السلام عليكم ورحمة الله
بكمل الرواية بالنيابه عن العضوه
لانها كامله ولا كملتها
اسفه
السلام عليكم
اشتقت لكم:)
الفصل الثالث
-1-
شيئاً فشيئاًأفقد الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي احتاجها لأبصره في كومة العتمة
التف على نفسي بمقعد طويل استقل إحدى زواياه المنعزلة عازلة ذاتي عن ذاتي، مُشكّلة حولي هالة من ضباب، فيخالني ان الجالس عن بُعد يسمح لي بممارسة الشهيق والزفير على حذرٍ حاذى الجسم الذي فرقع إصبعه قبل الآن!
الجسيمات الصغيرة تترنح وفق الخطوط المستقيمة فتهز افتراض نيوتن للضوء! فلم اعد املك إيمان أن الضوء يتمتع بالحرية كما غبطته سابقاً.فهاهو يتقلص فيكوَن غلاف يجعل الأشياء خلفه غير مرئيةويفقد صلاحياته في الانتشار!
-انه لايزال هنا، أشعر بوجوده ولا أراههدوئي ساعد الأشياء حولي بارتداء عباءات السكون
الجميع بدا يحسن الإنصات في خرس تام!
قبل فترة من الزمن انقضت، في ضوء آخر ومقعد آخر في المجلس ذاته
كنت هنا في منزل عمي الذي لم أغادره أبداً حتى الآن،وكنت أرى سعادتي في هذا المنزل تموت كما يموت الصوت في أثر الضجيجذاك الباب الذي دخلت به لأجلس هنا قبل دقائق طويلة هو ذاته الذي شقته المرأة التي أعادت لي طوق المأساة.دون أن تدري حتماً.!
عندما تصدف الحياة بأن نجد أشخاص نلتهم منهم التعاسة دون علمهم بما أشبعونا من الم وبلا ذنب منهم يصبحون الأقسى إطلاقاً في نظرنا.وتلك لم تكن مذنبة وأنا كذلك وكلتينا في وضع ظالم ومظلوم!
لم تقل شيئاً لكنني قلت الكثير عنهالم يخبروني شيئاً لكنني علمت أكثر مما ينبغي بمجرد أن نظرت لها.زوجة عمي تلك دون أن تعي ذلك كسرت أول مجداف حاولت صنعه،وبلا قصد منها تشظت الشواطئ بي وضاع المجداف
في هذا المجلس ايضاً قابلت خالد حتى غادر من جديد، وبقيت مع زياد حتى فكر أن لايغادر
كلا ابنيّ عمي رائعون، لا اخفيكم أنني أتمنى لو كان أحداهما هنا الآن.بدل هذا!
-"رسيل"
أفقت على صوت بدر،تلتها حركة من الآخر على مقعده،شعرت بضجيج ناقض الخرس السابق
وكأن كل شيء يتحدث لا بدري فقط!
-"رسوول"
كان يبتسم وأشك أن ضحكة تكاد تفلت من شفتيه ،لو أن الرؤية واضحة في داخلي لأيقنت انه كان يضحك،
كيف كنت أبدو حينها!
-"."
ربما قال شيئاً ،لأنني أراه ولا ابصره، اسمعه ولا افهمه، وقفت هاربة في إدراك متأخر جداً أن المكان كان ضيقضيق جداً ليحمل كل ماشتغل به رأسي!
تخطيت الباب وكأنني تخطيت الحدود بيني وبيني،الفاصل بين تلك الأرض وهذه لايغير شيء في المنزللكنه يكتفي بي
الفاصل ذاكفصل بين جزأين من حياتي،نقلني للفصل الآخر من عمري، هذه الأرض أنا وتلك سأكونها هي! الوطن من أقف عليه الآن وسأغدو للمنفى.
بإرادتي عبرت الخط ووافقت للزواج منه،أقصد لم اكن حقاً اريد أن اغامر بحريتي لأصل لها!
ليست لي رغبة بالحضور هنا لرؤيته،فنحن لانزال نملك ذاكرة تجمعنا، لكن الامور عندما تجري هكذافقط هكذا،ليس لنا سوى المضي دون معاكستها،لأن ذلك سيعيقنا نحن!
أثق انه ملأ عينيه بي قبل قليل، عندما كنت شخص لم يرتبط به استرق النظر طويلاً،كيف الآن!
انا لم استطع رؤيته سوى للتأكد من وجد شخص ما
بما أن الباب لايزال منه جزء مفتوح، وأنا لاازال في تشبث بأرض الوطن!
تلصصت عيناي للمنفى!كم من المسافة تفصلني عنه الآن.وكم من الوقت سيصلني به
أكنت اعتقد أن المسافات التي قد تصل إليه لاتقاس سوى بالسنة الضوئية!
كم كنت مخطئة عندما اعتقدت انه واخته البغيضة لن يكونا ارقاماً مهمة في حياتي.!
تمنيت لو أني لا أراه كما أراه الآن، تمنيت لو أني لااستطيع تحديد موقعه إلا بخارطة تشبه خرائطي الغير معنونةوتشبه مساحات الصحراء الكبرى في كل خريطة رسمتها في دفتري مساحات خالية.ليتني هناك.
بالطبع الأراضي الغير منتهية هي وطن الحرية!
بدت لي الظلال تعكس نفسها.ولا شيء يحفز فيني الأمل للمستقبل الذي أراه فيه أردت أن أتحرر مني فارتبطت به وأمسكت بيدي في اليأس العظيم
أغمضت عيني ثواني وكررت ذلك حتى تصفو الصورة أماميوما ان اتضح كل شيء ازداد رعبي!
بعض من الضوء كان ينتقيه وهو يتحدث مع بدري منتصفاً المقعد الطويل الذي كان قريباً منيكان يبدو جالساً على أهبة الوقوف،ويده الكبيرة التي شغلت بالي ذات فلسفة تتشابك أصابعها معلنة شجار داخلي، اعرفه جيداً واراه واضحاً واكرهه كثيراً فهو عندما أشفق علي. تزوجني!
عمر.سأكون معكولست لك!
.-.
.-.
.-.
-ماحدث قبل سنتين-
كنت على علم بتقلب فصول السنة،وعلى ثقة أنهم يتبادلون مقاعدهم سريعاً دون إعلان مسبق، وأعي تماماً أن الشعور كذلك،
رغم ان الربيع الأجمل بينهم، إلا انني لم احب سوى الشتاء.يروقني عندما يبدوا قاسياً، وأحببته أكثر عندما كان هنا في منزل عمي، انه يأتيني أينما ذهبت،ويقسوا علي أكثر عندما أكون خارجاً في منتصف الليل،وكأنه يؤنبني!
اذكر انني كتبت عنه ذات يوم انه قارس وقاسي،ولم اكتب يوماً انه جميل،فأنا احب قساوته وذلك شيء مخجل!
ربما الأشياء التي تترك اثراً اكبر هي الأجمل لاحقاً، لأنها تملك الجرأة،وفصل الشتاء جريء
بذلك كنت أفضل حالاً هنا،وأجمل مزاجاً،وأكثر تفاؤلاً للحياة، لإيماني بأن بعض الأشياء البسيطة قد تمنحنا مالا نستطيع شراءه،وتعطينا دون ان نرى ماستلمناه
وكان ذلك أفضل شتاء لي منذ زمن.،
وحلَ الخريف
عندما جاء فقط جردني من تفاؤلي،ولم يعطيني سوى القدرة على اليأس من جديد
ربما هو لديه القدرة الهائلة على تجريد الأشياء من نفسها،كما يتجرد هو من اوراقه!
انه فصل لامبالي،مهمل،رياحه دوماً ضجرة، هو لايملك قساوة الشتاء لكنه ينزع الحياة من الحياة،لذا لا احبه مطلقاً
عندما نجتمع كعائلة على مائدة طعام في ليلة باردة،بوجود عمي الطيب وجنان التي أحببتها بصدق، لااشعر سوى ان الأشياء تتحدى البرد وتصبح جميعها دافئة!
ذلك الوقت الأجمل على الإطلاق
-عندما عاد خالد من السفر كنت متشوقة جداً لأراه، كان جدياً غامضاً عندما نتناول الوجبات يبدو صامتاً كأن لا أحد بالقرب منه أخبرتني جنان انه ربما اعتاد ذلك في الغربة، وعندما حضر الآخر، زياد كان يتحدث أكثر مما نتحدث معه، يجيب أكثر مما نسأله عنه، كان نقيض الآخريشبه بدري بجمال روحه، لذا أحببته حتى سعد بالجو العائلي كما قال قبل سفره، انه لايود المغادرة
قبل موعد سفره،ابن عمي الذي كنت أرى التاريخ وأتمنى أن لايأتي سريعاً موعد مغادرته، كنا نجلس مستمعين إلى شيء حدث معه أثناء سفره،كنت سعيدة بحق حتى سمعت صوتاً في الخارج ينادي
-"جَنان"
قفزت جَنان وركضت لها، وما ان انفتح الباب حتى فقدت جزءً من ابتسامتي!
عندما تصدف الحياة بأن نجد أشخاص نلتهم منهم التعاسة دون علمهم بما أشبعونا من الم وبلا ذنب منهم يصبحون الأقسى إطلاقاً في نظرنا.وتلك لم تكن مذنبة وأنا كذلك وكلتينا في وضع ظالم ومظلوم ،لم تقل شيئاً لكنني قلت الكثير عنهالم يخبروني شيئاً لكنني علمت أكثر مما ينبغي بمجرد أن نظرت لها.زوجة عمي تلك دون أن تعي ذلك كسرت أول مجداف حاولت صنعه،وبلا قصد منها تشظت الشواطئ بي وضاع المجداف
كانت تعانق ابنتها،ومن ثم ابنها، حتى قال زياد انه ذاهب لإحضار حقائبها التي لاتزال في سيارة الأجرة!
طولها ملفت للانتباه ولباسها ملفت ايضاً وشعرها الأشقر لايبدو إلا طبيعياً.
تشبه زياد قليلاً فجماله لم يكن ماراً بمحيط عائلتي قبل ذلك،لكنه لم يكن أشقراً كما هيبل لااحد يشبهها بذلك الشيء الخاص، وعندما تحدثت صحّت كل ظنوني.هي لم تكن سوى من دولة عربية اخرى،
ربما جاء دوري لألقي التحية،أو لأتلقى كل مايحدث أمامي بإذن لاتود أن تستمع إلى شيء
ابنها لايزال يحضر الحقائب،من سيارة اجرة ركبتها وحدها،وأقلتها من المطار بعد وصولها أيضاً وحدها
-"هاد بنت عمك؟"
قالت ذلك موجهة السؤال لجَنان،أجبتها مباشرة
-"رسيل،الحمدلله على السلامة. ام خالد"
ضحكت وقالت-"ام خالدلالابتكبريني هيك"
لاعجب اكبر مما اراه أمامي،لازلت في دهشتي الكبيرة،لمَ تراها جَنان لم تخبرني عنها،اقصد أي شخص آخر لمَ يخبرني أن عمي تزوج من أجنبية،لمَ لم اسمع أي شيء بهذا الخصوص سابقاً،بل لمَ هي لاتعيش هنا!
شيء رهيب بدأ يحضّر إجابات خارج المنطق،وإحدى الإجابات كانت تصر على إقناعي،لأستنتج منها عدة امور قد تكون اكبر من دهشة أرملة ترى زوجها لاحقاً يبيع الصحف!
-واتصلت ببدر،والتقيته
-"بدر فيه شي غريب اكتشفته"
-"هههه اكتشفتي ان عمي يتغدى مرتين ولا يتعشى،واكتشفتي ان الجريدة منزله الكاركتير مرتين،واكتشتفي ان ."
قاطعته-"بــدر والله جد شي رهيب"
-"قولي ياذكية"
_" تعرف ليش عمي مقاطع ابوي؟"
اظن انه توقع أي سؤال خارج محيط المنزل
-"ليش؟"(ثم اضاف) مو عشان ابوي تزوج امي؟ولا عشان سالفة الفلوس ومدري ايش؟"
-"هذا اللي قالوه بس مستحيل مو مقنع"
-"اقول روحي نامي شكلك مليتي بدون مشاكل صرتي تدورين اشياء قديمة هههه"
-"هههه اسكت والله صدق انا للحين مصدومه تدري اللي اتوقعه ان السالفة معكوسة والله صدق"
بلا اهتمام اجابني-"شلون؟"
-"ابوي اللي مقاطع عمي عشانه تزوج اجنبيه"
قلتها مباشرة،فلم يعقب لذا اضفت
-"انا يوم فكرت فيها تأكدت لان عمي قال انه يكلم ابوي بس ابوي مايرد عليه"
-"هذا لان ابوي مايعرف يسامح احد وعمي غلط يوم زعل من زواجه اول مرة وبعدين رضى بس ابوي ماسامحه"
-"لا مستحيل انا متأكده انت تعرف ابوي شلون بعدين قاطعه يوم تزوج عمي مو يوم تزوج امي نسيت اللي قالته امي"
ربما انا نفسي ازداد دهشة من نفسي كلما اتقدم بالكلام،فأنا لم احلل يوماً سوى زاوية في مقال!
وان اكتشف شيئاً هائلاً كهذا،يجعلني ارى عمي نسخة متطابقة من ابي، لأن كلاهما كذاب،وكلاهما اناني!
طالما كان ابي مخطئ،ولأنه ظلمنا كثيراً لم نفكر ان عمي سوى كأحدنا نال ظلمه وبطشه، لكن ان كان ما اعتقده صحيحاً وليس احداثاً رتبتها لأغضب من عمي،فأنا حقاً سأكون بائسة!
كنا نريد الاتصال بأبي ليقول لنا أي شيء الا ماتوصلت إليه، لكن احدنا لم يتجرأ للاتصال به،فهو على ما اذكر منذ شهور،اقصد منذ ان رفضنا الخروج من منزل عمي وهو لايتصل بنا،ونحن خوفاً لانفعل!
-"اتوقع انك تتوهمين"
-"تذكر يوم ابوي يعطينا درس في فضل رضا الوالدين(ابتسم بدر بسخرية) تكلم عن عمي وقال ان ابوه ماكان راضي عليه ،وقال ان هذا السبب اللي خلا عمي يقاطع ابوي بدون حتى سؤال لانه مايهتم بأحدلكن انت عارف عمي قلبه طيب ولو فيه مشكله يمكن تكون عشانه تزوج"
-"طيب حنا وش دخلنا؟"
-"وش دخلنا؟ ليش هم ماكذبو علينا،ماحرمونا من عمي كل هالسنين"
-"لو صح كلامك كان قالنا ابوي لاتروحون له لانه عاندهم وريح عمره"
-"كل الي قاله كذب عشان لانروح لعمي "
بعد لحظة كنت احاول اقناعه،او بالاصح اقناع نفسي قال:
-"انتي ليش تفكرين بالاشياء اللي راحت خلاص اللي فات مات يلا روحي نامي ولاتشغلين نفسك"
ملامح بدري تؤكد ان استناجي صحيح، كنا ضحية لاثنين، احداهما خالف عادات العائلة وتزوج والاخر كذب على ابنائه كي يضمن القطيعة لسنوات
انها قطيعة بعمري انا، وكذبة البستني خيبة تفوق عمري بسنوات،اود لو كان لي عم ثالث لأخرج من هناربما لأني اعتدت الرحيل
مرت أيام،هادئة اخرى،علمت فيها ان بدري اتصل بأبي،واحتد النقاش حتى أكد له ذلك،واخبر انه لمصلحتنا مافعله!
لكن بدري لم يخبرني مباشرة،لأنه يعلم انني سأفقد اشياء كثيرة هنا.،لكن هيهات ان لااحرك ساكناً
وياللمفاجأة لم احرك ساكناً!، ولم اعد افكر إلا بطريقة تخرجني من هنا،والتفتيش عن اخ آخر خبأه أبي!
ولم أجد!
لمَ عائلتنا تملك عادات غريبة! ،لمَ يغضبهم زواج عمي بامرأة تتحدث اللغة نفسها! لمَ يفضلون قطع الأرحام على زواجه بمسلمة!
الا نستطيع الزواج بتوفر شرطين!ام يتوجب علينا كتابة شروط الجد الاكبر! الا يستطيعون منح الحرية من ارادها!
عندما افكر بالامر جيداً،ربما ما اعتادت عليه امرأة عمي يختلف عما اعتدنا عليه، لا اقصد الحجاب الذي لايكون سوى عبادةما اعنيه آرائها تفكيرها، الذي تأثر به عمي طبعاً لأنه حتماً راضٍ عن بقائها عند جدتها وامها كثيراً من السنة،ولن اتحدث عن سفرها وحدها،وعملها في مكان مختلط،بل كيف ان عمي راضٍ بذلك
اتلك الاسباب كانت في احتمال اجدادي!
لذا عندما اتحدث عن الحرية يخبروني دوماً بأنني اقصد ذلك فيها، بانها تملك الحق بالذهاب والاياب،بالغطاء والحجاب،لكن كثيراً ما اتوقف هنا لأخبرهم انه لوثوا معنى الحرية!
فأنا لست ليبرالية، العبودية والحرية وجهان مختلفان لكل منهم شريحة نقديةوفيني اجدها وجهان لعملة واحدةلأني حرة ،وعبدة للهفكيف أؤيد حرية في غير رضاه!
لمَ تخلطون بينهم،ياعبدة الدنيا وانفسكم،هل ابقى بلادين لأكون حرة! سم الليبرالية والعلمانية وسموم تدس نفسها بالحرية، لن آبهة بقوم لايرجون لله وقاراً، وسأحب الحرية كيفما اريدها
للحظة ما، أحسست أن كل الأمور التي لاتعنيني أصبحت تعنيني كثيراً.،
بدري الذي لايزال غاضباً من أبي أكثر مني،عندما قال له ايضاً: انه لايجب أن يتدخل في امور اكبر منه، ندمت أنني أخبرته بالأمر كله
لو أنني لم أكن مهتمة بالتفاصيل،لما توصلت إلى ماعرفته،ولو أن امرأة عمي لم تعود لما حدث شيئاًو لو لاتغير امراً
حاولت أن اظهر لبدري وكأن الأمر غير هام، وأننا سنكون سعداء هنا وانه يلزمنا بعض الكذبات على أنفسنا لنبقي السعادة بيننا
-ربما لأني جربت التحايل على نفسي،وطالما أخفقت،تعلمت فقط اهتم بتفاصيل الأشياء مأخوذة بالأجزاء التي قد لاتعطي لما اراه أهمية،أو ليس له أهمية بما اراه،
لأنني أيضاً علمت قلمي كيف يتحايل على ورقة،لا ليأخذ مايريد منها لكن ليمنحها زهو الخيانةلثقته انه الأنسب لهذا الدور فإن صدقت الورقة وصدق القلم كيف لنا نثير الكتابة!
لأني علمته ذلك الفن، كثيراً ما أجدني مهووسة بنسج الشعور بالجزء الأشد بؤساً منه! وللسبب ذاته أتعمق في كل شيء لأخرج بمبهم افصله على جسد الكذبات بقياس ألمي! طالما كنت مأخوذة بكل شيء في الحياة حتى الجانب المظلم كنت اشعر به غربة تشبه حزني فأستغل كل نزف لأكتب عنه ، لكن لا أزال احتفظ بما يبهجني كتعويذة ألقت بها علي الخرافات!
ولأنني انثى القلق والتفكير والتفاصيل الدقيقة، والانثى التي لم تعد تدهشها المفاجآت،والانثى التي أرسلت طلباً لأخذ هدنة دائمة من منطق التفكير! أثق ان كل ذلك جعلني أواصل تأييد القلم،وتأبيد ورقة!.حتى فقدت اخيراً مصاحبته، وشهيتي وللكلام.!
(إذا أردت أن تعيش سعيداً فلا تحلل كل شيء
فإن الذين حللوا الألمـاسوجدوه فحماً )*!
واستبدلوا المقاعد ثانية، رحل الخريف، ورحلت زوجة عمي، لكن لم نعد كما في السابق
-"عمي مايشتاق لها؟مايبيها تقعد هنا؟"
أجابت جَنان بحزن مغلف-"كانت أول فيه مشاكل على الموضوع هذا لكن الحين خلاص تعودو"
-"ماقد رحتي معها؟"
-"الا كثير بس ما اطولوعشان اشوف جدتي بعد امي ساكنه عندها"
ثم أغلقت الكتاب بيدها في إشارة لإغلاق الموضوعلكنني املك فضولاً كبيراً لأنني أظن أن الموضوع يخصني
وتحدثت مرة اخرى بلا شيء مفيد،
حضر زياد وكنت مبتهجة بعودته،اخبرنا عن اشياء كثيرة حتى تدرجنا بالحديث لشيء يخص جَنان، ربما كان زوجها السابق
بدأ الحديث يأخذ منحى مأساوياً حيث فهمت من المغزى ماكان يجب علي ان افهمهلأنني عندما فهمته تألمت لأجلها وكرهت الكثير!
ماكانت تلمح لإخباري به بصياغة مبهمة لحديثها ان طلاقها لم يكن الا لسبب والدتها لحدث ما،او لإشارة لشيء ما اوربما لم افهم جيداً
ربما كنت وزياد على وشك بداية قصة، قصة شعوري بها البهجة بوجوده! لكنه غادر سريعاً،ولن يعود قريباً، وذلك اشعرني بالألم
اخبرني انه يود البقاء هنا، لكنه غادر!
ربما فقط لأنني لااود فراق احبتي، لكنني كلما افقد شخصاً تزداد محبتي للباقين حولي وأخاف فقد كل شيء!
بالحديث عن الفقد، تلك الكلمة اشعر بها كابوساً يزعجني عندما احزن!
حتى دانه، فقدتها!
معها هياحب المنتصف! من بين جميع الأشياء في حياتي اموري معها احب أن تبقى في المنتصف
ربما لأنني أسرفت معها سابقاً، أعطيتها مايفيض عن استحقاقها.بينما نحن نجتمع مجدداً أردت أن احبها دون خط المنتصف
احياناً اشعر أن صداقتي معها مجرد قدر، وكلتينا أحببناه،
نحن كنا افترقنا دون أن نعي ذلك، دون تخطيط مسبق، وعدنا بنفس الطريقة
بدايةً كانت تطلب مني القدوم لمنزلها، ولا افعل ذلك عمداً ، وعندما فوجئت بها بالكلية التي ادرس فيها ،ركضت هاتفة أنها انتقلت هنا وهي تبشرني كما قالت
سعدت بها بمنتصف السعادة ايضاً وعلمت انها قدمت الى هنا بطلب من زوجها كي لايأخذ طريقها للمنزل زمناً طويلاً. إذن لست السبب الوحيد لقدومها هنا!
هي تزوجت.نعم الفترة التي انقضت أخذتها لتجعلها عروس، او هكذا كانت طريقتها في الانشغال عن الجميع،او ربما ازدادت فراغاً بعد ذلك!
بعد ان كنت اكره تصرفاتها مع عالم الحب او الوهم الذي يظنه البشر حباً ،كذبت بأن الشخص الذي التقته بوجودي سيكون زوجاً أو ربما لم تكذب ورفضته بعد تكرار سؤالها مازن عنه
أو ربما سبب آخر غيّر مجرى الموضوع حتى بلا سابق إنذار أخبرتني أنها تريد الزواج من شخص آخر، وبالفعل حضرت زواجها غير مقتنعة بشيء والأهم بتسليمها حرية شخصها بتلك البساطة!
ذلك اليوم، لم أفكر ابداً أن زواجي قد يكون قريباً
كنت بحق أشفق عليها لأنها منذ ذلك الوقت أصبحت ملتزمة بحياتين، حياة لها وحياة له
وذلك ابعد ما أتصوره عن الحرية!
الا تكفي للمرء حياة واحدة يعيشها؟ لم يجب عليه أن يحمل حياتين ويعيشهما معاً بالثقل ذاته!
وذلك ماتغير سريعاً.!