الموضوع: صراع ديني بوجه سياسي بدأ بـ"كرسي أمام الحائط"!

بـكرسي أمام الحائط, بوجه, حدود, سياسي, صراع

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





عندما صدر وعد بلفور عام 1917- الذي وعد فيه وزير الخارجية البريطاني "بلفور" بإقامة وطن لليهود في فلسطين- بدأت الهجرة اليهودية المنظمة إلى فلسطين، وبدأوا في ممارسة أفعال وشعائر منها البكاء وجلب كراسي ومقاعد والجلوس لفترات طويلة بجوار حائط "البراق" من أجل تقديم الدعم لوعد "بلفور" بما يوحي بأنهم عادوا إلى أراضيهم وهيكلهم.

وعندما زادت التحركات اليهودية حول حائط البراق بشكل أثار ريبة المسلمين خاصة مع زيادة تدفق حركات اليهود المهاجرة من أوروبا، بدأت المناوشات بين الطرفين ونشبت عام 1929 فيما عرف بـ"ثورة البراق" عندما تصدى الفلسطينيون لمظاهرة يهودية حاشدة كان يحيون فيها ذكرى هيكلهم الثاني على حد وصفهم، ويومها وقفت القوات البريطانية- التي كانت القدس تحت سلطتها آنذاك- إلى الجانب اليهودي كما هو متوقع وأعدم عدد كبير من الفلسطينيين وقتها بعد محاكمة صورية.


حائط البراق


إلا أن الثورة كان لها نتائج إيجابية إذ تم اللجوء إلى التحكيم الدولي للفصل بين مزاعم اليهود وبين حق المسلمين في حائط البراق، وأصدرت اللجنة المختصة عام 1930 قرارا تاريخيا يقضي بأن "للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه" كما تضمن القرار ذاته "منع جلب المقاعد والمساجد والحصر والكراسي والستائر والحواجز والخيام، وعدم السماح لليهود بنفخ البوق قرب الحائط".



الحائط الغربي

اللافت أن هذا القرار ساري حتى الآن وموثق وهو بمفرده قادر على إخراس أي صوت يمكن أن يتحدث عن شرعية أن يكون لليهود نصيب في الحائط، وما يثير الاندهاش أكثر أن كل وثائق الحركة الصهيونية وبدايات دولة إسرائيل- بما فيها أوراق تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية- تخلو جميعها من أي ذكر لمصطلح "حائط المبكى" بل يذكر دوما بوصفه "الحائط الغربي"!

إلا أن الأمر لم يقف عند ذلك بالطبع وأسس اليهود -وهم بفلسطين- عصابات مسلحة منظمة هدفها ترويع الفلسطينيين وإخراجهم من قراهم ومدنهم من أجل فرض سيطرتهم على البلاد من جهة والاستحواذ على المسجد الأقصى من جهة أخرى بحثا عن الهيكل الذي بدأ يستحوذ على اهتمامهم على طريقة "إذا كنا قد أخذنا الأرض فلماذا لا نأخذ المسجد أيضا؟!"، وكان من أشهر هذه العصابات والتي لها سجل دموي حافل بالعديد من المجازر البشرية عصابات "شتيرن"،"الهاجاناه" و"الأرجون" والتي ينسب إليهم العديد من المذابح التي حدثت في السنوات الأولى من أربعينيات القرن الماضي وأشهر هذه المذابح "دير ياسين" والتي كانت سابقة لحرب مايو 1948 بأيام قليلة وراح ضحيتها أكثر من 360 شهيدا بعد أن تم التمثيل بجثثهم.




مذبحة دير ياسين

وعلى خلفية صدور قرار الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين إلى بلدين إحداهما لليهود والأخرى للعرب كانت النكبة في مايو 1948- لاحظ أن العرب بارعون جدا في توصيف هزائمهم نكبة في 48 ونكسة في 67!- وهي الحرب التي شهدت هزيمة مخزية للدول العربية مجتمعة أمام القوات اليهودية والتي بعدها تم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل في 15 مايو من نفس العام ليصبح حلم هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل أقرب لليهود كثيرا من ذي قبل رغم أن القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى بقيت في حوزة العرب حتى جاء عام 1967.
هذا هو عام النكسة! والذي شهد الهزيمة المذلة الثانية للعرب على يد إسرائيل والتي على أثرها ضمت الدولة اليهودية سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية طبعا التي كانت خاضعة إداريا للسلطات المصرية والأردنية.




ومنذ عام 1967 وحتى الآن شهد المسجد الأقصى العديد من الانتهاكات الإسرائيلية والتي تراوحت ما بين الحفر حول المسجد من أجل الوصول إلى الهيكل المزعوم ومنع للمسلمين من الصلاة في ساحة المسجد واقتحام ليهود متعصبين للمسجد وإطلاق النار على المصلين وقيام بعض اليهود المتطرفين بالصلاة بالقرب من الأقصى بل إن انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى وصلت لدرجة أنهم استغلوا قبة الصخرة في ملصق إعلاني سياحي عن إسرائيل عام 1999 كما يتم قطع المياه عن المسجد على فترات متباعدة بل وصلت السخافة والاستفزاز الإسرائيلي لدرجة القيام بإغلاق نافذة في جدار الأقصى القديم كانت موجودة بغرض التهوية ومعالجة الرطوبة!


وتحياتنا لكـم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

---

wvhu ]dkd f,[i sdhsd f]H fJ";vsd Hlhl hgphz'"!