم ولف على عمر وناوله ورقه وهو يقول : كتبت لها حبوب لازم تاخذها قبل ما تنام كل ليلة , و يا ليت تراجعني بعد أسبوع أو قبل كذا إذا حست بأي شي غريب
    شكره عمر بحراره وضمه بامتنان ضمممممه طويله

    *************************

    أول ما رن الجرس انفتح الباب وطلت من وراه العنود , كانت أمها وقفة وهي تقول لأبوها : كلمت عبد الرزاق وهاوش ليش ما كلمناه من البداية وعلمناه
    قال بعصبية : هو ولدك هذا يدق ولا يسأل , من شهر لشهر بالحسرة يدق
    لفت أمها و ابتسمت لمن شافتها وقالت : شكلك كنتي عند الباب من يوم رحنا
    طالعت لوراهم على أمل واهي إنه أزهار معاهم , قال أبوها : محد معانا
    زفرت وقالت وهي تصك الباب وتلحقهم : كنت عارفة , المهم متى بنزورها
    توقفت أمها عن المشي للحظة وكملت طريقها للصالة , سحبت منها العنود العباية والطرحة وهي تسأل : متى قال الدكتور نزورها
    قال أبوها بهدوء : أزهار بتخرج من المستشفى اليوم لكنها بتروح على بيتها
    تصنمت العنود وهي تطالع فيهم , هي كانت متوقعة هذا الشي وتفكر فيه لكن دائما المواجهة هي الأصعب , اشرت لها أمها تجلس جنبها فجلست على طول وعيونها متعلقة بأبوها اللي كمل : استعادت ذاكرتها السابقة والدكتور يقول إنها عانت كثير من تذكرها لأنهم اكتشفوا إنها شافت عامر يموت قدام عيونها وهو سبب فقدها للذاكرة , لكنها مهي متذكرة تماما الفترة اللي عاشتها معانا
    همست العنود بألم : تذكرت جاسم وعرفت إنه زوجها
    هز راسه وقال : كل شي قاله لها الدكتور وأخوها
    قالت أمها بلطف وهي ترص يد العنود الراصة على العباية بكل قوتها : هي توصل سلامها لكم وتقول إنها ما حتتصل علينا أو تجينا لفترة لأنها تحتاج وقت عشان تفكر بكل اللي صار وأرسلت رسالة لكل وحده فيكم
    وخرجت من شنطتها الرسالة المكتوب على ظهرها (( عمود الكهرب )) , طااااالعت العنود في الرسالة ودمعت عيونها وهي تقول بصوت مخنوق : بس هي متذكرة إني عمود كهرب
    وغطت وجهها بيدينها وسندت راسها على فخوذ أمها وهي تصيييييييييح من قلبها على فقدها لأزهار اللي بالتأكيد هي الآن في أمس الحاجة لأحد يوقف معاها
    مسحت أمها على شعرها وهي تقول بصوت مخنوق : هي ما قالت بتقطعنا على طول ولا إنها ناسيتنا تماما , هي متذكرتكم كلكم
    قالت كلمتها ألأخيرة وهي تشوف الصدمة على وجه البندري اللي واقفة عند أول درجة في الصالة , خرجت أمها الرسالة وناولتها لها , تحركت البندري من مكانها وسحبت الظرف وطالعت فيه (( صغيرتي الحالمة )) غمضت البندري عيونها للحظة ورجعت طلعت بسرعة لغرفتها وصفقت الباب بكل قوتها , طالعت الأم في آخر ظرف في شنطتها وهي تحس دموعها غصب عنها تنزل على خدودها ((ستظلين أختي الكبرى ))

    **************************

    ركبت أزهار ورى في سيارة أبو أمجد بعد ما صرفوا الدوا اللي أصر الدكتور إنها تاخذه لفتره إلين يطلب منها تسيبه , كانت تطالع في الشوارع اللي تذكرتها وكانت مع كل منعطف وكل إشارة تقربها من عمارتهم من شقتهم اللي عاشوا فيها سنين عمرهم , وكان قلبها مع كل ثانية يضرب بقوة من الرهبة , ولمن دخلت السيارة الشارع اللي تطل عليه العمارة حست بمغص فضييييييع في بطنها , توقفت السيارة عن العمارة فنزلت وسبقت أخوها اللي قعد يشكر صاحبه , كل درجة تقربها من الشقة تذكرها بأمها وأخوانها , ريحتهم للمدارس وخرجتهم للبحر والمخططات , وقفت قدام باب الشقة الخشبي وطالعت في الجرس اللي ياما دقته وفتحت لها أمها الباب وهي تعاتبها على إزعاجها وضغطها المستمر على الجرس , قاومت رغبة إنها تدق الجرس وهي تصرخ بداخلها ~ محد فيه , محد بيرد عليك , خلااااااص ماتوا يا أزهار , متى بتقتنعين ~ مر عمر من جنبها وهو يقول بفرح : يا هلااااااااااا والله بزهرة
    و دخل المفتاح للشقة وهو يحس بخووووف عمييييييييق بداخله عليها كان يدعي من كل قلبه إنها ما تحس نفس إحساسه أول ما دخل الشقة , إنها ما تحس الألـــم والوحدة والفقد والوجع , هو ما رجع الأثاث اللي غيروا فيه المستأجرين زي ما كان في نفس مواضعه سابقا لكن مازال فيه نفس أثاثهم القديم , دخلت أزهار وهي تسمي و فصخت عبايتها في الصالة وهي تبعد بصرها قد ما تقدر عن الكنبة المفضلة لعامر , كان عمر يدقق في وجهها كإنه يطالع من مجهر , كانت حاسة إنه يستنى أي تغير في ملامحها عشان يخرجها من الشقة و يوديها أي مكان ثاني عشان ما تحس بالألم , ابتسمت له وقالت : اش فيك تطالع فيني كذا , روح شوف لك شغلة
    ودخلت على الغرفة الرئيسية اللي هي غرفتها المشتركة مع أمها , كان السرير مليان أشياء عمر , تقطع قلبها وهي تفكر إنه كان ينام كل ليلة في سرير أمها , كيف قعد لوحده كل هالفترة سخفت له من جد , على الأقل هي كانت فاقدة الذاكرة وعايشة وسط نااااااس , طالعت في الكراتين المغبرة اللي على الأرض وفتحتها , لقيتها ملابسهم مكومة على بعض , قال عمر بهدوء : هذا من سواة صاحب العمارة
    سحبت ثوب عمير اللي قدامها وطبقته وهي تقول بصوت ثابت : بأفرغ الأشياء عشان نتصدق بها عنهم
    مسك يدها بحزم وقال : قومي نامي ارتاحي والصباح رباح , الدكتور مطلق قال لازم ما تجهدين نفسك
    هزت راسها وقالت بابتسامة مرحة وهي تسحب يدها بهدوء منه : انت تعرفني ما أعرف أنام والبيت حايس , ترى فقد الذاكرة ما غيرني
    وبدأت تفرغ الأشياء بصمت , غترة عمار , قميص أمها , بنطلون الرياضة الأزرق اللي يعشقة عمير , فستان أمها العيد الماضي , قعدت تفرغ وتطبق وعمر واقف عند باب الغرفة ما تحرك من مكانه , ولمن شاف إنه ما في فايدة من وقفته راح للصالة وجلس قدام التلفزيون وشغل مجد القرآن وعللى الصوت وهو ما همه لو دق الجيران عشان يشتكون من الإزعاج , كان بحاجة لشي يهدي الثقل اللي في قلبه بسبب منظر أزهار الثابت المصطنع وهي ترتب الأشياء , هو الرجل بكل قوته تجنب إنه يمسك طرف الكرتون عشان ما يشوف شي يذكره بهم , كيف هي
    سحبت طرحة أمها البيضاء وطبقتها وقبل ما تحطها ضمتها وهي تشمها , كانت ريحة الحنا اللي دايما تستخدمه أمها عالقة فيها , بلعت غصتها وكملت شغلها بهمة , فتحت الكرتون الثاني لقيته الأشياء والتذكارات والتحف اللي كانوا مزينين بها دولاب التلفزيون , بدأت تصنفه , ابتسمت وهي تشوف برواز صور حطت بداخله القصيدة اللي كتبتها مشاعل بعد وفاة أبوها بشهر

    بَعدك يا أبوي

    (يوم الخميس الصبح ثالث أيام الصايمين
    دق بابي وهاتفي برنات مجروحة
    سألتهم عن صحته واشلون هي أوضاعه
    قالوا إنا لله وإنا إليه راجعين
    صار العزا وصار الحزن في أيام معدودة
    وصرت أصيح والناس أرجوك تكفين
    كل على بيته رحل بعد دعوات مكتوبة
    وأنا همي بقي بدل ضعف ضعفين
    صارت أحلام بأعداد الأيتام مكتوبة
    وين الصبر ينباع واشريه بك الملايين
    والوالدة من الأرامل صارت اليوم محتدة
    خيم علينا الحزن أيام وشهور وسنين )*

    كانت وقتها تصبرها وتحاول تخرجها من ألمها وهي تطلب منها تكون أقوى وتذكرها إنها فقدت أبوها من الصغر , الآن حست بمقدار ألم مشاعل , الآن عرفت المعنى الحقيقي للفقد , أبوها لمن فقدته كانت صغيرة , صح ياما بكت وتألمت و اشتاقت لكن مو زي ألمها الآن , تذكرت كلماتها وهي تقول من وسط دموعها (( الكلام سهل يا أزهار لكن تطبيقه صعب )) ضمت البرواز وهي تقول بصوت مخنوق : والله صعب يا مشاعل , ياليتني أقدر أرجع لسنوات على ورى وأضمك ضمة واحد فاهم إحساسك ذاك الوقت
    كملت شغلها وهي تدعي ربها تجتمع فيها في أقرب فرصة .
    : عممور , عموووور
    شهق وهو يفتح عيونه , ابتسمت وقالت : آسفة حبيبي أزعجتك , بس أذن الفجر
    فتح عيونه يبغى يستوعب ومسح وجهه وطالع في ساعته , انتبه إنه مغطى بلحاف ومتمدد على الكنبة وتحت راسه مخده , قالت : صلي العشاء , تراك ما قمت , حتى موية رشيت عليك لكنك في عالم آخر
    استغفر وهو يقوم , و انصدم لمن لقي كراتين عند الممر وسريرين ساده الطريق , قالت وهي تأشر عليها : هذي تبرع بها كرتونين ملابس أمي وكرتون ثياب عامر وعمير وملابسهم الرياضية والكرتون الصغير فيه كتب عمار وقصص عمير يفضل إننا نتصدق بها كمان والأكياس السوداء فيها أوراق عمار وخطبه ومحاضراته يبغالها حرق عشان فيها اسم الله
    قال بصدمة : انتي تنظفين من المغرب
    ابتسمت وقالت بفرح : خلاص ما بقي إلا المطبخ وغسيل الملابس
    سحبته لغرفة أمها وقالت : تعال شوف غرفتك
    تبعها وهو يحاول يطرد النوم من عيونه , انبهر لمن شاف مكتبه وأشياءه كلها في غرفة أمه الواسعة واللي تغير ديكورها بسبب تغير الأشياء , الشيئين الوحيدين اللي دله إنها غرفة أمه هو السرير اللي فرشته بفراش نظيف وحطت عليه مخداته المفضله , ودولاب الملابس , لف عليها وسأل بحيرة : و انتي
    قالت وهي تسحبه : أنا أخذت غرفتكم لأنها أصغر
    كانت حاطة سرير واحد من أسرتهم ومكتبها و مجمعة كل أشياءها الخاصة في ركن وغرفة عمار الخاصة مفرغتها تماما , لف وطاااااااالع فيها وبعدين مسح على شعرها وقال : الله يقويك , حقيقة يا أزهار
    وسكت طويل بعدين همس بصوت حاول يخليه ثابت : أنا سجدت لربي سجداااااااات شكر لأنك رجعتيلي , البيت من دونك ما كان له طعم
    ابتسمت وضمته وهي تقول بتريقه عشان تغطي على دموعها اللي بتهزمها وتنزل : يا ناسو انته يا قلبو ماما أزهار
    دفها وهو يقول بمزح : فكيني بأروح أصلي
    ضحكت وهي تضمه أكثر وتقول بصوت مخنوق : ما أبغى
    قال بحزم : أزهار الصلاة
    لكنها ما سابته بالعكس زادت من قوة احتضانها وهي تدفن وجهها في كتفه, زفر ولف يدينه حولينها و ضممممممها وهو يهمس بصوت حنون : نفسي يرجع عمار عشان أقول له , بنتك وحبيبتك أزهار اللي ربيتها كانت قوييييييية زي ما كنت تتوقع
    ولمن حس بأظافرها تنغرز في ظهره من كثر الألم , مسد ظهرها وهو يكمل : راحوا للي أرحم مني ومنك يا أزهار , راحوا للي أرحم مني ومنك
    بعدت عنه بعد فترة وقالت بمرح : شكرا , يلا الصلاة , انتهت مهمتك هنا
    ضحك وقال بتريقة : يــــمــــه على بالي قاعدة تصيحين
    ابتسمت وقالت بصدق : عندي عمر قلبي وأصيح .
    كان شايف دموعها الحبيسة داخل عيونها ومعجب بقوتها اللي خلتها تحبسها وما تطاوعها وتذرفها .
    حط يده على شعرها ومسحه بعنف, قالت وهي تضرب يده : آآآآآآي عورتني وفرقعته
    : هو أصلا مفرقع وشعافله واصل السقف
    : عمــــــر .
    : بروح الصلااااااااااااة
    : أوريك لمن ترجع .

    ************************

    بعد 16 يوم :
    عصر يوم الأربعاء 19 / 4 / 1428 هـ
    في الشقة :

    : أزهااااااار
    خرجت من المطبخ وقالت : خيييييير سيد عمر
    قال وهو يأشر على الملاعق والعيش اللي على السفرة : تراك سقطتي بي اش هذا , ملاعق وعيش من غير أكل
    قالت وهي تحرك المغرفة في الهوا : اش تبغاني أسوي , انت اللي تأخرت وخليت الأكل يبرد , تبغاني أغرفه بارد ترى ما عندي أي إشكال
    حك شعره المبلل من الترواشة وقال : ما توقعت إنه لي ساعة في الحمام
    رفعت يدينها وقالت قبل ما تدخل المطبخ : يا ااااااارب ترحم منى مرت عمر يا رب
    ابتسم وهو يلعب في الملعقة اللي طاحت من يده لمن انتبه لكلامها وسأل: منى مييييين؟
    ضحكت أزهار وقالت بصوت ممطوط عالي من داخل المطبخ : مــنـــى بنت جارنا العزيز سامي , يعني يعني ما أعرفها
    قال بحيرة : ومين جابلك سيرتها أنا قيد نطقت اسمها على لساني , أصلا أول مرة أدري إنه أبو صلاح عنده بنت اسمها منى
    خرجت راسها من عند الباب و رسمت ابتسامة معجون أسنان وهي تقول : هذاك عرفت , من بعد ماماتي الله يرحمها أنا المسؤولة الأولى عن اختيار زوجة المستقبل
    ورجعت دخلت المطبخ , قال بصوت عالي : الله يستر
    غرفت الأكل وخرجت لقيته مسرح , قالت : هيييييييي على وين وصلنا
    قال بتريقة : عند بيت الجيران
    قهقهت أزهار من قلبها وقالت : سم بالله وكل
    وهو ياكل قالت : شوف يا حبيبي , منى هذي وحيدة أبوها وأمها, أصغر منك بسنتين سنة ثالث كلية قسم لغة عربية , طيوووووبة وأخلاق وشكلها نعوم , أمي الله يرحمها كانت تحبها وتحب أمها , صراحة أحسها لايقة عليك
    لف عليها وقال بصدمة : دحين انتي من جدك تتكلمين
    قالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا من عمي , لو ماكنت جادة ماكان فتحت الموضوع
    رفع حواجبه وقال بتريقة وهو يرجع للأكل : ومنى هذي جالسة تستنى اشارة من يدي عشان توافق
    زفرت وقالت : عمر لا تتريق , اش اللي يخليها ترفض شاب ملتزم وطيب وعنده وظيفة وراتب زين , والشقة جاهزة وقدام باب أهلها كمان اش تبغى البنت أكثر من كذا
    قال بهدوء : إذا انتي قنوعة براتب 3500 لا تحسبين الناس كلها زيك , فكري بالعقل 3500 ما تفتح بيت هالأيام
    قالت بعصبية : والله تفتح , إذا انت مدبر فلوسك وحرمتك قنوعة بالشي المعقول تكفيكم الفلوس بزيادة, ربنا يقول ((نحن نرزقهم وإياكم)) والله صدقني ربي بيبارك في فلوسك إذا كملت نص دينك , بعدين أنا ما أتكلم من فراغ , صح في فرق 5 سنوات بيني وبين منى لكنها صحبتي ومعاشرتها , ما شاء الله عليها إنسانة قنوعة
    سألها بحزم : انتي دحين تتكلمين معايا عن جوازي وناسية موضوعك المعلق انتي وجاسم , إلى متى بتماطلين وتلتزمين الصمت على هالموضوع
    من سمعت اسمه حست بمشاعر متضاربة فضيعة, كمل بحزم: ومطلق يقول ضروري يشوفك , تراك تهربتي من جلستين إلى الآن
    دارت مشاعرها المتضاربة وقالت وهي تخرج ورقة وآلة حاسبة وقلم من جيبها : انسى موضوعي , شوف إذا جمعنا فلوس التعويض مع الفلوس اللي في حسابك واللي في حساب التوفير اللي سواه عمار وأضفنا عليها الفلوس اللي حنطلبها من مشروع مساعدة تزويج الشباب وعلى فكرة أنا اتصلت عليهم وقالوا لي إنك مطابق للمواصفات وإنه تقدر تاخذ المساعدة المالية , وجمعنا معاها فلوس ذهبي بتطلع تقريبا تقريبا , قول ما شاء الله
    طالع فيها بصدمة وقال : اتصلتي عليهم , متى مداك تسوين هذا كله
    ابتسمت وهي تطقطق على الآلة الحاسبة وقالت : قول ما شاء الله , بتطلع 90 ألف
    وابتسمت وهي تقول بحماس : بسم الله ما شاء الله شوف
    وقامت تكتب في الورقة : 30 للمهر , و 25 يادوب تزبط فيها البيت وتغير الأثاث شاملة الحركتات حلوة من بوية وغيرها , و 15 الله يعينك انت و اياها تشترون سيارة مستعملة تمشون فيها حالكم إلين تجيكم فلوس وتشترون وحدة جديدة , و الـ20 الباقية حق استراحة حلوة والعشا , وإذا قلنا إنك جمعت 9 من أصحابك على جمعية بـ 500 ريال في الشهر بتطلع لك 5000 ريال كاش تمشي فيها البنت في ربوع الطايف والجنوب , صح ال 5000 ما تسوي شي بس اسم إنه , شي أحسن من لا شي
    تأملها وهو يقول بتعجب : مداك تسوين هذا كله وتفكرين بهذا كله
    لفت عليه وقالت : اش أسوي ولدي ولازم أدور على راحته واستقراره !! شوف حبيب أزهار , أنا لا يمكن أرتاح قبل ما أشوفك مستقر مع بنت الحلال اللي بترعاك وتداريك وتطبخ لك وتغسلك وتحطك في عيونها, إذا من جد تبغاني أشوف حياتي, شوف حياتك
    كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة حاربتها وقاومتها طويييييييييل , الأيام اللي مرت عليهم كانت فيها مثااااااال للهدوء والقوة , لكنه كان عارف دواخلها , كان حاس بأوجاعها وآلامها , كان يشوف دموعها الحبيسة وسط ابتسامتها العريضة , همس وهو يطالع في ابتسامتها العريضة : الله لا يحرمني منك
    حمرت خدودها من الخجل وهي تضربه على كتفه وتقول بتريقة عشان يروح الخجل عنها : طبعا تقولها دحين مو جبتلك عروس الهنا
    ضحك وقال بتريقة مقصودة : الله يعينك يا جاسم على خبالها
    كان وده يدخل داخل عقلها ويسمع أفكارها عن جاسم , حطت يدينها على خصرها وقالت : نـــــعــــــم سيد عمر
    : ماقلنا شــــــــي , لا تنسين بكرة إن شاء الله بنروح لبيت أبو جاسم بعد العشاء , عازمنا على العشا
    حست بفرح ممزوج برهبة , ما تنكر إنها اشتاقت لهم كلهم , أبوها وأمها وحنانهم الفياض , الهنوف وابتسامتها , العنود وخبالها حتى لسان البندري السليط اشتاقت له , لكنها خايفة من ردة فعلها بعد ما توصل البيت , كيف حتقابلهم وكيف حيستقبلونها بعد هالغياب كله هي حتى اتصال ما اتصلت عليهم , هدى كانت تتصل عليها كل يومين عشان تتطمن عليها وحريصة إنه محد من بناتها يكون عندها عشان ما يصرون يكلمونها

    ************************

    يتبع





    رد مع اقتباس  

  10. #20  
    يوم الخميس 20 / 4 / 1428 هـ في الصباح :
    في الشقة المشتركة في الشرقية :

    : ودحين اش بتسوي
    حط جاسم بنطلونه جوة الشنطة وهو يقول لعدنان ببرود : أبد سلامتك ولا شي , بروح أطلقها وأرجع
    : مو انت قلت إنه رئيسك قال بيجيب أجلك لو طلبت إجازة ثانية
    : لا خلاص هذي إجازة رسمية الحمد لله
    : يا ويلك من الشباب متواعدين أول ما تأجز يروحون يومين البحرين
    قال وهو يصك شنطته اللي حط فيها أي شي قدامه بلا ترتيب : مو أبوية حلف لو ما نزلت هذا الخميس بيتبرأ مني ولا عاد أطب له بيت , يقول إحمد ربك اللي خليتك لهالوقت و ما نزلتك من راحت البنت المستشفى
    سحب نفس وخرجه بضيق وهو يقول : قلتله خلاص أنا بأطلقها وهو يوصل هالكلام لها و لأخوها و ما يحتاج نجتمع في البيت ونتفاهم ثار وقال تنزل تتعشى معانا ولا لا أنا أبوك ولا أعرفك , من ارتبطت بهالبنت وأبوية غير متضارب معايا ورافع راية الحرب ضدي , ما أدري اش سوت فيه
    ضحك عدنان وقال : بلا غيرة زايدة , هو شفقان عليها , بعدين انت احمد ربك اللي ما جرجرك وسط الأسبوع ولا المقدم مطر كان
    وحط اصباعه على رقبته وهو يقلد صوت المذبوح , ضحك جاسم وقال : إي والله , يوم يشوفني تقول شايف شيطان يكشر في وجهي ويعبس , حتى السلام ما يرده
    دقه على كتفه وهو يقول : هونها وتهون , والرحلة بيني وبينك أنا فرحان اللي ما انت رايح لها
    دفه جاسم وهو يقول : روح يالمعقد انت
    ضحك عدنان وقال : معقد ولا ماني معقد بكيفي , متى رحلتك
    طالع في ساعته وقال : أربعة العصر , لسه في وقت , اش رايك شوية قهوة معتبرة مع كم رمية بولينج
    طالع عدنان في ساعته وقال : شرط ما نطول عن ساعة , عندي اجتماع مفاجئ بعد ساعة ونص مع مهندسين من الشركة يادوب أرجع وأتجهز له
    خرج جاسم جواله وقال : O.K اسبقني على السيارة أدق على الشباب
    دق على أيمن وهاني اللي خبروه إنهم سبقوه , قفل الجوال وخرج من الشقة وهو يجاهد إنه ما يفكر بالوضع اللي صاروا فيه , من اتصلت العنود وخبرته باللي صار فكر وقرر الطلاق ومن تأكد من أبوه إن البنت استعادت ذاكرتها تماما وهو يشغل نفسه بأي شي عشان ما يفكر مرة ثانية

    ************************

    العصر في الباحة :

    : ياسلاااااام , مسمية بلوتوثك مشعل أمل وفاتحته كمان
    رفعت مشاعل راسها عن الجوال وطالعت في معاذ اللي واقف قدامها و قالت : إيوه ليه تسأل
    سحب الجوال من يدها بكل وقاحة وهو يقول : يعني غازلوني , كلموني يا شباب , نقص علينا بنات بجوالات كاميرا و بلوتوث كمان
    شهقت مشاعل وقالت وهي تقوم من مكانها : رجع جوالي
    وحاولت تسحب جوالها منه , هو رغم صغره كان أطول منها بكثير , رفع الجوال وقال : إحلمي به , أصلا أنا من يومي قلت لازم يشيلون هذا الجوال عنك , ما بيجيب لنا إلا الفساد , ساعة تتكلمين فيه , ساعه هاله , ساعه أحلامو , ما أدري اش تسوون فيه
    صارعته وهي تقول : معاذ احفظ لسانك وثمن كلامك , هات الجوال
    بعدت أحلام عنهم وجريت هالة لغرفة أمها عشان تجيبها تفرع بينهم , قال معاذ وهو يفتح قائمة الأسماء الأخيرة : أصلا انتي كنتي تكلمين مين قبل شوي مين زهرة حياتك هذا
    حست بنار بداخلها وهو معتقد إعتقاد تام إنه اسم أزهار اللي مسميته لواحد , صرخت فيه : معاااااااااذ يا قليل الأدب
    خرجت أمهم وهي تقول بخوف : اش فيكم صوتكم واصل لآخر الحي
    مسكت مشاعل يده وسحبتها ومسكت طرف الجوال وهي تقول : خليه يرجع جوالي , هذا اللي ناقص بعد , البزر هذا جاي يرفع صوته ويفرد عضلاته عليه
    عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها وهي تقول : معاذ والله لو ما سبت الجوال ما بيصير لك خير
    سحب الجوال بقوة مفاجأة فانفلت من يدها وانزلق من يده وطاح على الأرض وتفكك , طالعت في الجوال بصدمة وتقطع قلبها وهي تشوف التعليقات مقطعة في يد معاذ , رغم عنها صرخت : لاااااااا
    رمى التعاليق وطالع فيها بنظرة محتقرة وخرج من الصالة , شالت الجوال وبقايا التعليقات و أمها تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , يعني كان لازم تعاندينه كان أعطيتيه اللي يبغاه , بس تحبين المشاكل
    لفت على أمها وقالت بصوت مقهور : يعني دحين الغلط طلع غلطي ليه ما كلمتيه هو على وقاحته و طولة لسانه
    قالت أمها : احمدي ربك اللي ساكتين على الجوال
    قالت بحرقة وهي تحارب دموعها : هذا الجوال والرقم هدية من أبوية , مال أحد دخل فيه , ولا عاش اللي ياخذه مني وأنا عايشة وأشم الهوا
    ودخلت غرفتهم وهي تبكي على تعاليقها أكثر من جوالها , ما همها كل التعليقات على قد ما آلمها تعلقتها القلب اللي انكسرت بالنص , كان منقوش بداخلها حرف N &M بشكل خفيف وناعم , هذي كانت آخر هدية أهداها لها ناصر , طالعت في بقايا السلسلة الفضية اللي طاحت منها الورود الملونه اللي أهدتها لها أزهار و اللي كانت شايلة القلب ضمتها لصدرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب فقدت واحد منهم قبل شهر , ما أبغى أفقد الثاني , يا رب ترجع لي أزهار وتفرحيني فيها يا رب ~ انسدحت على سريرها ودفنت وجهها في المخدة وهي تصييييييييييح من قلبها بسبب الألم اللي عاصر قلبها , أخوها مسوي هذا كله عشان ناصر رجع أمس من جزر المالديف اللي راح لها أسبوعين مع عروسته , تمنت من كل قلبها يرجعون لجدة عشان تنرحم من نظرات جماعتهم وكلامهم اللي يسم البدن , حتى أمها تغيرت عليها من كثر الكلام
    حست بيد دافيه تمسح ظهرها , لفت وجهها وطالعت من ورى خصلات شعرها , لقيت هاله تطالع فيها بألم وعيونها تلمع بالدموع , تذكرت كلمات أزهار اللي قالتها لها بعد وفاة أبوها (( شعولتي , أجمل الإبتسامات وأحلاها اللي تكون وسط الدموع لأنها تحسسك بالأمل )) , ابتسمت لهاله وقالت بصوت مخنوق : اش بك خوفتك
    ضحكت هاله وهي تمسح دموعها وقالت : لا بس مقهورة من معاذو الزفت , حقه قتل ماله حق في اللي سواه
    ضمت مشاعل جوالها وقالت بضحكه : لا تخافين والله ما يطوله لا هو ولا صاحب أطلقها شارب , مالت على الرجال كلهم
    ضحكت هاله وقالت وهي تغمز بعينها : كللللللللللهم
    ضربتها مشاعل بالمخدة وهي تقول : انقلعي عني

    ***********************

    في نفس الوقت في جدة :

    : رزوق تراني ماني فايقة لإنجليزيتك , يا تتكلم بالعربي يا تصك الخط
    : how said إني أبغاك , مين قال أنا أبغى أمي
    : تراني قمت أشك إنك في أمريكا مو في فرنسا
    : يا غبية , الفرنساويين يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر من الفرنسية
    : أنا غبية يا طوير الحنا
    زفرت الهنوف وقالت وهي تشوف العنود معصبة على عبد الرزاق : عنيدي , هاتي الولد ذبحتيه
    وسحبت منها التلفون وقالت : روحي نادي أمي
    وحطت السماعة على إذنها وهي تقول : السلام عليكم
    : hiiiiiiiiiiiiiiiiiii my sis .
    ابتسمت وقالت : الناس ترد السلام يالفالح أول , قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , كيفك يا عروسة
    استحت وهي تقول : خلاص ما عاد اني عروسه
    : البنت تكون عروسة إلين تجيبين أول child .
    ضحكت وقالت : الله يسعدك , كيف أحوالك
    : بخير , إلى سمعت إن العروس الغائبة بتجي اليوم والزوج الهارب كمان
    زفرت وقالت : إيوه بيجتمعون الليلة إن شاء الله , أبوية تعبان من كثر التفكير , وعلى طاري أبوية تراه زعلااااااااااااان ليش مقاطعه
    جاها صوته الساخر وهو يقول : اللي يشوف الحلوين اللي هنا يرجع يطالع فيكم ولا يفكر
    قالت باستنكار : عبد الرزااااااااااااق
    ضحك وقال : والله من كثر الدراسة والريحة والجية وفرق التوقيت والنوم والصحيان , يعني أكتشف يمر شهر وأنا ما اتصلت
    زفرت بضيق وقالت : زين اللي تكتشف بعد فترة فيك الخير والله , ياخي ما نبغاك تتصل على الأقل رد لمن نتصل إحنا .
    : مشغول , مشغوووووووووووول , احمدوا ربكم اللي اتصلت مرتين هالأسبوع تراها غلطة وما عاد بتنعاد
    قالت وهي تشوف أمها جايها بفرح : الله يصلحك , خذ أمي
    وراحت تشوف استعدادات العنود والبندري لأزهار .

    ************************

    بعد صلاة المغرب :

    : انتي مجنونة أكييييييييييد
    : عموووووور
    : أزهار من جدك تتكلمين
    زفرت أزهار وقالت : لا من عمي , عمور حسك عينك تغير اللي قلته
    فلت يده اليمين عن الدركسون وأشر بعدم تصديق : 60 أللللللللف مهر , والله ما انتي صاحية , أزهار طول عمري أقول عليك عاقلة , ترى خير النساء أيسرهن مهورا .
    حست بقهر إنه أخوها بدأ يغير نظرته لها , هي فرضت شروط هي متأكدة إنها صعبة لكن هذا لحاجة في نفسها لا يمكن يفهمها غيرها
    قالت بنفاد صبر : عمور الله يسعدك عيد الشروط اللي قلتها
    قال : المهر60 ألف وإنه ينقل لجدة
    قالت تذكره : وإنه ما يمنعني من الوظيفة
    هز راسه بطيب , استنته يكمل ولمن شافته ساكت قالت : وإذا وافق على هذي الشروط
    قال يقاطعها : أقوله شرطك الأخير
    اقترحت عليه : ليه ما تكتبها في ورقة عشان ما تنساها
    طالع فيها وقام يضحك وهو يقول : يا حلاتي وأنا مخرج ورقة من جيبي فيها شروطك اتفاقيات الشرق الأوسط هي
    ضربته على كتفه وهي تقول : لا تتريق يا دب
    قال بحنان وهو يخفي خوفه وتردده من هالموضوع كله : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا أزهار
    لفت وجهها وطالعت مع القزاز وهي تحس عقلها يدور في دواماااااات كبيرة
    لمحت سور الفيلا الكبيرة , ابتسمت باضطراب و بعض الذكريات تتوالى في داخلها أولها لمن شافت السور يقترب منها كإنه وحش وهي راجعة من بيت عبد الرحمن في ذاك اليوم العصيب , فتح سوناردي الباب الكبير بابتسامة واسعة , ولمن وقفت السيارة استقبلهم أحمد بفرح , سلم على عمر ولف على طول وضم أزهار وهو يقول بعتاب : يا قاطعة
    ضحكت وقالت وهي تسلم على راسه ويده : آسفة والله , حقك علي
    تأملها للحظة كانت متغيرة فيها شي متغير , قال وهو يدفها بلطف لباب الفيلا : هيا روحي , أخواتك بيتقطعون حماس
    وسحب عمر للمجلس وهو يرحب فيه بمحبة , طلعت الدرجات البسيطة وسحبت نفس عميق قبل ما تدق الجرس , قبل ما تنزل يدها انفتح الباب وخرج شي ما لمحته أزهار من سرعته , اختنق نفسها وانتبهت إنها في حضن العنود اللي قالت : يا دبببببببببه يا حمااااااااااره
    ضحكت وهي تضربها بخفة وتبعدها وهي تقول : حماره مره وحده , والله إنك قليلة أدب
    لكنها العنود عصرتها أكثر وهي تقول : وحشتينيييييييييييييييييييييي
    قالت بصوت مخنوق وهي تضحك : ذبحتيني عنود ما صار هذا كله وحشة
    قالت البندري وهي تسحب العنود : خلاااااااااااص ذبحتي البنت , خلينا نشوفها
    نص هم أزهار انزاح وهي تشوف الحب والترحيب في وجوههم , و حست براحة داخلية وهي تسمع هواش هدى عليهم عشان يسيبونها تفصخ عبايتها وترتاح وهم يناقشونها بحماس , سلمت على أمها اللي حضنتها وهي تصيح وجلست جنبها والبنات حولينها , هذي هي الحياة اللي اعتادت عليها الفترة السابقة ما تغير فيها شي حتى بعد ما استعادت ذاكرتها , بعد ساعة تقريبا سمعوا صوت صفقة باب الفيلا وبعدها صوت خطوات ثقيلة ممزوج بصوت عجلات , التفتوا للممر ما عادا أزهار اللي خمنت مين اللي جا , وقف جاسم عن المشي وطاااااالع فيهم وقال : السلام عليكم
    صوته حسته غريييييييييييييب عليها لأول وهلة , وحسته في نفس الوقت يفتت أعصابها للحظة محد رد السلام لكن هدى تداركت وقالت : هلا ولدي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كانوا أخواته ينقلون بصرهم منه لأزهار اللي منزلة راسها وهي تلعب في بأصابعها بصمت , قال بصوت بارد : متغدي ومتعشي معاكم أنا .
    قامت الهنوف بسرعة وقالت : هلا جاسم حمد لله على السلامة
    وسلمت عليه , وتبعوها أخواتها , كان يسلم عليهم وعيونه غصب عنه مثبته على أزهار اللي ما توقع وجودها أبدا , أبوه قاله إنه يجي من المطار على طول عشان يتفاهم مع عمر على كل إجراءات الطلاق , ما يدري ليه بمجرد رؤيتها حس برغبة إنه يضاربها يناكشها يسوي أي شي يزعج هدوءها اللي يحسه ثقيل على قلبه , قال بسخرية : يا هدوووووء بعض ناس كانوا يصدعون لنا راسنا , وين كان هالهدوء أول يوم بغيناه
    ما تحركت أزهار ولا غيرت جلستها ولا همها اللي قاله ظاهريا بس ولا هي بداخلها تحس بخجل وقهر من كلامه و تنغيزه في الكلام , تذكرت سخافتها لمن يجي وطريقة استقبالها , كان ودها الأرض تنشق وتبلعها من الخجل وهي تتذكر نفوره وعصبيته اللي كانت تئلمها وقتها لكنها ما كانت تبين
    ناول شنطة المحمول للهنوف وراح لأمه عشان يسلم عليها , مر من قدام أزهار و دنق يسلم على أمه وهو يقول : كيف حالك يا أمي
    ورفع نفسه وراح شال شنطته من دون ما يلقي عليها نظرة وقال : إذا سأل عني أبوي قولوا له إني بأغير ملابسي وأجي
    تنفست أزهار بداخلها لمن راح واختفى وابتسمت للبنات اللي حطوها تحت المجهر , قالت بمرح تروح فيه عن خجلها وتوترها : ترى شوي وتلصق عيونكم في ملابسي وأروح بها بيتي وتقعدون عميان
    ماتوا ضحك على كلامها وغيروا الموضوع بسرعة لمن شافوا وجهها المحمر , دقايق و خرج جاسم وهو لابس ثوب و غترة وعطره مغرق الجو , رفع واحد من حواجبه وهو يطالع فيهم وراح للمجلس من دون ما ينطق بحرف
    كانت أزهار معاهم جسما لا عقلا وهي تتساءل اش اللي يصير داخل المجلس

    *************************

    كان جاسم مجهز كلامه ومستعد لكل شي ولو جا له واحد وقاله قبل دخوله للمجس إنك بتوافق على كل شروط أزهار و بتصر إنك تتزوجها كان ضحك عليه وعلى خباله , ما يدري كيف خرجت من فمه وهو يقول : أنا موافق على كل الشروط
    هو قالها لكنه ندم بعدها على طول ~ ليييييييييييه وافقت ليييييييييه ~
    فرح أبوه وقال : الحمد لله
    قال عمر اللي بداخله ما حب جاسم ولا ارتاح له أبدا : عمي فيه شرط أخير لأزهار , هي طلبت مني إنه إذا وافق على كل شروطها تبغى تتكلم معاه على إنفراد
    انصدم أبو جاسم من الشرط الأخير لكنه ما حب يعلق , قال وهو يلف على جاسم : ها جاسم
    قال جاسم بثقة وهو يكتف يدينه ويسند ظهره للكنب : أنا موافق
    شاف الراحة على وجه أبوه وحس بالفرحة في صوته وهو يقول : وأنا موافق, نروح نكلم أزهار يا عمر
    طالع عمر في جاسم بشك , ما عجبه أبدا طريقته في الجلسة والكلام , كان حاس إنه ورى هالثقة شي , قام وقال وهو يرمي جاسم بنظرة برود : أمرك يا عم بس أنا لي طلب واحد إذا ممكن
    : تفضل يا ولدي آمر
    : ما يأمر عليك عدو , انت عارف وضعنا زين , وفاة الأهل وزواج أزهار الغريب , لكن هذا كله ما يمنع إنه ودي أفرح بها هي أختي الوحيدة والباقي لي من أهلي , أتمنى يتسوى لها فرح زيها زي غيرها من البنات
    حط أحمد يده على كتفه ورص عليها وهو يقول بحب وسعادة : هذا مفروغ منه , تعال تعال نروح للعروسة
    بعد ما خرجوا زفر جاسم براحة وهو يتكى بأكواعه على ركبه وقال : يا ربي كيف نظراته فضييييييعة ليش يكرهني
    وغرق في أفكار عمييييييييقة عن الإجتماع اللي طالبته أزهار وكان في نفس الوقت يلللللللللعن غباؤه اللي خلاه يوافق , هل هو وافق تحدي لبرود أزهار وقوتها و لا عطف بسبب نظرة أبوه المترجية ولا عناد لعمر اللي كان يطالع فيه من فوق لتحت كإنه شي قذر , المهم إنه ما يدري اش السبب
    ~ أنا ليه قلت شروط زي كذا , كان قلت لا وأرجع لحياتي زي أول وأستنى ولد الحلال لا لا لا أزهار , أمه بنفسها قالتلي بصريح العبارة إنها تبغاني و ما تتخيل بعدي وهي الصراحة حقها كبير علي هي و زوجها , بس ترمين نفسك مع واحد زي جاسم عشان أبوه وأمه , لكن لو رفضت ومحد بيلومني بأصير مطلقة , اش بيسوي عمر الضعيف مع أخت مطلقة , مطلقة لقب غريييييييب علي , أففففففففف , لو رفض ذاك الساعة بأفكر بهالشي بس لو وافق , يمممممممممممه , لا لا ما أظنه يوافق خاصة وهو متخيلني وحده وصخة وحثالة , يكون بياخذني عناد , لااااااااا ما أتوقع ~ خرجها من دوامة أفكارها دخول أحمد للصالة وهو يقول : طريق , يا ولد
    حست أزهار بضربات قلبها تزيد لمن سمعت أحمد يقول : قوموا يابنات , معايا عمر
    قاموا البنات ودخلوا مع أمهم للمجلس الداخلي , سحبت أزهار نفس عميق وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت عكس يدينها اللي بدأت تنتفض : تفضل يا بابا ما في أحد
    سلم وهو يدخل و وراه عمر , قال أحمد على طول وهو يدخل للمجلس اللي فيه حرمته وبناته : أسيبكم لوحدكم
    طالعت أزهار في عمر لمن صاروا لوحدهم , قال عمر بسرعة : وافق على كل شي
    حست أزهار بقلبها يغوص بداخلها من الخوف وغصب عنها قالت بصدمة: ليييه وافق؟
    طااااالع فيها عمر وسأل بشك: أزهار ليش أحسك مصدومة؟ انتي كنت متوقعته يرفض؟
    ما قدرت تصرح لأخوها إنها مضطربه ومهي عارفة مشاعرها بالضبط واش كانت تتوقع , هي ما كانت تبغاه يوافق و كانت تتمنى تعجزه وإنه يرفض عشان ما تكون في نظر الكل هي المتبطرة على النعمة واللي طالبه الطلاق , وفي نفس الوقت ما تبغاه يطلقها عشان أخوها يشوف حياته من دون ما تكون عقبة في طريقه , هو الأيام اللي راحت ما قدر يروح ويجي كله لأنها لوحدها في الشقة , ولمن يخرج يدق كل شوي عشان يتطمن عليها , هزت راسها وقالت : لا مو كذا , أنا بس تعرف
    و دنقت راسها مستحية وهي تقول بتلعثم : قلتله
    رحمها وقال : إيوه , عشان كذا جاي آخذك عشان تكلمينه
    ~ وافق على كل شي رغم موضوع عبد الرحمن , ليييييييييييييييييييه ؟ْ أقله على حقيقة الموضوع , لا اااااااااا مستحيل , على الأقل مو دحين , يروح يسوي فضيحة ولا شي دحين ويضرب البندري , أزهااااااااار فكري بنفسك , ترضين يفكر فيك كذا , طبعا لا بس, ياربيييييييييييي والله دايخة ماني عارفة في ايش أفكر ~ حست باضطراب و خجل فضيع وهي تمشي ورى أخوها اللي دخل المجلس , وقفت عند باب المجلس وهي تحس بمشاعر فضيعة متضاربة , سحبت نفس ودخلت وهي تهمس : السلام عليكم
    قام جاسم وهو يرد السلام , عمر اللي حلفته أزهار في البيت إنه ما يجلس معاهم رمى جاسم بنظرة غريبة وهو يقول : اسيبكم لوحدكم
    وخرج , لمن انصك الباب جثم صمت مخيف على المجلس , ما تحركت أزهار المدنقة راسها وشابكة يدينها في بعض من مكانها عند الباب وما تحرك جاسم اللي عيونه تثبتت عليها من مكانه
    ~ جاسم تكلم قول شي , يا ماما اش هالحيا الغريب اللي بيقطعني مو كنت أتعامل معاه عادي اش صار دحين طيب يا غبية اكتشفتي إنه زوجك بعد ما كنت تتعاملين معاه ببلاهة كإنه أخوك و كنت تجرين و. أزهاااااار بلاش تفكير في هالأشياء المحرجة ما انتي ناقصة إحراج , لساني لصق في سقف حلقي , ياربييييييييييييي ~
    ~ أدفع اللي في جيبي وأعرف اللي تفكر فيه هالبنت , والله وعندها الجرأة بعد سواتها تتشرط في مهر وفي عملي كمان , لا يكون على بالها بأطلقها وتصير حرة و تلعب على عبد الرحمن زي أول , حامض على بوزك , ليش واقفة و ما تحركت ~
    قال بعد نفاد صبر : ما بتتكلمين
    رفعت راسها بشويش وأول ما شافت نظرته البااااااااااارده حست بقلبها المرتجف يجمد وضربات قلبها المتسارعة تتباطأ , قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو انتي اللي طالبة هالمسرحية كلها أخلصي وقولي اللي عندك ترى ماني فاضي لك عندي أشياء أهم
    طريقته في الكلام ونظراته قتلت بداخلها خجلها منه , ~ مستحييييييييييييييييييييييييييل أقوله على الحقيقة ~ شمخت براسها وقالت بجرأة وثقة : مع احترامي لك , ترى يكون في علمك لو بنت غيري خاطبها زوجها اللي ما تعرفه بهالطريقة كان تهورت وقالت طلقني , لكن حمد لله أنا غييييييييير وغير هذي حط تحتها 10 خطوط
    رفع واحد من حواجبه و قال باستهزاء : لا والله , أحي فيك هالثقة
    ورجع طالع فيها ببرود وقال وهو يحرك يده بحركة لا مبالية : أخلصي وقولي اللي عندك
    بلعت وقاحته وقالت ببرود : كان عندي شرط ما قدرت أقوله لعمر احتراما لك , أنا عارفة إنه كان في أشياء صارت في السابق وأنا هنا عشان أطلب منك نبدأ صفحة جديدة وننسى كل اللي صار , أنا حأوعدك إني أحفظك في وجودك وغيبتك وأحفظ مالك وبيتك لكن بالمقابل شرطي إنك توعدني نفس الوعد
    رجع رفع واحد من حواجبه وقال باستنكار : نعم ست أزهار
    ~ أككككككككككككككرهه لمن يرفع حاجبه ويطالعني بهالطريقة ~ قالت بجرأة : يعني أوعدك ما أخونك وتوعدني إنك ما تخونني
    قال بسخرية بارده : هذا شرطك
    قالت وهي تأشر بيدها : كاااااان لكن دحين صار شرط ثاني
    ولمن شافت نظراته المستهزئة ما تغيرت ولا تبدلت قالت بجد : زي ما أحترمك تحترمني , أنا لاااا يمكن أعيش مع واحد يخاطبني بهالطريقة ويطالعني بهالنظرات
    قال ببرود الدنيا : و أنا لا يمكن أثق فيك
    ~ مين اللي ما يثق في الثاني ~ رمته بنظرة غرييييييييبة وقالت بضيق : عدم الثقة متبادل بيننا , لكن أنا مستعدة أنهي هالشك إذا وعدتني
    تأملها وعقله يدور بأفكار كثيرة من بينها صوت يصرخ ~ طلقها وارتاح من ازعاجها طلقها , طلقها ~ زفر وسأل وهو يطالع فيها بطفش : وإذا وعدتك باللي تبغينه
    ~ معقول أنا قاعد أسايرها , بتصير أزهار زوجتي , وافقت على كل شي , جاسم اش صار ~ انصدم من اللي قاله و انصدم أكثر لمن حمرت خدودها فجأة وهي تدنق راسها وتقول بتلعثم وهي تفرك أصابعها بتوتر : هذا كل شي
    ما يدري ليه ابتسم وهو يتأملها , شعرها كان مسشور ووجهها هادي بزينته المقتصرة على الكحل والروج الوردي , تنورتها السوداء وبلوزتها البيضاء المورة بورود سوداء حس بنفس الرغبة بمناكشتها ترجع له فسأل وهو يتقدم منها بثبات : و متى تبغيني أقدم نقل على جدة قبل ما نحدد زواجنا ولا بعد
    ما همست بحرف , كانت تحس بالخجل يزيد مع كل ثانية , اش بها مشاعرها تتقلب بهالشكل السريع قبل شوي كانت معصبة وقوية , لمن حست بوجوده جنبها رفعت راسها من المفاجأة , التقت عيونها المتوترة بعيونه الثابته المليانه سخرية , دنق عليها إلين صار وجهه قريب من وجهها , قال بصوت غريب : الله يعنني عليك
    وخرج , زفرت براحة وجلست على أقرب كنبه لها وهي حاطة يدها موضع قلبها اللي شويه ويخرج من شد الأعصاب اللي حسته وهو واقف قدامها ~ الله يعنني أنا ويصبرني عليك , انتهى كل شي , الحمد والشكر لك يارب , انتهى كل شي ~
    ابتسم جاسم أول ما شاف عمر اللي كان يدور في الحوش بتوتر وقال : انتهى اجتماعنا على خير
    ابتسم عمر بتردد وراح صافحه وقال بهدوء واثق : الحمد لله على كل حال و مبروك عليك شيخة البنات
    وسابه ودخل المجلس , ما يدري ليه قلبه انقبض لمن شافها جالسة وهي ساندة دقنها على يدها وعيونها فيها نظرة ساااااارحة مهمومة , حمحم وسلم , لفت عليه وهي ترسم أحلى ابتسامتها وهي تقول بخجل : قابلته
    ابتسم وسأل وهو يغمز لها : ميييييين
    تلعثمت وهي تقول : هو جـ جاسم
    قال : قابلته وعزيته
    رمته بنظرة تهديد فقال : قصدي باركت له , هو في ذيك الساعة اللي ياخذ أكبر زنانة مزعجة في جدة
    : عمــــــر
    ضحك على عصبيتها وسلم على راسها بسرعة وقال بصوت مخنوق : مبروك يا زهرة
    طالعت فيه بخوف وفتحت فمها بتسأله عن سبب الحزن اللي في عيونه لكن دخول أحمد منعها , جا وبارك لها وبارك لأخوها وجلس عشان يتفق معاه على كل شي , سحبت أزهار نفسها وخرجت , وقفت عند المدخل خايفة تدخل للبنات يحرجونها بتعليقاتهم وخوفها الأكبر إنه جاسم جوة
    طالعت العنود في جاسم اللي واقف في الصاله قدامهم وقالت : و ليش تقولها بهالملل
    زفر وقال : أصلا أنا متزوجها من شهرين يعني ما صار شي جديد عشان أتحمس وأنا أخبركم إنه تم كل شي
    قالت العنود بضيق : ياخي على الأقل كان قلتها بابتسامة
    سوى حركة بيده دلالة الطفش وراح لغرفته , قالت أمه بفرحه : الله يتمم لهم على خير بطق من الفرحة أخيرا بأسوي زواج ولدي
    كانت الهنوف والبندري متحمسات مع أمهم , قالت العنود فجأة وهي تشوفهم يتناقشون بحماس عن القاعات والفساتين و هبالات الزواج : ياااااااااقردك يا أزهار اللي بتاخذين جسومو
    ضربتها أمها وقالت : بنت عيب عليك أخوك , بعدين اش فيه جاسم عشان تقولين عنه كذا
    زفرت وقامت رايحة لغرفتها وهي تقول : أبدا مافيه شي سلامته , بيحطها في عينه ويحبها ويعوضها فقدها , صدقوني ما بيضربها بالعقال ويشوه جسمها زي أول
    الكل استغرب من كلامها , طلعت العنود غرفتها ودخلت الحمام وصكت الباب , تنفست بعمق و حست بعيونها تدمع , ~ اش جاب أزهار لجاسم , هي هادئة , حنونه , معطاءه وملتزمة محافظة على الصلوات والسنن والأذكار وقارئة للقرآن و ما تتفرج حتى التلفزيون وأخوها عصبي , وقاسي بعض الشي و مهوي أغاني وأفلام و دشوش و بالوت مع الشباب لآخر الليل وسفرات وصلاته على الله , فرض يصليه وعشرة ينام عنها , انظلمت أزهار بهالزواج الغير متكافئ , أحس نفسي خاينه ليش ما علمتها عن عيوب جاسم ~ مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تستعد للنزول عشان تودع أزهار اللي يعز عليها إنها صارت تعيش مع أخوها بعيد عنهم

    ************************

    يتبع





    رد مع اقتباس  

صفحة 2 من 13 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. بيرسونال دينى للبلاك بيري 2013 , بيرسونال دينيه جديده 2013 , بيرسونالات دينى للبي بي
    بواسطة # بنت عتيبة # في المنتدى برودكاست بلاك بيري - Broadcast BlackBerry
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-Sep-2012, 01:54 AM
  5. سيد الظلام تسعه الاف تهنئه من نور لملك الظلام
    بواسطة شوق السنين في المنتدى التهاني والتبريكات و أخبار الاعضاء
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-Oct-2007, 02:55 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •