الملاحظات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 40

الموضوع: روايه مــذكــرات عـــاشــق كامله

  1. #21  
    المشاركات
    3,260
    الذكرى الثانية عشر :





    اتصلت بي حور منذ قليل وأخبرتني بأن هلا كانت متكدره كثيرا ولكنها استطاعت تهدأتها وإعادة السرور إلى قلبها كما انها تمكنت من إقناعها بلبس أجمل ماعندها من ملابس لتذهب لمقابلة عمر وهي بأبهى حلة فاطمأن قلبي و خرجت مع حور مرتاح البال



    جلسنا في المقهى لساعات طويله كانت حور تتحدث وانا اصغي إليها غير قادر على إبعاد عيني عن وجهها أتأملها بصمت ودود والابتسامة لا تغادر وجهي كنت احدق فيها بشده إلى درجة انها احمرت من تحديقي بها وكانت تطالبني بالكف عن ذلك إلا انني كنت ارفض لأنني اريد ان اطبع ملامحها بدقة في ذاكرتي ولأن شوقي لها كان كبيرا ولأنني اهواها بجنون



    بعد المقهى خرجت وحور إلى الشارع لنتمشى قليلا يدا بيد . واتجهنا إلى العمارة التي تقطن فيها حور أوصلتها إلى باب العمارة ثم ودعتها على أمل ان القاها غدا ثم اتجهت إلى منزلي والسعادة تغمرني فنسيت كل شيء عن هلا و عمر رغم انني كنت مشغول البال بهما قبل ان اخرج



    *****



    لم اتذكر هلا إلا حين اتصلت بي لتخبرني عما دار بينها وبين عمر فخجلت حينها من نفسي لأنني لم اكن المبادر بالاتصال والسؤال



    أخبرتني بأن عمر كان رقيقا جدا معها واصطحبها للعشاء واعترف لها بأنه اكتشف حبه لها منذ دخولنا للجامعه . ولكنه كان يشعر بأنها بعيدة عنه وأنها تفضلني عليه فكانت الغيرة تأكله لدرجة انه اصبح يكره الخروج معنا



    اخبرها بأنه انغمس في علاقات متعدده مع فتيات لم يعد يذكر اسماءهن رغبة منه في نسيانها ونسيان تأثيرها عليه إلا انه لم يقدر على ذلك أبدا فقرر اخيرا ان يرضخ لقلبه ويصارحها بحبه ويطلب منها ان تحبه ولو قليلا رحمة به وبحاله



    اخبرتني هلا بأنها لم تقدر على ان تكاشفه بمشاعرها نحوه لأن الخجل والصدمة قد عقدا لسانها فاكتفت بالإصغاء إليه خافضة العينين محمرة الوجنتين وطلبت منه إمهالها بعض الوقت لتتمكن من الرد على ما اخبرها به للتو



    استغربت من ردة فعل هلا فهي لم تكن تحلم بأن يحبها عمر يوما والآن وقد اعترف لها بحبه تقف حائره امام ما اخبرها به ولا تعرف بم ترد عليه ؟! إلا انني اظن بأنها كانت لا تزال تحت تأثير صدمة حبه لها ولكن لأنني اعرف عمر جيدا حثثت هلا على الاتصال به في الحال وإخباره بكل شيء عن مشاعرها نحوه لأنها إن لم تفعل ذلك فورا فسيظن عمر بأنها لا تحبه وقد يدخل في مغامرة جديده رغبة منه في الهروب من رفضها لحبه



    خافت هلا مما قلته لها فسارعت بالاتصال به لتخبره بمشاعرها اليائسه نحوه وكيف انها كانت دوما تحبه دون ان يشعر وكيف كانت تتحمل كل مغامراته وطيشه خوفا من فقدانه فاعتذر لها عمر بشده عن كل تصرف أرعن قام به يوما ووعدها ان يبقى مخلصا لها ولها وحدها إلى الأبد



    ******



    لم يبق على نهاية العام الدراسي الحالي سوى ايام قلائل يعود بعدها كل إلى وطنه بانتظار السنة الدراسية الجديده ( الأخيرة بالنسبة لنا انا ، حور ، راشد ، وعمر ) فنظام دراستنا يقتصر على ثلاث سنوات جامعيه فقط



    اتفق عمر مع هلا على الخطوبة حالما يعودان إلى الدوحة على ان يتم الزواج في عطلة منتصف العام الدراسي ففرحت كثيرا لهما وتمنيت لهما السعادة والتوفيق



    لم يطلب عمر من هلا ان تقطع علاقتها بي ولكنني اعرف بأنه كان يرغب بذلك في قرارة نفسه فقمت بما رأيته مناسبا ،، فطلبت من هلا ان تبتعد عني إن كانت تريد الاستمرار والنجاح مع عمر وإن كانت ترغب فعلا في إتمام الزواج كما تم الاتفاق بينهما فوافقت هلا بارتياح لأنها هي ايضا كانت تعرف بأن عمر سيكره صداقتي معها فاتفقنا على الافتراق بود وطلبت من هلا ان تعدني بالاتصال بي إن شعرت يوما بحاجة ماسة إلى صديق يقف قربها وقت الضيق او الأزمات



    عادت علاقتي بعمر إلى سالف عهدها بعدما انتهى السبب الذي كان يعكر صفوها اي بعد ان اطمأن إلى أن هلا ستكون له وحده ولن استطيع ان اسلبه إياها وبعد ان عرف بأنها كانت تحبه وحده دون سواه وأنني لم احب يوما سوى حور

    *****



    بدأت فترة الاختبارات فغرقنا جميعا في بحر المذاكره ولم يعد لدينا وقت للهو وإضاعة الوقت بالطبع كنت احدث حور يوميا ولكنني لم اعد اخرج معها كثيرا فلم اكن اراها إلا في عطلة نهاية الأسبوع لساعة واحدة فقط وهي الساعة التي نأخذها كاستراحة لنا من المذاكره



    لم اكن انوي العودة إلى الدوحة مباشرة بعد انتهاء الامتحانات فلم اكن ارغب في الابتعاد عن حور بهذه السرعه اريد ان اقضي معها بضعة ايام بعيدا عن جو الامتحانات الكئيب وهذا مافعلته بالضبط



    اخبرت اهلي بأنني سأبقى اسبوعا بعد الامتحانات لأرفه عن نفسي قليلا فوافقوا رغم شوقهم الشديد إلى رؤيتي ولكنهم كانوا يعرفون بأنني بحاجة للنقاهة بعد المذاكرة ولذلك سمحوا لي بالبقاء أسبوعا



    قضيت هذا الاسبوع مع حور بسعادة كنا نخرج معا يوميا زرنا المتنزهات والسينما والمطاعم والمقاهي والأسواق والمعالم الأثريه لم نترك شيئا لم نقم به وقد كان اجمل اسبوع قضيته في حياتي متناسيا الوقت والزمن وكأن الدنيا ليست سوانا نحن الاثنين



    ولكن لحظات السعادة لا تدوم طويلا فها انا اليوم مضطر للملمة أغراضي استعدادا للسفر والعودة إلى الوطن ورغم سعادتي بالعودة إلى الدوحة ورؤية أهلي إلا ان هذه السعادة كان ينغصها اضطراري للافتراق عن حور . اعرف بأنه افتراق وقتي ليس إلا وأننا سنعود سويا بإذن الله في السنة القادمة ولكن رغم ذلك كنت حزينا لأنني لن اراها لشهرين كاملين



    ماباليد حيله ليس امامي سوى السفر على امل العودة من جديد وعسى ان تمر ايام الفراق سريعا والآن إلى اللقاء علي حزم امتعتي بتركيز لأنني لا اريد ان انسى شيئا هنا






    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    المشاركات
    3,260
    الذكرى الثالثة عشر :

    وضعت اخر قطعة من ملابسي في الحقيبه واغلقتها ،، وعيناي ممتلأتان بالدموع لوعة واسى لفراق حور وها انا اتوجه الآن في طريقي إلى المطار بحزن سأتصل بها لتبقى معي إلى ان اصل إلى المطار وانهي إجراءات السفر بسلام

    *****

    كانت رحلة الطائرة طويله ومرهقه وخاصة لشخص مثلي يشعر بالوحده والحزن حاولت ان انام ولكني لم اقدر فالذكريات اخذت تمر بي كالشريط السينيمائي فهذه ضحكتها،، وتلك ابتسامتها هذا بكاؤها ،، وتلك نظرتها آه كم اشتاق إليها رغم انني لم اغادرها إلا منذ سويعات قلائل

    شوقي لها اخذ في الازدياد بمرور الساعات وحين شعرت بأنني لم اعد اطيق الصبر والانتظار اخذت التفت يمينا وشمالا بحثا عن الهاتف الملحق بمقعد الطائره إلى ان وجدته فأدخلت بطاقتي الائتمانيه في المكان المخصص لها من الهاتف وأدرت رقم هاتفها بأصابع مرتجفة لهفة وشوقا

    لهفتي لسماع صوتها ذهبت ادراج الرياح ،، لأن هاتفها كان مقفلا وقد اعدت المحاولة مرات ومرات دون جدوى . فقضيت بقية الرحلة خائبا حزينا محاولا شغل وقتي بأي شيء فتارة اقلب في قنوات التلفزيون واخرى اقرأ كتابا إلى ان حلت الساعة السابعه مساءا

    في هذه الساعه تماما ،، حطت الطائرة على ارض مطار الدوحة الدولي معلنة الوصول إلى وجهتها فهببت واقفا قبل ان تستقر الطائرة تماما وقبل ان تطفأ إنذارات ربط احزمة الأمان وكل ذلك لسبب واحد فقط هو لهفتي لتشغيل هاتفي والاتصال بحور

    ادرت هاتفي ،، وما ان ظهرت شارة الشبكه حتى استلمت رساله نصيه ففتحتها متلهفا وإذ بها من حور تقول فيها : ( حمدا لله على سلامتك ،، انارت الدوحة بقدومك . اشتقت إليك ) فابتسمت وسارعت بضغط الأرقام لأتصل بها إلا انها كانت اسرع مني بالاتصال

    أجبت اتصالها حتى قبل ان تكتمل الرنة الأولى بلهفة وشوق لا يوصفان وأخبرتها بأنني كنت على وشك الاتصال بها إلا انها سبقتني فضحكت وأخبرتني انها كانت تحدق في هاتفها متلهفه بانتظار ان يتم تسليم الرساله لتسارع بالاتصال لأنها كانت قلقة علي للغايه

    شعرت بسعادة لا توصف حين أدركت مدى لهفتها وقلقها علي وانتابتني نشوه لم اعرف مثيلا لها في حياتي لأنني ايقنت بأنها تحبني لا لا تحبني بل تعشقني وتهيم بي

    قلت لحور بأنني اتصلت بها من هاتف الطائره ووجدت هاتفها مغلقا فسألتها عن سبب إغلاقها للهاتف فأجابتني بأن قلقها علي هو السبب فاستغربت لهذا الرد البسيط والمختصر في آن فسألتها ان تشرح لي كيف يكون قلقها علي سببا لإغلاق هاتفها ؟!

    شرحت لي حور السبب قائلة بأنها كانت في أشد حالات التوتر منذ صعدت إلى الطائره وكانت تذرع غرفتها ذهابا وإيابا مرات ومرات على أمل ان تمر الدقائق والساعات ليحين موعد وصولي فتطمئن علي وقد كان قلقها يزداد بمرور الوقت فأصابتها آلام في معدتها و ضربات قلبها أخذت في التسارع ويداها في الارتعاش وأخذت الأفكار السوداويه تروح وتجيء إلى مخيلتها إلى أن أحست بأن رأسها يكاد ينفجر فقررت أخذ حبة منومه لتسكت هذه الأفكار وهذا الارتعاش ثم اغلقت هاتفها ونامت لتستيقظ قبل موعد وصول الطائره بعشر دقائق فقط

    لم اصدق ما اخبرتني به حور ألهذه الدرجة تقلق علي ؟! ايمكن ان تكون جادة فيما تقول اعجبتني الطريقة التي عبرت فيها حور عن حبها وقلقها علي فشعرت بحنان طاغ نحوها وبأن حبها يغمرني من رأسي إلى أخمص قدمي لا اعرف كيف اعبر عن شعوري في تلك اللحظة بالذات إن قلت بأنني شعرت بأنني اصبحت كلي قلبا هل يبدو هذا التعبير واضحا ؟! او قلت بأنني شعرت بأن الحب يشع من نظراتي وينثر قلوبا متطايره من حولي ايبدو هذا اوضح ؟! لا أدري ولكن في تلك اللحظه بالذات تمنيت لو كانت حور بقربي لأضمها بكل قوه وحب

    بعد ان اطمأنت حور إلى وصولي سالما اغلقت الهاتف لأتمكن من الاتصال بأهلي وأبلغهم بوصولي على وعد مني بأن اتصل بها ليلا واقضي معها وقتا طويلا في الحديث ثم اتصلت بأبي الذي اخبرني بأنه ينتظرني في الخارج منذ بعض الوقت

    اخذت حقائبي وخرجت من المطار برفقة والدي الذي احتضنني حالما رآني بالرغم من انه متحفظ عادة في إظهار مشاعره علنا إلا ان شوقه لرؤيتي كان كبيرا هذه المره فقد غادرتهم منذ سنة كامله لم ازرهم خلالها مطلقا

    استقبلتني امي بالدموع دموع الفرح والشوق واخذتني في احضانها بقوه ولم تتركني لوقت طويل فضممتها بقوه مماثله وذرفت دموعي شوقا لها ولأهلي جميعا لأول مرة في حياتي فقد كنت اخجل عادة عن التعبير عن مشاعري وحبي لأهلي بالاحتضان او بالدموع وكنت شديد التحفظ معهم فلا اذكر انني احتضنت ابي او امي يوما نعم انا اقبلهما على رأسيهما ولكني اخجل من احتضانهما لا ادر لم اخجل من ذلك ولكنه شعور لطالما انتابني

    بقيت مع امي واخواتي وابي نتسامر ونضحك نسترجع ذكريات السنين الماضيه والأطفال يتقافزون ويلعبون بمرح وسرور حولنا وخاصة بأنهم لم يروني منذ زمن بعيد فكنت بالنسبة لهم شخصا جديدا آت من بعيد

    كنت مسرورا بالجلوس مع اهلي ولكني في نفس الوقت كنت اتوق للاختلاء بنفسي في غرفتي الصغيره لأتمكن من الاتصال بحور فقد كان شوقي إليها يجعلني قلقا متململا في مقعدي بغير ارتياح

    لم يسمح لي اهلي بمغادرتهم إلى أن حلت الساعة الواحدة ليلا فتوجهت إلى غرفتي بسعادة وما ان اغلقت باب الغرفة حتى اخرجت هاتفي من جيبي واتصلت بحور التي عاتبتني على تأخيري فاعتذرت لها شارحا كيف ان اهلي لم يسمحوا لي بمغادرتهم إلا منذ دقائق معدوده

    وإلى هنا اسمحي لي يامفكرتي أن اغادرك وسأعود لك مجددا بذكرى جديده قريبا فانتظري عودتي وإلى اللقاء






    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    المشاركات
    3,260
    الذكرى الرابعة عشر :

    هل يمكن للمرء ان يكون بين اهله واحبابه ،، ومع ذلك يملؤه الشعور بالغربه والوحده ؟! هذا ما اشعر به منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي ارض الدوحه بالرغم من شوقي لها بالرغم من شوقي لأهلي إلا انني كنت اشعر بأن روحي تائهة متململه غير مستقره

    منذ ان وصلت إلى هنا وانا افضل العزله افضل البقاء وحيدا في هدوء غرفتي غارقا في أحلامي وذكرياتي متخيلا مستقبلي مع حور مسترجعا ايامي الحلوة معها متذكرا حركاتها وسكناتها متخيلا ملامحها الضاحكه المضيئه

    كان الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يملؤني فأنا هنا لأكون قريبا من اهلي وليس لأبتعد عنهم وابقى وحدي في ظلام غرفتي فكنت اجبر نفسي على الخروج والجلوس معهم إلا انهم لاحظوا صمتي و قلقي المستمران فقلقوا علي وسألوني عما اصابي مرات ومرات فكنت اجيبهم بأنني بخير وليس بي شيء

    لا اعرف كيف اعبر عن مشاعري لا اعرف كيف اصف ما اشعر به فلقد نشأت وكبرت هنا ولكنني فجأه لم اعد اشعر بأنني اعرف هذا المكان لم اعد احس بأنني اعرف هذا المكان او هؤلاء الأشخاص الذين يحيطون بي هل غياب سنتين يجعل من المرء غريبا حتى عن اهله ؟! ام انه شعور كل مغترب يعود إلى وطنه لفترة قصيره ثم يغادرها مجددا ؟!

    حتى معاملة اهلي لي مختلفه فرغم حفاوتهم وترحيبهم بي إلا انهم اصبحوا متحفظين في معاملتهم لي ربما لأنهم لم يتأقلموا بعد على وجودي بينهم او ربما ان ما اشعر به هو مجرد وهم يصوره لي خيالي لا ادري

    استرجعت في مخيلتي شقتي غرفتي مكتبي كليتي المقهى الذي ارتاده يوميا فشعرت بالحنين والشوق إليهم شعرت بأن هذه الأماكن مألوفة إلي اكثر من منزلي هنا شعرت برغبة جامحه في العودة إلى كل ما اعتدت إليه هناك وبالأخص العودة إلى حور التي ربما كانت السبب الرئيسي الذي يجعلني قلقا ومتململا فمنذ ان عرفتها لم افترق عنها بهذا الشكل

    حاولت التأقلم على وضعي كضيف هنا في منزل اهلي يحل لفترة قصيره ثم يغادر وقد تأقلمت بالفعل بعد مرور أسبوع على عودتي فقد اعتدت اخيرا على رتابة الحياة وروتينها اعتدت على صراخ الأطفال وركضهم المتواصل في المنزل اعتدت على الجلوس مع ابي وأزواج اخواتي لساعات في المجلس نقضيها في لعب الورق فزال كل شعور بالغربه احسست به في السابق فيبدو انه كان شعورا وقتيا سببه طول بعدي عنهم

    ******

    كنت اتصل بحور يوميا من هنا واحدثها لساعات وقد كانت كثيرا ما تبكي شوقا لرؤيتي وتشكو لي شعورها بالضيق والوحدة وخاصة حين تذهب للأماكن التي اعتدنا على الذهاب إليها سويا فكنت احاول ان اهون عليها قدر استطاعتي وأطلب منها الصبر فما هي إلا ايام قلائل وينتهي الفصل الصيفي الأول وتعود هي أيضا إلى الكويت

    كنت اقول لها بأنها ستنسى كل شيء عني حين تصبح مع اهلها واصدقائها فكانت تغضب مني بشده وتؤنبني على ما اقول وتقسم لي بأنها لن تنساني يوما وبأنني سأظل ساكنا روحها إلى آخر يوم من ايام حياتها

    في الحقيقه حين كنت اقول لها بأنها ستنساني حين تعود إلى اهلها كنت اقولها بأسلوب مازح وكأنني لا اعني ما اقول او وكأنني ارغب في إغاظتها إلا انني كنت داخليا اموت خوفا من ان تنساني بالفعل وكنت اعني ما اقول بكل جديه ولكني لم اكن اريد ان ابين لها خوفي هذا لم اكن اريدها ان تشعر بأنني لست واثقا بنفسي لست واثقا بقدرتي على الاحتفاظ بها لقد كنت بحاجة لتأكيدها المستمر لي بأنها لن تتركني يوما بأنها لن تنساني حتى وإن لقيت كل احبائها

    وها قد عادت حور أخيرا إلى اهلها ولكن ما كنت اخشاه لم يحدث فقد بقيت تتصل بي يوميا تحدثني بالساعات كما كنا قبل سفرها فعاد إلي الشعور بالاطمئنان وعادت إلي السعادة مجددا

    *****

    بدأت اخطط للارتباط بحور رسميا فقد طال امد تعارفنا وانا لم اتخذ بعد اي خطوة نحو الوصول إلى هدفي الرئيسي يجب ان افاتح اهلي بموضوع الخطوبه يجب ان يتم ذلك قريبا ولكن كيف سأفاتحهم ولا تزال امامي سنة دراسيه كامله ؟

    اظن بأنني سأنتظر حتى منتصف العام الدراسي الجديد لأفاتحهم في الموضوع ولا بد انهم لن يمانعوا فهي قريبة لهلا وهو يعرفون اهل هلا جيدا ويحبونهم فلا اعتقد بأنهم سيرفضون ارتباطي بها

    لن اخبر هلا بخططي هذه لا استطيع إخبارها بشيء الآن فلا احد يضمن الظروف ولا يمكن لأي كان بأن يتنبأ بما يخبئ له المستقبل لا لن اخبرها ليس الآن على الأقل سأفاجأها في إجازة منتصف العام بالخبر لا بد انها ستسر كثيرا

    اغمضت عيني واخذت اتخيل وقع الخبر على حور وتخيلت الحوار الذي سيدور بيننا تخيلت بأنها ستبكي بسعاده ثم ستقول لي بأنها تحبني وانها ترغب بأن تكون زوجتي وبشده فارتسمت ابتسامه حالمه على شفتي وانا اتخيل اللذه التي ستكون عليها ملامح حور وحمرة الخجل تكسو وجنتيها

    اه كم ارغب في سماع اغنية رومانسية في هذه اللحظات لم لا ادير جهاز الراديو فقد اجد مطلبي بين القنوات الإذاعيه







    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    المشاركات
    3,260
    هذي المره نزلت لكم اكثر من جزئين لاني مسافره وما ادري متى ارجع ان شاء الله يوم ارجع اكملكم القصه وتشوفو التطورات الي صارت مشمورين على المتابعه


    الذكرى الخامسة عشر :

    سرعان ما مرت الأيام وانقضت وها انا اليوم استعد للعودة إلى كليتي ، شقتي وإلى كل ما ألفته واعتدت عليه وقد كان حماسي كبيرا إلى درجة لا توصف بل إلى الحد الذي جعلني اودع أهلي بابتسامة بينما هم يودعونني بالدموع فلم اكن قادرا على الشعور بالحزن الذي يشعرون به لفراقي ربما لأنني لم استوعب بعد بأنني سأفارقهم لمدة ستة اشهر او ربما لأنني اعتدت على ان اعيش بعيدا عنهم لم افكر في الأسباب كل ماكنت افكر به هو انني سأعود سأعود أخيرا إلى حور .

    لم اخبر حور بأنني سأعود اليوم لأنني أريد ان افاجأها بعودتي ترى هل ستكون مسرورة لرؤيتي ؟ هل تشتاق إلي الآن كما اشتاق إليها ؟ هل سأجدها في شقتها ام انها ستكون في الخارج ؟! لا اعرف بالضبط ولكنني يجب ان انهي إجراءات ركوب الطائره الآن قبل ان يفوتني موعد الإقلاع

    *****

    وصلت إلى شقتي منهكا إلا انني لم ارغب في إضاعة وقتي بأخذ قسط من الراحة او حتى بتغيير ملابسي كل مافعلته هو انني رميت بحقائبي إلى داخل الشقه ثم خرجت مسرعا نحو العمارة التي تسكن فيها حور وقرعت الجرس فردت علي من المجيب الآلي سائلة : من الطارق ؟ فلم اجب لأنني أردتها ان تشغل جهاز الكاميرا الملحق بالمجيب وتراني واقفا على بابها

    وهذا ماحدث شغلت حور الكاميرا وشاهدتني في الحال فصرخت بسعادة مرددة إسمي وانهمرت الأسئلة من شفتيها كيف اين متى لماذا كل انواع الأسئلة فلم اجبها سوى بابتسامة طالبا منها النزول إن كانت لا تريد مني ان ابقى منتظرا على عتبة بابها إلى الأبد

    أسرعت حور نازلة إلي بلهفة وشوق لدرجة أنها كادت ان تحضنني شوقا ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة حياء وخجلا فضحكت من اعماق قلبي سعادة وحبا لها وأمسكت بيدها بشوق ناظرا إلى عينيها مستمتعا بنظراتها الزائغة الهاربة من ملاقاة عيني ثم طلبت منها ان ترافقني إلى المقهى لنجلس سويا ونتحدث ونسترجع ايامنا الخوالي

    ******

    سرعان ما بدأ العام الدراسي وانخرطنا جميعا في المذاكرة وخاصة أنا لأنني كنت انوي إتمام دراستي العليا كنت احلم دوما بأن احصل على شهادة الماجستير ، فالدكتوراة ولذلك كان علي أن اعمل جاهدا هذه السنة لأرفع من معدلاتي من جيد جدا إلى إمتياز وقد كان ذلك يتطلب جهدا كبيرا من ناحيتي ولذلك اصبحت لا اخرج إلا نادرا واقضي اغلب اوقاتي في المذاكره

    تركيزي الكبير على المذاكرة ادى إلى قضائي وقتا اقل بكثير من السابق مع حور التي لم تتفهم انشغالي بالمذاكره واعتبرت ذلك تقصيرا مني بحقها وتغيرا في مشاعري نحوها مما سبب لي شعورا بالضيق والانزعاج لأنني كنت اتوقع منها هي بالذات ان تقف إلى جانبي وتشجعني على التركيز والاجتهاد بدلا من التذمر والشكوى

    ازداد تبرم حور مع مرور الأيام وازدادت المشاكل والمشاحنات بيننا فبدأت أشعر بأنها تتصرف بطفولية مبالغ بها نوعا ما كما بدأت اشعر بأنها تختلق أي سبب للتشاجر معي وذلك فقط لأنني لا استطيع ترك مذاكرتي كما لو انها تريدني لها وحدها تريدني ان اكرس كل وقتي من اجلها تريد امتلاكي قلبا وقالبا فبدأت احس بالاختناق ولكنني رغم ذلك كنت لا ازال احبها واحبها بعمق رغم معرفتي وإدراكي لعيوبها إلا أن مشاعري نحوها لم تتحرك قيد انمله فأنا لا اتغير بسهوله ولا أزال حتى هذه اللحظة أخطط لأمر الخطوبة

    ******

    ما ان ظهرت نتائج الامتحانات حتى حزمت حقائبي عائدا إلى الدوحه دون إبطاء لأنني هذه المرة ذاهب لهدف معين ليس فقط لقضاء الإجازة وإنما لأكلم اهلي عن حور واطلب منهم خطبتها لي وهذا ما حدث بالفعل

    أخبرت اهلي عن حور عن كل شيء تقريبا كيف رأيتها اول مره وكيف هي مشاعرنا تجاه بعضنا البعض وكيف انني انوي الزواج بها وارغب منهم الموافقة على هذا الزواج ومباركته فسّر اهلي لأنني قررت الزواج اخيرا ولم يمانعوا نهائيا وخاصة لأنهم علموا بأن حور قريبة لهلا التي يعرفونها ويعرفون اهلها جيدا إلا انهم طلبوا مني إمهالهم بعض الوقت ليتمكنوا من السؤال اكثر عن الفتاة والتأكد من انها مناسبة لي فوافقت على مضض بشرط أن لا يطيلوا في السؤال لأنني لن استطيع البقاء معهم لأكثر من شهر

    بعد ان سأل اهلي عن حور وعن اهلها واطمأنوا من ناحيتها اعلنوا لي موافقتهم النهائية على الخطوبة فسارعت إلى الاتصال بحور لأزف لها الخبر السعيد ففرحت حور واخذت تبكي بسعادة لأنها كانت تخشى أن لا اكون راغبا في الزواج بها كانت تخاف ان لا اقولها يوما كانت تخشى ان املّها واتركها دون رجعه إلا أنني اكدت لها بأنني ماكنت لأتركها يوما وأنني منذ عرفتها كنت انوي الزواج بها ولم اكن لأرضى بأقل من ذلك

    طلبت مني حور الانتظار إلى نهاية هذا العام قبل ان نفاتح اهلها بالأمر رسميا لأنها تريد إنهاء دراستها الجامعية قبل ان تتزوج فلا يشغلها الزواج عن المذاكرة ولأن والدها لن يوافق على تزويجها قبل إتمام دراستها فوجدت انه من المستحسن ان تتم الخطوبة بعد امتحاناتها النهائيه لهذه السنة حيث ان والدها قد يعيد النظر في الأمر إن هي بقي على تخرجها عام واحد فقط

    لم تعجبني الفكرة إلا انني رضخت لها بعد ان وعدتني بأن تخبر امها بكل شيء وتطلب منها المساعدة على إقناع والدها بالموافقة حين اتقدم لها بطريقة رسمية

    اخبرت اهلي بأنني سأنتظر إلى ان اتخرج من الجامعه قبل ان اتقدم لخطبة حور وذلك لأن موقفي سيكون افضل امام اهلها حيث انني احمل شهادتي بيدي استغرب أهلي من تغير موقفي المفاجئ فبالأمس فقط كنت استعجلهم للموافقة واليوم اطلب منهم الانتظار إلا انهم اقتنعوا في النهاية بوجهة نظري من التأجيل ووجدوا بأنها وجهة نظر صائبه وبها الكثير من المصداقيه

    *****

    وها قد عدت مجددا إلى الجامعة والمذاكرة وانغمست بها إلى اقصى حد لأنني كنت اريد ان يمر الوقت سريعا فأتخرج وأحقق حلمي الذي طالما حلمت به واتقدم لخطبة حور فتصبح ملكا لي وحدي دون سواي واخذت ادعو الله ليلا نهارا بأن يحقق لي أملي بالزواج منها








    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    المشاركات
    3,260


    حبايبنا وش الدنيا بلاكم

    ملاه الشوق قلبٍ ما سلاكم
    يضيق به الفضا بعض الليالي
    إلى دور نديم ولا لقاكم
    حبايبنا ترى الفرقى صعيبه
    على مثلي مولع في هواكم
    حبايبنا إلى يوم اجتمعتوا
    ومر الذكر في سيرة لقاكم
    فلا تقولون يمكنه نسانا
    حرام الظن في اللي مانساكم
    ترى يمكني اذكركم واغني
    ملاه الشوق قلب ما سلاكم




    اغمضت عيني مستمتعا بكلمات الأغنيه فقد كانت تصف حالي من الشوق بدقه فغرقت بها إلى ان انتهت آخر كلمة من كلماتها

    والآن حان وقت النوم يا مفكرتي فتصبحين على الف خير واراك قريبا






    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    المشاركات
    3,260
    رجعت اخيرا وهذي هي الاجزاء الجديده واخليكم مع التطورات


    هنا نصل إلى نقطة التحول والتي سيكون لها تأثيرا كبيرا في حياة سيف ومذكراته المستقبليه .

    الذكرى السادسة عشر :

    ذهبت وأبويّ إلى الكويت لأتقدم رسميا لخطبة حور بناءا على الموعد الذي حددته لنا والدتها ووصلنا إلى منزلهم فاستقبلونا بكل حفاوة وترحيب ( استقبلنا والد حور ووالدتها وهي معهم ) فدخلت والدتي مباشرة في صلب الموضوع وأخبرتهم بالهدف من الزيارة

    فردت والدة حور بأنهم لا يمانعون بل ويرحبون بي زوجا لابنتهم فكل فتاة تتمنى شابا مثلي إلا ان هناك شرطا لن يتحقق الزواج دونه وهو ليس شرطهم فقط بل هو شرط حور أيضا ( لم اشعر بالقلق حين قالت والدة حور هذا الكلام فقد كنت مستعدا لفعل اي شيء من أجلها تريد مهرا كبيرا ؟ لم لا فهو حقها تريد منزلا لنفسها ؟ لا امانع مطلقا لتطلب ماتريد ) . فابتسمت مطمئنا وقلت لها : لتطلب حور ما تشاء وبإذن الله لن اقصر من ناحيتي وسألبي لها كل ماتريد

    ولكن مالم اكن اتوقعه هو ان يكون شرطها بهذه الصعوبه لم يكن شرطا ماديا ولكنه كان شرطا لم اكن مستعدا ابدا للموافقة عليه فهو لم يخطر لي ببال لقد اراد اهل حور مني أن انتقل للعيش في الكويت إلى الأبد ان اترك بلدي وأهلي وكل شيء واعيش معهم هناك

    وقع علي الشرط وقوع الصاعقة فصرخت وانتفضت واقفا وقلت لا لا يمكن مستحيل لن انتقل للعيش هنا مهما حدث لن اترك بلدي التي حلمت بالعمل فيها وخدمتها طوال عمري لن اترك اهلي الذين احبهم

    ذهلت حور من ردة فعلي وامتلأت عيناها بالدموع فخرجت مسرعة من المجلس ولا ادري إلى اين ذهبت بالضبط فلم اكن اهتم لأنني ببساطه كنت ارتعش من هول الصدمة والمفاجأة فكنت فاقدا للشعور بكل ما حولي لم اسمع بقية شروط اهلها ولم اسمع رأي والدي في ماقالوا لم اعرف ماذا كان رأيهم حيال الشرط كل ماكنت اريده هو الهرب من هذا المكان لأتمكن من تهدأة نفسي والتفكير بما حدث بهدوء

    فيما بعد اخبرتني امي بأنها حاولت لملمة الموقف ووعدت أهل حور بالتفكير في هذه الشروط والرد عليهم خلال اقرب فرصه ممكنه لأن شرطهم كان شديد الصعوبة فأن افترق عنهم للدراسة شيء وان اهاجر للأبد شيء اخر شيء ليس من السهل عليهم تقبله لم اقل شيئا لأمي ردا على ماقالت لهم كل مافعلته هو انني طأطأت برأسي موافقا على كلامها واتجهت إلى غرفتي بصمت فقد كنت فاقدا القدرة على النطق وكنت شديد الحزن والكدر

    تمددت على السرير دون ان اشعل الضوء محدقا بالسقف افكر وافكر فيما قالته ام حور ترى هل كان فعلا شرط حور ؟ هل ارادت مني حقا ان اترك كل شيء لأجلها ؟ هل بلغت بها الأنانية إلى هذا الحد ؟! ألم تفكر بأنني الابن الوحيد لوالدي وأنهما ليس لديهما سواي ليقوم بهما وبخدمتهما حين يكبران ؟ ام انها ارادت منا جميعا ان نهاجر إلى الكويت لنبقى كلنا طوع بنانها وتحت تصرفها

    اغمضت عيني وحاولت ان انام إلا انني لم استطع فقد كنت اشعر بالنار تشب في جوفي لقد كنت اغلي من الداخل احس بالحريق في أحشائي فنهضت وبدأت الملم ملابسي واتصلت بالمطار لأحجز مقعدا للعودة إلى الدوحة لأنني لم اعد اطيق البقاء هنا لحظة اخرى

    اخبرت اهلي بأنني عائد وقلت لهم بأن يعودوا هم متى شاؤوا فضمتني امي وحاولت ان تهون الأمر علي ثم دعت لي بالهداية وراحة البال فودعتها واتجهت إلى المطار

    *****

    وها قد مر اسبوع منذ عودتي من الكويت ولا ازال حائرا فأنا من جهة لا اريد ان اخسر حور لأنني احبها بصدق ومن جهة اخرى لا استطيع ان اتخلى عن كل أحلامي وطموحاتي عن كل مسؤولياتي عن كل ما احب من اجلها

    ترى هل ستعيد التفكير بشرطها هل سيجهلها رفضي لهذا الشرط تتنازل عنه ؟ هل حبها لي كبير إلى الحد الذي يجعلها تتفهم موقفي ووجهة نظري تجاه الأمر ام انها ستظل متشبثه بهذا الشرط مهما كان الثمن ؟!

    *****

    كان يجب ان افكر بهدوء يجب ان اصل إلى حل يرضيني ويرضيها في نفس الوقت ولذلك سافرت إلى البحرين وحدي حتى لا يؤثر احد على قراري وقطعت كل وسائل الاتصال بيني وبين العالم الخارجي فبقيت في غرفة الفندق وحيدا افكر إلى ان وجدت حلا قد يرضي كلا الطرفين

    كان الحل ببساطة يتمثل في أن ابني لي بيتين احدهما في الكويت والآخر هنا فنقضي اسبوعا هنا واسبوعا هناك او شهر هنا وشهر هناك ولن ابحث عن وظيفة فسيكون الالتزام بوظيفة ثابته امرا صعبا بالنسبة لوضعي ولذلك سأعمل عملا حرا عملا لا يتطلب مني التواجد الدائم في اي من البلدين
    كان هذا اكثر الحلول عملية من وجهة نظري وانسب حل للمشكلة التي وضعتني فيها حور فمن ناحيه ستتحق لحور رغبتها في البقاء في الكويت ومن ناحية اخرى لن اضطر انا لترك الدوحة نهائيا

    انتابني الحماس وارتفعت روحي المعنوية فأسرعت إلى الهاتف لأتصل بحور واخبرها بالحل الذي توصلت إليه أخيرا إلا انها لم تجب اتصالي فأعدت المحاولة مرات ومرات دون جدوى اعرف بأنها غاضبة مني لأنني رفضت شرطها بقسوة ولذلك قمت بإرسال رسالة أبلغها فيها باقتراحي وأسألها الموافقة عليه إن كانت فعلا تحبني كما احبها وإن كانت تريد لعلاقتنا النجاح والاستمرار

    جاءني ردها على اقتراحي فصدمت ولم اعرف ما افعل فأخذت اتصل واتصل واتصل ولكنها لم تكن تجيب إلا أنني كنت اريد ان اتأكد مما قرأت اريد ان اسمعها تقوله لي بنفسها لا يمكن ان اصدق مستحيل ان تكون قد فعلت ذلك

    وكان هذا ما جاء في الرسالة بالتفصيل :

    ( انساني يا سيف لقد خطبت لشخص اخر شخص لم يرفض العيش معي اينما اكون لقد فات اوان تنازلك فلم اعد بحاجة إليه )






    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    3,260
    هكذا ؟ بهذه البساطة بدون مقدمات ؟! بهذه القسوة ؟ لا لا بد انها تكذب علي لا يمكن ان يكون هذا قد حدث ابهذه السهولة تبيع عشرتنا حبنا تنسى سنتان من عمرها عاشتهما معي

    كررت محاولة الاتصال إلى ان اجابت امها على الهاتف بدلا منها وطلبت مني بأن انسى كل شيء لأن ابنتها ليست من نصيبي ولأنها قد اصبحت ملكا لشخص اخر فأجبتها غاضبا بأن ذلك مستحيل لا يمكن ان تكون حور هي من وافقت على الخطوبه لا بد انهم اجبروها على الموافقة فأكدت لي والدتها بأنها لم تجبر ابنتها على شيء قط لا الآن ولا في السابق وان كل شيء تم بناء على رغبتها

    رفضت تصديق كلام الأم كنت افضل الف مرة ان اصدق بأنها اجبرت على الموافقة على ان اصدق بأنها قد تخلت عني فألححت على الأم بأن تسمح لي بمحادثة حور لأتأكد بنفسي من صدق ماتقول فحاولت التملص ولكن نظرا لإلحاحي الشديد رضخت اخيرا

    كلمتني حور بكل هدوء . كان صوتها فاقدا الحياة لا روح فيه وكان كل ماقالته هو : بأنها وافقت من تلقاء نفسها وان اهلها لم يجبروها على شيء وانها تريد مني نسيانها لأنها لم تعد تحبني ولم تعد تريدني

    حين سمعت هذا منها شعرت بالدوار والغثيان فلم اقل شيئا إلا انني اغلقت السماعة على الفور لم اغلقها بغضب بل اغلقتها بكل هدوء وكأن حواسي كلها قد اصابها الخدر والخمول فجلست على الكرسي ووضعت رأسي بين كفي وأجهشت بالبكاء

    اخيرا افرغت كل ماكان بداخلي من قلق وحزن اخيرا غسلت روحي من الداخل بهذه الدموع حتى جفت كل الدموع من عيني ولم يعد لدي دموع لأذرفها وحينها بعثت لها برساله ضمنتها كل ما اشعر به من مرارة وألم في تلك اللحظه فكتبت لها :

    ليتك انتظرتي قليلا ليتك لم تبيعي حبي لك بهذه السهوله ليتك فكرت بي ولو قليلا ونحيت عنك انانيتك وحبك لذاتك المفرطين لقد كنت دوما لا تفكرين سوى بنفسك وبسعادتك كنت بالنسبة لك مجرد اداه للتسليه وانا ،، كنت اركض خلفك كالأبله ملبيا كل اوامرك ولكن لا تظني ابدا ان حبي لك كان ضعفا لا تظني بأنني سأركض خلفك بعد اليوم فأنت لا تستحقين حبي لا تستحقين ان اكون لك في يوم من الأيام فعودي لمن فضلت علي وتأكدي بأنك ستندمين لما تبقى من ايام حياتك


    وها انا الآن اجلس بكل هدوء لأخبرك بكل ماحدث بكل برودة ولكن ليس لأن ماحدث لم يؤثر بي بل لأنني افرغت شحنة الغضب التي بداخلي في هذه الرساله الطويلة نوعا ما فكان تأثيرها كتأثير المخدر في الجسد المليء بالجروح






    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    المشاركات
    3,260
    الذكرى السابعة عشر :
    بقيت طريح الفراش لأيام بعد الصدمة التي تلقيتها لا افعل شيئا سوى ذرف دموع ساخنه تنحدر على وجنتي بهدوء وبطء دمعة دمعة بدون نشيج او عويل بدون حتى ان يرف لي جفن فلم اكن انام او اكل ففقدت الكثير من وزني واحاطت بعيني هالات سوداء داكنه وشحب لوني بشكل كبير
    كل ماكنت افعله هو التحديق في سقف الغرفة بصمت مسترجعا كل ذكرياتي معها بقيت استرجع هذه الذكريات اياما وايام وكأنني اريد تعذيب نفسي بتذكرها كنت اقرأ المذكرات خشية ان اكون قد نسيت تفصيلا صغيرا من تفاصيل الأحداث التي جرت بيننا حتى انني اصبحت احفظ هذه المذكرات عن ظهر قلب
    كنت اتخيلها امامي تحدثني تضحك لي كما كانت تفعل في السابق فتزداد دموعي انهمارا حين ادرك بأنها ليست هنا حين ادرك بأنها مجرد سراب كدت افقد عقلي من اثر الحزن والهلوسات التي اصابتني فقلق علي اهلي كثيرا وحاولوا إخراجي من هذه الحلقة المفرغة التي ادخلت نفسي بها ورغم انني كنت اسمعهم واراهم امامي إلا انني كنت شبه فاقد للوعي لا اشعر بوجودهم حولي
    اخذني والدي إلى مكة لأداء العمرة وهناك تحسنت بي الحال قليلا وعدت إلى الدوحة بنفس صافيه مستسلمه لمشيئة الله وقدره وبدأت استمع لنصائح اهلي وافكر مجددا بمستقبلي الذي يجب أن لا يضيع كما ضاعت حور مني
    عودتي إلى هناك ورؤيتها باتت مستحيله فلم اعد ارغب ان يلتقي طريقي بطريقها مجددا ولذلك بعثت برسالة إلى الكلية طالبا نقلي إلى أحد الفروع الأخرى خارج المدينه وما ان جاءتني الموافقة على النقل حتى بدأت ابحث عن شقة مناسبة لي عن طريق زوج اختي الذي كان متواجدا هناك
    رتب لي زوج اختي امر الانتقال إلى الشقة الجديده ودفع كل المستحقات على شقتي الحاليه بشرط ان تبقى امتعتي فيها إلى أن آتي لأنقلها بنفسي قبل بداية العام الدراسي الجديد
    شعرت بالقلق لأنني سأضطر للعودة إلى هناك مجددا وإن كان لبضع ساعات فقط فلم اكن اريد ان امر بأي مكان جمعني بها في يوم من الأيام كان مجرد المرور بشارع مشينا فيه سويا يجلب لي الألم والعذاب إلا انني لم اترك هذا القلق يسيطر علي فلا بد ان اتجلد واتحلى بالقوه لأتمكن من تخطي الأزمة التي امر بها ومهما كان حزني وانكساري كبيرين لن اسمح لها برؤيتي مهزوما او كسيرا
    وها انا الآن اجلس على مقعدي في الطائره متجها إلى هناك لألملم ما تبقى لي وارحل دون رجعه إن الوقت يمر بطيئا حين يكون المرء قلقا او مترقبا لأمر ما وانا الآن اشعر ببطء مرور الوقت بشكل لم اشعر به في السابق مطلقا ولا حتى حين كنت اشتاق إلى حور
    ادرت جهاز الراديو في الخاص بي واخذت اقلب في المحطات لأبحث عن اغنية تناسب المزاج الكئيب الذي امر فيه وبسرعة وجدت ضالتي اغنيه لطالما احببتها إلا انني لم اشعر بصدق كلماتها إلا في هذه اللحظه
    ماذا اقول لأدمع سفحتها اشواقي إليكِ
    ماذا اقول لأضلعٍ مزقتها خوفا عليكِ
    ءأقول خانت ؟! ءأقول هانت ؟
    ءأقولها ؟ لو قلتها اشفي غليلي
    ياويلتي لا لا لن اقولها لا تقولي
    ،،،،،
    لا تخجلي لا تفزعي مني فلست بثائرٍ
    انقذتني من زيف احلامي وغدر مشاعري
    ورأيت أنك كنتِ لي قيدا حرصت العمر الا اكسره فكسرته
    ورأيت انك كنت لي ذنبا سألت الله ان لا يغفره فغفرته
    ،،،،،،
    كوني كما تبغين لكن لن تكوني
    فأنا صنعتك من هواي ومن جنوني
    ولقد برأت من الهوى ومن الجنون
    ولقد برأت من الهوى ومن الجنون
    أخذت اردد المقطع الأخير من الأغنية مرات ومرات وشعرت بانفجار بداخلي شعرت بأنني بركان ثائر انبثقت حممه إلى السطح فجأه وكأن هذا البركان كان يهدد بالانفجار بين لحظة واخرى وكأن ركوده كان لفترة قصيره فقط فتجمعت الدموع في عيني إلا انني حبستها ولم اسمح لها بأن تتغلب علي هذه المرة فلم يعد للدموع مكان في حياتي بعد اليوم يجب ان ابدأ حياة جديدة ومرحلة جديده لا شيء فيها سوى الجد والاجتهاد فقط
    ****
    وصلت اخيرا واتجهت في طريقي لشقتي القديمة مارا بكل الشوارع التي الفتها واعتدت عليها فنظرت إليها متأملا مودعا لأنها ستكون اخر مرة اراها فيها
    بدأت الملم اشيائي وارتبها في الحقائب فوجدت بطاقة اهدتني إياها حور في عيد ميلادي الماضي فقرأتها وتذكرت وعودها تذكرت بأنها وعدتني يوما بأنها لن تتخلى عني مهما حدث بيننا فابتسمت هازءا ومزقت البطاقة ورميت بالقصاصات من نافذة غرفتي واخذت اراقبها وهي تطير في الهواء وتتبعثر ثم تختفي
    وهاقد حانت لحظة الوداع والرحيل فالوداع ياشقتي الوداع ياكليتي الوداع يا حور لم يعد لكم مكان في حياتي
    *****
    إن سألتني يا مفكرتي عن شعوري نحو حور في هذه اللحظه لأخبرتك بأن كل الحب الذي كنت اكنه لها يوما قد تحول إلى كره وحقد شديدين إلى درجة انني اتمنى لو كان بإمكاني إيذاؤها كما آذتني اتمنى لو كنت استطيع ان انتقم لما فعلته بي اتمنى لو اجعلها تندم وتزحف على ركبتيها طالبة مني العفو والسماح ولكن لتعلمي يا مفكرتي بأنني إن قلت ذلك فإنما انا اغالط نفسي . لأنه لازال هناك جزء صغير في داخلي يردد لي بصوت ضعيف بأنني لازلت احبها واتمنى لها السعادة والتوفيق
    أحاول إسكات هذا الصوت الضعيف ولكنه يزداد قوة ووضوحا شيئا فشيئا حتى ماعدت قادرا على مقاومته فاستسلمت له واعترفت بأنني فعلا لا اتمنى لها إلا الخير أينما ذهبت ومهما كان حجم الألم الذي الحقته بي لأنني فعلا أحببتها من كل قلبي ومن عرف الحب يوما لا يمكنه ان يكره من احب مهما سبب له من أذى .





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    المشاركات
    3,260
    الذكرى الثامنة عشر:


    ها قد بدأ العام الجامعي وانتظمت في الدراسة من جديد فشغلت وقتي كله بالمذاكره لأنني لم اكن اريد التفكير في اي شيء يجلب لي الحزن والضيق كما انني لم اكن مستعدا بعد للخوض في حياة إجتماعيه منفتحه ففضلت العزله ولم اتعرف إلى أي من الطلبة الدارسين معي في الكليه

    هدوئي وانعزالي اصبح محط الأنظار فوجد الشباب في الكلية ذلك شيئا مغيظا واعتبروه تكبرا وغرورا مني بينما وجدت الشابات في الكلية ذلك امرا مثيرا وغامضا وجاذبا في نفس الوقت وبذلك أثرت فضول الكثير من حولي دون ان اتعمد ذلك ودون ادنى رغبة مني فيه فكل ما كنت اريده هو ان ابقى وحيدا بعيدا عن كل ماقد يجلب لي الألم من جديد

    *****

    هل يشعر كل من فقد شخصا أحبه بمثل ما اشعر به الآن ؟! فراغ ووحده قاتلين ،، بؤس و ضياع لا مثيل لهما أم انني انا الوحيد الذي يشعر بذلك ؟!

    اشعر بأن هناك ما ينقصني أنني لم اعد انا لقد اعتدت على ان يكون هناك شخص يحبني شخص يهتم بي يستمع إلي يشاركني افراحي وآلامي شخص اشتاق انا إليه اقلق عليه احبه من اعماق قلبي آه كم افتقد الشعور بالحب وبالاهتمام آه كم افتقدك يا حور ترى ماذا تفعلين الآن ؟! اتفكرين بي كما افكر بك ؟ ام انك نسيت كل شيء عني وانشغلت بخطيبك وبمشاريع الزواج ؟!

    ترى كيف السبيل للقضاء على هذا الشوق على هذا القلق على هذه الوحدة والفراغ ؟ ايكون الحل في حبٍ جديد ؟! لا لا لست مستعدا لجرح آخر يكفي ما اصابني من جروح لم تندمل بعد ربما الحل يكمن في الصبر والنسيان في الانغماس اكثر وأكثر في المذاكره

    ولكن إنغماسي في المذاكرة لم يجلب لي الراحة التي انشدها فها قد مر شهران منذ بدأت الدراسه ولا ازال على نفس الحال من البؤس والشقاء اشعر بأن روحي تائهه ضائعه فقدت القدره على الاستكانة والاستقرار ترى أين يكمن الحل لهذا التوهان والضياع ؟!

    ******

    وصلتني رسالة منذ قليل فأصابتني بالإرتباك والخوف والصدمة فلا أزال حتى هذه اللحظة احدق في الرسالة غير مصدق لما ارى كيف اجيب على هذه الرسالة هل اجيب عليها ام اتركها وكأني لم اقرأها ابدا ؟!

    لقد كانت الرسالة من حور تقول فيها :

    سيف ارجو ان تسامحني على مافعلت بك فلم اقصد الإساءة إليك او إيذاءك لقد تصرفت بطيش وتهور وانا الآن في اشد حالات الندم والحسرة إنني أحبك وسأظل احبك للأبد فإن كنت لا تزال تحبني ارجوك عد إلي وانسى كل ما حدث ولنعد كما كنا في السابق

    إن كنت تسامحني . فسأترك كل شيء من أجلك سيف ،، إن عرسي غدا ارجوك قل بأنك لا زلت تريدني وانا مستعدة لإلغاء كل شيء والمجيء إليك زاحفة

    محبتك للأبد ،، حور

    هكذا !! بهذه البساطة ؟! اتظن بأنني سأعود إليها وكأن شيئا لم يحدث ؟! اتظن بأن الناس لعبة في أيديها تحركها كما تشاء !!! إلى متى ستظل بهذه الأنانية ؟! ألم تفكر في ردة فعل خطيبها وكيف سيتصرف إن هي ألغت العرس في اللحظة الأخيره !!! ألم تفكر في الفضيحة التي ستسببها لأهلها !! يا إلهي كيف تفكر هذه الفتاة يا ترى !!!!

    انتابني شعور بالغثيان حين فكرت فيم قد تفعل حور استجابة لنزواتها فكرت للحظة بالموافقة والرضوخ لهذه النزوه ولكنني عدت وحزمت أمري لا للعودة من جديد للألم والعذاب إنتهى كل مابيننا حين وافقت على الارتباط بغيري ولست من يسرق خطيبة الغير

    لن اوافق على هذه النزوة لن اسمح لها باللعب بي وبخطيبها في آن واحد سأرد عليها ردا قاسيا لأنني اعرفها جيدا واعرف بأن ردي القاسي كفيل بأن يجعلها تتم الزواج وتسير فيه حتى النهاية

    طبعت ردي عليها بأصابع مرتجفه وضغطت على زر الإرسال بسرعة قبل ان اتراجع واغير رأيي فكتبت لها :




    ياللي خذلتي مدمعي إن كان ودك ترجعي
    عندي طلب لا ترجعي
    ياللي خذلتي مدمعي إن كان ودك ترجعي
    شرطي صعب
    لو تجمعين آهات قلبي اللي انجرح
    وتنسي السعاده والفرح
    تتعذبي وبعد العذاب تتعذرين
    وإن مارضيت او ماخذيت
    منك الغدر ومالك جدى كود الصبر
    جاءني رد حور على الفور ولم يكن ردها مفاجئا لي فابتسمت باستهزاء متألم ومسحت الرساله التي قالت فيها

    كنت اظنك تحبني ولكنك لا تعرف معنى الحب لقد بعتني مرة فكيف افترض بأنك لن تبيعني ثانية لقد اخطأت حين رضخت لقلبي وسامحتك لما فعلت بي لقد اخطأت حين اردت العودة إليك فأنت لا تستحق ان احبك سأتزوج غدا وسأجعلك تندم لبقية حياتك لأنك فرطت بي وبحبي

    شعرت بالألم حين قرأت كلماتها القاسية لكنني لم اكرهها ولم ألُمها لهذه الكلمات فهي غاضبة والغاضب قد يقول اكثر من ذلك ودعوت لها بالسعادة والاستقرار فقد انتهى كل شيء ولم يعد امامي سوى ان اتمنى الخير لها

    زواجها سيتم غدا يا إلهي ما اكبر الألم الذي اشعر به لقد كانت الفرصة سانحة امامي لاستعادتها ولكنني لم افعل ترى هل انا غبي لأنني لم افعل ؟! ام انني فعلت الصواب !! لا ادري سأترك الحكم للأيام وسأرى ماتخبؤه لي من آلام






    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    المشاركات
    3,260
    الذكرى العشرون :



    ها قد عدت إليك مجددا لأخبرك بالمزيد عن عاشقة الأحمر وكيف انني اخترتها دونا عن كل الفتيات بالرغم من نفوري منها في أول الأمر



    لم انفر منها فقط لأنها كانت تحدق بي او لأنها كانت تجلس على مقعد مقابل لي وتتطفل علي بل لأنني كنت اشعر بأنها شديدة الثقة والاعتداد بنفسها والذي كان واضحا جدا من طريقة اختيارها للألوان ( أحمر ) وكأنها تقول لكل الناس من حولها ( انظروا إلي ) إنه لون يكاد يفقأ عين كل من يراه ليجبره على النظر والتركيز به وهو لون جريء جدا من وجهة نظري ويحتاج جرأة كبيره من الشخص الذي يقرر ارتداءه علنا



    كنت دوما افضل الفتاه الساذجة البريئه التي يوحي مظهرها بالضعف والرقه على الفتاة الجريئة المحنكة الواثقة من نفسها لا ادري لم بالضبط ربما لأنني كنت احب التضاد بين قوة الرجل وضعف الأنثى فالأنثى لا تكون أنثى إن لم تكن بحاجة إلى رجل قوي يحميها ويدللها ربما !!!!



    حسنا والآن إليك كيف بدأت بتقبل الفتاة والميل لها حين أصبحت اراها كل يوم بدأت افقد تركيزي الكبير على ما اقرأ ولم اعد ادون الملاحظات بكثره كما كنت افعل في السابق فوجودها كان يشتت تركيزي وانتباهي ولأكون اكثر صراحة وواقعيه كان غرور الرجل في داخلي ينتشي فرحا حين اجدها تنظر إلي باهتمام وتركيز بالرغم من انني ظاهريا كنت ابدي الضيق والتململ



    وفجأة منذ نحو اربعة ايام اختفت الفتاة عن الأنظار فلم تعد تأتي إلى المكتبه كان ذلك بمثابة ضربة قاسية لي ولغروري فاكتشفت بأنني فعلا اهتم لأمرها واشعر بالسعادة حين أدخل إلى المكتبة فتدخل خلفي مباشره وحين أنهض مغادرا فتنهض هي الأخرى .



    باكتشافي هذا أدركت أخيرا بأنني لا انفر منها حقيقة قد لا تكون من الصنف الذي افضله ولكن لها جاذبيتها وشخصيتها الخاصه على كل حال ثم كيف لي ان احكم عليها وانا لا اعرفها بعد ؟!



    أدركت أيضا بأنني لست منيعا ضد الفتيات كما كنت اظن وأنني لم افقد القدرة على فتح ابواب قلبي من جديد بعد فقدي لحور فها هو قلبي قد بدأ يخفق مجددا ببطء نعم وبتردد ولكنه على الأقل لا يزال يخفق ولم يتوقف نبضه للأبد



    ******



    لم تحضر الفتاة إلى المكتبة إلاّ اليوم وحين حضرت كدت اطير فرحا بقدومها لدرجة أنني لم اتمالك نفسي فابتسمت لها مرحبا بعودتها فردت إلي ابتسامتي بابتسامة اكبر منها وكأنها لم تصدق بأنني ابتسم لها اخيرا كنت اريد ان اذهب إليها واحادثها ولكنني لم اجرؤ على ذلك لأن موقفي سيكون محرجا جدا أمامها وخاصة أنني كنت اتظاهر باللامبالة في الفترة السابقة فصرفت النظر عن هذه الفكره وبقيت اختلس النظر باتجاهها بين الحين والآخر



    فضولي نحوها جعلني أدقق في سجل الحضور والانصراف لأن لقب عاشقة الأحمر لم يعد يكفيني فأنا اريد ان اعطيها اسما حين اتحدث عنها فظللت اتتبع اسماء المتواجدين إلى أن لمحت اسمها تحت اسمي مباشرة



    اسمها ريم ليس اسما غريبا ولكنه جميل رغم ذلك إذن فساكنة قلبي الجديدة تدعى ريم ارتحت حين عرفت اسمها وذهبت بعدها إلى محاضرتي وأنا مطمئن البال



    ******



    اليوم كاد ان يتوقف قلبي عن الخفقان لجرأة ريم يا إلهي لم ار في حياتي فتاة بجرأتها وثقتها بنفسها إنها تشعرني بالضعف والعجز أمامها وياله من شعور صعب على أي رجل احتماله !!!!



    كنت جالسا كالعادة في المكتبه سعيدا بوجودها هناك مبتسما لها بين الحين والآخر ثم فجأة نهضت ريم من مقعدها متجهة إلى حيث أجلس فصعقت وبدأ قلبي يخفق كالرعد إنها متجهة نحوي؟ ماذا تفعل ؟! أحقا تنوي التحدث إلي؟ لا مستحيل لا بد انها متجهة إلى رف الكتب خلفي ( اخذت اردد ذلك محاولا طمأنة نفسي وتهدأة وتيرة خفقات قلبي المتسارعه ) ولكنها لسوء حظي لم تكن تقصد رف الكتب بل كانت تقصدني أنا وانا بالتحديد



    طأطأت رأسي حين رأيتها قادمة متظاهرا بعدم رؤيتها او عدم الانتباه إلى وجهتها إلا أنها حين وصلت إلى الطاولة التي أجلس إليها ظلت واقفه تطل علي من الأعلى منتظرة مني أن ارفع رأسي دون ان تنطق بحرف واحد إلى ان اضطررت لرفع رأسي أخيرا معترفا بإدراكي لوجودها فابتسمت لي وقالت لي مرحبا فلم اعرف بم اجيبها من هول الصدمة فتلعثمتُ وظهر علي الارتباك وفقدت القدرة على النطق لبضع ثوان فضحكت ومدت كفها إلي قائلة بأن اسمها ريم وانها طالبة في الكلية وتدرس التمويل لم أعرف حينها ءأمد كفي إليها ام اترك كفها معلق في الهواء بانتظار مصافحتي لها

    إلا أنني اتخذت قراري سريعا فمددت كفي بتردد قائلا بأن اسمي سيف وانني ادرس الماجستير في التمويل والبنوك



    بعد التحايا والتعارف المبدأي اضطررت إلى دعوتها للجلوس فرحبت بالدعوة وجرت الكرسي المقابل لي وجلست عليه ثم قالت لي مازحه ( بصوت خافت حيث ان الحديث في المكتبات العامة ممنوع ) بأنها ستلجأ إلي لأساعدها إن استعصى عليها فهم شيء من مواد تخصصها



    فقلت لها بأنني لا امانع ابدا وانني مستعد لمساعدتها في اي شيء تريده وأنني لن اتأخر إن كنت قادرا على المساعده



    فشكرتني على عرضي ثم طلبت مني مغادرة المكتبة إلى اي مكان نستطيع فيه التحدث بحريه لأنها تنوي استغلال عرضي لمساعدتها وتريدني ان اساعدها في بحث تقوم بإعداده



    فوجئت بطلبها لأنني لم اتوقع ان تأخذ عرضي على محمل الجد إلا أنني كنت قد حشرت نفسي في مأزق يبدو انني لن استطيع التخلص منه بسهوله فلملمت أغراضي ونهضت متجها إلى باب الخروج بعد ان سمحت لها بالمرور أمامي



    إتجهنا إلى مقهى قريب جدا من المكتبه يرتاده زوار المكتبه الذين يقضون وقتا طويلا فيها فطلبنا كوبان من القهوة ثم جلسنا على إحدى الطاولات نحتسي القهوة بصمت



    لم تقل ريم شيئا في أول الأمر وبقيت أنا صامتا كذلك بانتظار أن تبدأ بالسؤال عما تريد مرت الدقائق ببطء وسط الصمت والسكون المخيمان علينا ثم تكلمت ريم أخيرا وشرحت لي اساسيات بحثها الذي تقوم بإعداده ثم سألتني بضع اسئلة عن اشياء لم تتمكن من فهمها حين قرأتها في المراجع فشرحت لها ما استعصى عليها واندمجت في الشرح إلى درجة أنني لم اشعر بمرور الوقت وخاصة أن الاطمئنان والراحة قد بدءآ يتسربان إلى نفسي شيئا فشيئا







    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. روايه جروحي تنزف احزاني كامله
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 158
    آخر مشاركة: 07-Jan-2013, 11:45 PM
  2. روايه دنيــا العاشقين كامله
    بواسطة ♣ ♣المتفائله♣ ♣ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 101
    آخر مشاركة: 07-Jan-2013, 09:33 PM
  3. روايه ظلم الدنيا
    بواسطة ĄŁ3ŊŏΘōĐ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 26-Dec-2012, 12:07 AM
  4. روايه ام الجماجم
    بواسطة ĄŁ3ŊŏΘōĐ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 50
    آخر مشاركة: 25-Dec-2012, 11:53 PM
  5. روايه روح زوجتي
    بواسطة ĄŁ3ŊŏΘōĐ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 20-Dec-2012, 11:41 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •