أثبت الطب الحديث أن الحب بين الازواج يحسن الصحة ويعجل بحدوث الإنجاب حتى فى ظل بعض الموانع العضوية، فقد أكد الفلاسفة والشعراء من قبل أن الحب يصنع المعجزات. بينما تؤدى كراهية الزوجة الى الضعف الجنسي، أما كراهية الزوج فتؤدى للإجهاض.
وهذا ما أكده أيضا الطبيب المصرى العالمى د. أحمد إسماعيل – خبير العقم بلندن – فقد أكد أن العلاقة السوية بين الزوجين التى تقوم على الحب والتفاهم لها علاقة وثيقة بالقدرة على الإنجاب.
تبويض بصورة منتظمة
واكد خبراء الصحة الجنسية ان الاستقرار العاطفى بين الزوجين ينظم عمل أجهزة الغدد الصماء المسئولة عن حدوث التبويض بصورة منتظمة، ويؤثر أيضا على إفراز الأدرينالين المسئول عن انسداد الصمامات الموجودة فى أجزاء مختلفة من الجسم، ومن بينها الصمامات الموجودة بين قناة فالوب والرحم والتى تمر من خلالها البويضة من المبيض كى تستقر فى الرحم، كما أن العلاقة السوية بين الزوجين تعنى عدد مرات لقاء زوجى أكثر، وبالتالى زيادة احتمالات فرص الإنجاب. أما إذا كانت العلاقة سيئة بين الزوجين تتحول عملية اللقاء إلى عملية ميكانيكية روتينية لإشباع الغريزة الجنسية فقط، ولكن فى حالة الزوجين المتحابين فإن اللقاء الحميم تسبقه عملية تجهيزية تحدث أثناءها إفرازات تعمل كوسط مهم للحيوان المنوى كى يقطع رحلته فى عنق الرحم ليقابل البويضة فى الجزء الأخير من أنبوب فالوب، حيث يتم الإخصاب الأول ثم تنتقل البويضة المخصبة إلى الرحم، حيث يتشكل الجنين.
وأشار الخبراء إلى أن عدم الانسجام فى العلاقة الزوجية والاضطراب أو الخوف يؤدى إلى ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين فى الدم لدى المرأة وهو هرمون اللبن المسئول عن عملية الرضاعة وبزيادة إفرازه لا تتم عملية الإنجاب، بل لقد ثبت علميا فى الآونة الأخيرة أهمية القبلة كعملية ممهدة لما يليها من عمليات أخرى، حيث ثبت أن لعاب المرأة يحوى هرمون الأنوثة كما يحتوى لعاب الرجل على هرمون التستوستيرون.كما أن الحب يؤثر على ما بعد اللقاء، فهو يؤثر على تنظيم إفراز البروجيستيرون الذى يساعد على عدم نزول الجنين المتكون وبقائه لمدة 9 أشهر حتى يكتمل نموه فتتم عملية الولادة.
توقيت الإخصاب
من المعروف أن المرأة المتوترة التى تعانى من عدم الاستقرار فى حياتها ترتفع نسبة الإجهاض لديها، والإجهاض يبدأ من توقيت الإخصاب وحتى الأسبوع 26 من بداية الحمل، حيث يمكن أن يحدث ما نسميه بـ نزيف ما قبل الولادة والذى قد يحدث قبل نزول الدورة الشهرية أو بعد موعدها بيوم أو اثنين، وقد يتكرر الإجهاض شهريا، وتعتقد المرأة أنها الدورة الشهرية. فالحب يحقق التوازن النفسي، وبالتالى التوازن الفسيولوجى فى وظائف هرمونات الأنوثة والذكورة وهناك خمسة هرمونات رئيسية مسئولة عن عملية الإنجاب، بالنسبة للذكر يوجد هرمون التستوستيرون وهرمون الغدة النخامية، وبالنسبة للأنثى هناك هرمونات: البرولاكتين ـ البروجيستيرون ـ الاستروجين الاستروين. وتوافر الوفاق النفسى والروحى شرط مهم لتنظيم عمل تلك الهرمونات، وفى حالة وجود حب حقيقى بين الزوجين يزداد إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجل والاستروجين لدى المرأة وهما مسئولان عن وجود الرغبة الجنسية التى هى الشرط الأول لبدء اللقاء الحميم وما يليه. وقد ثبت أن الضعف الجنسى النفسى ينشأ غالباً نتيجة كراهية الرجل لزوجته، كذلك فإن حالة التوتر النفسى للرجل تؤثر سلبيا على صحة الحيوان المنوي، فالصحة الجسدية والنفسية تؤثر على الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية لتشكيل حيوان منوى قادر على اختراق البويضة وتخصيبها. لقد أصبح من البديهيات الآن أن الكثير من الأمراض العضوية قد يعزى إلى أسباب نفسية يصنفها العلماء تحت اسم الأمراض النفسجسمية ولم يعد هناك شك فى التأثير المتبادل بين الحالتين النفسية والعضوية للإنسان. أن الحالة النفسية المستقرة ضرورة لحدوث الانقباضات المنتظمة فى قناة فالوب، والتى من شأنها أن تدفع البويضات حتى تصل الرحم وتستقر فيه ليحدث الحمل، فإذا كانت المرأة تعانى من التوتر فى علاقتها الزوجية، فإن تلك الانقباضات تحدث بطريقة عشوائية غير منتظمة تمنع سير البويضة إلى الرحم. كما أن ذلك التوتر قد يزيد من إفراز الأدرينالين، وبالتالى انسداد الصمامات فيما بين قناة فالوب والرحم والتى يمرمن خلالها الحيوان المنوى ليلتقى بالبويضة فى الجزء الأخير من قناة فالوب. فالعلاقة الجنسية لا تبدأ من فراغ، ولكن لابد من وجود الرغبة أولا وهى تستلزم وجود الحب والوفاق بين الطرفين، كما ينبغى أن ندرك أن الحالة النفسية تؤثر على مراكز المخ العليا التى تتحكم فى جميع أجهزة الجسم ومن بينها غدة الهيبوثا لاموس التى تنظم إفراز جميع هرمونات الجسم ومنها هرمون المبيض الحونادوتروفيك البرولاكتين.
كراهية الزوجة
ويرى خبراء الصحة الجنسية أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين المراكز الجنسية والحركية للجسم، فحدوث رد الفعل المثير يأتى موافقا للحالة الانفعالية الخاصة بالإنسان، وعلى سبيل المثال فإن مشاعر الخوف والخجل كنوع من الانفعالات الإنسانية تصاحبها مظاهر جسمانية تدل عليها مثل: حمرة الخجل وزيادة ضربات القلب، وبالتالى فإن التوافق النفسى والاجتماعى بين الزوجين بما يصاحبه من حالة الذوبان الإنسانى وإنكار الذات والتبرير الطيب لسلوك الآخر، والاحترام المتبادل مع وجود ظروف ملائمة يؤدى إلى استقرار البيولوجيا الإنسانية لكل من الزوجين، وبالتالى حدوث الإنجاب، أما إذا كان هناك تباعد بين الطرفين أو حالة من الضيق أو الكراهية فسوف تفسد البيولوجيا تماماً فكراهية الزوجة تؤدى للضعف الجنسي، أما كراهية الزوج فتؤدى للإجهاض.
hgjogw lk ;vhidi hg.,[dk