|
[frame="9 80"]
[img][/img]
القهار- القاهر1
P
شرح أسماء الله الحسنى
القاهر – القهّار جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي:
ورد في معان عدة منها :
القهر : الغلبة ، والعلو، والأخذ من فوق ، والرياضة والتذليل،
والقاهر : الغالب.
ورود الاسم في القرآن:
(القهّار ) فعّال، مبالغة من ( القاهر ) فيقتضي تكثير القهر ، وقد ورد الاسم ( القاهر) في الكتاب العزيز مرتين في قوله : ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)) وفي قوله تعالى : ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً)).
و(القهّار) ورد في ست مرات منها قوله تعالى : ((قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)). وقوله تعالى : ((لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)).
اقترن مرة واحدة باسم الله الواحد في قوله تعالى : ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)).
معنى الأسمين في حق الله تعالى :
( القاهر)الغالب جميع خلقه، وقد دانت لقدرته ومشيئته مواد العالم العلوي والسفلي فلا يحدث حادث ، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن ، وقد قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته ، قهر جبابرة خلقه بعز سلطانه ، وقهر الخلق كلهم بالموت ، وهو سبحانه يحي خلقه إذا شاء ،ويميتهم إذا شاء، ويمرضهم إذا شاء، ويصحهم إذا شاء، ويفقرهم إذا شاء ويغنيهم إذا شاء، ولايقدر أحد منهم إذا حكم عليه بحكم أن يزيل حكمه أو أن يرد تدبيره ، أو يخرج من قضائه وتقديره.
قال ابن جرير : ( القاهر ) المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم ،وإنما قال فوق عباده لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيء أن يكون مستعلياً عليه ، فمعنى الكلام إذاً: والله الغالب عباده المذلل لهم ، العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم ، فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه.
وقال ابن كثير : وهو ( القاهر ) فوق عباده أي : هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته على الأشياء ، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحكمه.
وقال الحليمي: ( القاهر ) ومعناه :إنه يدبر خلقه بما يريد ، فيقع في ذلك مايشق ويثقل ويغم ويحزن ، ويكون منه سلب الحياة أو نقص الجوارح ، فلا يستطيع أحد ردّ تدبيره ، والخروج من تقديره .
وقال في ( القهار): أن يَقْهر ولا يُقهر بحال.
وقال ابن القيم في النونية:
وكذلك القهار من أوصافه فالخلق مقهورون بالســلطان
لو لم يكن حياً عزيزاً قادراً ماكان من قهر ولا سُلــطان
إذن دلالة التزام باسم الله (القاهر القهار) العلي العزيز الجبار المتكبر القوي المتين البارئ .
آثار الإيمان بهذين الاسمين:
1- إن القهار على الحقيقة هو الله وحده سبحانه ، هو قهر وغلب عباده أجمعين ، حتى أن أعتى الخلق يتضاءل ويتلاشى أمام قهر الله وجبروته ، فها هو الموت الذي كتبه الله على عباده لا يستطيع الخلق رده أو دفعه عن أنفسهم ، ولو أوتوا من القوة والجبروت ما أوتوا ، وقد ذكر الله الموت قريباً من وصفه نفسه بـ (القاهر ) ليذكرهم بشيء قد قهرهم به أجمعين وذلك في قوله تعالى : (( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ! ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ)).
ومما قهرهم به أيضاً : الأمراض والمصائب والنكبات التي لا يملكون ردّها عن أنفسهم ، ولذا ورد اسم الله " القاهر " وربطه بمس الخير والشر قال تعالى : ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ! وَهُوَ الْقَاهِر فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)) فوق عباده تصوير للقهر والعلو بالغلبة والقدرة كقوله تعالى : ((وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ )) فإذا علم العبد أن الله هو الغالب على أمره اطمئن كقوله تعالى : ((قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ)).وقال جل شأنه : ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
واعلم أن الشيء إما أن يكون ضاراً وإما أن يكون نافعاً وإما أن يكون لا ضار ولانافع، وهذان القسمان مشتركان في اسم الخير ، ولما كان الضر أمراً وجودياً لا جرم قال فيه ((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ)) ولما كان الخير قد يكون وجودياً وقد يكون عدمياً لا جرم لم يذكر لفظ الإمساس فيه ، بل قال ((وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ)) والآية دالة على أن الضر والخير واقعان بقدرة الله وبقضائه.
وفي الآية أنه تعالى رجح جانب الخير على جانب الشر من ثلاثة أوجه :
أولاً :
أنه تعالى لما ذكر إمساس الضر بين أنه لاكاشف له إلا هو ، وذلك يدل على أنه تعالى يزيل المضار ، لأن الاستثناء من النفي إثبات ، ولما ذكر الخير لم يقل بأنه يدفعه بل قال إنه لا راد لفضله وذلك يدل على أن الخير مطلوب بالذات ، وأن الشر مطلوب بالعرض مقصد هذه الآية أن الحول والقوة لله ، ويبين للناس بما يحسونه من أنفسهم والضر لفظ جامع لكل ما يكرهه الإنسان ، سواء كان ذلك في ماله أو في بدنه .
وقد ثبت في الصحيح عنه r أنه قال : "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " . وفي حديث ابن عباس المشهور " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف".
ويوم القيامة حقيقة الأمر كله والملك كله لله تعالى وحده لقوله تعالى: ((لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)) فلا أمر مع أمره ولا متقدم عليه حتى ولا بكلمة إلا من أذن له الرحمان قال تعالى: ((الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ)) مع أن هنا في الدنيا ملوكاً كما في قصة يوسف ((وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ)). وفي قصة الخضر وموسى ((أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً))أما يوم القيامة فيكونون كما قال تعالى: ((وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)).
فيتلاشى كل ملك قل أو كثر ويذل كل ملك كبر أو صغر، ولم يبق إلا ملكه تعالى.
2- وأما صفة القهر في الخلق، فغالباً ما تكون مذمومة لقيامها على الظلم والطغيان، والتسلط على الضعفاء والفقراء كما قال فرعون: ((قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ))
قوله ((وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ)) أي نستبقيهن فلا نقتلهن فإذا فعلنا ذلك أمنّا من كثرتهم وكنّا مستخدمين لباقيهم ومسخرين لهم على ما نشاء من الأعمال.
قوله ((وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ))
غالبون وهم مقهورون تحت أيدينا، فلا خروج لهم عن حكمنا و لا قدرة.
2/ وأما صفة القهر في حق الله فهي دلالة كمال عدله وكمال عزته وكمال حكمته وكمال حياته سبحانه وتعالى، وأما القهر في الخلق فهي صفة تقوم على الظلم،
ولذلك الله تعالى :
1- نهانا عن الظلم :
قال تعالى: ((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ))،((فَلَا تَقْهَرْ)) أي لا تظلمه، وكن له كالأب الرحيم، فلا تزجره ولا تغلظ له القول.
وخص اليتيم لأنه لا ناصر له غير الله تعالى، فغلّظ في أمره بتغليظ العقوبة على ظالمه.
فالظلم ذنب قبيح، وقد يكون الظلم بالكلمة، بالنظرة، وقد يكون الظلم للخدم في بيتك " باتهامهم بالسرقة وغير ذلك".
فالظلم معناه: وضع الشيء في غير موضعه.
وهو اتهام الناس بغير وجه حق، سواءاً كان منطوقاً، أو مكتوباً مثل " الكتابة في الإنترنت ، رسائل الجوال".
2- والله سبحانه يشنع على الظالم:
وأول تشنيعه سبحانه وتعالى نفي الفلاح عن الظالم قال تعالى: ((إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)).
((لاَ يُفْلِحُ)) أي لا يفوز بمطلوب، ولا ينجو من مكروه. وصرح بالظلم تنبيها على أن علة عدم الفلاح الظلم.
3- وأخبر تعالى أن الظالم سيهلك:
قال تعالى: ((هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)).وجاء أيضاً أن من أسباب عذاب البرزخ الظلم ((وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ))
و((غَمَرَاتِ الْمَوْتِ )) سكرات الموت، وأصل الغمرة ما يغمر من الماء، فاستعيرت للشدة الغالبة .
((بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ)) قيل هذا عند الموت، والبسط الضرب، وهذه عبارة عن العنف.
((عَذَابَ الْهُونِ)) قيل الهوان الشديد الدائم.
4-وسيعذب الله الظالم ليس فقط وقت نزع الروح، ولكن حتى في يوم الموقف، إذا حشر الناس للحساب.
قال تعالى: (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ !مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء)) .
(( تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )) يقال شخص بصر الرجل إذا بقيت عينه مفتوحة لا يطرفها وشخوصها يدل على الحيرة والدهشة وسقوط القوة.
((مُهْطِعِينَ)) وفي تفسيرها أقوال:
1. الإسراع يقال أهطع البعير في سيره واستهطع إذا أسرع وعلى هذا الوجه فالمعنى أن الغالب من حال من يبقى بصره شاخصاً من شدة الخوف أن يبقى واقفاّ.
2. قيل المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع.
3. المهطع الساكت.د/نوال العيد
[/frame]
جزااك الله كل خير
وجعله في ميزان اعمالك
لك تحياتي
جزااكي الله خير على روعة المرور نفع الله بك
جزاك الله الخير
وجعله فى ميزان حسناتك
ننتظر شرح باقى الاسامى
وربنايوفقك على هاد المجهود الرائع
مَلآكٌ بطبعِك
مَآ شآءَ اللهُ عَليكِ
بَآركَ اللهُ فِى وَقتِك وكَلل مَجهُودِك هَذا بخيرٌ
أختِ
أحسنَ اللهُ إليكِ
واللهُ أسألُ
أنْ يَكتُب لكِ بكُل حَرفٍ رفعَةً دَرجآتٍ فِى الجَنةٍ
آمينْ
وأرجُو مِنكِ أنْ تَزيديِنَآ بمَآ هُوَ فيهِ خيرٌ لنَآ
وَلكِ الأجرُ وَالثوَابٌ مِنْ عِند مَنْ لآ يُضيعُ أجرَ مَنْ أحسنَ عَملآ ألآ وَهُوَ -:اللهُ:-
وَلنَآ عَودَةٍ أخرى لقراءَة مَآ تبقىّ لنَآ ،، إنْ شآءَ اللهُ
وَالسَلآمٌ،،
التعديل الأخير تم بواسطة الـمُـبـْـتـَـسـِـمُ ; 01-Oct-2007 الساعة 12:06 AM
لحن الحياة اسعدك الله لحن القلوب على المرور العذب
اسعدك اله كما اسعدتني
اخي المبتسم
نورت الموضوع وشاكرة لك تثبيته نفع الله بك
جزاك الله خير اختي ملاك ـ
هلا جنون
يعطيكي الف عافية على روعة المرور اسعدك الله كما اسعدتني
« يا وهاب | حب راقي جدا جدا جدا » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |