الفصل السادس
" ليدي جوليا براون!" ، كانت تلك صرخة انطلقت من أحد الفتيان المتجهين نحوها
فقالت بصوت خافت:" اسكت مايك، سيعلم الجميع هنا بأنني ليدي!"
قال ضاحكاً :" وهذا ما كنت أرجوه!، على أية حال لقد اشتقت إليك جولي!"
" و أنا أيضاً مايك، كيف حالكم؟ لم أركم منذ فترة طويلة"
أجابها رون:" نحن بخير ، إنما كنت أتسائل فقط عما إذا كنت مخطئاً من قبل، أم أنك حقاً قلت لنا بأنك ذاهبة إلى جزيرة الأماني لقضاء ثلاثة أسابيع مع سيليا؟"
" هذا صحيح رون ، إنما للضرورة أحكام ، فقد اقتضت الظروف أن آتي إلى أليريا بدلاً من الذهاب إلى جزيرة الأماني!"
قال زاك:" شيء غريب ، ومنذ متى وأنت تغيرين خططك دون أن تخبرينا؟!!"
" أنت لست أبي لأخبرك!!!"
مايك:" لا تتشاجرا أنتما الاثنان! ، أنت حرة جوليا في تصرفاتك ، لكن هل ستصدقينني إن قلت لك بأنني وفجأة اشتقت لسيليا وأود أن أراها؟"
" بالطبع لا ، فأنتما تشبهان الغاز و عود الثقاب، متى ما اجتمعتما ، اشتعلت نار الحرب بينكما!"
" وهذا ما أعنيه ، اشتقت لحروبنا ، لذلك أخبريني أين ذهبت فأنا لا أراها هنا معك؟"
فهم رون فوراً ما يعنيه مايك بكلامه، فقال:" هذا صحيح جوليا، فكما تعلمين ، المرح مقترن بوجود مايك وسيلي في نفس المكان ، ومتى افترقا اختفى المرح "
تدخل زاك قائلاً:" جوليا هل ستبقيننا في حيرة من أمرنا هكذا "
بللت شفتيها بلسانها وقالت:" سيليا ليست هنا"
قال مايك:" و أين هي إذن"
" إنها تتسوق ربما، لا أدري، لماذا تسألني كل هذه الأسئلة ؟ أتراك تحقق معي؟ أم تشك بي"
" لا بالطبع ، إنما أنا وبكل طيبة نية أحببت أن ألقي التحية على صديقتك ، إنما ردة فعلك تؤكد لي ما يحاول لسانك أن ينفيه وبكل حماس!"
" أحاول أن أنفي ماذا؟ مايك ، أنا لست أخفي شيئاً عنكم، لذلك لا تتكلم بالألغاز"
تدخل زاك:" هذا يكفي، ألا تملان من الشجار دائماً هكذا"
جاء دور رون ليدلي برأيه هو الآخر:" لكنهما عند الشدائد يساندان بعضهما البعض وكأن شيئاً لم يكن!"
ضحك مايك وقال:" أشكركما لترطيبكما للأجواء ، جوليا ، لقد رأيتك تتحدثين إلى شخص ما في القطار ، أظنني أعرفه، ( وتصنع الاستغراق في التفكير) ، لكنني لا أذكر أين رأيته ، هل صادف أن ذكر لك اسمه ؟"
" أنت تقصد بأنني أعرفه من قبل ، أليس كذلك، يؤسفني أن أخبرك بأنه لم يقل لي اسمه منذ قليل!"
" وهذا بالتأكيد لأنك تعرفين اسمه من قبل!"
قاطعته جوليا مغيرة الموضوع بمهارة:" أتسائل لماذا لم ينطق روب بحرف منذ أن جئتم إليّ!هذا غريب بالنظر إلى كونه ثرثاراً من الدرجة الأولى"
التفت إليه ثم قال:" لقد لاحظت ذلك أنا الآخر، فمنذ أن وقفنا هنا وهو ينظر في ذلك الاتجاه، ولا أدري لما. بل أعرف لأن ." وسكت فجأة
قالت بحذر :" لأن ماذا؟ أخبرني!"
سكت الجميع ، فركلت ساق روبرت فجأة ، فقفز مجفلاً :" لماذا يقف الثرثار ساكتاً هل أكل القط لسانك أم ماذا؟"
فرد بسرعة:" أيتها الغبية، لقد قطعت تركيزي على الـ ( في هذه اللحظة جاءته ركلة أخرى من حيث لا يدري) أاااااااوتش ما الذي فعلته مايك؟ لم أكن لأقول لها شيئاً يزعجها ، مثل أنني كنت أراقب جوليان قبل قليل!"
قالت متفاجئة:" جوليان هنا! أريد أن أرى صديقته"
في هذه اللحظة وصل آليك بالماء، ولسوء الحظ لم يسمع سوى الجملة الأخيرة.
تقدم وقال متنحنحاً:" جوليا، لقد أحضرت لك الماء"
أجفلت وقالت:" شكراً آليك، لست عطشى"
ضاقت عيناه وقال:" هيا أشربي ولا تكوني عنيدة! ( والتفت نحو البقية) أنا آليك فورد، سررت بلقائكم"
تقدم مايكل وقال مصافحاً:" مايك لانديز، ابن خالة جوليا وصديق طفولتها، تشرفت بمعرفتك"
صافحه آليك ثم تعرف على البقية، وعاد إليها متجاهلاً النظرات المحدقة فيهما.
" هل تشعرين بتحسن الآن؟"
رفع روبرت حاجباً وأخذ يراقب حركاتها فقالت بإحراج بالغ:" أجل، شكراً لك"
قال روبرت:" ما رأيكم بغداء على حسابي في مطعم ماكدونالد"
قالت جوليا بمرح:" بالطبع، طالما أنه على حسابك!"
" يا للشح!"
ردت ضاحكة:" أنت لا تتغير أبداً، بالمناسبة ألن يشاركنا جوليان وصديقته الغداء"
أخرج روبرت محفظته على الفور، ثم قال بأسف بعد أن انتهى من عد أوراقه المالية:" للأسف جوليا، ليس لدي المال الكافي لتغطية نفقة طلبات الغداء لجوليان وصديقته!"
قالت ضاحكة:" سأدعوه على حسابي!"
قال مايك بلهجة لاذعة:" جوليان لديه من المال ما يكفيه لتغطية نفقاته إلى آخر أيام حياته، فلا تشغلي بالك بالتفكير في غدائه، بالإضافة إلى ذلك، وكما تعلمين بالطبع، فـ جوليان لانديز لا يدخل هذا النوع من المطاعم!"
تدخل آليك قائلاً ليخفف من حدة غضب مايك:"أعتقد بأني لم أسمع رأي رون وزاك في الموضوع!"
أجابه زاك قائلاً:" نحن دبلوماسيان،."
أكمل رون:" طالما أن الموضوع يدور حول جوليان، فنحن نتصرف كما لو أن الأمر لا يعنينا بشيء"
فأكمل زاك:" وهذا ما يجعلنا صديقين ذكيين"
ضحك آليك قائلاً:" فلنذهب إذن ولنتركه مع رفيقته!"
اعترضت جوليا قائلة:" مستحيل، لن أذهب قبل أن أتحدث إليه على الأقل!"
فكر آليك بغيرة.ها قد بدأت تتأكد أسوأ الشكوك لا تصري على رؤيته جوليا كي لا تصعب مهمتي.
قال مايك:" حسناً، سأدعوه ليشاركنا غدائنا لكن" وبتر جملته، وذهب متجهاً نحو جوليان.
" هيا يا شباب، فلندخل المطعم!"، كانت هذه الجملة هي التي قالها روب قبل أن يدخلوا جميعاً إلى المطعم القريب
جلسوا حول المائدة المستديرة بانتظار جوليان ومايك والصديقة المجهولة.
صمت مطبق كان مخيماً على الأجواء، قطعه روب فجأة مخاطباً آليك وقد ضاقت عيناه الزرقاوان:" أمتأكد من أننا لم نلتق سابقاً؟"
أجاب آليك بثقة:" بالطبع و إلا لتذكرتك!"
قال روبرت وعلامات الاستغراق في التفكير تبدو جلية على وجهه:" أعتقد أنني رأيتك في نادي كريستال روز في أراليا، ( وفجأة أخذ يتكلم بثقة كبيرة) لقد تذكرت، كان ذلك آخر يوم دراسي لنا، رأيتك تنظر إلى جوليا وسيليا، و أذكر أيضاً أن جون كان يراقبك بنظرات خبيثة، أليس كذلك؟"