الملاحظات
صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 130

الموضوع: رواية عندما عبرو حدود الظلام

  1. #21  
    ما نامت أزهار ذيك الليلة من كثر التفكير , كانت تحس بمشاعر غريبة تتملكها لمن تتذكر اللي صار قبل ساعات , انقلبت على جنبها وهي تفكر بداخلها ~ معقولة , معقولة أنا خلاص تحدد من هو زوجي , طول حياتي كنت أتخيل خطبتي وأرسم بعض التصورات الواهية عن شكل اللي بيتقدم لي وصفاته , معقوله هذا كله انسف و صحيت على زوج بعد موافقته على اكمال ما بدأه يا أرضى به يا أتطلق , الحمد لك يارب على ما قسمت ~ استغفرت وانقلبت مرة ثانية على ظهرها وطالعت في السقف وهي تتابع تفكيرها ~ يا ترى هو في ايش يفكر , ليه وافق على إنه يخلي الزواج رسمي , ليه ما طلقني معقولة كله عشان موضوع عبد الرحمن !! الـــلـه يعينني عليك يا جاسم ~
    قامت من سريرها اللي كانت دايما تشارك فيه أمها و توضت وصلت عل وعسى يهدأ بالها ويرتاح قلبها المتعب
    وهي جالسة على السجادة تقرأ قرآن وتنتظر صلاة الفجر حست بشي ثقيل على راسها رفعت راسها وابتسمت لأخوها وقالت : صبحك الله بالخير
    : صبحك الله بالنور , اش فيك ما نمتي
    ما قدرت تكذب وتقول إنها نامت عشان كذا التزمت الصمت , طاااااااااالع عمر في عيونها وهو يحاول يقرأ عيونها زي دايما , لكن عيونها كانت محجوبة بحجاب غريب ما طمأنه, طبطب على راسها وراح للحمام وهو يقول : صلي الفجر ونامي , سامعه
    جافاها النوم بشكل مقلق , اضطرت تقفل باب غرفتها و تطنش دق عمر على الباب عشان يعتقد إنها نايمة , جلست تعبث في أشياءها وتنظف في البيت بعد ما نام عمر , حتى الستاير خرجتها وغسلتها من الفضاوة , وعلى الساعة 11.30 حطت الفطور وصحت عمر اللي لاحظ إنها ما نامت لكنه ما علق , بعد الفطور اقترح يوديها عند المشاعل لأنه عنده مشوار مع صاحبه و حيتأخر إلى بعد صلاة الجمعة لكنها قالت له إنها مهي قادرة توصلها , وإنه شكلها في الديرة , ولمن شافته ساكت قالت بابتسامة : روح مشوارك عمور أنا عندي شغل في البيت
    : مستحيل أسيبك لوحدك هالفترة كلها
    غمزت له وقالت : إذا حسيت بطفش ولا خوف عندي منى كلها خطوتين وأنا عند باب شقتها
    اخفى الإبتسامة اللي كانت على وشك ترتسم على شفايفه وقال وهو يقوم ويلبس شماغه : يا ذي منى اللي هلكتينا بها , ترى ما كنت أسمع عنها أول زي دحين , 24 ساعة تتكلمين عنها
    دقته بكوعها وقالت بدلع : ياذي منى , يعني يعني طفشان من سيرتها
    لف عليها وقال بصرامة مصطنعة : بنت
    سكتت وقالت : طيب
    خرج من البيت وغصب عنه لف وطالع على باب جاره أبو صلاح , زفر و دنق راسه وهو يقول : الله يصلحك يا أزهار جبتيلي الهوس
    غيرت أزهار ثوبها ولبست بنطلون وبلوزة وربطت شعرها وكملت تنظيفها اللي بدأته , صلت الظهر وقرأت سورة الكهف وقامت تغسل بلاط المطبخ , البيت صار يلمع من كثر النظافه لكنها كانت تطلع شغلة من لا شيء عشان ما تفكر بهمها , دق جرس الباب راحت طيراااااان للباب وطالعت مع العين لقيت رجال واقف , سألت بصوت خافت : مين
    جاها صوته وهو يقول بثبات : جاسم
    حست عظامها ذابت مرة وحدة , قالت : عمر مهو موجود
    قال بسخرية اخترقت الباب : ويعني أرجع , كلها كلمتين و رايح
    زفرت بداخلها وقالت : دقيقة
    وراحت جري لغرفتها وغيرت لبسها ولبست أول تنورة وبلوزة قدامها , شالت الربطة وعقصت شعرها ومسحت عرقها وخرجت , شافت عطر عمر عند المدخل فعطرت منه شويه , و انصعقت وهي تشوف شعرها الملفلف زي الأندومي ووجهها اللي ما فيه حتى كحل , سحبت نفس وفتحت الباب , شاف الممر فاضي فعرف إنها ورى الباب , دخل وهو يقول : السلام عليكم
    قالت بهمس وهي تصك الباب وراه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    لف عليها و طاااالع فيها بعدين قال بابتسامة استفزازية : البنات لا قابلوا رجالهم يتزينون
    حست كلامه زي الصفعة فقالت بسرعة كرد فعل : الرجال لاجوا يزورون يعطون خبر
    قال ببرود : قلت لعمر أمس إني جاي بعد صلاة الجمعة
    من قالها كذا أشرت على الصالة وقالت بأدب : تفضل
    دخل وجلس على طول , وهي راحت للمطبخ , أول ما دخلت رفعت يدينها للسما وهي تقول من بين أسنانها : اللللللللللللللله يصلحك يا عمر
    وراحت تعصر برتقال عشان ما في وقت تسوي قهوة , صبته في كاسة وشالته وهي تحس قلبها يضرب بشكل فضيع , قدمت له العصير وعيونها على الأرض , وراحت جلست على الكنبه بعيد عنه , قال وهو يخرج من جيبه ظرف : جيت لعمر عشان أسلم المهر , ومادام هو مو موجود بسلمه لك
    ~ مسسسسسسسسسرع , أمس اللي تكلمنا , متى راح البنك الخميس إجازة , يكون عنده من أول الفلوس !! يا مااااااامااااااااا والله قلبي يعورني ~ بلعت ريقها وهي تحس بخجل فضيع , مد يده بالظرف وكمل : هنا 30 ألف كاش وبطاقة حساب باسمك في بنك الراجحي فيه الـ30 ألف الثانية رقمها السري 1397
    رفعت راسها لمن قال الرقم بشكل كامل , ابتسم وقال : عشان تحفظين سنة ميلادي غصب عنك
    مدت يدها بتردد وسحبت الظرف من طرفه , وحطته على الكنبه وهي تهمس : شكرا
    كان مخطط يعطيها الظرف ويخرج على طول لكنه حس بمتعة وهو يشوف توترها , حط رجل على رجل وسألها : وين عمر
    قالت بهمس : راح مع صاحبه مشوار قبل الظهر
    سأل : و انتي عادي جالسة لوحدك هنا
    جلست تلعب في أصابيعها وهي تقول : عادي
    قال : أجل بأجلس إلين يجي عمر
    طالعت فيه بصدمة وقالت بعفوية : لا روح
    رفع واحد من حواجبه وقال : نعم ست أزهار
    انكمشت على نفسها ~ لاااااااااا وين بيجلس باقي ساعة ونص على العصر وعمر ما بيجي إلا بعد العصر , ياااااااااارب فكني منه , أنا ناقصته ~ قالت بهدوء مصطنع : ورايا غدا أسويه
    قال وهو يأشر على المطبخ : ما حأعترض طريقك روحي سوي اللي تبغين
    شاف التردد في وجهها ولقي نفسه غصب عنه يتأملها , ما كانت حاطه شي لكن كان فيها شي يجذبه ويخلي قلبه يرتجف بداخله , ما يدري ليه جال في خاطره ذكرى احتضانها وهي تهمس بحب وحشتني كانت تقولها بعيون براقه ~ جاسم على وين راح تفكيرك ناسي سواتها مع عبد الرحمن ووقاحتها وهي تفرض شروطها رغم كل اللي سوته ~ حتى محاولته تذكير نفسه بغلطاتها ما خفف ضربات قلبه , رفعت عينها وطالعت فيه بخجل وهي تقول : صدقني عادي أجلس لوحدي
    قام من مكانه قبل ما يتهور وقال : أجل اقفلي الباب بالمفتاح بعد ما أخرج
    اهتمامه حرك بداخلها أمل ضعيف إنه ممكن يكونون زوجين عاديين زي بقية الأزواج, ابتسمت وقالت بهمس من دون ما تطالع فيه : إن شاء الله
    وتبعته وهو خارج , قبل ما يفتح الباب لف عليها وسأل : سنة كم ولدت
    انخطف وجهها و ما عرفت اش ترد , أصلا هي ما كانت ماخذه بالها لمن قالها الرقم لأنه صعقها بالكلام اللي بعده , قال لمن شاف صمتها : أللللف وثلاثمية وسبعة وتسعييييييييين , سنة كم
    قالت بهمس وهي تحس بالخجل يقطعها : واحد ثلاثة تسعة سبعة
    ابتسم وخرج , من صكت الباب حطت يدها على قلبها وهي تقول : ياربييييييي بموت من الفشلة , الله يقطع شرك يا عمر ليه ما نبهتني
    وراحت للمطبخ عشان تجهز الغدا وهي تموت وتعرف متى مداها يسوي هذا في يوم والدوائر الحكومية كللللللللللها مقفلة
    ركب جاسم سيارته وهو يحاول يستوعب متى بدأ يتقبلها وهو من يومه مقرر يطلقها ويفتك من شرها

    ***********************

    سد عمر أذانيه وقال : زن زن زن , أزهارو تراني قلتلك مليون مرة كنت أحسبه جاي بعد العصر مو بعد الظهر , صدعتي راسي يا بنت الناس , خليني آكل غداي بهدوء
    زفرت أزهار وقالت : كان أعطيتني خبر على الأقل
    : حقك على راسي , آسفين
    ابتسمت وقالت : طيب ذوق الإيدام اللي سويته والله تاكل أصابعك وراه
    زفر وقال : الله يعينك يا جاسم على زنها
    : نعم اش قلت
    : مالك دخل شي بيني وبين نفسي
    : أحسب
    قالتها وهي تخرج الظرف من الدرج , حطته جنبه وقالت : هذي هديتي لك , وأسألك بالله ما تردها
    طالع في الخمسميات اللي في الظرف وقال : هذي إيه
    ابتسمت وقالت : هذي الـ30 ألف الكاش
    انصعق وقال : أزهار أ
    قالت تذكره : تراني سألتك بالله ومن سألك بالله فأجبه
    ولمن شافته سااااااااكت قالت وهي تقطع الخبز وتعطيه إياه عشان ياكل : أصلا أنا طالبه 60 عشان كذا , مهري 30 والباقي من أول ناوية أعطيك إياه عشان ما تلقى عذر في حكاية زواجك , ودي أفرح بك
    قال بهدوء : طيب خلي الظرف معاك
    قالت : آسفة خليه معاك عشان بكرة الصباح تحطه في حسابك
    وقامت وهي تكمل : أروح أجيب الموية
    طالع فيها وهي رايحة وغصب عنه حس بخنقه بداخله وتمنى لو يقدر يقدملها شي بسيط من اللي تقدمه له .

    ***********************

    عصر يوم السبت 22 / 4 / 1427 هـ :
    في المساء :

    شهقت العنود وصرخت رغم عنها : نقللللللللللللللت
    قال وهو يسحب الورقة منها : ألحقت لمدة سنة مو نقلت يالدلخة
    قالت أمه : كيف بهالسرعة
    ابتسم جاسم وقال وهو يلوح بالورقة : هذي حلاة الواسطة
    قال أحمد بحماس : لواء المنطقة طلع ولد صاحب أبوية الروح بالروح وصراحة رجال محترم , وسطت أبوه في الموضوع فوافق اللواء بشرط يكون له مكان هنا وما يأثر إلحاقه على أحد ثاني والحمد لله تم الموضوع على خير
    قالت الهنوف : سنة بس
    قال أبوها : والله هو أملني إنه بعد سنة يمكن يثبتونه لو أثبت جدارته و إلتزامه
    قالت العنود وهي ترمي جاسم بنظرات حادة : شوف لو ما أثبت جدارتك بأذبحك , سامع ما نبغى أزهار تنقل الشرقية
    : لا والله , قومي عن وجهي قبل ما أسوي في وجهك شوارع
    قالت بتريقة تقلده : لا والله , شارع فلسطين ولا حراء
    دقته أمه وهي تقول : ولد , تراك صاير متوحش , هي اش قالت أختك عشان ما أدري اش تسوي في وجهها
    قام وقال بسخرية : ذبحتنا بأزهار اللي يسمعها يقول بأتزوج ديانا سبنسر
    قالت العنود بضيق : والله تسواها وتسوى عشرة زيها
    دقتها البندري اللي التزمت الصمت طوال هالمدة وهمست : بسك , طنشيه لا يقوم يسوي الشوارع اللي قال عليها
    قالت الهنوف وهي تضحك : أهم شي ما يسوي شارع الأربعين زحمة وكله تقاطعات
    قاموا يضحكون و العنود لافه بوزها وهي مقهورة ليش مهم حاسين باللي تحسه
    انسدح جاسم على سريره وزفر بضيق وهو يقول : يالله تطولك يا روح , أنا اش خلاني أبتلش فيها كل دقيقة أقول بأكنسل الموضوع ولا شفتها تراجعت عن كل قراراتي , من زينها ما في ذاك الحلا اللي يصبرني على غثاها
    زفر ثاني مرة وطالع في شاشة جواله بطفش , مفتقد سواليف ليلى الحلوة وصوتها الثقيل الهامس , افتقد ضحكتها ورقتها , جلس يقلب في الأسماء وقف عند اسم (( البلشة )) ابتسم وقال : والله صدق إنك بلشة
    طااااااالع في الرقم والاسم , حط يده على السماعة الخضرا وتراجع ورجع حطها وتراجع وأخيرا دق , ما يدري ليه دق على رقمها , ما كان لا على البال ولا على الخاطر , حتى كلام ما كان مجهز

    طالعت أزهار من مكانها فوق الكنبة على الطاولة اللي حاطه عليها جوالها , لقيته رقم غريب , لفت عنه وجلست تتابع البرنامج اللي في المجد الوثائقية عن حياة الفيلة , رجع الرقم دق و طنشته ولمن دق المرة الثالثة رفعت الجوال وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وصلها صوته الساخر : وعليكم السلام , داق على قناة القرآن الكريم أنا
    سكتت و ما ردت وهي تصرخ بداخلها ~ هذااااااااا ليييييييش داااااااااااق , واااااااي يالفشلة , اش يبغى ~ نادها : أزهار
    قالت بهمس : نعم
    تورط , ما كان مجهز شي يقوله , وعلى طول تذكر الورقة , قال بسرعة : تراني ما لقيت نقل لكن جاني إلحاق لمدة سنة
    ما عرفت اش تقول من الخجل إنه متصل عشان يكلمها على شروطها اللي فرضتها بس عشان تعجزه , قالت بهمس : الله يقدم اللي فيه الخير
    استغرب إنها ما ضاربته على إنها تبغى نقل مو إلحاق , فقال : إلحاق مو نقل
    رجعت قالت : فاهمة , الله يقدم اللي فيه الخير
    انتهى الكلام , ما يدري ليه حس بضيق وهو يقول : كنت بأخبرك
    ابتسمت وهي تلعب في جهاز التحكم وهمست : شكرا
    سألها لمن سمع صوت : اش هالصوت
    حمرت خدودها , كانت تتوقع إنه هذا نهاية المكالمة لكن شكل الموضوع مطول , قالت : برنامج في الوثائقية
    فرح إنه لقي مجال للكلام فسأل : عن إيه
    ما تدري ليه ضحكت بداخلها وهي تقول : حياة الفيلة
    حس بالضحكة في صوتها فابتسم وقال : وكيف حياتهم
    ضحكت غصب عنها على سؤاله السخيف وقالت : حلوة
    ضحكتها هزته فابتسم وقال بتريقة وهو مقهور من مشاعره الغريبة : حياة الفيلة حلوة
    مسكت ضحكتها وقالت بهمس : بالأحرى مثيرة وممتعة
    حس بقلبه يضرب وهو يسألها مدعي عدم السماع : إيه
    قالت وهي تعلي صوتها شوية : مثيرة وممتعة
    قال : نعم
    ما انتبهت له وهي تعيد : أحسها مثيرة و ممتعة
    ابتسم مستمتع ببراءتها اللي ما توقعها وهو يقول : آآآآ مثيرة وممتعة
    رجعت لهمسها وهي تقول : إيوه
    قال بعد صمت : أسيبك تكملين برنامجك الحلو , مع السلامة
    همست مودعة وصكت الجوال وزفرت بقوة وهي ترمي الجوال بعيد عنها , حطت يدينها على خدودها و حستها حارة من الخجل ~ يا ربي هو مزاجي ولا فعلا تغير ومسك شروطها ونسي كل اللي فات وبدأ يعاملها بطريقة معقولة ~

    رمى الجوال آخر السرير وهو يزفر بضيق , كان مقهوووووووور من نفسه ليش اتصل و ليش جاته رغبة يطول المكالمة , اش سوت فيه هالبنت ما يدري , هو بداخله مقتنع إنه لا يمكن يحبها , لا يمكن , لكن ليش يسوي هذا كله , ما يدري

    *********************

    بعد أسبوع تقريبا يوم السبت 29 / 4 / 1428 هـ :
    بعد صلاة العصر في الباحة :

    (مرت أيام الهنا وصرت في أيام العنا
    لا كتبت ولا نطقت غير وينك يالمنى
    وإن سألت محد عرف قلبي والهوى
    وإن سكت نار قلبي ما انطفى
    هذا أنا وهذي قصتي يا أهل الوفا
    وين الدوا يوم نور عيني اختفى
    مرت شهور بين نور وبين ليل
    وقلبي يا حياتي في بعادك انكوى
    وين رقمك وين صوتك وينك يالهنا
    وين حبك وين ضحكك صارت أيامي عزى
    ارحمي قلب تولع في فراقك والتوى
    ارسلي مكتوب يمسح دمعة أيامي والعنا )*

    صكت مشاعل دفترها بعد ما كتبت قصيدتها وزفرت وهي تستغفر , من صغرها تمنت إنها تصير شاعرة , بداخلها كلمات كثيرة ودها تخرجها لكن في شي يوقفها , ياما سخروا أخوانها من أمنيتها , أبوها هو اللي كان دافع لها إنها تستمر في محاولاتها الشعرية وبالرغم إنه أطولها ما تعدت العشر أبيات وبالرغم من مزحه وتنكيته على قصايدها كان يستمع لها بإنصات كإنه محد نظم كلمات وقصيد زيها , أزهار كمان كانت تحب تستمع لها وتشجعها وما تناديها إلا بشاعرة القبيلة عشان تحفزها , قامت تتوضأ وعقلها مشغول بأزهار , يوم مات أبوها حست بحزن وألم وفقد كبييييير لكن مو زي حزنها الآن على أزهار , أبوها على الأقل عارفه مصيره وإنه راح لرب غفور رحيم , لكن أزهار مايندرى حية ولا ميته , حزينة ولا سعيدة , صلت العصر ودعت لها , حست بنشاط بعد الصلاة وبانشراح عجيب فقامت تصحي هالة وأحلام بحماس وهي تقول : يلا قوموا صلوا عشان نخرج الشنط و الأكياس , يلا يا بنابجة النوم , هذا كله نووووووم , طالعين جدة أخيرا .
    ولمن قاموا من فرشهم , سابتهم وشالت بعض الأكياس وخرجتها عند باب البيت الشعبي اللي يطل على حوش كبير فيه غنم وأرانب, خرجت من الباب وهي مبتسمة , حتفتقد جو الباحة البارد لكنها أبدا ما تقارن بافتقادها لجدة , تصنمت وانفلتت الأكياس منها وهي تشوف الجمس واقف بشموخ وسط الحوش , مشيت له بلا شعور وتلمسته وهي تدور حولينه , وقفت قدام باب السائق , حطت يدها على القزاز وهي تتذكر وجه الباسم وهو يلوح لها , فتحت الباب وجلست مكانه وتأملت كل شي حولينها , تلمست الدركسون وهي تحس باختناق , أي ذاكرة خارقة هذه اللي خلتها تتذكر تجاعيد يده وهو ماسك الدركسون , حتى شكل خاتمه ولمعته مع أشعة شمس الظهيرة وهو جايبها من المدرسة تذكرتها , غرقت في ذكرياتها لدرجة إنه ريحة العوده اللي يحطها حستها لسه موجوده في جو السيارة , حطت راسها عليه وهي تهمس : يابختك , كنت تحس دفء يدينه لساعات طويلة
    من بعد وفاة أبوها أخذ عمها الجمس وما شافته إلا لمحات من بعيد , حست بغصة مريرة وبحرقان في جفونها اللي أطبقتها بقوة عشان ماتنفلت دموعها , انفتح الباب بقوة خرجتها من ذاكرتها , شهقت برعب وهي تلتفت , غمامة الدموع اللي في عيونها سالت على خدودها ووضحت الصورة قدامها , بندر اللي جا معصب وهو مستعد يذبح البنت اللي جوة السيارة زالت كل عصبيته وهو يسأل بصدمة : مشاعل اش تسوين هنا
    مسحت دموعها اللي عمرها مانزلتها قدام أحد بسرعة وتنحنحت وقالت : ولا شي , كنت أخرج الأشياء و شفت الجمس
    جا معاذ وقال بصراخ : ماقلتلك إنها أكيد ستي مشاعل قاعدة تستعرض نفسها
    قال بندر بنبرة حادة نوعا ما : معاذ اسكت ومالك دخل يوم أنا موجود إنت تنطم
    حرك يده بجلافة وصرخ : ياسلام , يعني عاجبك إنها خارجة بلا حجاب وراكبة السيارة كمان قدام الرجال
    انصدمت من كلامه وقالت وهي تنزل من السيارة : حدك عاد , جوال وسمحنالك تتكلم, لكن تتهمني إني أستعرض قدام واحد أنا ما كنت داريه إنه موجودة والله أقص لسانك
    صرخ وهو يتقدم منها : نـــعــــم , اش قلتي
    رفعت راسها بشموخ وقالت بصوت قوي وهي تتقدم منه توريه إنها ماهي خايفة منه : قلت اللي سمعته , بندر بنفسه قال خرجوا العفش , اش يدريني إنه فيه رجال
    بعدهم بندر عن بعض وقال : بس انت واياها , فضوها سيرة , الشي صار وانتهى
    طاااالعت فيه مشاعل من فوق لتحت ودخلت البيت , كانت مقهورة من نفسها ليش ردت عليه وهي مسفهته من يوم الجوال ولا فتحت فمها بحرف معاه إلا اليوم
    رماه بندر بنظرة وهو يقول بصوت ثابت : أبوي رباك عشان تتكلم مع أختك اللي أكبر منك بهذ الطريقة وبهذا الكلام الوقح , يكون في علمك كنت بأصكك على فمك بكف لكن ماحبيت أحرجك قدامها
    قال معاذ : ماشفت هي اش سوت
    طاااااااااااالع فيها لفترة بعدين قال : برضو , أكبر منك ولازم تحترمها , بعدين هي وضحت لك سوء الفهم , ويكون في علمك كانت تصيح , شكلها تذكرت أبوية , قدر حالتها بالذات الآن , معاذ ترى عمرها مشاعل ما أذتك ولا قصرت معاك , تذكر جمايلها عليك , مو عشان كم كلمة سمعتها من العيال الطينة اللي تماشيهم رحت تبهذلها وتبهذل أخواتك
    وأعطاه ظهره وراح جوة البيت وهو يقول : ركب العفش , واعتذر لها في أقرب فرصة
    ركب معاذ العفش وهو يقول بعناد : ماسويت غلط عشان أعتذر
    لكنه بداخله كان عارف إنه تجاوز حدوده معاها .

    ***********************

    يتبع







    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    قبل المغرب بساعة في فيلا أبو جاسم :

    عقدت يدينها قدام صدرها ولفت بوزها وقامت تطقطق بكعبها على الأرض الرخامية , طالعت فيها أمها وقالت : عنيدي , قلتلك أخوها قاعد في البيت وين تبغين تروحين لها بعدين أكيد هي مشغولة بحكاية خطوبة أخوها , اليوم كلمتني وقالت بتروح لأهل العروسة وتكلم الأم عشان تجس نبض
    قالت بضيق : أمي والله اشتقت لها الدب المعفنه , بعدين عمر ما بيقعد في البيت 24 ساعة , الله يسعدك كلها ساعة أزورها وأجي , الله يخليك
    ودقت بكوعها الهنوف اللي جالسة جنبها بصمت وقالت من بين أسنانها وهي تطالع في أخواتها : تكلمي انتي والخبيلة الثانية , دايما مخليني في وجه المدفع واني أنا الزنانة وانتم المطيعات
    قالت البندري : أمي شوية بس , والله ما نطول
    وهزت الهنوف راسها مؤيدة , شهقت العنود بطريقة مسرحية وقالت : لا والله , جبتم الغايبة دحين يا ستاتي
    زفرت هدى وقالت وهي تأشر على التلفون : ياااااا رجتك هذا هو التلفون اتصلوا على أبوكم , أنا عيزت معاكم
    دقت العنود اللي دايما على راسها كل شي وترجت أبوها للعفو إنه يوافق , ووافق لهم بشرط ما يطولون أكثر من ساعتين برى البيت عشان ما يرجعون آخر الليل مع السواق لوحدهم , ما حسبوا بالكلمة لبسوا عبيهم وراحوا , ووصلوا بعد نص ساعة من الوقت المفروض للبيت
    فتحت أزهار الباب وقالت بفرح : ما بغيتم يا خياتي , اش التأخييييييير هذا
    قالت الهنوف وهي تفك غطاها وتهوي وجهها المعرق : مو هذي فعايل ستي عنيدي , داقة الصدر وتقول أخذت العنوان من أبوية , دااااااااااارت بنا جدة كلها
    ضحكت أزهار من قلبها وهي تاخذ منهم العبايات وتعلقها وهي تقول : وانتم ما اعتمدتم إلا على عنيدي , هذي لو حطيتوها في الشارع اللي ورى بيتنا تضيع , كيف بيت عمرها ماجات له
    مسحت البندري عرقها وقالت : مالت عليها سبتها تتضارب مع سوناردي اللي مو راضي يرجع البيت لأنه مو عارف طريق الرجعة من كثر ما دوخته
    ما خلصت كلمتها إلا على طلت العنود من الباب وهي تلهث من طول الدرج , ضمتها أزهار وقالت : هلا والله بخريطة جدة المحترمة
    صرخوا الثنتين استهجان لهالتشبيه وقالت البندري : أي خريطة الله يرحم والديك هذي خبيصة مو خريطة
    قالت العنود وهي مقهورة ليش دايما يعايرونها بعدم معرفتها للطرق : اسكتوا ولا أرجعكم دحين , ترا أنا اللي فكرت في الزيارة وأنا اللي خططت , ولو مو أنا بعد الله كان كل وحده فيكم منطقة في غرفتها
    لمن بدأوا يتناقرون حست أزهار بشعور كانت فاقدته لها فترة , ضحكت من قلبها ضحكة وقفتهم كلهم عن الكلام , طالعت فيهم وقالت : والله وحشتوني و وحشتني سواليفكم وضحكهم و هواشكم وكل شي فيكم
    مسحت العنود دموع وهمية وفردت يدينها وحضنت أزهار وهي تقول : وانتي وحشتينا أكثر , يلا عاد متى تجين تعيشين عندنا
    قالت الهنوف ببساطة : وين عندنا يا حبيبتي جاسم إختار شقة على بعد شارعين من بيتنا
    حست أزهار بمعدتها تتلوى وبقلبها يعورها ~ شقة , بأعيش معاه لوحدنا , أنا وجاسم ~ لفت وجهها اللي بدأ يحمر عنهم وقالت : أروح أجيب القهوة
    صرخت العنود : آآآآآآآآآآ ورينا وجهك يابنت , وااااااااااااااي بنتنا تستحي
    ضربتها أزهار وراحت للمطبخ , ثواني وإلا كلهم معاها داخل المطبخ , العنود فاتحة الثلاجة والبندري تتأمل المطبخ و الهنوف تطردهم عشان ما يحرجون أزهار اللي كانت مستمتعة بكل دقيقة معاهم لدرجة إنهم ما نتبهوا للوقت من كثر الكلام والحماس , نص الكلام كان إجابات أزهار على أسئلة البنات اللي كانوا متحمسات لمعرفة ماضيها , حكتهم عن أمها و أخوانها و منى اللي بتخطبها لعمر و صحباتها اللي انشغلوا بدنياهم وبعضهم بأزواجهم ماعدا مشاعل اللي كانت ومازالت بحسب اعتقاد أزهار هي الوفية بينهم , وختمت كلامها : أستناها تجي من الديرة وأطب عليها
    قالت العنود بمزح وهي حاسة بغيرة من مشاعل اللي ذكرتها أزهار باستمرار : يمكن زوجها ما وداها الديرة , ما فكرتي إنها مع زوجها يمكن انشغلت عنك
    قالت أزهار : أولا مستحيل تنشغل عني خاصة وهي عارفة إني واعدتها إني أكون معاها في يوم الحنا وجوازها , ثانيا زوجها ولد خالتها وغصب عنه يروح الديرة هو كمان , الديرة عندهم فرض واجب , ياما اشتكت من أهل أبوها هناك , قاعدين لها على الدقة عشان يهرجون عنها
    قالت العنود : طيب طلعي بدل شريحتك , يمكن تدق على رقمك القديم
    قالت بأسى : شريحتي باسم عموري , و عمور حبيبي مشغول ما عنده وقت , وأنا بصراحة ما أبغى أكلف عليه فوق طاقته
    لمن شافت علامات الإستفهام واضحة في وجوههم ضحكت وقالت : عموري عامر الله يرحمه , الكبير , و عمور هو عمر , و عمير أدلعه عمرو
    ضحكوا على خبالها وسألت العنود : وهم يميزون الفرق
    : طبعا , و ما يلف إلا صاحب الدلع لمن أنادي , لكن أحيانا عمر وعمير الله يرحمه كانوا يلعبون عليه و يتمصخرون على طريقتي في التدليع, لمن أنادي على واحد الكل يلتفت يعني يعني محنا عارفين مين تقصدين
    قالت الهنوف بحماس عفوي : إذا عمر مشغول اطلبي من جاسم ترى عنده أصحاب كثير في الهاتف , ممكن يطلعها لك بسرعة
    سكت الكل وتشاغلت أزهار بشيل فناجين الشاهي ولو النظرات تقتل كان قتلتها نظرات العنود اللي طاااااالعت فيها بغيض , قالت بهدوء وهي خايفة إنها قالت شي خطأ : ترى أنا قصدت إنه ممكن يساعدك و
    قاطعتها أزهار وهي شفقانه على منظرها المتوتر : هنوفه حبيبي عادي , أنا فاهمة قصدك , بنت عنيدي لا تطالعين فيها كذا
    تداركت العنود موقفها وقالت عشان ما تخمن أزهار أفكارها وقالت : لا قلت بس يمكن تنكسفين من جاسم
    ضحكت وقالت بمزح عشان تخبي خجلها : وليه أنكسف
    وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : يا حلاتي وأنا داقة عليه أطلب منه يرجع شريحتي يا فضيحه , والله إنك مهوية يا هنوف
    لفوا العنود والبندري على الهنوف وقالت العنود بلوم : يا دب , اش قاعدة تقولين تبغينه يصك الخط في وجهها , انتي بنفسك سمعتي اش قال اليوم الظهر على الغدا
    وقالت تقلده بغيض وهمس عشان ما تسمعها أزهار : زواجي من أزهار تحصيل حاصل ولا هي ماااااا قربت من المواصفات اللي كنت أبغاها في البنت اللي تشاركني حياتي
    وقالت البندري : أنا لو قلتلك أطلبي شريحة من حسان بتطلبينها منه .
    حمممممممممرت خدودها من سمعت اسم حسان وقالت بتلعثم : ها . لا طبعا . يووووووو شكلي أحرجت أزهار
    قالوها الثنتين في نفس الوقت اللي دق فيه جوال العنود : توك اللي انتبهتي
    لفت العنود عن الهنوف اللي سود وجهها من الهم وهي خايفة إنها أحرجت أزهار وردت على جوالها وهي تأشر لهم يعني يا ويلكم وتقول : هلا أبوية
    هاااااااااوش أبوها إلين شبع ليش متأخرين لهالوقت وأكيد إنهم مزعجين عمر وكيف بيرجعون مع السواق في هالليل , حكت العنود شعرها وقالت : أبوية عمر مو موجود , وخلاص سوناردي تحت دحين نجي لا تعصب
    صرخ : أي تحت وهو توه داق جرس البيت علي يقول متى أجيب بنات أنا أبغى أنام أنا تعبان , أنا ما أعرف هذا طريق
    سبت سوناردي أللللللللللف سبة في داخلها وهي تقول بهدوء : ها . عندك . والله كنت أحسبه تحت يا أبوية , خلاص أنا أدق عليه وأوصف له الطريق
    سمعت أبوها يتكلم مع شخص غيرها , نادته : أبويه
    قال براحة : خلاص جاسم جايكم دحين , توه دخل وقلت له يجيبكم هو يعرف الطريق أحسن من سوناردي , وتراه يقول لو دق الجوال و مانزلتم على طول بيوريكم شغلكم
    ما قدرت تقول شي , الخطأ خطأهم ليش ما انتبهوا للوقت , قالت : طيب
    ولفت على أخواتها وهي تقول بخوف : جاسم جاي
    كلهم التفتوا على أزهار اللي خارجة من المطبخ وهي شايلة تبسي فيه صينية مكرونة بالباشميل وصحون وملاعق وشطة , حطت التبسي على الأرض وقالت : اش فيه هذا بابا اللي كان يكلمك
    قالت العنود وهي حاسة بالذنب : تراه أرسل جاسم
    انصدمت أزهار اللي ما كانت مستعدة تقابله لكنها ما حبت تبين لهم , هزت أكتافها وقالت وهي ترجع للمطبخ : ويعني يلا قوموا كلوا قبل ما يوصل و يعجلكم
    جابت العصيرات وغصب عنها طالعت في شكلها في مراية الحمام من دون ما يشوفونها , صح هو قال بيرن جوال وينزلون لكن سبحان الله يمكن يطلع , شعرها مستشور ومرتب وكل شي زين لكنها كانت منحرجة تقابله ببنطلون , صح بلوزتها توصل للركبة بس برضو إحراج , جلست معاهم وهي تحاول قدر الإمكان ما يشوفون التوتر والخوف في تصرفاتها , دق جوال الهنوف فانتفضوا كلهم , طالعت الهنوف في جوالها وقالت بهمس : رسالة
    طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحدة , ضحكوا إلين دمعت عيونهم على ردة فعلهم وراحت رهبة الموقف , وهم ياكلون و يسولفون دق جرس الباب , قامت أزهار وقالت وهي تطالع في الساعة اللي كانت 11.30 الليل : شكله عمر
    ولمن طالعت في العين رجع لها التوتر , طلعت راسها من الممر وقالت بهمس : جاسم
    قاموا بسرعة يدورون على عباياتهم ويلبسونها , ضحكت أزهار على أشكالهم وفتحت الباب وهي وراه , ولمن ما دخل طلت براسها فشافته واقف عند العتبة لابس بنطلون جنز وبلوزة عليها رسمات متداخلة ولابس آيس كاب , قال ببرود و طفش من دون ما يسلم : وين الزفوت
    ~ أسبوع لا اتصل ولا تطمن ويبدأها كذا , يالله تسكنهم مساكنهم , زفوت مرة وحدة , ياخي احترم ألفاظك قدام حرمتك على الأقل ~ ما تدري ليه ابتسمت وهي تقول بهمس خجول : يلبسون العبايات , دقايق ويكونون عندك
    سألها بجفاء صدمها : والابتسامة هذي اش معناها
    انمحت ابتسامتها وهي تقول بهدوء : ضايقتك خلاص شلناها
    أعطاها ظهره ونزل , رسمت أزهار على وجهها ابتسامة مصطنعة وهي تودع البنات وتشكرهم على زيارتهم , وبعد ما صكت الباب زفرت وهي تقول : مالت عليه أنا اش سويت له ماد البوز عليه , يا ربي رحمتك ابتليتني بزوج ماني عارفه كيف أتعامل معاه ,الله يعين البنات عليه , أكيد لعن سابع جدودهم

    : وانت لييييييش معصصصصصصب , أنا ما قلت لأبوية يرسلك
    صرخ بقوة : عنود صكي حلقك
    دقتها البندري وهي تأشر لها بصمت يعني اسكتي ولا تناقشين , طنشتها وقالت بضيق : مالت , كله من العجلة نسيت صحن الأكل اللي أعطتني إياه أزهار لأمي وأبوية
    لفت الهنوف بصدمة وقالت : نسيييييتييييييييه أمي ما تعشت تستناه
    لف جاسم عند أول لفة بقوة خلتهم يتصقعون في اللي جنبهم وهو يقول بعصبية : أصلا الحق مو عليكم , عليه أنا اللي مطاوعكم
    حطت الهنوف يدها على موضع قلبها وهي تدعي بداخلها ما يصير لهم حادث بسبب سرعته المجنونه , فرمل عند باب العمارة بقوة طيرتهم على قدام وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , تفلت العنود من قلبها بعد ما خرج وقالت الهنوف وهي تسد إذنها : صفقة الباب أحسها فجرت إذني و هزت عظامي
    تأوهت البندري اللي جالسة وراها وقالت : صفقة الباب بس , لفته خلتني أصك في الباب صكة بنت كلب , والعصلا هذي كملت الناقص , فغصتني
    بعدين سألت بحيرة : هو ليه معصب كذا
    صرخت العنود بقهر وسط ضحك أخواتها : الرجااااااال طول عمرهم أنذال متى ما اشتهوا عصبوا ومتى ما اشتهوا روقوا ويا ويلك و سوااااد ليلك لو ما مشيتي مع مزاجيتهم العفنة
    دق جاسم الباب وهو يحس بفورااااااان غرييييييب بداخله , زاده الشابين اللي نزلوا من الدور اللي فوق , لو أعطوه حجار ذيك الساعة كان فتته من اللي فيه
    أول ما شافته فتحت الباب باستغراب , لسه توه 6 دقايق بالكثير من خرجوا من عندها , زفر وقال باختصار شديد : الصحن
    انفتح باب جارهم وخرج منه أبو صلاح وطالع في جاسم بصدمة , مد جاسم يده على طول وفك تقطيبة حواجبه وهو يقول بثقة وهدوء : أكيد إنت أبو صلاح , أنا جاسم أحمد الـ . , عمر يشكر فيك كثير خصوصا وقفتك معاه بعد أزمته
    ابتسم أبو صلاح وارتاحت ملامحه وهو يقول : أهلا وسهلا , إنت جاسم زوج أزهار , كلمني عنك عمر , هلا والله , سامحني , خفت على البنية يوم سمعت أصوات , تعرفها لوحدها و ما عندها أحد و موصيني عليها أخوها
    ابتسم جاسم وقال : والله فيك الخير يا أبو صلاح , جزاك الله خير ما قصرت , سامحنا على الإزعاج
    حطت أزهار الصحن اللي ملته من المكرونه والفطاير اللي سوتها في كيس وهي تحاول تخمن اش قاعد يسولف جارهم مع جاسم
    : ما خلصتي
    انتفضت بخوف وهي تشهق ولفت عليه وهمست بخلعة : بسم الله , فجعتني
    قال بتريقة : لا والله , أخلصي وهاتي الصحن
    تجاهلت وقاحته وابتسمت بعكس ما توقع وناولته الكيس بصمت , سحب الكيس ومشي خارج , ولمن سمعت صوت الباب زفرت وقالت : يا ربي على الرجال كلهم واحد , يعصبون من شي ويحطون عصبيتهم على الناس الغلط , أكيد خسر أسهم ولا تهاوش مع رئيسه ولا صاحبه , يارب تعينني على هالرجال
    هي لاحظت هالطبع في عمر وعمير لكن عمار لا , تنهدت وهي تتذكر عمار اللي كان يكظم غيضه بشكل عجيب , حتى في أحلك المواقف كان يكتفي بكلمات بسيطة أثناء الإجابة عشان ما يجرح أحد أو يغلط عليه في لحظة غضب , همست لنفسها : الطيب ما يعيش يا عمار , الله يرحمك رحمة واسعة
    بلعت ريقها أول ما اختنق صوتها وقامت تغسل الصحون وهي تحاول تلهي نفسها عن ذكراه بأي شي ثاني
    دق الجرس ووصلها صوت انفتاح الباب وصكه ممزوج بصوت عمر وهو يلحن : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته
    غسلت وجهها ولفت وهي ترد السلام , طالع فيها وقال : أشوف حليت للسيد جاسم الجية وأنا ماني موجود
    حممممممممممر وجهها و انشرقت بريقها لمن فتحت فمها بتدافع , ضحك عمر وقال : بس , بس , هذا كله من الخجل أمزح معاك أنا , قلي إنه جا أخذ البنات , تصدقين بدأت أغير نظرتي عنه
    رفعت راسها وسألت : أي نظرة
    قال وهو يفصخ شماغه : دق علي يسألني أنا فين وقال لي إنه بيستناني إلين أجي عشان ما تقعدين لوحدك خاصة إنه عيال جارنا فالح طالعين نازلين , وما حرك سيارته إلا بعد ما سلم علي وتأكد إني طالع
    ابتسمت وقالت : و انت حضرتك كان لك نظرة و ما قلتلي
    قال وهو يخرج من المطبخ متهرب من الإجابة : بأروح أتروش
    ~ اش النظرة اللي في بال عمر أفففففففف ما أدري تصرف جاسم هذا هو خوف علي ولا شك فيني , لازم قبل الزواج تنحل هالمسألة , مو معقول بنتزوج وهو مهو عارف الموضوع ولا حتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , استغفرك يا رب وأتوب إليك ~

    كان جالس على سريره و محموله قدامه يضغط أزراره بسرعة محترف , طالع في رده اللي كتبه وضغط إدخال وهو مبتسم , كان صوت الأغنية المفضلة له مسموع من ورى السماعات اللي حاطها على أذانيه , هز راسه بدندنه وكتب
    عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول , أكيد بتقعد تفلسف علي مو النار ما تحرق إلا رجل واطيها
    مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : هذاك قلتها بنفسك , رجل واطيها اللي هو انت , رحت من عندي قبل 10 أيام و انت ناوي الطلاق و هذاك مختار الشقة و ماخذ إلحاق وقاعد تجهز لعرسك من دوني يالخاين
    عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أبوية ما يخلي الواحد يتنفس كإنه ماحسب واحد من عياله يتزوج , لو تشوفه تقول هو العريس مو أنا
    مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : ومتى نفرح بك
    عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول لا تغثيني بهالسؤال لأرسللك فايروس يجيب أجل محمولك انت ووجهك
    مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : جاسم أكلمك بعقلانية أنا , صدقني لو تزوجت وهالفكرة في راسك وانك مغصوب عالبنت لو اش ما سوت واش ما صار بينكم بيقعد شي في نفسك ينغص عليك , ما أظن البنت لهالدرجة ما تنطاق
    عايش في حق صلصل مع3مراجيج : اقطع النفس خلاص , فيهااا شي يخليني أطططططلع من طوري وانتهينا
    أرسله صورة واحد مبتسم ومروق وكتب
    مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : يا أبو حق صلصل إحنا في محادثة يعني اقطع الضغط على الأزرار مو النفس
    حس بضغطه يرتفع فكتب بغيض
    عايش في حق صلصل مع3مراجيج : لا والله يا برودك , ضف وجهك عني ورجع النك نيم القديم أحلى
    مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : كيفي أنا حاليا طفشان ماني مخبول وانت منت مكروف بالعكس متبطر على النعمة
    أرسل جاسم صورة متحركة , الولد اللي يرمي بالون الموية وخرج من المحادثة
    جلس يقلب كلام عدنان في راسه كثير وفي الآخر طفش طفى اللمبة وانسدح عشان ينام أمه متوعدته بكرة بدوران في الأسواق .

    ***********************

    كانت الساعة 2 الليل وقت ما خلصت مشاعل ترتيب أشياء السفر , طالعت في كومة الملابس الوسخة اللي لازم تغسلها و كومة الملابس اللي لازم تطبقها , حكت شعرها بضيق وهي تحس كل عظمة في جسمها تئن , 8 ساعات في السيارة وبعدها ساعتين ترتيب في البيت شي مو معقول , طلت هاله من باب غرفة الغسيل وقالت: أساعدك
    تمغطت مشاعل وقالت : ياليت , طبقي الملابس , أمدد جسمي شوية وأجي أغسل الباقية
    وخرجت للصالة , وقعت عينها على التلفون , جلست جنبه بتعب ورفعت السماعة ودقت رقم بيت أزهار , كانت تفكر إنها تغسل الثياب الليلة وتكويها بكرة وباقي الملابس مو مشكلة لو أخرت غسيلها و.
    : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الصوت الرجولي خلاها تنتفض من مكانها , جمدت للحظة بعدين قالت بدون ما ترد السلام : أزهار موجودة
    كانت تحس ضربات قلبها تزيد ونفسها يسرع وهي تسمعه يقول : أزهاااااار وحده تبغاك على التلفون
    حست برجفة خوف لمن وصلها صوتها المألوف وهي تسأل من بعيد : مين
    : ما أدري , بس نبهيها إنه رد السلام واجب
    صوت حركة السماعة اختلط بصوتها وهي تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما قدرت تنطق بحرف , دموعها كانت مغرقة وجهها اللي غطته بيدها وهي تكتم صرخات كانت بتخرج منها بلوعة
    : ألو , مين ألو
    شهقت من كثر اختناق نفسها
    انعصر قلب أزهار لمن سمعت صوت الشهقة و البكى , دار عقلها بجنون , مين مين يكون وحدة من البنات افترى فيها جاسم لكن عندها جوالها ليه ما دقوا عليه, وفجأة حست بذوبان بداخلها وهي تهمس : مشاعل
    زاد بكاها وهي تسمعها تنطق اسمها , وبالقوة نطقت السؤال الوحيد اللي أرقها ليالي : وينك عني
    غطت أزهار فمها بيدها وهي تصيح عشان ما يطلع صوتها و ينفجع عمر اللي دخل غرفته ينام , تفجرت بداخلها آآآآآآلاآآآآآآآم كتمتها لفترة طويلة , ما تدري كم مضى من الوقت وهي تصيح وتسمع صياح رفيقة دربها
    لمن استجمعت مشاعل شتاتها قالت بصوت متألم مخنوق وهي تشهق من البكى : أزهار حرام عليك اللي سويتيه فيني , بغيت أنجن من كثر الخوف والقلق , وينك جوالك ليه مغلق ليه ما أحد يرد على التلفون حرام عليك اللي سويتيه والله حرام
    كانت أزهار حاسه بشعورها ومقدرة إنها ما تعرف الحقيقة , وكان نفسها إنها تطمنها على حالها وتهديها لكنها ما قدرت تكتم الكلام اللي كان ودها تصرخ به وسط الشارع من كثر اللي فيها , قالت بهمس مخنوق وهي تصيح : مشاعل , أمي ماااااااتت , غرقت يا مشاعل , حتى عامر و عمير كلهم ماتوا , كلهم ماتوا , ما بقي لي من أهلي إلا عمر , كلهم ماتوا
    انصعقت مشاعل من اللي سمعته , كان ودها تشتكي مصيبتها وهمومها اللي ما شكتها لأحد لأزهار لكن الكلام اللي سمعته جمد الدم في عروقها و قشعر بدنها , غرقت , ماتوا , لحظتها تمنت لو تنتقل عبر الأسلاك عشان تكون جنب أزهار
    لأول مرة تسمع أزهار تبكي بهالحرقة , قالت بخوف : أزهار , أزهار
    ما وصلها إلا صوت صياحها وشهقاتها المختنقة
    : اش صار
    رمت مشاعل السماعة ونطت لبندر وقالت برجاء : بندر الله يسعدك وديني لأزهار والله البنت تعبانه
    : وهي رجعت أخيرا
    : بندر الله يخليك , والله أدفع لك اللي تبغاه
    بعدها عنه لمن شافها جادة وقال : مجنونة انتي الساعة 2 في الليل , روحي نامي أحسن لك
    تفجرت الدموع من عيونها وهي تصرخ : أمها و أخوانها ماتوا وهي تصيح في التلفون وديني لها دحين , هي وقفت معايا لمن مات أبوية , كل مالفيت لقيتها حوليني , حراااااام عليكم لو أبويه حي كان وداني وكان ما طلبت منك ولا من أخوانك ولا شي , حرام عليكم اللي تسوونه فينا , حابسينا و مبهذلينا كإنكم ما حسبتم تصيرون ولاه على أحد , وديني لها دحييييييين
    خرجت أمها على صراخها وهي مفجوعة , قال بندر اللي انفجع من اللي قالته أخته : خلاص أوديك بس اسكتي , تسمعين الجيران صراخك
    سألت أمها : توديها فين
    أزهار كان حزنها مجمعته ورى سد كبير منيع ولمن سمعت صوت مشاعل انهد هذا السد وبدأ يغرقها بطوفاااااااااااان من الألم والحسرة , كان عقلها يأمرها إنها تذكر الله وتهدي نفسها وترفع السماعة اللي طاحت من يدها من كثر البكاء لكن قلبها كان ينزف بشكل ما أحد يتصوره
    طالع بندر في مشاعل اللي كان جسمها كله ينتفض مع شهقاتها وقال : خلاص انتي كمان , بتروحين تصبرين البنت ولا تبكينها معاك
    قالت بصوت مخنوق : يوم مات أبوية ما سابتني أيام العزا ولا لحظة حتى بعد العزا بأسبوع كانت تزورني كل شويه , وأنا ما أدري متى ماتوا أهلها
    زفر وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يرحمهم
    كان بداخله يرتجف وهو يتذكر عمار ووقفته هو كمان معاهم أيام العزا وكلماته المشجعة وهو يصبرهم , صح ما كانت عشرتهم ذيك العشرة لكنه كان يحترمه كثيييييييير , كان يقابله مرة مرتين كل أسبوع تقريبا , ياما تبادلوا السلام لمن يجي يوصل مشاعل بعد المدرسة لمن ما يقدر أبوه يجيبها , و ياما اتصل عشان يتطمن على أحوالهم بعد وفاة أبوهم ويشوف إذا محتاجين شي
    بعد ما هديت أزهار ما عرفت تتصل على مشاعل , وبعد تردد اتصلت على بيت أهلها ردت أمها اللي عزتها وهي تعتذر عن قصورهم و قالتلها إنه مشاعل جايتها , بعد ما صكت التلفون قامت بسرعة وغسلت وجهها وحطت كحل جوة عيونها و مسدت شعرها , ووقفت من الحماس جنب الباب وكل شوية تطالع مع العين , ولمن شافتها ووراها أخوها , فتحت الباب وهي وراه , سمعت بندر يقول : أستناك في السيارة
    دخلت مشاعل وأول ما فتحت غطاها وشافت أزهار وأزهار شافتها احتضنوا بعض وهم يبكون بصمت , وبعد عبارات كثيرة و شكوى عن حالة القلق والترقب و هرج ماله نهاية في الممر دخلتها أزهار غرفتها وجلستها على السرير لأنه ما عندها كراسي في الغرفة , ابتسمت أزهار وقالت : يا حي الله شعولتي , سامحيني جايبتك من
    ضربتها مشاعل على كتفها وقالت : كلي تراب
    حكت أزهار كتفها وقالت : يا دفشة , ما تغيرتي حتى بعد الزواج , إلا كيف نصور وحياتك معاه
    ابتسمت مشاعل وقالت : لا ما تغيرت بعد الزواج و سيبي نصور على جنب , المهم انتي كيفك
    تربعت أزهار فوق السرير وواجهت مشاعل وهي تقول : أنااااااا , إممممممم اش ممكن أقول تصدقين ماني لاقية كلمات توصف حالتي , قصتي طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يلة
    طالعت فيها مشاعل بحب ~ ما تغيرتي يا أزهار , حتى بعد اللي صار لك انتي زي ما انتي , ياليتني قوية إيمان زيك ~ , زفرت وقالت : بأسمعها لو هي طويلة , إلا إن كان انتي ما تبغين تتكلمين
    حكت أزهار شعرها وقالت : لا مو عن كذا , أولا ما أبغى أوجع قلبك , ثانيا ما بتصدقين القصة من غرابتها
    قالت : أولا مالك دخل في قلبي وثانيا بأسمع وبعدها بأقولك صدقت ولا لا
    فكرت أزهار شوية بعدين قالت بضحكة : تراني تزوجت
    شهقت مشاعل وصرخت : إييييييييييييييييييييييييييييييييش
    نطت أزهار وصكت فمها وهي تقول : يا خبلة بتصحين عمر
    بعدت يدها بقوة وهي تقول بصوت عالي : ياااااااااخاااااااااااااااااينة تتزوجـ
    صكت أزهار فمها مرة ثانية وهي تضحك وتقول : مشاعل يالخبلة بتصحين الجيران الله يفضحك
    وبالقوة قدرت تهديها عشان تفهمها الموضوع , هي ما كانت تبغى تبدأ بالحزن في قصتها عشان ما تشيل مشاعل همها أكثر مما شالته طول هالشهور , رغم إنها هي تعتبر زواجها الغير متكافئ مع جاسم حزن جديد في حياتها
    اختصرت لها الموضوع قدر الإمكان وحصرته إنها كانت في العبارة وغرقت أمها وأخوانها من دون ما تشرح بالتفصيل وإنها فقدت الذاكرة طول هالمدة وما استعادتها إلا من فترة بسيطة , كان وجه مشاعل يتغير على حسب اللي ينقال , صدمة , خوف , حزن , ألم , ابتسمت أزهار وقالت : وحكاية فقد ذاكرتي وتوابعها اللي من ضمنها جسوم , هذي أحكيك إياه على رواقة بعدين عشان ما يذبحك بندر , صراحة بأعطيه جائزة الأخ المثالي اللي جابك لي في هالوقت
    قامت مشاعل من مكانها ولفت ذراعينها حولين أزهار وضمتها لصدرها بقوووة وهي تقول : الله يصبرك ويزيد إيمانك ياااااارب
    غمضت أزهار عيونها وهي تريح راسها على صدر مشاعل وهمست : سامحيني يا مشاعل , دوبي حسيت بمقدار ألمك يوم مات أبوك
    ~ لا يا أزهار لا تقولين كذا ترى وجع قلبي يزيد, يا رب تصبرها وتعوضها يا رب ~ مسحت مشاعل دموعها بسرعة قبل ما تشوفها أزهار وقالت كاذبة وهي تمسح شعرها : البداية بس صعبة , لكن الحمد لله دحين أحسن
    وبعدت عنها وقالت : والله ما ودي أسيبك لوحدك
    ابتسمت لها أزهار نفس الإبتسامة المتفائلة المشرقة وهي تقول : أي لوحدي , معايا أبو عبد الله , يلا انقلعي قبل ما يحلف ما عاد تجين عندي , كافي ماله شي سايق 8 ساعات في طريق الجنوب المعفن
    ودعتها عند الباب بعد ما أعطتها رقم جوالها الجديد , وصكت الباب وهي تتنهد براحة حست بثقل وانزاح عنها بعد ما تكلمت مع مشاعل و شافتها وجه لوجه
    مسحت دموعها وهي تقول بداخلها ~ حبيبتي هيه ما نسيتني , كانت فاقدة ذاكرتها عشان كذا ما اتصلت علي , يا رب تعوضها فقدها بجاسم يا رب , يا رب يكون نعم الزوج لها , والله لو أقدر أتصل عليه وأقوله إنه حصل على جوهرة ثمينة كان اتصلت يا ااااااارب تسعدها يا رب ~
    : ارتحتي ست مشاعل
    لفت على بندر وقالت : مشكوره والله ما تقصر
    قال بتريقة : ما شاء الله دحين مشكورة وقبل ما خليتي عيبه ما حطيتيها فيني
    قالت : لا والله , كنت أتكلم عن أخواني بشكل عام ما خصصتك انت
    قال : أهم شي تذكري اللي سويته , ترى بيجي يوم وأطالبك برد الدين
    لفت بوزها وقالت : استغفر الله العظيم , بتذلني بهالريحة يعني , الدنيا صارت دين ومصالح حتى بين الأخوان
    زفر وقال : توك كنتي زينه , آآآآآآخ منكم يالحريم كفارات عشير
    رجعت تراضيه وهي تشكره من قلبها إنه وداها لأزهار في هالوقت

    *************************

    يتبع.





    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    صباح اليوم اللي بعده :

    طالع يمين ويسار وقال : اختاروا اللي تبغونه
    زفرت العنود بضيق وقالت بهمس لأمها : يالله تطولك يا روح , قلتلك يا أمي نمشي نختار الأثاث مع سوناردي أصريتي إلا يجي معانا , أهو درنا عشر محلات وما عجبه شي و طايح فينا اختاروا انتم كإن البيت إحنا اللي بنعيش فيه مو هو
    قالت هدى وهي تمسك ذراع جاسم : جاسم حبيبي هذا بيتك , ما تبغى تختار أثاثه
    قال بطفش : يمه قلتلكم آخذ شقة مفروشة أحسن لي من صدعة الراس رفضتم و أصريتم نأثث كل شي , خلاص انتم اختاروا أي شي
    فلتت أمه يده وقالت : ندخل بنت الناس على شقة مفروشة أثاثها مستعمل ليه و إنت قادر تأثث بيت شي لكم يكون خاص فيكم تقعد فيه ذكرياتكم
    عقد ذراعينه وهو يفكر ~ كنت حأختار لو مع وحده أنا مختارها بنفسي مو مفروضة عليه فرض , مو كافي الدنيا كلها خبط لزق و بصربعه , أنا أول مرة أشوف زواج زي كذا ~ , طالعت فيه العنود من فوق لتحت من دون ما يشوفها وقالت لأمها : ذاك الطقم حلو , و بيصير أحلى لو اخترنا معاه ذاك القماش اللي هناك , ألوانه جريئة وحلوة
    عجب هدى شكل طقم الكنب والقماش المخلوطه في تصاميمه درجات العودي والبني والذهبي , وقررت تخليه لمجلس الرجال , داروا كذا محل بعدها وجاسم ماغير موقفه الصامت , طالع في ساعته وعرف إنه عدنان اللي فرحان بإجازته أكيد وصل الرياض

    ***********************

    في الرياض , في فيلا متوسطة في حي الروضة :

    ضم عدنان ولد أخته اللي أول مرة يشوفه وقال : اش هذا مره صغير
    ابتسمت سمر وقالت بتعب : طيب دوبه ما كمل أسبوع
    طالع في وجه أخته وقال بحنان : شكلك هلكانه
    مسحت وجهها وقالت : مانمت طول الليل بسبب صياحه وغيرة ريهام اللي كل شوي تنط تبغى تسوي فيه شي , فرحت إنه أخذها أبوها يمشيها , وتووووه الأفندي نام
    قام وحطه بهدوء في هندوله وقال : يلا أسيبك أنا كمان عشان تنامين
    دخلت سحر وهي شايلة صينية فيها مرقة لحم وخبز وقالت : على ويييييين لسه ماشفناك زي الناس
    سكتها وهو يهمس : لا يصحى ربيع , أختك تبغى تنام يا مزعجة
    حطت الصينية على طاولة جنب سرير أختها وجلسته و قالت وهي تضغط ظهرها : آآآآخ , اللي يشوف تعبي يقول أنا اللي والدة مو سمر , ترى حتى أنا ما نمت بسبب صيف المزعج هو والمتخلفة أخته
    قالتها وهي تصفع خد ربيع , شد عدنان شعرها بخفة وهو يقول : صحيتيه
    قالت بثقة وهي تجلس جنبه : لا حبيبي لا تخاف , شتاء هذا ينام لمن ماتبغاه ينام ويصحى في الأوقات الحرجة , دحين عصرية ورواقة يعني مستحييييييييييييييل يقوم , تعال 3 الليل توووها العيون تفتح وتبدأ السمفونيات العذبة .
    ضحك عدنان على وصف سحر وقالت سمر بضيق : لا تتريقين على الاسم , ترى لله أنا معقدة منه
    قالت سحر : أم خريف محد قالك ما تعارضين زوجك على الاسم , فرحان باسم أبوه
    دخلت أمهم وقالت بعصبية : بنت , عيب هالكلام , مالك دخل بين الإثنين , وأبوه حر يسميه اللي يسميه , يا طول لسانك طولاه
    قالت سحر : شايلته 9 شهور و متحمله قرفه وأمر بآلام الولادة وآخر شي هو اللي يسميه بارد مبرد والله حامض على بوزه
    قال عدنان بهدوء : سحر هذا الشرع
    قالت : ما اعترضنا على الشرع , بس في شي اسمه تشاور , يعني هي ما بتغصبه على اسم هو مايبغاه , على الأقل يكون لها رأي في الموضوع , هو مو ولد الجيران ولدهااا ياناااس , ربيع , يعني لو اسم أبوه من ماحمد وعبد كان أهون من واحد من فصول السنة
    ضحك وهو ينقل بصره بين أختينه وهم يتناقشون , اللي يشوفهم مستحيل يعرف انهم توأم لا شكلا ولا صفاتا, سمر جميييلة , هادية , خنوعة وصوتها هاااااادئ , من تخرجت من الثانوي تزوجت وما كملت دراستها , سحر مهي بجمال سمر لكنها جذابة صاخبة , مرحة , مسترجلة وقوية الشخصية تخرجت من الكلية قسم خياطة و تشتغل في أعمال حرة
    لفت سحر لمن حست بشي وراها وشافت أخوها ماهر واقف عند الباب بعيون شبه مفتحة وشعره مشعفل , قالت بصوت ثقيل ممطوط : أصبحنا وأصبح الملك لله , يالله تسكنهم في مساكنهم
    التفقوا كلهم للباب , لف على ورى وقال بصوت ثقيل من النوم : جيب جزمة وانت جاي إذا ما عليك كلافة , سطربها المشعوذة اللي هنا
    ودخل وهو يحك ظهره بيد وخصره باليد الثانية , و وراه على طول دخل واحد نسخة منسخة منه في كل شي الفارق الوحيد الملابس وأثر ضربة على شكل خط مايل تحت العين اليمين ممتدة لبداية الذقن , قال وهو يلوح بفازة قزاز : مالقيت جزمة قدامي تنفع هذي
    ماتوا ضحك على خبال التوأم و شهقت سحر وقالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا والله , يعني إيه بتفلع راسي بها !! مشلا شعافلكم انت وإياه واصله السقف , لا صلاة ولا ديانة
    رفع الفازة بتهديد و جلس ماهر جنب الهندول وهو يقول لتوأمه : خلاص سامر , امسحها في وجهي هالمرة , أختنا الصغيرة حرام
    حط سامر الفازة جنب أمه وجلس وهو يمسد شعره ويقول : نخليها هنا احتياط , يمكن تسوي شي ما يعجبنا , بعدين الشعافل هذي هي الموضة حاليا
    طالعت بتقزز وقالت بسخرية : أنا لو أخرج بعين محكلة وعين لا صارت موضة , ما خلوا شي ما صفعوا به الموضة الضعيفة اللي ما طلبت من أحد يسوي هبالات ويسميها بها , أنا شفقانة على الموضة , ولو أشوفها بأضمها وأقولها حقك عليه واصبري ترى الصبر زين
    كان الكل يضحك على كلام سحر إلا التوأم , شال ماهر ربيع وحطه في حضنه وهو يسأل ببرود متعمد : سامر هذي اش قاعدة تقول
    لوح سامر بيده وهو يقول ببرود مماثل : مع نفسها , مرررررره مع نفسها
    سأل عدنان بحيرة : اش معناها
    قالت سحر وهي تزفر : معناتها إني مجنونة كأني أتكلم مع نفسي ومحد سامع لي
    أشروا لها التوأم في وقت واحد بإبهامهم وهم يقولون : انتي كذا
    وكمل سامر : طالبة نجيبة تحفظ الدرس بسرعة
    حطت سمر يدها على بطنها وهي تقول : حرام عليكم بطني تعورني من الضحك , ارحموني
    سأل عدنان : زايد حالهم ولا يتهيأ لي
    قالت أمه وهي تصك أذانيها : زايد حالهم وبس , صداااااع يجيني لا اجتمعوا
    ابتسم عدنان وقال : والله اشتقت لجمعاتكم
    لفت عليه سحر مبتسمة وهي تكلمه بدلع والتوأم طايحين فيها حش وهي مطننننننننشة

    عائلة عبد الكريم خالد الـ

    الأب : رجل أعمال مشغول دائما
    حنان : الأم , معلمة اختصاص متقاعدة
    خلود ( 33 سنة ) : ربة منزل متزوجة من ولد عمتها ماعندها أولاد
    خالد ( 31 سنة ) : متزوج من بنت صاحب أبوه وعنده ثلاث بنات
    عدنان ( 29 سنة ) : مهندس أعزب
    ماهر وسامر ( 27 سنة ) : ماهر مضيف جوي مملك على بنت عمه , سامر مدرس لغة إنجليزية أعزب
    سمر وسحر ( 26 سنة ) : سمر متخرجة من الثانوي متزوجة من ولد عمتها وعندها بنت وولد , سحر عزباء متخرجة من قسم خياطة تشتغل أعمال حرة
    سلافة ( 20 سنة ) : طالبة في الكلية قسم لغة إنجليزية

    **********************

    * قصيدة أين أنتي
    * قصيدة : بَعدك يا أبوي .
    بقلم صديقتي شاعرة المستقبل بإذن الله (( حُسن الوجود ))

    .
    .
    .
    .
    .
    انتهى الجزء السابع
    بانتظار حظوركم وردودكم





    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    الفصل الثامن : الجليد والنار :

    جارفة أنا كهشيم النار
    قلبي شظية من بركان
    أثاره تراكم الأحزان
    خائفة أنا من غدر الأنام
    منك ومن كل خوان
    ورغم ذلك
    كياني راسخ بالإيمان

    مالي ومالك يا فتى
    قدر. وجمعنا معا
    لا تشتكي هما
    فهمي والله أكبر من أن ينطق

    جامد أنت كلوح الجليد
    قلبك بارد لا يعرف الحنين
    همسك ساخر كما الزمهرير
    عاص وفوق هذا
    تظن أنك فريد

    سأذيبك يوما يا سيدي
    وستعلم بعدها أنك لي
    سألهبك بطوق من نار
    وستشعر حينها بدفء الإيمان

    وكل ما أخشاه يا شتاء حياتي
    أن أنطفئ قبل أن أحقق رجائي


    عصر يوم الثلاثاء 3 / 5 / 1427 هـ
    في شقة أزهار وعمر :

    : هذا كله و ما خلصتي هرج معاها
    أشرت أزهار لأخوها يعني دقيقة وقالت : يلا شعولتي أكملك السوالف بعدين
    لمن صكت التلفون سأل بصدمة : هو لسه فيه سوالف
    ابتسمت وقالت وهي تحط التلفون على الكومدينه : عمور أنا قاعدة أحكيها اش صار لي من أول مارحت من جدة , لازم أطول
    قال وهو يمد لها جوالها : له ساعة يصرخ لوحده في الصالة
    تذكرت إنه الهنوف طلبت منها مقادير الباشميل من ساعة تقريبا , ضربت جبهتها وقالت وهي تاخذ من الجوال : كيف نسييييييييييييييييت شكرا حبيبي
    قال وهو يحرك حواجبه وراجع للصالة : اللي ماخذ عقلك
    قالت بحيا : مررررررررررره ماخذ عقلي
    وطالعت في جوالها , لقيت في 31 مكالمة ورسالتين , انصعقت لمن لقيت مكالمة وحده من الهنوف ورسالة (( حبيبتي أزهار , متى ما فضيتي اتصلي , ماعليك تراني ماني مستعجلة عليها )) و30 مكالمة من جاسم ورسالة مختصرة (( على فكرة أنا جاسم إن كان ما سجلتي رقمي من المرة اللي فاتت )) , حطت يدها على قلبها وقالت : وااااي يحسبني ما أعرف رقمه , يالفشللللللللللة
    حطت على رقمه وهي مترددة تدق ولا لا , وأخيرا ضغطت على الرقم وحطت الجوال على إذنها و هي مغمضة عيونها ومجهزة نفسها لهواشه , دق جرس الباب فقالت بطول صوتها عشان يسمعها عمر : عموووووور شوف مييييييييين عند الـ
    انتبهت إن الخط انرفع فسكتت على طول , وصلها صوته اللي باين إنه يخرج من بين أسنانه وهو يقول : افتحي الباب تراني أكره الوقفة
    صرخت بداخلها بصدمة ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااا ~
    و همست بخجل : طيب
    وصكت الخط ورمت الجوال ونقزت من سريرها و حطت يدينها على راسها وهي تصرخ بداخلها ~ ليش دايما يجي فجأة ؟ لااااااااااااا , آآآآآآآخ ياقهري ~ , سمعت صوت عمر يرحب به , قامت على طول وصكت باب غرفتها بشويش وجري راحت تعدل شكلها وتغير لبس البيت , اضطرت تخلي شعرها المجعد زي ماهو بس بللته بشوية موية كانت في كاسة على طاولتها , شكرت ربها إنها من كثر الهرج مع مشاعل ما شربتها , وحطت معاه جل وهي تهمس بغيض : يعني يعني موضة
    حطت كحل و شوية حمرة خدود خفيفه وملمع , سمعت عمر يقول : طيب اجلس شوية مستعجل على إيه الله يهديك مو كافي مشغول ما نشوفك
    وسمعت جاسم وهو يقول باعتذار : والله مستعجل مواعد واحد من الشباب عنده مشكلة ولا كان جلست
    وبعدت الأصوات وانتهت بصوت الباب اللي انصك بهدوء , طالعت في شكلها وزفرت بضيق , دايما حايسة , نفسها مرة وحده يجي وهي مستعدة و رايقة , حست ببرودة في أطرافها وهي تفك الباب , طلت من عند بابها للمقسم اللي يودي للصالة ما سمعت أي صوت لواحد منهم , حست ببرودة أطرافها تتسلل لقلبها ~ ما قدر حتى يسلم ولا يسأل عن الحال , مو كافي المرة اللي فاتت ما لقيت منه إلا التريقة والبرود , الله يسامحك يا جاسم ~ , خرجت بشويش وعينها جات مباشرة على ظرف محطوط على طاولة الصالة اللي جنب الممر , راحت وتلمسته من دون ما تفتحه , شكله كان جاي عشان هذا الظرف , كان مكتوب عليه بخط أنيق ميزته _ يسلم في يد العروس الحلوة أزهار _ ابتسمت وهي تقول : الله يقطع شرك يا عنود
    فتحت الظرف وخرجت اللي فيه , كانت مجموعة كروت أفراح , لقيت ورقة مطوية بعناية ومغرية أطرافها عشا ما أحد يقرأ, فتحتها ولقيت مكتوب فيها (( حبيبتي أزهار تراني بققت عيوني وتعبت إلين اخترت مجموعة حلوة , اختاري اللي يعجبك و قوليلي عليه , هذا حيكون خاص بمعازيمك انتي , وأنصحك اختاري الذهبي تراااااه حلو وغاااااااااااالي اكسري فيه ظهر جسومو نياهاهاهاهاها )) وراسمة صورة وجه له قرون و أنياب وعيونه سوداء ويضحك ضحكة شيطانية , ضحكت وقالت : ما ألوم الهنوف يوم تقول عليك مخيفة
    : أدفع اللي في جيبي وأعرف اش كاتبة العنود
    طاح كل اللي في يدها وهي تلتفت بصدمة لجاسم اللي كان حاط رجل على رجل وفارد ذراعينه براحة على ظهر الكنبة , قالت رغم عنها بصدمة : انت هنا
    ***
    جاسم اللي جلس بعد محاولات عمر اللي تركه لوحده في الصالة ودخل غرفته عشان ما تنحرج أزهار أكثر التزم الصمت لمن شافها داخلة وهي مهي منتبهة لوجوده كان بينبهها لكن منظرها الهادي و تعابير وجهها وهي تفك الظرف خلاه يتصنم , شاف ابتسامتها ولمح بريق عيونها , ورغم عنه قلبه كان يتسارع , ولمن سمع ضحكتها وصوتها حس بشعور غرييييب بداخله مزيج من الغيض والقهر خاصة وهو يتذكر تطنيشها للجوال , ما يدري ليه كان مستمتع لأقصى درجة بتعابير وجهها المصدومة فقال بتريقة : لا هناك
    وقام من مكانه وتقدم لها , بعدت نظرها عنه و دنقت على الأرض تجمع الكروت كانت رغم عنها تهتف بداخلها بسعادة غريبة ~ ما راح ~ ولمن قامت كان قدامها , مد يده وسحب بطاقة ورديه من وسط البطاقات وقال بلا مبالاة : هذي اللي عجبتني
    وقبل ما تنطق قال ببرود وهو يرجع البطاقة : جوالك ما تردين عليه وتلفونك مشغول فوق الساعة ليه
    همست وهي تتحاشى تلتقي عيونهم من خجلها من السعادة اللي ملت قلبها إنه ما طنشها وراح بلا اهتمام : كنت أكلم صحبتي
    تأملها وهمس بنفس درجة صوتها : وصحبتك هذي أهم مني
    رفعت عيونها له و طاااااااالعت فيه وهي تحس بقلبها شوي ويخرج من صدرها ~ اش السؤال المحرج هذا أكره الأسئلة اللي تخافين تردين عليها عشان الجواب ما يكون غير اللي يتوقعه الشخص منك , يكون سأل ذيك البنت اللي شفت صورتـ أزهار انسي , قلنا صفحة جديدة , يعني صفحة جديدة ~
    جاسم كان طارح السؤال تريقة وعبط , لكن النظرة اللي شافها في عيونها خلته يرهف سمعه عشان يسمع جوابها , نزلت عيونها بإحراج لمن لاحظت إنها تطالع فيه و ما قدرت تنطق , انقـــهر منها فقال بتريقة : لهالدرجة سؤالي صععععب ست أزهار , ترى صمتك معناته واحد من اثنين يا إنها أهم مني أو إنه سؤالي سخيف
    ~ ياااااااااا الله على التأويل السريع , أموت وأعرف الرجال ليش ما يفهمون يعني إيه مستحية , ماااااالت على وجهه ~ قالت بصوت واطي : مو كذا , المسألة مهي مسألة مين أهم
    : مسألة إيش
    قالها بنفاذ صبر طعنها , طالعت في الكروت اللي بين يدينها وضغطت عليها بقوة ~ ليه دايما طفشان ومستعجل وما عنده وقت ليه ما يحسسني إنه وجوده معايا أنا زوجته المستقبلية هو أهم شي , كل الرجال المملكين يتمنون الوقت اللي يشوفون فيه زوجاتهم وهو ~ قالت بهمس متضايق : الجوال كان في الصالة وما سمعته
    قال ببرود : مشيناها هالمرة لكن المرة الجاية ما أبغى هالشي يتكرر
    انقهرت من كلامه وطريقته لكن أزهار بطبعها مسالمة ما تحب المشاكل , تحب الهدوووووووء وراحة البال , كانت متضايقة وما تبغى تطول الموضوع وفي نفس الوقت ما كانت تبغى تعكر جو الاستقرار اللي عاشته الأيام القليلة الماضية عشان كذا هزت راسها موافقة , استأذن وخرج , وهو ماشي في الممر حست بضيقها يتزايد بشكل فضيع , حطت الكروت على الطاولة ووقفت عند بداية الممر وقالت بحزم : جاسم
    لف عليها قبل ما يفتح الباب, قالت بسرعة قبل ما تخونها شجاعتها : ليه وافقت على شروطي
    سؤالها المفاجئ كان متوقعه من زماااااان و متهيء له , رماها بنظرة شذرة وقال ببرود : أظن قيد قلت لك من قبل أنا ما حطلقك عشان ما ترجعين للعبك وتخربين حياة البندري
    زفرت بحرقة , كان ودها تكشف له كل شي , بس أولا لازم تستأذن من صاحبة الشأن أو على الأقل تعطيها خبر إنها بتقول لجاسم الحقيقة , طالعت في البرود والسخرية المرسومة في وجهه وقالت بمرارة : آسفة إني نسيت سبب زواجك مني , ما حأخرك أكثر من كذا , الله معاك
    كان آآآآآآآآآخر شي يتوقعه منها نظرة العتاب وخيبة الأمل اللي رمتها به وهي تقول كلماتها الأخيرة , خرج وصك الباب , ما خرجت من سرحانها العميق إلا لمن خرج عمر من غرفته وهو يسأل : راح جاسم
    دارت بوجهها عنه وهي تقول بمرح مصطنع عشان ما يشوف ألمها وهي ترتب الكروت : جا يعطيني كروت المعازيم عشان أختار واحد منها
    حست بكفه على كتفها , لفها له ورفع وجهها بكفه الثانية وهو يسأل : أزهار اش فيه
    هزت راسها وقالت وهي تبتسم : ولا شي , اش بيكون فيه
    قال والخوف يملى قلبه : انتي قوليلي ليش وجهك كذا
    ضحكت وقالت : يمكن من الحيا
    سكت طوييييييل وهو يتأملها ~ يكون فيه شي ما أعرفه يكون قالها كلمة زعلتها ياربي ليش أحس في شي بينهم ~ قالت بابتسامتها المعتادة : عمور اش فيك تطالع فيني كذا قلتلك مافي شي
    سأل بعد صمت : أزهار في شي صار بينك وبين جاسم من قبل
    تلون وجهها وهي تقول : شي زي إيه يعني
    كان يعرف أخته أكثر من نفسه , ما تعرف تكذب ووجهها مراية للي في قلبها , قال بضيق : في شي مو عاجبني , حاس إنه في شي , تصرفاته وطريقة كلامه ما تعجبني لمن يكلمني أحسه كإنه يمن علي بشي
    انعصر قلبها وهي تتخيل لو درى عمر باللي يعتقده جاسم اش حيصير بينهم , قالت على طول بصدق : بيني وبينك هو متكبر شوية
    هز راسه متفهم بعدين قال بحزم : بنت لا تغتابينه , زوجك
    ضحكت لمن سمعت دفاعه عنه وقالت : استغفر الله ما قصدي بس كنت بأفهمك اش هالشي اللي تحسه في تصرفاته
    سأل بحنان وهو يفكر إنه جاسم من عالم وأزهار من عالم ثااااااني مختلف عنه ماديا و معنويا كمان : المهم , انتي مرتاحة معاه
    سألته بتريقة : أسألك بالله في حرمه مرتاحه مع زوجها ولا زوج مرتاح مع زوجته على طول لا طبعا , لكن كل واحد لازم يمشي حاله , الدنيا كذا , ابتلاء وامتحان
    قال بابتسامة : ما أدري هل كلامك هذا تطمين ولا تخويف !! الله يوفقك للي يحبه ويرضاه انتي وجاسم
    قالت بحماس تغير الموضوع وهي تتذكر شي مهم : على فكرة , ترى أم صلاح اتصلت وقالت الله يحيكم في أي وقت
    ~ وافقوا , ما كنت متخيل ~ تغيرت ملامحه وهو يقول بتلعثم : ها متى دقت
    ضحكت على منظره وقالت : قبل ما تتصل مشاعل
    عقد حواجبه وقال وهو حاط نفسه مو مهتم : و توك تتكلمين يالفالحة
    : آسفة انشغلت
    ابتسمت لمن شافته سرح للحظة وقالت وهي تدقه بكوعها وتغمز له : أوووووو العريس من دحين يفكر اش يلبس بكرة
    ضربها على كتفها وقال بضحكة : صدق انك خبلة , الله يعينك عليها ياجاسم , الناس توهم ردوا ننط عليهم بكرة زي اللي ما حسبنا
    شالت الكروت عشان يشوفها ولحقته وهي تحاول تقنعه يكلم عمه أبو جاسم عشان يجي بكره يخطب منى رسمي لأنه خير البر عاجله وهو رافض يناقشها في الموضوع

    *********************************

    صباح الخميس 5 / 5 / 1427 هـ
    في شقة مشاعل :

    وصلها صوت أزهار المحبب لقلبها يهتف بغيض : مشاعل كل ما سألتك عن نصور قلتي انتي أهم , والله أبغى عرف كيف حياتك , زينه مهي زينه , تراني قمت أخاف , بعدين كل ما دقيت عليك تقولين لي دقي على رقم البـ
    وقطعت كلامها , زفرت مشاعل وقالت بهمس : بيني وبين ناصر مشاكل
    وصلتها صرختها المستنكرة : ليييييييييييييييييه صار شي وما قلتيلي
    بلعت غصة مريرة بحلقها وهي تصر بداخلها ~ ناصر تزوج يا أزهار بس ما أبغى أنكد عليك ~ قالت بمرح مصطنع : سحابة صيف , لا تخافين
    وقف معاذ عند راسها وقال بوقاحة : تكلمين مين
    صوته غطى على كلام أزهار اللي ما سمعته , رفعت راسها و زمت شفايفها بغيض وهي تقول : أزهار عبد الله الـ عندك مانع سيد معاذ
    قال وهو يطالع في ساعته : في هذا الوقت , قفلي السماعة
    طالعت فيه باستنكار وقالت : وانت اشلك في هذا الوقت ولا غيره
    وصلها صوت أزهار تقول بصراخ : مشاعل خلاااااااااص أكلمك بعدين
    قالت بحزم : خليك على الخط
    وحطتها على الأرض وقامت وقالت بعصبية : شوف معاذو تراني سكت لك بما يكفي يا تحترم نفسك وتبعد عن طريقي ولا والله ما يصير لك خير
    تقدم منها وقال بتحدي : اش بتسوين يعني ولا طلع لك صوت بعد ما جاتك أزهار وبلفت راسك
    قالت بغيض : أنا ماني بزرة يلعب أحد براسي
    رفس السماعة وقال بصراخ : ما بتتكلمين دحين , صكي الخط
    رمته بنظرة مقهووووره ورفعت السماعة وقالت بصوت هادي : أكلمك بعدين يا أزهار مع السلامة
    وصكت الخط وطاااااالعت فيه مرة ثانية من فوق لتحت وراحت لغرفتها , صكت الباب بقووووة , انتفضت هاله من نومها ورفعت راسها وقالت : اش فيه
    طلعت جوالها وقالت بضيق وهي تدق على رقم أزهار : ولا شي ارجعي نامي , أخوك المحترم هو وحركاته الوقحة , الله لا يوليه على مسلم و فكه منه ومن أخوانه عندهم زواج في مكة الله لا يردهم إلا آخر الليل , عل وعسى يوم واحد نرتاح فيه من صراخهم
    وطالعت في أحلام بغيض وقالت : ياليييييييييت عندي برودها
    ضحكت أحلام ورجعت انسدحت وهي تقول : هي المرتاحة فينا ببرودها

    *****************************

    أزهار اللي ما عجبها صوت مشاعل وحكاية سحابة الصيف اللي تقول عليها استغلت إنه أخوان مشاعل مهم موجودين اليوم وإنه أمها راحت تزور أختها الكبيرة زي عادتها كل خميس وترجت عمر يوديها عندها قبل المغرب , عمر اللي كان عنده مقرأه من بعد المغرب إلى بعد العشا بوقت وافق يوديها .
    قبل ما توصل لبيت مشاعل دقت عليها , قالت بحماس : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , يادبه خمس دقايق وأنا عندك
    صرت مشاعل اللي ما توقعت هالزيارة , قالت أزهار وهي تضحك : احمدي ربك اللي نبهتك قبل خمس دقايق عشان تلمين الشعافل , يلا مع السلامة
    قال بصدمة : انتي ما قلتي لها إنك جاية
    ابتسمت وقالت : ما بيننا هالشي , أحسن عشان أشوف شكلها بلبس البيت
    قال باستغراب : شي عجيب
    ابتسمت وقالت لمن وقف عند باب العمارة : بتراجع كم جزء اليوم مع الشيخ
    ابتسم وقال : 10 إن شاء الله
    زفرت وقالت : ما شاء الله , يابختك
    قال وهو يناولها كيس الكيك اللي اشترته وهي جاية : لا تنسين بكرة بعد صلاة الجمعة براجع الثلاثة أجزاء لك
    أخذت الكيس وقالت باستعطاف : بس أنا فقدت الذاكرة و
    دفها بخفة وهو يقول : روحي روحي , مافي تهرب أعطيتك شهر تراجعين
    لفت عليه وقالت : لا تعقدني لمن تسمع لي ولا ترى ما أدعي إنه نتايج تحاليلك انت و منى تطلع سليمة
    ضحك وقال : روحي بس ذليتيني كل دقيقة والثانية قلتي ما أدعيلك , لا تذلينا اللي كاتبه ربي بيصير
    طلعت للدور الثالث , وقفت قدام البابين الخشبين , كانت عارفة واحد يودي لمدخل الصالة وواحد لمدخل المجلس وهي تحاول تلتقط أنفاسها المقطوعة , انفتح الباب اللي يودي للمجلس من دون ما تدق الجرس , دخلت للباب وهي تسلم وقالت بصوت متقطع وهي تفصخ غطاها : الحـ .ـمد لله اللي تذ.كرت الشقـ.ـة .
    ضحكت مشاعل وقالت : خذي نفسك
    وابتسمت بمحبة وهي تشوف أزهار قدامها بعد غياب طويل عن بيتها , ابتسمت أزهار وقالت : مابتسلمين عليه
    تأملتها مشاعل بصمت معبر , شافت أزهار الألم يصرخ في عيونها , همست بمرح وبابتسامة متفائلة : حسيت من صوتك المخنوق إنها مهي سحابة بس , لكن عادي يا قلبي كل مشكلة ولها حل
    قالت مشاعل بصوت مخنوق مزق قلبها وهي ترسم ابتسامة مرتجفة : مشكلتي بالذات ما تحتاج حل لأنه مالها حل .
    تفجرت الدموع من عيونها وهي ترمي نفسها على أزهار وهي تلف ذراعينها حولين رقبتها , طاح الكيس والغطى من أزهار اللي رجعت لورى من قوة الحضنة وصدمت في الجدر , ابتسمت وهي تخبي خوفها وقالت وهي ترفع يدينها بتحضنها : مشـ
    توقفت يدينها في الهوا لمن انعصرت رقبتها من قوة احتضان مشاعل اللي قالت بنفس مكتوم : طـ.ـلقني وتزوج , نصوري راح يا أزهار ما عاد هو زوجي
    تصنمت أزهار وهي تحس الدنيا سوداء قدامها , كانت مشاعل تضمها وهي تكرر كلمة طلقني وتزوج , طلقني وتزوج وأزهار مهي قادرة تتحرك أو تنطق بحرف , كانت تصرخ بداخلها ~ طلقهاااااااااااااااااااا , مستحيل , ليييييييييييييييه أزهار تحركي قولي شي , واسيها بكلمة , صبريها , سوي أي شي ~ لكن جسمها رفض ينصاع لها , كانت مشلولة من قوة الصدمة , صرخت مشاعل وهي تضمها : أزهاااااااار قوليلي شي , قوليلي انتي اللي طلبتي الطلاق , انتي اللي طلبتي من روحك إنها تخرج من جسدك , قوليلي إنه تصرفي صحيح وإن السحر اللي يبننا بينفك يوم , قوليلي لا تبكين واصبري قوليلي كل شي بصير كويس , قوليلي إني زي ما رجعت لك بيرجع لك ناصر , تكلميييييييييي
    غمضت أزهار عيونها وهي تحس الغصة اللي في حلقها تمنعها من الكلام , صرخت وهي تغرز أظافيرها في أكتاف أزهار : قولي شي , قوليلي إني أحسن منك لأني فقدت واحد وانتي فقدت ثلاثة , قوليلي إني بنام يوم من دون ما أفكر في ناصر وإنه في أحضانه وحده غيري , قوليلي إنه بيمر يوم من دون ما أسأل نفسي لو كنت أنا زوجته دحين فين كنا حنروح , اش كنا بنسوي قوليلي إنه ما بيمر علي اسمه من دون ما يرتجف قلبي , إني ما بألبس سلسلته وأنا أحسها جمرة على صدري وأنا أعرف إنه جاب زيها العشرات لزوجته , أزهاااااااار تكلميييييييييييييي , قولييييييي شي أي شي , أبغى اسمع صوتك
    وبعدت وجهها وطالعت في أزهار اللي مغمضة عيونها وقالت من بين شهقاتها : أزهار
    فتحت أزهار عيونها وطالعت في وجه رفيقة دربها اللي حمر خشمها وساح الكحل على خدودها ومن بين دموعها اللي عصتها ابتسمت لها بصمت , همست من بين شهقاتها : أزهار أعطيني من صبرك شوي عشان ما أموت وأحي في اليوم مليييييون مرة , أزهار .
    ولمن شافت صمتها تأملتها بخوف وهي تقول : أكيد تشوفين حزني تافه مقارنة بحزنك
    كانت أزهار تحااااااااااول تنطق لكن. , هزت راسها بلا ودموعها تتساكب على خدودها , حضنتها مشاعل بقوووة وهي تصيح بصوت مؤلم , شوية خفت ذراعين مشاعل اللي حاضنتها وانفلتت وهي تنهار عند رجول أزهار منتحبة , طلعت مشاعل كل البكا اللي كانت كاتمته من يوم حست بذاك الضيق الكريه لمن طاحت عيونها على ناصر زوجها حبيبها , نزلت أزهار للأرض جنبها وجثت على ركبها وضممممممممتها وهي تقول بصوت مخنوق : مافي شي اسمه حزن تافه , الحزن هو الحزن .
    ومسحت شعرها وهي تكمل : وإذا على الكلام اش تبغيني أقول أقولك لا تحزنين على فراق الإنسان اللي خطبك 3 سنين وملكتي عليه شهور وحبيتيه وحبك وتبادلتي معاه أحلام عمرك , صعب , صعب أصبرك في موقف يحتاج الحزن
    وتذكرت كلمات عمر ومطلق وهم يشرحون لها الحقيقة , غمضت عيونها وقالت وهي تحاول قد ما تقدر ما تصيح أكثر : ولا كلمة لأحسن خطيب ممكن تخرجك من حزنك , ولا جمل العالم كللللللللللله ممكن تخفف ألمك
    وصاحت من صياح صحبتها وهي تقول بحرقة : لو ما خرجك إيمانك إن هذي الدنيا الفانية ابتلاء وامتحان من الله اللي ما ابتلاك إلا لأنه أحبك , لو ما آمنتي إنه كل شي مكتوب وانتي في بطن أمك ومن قبل ماتنخلق الخلايق , لو ما وثقتي إنه كل شوكة يشاكها المؤمن له بها حسنة وإنه يوم القيامة بتحتاجين هالحسنات البسيطة , و لو ما عندك الإراااااادة إنك تخرجين نفسك من هالدوامة الكئيبة وتنسين الماضي وتطالعين للمستقبل محد ممكن يساعدك أبدا ولو بعد مليييييون سنة
    كان انتحاب مشاعل يخف لصياح خفيف لبكى مخنوق لشهقات تخترق صمت المكان , أزهار حست بدموعها اللي بللت عبايتها تخترق بلوزتها وتوصل لبشرتها , كانت تهتز مشاعل بين ذراعينها رغم احتضانها القوي من قوة شهقاتها
    ابتسمت أزهار لهاله اللي طلت عليهم بعيون منفخة من الصياح , أشرت لها على راسها يعني شكرا وراحت , صدح صوت أذان المغرب وتسرب لأنفاسهم مثير راحة عجيبة , بعدت مشاعل راسها ومسحت عيونها بظاهر كفوفها بطريقة طفولية وهي تقول بصوت مخنوق من البكا: أكيد شكلي يخرع
    ضحكت أزهار من قلبها وهي تشوف الدنيا حايسة أكثر من أول وقالت : صارت عيونك زي الباندا
    مسحت عيونها وهي تقول : احترمي نفسك يادب
    مسكت أزهار طرف كم عبايتها ومسحت تحت عيونها وهي تقول بمرح : اش أسوي شكلك كذا
    ضحكت وقالت وهي تقوم وتقوم أزهار : ما عليك أروح اغسله في الحمام , قومي فصخي عبايتك
    قالت وهي تفصخها : زين اللي قلتي هالكلمة , مت حررررررر
    علقت مشاعل عبايتها وقالت وهي تلتفت للمجلس : غريبة محد جا
    ابتسمت أزهار ولحقتها لمغسلة اللي خارج الحمام , غسلت مشاعل وجهها ونشفته وهي تقول : تتوضي عشان الصلاة
    فتحت الصنبور وعبت كفوفها المضمومة موية وقالت : مشاعل
    التفتت مشاعل وهي تقول : يا هلا
    طشتها على وجهها , شهقت مشاعل وقالت : ياااااااااا دبببببببببببببببب .
    ضحكت أزهار ولمن عبت مشاعل يدينها موية صرخت وهي تحط يدينها قدام وجهها : لا توبة , توبة , شعري مسشور
    وصرخت لمن حست بالموية الباردة تضرب جانب وجهها وشعرها , ضحكت مشاعل وقالت : تستاهلييييييييييييييين
    : أوريييييييييك .
    دخلت عليهم هاله وقالت بصدمة وهي تشوف الموية مغرقة الأرض : اش قاعدين تسوون , بزرااااان
    سكتوا الثنتين بحرج لمن بدأت تعطيهم هاله محاضرة عن أهمية الموية وعواقب الإسراف .
    قالت مشاعل وهي تطبق شرشف الصلاة : كله منك
    شهقت أزهار وقالت باستنكار وهي تقوم : أنااااااا , انتي لو ما رديتي الموية ما كان بدأنا المعركة
    : اسكتي بس وتعالي اشربي القهوة
    قالت : أصلي السنة وأجي
    وصلت السنة وجلست معاها ومع هاله وأحلام , قالت مشاعل وهي تاكل من كيكة الشوكلاته : أزهار , صدقيني أحلام وهاله فرحانين بالكيكة أكثر منك
    صرخوا باستنكار وقالت أزهار : خليهم براحتهم
    قامت هاله بعد فترة وقالت : أروح اسوي الشاهي , أحلامو قومي ساعديني
    قالت أحلام بصوت مكتوم من كبر الكيكة اللي حشرتها في فمها : الشاهي ما يحتاج اثنين , ذبيحة هو
    سحبتها من ياقتها وهي تقول : تحركي يالسعلية
    سحبت أحلام صحن الكيك وخرجت من المجلس
    التفتت مشاعل وطااااااالعت في أزهار المبتسمة بصمت وأخيرا قالت : تبغين تعرفين التفاصيل
    هزت أزهار أكتافها وقالت : زي ما تحبين , إذا تبغين تتكلمين تكلمي , كلي آذااااااااان صاغية
    زفرت مشاعل وقالت باختصار : تزوجنا ومن أول ليلة كرهته وكرهني , وبعد تعب نفسي طلع إنه سحر انعقد لنا , هو طلع السحر وأنا لا فطلبت الطلاق لأني ما استحملت إني أتضايق من شوفة الشخص اللي أحبه , مرت الأيام , وخطب بعد ما وصلتني ورقة الطلاق وتزوج من 45 يوم بالضبط
    قالت أزهار وهي تحس بسعادة عارمة إنها جات اليوم لها وسمعت هذا كله منها : هذا الإختصار , ممكن التفاصيل
    سكتت طويييييييييل بعدين قالت بابتسامة حلوة : كنت خايفة من عدم ردك للجوال يوم الحنا ومارضيت أتحنى , اتصلت عليه هاله و .
    .
    كانت تستمع لها بصمت واصغاء وهي تخفي ألم قلبها على حالها وتواسيها بكلمات عارفة إنها ما بتقنعها إذا هي ما حاولت تستمع لها وفي نفس الوقت تفكر بتصرف ناصر الغريب اللي كان يموووووووووت على الأرض اللي تمشي عليها مشاعل
    وما حسوا بالوقت إلا لمن رن جوال أزهار , طالعت في الاسم (( عمر قلبي )) ابتسمت وقالت : عمر عند باب العمارة
    قالت مشاعل باحباط : لااااااااااااااا , ما جلسنا نسولف , طول الوقت غميتك بحكايتي
    ابتسمت أزهار وقالت وهي تقوم : لا والله , اقلبي وجهك , يعني أنا غميتك لمن جيتيني أنصاص الليالي وحكيتك اش صار لي
    هزت راسها وقالت باستنكار : لااااااااا
    : أجل لا تقولين إنك غميتيني
    لبست عبايتها وغطت وجهها بسرعة لأنها تكره لحظات الوداع وقالت : انتبهي لنفـــ
    واختنقت كلماتها لمن ضمتها مشاعل وهي تهمس : شكرا
    ابتسمت أزهار وسلمت عليها وخرجت وهي تلوح لها مودعة

    ********************

    يوم الاثنين 9 / 5 / 1427 هـ
    في فيلا أبو جاسم بعد صلاة العشاء :

    : بندري افهميني
    لفت البندري وجهها وقالت وهي تداري دموعها : فاهمتك
    زفرت أزهار وقالت وهي تجلس على سريرها مقابلة لها : لا مانتي فاهمتني , على بالك إني أنانية , أحلف لك لو ما اضطرتني معاملة أخوك لهالشي كان ماجبتلك سيرة هالموضوع , أنا عمري ناقشتك فيه من صار اللي صار
    مسحت البندري دموعها وهي تقول : لا
    مسدت أزهار شعرها بحنان وقالت : يعني مصدقتني
    قالت البندري بغيض وهي تعصر مخدتها في حضنها : و جاسم الزفت ليه مانسي الموضوع إلى الآن رغم كل اللي صار
    هزت أزهار أكتافها وقالت : ما أدري عنه , يمكن لأن الموضوع صعب
    : بالله يعاملك بوقاحة
    تنهدت أزهار وقالت : وبرود وسخرية كمان , بس لا تقولين لأحد , هذي أسرار
    : الله يعينك عليه
    : آآآآآمين يارب
    طلت العنود براسها من ورى الباب وقالت : خلاااااااص انتي واياها تراني خللت في الصالة
    ضحكوا وقالت أزهار بتريقة وهي تحسحس يد العنود اللي نطت على السرير جنبهم : لسه قاسية , روحي تخللي كمان شوية
    ضربت يدها وهي تقول : مالت عليك , اسكتي لا أطلع الهرج اللي قلتوه من عيونكم , احمدوا ربكم اللي خرجت من البداية
    قالت البندري بعفوية : عنود تصدقين على كثر عيوبك أحب فيك تفهمك للأمور
    طالعت فيها وقالت بتريقة : لا والله ما أدري تمدحين انتي ولا تسبين
    قالت أزهار : سبة , مدحة , اعتبريها زي ما تبغين
    نادتهم هدى من الصالة عشان يشربون الشاهي فخرجوا لها , كانت أزهار مستمتعة بيومها لأقصى حد , الأيام اللي فاتت قضتها في الزيارات , زارت صحبات أمها وأعطتهم كروت فرحها اللي تحدد بعد شهر وسيرت على الجيران و أهل أصحاب عمار اللي كان بينهم زيارات من أول , أكثر فرحتها إنها زارت مشاعل مرتين هالأسبوع مرة ذاك اليوم اللي دريت فيه بحقيقة طلاقها ومرة عشان الكرت , سألت الهنوف وهي تطالع في أزهار اللي قاعدة مربعة فوق الكنبه وهي مروقة تشرب الشاهي : أزهار لو جاسم موجود كان جيتي
    قالت أزهار اللي انشرقت من سمعت اسمه بحرج : ها . لا
    قالت هدى وهي تدق ظهرها : بسم الله , شرقتي البنت
    قالت البندري بتريقة : يعني يعني عشان تحدد جوازهم ما تبغى تقابله
    قالت العنود توافقها : ترجيتها للعفو عشان تجي , وماجات إلا بعد ما عرفت إنه معزوم على جواز
    وكملت بمزح : وعاد أبوية دحين ما خلى جواز ما حضره وحط قويده عشان الناس
    قاطعتها أمها بعصبية وهي تلوح بيدها : أبوك سيد عيني طول عمره كريم , مو عشان جواز أخوك قرب قام يقود على الناس
    ضحكوا على حماس هدى اللي تحول لخجل أول ما قالت أزهار بدلع وهي تلعب في كمها : ياحركتاااااااات يا أم جاسم , سيد عينك مرة وحدة , ما أقدر أنا على الحب والرومانسية , محلاتها ما ترضى على أبو عيالها الكلمة
    قالت تضيع الموضوع : ليش ما ناديتم البنات عشان يجوون يتعشون معاكم
    قالت العنود : والله ريمو و سفانة كان ودهم يجوون بس أنا قلتلهم جلستنا عائلية
    شهق الكل وقالت أمها : يا قليلة الأدب , رديتيهم
    هزت العنود أكتافها وقالت : لا , قلتلهم أزهار ما تتذكرهم ويمكن تتوتر لمن تشوفهم وبعدين هي عروس ومفروض ما يشوفونها قبل يوم الزواج وهم تفهموا الموضوع .
    قالت أزهار : الله يقطع شرك , فشلتيني حيحسبون إني أنا اللي ما أبغى أحد , دحين يقولون علي قوية و ممشية كلامها على الكل
    ضحكت وقالت بلااااااامباااااالاة فضيعة : اش عليك من الناس
    وقامت تغني وهي تهز راسها وتحرك يدينها : اش عليه أنا من الناس واش على الناس مني , شويب من أرض مكنااااس وسط السواق يغنييييييي , اش عليه أنا من النااااااااااا.
    زفرت وقالت تقاطعها : ذكريني من هم
    قالت البندري بحماس : ريم أخت عبد الرحمن أكبر مني بسنة و سفـ.
    ضربتها العنود بأطراف أصابيعها على ذراعها وقالت : اللقافة قرافة , البنت كانت تتكلم معاي انتي خاشه علينا عرض زي التريلات في الخط السريع
    ضحك الكل وهدى تعاتب العنود وهي تضم البندري اللي جلست تحك ذراعها من قوة الضربه , قالت العنود : زي ما قالت ملقوفة القوم , ريم أخت خطيبها المنحوس , و سفانة أخت حسان المزيون .
    قالت هدى : يا سلام , ليش التفرقة واحد منحوس وواحد مزيون كلهم واحد
    شهقت العنود شهقة استنكار قوية , قالت أزهار بتريقة : بس شفطتي أوكسجين البيت
    قالت العنود وهي توقف من الحماس : مع احترامي للبندري , فرررررررررق بين الجميل والوحش فرق بين السماء والأرض , اش جااااااااااااااب الشيخ حسااااااااااااااان لعبودو ما في وجه مقارنة
    : عنوووووووود .
    : عنوووووووووود
    : بـــنــــت .
    اختلطت صرخات الإستنكار منهم وأمها تقول : لمي لسانك يا وصخة
    قالت بعناد وهي مطنشة قرصات أزهار : والله , كلمة الحق محد يزعل منها
    بدأت مناوشات ومناقشات حادة بين العنود والبندري انقطعت لمن دق الجرس و جات الشغالة تخبرهم إن المطعم جاب الطلب , اعتذرت هدى اللي ما تحب أكل المطاعم وراحت لغرفتها ترتاح من الصداع اللي جاها من أصواتهم العالية أثناء النقاش ونزلوا البنات للمطبخ , وهم جالسين على طاولة الطعام بصمت قالت أزهار : حكيت مشاعل عن المطبخ وطاولة الطعام , بغت تتقطع من الحماس , عاد هي متعقدة من مطبخهم الصغير
    تحرك الجو و بدأوا يسألونها عن مشاعل وحالها و متى ممكن يقابلونها , وخبرتهم إنها إن شاء الله بتجي الفرح ويعرفونها , نطت الهنوف وقالت بحماس : أزهار قوليلها تجيب دفتر أشعارها , أبغى أقرأ الشعر اللي كتبته رد على البنت اللي سبتها علنا في الثانوية
    ابتسمت أزهار وقالت : ذكريات , كنا مسوين أحزاب في الثانوية وطبعا شعولتي هي اللي دايما تفوز , لكن أبلة نورة أبلة العربي اللي دايما تشجعها هزأتها عشان ما تستخدم شعرها مرة ثانية في السب , وإن كنتي تنتظرين منها تجيب الدفتر مستحيل , ما توريه أحد
    قالت وهي تزفر : خسارة عجبتني قصيدتها في رثاء أبوها , تمنيت أقرى باقي أشعارها
    قالت العنود اللي بدأت الغيرة تدب في قلبها : أنا أكره الشعر اللي باللغة العامية , أحسه مو شعر
    ابتسمت أزهار وقالت : أوافقك , بعضه أكرهه وأحسه تشويه للقصيد وبعضه صراحه يلامس القلب , صح أنا ما أفهم في القصيد لكني أستذوقه أحيانا بالذات شعر مشاعل أحسه بسيط وسلس , أول أمس يوم رحت لها لقيتها كاتبه شوية أبيات
    قالت الهنوف اللي تموت على الشعر بأنواعه : حافظتها
    خرجت جوالها من جيب تنورتها وقالت : يا حسرة , على كثر ما أقرأ أشعارها ماني حافظة ولا بيت , ما عندي قدرة على الحفظ لكن مستعدة أشرحه لك شرح وافي بالفهم
    ضحكوا عليها و الهنوف تقول باحباط : ما صارت قصيدة إذا شرحتيها
    مسحت أزهار الكاتشب من يدها وقالت وهي تضغط أزرار الجوال : اصبري , أظني كتبته في المسودات , آآآآآهاااااااا أهوه عنوانها (( زمن قاسي ))
    وناولته للهنوف اللي قرتها بصمت بعدين طلبت منهم يسمعونها وألقتها بصوتها الهادي المبحوح :

    أنا إنسانه مجرده من كل الأمان
    حياتي كلها خوف وألم وأحزان
    قصتي قصة يتيم فاقد كل الحنان
    يخاف ينظر لمن هم بين الأحضان
    إن جا ليلي خفت أنام من الأحلام
    وإن جا نهاري خفت أتذكر الأحزان
    أنا إنسانه مجردة من كل الأمان
    حياتي كلها خوف وألم وأحزان

    قالت العنود بضيق أول ما خلصت الهنوف إلقاء : اش هالسوداوية في الكتابات ما أحب الأحزان
    أخذت أزهار الجوال من يد الهنوف اللي قالت باعتراض : بالعكس واصفة حالتها بشكل مؤثر
    اخترق صوت جاسم المطبخ وهو يقول بسخرية : لا تقولون لي طلعت شاعرة كمان
    التفت الكل له و العنود اللي مقهورة من طريقته في الكلام تقول : صحبتها مو هي , بعدين الناس تسلم أول ما تدخل, داخل على يهود انته, وتعال يا أفندي من وين جاي إنت ما رحت الزواج
    حست أزهار بالأرض تتزلزل تحتها وهي تطالع في يد جاسم المطوق معصمها بإسورة مطاطية قابضة على عود , قال: رحت الزواج ورجعت ليه هو حلا عشان نقعد لبعد11
    البندري اللي كانت عارفة إنه قريب حيعرف البلوة اللي سوتها التزمت الصمت وما دخلت في المناقشة وهي تدعي ربها يجيب العواقب سليمة وما تنضرب زي أزهار المسكينة , سألته الهنوف بعفوية : وعلى وين متوكل
    طالع في أزهار وقال بسخرية : زوجتي ما سألت تسألين انتي
    وقطب حواجبه في نفس الوقت اللي التفت الكل عليها , انصعقوا زيه من منظرها , كان وجهها مصفر ومخطوف , شهقوا البنات ونطت العنود اللي جالسة قبالها من الكرسي وسألت وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار اش فيه
    أزهار اللي كان قلبها يضرب بخوف وألم حاولت قدر الإمكان تتمالك صدمتها لكنها ما قدرت , بعدت يد العنود بحدة وقامت وهي تقول بصوت جامد : أبغى عبايتي , عمر دقايق ويوصل
    وخرجت من المطبخ , اعترض جاسم طريقها وهو ساد عليها الباب بيده الحرة كان متوتر بداخله من شحوب وجهها لكنه قال ببرود : خير ست أزهار
    رفعت راسها ورمته بنظرة حادة وهي تهمس بعصبية : بعد عن طريقي
    كتموا أنفاسهم لمن سمعوا صوتها الحاد وطالعوا بصمت لأخوهم اللي رفع واحد من حواجبه وقال بسخرية : عجيييييييييب , طلع لك لسان
    طاااالعت فيه وهي تصرخ بداخلها بحرقة ~ عوووووووود , زوجي يدق عووووووود يا رب ارحمني , يا رب صبرني , جاسم وخر عني ترى أعصابي ما تستحمل تريقتك ودي أهد جدار دحين ~ , قال بصوت بارد قشعر جسمها من دون ما يرمش عينه : نززلي عينك
    أخواته وقفوا وهم يحسون أعصابهم مشدودة وكل يدعي إنه ما تصير مشكلة , أزهار واقفة قدام جاسم وعيونها تطالع ببرود في وجهه اللي كان واضح فيه إنه أعصابه شوية وتنفلت , لمن ما نزلت عينها قال بعصبية وهو يرص خشب الباب بكل قوته : أقولك رخخخخخخي نظرك
    خفضت بصرها عنه و دفت يده بحدة وطلعت الدور الثاني , البنات ثبتوا نظرهم على الطاولة على طول لمن التفت لهم جاسم , وبعد ثانية صمت قال : هذي اللي بليتوني فيها , رضينا بالهم والهم ما رضي فينا , لكن أنا أعرف كيف أربيها , كلها شهر وأكسر لها راسها بنت الكللللب
    وخرج وطبق الباب الخارجي وراه بقوووة
    أزهار كانت منهارة في الحمام الملحق بغرفتها السابقة , حاولت قدر الإمكان تكتم صوت صياحها وهي تصرخ بداخلها ~ عوووود , عووووود مرة وحدة , يا ربي هذا اللي شفته وعرفته , اش المستخبي آآآآآآآآآه يا قلبي , آآآآآآآآآآآخ يا حرقتك يا أزهار, استغفرك يا رب وأتوب إليك , يا رب ما أصابني من خير فمنك وما أصابني من شر فمن نفسي والشيطان , يا رب لا تأخذني بذنوبي يا رب , يا رب إن لم يكن بك علي سخط فلا أبالي يا رب ولكن رحمتك أوسع لي ~ وجلست تدعي بداخلها وهي تصيح إنه يغفر لها ربي إذا كان يعذبها بسبب ذنوبها اللي اقترفتها , مسحت وجهها وهي تسمع دق العنود على الباب وهي تقول بخوف : أزهار , تعبانة أزهار ردي علي
    غسلت وجهها وقالت بعد ما تنحنحت عشان ما تنتبه لخنقة صوتها من البكى : دقيقة وأخرج
    لفت العنود على أخواتها وقالت بهمس : صوتها ما يطمن
    قالت الهنوف بحيرة : بسم الله اش صار فجأة
    التزمت البندري الصمت وهمست العنود بعصبية : يعني ما عرفتي أخوك الفالح واقف يستعرض عوده قدام أزهار , وربي لو شفتي منظرها أول ما شافت العود إني حسيت قلبي تفتت , أموت وأعرف ليش محد ملاحظ إنه أزهار النجاتيف لجاسم , البنت ملتزمة وحافظة عشر أجزاء من القرآن وعاشت في عائلة ملتزمة ما عندهم حتى تلفزيون السعودية , أخوها الكبير اللي رباها إمام مسجد و أخوانها الثانين حفظة قرآن وزوجها ما شاء الله يدق على العود و حافظ كل الأغاني العربية والأجنبية
    انفتح باب الحمام وطلت من وراه أزهار اللي ابتسمت أول ما شافتهم متسطرين قدام الباب وقالت بمرح مصطنع : كلكم حشرانين تبغون الحمام , من قل الحمامات في البيت يعني
    الغسيل ما أخفى أثار الصياح الواضحه في خشمها المنتفخ المحمر لكنهم حطوا نفسهم ما لاحظوا شي وغيروا الموضوع تماما , هي كانت عارفة إنهم يمثلون عليها إنهم ما شافوا شي وكانت شاكرة لهم بداخلها لفتتهم الحانية هذه .

    **********************

    يتبع





    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    يوم الأربعاء 11 / 5 / 1428 هـ :
    في شقة عمر وأزهار :

    ابتسمت أزهار وهي تمسح ثوب أحمد من عند الأكتاف وقالت : ياهو , بسم الله ما شاء الله , اللي يشوفك يقول العريس
    ضحك أحمد وقال لعمر اللي واقف جنبه : متأكد ما فيكم عرق مصارية
    قال عمر : والله تقصيت زمان من الوالدة الله يرحمها و قالتلي لا مع إني من أشوف أزهار أشك
    بعدت خصل قصتها عن وجهها وقالت بدلع : و كيف شكل أخت العريس تعبت وأنا أسشوره , كاشخة مو
    قال عمر وهو يناولها عبايتها : مو , بس إلبسي أخرتينا على الناس
    لبست عبايتها وصرت بحماس كإنها تأكد لنفسها : سليييييييييييييييييييييمة , الحمد لله النتايج طلعت سليمة , يا فرحة قلبيييييييييييييي
    ضحك أحمد وعمر على حركتها , قال عمر : أخلصي يلا أخرتينا , من طلعت النتيجة وانتي كل شوية تصارخين سليمة سليمة
    قالت بتريقة : قبل كم يوم أقله نخطب يقول لا ودحيييييييين جناحات طلعتله وده يطير على بيت بعض ناااااااااس
    وسألته فجأة : متأكد ما تبغى تشوفها
    ابتسم وقال : أزهار النظرة الشرعية قبل الخطبة والموافقة مو بعدها , وأنا ما دام ماشفتها قبل ما بشوفها وحنا رايحين نخطب رسمي
    : يا سلاااااااااااااااام , ليش ما قلتلي هالكلام كان خليتك تشوفها قبل
    ضحك أحمد على مناقرتهم و افتقد هذي النظرات اللي بينهم في عياله , صح يجلسون مع بعض لكن في النادر ويتضاربون دائما , ما قيد شاف هالنظرات المحبة من الأعماق في عيونهم , كانت أزهار تطالع فيه كإنه ولدها , حب وفخر وسعادة تطفح في وجهها وهو يطالعها بحب وحنان وعطف , قال : الله يخليكم لبعض يا رب
    قالوا في وقت واحد : آآآآآآآمين
    وضحكوا على التوافق العجيب , قالت وهي تشيل صحن الشوكولاته وكيس الهدايا اللي اشترتها هي وعمر أمس : يلا يا أبو العريس إنت والعريس ترانا تأخرنا بما يكفي
    سكتوا عنها رغم إنها هي اللي مأخرتهم وراحوا لشقة أبو صلاح اللي استقبلهم بحفاوة , جلست أزهار بأدب في مجلس الحريم بعد ما قدمت الهدايا لأم صلاح , ضحكت أم صلاح وقالت : أزهار اش فيك هادية
    حمحمت وقالت بهمس مؤدب : بأدي دوري بشكل كامل , أنا أم العريس
    ضحكت أم صلاح وقالت بحنية : الله يخليكم لبعض , إلا أقول يا أم العريس خلصتي أشياء جوازك
    تغيرت ملامح أزهار وقالت بطفش وهي تفك حلاوة من اللي قدمتها لها أم صلاح مع القهوة : يووووووو ياعمه , تكفين فكي هالسيرة
    ضحكت وقالت : دحين صرتي أزهار , والله يا بنتي كان ودي تساعدك منى بس تعرفين
    قالت أزهار بفرحة عميقة : عارفة , صارت خطيبته وما تقدر تروح وتجي زي أول , الله يسعدهم ويوفقهم
    دخلت منى المجلس وهي تقدم رجل وتأخر رجل , ابتسمت أزهار وقالت بفرح : مرة أخووووووي
    ضحكت أم صلاح لمن ذابت منى وتلون وجهها , ضمتها أزهار وقالت : حبيبتي مرة أخوي والله
    دقتها يعني اسكتي , لفت أزهار وراها وطالعت يمين ويسار وقالت : ما في أحد غيرنا لاااااا تقولين مستحية مني , صح أم العريس بس إحنا صحبات
    وجلست تعذب في منى بالكلام , كانت تعرف إنها إنسانة خجولة وهادية , تذكرها بالهنوف في طباعها لكن الفرق إنه منى أحلى بيضا وجهها دائري فيه نغزتين حلوة وشعرها نااااااااعم أنحف من أزهار وأقصر
    بعد فترة استأذنت أزهار وراحت للشقة وما أخذت خمس دقايق إلا جوا الرجال , ضحكوا على منظرها المتحمس وقال أحمد رأفة بها : خلاص كل شي تم , حتى المهر والجواز اتفقنا عليه
    صرخت بفرح وسلمت على أخوها تبارك له وعلى أحمد تشكره على معروفه , قال أحمد : والله أنا المفروض اللي أشكركم على إنكم إعتبرتوني زي أبوكم
    حلف عليه هي وعمر إلا يجلس ويتعشى , ورغم بساطة العشا اللي سوته أزهار وجلستهم الشعبية على الأرض حس أحمد إنه أطعم عشى أكله في حياته , من زمااااان ما حس بهالتآلف والحنية .

    ***********************

    صباح يوم الأحد 15 / 5 / 1427 هـ

    : يدق عوووووووود , فاهمة يعني إيه عود
    زفرت مشاعل وقالت وهي تقلب السماعة على الإذن الثانية : طيب اش بتسوين تطلقين منه
    أزهار اللي كان قلبها معصور من ذاك اليوم قالت بقهر : ما قصدت كذا , قصدي إني كل مالي أكتشف شي يأكد لي إنه من عالم وأنا من عالم
    : بعد الزواج بتصيرون عالم ثالث فلا تيئسين
    ضحكت أزهار من قلبها على تعبير مشاعل وقالت : حلوة عالم ثالث , خلينا من هالسالفة , المهم أنا رايحة بروفة للفستان بعد العصر , تجين معايا
    تنهدت مشاعل وقالت : يااااااااااليت , تكفين لا تحسفيني تعرفين إني ما أقدر
    قالت أزهار : أعطيني أمك بأكلمها
    : لا تحاولين , والله ما ترضى , أخواني بيجيبون لها البلى, هي ضعيفة ما تقدر عليهم
    : هاتيها انتي بس , أنا أعرف أتصرف معاها
    : أمييييييي أزهار تبغاك
    جلست أزهار تترجى أم عبد الله واستعطفتها بحالتها وإنه ما عندها أحد إلين وافقت إنهم يتقابلون في المشغل





    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    ***********************

    نزل عمر راسه أول ما لمح خيال عباية خارج من بوابة فيلا أبو جاسم , ضحكت أزهار وهي تشوف العنود تمشي بصعوبة بسبب العباية على الراس , دخلت السيارة وهي تسلم , رد عمر السلام وهو يحرك السيارة , التفتت أزهار للعنود وسألتها : وين الهنوف والبندري
    همست العنود : أمي حلفت عليهم ما يروحون أولا عشان الجوهرة جاية , وثانيا عشان يكون فستانك مفاجأة
    ~ الجوهرة جاية , يا ربي استر من يومي ماني داخلتلها من زور , دحين ما أدري اش بتسوي ~ نفضت أفكارها المتشائمة و قالت : يا حليلها ماما , و انتي ليش سوت لك إستثناء
    همست وهي نافخة صدرها : العنود محد يحلف عليها , اللي في راسي أسويه
    ضحكت أزهار وقالت : الله يعيننا عليك , على فكرة ترى شعولة بتقابلني في المشغل , متحمممممسة تبغى تشوفكم
    سكتت العنود وما علقت , إلين وصلوا للمشغل , أول ما خرجوا من السيارة دعست العنود على عبايتها اللي طاحت على أكتافها وطاحت من طولها على السكة , شهقت أزهار بصدمة وقالت العنود بعصبية وهي تحاول تقوم بسرعة : الله يقطع شرك وشر العباية اللي لبستها
    كتمت أزهار ضحكها وهي تمد يدها عشان تساعدها , دفت العنود يدها وقامت وعدلت عبايتها ودخلت للمشغل من دون ما تصك باب السيارة , لمحت أزهار عمر مغطي فمه بيده وأكتافه تتهزهز من ضحكه المكتوم , لمن صكت الباب وسمعت قهقهته اللي ما قدر يكتمها أكثر , أول ما دخلت المشغل وشافت العنود تستناها وهي حاطة يدينها على خصرها انفجرت بالضحك وهي حاطة يدها على بطنها
    صرخت العنود : تراب فوجهك لا تضحكين لا أدعي عليك تطحين في زفتك
    استندت أزهار على جدر الممر عشان ما تطيح وهي تحاول توقف ضحك , ضربتها العنود وهي تقول : بس انتي ووجهك والله تفشلت قدام أخوك
    مسحت أزهار دموعها وقالت : والله حبيبي كان صاك فمه عشان ما تسمعين ضحكه , أول مرة يشوف عمود كهرب يطيح
    ضربت خدودها وهي تقول : يا فشلتييييييييييييييي , أول مرة أركب معاه وأطيح قدامه كله من العباية
    قالت أزهار : بس صراحة شكلك بعباية الراس رزة , أحي فيك تغيرك الرائع هذا
    : أي رزة وأنا طحت من طولي , قلتلك عباية الكتف أسهل , هذي تعبت وأنا أحاول ألملم فيها وأخليها ثابته على راسي
    فكت أزهار باب المشغل الداخلي وهي تقول : صح أسهل بس أحلى و أرتب وملفته للنظر أكثر , اقنعيني أحد بيطالع فيك و انتي بعباية الراس دحين وصدقيني كلها شوية وتتعودين عليها وما تحسينها متعبة
    قالت العنود وهي ترتب شعرها بعد ما فكت طرحتها : ما شاء الله انتي تمشين فيها ما كإنك لابسة شي , وعمري ما شفتها طاحت من راسك إلا في النادر , عشان كذا حسبتها سهلة
    : أنا من لبست العباية وهي على الراس لدرجة إني لا يمكن ألبس الكتف أحس نفسي عريانه بها
    وأول ما دخلت لقيت مشاعل جالسه على واحد من كراسي الإستقبال , صرخت بحماس وهي تفرد يدينها : مشاااااااااااعل
    حضنتها مشاعل وهي تقول : وينك تأخرتي
    قالت بضحكه : كان عندنا حالات طارئة
    قرصتها العنود في ظهرها بقهر , لفت أزهار وقالت بفرح : مشاعل هذي عنودي , العنود هذي شعولتي
    حطمت مشاعل كل صورة رسمتها لها العنود , كانت أحلى مما تصورتها وشكلها رزين وهادئ , لكنها صافحتها بصمت , ابتسمت مشاعل وقالت : صراحة , ما تخيلتك كذا
    صوتها فيه نغمة حزينه , ابتسمت العنود وقالت بتكبر وهي رافعه واحد من حواجبها بمزح : ليه كيف تخيلتيني أقل جمالا
    ضحكت أزهار وقالت : يا ربي على التكبر
    قالت مشاعل بصدق : هو صح طلعتي أحلى من الصورة اللي رسمتها بس تخيلتك أتخن وأقصر
    فطست أزهار من كثر الضحك , قالت العنود بغيض وهي تسحب يدها من يد مشاعل مقلدة كلامها : هو صح طلعتي أحلى من الصورة اللي رسمتها بس تخيلتك أطول
    قالت أزهار بابتسامة : شعولة لا تحاولين تتغلبين على العنود كلاميا ترى لسانها ماااااااشاء الله أطول منها
    رفعت مشاعل حاجبها وقالت بتحدي : لو حطيتها في راسي بأغلبها
    حست أزهار بشي في الجو فقالت بسرعة : يلا نروح لقسم الخياطة
    وهناك لبست فستانها وطالعت في نفسها في المراية بضيق , هي كانت طالبة الموديل الفرنسي اللي ورتها إياه المصممة لأنه كان ناااااااعم و حلو ومحتشم في نفس الوقت , قماشه مكلف ومطرزه بتطريز في غاية الروعه , أكمامه طوييييله لكن فتحة الظهر كبيرة بشكل فضيع , واصلة إلى نص الظهر
    طالعت مشاعل في العنود وسألتها : كيف اختباراتك سمعت من أزهار إنك آخر سنة
    ابتسمت وقالت : لسه ما طلعوا النتايج بس إن شاء الله الاختبارات كويسة , وانتي كيف شغلك مع الأطفال
    ابتسمت مشاعل وقالت بعفوية : أحلى شي في حياتي وجودي مع الأطفال
    همست وهي تزم شفايفها : نقطة ثانية نختلف فيها
    قالت مشاعل : نعم
    هزت راسها بلا وقالت : ولا شي , هذي ليش تأخرت
    وصل لأزهار صوت العنود المرح وهي تقول : أزهارو ما صار هذا كله لبس , يا تخرجين يا أخش عليك
    فتحت الستارة وطلعت راسها بس وقالت باختصار : مخشلع
    سحبت العنود الستارة وقالت : إحنا نحكم مشخلع ومخشلع
    وشهقت لمن خرجت أزهار بتردد وهي تقول : هذا مخشلع , والله يجنن يا هبلة
    وقالت مشاعل : ما شاء الله مرة روعة وبالطرحة بيكون أحلى كمان
    قالت أزهار وهي تأشر على أكتافها : أكتافي كلها باينة والظهر الله لا يوريك
    لفتها العنود وهي تقول : أشوف
    صرخت أزهار وهي تغطي ظهرها بيدينها ووجهها محمر خجل : بنت أنا أستحي , والله ما تشوفين
    قهقهت العنود من قلبها وهي تقول : تستحين مني , أجل كيف جاسم
    ضربتها وهي تقول : مالت عليك
    قالت مشاعل : أزهار والله حلو
    وحاولت هي و العنود يثنونها عن فكرة تعديل الموديل والخياطة الفلبينية تعارض على كل إقتراح اقترحته أزهار عشان التعديل وآخر شي هزت أزهار راسها بعناد وقالت بعصبية : والله ما أخرج قدام الناس كذا , يا يتعدل الموديل يا ماله داعي الزفة , تعالي يا خديجة
    لحقتها الخياطة الفلبينية وهي تتمتم بكلمات فلبينية تدل على زعلها , قالت مشاعل وهي تجلس على الكرسي : راسها يابس كل العرايس دحين فساتينهم عريانة , حبال يحطون بعدين هي ما بتخرج عند رجال كلهم حريم
    قالت العنود وهي تزفر : والله الزواجات اللي حضرتها بلا حبال , شوي ويطيح الفستان منها وتظهر المواهب , خلي عاد فتحة بسيطة في الظهر
    قالت أزهار من ورى الستارة : تراني سامعة حشك انتي واياها .
    وخرجت بعد ما لبست ملابسها وقالت : الحياء شعبة من الإيمان , مو عشاني عروسة أنزع حيائي وأخرج أستعرض جسمي
    قالت مشاعل : هو مو حرام , أنا فستاني صح مو عريان مره لكنه كان بلا أكمام
    قالت أزهار : أنا ما قلت حرااااام لا تقوليني شي ما قلته لكن .
    ورصت على مكان المعضد وكملت : ما تجاوز العضد لا يجوز , يعني عادي لو كان الفستان بفتحات متوسطة معقولة وبكم قصير لكن زي ما قلت الحياء شعبة من الإيمان أنا قلتلها تحط قماش بحركة من الأكتاف ونازل على فتحة الظهر ما دامها ما تقدر تعدل الفتحة وإن شاء الله يطلع حلو
    سكتوا الثنتين لأنهم يعرفون إنه أزهار لا يمكن تغير شي قررته , ابتسمت أزهار لهم وقالت : اش رايكم نطلب قهوة و دونات على بال ما يجي عمر وبندر
    وافقوها وراحوا للكفتريا الصغيرة الملحقة بالمشغل وجلسوا هناك يتكلمون في مواضيع مختلفة أكثرها كانت عن زواج أزهار وترتيباته , ما مرت ربع ساعة إلا وجا بندر , ودعتها أزهار وهي تشكرها على جيتها , وبعد ما راحت لفت على العنود وحطت يدينها على خصرها وقالت : ست عنيدي , اش عندك مع مشاعل كل وحدة ودها تذبح الثانية
    قالت العنود وهي ترفع يدينها كإنها بلا حول ولا قوة : سوري حبيبي الأرواح جنود مجندة ما تآلف من ائتلف و ما تخالف منها اختلف , هي عكسي , الأوبيزيت , هي إنسانة هادئة ومتشائمة وسوداوية وأنا إنسانة مجنونة متفائلة وأحب الحياة
    وكملت بطريقة ساخرة : لا وكمان تحب الأطفال اللي لا يمكن أعرف أتعامل معاهم وتعتبر وجودها وسط مجموعة من ******** المتخلفيين البكايين أحلى شي في حياتها
    قالت أزهار بإحباط : أنا عارفة الفرق بينكم لكن أنا أحبها
    قالت العنود : وأنا اش لي دخل حبيها زي ما تبغين
    زفرت وهمست : تمنيت إنك تحبينها زيي
    قالت بلهجة اللي يقول شي مصيري وهي تحط يدها على كتف أزهار : ابتهجي يا قلبي , ولا يهمك أوعدك إني ما أكرهها لكن لا تنتظرين مني إني أحبها
    رمتها أزهار بنظرة وهي تقول بتريقة : لا والله فيك الخير ما قصرتي
    ضحكت العنود وهي تقول : والله مو لايق عليك التريقة , ما يركب معاك أبد
    ضحكت أزهار و ما عادت الموضوع لأنها عارفة إن القلب هو الشي الوحيد اللي ما يقدر الإنسان يغيره على كيفه ويتحكم فيه على مزاجه

    ******************

    بعد العشا في فيلا أبو جاسم :

    : لا تعليق , إحلموا أقول شي عن الفستان
    طالعت فيها الجوهرة باستخفاف وقالت : يعني اش بيكون شي خيالي فستان والسلام , بعدين على حسب قولك ما راحت لمصممة اختارت موديل وفصلته بتراب الفلوس وهي عندها 60 ألف , كم قلتي سعره
    قالت العنود : 2800 ريال , صراحة أنا كنت أقول كذا , وحاولت فيها تروح لمصممة بس هي قالت ماله داعي صرف 3000 فما فوق على فستان لليلة وحده , وتخيلته عادي , بس بعـــد ما شفته , أفففففففففففففف , أففففف على حلاته يخبببببببببببببببببل .
    صرخت الهنوف فجأة : عنوووووووووووووود حرام عليك
    طالعت هدى وأخواتها فيها بصدمة وقالت العنود وهي مفنجلة عيونها : بسم الله , لا تصدموني وتقولون هذا الصوت طلع من هنوف
    حمممممر وجه الهنوف المعروفة بصمتها وصوتها اللي أخفت من الخافت وقالت البندري بتريقة : لااااااااا صار شي لأختي , بدلوها الجن بوحده ثانية
    ضربتها أمها وهي تقول : بسم الله على بنتي هي بس متحمسة شوية
    ضحكت الجوهرة وقالت : سبحان اللي يغير ولا يتغير , لا يكون حسان سبب التغير
    قالت العنود بصوت عميق : لااااااااا ما حزرتم السبب , اليوم 15 في الشهر , بنتنا مذؤبة , قسما بالله بغيت أشوف معدتها وهي تصارخ و نابينها لاحظت إنها طولت شوية , تصدقون خفت تهجم على رقبتي
    وحطت يدها على فمها وهي تقول بطريقة مسرحية حزينة : يا حبيبي يا ولد عمتي متزوج مصاصة دماء
    نزلت الهنوف راسها من دون ما تنطق بحرف , وأمها وأخواتها يضحكون على وصف العنود وتحليلها واللي مشت كلمتها وما تكلمت بحرف عن فستان أزهار رغم حماس الهنوف الغريب
    سمعوا صوت خطوات على الدرج وبعدها طل عليهم جاسم اللي في يده الجوال , قال لأمه : أمي هذي أم عدنان بتعتذر لك لأنها ما تقدر تجي الجواز
    مدت هدى يدها وهي تقول : هات , ماني عاذرتها , تجي يعني تجي
    وأخذت الجوال منه , جلس على كنبه مفرده جنب الجوهرة اللي جابها بعد المغرب هي وزوجها من المطار , سأل وهو يأشر على الهنوف : اش به وجهها أحمر
    قالت العنود بتريقة : ولا شي , طلعت مذؤبة بس
    قال وهو يقدم نفسه : لااا , لا تقولين , يبغالي أحذر حسان منها , ما درى عنك مذؤبة , صادع لي راسي ليش بأتزوج قبله وأنا ما كان في راسي زواج وهو اللي بيمووووت ويتزوج إلى الآن ما حددوا جوازه
    قامت الهنوف وراحت على غرفتها , ضحك جاسم وقال : والله إنها تحفة هذي البنت , على أقل شي تحمر وتشرد
    ورفع صوته وهو يقول : ما أقووووول إلا الله يعين حسان عليها
    ولف على البندري اللي صارت من تشوفه تسكت أو تخرج من المكان وقال بشك : وانتي اش عندك لك كم يوم ما انتي على بعضك
    طالعت فيه بخوف وقالت : ها . ولا شي مصدعة بس
    وقامت من مكانها وقالت : بروح ارتاح في الغرفة
    ~ لا يكون درت بموضوع أزهار وعبد الرحمن عشان كذا ما تبغى تشوفني , أصلا هي كانت شاكة بالموضوع من ذاك اليوم وجهها كان مخطوف لمن جيت , يكون في شي جديد صار وأنا ما أدري ~ خرجه صوت أمه من تفكيره العميق وهي تقول: لا والله أزعل يا أم خالد , ياختي عارفه إنه سمر نفاس , خلي عندها خلود ولا مرة خالد وتعالي انتي وسحر و سلافه ولا خلي البنات وتعالي لوحدك , تتغلين علينا والله مشتاقين لكم . , خلاص تفاهمي مع أبو خالد وردي لي , في أمان الله
    صكت الجوال وناولته لجاسم وهي تقول : من نقلوا الرياض صارت شوفاتنا بالحسرة
    سحب جاسم الجوال وقام وهو يقول : حتى أبويه هدد عمي عبد الكريم لو ماجا الجواز ما بيحضر جواز عدنان ولا جواز واحد من عياله
    قالت العنود : أبوية معاه حق , إحنا حضرنا جواز خلود هنا و بعدها يوم نقلوا كلنا سافرنا الرياض عشان جواز خالد
    قالت الجوهرة : الله يخليك , حتى أنا خلاني أجي من الباحة على حسابه كله عشان أحضر الفرح معاكم
    سأل أمه : سمر ما شاء الله جابت عيال
    جاوبته : خبرك عتيق , جابت بنت قد ريناد ودحين ولد سمته على اسم أبو زوجها
    : ما شاء الله , وتوأمها ما تزوجت إلا الآن
    قالت هدى بعفوية : سحر , ما تزوجت رغم إنها حلوة وطيبة , طول و.
    قالت العنود بتنبيه : أمييييييييي ما يجوز توصفينها
    ولفت على جاسم وقالت : و انت هييييي حدك , اش لك دخل فيها
    رفع حواجبه وقال : مالك دخل , أمي ليه ما تخطبينها ليه
    قالوا الثنتين في وقت واحد باستنكار : جاسم
    وقالت الجوهرة باهتمام : أنا قلتلك من زمان , خذها بنت ولا كل البنات لكنك بطران وما انت وجه نعمة
    لفت عليهم العنود بغيض ورجعت طالعت في جاسم وهي تقول بعصبية : مالت عليك , جوازك بعد 16 يوم و
    طالعت في ساعتها اللي كانت 8.30 وكملت : و 3 ساعات ونص و لسه ما دخلت على البنت وتفكر تخطب وحده ثانية , الله يصبرررررررررك يا أزهار
    قالت الجوهرة : والله جاسم مافي منه اثنين , تحمد ربها اللي اتزوجت زيه , جمال ومال ومنصب
    ضحك و قال وهو ينزل : قوليلها , اهبو حاسبة الوقت باليوم والساعة اللي يشوفك وانتي حمقانة يحسبك زوجتي
    قالت بعد ما نزل : لا تقعدين تكبرين راسه , هو لله منتفخ ما يحتاج
    وطالعت في الدرج اللي نزل منه وكملت كإنها تخاطبه: أنا بأسجد سجود شكر إنك ما انته زوجي وإني أختك
    وكملت وهي ترفع يدينها للسما : اللهم لك الحمد إنه جاسم أخوية عشان ما كان حيكون فيه إحتمال ولو بسيييييييييط إنه يصير زوجي
    قالت أمها : والله هو زين بس مزحه كثير
    زفرت العنود وهي تقول : مزحه كثييييييير , إلا عينه فارغة , رجال ما يملى عيونهم إلا التراااااب
    ضحكت أمها وقالت : يا بنت اش فيك
    وقالت الجوهرة : حالك زايد يا غير تسبين في الرجال , يجيك يوم تتزوجين واحد و ما ترضين عليه الكلمة ولو اش ما سوى فيك بتموتين في التراب اللي .
    مدت يدها وهي تقول بطريقتها المسرحية المعتادة : خلاااااااص , تكفين جوهرة لا تكملين ترى هذا الكلام يزيد وجع قلبي , لأني عارفه إننا معشر الحريم أغبيااااء قلوبنا واسعة بنحبهم و بنزعل ونرضى بسرعة
    سمعت صوت أبوها وهو يقول من تحت : السلاااااام عليكم
    رفعت يدينها وقالت : ياااااااارب يا كريم قطع رووس الرجاجيل ولا تخلي إلا راس أبويه و راس أبو اليتيم
    وطنشت الجوهرة اللي جالسة تشرح لها إنه اليتيم هو اللي يموت عنه أبوه ونطت بفرح لمن شافته طالع وقالت : بااااااابااااااااا
    وضمته وسلمته عليه وهي تقول : وحشتني
    ضحك على خبالها وقال : حلوة بابا , كنتي تتريقين على أزهار يوم تقولها

    ***********************
    يتبع





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    الفصل التاسع : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي

    من منا لا يمر بيوم عاصف
    يوم يصبح فيه على حافة الهاوية
    في مهب الريح , في قلب العاصفة
    أو تحت الرمال الخانقة
    تصارعه المشاعر
    .
    .
    ألم و ندم
    حسرة و خوف
    اكتئاب واختناق
    .
    .
    قلب بنبضات عالية
    عيون بدموع متساقطة
    شفاه مرتجفة
    يدان باردة
    .
    .
    لا تجزع
    كن مؤمنا
    كن متفائلا
    فأنا متأكدة أن
    .
    .
    نبضات قلبك العالية هذه
    ودموعك المتساقطة
    وشفاهك المرتجفة
    و يداك الباردة
    ستصبح يوما
    .
    .
    خفقات حب
    دموع فرح
    رجفة ابتسامة
    وبرودة من شدة السعادة
    .
    .
    كل يوم سيء يمر علينا
    يدفعنا قدما نحو الأمام
    لنرى ضوءا وسط الظلام
    حتى لو كان خافتا
    بعيدا كالسراب


    يوم الأربعاء 2 / 6 / 1427 هـ :
    في فيلا أبو جاسم قبل صلاة الظهر :

    دخلت الهنوف مجلس الرجال وهمست بهدوء وهي تهز كتف جاسم اللي قالت لها أمها إنه ما نام في غرفته أمس : جاسم , جاسم قوم , جسوووووووم
    وصلها صوته المخنوق يقول بهمس : أنا ماني جاسم
    قالها وهو يشد اللحاف ويغطى نفسه أكثر , ضربته على كتفه وهي تقول : هاهاها ضحكتني , قوم , أبويه يبغاك ضروري , ترى الساعة 11 و شويه .
    وشدت اللحاف منه فجأة , وهي تقول بعناد : قوووووووووووم .
    شهقت لمن شافت الشعر مو نفسه شعر جاسم , شعر أخوها أنعم وأكثر , رمت اللحاف عليه وشردت من المجلس
    قام عدنان من سدحته بعد ما سمع صوت الباب الداخلي ينصك بقوووة وزفر وهو يغطي وجهه ويقول : استغفر الله , أنا اش خلاني أنام هنا , الله يقطع شرك يا جاسم , كله منك
    بعد يدينه وطالع في ساعته و هو يستغفر , و رجع طالع في الباب وضحك وهو يقول لنفسه : والله كانت بتموت بشهقتها
    غطت الهنوف وجهها وهي جالسة تصيييييييح فوق سرير العنود اللي مهي قادرة توقف ضحكها الهستيري , بعدت الهنوف يدينها وقالت بقهر : ما يضحك عساك تاكلين زيها يالحمارة .
    مسحت العنود دموعها وهي تقول بصوت غرقان ضحك : بطنيييييي , بطني تعورني من كثر الضحك , بأروح الحمااااااام
    وانسدحت وهي تحاول توقف ضحكها , ضربتها الهنوف وقالت : طيب انقلعي أحد ماسكك
    سحبت نفس عميق وخرجته وهي تمسح باقي دموعها وهي تقول : والله أنا ماني حزنانة عليك حزنانة على المسكين اللي قلك أنا ماني جاسم لكنك ما سمعتيه
    ورجعت تقهقه وهي تمسك بطنها وتقول : أظنه خاف على نفسه , على باله بتسوين له شي
    مسكت الهنوف المخدة و نطت ولصقتها في وجهها وعصرتها عليها عشان تكتم صوت ضحكها وهي تقول بغيض : لاااااااااااا تضحكييييييييييييييين
    وسكتت وهي تلتفت على البندري اللي مازالت نايمة رغم كل هالصراخ والضحك , سألت باستغراب : البندري ما نامت بدري أمس غريبة ما صحيت على هذا الإزعاج كله
    قامت العنود وهي تبعد المخدة و قالت : لا والله , نامت بدري , شفتي بعد ما طلعت من عند الضيوف كانت نايمة, على كل خليها نايمة أحسن عشان تصحصح في الزواج, مو زيي شكلي بأنام في نص الفرح
    وقامت بكسل , قالت الهنوف : هذا مفروغ منه يوم إنك ما نمتي إلا على الفجر , ناسية إنه ورانا جواز
    تمغطت وهي تصارخ , ضربتها الهنوف وهي تقول : بس , كم مرة هاوشناك على هالحركة
    طنشتها و طالعت في المراية تتأكد إن المكر ما تفكك مع النوم , انفتح الباب فجأة ودخلت منه الجوهرة وهي تقول : هذا كله نووووووووم , يلا قوموااا
    وقفت وراها ريناد تقول بصوتها الصغير : يلااااااا
    ضحكت الهنوف وقالت وهي تضمها : يازيييييييييينهااااااااااااااا
    طفت الجوهرة المكيف وقالت بحزم : يلا انتي و اياها كلها نص ساعة و رايحين القاعة
    قالت العنود بضيق حاولت تخفيه : ليه طفيتيه يختي الدنيا حر و إحنا بالمكيف كيف بدونه
    رمتها بنظرة حادة وقالت قبل ما تخرج : انتم لو ما مشاكم أحد بالقوة ما مشيتوا , خلوا الحر يلحلحكم شوية
    زفرت بحرقة ودنقت لريناد وقالت بقهر : والله لو طلعتي زي أمك بأذبحك ساااااامعة
    ضحكت ريناد ببراءة وقالت : سامعه
    قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة : لا تسمعك الجوهرة تجيب أجلك , أنا رايحة أجهز أشيائي
    دخلت العنود الحمام وقبل ما تصك الباب شهقت وهي تشوف محمول البندري مكسر لأجزاء مرمية في الزبالة , طالعت من الباب للبندري النايمة ورجعت طالعت في المحمول , دنقت ورفعته وهي مهي مصدقة , الشاشة المهشمة لوحدها منفصلة عن لوحة المفاتيح اللي صار نصها بلا أزرار , حطت يدها على موضع قلبها وهي تشوف بين الأنقاض جوالها اللي صار أشلاء , رمتها من يدها وجريت على البندري بخوف , سحبت اللحاف وهي تقول : بندري
    لقيت البندري دافنة وجهها في المخدة بصمت , بعدت شعرها بتردد وهي تهمس : بندري حبيبتي اش صار
    قالت البندري بصوت مخنوق : ولا شي
    انصعقت وهي تشوف آثار ضربة في خدها , لفتها و شهقت لمن شافت وجهها المتورم من كثر الصياح , حطت يدها على فمها وهي تسأل برعب : بنت , اش صااااار هذا النفخ من الصياح ولا من إيييييييييييه
    هزت البندري راسها بلا وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , هزتها العنود وهي تقول بعصبية : بتفهميني اش صار ولا لا محمولك وجوالك , تكلمييييييييي
    تفاجأت لمن قامت البندري و رمت نفسها على صدرها وهي تقول بصوت مقطع من البكى : لالالا تقولين لأحد , الله يخليك يا عنوووود , لا تقولييييين لأحد
    ضمتها العنود وهي تقول بخوف : بسم الله عليك , بسم الله عليك , خلاص ما أقول لأحد بس فهميني اش صار , والله قلبي يعورني من كثر الخوف
    هزت راسها بلا وهي تقول : ما أبغى أتكلم دحين
    مسحت على شعرها بحنان وهي تقرأ عليها وعقلها مو قادر يثبت على فكرة معينة أو سبب للحال اللي هي فيه , همست : بندري لازم أفهـ
    زاد صياحها وهي تقول : الله يخلييييييييك ما أبغى أتكلم
    سكتت على مضض وبعد فترة دخلت البندري الحمام عشان تتروش وطلبت من العنود تقولهم إنها تعبانة و ما تبغى تحضر الظهر , وبالقوة قدرت العنود تقنع أمها إنها ما تروح للبندري عشان تجرها غصب عنها لظهر زواج أخوها

    *************************

    أول ما شافه داخل المجلس صرخ : تووووووو الناااااااااااااس
    التفت جاسم لعدنان اللي واقف وهو عاقد ذراعينه بغيض , ابتسم جاسم وقال : سامحني والله نسيتك
    تقدم منه ولكمه على صدره وهو يقول : حلوة نسيتك , مواعدني أمس على جلسة عزابية بعد العشا وتروح , تفشلت لمن جا أبوك و معاه الفرش عشان أنام ويوم قلتله مادامك منت في البيت أطلع أنام مع أهلي في الملحق حلف ما أتحرك من المجلس وانك أكيد دقايق و تجي وشوي الدقايق تتحول سااااعاااااات
    زفر جاسم ورمى نفسه على الكنبة وقال : والله يا عدنان مهموووووووم و
    طالع في ساعته و كمل : كملت الآن 28 ساعة بدون نوم
    حط عدنان يده على راسه وهو يقول بصدمة : الله أكبر عليك , انت ناسي اليوم جوازك
    مسح وجهه بإرهاق وهو يقول : أي جواز الله يرحم والديك , والله مأتم
    : استغفر ربك
    تأفف وهو يمسد شعره على ورى ويشد عليه بقبضتيه وسند راسه للجدر , حس عدنان بخوف يجتاحه طاااااالع في جاسم وسؤال واحد يتردد في عقله ~ يكون دري عن العنود ~ التزم الصمت يوم وصل لهالتفكير وما حب يتكلم لأنه لو اللي في باله صحيح معناته أي كلمة منه بتزيد الطين بله
    : are you there my brother ??? , أوووو hiiiiiiii عدنان
    لف عليه عدنان وقال بضيق وهو يشوف السلسلة حولين رقبته من فتحة ثوبه اللي لسه ما زرره : الناس تسلم أول بعدين حرام اللي لابسه , لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء
    طالع عبد الرزاق بلا اهتمام في سلسلته السوداء اللي لها تعليقة فضية على شكل قرن مزخرف بنحوتات غريبة وهو يكمل تزرير ثوبه و بعد شعره المبلل اللي طايح حولين وجهه وقال وهو يعدل طاقيته اللي ما أخفت شعره اللي واصل لأكتافه : أوووو SORRY, السلام عليكم
    رد جاسم السلام بهدوء و قال عدنان بغيض وعصبية : لا والله , يا رجال اسطلب وشد ظهرك ليش أحس جسمك مايع و ذايب
    ضحك جاسم اللي كان وده قبل دقيقة يمسك قنبلة ويرميها على العالم من كثر ضيقه ورفع راسه وقال وهو يطالع في صاحبه وأخوه ويأشر عليهم : النقيضين اجتمعوا , ولد الديرة وولد 2006
    دخل أحمد وقال مقاطع النقاش اللي كان بيصير : ما تجهزتم لسه الله يهديكم أبغى أوصل للقاعة قبل الناس
    قال عدنان وهو يرمي عبد الرزاق بنظرات حادة : شوية ونلحقك أنا وجاسم يا عم
    قال وهو يسحب عبد الرزاق : يلا نسبقكم بس لا تتأخرون , صلوا الظهر هناك في القاعة
    لف على جاسم بعد ما صاروا لوحدهم وقال وهو يطالع فيه بنظرات سعيدة قلقه : زين اللي ضحكت أخيرا , ما بغيييييييييت تسمعنا هالضحكة
    قام جاسم وقال بابتسامة ساخرة : مو هم يقولون دايما , شر البلية ما يضحك
    وزفر وكمل : إستناني أتروش وأجي
    دخل البيت ووقف في الصالة الداخلية وطااااااااالع في الدرج اللي يودي على الدور الثاني, تنهد وراح على غرفته وهو ما وده يشوف أحد, صك الباب وغرق في أفكاره , من خرج من الشقة وهو يحس بنااااااااار في جوفه , دار شوارع جدة كلها وراح البحر ورجع البيت والنار لسه ما انطفت , حاول يهدي نفسه لكنه ما قدر , كان الشيطان يعطيه أفكار وخيالات سحقت روحه سحق ,
    جلس على سريره ودفن وجهه بين كفوفه و عقله يسترجع رجعته أمس , كان سامع صوت العنود مع الحريم جوة المجلس , طلع على طول لغرفتها هي والبندري وهو مو حاس بنفسه و ليش هو طالع أصلا أكيد إنها جالسة مع الحريم تحت , فتح الباب من دون ما يدق و اتفاجأ لمن لقيها لوحدها , كانت جالسة على مكتبها وقدامها اللاب توب, التفت وقالت بضيق للشخص اللي حسبته العنود : كم مرة قلتلك دقـ
    و تبلمت لمن شافته وساد الغرفة لحظة صمت قاااااتله , وقفت البندري وهي تحس بكل خلية بداخلها ترتجف من نظراااااااات عيونه , كان يحس أنفاسه تتسارع بشكل فضيع , سأل بلا مقدمات : اش بينك وبين عبد الرحمن
    اصفر وجهها وتغير وهي تهمس بخوف وهي بالقوة تبلع ريقها اللي جف : أزهار قالت لك .
    قال ببرود وهو يعصر قبضة الباب : جاوبي
    طاااااااااالعت فيه وهمست من بين دموعها : جاسم لا تضربني
    دخل خطوتين فقالت برجاء : جاسم آسفة ما كنت أدري إن الموضوع بيتطور كذا , أنا أقلك كل شي , بس الله يخليك لا تضربني , لا تضربني .
    انصعق من كلمتاها ~ يعني كلام أزهار صح , صـــح ~ صك الباب وقفله بالمفتاح , قفلة الباب حستها تعصر قلبها عصر وهي تتذكر شكل أزهار اللي شالوها زي الجنازة بعد ضربه , قالت وهي ترتجف : جاسم سامحني , سامحـ.
    واختنقت الكلمة بداخلها لمن تقدم منها بسرعة رهيبة , طوله وجثته حستها تخلع قلبها من مكانه , مدت يدينها قدامها وهي تصرخ برجاء : جاسم , لا تضربني جاسـ.
    رفع يده وهوى بها على خدها بكل قوته , الصفعة من قوتها طرحتها على الأرض , رفعت وجهها وطالعت فيه وعيونها تذرف دموع , كان وده يضربها لكن كلمات أزهار كانت تتردد في عقله بشكل مزعج , رفع يده لعقاله ونزلها , رفع يده وهو يعض على شفايفه من القهر ورجع نزلها ومسكها من ذراعها وعصرها بقوة وهو يقومها , غطت وجهها بيدينها وصاحت وهي تسحب ذراعها منه وهي تقول : الله يخليك لا تضربنييييييييييي , والله ندمانة , والله ما كنت أدري إنه بيصير هذا كله , والله ندمانه
    قال من بين أسنانه وهو وده يكسر أسنانه من الغيض : بندري قومي
    هزت راسها وهي تصرخ بشكل هستيري : لا تضربنييييييييييييي , الله يخليك لا تضربني , الله يخليييييييييييك
    مد يده ومسكها مع شعرها وهو يصرخ : قومييييييييييييييي
    مسكت في رجوله وهي تصرخ : لااااااااااا , لا تضربنييييييييي , والله هو اللي ضحك عليه , الموضوع كان كله مكالمات ما كنت أدري إنه بيصير اللي صار , والله ما كنت أدريييييييييي
    الخوف خلاها تعترف وهي منهارة , كانت تتكلم كلمات حسها جاسم طعنات في قلبه وتعترف اعترافات هزت بدنه , كانت عند رجوله تصيح بشكل فضيع لدرجة حس بقطرات دموعها تبلل أقدامه , رفع راسه للسما وحط يدينه على راسه كان يحس بفوضى في مشاعره ما كان يتخيل إنه حيجي يوم في حياته تعترف فيه أخته بعرضها اللي رااااااااح , ومع ميــن مع الشخص اللي كان لازم يحرص عليها أكثر منه , كان وده يذبحها أو يدفنها وهي حية , ( العرض دين ) , ( دقه بدقه يا سيد جاسم ) كلمات عدنان وأزهار كانت تحسسه إنه هو السبب , هو السبب
    : جاسم سامحنييييييييييييي
    بعد يدينه ونزل راسه وطالع فيها , شعرها الحريري بخصلاته الشقراء الخفيفة المتناشر على وجهها وملامس الأرض عند أقدامه , جسمها الرشيق المحشور في بجامة وردية تنطق بالبراءة اللي تصرخ بها سنينها العشرين ~ تمتع بها ذاك الحيوااااااااااااااااااان العجوز , أكبر مني , أكبر مني ولعب في أصغر أخواتي , شافها , لمسها , ضمها , باسها وأكيييييد كان بيرميها بعد ما قضى حاجته , تكون صاحت عند رجوله كذا تتوسله يتزوجها , يكون أهانها ورماها بعد ما انتهى منها ~ كانت الأسئلة تدووووور وكلام أزهار عن ندمها يتردد مع أسئلته , رغم كلللللللللل اللي سوته ورغم فضاعة فعلتها ما كان هاين عليه ذلها قدام عبد الرحمن , حس بقلبه ينقبض وصدره بيتفجر وهو يتذكر القبلات اللي طبعها على ليلى , صرخ بها بغييييض : قومي عن الأرررررررض
    رفعت راسها وقامت بسرعة وحضنته وهي تقول من بين شهقاتها : سامحنيييييييي , جاسم سامحنيييييييييييييي
    عيونها الواسعة الباكية وسط وجهها الأبيض المحمر من البكا , شفايفها الوردية , كان في كل تقسيم من تقاسيم وجهها يشوف عبد الرحمن قدامه , دفها بكل قوته وهو يصرخ : لا تلمسينييييييييييييييي أنا أأنف إنه تلمسني يدينك القذرة
    وعشان ما يذبحها بيدينه مسك المحمول ورماه على الأرض بكككككككل قوته , لصقت في الجدر اللي وراها وهي تشوفه يرجع يمسك المحمول ويرميه ويرجع يمسكه ويرميه صرخ فيها : جواااااااااالك فييييييييييييييييييييييين
    أشرت على شنطتها مسكها وفرغ كل محتوياتها ومسك الجوال وقال : هذا اللي بدأتي فيه صياعتك يا كللللللللللبه
    ورماه عليها بكل قوته , غطت وجهها وجلست على الأرض من الفجعة لمن ضرب الجوال في الجدر وتفكك لأجزاء من قوة الضربة , سمعت صوت خطواته الثقيلة وهو يتقدم لها بسرعة , مسك شعرها ووقفها ولصق فمه في إذنها لدرجة كانت أنفاسه تخترقها قال : والله لا أعذبك
    وسابها وتحرك, طاحت على الأرض وهي تصيح وتقول : جاسم استر علي, جااااااااسم جاسم سامحنيييييييييييي , الله يخليك استر علي , جاااااااااااااااااسم
    كيف مسك أعصابه رغم كل اللي عرفه و حط باقي حرته في أجهزتها
    ليش ما ذبحها في ذيك اللحظة ليش ما ضربها نفس ضربه لأزهار
    ما لقي جواب لكل هالأسئلة , لكن اللي يتذكره إنه خرج متجاهل توسلاتها إنه يسامحها ويستر عليها وهو يتمنى الموت لها ألللللللللف مرة, هو شاف عدنان ينتظره في المجلس لكنه حط نفسه ما شافه وخرج مرة ثانية ودااااااااااااااااار بالسيارة في كل مكان وكلمات عدنان ترن في عقله
    كان كل ما تعمق في الموضوع أكثر كل ما زادت الناااااار في قلبه , كان وده يمسك عصا البيسبول المعدنية اللي عنده ويفجر بها راس عبد الرحمن لكنه تذكر كلام أزهار , كان عارف إنه أخته متناصفه معاه الذنب لكن هو ذنبه أكبر , هو رجل زيه ويعرف إنه الطرف الأقوى والمسير للموضوع , اش حيسوي لمن يقابله هل ممكن يتعامل معاه عادي كإنه شي ما صار مو هو خلاص خطبها يعني بيصلح غلطته !! طيب لو ما عرفت أزهار و أجبرته بذيك الطريقة هل كانت أخته بتسكت عن الموضوع زفر وهو يقول بداخله
    ~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أزهـــــــــار ~

    *********************

    بعد صلاة الظهر :
    في شقة عمر وأزهار :

    طاااااااااالع عمر في شكله في المرايا وتنهد وهو يستغفر ~ خلاص يا عمر اليوم الزواج اش بتسوي , هي راضية , بسسس معقول أسيبها تروح له وهو ضاربها أمس ولا كأنها عروس , يا ااااارب يا اااااارب استخرتك يا رب وما خاب من استخارك , يا رب إن كان لها خير في زواجها تممه على خير وإن كان فيه شر لها يارب اصرفه عنها بعلمك ومقدرتك ~ تحرك من مكانه
    قدام مراية المدخل وراح لغرفة أزهار اللي من رجع من بعد الإشراق لقيها
    نايمة , دق الباب ودق و دق لكنها ماردت , استغرب الأمر , العادة من يدق بإلحاح زي كذا ترد , يكون نايمة بعمق , دق الباب مرة ومرتين وزاد ضرباته لكنها ما ردت , دااااارت في عقله هواجس , فتح الباب وهو يقول : أزهار , أزهار أنا داخل , بنت
    كانت الأنوار مطفية وأزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير , رجع على طول وصك الباب وهو يقول بابتسامة : العروس المضروبة النايمة
    أشفق عليها فخلاها تنام على مضض لأنه عارف إنها أكيد تعبانة من طيحة أمس , صك بابها وخرج من الشقة رايح للقاعة , وهو في الطريق كان يحس بمشاعر غريبة , ما كان يتخيل إنه رايح عشان زواج أخته آخر أهله , ركن السيارة وهو يطالع في السيارات الواقفه في المواقف , وقف وهو يسحب نفس ودخل بوابة القاعة , استقبله أبو جاسم وهو يهلل ويرحب , سلم عليه عمر وبعدها سلم على أخوانه اللي عرفهم به بلهجة فخورة
    : هلااااااااااا أبو نسب
    ابتسم عمر وقال : من هلا ما ولى
    سلم عليه عبد الرزاق وسأله: ما قابلت العريس لسه
    اغتصب عمر ابتسامة وهو يقول : لا , وينه
    تقدم حسان يسلم عليه وهو يقول : دقايق ويوصل , تفضل أعرفك على أولاد خوالي
    لحقه عمر وهو يصرخ بداخله ~ عمر خليك هادي ولا تبين شي لمن تشوفه , خليك هادي ~ وأول ما شاف مطلق ابتسم براحة وقال بفرح : هلااااااااا والله , حياااااااك الله
    سلم عليه مطلق وهو يشد على يده , وجلسه جنبه وهو يقول بصوت منخفض : كنت بأجي في المسا لكن أبو جاسم أصر أجي الظهر والمسا كمان
    ضحك عمر على شكله وقال : واش فيك متوتر ويعني جاي ظهر ومسا
    قال : الظهر لأهل العرس بس , حاس نفسي غلط , الكل يسألني أنا ولد مين ما بقي شايب ما سألني
    حس عمر بضيقه ينجلي وهو يتبادل أحاديث متنوعة مع مطلق , كان يحس بانتماء له بشكل غريب لدرجة إنه عزمه على ملكته لكنه اعتذر بإن عنده رحلة للرياض عشان يحضر محاضرة في مستشفى التخصصي عن مرض التوحد
    شويه ودخل جاسم ووراه عدنان والكل يرحب فيه , غصب عنه رماه بنظرااااااات حاقدة , كان مو قادر ينسى شكل أخته أمس وهي طايحة على الأرض ومنظر دموعها , دقه مطلق وهو يهمس : عمر , الناس تطالع
    بالقووووووة رسم ابتسامة وتقدم من جاسم وسلم عليه , رصصصصصص كفه بكل قوته وهو يسلم عليه وقال غصب عنه من بين أسنانه : مبروك عليك أختي
    و فلت يده وأعطاه ظهره بدون ما يطالع فيه أو حتى نظره يجي على وجهه عشان ما يعطيه بوكس أخص من اللي أمس
    الكل كان مشغول في المباركات و مو ملاحظ البرود اللي بين الإثنين , سلم مطلق على جاسم وقال : ألف ألف مبروك , بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
    جاسم اللي بعد صراع داخلي رهيب خرج من الحمام ولبس ثوبه وراح مع عدنان للقاعة , ابتسم وقال : الله يبارك فيك , جزاك الله خير , حياك الله , نورت المكان يا دكتور مطلق
    شاف التعب والضيق في عيون جاسم فقال رغم استغرابه من هالمشاعر الغريبة اللي ما تليق بعريس في يوم زواجه : منور بوجودكم
    وبعد تبادل شوية أخبار رجع مطلق وجلس جنب عمر وقال : اللي يشوفك يقول رايح لعدوه في حلبة مصارعة مو رايح يبارك لزوج أخته
    ضحك عمر وقال : الحمد لله اللي ما في طبيب نفسي غيرك هنا
    ابتسم مطلق أول ما شاف نظراته المتضايقة وهو يضحك وقال بهدوء : طيب فهمت ما حأفتح الموضوع يا سيد عمر
    زفر عمر وقال بمزح : الله يعين زوجتك , بتتعب معاك
    قهقه مطلق وقال وهو يحك حاجبه بإحراج : صدقني هذا اللي مشردني من الزواج إلا الآن رأفة ببنت الناس اللي بأخذها
    ضحك عمر من قلبه وهو يتمنى إنه يقدر يتغلب على كرهه لجاسم عشان يقدر يتهنى بزواج أزهار الوحيده الباقية له من أهله وقال : 36 وما تزوجت مو معقول
    ابتسم وقال بهدوء وبساطة غريبة انصدم منها مطلق نفسه : كنت متزوج بوحدة قبل 6 سنوات لكنها توفت قبل ما أدخل عليها
    طالع في عمر الساكت بصدمة وقال بنبرات هادئة وابتسامة دافئة : كنت مملك عليها وتوفت قبل زواجنا بيومين , 6 سنين مرت من دفنتها في حفرة صغيرة و حثيت عليها التراب , و ما تخلصت من ألم فقدها إلا لمن . شفت أزهار
    نزل راسه على طول قبل ما يشوف عمر نظرته الحنونة وهو يقول اسمها وكمل وهو يعدل وضع ساعته الجلد : ولمن تعرفت عليك طبعا , أولا قابلت أختك وشفت بنفسي تفاؤلها ومناضلتها عشان تستعيد ذاكرتها وقوة إيمانها وصبرها وبعد كذا تعرفت عليك وعرفت بحالتك ووضعك وكيف صبرت على مصيبتك و انت ولد 23 سنة استحيت من نفسي وقررت أكون شخص ثاني
    حس بيد عمر الدافية على كتفه وهو يقول : الله يرحمها ويعوضك في مصيبتك خير منها
    رفع مطلق راسه ولف عليه وابتسم وقال بصوت شبه مخنوق : هذي أول مرة أتكلم فيها عن وفاة هناء قدام أحد , أول مرة من توفت
    ابتسم عمر وقال وهو يشد على كتفه أكثر : يشرفني والله إنك وثقت فيني وارتحت لي يا مطلق
    بلع مطلق ريقه وضحك عشان يضيع الغصة المريرة اللي علقت في أعلى حلقه لمن نطق اسمها وقال : زين صرت تناديني مطلق , حسستني إني عجوز من كثر ما تناديني دكتور مطلق
    مد عمر يده وقال : انت لا تناديني عمور كأني أصغر عيالك وأنا ما أناديك دكتور مطلق , اتفقنا
    ضحك مطلق وصافحه وهو يقول : اتفقنا يا عمر

    ***************************

    عند الحريم :

    ابتسمت العنود اللي لبست جلابية شمواه عودي مطرزة بقطع مموجة بالزيتي و العودي وقالت بهمس وهي تقدم كاسة موية صحة للعجوز الجالسة في طاولة كلها عجايز : تفضلي يا خالة الموية
    : جزاااااك الله خير , تسلم يدك
    همست بأدب : الله يسلمك يا خاله , تا مرين على شي ثاني
    : سلامتك يابنتي
    زادت ابتسامتها وهي تهمس : عن إذنك أروح أشوف أمي اش تبغى
    : تفضلي , تفضلي
    أول ما أعطتها ظهرها وقعت عينها على سفانة والخنساء وريم وسحر وبنات خولة المتجمعات في طاولة قدام البقعة الفاضية اللي جالسين فيها الدقاقات وهم يحمون طيرانهم , الكل كان فاطس ضحك , رفعت عيونها للسما بقرف وراحت لهم وقالت بطفش وهي تسحب المقعد : مااااااااااا حسبت أفتك منها
    سألت سحر وهي تطالع في ساعتها : نص ساعة اش تسويييييييييين , حليتوا قضية فلسطين انتوا
    جلست و قالت : فصفصتني فصفصة , انتي أي وحده من بنات أحمد , المملكة ولا المخطوبه , يوووو الله يجوزك قولي آمين , تدرسين , متى تخرجتي واش تقديرك , لقيتي وظيفة ولا لا , ليه ماقدمتي , متى بتقدمين , هذا غير النصااااااااااايح وكل اللي حولينها العيون ليااااازر , حسيت نفسي عريانه قدامهم , حشى محكمة , وكلللللللللله كوووووووووم ونظرات الحزن وهم يقولون الله يجوزك كوم ثاني , اللي يسمعهم يقول بينحكم علي بالموت بعد كم سنة لو ما تزوجت
    برمت ريم منديلها ودخلته في طرف عينها وهي تقول : الله يقطع ابليسك خلااااص , كحلي ساح من كثر الضحك
    وقالت سحر بخوف وهي تحط يدها قدام فمها : اشششششش اسكتوا الله يفضحكم قاعدين يطالعون فينا
    قالت العنود بتريقة : ينقون الضحية التالية
    حطت أسماء يدها على قلبها وقالت : يا رب ما ينقوني , والله بيغمى عليه قبل ما أوصل لهم
    جاتهم الجوهرة وقالت : عنود قاعدة تهرجين وتضحكين , قومي شوفي الطاولات اللي ما فيها صحون حلى وحطي فيها يلا , تحركي ما في غير عهود اللي تتحرك , مو كافي أختك اللي ما تستحي ما جات
    قالت باستنكار : توني اللي جلست , والله رجولي تكسرت من الريحة والجية , ولسه ورانا ليل , بعدين البندري تعبانة فلا تسبينها
    سحبتها وهي تقول بدفاشة : قومي تلحلحي
    لمن قامت بدأوا الدقاقات أول دقه , سحبت يدها وقالت بحماس وهي تعدل جلابيتها وترتب شعرها اللي سابته مفرود : بأرقص , أخت العريس والعروسة وما أرقص
    ولفت على البنات و سألت بلهفة : مين ترقص معايا
    قامت ريم على طول وهي تعدل وضع بلوزتها وتنورتها الخليط من الأسود والتركواز , ومن بدأوا الرقص قاموا أسماء والخنساء يغطرفون , وسحر و سفانة يصفقون , وسمية تصفر بحماس , جات الهنوف وجلست على الطاولة وهي مستغربة وتضحك في نفس الوقت من جرأة العنود اللي جات قدام طاولتهم وقامت تسوي حركات غنجاء بشعرها وعيونها , قالت سمية بعد ما صفرت تصفيره طويله : شكل العنود تبغى تصير تمرة قهوة القبيلة . لشهر
    ضحكت سحر على التشبيه وقالت : خليها تسوي اللي في راسها , والله لا أسوي التهاويل يوم زواج ماهر
    وبعد ما خلصت الدقه رمت العنود نفسها على الكرسي وهي تتنفس بسرعة , قالت الهنوف وهي تقرب علبة المناديل منها : مو منك من حركاتك القرعة
    قالت ريم وهي تجلس على الكرسي و تضحك : بغيييييييت أموت ضحك وأنا أرقص اللي يشوفني يقول وحده متوووووونسه من الرقص ما دروا إني مايته ضحك على خبالها
    سحبت العنود منديل مسحت به جبهتها وهي تقول : قلتلكم من قبل شهر بأطلع كل مواهبي في هالجواز
    وصلها صوت الجوهرة البارد الساخر : يا أم مواهب
    لفت العنود بوزها ولفت على الجوهرة اللي وقفت ورى كرسيها وقالت : نعم
    : قومي بسرعة معاي , ورانا .
    قامت العنود معاها وهي صامة أذانيها عن بقية الكلام , كانت عارفة إنه مافي يحتاج تصليح أو غيره بس الجوهرة ما ترتاح و العنود جالسة .

    *******************************

    : والله ما تشيل ولا صحن
    ساب مطلق صحن الرز وقال باعتراض وهو يلف على أحمد : ليه يا عم
    قال أحمد وهو يسحبه من يده : ما شاء الله العيال يكفون و ييوفون , ما قصرت روح ارتاح , ما عزمناك عشان تشتغل
    قال عبد الرزاق بتريقة وهو يشيل الصحن ويطالع في عدنان اللي مشمر أكمام ثوبه و شايل صحن : ناس عن ناس , الضعيف ذاك جاي من الرياض وقاعد يكرف كرف الحمير وما قال له ارتاح وحلف عليه
    ابتسم عدنان وطنشه وهو يكمل طريقه , قال أبوه اللي انحرج بصوت عالي عشان يسمعه عدنان : عدنان ولدنا
    قال وهو رافع واحد من حواجبه : يعني مطلق غريب عننا
    ضحك مطلق وقال قبل ما يقول أحمد شي : ما عليك منه يا عم
    ولمن دخل لصالة الغدا ضرب أحمد ولده على كتفه وهو يقول : اش قصدك باللي قلته
    قال وهو يشمر أكمامه : it is just a joke
    : مزحة ها قوم ودي الأكل و انت ساكت
    ضحك جلال وقال : شباب آخر زمن , حتى عيالي مطلعين لي الشيب في راسي
    : آآآآآآآآآآآآآه الله يصلحهم بس , وينهم أحمد ومحمد
    قال : كلهم جوة يفرشون السفر حتى حمزة وعلي شغلتهم معاهم
    : الله يحفظهم لك يارب
    كان الكل مشغول , حتى جاسم قام يشتغل معاهم وهو كان مبسوط من هالشي عشان يشغله عن التفكير في اللي صار وفي عبد الرحمن اللي يروح ويجي كإنه يمشي على قلبه وعن نظرات عمر الباااااااردة , انحط غدا الرجال على قرب الساعة 2 وغدا الحريم على 3 , ومن أذن العصر راح الرجال للمسجد وبعدها راحوا يشوفون أشغالهم , والحريم استعدوا عشان يروحون للكوفيرات استعدادا لليل .
    قالت العنود بصوت عالي وهي ترص جوالها بقهر : أميييييييييي عبد الرزاق ما يرد
    زفرت هدى وقالت وهي تحاول تسمع بنتها من وسط رجة الدق والتصفيق : الله يصلحه هو متفق معايا يوديكم للكوفيرة بعد الصلاة على طول عشان يمديكم تخلصون بدري , يمكن إنه في المسجد
    قالت الهنوف وهي تطالع في ساعتها : أمي الصلاة مخلصة لها نص ساعة
    زفرت العنود وقالت وهي تصك جوالها : حتى جاسم ما يرد وأبوية يقول ما يدري وينهم وهو ما يقدر يودينا
    سألت حنان : انتم تعرفون الطريق
    هزت الهنوف راسها وقالت : أنا أعرفه
    ابتسمت حنان وقالت و هي تخرج جوالها : خلاص أدق على عدنان يوديكم
    هتفت الهنوف على طول بلا شعور : لااا
    وانتبهت لنظرات الاستغراب من أمها وحنان , قهقهت العنود من قلبها على وجه أختها اللي صار بحمرة الطماطم من كثر الخجل , جاتهم سحر وهي تلبس عبايتها وسألت : ها متى بنمشي
    قالت أمها وهي تحط يدها على فخذ هدى اللي جالسة جنبها : خلاص أنا بأجلس مع خالتك بنسوي كل شي هنا , بس انتي ارسلي لي فستاني وبقية الأشياء مع عدنان
    واتصلت على عدنان اللي وقف سيارته جنب الباب بانتظارهم , شاف إنهم ثلاثة بس لكنه ما حاول يدقق فيهم , دخلوا للسيارة وقالت له سحر إنه يوديهم على البيت أول عشان ياخذون البندري و سلافة معاهم
    دوى بداخله رغما عنه بفضول ~ يعني وحده منهم هي العنود , يا ترى مين أكيد أم عباية على الكتف ما أظنها أم العباية على الراس , عدناااااااان وقف عن التفكير , مالك ومالها , استغفر الله , مجرد التفكير إنه عندها الجرأة تدخل لسيارتي بعد فعلتها الوقحة ~ فتح فمه لأول مرة من دخلوا البنات وسأل : ليش سلافة ما حضرت
    قالت سحر بتريقة : يعني ما تعرفها وتعرف غلاستها
    وقامت تقلد صوتها المدلع وهي تقول : أوووو noooo waaaaaaay أروح ظهر , أنا زواج سمر بالقوة حضرت الظهر forget مستحيل أروح
    ابتسم وقال بهدوء : عاد انتي ما تحسبين يسألك عنها عشان تحشين فيها .
    الهنوف كان ودها الأرض تنشق وتبلعها من الخجل وهي تدعي إنه ما يتذكر حركتها اليوم الصبح و العنود رغم إنها غااااااااارقة في تفكيرها مع البندري لكنها ميزت العمق الغريب اللي في صوت عدنان واللي دفعها إنها ترفع راسها للحظة شافت انعكاس عيونه الواسعة الكحيلة وجبينه المتوسط وطرف الطاقيه البيضا المغطاه بشماغ , رفع عيونه لمن حس بشي غريب و شاف عيونها لثانية قبل ما تسحب غطاها على نقابها وهي تلف وجهها على الطاقة , صرخت تأنب نفسها ~ ياقلبييييييييييييييييييييييي , أنا اش سويييييييييييت يا فشلتييييييييييييي ~ ولمن وصلهم للبيت نزلت العنود على طول و قالت لأختها بسرعة : روحي انتي مع البنات وأنا ألحقكم مع البندري
    وقبل ما تستنى رأي الهنوف صكت الباب و دخلت الفيلا وهي تدعي ربها ما تتكرفس قدامه بعبايتها زي ذيك المرة قدام عمر
    صرخ بداخله بصدمه ~ هذي هي العنوووووووود , عباية على الرااااااااااس , يا خسارة العباية فيها , لا وتطالع كمان , أففففففففففففففففففف استغفر الله ~ .
    في الحوش تقابلت العنود مع سلافة اللي كانت تمشي على أقل من مهلها , قالت بتريقة : لو كان أخوك جاسم ولا عبد الرزاق كان غبارك ما أشوفه من العجلة
    ضحكت وقالت بدلع : أخوية special
    طاالعت فيها العنود بقرف وقالت : أنا ما خلصت من عبد الرزاق وكلامه اللي ما أفهمه تجيني انتي
    و توادعوا ودخلت العنود الفيلا وطيراااااااان على غرفة البندري , دخلت من دون ما تدق الباب لقيتها منسدحة على ظهرها وعيونها للسقف , صكت الباب وقالت بمرح : ما أقدر أنا على المروقين
    ابتسمت البندري وجلست معتدلة وهي تقول بصوت هادي النبرات مو زي عادتها : يلا الكوفيرة
    قالت العنود وهي تنط وتجلس قدامها : مو قبل ما نشرب نسكافة ونروق في كلمة راس
    زفرت البندري وقالت وهي تقوم : عنود إذا تبغين راحتي لا تسألين شي
    كانت العنود بتمووووووووت خوف على أختها , أفكارها من الصباااااااح وهي تتضارب في بعض , كان ودها تضرب البندري إلين تقول اش صار عشان يرتاح بالها لكنها ضغطت على نفسها وقالت : طيب يلا , أفصخ ثوبي وأصلي ألقاك جاهزة عشان نمشي مع أخونا المطيع اللي عمره ما رفض لنا طلب وخمنا بكذبه
    ضحكت البندري وقالت : مين قصدك
    قالت وهي تفصخ اكسسواراتها : مين غيره , سوناردي

    ********************************

    يتبع





    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    بعد صلاة العصر بوقت :

    طالع في الرقم متردد , سحب نفس عميق ودق , أول ما سمع صوتها الناعم قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وصله همسها الخجول وهي ترد السلام , حس بكل همه وقلقه ينزاح لثانية قبل ما يسأل بتلعثم : أكيد عرفتيي , أنا عمر , كيف حالك منى
    ردت عليه بهمس خجوووول : بخير
    حك جبهته مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تقدرين تجين شقتنا دحين
    و لمن ما جاوبته عرف إنها انصدمت من طلبه اللي هو توه استوعب المعاني المبطنة فيه ~ عمر الله يهديك ما لقيت أحسن من هالتعبير , خوفتها ~ قال يفسر وهو يحس حرجه يزيد مع كل ثانية : لاااا أنا قصدي , آآآآآآ , هو . لي ساعة من جيت من الغدا وأنا أدق على غرفة أزهار ما ترد عليه , بابها مفتوح بس أستحي أدخل عليها , حتى على جوالها دقيت و ماردت و أبغاك تدخلين تشوفينها إذا تقدرين , أنا بأخرج من الشقة و انت تعالي شوفيها لأن الوقت تأخر ولازم تروح للمقينة
    ولمن وافقت , خرج من الشقة وساب الباب مردود , هو صح كان منحرج يدخل غرفة أخته اللي مازالت على نفس وضعية الظهر و لكن الحقيقة هو خاااااايف يكون صار لها شي , من نامت بعد الفجر ما صحيت ووضعيتها ما تغيرت , كان يستغفر ويسبح عشان يلهي أفكاره اللي بدأ الشيطان يرسم له فيها خواطر مخييييييييفة
    فتحت منى باب غرفة النوم بعد ما دقته كذا مره , لقيت أزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير, ابتسمت وقالت وهي تتوجه للسرير : أزهار , زهرة , أزهاروووو
    وجلست على السرير وهزتها من كتفها وهي تقول : أزهااااااار , أزهااار قومي , أزهاااااااار .
    ولمن ما تحركت من مكانها هزتها بقوة أكبر وهي تناديها , ولمن شافت مافي استجابة حطت يدها قدام أنفها وهي خااااااايفة لكن أنفاس أزهار الحارة طمنتها , هزتها بقوة وهي تصرخ : أزهااااااااااااااااااار
    انقلبت أزهار على الجنب الثاني بهدووووء و بدون ما تفتح عيونها , شهقت منى وقالت : مستحييييييل , اش هالنوم
    وقامت للحمام بللت يدها بالموية ورجعت للغرفة و مسحت وجهها وهي تقول : أزهاااااااار قوميييييييي
    بدأت أزهار تحرك جفونها شوية قبل ما ترجع تغووص في النوم , وبعد محاولات مستميتة فتحت أزهار عين وحدة بتعب ولمن شافت منى فركت عيونها وهي تسأل بصوت مخدر : منى اش جابك
    حطت منى يدينها على خصرها وقالت بغيض : اش جابني الساعة 5.30 العصر يا أفندية , خوفتي عمور الضعيف وخليتيه يتصل عليه عشان أجي أصحيك
    تمغطت وهي لساعها منسدحة وصحصحت و قالت بابتسامة خبيثة لمن لمحت من طرف عينها عمر اللي تصنم عند الباب لمن سمع كلامها : و ليش زعلانه مو انتي كنتي تنتظرين إنه يتصل عليك عمووورك بفارغ الصبر من يوم الملكة , هذا هو اتصل عليك أخيرا بفضل الله ثم بفضل نومي
    شهقت وضربتها ووجهها يحمر من الخجل وقالت بصوتها الناعم : مالت عليك , أنا الغبية اللي متعبة نفسي معاك
    و قامت ولفت بتخرج من الغرفة , تغيرت ملامحها لمن شافته ونزلت راسها بحيا , تلعثم عمر وهو يخرج من الغرفة وهو يقول بتبرير : أنا كنت , أنا جيت أشوف ليش تأخرتي و .
    قامت أزهار وهي تضحك على أشكالهم وراحت دفت منى من ظهرها تخرجها من غرفتها وهي تقول : روحوا تفاهموا لوحدكم يا دوب أتروش وأصلي , شكرا لمساااااااااعيكم الحسنة
    وطبقت الباب , وقفت منى في مكانها عند الباب وهي تلعب في أظافيرها بحيا , وتصنم عمر في مكانه وهو يطالع في الأرض , ساد صمت طويييييييل ابتسم عمر بعده لمن قدر يرفع راسه و يطالع فيها , قال بهمس : جزاك الله خير , سامحينا تعبناك معانا
    انتفض قلبها وهي تهمس بعفوية : لا عادي , تعبكم را
    وسكتت لمن انتبهت للي قاعدة تقوله , لفت طرحتها بيدين مرتجفة وخرجت بدون حرف , طااااااااالع عمر في باب الشقة اللي اختفت منه وهو يبتسم , انفتح باب أزهار اللي خرجت راسها وقالت بغيض : ما قدرت تقولها اش الحلاوة هذي وحشتيني , كنت أفكر فيك , ولا اش جاب القمر عندنا ولا من هذا الكلام , ياخي تعلم الكلام المعسول

    حس بخجل غريب يعتريه , مسك الدفتر اللي على طاولة المدخل ورماه عليها لكنها صكت الباب قبل ما يوصلها وهي تقهقه , ضرب الدفتر في الباب وطاح على الأرض , قال بغيض : الحق عليه اللي خفت عليك ياكيس النووووم
    استندت على الباب وهي تحس بمشاعر مختلطة , اش خلاها تنام هالنوم العميق الثقيل من صلت الفجر ما عاد حست بالوقت ولا تفتكر حتى متى نامت , وجاسم وموضوعهم اش بيصير فيه , معقول هي في عصر يوم زواجهم , كلها ساعات وتنزف له , قالت بهمس : أحسن , فعلا النوم وسيلة هروب حلوة تحركت عشان تنتهي من أمورها وهي تدلك ظهرها اللي شكل ألمه هو سبب نومها العمييييييييييق , ولمن شافت الأفكار تهاجمها أكثر من أول قالت لنفسها : للأسف النوم وسيلة هروب مؤقته , كويس اللي اقتنعتي بهالشي ست أزهار .
    تحرك عمر و رفع الدفتر عن الأرض وطالع في الصفحة المفتوحة , كانت قائمة مقاضي مشخطة ومرسوم حولينها رسمات غريبة وصتها إياه في يوم من الأيام (( طبق بيض , كيس سكر ناعم يا ويلك لو جبت خشن , عيش صامولي , حلاوة أم عود ركز عليها , جبنة بيضاء , الأشياء النسائية )) ضحك و فتح صفحة صفحة , مقاضي , وصفات أكل , رسومات هبلة , أرقام تلفونات , وتوقف عند الصفحة المكتوب فيها توزيع الفلوس اللي جمعتها له عشان زواجه , وابتسم وهو يشوف قلوووب وأسهم تخترقها , ضم الدفتر لصدره وعصره بقوة , استغرب من هالحركة العفوية اللي سواها وهو يبعد الدفتر عن صدره ويطالع فيه بألم ~ يارب استخرتك , يارب ما خاب من استخارك , ياااااااااااااارب , هل ممكن يجي يوم يعرف فيه جاسم إنه أخذ إنسانة معطاءة بلا حدود حساسة رومانسية زي أزهار اللي تحب الهدايا والمفاجأت , اللي تموت في زهور الأوركيد وتعتبرها أعظم هدية ممكن يقدمها لها أحد , هل بيجي اليوم اللي تحبها فيه يا جاسم وتبذل كل شي عشانها , أزهار , أزهااااااااااااار ~ طااااااااالع في الباب المغلق وهو يقاوم إنه يقتحم غرفتها عشان يضمها و يتوسلها إنها ما تتزوجه , بلع غصة مريرة وراح لغرفته وهو يرص بكل قوته على دفترها الصغير .

    ************************

    انتبه جاسم من سرحانه وهو جالس في سيارته على يد تشد على كتفه , لف وابتسم لمن شاف وجه أبوه القلقان , قال وهو يفك بابه بيخرج : هلا أبوي , بغيت شي
    صد أبوه الباب وقال وهو مبتسم : لا تخرج , أنا بس شفتك جالس لك فترة قلت أشوف اش عنده العريس
    قرأ القلق في عيون أبوه اللي تجعد جلدها بسبب ابتسامته الخفيفه , زاد من ابتسامته عشان يطمنه وقال بمرح : أستنى صاحب العريس
    حس بالراحة وهو يشوف القلق يتلاشى من وجه أبوه اللي قال : عدنان , جزاه الله خير راح يودي البنات الكوفيره
    قال بهدوء : خلاص هو على وصول
    مد أبوه يده لجيبه وخرج ظرف ناوله له وهو يقول بخجل وتردد مو من طبيعته الصارمة القوية : هدية زواجك , إن شاء الله تعجبك
    خرج جاسم من السيارة وقال باحتجاج : أبوية والله ما يحتاج
    حط أحمد الظرف في يده وشد عليها وقال : أنا عارف ظروف زواجك الت الغريب , والعجلة اللي صار فيها كل شي , وكنت عارف إنك مع المشاغل ما بتفكر بشي عشان كذا سويت لك حجز انت وأزهار على ماليزيا , كان ودي اليوم أو بكرة لكني ما لقيت حجز إلا على بعد بكرة
    طالع جاسم في الظرف بصدمة , ما كان حاط في باله رحلة ولا فكر حتى يسافر صح كان من قبل زواجه يفكر يسافر هو وعروسته لكن عروسته الحاليه لاااااااااااا , أبدا مستحييييييييييييل
    ضم أبوه بقوووووة وسلم عليه يشكره بعمق وهو بداخله يحس أفكاره صارت تتخبط أكثر من أول , ما كان يبغى يسافر , لازم يحل موضوع البندري و عبد الرحمن , حط الظرف في جيبه ودخل سيارته بعد ما انصرف أبوه ودق على عدنان عشان يقول له يقابله في البيت لأنه مو قادر يستحمل الانتظار مع كل هالأفكاااااااار

    **********************************

    فتحت أزهار باب السيارة اللي ورى وهي تقول بحزم : اطلعي قدام وانتي ساكته
    قبضت منى على عبايتها و فغصتها وهي تهمس برجاء وغيض : أزهار تكفين اطلعي قدام , لا تخليني أندم اني رايحة معاك
    طنشتها أزهار ودخلت وصكت الباب , وقفت منى مكانها وهي تفرك يدينها بتوتر , أشرت لها أزهار من ورى القزاز إنها تطلع , فتحت الباب اللي قدام وجلست أول ما شافت عمر اللي واقف يتكلم مع أبوها يتحرك من مكانه جاي للسيارة , همست بخوف وخجل وهي تصك الباب بشويش : الله يسامحك
    دخل عمر وهو يسلم , ولف على اللي جنبه وقال وهو يضربها بأطراف أصابيعه على ذراعها : كيفك يالعروس النايمة صاحية دحين
    قهقهت أزهار من قلبها وهي تشوف منى تمسك ذراعها وهي تلصق في الباب أكثر مما هي لاصقة , انتبه عمر إنه ضحكت أزهار من ورى , لف بصدمة وقال : انتي هنا
    ولف على اللي جنبه وحس بالفشلة لمن عرف إنها منى , قال بهمس وهو يطالع في يدها القابضة على ذراعها مكان الضربة : آسف على بالي أزهار
    منى اللي ودها تختفي وسط ملابسها من الخجل هزت راسها يعني فاهمة وهي مدنقة راسها , لف على أزهار اللي مهي قادرة توقف ضحكها ورماها بنظـــرة وأشر لها على لحيته يعني أنا أوريك , حرك السيارة اللي سادها صمت يقطعه كل شوية ضحك أزهار , قال عمر وهو يطالع في المرايا الأمامية لأخته الغارقة في نوبة ضحك ثانية : ترى مسامحينك عشان عروسه
    تنحنحت وقالت وهي تدخل راسها بينهم : والله الموقف يضحك , أحسن خلي منى تعرف مزحك الزغل كسرت يدها , شفتي يا منى
    قرصها عمر بخفة يعني اسكتي , لفت عليه وقالت وهي ناوية تفشله : اش تبغى أحسن الصورة
    ضحك على مرحها اللي حسسه إنه استعاد أزهار الحقيقية وقال : لا تكفيييييييين , سكوتك أحسن
    اتكت بكأواعها على أطراف مقاعدهم وجلست تطالع فيهم بفرح , كانت تحس براحة كل ما شافتهم مع بعض , قالت بخبث وهي تشوف عمر يدور على شريط يشغله بيد مرتجفة : منى عمر مشغول بالسواقه اختاري شريط نشغله قبل ما يصدم بنا من كثر الفرحة إنك قاعدة قدام جننننننبه
    ما تحركت منى من مكانها ومد عمر يده وضرب جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى
    رجعت ورى وهي تنقل بصرها بينهم بحماس , شغل شريط أناشيد عشان يغير الصمت اللي ساد الجو , ومن وصلوا المحل خرجت منى بسرعة , ابتسمت وهي تشوف عيونه معلقه بها وحمحمت وقالت : نحن هنا .
    استحى إنها انتبهت له فلف عليها وقال بغيض غريب : هو انت تخلين الواحد ينسى .
    قهقهت من قلبها , ابتسم عمر لمن سمع ضحكها اللي يفرح قلبه بشكل لا يمكن يتصور إنسان و خرج ظرف من جيبه وقال : هذا باقي المبلغ حقك وفوقه 500 ريال لمنى
    سحبتها وقالت بامتنان عمييييق : الله يبارك لك يا قلبي في فلوسك ولا يحرمني منك , إحنا من نخلص نتصل عليك
    هو أصر يدفع لها سعر فستانها و مكياجها كهدية زواج لها , أول ما دخلت الصالون ضربتها منى وهي تقول : والله تركبين قدام وإحنا راجعين يالدب
    ضحكت وقالت وهي تدق على مشاعل : أفكر
    وقالت بعد ما سلمت : أنا في الصالون دحين , انتي فين .شوفي قبل ما توصلين القاعة اتصلي عليه عشان أخلي وحده من البنات تقابلك . إن شاء الله , يلا مع السلامة
    لفت على منى وقالت : ترى عمر طلب مني أحاسب على تسريحتك ومكياجك
    شهقت منى وقالت : لااااااا ما يحتاج أبويه أعطاني
    قالت وهي تهز أكتافها : مالي دخل أنا بأحاسب وانتي تصرفي في فلوس أبوك زي ماتبغين
    وكملت تخوفها : ترى عمر عصبي و بيزعل , وإذا زعل ما أدري اش ممكن يسوي
    سكتت منى بخوف , ضحكت أزهار وهي تقول جوتها ~ ياحليلك يا منى صداقه , يااااا بختك يا عمر بها , الله يتمم لهم على خير ~ استقبلتها العاملة بترحاب أول ما طلعت لها ورقة الموعد , وجلست على المقاعد تستنى , نقلت بصرها في المكان و حست بضيييييق يخنقها , بعض العاملات ملابسهم خليعة وثنتين يدخنون , وأصوات الإستشوارت وريحتها مخلوطة بصوت موسيقى المحل , لولا الضرورة ما جات هنا لأنها تكره هالأماكن , نادت على وحده من العاملات وطلبت منها تصك الموسيقى أو تخفضها ولمن رفضت عشان الزباين ما يحبون السكون خرجت جوالها بصمت وحطت السماعات في أذانيها وهي تقول لمنى اللي شغلت نفسها بمطالعة التساريح اللي في الكاتالوج : زين اللي حاطة احتياطاتي
    قالت منى : يا بختك لو دريت سويت زيك , بس ما عندي سماعات , والله إزعاج
    شغلت أناشيدها على أعلى صوت عشان ما تسمع الأغاني اللي زادت هم قلبها هم , كانت الأناشيد تضج في راسها بصوت حسته بيخرم طبلة أذانيها لكنه مع كذا ما قدر يشغلها عن أفكارها اللي تثقل قلبها ثقل , ولمن شافت الوقت قرب من المغرب صكته وقامت تسبح وتقول أذكار المساء , وصلت في مكان مخصص للصلاة وجلست هناك عشان أصوات الصالون كانت بعيدة نوعا ما هنا , قالت منى : ياليتنا جينا هنا من زمان
    ابتسمت أزهار وهي توافقها وقالت بابتسامة : ترى عمور اتصل يقول خلي منى تقرى على نفسها
    حمر وجهها ولفته من دون ما تعلق , ضحكت أزهار وقالت : انتي تستنين أي شي عشان تحمرين , ذكرتيني بالهنوف
    سألت منى بعفوية : ليش انتي ما تستحين من جاسم
    حست بقلبها يغوووووووص بداخلها ~ أستحي ومن جاسم هو خلى في مجال أستحي منه ~ زفرت وقالت بمرح مصطنع : لا وضعنا غييييييييير
    سكتت منى لمن حست إنها لو قالت شي ثاني بيصير تدخل في الخصوصيات , أشرت لها العاملة عشان تتبعها للغرفة اللي بتتزين فيها وهي تقول : تعبنا وإحنا ندور عليك
    تبعتها أزهار بعد ما توضت مرة ثانية عشان ما تتوضأ بعد المكياج لصلاة العشا ودخلت وسابت منى اللي استلمتها وحده عشان تسشور لها قبل المكياج , سشورت شعرها وقبل ما تسلم نفسها للي بتمكيجها قالت بمرح وهي تشوفها مجهزة العدة : شوفي يا قلبي , سوي في وجهي الخريطة اللي تعجبك , إن شاء الله الصين ولا الإتحاد السوفيتي , لكن حواجبي لا تقربين منها أبببببببببدا , لا موس ولا ملقاط ولا حتى مقص
    احتجت العاملة بضيق وقالت : المكياج بيطلع بشع
    جلست أزهار قدامها وقالت : لا يلعنك ربي ولا يلعني سوي اللي أقوله ولا أضف وجهي وأطلع
    قالت : طيب خلينا نتفاهم
    هزت أزهار راسها بتصميم وقالت بتودد : دايما أقول اللي مكياجها حلو لو إش ما صار بيكون حلو , يلا ورينا شطارتك يا عسل
    زفرت العاملة وبدأت تحط الأساس وأزهار تحاول تفهمها بلطف عقوبة النمص وهي تهز راسها يعني طيب , كانت عارفة إن العاملة تدخل كلامها من جهة وتخرجه من جهة لكن كانت تصر على الموضوع عل وعسى ربي يفتح قلبها في يوم من الأيام , سمعت وحده تنادي بصوت مدلع : ماااااامااااا شوفي اش سوت لي , أنا ما أبغاه كذاا قوليلها تغيره
    وصوت أمها وهي تحاول تراضيها و توعدها تسوي اللي تبغاه , حست بقلبها ينعصر و يغووووص بداخلها و حسرة غريبة لها طعم مررررر تمتزج مع ألمها , قالت بداخلها على طول خوفا على البنت ~ الله يخليلك أمك ويبارك لك فيها يا رب , الله لا يحرمك منها , يارب تحفظهم لبعض ~ ولمن حست بالدنيا تتموج قدامها قامت وهي تعتذر من العاملة , ناولتها العاملة مناديل وهي تقول بضحكة : هذا خوف عادي , من يوم تشوفين وجهه الحلو يروح هذا كله
    ضحكت أزهار على تفكير العاملة وصرخت بداخلها بألم ~ ياليته خووووووف كان يروح , لكنه جرح عميييييييييق , ما مرت 5 شهور على وفاتهم إلا وأنا عروس , الله يرحمكم , أمي , عمار , عمير , الله يرحمكم ~ رجعت انسدحت وقالت بابتسامة مصطنعه : الله يسهل , يلا كملي خريطتك
    قالت العاملة بضحكة : ما شاء الله عليك على طول مبتسمة
    ضحكت أزهار لمن تذكرت مثل قرته ~ الذين يضحكون كثيرا هم دائما من يموت ألما ~ استغفرت ربها وجلست تسبح وتدعي عشان تشغل عقلها المثقل بالأفكار و قلبها المثقل بالألم

    أمي الحبيبة
    ابتسمي , امسحي دموع الفرح
    لقد صرت عروسا

    أخي وأستاذي الغالي عمار
    ادعوا لي وانصحني و أنا أبتسم بخجل
    لقد صرت عروسا

    عمر قلبي
    لا تقلق , اسخر مني وأنا أضحك
    لقد صرت عروسا

    عمير صغيري
    شد شعري ممازحا وأنا أصرخ بك
    لقد صرت عروسا

    آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي
    أي غصة أحسستها وأنا أتخيل طيفك أمامي
    لن تبتسمي لأجلي وأنت تثنين على شكلي
    لن تمدي يدك الحانية لتصلحي لي طرحتي إن انزلقت
    لن تدمع عينيك وأنت تتأملينني
    ولن أبتسم وأنا أمسح تلك الدموع بمحبة
    لن أحتضنك لأنهل من دفء صدرك
    ولن أرى لمعة الفخر والسعادة في عينيك
    لن تقرئي علي خوفا
    لن تقبلي خدي فرحا


    آآآآآآآآآه يا عمار
    أي وجججججع عصف بقلبي و أنا أؤمن
    أنني لن أراك شامخا إلى جواري
    تمسك يدي بيدك الدافئة لتزفني إلى زوجي
    لن تربت على كتفي
    لن تقرص خدي وأنت تتأملني بحنان الأب وأنت تقول
    هاهي صغيرتي أصبحت عروسا


    آآآآآآآآآآآه يا عمر
    أي قلق يعتريني أي ألم أي خوف
    سامحني لم أكن أريد أن ترى ما رأيت
    سامحني سأشغل عقلك وقلبك المثقل رغما عني
    سامحني لأنني أردت أن أريحك من همي فأغرقتك في هم آخر

    آآآآآآآآآه يا عمير
    أين أنت
    أي شوووق ذاك الذي يحدوني إليك !!
    وجهك النحيل , شعيرات لحيتك التي تعبت من كثرة مراقبتها أملا أن تنمو
    ابتسامتك الواسعة , نابك اللي نمى فوق ناب
    نظرة الشقاوة والأذية التي تلمع في زوايا عينيك
    لن تضربني
    لن تركض خلفي
    لن تضع قدمك أمامي معترضا سبيلي على أمل أن أقع
    وكل هذا حتى تضحك وتقول : عروس سقطت في يوم زفافها

    نعم
    هذا صحيح
    اليوم يوم زفافي

    قلبي الصغير
    لا ترتجف ألما
    لا تشتكي هما
    لا تدمي وجعا

    عيناني الكحيلتين المثقلتين بالأصباغ

    لا تطرفي خوفا
    لا تدمعي حزنا
    لا تغمضي رعبا
    .
    .
    لأنني
    .
    .
    أعلم أنها كانت ستفعل كل ذلك
    لقد تخيلتك أمي , هذا يكفي
    .
    .
    متأكدة أنك كنت ستحتضنني حبا
    لدرجة أشعر أن رائحة عودتك القديمة تزكم أنفي
    وهذا يكفي
    .
    .
    واثقة أنني كنت سأتفادى قدمك عمير
    وكنت سأضحك لأغيظك
    وأظن أن هذا يكفي
    .
    .
    لأنني
    .
    .
    رغم
    كل
    هذا
    .
    .
    سأسير
    وحدي
    .
    .
    أملا وإيمانا ويقينا
    أنني سألقاكم
    يوما
    .
    .
    برحمة من ربي
    في جنة عظمى
    .
    .
    .
    أحبكم بوسع محيطات العالم
    أشتاق لكم حد الموت كمدا
    .
    .
    همسة :


    أرهقتك يا قلبي
    بكثرة خنقي
    لمشاعري
    .
    .
    سامحني

    *****************************





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    الفصل العاشر : دروب الحياة

    نتوه دوما في دروب الحياة
    عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف
    تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح
    تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان
    عتمة وظلام
    ودرب بالشوك ملأن
    قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان
    وربما
    لن نجني منها إلا الخواء
    عندها سنضطر للعودة
    وسنبدأ بالمسير دربا من جديد
    ظلام آخر وعتمة أخرى
    قف مكانك
    انظر حولك
    لم لا نضع دربا أمامنا
    نمسك مشعل الإيمان بيد
    واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان
    أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران
    سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان
    نور ودفء وقلب خال من الأحزان
    هذه هي سنة الحياة
    نحن نختار دروبنا
    مظلما كان أو بالنور وضاح
    نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا
    جحيما صيرناه أو إحدى الجنان
    نعم
    نحن من نهدم أو نبني عالمنا



    الجمعة 4 / 6 / 1427 هـ :
    في فيلا أبو جاسم بعد صلاة الجمعة :

    قالت العنود وهي تسلم على سحر : والله بتوحشيني
    زفرت سحر وقالت بابتسامة حزينة : انتي أكثر , صراحة استانسنا بالجلسة معاكم , يلا إن شاء الله نتقابل قريب في المدينة
    لفت العنود بوزها وقالت : وليش رايحين مادام بتنزلون قريب , كملوا عندنا
    : أمي مصرة عشان سمر
    : ما صارت , الناس نفاسها أربعين يوم ويموت الرجال ويحيا وانتم 60 يوم , اتقوا الله في الضعيف .
    ضحكت سحر وضربتها وهي تقول : اشلك دخل إحنا بنات الـ لازم نكمل 60 يوم , 40 يوم اش تسوي
    حطت يدها على خصرها وقالت : طيب فهمنا يالأميرات انتم , شوفي من تقررون تنزلون من الرياض أعطيني خبر وأنا أبدأ زننننن على راس أبوية عشان نروح المدينة ونلحقكم أو نروح مع بعض
    ضحكت الهنوف لمن سمعتهم يخططون بحماس للمدينة وقالت : هي , انتم رايحين المدينة عبادة ولا عشان الجمعة واللعب
    قالوا مع بعض وهم يلتفتون لها : الإثنين
    وبلا مقدمات افترقوا بسرعة , مسكت سحر غصن شجرة الزينة ولمست العنود خشب الكنبة , صرخت العنود بفرح وهي تنط : أنااا أول
    قالت سلافه وهي مستنكرة حركاتهم : انتم لسه في لعبة مين يمسك الخشبة أول , ترى كذبه , مو شرط اللي تمسك الخشبة أول تتزوج أول
    رمتها سحر بنظرة طفش وقالت تقلد صوتها المدلع : من جـــد , على بالي حقيـــقة
    وكملت بصوتها : عارفين إنها خرافات إحنا ما خذينها لعبة
    جات أمهم وقالت : اشششششش , تتهاوشون قدام الناس
    قالت سلافة وهي تحط يدها على كتف أمها : no mamy إحنا نتناقش
    مالت العنود على سحر وقالت من بين أسنانها بهمس : غثياااااااااااان , ذكرتني بعبد الرزاق
    حطت سحر يدها قدام فمها وهمست وهي تطالع في سلافة : إش رايك نجوزهم لبعض ونفتك
    شهقت العنود وقالت : الله يقطع شرك غثيث وغثيثة اش بيجيبون عيال يلوعون الكبـــد
    قهقهت سحر وقالت : الله يقطع شرك انتي , صدقت السالفة !!
    جاتهم الشغالة وخبرتهم إن الرجال ينادون , من تفرقوا راحت العنود جري لطاقة غرفتها وقالت وهي تشوفهم يركبون السيارة : بندر البنات رايحات تعالي شوفي
    ما تحركت البندري من سدحتها على السرير , صكت العنود الستارة وراحت لها وقالت : بندر اش فيك
    مسحت البندري دموعها وقالت : ولا شي , تعبانة من الجواز
    مسحت على شعرها وهمست بحب : ما تبغين تقولين لي اش فيك
    هزت راسها بلا ودست وجهها في المخدة , زفرت و لحفتها , طالعت فيها شوية وباست راسها وتحركت خارجة , صكت النور وقالت بمرح مصطنع : شويه بس أخليك ترتاحين وأرجع أجرك من السرير غصب عنك
    ومن صكت الباب تغيرت ملامحها للألم , كانت تحس نفسها زي العاجزة اللي مهي قادرة تسوي شي أكثر من التفرج على أختها اللي واضح تماما إنه فيه شي كبير صار لها , أول ما لمحت أمها ابتسمت وقالت : ماااااااااماااااااااااا , متى بيجون جاسم وأزهار
    ابتسمت هدى وقالت وهي تتحرك لغرفة نومها : ما أدري
    لحقتها العنود وهي تسأل : طيب كم يوم بيقعدون في ماليزيا
    لفت عليها وطالعت فيها بعتاب وقالت : كمان ما أدري
    وتحركت متابعة مشيها لغرفتها , سألت العنود وهي متابعة ملاحقتها : بيركبون سياحي ولا
    قاطعتها أمها وهي تلف : عنوووووووووووود
    ودخلت الغرفة , لفت العنود بوزها وهي توقف في مكانها وسط الصالة وقالت بصوت عالي عشان تسمعها أمها : مافي ديموقراطية في هالبيت .
    قالت أمها من جوة الغرفة بعصبية : اش دخل الديموقراطية دحين , انتي كل شي حطيتيه على الديموقراطية , احفظي كلام من اللي ينقال في الأخبار من دون ما تفهمينه وتعالي اصدعي راسنا به

    *************************

    دخل غرفة النوم بعد ما رجع من الصلاة وشافها نااااااااايمة , رفع حواجبه وهو يقول بداخله بغيض ~ هذي اللي صدعت راسي قبل الخطبة تصحيني عشان ألحق بيضة وأعطتني محاضرة طويييييلة عريضة عن صلاة الجمعة و أهميتها , أول مرة أشوف عروس تعطي زوجها محاضرة من ثاني يوم ~ تقدم من السرير وهو ناوي يزعجها زي ما أزعجته و تصنم عند طرف السرير لمن شاف وجهها المغطى بخصلات من شعرها , تأملها للحظة وهو يحس أفكاره غير مستقره على شي معين , مد يده وبعد الخصلات وحطها ورى إذنها , تأمل وجهها الهادي المزين بزينه خفيفه ودنق عليها وباس خدها وهو يحس نبض قلبه يتسارع , بعد عنها على طول وهو متوقع تصحى وابتسم لمن شافها غاااااايصة في نوم عميق , لمن انتبه للي يسويه زفر بضيق , كان يحس تضارب في مشاعره المحمومة , من عرف براءتها وهو يشوف كل شي منها حلو وفي نفس الوقت في شي ينفره منها , لفت وجهها على الجهة الثانية وهي تتنفس بعمق وشكلها مستريييييح في نومها رغم إنها لابسة تنورة شمواه بلون البنفسج المحروق وبلوزة زيتي فيها رسومات من نفس اللون , من قهره من اللي يحسه نحوها قال بصوت عالي : أزهاااااااار
    نطت من مكانها وجلست تطالع بعيون زايغة وهي تمسد شعرها بخوف , مسك ضحكته وقال ببرود : صليتي يا ست هانم
    طالعت في ساعتها وقالت بهمس خجول وهي تحاول ترتب شعرها المبعثر : ها , استغفر الله , لا لسه , ما أدري كيف نمت , دحين أقوم
    لمن حس إنه شوي ويضمها بكل قوته لصدره , قال بعصبية : طيب تحركي بسرعة عشان يمدينا نلحق نسلم على أهلي ونروح المطار
    قامت وهي تقول باستنكار : طيب لا تهاوش
    وراحت للحمام , تبعها بعيونه وهو يبتسم , ولمن لفت تدور على أشياءها اللي جهزتها مسح الابتسامة من وجهه وطالعها ببرود , كشرت في وجهه ودخلت الحمام , ماااااااات ضحك على حركتها , لكنه بينه وبين نفسه أصر إنه يستمر على جموده قدامها

    ***********************

    نفس اليوم :
    بعد صلاة العصر في جدة :
    في فيلا أبو جاسم :

    : أزهارو , اش سويتي أمس أشوف أخويه مصفع
    شهقت أزهار بصدمة لمن غمزت لها العنود ودنقت راسها وطالعت في الأرض الرخامية وهي تحاول تنطق بحرف , ضحكت العنود وقالت : وااااااااي ما أقدر تستحييييييييييييييييي
    رفعت راسها وفرصعت عيونها في العنود من دون ما يشوفها أحد وأشرت على رقبتها يعني بأذبحك , قالت الهنوف وهي تضرب العنود بخفة : بنت يا وصخة , سيبيها في حالها
    ضحكت أزهار اللي خف إحراجها وقالت وهي تقرص فخذ العنود : يا قليلة الأدب انتي وتفكيرك الوصخ
    حكت فخذها بتوجع وقالت : كنت أتكلم حسب الدلائل الظاهرة
    ضحكت وقالت : مررررة , المحقق كونان على غفلة
    : أزهار
    التفتت له وهي تحس قلبها يضرب بقوة فضيعة , قال بهدوء : يلا , حنتأخر
    رجع لها حياها مرة ثانية , هذي أول مرة تكون معاه وقدام أهله وهي زوجته بالمعنى الحقيقي للكلمة , قامت وتنحنحت عشان تضيع حرجها و قالت : دقايق بس , عن إذنكم
    ولفت على أختينها وقالت : البندري في غرفتها
    هزوا روسهم وتبعوها وهي طالعة لفوق , طالعت العنود في بلوزة أزهار من ورى , كان فيها فتحة مثلثة كبيرة توصل بين أطرافها حبال على شكل ضرب ولابسة تحتها بدي , دخلت اصباعها وحكت ظهرها وهي تقول : عساك لابسة البدي عند أخوية
    ضربت أزهار يدها وقالت بحرج : مالك دخل
    هزت حواجبها وقالت بصوت خبث : ترى حلوه فتحات التهوية لها وقع خـ.
    شهقت الهنوف وضربتها وسدت أزهار أذانيها المحمرة من الخجل وقالت : ما أبغى أسمع
    طالعت فيهم باستهزاء وقالت : يعني يعني تستحون , ما قلت شي , كل اللي قلته
    قاطعتها الهنوف : انتييييييييي فضيييييييعه , قلنا ما نبغى نسمع
    أشرت على دقنها وغمزت بعينها وهي تقول : إن ماجيتوني بعد فترة تبغون دروس خصوصية ما أكون أنا عنيدي , لكن إحلموااااااا .
    قالوا مع بعض : مستغنين
    وكملت أزهار وهي تدخل الغرفة بعد ما دقت الباب : أبغى أكون لوحدي معاها
    ودخلت راسها وقالت بمرح : بندوره .
    كانت الغرفة مظلمة تماما رغم إنهم في وقت العصر , صكت الباب وتحركت للطاقة الكبيرة , بعدت الستاير وفتحت الطاقة على مصراعيها , ولفت على سرير البندري ونطت فوقه , ما تحركت البندري رغم اهتزاز السرير , حبت أزهار إلى عندها وقالت وهي تبعد اللحاف : بندريييييييي
    كانت مغمضة عيونها لكن باين إنها مهي نايمة , زفرت أزهار وانسدحت على المخدة جنبها وطالعت في السقف وهي عاقدة يدينها على صدرها , لحظة صمت سادت المكان ما اخترقه إلا صوت العصافير اللي راجعة بيوتها , همست : إلى متى بتحبسين نفسك شهر , شهرين , سنة , سنتين هذا كله ما بيفيدك , بالعكس بيزيد حالتك سوء ويزيد القيل والقال
    لفت على جنبها اليمين وطالعت في وجه البندري اللي كانت الدموع تسيل من فوق أنفها وتختلط بدموع عينها الثانية , رحمت أزهار حالها , مدت يدها ومسحت دموعها وهي تهمس : خلاص يا قلبي لا تبكين , أنا نفسي أعرف انتي ليش تبكين الدموع ما بتغير اللي صار , صح ولا لا المهم تكون تعلمتي درس منها , بدل ما تقضين يومك في السرير تندبين حظك وتلعنين غبائك قومي سوي نشاط , روحي لماما وحاولي تخدمينها هي وبابا لأنه رضى الله من رضى الوالدين , قومي توضي وصلي ركعتين كل ما حسيتي بضيق وكل ما زادت همومك
    ومسحت شعرها بحنان وهي تكمل : ابكي بين يدين ربي وصيحي تفريطك في حقه وحق نفسك , توبي لله توبة حقيقية وأنا مؤمنه إنه بيفرج همك , ربنا رحيم يغفر الذنوب جميعا , انتي دحين ما انتي متستفيده شي من اللي قاعدة تسوينه
    فتحت فمها المرتجف وهمست بصوت مخنوق : أرسل لي رسالة يقول إنه بيفسخ الخطبة وإنه ما يبغاني عشاني بايعة نفسي وكتب كلام كثير كله سب وذم ولمن اتصلت عليه ما رد على اتصالاتي عشان كذا أخذت جوالك و
    : شششششششش ما له داعي هالكلام كله , انتي عارفة أمس راح له جاسم وكسر وجهه تكسير وهدده لو فكككر يسيبك بيقتله , شكله الرجال عارفين بعض , كان حاس إنه خسيس و بيسوي هالحركة
    فتحت عيونها وقالت بلهفة : جاسم
    ابتسمت أزهار وقالت : صح غاضب عليك ويتمنى موتك , بس خايف عليك ويدور مصلحتك
    طالعت فيها البندري بنظرة غريييييييبة وضمتها بقوة وهي تصيييييح بحرقة , ضحكت أزهار وقالت : ما قلنا خلاص ماله داعي الصياح لأنه ما بيقدم ولا يأخر
    انفتح الباب بعد شوية ودخلوا منه الثنتين , استغربت الهنوف شكلهم وهم حاضنات بعض على السرير وشهقت العنود وغطت وجهها وقالت بطريقة مسرحية : لااااااا , لاااااااا , صدمتوني , يا حبيبي يا جاسم زوجته طلعت
    ضربتها الهنوف بكل قوتها على راسها قبل ما تكمل وهي تصرخ : ياااااااااااااااا وصصصصصصصخه انتي وتفكيرك القذرررررررر
    ماتوا ضحك على العنود اللي مسكت رقبتها اللي طقت من قوة الضربة وهي تقول بوجع : الله يقطع شرررررك طقيتي رقبتي يالمتوحشة
    جاتهم نور وقالت لهم إنه بابا جاسم بيروح , قامت أزهار وقالت : لازم أمشي .
    حست بيد البندري ترص على ذراعها , التفت لها وابتسمت وهي ترص على يدها وهي تقول : انتبهي لنفسك
    وخرجت ونزلت وهي تودعهم وتوصيهم على أبوهم وأمهم وعلى أنفسهم ونزلت وسلمت على أمها اللي جلست توصيها على نفسها وعلى جاسم , وهي تلبس عبايتها عند الباب قالت للعنود والهنوف : الله الله في البندري , لا تسيبونها لوحدها , وإذا شفتوها رجعت للسرير وحالة الكآبه حاولوا تفرفشونها
    قالت العنود وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام وأنا ليش ما وصيتيهم علي
    رمتها بنظرة وقالت بحده و الهنوف فاطسة ضحك على ردة فعلها : انتي , انتي ما شاء الله ماخذه حقك بزيادة ما يحتاج أوصي أحد عليك , المفروض أحذرهم منك
    زفرت العنود وقالت : طيب فهمنا , المهم
    وابتسمت ابتسامتها الخبثة وهي تقول : اسمعي إذا جلستي في الطيارة حطي نفسك خايفة وامسكي يده و اتدلعي على صنم بوذا اللي معاك هذا عل وعسى يحس ويتحرك
    حطت أزهار يدينها على خدودها المحمرة وقالت للهنوف : البنت هذي بتجيب أجلي بكلامها .
    زفرت الهنوف وقالت العنود وهي تدقها : اسمعي الباقي , حطي نفسك ما تعرفين تصكين الحزام واطلبي منه يصـ
    رفعت الهنوف يدها وقالت تقاطعها : تبغيني أطق رقبتك مرة ثانية
    صفقت العنود يدينها في بعض وحطتها قدام وجه الهنوف وأزهار وقالت : مااااااااااااااالت عليك وعليها , الحق علي اللي بخليكم حريم سنعات
    استنكرت الهنوف : الللللللللللللله السنع صار في الهبالات اللي تقولينها
    ورفعت أزهار يدينها ودعت : ياااااااااااااارب يا كريم تزوج العنود
    قالت الهنوف مؤيده : و أشوفها الكذابة نهارين تسوي الكلام اللي تقوله ولا لا
    رفعت العنود حواجبها وقالت بلا مبالاة : نشوف
    : بنااااااات أبوكم وجاسم يستنى
    قالت العنود بصوت عالي : لا تخافين سيد عينك جالس في السيارة المكيفة مو واقف تحت الشمس
    ضربوها الثنتين في نفس الوقت وهم يهاوشونها وهي مطنشة وتوادعوا بحرارة وتفرقوا

    *********************

    قبل مغرب الجمعة :
    في مطار الملك خالد :

    : شعولتي انتبهي لنفسك سامعة , وسلمي على أمك والبنات , ترى يمكن ما أقدر أتصل عليك لفترة . لا إن شاء الله ما بأقطعك , مع السلامة
    صكت الجوال وحطته في شنطتها و من وسط الضوضاء وأصوات عجلات الشنط ورائحة العطور الباريسية المختلطة بروائح الكيك والحلويات ونداءات الرحلات , نقلت أزهار بصرها بين عمر وأحمد وهي تحس إنها بتضيييييع من دونهم , ابتسم عمر وقال وهو يسلمها شنطة جلدية صغيرة : خلاص ودعتيها عاد انتي تموتين لو ما كلمتيها و خذي هذا اللي طلبتيه يا عسل
    ما قدرت تقاوم إنها تضمه وهي تقول بصوت مخنوق : عمور بتوحشني
    انحرج عمر من حركتها خاصة وهو يشوف عيون الناس اللي في المطار عليهم , لكنه حس بشي من الانتصار على جاسم اللي كان يطالع فيها بحدة , لف يدينه حولينها كإنه بيحمها من نظراته وهو يقول بحزم : لا أوصيك على أزهار يا جاسم , تراكم في بلد غريبة وبعيدة , خليك معاها دايما , رجلك برجلها
    ضحك أحمد وقال : هذا مفروغ منه يا عمر
    ~ بلاك ما تعرف ولدك الـ. استغفر الله , اش سوى فيها ليلة زواجهم ~ زفر وهمس لأزهار : أزهار متأكدة بتسافرين , ترى هناك لو دقيتي عليه ما أقدر أجيك قبل أيام
    ضحكت وقالت بثقة عشان تشجعة : طبعا بأسافر , شهر عسلي هذا , وما بدق عليك نهائيا , أصلا جوالي مو دولي
    قال جاسم بهدوء : يلا النداء الأخير لرحلتنا
    زفرت وهي تطالع في أخوها ورجعت طالعت في أحمد وهي تقول برجاء : بابا لااااا أوصيك بعمور , سألتك بالله تنتبه له خاصة إذا صار لي شـ
    قاطعها عمر : لا قدر الله , هيا روحي و انتي ساكته
    ودعتهم وهي تحس بقلبها واقف بينهم وهي تمشي جسد بلا روح ورى جاسم اللي ما فكر يقولها هاتي عنك وحده من الشنط , كانت شايلة شنطة رياضية صغيرة بالإضافة لشنطتها الخاصة الصغيرة و الشنطة الأخيرة اللي جابها عمر , دخلت الطيارة لأول مرة في حياتها , عجبها كل شي شافته إلا المضيفة اللي شاقة ابتسامة وااااااسعة وهي ترحب بهم , وجلست جنب الطاقة وجنبها جاسم على المقعد المطل على الممر , طالعت من الطاقة وجلست تتأمل أرض المطار والطائرات المختلفة شعاراتها
    مسكت الحزام لمن أعلنوا قرب الإقلاع وغصب عنها ضحكت وهي تتذكر كلام العنود , حاست فيه شويه لكنها في الأخير عرفت تصكه وترصه على قدها , كانت تطالع بشغف في كل شي تشوفه حتى تعليمات السلامة قرتها حرف حرف , التفتت بشويش وطالعت بنص عين له تبغى تشوف اش يسوي , ولفت عليه بكبرها بصدمة , كان مغمض عيونه وساند راسه وهو حاط سماعات الجوال اللي حوله لوضع الطيران , كان صوت موسيقى الروك الصاخبة يوصل لمسامعها بشكل خفيف ~ استغفر الله , يعصي الله وهو يطير في وسط جند من جنود الله , ما يخاف ينزل سخط ربي عليه ويسخط الهوا ويقلب الطيارة , أفففففففففف مالت على وجهك , دحين الموسيقى والنوم أحسن مني , ياربي هذا الرجال محسسني كإني أخته مو عروسته ~ بلا شعور مدت لسانها له من الغيض اللي حسته عليه , فتح نص عين وهمس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين
    كانت بتشهق خوف وتلف وجهها من الحيا لكنها ضبطت انفعالاتها في اللحظة الأخيرة وقالت بهدوء مصطنع ومن دون ما تبعد نظراتها عنه : كنت بأكلمك ويوم شفتك نايم سكت
    كان ملاحظ إنها قاعدة تكلمه لكنه مو سامع شي , نزل سماعاته وقال ببرود : عيدي ما سمعت اش قلتي
    حسته يستخف ويستهزئ بها , رمته بنظرة طوييييييييلة قبل ما تهمس وهي تلف وجهها للطاقة : سلامتك ولا شي
    تأمل حجابها اللي ما رضيت تغيره عشان السفر , نفس عباية الراس , نفس النقاب اللي ماتفتحه إلا وقت الحاجة , حتى القفازات ما خلعتها من يدينها , انتبه إنها شابكة يدينها في حضنها بقوة , دنق عليها بيكلمها في نفس اللحظة اللي لفت هي فيها , وجهه صار على بعد بوصة من وجهها , كتمت نفسها و حست بضربات قلبها تزيد ولمن حست نفسه الحار يلفحها من ورى النقاب حست بمعدتها تلتوي , عيونه تعلقت بعيونها وما يدري ليه صفع خياله طيف عيون ليلى المثقلتين بالكحل من ورى لثمتها الواااااااااسعة, بعدوا عن بعض بنفس السرعة وكل غرق في عالمه الخاص , ~ يااااااااااااااااااا قلبيييييييييييييييييييييي , يمه قلبي يوجعني , أنا اش خلاني ألف عليه , مالت عليه وعلى هبالتي ~ حبست نفسها مرة ثانية و ما تجرأت تلف بصرها عن الطاقة ولا حتى تتحرك بحركة , جاسم نفسه كان سااااااااااكت وهو يفكر بسبب مقنع لربطه منظر عيون أزهار اللي كلها براءة بعيون ليلى المغرية الناعسة , تذكر إنها مرة لبست عدسة رمادية و عجبته , يمكن هذا السبب للربط , زفر عشان يهدي مشاعره ورجع السماعات لإذنه وغمض عيونه , أطلقت أزهار نفسها الحبيس لمن حست بهدووووء الشخص اللي بجنبها وهي تحس بخيبة أمل غريييييييييييبة بداخلها ~ ولا حتى سألني اش كنت أبغى , ولا هو قال هو اش كان بيقول , ماااااالت ~ دخلت يدها لشنطتها وخرجت مصحفها وبدأت تقرأ بهمس خافت مابقي لها إلا خمس أيات وتخلص سورة الكهف , خلصتها وبدأت تدعي قبل الأذان

    *************************

    بعد العشا في الرياض :
    في فيلا عبد الكريم :

    طالع في السيجارة اللي في يده وهو سرحاااااان في عالم ثاني , زفر بضيق ورجعها للعلبة القديمة وصكها ورجعها لجيب بنطلونه وطالع في المسبح اللي قدامه , مر طير وخطف شي من المسبح وكمل طريقه , راقب الموية اللي تحول سطحها من مرآة صافية تعكس صورة السما لتموجات متفرقة , زفر وخرج العلبة وسحب منها سيجارة وحطها بين شفايفة .
    : سااااااااااااااااامـــــــــــر
    انتفض وقام من مقعده وهو يحاول يدس السيجارة اللي طاحت على الأرض قدامه ولمن دنق بياخذها تصنم وهو يشوفها قدامه , طاااااااالعت سحر فيه وهو متصنم يطالع فيها بعيون واسعة , وصلهم صوت سلافة , دنقت سحر على طول وسحبت السيجارة ودستها وراها وهي تقول بمرح : جاااااااااااكم الإعصار
    شهقت سلافة وقالت بدلع : مااااااا أسمحلك , أنا tornado يالمشعوذه انتي
    اغتصب سامر ابتسامة وهو يقول : خير اش عندكم رجعنا للإزعاج اللي ارتحنا منه يومين
    رطنت سلافة شي بالإنجليزي ما فهمته سحر , قال سامر : استخدميه بس ياويلك لو خرجتي عن الملف اللي محدده لك
    : thaaaank you .
    وراحت فرحانه , لفت سحر عليه وسألت وهي تأشر على سلافة اللي دخلت البيت : اش كانت تقول ما فهمت إلا كمبيوتر وإنجليزي
    ابتسم وقال : كانت تستأذن مني تستخدم الكمبيوتر حقي عشان تبغى تطبع دروس الإنجليزي اللي كاتبها لصحباتها
    زفرت وقالت وهي تمد له السيجارة : ياخي انت أطلق منها في الإنجليزي ليه ما تتكلم بلسان معوج زيها , بعدين صوتها ينزفزززززززني
    سحب السيجارة ودسها في جيبه بسرعة وقال بهدوء : هي تأثرها سريع بالمجتمع اللي حولها , بعدين صوتها على قد حجمها بتموت من النحف اش تتوقعين يكون صوتها
    وسكت شويه وهو يطالع في نظراتها الغريبه , شبكت يدينها ورى ظهرها و سألت وهي تتأمله بمحبه : سمور حبيبي متى نفرح بك
    قبض يده بقوة و فغص السيجارة اللي في جيبه وهو يقول بهدوء مصطنع : افرحوا بعدنان أول
    مطت شفايفها بضيق وهي تقول : مرررره جبت الغايبة دحين
    خرج يده ولمس الجرح اللي في خده بتفكير ورجع نزلها على طول لمن انتبه لحركته وقال بهمس : سحر لا تـ
    قاطعته بسرعة وهي ترجع للفيلا : تعال مسويه لك كوب نسكافة يستاهله فمك
    أشر لها يعني جاي وهو شاكر بداخله مقاطعتها له قبل ما يتكلم
    دخلت من باب المطبخ وابتسمت لماهر اللي واقف ورى ستاير المطبخ يراقب من بين طياتها الحوش الخارجي , سألها على طول من دون ما يبادلها الابتسام : اش الشي اللي كان معاك وأعطيتيه لسامر
    هزت أكتافها ولفت على الكيكة اللي سوتها وحطت فوقها طبقة كراميل وقالت وهي تقطعها : سيجاره
    رجع يطالع مع الطاقة وهو يقول : معقولة ما يسيبها لحظة
    عقدت حواجبها وقالت بتفكير : صار له دحيييييييييييييين سنة وثلاثة شهور ويومين تقريبا وهو شايل العلبة في جيبه
    تحرك بسرعة وجلس على الطاولة وهمس وهو يأشر على الجريدة اللي جنبها عند المغسلة : جا جا , ناوليني الجريدة بسرعة
    ناولتها له وحطت كوب نص مشروب وصحن الكيكة اللي أكلته سلافة قدامه ورجعت تشغل نفسها بشغلها , فرد ماهر الجريدة وهو يحط رجل على رجل , شهقت وقالت بهمس : مقلوبه الجريده يالمتخلف
    عدلها بسرعة وثانيتن ودخل سامر اللي قال السلام وهو مو ملاحظ شي وسحب الكرسي المقابل لماهر وجلس عليه , ردوا السلام وهم مشغوليييين في أعمالهم , حطت صحن كيك وكوب نسكافه له وهي تقول : يا أهلااااااااااااا وسهلا بالتوأم الوسيم , شرفتوا مطبخي والله
    قال سامر وهو ياكل شوية من الكيكة : كيف كان زواجـ
    وقطع سؤاله وقال بصوت مخنوق من الأكل : إمممممممم لذيذة , تفوقت على نفسك هالمرة ما شاء الله
    قال ماهر وهو يقطع من بقايا كيكة سلافة وياكلها : سحر , علمي أريج كيف تطبخ ترى خالتي مبشرتني إنها ما تعرف تسلق البيض
    اتكت على الطاولة بيد وهي تلوح بيدها الثانية اللي فيها السكين اللي تقطع بها وقالت بهدوء : آآآآآآآآآسفة مواهبي الفتاكة هذه موفرتها لحبيب العمر لمن يجي
    انشرق ماهر بالكيكة وقال بصوت مخنوق : قووووووووووية حبيب العمر هذي , استحي يا بنت الناس , ترى إحنا أخوانك مو صحباتك تقولين لهم فضايحك
    اعتدلت في وقفتها وحطت يدها على خصرها وقالت : ومين قاااااااااال إن اللي قلته فضيحة , والله إذا جا زووووووووجي حبيب عمري بأتفنن عنده بالطبخ , هو بس خليه يجي
    قال سامر بتريقة : والله , هو شكله ولد الناس من كثر ما انتي مستعدة له شرد وقال انفذ بجلدي
    ضحك ماهر بصوت عالي وهو يرفع يده وضربها في يد سامر وهو يقول : حللللوة حلوة , لا وسمعتها اش تقول حبيب العمر , مررررره مو لايق عليها النعومة والدلع
    قال سامر وهو يضحك : تصدق أول مرة أشوف دبابة حربية مسوية نفسها بورش , تبغى تنعم نفسها بالقوة .
    رمتهم بنظرة حادة وهم يضحكون على المحشات اللي بدأوا يخترعونها وقالت بغيض وهي تلوح بالسكين اللي كانت تقطع فيها الكيك : لا والله صوير وعوير , يلا ضفوا وجيهكم اللي تجيب الضيق واطلعوا من مطبخي يلا , بسرررررررعه , قال دبابة حربية يالوانيتات انتم
    قال سامر وهو يسحب صحن الكيك : يمه منها تخوووووووف , قوم , قوم لا تاكلنا
    قام ماهر وأخذ قطعه كبيرة من صينية الكيك وهو يقول بتحليل بارد : غصب شاردين عنها الخطاب , هذي أصلا أمي جايبتها ولد بس داسين علينا وقايلين إنها بنـ.
    ضرب كرتون المناديل في راسه من ورى وسحر تصرخ : اطلععععععععع براااااااااااااا ولا تمسك الكيك بيدك يا قذررررررررررر
    لصقت سلافة في الجدر لمن مر التوأم من عندها زي البرق خارجين من المطبخ وقالت بدلع وهي تلف على المطبخ : what ??
    ما خلصت سؤالها إلا و قارورة موية صحة فاضية تضرب في جبهتها , فتحت عيونها المغمضة من قوة الضربة على صوت قهقة التوأم , لفت عليهم بغيض كان كل واحد فيهم مستند على الثاني من كثر الضحك وهم ماسكين صحون الكيك ورجعت طالعت بحدة في سحر المستندة على الثلاجة من كثر الضحك وقالت وهي لفة بوزها : يا متوحشة والله أعلم عليك مامي .
    وراحت زعلانه وهي متجاهلة مناداة سحر اللي تحاول تفهمها إنها مهي المقصودة بس مهي قادرة تتحرك بسبب كثرة ضحكها

    ***********************

    رفع الملعقة لفمه وهو يطالع بتعجب لها وهي تاكل , حتى وقت الأكل كانت متغطية , صح شالت نقابها لكنها رمت طرحتها بشكل ما يسمح للي جنبه يشوفها , لف وجهها على اليمين وانتبه إنه يشوف وجيه اللي معاه في نفس السطر ورجع لف عليها واصطدم بصره بطرحتها , اتكأ على الطاولة بكوعه اليمين معطي ظهره للركاب وسند راسه على قبضته وسأل : كيف الأكل
    في البداية ما انتبهت إنه موجه الخطاب لها , لكن لمن وصلها صوته الساخر وهو يقول : لهاالدرجة الأكل لذيذ !!
    لفت عليه وقالت بعفوية وهي تأشر على نفسها : كنت تكلمني
    لو ما شاف نظراتها البريئة كان قال إنها تستهزئ به , كبح ابتسامته وقال ببرود : لا مجنون أكلم الطاقة
    ابتسمت بعفوية وقالت : سلامتك والله , ما قصدت
    ابتسامتها , كلمتها وطريقة نطقها هزته من الأعماق ~ هي يا إنها عبيطه وغبية ما تفهم التجاهل والبرود وكلمات التريقة أو إنها لامبالية ما همها في اللي أقوله ~ كملت كلامها تمتدح له الأكل ولمن شافته مو مهتم بجوابها سكتت وهي تحس بألم يعصر قلبها , انتبه من شروده وتفكيره لمن ساد الصمت وطالع فيها , ابتسمت لعيونه اللي توها طالعت فيها ورجعت راسها لطبقها اللي حست نفسها انسدت عنه , ما أخذ باله من حركتها , رجع لطبقه كمله وأعطاه للمضيفة اللي جات تاخذ الأطباق , راح شغل الشاشة وحط على الفيلم الأمريكي المعروض وحط السماعات في إذنه , ساعة و40 دقيقة ما حول عينه عن الفيلم ولا طالع فيها وبعدها طلبت منه تروح المصلى عشان صلاة العشى , صلوا ورجعوا , رجع كرسيه على ورى ودقايق وهو غااااايص في النوم , أخذها نووووم عميق من دون ما يسألها تحتاج شي ولا لا , طالعت فيه أزهار وتأففت بضيق , خرجت الشنطة الجلد اللي أعطاها لها عمر وفتحت طاولة الأكل وفرغت كل محتويات الشنطة على الطاولة .

    ************************

    رفع راسه عن كتابه اللي قاعد يقرأه عشان يكون متمكن منه قبل تدريسه للطلاب في الجامعة لمن سمع نغمة الرسالة الصادرة من جواله , قام من سدحته على الكنبة وسحب الجوال من الطاولة وفتحه بحماس , كان طفشاااااااان من الوحدة ومن الكتاب اللي صار حافظه من قلب , (( السلام عليكم , كيف حالك عمر وكيف زهرة أكيد مفتقد رجتها في البيت !! حبيت أسأل عنك (^.^) . منى ))







    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    ابتسم ورمى الكتاب على الطاولة وعدل جلسته وهو يفتح رسالة جديده وكتب (( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير .
    وتردد طوييييييييل بعدين كتب (( وصراحة أنا مفتقدها ومفتقدك كمان
    مسح الكلمات الأخيرة وحك جبهته وهو يقول : اش أكتب اش أكتب
    وزفر وهو يرجع يكتب الكلمات مرة ثانية وكمل (( ما يحتاج تكتبين اسمك في نهاية الرسالة لأني عارف رقمك و اسمك تراه منقوش في قلبي .
    رجع مسحها وهو يقول بعصبية : اش الهبالة هذي
    كان يحس بالغيض من خجله , مو قادر يكتب كلمتين على بعض , فتش في رسايله عن رساله مناسبة لكنه مالقي إلا رسالة وحدة , راح أضاف لها اللي كتبه وأرسلها

    *********************

    انتفضت لمن رن الجوال اللي بين يدينها , فتحت الرسالة بسرعة , أول ما شافت إنها من ( الغالي ) غمضت عيونها وهي تسحب نفس قبل ما تفتحها وتطالع في السطور بسرعة
    (( مساء الورد أبعثه سلاما
    وريح المسك فاحت و الخزامى
    دعاء صادقا من كل قلبي
    و ود في الحشى لك قد تنامى
    يبادلكم فؤادي فيض حب
    فأدعو الله " يحفظكم " دواما
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك
    أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير وصراحة أنا مفتقدها و. مفتقدك كمان
    كنت جالس أقرأ كتاب عن النبات والأحياء الدقيقة وحاس بممل
    ورسالتك اللي أرسلتيها حسستني بالسعادة ))
    عادت قراءة الرسالة فوق الخمس مرات وضمت الجوال لصدرها وهي تحس بفرح عميييييييق إنه فرح برسالتها اللي جلست تكتبها اليوم بطوله واللي مسحت قبلها 10 رسايل كتبتها

    ************************

    ما صحاه من نومه اللي استمر ساعتين إلا الحمام اللي راح له ورجع كمل نص ساعة نوم من دون ما يبادلها حرف واحد , زفرت أزهار وهي تصرخ بداخلها ~ اش هذا طـــــفـــــش ~ ولمن جات الوجبة الخفيفة اللي بدأوا يوزعونها صحي من نومه وأخذ وجبته وما ألقى بال لرفض أزهار لوجبتها و إكتفاءها بكاسة موية قبل ما تروح تصلي الفجر في المصلى , ساعتين ونص ثانية قضاها يتفرج على الفيلم الثاني وهو ياكل الوجبة الرئيسية الثانية اللي رفضته كمان أزهار وأثناء تفرجه أعلنوا إنه بقي أقل من ساعة على الهبوط , هنا لف عليها وقال بهدوء وبرود : شوية ونوصل
    رفعت راسها عن دفترها وقالت باختصار وهي تصكه وترجعه لشنطتها اللي أعطاها لها عمر : إمم سمعت
    وغطت مرسامها اللي بالضغط ودخلته في مقلمية صغيرة فرو أسود ورجعتها مع الدفتر وصكت الشنطة واعتدلت في جلستها وهي تعدل عبايتها على راسها , سحب الجريدة اللي أخذها أول ما طلعوا وقعد يقرأ فيها , لفت وجهها له ولفت بوزها ورجعت بصرها للطاقة وهي تسند راسها على طرفها ~ تراااااااااااب , يعني سكت سكت وآخر شي ينطق بشي سامعته من المضيف , كإني غبية ما أفهم اش يقولون , أفففففففففففففففففففففف , استغفر الله العظيم ~
    : أزهار , أزهار
    فتحت عيونها وانصدمت لمن شافت الناس واقفين في الممر وهم شايلين شنطهم ,متى نامت وكيف ما حست بالهبوط مسحت وجهها من تحت نقابها وعدلت حجابها وقامت ورى جاسم اللي سحب منها الشنطة الرياضية , كان المطار مزززززززعج من كثرة الضوضاء والزحام اللي فيه , لكنه قمة في الروعة , طالعت بذهول للسير الأرضي المتحرك اللي واقفين عليه الناس عشان ينقلهم , لأول مرة تشوف هالسير في حياتها و حاولت قدر الإمكان إنها تلحق خطوات جاسم السريعة وهي تتفادى إنها تصدم في أحد , نشبت شنطتها الصغيرة في شنطة واحد مار من عندها بسرعة وطاحت على الأرض , اعتذر منها بلغة ما فهمت أصلها وهو يناولها شنطتها , شكرته ولفت بسرعة , انصعقت وحست بانقباض قلبها لمن شافت الناااااااس رايحين وجايين قدامها وجاسم بقامته الطويله مهو في مجال بصرها , سحبت نفس عميييييييييق وهي تفرص أصابيعها بتوتر وقالت بصوت عالي نسبيا : جاااااسم , جااااااااااسم
    ولمن شافت إنه ما في إجابة تحركت من مكانها
    قال وهو يلف لورى : لازم نركب القطـ.
    وانصدم لمن ما شافها وراه , لف يمين ويسار مرة ومرتين ~ مستحيييييييل أضيعها , حجابها مميز , أفففففففف وينها الزففففففففت ~ كان كل لون أسود يستوقفه لكن ولا شي استوقفه كان هو أزهار , قال بصوت جهوري : أزهاااااااااااااااار , أزهاااااااااااااار
    دخل يده في جيبه وتأكد من وجود الجوازات معاه , حط الشنطة الرياضية على كتفه ورجع من البوابة اللي جا منها وهو يدعي إنه ما يصير لها شي , تذكر توصيات عمر له وإنه ينتبه لها , بدأ يسبها وفي نفس الوقت يلوم نفسه ليش ما طالع لورى من قبل
    كان مع كل خطوة يتزايد خوفه بشكل غريب , ولمن ميز عبايتها تحرك بسرعة , كانت واقفه مع عجوز ماليزية تكلمها بالإنجليزي
    : أزهار
    التفتت بفرح لمن سمعت صوته ولمن شافت نظراته البااااااااارده قالت بسرعة : ترانا في مكان عام , بدون عصبية , شنطتي طاحت ولمن أخذتها ما شفتك بعدها , كنت تمشي زي ميب ميب
    ولمن شافته جااااااامد وهو يطالع فيها بنفس النظرات قالت بهمس وهي تعض على شفتها : تعرف ميب ميب , النعامة السريعة ذيك اللي يحاول الثعلب يصيدها وما يقدر
    ولمن ظل على صمته الفضييييع ابتسمت بصمت ابتسامة كرتونية واااااسعة لدرجة تغمضت عيونها , همه انزاح لمن شافها لكنه في نفس الوقت حس بقهرررر منها , ليش مهي خايفة ليش ما رمت نفسها عليه وهي تصييييح خوف أي عروس هذي اللي واقفة تتكلم وهي مبسووووووطة ولا كإنها لوحدها في بلد غريب أول مرة تجيه و ضايعة عن زوجها اللي ما يعطيها وجه , لمن شاف عيونها اللي واضح إنها مغمضة بسبب الابتسام رفع يده وضرب جبهتها بأصابيعه بخفة ونزلها وقبض على يدها اليسار بقووووة وهو يقول من بين أسنانه : المرة الجاية بأقطع رجلك لو ضعتي سامعة
    وسحبها وراه , طنشت تهديده ومدت كفها اليمين ولوحت للعجوز ورجعت طالعت له , كان معقد حواجبه بقوووة , ما فلت يدها إلا لمن دخلوا للقطار الداخلي اللي حينقلهم للصالة الداخلية عشان ياخذون العفش ويكملون الإجراءات , وبعد ما خرجوا , جلسها عند المقاعد وحرم عليها تتحرك خطوة قبل ما يجي , راح جاب الشنط ورجع لها , ولمن مروا بالجمارك وفتحت وجهها للعسكري لاحظ إنها مسحت مكياجها وكحلها تماما , حس بشعور غريب يغمره وهو يشوفها تغطي على طول وتوقف جنبه وهي مدنقة بخجل , ابتسم و نزل راسه لمستواها وهمس : اش فيك
    وقفت وراه لمن مد العسكري يده وناولهم الجوازات وهي تهمس بخجل : الله لا يفضحنا حاسة إني بموت من الفشلة
    ضحك من قلبه ورجع يده لورى وقال : هاتي يدك يا بنت البادية و انتي ساكته
    مسكت يده رغم إنه كلمته ما عجبتها ومشيت معاه للتاكسي اللي كان صاحبه رافع لوحة باسم جاسم عشان يوديهم للفندق

    ***********************

    يدينه كلها تنتفض , طالع فيها بيأس وهو عاجز عن إيقاف حركتها , ضمها لصدره وطالع يمين ويسار وصوت لهاثه يضرب مسامعه , قبض أصابيعه بقوة حتى صفرت مفاصلها وفردها وهو يمررها على طول ذراعينه , دق الباب المبطن بإسفنج وصرخ : خرجونيييييييييي , بموووووووووووووت
    طلع صوت من بين أنفاسه أشبه بالعويل و هو يقبض أصابعه مرة ثانية ومررها على رقبته وشد أطرف شعره الطويل أصابعه وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييييييييييييييييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .
    كان يحس جسمه كله يحترق ويتآكل , ضرب الباب مرة ومرتين بكتفه وبرجله إلين تبللت بلوزته بالدم و برضو ما انفتح , انهار على الأرض وصرخ من وسط دموعه : ماهر خرجني من هنا بأموووووووووووووت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , بموووووووووووووووت .
    شهق بقوة وهو يقوم من وسط نومه , طالع يمين لقي مكتب كمبيوتره الأنيق وفوقه رفوف كتب وأقراص مدمجة ولف يسار لقي زوليته الصوف المتناثرة عليها خداديات كبيرة مفروشة قدام دولاب التلفزيون والبلاي استيشن , مسح وجهه وهو يستغفر بصوت خايف , انفتح باب غرفته على آخره , ما انتبه لملامح الشخص الواقف لأن الضوء من وراه لكنه عرفه من هيأته , ابتسم وقال وهو يمسح جبينه المندى بالعرق : ماهر
    تقدم ماهر منه وهو يسأل بخوف : سامر , انت كنت تصرخ
    هز راسه بتعب وقال : شكلي من وسط نومي صرخت
    سحب كرسي وجلس جنبه وسأل وهو يحط كفه على كتفه : نفس الكابوس
    اختلس سامر نظرة ليده اليمين اللي تنتفض وهمس وهو يقبضها بقوة : لا هذي المرة شي قديم حلمت به رجع .
    قام ماهر بحماس وسأل : تبغانا نخرج نتمشى شويه
    ضحك سامر وقال وهو يرجع ينسدح : أقول روح نام أحسن لك وراك رحلة
    : الوقت لسه بدري , بعدين الرحلة داخلية لتبوك من بعدها تبوك , تحرك
    : ما فيه حيييييل
    : أقولك قووووووووووووم
    : ماهر الله يسعدك مافيه حيل
    وبعد محاولات فاشلة خرج ماهر وصك الباب , استنى سامر دقايق إلين تأكد إنه توأمه أكيد وصل لغرفته وفتح نور الأبجورة وفتح الدرج اللي جنب السرير وخرج منه علبة السجاير القديمة , طاااااااااااااالع فيها لفترة وبعدين فتحها وخرج وحده حطها على اللحاف قدامه وجلس يتأملها , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها , لقيها لساعها موجودة , رجعها للعلبة ودخلها جوة الدرج وصكه بقوة وضرب سطحها بقبضة يده , سحب نفس عميييق وقام للحمام , راح تروش وتوضأ وقام يصلي
    غمض ماهر عيونه لمن سمع صوت تكبير سامر وتحرك من مكانه جنب الباب وهو يأشر لسحر اللي واقفة وهي ملصقة إذنها على الباب , لحقته لغرفته وهمست وهي تصك الباب بشويش : نفس الكابوس
    قال بهمس : لا , يقول تحلم بشي في الماضي
    همست : قلتلكم الحل نجوزه , انت ما بقي على زواجك إلا 6 شهور يعني مفروض نتحرك ونخطب له عشان نجوزكم في يوم واحد , صدقني بتتحسن حالته
    همس بعصبية : و انت دايما حلك لكل المشاكل هو الزواج , أنا زوجتيني وزوجتي سمر , ياختي زوجي نفسك وزوجي الأعزب المثالي عدنان قبل ما تفكرين في تزويج سامر
    لفت بوزها وهمست بعصبية : زواجي مالك دخل فيه لأنه مو أنا اللي أأشر بيدي لحبيب عمري وأقوله تعال يلا , هو الحماااااااار الزففففففت ملعون الوالدين إلى الآن ما قرر يجي ويشرف بيتنا
    كتم ضحكه وهو يقول : الله يقطع ابليسك غصب ما يجي حبيب عمرك وانتي قاعدة تلعنين والدينه وتسبينه وهو ما جا لسه , اللعن حرام يا بنت
    قالت بعصبية وهي تأشر على راسها : زوجي بكيفي أسبه ألعنه مالك دخل , يعلللللله الحريقة اللي سايبني إلا الآن وما جا , طقيت الـ 26 وهو لسه في اللفة إلا الآن ما دل البيت الأحول المهبول
    انفجر بالضحك وهو مو قادر يمسك نفسه على خبال أخته اللي كملت بقهر : والأعزب المثالي هذا أنا أعرف شغلي معاه , خطيبته صار عندها ولدين من زوجها وهو لسه على ذكراها كل ما عرضت عليه وحده أنا وأمي رفض , يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع
    وقف ضحكه وسألها بجدية : من جدك تتكلمين
    قالت بتفكير : والله , أمي قالت لي هذا الكلام وأنا وافقتها عليه , عرضنا عليه كل بنات القبيلة وما رضي ولا بوحده
    حك جبهته وسأل : و مين سعيدة الحظ اللي بتاخذه
    ابتسمت وقالت بفرح : العنوووووووود , بنت عمي أحمد , داخلة مزاج أمي بقوووووة وأبوك ما حسب يسمع باسم أحمد شق الحلق مبتسم بفرحة وقال كلموا عدنان بكره و أعطوه خبر
    حك شعره وقال بقهر : خساااااااااره ما بأحضر لحظات إعدام عدنان وسحبه لحبل المشنقة بكرة
    ضربته على كتفه وقالت : أي إعدام وأي مشنقة انت ووجهك يالإرهابي , زوااااااااااج
    قال بتريقه : وهو في فرق , كلهم واحد
    شهقت وهي تضرب صدرها بيد وهزت اليد الثانية بتهديد وهي تقول : طييييييييييييييب عند أريجو الكلام هذا كله , بكككككككره الظهر على أبعد تقدير
    : أعوووووووذ بالله منك يالنمامة الحراشة يا نقالة القيل والقال
    شهقت وقالت باستنكار : أنا نمامة وحراشة
    وأكد لها وهو يعقد يدينه قدام صدره وهز راسه : ونقالة القيل والقال
    ما حس إلا ومخدته ضاربه في وجهه بدون أي مقدمات ولمن انزلقت المخدة شافها هاجمة , طاح على الأرض قبل ما يستوعب اللي يصير لمن نطت عليه تضربه بقبضة يدها على كتفه وهي تقول : أوريييك , هذا جزاتي اللي دايما أوصل كل شي حلو رومانسي عنك للبنت , والله لا أبدأ تشويه الصورة الحلوة اللي رسمتها عندها يالجحوووووووووود يا كافر العشير
    كان يضحك وهو يحاول يبعدها عنه ويتفادى ضرباتها القوية في نفس الوقت لكنها كانت مثبته ركبتها على أعلى بطنه وركبتها الثانية على الأرض , شويه حست بيدين قوية على أكتافها شالتها شيل من بلوزتها وبعدتها بسهولة عن ماهر , قال ماهر وهو يمد كفه : أحلـــــى توأمي
    شبك سامر كفه بكف ماهر بعد ما دف سحر على الأرض وقومه , عدلت سحر بلوزتها و قالت وهي لافه بوزها وتأشر عليه : هو اللي بدأ , يقول عني نمامة و حراشة
    قال وهو يحرك حواجبه عناد : ونقالة قيل وقال لا تنسين
    قال سامر بجدية يسكته : ماهر
    ولف على سحر و كمل : وانتي اش اللي مزعلك في الموضوع , كل اللي قاله حقيقة
    صرخ ماهر بحماس وهو يشجع سامر اللي قام يضحك معاه , طالعت فيهم بحقد وقالت بقهر وهي تقوم : و الـــلــــه لا أوريكم
    وهم ما حسبوا , بعد ثانية من تبادل النظرات مسكوها بسرعة أول ما قامت وخرجوها برى الغرفة وقفلوا الباب , قالت وهي تعدل وضع بلوزتها اللي تمطت من جرهم : هين يالبزران والله لا أوريكم
    ولمن سمعت ضحكهم من ورى الباب صرخت بقهر وهي تضرب الباب برجلها .

    **********************

    يتبع







    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل رواية كنت أحبك حب ماتقراه في أعظم رواية
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Aug-2014, 12:29 AM
  2. مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 24-Oct-2013, 11:43 PM
  3. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  4. بيرسونال دينى للبلاك بيري 2013 , بيرسونال دينيه جديده 2013 , بيرسونالات دينى للبي بي
    بواسطة # بنت عتيبة # في المنتدى برودكاست بلاك بيري - Broadcast BlackBerry
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-Sep-2012, 01:54 AM
  5. سيد الظلام تسعه الاف تهنئه من نور لملك الظلام
    بواسطة شوق السنين في المنتدى التهاني والتبريكات و أخبار الاعضاء
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-Oct-2007, 02:55 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •