رصاصة في قلب العريس
بدلا من أن يستعد شريف لتوزيع دعوات حفل زفافه بعد أيام* تبدلت الأوضاع فجأة* وجاء الجميع بالفعل لكن لحضور جنازته وزفه إلي مثواه الأخير*.
الحكاية باختصار*!
اندلعت مشادة حامية بين مواطنين من منطقة شبرا الخيمة* وبسرعة حاول شريف* »العريس*« ابن الحتة* شهدت الأوضاع بين الجارين* لكن فجأة أخرج أحدهما مسدسه وأطلق طلقتين في قلب العريس*.
الحادث بشع فعلا* ومليء بالمفارقات الغريبة* خاصة أن العريس لم يكن طرفا في تلك المشادة التي تحولت إلي خناقة حامية*
*
"أخبار الحوادث المصرية*" تحكي تفاصيل الحادث البشع كما حدث* من خلال لقائنا مع أسرة* العريس القتيل فماذا حدث؟*!
كان في قمة فرحته* فأخيرا سينال مراده* ويتزوج ممن أحبها* بعد قصة حب كبيرة* بدأت قبل عامين* كان شاهدا عليها الأهل والأصدقاء* وكانت مثلا للمحبوبين والمعشوقين* فمنذ شهور عقد شريف قرانه علي قريبته التي تسكن نفس بلدته* »محافظة سوهاج*« أستطاع توفير شقة في منزله بمنطقة شبرا الخيمة* بل كان يستعد هذه الايام لشراء باقي مستلزمات وأجهزة شقته*
الجميع ايضا كانوا سعداء لفرحته* لأنه كان مثالا للشاب الطموح الملتزم المحب لكل من حوله* لكن مشادة عادية* تحولت إلي خناقة عنيفة راح ضحيتها شريف* »ابن الحتة*« بعد لحظات من اندلاعها* لكن كيف حدث هذا؟*!
يوم عادي*!
قبل أيام قليلة طرقنا باب شقة أسرة العريس* القتيل شريف* لنعرف من* أسرته الحكاية من بدايتها إلي نهايتها* والتقينا بشقيقه هاني محمود صالح* قال لنا في بداية كلامه والمأساة تبدو علي وجهه*: كان يوما عاديا مثل أي يوم* خرج أخي* »٤٢ سنة*« كعادته إلي عمله في احدي شركات الادوية بمدينة نصر* وفي ميعاده المحدد عاد وقبل أن يأتي إلي البيت زار في الطريق احدي محلات السيراميك* لشراء بعض الكميات لمنزله الجديد* الذي كان يستعد للزواج فيه* وللأسف فور دخول أخي المحل* سمع أصواتا عالية في الخارج* وعندما خرج ليتطلع الأمر رأي مشادة كلامية بين اثنين من جيرانه* علي الفور بادر شقيقي شريف بمحاولة الاطلاع بين الجارين* مثل معظم المتواجدين في المكان* واستطاع بالفعل تهدئة الأمور لبعض الوقت* لكنه لم تمر سوي دقائق قليلة وعادت المشكلة تنفجر من جديد* لكن بصورة أكثر سخونة وباحداث سريعة جدا* عاد أخي من جديد لفض الأشتباك* بعدما لاحظ أن أحد طرفي المشكلة وهو تاجر يمسك في يده مسدسا ويهدد به الطرف الأخر من المشكلة* وهنا* تنبه أخي واتجه إلي التاجر* ونادي إليه بأعلي صوته وطالبه بخفض السلاح حتي لايصاب أحد من الموجودين* لكنه بدوره ان التاجر خشي منه أخي* فقام بتصويب السلاح ناصيته* وأطلق عليه رصاصتين*!
محاولة أنقاذ*!
ويتنهد هاني شقيق شريف القتيل ثم يضيف* قائلا*: هنا سقط أخي علي الأرض* وسط بركة من الدماء* التي أنفجرت من جسده هرول الجميع في محاولة لانقاذه* بينما أتصل أخرون برجال الشرطة* وحضر بعض الأشخاص* لابلاغنا* فأسرعنا إلي مكان الحادث* لنجد أن أهل الخير نقلوا أخي إلي أحد المستشفيات الحكومية* وعندما ذهبنا إلي هناك* لم نجد أخي* وعلمنا بعد لحظات انه توفي في الطريق متأثرا بجراحه* وبذلك أنتهت حياة شقيقي بدون أي ذنب*.
ويستكمل هاني كلامه قائلا*: لحظات قليلة وحضر رجال الشرطة إلي مكان الحادث لاجراء التحريات والقبض علي الجاني الذي أسرع بالهروب من المنطقة فور الحادث* لكن لم تمر الا ساعات قليلة واستطاع الرائد محمد فوزي* رئيس مباحث قسم* ثان شبرا الخيمة القبض عليه*!
العروس في ذهول*!
وسكت شقيق القتيل قليلا ثم يعاود قائلا*: لم* نصدق حتي هذه اللحظة ما حدث* فجميع الاقارب والاصدقاء حضروا من سوهاج لا لحضور زفاف أخي وانما لتشييع جثمانه إلي مثواه الأخير*!
فقد كان يستعد لزفافه بعد العيد مباشرة*!
أما العروس فهي تعيش في ذهول* عجزت حتي عن ان تبكي* صامته طول الوقت* تعيش داخل حجرتها لاتبرحها ابدا* فستانها الابيض الذي اشترته سيظل ذكري مؤلمة يذكرها بحبيب القلب* لم يبق لها سوي البومات صور الخطوبة وعقد القران وصوت شريف الذي لايزال يرن في اذنيها*!
أحيانا تحدث نفسها بان ما تعيشه هو كابوس حتما ستصحو منه وتكتشف انها كانت خاضعة لحلم سخيف* لكن الواقع اقوي والموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا*!
شريف مات* تلقي رصاصتين في قلبه وودع الجميع إلي مثواه الاخير وبقيت الاحزان تتجرعها أسرته*!