الملاحظات
صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 67

الموضوع: خـليـجيـات

  1. #21  
    المشاركات
    2,157
    [align=center]
    الفارس زايد [/align]


    أحب زايد صيد الصقور ، وكان ماهرا في ذلك ، وركب الخيل والهجن ، وأصبح من الفرسان الذين شهد لهم الجميع ، وأحب الأدب والشعر ، وكان شاعرا ، ومن هواياته الجلوس إلى كبار السن ، ليحدثونه عن الآباء والأجداد .
    وحول حب الجميع لزايد المنصف العادل يقول النقيب البريطاني " انطوني شبرد " ( كان زايد رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي ، وكان دون شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة ، وكنت أذهب لزيارته أسبوعيا في حصنه ، وكان يعرض وضع السياسة المحلية بأسلوب ممتاز ، وإذا دخلت باحترام ، وخرجت باحترام أكبر .
    لقد كان واحدا من العظماء القلة الذين التقيتهم وإذا لم نكن نتفق دائما فالسبب هو جهلي ) .



    [align=center]زايد حاكم العين 1946-1966م [/align]

    عندما بلغ زايد الثامنة والعشرين من عمره تولى حكم مدينة العين بقراها السبع ، وكانت هذه النقلة التاريخية التي من خلالها ترجم زايد كل ما اكتسبه من خبرة في الإدارة السياسية إلى المجال العملي ن فتكونت شخصيته السياسية القوية المفكرة .
    وترك زايد قلعة الحصن إلى قلعة المويجعي ليمارس مهامه الجديدة ، والمعروف أن زايدا قبل توليته حاكما للعين كان غير معروف إلا داخل قبيلته ، ولكن بعدله في فض الخلافات ، وبحنكته وحبه لمواطنيه سرعان ما ذاع اسمه ، وانتشرت شهرته بين عرب البادية .
    والواقع أن حب أهل العين للشيخ زايد لم يأت من فراغ ، بل جاء بسبب بساطة الرجل ، وعمله الدؤوب من أجل إرضاء الجميع .


    [align=center]زايد حاكم العين 1946-1966م [/align]

    عندما بلغ زايد الثامنة والعشرين من عمره تولى حكم مدينة العين بقراها السبع ، وكانت هذه النقلة التاريخية التي من خلالها ترجم زايد كل ما اكتسبه من خبرة في الإدارة السياسية إلى المجال العملي ن فتكونت شخصيته السياسية القوية المفكرة .
    وترك زايد قلعة الحصن إلى قلعة المويجعي ليمارس مهامه الجديدة ، والمعروف أن زايدا قبل توليته حاكما للعين كان غير معروف إلا داخل قبيلته ، ولكن بعدله في فض الخلافات ، وبحنكته وحبه لمواطنيه سرعان ما ذاع اسمه ، وانتشرت شهرته بين عرب البادية .
    والواقع أن حب أهل العين للشيخ زايد لم يأت من فراغ ، بل جاء بسبب بساطة الرجل ، وعمله الدؤوب من أجل إرضاء الجميع .

    مجلس زايد


    كان مجلس الشيخ زايد مفتوحا للجميع بدون حاجب ، وكان المكان تحت ظل شجرته المفضلة خارج قلعة المويجعي ، والطريف هو أن مجلسه كان لا يخلو من الضيوف والزوار ، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حب زايد للجميع ، وحب الجميع لزايد ، والواضح أن هذا الحب قاده إلى حكم العين وأبوظبي معا لا هذا فحسب ، بل أصبح رئيسا لكل الإمارات وأصبح مثلا يحتذى به .


    زايد الرئيس


    بفضل جهوده لجمع الصف الإماراتي ، أصبح الشيخ زايد – فيما بعد – رئيسا للاتحاد ، يقول صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم : لا يمكن أن يكون رئيسا لدولة الإمارات غير زايد ، لهذا نال زايد حب وتقدير الجميع على الصعيد الإماراتي والخليجي والعربي والإسلامي والدولي ، فعلى الصعيد الدولي تلقى زايد العديد من الأوسمة : منها وسامان قدمهما وفد منظمة الليونز العالمية برئاسة السيد كروباس ، الوسام الأول تلقاه رئيس الدولة تقديرا لمواقفه ومبادراته الإنسانية النبيلة لإغاثة المتضررين من المجاعة والكوارث ، ومد يد العون لدول العالم ، وخاصة الدول النامية .
    أما الوسام الثاني فقد تسلمه سموه بفضل جهوده العظيمة التي أوصلت دولة الإمارات إلى ما هي عليه الآن من حضارة وتقدم ورقي ، ومن أجل دعمه لإنسان الإمارات ، وتحقيق حلمه الذي قاده إلى العزة والرفاهية .
    وفي مقابلة تلفزيونية تحدث السيد " فرانك كروبوت " ممثل منظمة الليزنز : ( لقد منحت جائزة جونز العالمية إلى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله اعترافا بجهوده في خدمة الهيئة العالمية وخدماته للبشرية ، وتكريسه العطاء للأهداف الإنسانية .
    لقد بدأ سموه حملة التشجير في وقت لم يكن فيه أحد قد تحدث عن تأثيرات سخونة الكوكب وتغييرات المناخ في العالم .
    وبسبب جهود الشيخ زايد رحمه الله في وقف الحرب العراقية – الإيرانية ، اختارت هيئة دولية مقرها باريس سموه كأبرز شخصية في عام 1988م .
    وهذه الهيئة يطلق عليها : رجل العام – تأسست عام 1970م
    وفي استطلاع لرأي مائة ألف مواطن عربي اختير صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ضمن عشر شخصيات عربية وعالمية لها دور بارز في مجال الإنماء السياسي والاجتماعي .
    وتقديرا لجهود سموه الإنسانية تلقى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله الوثيقة الذهبية من المنظمة الدولية للأجانب ، ومقر هذه المنظمة جنيف .
    وبفضل التنمية التي حققها الشيخ زايد في مجال التنمية تسلم سموه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة " كونفيبفيون " بالأرجنتين .



    [align=center]يوم في حياة الإمارات [/align]

    حكم الشيخ زايد مدينة العين 20 عاما من عام 1946 وحتى 1966م ، وكان في تلك الفترة الحاكم المخلص الوفي ، أحب الجميع ، وأحبه الجميع ، فتمكن الشيخ زايد من إرساء قاعدة شعبية ضخمة من خلال إنجازاته وإصلاحاته في مدينة العين رقم قلة الإمكانيات .
    والواقع أن هذا اليوم – السادس من أغسطس يعتبر منعطفا تاريخيا في حياة شعب الإمارات وفي ظل هذا السياق يحسن أن نبين ما قاله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة العظيمة حيث قال في كلمة ألقاها عام 1989م :
    إن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل اليوم بذكرى يوم السادس من أغسطس عام 1966م الذي ننظر إليه جميعا كمنعطف تاريخي في حياتنا ، وعلامة بارزة في اتجاه العمل الوحدوي ، وبداية نهضة شاملة بكل المقاييس ، وفي كل القطاعات ، فقد ترك هذا اليوم الخالد بصماته الواضحة على مسيرة التنمية الشاملة التي بدأها صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في ربوع أبوظبي ، وانطلق منها إلى إرساء دعائم الدولة الحديثة ، حيث أخذ القائد على عاتقه منذ البداية مسؤوليات بناء القواعد الصلبة التي ارتفع فوقها صرح الدولة الاتحادية فيما بعد ، وكانت السنوات حافلة بصور الإنشاء والتعمير ، ومواجهة تحديات العصر ، والاهتمام ببناء الإنسان ، وتعزيز دور التربية والتعليم ، وتحديث الإدارة ، وتطوير مفاهيمها ، كخدمة عامة ومتبعة تطور الاقتصاد الوطني ، وبناء القوة الذاتية ، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار ، وكل ذلك في إطار الممارسة الفعلية للديمقراطية ، وعدم الاكتفاء بمجرد إطارها الشكلي ، وتجسيد طموحات شعبنا في توازن حضاري رائع جعل من مسيرتنا نموذجا يطل على المستقبل المرتبط ارتباطا وثيقا بجوهر التاريخ في دوره وعظمته ، وإن اختلف معه في شكله وظاهره ، إننا إذ نتحدث اليوم في هذه المناسبة العزيزة لا نتحدث عن حلم أو أمنية ، بل نتحدث عن حقيقة أكبر من الحلم والأمنية ، لأن الإنجازات والمكاسب التي حققها القائد قائد المسيرة ماثلة على أرض الواقع وأمام الأعين ، ومن هنا فإن احتفالنا اليوم بذكرى عيد جلوس صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إنما يجسد الالتزام الصادق بمسيرة الحب التي تجمع بين مجتمع الأسرة الواحدة والقائد ، وهي المسيرة التي تزداد بحمد الله ثباتا وانطلاقا نحو الأمام لبناء المستقبل الأفضل للأسرة ، وتصعيد العطاء القومي للأمة باعتبارها مسيرة وطنية قومية .





    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    المشاركات
    2,157
    [align=center]بيان الاتحاد [/align]

    بيان الاتحاد التاريخي الذي أذاعه مهندس الاتحاد ، الرجل الذي وقف جنبا إلى جنب مع الشيخ زايد من أجل تحقيق الاتحاد هو الأستاذ أحمد خليفة السويدي ، وقام السويدي بقراءة البيان التالي :
    (( بسم الله الرحمن الرحيم بعونه تعالى واستجابة لرغبة شعبنا العربي ، فقد قررنا نحن حكام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة إقامة دولة اتحادية باسم – الإمارات العربية المتحدة – وإذ نزف هذه البشرى السارة إلى الشعب العربي الكريم ، نرجو الله تعالى أن يكون هذا الاتحاد نواة لاتحاد شامل يضم باقي أفراد الأسرة من الإمارات الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها الحاضرة من التواقيع على هذا الدستور )) .
    وانتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيسا للدولة ، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائبا للرئيس .


    [align=center]أهداف الاتحاد [/align]


    تتلخص أهداف الاتحاد في الآتي :
    1- الحفاظ على استقلال الاتحاد وسيادته وأمنه .
    2- دفع الأعداء عن جميع تراب الإمارات .
    3- حماية حقوق وحريات شعب الإمارات
    4- احترام الشؤون الداخلية لكل إمارة .
    وحول مسيرة الاتحاد قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد :
    الأعياد القومية تمثل منعطفات غالية يحرص على تسجيلها كل الذين يكتبون تاريخ الشعوب والأوطان ، فإن من حقنا أن نذكر بالفخر والتمجيد يوم الثاني من ديسمبر 1971م باعتباره يوما خالدا في تاريخ شعب الإمارات ، وعلامة بارزة في مسيرته التاريخية ، وتجسيد طموحاته وآماله نحو آفاق الخير والبناء .
    وأضاف سموه في كلمة إلى أفراد القوات المسلحة عام 1984م بمناسبة العيد الوطني الثالث عشر ، ولد عاد إنسان الإمارات بالذاكرة إلى صورة وطنه منذ سنوات قليلة خلت ، وقارن بينها وبين ما هي عليه اليوم فالمؤكد أنه سيمتلىء إعجابا بالنهضة ، فقد تحقق خلال فترة زمنية قصيرة الكثير من الأمنيات ، وانطلق الاتحاد ينجز من الأعمال في كل المرافق ما يواكب حضارة القرن العشرين ، وشهدت البلاد نهضة شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية ، وتوفير كل أسباب النهوض بالفرد باعتباره ركيزة الاتحاد الأساسية وثروته الكبيرة ، وإذا كانت هذه المساحة تضيق لتسجيل النجاحات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلا أننا نذكر بكل اعتزاز تلك الانطلاقة التي حققتها بلادنا خليجيا وعربيا ودوليا بصورة أثارت الإعجاب والتقدير .
    أما صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة فقال :
    (( إن التاريخ سيسجل بحروف من نور دور صاحب السمو الشيخ زايد في بناء الاتحاد ، وقيام مسيرته ، ووضعه في المكان اللائق المحترم بين دول العالم )) .





    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    المشاركات
    2,157
    مدخل الدراسة وإطارها النظري والمنهجي


    تبدأ هذه الدراسة بمدخل موجز عن التراث بعامة، وعن التراث والقيادة السياسية، ممثلة في صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بوجه خاص. وتناقش الصلة الوثيقة بين زايد والتراث. يتناول هذا التقدم منطلقات البحث، وإطاره النظري، ومنهاجه، ومادته العلمية، ويناقش التراث من منظور حضاري شامل يتضمن اللغة، والدين، والمكوِّن البيئي، والبعد التاريخي، والسلوك الاجتماعي، والإنجاز السياسي. تهتم الدراسة بالصلة المتبادلة بين التراث والسياسة، بل بين التراث والقيادة السياسية على وجه التحديد، وتركز على أمرين هامين : أولهما الجذور الحضارية التي شكلت شخصية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان، والتي أثّرت في تكوين فكره السياسي، ونهجه في الحكم وفي التعامل مع الآخرين على جميع الأصعدة محلياً، وإقليمياً، ودولياً. وثانيهما : ما قدّمه – ولا زال يقدمه – سموه للتراث. وذلك من خلال دوره كأحد المبدعين أو " الحملة النشطين " للتراثي الشعبي. وذلك من خلال دعمه الشخصي والرسمي للتراث، ومدى انعكاس ذلك على مؤسسات دولة الإمارات العربية المتحدة ومواطنيها.

    منطلقات الدراسة :
    تنطلق هذه الدراسة من قناعة تامة بأن التراث قضية سياسية، بل قضية سياسية واجتماعية في المقام الأول، وذلك لأنه يشكل الشخصية الجمعية التي تمثل الهوية الحضارية للشعوب، فهو متكأ تلك الهوية ومرجعية التاريخ الوطني الذي تدور حوله وتتبلور من خلاله، كما انه المحرك الرئيسي للاستنفار والدفاع، والتحرر، والتضامن والوحدة، والتصدي للهيمنة بأشكالها المختلفة. وبالإمكان توظيف التراث توظيفاً سياسياً واعياً لخدمة الشعوب التي يصدر عنها في المجالات التنموية والاجتماعية المختلفة، أو لخدمة القضايا الإنسانية بوجه عام. وعلى الرغم من استخدامه السياسي السالب لخدمة " أيديولوجيات" معينة في الماضي، إلا أن توظيف التراث سياسياً يبقى أمراً واقعاً على مر الأجيال، والجانب الإيجابي من هذا الاستخدام يظل هدفاً مشروعاً، بل مطلوباً من السياسيين والمفكرين والمثقفين على حدّ سواء.
    يمتلك التراث قدرة هائلة على الإسهام في تكوين أرضية صلبة للفكر السياسي المعاصر تنطلق من ثوابت الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل. ويتطلب ذلك الاستفادة من الموروث الحضاري لتحديد معالم الخطاب السياسي العربي المعاصر. ولقد نبّهت بعض الدراسات لضرورة الالتفات لهذا الأمر كما يتضح من الفقرات التالية :
    " يشكل الموروث الحضاري العربي بكافة تجلياته الفكرية والفلسفية العميقة، منطلقاً أصيلاً لبناء الخطاب السياسي العربي العام، ليكون خطاباً ذا هوية حضارية واضحة المعالم والأصول، ومحددة الأبعاد والاتجاهات، وتتميز بقدراتها الخلاقة والمبدعة وحضورها العام، في عالم تتنوع فيه الرؤى، وتناقص فيه الأفكار، وتساوره تحديات".

    أسباب الدراسة :
    نشأ سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وترعرع في كنف التراث وعلى هدى قيمه وأعرافه وتقاليده، وصاغ معانيه أبياتاً من الشعر وأقوالاً مأثورة، فلقد درس وتخرج في مدرسة التراث، وجعله نبراساً لسلوكه، وهادياً لأفراد أسرته ومعاونيه، وأبناء مجتمعه، وأهم من هذا وذاك أن سموه ومن موقع مسؤوليته كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة وزعيم عربي مرموق، جعل التراث جزءاً هاماً من خطابه السياسي، والذي أصبح بحكم مكانته وتأثيره هو الخطاب السياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولقد جعل سموه التراث متكأّ لمشروعه التنموي الريادي، ومن أجل إنجاح هذا المشروع أنشأ الدواوين والمؤسسات، والهيئات والجمعيات التي قامت بتفعيل التراث وتوظيف دوره في الحياة العامة، وبتلك الطريقة تم ربط التراث بالحاضر قدر ارتباطه بالماضي، ومن خلال هذه النهج أمكن الخروج بالتراث من مأزق الظلامية والردة والهزيمة، وكان النأي به عن دائرة التهميش والازدراء، وهكذا صار بالإمكان صياغة مشروع تراثي معاصر يجعل تنمية المجتمع وبناء الإنسان من أهم مقوماته. نلمس تفاصيل هذا البرنامج في شتى مرافق الحياة العامة حيث نجده في الحكم والإدارة، وفي التنمية العمرانية، وفي التربية والرياضة، وفي الإعلام والثقافة، وفي السياحة والتسوق، وفي التوعية البيئية.
    عُرف عن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حرصه على هويته العربية الإسلامية والالتزام بقيم الآباء والأجداد. كما عُرف عنه كذلك حرص سموه على الاستفادة من تجارب الأمم التي حققت نهضه علمية وثقافية متقدمة، فقد عمل على نقل تجارب تلك الأمم وخبراتها إلى بلاده، وتسخيرها لخدمة المواطنين، وتمكن بذلك من تحقيق معدلات عالية من التنمية والرفاهية لعشبه وأبناء أمته. ومن خلال فلسفته السياسية ومشروعه التنموي نهج دروب التوفيق بين الأصالة والمعاصرة. ويُضاف إلى ذلك انه سعى لمساعدة الشعوب الأخرى واحترام ثقافاتها، فبادلوه احتراماً باحترام. وبذلك نجح في جعل قيم التراث العربي الإسلامي مدخلاً للقيم الإنسانية النبيلة التي بشّر بها، وقام بدعمها قولاً وفعلاً، ولعل ما تقدّم يبرر أهمية هذه الدراسة وجدواها في مجال الدراسات الفلوكلورية والسياسية والاجتماعية.

    فرضيات الدراسة :
    ليس بالضرورة أن تطرح كل الدراسات – لا سيما الدراسات الاستطلاعية والاستكشافية حول موضوعات حديثة أو أفكار رائدة – فرضيات محددة تلتزم ببرهانها أو دحضها كما تفعل أطروحات الماجستير أو الدكتوراه، أو الأبحاث التي تحصر نفسها في إطار ضيق وفي موضوع محدد، ولكن هذه الدراسة تعرض موضوعاً شائكاً ومتداخلاً تتسع دائرته، وتتصف بالشمولية والتكاملية حيث إنها تربط بين السياسة والحكم والاجتماع والتراث. وما يهمنا أكثر من الفرضيات في هذه الدراسة هو تسليط المزيد من الأضواء على موضوع هام وهو الصلة الوثيقة بين السياسة والتراث، والتنبيه إلى الكيفية التي يتجسّد بها هذا الموضوع بصورة فريدة في شخصية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان وعبر إنجازته، وذلك من خلال موضوع الدراسة وهو زايد والتراث. وإذا تمادينا في التزامنا بالفرضيات التزاماً صارماً، كما يفعل كُتّاب الأطروحات من طلبة الدراسات العليا، أو معدّو البحوث الأكاديمية فسوف تصبح تلك الفرضيات متطلباً خانقاً يقوّض ما نسعى لتحقيقه من رؤية تهدف إلى تناول الموضوع بالصورة التي وردت الإشارة إليها، وبذلك يتحول الحرص على توضيح فرضية أو فرضيات الدراسة من شرط علمي ايجابي إلى عنصر أكاديمي سالب. ولا يعني بالطبع إهمال الفرضيات إهمالاً تاماً أو التقليل من شأنها، حيث ان البحث العلمي لا يكتمل بدونها، وإذا قدر لنا ان نضع بعض الفرضيات العامة لهذه الدراسة، تحقيقاً للمنهجية العملية، فيمكن إيجازها في التالي :
    أ ) أن الخلفيات الثقافية والاجتماعية لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثرت في تكوينه اجتماعياً، وسياسياً، وإنسانياً، وأنها مهّدت لإنجازاته المشهود لها.
    ب) ان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وظّف التراث توظيفاً واعياً مكّنه من التواصل مع شعبه وأمته محلياً وإقليمياً.
    ج) ان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قام بدور مؤثر في نشر قيم التراث، وفي جعله واقعاً اجتماعياً، وشأناً سياسياً ملموساً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطلقاً للعمل الإنساني على النطاق الدولي.

    الإطار النظري والمادة العلمية :
    اتبعت هذه الدراسة أفكار ومناهج المدرسة الوظيفية التي سادت – وما تزال – دائرة الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية والفولكورية – كما هو معلوم – فمن أهم الخصائص العلمية للمدرسة الوظيفية التركيز على حقيقة هامة مفادها أن عناصر التراث، شأنها في ذلك شأن أية ظاهرة اجتماعية وثقافية، لا توجد في فراغ، بل ترتبط بسياق محدد تؤدي في إطاره وظيفة أو وظائف معلومة، وفضلاً عن ذلك فإن هذا التراث يبقى حياً وفاعلاً، ومؤثراً طالما أنه يستطيع أن يؤدي تلك الوظائف أو بعضها لأبناء مجتمعه أو لبعضهم.

    استقلت الدراسة مادتها العلمية من عدة مصادر من أهمها :
    أ ) الدراسات السابقة باللغتين العربية والإنجليزية، علماً بأن بعض تلك الدراسات اعتمدت على إجراء مقابلات مطوّلة مع صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أي أنها اعتمدت على ما يمكن اعتباره عملاً ميدانياً.
    ب) بعض المعلومات المتاحة في (الأرشفيات) الوطنية.
    ج) الكلمات والمقابلات والخطب المنشورة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي وردت في المناسبات السياسية والاجتماعية المختلفة.
    د ) الرصد الدقيق لما صدر من سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وسائل الإعلام المختلفة، لا سيما الصحافة المحلية، وذلك لأن الصحافة هي نبض المجتمع.
    استخدمت الدراسة الأسلوب الكيفي Qualitative Approach السائد في الدراسات الأنثروبولوجية والتراثية، بل في الدراسات الإنسانية بوجه عام، في جمع مادتها، ثم عملت على مناقشة هذه المادة وتحليلها، أملاً في التواصل إلى استنتاجات محددة تتصل بالفرضيات التي طرحتها، ولقد فضلت الدراسة هذا الأسلوب لملاءمته طبيعة موضوعها.
    تقع هذه الدراسة في مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، الفصلان الأول والثاني عن التراث، والفصلان الثالث والرابع عن الجذور والخلفيات والأصول، جذور مجتمع الإمارات وخلفيات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأصوله، والفصول الخامس والسادس والسابع عن سيرة الشيخ زايد بن سلطان، وصلته الوثيقة بالتراث، وتوظيفه له سياسياً.
    في عرض موجز لمحتويات تلك الفصول، أشير إلى ان الفصل الأول يبدأ بتعريف التراث، ومفهومه في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمواقف المتباينة منه على صعيد الوطن العربي، ونظرة مجتمع الإمارات إلى تراثه، كما يقدم رؤية معينة للتعامل مع التراث والنظر إليه. أما الفصل الثاني فيركز على الصلة بين التراث والقيادة السياسية بدءاً بتوجيه عناصر التراث لخدمة القضايا السياسية، مع إعطاء أمثلة من الوطن العربي وإفريقية وأوروبا والولايات المتحدة. ويتناول هذا الفصل كذلك مفهوم (البطولة) والقيادة (الكارزمية)، ومفهوم (الشياخة) في المجتمعات العربية التقليدية.
    يتناول الفصل الثالث الخلفيات التاريخية والجذور التراثية، ممهداً لذلك بعرض موجز عن بيئة الإمارات العربية المتحدة بتركيز على ثنائية البر والبحر التي شكلت تاريخ وتراث الإمارات، ويستفيد هذا الفصل من الدراسات الأثرية والتاريخية ويركز على أهم الموضوعات الثقافية الرئيسية التي أثرت في حياة أهل الإمارات منذ آلاف السنوات موضحاً مدى هذا التأثير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وفي النظام السياسي والنظام الديني، وإذا كان الفصل الثالث يمهد لهذه الدراسة بتوضيح الجذور التراثية لمجتمع الإمارات، فالفصل الرابع يتناول تاريخ قبيلة بني ياس وتاريخ آل نهيان وفقاً للمعلومات المتاحة في الدراسات المنشورة، وذلك بالتركيز على دورهم السياسي والاجتماعي في منطقة الخليج بعامة، وفي مجتمع الإمارات بخاصة.
    يتناول الفصل الخامس سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بدءاً بميلاده وفترة طفولته وصباه، ثم يوضح أثر التنشئة الاجتماعية والتنشئة السياسية في حياته ومستقبله السياسي، وفي أهمية التعليم التقليدي في بناء شخصيته، كما يوضح أهمية البعد البيئي والبعد الديني والإنساني في تكوينه السياسي والروحي، ثم يتابع هذا الفصل سيرته في الحكم والسياسة، حاكماً لقرى العين وإمارة أبوظبي، فرئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم زعيماً عربياً ودولياً مرموماً. وبعد الإشارة الموجزة إلى بعض الإنجازات الهائلة التي تحققت في فترة زمنية قياسية جعلتها أقرب إلى الإعجاز، بتناول الفصل نظرة الناس إلى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.





    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    المشاركات
    2,157
    وأما الفصل السادس فيتناول الصلة الوثيقة بين صاحب السمو الشيخ زايد والتراث، حيث يبدأ بتوضيح أثر التراث في نشأته وتكوين شخصيته، وأسلوبه في الحياة وطريقته في الحكم، كما يوضح هذا الفصل القدرات الفنية والإبداعية لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مجال الشعر النبطي، ومعارفه الشعبية ومهاراته المكتسبة من خلال التداول والمعايشة والممارسة، والتي تمثل ثروة معرفية قيّمة، ويشير هذا الفصل إلى بعض أوجه الاهتمام الشخصي والدعم الرسمي التي يحظى بها التراث على يد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبتوجيه منه.
    يوضح الفصل السابع البعد الحضاري في تكوين شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مركزاً على العقيدة والتراث، وموضحاً كيف أسهما في تكوين الجانب الروحي والأخلاقي لشخصيته وبالتالي مدى تأثيرهما في سلوكه، وأسلوب حكمه، ورؤيته لنفسه، ونظرته إلى الآخرين. كما يتناول الفصل توظيف التراث واستخدامه سياسياً.

    في خلاصة هذه الدراسة تتضح النظرة الفريدة والإيجابية إلى التراث في مجتمع الإمارات، تلك النظرة التي لم تجعل منه ركاماً لآثار الماضي، أو عصاباً يشيح بوجهه عن الحاضر ويتجه كلياً إلى الماضي، أو شأناً مقدساً حرياً بالتبجيل والتقديس بحق وبغير حق، بل جعلت منه مشروعاً حضارياً يتصف بالموضوعية ويهتم بالحاضر والمستقبل قدر اهتمامه بالماضي، ويسعى لتفعيل الماضي بوسائل وأساليب الحاضر، ووفقاً لرؤية الحياة العصرية، خدمة لأجيال المستقبل، وما جعل تجربة الإمارات ومشروعها الرائد في التعامل مع التراث جديرين بالاهتمام، أنهما انبثقا من رؤية واضحة للتراث، وحظيا باهتمام بالغ من قمة القيادة السياسية في الدولة.


    مفهوم التراث والمواقف المتباينة تجاهه


    مفهوم التراث :
    إن التراث قد عُرف بأنه : امتداد السلف في الخلف، واستمرار مآثر الآباء والأجداد في الأبناء والأحفاد، الأمر الذي يؤكد مقدرة الماضي على أن ينداح في دوائر الحاضر والمستقبل، بل أن بعض التعريفات مثل تعريف المستشرق الفرنسي جاك بيرك نصّت على أن التراث هو : (الماضي يحاور الحاضر عن المستقبل). وعلى الرغم من أن الارتكاز على الماضي يظل مَعْلماً أساسياً بالنسبة للتراث ومنطلقاً لا غنى عنه، كما توضح تعريفات التراث في كل اللغات، إلا أن قدرته على التعامل مع الحاضر والتعايش وفق مقتضياته يبقى شرطاً هاماً من شروط استمراريته وتفاعله مع المجتمع، وكما ان الحاضر لا ينفصل عن الماضي والمستقبل، نجد كذلك ان جذور عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ومآثرنا التي نعيش في كنفها في يومنا الحالي هي امتداد طبيعي لتراث الآباء والأجداد، كما أنها تشكل تطلعاتها المستقبلية إلى حد كبير.
    وفي محاولة لاستنباط الركائز الأساسية لمفهوم التراث في اللغة العربية وفي الفكر العربي، نرجع إلى أقدم استخدام لكلمة (تراث) في اللغة العربية، ونسعى لرسم أبعاد هذا الفهم الذي ساد الساحة الفكرية منذ أمد بعيد. ولعل أقدم نص عربي وردت فيه كلمة (تراث) بصورة واضحة ومؤكدة تساعدنا على رسم أبعاد هذه المفهوم هو معلقة عمرو بن كلثوم التي ورد في بعض أبياتها :

    ورثنا مجد علقمة بن سيف أباح لنا حصون المجد دينا
    ورثت مهلهلاً والخير منه زهيراً ، نعم ذخر الذاخرينا
    وعتاباً وكلثوماً جمعياً بهم نلنا تراث الأكرمينا

    من الواضح أن المفاهيم التي تعكسها تلك الأبيات وتعمل على ترسيخها تتصل مباشرة بما آثر الآباء والأجداد من صفات كالقوة والشجاعة والبطولة أهّلتهم لأن يصبحوا من كرام القوم. لقد كان – وما زال – التغني بتلك الأمجاد، والترويج لروح العشيرة والقبيلة وقيم التعاضد والتضامن المرتبطة بهما، من أميز ملامح التراث العربي في شتى العصور، ولكنها اتصفت في تلك العصور المبكرة بروح العصبية البغيضة التي نهانا عنها الإسلام وحذّر من عواقبها.
    لم تقتصر استخدامات كلمة (تراث) على الجوانب القيمية المتصلة بمآثر الآباء والأجداد، بل شملت كذلك الجوانب المادية المتصلة بالمال والعقار متمثلاً في الميراث، وخير مثال لذلك وصف الله تعالى لحال الأعراب في فجر الإسلام وتكالبهم على الماثل من غير اكتراث لمصدره، أمِن حلال هو ام من حرام، الأمر الذي يوضح أنهم ما زالوا يعيشون بروح الجاهلية ويسيرون على نهجها، ولقد ورد هذا الاستخدام في سورة الفجر في قوله سبحانه وتعالى :  وتأكلون التراث أكلاً لَمّاً وتُحبُّون المالُ حُباً جَمّا .
    توالت استخدامات كلمة (تراث) خلال العصور الإسلامية وابتعدت مدلولاتها عن العصبية القبلية، ولكنها ظلت ترفع راية العزة وتتغنى بكرم الأصل، والقدرة على الصمود، والتصدي للظلم والغدر، ومن أمثلة ذلك قول الشاعر الإسلامي القديم سعد بن ناشب الذي يستخدم كلمة (تراث) في قوله :

    فإن تهدموا بالغدر داري فإنها تراث كريم لا يبالي العواقبا

    لقد علمنا أن (التراث) لغة ومضموناً يتجه نحو الماضي، إلا أن الدراسات التراثية في الوطن العربي تكاد تنحاز انحيازاً واضحاً نحو الماضي دون الحاضر، وتركز على المآثر والمناقب أكثر من تناولها لموضوعات الحياة اليومية. كما أنها تناولت في الفترات السابقة الجوانب التاريخية والأدبية، لا سيما تلك التي تذخر بكم هائل من (الموتيفات) السحرية والأسطورية، أكثر من اهتمامها بالظواهر الاجتماعية والموضوعات السياسية والنفسية والتي ما تزال تؤثر في أبناء الحاضرة وناشئة المستقبل قدر تأثيرها في حياة الآباء والأجداد، وليس ذلك تقليلاً لشأن الجوانب التاريخية، والأدبية للتراث، فهي من أهم مكوناته، ولكنها دعوة للتعامل مع التراث ومع الماضي من منظور عصري، والخروج به من الدائرة الضيقة للنصوص الأدبية والأحداث التاريخية، والولوج في مدلولاتها الاجتماعية والسياسية والنفسية، وتحليلها وفهمها بصورة تواكب الحاضر كما نتحدث في المستقبل.
    وبما أن التراث جزء من الثقافة، بل هو الثقافة المتوارثة عبر الأجيال، فينطبق عليه ما ينطبق على الثقافة من حيث تعريفه وتحديد أبعاده ومفهومه، ومن أهم هذه الأبعاد شموليته وتداخل عناصره. فالتراث إذاً هو السياسية والحكم والعقيدة والأدب والفن والظواهر الطبيعية والاجتماعية والنفسية. وهو كذلك عبارة عن الخصائص البيئية والخلفيات التاريخية، وعليه فهو يشكل هويتنا الحضارية، ونظرتنا إلى أنفسنا والآخرين، ورؤيتنا للعالم من حولنا World –View وإذا شئنا أن نركز على حلقة من حلقات هذه المنظومة المتناسقة المتداخلة، فلعلنا نشير إلى أهمية الجانب السياسي – الاجتماعي لارتباطه بموضوع البحث.
    يسهم التراث إسهاماً واضحاً في تشكيل الواقع الاجتماعي والسياسي للأمم والشعوب، بل يعتبر المكوّن الرئيسي للثقافة، لاسيما الثقافة الشعبية، بتجلياتها المختلفة، وعليه فهو أساس الهوية ومفتاح الشخصية الجمعية، حيث إنه يمثل الإرث والتاريخ ويرمز للجذور والأصالة، ولذلك تتمسك به المجتمعات في شتى مراحل تطورها، وتدق على أبوابه وتستلهم قيمه ومعانيه في جميع الأوقات، لا سيما في الأوقات الحرجة وعند مواجهة الأزمات والتحديات، وعلى الرغم من ارتباط التراث بالماضي وبالتاريخ لغة ومضموناً، إلا أنه ينبغي ألا نقف عند تعاملنا معه عند الماضي دون الحاضر والمستقبل، فنحبس أنفسنا ومجتمعاتنا في أزمان غابرة ولّت، أو نظل واقفين مشدوهين عند مراحل تخطتها الأجيال، فالثبات والتغير من خصائص التراث.
    من أهم ما تحتاجه الدراسات التراثية في كل مكان وزمان، وفي الوطن العربي بصفة خاصة، وفي الفترة الحرجة الحالية على وجه التحديد، هو المنهاج السليم للتعامل معه دون (رومانسية) وتبجيل وتقديس، أو ازدراء واستهجان. ويأتي في مقدمة متطلبات هذا المنهاج ربط التراث بمشكلات الحاضر وتطلعات المستقبل قدر اهتمامنا بمآثر الماضي، فنستلهم من الماضي معنى البطولة وقيمها الإنسانية والاجتماعية والسياسية في كل زمان ومكان بدلاً من أن نحبس أنفسنا لدى شخصية البطل من غير ان نتجاوز سرد (الموتيفات) الخاصة بسيرته وبأعماله الخارقة، هذه إذاً دعوة إلى تفعيل التراث وتوظيفه بصورة تنسجم مع واقع الحياة العصرية، وتسعى لمخاطبة ومواجهة التحديات المستقبلية، من غير أن تعرضه للمسخ والتشويه، فهو في المقام الأول سجلنا الذي نفخر به على مر الأجيال، فإن لم نكن قدر التحدي ولم نعد أنفسنا إعداداً علمياً وفكرياً واعياً يمكننا من تفعيل التراث وتوظيفه، فمن الأفضل ان نحافظ عليه كما هو في صورته (الرومانسية) الحالمة بعيداً عن المسخ والتشويه والصنعة





    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    المشاركات
    2,157
    الموقف من التراث


    العامة والخاصة في الوطن العربي يعيشون التراث وينغمسون في حياضه وينهلون من نبعه الذي لا ينضب، ويتأثرون به في معاملاتهم ورؤاهم المتعددة لما حولهم ولمن حولهم، وإذا كان العامة يعيشون في كنف التراث الشعبي، فهو لا يقتصر عليهم دون غيرهم، فالنخب الاجتماعية والسياسية تشاركهم في ذلك. غير ان هؤلاء وأولئك يعيشون التراث ويتأثرون به – بل ان بعضهم يؤثر فيه صياغة، وتداولاً، وصوناً – بصورة بداهية وتلقائية. وإذا كانت هناك ثمة فئة تسعى لتحديد المواقف من التراث فهي فئة المثقفين العرب، فلقد تناولت هذه الفئة التراث من منطلقات علمية و(أيديولوجيات) سياسية متباينة، والمتتبع لهذا الأمر يلاحظ وجود ثلاث فئات يتبنى أصحابها ثلاثة مواقف يمكن إجمالها في التالي :
    أ ) الثورة على التراث : يتبع أصحاب هذا الرأي نهج الثورة على كل قديم، ويرون أن التراث يعوق حركة التجديد التي يريدونها لمجتمعاتهم، وأنه يقف حجر عثرة أمام الأمة في سعيها للحاق بحضارة الغرب. ويدعو أولئك إلى تغيير فكري يواكب التطور المادي الذي بهرهم، والذي ظنوا أنه الملاذ والمخرج من الحياة التقليدية البالية إلى الحياة العصرية الحديثة، ممثلة في حضارة الغرب، وينطلق أتباع هذا الرأي من مواقف (إيديولوجية) أو تجارب حياتية اكتسبوها إبان حياتهم ودراساتهم في الغرب، أو نتيجة لتأثرهم وانبهارهم به.
    ب) التمسك الأعمى بالتراث والحفاظ عليه بصورة جامدة : إذا كان أصحاب الموقف الأول قد نبذوا التراث وساروا على طريق الغرب، منادين بأتباع ما جاءت به الحضارة الغربية، فلقد دعا أصحاب الموقف الثاني إلى التمسك المطلق، بل الأعمى، بالتراث والحفاظ على كل ما هو تقليدي وقديم وإن ارتبط بالركاكة والجمود، واتسم موقف هذه الفئة برفض الفكر الغربي، ورغم أنهم سارعوا إلى الاستمتاع بثمرة ذلك الفكر ومعطياته الحضارية من سلع وأدوات مستحدثة في مجتمعاتهم، إلا أنهم ظلوا منكفئين على ذواتهم فكرياً، متمترسين خلف تراثهم، رافضين كل ما يأتي من الغرب عدا الجوانب المادية ممثلة في تلك السلع والأدوات.
    وليس كل ما يأتي من الغرب شراً، كما ليس كل ما يأتي من الشرق خيراً. وعموماً صارت أغلب التقنيات الحديثة التي تمثل ثمرة الحضارة المعاصرة، تأتينا من الشرق وليس من الغرب والشرق ممثلاً في اليابان والصين وكوريا وإندونيسيا وماليزيا أقرب إلى العرب جغرافيا ووجدانياً منهم إلى الغرب. وفي ذلك مدعاة إلى تغيير نظرتنا للحضارات الأخرى، وللتعامل مع (الآخر) وتحديد مواقفنا منه بصورة أكثر إيجابية. ويمثل هذه الفئة بعض السلفيين الذين تمسكوا بصيغ وأشكال من التراث لا تعبر عن جوهر التراث العربي الإسلامي الأصيل في عصر ازدهاره وتمسكه بالعقلانية والوعي. ولقد جعل أولئك أنفسهم أوصياء على التراث، بل على شكل من أشكال التراث اتسم بالركالة واللاعقلانية، ولقد ركز أتباع هذه النهج على الذيلية العمياء للنصوص والمأثورات أكثر من تركيزهم على مضامين هذه النصوص.
    جـ) التوفيق بين القديم والحديث : وإذا كانت التبعية التي تجلّت في آراء أصحاب الموقف الأول تقتل الثقة في النفس وتحكم على الأمة بالهامشية المطلقة، وتدعوها إلى الذوبان في حياض (الآخر) طوعاً واختياراً، فإن السلفية أدت إلى تقوقع المجتمع، ولم تنجح في بناء تصور واضح وخلاّق عن علاقة الأمس باليوم، ولذلك عجزت عن جعل التراث قوة فاعلة ومؤثرة في حياة الناس حاضراً ومستقبلاً.
    وبناء على ما تقدم اتخذ أتباع الموقف الثالث وضعاً توفيقيا ًيدعو إلى الربط بين الدين والدنيا، والماضي والحاضر، والإسلام والغرب، والروح والمادة، والأصالة والمعاصرة، ولقد كثر أتباع هذا الموقف في الآونة الأخيرة واتجهت الأنظار نحو التفكير الواعي الذي يدعو إلى التعامل مع التراث بدون قدسية وبمنهج علمي وعملي يسعى لربطه بحياة الناس وبقضاياهم ومشكلاتهم اليومية، ويستخدمه في الوقت ذاته مؤشراً إلى تطلعاتهم المستقبلية، وذلك في غير إهمال لمآثر الماضي وإيجابياته.
    نتناول أمثلة من آراء بعض المثقفين العرب والتي تعكس المواقف المتباينة من التراث وفقاً لما تقدم. بدءاً أشير إلى ان الموقف الذي وردت الإشارة إليه تحت البند (ب) يمكن ان ينقسم إلى شقين : فالشق الأول الداعي إلى الاهتمام بالتراث بصورة عامة لا خلاف حوله ولا غبار عليه حيث إنه يجد القبول في شتى الثقافات وبين مختلف القطاعات، وأما الشق الثاني الذي يربط بين التراث والسلفية، والتراث والجمود، والذي يتصف باللاعقلانية والبعد عن الواقع، فلقد أفرز قدراً كبيراً من النقد نكتفي بمجرد الإشارة إلى أمثلة منه. ولعل الموقفين المدرجين تحت البندين (أ) و(ج) يستحقان وقفة أطول لأهميتهما، وأهمية الأسباب التي أدت إليهما، وكذلك بسب الرواج الذي حظيا به.
    أشار العديد من المثقفين العرب إلى ما أصاب الأمة العربية بسبب القهر والهزيمة المتواصلة، وعدم القدرة على الصمود أمام المستعمر والغرب والصهيونية، كما أشاروا إلى التقهقر أمام الحداثة، ولقد أدى كل ذلك إلى التراجع والانكفاء على الذات، والى تبني (الإنتلجنسيا) العربية لخطاب عصابي يشيح عن الواقع، لأنه يجده مُرّاً لا يطاق، فيلجأ إلى التراث ويدفن الرؤوس وسط رمال الماضي، وهناك من بين المفكرين والمثقفين العرب من اعتبر خطاب التراث والأصالة، والذين وصفوه بعبارة (العصاب الجماعي العربي) ظاهرة مرضية مثبتة على الماضي أنتجتها – وما تزال تنتجها – النخبة العربية، أو بعضها، كردة فعل للهزيمة والفشل. ومن الأمثلة التي تعبر عن الموقف :
    ( وبما أن عصابية هذا الخطاب تكمن في تثبيته على الماضي، فمن الممكن تحديده إذن بمزيد من التخصص بأنه خطاب التراث أو الخطاب التراثي في نتاج الإنتلجنسيا العربية المعاصرة – أو ما يسمي نفسه أيضاً بخطاب الأصالة، وبما أن كل نكوص نحو الماضي يجد مبرراته ودوافعه – الاشعورية في الغالب – في إحباطات الحاضر، فإن كل خطاب تراثي يحمل أو يعكس ضمنياً موقفاً عن الحاضر ومن العصر، وبالتالي من حضارة العصر. ومن هنا صدور الخطاب العربي المعصوب عن ثنائية شالة: فكأن لا تراث إلا في مواجهة العصر وبالمضاداة معه، وكأن لا أصالة إلا في مواجهة الحداثة وبالقطعية معها فإن خطاب الارتداد إلى التراث غالباً ما يقترن بضرورة شبه قهرية بخطاب ارتداد عن العصر إذا ما قيض لخطاب العصاب ان يصبح هو أيضا خطاب السلطة، فإن ما سينفتح أمام المثقف، وأمام الإنسان العربي في كل بقعة من الوطن هو مستقبل من الظلامية.
    ومما لاشك فيه ان مثل هذه الدراسة المشار إليها، والتي تعكس قدراً من الوعي والصدق والشفافية، إضافة إلى غيرها من الدراسات المنطلقة من مواقف مشابهة، لا تصدر عن كره للتراث في حد ذاته، ولكنها ردة الفعل لما آل إليه بعض التراث من جمود، وما ارتبط به من المواقف سلبية، وما استخدم فيه كغطاء يحجب الهزيمة وما واكبها من إخفاقات ومرارة، ويدعو إلى اجترار الماضي في رومانسية حالمة. ولقد كثرت في الآونة الأخيرة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية في الوطن العربي العديد من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع والتي تدخل في إطار ما يسمى (نقد الذات) أو حتى (جلد الذات).
    وإذا كان بعض المفكرين والمثقفين العرب المعاصرين قد جلدوا ذواتهم وشعوبهم بما فيه الكفاية، إلا أن اجتهاداتهم ودراساتهم تناولت، بل عرّت استخدامات فئة من القادة والمفكرين ورجال الدين والسياسيين العرب والمسلمين للتراث، وما ألحقوه به من ظلم حاق به، وأضرّ بالقطاعات الشعبية المختلفة، والعيبُ في أولئك وليس في التراث الذي جعلوه مطية لأغراض وتوجهت معينة. كما ان الدراسات المعاصرة للمثقفين العرب لما تتجه نحو التعريف بالاستخدامات الايجابية والجوانب المشرقة للتراث بين الشعوب والثقافات غير العربية. فليس التراث كله ردّة ونكوصا، وهزيمة، وهروباً من الواقع، بل على العكس فقد استخدم التراث في التحرر والاستنفار، وإعلاء شأن الذات، والنصر، ومواجهة الواقع بثقة واقتدار. وإن العديد من الأمم الناهضة جعلت من التراث منطلقاً رئيساً لتحديد هويتها الاجتماعية والسياسية.
    أشير في الجزء التالي إلى تجارب مختلفة في التعامل الإيجابي مع التراث من ثلاث قارات مختلفة هي أوروبا وإفريقية وآسيا. ففي أوروبا وجدت بعض الأقطار الصغيرة مثل فنلندا وأيرلندا، نفسها مهددة وسط الأقطار الكبرى والأمم (العظمى) فاحتمت بتراثها، وجعلته مرتكزاً لصمودها ورمزاً لكيانها الاجتماعي والسياسي. وفي إفريقية تتعدد الأمثلة للاستخدام الإيجابي للتراث في المحيط السياسي بدءاً بحركات التحرر ومحاربة الاستعمار، ونهاية بتكوين الأحزاب السياسية في مرحلة الاستقلال وإرساء قواعد البناء الوطني. وأما في القارة الآسيوية فأشير إلى اليابان والى هزيمتها الساحقة وما حاق بها من خراب لم يشهد العالم مثيلاً له. فإن تلك التجربة المريرة والمؤلمة لليابان، وللبشرية جمعاء لم تجعل اليابانيين يزدرون تراثهم أو يهمشونه، وعلى العكس من ذلك نجدهم يحرصون على إحلال تراثهم في المكان اللائق به في حياتهم اليومية على المستويين الخاص والعام، وينعكس هذا الاهتمام في الحرص على العادات والتقاليد، والأزياء الشعبية، والعمارة التقليدية، وممارسة الطقوس والشعائر داخل نطاق الأسرة وخارجها في المعابد والحدائق العامة.





    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    المشاركات
    2,157
    إن النهج التوفيقي الذي يسعى للربط بين القديم والحديث، والأصالة والمعاصرة، والذي يدعو إلى جعل التراث قوة فاعلة ومؤثرة في الحضارة والمستقبل وجد هذا الموقف من التراث قبولاً ورواجاً بين قطاعات المثقفين والأكاديميين في الآونة الأخيرة، وبناء على ذلك فهناك عشرات الدراسات التي تتبنى هذا الاتجاه، والتي تعتبر أمثلة واضحة لفحواه، إلا ان هذا البحث يكتفي بمثالٍ واحد أورد بعض نصوصه :
    ( إن الوعي بالتراث، وإحيائه، لا يعني تقليده، ولا أن نعود بحاضرنا ومستقبلنا فنصبهما في قوالب الأمس البعيد، ولكن يعني : ان نبصر جذور غدنا، الذي نريده مشرقاً، في الصفحات المشرقة من التراث، وأن نجعل العدل الاجتماعي، الذي نكافح من أجله، الامتداد المتطور لحلم أسلافنا بسيادة العدل في حياة الناس، وأن نجعل قسمات العقلانية والقومية في تراثنا زاداً طيباً وروحاً ثائرة تفعل فعلها في يومنا وغدنا، فبذلك يصبح التراث روحاً سارية في ضمير الأمة وعقلها، تصل مراحل تاريخها، وتدفع مسيرة تطورها خطوات وخطوات إلى الأمام، وبذلك وحده ، يصبح التراث طاقة فاعلة وفعالة، وليس ركاماً أو أكفان موتى، كما يحسبه ويريده الكثيرون.
    ولعله من الأصوب ان تمتد وتنداح دوائر الاتجاه التوفيقي لتشمل تقريب الشقة وبناء الجسور بين الذات و (الآخر)، إضافة إلى الربط بين الماضي والحاضر، والأصالة والمعاصرة. وإذا كنا نؤكد أهمية تبني هذا النهج التوفيقي، فليس ذلك لأن (خير الأمور الوسط) ولكن لعدة أسباب أذكر منها :

    أولاً : ان هذا النهج يتماشى مع جوهر القيم والمفاهيم التي نادى بها وحرص عليها الدين الإسلامي الحنيف.
    ثانياً: أنه يتسق مع مفهوم الثقافة، والتراث جزء من الثقافة، بل هو الموروث الثقافي الذي يشكل هوية الأمم والشعوب.
    ثالثاً: لأن هذا النهج يعبر عن طبيعية الإنسان، لأن الإنسان (اجتماعي بطعبه) ولذلك فلابد له من ان يتفاهم ويتعايش مع الزوج والابن والجد والحفيد، أي من الأجيال المختلفة الممثلة للماضي والحاضر والمستقبل، فضلاً عن (الآخر) أي الشعوب المختلفة رغم اختلاف الزمان والمكان وتباين الثقافات والأديان.
    يحتاج نجاح هذا المشروع التوفيقي إلى قدر من الشجاعة يجعلنا نُقر صراحة بضرورة انطلاقه من الحاضر وليس من الماضي، ولكن لابد من التعامل مع هذا الأمر بالوعي اللازم حتى لا نلوي عنق التراث لكي يتماشى مع الواقع المعاصر، أو نطوع الماضي من أج إدخاله قسراً في جلباب الحاضر. وعموماً – شئنا أم أبينا – فإن الحاضر يسهم بصورة فاعلة في إعادة تشكيل رؤيتنا للماضي وفي رسم أبعاده الهامة. ولقد أشار العديد من المثقفين والمفكرين العرب المهتمين بالتراث إلى تلك الصلة الوثيقة بين الماضي والحاضر والمستقبل. وأضيف إلى ما أوردته من قول المستشرق والمفكر الفرنسي جاك بيرك، وما ورد في إحدى دراسات فهمي جدعان التي تمثل هذا الاتجاه، والتي قد تفسر ضمن تأثر الدراسات المغاربية بالفكر الفرنسي، فقد ورد في تلك الدراسة أنه :
    ( إذا كان الماضي أو بعضه ممتداً فينا فاعلاً ومؤثراً، فإن الحاضر يعيد تشكيلنا، ويحكم أفعالنا وقصودنا، ويسلمنا إلى مستقبل لا ندري ما الذي يحمله لنا على وجه التحديد، ولكنه بكل تأكيد لن يدعنا للماضي الذي ينأى عنا أو يمتد فينا).


    الجمل


    يعتبر الجمل من أهم الرمز التراثية بالنسبة للمجتمعات العربية التقليدية بوجه عام، بما فيها مجتمع الإمارات، وبذلك احتل مكاناً مرموقاً في حياة العرب وفي تراثهم الحضاري. والجمل الذي عرف واشتهر على امتداد أقطار الوطن العربي هو النوع الذي تميز بسنامه الواحد، والذي يشار إليه بالاسم العملي (اللاتيني) Camelus duomedarius . ولكن العرب عرفوا كذلك الجمل ذا السنامين، وأطلقوا عليه اسم (الفالج). وبالنسبة لمجتمع الإمارات تم الكشف عن أدلة أثرية تشير إلى وجود الجمل في بيئة الإمارات قبل خمسة آلاف سنة تقريباً، وذلك من خلال عظام التي عثر عليها في منطقة هيلي وأم النار، ولكن ليس معنى ذلك ان الجمل قد تم تدجينه في هذه المنطقة منذ تلك الفترات المبكرة، وهذا ما ذهب إليه الباحثون في تاريخ وآثار الإمارات، حيث يذكر وليد ياسين أنه ( من الجائز ان تكون الإبل قد اصطيدت هي الأخرى مثل المها والغزلان والضباع وغيرها من الحيوانات الأخرى، وكذلك يؤكد دانيل بوتس Daniel Potts فكرة تدجين الإبل في بيئة الإمارات في مرحلة لاحقة فيشير إلى نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد كتاريخ محتمل لهذا الحدث الهام.
    اكتسب الجمل أهميته للعرب، وللمجتمعات العربية البدوية بفضل الخدمات والوظائف التي كان – وما يزال – يؤديها، فهو المأكل والمشرب والملبس والمسكن للبدو، أي يوفر لهم أهم المتطلبات الضرورية التي تمثل الحد الأدنى لاحتياجات الإنسان الأساسية، واستخدامه في الأحمال والحرث والتجارة، والحروب والرياضة، والمهن التقليدية كالرعي والصيد والحرف اليدوية، وتحديد المكانة الاقتصادية والاجتماعية، فأصبح الجمل موضوعاً أساسياً ، ورمزاً تراثياً بالنسبة للمجتمعات العربية، والحضارة الإسلامية. ولقد ورد ذكره في القرآن الكريم، وفي الأدب العربي بنوعيه الفصيح المدّون والشعبي الشفهي، وشكل محوراً رئيساً في العادات والتقاليد، وفي المعتقدات العربية القديمة.
    وإن مجتمع الإمارات بفئاته كلها، بما في ذلك القيادة السياسية وعلى رأسها صاحب السمو رئيس الدولة يهتم بشؤون الإبل ودروها في المجتمع، ويظهر هذا الاهتمام البالغ في حديث صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حين قال :
    ( وفاءً منا للإبل لما أسدته لأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات وقت ان كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا ورحلاتنا، فإننا نهتم بها ونكرمها لسابق أفضالها علينا وعلى أجدادنا.
    تعكس هذه العبارات رومانسية وشفافية بالغة في نظرة صاحب السمو رئيس الدولة إلى الإبل، وهي توضح بحق صلة البدوي بإبله، وتعاطفه معها، ونظرته لها بتقدير وعرفان، فهي بالنسبة له أكثر من مطية تخدمه ساعة الحاجة، أو مجرد حيوان. فالبدوي الأصيل يعرف شجون إبله، وينفعل لانفعالها، ويتعاطف معها كما تتعاطف معه، ويحن إليها كما تحن إليه، ويحزن لفقدها كما تحزن لفقده، وهو يدرك انها جديرة برد الجميل، وبالتقدير. وبفضل رعاية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أصبحت سباقات الهجن معلما تراثياً وثقافياً هاماً في دولة الإمارات العربية المتحدة فاحتلت مكاناً مرموقاً بين الرياضات التراثية، واكتسبت وظائف سياسية واجتماعية هامة.
    وتظهر المكانة الرفيعة التي تحظى بها الإبل من قِبَل القيادة السياسية في اهتمام سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بها وإيلائه تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة عناية خاصة، والعمل على علاجها والحفاظ عليها. ويشهد على تلك العناية إنشاء مختبر علمي متطور ومزوّد بأحدث التقنيات والسوائل العلمية في الهندسة الوراثية في مدينة العين بهدف القيام بهذه المهمة. ونجد الاهتمام السامي بالإبل ومكانتها في مجتمع الإمارات في الندوة الدولية الأولى لرعاية الجمال التي عقدت في فبراير من عام 1992 م برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع، والتي شارك فيها قرابة مائتي خبير وعالم من ثلاثين دولة، وقد ورد في الكلمة الافتتاحية للندوة التي ألقاها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العناية التي حظيت بها الإبل في مجتمع الإمارات نتيجة لارتباطها لوثيق بتراث الإمارات، وإن كلمة سموه تفسر بجلاء اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالإبل حين قال :
    ( إن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالجمل ليس نابعاً من النواحي الرياضية والاقتصادية فحسب، بل لأنه يشكل جزءاً هاماً من تراثنا وبيئتنا المحلية العربية).
    تتويجاً لهذا الاهتمام الرسمي بشؤون الإبل عامة، والهجن بخاصة، وبناء على توجيه من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة اتحاد سباقات الهجن برئاسة سمو الشيخ حمدان بن زايد بن سلطان. ولقد تم إشهار الاتحاد بصورة رسمية في 25/10/1992م .





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    2,157
    النخلة


    تمثل النخلة موضوعاً هاماً رئيساً ليس في التراث العربي الإسلامي وحده، بل في التراث الديني والعقدي لكثير من المجتمعات، فقد تبوأت مكاناً مرموقاً في الحضارات القديمة كما في بابل وآشور، وأصبحت رمزاً اجتماعياً ودينياً في طقوس ومعتقدات العديد من الديانات التقليدية الماضية فكانت رمزاً للخصب والنماء والعطاء، وكانت تعتبر في فترة الجاهلية كائناً مقدساً يطوف حلوه الناس، ويقدمون له القرابين. وفي التراث الإسلامي ورد ذكرها في بعض السور القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وفي العادات والتقاليد والمعاملات، كما حظيت بمكانة سامية في الديانات السماوية الأخرى. وفضلاً عن كل ذلك قد احتلت حيزاً كبيراً في الآداب السامية بعامة وفي الأدب العربي بخاصة حيث اهتم بها كتاب وعشاق الأدب فصيحة وعامية، ورسمية وشعبية، وجعلوها مادة طيبة ومحببة لإبداعاتهم الأدبية. ولم يقتصر هذا الدور على الإبداع الأدبي بل تخطاه فشمل مجال الإبداع الفني التشكيلي الذي جعل النخلة من أهم (الموتيفات) والزخارف المستخدمة في الفنون العربية والإسلامية.
    تأتي تلك الأهمية القصوى للنخلة في بعض الأقطار العربية، وبعض المجتمعات التقليدية في البيئة الريفية على وجه التحديد، لقدرتها الفائقة على إمداد تلك المجتمعات بالمتطلبات الأساسية والضرورية للحياة. وهي تشبه الجمل في ذلك، وتوفر للمجتمعات الريفية ما يقدمه الجمل للمجتمعات البدوية الصحراوية. وهي تشبه الجمل في قدرتها على الصمود في البيئة الجافة. وتمكنت النخلة من إمداد العديد من المجتمعات التقليدية بالغذاء والدواء والمسكن والأواني، والأدوات والمعدات، ووسائل الحركة والانتقال والتواصل الحضاري، كما يسّرت لهم الموارد والوسائل التي مكّنتهم من مزاولة المهن والحرف التي كسبوا منها رزقهم وقوت أبنائهم، ولكل ذلك كانت النخلة أساساً لنمو المستوطنات البشرية، ووفرت لسكان تلك المستوطنات أساليب الحياة الكريمة، كما أسهمت في ازدهار حياتهم الاجتماعية.
    تبدو أهمية النخلة وقدرتها على تلبية الاحتياجات الضرورية للإنسان في رواية عن أبي عمرو بن العلاء عن النخلة على لسان ورجل عُماني التقاه في مكة – وجهة عمان كانت تشير إلى سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة حالياً – فقال أبو عمرو :
    ( لقيت أعرابياً بمكة فقلت له ممن أنت؟ قال أسدي، قلت: ومن أيهم؟ قال : نهدي، قلت: من أي البلاد؟ قال : من عمان. قلت : فأنى لك هذه الفصاحة؟ قال : إنا سكنا قطراً لا نسمع فيه ناجحة التيار، قلت : صف لي أرضك. قال : سيف أفيح، وفضاء صحصح، وجبل صردح، ورمل أصبح، قلت : فما مالك؟ قال : النخل، قلت : فأين أنت من الإبل؟ قال : إن النخل حملها غذاء، سعفها ضياء، وجذعها بناء، وكربها صلاء، وخوصها وعاء، وقروها إناء.
    أما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد اشتملت اللقى الأثرية في بعض مناطق الدولة على بقايا أشجار النخيل والقاف والسمر يرجع تاريخها للألفية الثالثة قبل الميلاد، إلا أن الأهمية القصوى للنخيل في تلك المنطقة ظهرت بعد نهاية الألف الثاني وبداية الألف الأول قبل الميلاد، فمنذ تلك الفترة شكل النخيل معلماً هاماً في حياة وتراث أهل الإمارات، وذلك بعد ان عرفوا الأساليب والتقنيات التقليدية المتصلة بنظام الري المعروف بالأفلاج التي مكنتهم من استخراج المياه من جوف الأرض وجيرانها في قنوات تحت السطح وفوقه بصورة يسرت لهم التوسع في النخيل، فتمكنوا من زراعة بعض الخضروات والفواكه التي يتعذر عليها ان تنبت وتثمر في هجير الشمس. وبذلك أصحبت هناك بيئة ريفية زراعية، وأحدثت النخلة تغيرات اجتماعية واقتصادية لم تعهدها تلك المنطقة من قبل. ومن المناطق التي شهدت - ولا تزال – كثافة واتساعاً في زراعة النخيل مناطق العين ورأس الخيمة والفجيرة، ومنطقة الذيد بإمارة الشارقة، ويغرها من المدن والسهول والواحات.
    بالنسبة لاستخدامات النخيل في بيئة الإمارات، لاسيما في مجتمع الإمارات التقليدي، فكما أوردنا ما روي عن ابي عمرو بن العلاء من آراء القدامى المهتمين بالتراث عن استخدامات النخيل وفوائده، نورد رأي احد المعاصرين من أبناء دولة الإمارات حيث يعدد عبدالله عبد الرحمن الفوائد الخاصة بمشتقات النخيل بقوله : (أما مشتقات النخيل واستخداماتها فكثيرة جداً بدءاً من السعف وجريد السعف الذي يُعد أساساً لبناء (العرش) و (الخيام) التي كانت تمثل النسبة الكبيرة من بيوت الأهالي في المدن والقرى).
    كما أن الخوص اليابس كان يستخدم لصناعة خصائف – أكياس – التمور. ومن الجريد تصنع الشاشة وهي قوارب الصيد الصغيرة، ومن الجريد الأخضر تصنع القراقير شباك صيد الأسماك).
    أما الخواص الأخضر فتصنع منه الحصر المفروشة والمخاريف، والسراريد والمكانس، والمجاب والمهاف، وكل أثاث البيت وأدواته، وتستخدم جذوع النخيل كأعمدة (للعريش) وجمعها (عرش) والخيام ولمساندة النخيل المعمرة (العوانات) وأعمدة مرتفعة (لليوازر) التي تنزف المياه من الآبار بواسطة الثيران.
    ويستفاد من ليف النخيل في صنع الحبال للبوش والركاب، والمواشي والأبقار وكذلك للسفن، ويستفاد من كرب النخيل لاستخدامها كعلامات (بويات) لشباك الصيد والألياخ وتضاف مع الجريد لصناعة الشاشة، والباقي وقود أساسي للطبخ.
    لم يقتصر اهتمام أهل الإمارات بالنخلة على الماضي دون الحاضر، أو على المجتمع الريفي التقليدي دون المجتمع الحديث والمعاصر، فقد جعل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة النخلة أساساً لمشروعه البيئي والزراعي منذ ان كان حاكماً للمنطقة الشرقية، ومنذ أن بدأ في إرساء الدعائم الحضارية لدولة الإمارات الحديثة منطلقاً من مدينة العين حيث قاد نهضة زراعية،وبيئية مشهوداً لها على نطاق دولي. ولم تصرف الثروة النفطية أنظار القيادة السياسية عن الاهتمام بالزراعة، فما يزال أهل الإمارات قادة وشعباً يفاخرون بكثرة نخيلهم وجودة تمورهم. وبعد التوسع الهائل في زراعة النخيل وإنتاج التمور ثم إنشاء مصانع تعليب التمور بغرض توفيرها طيلة أيام العام في عبوات بأحجام مختلفة ومناسبة تصلح للاستهلاك المحلي والتصدير. كما تم إنشاء المختبرات لإكثار النخيل وعلاج أمراضها والعناية بها بصورة علمية.





    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    المشاركات
    2,157
    من اقوال الشيخ زايد بن سلطان _ رحمه الله_:


    الأجواء العربية والدولية



    " إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق، لكن حاجتنا إلى جيش قوي قادر على حماية الوطن تبقى قائمة ومستمرة، ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو، وإنما للدفاع عن أنفسنا ."

    "إنني بقيام التعاون والصداقة بين العرب والأفارقة، أؤكد على أنه من صالح العرب والأفريقيين أن تكون بينهم اتصالات أكثر وصداقة أكبر، فإنه لا دين يفرقهم ولا مسافات تبعدهم ولا عادات مختلفة تبعد بينهم ، وإن التراث بينهم يتشابه ،وكذلك الأديان والعادات ."

    " نحن نعتقد أن الإقليمية الوحيدة التي يحس بها المواطن في بلادنا هي انتماؤه إلى الأمة العربية والوطن العربي"

    " إن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت وسط أجواء دولية وإقليمية عاصفة الأنواء أن تفرض احترامها ومكانها بين دول العالم ."

    " إن دولتنا جزء من الأمة العربية يوحد بيننا الدين والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصير المشترك ومن حق أمتكم عليكم أن تشاركوا آمالها وآلامها فكل خير تنالونه لا تقصر قيادتكم في إسدائه إلى أبناء أمتكم وكل شر تتعرض له هذه الأمة لابد أن نسهم في دفعه بأموالنا ودماء شبابنا وسلاح جنودنا ."

    " في المحن تظهر معادن الرجال، فقد أبرزت أزمة الخليج أصالة شعبنا الأبي الذي نتوجه إلى كل فرد فيه بالتحية والإكبار، فقد برهن في أحلك الأيام عن جوهره الثمين فضرب أروع الأمثلة على اللحمة الوطنية والتماسك والتعاضد والإخاء والاستعداد اللامتناهي للتضحية والفداء والدفاع عن حياض هذا الوطن الغالي إلى جانب إخوانهم في القوات المسلحة ليكونوا الدرع الحصين والسور المتين، كما برهنوا على أنهم السند الحقيقي المخلص لأشقائهم في الخليج في السراء والضراء فكانوا المثل الذي يحتذى به في التعاون والتلاحم ونصرة الأخ والشقيق ."

    " إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً وأسعى دائماً وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه."

    " سأقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك وليس المال أغلى من الدم وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا .


    التراث وماضي الأجداد


    " إن الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه. لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد وهي المسيرة التي جسدت في النهاية الأماني القومية بعد فترة طويلة من المعاناة ضد التجزئة والتخلف والحرمان."

    "لابد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة ."

    " العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب ،فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسيطر تاريخه ويدونه ويحفظه للأجيال ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء ."

    "عندما اتبع العرب تعاليم الدين فإنهم سادوا العالم وحققوا الأمجاد وديننا حافل بالتعاليم العظيمة ولا يجب أن تجذبنا قشور المدنية."

    "لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة."

    " إن أبناءنا عندما يستوعبون مسيرة آبائهم وأجدادهم يستطيعون أن يعرفوا سبب النصر وبالتالي معرفة الطريق المؤدي إلى النصر."

    "علينا أن نعرف أن الدين الإسلامي هو الأساس فالإسلام عندما جاء للعرب ونحن منهم كان عندنا عادات وتقاليد وقد صحح الإسلام الكثير من هذه العادات ومنها عادات الجاهلية السيئة والحمد لله أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع الإسلام والمسلمين بأمر من الخالق إلى مستوى عال وعلينا أن نحافظ على ذلك وإنني أوصيكم بالتمسك بالدين والعلم."

    " إن العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب، فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسيطر تاريخه ويحفظه للأجيال ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء ."

    " إن الإلمام بالتراث ينير الأفكار وينير طريق الحياة ."

    " إن الإلمام بهذه الحقائق لا يتم إلا عبر قراءة واستيعاب تاريخ آبائنا وأجدادنا على أرض الوطن إن إمكانيات الاطلاع متوفرة الآن لكل راغب من الشباب ."

    " على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر، وعرفوا تراثهم، أصبحوا أكثر اهتماماً ببلادهم وأكثر استعداداً للدفاع عنها





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    المشاركات
    2,157

    الدفاع عن الوطن



    " إن الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن. وأداء الخدمة العسكرية شرف."

    "علينا أن نكافح ونحرص على دفع مسيرة العمل في هذا الوطن والدفاع عنه بنفس الروح والشجاعة التي يتحلى بها أسلافنا."

    "أن روابط الدم واللغة والعادات والتقاليد والتراث والآمال والمصير الواحد التي تجمع أفراد القوات المسلحة بدولة الإمارات مع إخوانهم بدول مجلس التعاون تعكس أصدق مشاعر الإخلاص والمسؤولية بين أبناء الأمة الواحدة."

    "جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني وصيانة الأرواح وحماية ثروة هذا البلد وهو أيضاً لمساندة الأشقاء إذا احتاجوا إلينا."

    "إن إقامة الكلية العسكرية خطوة هامة من أجل بناء الأمة وهي قوة للوطن العربي الذي نعمل جميعاً من أجل أن يعم السلام والأمن والاستقرار العالم كله. فإن التاريخ يقدم لنا الكثير من العظات والدروس فكم أمة استرخت وظنت أنها تنام على فراش من حرير ،فما استيقظت إلا وقد داهمها الخطب فما وجدت لتفادي الخطب سبيلا ."

    "إن طريق الجندية شاق وطويل لا يبلغ منتهاه إلا الرجال المؤمنون بربهم وبقدسية ثرى وطنهم ."

    " إذا كنا في هذه الدولة نستقل سفينة واحدة هي سفينة الاتحاد فعلينا جميعاً أن نعمل على تحقيق سلامتها حتى تستمر مسيرتها وتصل إلى بر الأمان ولا يجوز أن نسمح بأي تهاون يعوق هذه المسيرة لأن نجاة هذه نجاة لنا وإذا فرض أن هناك من يحاولون إتلاف هذه السفينة فهل نسكت على ذلك ، أبداً بالطبع، لأنها إذا غرقت فلا أحد يضمن السلام لنا ."


    المرأه

    " إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة ."

    "إن على المرأة أن تعطي الرجل حقوقه حتى يعطيها حقوقها بقدر ما تعطي العمل حقه إذا كانت تعمل فالإنسان كالشجرة بدون الماء لا تنمو كذلك الإنسان بدون المعيشة يتعب ويفقد نشاطه وهو يحتاج إلى عمل المرأة واهتمامها في المنزل وخارج المنزل كالصحة والتعليم والإعلام وفي كل المجالات ."

    "إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها كأم وصانعة أجيال ."

    "لابد أن تمثل المرأة بلادها في المؤتمرات النسائية بالخارج لتعبر عن نهضة البلاد وتكون صورة مشرفة لنا ولمجتمعنا وديننا الذي أعطاها كافة هذه الحقوق ."

    "إن دور المرأة لا يقل عن دور الرجل وإن طالبات اليوم هن أمهات المستقبل."

    "الرجل أخ للمرأة والمرأة أُخت للرجل ليس هناك فرق بينهما إلا في العمل العمل الطيب والعمل السيء هنا يكمن الفرق."

    "لا يجوز انشغال الأم عن أبنائها واعتمادها على الغير في تربيتهم وأن دور الأم هو في تنشئة أبنائها وتربيتهم ."

    "لقد انتشل الإسلام المرأة من ظلمات القهر والاستعباد والجهل والتخلق وأقر لها شخصيتها وكفل لها حقوقها في شتى المجالات ."

    "إن المرأة التي تعمل تستحق التقدير لكن عملها الأول الذي يجب أن تحرص عليه وتضعه نصب عينيها هو بيتها فالبيت هو مملكتها الأولى وعليها أن تتحمل مسؤولياتها كاملة نحوه كأم وكزوجة بالدرجة الأولى."

    " إنني على يقين بأن المرأة العربية في دولتنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف . فهي أساس تقدم الأسرة والأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله ."

    "إن المرأة هي المسؤولة الأولى عن الأسرة وتعليمها أسس الحياة ،وتثقيفها هو من أهم الأشياء التي يقوم عليها العمل النسائـي في الدولة ."





    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    المشاركات
    2,157
    راح اشرح لكم الامارات وحده ورا الثانيه.

    راح نبداء في ابوظبي:

    أبوظبي


    تعتبر أبوظبي أكبر الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات وتبلغ مساحتها 87 ألفا و340 كيلومترا مربعا وهو ما يعادل حوالي 86.7% من إجمالي مساحة الدولة باستثناء الجزر. ومدينة أبوظبي هي عاصمة الإمارة وأيضا هي العاصمة الاتحادية لدولة الإمارات. ويقيم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في مدينة أبوظبي. كما تضم المدينة المباني البرلمانية ومعظم الوزارات والمؤسسات الاتحادية والسفارات الأجنبية ومباني الإرسال الحكومية ومعظم شركات النفط. وتشمل البنية الأساسية الرسمية ميناء زايد ومطار أبوظبي الدولي والمراكز الثقافية والرياضية وكورنيش أبوظبي البديع في هندسته الجميلة التي توفر الفرصة للمشي السليم الآمن ورياضة الدراجات والجري على ساحل جزيرة أبوظبي. ومن الناحية المعمارية فان أبوظبي تعتبر مكانا مذهلا حيث تتواجد المباني القديمة جنبا إلى جنب مع ناطحات السحاب الحديثة.

    صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
    سياسي مخضرم يمثل استمرارا لنهج "زايد القائد"

    تولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم أبوظبي والرئيس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد الحكم في الثالث من نوفمبر من عام 2004 إثر وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة. وقد جاء إختيار سموه بالإجماع من إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات.

    والشيخ خليفة هو أكبر أنجال المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. نشأ منذ مولده عام 1948 في مدينة العين و تعلم أصول السياسة في كنف والده كما أنه عايش مسيرة بناء دولة الإمارات وتولى قبل ذلك العديد من المهام القيادية في إمارة أبوظبي.

    شغل سموه عام 1966 منصب ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها وتولى ولاية عهد أبو ظبي منذ الأول من فبراير 1969 وجاء قرار الاختيار متمشياً مع ما يعهده الجميع في سموه من حكمة ودراية وإلمام بقضايا وطنه وقد حظي اختياره لولاية عهد أبوظبي بدعم آل نهيان.
    كذلك ترأس الشيخ خليفة دائرة الدفاع في أبوظبي في نفس العام عند بداية تشكيل قوة دفاع أبوظبي التي أصبحت نواة للقوات المسلحة. كما شغل منصب رئيس مجلس وزراء إمارة أبو ظبي عام 1971 وتولى وزارة الدفاع والمالية .

    وبعد قيام الاتحاد وتشكيل مجلس وزراء اتحادي أصبح صاحب السمو الشيخ خليفة نائب الرئيس مجلس الوزراء الاتحادي.

    وقد تولى سموه منذ عام 1974 وإلى حين تعيينه رئيساً للدولة رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وشغل سموه منذ 1976 منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كما ترأس المجلس الأعلى للبترول.

    ويحذو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حذو والده ويتخذ منه القدوة والنموذج فيقول: "والدي هو المعلم الذي أترسم خطاه وأستلهم منه الرشد"

    ويحرص سموه على لقاء المواطنين من مختلف الإمارات بعيداً عن الإجراءات الروتينية ويستمع إلى مشاكلهم ويعمل على قضاء حوائجهم. وقد تبنى سموه إنشاء دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية التي تعهدت بمساعدة مواطني أبوظبي في البناء والتشييد والعمران الحضاري .

    وكان الشيخ خليفة يؤكد في خطابه السنوي أمام المجلس الاستشاري على السياسة المبدئية والثابتة لدولة الإمارات كما رسمها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على الصعيدين الداخلي والخارجي .





    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •