أفاقت ليزا من النوم يملئها إحساس بضيق بسبب نومها المتقطع
"ألقت الغطاء جانباً واتجهت إلى الشرفة "
كان الضباب كثيفا ً في هذا الوقت المبكر من الصباح
والهواء يحمل نسماته باردة
أسندت ليزا كوعها على سور الشرفة, أغمضت عينيها
تستنشق رائحة العشب الندي المختلط بعطر زهور الحديقة
فابتسمت, وقفت مستمتعة تترقب شروق الشمس
لفت انتباهها صوت حوافر تتحرك جهة لإسطبل
"دققت النظر تحاول أن ترى ماذا يحدث ولكنها لم تتمكن
من أن تميز أي شيء بسبب الضباب "
ثم سمعت صوت حوافر خيل تنطلق خارجه من المزرعة
( لابد أن يكون أش , فبيير لا يستيقظ في مثل هذا الوقت المبكر ؛
يبدو انه لم ينم جيدا , ترى هل هو غاضب مني ؟
لم اقصد لإساءة, لابد أن اعتذر له , ولكن كيف ؟ )
" تثاءبت وشعرت بالبرد يقرصها " سأعود لنوم
دخلت ليزا وهي تفكر في طريقة تعتذر بها لأش
كانت الساعة تشير إلى 9 والنصف صباحاً عندما فتحت ليزا عينيها
ليزا : أوه لقد تأخرت لاشك أن بيير غاضب لان
قفزت مسرعة من السرير إلى الحمام اغتسلت بسرعة
وارتدت ملابسها وخرجت مسرعة
فاصطدمت بالشخص الواقف أمامها
أمسكها بيير كي لا تسقط : أخيرا قررتِ أنهوض؟
الم نتفق على أن نفيق باكرا ؟
ليزا : يا ألاهي لقد أفزعتني , أسف لم أنم جيدا الليلة الماضية
بيير : حسنا فلننزل لتناول لإفطار واخبريني فطريق
لماذا كانت ليلتك سيئة ؟
مشت ليزا باتجاه السلم ويد بيير ممسكة بذراعها : هل تعلم أن
أخاك حظر البارحة ؟
بيير : اجل أخبرتني ماري , يبدو أن مزاجه سيء ,وقد خرج باكرا
للمرعى لتفقد سير العمل وقد يغيب طوال النهار
نزلت ليزا السلالم وهي غارقة في التفكير " يبدو أن أش لازال
متأثر من كلامها "
بيير : ليزا مآبك تبدين منزعجة ما لذي يضايقك ؟
انتبهت ليزا لعبوسها فابتسمت : كلا لست منزعجة ,
فلننهي إفطارنا بسرعة وننطلق من هنا فأنا متشوقة لرؤية المكان
تناول بيير وليزا لإفطار الشهي ومن ثم توجه بيير لإحضار الخيول
وساعدت ليزا ماري بتجهيز سلة الغداء وتحتوي على شطائر
الحم البارد والجبن وعلبة سلطة وترمس العصير
والفطائر المحلاة
حضر بيير برفقة pearl و storm , وانطلقا إلى المكان
الذي وعدها أن يصطحبها إلية
بعد ربع ساعة من المش وصل بيير وليزا إلى بقعة جميلة جدا
عبارة عن وادي مليء بزهور البرية الملونة ولأشجار الكثيفة
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.599cd8cd1f.jpg
وفي الجهة المقابلة يشق النهر طريقة بين لأشجار
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.3392b906ce.jpg
ليزا : بيير أنه رائع, أجمل بكثير مما وصفته لي
ابتسم بيير: توقعت أن تعجبك هيا فلننزل
نزلت ليزا وعينها تتأمل المكان بأنفاس محبوس
ربط بيير الحصانان بشجرة ومشى بجوار ليزا يتأمل المنظر
الخلاب الذي يطل على لأودية على امتداد النظر بأشجارها
التي بدأت ترتدي حلة الخريف, كان المنظر رائع جدا
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.314c859737.jpg
كانت عيني ليزا تلمع بسرور : أشكرك بيير لأنك أحضرتني إلى هنا
ابتسم بيير : أنا سعيد انه أعجبك , أحب هذا المكان كثيرا خاصة
في هذا الوقت من السنة ,ولكن هذا ليس كل شيء
ارتسمت على وجه ليزا علامة استفسار : حقا , وما لذي تخبئه لي؟
امسك بيير بيدها واخذ يتلفت وكأنه يبحث عن شيء ثم قادها
إلى بقعة جميلة وأجلسها على جذع شجرة صغير تحيط بها
الزهور من كل جانب ,ومن خلفه تظهر بعض الصخور وجزء من لأودية
كانت ليزا تنظر إليه باستغراب: بيير ما الذي تريد أن تفعله ؟
كانت ابتسامة بيير المشاكسة تنير وجهه : ستعرفين لان
هل تسمحين لي أن انزع عنك قبعتك ؟
ارتسمت على ملامح ليزا علامات لاستسلام : افعل ما تشاء
نزع بيير القبعة وبداء في ترتيب شعر ليزا المبعثر بطريقة جميلة
ثم وقف يتأملها , ولكنه لم يكن راضياً :انتظري لحظة لا تتحركي
رفعت ليزا حاجبها : تأكد أني لن أتركك لوحدك هنا
فأنا لا اعرف طريق العودة
سمعت ضحكت بيير وهو يبتعد عنها ليختفي ثواني قليلة
ويعود وفي يده حزمة من الزهور البرية المنسقة بعناية
بيير: تفضلي امسكي بهذه
ليزا : أنها جميلة أشكرك
بيير : على الرحب والسعة
ليزا : ولكن لم تقل لي ما لذي تخبئة لي ؟
وضع بيير يده على خصره وابتسم بمكر : سأرسمك ,هل أنتي مستعدة ؟
احتجت ليزا : آوه بيير كان يجب عليك أن تخبرني حتى ارتدي
شيء جميل وأكون مستعدة ,هذا ليس عدلا
ضحك بيير على شكل ليزا الغاضب : ليزا عزيزتي أنتي في غاية الروعة
وستبدين جميلة حتى وان كان وجهك ملطخ بطين
ابتسمت بخجل ليزا : حقاً, أشكرك
ابتسم لها بيير وتوجه إلى حيث وضع أدوات الرسم وعاد وجلس أمامها
وبعد مرور خمس دقائق احتج بيير : ليزا بربك استرخي قليلا
أنا هنا من اجل أن ارسم لكي صورة وليس من اجل أن أوقع ورقة إعدامك
ضحكت ليزا وهي تشعر بالإحراج فقد حاولت أن تخفي توترها ولكنها فشلت
ليزا : اعتذر يبدو أنها المرة الأولى التي ترسم لي لوحة
ابتسم بيير لان ملامح ليزا بدأت تسترخي وبدا وجهها مشعاً بالبراءة
فأخذ يرسم تقاسيم وجهها بسرعة, فقد عرف كيف يزيل توترها
فأخذ يتحدث معها حتى تضل مسترخية
كانت يد بيير المحترفة تعمل بسرعة على الورقة حتى ينقل
شكل ليزا بعينيها الصافة ونظرتها الحالمة وابتسامتها الرقيقة
***************
كانت عيناه تسبح في الفراغ برغم من محاولته المستمرة
لتركيز على العمل لكن أفكاره ضلت شاردة في مكان أخرى
قطع علية مات شروده : سيد أش يوجد في القرب مستنقع كبير
قد يشكل خطر على لأبقار يجب أن ترى المكان بنفسك
إقطب حاجبا أش: أين هو ؟
مات : في الجهة المقابلة من التل
أش : حسنا أنا ذاهب لرؤيته
توجه أش إلى خلف التل ليجد أن مستنقع كبير قد تكون
لجفاف جزء من النهر لسبب ما , تتبع سير النهر ليجد
أن احدهم قام بتغير مسار النهر ؛ مما شكل مستنقعا
اقترب أكثر ليجد أن البعوض يتجمع بكثافة حوله
فشعر أش بالقلق فرجع إلى حيث ترعى الماشية
ليجد مات يقف بانتظاره
أش: مات متى وصلت لأبقار إلى هنا ؟
مات: منذ ثلاث أيام سيدي
عبس أش: اجمع الرعاة بسرعة سنغادر المكان هيا
انطلق أش ومات يأمرون الرعاة بالتحرك وجمع القطيع
كان الرعاة قد انتهوا من تناول طعام الغداء فسارعوا إلى
جمع أمتعتهم وانطلقوا لجمع قطيع الأبقار وبعد ساعة
استطاع أش أن يحرك الماشية, وانطلق يسبقهم يبحث عن
مكان مناسب لتبيت الماشية ليلتها حتى ينقلها إلى المرعى الجديد
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.29d4313b44.jpg
******************************
بعد مرور ساعة ونصف بدا على ليزا التعب
بيير : سوف نستريح قليلا ونكمل فيما بعد ما رأيك
ليزا :حسنا, كنت أفكر بقتلك منذ قليل, أكاد أموت من التعب
وظهري يؤلمني جدا
ضحك بيير: أسف عزيزتي عندما ابدأ بالرسم يصبح
لإحساس بالوقت معدوما عندي هل تسامحيني
ليزا : إذا كانت اللوحة جيدة أسامحك" مدت يدها تريد أن ترى اللوحة"
سحب بيير اللوحة يبعدها عنها : ماذا تفعلين ؟
استغربت ليزا : أريد أن أرى الرسم
بيير: عزيزتي ليزا لن تري اللوحة حتى انتهي منها
جلست ليزا على المفرش بقرب سلة الطعام : لم تنتهي بعد ؟
جلس بيير بقربها يساعدها في إخراج الطعام : أنها البداية فقط
ولن تريها حتى انتهي من وضع اللمسة لأخيره
عبست ليزا : هل ستستغرق وقت طويلاً حتى تنتهي ؟
وضع بيير إحدى الفطائر في فمه وقدم لأخرى لليزا: لا اعرف
قضمت ليزا الفطيرة غاضبة : ولكني متشوقة لرؤيتها
ابتسم بيير بمكر : يبدو أن الصبر ليس من صفاتك الجيدة
نظرة ليزا إليه بطرف عينها : ويبدو أن إثارة لأعصاب
هي إحدى صفاتك المحببة
ضحك بيير على شكل ليزا وهي غاضبة مما زاد من غضبها
فوجهت له عدت لكمات حتى تجعله يتوقف عن الضحك
*************************
خلال ساعتين أستطاع أش والرعاة نقل الماشية إلى مكان تبيت
فيه ليلتها حتى يتمكن من نقلها إلى المرعى الجديد
التفت أش يخاطب مات : مات استدعي ثلاث من الرعاة
مات : حالا ً
وخلال دقائق وقف أمام أش ثلاث رعاة لتلقي الأوامر
أش : رينو اذهب إلى الجهة الغربية وتأكد انه المرعى لا يتواجد به احد
رينو : أمرك سيدي
أش :برونو وأنت اذهب إلى الجهة المرعى الشرقي وتأكد
من حالة النهر والجرف الصخري أو عن أي عوائق هناك
برونو : نعم سيدي
أش : بيتر وأنت تأكد من حالة النهر قرب الشلال
بيتر : أمرك سيدي
أش : انطلقوا على ان تحضرو في الصباح وتخبروني عما حصل معكم
أنطلق الرعاة كل في اتجاه ثم بدأ أش يتفقد القطيع قبل أن يعود إلى القصر
*******************
شعرت ليزا بالتعب من الجلوس أمام بيير للفترة الثانية
ليزا : سأتأكد في المرة القادمة أن ترسم لوحتي من خلال صورة
ابتسم بيير ووضع اللوحة من يده : لقد انتهينا لهذا اليوم أسف لقد أتعبتك
حاولت ليزا أن تسترق النظر إلى اللوحة : هل يمكنني أن أراها لان
بيير : ليس ألان فلازال أمامي الكثير
احتجت ليزا : ولكنك قلت للتو أنك انتهيت منها ؟
بيير : يالكِ من مزعجه قلت أننا انتهينا اليوم , وسوف أنجز ما تبقى في المرسم
استلقت ليزا على لأرض باستسلام تريح ظهرها من عناء الجلوس الطويل
ففعل بيير مثلها , وسرح كل منهم في أفكاره
بعد لحظات قطعت ليزا الصمت وسألت بيير : بيير
كان بيير مغمض عينيه ليريحهم : همم
كانت ليزا تحدق إلى السماء التي بدأت تميل إلى الغروب : حدثني عن نفسك ؟
ابتسم بيير دونا أن يفتح عينيه : وماذا تريدين أن تعرفي ؟
أخذت ليزا تلعب في خصلة شعرها القصير : أي شيء
ألتفت بيير إليها واسند رأسه على يده : اسمي بيير لورنس ماكينون
عمري : 24 أعزب وقد أنهيت دراستي في كلية الفنون بعد أن تركت
كلية القانون هل هذا يكفي ؟
نظرت ليزا إليه بطرف عينها : اعرف هذا أريد أن تكلمني عن طفولتك
عن والديك عن أخوك أش عن حياتكم السابقة
عاد بيير واستلقى ووضع راحتيه تحت رأسه ليسنده بها
بيير : كانت حياتنا سعيدة جدا عندما كان والداي على قيد الحياة
حتى أش كان أكثر سعادة ولكن بعد الحادث تغير كل شيء
كانت العائلة تتجمع بشكل يومي تقريبا ً والدي العجوز باترك وعمتي ماغي
زوجة باترك وقد توفيت منذ سنتين, لم يكن يمر علينا أسبوع دون
أن يحضر احدهم لزيارتنا , كانت والدتي سيدة مجتمع من الدرجة لأولى
وقد ساعد هذا والدي في عملة كثيرا
كانت ليزا تنصت لما يقوله بيير : وماذا عنك أنت واش هل كانت علاقتكم جيده
ابتسم بيير : علاقتي مع أخي ممتازة حتى هذا الوقت قد نغضب من بعضنا
أحيانا ولكني أحبه واحترمه "سكت لبرهة شعرت ليزا انه يتذكر شيء ما "
عندما كنت صغيرا في 5 من عمري أخبرني أش انه سيذهب إلى الحظائر
لكي يرى العجول التي سيتم بيعها , وكانت أمي تحذرنا من الذهاب إلى هناك
ولكن لاشيء يمكنه أن يمنع أش من الذهاب فأخذت بالبكاء كي يصطحبني معه
فخاف أش أن تكتشف والدتي أمره فوافق على اصطحابي وحذرني من أن
لا اقترب كثيرا من السياج , ولكن منظر العجول أذهلني فاقتربت منهم
وقد أثار وجودي أحد العجول الكبيرة فاخذ يعدو نحوي , واستطاع أن أش
يبعدني عن طريقة في الوقت المناسب فاصطدم بالسياج فـتسبب
له هذا الاصطدام بالجرح الذي يقطع حاجبه الأيمن " لقد أنقذ حياتي "
فلو تأخر أش دقيقة واحد لا مزقني العجل بقرنية القويتين
كانت ليزا تحبس أنفاسها: آوه بيير,كدت أن تقتل,كم كان عمر أش ذالك الوقت ؟
بيير : 9 سنوات لذالك تلقى أش الجزء الأكبر من التوبيخ
ليزا : كان صغيرا أيضا , ولكنه تصرف بسرعة و بشجاعة
بيير : أجل برغم من صغر سنة كان قوي البنية والشخصية عكسي تماما
استنكرت ليزا قول بيير : ما لذي تقوله أنت لست ضعيف البنية
وتملك شخصية محبوبة ولا يمكن تجاهلها بسهولة
تغيرت ملامح بيير وكأنه يفكر في أمر ما أخذه إلى مكان أخر
وقال وهو لا يزال شارد بأفكاره : أهذا ما تعتـقدين !
ليزا : هذا ما أنا متأكدة منه بيير .
حاول بيير تغيير مجرى الحديث قائلا : تعرفين أحيانا عندما أزعج أش
بتصرفاتي الحمقاء وانظر إلى ذالك الجرح اشعر بتأنيب الضمير
أش حنون جداً برغم انه يظهر القسوة في تصرفاته
تذكرت ليزا أول يوم لها في القصر ورعاية أش لها : اجل
التفت بيير ينظر إلى ليزا : أتمنى لو تستطيعين أن تخبريني عن نفسك
"فكر قليلا " أنتي لست مراهقة صغيرة ولست كبيرة أيضا
ابتسمت ليزا : حسنا وماذا أيضا
ابتسم بيير : اعتقد انكي في 16 أو 17 من عمرك , كلا دعيني أفكر
"واخذ يتأملها قليلا " قد تكونين في 18 ولكن لست اكبر من هذا
ضحكت ليزا : عندما ايئس من استعادت ذاكرتي سأجعلك تكتب لي
سيرة ذاتية فقد احتاجها عندما أقرر أن اعمل ولكن لان هيا بنا فقد
تأخر الوقت ويجب أن نعود إلى القصر قاربت الشمس على المغيب
ابتسم بيير : بكل سرور , هيا بنا
جمع بيير وليزا أمتعتهم وباشروا بالعودة إلى القصر
كان مرهقاً جدا ولكن لازال أمامه بعض لأعمال المكتبية بحاجه إلى الاهتمام
دخل القصر واستقبلته ماري بوجهها الباسم: مرحبا أش يبدو عليك التعب
ابتسم أش لها ماري الوحيدة التي تهتم براحته منذ زمن طويل : مرحبا
ماري , كان يوماً شاقاً
سمعا صوت ضحكات عند الباب ثم دخل بيير وليزا وكان السرور واضحا عليهما
بيير : كلا , لن تريها حتى انتهي منها
ليزا : أنت شرير يا بيير ماكينون " سكتت ليزا عندما انتبهت لوجود أش
التفت بيير للجهة التي تنظر إليها ليزا : أش! مرحبا ,لم أتمكن من رؤيتك
هذا الصباح كيف حالك
كان أش ينظر لهما بإحساس غريب بدأ يكبر في داخلة دون أن يشعر به
فخرج صوته يشبه هذا الشعور
أرتفع حاجب أش : مرحبا بيير , أخيرا قررت العودة إلى القصر
شعر بيير بالخجل من توبيخ أش : اجل , وسوف أبقى هذه المرة
شعر أش بتوتر "بطبع سيبقى فقد وجد ما يثير اهتمامه هذه المرة "
ونظر باتجاه ليزا التي بدت مرتبكة
التفت أش إلى ماري : سنتناول العشاء في 7 تماماً
ماري : سيكون جاهزا
صعد أش إلى غرفته تاركا ليزا وبيير خلفه
ليزا : يبدو غاضبا ً
ابتسم بيير : كلا ليس غاضب ,انه متعب فقط ؛ فأش عندما يغضب
لا يبدو بهذه اللطافه
عبست ليزا : لم يكن لطيفا بالنسبتي لي
أمسك بيير ليزا من ذراعها يقودها نحو السلم : عزيزتي ليزا
أش أخر شخص تخافين منه فهو لا يؤذي الفتيات الصغيرات
بالإضافة انك ضيفته فهو لن يسمح بأن تتعرضي لأي سوء لا تقلقي
التفتت ليزا إلى بيير : هل تعلم انك تتكلم دائما بتفاخر عن أش
ابتسم بيير : بالطبع فهو أخي ويستحق لاحترام , ولان هيا اذهبي واستعدي
لتناول العشاء وإلا قد يغير أش رأيه ويصبح عدائي فهو يبدو جائع جدا
ضحكت ليزا : حسنا هذا بتأكد مالا نريده أن يحدث ,أرك بعد قليل
ذهب كلاً في طريقة , حاولت ليزا أن لا تصدر صوتاً وهي تتجه لغرفتها
المجاورة لغرفة أش وبعد,أن أغلقت الباب شعرت بالاستغراب من تصرفها
*********************
خرج من الحمام وهو يتذكر شكل ليزا وبيير وهم مسرورين بنزهتهم
فعاوده ذالك الشعور مما سبب له ضيق لعدم قدرته على تفسيره
أش : ماذا يحدث لي لما أن بهذا التوتر لابد انه أجهاد العمل
"فكر قليلا " كلا ليس بسبب العمل وإنما بسبب الفتاة ولكن لماذا ؟
**************************
جلست تسرح شعرها المبلول وهي سارحة في أش الذي بدا عليه التوتر
ترى هل كان ذالك بسبب ما حدث بينهم في الليلة الماضية
عبست بوجهها المتورد بسبب الحمام الساخن " ارجوا أن لا يكون
غاضب مني ؟ فلا أريد أن أكون ناكرة للجميل , ماذا افعل .
"أخذت تفكر قليلا" وجدتها! أتمنى أن يقبل بهذا العرض
نظرت إلى الساعة وكانت تشير إلى 6 و 50 دقيقة
"آوه لقد تأخرت مرة أخرى " ارتدت ملابسها بسرعة >>>
وطلت شفتيها بالون الزهري ووزعت بعض المسكارا على رموشها
وأخيرا رشة من العطر وأصبحت جاهزة للعشاء
كانت خارجة من غرفتها عندما لمحت بيير عند السلم
نادته ليزا بصوت منخفض : بسسس بيير انتظر أنا قادمة
نظر بيير جهة الصوت وانتظر حتى اقتربت منه :تبدين في غاية الروعة
دارت ليزا حول نفسها : هل يجبك ؟
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.104fd5e819.jpg
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.23a4bc4f2c.jpg
ابتسم بيير : أجل , ولكن ما بك لماذا تهمسين !
ضحكت بصوت منخفض : لا اعرف , ولكن على ما يبدو أن مزاج أخيك
هو السبب
ضحك بيير وهمس لها : فلنسرع إذا فقد تأخرنا خمسة دقائق عن موعد العشاء
هزت ليزا رأسها موافقة : هيا بنا
كان أش ممسك بكاس من العصير يتأمل الحديقة والتغير الذي طرأ
عليها , فقد عادت إلى سابق عهدها , مثلما كانت مارلين تعتني بها
فشعر بالحنين إلى تلك لأيام السعيدة , دخل بيير برفقة ليزا
وذراعيهم متشابكان وكأنهم على موعد للعشاء , فقد بدت ليزا جميلة
بعد أن استعادت صحتها في الفترة التي غابها عن القصر
فقطعا عليه شروده " حاول أن يخفي انزعاجه"
بيير : نعتذر عن التأخير أش
حاول أش أن يرسم ابتسامة على شفتيه : لا بأس " ثم التفت مشيرا
إلى جهة الحديقة : تبدو رائعة
ابتسمت ليزا بفرح : هل أعجبتك
نظر أش إليها ثم أجاب : اجل لقد أعجبتني .
كان منظرها محزنان , والان تبدو وكأن البسمة عادت إليها
اجلس بيير ليزا في احد المقاعد القريبة من الشرفة بالقرب من أش
وجلس في الكرسي المجاور لها : عندما عدت إلى القصر
رأيت فتاة جاثية على ركبتيها تملا الأرض حفراً وتزعج الديدان
المسكينة في مرقدها "حبست ليزا ضحكة كانت على وشك أن تهرب
منها , فارتسمت ابتسامة صغيرة على زاوية فم أش عندما تخيل شكل
ليزا وهي تحفر الحديقة, وتمنى لو كان حاضرا يشارك بالعمل "
أكمل بيير :عندما أخبرتني بخطتها قررت المساعدة
بالإضافة إلى ماري وتريزا اللتان ساعدتاني بتذكر أنواع الورود
وموريس وصديقة بتهذيب لأشجار وبيتر ساعد في إحضار
الزهور التي تحبها مارلين ,أنجزنا العمل في 4 أيام "
وغمز لأخيه : هل أعجبتك الحديقة
نظر أش باتجاه الحديقة التي تضيئها المصابيح المنتشرة بعناية
مظهرة جمالها
ثم نظر باتجاه بيير وليزا : اجل لقد سعدت جدا عندما رأيت التغيير الذي
طرأ عليها , لا بدا أن مارلين سعيدة لأن فهناك من يعتني بحديقتها
سرح بيير بنظره إلى الفراغ : اجل , كانت تفتخر بها دائماً
شعرت ليزا بغيمة من الحزن والحنين تملا المكان
قطع أش لحظة الصمت : ليزا أشكرك على اهتمامك بالحديقة
ابتسمت ليزا بسعادة : لا داعي للشكر كنت اشغل وقتي بما هو مفيد
دخلت ماري : العشاء جاهز يمكنكم الحضور إلى غرفة الطعام
دخل الجميع إلى غرفة الطعام فجلس أش على رأس الطاولة
وليزا على يمينه وفضل بيير الجلوس على يسار أش في مواجهة ليزا
كان الطعام عبارة عن سلطة الباستا بالكريما
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.02f5e9e329.jpg
واللحم المشوي بصلصة الاعشاب العطرية
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.37514bf02a.gif
والخضار المشكلة بالجبن الفرنسي والمشوية في الفرن
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.408fde209b.jpg
نظر بيير لماري وغمز لها : لا احد يجيد الطبخ مثل ماري, حتى ولا
أشهر طباخي فرنسا يستطيع ذالك
ابتسمت ماري : أنت تبالغ بيير ولكن أشكرك
أش : بيير لا يبالغ ماري فالطعام الذي تعدينه أشهى من أكلات
أفخم المطاعم التي زرتها
ابتسمت ليزا : لا أتذكر إن كنت تناولت طعاما في احد الفنادق الفخمة
لكنه بتأكدي ألذ طعام تناولته, لأنك تعدينه بكل محبة ماري
ملئت الدموع عيني ماري : أشكرك سيد أش وسيد بيير آنسة ليزا
كم أنا سعيدة بهذا الحديث , بطبع أعددت الطعام بكل حب فأنتم أبنائي
الذين لم أحظى بهم أبناء العزيزة مارلين والسيد لورنس يرحمهما الله
"ومسحت عينيها بالمنديل الأبيض الذي أخرجته من جيبها "
ماري : سوف اشرف على طبق الحلوى اسمحوا لي أن انصرف
بيير : لم أتوقع أن تكون ماري الحازمة رقيقة هكذا
ليزا : ماري حنونة جدا
أش : اجل ,ومدبرة منزل من الدرجة الأولى , لا أتخيل البيت بدون ماري
تناول الجميع الطعام بصمت لفترة حتى قطع أش الصمت قائلا
أش موجها الكلام إلى بيير : بما أن إقامتك ستطول هذه المرة
ما رأيك ببعض العمل ؟
نظر بيير باستغراب : أعمل ؟
رفع أش حاجبة : اجل , اعرض عليك العمل براتب جيد ما رأيك
ابتسم بيير : ولما لا ولكن بماذا ؟
وضع أش الشوكة والسكين من يده : مراقب في الوقت الحاضر
تهتم بالماشية ومناطق الرعي البعيدة , تراقب العمال
وسيقوم مات بمساعدتك ما رأيك ؟
ابتسم بيير وألقى تحيه عسكرية : نعم سيدي سأفعل كل ما تأمرني به
وجدت ليزا أن الفرصة مناسبة لعرضها : وأنا أيضا!
التفت أش وبيير باستغراب إلى ليزا
نظر أش بجدية : وماذا عنك ؟
شعرت ليزا بارتباك من نظرة أش : وأنا أيضاً أريد المساعدة ؟
بيير : المساعدة بماذا؟ بالذهاب إلى المرعى !
أقطب جبين أش: هذا مستحيل !
نظرت ليزا إلى أش : كلا , ليس بذهاب إلى المرعى ولكن هنا ؟
أريد أن أساعدك بألا عمال المكتبية "وبتردد قالت " أش
شعر أش بسرور غريب يملأ قلبه عند سماع اسمه يخرج من شفتيها
بدون كلمة سيد فلمعت عينيه بسرور وظهرت ابتسامة صغيرة على شفتيه
أش : لا أظن أنك تملكين الخبرة لهذا العمل !
شعرت ليزا بسرور لابتسامة أش يبدو انه قبل اعتذارها فنظرت إليه
بمكر متحدية مخفيه ابتسامتها : أستطيع التعلم !
ازداد اللمعان في عيني أش لنظرت التحدي التي أرسلتها ليزا إليه
أش : حسنا , قد استفيد من هذه المساعدة !هل نبدأ غدا صباحاً ؟
رفعت ليزا رأسها متحدية : سأكون جاهزة
تكلم بيير بسخرية : ليزا المسكينة ستقتحم عرين لأسد بقدميها الحافيتين
ضحك الجميع لتعليق بيير الساخر , عندها دخلت ماري تحمل طبق الحلوى اللذيذ
http://www.w6w.net/upload2/19-12-200.2760e57faf.jpg
*********************
وكزت شارلوت ذراع لورا : انظري هناك
جالت عيني لورا في أرجاء القاعة الفخمة الممتلئة بضيوف : أين ؟
اخفت شارلوت شفتيها بكأس العصير الذي في يدها : هناك يقف قرب
السيد والسيدة روبنسون على يمينك
وبحركة غير ظاهره التفتت لورا على يمينها وتظاهرت بالمفاجأة
لورا : جيمس باكر لا اصدق جيمس كيف حالك
التفت جيمس جهة الصوت وابتسم ومد يده مصافحاً : لورا عزيزتي
أنا بخير كيف حالك أنتي لم أركِ منذ مده
ابتسمت لورا بدلالها المعهود الذي يذهل أي رجل أمامها : أنا بخير لقد
افتقدتك كثيرا كيف حال زوجتك ساندرا أين هي لم أرها
"تظاهرت لورا بالبحث عنها بين الناس "
بدا الحزن على وجه جيمس : ليست هنا في الحقيقة لقد انفصلنا منذ مده
تصنعت لورا الحزن : حقا لم أكن اعلم هذا أسفة عزيزي
تظاهر جيمس بالابتسام : لا داعي للأسف , لم تكن لأمور جيدة بيننا
ماذا عنك الم تحددي أنتي واش موعد لزواج بعد
تصنعت لورا الحزن : يبدو أننا نواجه نفس القدر جيم فلم تنجح لأمور
بيني وبين أش للأسف فقررنا الانفصال لأسباب عديدة
جيمس : هذا مؤسف
لورا : أجل
أتت شارلوت تشاركهم الحديث : جيمس مرحبا كم أن سعيدة لرؤيتك
ابتسم جيمس : شارلوت كيف حالك
شارلوت : أنا بخير " نظرت شارلوت باتجاه لورا " هل أنتي بخير
عزيزتي أما زلتي تشعرين بضيق
رسمت لورا ابتسامه شاحبة على وجهه : كلا عزيزتي أنا بخير الآن
نظرت شارلوت باتجاه جيمس : اعتني بها جيمس فلورا تمر بأزمة
وقد أحظرتها حتى تخرج من حزنها
ارتسم الاهتمام على وجه جيمس : سأعتني بها لا تقلقي
شارلوت : أتعرف أنها تحتاج إلى تغيير لتخرج من حزنها ولكني
مشغولة للأسف ولا املك الوقت لاصطحابها لأي مكان
لورا : عزيزتي أنتي تبالغين أنا بخير ولا احتاج لهذا لاهتمام الزائد
وضعت شارلوت يدها بعطف على ذراع لورا : كلا أنتي تحتاجين بالفعل
إلى تغيير للخروج من ما أنتي فيه
شعر جيمس بالعطف على لورا : يبدو أنا كلانا يحتاج إلى تغيير ما رايك
بزيارة المزرعة أو الذهاب إلى إحدى الجزر على اليخت
رسمت لورا ابتسامة : أما زلت تذكر تلك الرحلات وسهرات التي
نقوم بها جيمس " وتظاهرت بالحزن " كانت لحظات سعيدة كم افتقدها
ابتسم جيمس : ما رأيك في أن نعيد تلك الأوقات السعيدة
فكلانا يحتاج إلى الخروج من حزنه
ابتسمت لورا : سأكون مسرورة بمساعدتك على الخروج من الحزن
عندما وجدت شارلوت أن الخطة نجحت : أشكرك جيمس لقد كنت قلقة
جدا على حالتها الصحية سوف اترك المهمة لك والآن أستأذن
هناك من يناديني
جيمس : سأهتم بها لا تقلقي , نراك فيما بعد
لورا : شارلوت صديقتي الوحيدة لذالك هي تبالغ في قلقها على صحتي
جيمس : لا اعتقد أنها تبالغ تبدين لي بحاجه للرعاية
لورا : آوه جيمس, أنت أفضل رجل صادفته , لازلت عطوفا كما عهدتك
****************************
انتقل الجميع بعد العشاء إلى غرفة المعيشة
وانشغل أش بشرح طريقة سير العمل لبيير وما يتوجب علية فعلة
وأطلعه على أخر المستجدات وما يجب عليه أن يتجنبه
كان بيير يظهر اهتمام شديد بالإصغاء لأش
و استيعاب كل ما يقوم أش بشرحه
شعرت ليزا بالملل فقررت أن تستعير كتاباً من مكتبة أش
لتتسلى بقراءته قبل النوم استأذنت وتوجهت إلى المكتب
كان النور القمر يتسرب إلى المكتب من خلال الستائر المفتوحة
إلى الغرفة المظلمة , أشعلة النور وأخذت تتفرج على الكتب
وقع اختيارها على كتاب قديم من التراث اليوناني القديم يحكي قصة
(Helen of Tory ) جلست على الكرسي تتصفح الكتاب الذي
أثار اهتمامها ومن غير أن تشعر غرقت بين صفحاته المثيرة
ولم تشعر بالشخص الذي دخل المكتب ووقف يراقبها وهي متقوقعة
في الكرسي الجلدي الكبير فبدت كطفلة صغيرة
اقترب أش منها : يبدو أنا القصة أثارة فضولك
انتفضت ليزا من مكانها وأطلقت صرخة صغيرة : آآآآآه لقد أفزعتني
ارتبك أش وشعر بالإحراج : أنا أسف لم اقصد أن أفزعك اعذريني
حاولت ليزا السيطرة على نفسها بسرعة : لا داعي للأسف
ألقى أش نظره إلى الكتاب محاولاً التعرف عليه : ماذا تقرئين ؟
أقفلت ليزا الكتاب وأرته العنوان : هلين أوف تروي
ابتسم أش وجلس إلى جوارها على الكرسي الكبير : وهل أعجبك ؟
لمعت عيني ليزا بإثارة : من أول حرف , انه رائع جدا ولا أظن أني قرأته من قبل
أش : أنا سعيد انه أعجبك فهو من القصص المفضلة لدي
ليزا : حقا .(ابتسمت ) يبدو أن أذواقنا متشابها
ابتسم أش : إذا كانت متشابه قد اختصر عليك رحلة البحث بين الكتب
وأدلك على بعض القصص والكتب الجيد
ابتسمت ليزا : حقا ! إذا سوف اعتمد عليك في هذا
نظرا أش إلى ساعة يده الثمينة : امم لقد تأخر الوقت , ألن تذهبي لنوم
فأمامك يوم حافل بالعمل غدا صباحا ولن اسمح بأي تكاسل منذ البداية
هزت ليزا كتفها وقالت بلهجة متحدية : سأكون جاهزة في الموعد,
ولن أتكاسل أبدا سوف ترى ,سأبذل كل جهدي بحيث تصبح غير قادر
عن لاستغناء عني .
( انتبهت ليزا إلى عيني أش المبتسمة بنظره أشعرتها بالخجل
من كلامها وتصرفها الساذج فتحول لون وجهها إلى الأحمر )
فانفجرت ضاحكة وشاركها أش عندما فشل في السيطرة ضحكته
ليزا : ههههه يالي من حمقاء متحمسة
سيطر أش على ضحكته وقال : حسنا أنا أصدقك مع كل هذا الحماس
سنبدأ في الساعة 8 صباحاً ما رأيك هل يناسبك الوقت
ليزا: الوقت مناسب جدا سأكون جاهزة
وقف أش : إذا فلنذهب إلى النوم حتى نتمكن من لاستيقاظ باكرا
مدا أش يده ليساعدها على الوقف فسألته ليزا : أين بيير
أش : يتوجب عليه لاستيقاظ باكرا ففضل الذهاب إلى النوم
مشت ليزا بجوار أش الذي قادها باتجاه الباب وأطفأ المصباح
صعد أش وليزا السلم بهدوء حتى وصولوا أمام غرفة ليزا
أش : تصبحين على خير ليزا
ليزا : تصبح على خير