روى تركي «19 عاماً» النجل الاكبر للمعتقل السعودي في الولايات المتحدة الامريكية «حميدان التركي» تفاصيل مريرة عن اعتقال والده والظلم الذي تعرض له. واكد الشاب تركي لـ»عكاظ» تفاؤله بتبرئة ساحة والده المحكوم بالسجن ثمانية وعشرين عاماً مشيراً الى ان اجواء من التفاؤل تحيط اوساط المحامين لنتائج جلسة الاستئناف في منتصف سبتمبر الجاري. وقال تركي ان والده يتمتع الان بمعنويات عالية وصحة جيدة اذ اجرى معه ومع الاسرة مكالمة هاتفية قبل خمسة ايام اطمأن فيها على اوضاع العائلة اضاف النجل الاكبر لحميدان التركي ان والده لم يتطرق في المحادثة الى اوضاعه في السجن الامريكي خشية ان يتعرض لضرر واضاف انه يعتقد ان السلطات الامريكية ارادت ايصال رسالة محددة بافتعال قضية والده وان كثيراً من الاشخاص تعرضوا الى تهديدات من قبل تلك السلطات ليشهدوا ضد والده ومن بين هؤلاء صديق امريكي لوالده ذكر انه خضع لضغوط لتقديم شهادات زائفة في المحكمة.
يوم حزين لا ينسى
واضاف ان اسرته وجدت تعاطفاً من الجيران الامريكان اثناء القضية وان كثيرين منهم حضروا جلسات المحاكمة.
ورجع الشاب تركي بذاكرته الى يوم اعتقال والده وقال لـ«عكاظ»: سيظل ذلك المشهد الحزين عالقاً في ذاكرتي ما حييت، لك ان تتخيل وانت في بلد غير بلدك قيام رجال امن بمداهمة منزلك واعتقال والديك امام ناظريك بعد تكبيلهما بالقيود وادخالهما الى سيارة الشرطة الابناء غارقون في دموعهم كانت صدمتنا كبيرة فما حدث لوالدي ووالدتي وامام عيني معاملة غير انسانية لا يمكن وصفها خاصة عندما رفض رجال الامن الامريكان طلبنا بان نصحب والدينا ولم يشرحوا لنا سبب اعتقالهماالشاب تركي امتدح تعاطف الاصدقاء الامريكيين مع قضية والدهم بحكم الجوار والمعرفة واضاف ان اسرته تفرق بين تصرفات السلطات الامريكية وتعامل المواطنين هناك.
ديمقراطية زائفة
وتساءل نجل حميدان التركي عن «الديمقراطية الامريكية الزائفة» وقال: أي حرية هذه التي تسمح لتلك السلطات بمحاكمة شخص بشهادة سبعة رجال استجلبوهم من الشارع.
اعلام سلبي
واضاف تركي ان اجهزة الاعلام الامريكية تعاطت مع قضية والده بافتعال الصورة الخاطئة ونشر ادعاءات المدعي العام واغفال كل ما يبرئ والده مشيرا الى ان المحكمة نفسها انتهجت ذات السلوك.
وكشف تركي ان كثيرا من اصدقاء والده تخلوا عنه خشية التعرض للاذى من السلطات الامريكية واضاف: ان والده لم يكن يتوقع ما حدث له مشيرا الى ان الفترة التي سبقت تفجيرات واحداث الحادي عشر من سبتمبر شهدت حملةملاحقة لاشخاص انتهت تأشيراتهم ولكن اسرة الحميدان لم تكن تعاني من مشكلة في هذا الجانب ولكن للاسف وجدت السلطات الامريكية ضالتها في التأشيرة منتهية الصلاحية للخادمة علما بأن صلاحية تأشيرتها انتهت قبيل ايام من الاعتقال ووجدت السلطات الامريكية ذريعة كي تفعل ما تشاء.
ايمان بالبراءة
وأكد الشاب تركي ان والده هاتفه قبل خمسة ايام بمعنويات عالية ورفع الشكر والتقدير للجهات المعنية في المملكة لمتابعتها قضيته العادلة.
واشار الى ان والده كان يتحدث بتفاؤل لايمانه التام ببراءته من التهم الموجهة ضده.
واوضح ان اتصالات والده تتم بصورة منتظمة وهي غير محددة بيوم محدد وفي كل اتصالاته يحرص على الاطمئنان على اوضاع الاسرة ويسأل عن أدق تفاصيل العائلة.
واشار تركي ان والده يتجنب الحديث عن معاملة ادارة السجن الامريكي له وتوقع تركي تعرض والده الى معاملة غير حسنة من ادارة السجن الامريكي عطفا على ظروف الاعتقال غير المبرر.
لن اعود الى امريكا
وعن الاوضاع النفسية لوالدته قال تركي: والدتي صابرة ومؤمنة بقضاء الله وقدره وهي لا تكف عن الدعاء لوالدي ان يعود الينا سالما.
وعن علاقته بوالده المعتقل قال تركي: كان اخاً وصديقاً واباً عطوفاً واتمنى من الله ان يعود الى ارض الوطن في القريب العاجل واضاف: ما حدث لوالدي مثل لي صدمة كبيرة ولكافة افراد الاسرة وما حدث مسؤولية السلطات الامريكية لا المواطن الامريكي الذي يرفض كل اشكال التمييز.
وحول امكانية عودته للدراسة في الولايات المتحدة قال الشاب تركي: لن افكر في ذلك مطلقا بسبب موقف السلطات الامريكية. لا الشعب الامريكي.