الملاحظات
صفحة 2 من 12 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 120

الموضوع: سلسة رائعة ومميزة لعباقرة الكتاب

  1. #11  
    التقدير المتوازن للسعادة




    ترجمة وتحرير داليا رشوان
    هل تعتقد أن امتلاكك لسيارة مرسيدس أو قضاء عطلتك في سويسرا ستجعلك سعيدا؟ هل تعتقد أن فراقك لأحبائك أو الحصول على تقدير منخفض في امتحاناتك ستجعلك تعيسا؟ ليس بالضرورة طبقا لبحث أجراه دانيال جيلبارت الأستاذ بجامعة هارفارد وعالم النفس تيم ويلسون من جامعة فيرجينيا والخبير الإقتصادي جورج لوينشتاين و دانيال كانمان الحاصل على جائزة نوبل.

    يميل الناس إلى التوقع الكمي والكيفي لنتائج حدث غير متوقع، وتصبغ هذه التوقعات إما بالإيجابية أو السلبية وفي معظم الحالات تكون هذه التوقعات خاطئة. حاول أن تسترجع تجاربك الشخصية ما هي المدة التي بقيت فيها في حداد على قريب؟ الدموع لن تسقط إلى الأبد، وعندما حصلت على ترقية وظيفية وزاد مرتبك ما المدة التي بقيت فيها فرحا بذلك؟ لن تظل تحتفل أسبوعيا. وعلى الرغم من أننا نعرف ذلك إلا أن معظمنا يبالغ في تضخيم إنفعالاته وقت الحدث، فطبقا للبحث يعتبر التنبؤ الإنفعالي لنتائج حدث شئ مضلل وغير ناضج.

    نتيجة البحث لا تعني أن سرقة مبلغ كبير من المال لن يجعلك حزينا ولكنه لا يعني أنك ستصبح محطما طوال حياتك. وعلى غرار ذلك فإن حصولك على متع مادية قد يضيف لسعادتك لوهلة ولكنه لن يحل مشاكلك للأبد. هل التسوق المفرط قد ساعد أحدا أكثر من بعض اللحظات؟

    المسح الذي تم لخدمة هذا البحث أثبت إحصائيا أن عينات البحث من المشتركين قاموا بأخطاء عديدة عند تنبؤهم بحجم الإنفعال المصاحب لأحداث مستقبلية في حياتهم، واعترفوا بعد ذلك أن الحدث السيئ بدا أقل سوءا واستغرق وقتا أقل من المتنبأ به، وكذلك الحدث السعيد. هذه النتائج تثبت قيمة وجود الإنسان في مكان وزمان الأحداث والقيمة الروحانية التي تساعد الإنسان على استعادة هدوءه وتوازنه الداخلي تحت أي ظروف سواء كانت جيدة أو سيئة.

    لقد حاولنا إثبات أن المال لا يشتري السعادة وهذه هي الدلائل التي توصلنا إليها: وجدنا أن أسعد شعب في العالم يعيش في نيجيريا. نيجيريا والمكسيك وفينزويلا والسلفادور وبورتوريكو هم الأعلى على قائمة السعداء أما روسيا وأرمينيا ورومانيا هم آخر الدول في القائمة. الناس في أمريكا اللاتينية وغرب أوروبا وأمريكا الشمالية أسعد من الناس في شرق أوروبا وروسيا.

    من المهم ملاحظة أن العوامل التي تجعل الناس سعداء تختلف من دولة لأخرى، ففي الوقت الذي يُرى فيه أن النجاح الشخصي وإثبات الذات أهم شئ في الولايات المتحدة، في اليابان تنصب السعادة حول تحقيق توقعات الأسرة والمجتمع.

    المسح الذي تم اجراؤه هو تحقيق على مستوى عالمي للتغيرات الاجتماعية التربوية والسياسية ويقام كل أربعة أعوام عن طريق شبكة عالمية من علماء الاجتماع. ويشمل المسح أسئلة عن مدى سعادة الناس ومدى رضاهم عن حياتهم.

    هنا قائمة تجعلك سعيدا:

    - كون علاقات سعيدة مع الآخرين

    - قَدِّر علاقات الصداقة الجيدة

    - قلل من رغباتك

    - ساعد الآخرين

    - حافظ على إيمانك (بالله)

    - لا تقارن نفسك بالآخرين

    - كن ممتنا للنعم التي في يدك

    - لا تقلق إذا لم تكن عبقريا

    بالافي باتاشاريا









    رد مع اقتباس  

  2. #12  
    التفكير الإيجابي طريقك إلى النجاح





    هذه السلسة من الموضوعات مترجمة ولكن أثناء ترجمتي لها وجدت إرتباطا شديدا بين بعض النصائح وبين ما أمرنا به الله ورسوله في القرآن والسنة لذا أردت أن أذكر بها بوضعها باللون الأحمر تحت الموضوع المترجم وهو باللون الأسود وذلك على الرغم من أن بقية المقال هو ما يحث عليه ديننها ولكن لم أعلق كثيرا لعدم الإطالة.

    ترجمة وتحرير داليا رشوان

    التفكير الإيجابي هو مدخل الإنسان إلى السلام الداخلي وإلى النجاح وتحسين علاقاته بالآخرين كما يحفظ له صحة أفضل وسعادة ورضا، ويساعده على التعامل مع الأحداث اليومية بمرونة أكبر ويجعل الحياة تبدو أكثر إشراقا وأملا.

    التفكير الإيجابي معدي

    الناس من حولك يكتسبون حالتك العقلية ويتأثرون بها، فكر في السعادة والصحة والنجاح وستجعل الناس من حولك يحبونك ويرغبون في مساعدتك لأنهم يستمتعون بالترددات التي يشعها العقل الإيجابي.

    من أجل الحصول على نتائج ملموسة للتفكير الإيجابي عليك أن تطور داخلك موقف إيجابي تجاه الحياة وأن تتوقع نتائج ناجحة لأي شئ تفعله ولكن يجب أن تضيف لذلك الأفعال الضرورية للعمل على هذا النجاح. (التوكل على الله والأخذ بالأسباب)

    التفكير الإيجابي الفعال الذي يأتي بالنتائج هو أكثر من مجرد ترديد لبعض الكلمات الإيجابية أو أن تحدث نفسك أن كل شئ سيكون على ما يرام ولكن يجب تفعيله في موقف عقلي سائد. لا يكفي أن تفكر إيجابيا لبعض اللحظات ثم تسمح لمخاوفك وضعف إيمانك أن يستولى على عقلك، أنت تحتاج لبذل مجهود للعمل على تغيير نفسك من الداخل.

    فهل أنت مستعد لعمل تغييرات داخلية حقيقة؟

    هل أنت مستعد لتغيير طريقة تفكيرك؟

    هل أنت مستعد لتنمية قوة عقلية تستطيع بها أن تؤثر إيجابيا على نفسك وبيئتك وعلى الناس من حولك؟

    هنا بعض النصائح لمساعدتك على تنمية هذه القوة الإيجابية:

    استخدم الكلمات الإيجابية فقط أثناء تفكيرك وحديثك (أقدر على - أستطيع - من المحتمل - من الممكن إنجازه)

    اسمح لمشاعر السعادة والقوة والنجاح فقط أن تجد طريقها إلى وعيك (لا تقنط من رحمة الله)

    حاول أن تستبعد أو تتجاهل الأفكار السلبية. ارفض هذه الأفكار واستبدلها بأفكار سعيدة بناءة.

    قبل البدء في أي خطة أو فعل ضع تصورا واضحا في خيالك لنتائج نجاحها، إذا استطعت أن تعيش هذا التصور بتركيز وإيمان فستذهلك النتائج.

    اقرأ على الأقل صفحة واحدة من كتاب ملهم كل يوم. (لا يوجد ما هو أكثر إلهاما من القرآن فهو يخبرك بأخبار من قبلك ومن بعدك وبالنتائج - الواقعة لا محال - لأعمالك على إختلافها ممن يملكها لأنه خالقها سبحانه، كتاب يعطيك وعودا من رب العالمين بأجر في الدنيا والآخرة لأي خير تفعله ومن أصدق من الله وعدا.

    شاهد أفلاما تجعلك سعيدا

    قلل من وقت سماعك للأخبار وقراءتك للجرائد

    اجعل صحبتك مع آخرين يفكرون إيجابيا (الصحبة الصالحة)

    اجلس وسر ووظهرك مستوي لأن ذلك سيزيد من شعورك بالثقة والقوة الداخلية.

    مارس رياضة المشي أو السباحة أو أي رياضة تناسبك فذلك يساعدك على تنمية موقف ايجابي.

    فكر ايجابيا وتوقع فقط النتائج والمواقف المُرضية حتى إذا كانت ظروفك الحالية ليست بالشكل الذي كنت تتمناه. مع الوقت سيؤثر موقفك العقلي على الظروف وستتغير طبقا لها.

    (ضع ثقتك في الله فهو يملك أن يغير لك الدنيا ولو لم تكن لديك أسباب هذا التغيير)

    ريميه ساسون











    رد مع اقتباس  

  3. #13  
    نصائح لممارسة التفكير الإيجابي كآداة للتعامل مع اضطراب نقص الإنتباه




    هذه السلسة من الموضوعات مترجمة ولكن أثناء ترجمتي لها وجدت إرتباطا شديدا بين بعض النصائح وبين ما أمرنا به الله ورسوله في القرآن والسنة لذا أردت أن أذكر بها بوضعها باللون الأحمر تحت الموضوع المترجم وهو باللون الأسود وذلك على الرغم من أن بقية المقال هو ما يحث عليه ديننها ولكن لم أعلق كثيرا لعدم الإطالة.

    ترجمة وتحرير داليا رشوان

    للوهلة الأولى يبدو أن التفكير الإيجابيي واضطراب نقص الإنتباه لا يمتان بصلة لبعضهما، ولكن الكثير منا من المصابين باضطراب نقص الإنتباه يطورون أنماطا للتفكير السلبي بسبب الإحباط من كثرة التحديات وإنغماسهم في ضغوط الحياة. هذا المظهر السلبي يزيد من صعوبة إدارة هذه التحديات والتحرك إلى الأمام.

    ممارسة التفكير الإيجابي يسمح للمصابين بإضطراب نقص الإنتباه التركيز على قوتهم وإنجازاتهم مما يزيد من سعادتهم ودافعهم للعمل، ويسمح بقضاء وقت أكبر في إحراز تقدم ووقت أقل في الإحساس بالإحباط وصعوبة الخروج منه.

    هذه النصائح تقدم اقتراحات عملية من الممكن استخدامها لمساعدتك في التغيير إلى نمط التفكير الإيجابييي:

    1- احرص على الإعتناء بنفسك

    من الأسهل أن تصبح إيجابي وأنت تغذي نفسك وتمارس الرياضة وتأخذ قسطا مناسبا من الراحة

    قال رسول اله (ص):"المؤمن القوي خير ولأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" - " إنّ لبدنك عليك حق "

    2- ذكر نفسك بالأشياء التي يجب أن تمتن من أجلها

    الضغوط والتحديات لا تبدو بهذا السوء حين تذكر نفسك بالأشياء التي تراها جميلة في حياتك. أن تفكر في ذلك لمدة 60 ثانية في الويم أن تقف وتقدر هذه الأشياء سوف تحدث فرقا هائلا.

    تذكر نعم الله واشكرها

    3- ابحث عن الأدلة بدلا من القيام بإفتراضات لا تستند على أساس

    في بعض الأحيان يؤدي الخوف من أن لا تكون محبوبا أو مقبولا لإفتراض أنك تعرف ما يفكر فيه الآخرون، ولكن خوفك بطبيعة الحال ليس واقع. إذا كنت تخشى أن المزاج السيئ لصديق أو أحد أفراد العائلة هو نتيجة لشئ فعلته أو أن زملاءك في العمل يتغامزون عليك حين تدر لهم ظهرك واجههم واسألهم. لا تضع وقتك قلقا من وجود مشكلة ما دون إثبات.

    قال تعالى:"إن بعض الظن إثم"

    ومن حديث أبي هريرة: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً».

    4- لا تستخدم المطلقات

    هل أخبرت يوما شريكك " أنت دائما متأخر"! أو اشتكيت لصديقك "أنت لا تتصل أبدا"؟ التفكير والتحدث بالمطلقات مثل "دائما" و"أبدا" يجعل الموقف يبدو أسوأ مما هو عليه ويبرمج عقلك على الاعتقاد بأن بعض الناس لا أمل فيهم أن يتغيروا.

    5- انفصل عن الأفكار السلبية

    أفكارك ليس لها أي قوة ضدك إذا لم تحكم عليها. إذا لاحظت أن لديك فكرة سلبية انفصل عنها وشاهدها ولا تتبعها.

    6- اقهر الأفكار السلبية التلقائية

    تلك هي الأفكار السلبية التي تأتي كرد فعل طبيعي مثل"هؤلاء يضحكون لابد وأنهم يضحكون عليِّ"، أو "مديري يريد مقابلتي؟ لابد وأن هناك شئ سيئ قد حدث!!"، حين تلاحظ هذه الأفكار يجب أن تدرك أنها لاشئ أكثر من أفكار سلبية تلقائية لذا اقهرها!!!

    7- احرص على حب وملامسة وحضن أفراد أسرتك وأصدقائك

    ليس من المهم أن تكون خبيرا لتعلم فوائد حضن دافئ. التلامس البدني الإيجابي للأهل والأصدقاء وحتى حيوانات أليفة تربيها هي إشارة لحظية تعني أمسك بي وهي تعبر عن حب واستسلام ورغبة في القرب.

    جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اني احب فلانا في الله قال له صلى الله عليه و سلم "هلا اخبرته انك تحبه"

    وفي حديث أخر للأعرابي الذي جاء إلى الرسول وقال: أتقبلون صبيانكم ، وما نقبلهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟". وفي حديث أخر رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قبل الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي ، وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال: "من لا يرحم لا يرحم"

    8- زد من نشاطك الاجتماعي

    بزيادة نشاطك الاجتماعي تقلل من وحدتك. أحط نفسك بمن هم أصحاء وسعداء وستتأثر بطاقتهم الإيجابية!

    يحث الإسلام على الأخوة والترابط والإيجابية

    قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران: 110.

    (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) الحجرات: 10.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته».
    «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
    «والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
    «المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على مَن سواهم».

    فمن حديث أنس بن مالك عنه (ص): «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام».
    ومن حديث أبي أيوب الأنصاري: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».

    ومن حديث أبي هريرة أيضاً: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».

    9- تطوع في مؤسسة خيرية أو ساعد آخرين

    الجميع يشعر بالسعادة حين يساعد شخص ما. يمكنك أو تتطوع بوقتك أو بمالك أو بمجهودك أو بمصادرك. كلما أعطيت العالم طاقة إيجابية كلما أخذت في المقابل.

    قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) - التوبة

    10- استخدم أسلوب القطع لمكافحة نمط الاجترار

    إذا وجدت نفسك تجتر الأحداث فإن أفضل طريقة لوقف هذا النمط هو مقاطعته وإجبار نفسك على فعل شئ مختلف تماما. الإجترار هو التركيز المبالغ فيه على أحداث سلبية، وهو لا يكون بناءا أبدا لأنه ليس منطقيا أو موجه لحل ولكنه مجرد قلق زائد. حاول أن تغير البيئة من حولك كأن تذهب للتمشية أو أن تجلس بالخارج. يمكنك أيضا اصطحاب صديق أو كتاب أو أن تدير بعض المقطوعات الموسيقية.

    جينيفر كورتسكي











    رد مع اقتباس  

  4. #14  
    لماذا لا تجعل التفاؤل يأتي إليك



    لا شيء حولك يجلب التفاؤل لماذا لا تجعل التفاؤل يأتي إليك

    تقول ليز فندربيرغ، بأن التفاؤل ليس مقصوراً على الأشخاص الذين لا تهمه مشاكل الحياة، بل هو طريقة علمية مثبته لتصبح أكثر سعادة، وصحة، وحتى أكثر جاذبية للطرف الأخر.

    ويعتقد الباحثون بأن حالة التفاؤل تنتج عن سلسلة من العمليات الداخلية والنفسية. وهذا يعني بأنها مهارة مثل وضع الماكياج، أو رمي كرة التنس تتحسن كلما تدربنا عليها.

    · الابتسامة

    تقول التجربة بأن 99% من الأشخاص سيبادلونك الابتسامة إذا بدأت بالابتسامة لهم ، مما يعني بأنك قمت بنشر عدوى تفاؤلك. يقول العلماء بأن تعابير الوجه، والحالة النفسية تؤثر على الأشخاص وتنتشر كالعدوى، لأنها عبارة عن وسيلة للتواصل دون كلام.

    وهكذا يمكنك أن تستغل هذه الوسيلة لنشر التفاؤل والذي غالباً ما ينعكس على نفسية الشخص المقابل. بالإضافة إلى الكلمة الطيبة. تخيل كم سيكون نهارك رائع، عندما تدخل متجراً وتبتسم فيبتسم لك صاحب المتجر، ويتمنى لك نهاراً سعيداً. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم.

    · التحكم في إشارات العقل

    من المثير للاهتمام أن هناك سبباً بيولوجياً مهماً وراء المشاعر، فعندما تشعر بالحزن يخبرك عقلك بأنك تعيس، وتتحول عضلات وجهك إلى الشكل الحزين، وهكذا تستسلم للشعور بالإحباط والكآبة، ولكن لو أخبرت عقلك بأن الأمور ستتحسن. عندها سيرسل عقلك إشارات لعضلات الوجه برسم ابتسامة حتى لو كانت خفيفة.



    · التحكم بالتعبير

    تؤثر طريقة تعبيرنا عن شعورنا في حالتنا النفسية، يقول الباحثون، ما يحدث لا يؤثر في حالتنا النفسية، ولكن طريقة سردنا للموضوع هي التي تجعلنا أما سعداء أو تعساء.



    إذا صادفت المتفائل مشكلة على سبيل المثال في جهاز الحاسب الآلي، فانه يقول، " لا بد أن دليل الاستخدام غير واضح، أو أن البرنامج صعب، أو ربما سآخذ اليوم إجازة". فهو يبقي نفسه بعيداً عن اللوم وبالتالي الشعور بالعجز والحزن. بينما سيصرخ المتشائم وينفخ ويبدأ بشتم نفسه وكم هو فاشل، وما إلى ذلك من كلام المتشائمين.



    تقول المتفائلة: "طبعاً نجحت الطبخة، أنا طباخة ماهرة"، بينما تقول المتشائمة: "لا بد انه الحظ". وينصح الباحثون بالتحدث بطريقة ايجابية دائمة، وتدريجياً سوف تصبح متفائلاً.



    · لا تحدد فئتك

    بالطبع من لا يريد أن يكون أجمل، أو أغنى، أو انحف. ولكن مقارنتك لنفسك مع هؤلاء الأشخاص، ستجعلك تشعر بالنقص فقط، وبالتالي بالتشاؤم، متى سنتمكن من اقتناء مثل كذا سيارة؟ متى سأتزوج مثلك؟ كل هذه الأسئلة تحدد فئتك، فأنت إما مع الفقراء، أو الأقل حظاً أو الأكثر بدانة وهكذا. حتى تصدق مقولتك وتصبح نبعاً للتشاؤم. اشكر الله على نعمته وانظر إلى نفسك، وقل دائماً بأنك على الأقل أفضل من كثيرين غيرك.



    واليك اختبار بسيط لتحدد من المتفائل ومن المتشائم. أكمل الجمل التالية: أتمنى أن أكون. وأنا سعيد أنني لست وعندما تنتهي ستجد كم أنت محظوظ.



    · تعلم كيف توقف الأفكار السلبية

    لا يستطيع المتشائم أن يمنع الأفكار السلبية من الدخول إلى عقله. ولكن يمكنه أن يمنع نفسه من أن يعيش عليها.

    عندما ننظر من خلال عدسة الكاميرا ونركز الصورة على شيء ما، لا نرى ما حولها بوضوح. (قد يبدو هذا تشتيت للصورة الكاملة ولكنه بلا شك تركيز على الأمر المهم فقط). يقول الباحثون، بما أن الأشخاص المتفائلين كانوا على الأغلب الأكثر تحكماً وقدرة على السيطرة، لماذا لا تحاول أنت أيضا أن تتحكم في نفسيتك وتسيطر على هذه الأفكار السلبية وتتفاءل. وكما قال الرسول الكريم: "تفاءلوا بالخير تجدوه".









    رد مع اقتباس  

  5. #15  
    قوة الإعتقاد




    ترجمة وتحرير داليا رشوان

    من وجهة نظر الكاتب أنه "ليس هناك اعتقاد خاطئ أو اعتقاد صائب ولكن هناك إما اعتقاد يطلق قدراتك أو آخر يحد منها"

    هل سمعتم بقصة الميل ذو الأربع دقائق؟ ظن الناس لسنوات أنه من المستحيل على إنسان أن يجري لمسافة ميل في أقل من أربع دقائق حتى أثبت روجر بانيستر خطأ هذا الاعتقاد في عام 1954. وخلال عام واحد كسر 37 عداء حاجز هذا الاعتقاد. والعام الذي يليه فعل 300 عداء نفس الشئ.

    ماذا يحدث إذا وضعت حيوان في بركة؟ أي حيوان سواء كان كبيرا أم صغيرا سيسبح حتى يصل إلى البر. ماذا يحدث حين يسقط شخص لا يعرف السباحة في مياه عميقة؟ يغرق. إذا كان الحيوان الذي لم يتعلم السباحة يستطيع أن يهرب سابحا لما لا تستطيع أنت أن تفعلها؟ لأنك تعتقد أنك ستغرق بينما الحيوان لا يعتقد في شئ.

    أنت تستخدم لوحة المفاتيح للكمبيوتر أو الآلة الكاتبة، هل تساءلت لماذا تم وضع النظام الأبجدي على الطريقة التي هي عليها؟ قد تعتقد أنها كذلك لتسهيل الكتابة أو زيادة سرعتك فيها ومعظم الناس لا يشك في ذلك، ولكن حقيقة الأمر أن هذا النظام وضع للإقلال من سرعة الكتابة في الوقت الذي كانت الكتابة السريعة على الآلات الكاتبة القديمة تحدث اكتظاظ لأجزائها.

    هذه الحالات ا لثلاثة تظهر قوة إعتقادنا. ليس هناك قوة موجهة في سلوك البشر أكبر من الاعتقاد. معتقداتك تملك القوة للابداع أو للتدمير. إن الاعتقاد يوجه أمر مباشر لجهازك العصبي.

    هل سمعت عن تأثير "البلاسيبو" أو الدواء الوهمي؟ إذا أعطى الطبيب للمريض دواء وقال له أنه سيحدث بعض التأثيرات فستحدث تلك التأثيرات في كثير من الحالات حتى لو كان الدواء لا يحتوي على أي من الخواص التي ذكرها الطبيب للمريض.

    ليس هناك اعتقاد خاطئ أو اعتقاد صائب ولكن هناك إما اعتقاد يطلق قدراتك أو آخر يحد منها. الإعتقاد ليس إلا تعميم لتجارب سابقة. إذا عضك كلب وأنت صغير فأنت تعتقد أن كل الكلاب خطرة. لتغيير نمط سلوكي معين يجب أن تحدد الإعتقادات المتصلة به وأن تغيرها وسيتكون نمط تلقائي جديد.

    سانتوس بابو










    رد مع اقتباس  

  6. #16  
    تستطيع أن تصبح مبدعا



    ترجمة وتحرير داليا رشوان

    هل تريد أن تصبح إنسانا مبدعا ولكنك لا تظن أن لديك جين الإبداع؟ قد يكون أمامك عملا شاقا ولكنك تستطيع أن تصبح مثل احد مشاهير المبدعين بشهادة أحد خبراء الإبداع بجامعة واشنطن.

    يقول كيث سويير أستاذ علم النفس:"لم يولد أحد عالي الإبداع سواء في الفن أو العلوم". وقد اكتشف علماء النفس الذين درسوا الإبداع أنه مبني على عمليات معرفية نتشارك فيها جميعا.

    أساطير عن المبدعين

    يستطرد سويير قائلا :"الإبداع ليس ناتجا عن منطقة سحرية داخل العقل يملكها البعض والبعض الآخر لا يملكها. حين يقول الناس أنهم غير مبدعون، هم يتحدثون عن أفكار خاطئة عن الإبداع نتمسك بها كموروثات اجتماعية. أحد الأساطير التي تتحدث عن المبدعين تقول أن الإبداع صفة تجعل المبدع يحول أي شئ إلى ذهب بلمسة واحدة، ولكن هذه ليست الطريقة التي تعمل بها صفة الإبداع، هي ليست صفة سحرية، عليك أن تعمل جاهدا لتصبح شخصا أكثر إبداعا، عليك أن تكون مثابرا.

    أسطورة أخرى تقول أن المبدع غريب الأطوار وهو يتميز بأنه غير اجتماعي، والحقيقة أنه عند الدراسة الفعلية للمبدعين وجد أن أغلبهم طبيعي وسعيد ويتمتع بصحة جيدة ومعظمهم ليس مكتئبا أو مدمنا كحول أو مريضا بالفصام.

    أسطورة أخرى تقول أن هناك علاقة قوية بين الإبداع والمرض العقلي، ويحب فناني هوليوود هذه الأسطورة حين يجسدون شخصيات مبدعة مريضة عقليا، وفي دنيا الواقع هناك نماذج لمبدعين مصابين بأمراض عقلية مثل سيلفيا بلاث ولكن هي نفسها تقول أنها كانت كاتبة أفضل قبل أن تصاب بالاكتئاب وأنها أرادت أن تهرب من مرضها بالإندماج في الكتابة ولم تفكر في أن مرضها هو الذي دفعها لزيادة الإبداع.

    الكثير من الناس يعتقد أن المبدعين منطويون ويشعرون بالوحدة ولكن في الحقيقة أن المبدعين لهم شبكة اجتماعية تكون لهم عونا على إبداعهم، أو أن يحدث الإبداع بالتعاون المشترك مع آخرين.

    أسطورة أخرى عن الإبداع وهو أن الإبداع عكس التقاليد والقيود ولكن هذه ليست حقيقة لأن الإبداع لا يحدث في غياب التقاليد.

    الإبداع في حياتنا اليومية

    حواراتنا اليومية هي أدل نموذج على الإبداع في حياة كل منا. الحوارات عبارة عن أخذ وعطاء والكل ينصت للآخر. أنت تسمع ما يقوله شريكك في الحوار وتستوعبه وتبني عليه، لذا فإن الحوار الجيد تعاوني وينبع من ما يقوم به الجميع معا. الكثير منا يستطيع أن يستخدم مهارات الحوار الإبداعية وليس شرطا أن يكون مثل فان جوخ أو بيكاسو، نحن فقط لا نرى الحوار كإبداع لأن الكثير يفعلونه ولا يبدو عليه أنه يحتاج أي امكانيات خاصة. حين نقوم بحوار لا نشعر أننا مبدعين ولكننا كذلك، قد لا ندرك ذلك لأن الحوار يحدث سريعا ولكنه يحتوي على إبداعا خفيا.

    ما هو السر في أن تصبح مبدعا

    لا تستطيع أن تكون مبدعا دون أن تعرف ما المجال الذي ستبدع فيه، لذا يجب أولا أن تقرر مجال الإبداع لأن المبدعين الحقيقيين يقضون الكثير من الوقت في التحضير لأعمالهم. إذا أردت أن تكون مبدعا فعليك أن تقضي وقتا لتكتسب معلومات وافية عن مجال إبداعك وأن تعرف ما فعله الآخرون من قبلك، تعرف على من يعملون في نفس المجال وتعرف على أساليب تفكيرهم واعلم أن الإبداع يأتي من التعاون ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، وأن الفارق بين المبدع وبين الآخرون هو العمل الشاق.

    المبدعون يبذلون جهودا كبيرة ولكن بذكاء، هناك طريقة محددة يخططون بها عاداتهم في العمل، ليجعلوا يومهم على شكل فترات تبادلية ما بين عمل شاق وفترات راحة. النمط الشائع بين المبدعين هو العمل الشاق نهارا ثم أخذ فترة راحة ظهرا للسير في حدائق أو ركوب الدراجة وأعظم أفكارهم تأتي في هذا الوقت الذي يستريحون فيه من العمل الشاق. وقت الراحة يسمح لهم بالتفكير في مشاكلهم بطرق جديدة.

    المبدعون أيضا يميلون لأن يكون لهم مشروعات متعددة متصلة طويلة المدى يعملون فيها في نفس الوقت، ويركزون في أحد هذه المشروعات فإذا ما وصلوا فيها إلى طريق مسدود انقلبوا إلى الآخر مما يخلق آفاقا لترابط غير متوقع بين جميع هذه المشروعات.

    المبدعون يأخذون فترات راحتهم ليقوموا فيها بنشاط مغاير تماما لمشروعهم الحالي، فقد يقرئون كتابا أو يلعبون كرة قدم أو سلة أو يتنزهون، فهذه هي الأوقات التي تحدث فيها مقارنات بعيدة تسمح بأفكار أثناء اللعب تقدم حل بخصوص المشروع الحالي، شئ في كتاب قد يربط معلومتين مختلفتين ببعضهما، كما أن السير في الهواء الطلق قد يسمح بمفاهيم مختلفة.

    حين يتحدث سويير إلى المؤسسات والشركات عن الإبداع فهو يؤكد دائما على أهمية السماح للموظفين باستنفاذ جميع العطلات المسموحة لهم.

    الكثير من الناس لا يأخذون عطلاتهم مما يستنفذ طاقتهم فالعطلات تسمح بإعادة شحن بطارياتهم أو بمعنى أصح تساعد الناس على التفكير الأكثر إبداعا في أوقات عملهم، لذا يحتاج الناس إلى الشعور بالحرية في أوقات راحتهم.

    يقول سويير أن العمليات العقلية التي تستخدم في الإبداع مبنية على نفس الأساس الذي نستخدمه في حياتنا اليومية مثل غسل أسناننا وأخذ حمام وتحضير طعام الإفطار.

    أفضل مثال على ذلك الرجل الذي اخترع الفيلكرو (الشريط اللاصق)، فقد كان هذا الرجل يسير مع كلبه ولاحظ التصاق الأزيز بفراءه ففحصه بعدسة مكبرة ووجد أن هذا الأزيز لديه خطاطيف صغيرة فجاءته فكرة شريط له نفس هذه الخطاطيف الصغيرة من الممكن أن يستخدم في عالم الأزياء بدلا من السوستة التقليدية، وهذه كانت الفكرة الأساسية التي بُني عليها هذا الإختراع.

    كلنا لديه القدرة على رؤية الأزيز في فراء الكلب ولكن أكثرنا إبداعا يستطيع أن يقوم بعمل الرابط بين ما رآه وبين تطبيقاته بشكل أسهل. المبدعون يستطيعون أن يروا أشياء مختلفة بعمل روابط بين شيئين يبدوان في حقيقتهما مختلفين.

    نيل شوينهر










    رد مع اقتباس  

  7. #17  
    زر الإبداع



    ترجمة وتحرير داليا رشوان

    شئ رائع أن يكون لديك زر تدير به إبداعك عند الطلب ولكن للأسف الإبداع خادع كلما سعيت وراءه كلما هرب منك، فهو ليس بالشئ الذي يمكن أن يأتي إليك بالإكراه ولكن يوجد طرق تستطيع أن تشجع بها نفسك على الإبداع.

    هناك صعوبة للوصول إلى الإبداع وأنت مجهد أو تحت ضغط فوعاء الإبداع متواجد عندك في اللاشعور ويرتبط بالأنا العليا، وأنت لا تستطيع أن تصل إلى اللاشعور إلا وأنت في حالة الإسترخاء، لذا الكثير من الإبتكارات العظيمة اكتشفت في أثناء قيام المخترع بشئ آخر - يقضي عطلة على شاطئ البحر.

    فوائد الإبداع

    أن تصل إلى نواحي إبداعك فهذا يعني أنه بإمكانك تطوير حياتك بسبل عديدة، فهو يسمح لك:

    1- إيجاد حلول جديدة لمشاكلك

    2- رؤية الأشياء من منظور جديد

    3- الحصول على متعة أكبر من الحياة

    4- ابتكار أشياء جديدة

    5- أن تكون لديك أفكار أصيلة

    الجانب المبدع من عقلك

    فص المخ الأيمن هو غالبا الأكثر إبداعا، أما الفص الأيسر فهو للأفكار المنطقية والرياضيات والحوار. يسمح لنا الفص الأيمن برؤية الأنماط والصور الكاملة ويساعدنا على الإبداع. معظمنا تربى على أن نفكر أن وظائف الفص الأيسر أكثر أهمية من تلك الخاصة بالفص الأيمن، بمعنى أن وظائف الفص الأيسر سائدة في مجتمعاتنا مما يجعلنا نعاني من صعوبات لنكون مبدعين.

    الوضع الطبيعي هو أن يسود أحد فصي المخ على الآخر، لذا فإن الشخصيات المبدعة بطبيعتها يسود فيها الفص الأيمن، ولكن يمكنك زيادة ذكاءك وإبداعك بإعمال وظائف كلا الفصين على الرغم من أنه غالبا سيظل أحدهما سائد على الآخر.

    الفص الأيسر يتحكم في الجانب الأيمن من الجسم والفص الأيمن يتحكم في الجانب الأيسر من جسمك، فحين تقوم بعمل أشياء بيدك اليسرى أو تقوم بعمل شئ مبدع مثل الرسم سيساعد ذلك على إعمال الفص الأيمن.

    هناك تمرين يسمى المشي التبادلي سيساعدك أيضا أن تُعمِل كلا الفصين، هذا التمرين يحتاج منك أن تسير فتلمس بيدك اليمنى ركبتك اليسرى حين ترتفع ثم تلمس ركبتك اليمنى بيدك اليسرى. والفص الأيمن مثل أي شئ آخر، كلما أكثرت استخدامه كلما سهل استخدامه، لذا حاول أن تفعل شئ مبدع عدة مرات في الأسبوع.












    رد مع اقتباس  

  8. #18  
    مافيش فايدة !!!




    بقلـم داليـا رشـوان

    كتبت كثيرا عن خطوات عملية يستطيع بها الشباب تحويل حياتهم من حياة مملة ليس لها قيمة، إلى حياة تستحق أن يحياها الإنسان يحدث بها فارقا ويستمتع بها في رضا من الله، وجهودي لم تكن فقط في الكتابة فأينما سنحت الفرصة تحدثت في الموضوعات التي أكتبها كوسيلة أخرى لنشر هذه الثقافة، لكن المشترك بين ردود الأفعال: "الكلام ده صح لكن بتكلمي مين ومين يسمع" "مافيش فايدة"، هذه النبرة السلبية التي تأخذنا إلى القاع وإلى الإحباط والتسليم بالحال المائل وتركه يزداد ويتفاقم بحجة أن لا أحد يسمع.

    ومن قال أن لا أحد يسمع؟ أنا تحدثت مع الكثير وكلهم متفقين معي وكلهم محبطين ولو تركوا الإحباط ودعوا إلى الإصلاح بحسن خلقهم فتعلم منهم القليل من أقاربهم أو أصدقائهم أو زملائهم لأصبح العدد كبيرا جدا.

    والتزام الإنسان بحسن الخلق والدعوة له لا يمنعه قلة التزام الآخرين لأن الإنسان محاسب على عمله ولا يحاسب على عمل الآخرين وجزاءه يأتيه مقابل هذا العمل وزيادة المشقة فيه تزيد الأجر لذا فليس هناك مجهود أو مشقة ضائعة الأجر (كله بحسابه).



    لو بدأنا بأنفسنا عن قناعة وإيجابية ومنطق قوي وثبات لفعلنا الأفاعيل وذلك بدلا من كلمة "مافيش فايدة" أو "مين حيسمع".



    من أين تأتي القناعة والمنطق القوي والثبات؟



    إن كنت تظن أنك تقنع أحدا بمجهودك الشخصي فأنت واهم لأن وصول كلماتك إلى قلوب الآخرين بيد الله سبحانه ومعنى ذلك أن تحكمك في وصول كلماتك للآخرين تحدث بمدى إخلاصك فيه لوجه الله واستخدامك للمعايير والأهداف التي ترضيه سبحانه.



    أنت محاسب على واجبك الذي أمرك به الله وهو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تكون قدوة بخلقك وبمعاملتك للناس جميعهم بما يتفق مع شرع الله، وهنا أنت محاسب أيضا على طريقتك في توصيل المعلومة فإن أجدت وقدمتها على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي برحمة وحب للناس وحب لهدايتهم أصبت أجرك والله يضاعف لمن يشاء وإن أسأت فقد كُتِبَت عليك إساءتك بقدر تعمدك فيها.



    كثيرا ما نشرت موضوعات فيأتيني رد من أشخاص لا أعرفهم يقولون أنني كتبت الموضوع وكأنني أعرفهم وكأنني أخاطبهم لأعطيهم حل ما، أو أُقَويِّ داخلهم فكرة ما كانوا يبحثون عنها. وهل لي دخل بذلك؟ أبدا! ولا أملك ذلك مهما فعلت، ولو تعمدته ولو سعيت وراءه ما استطعت لكن الله هو الذي يُري الكلمات لمن يريدها في وقتها ويفتح بينه وبينها حتى يصل محتوى هذه الكلمة إلى الشخص فيستوعبها، وكم من المرات مرت بي لحظات ضيق فأفتح الميل الخاص بي لأجد موضوعات تحدثني عن ما يراودني يؤنسني الله بها حتى أصبر وأحتسب.



    واذكر هنا ما ذكرته في "كلمة الموقع" وهو أن الله أمر سيدنا إبراهيم بأن يقف على جبل ينادي في الناس بالحج ثم اَسمَع الله صوته في أرجاء الكرة الأرضية، تلك هو المؤمن يؤدي ما أمره الله به ويترك ما تكفل له به توكلا ويقينا في قدرة الله فيصل صوته إلى من لم يتصور يوما أن يسمعوه.

    إذا راودتك أفكارا كبيرة للأمة ولكنك تعاملت معها بشكل إيجابي وبدأت بنفسك بدون إلتفات لأحد يساندك الله بآخرين في بقاع العالم لا تعرفهم ولا يعرفونك يخرجون ليعملون بنفس الأفكار ولكن بأساليب أخرى تتكامل معك لتكتشف في النهاية أنك لست وحدك.

    أن تتمنى أن يصل صوتك إلى شخص ذو منصب لا يمكنك الوصول إليه بأي طريقة وكنت تود أن تحدثه في تنفيذ بقية أفكارك فتجده أو من على غراره قد قام بها وتفاجأ به أمامك.

    وطبعا الجميع سيقول عن ذلك خزعبلات، لكن في الحقيقة أنها الحقيقة المحضة، تلك هي الحياة مع الله تملك فيها كل ما في الأرض لصالح فكرتك طالما كانت أفكارا تبني مجتمعا يحبه سبحانه مخلصا صادقا لوجهه عز وجل.

    وماذا كنت تتوقع؟ إذا كان الإنسان الذي يعرف شخصا ذو منصب يمكنه أن يقوم بأشياء لا يستطيعها الإنسان العادي فما بالكم من كان الله وليه ونصيره وحبيبه ماذا تتوقعون أن يفعل معه، والفارق شاسع، وواحد من أهم الفروق هو أنك مع إنسان آخر غالبا ما تأخذ حق غيرك أحق به أو أنك تجور على أحد لتأخذ حق لك أما مع الله فإنك تعطي البشرية كلها حقوقها ويعطيك الله بمثل ما أعطيتهم عشرة أضعاف ويزيد.

    مع الله الكل فائز إلا من استكبر ونظر تحت رجليه ليؤمن نفسه بتأمين ما تحتها ولم ينظر أمامه ليرى الأهوال التي تنتظره وأولى به أن يؤمن نفسه منها



    وفي النهاية كلماتك الطيبة وحسن خلقك لن تضر ولكنها تنفع بإذن الله










    رد مع اقتباس  

  9. #19  
    صناعة الأمل





    علي الأسمري

    الخطبة الأولى

    وبعد:

    ما أحوجنا ونحن في هذا الزمن، زمن الهزائم والانكسارات والجراحات إلى تعلم فن صناعة الأمل ونحن نقف مع السيرة ومع حديث الهجرة نأخذ دروساً في ذلك، فإلى ذلك، إلى ليلة من ليالي الموسم بمنى، والذي تجتمع فيه قبائل العرب للحج، وفي مجلس من المجالس، كان ستة نفر منزوين يتحادثون ويتسامرون فيسمع حديثهم رجلان فيأتيانهم، فمن كان يظن أن يكون أولئك النفر الستة بداية مرحلة جديدة من العز والتمكين، والبذرة الأولى لشجرة باسقة ظلت تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؟ ومن كان يخطر بباله أن تشهد تلك الليلة من ليالي الموسم ورسول الله وصاحبه أبو بكر يطوفان بمنى حتى إذا سمعا صوت رجال يتكلمون مالا إليهم، فقالا وقالوا، وتحدثا وسمعوا، وبينا فأصغوا، فانشرحت القلوب، ولانت الأفئدة، ونطقت الألسنة بالشهادتين، وإذا بأولئك النفر من شباب يثرب يُطلقون الشرارة الأولى من نار الإسلام العظيمة التي أحرقت الباطل فتركته هشيماً تذروه الرياح. من كان يظن أن تلك الليلة كانت تشهد كتابة السطور الأولى لملحمة المجد والعزة؟

    يا سبحان الله إن نصر الله يأتي للمؤمن من حيث لا يحتسب ولا ُيقدّر، لقد طاف رسول الله بمجتمعات القبائل وقصد الرؤساء وتوجه بالدعوة إلى الوجهاء وسار إلى الطائف، فعل ذلك كله عشر سنوات وهو يرجو أن يجد عند أصحاب الجاه والمنعة نصرة وتأييداً، كان يقول في كل موسم: ((من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي))، ومع كل هذا لم يجد من يؤويه ولا من ينصره، بل لقد كان الرجل من أهل اليمن أو من مضر يخرج إلى مكة فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريشٍ لا يفتنك!

    لم تأت النصرة والحماية والتمكين من تلك القبائل العظيمة ذات المال والسلاح، وإنما جاءت من ستة نفر جاؤوا على ضعف وقلة.

    إنها الأقدار يوم يأذن الله بالفرج من عنده، ويأتي النصر من قلب المحنة، والنور من كبد الظلماء، والله تعالى هو المؤيد والناصر، والبشر عاجزون أمام موعود الله.

    ستة نفر من أهل يثرب كلهم من الخزرج دعاهم رسول الله إلى الإسلام ولم يكن يتوقع منهم نصرة، وإنما أراد دعوتهم فآمنوا وأسلموا… ثم تتابعت الأحداث على نسق عجيب، قال جابر بن عبد الله ـ وكان أحد النفر الستة قال عن قصتهم ـ: (حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا، فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم تبق من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعاً فقلنا: حتى متى نترك رسول الله يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه الموسم، فواعدناه العقبة، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ قال: ((على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم وأزواجكم، ولكم الجنة))، قال جابر: فقمنا إليه فبايعناه. [مسند أحمد].

    أرأيتم… يُعرض الكبراء والزعماء ويستكبر الملأ وتتألب القبائل وتتآمر الوفود وتُسد الأبواب… ثم تكون بداية الخلاص بعد ذلك كله في ستة نفر لا حول لهم ولا قوة

    فهل يدرك هذا المعنى المتعلقون بأذيال الماديةِ الصارخةِ والنافضون أيديَهم من قدرة الله وعظمته؟ وهل يدرك هذا المعنى الغارقون في تشاؤمهم اليائسون من فرج قريب لهذه الأمة المنكوبةِ المغلوبة على أمرها؟

    إن الله ليضع نصره حيث شاء وبيد من شاء، وعلينا أن نعمل على أن نحمل دعوتنا إلى العالمين وأن لا نحتقر أحداً ولا نستكبر على أحد، وعلينا أن نواصل سيرنا مهما يظلمُ الليل وتشتد الأحزان، فمن يدري لعل اللهَ يصنع لنا في حلكات ليلنا الداجي خيوط فجرٍ واعد؟ ومن يدري لعل آلامَنا هذه مَخاض العزة والتمكين؟

    عباد الله، ونحن في عامٍ هجري جديد يقبل محملاً بما فيه، وعلى أعقاب عام هجري مضى مودع بما استودعناه، نقف متذكرين هجرة المصطفى … إنها ذكرى الاعتبار والاتعاظ لا ذكرى الاحتفال والابتداع. إنها وقفة نستقرئ فيها فصلاً من فصول الحياة خطه رسول الله وصحبه. إنها رجعة إلى العقل في زمن طاشت فيه العقول. ووقفة مع الروح في زمن أسكرت الأرواح فيه مادية صخابة جرافة.

    إن من أعظم دروس الهجرة وأجل عبرها (صناعة الأمل) نعم. إن الهجرة تعلم المؤمنين فن صناعة الأمل. الأمل في موعود الله. الأمل في نصر الله. الأمل في مستقبل مشرق للا إله إلا الله. الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزة بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة.

    لقد رأيتم كيف صنع ستة نفر من يثرب أمل النصر والتمكين. وهاهو رسول الله يصنع الأمل مرة أخرى حين عزمت قريش على قتله.

    قال ابن إسحاق: فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى نام فيثبون عليه.

    وعلى أن كل حساب مادي يقطع بهلاك رسول الله ، كيف لا وهو في الدار والقوم محيطون بها إحاطة السوار بالمعصم. مع ذلك صنع رسول الله الأمل، وأوكل أمره إلى ربه وخرج يتلو قوله تعالى: وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَـٰهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ [يس:9]. خرج الأسير المحصور يذر التراب على الرؤوس المستكبرة التي أرادت قتله! وكأن هذا التراب رمز الفشل والخيبة اللذين لزما المشركين فيما استقبلوا من أمرهم. فانظر كيف انبلج فجر الأمل من قلب ظلمة سوداءويمضي رسول الله في طريقه يحث الخطى حتى انتهى وصاحبه إلى جبل ثور، وهو جبل شامخ وعر الطريق صعب المرتقى، فحفيت قدما رسول الله وهو يرتقيه، فحمله أبو بكر وبلغ به غار ثور ومكثا هناك ثلاثة أيام.

    ومرة أخرى يصنع الأمل في قلب المحنة، وتتغشى القلوب سكينة من الله وهي في أتون القلق والتوجس والخوف يصل المطاردون إلى باب الغار، ويسمع الرجلان وقع أقدامهم، ويهمس أبو بكر: يا رسول الله لو أن بعضَهم طأطأ بصَره لرآنا! فيقول : ((يا أبا بكر. ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟)).

    وكان ما كان، ورجع المشركون بعد أن لم يكن بينهم وبين مطلوبهم إلا خُطوات! فانظر مرة أخرى كيف تنقشع عتمة الليل عن صباح جميل. وكيف تتغشى عنايةُ الله عبَاده المؤمنين إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ [الحج:38].

    وإذا العنايةُ لاحظتك عيونُها نم فالحوادثِ كلهن أمانُ

    ويسير الصاحبان في طريق طويل موحش غير مأهول لا خفارة لهما من بشر، ولا سلاح عندهما يقيهما:

    لا دروعٌ سابغاتٌ لا قنـا مشرعـاتٍ لا سيوفٍ منتضاه

    قوة الإيمانِ تغنـي ربَها عن غرارِ السيف أو سنِ القناة

    ومن الإيمانِ أمنٌ وارفٌ ومن التقوى حصـونٌ للتقـاة

    يسير الصاحبان حتى إذا كانا في طريق الساحل لحق بهما سراقة بن مالك طامعاً في جائزة قريش مؤملاً أن ينال منهما ما عجزت عنه قريش كلها، فطفق يشتد حتى دنا منهما وسمع قراءة رسول الله ، ومرة ثالثة، وهذا الفارس على وشك أن يقبض عليهما ليقودهما أسيرين إلى قريش تذيقهما النكال، مرة ثالثة يصنع الأمل، ولا يلتفت رسول الله إلى سراقة ولا يبالي به وكأن شيئاً لم يكن يقول له أبو بكر: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا، فيقول له مقالته الأولى: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40].

    لقد اصطنع الأمل في الله ونصره فنصره الله وساخت قدما فرس سراقة، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء كالدخان، فأدرك سراقة أنهم ممنوعون منه. ومرة ثالثة جاء النصر للرسول من حيث لا يحتسب. وعاد سراقة يقول لكل من قابله في طريقه ذاك: ارجع فقد كفيتكم ماههنا، فكان أولُ النهارِ جاهداً عليهِما وآخرَه حارساً لهما!

    ويبلغ أهل المدينة خبر هجرة الرسول ، الرجل الذي قدم لهم الحياة وصنع لهم الأمل. الرجل الذي أنقذهم من أن يكونوا حطباً لجهنم. يبلغهم الخبر فيخرجون كل غداة لاستقباله حتى تردهم الظهيرة. كيف لا وقد اقتربت اللحظة التي كانوا يحصون لها الأيام ويعدون الساعات؟ قال الزبير: فانقلبوا يوماً بعدما أطالوا انتظاره فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود أُطماً من آطامهم لينظر إليه فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا صاحبكم الذي تنتظرون.

    فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله بظاهر الحرّة. تلقوه بقلوب تفيض سعادة وفرحاً… وتأمل مظاهرَ الفرحة الغامرة: ـ قال أنس: (شهدت يوم دخل النبي المدينة فلم أر يوماً أحسن منه ولا أضوأ منه) [الحاكم].

    قال أبو بكر: (ومضى رسول الله حتى قدم المدينة وخرج الناس حتى دخلنا في الطريق وصاح النساء والخدام والغلمان: جاء رسول الله، الله أكبر، جاء محمد، جاء رسول الله) [الحاكم].

    قال أنس: (لما قدم رسول الله المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحاً بذلك لعبوا بحرابهم) [أبو داود].

    وصدق من قال:

    أقبِِل فتلـك ديـارُ يثربُ تقبلُ يكفيك من أشواِقها ما تحملُ

    القومُ مـذ فارقت مكـةٌ أعين تأبى الكرى وجوانح تتململُ

    يتطلعون إلى الفجاج وقولُهـم أفما يطالعنا النبي المرسـل

    رفت نضارتها وطاب أريجها وتدفقت أنفاسـها تتسلسـل

    فكأنما في كـل دار روضـة وكأنمـا في كل مغنى بلبل

    وهكذا أيها الإخوة الكرام، تعلمنا الهجرةُ في كل فصل من فصولِها كيف نصنعُ الأمل، ونترقب ولادةَ النورِ من رحم الظلمة، وخروجِ الخير من قلب الشر، وانبثاق الفرج من كبد الأزمات. فما بعدُ اشتدادِ ألمِ المخاضِ إلا الولادة، وليس بعدُ ظلمةِ الليل إلا انبثاقَ الفجر فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:5، 6]. ولن يغلب عسرٌ يسرين، فابشروا وأملوا وعودوا واستغفروا الله.




    الخطبة الثانية

    الحمد لله الحمد لله الذي نشر بقدرته البشر، وصرَّف بحكمته وقدَّر، وابتعث محمدًا إلى كافة أهل البدو والحضر، فدعا إلى الله، فعاداه من كفر، فاختفى واستتر، إلى أن أعز الله الإسلام برجال كأبي بكر وعمر. فصلوات الله عليه، وعلى جميع أصحابه الميامين الغرر، وعلى تابعيهم بإحسان على السنة والأثر. صلوات الله عليه ما هطلت الغمائم بتَهْتَان المطر، وهَدَلت الحمائم على أفنان الشجر. وسلم تسليمًا كثيرًا على سيد البشر.

    سلام على جَمعٍ الْتَقى حبًا في ذكر الله، وحيَّا الله قلوبًا أقبلت تأرز إلى بيوت الله، وعلى حبكم أيها الجمع أشهد الله، وأسأله أن يجمع قلوبنا على تقواه، وأن يظلنا تحت ظله، يوم لا ظل إلا ظله. اللهم اجعل هذا الجمع في صحائف الحسنات، في يوم تَعزُّ فيه الحسنات، واغفر اللهم لنا ما يكون من زلات. اللهم بك نعتضد، ومن فيض جودك نستمد، اللهم اجعل هذه الكلمات خالصة لوجهك الكريم، وصلة للفوز بجنات النعيم، وانفع بها من تلقاها بالقبول، وبلغنا وسامعها من الخير أجلّ المأمول، أنت أكرم مسئول على الدوام، وأحق من يرتجى منه حسن ختام.

    أما بعد، عباد الله، ما أحوجَنا ونحن في هذا الزمن، زمن الهزائم والانكسارات والجراحات إلى تعلم فن صناعة الأمل.

    فمن يدري؟ ربما كانت هذه المصائب باباً إلى خير مجهول، ورب محنة في طيها منحة، أوليس قد قال الله: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة:216].

    لقد ضاقت مكةُ برسول الله ومكرت به فجعل نصرَه وتمكينَه في المدينة.

    وأوجفت قبائل العرب على أبي بكرٍ مرتدة، وظن الظانون أن الإسلامَ زائلٌ لا محالة، فإذا به يمتدُ من بعد ليعم أرجاء الأرض.

    وهاجت الفتنُ في الأمة بعد قتل عثمان حتى قيل لا قرار لها ثم عادت المياه إلى مجراها. وتتوالى الفتوحات ليصل بنو عثمان قلبَ أوربا.

    وأطبق التتارُ على أمةِ الإسلام حتى أبادوا حاضرتَها بغداد سُرّة الدنيا وقتلوا في بغداد وحدها مليوني مسلم وقيل: ذهبت ريح الإسلام فكسر الله أعداءه في عين جالوت وعاد للأمة مجدها.

    وتمالأ الصليبيون وجيشوا جيوشَهم وخاضت خيولَهم في دماء المسلمين إلى ركبها حتى إذا استيأس ضعيف الإيمان نهد صلاح الدين فرجحت الكِفةُ الطائشةُ وطاشتِ الراجحة، وابتسم بيت المقدس من جديد.

    وقويت شوكةُ الرافضة حتى سيطر البويهيون على بغداد والعبيديون على مصر وكتبت مسبّة الصحابة على المحاريب ثم انقشعت الغمة واستطلق وجه السُّنة ضاحكاً.

    وهكذا يعقب الفرج الشدة، ويتبع الهزيمة النصر، ويؤذن الفجر على أذيال ليل مهزوم … فلم اليأس والقنوط؟

    اشتـدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلـج

    أيها المسلمون، إن اليأس والقنوط ليسا من خلق المسلم، قال سبحانه: وَلاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ [يوسف:87].

    قال ابن مسعود : (أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله).

    إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ

    ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهُـاً ولا أغنـى بحيلتـِه الأريـبُ

    أتاك على قنـوطٍ منك غـوثٌ يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ

    وكل الحـادثاتِ وإن تنـاهت فموصـولٌ بها الفرجِ القريب

    فيا أيها الغيورون على أمة الإسلام يا من احترقت قلوبهم لآلامها، نعمّا هذا الألم وما أصدقه على إيمانكم وحبِكم لدينِكم، ولكن لا يبلغن بكم اليأسَ مبلغه، فإن الذي أهلك فرعون وعاداً وثمود وأصحاب الأيكة والذي رد التتار ودحر الصليبين قادر على أن يمزق شمل الروم والروس ويبدد غطرسة الصهيونية ويحطم أصنام الوثنية المعاصرة.

    وأنت يا من ابتلاك الله في رزقك أو صحتك أو ولدك.

    أنت يا من جهدك الدَّين والحاجة وانتهكتك العلل وأخذ الموت أحبابَك وعُدت في أعين الناس كالدرهم الزائف لايقبله أحد.

    أنت يا من أصبحت في مزاولة الدنيا كعاصر الحجر يريد أن يشرب منه، ويا من سُدت في وجهك منافذ الرزق وأبواب الحلال.

    أنت هل نسيت رحمةُ الله وفضله؟ وأن الدنيا متقلبٌ بين حزن وسرور، وضيقٍ وحبور، وأن العاقبةَ لمن اتقى، وأن الجنة هي المأوى ولسوف يعطيك ربك فترضى.

    وأن الدنيا دار البلاء فمن سخط فعليه، ومن رضي فله الرضا، فمع الألم يصنع الأمل، وإذا حل الأجل انقطع العمل.










    رد مع اقتباس  

  10. #20  
    التفاؤل الإيجابي



    أ.د. ناصر العمر

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
    فإن التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن، ويحفزه للعمل، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب.
    والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر. وقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- إماماً في التفاؤل والثقة بوعد الله تعالى

    تقول أمنا عائشة -رضي الله عنها- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت

    فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .

    فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً ".

    وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يبشر أصحابه بالظهور على الكافرين في جزيرة العرب وما جاورها في أوقات كان الواحد منهم لا يأمن على حياته وهو في بيته، فكانت النتيجة تسابقهم لرفع راية الإسلام في كل البقاع، بنفوس منشرحة قوية واثقة في نصر الله.

    إن سم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه للمنتمين لهذا الدين له ترياق جدير بأن يذهبه ألا وهو بث اليقين بمعية الله تعالى وتوفيقه للمتوكلين الصادقين في صفوف المسلمين، وتعميق الإحساس بقدرة الله تعالى وعظمته في نفوسهم، وتبشيرهم ببوادر النصر التي تلوح في الأفق. ويكون ذلك بذكر حقائق الواقع الماثل

    ففي فلسطين مثلاً، رغم تنكيل الصهاينة الغاصبين بالمجاهدين، ورغم تخاذل المسلمين عن نصرتهم، رغم ذلك ينطق تسلسل الأحداث بأن الغلبة لدين الله، وأن النصر لجند الله .

    فقبل عشرين سنة فقط لم تكن في ساحة المقاومة راية تعرف سوى رايات الشيوعيين والعلمانيين ودعاة القومية العربية، وأشباههم مع بعض عملاء الصهيونية، أما اليوم فيشد أبناء فلسطين على أيدي المجاهدين ويقدمونهم لقيادة البلاد، ورعاية مصالح العباد.

    قبل أقل من عشرين سنة كانت الراية المرفوعة هي الأرض مقابل السلام، وكان القادة يتسابقون للقاء الصهاينة ومحاورتهم بل على الأصح تنفيذ شروطهم وإملاءاتهم، واليوم يلتف أبناء فلسطين حول المجاهدين الذين أعلنوا أن الجهاد ماض حتى تطهر أرض الإسراء كلها من كل الصهاينة المعتدين.

    قبل عشرين سنة فقط كان المظهر العام في فلسطين مثله مثل كثير من الدول العربية التي ابتليت بالتغريب والانحلال، واليوم يتجه الناس نحو الإسلام، بل صارت سجون الصهاينة كتاتيب ومعاهد يحفظ فيه الأسرى كتاب ربهم.

    إذاً فالواقع يصدق الشرع ويقول: إن الدين منصور، ألا بعداً لليأس والتشاؤم، فلنأخذ بأسباب النصر، ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء.

    أما الذي يدعي أنه متفائل ويقعد عن العمل فعاجز لا متفائل ، وقد روي في الحديث : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله ) ، وما حمد التفاؤل إلاّ لأنه يدفع الإنسان إلى المضي، ويطرد عن النفس اليأس لينبعث صاحبها ويعمل في جد واجتهاد، فإذا بطل هذا فلا تفاؤل على الحقيقة.

    رزقني الله وإياكم تفاؤلاً إيجابياً يثمر عملاً، ويرفع خور النفوس وعجزها، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.













    رد مع اقتباس  

صفحة 2 من 12 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لفائف السمك مع صلصة الكاري الخضراء -طبق تايلندي
    بواسطة بوغالب في المنتدى قسم الأطباق الخفيفه والمقبلات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-Jun-2010, 08:37 PM
  2. شرائح الدجاج المشوية مع صلصة الفليفلة والكزبرة
    بواسطة أوهــــــامَ في المنتدى مطبخ عالم حواء- طبخ - Cooking Food
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-Apr-2010, 03:37 PM
  3. شرائح السمك مع صلصة الحبق
    بواسطة أوهــــــامَ في المنتدى الأطباق الرئيسية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-Nov-2009, 11:00 AM
  4. (()) خلطة فساتين مذهلة ومميزة (())
    بواسطة بحريني رومانسي في المنتدى فساتين سهرة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22-Mar-2009, 09:36 PM
  5. فاتحه الكتاب ومعانيها<ام الكتاب اعظم صور القران>
    بواسطة ميرو2010 في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 23-Jul-2007, 12:48 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •