الموضوع: فنار الحرف وحفنة ارتواء مع الاستاذ / ساير المسباح ~

الليل كرسي عتيق ،، والقمر مدفأة السكون
الوجوه أمست تدق أجراس الكلام
والأكف تصافح السلام هامسة أناملها بالمودة

أعتذر على تأخرنا أستاذنا الفاضل ساير
اسمح لي أن أرشق الآن لافتتي
وأشمر في فرح ساعدي
وأختصر عبارات الترحيب واللقاء
فالكلمات هنا أقل بكثير من أن تقال

فأتمنى أن يبدأ حوارنا ببطاقة شخصية لك
بما راق لك من كلمات وبما يناسبك من تعبير


والشكر موصول للأخت سحاب الملح
وبدوري أتنحى لها عن المنبر

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.maas1.com//uploads/images/maas-cc97919a94.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.



حديث السمر يطول
وانبلاج عطر الفصول
حول ساقية الألق
لنترتشف وابل العطاء بيد الشكر



* من أي المدارس الأدبية تفضل أن تتبعها في طرحك لروايةٍ ما ،!
أم أن لك أسلوبك الخاص ،!


* برأيك مالذي يميز رواية عن أخرى وكثرة انعكاف الآخرين عليها رغم بساطتها ،!
هل هو شهرة الكاتب أم التحيز لنوع معين من الروايات أم شيء آخر ،!


* هل نهضت الرواية السعودية من سباتها لتنزح في مستعمرة تعاصر الواقع بأدق تفاصيلها ،!
أم أن ذلك من حق الكاتب في أن يختار مساحته الخاصة ليشكلها كما يريد ،!


.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

في البداية أوجه شكري وتقديري للقائمين على هذا المنتدى وأتمنى أن أقدم شيئاً يرضي رواده وأعضاءه.
جوابي على السؤال الأول:
المدارس الأدبية متنوعة وأنا في قراءاتي الأولى كنت دوماً ميالاً للرواية الواقعية القريبة من الناس ومن شئونهم والتي يطغى عليها جانب المجتمع أكثر من جانب الفرد الرواية التي تقدم أحاديث الناس العامة أجد نفسي في الكتابة عنها أكثر من الشأن الشخصي أعتقد أن الجوانب الشخصية لا تثري القارئ كثيراًفهي تظل شخصية بحتة وما يمر به الإنسان من أحزان أو أفراح ليس من المهم نقلها للقراءأحزان الكاتب وأفراحه له ومن الخطأ الكبير نقل الحزن للآخرين فلكل منا أحزانه والحال لا يتسع لأحزان الآخرين.وأظن أن الشعر يتسع لجانب المشاعر الفردية أكثر من الرواية

.
أما السؤال الثاني :
تميز رواية بعينها لا يخلقه سوى الرواية نفسها ونجاح الكاتب في ذلك أما شهرة كاتب بعينه فهي قد تسوق لانتشار رواياته لكن وصدقيني حتى الكاتب المشهور إذا لم يقدم الجديد والمختلف في كل رواياته فسيظل يكرر نفسه مما يصرف القراء عنه .ثمة روايات قرأته ليس لها من الشهرة الكثير لكني بين حين وآخر أعاود النظر فيها وفي أجزاء منها إعجاباً مني بأسلوب كاتبيها وهناك روايات لا تقرأ مرة واحدة بل لا بد من إعادتها وأعطي مثالا على ذلك رواية (بعت الجسد)هذه رواية غير مشهورة لكنها بحق رواية ممتعة تستحق أكثر من قراءة.
الرواية الآن ليست فقط موهبة في الكتابة وحسن الأسلوب بل تحتاج إلى شيء من المهارة في بناءها والحبكة الفنية لها وهذا لا تغني عنه الجمل البديعة والمحسنات اللفظية بل هناك ممن حاول كتابة الرواية من الشعراء ولم ينجح أمثال العقاد وحافظ ابراهيم وطه حسينومن نجح فيها هو نجيب محفوظ وهو ليس بشاعر.
.
الرواية السعودية الآن هي في أفضل حالاتها مقارنة بما سبق من حيث تنوع الكتاب ووفرة الروايات والإهتمام بها من قبل دور النشر المحلية والعربية ومع هذا التنوع والكثرة يأتي التميز والإبداع وأعتقد أن الروايات السعودية ظلمت بسبب وصف البعض لها أنها تخدش الحياء وتتكلم في مواضيع الجنس أعتقد أن هذا شيء طبيعي في عالم الرواية وأيضاً ليست بالظاهرة فإن كان هناك روايتان أو أكثر لا يمكن الحكم على بقية الروايات أو المؤلفين أنهم يسيرون في نفس الإتجاه أو ان الروائيين السعوديين لا يحسنون سوى روايات الجنس هذا خطأ كبير ارتكب بحق الرواية السعودية
وأنا لست مع فرض اتجاهات معينة على الروائي أن يسلكها ليست الرواية تخضع لما يطلبه القراء سواء المحافظون أو غيرهم وأيضاً لست مع مطالبة الروائي بأن يكتب دوماً عن الشأن العام سواء السياسي أو الإجتماعي ليأخذ الروائي مطلق الحرية في كتابته وفي الإتجاهات التي يريد وهو يتحمل تبعات ما اختار وأيضاً فإن الرواية المبدعة ستفرض نفسها سواء سلط عليها الإعلام أم تجاهلها.

أستاذنا القدير ساير
قادتني إجابتك السابقة إلى العديد من التساؤلات

فكما تعلم الفلسفة تقود إلى الحقيقة
والأدب إلى تذوق الجمال
ولكن يبقى كل شئ مرهون على صلابة الواقع وذمة الأحلام
كيف توازن ما بين البين في كتاباتك ؟!

وما زال سؤالي معلقا
حيث طالبتك ببطاقة شخصية


كن بخير أستاذي

الشكر لك أكثر أستاذ عمر .
ودعني أقدم البطاقة الشخصية كما تريد
أنا من مواليد مدينة حفرالباطن بشمال شرق المملكة
حاصل على الماجستير في الأنظمة
وأعمل في حقل التعليم في مدينة الرياض
متزوج ولدي خمسة أبناء والحمدلله
هذا باختصار.
أما الجواب على سؤالك.
فهذا أصعب ما يواجه الروائي خاصة في المواضيع التي تتطلب الجرأة والكتابة فيها قد تجر عليه شيء من النزاع أو الصدام الذي لا يرغبه سواء كان هذا الصدام مع فئة من المجتمع أو مع ما هو أكبر مع السلطة التي دوما لا تحبذ من يزعجها أو ينبهها على أخطائها.فهو يجب أن ينتبه لهذا كله ومن أجل ذلك لا بد أن يكون فناناً في إختيار مفرداته وعليه أن يجعل له خط رجعة دائماً .هذا في جانب التعامل مع المواضيع المثيرة أو التي قد تجر عليه شيء من المصادمات . أما من الجانب الآخر فالكاتب عليه أن يتنبه ألا يتحول إلى مجرد حكواتي ينقل الحكاية كما هي لابد له من تجميل حكايته بكل ما يستطيع وهذا مايميز روائي عن آخر ومن ينجح في ذلك لا بد أن يكون هو متذوق للجمال نفسه ليس بينه وبين الجمال خصومة أو منافرة بعض الروايات تحس في كتابتهم شيء من الوحشة والجفاء وهناك ممن تنساب نفسك وروحك وأنت تقرأ لهم وهم من يتقنون هذه اللعبةلعبة امتلاك القارئ والذهاب به شرقاً وغرباً دون اعتراض منه .

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.maas1.com//uploads/images/maas-cc97919a94.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.






* قليلٌ ممن يجيدون فنّ الرواية كسردٌ مدهش ، ماذا باعتقادك أسباب نجاح الراوي الجيد ،!

* لو كُنت كاتبٌ سأخوض فن الرواية مانصيحتك لي كي ترى النور كبداية لا بأس بها ،!

* المنتديات والمدونات أصبحت ملاذ كثير من الأدباء هل ترى بأنها هضمت حق ذاك الكاتب في
إظهار موهبته وكتاباته وأين أنت منها ،!

وطبت أستاذي



.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

أسأل الله الصلاح لأبنائك
وأسأل الله أن يبلغك برهم


أستاذ ساير
الحديث ذو شجون
ولقد قادتني إجابتك مرة أخرى لسؤال آخر

-1-

فالقاونين تسن للتنظيم لا للتعظيم
ولعالم الكتابة حدود أيضا
فما بين حدود ثقافيه وحدود اخلاقيه هناك حدود مرعبه
تجاوزها يفضي إلى السجن أحيانا
أين يقع المسباح هنا وفي تعبير آخر ماهي علاقة الاستاذ ساير بالقانون ومدى إلتزامه به


-2-

للكتاب ميزة لا يستطيع ممارستها غيرهم
فهم يستطيعون رسم الإبتسامة على شفاه القرّاء من خلال وصف تعاستهم
ما مدى صحة هذه المقوله

-3-

كتبت عن مدينتك رواية جميلة جدا فهلا وصفت لي مدينتك بأسطر ؟

ربما أكثرت عليك فعذرا

أهم أسباب نجاح الروائي احترامه لعمله واتقانه لهعليه ألا يستعجل في كتابة الرواية وإن كتبها أيضاً عليه ألا يتعجل في نشرها بل الأفضل أن يتركها للنسيان فترة من الوقت ثم يعود إليها كقارئ وليس ككاتب ساعتها سيجد الأخطاء والعيوب فيعمل على إصلاحها ويتدارك النقص فيكمله ليعلم دوماً أنه ليس في سباق من يكتب أكثر ولكن في سباق من يكتب أفضل والأفضلية تحتاج لكثير من التروي والتمهل .الروائي الناجح الذي لا يترفع عن قراءة أي نص لغيره ويشيد به إن كان يستحق الإشادة لا يهضم الآخرين حقهم ولا يرى نفسه خير الكتاب وأحسن المؤلفينوإن كتب في موضوع عليه بالتحري حوله والتأكد من معلوماته تماماُ كالمحقق في القضايا الأمنية.ليس الرواية صف كلام ورص جمل بجانب بعضها هذه روايات ماالها الفشل وتجد نفسك تستعجل النهاية منها بل وتقفز الصفحات حتى تنهي الملل الذي بين يديك وهناك روايات تحرص على كلماتها كلمة كلمة وتستعيد مواضع منها كي تفهمها أكثر.والسبب هنا إهتماما الروائي بكتابه.
الرواية عمل ليس بالسهل بل هو عمل متعب وبعض من بدأ الرواية لم يستطع إكمال المشوار فيها لأنها عملية مضنية
ليس كالقصيدة الهام حل بك فتكتبها في لحظات بل الرواية أمرها يطول وهناك روايات كتبها أصحابها على مدى سنوات كرواية اليؤساء ظل فيكتور هيجو عشر سنوات في كتابتها.
.
من يريد دخول المجال الروائي لابد له من حكاية قوية ومترابطة تقدمها ويقدمها للناس ومن المستحسن جدا الإكثار من القراءة للرويات وخاصة لكبار لروائيين سواء العرب منهم أو الغربيين .فهم أصحاب الصنعة تماما من أراد أن يكون شاعراً مهما بلغت موهبته فهي لا تغنيه ولا تكفيه من النظر في شعر من قبله.وإن وصل لمرحلة الكتابة فليعرض ماكتبه على غيره سواء نقاد أوقراء يبينون له الخطأ إن وجد. وأهم ما في الروائي ثقته بنفسه وأنه يستطيع أن يقدم الجديد والمختلف أيضاً.
.
المدونات هذا عالم آخر وعالم فسيح وجد فيه كل صاحب قلم مكاناً لإظهار مكنونات نفسه لم يجد لها مكاناً سواه وهي بالعكس لم تظلم أحداً فعلى العكس خدمت أصحاب أقلام وقدمتهم للقراء وبعض أصحاب المدونات كانوا مجاهيل قبلها وبفضلها عرفناهم واستمتعنا بها صاحب القلم يجب أن يستفيد من أي فرصة تقدم له ينثر ابداعه ويقدمه للناس.
أما أنا فصراحة ففي عالم النت كله أنا مجرد قارئ استمتع بكتابات المبدعين وأتتبع من أراه متميزاً فيهم .

القانون أستاذ عمر هو أخطر ما يواجه الروائي ساعة الكتابة لأن الروائي شخص لا يعبأ به أحد إن تعر ض لمضايقة أو سجن أو تخويف فما هو بزعيم قبيلة أو عالم دين تحسب له لسلطة حسابا هو مجرد كاتب بيبع نسخاً محدودة من كتابه ليس له من يحميه والسلطة مخيفة فيما يزعجها خاصة في عالمنا العربي.والروائي هو أقدر الناس على إيصال فكرته دون أن يدخل في صدام مع أحد وهنا تبرز عقلية الروائي فبقدرته على التلاعب بالكلمات والألفاظ يصل لما يريد ومن يقدر على التلاعب بالكلمات إن لم يقدر الروائي وهذا مجاله وفنه.وبالنسبة لي فأنا أحاول قدر الإمكان ألا أغضب أحداً ومن أغضبته في موضع فإني أرضيه في موضع آخر.كما أرى عيبه فإني أيضاً أرى حسنه
.
تعاسة الكاتب تتحول لإبتسامة لدينا أكتفي هنا بذكر كتابين لأستاذ السخرية في عالمنا العربي الأستاذ ابراهيم المازني وكتابيه ابراهيم الكاتب وابراهيم الثاني .انظر لمساحة الضحك التي قدمها المازني لنا وسخريته من نفسه.


مدينتي التي ولدت فيها وقضيت شبابي فيها هي حفرالباطن وهي المنطقة الحدودية بجانب العراق والكويت . مدينة ليس لها تاريخ كبير أو عريق وإنما شذرات هنا وهناك وكما ذكرت في الرواية فإنها كانت موطناً للشاعر جرير وهناك شواهد في شعره تدل على ذلك والمدينة كذلك كانت مسرحاً لبعض معارك حركة الاخوان في العصر الحديث.هي لا تخلو من شيء من هذا القبيل وهي أولا وأخيراً من مدن النفط التي ولدت بولادته واكتشافها .أما من الناحية الجمالية ففصل الربيع فيها لا يشبهه ربيع آخر في المملكة كلهاالمدينة الصحراوية هذه تكون جنة من جنان الأرض وتصبح مقصداً للزائرين وهي دعوة لأعضاء هذا المنتدى بزيارتها فصل الربيع .أما غير الربيع فدياركم تكتب آثاركم.
المدينة والحق يقال ليس لأنها مدينتي فهي بها أنس وهدوء وبساطة يلمسه كل من عاش فيها ربما لانفتاح أهلها وقربها من الكويت وتأثرها به سبب كبير وكما قلت في الرواية فالكويت تؤثر في حفرالباطن وأهلها أكثر مما تؤثره الرياض والدمام .حتى في برنامج شاعر المليون قدمت شعراء تميزوا بالسهولة والعذوبة في شعرهم وأصبحت هناك مدرسة في الشعر الشعبي تسمى مدرسة الحفر
أتمنى أن أرضيتك بهذه الإجابة وأنت تعيش في مدينة الضباب.

.

-1-

أستاذ ساير
لنرحل إلى البعيد قليلا
يقال "المرأة معبد مشيد على حطام !!"
ما رأيك أنت ؟!


-2-

عندما تكتب عن شخصية ما
فهل تعيش داخلها أم تسكنها داخلك ؟!
وعند انتهاءك من كتابة النص
متى تشعر بأنك انتهيت منه فتعود لذات ساير الطبيعية ؟!

-3-

تذوب النفس أحيانا وتستحيل أغنية
تنقلب الأعضاء آلات طرب
تصبح الدنيا حلوة والكائنات حبيبة للقلب
والجو عذب والحقيقة خيال
متى تشعر بذلك ؟!


ممتع هو الحديث معك استاذنا