[frame="8 80"]
[img][/img]
تابع شرح أسماء الله الحسنى
الله – الرحمن – الرحيم2
جل جلاله وتقدست أسماؤه
"الرحمن ـ الرحيم"
معنى الرحمة: وصف قائم بالله تعالى، وتظهر آثار هذه الرحمة على خلقه.
يقول ابن عباس: الرحمن والرحيم اسمان مشتقان من الرحمة، أحدهما أرقّ من لآخر.
وجاء في الحديث القدسي: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي"
واتفق العلماء على أن سم "الرحمن" عربي لفظه، ولاأصل لمن قال إنه عبراني الأصل.
ذكر "الرحمن" في القرآن سبعا وخمسين مرة، وأما اسمه "الرحيم" فقد ذكر مائة وأربع عشرة مرة.
معنى الاسمين في حق الله تعالى:
الاسمان كما سبق مشتقان من الرحمة و"الرحمن" أشدّ مبالغة من "الرحيم" ولكن مالفرق بينهما؟
الأول: أن اسم "الرحمن" هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق قي الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، و"الرحيم" هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، واستدلوا بقوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ)، وقوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)، فذكر الاستواء باسمه "الرحمن" ليعم جميع خلقه برحمته فكما أن العرش يعم جميع مخلوقاته فرحمته تتسع لجميع المخلوقات.
وقال: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )، فخص المؤمنين باسم "الرحيم" ولكن يشكل عليه قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
القول الثاني: هو أن "الرحمن" دال على صفة ذاتية و"الرحيم" دال على صفة فعلية.
فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) وقوله: (إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) ولم يجيء قط "رحمن بهم" فعلم أن "رحمن" هو الموصوف بالرحمة، و"رحيم" هو الراحم برحمته، قال ابن القيم بعد أن ذكر الفرق: وهذه نكتة لاتكاد تجدها في كتاب، وإن تنفست عندها مرآة قلبك لم ينجل لك صورتها ".
ـ الآثار المسلكية المترتبة بالإيمان بأسماء الله جل وعلا "الرحمن الرحيم":
من صفات الله الثابتة بالكتاب والسنة "الرحمة" وهي صيغة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى, لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحاد بأسمائه.
وأما قول الزمخشري وأصحابه أن الرحمة مجاز في حق الله تعالى، وأنها عبارة عن إنعامه على عباده، فهي نزعة إعتزالية قد حفظ الله تعالى منها سلف المسلمين وأئمة الدين فإنهم أقروا ماورد على ماورد، وأثبتوا لله تعالى ماأثبته له نبيه r من غير تصريف بكناية أو مجاز، وقالوا: لسنا أغير على الله من رسوله.
وقد رد المؤلف على القائلين بأن رحمة الله مجاز ردا مفصلا ولعظيم فائدتها فإنا نسوقها:
الرد الأول: أن الإلحاد إما أن يكون بإنكار لفظ الاسم، أو يكون بإنكار معناه فإن كان إنكار لفظه إلحادا، فمن ادّعى أن "الرحمن" مجاز لاحقيقة فإنه يجوّز إطلاق القول بنفيها فلايستنكف أن يقول ليس بالرحمن ولاالرحيم كما يصح أن يقال للرجل الشجاع ليس بأسد على الحقيقة، وإن قالوا: نتأدب في إطلاق هذا النفي فالأدب لايمنع صحة الإطلاق وإن الإلحاد هو إنكار معاني أسمائه وحقائقها فقد أنكرتم معانيها التي تدل عليها بإطلاقها، وماصرفتموها إليه من المجاز فنقيض معناها، أو لازم من لوازم معناها، وليس هو الحقيقة ولهذا يصرح غلاتهم بإنكار معانيها بالكلية ويقولون هي ألفاظ لامعاني لها.
الرد الثاني: إنه من أعظم المحال أن تكون رحمة أرحم الراحمين التي وسعت كل شيء مجازا، ورحمة العبد الضعيفة القاصرة المخلوقة المستعارة من ربه التي هي من آثار رحمته حقيقية، وهل في قلب الحقائق أكثر من هذا؟!!
الرد الثالث: مارواه أهل السنن عن النبي e أنه قال: يقول الله تعالى: (أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته).
فهذا صريح في أن اسم الرحمة مشتق من اسم الرحمن تعالى، فدلّ على أن رحمته لما كانت هي الأصل في المعنى كانت هي الأصل في اللفظ.
الردّ الرابع: إن الله –سبحانه وتعالى- فرّق بين رضوانه ورحمته، فقال تعالى: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ) فالرحمة والرضوان صفته، والجنة من آثار رحمته وهي أعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين.
ظهور آثار رحمة الله سبحانه على الخلق بجلاء:
1/ برحمته أرسل إلينا رسوله محمد rوأنزل إلينا كتابه كما قال سبحانه: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)، وقال: (إن هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ*وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، وقال: (هَـذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
والتوراة المنزلة من عند الله كانت هدى ورحمة كالقرآن، (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ).
وماآتاه الله العبد الصالح الذي رحل إليه موسى u هو من الرحمة التي يرحم الله بها عباده، (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)، وقال: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
2/ وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ماعرفنا به أنه ربنا ومولانا، قال تعالى: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، وقال: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ).
3/ وبرحمته أطلع الشمس والقمر وجعل الليل والنهار وبسط الأرض وجعلها مهادا وفراشا وقرارا وكفاتا للأحياء والأموات، قال تعالى: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
4/ وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ)، وقال: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ).
5/ وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان، فهذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة التي هي صفته ونعمته، واشتق لنفسه منها "الرحمن والرحيم" وأوصل إلى خلقه منها معاني خطابه برحمته وبصّرهم، ومكّن لهم أسباب مصالحهم برحمته.
6/ وأوسع المخلوقات عرشه، وأوسع الصفات رحمته، فاستوى على عرشه الذي وسع المخلوقات بصفة رحمته التي وسعت كل شيء.
7/ وبرحمته خلق الجنة وسكانها وأعمالهم، فبرحمته خلقت، وبرحمته عمرت بأهلها، وبرحمته وصلوا إليها، وبرحمته طاب عيشهم فيها، قال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، وعن أبي هريرة t قال: قال النبي r: "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لايدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟! قال الله – تبارك وتعالى- للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فالنار لاتمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولايظلم الله عز وجلّ من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله عز وجلّ ينشئ لها خلقا".
8/ ومن رحمته أن خلق للذكر من الحيوان أنثى من جنسه، وألقى بينهما المحبة والرحمة، ليقع بينهما التواصل الذي به دوام التناسل وانتفاع الزوجين، وتمتع كل واحد منهما بصاحبه.
قال تعالى: (جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ).
9/ ومن رحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض لتتم مصالحهم، ومن تمام رحمته بهم أن جعل بينهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والراعي والمرعي، والعاجز والقادر، ثم أفقر الجميع إليه ثم عم الجميع برحمته.
10/ ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها، فبها تعطف الوالدة على ولدها والطير والوحش والبهائم، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه.
وفي الحديث عن أبي هريرة t أن رسول اللهr قال: "خلق الله مائة رحمة، فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها، وعند الله تسعة وتسعون"، ولذا فإن رحمته في الآخرة أوسع من رحمته في الدنيا بكثير، كما أن عقابه في الآخرة أعظم من عقوبة الدنيا بكثير، وفي رواية: "إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها"، وفي رواية: "حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة".
وتأمل قوله تعالى: (الرَّحْمَن*عَلَّمَ الْقُرْآنَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ*عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)، كيف جعل الخلق والتعليم ناشئا عن صفة الرحمة متعلقا باسم "الرحمن" وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم وختمها بقوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة، إذ مجيء البركة كلها منه، وبه وضعت البركة في كل مبارك، فكل ماذكر عليه بورك فيه، وكل ماأخلي منه نزعت منه البركة.
قال تعالى مخبرا عن حملة العرش ومن حوله أنهم يقولون: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا).
وقال سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) يخبر سبحانه عن رحمته التي وسعت كل شيء وشملت كل شيء في العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المسلم والكافر، فما من أحد إلا وهو يتقلب في رحمة الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار.
ولكن للمؤمنين الرحمة الخاصة بهم، والتي يتمتعون بها في الدارين ولذلك قال في تمام الآية السابقة: (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) فالكافر لارحمة له يوم القيامة.
وفي الحديث عن ابن عباس t قال: قال النبي r: "نزل عليّ جبريل وقال لو رأيتني وأنا آخذ من ماء البحر فأدسه في فيّ فرعون مخافة أن تدركه الرحمة"، وقال r: "لو يعلم المؤمن ماعند الله من العقوبة ماطمع في جنته أحد، ولو علم الكافر ماعند الله من الرحمة ماقنط من رحمته أحد"
12/ رحمة الله تغلب غضبه:
وقد ثبت ذلك في حديث أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: "لما خلق الله الخلق كتب في كتابه ـ وهو سبحانه يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش ـ إن رحمتي تغلب غضبي"، وفي رواية: "إن رحمتي سبقت غضبي"، وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
يقول العلماء في ذلك: لأن الرحمة مقتضى ذاته المقدّسة، وأما الغضب فإنه متوقف على سابقة عمل من العبد حادث.
وقال الطيبي: في سبق الرحمة إشارة إلى أن قسط الخلق منها أكثر من قسطهم من الغضب، وأنها تنالهم من غير استحقاق، وأن الغضب لاينالهم إلا باستحقاق، فالرحمة تشمل الشخص جنينا ورضيعا وفطيما وناشئا قبل أن يصدر منه شيء من الطاعة، ولايلحقه من الغضب إلا بعد أن يصدر عنه من الذنوب مايستحق معه ذلك.
13/ الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بولدها:
عن عمر بن الخطاب t أنه قال: قدم على رسول اللهr بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي -وفي رواية البخاري: تسعى- إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله r : "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لاوالله وهي تقدر على أن لاتطرحه فقال رسول اللهr : "الله أرحم بعباده من هذه بولدها".
ومن رحمته بعباده أنه يجعل يوم القيامة الطويل على المؤمن كصلاة يصليها، ويعجل بكسوته في يوم يكثر فيه العري، ومن رحمته بعباده مع كثرتهم أنه يظلهم يوم لاظلّ إلا ظلّه تحت عرشه أو تحت البقرة وآل عمران أو تحت ظلّ صدقتهم، وإن من عباد الله من هم على كراسي من ذهب يظلل عليهم الغمام الذين أكملوا الإيمان ظاهرا وباطنا، فكما رفعوا قدر الله في الدنيا رفع الله قدرهم يوم القيامة.
ومن رحمته أنه جعل سبعين ألف من أمة محمد r يدخلون الجنة بلاحساب ولاعذاب، ومن رحمته أنه يعد للعباد أنوارا على قدر أعمالهم.
ومن مظاهر غضب الله على بعض العباد:
1- حديث "قلنا: يانبي الله كيف يحشر الكافر؟ قال: يحشر على وجهه، قلنا: يارسول الله وكيف يحشر على وجهه؟ قال: أليس الذي أمشاه على رجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة"
2- يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرّ في صور الرجال يغشاهم الذلّ من كل مكان.
3- لايزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم، وجاء: من سأل وله مايغنيه جاءت مخوشا وكدوحا يوم القيامة.
4- من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له يوم القيامة وقيل له كله، فيأكله ويكلم ويصيح.
5- من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار.
6- ثلاثة لاينظر الله لهم يوم القيامة، العاق لوالديه، والمرأة المسترجلة المتشبهة بالرجال، والرجل الديوث.
7- ثلاثة لايدخلون الجنة العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بماأعطى.
14/ الله يحب الرحماء من عباده:
الرحمة من الأخلاق العظيمة والصفات التي يحب الله من اتصف بها من عباده، فقد مدح بها أشرف رسله فقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إَِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)
وفي الحديث عن جرير بن عبدالله قال: قال رسول الله r: "لايرحم الله من لايرحم الناس"، وفي الحديث: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء".
وقال سبحانه: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
وقال جلّ وعلا: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ).
ومن أسمائه r: "نبي الرحمة".
وعن أسامة بن زيد t قال: "كنّا عند النبي r إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي r: ارجع فأخبرها أن لله ماأخذ وله ماأعطى وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى، فمرها فلتصبر ولتحتسب، فأعادت الرسول أنها قد أقسمت ليأتينها، فقام النبي r وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن، ففاضت عيناه، فقال له سعد: يارسول الله ماهذا؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"، وجاء في الحديث: "لاتنزع الرحمة إلا من شقي".
كيف ينال العبد رحمة ربه:
قد عرفنا الرب ـ تبارك وتعالى ـ بالطريق التي تنال بها رحمته، فمن ذلك:
ـ اتباع القرآن والعمل به، والاستماع لقراءته (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون).
ـ إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول، (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، ومما تنال به رحمة الله الاستغفار والإحسان (لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال جلّ وعلا: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ).
ـ مجالس الذكر، عن أبي هريرة t عن النبي r قال: "مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
ـ وعن علي t عن النبي r أنه قال: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة،فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألفا من الملائكة حتى يمسي، وإن كان في المساء صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح".
_ وفي الحديث: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منّا".
_ العزم عند سؤال الله سبحانه وتعالى: عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: "لايقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم في المسألة فإنه لامستكره له"
وفي رواية: "وليعزم مسألته إنه يفعل مايشاء لامكره له".
أي: إذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء، أي: اجزموا ولاتترددوا، من عزمت على الشيء إذا صممت على فعله، وقيل: عزم المسألة الجزم بها من غير ضعف في الطلب.
وقوله: "لامكره له" لأن في الاستثناء والتعليق صورة المستغني عن الشيء، أو لأن التعليق يوهم إمكان اعطائه على غير المشيئة، وليس بعد المشيئة إلا الإكراه، والله لامكره له. د/ نوال العيد[/frame]


LinkBack URL
About LinkBacks















