الملاحظات
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 34

الموضوع: رواية مولدي لحظة لقاك

  1. #11  
    البارت العاششر

    .
    .
    .
    ****10****
    .
    .
    .
    هاقد أنتهت أيام الشتاء ودخل رمضان يستقبلونه بالفرح والسرور والطاعات ويغشاهم هو بالرحمة باليمن والبركات فهو خير وأكرم ضيف
    .
    .
    تجددت الذكريات في مخيلة سلطانة بدخول شهر رمضان فهنا كانت والدتها تلف رقائق السمبوسة وهناك كانت تضع قدر الشوربة وهذا مصلاها وهناك فوق الرف مصحفها بداخله مسواك لها قد تيبس وأصبح كجذع حطب !
    .
    .
    لم تتمالك فأجهشت بالبكاء إن رمضان يجعل القلوب رقيقة ويذكرها بكل غالي والصوم يطهر النفوس ويجليها ويعلمها الوفاء
    .
    .
    لاشيء كرمضان يذكرك بأحبابك الذين توفاهم الله ولله في ذلك حكمة فهو الحكيم العليم إنه يريدك أتن تتذكرهم كي تدعوا لهم وتذكرهم في أفضل أيام وليالي وأعظم ليلة تمر في السنة عروس اليالي ليلة القدر فيكون بذلك لهم أجرها ويناولوا من خيراتها ودعواتها ونفحاتها وطيبها وصلوات الملائكة حتى وهم أموات
    .
    .
    وفي يوم أقام والدها إفطار عزم فيه والد عزيزة القادم من السفر وإخوانها وأهلها
    .
    .
    أستعدت سلطانة كي تساعدها فحضرت السمبوسة والشوربة تماماً كطريقة والدتها
    .
    .
    وأثنى الجميع على طبخ سلطانة
    .
    .
    والغريب أن (خالتها) كانت رقيقة حنونة معها ومع إخواتها في يوم العزيمة بدت كملاك طاهر !
    .
    .
    وبعد صلاة العشاء كان والدها يثني عليها وعلى موقفها ومساعدتها لخالتها
    .
    .
    الخالة : ماشاء الله ياسلطانة حتى أبوي الي مايعجبه شي قام يمدح في شوربتك !
    .
    .
    الأب: الله يوفقك ياسلطانة نظر الأب في زوجته وقال مستطرداً :صحيح أبوك وين كان مسافر
    .
    .
    تلعثمت زوجة الأب: أبوي أبوي كان أبوي كان معتكف في مكة طول شهر شعبان !
    .
    .
    الأب: غريبه ليه ما أعتكف في رمضان ماشاء الله تبارك الله
    .
    .

    عزيزة : مايستحمل زحمة رمضان !
    .
    .
    الأب : أول مره أسمع إنه فيه أحد يعتكف في شعبان !
    .
    .
    أخذ يتكلم مع زوجته أما سلطانه فذهبت وهي سعيدة وفي نفس الوقت مستغربة من إختلاف معاملة زوجة والدها لها !
    .
    .
    وبعد أيام سمعت خالتها تقول للوالد : أسمع يابو عبد الله أنت رفضت تزوج أبوي سلطانة بنتك وتقول كبير عليها !!
    .
    .
    الأب: وين أبوك ووين سلطانة حرام عليك سلطانة أصغر من أحفاده !
    .
    .
    الخالة : وش فيها أهم شي تنستر وأبوي رجال نشيط ماشاء الله عليه وهي يتمية
    .
    .
    الأب : وعشانها يتيمة أقوم أزوجها رجال كبير ؟
    .
    .
    الخالة : إيه بيحافظ عليها وبيستر عليها تعرف بنتك عليها طلعات !
    .
    .
    الأب : أي طلعات شوفيها كل يوم تجي المسجد تصلي معي التروايح وإنتِ نايمة
    .
    .
    الخالة : خلاص يابو عبد الله لاتقعد تجرح خلاص
    .
    .
    أنتهى الحوار والخالة كلها غيض وحقد وبغض !
    .
    .
    مرت العشر الآواخر بسلام وبطمئنينة وخشوع لا غرو ولا عجب فالشياطين مصفدة في إغلال من حديد
    .
    .
    ذهبت سلطانة مع والدها المسجد وبعد صلاة العشاء قال المؤذن أنهم شاهدو هلال العيد وأن غداً هو يوم عيد الفطر المبارك فضج المصلين بالتكبير بصوت مرتفع
    .
    .
    وأحاطت بالمسجد هالة من خشوع والرهبة وبكاء ممزوج بفرح وحزن
    .
    .
    كانت سلطانة تريد أن تكبر وكلما حاولت أن تكبر تبكي بحرقة فكيف ستترك هذا المكان لقد إعتادت عليه .كل ركن وكل جدار أبكم أصم أصبح شاهد لها بل أصبح جزء منها وهي أصبحت جزء منه !تذكرت فراق رمضان وفراق والدتها إعتادت على فراق الأحبة وهل من حبيب أغلى من رمضان !
    .
    .
    خرجت من المسجد تنظر للسيارات حتى رأت والدها ومعه عبد الله ومحمد
    .
    .
    ركبت السيارة
    .
    .
    عبد الله : سلطانة بكره العيد تدرين
    .
    .
    سلطانة : تهز رأسها كل عام وأنتم بخير كل عام وأنت بخير يبه
    .
    .
    محمد : كل عام وأنتم بخير خرجوا من السيارة وصافحوا بعضهم بعضاً وفي الحوش أحتضنت والدها بقوة إنه سندها الوحيد وهي تسامحه وتغفر له لإنه مهما كان ومها يكن لايريد الإسائه والشر لهم لكن زوجته دائماً لهم بالمرصاد!
    .
    .
    دخلوا البيت وأتجهت سلطانة إلى االصغيرة أمل وأحتضنتها
    .
    .
    عبد الله ومحمد : أمل بكره عيد
    .
    .
    أمل : يعني بلبس فستاني الجديد وأبوي بيشتري لي عروسة
    .
    .
    وبعد دقائق من الفرح
    .
    .
    ذهبت سلطانة وأحضرت وعاء معدني ووضعت فيه الحناء ومن ثم سكبت الماء وأخذت تخلط حتى تكون مزيج كثيف القوام تخلط بصمت وبحزن وتنظر في الوعاء وفي أمل وياسر!
    .
    .
    كانت تفعل تماماً مثل والدتها
    .
    .
    وضعت الحناء على شعر أمل وعلى شعرها
    .
    .
    وبعد ما أنتهت سمعت بكاء ياسر فذهبت مسرعة معها أمل
    .
    .
    جائت زوجة الأب التي جددت مشاعر الكره والحقد على سلطانة بعد مارفض زوجها والدها !
    .
    .
    نظرت لوعاء الحناء فصرخت : وش هالقرف فيه ناس يحطون هالخربيط للحين بكره عيد خليتو ريحة البيت معفنه !
    .
    .
    فجاوبتها أمل : هذي حناء ماما كانت دايم تحط لشعر سلطانه منها
    .
    .
    فإزداد غيض الخالة وصفعت أمل بكف على وجهها الرقيق حتى أحمر وجه الصغير وترك الكف علامة مطبوعة على خدها
    .
    .
    أخذت سلطانة أختها وذهبت .كعادتهم يهروبون من الخالة !
    .
    .
    مرت أيام العيد وأنتهت الكل فرح مسرور
    .
    .
    .
    إلا سلطانة لم تعد تشعر بطعم العيد كالسابق عبثاً حاولت أن تشعر بالسعادة لكنها فشلت لم تصل السعادة إلى قلبها منذ توفيت والدتها بل أيقنت تماماً أنها لن تذوق طعم السعادة والفرح بعد والدتها
    .
    .

    فالعيد وإن كان فرح وسرور إلا أنه يجدد الجروح المغلقة إنه مأتم لكل يتيم !
    .
    .

    ياقوة الله وين انا ونت والعيد ؟

    مالله كتبلي معك بالعيد ميعاد

    هذا الزمن يوعد وراحت مواعيد

    وهموم قلبي من عنا البعد تزتاد

    في كل عيد يزيد بالقلب توكيد

    ان السنين المقبله مابها اعياد





    رد مع اقتباس  

  2. #12  
    البارت الحادي عششر

    .
    .
    .
    ****11****
    .
    .
    عادت أيام الدراسة وأستعد الجميع لها
    .
    .
    أمل : سلطانة مو قلتي لي إنك بتسجليني في الروضة ؟
    .
    .
    سلطانة : أبوي قال لأ خليها السنة الجاية
    .
    .
    أمل : يوه
    .
    .
    سلطانة : وش فيك زعلتي
    .
    .
    أمل : أخاف من خالتي عزيزة بس تطقني حتى ياسر تطقه !
    .
    .
    وبعد أيام وأسابيع إزدادت الخالة عنفاً !
    .
    .
    وكأن لها مواسم لصب جام الغضب الشديد !
    .
    .
    ولربما هي حامل مرة أخرى !
    .
    .
    كانت أمل تستيقظ كل يوم وتبكي عند ذهاب سلطانة إلى المدرسة !
    .
    .
    وفي يوم بكت أمل كعادتها
    .
    .
    سلطانة : أمل يالله مع السلامة
    .
    .
    أمل : مع السلامة إنتم ماتحبوني صح ماما بس تجبني يارب أروح عند ماما؟
    .
    .
    سلطانة : إلا نحبك
    .
    .
    أمل : حتى العروسة ماشريتوا لي ؟

    .
    .
    سلطانة : ايه صح نسينا إن شاء الله بقول لأبوي شكله نسى !
    .
    .
    أمل : غيبي اليوم سلطانة تكفين مثل هذاك اليوم الي لعبنا فيه ؟
    .
    .
    سلطانة : مقدر أغيب مع إنه ودي لإن المديرة بتتصل وخالتي بترد عليها وبتهزئني لا لا بعدين بكره خميس وبغيب بكره إن شاء الله
    .
    .
    أمل : هي هي هي الحمد لله إنك بتغيبن بكره
    .
    .
    ذهبت سلطانة ومحمد وعبد الله إلى المدرسة
    .
    .
    وبعد إنتهاء الدوام أستقبلتها الشغالة
    .
    .
    سلطانة : نور وش فيك تبكين . . ؟ وش صار
    .
    .
    وزوجة الأب تجلس على أريكة تقلب القنوات الفضائية
    .
    .
    سلطانة : وين أمل غريبة ما أستقبلتني ولا شي ؟
    .
    .
    ركضت لغرفتهم ,من خلفها الشغالة
    .
    .
    فوجدت أمل ممدة على سريرها كأنها دميةركضت سلطانة وهي لم تخلع عبائتها بعد وجلست بجانب أمل وأخذت تناديها
    .
    .
    سلطانة : أمل أمل قومي شوفي وش أشتريت لك من المدرسة !
    .
    .
    لم تجب أمل
    .
    .
    وضعت سلطانة يدها على رأسها فوجدتها ساخنة جداً وجسمها يرتعش .!
    .
    .
    أخذت تناديها وأمل تتمتم !
    .
    .
    نظرت سلطانة في نور
    .
    .
    سلطانة : وش فيها أمل وش في أختي ؟
    .
    .
    نور : ماما عزيزة يضرب هيا بعدين شيل هي بقوه وأرمي في أرض !
    .
    .
    نزلت سلطانة بسرعة وبجنون إلى حيث تجلس زوجة أبيها
    .
    :
    سلطانة بصوت مرتفع : أمل أختي وش فيها وش فيها ؟
    .
    .
    الخالة : وش فيها مدري عنها ماتقعد من يوم تقوم وهي كأنها قرد متسلق من دولاب لدولاب
    .
    .
    دخل والدها يحمل أكياس الغداء كعادته !
    .
    .
    فوجد سلطانة تبكي
    .
    .
    الأب: وش فيه ؟
    .
    .
    سلطانة : أبوي أمل ماتتكلم فوق بس ترتعش ومسخنه عليها نار
    .
    .
    الأب وهو ينظر في زوجته وش فيه وش صار لها ؟

    .
    الزوجة : ولا شي أسألوا نور
    .
    .
    سلطانة : نور تقول إنك طقيتيها ورميتيها على الأرض وصقعت على راسها
    .
    .
    الخالة يغضب وخوف : نور نور تعالي وش صار على أمل
    .
    .
    نور بخوف : أمل يطلع فوق هذا دولاب بعدين هيا يطيح
    .
    .
    سلطانة : نور كذابه .كذابه تكذبين قولي الصدق ياويلك من ربي
    .
    .
    الأب: سلطانة قومي خل نشوف أمل وش فيها
    .
    .
    صعد الأب مسرعاً مع سلطانة
    .
    .
    تقدما نحو سرير أمل التي لازالت ترتعش
    .
    .
    الأب : أمل أمل وش فيك
    .
    .
    لا ترد
    .
    .
    سلطانة : أمولة حبيبتي شوف وش أشتريت لك
    .
    .
    من غير أي جدوى
    .
    .
    حملها الأب إلى مستشفى الشميسي
    .
    .
    وبعد يومين فتحت أمل عيناها وأصبحت نتظر إلى الأب وسلطانة من غير وعي
    .
    .
    وشخص الأطباء حالتها على أنها نزيف في الدماغ أثر صدمة قوية تعرضت لها !
    .
    .
    كانت سلطانة تقابل مرزوقة صديقة والدتها وأخبرتها بكل شيء
    .
    .
    مرزوقة : يالله مآحد داري عن أحد أصلاً زوجة أبوك هذي كانت جارة أختي وأبوها الله يستر علينا وعليه دايم وهو مسافر شكله يشرب مبتلي الله لا يعاقبنا
    .
    .
    .
    سلطانة : تصدقين خطبتي لأبوها
    .
    .
    مرزوقة : حسبي الله ونعم الوكيل عليها إذا أمها وهي كبيرة ما أستحملت أبوها وتطلقت منه تبي تبلشك في هالشايب العايب !
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة خايفة على أمل
    .
    .
    مرزوقة : لا تخافين ولا شي ولازم فتح تحقيق ماتمر كذا فيه أحد معاك يشهد على إنها كانت تضرب أمل أبوك يشهد ؟
    .
    .
    سلطانة : أبوي دايم في شغله مستحيل يشهد
    .
    .
    مرزوقة : والشغالة ؟
    .
    .
    سلطانة : الشغالة تخاف منها

    مرزوقة : ايه الله يرحم أمك عمرنا ماشفنا منها إلا كل خير وكان أبوك يكرفها ولا يرحمها سبحان الله جاته وحده طلعت حقها وحق أمك
    .
    .
    سلطانة : الله يرحمها يارب
    .
    .
    مرزوقة : أسمعي سلطانة ترى أنا أمك الثانية وبوقف معكم أي شي تبينه تبلغيني فاهمة ولا لا
    .
    .
    هزت سلطان رأسها وذهبت لغرفة أمل
    .
    .
    غابت سلطان يومين على مدرستها وفي اليوم الثالث طلبت من والدها أن تشتري عروسة لأمل وبالفعل جائت تحمل عروسة كبيرة وجلست تكلم أمل وتقول لها : أمل شوفي عروستك بابا أشتراها أمل خلاص أنا بغيب كل الأيام بقعد أنتبه لك وبنسجلك في الروضة !

    .

    وأمسكت بيد أمل فوجدتها شديدة البرودة
    .
    .
    ذهبت مسرعة ونادت الممرضة قائلة : الحمد لله الحرارة إنخفضت .
    .
    .
    .
    ذهبت الممرضة واستدعت الطبيب الذي حاول أن يسمع النبض ووضع يده على الشريان السباتي ولكن الأجهزة كلها جميعاً لم تعد تعمل لإنها كانت تعمل بحرارة الروح ويبدو أن الروح غادرت وصعدت إلى باريها
    .
    .
    كانت الصغيرة تدعوا أن تقابل ولدتها وحذار من الإستهانة بدعاء الصغار إنه دعاء من نوع خاص ومن قلب أبيض نظيف خالي من الأحقاد يوافق بياض السحاب ويصل بسرعة إلى السماء !
    .
    .
    .
    أما سلطانة فقد عرفت وتأكدت من موت شقيقتها الصغيرة لكنها لازالت تكذب وتعاند الحقائق وبالرغم من أنها التجربة الثانية بعد موت والدتها
    إلا أنها كانت تقول أختي ماماتت وأخذت تنادي : أمل قومي بنلعب شوفي عروستك حبيبتي أمل أمل لا تخليني
    .
    .
    وأخذت تنظر للأجهزة المطفئة تماماً ونظرت لوجه أمل البريء تشقه إبتسامة رضى عريضة ولا زالت أثارالتعذيب و صفعة خالتها عليه !
    .
    .
    .


    لو تعرفينها زين والله ما تطفين
    الله حسيب الأجهزه ليش تطفـى ؟
    تكفين قيسي النبض مرّه وثنتين
    دكتور عيد الفحص لاهنت , تكفى !!
    تراها باقي حيّه ما ماتت للحين
    أنا أعرفها لامن تعبت حبّت تغفـى !





    رد مع اقتباس  

  3. #13  
    البارت الثاني عششر


    .
    .
    .
    ****12****
    .
    .
    بعد وفاة (أمل) لم يعد هناك (أمل) .!
    .
    .
    لكن سلطانة بالرغم من حزنها لم تسكت وذهبت لمرزوقة صديقة والدتها فأعطتها جوال بشريحة كي تكون على إتصال بها
    .
    .
    وحاولت أن تفتح تحقيق في قضية وفاة (أمل)
    .
    .
    لكن الأب كان لها بالمرصاد شهد بإن وفاة إبنته (أمل ) قدر ومكتوب وبسبب (شقاوتها) وأنها سقطت من فوق خزانة الملابس!
    .
    .
    ولأول مره تكذب سلطانة والدها وتقف ضده وتصر على إستكمال التحقيق
    .
    .
    أستدعى المحقق سلطانة وإخوتها وشاهد آثار الجروح والتعذيب في أيديهم وأجسامهم !
    تلعثم الأب وفكر وقال بتردد أن سلطانة وإخوتها يعانون من مرض نفسي ومرض وراثي بسبب قرابته من زوجته الأولى وهذا المرض يجعلهم يضربون أنفسهم !
    .
    .
    وبعد عدة أيام وبطلب ورجاء من الأب أغلق المحقق ملف القضية !
    .
    .
    أما سلطانة فلم تغلق الملف بل أنفتح ألف جرح وألف ملف في داخلها وحاولت أن تشرح لوالدها أن زوجته ظالمة وتستحق العقاب وأنها لن تسكت على موت شقيقتها
    .
    .
    الأب : سلطانة وش بتسوين يعني ؟
    .
    .
    سلطانة : والله ما أسكت اليوم ماتت أمل وبكره ياسر وبعد عبد الله ومحمد وش ننتظر ؟
    .
    .
    الأب بغضب : وخالتك هي الي قتلت أمل حرام عليك تراها حامل
    .
    .
    سلطانة : إيه كل يوم تعذبها وهي الي قتلتها
    .
    .
    الأب : سلطانة إنتِ مجنونة .وبعدين ممنوع تطلعين من البيت بعد اليوم !
    .
    .
    وبالفعل تم حبس سلطانة في غرفتها
    .
    .
    وساءت حالتها النفسية أصبحت تصرخ وهي نائمة تذكر أمل تناديها وتحمل دميتها
    .
    .
    ولا أحد يسأل عنها وأنقطعت عنها كل سبل الإتصال .
    .
    وبعد أيام تذكرت جهاز (الجوال) الذي أعطتها أياه خالتها مرزوقة
    .
    .
    ذهبت وشحنته وأتصلت عليها .وأخبرتها بكل ماحدث
    .
    .
    لكن مرزوقة صبرتها وقالت لها أن الحق لن يضيع وأن الله سيجازي خالتها وطلبت منها أن تنتظر وتصبر وتحتسب الأجر وترى ماذا سيصنع الأب ؟
    .
    .
    عامل الأب سلطانة كما يعامل المجنون فاقد العقل !
    .
    .
    كانت مربوطة اليدين ثائرة الشعر ولم يكن ينظر إليها أو يدخل غرفتها بل كانت زوجته هي من تحضر الطعام للغرفة وكلها نظرات تشمت وسخرية !
    .
    .
    حتى المدرسة غيبت عنها كرهاً وإجباراً وبعد إتصالات متكررة من مديرة المدرسة أرسل الأب خطاب أن أبنته تعاني من مرض نفسي وتحتاج لعلاج ورقية شرعية .!
    .
    .
    بل وتقدم والد خالتها عزيزة رسمياً لها ووافق والدها هذه المره كي يتخلص من سلطانة !
    .
    .
    أما سلطانة الحنونة الرقيقة فتغيرت إزاء تلك الأحداث المتتالية المريرة التي تكسر الحجر الصلب وأصبحت قوية القلب !
    .
    .
    تعاند الجميع تدافع عن إخوتها وبصوت عال أدركت الآن أنها أمام معركة علنية حقيقية والبقاء للأقوى أرغمت أن تدخل بالعصير على والد عزيزة لإنه لايريد أن يتزوج منها إلا قبل أن يراها وهو الجد الشيخ الكبير المسن !
    .
    .
    دخلت وهي تبكي لم تستطع أن تنظر لوجهه !
    والأب المغلوب على أمره ربما هو يصدق أن سلطانة تعاني من أزمة نفسية وأن والد عزيزة سيأدبها وسيحتويها .!
    .
    .
    عجباً كيف لشيخ سبعيني كبير دائم السفر أن يتزوج أبنة السابعة عشرة ؟
    .
    .
    وبعد عاصفة من الرفض خضعت لآوامر السلطة العليا !
    .
    .
    فكرت في فكرة للخلوص من هذا المأزق وهذا الزوج !
    .
    .
    وعاودت الإتصال مرة أخرى بمرزوقة المنقذ الوحيد
    .
    .
    سلطانة : خالة مرزوقة أبوي بيزوجني أبو خالتي عزيزة العقد الشهر الجاي
    .
    .
    مرزوقة : من جدك وش تقولين هالشايب يشرب ويسكر وكل الجيران يشهدون عليه أبوك ماسأل عنه ؟
    .
    .
    سلطانة : أبوي خلاص بس يبي يتخلص مني بأي طريقة أنا عقبة كبيرة بالنسبة لزوجته وهي دايم تقول له سلطانة تخرب أخوانها علي وسلطانة وسلطانة
    .
    .
    مرزوقة : أبوك بيشتري راحة دماغه وبيبيعك لشايب مايسوى ظفرك
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة والله مدري وش أسوي الله يعافيك علميني متوهقة وخايفة ولا باليد حيلة
    .
    .
    مرزوقة : إلا باليد حيلة أسمعي
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة ترى شحن البطاقة مابقى فيه شي ولا أقدر أشتري شي تعرفين أنا محبوسة في غرفتي لين يوم الزواج
    .
    .
    مرزوقة : طيب بتصل عليك أنا
    .
    .
    عاودت الإتصال
    .
    .
    مرزوقة : سلطانة الشغالة وينها ؟
    .
    .
    سلطانة : الشغالة تروح وتجي وأحياناً تدخل لنا الأكل
    .
    .
    مرزوقة : حسبي الله ونعم الوكيل عليها يعني مسوية لكم حضر تجول ؟
    .
    .
    سلطانة : مثل ماتقولين
    .
    .
    مرزوقة : طيب أسمعي أبيك تهربين تطلعين من البيت
    .
    .
    سلطانة : وين أروح ؟
    .
    .
    مرزوقة : تعالي بيتي أنا بخبيك عندي
    .
    .
    سلطانة : شلون ؟
    .
    .
    مرزوقة : سلطانة وضعك مايتحمل إذا طلعوا عنك سمعة في المدرسة وعند الجيران إنك مريضة نفسياً وأخلاقياً وكل شي وش ترجين منهم ؟ تنتظرين يزوجونك أبو خالتك وترتكبين جريمة فيه ؟
    .
    .
    سلطانة : كيف أهرب ؟
    .
    .
    مرزوقة :أسمعيني زين خذي أشياء بسيطة جداً ومو ثقيلة والي أعرفه إن شغالتكم تبي جوال قولي لها إنك بتعطينها هالجوال وهي بتساعدك
    .
    .
    سلطانة : وأخواني ؟
    .
    .
    مرزوقة : أخوانك عيال ماعليهم خوف
    .
    .
    سلطانة : والله لو تشوفين يد ياسر كلها ضرب وحروق ويدي بعد أنا ربطوني بالحبال أول الأيام
    .
    .
    مرزوقة : مالك إلا تهربين منهم حتى الثانوية آخر سنة لك يحرمونك منها ؟وش يقعدك تعالي عندي أنا هالحين تقاعدت وفاضية
    .
    .
    سلطانة : خايفة ومدري وش بيصير ؟
    .
    .
    مرزوقة : مابيصير شي أسوء من الي سواه أبوك وخالتك عزيزة وهروبك عندي أهون بمليون مره من الزواجة الزفت ذي !!
    .
    .
    سلطانة : طيب خالتي مرزوقة كيف بفارق أخواني
    .
    .
    مرزوقة : خبري فيك صرتي أقوى من أول قوي قلبك ياسلطانة لازم نتحرك قبل ينحرونك ؟
    .
    .
    سلطانة :قلبي قوي على الجميع إلا على أخواني
    .
    .
    مرزوقة : شوفي قومي أستخيري ربك وتفاهمي مع الشغالة إذا خلاص أقتنعتي بفكرتي صباح يوم الجمعة إن شاء الله بمر بيتكم وبلبق ورى المدرسة الي بجنبكم
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة خايفه مره والله جسمي يرتعش من الحين
    .
    .
    مرزوقة : جسمك ؟ وإنتِ فيك جسم خلاص كأنك شبح معذب مايبي لها إن شاء الله بننفذ إذا كل شي تمام أرسلي لي مسج رقم سبعة (7)
    .
    .
    أنتهت المكالمة وسلطانة مترددة وخائفة .
    .
    .
    وهي تفكر دخل الأب
    .
    .
    الأب : سلطانة
    .
    .
    وهي لا ترد .
    .
    .
    الأب وكأنه يشعر بالذنب : سلطانة قدمنا يوم الملكة وخليناها هي والزواج في يوم واحد وترى أنا مرغم عشان الأشياء الي صدرت منك صمت قليلاً ثم قال . ليش سويتي كذا ؟
    .
    .
    ولا شعورياً نطقت سلطانة : أنا شسويت ؟ عشاني أنقهرت يوم قتلت زوجتك أختي عشاني أدافع عن أخواني .بس لإني أدافع عن حق عيال أيتام ؟
    .
    .
    الأب : زوجتي ؟ قولي خالتي أحترميها شوي خالتك ماهيب مقصرة معكم
    .
    .
    سلطانة : صادق يبه مهيب مقصرة في الضرب والإهانة والتجويع وكل أصناف العذاب وأخرتها بتزوجني أبوها ؟
    .
    .
    الأب : الزواج ستر للبنت والرجال كفوا مايعيبه كبر سنه ولا شيب شعره
    .
    .
    سلطانة : هذا كلامها نفسه بتبيعني وبتشتريها طيب طيب أنا موافقة
    .
    .
    الأب : أدري إنك موافقة تزوجي وافكتي منها عيشي حياتك وترى الرجال الكبير يدلل !
    .
    .
    سلطانة : أنت ماتدري إنه يشرب ؟
    .
    .
    الأب : أستغفر الله قلت لك صايره كذابة وتقذفين خلق الله وتضيقين الصدر
    .
    .
    خرج الأب غاضباً فهو لا يريد سلطانة أن تفوه بكلمة وتجرح زوجته ووالدها وأهلها حتى في غيابها !
    .
    .
    هو خوف هو حب ؟
    .
    .
    أما سلطانة بعد تلك المناقشة فقد قررت أن ترحل غير مبالية في شخص غير مبالي بها !
    .
    .
    أستخارت حزمت أمتعتها وأخذت صندوق والدتها الذي يحوي ذهبهم القديم ووضعته في حقيبة من قماش كي يسهل حمله ورتبت أمورها
    .
    .
    وأرسلت لخالتها عزيزة رسالة رقم (7)
    .
    .
    وفي ليلة الوداع الاخير ليلة الخميس طلبت من الشغالة أن تنادي والدها سلمت عليه وأحتضنته وهي تبكي
    .
    .
    الأب : سلطانة ليش تبكين ؟
    .
    .
    سلطانة : تذكرت أمي وحلمتها تقول قولي لأبوك يسامحك
    .
    .
    الأب : مسامحك إذا وافقتي على الزواج
    .
    .
    سلطانة : وهي تحتضنه مودعة وتبكي طيب طيب موافقة
    .
    .
    ذهب الأب: الله يهديك يارب ويوفقك وخالتك ياسلطانة لا تزعلينها وأخوانك لا تحرشينهم عليها وخليك عاقلة !!
    .
    .
    وسلطانة تهز رأسها
    .
    .
    .
    ومن ثم ذهبت لأخوانها محمد وعبد الله وأخبرتهم أنها ستهاجر وصتهم على أنفسهم
    .
    .
    عبد الله : سلطانه يعني بتخليننا ؟
    .
    .
    سلطانة : لأ وعد وعد أرجع لكم واشوفكم وبكلمك بجوال نور
    .
    .
    محمد : سلطانة خالتي عزيزة بتهاوشنا
    .
    .
    سلطانة : إنتم هالحين رجال وماعليكم شر
    .
    .
    عبد الله : وياسر ؟
    .
    .
    نظرت في ياسر وهو يضع يده في فمه !
    .
    .
    سلطانة : لا تخافون عليه
    .
    .
    وفي الصباح الباكر أتفقت مع العاملة المنزلية نور على الهرب خرجت بهدوء من الباب الخلفي تذكرت ياسر وهو يضع يده في فمه كالحائرلم يطاوعها قلبها فرجعت مسرعة إلى غرفتهم وحملته ببطانية قديمة وأتجت نحو الدرج وخرجت مسرعة قلبها يدق بقوة وعيناها تذرفان الدموع متجهة إلى المدرسة
    لا تتنظر للخلف لإنها لا تريد أن تشاهد بيتهم وذكرياتهم فيحن قلبها وترجع !
    .
    .
    .
    هـات ريـشة نـرسم اللوحـة [ وداع ]
    شخص مقفي ،، وشخص واقـف في ضيـاع ،،
    قـلب شـ / ـاري وقــلب بـ / ــاع
    ونـرسم اللوحـة ظلام ،،
    والدموع [ امطار ] والنظرة كلام
    والفـرح يغفى وينــام ،،والحـزن يبدي الـدوام





    رد مع اقتباس  

  4. #14  
    البارت الثالث عشششر


    .
    .
    .
    ****13****
    .
    .
    غادرت سلطانة حارتهم العتيقة وهي تبكي
    كانت تحلم أن تغادر بيت والدها بزفة وبعقد شرعي وبيدها فارس أحلامها الذي يسكنها مملكة الحب والحنان والأستقرار أمام العالم أجمع
    .
    .
    لكن الرياح دائماً تجري بما لا تشتهي السفن !
    .
    .
    أين الحب وأين سلطانة.؟
    .
    .
    كانت خالتها مرزوقة تكلمها وهي في غيمة من الحزن لم تكن مقتنعة تماماً بما فعلت !
    .
    .
    مرزوقة : سلطانة ليش أخذتي الصغير
    .
    .
    أنتبهت سلطانة : خالتي مرزوقة مقدر أتركه أتركه لمين ؟
    .
    .
    مرزوقة : بيتعبك
    .
    .
    سلطانة : بتعب أكثر من دونه خالتي مرزوقة ندرين إن ياسر يناديني ماما أنا أعيش حياتي كلها عشان ياسر. هذا وصية أمي كيف أترك الأمانة أحبه أكثر من كل هالدنيا
    .
    .
    مرزوقة : يابعد عمري ياسلطانة الله يعافيك لأخوانك عطيني أياه الدنيا برد بغطيه بعبايتي شوفي هالعبي الثقيلة ههههههههه هذي عباية البدو وش رآيك فيها ياسلطانة ؟
    كانت مرزوقة تتحدث تريد أن تلطف الجو
    .
    .
    و السائق يسير بسرعة في طريق طويل
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة وين بيتكم ؟
    .
    .
    مرزوقة : بيتنا الجديد في المونسية
    .
    .
    سلطانة : نفس طريق الثمامة ؟
    .
    .
    مرزوقة : أيه الثمامة مو بعيدة علينا سلطانة وش فيك خايفه نسرقك ههههههههه أسمعي أنا أمك الثانية وياسر ولدي مثل ماهو ولدك
    .
    .
    وصلوا لبيت الخالة مرزوقة أستقبلتهم جواهر أبنة مرزوقة وأخذتهم لغرفتها ووضعت أغراض سلطانة وياسر في غرفتها
    .
    .
    ومكثت سلطانة في بيت الخالة مرزوقة تنام مع جواهر وتتحدث كثيراً عن والدتها وزوجة أبيها وعن أحلامهاوجاحها وآلامها وعن أخوتها
    .
    .
    جواهر : وش هالجروح الي مشوهه يدك ؟
    .
    .
    سلطانة : هذي من زوجة أبوي شوفي حتى في ياسر
    .
    .
    جواهر : ليش يدك هنا مخضره ؟
    .
    .
    سلطانة : لإن أبوي كان يربطني بحبل يوم حبسني !
    .
    .
    نشأت صداقة قوية بينها وبين جواهر
    .
    .
    وكانت مرزوقة وجواهر يعاملان سلطانة وياسر أحسن معاملة
    .
    .
    وبعد مرور شهر سمعت سلطانة زوج مرزوقة أبو حمد يتكلم مع مرزوقة : هالحين البنت ذي مالها أهل يسألون عنها ؟وين أبوها وين أخوانها ؟
    مرزوقة : يابو حمد أنت تعرف مشكلتها وكنت حاضر يوم وفاة أختها الصغيرة ومشاكلهم مع زوجة أبوهم
    .
    .
    أبو حمد : بس أشوف المسألة طالت وبعدين عندك عيال شباب متضايقين كل مابغوا يكلمون أختهم لازم يدقون الباب كأن البيت مو بيتهم
    .
    .
    مرزوقة : طول بالك يابو حمد البنت مالها شهر؟
    .
    .
    ذهبت سلطانة إلى غرفة جواهر تبكي
    .
    .
    جواهر : وش فيك سلطانة ؟
    .
    .
    سلطانة : ولاشي بس عيني دخل فيها غبار جواهر بسألك سؤال أنا مضايقتكم ؟
    .
    .
    جواهر : ليش تقولين هالكلام ؟ أنا أحبك وإنتِ مثل أختي ليش تضايقننا البيت كبير
    .
    .
    طرقت مرزوقة الباب
    .
    .
    جواهر : مين
    .
    .
    مرزوقة : أنا أمك مين بعد .هاه شلونكم كيفك سلطانة وش فيه ياسر أمس يبكي بالليل ؟
    .
    .
    سلطانة : بطنه تعوره مانام لين دهنتها وجواهر سوته له نعناع
    .
    .
    مرزوقة : جواهر مانامت أمس الليل ؟ عندها جامعه وإختبارات
    .
    .
    جواهر وهي تغمز لوالدتها : لأ يمه نمت بس صحيت شوي مع سلطانة بعد مانام ياسر كملت نومي
    .
    .
    مرزوقة : لالا مايصير أسمعي ياسلطانة حبيبتي البيت فيه شباب تعرفين عندي أربعة أولاد كلهم طولي ماشاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم
    .
    .
    وسلطانة تنصت لكلام خالتها مرزوقة
    .
    .
    جواهر : طيب يمه وش فيه عارفين هالكلام !
    .
    .
    مرزوقة : سلطانة أنا أخاف عليك وعشان كذا أبيك تنامين فوق مو في غرفة الشغالة لأ
    .
    .
    جواهر : أجل وين يمه ؟
    .
    .
    مرزوقة : فيه غرفة بجنب غرفة الشغالة
    .
    .
    جواهر : تقصدين المخزن ؟
    ,
    ,
    مرزوقة : إيه بنطلع منه كل الأغراض وبنرتبه لسلطانة وياسر
    .
    .
    كانت سلطانة تستمع لكلام خالتها مرزوقة وهي لا تستطيع أن ترد بكلمة واحدة تنظر لجواهر ومرزوقة وتستمع للحوار
    .
    .
    وبعد يومين كانت سلطانة في العلية .فوق بجانب غرفة لشغالة
    .
    .
    وبعد مرور شهــر
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة أبوي ماسأل عني ؟
    .
    .
    مرزوقة : إلا سأل قدم بلاغ
    .
    .
    سلطانة : بس
    .
    .
    مرزوقة : بس يعني وش تنتظرين منه ؟ شكله قال جاك يامهنا ماتمنى !
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة أبوي وحشني ودي أشوفه
    .
    .
    مرزوقة : سلطانة لو أوديك الحين بيتكم تدرين وش بيصير لي بيحبسوني أبوك بيتهمني إني سرقتك وخبيتك وأبوك وزوجته شرانين
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة أحس إني مثقلة عليكم وهالاحساس متعبني
    .
    .
    مرزوقة : لا ياسلطانة لا تقولين كذا لو تقولين مثل هالكلام بزعل منك
    .
    .
    وذات مرة وهي في المطبخ مع جواهر جاء أخوهم حمد وسألهم عن المقاضي
    .
    .
    فقالت مرزوقة : حليب وبيض
    .
    .
    قاطعها : أمس جبت كرتون حليب وبيض وين راحوا
    .
    .
    مرزوقة : خلصوا
    .
    .
    حمد : شكل الولد الصغير يآكل الأخضر واليابس
    .
    .
    سمعت سلطانة الحوار وهي تغلي شعرت بالإهانة تذكرت والدتها يوم كانت ترص الأغراض في مخزن كبير فهي وإن حدتها الظروف للمعيشة عندهم إلا أنها إبنة ناس بنت عز !
    .
    .
    حزنت أكثر لإن الكلام كان عن أخيها ياسر
    .
    .
    وبعد أيام سمعت صراخ بين مرزوقة وجواهر والأب عنها
    .
    .
    كان الأب يسبها هي وياسر ويسب والدها
    .
    .
    وفي هذه المره لم تمالك سلطانة نفسها صعدت لغرفتها ورتبت أغراضها وذهبها الذي لا يعلم عنه أحد وحملت أخوها الصغير بين ذراعيها وخرجت من المنزل
    .
    .
    .
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إلى أمي الغالية مرزوقة إلى من تركت في قلبي معاني الوفاء وعلمتني أن الدنيا لازالت بخير
    أقدم أسفي وأعتذراي لكِ على كل مابدر مني من مشاكل بينك وبين عمي أبو حمد بسبي وبسبب اخي ياسر
    أعرف أني كنت ضيفة ثقيلة عليكم
    وأنتِ تعرفين والدتي _رحمة الله عليها _ جيداً فقد عشتي معها عمراً وتعرفين عزتها وكرامتها وعنفوانها !
    معليش خالتي مرزوقة أنا وإنتِ قررنا وفكرنا وسبحنا عكس التيار بسبب ظروفي
    وبسبب خذلان والدي لي
    رسمنا خارطة وتغير كل شي الحين كيف مدري وين مدري ليه مدري
    سأغادر وأنا كلي لوعة وأشتياق لكم
    اليوم سأترك بيتكم الذي أكرمني وسأترك جواهروأنا مغتربة( بل حزينة )
    فحزني ! وفراقي ! وألمي ! معي نحن سوياً
    ودائماً سأظل في دائرة الأحزان
    .
    .
    خالتي مرزوقة ترى تركت عبايتي وأخذت عبايتك الثقيلة أبي كل من يشوفني يقول لي خالة أدعي لي فدعائك مستجاب لإنك أمي وحبيبتي وخالتي ومنقذتي وسلامي لجواهر الحبيبة
    .
    .
    أم ياسر
    .
    .

    *******
    اذا اكتشفت ان كل الابواب مغلقة
    وأن الرجاء لا أمل فيه
    وأن من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه.
    والقاها في سراديب النسيان.هنا فقط اقولك
    إن كرامتك أهم كثيراً من قلبك الجريح،،
    حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح
    فلن يفيدك أن تنادي حبيبآ لايسمعك وأن تسكن بيتآ لم يعد يعرفك أحد فيه
    ------------------------------------------
    أصعب اللحظات وأكثرها قسوة هي لحظات تمر بك وأنت تنتظر المجهول الذي لا ملامح له !





    رد مع اقتباس  

  5. #15  
    البارت الرابع عشششر


    .
    .
    .
    ****14****
    .
    .
    دخلت جواهــر غرفة سلطانة في العليه تبحث عنها ,لكنها لم تجدها ووجدت رسالتها
    .
    .
    قرأتها بصمت وهي تبكي ونزلت تنادي والدتها
    .
    .
    جواهر : يمه يمه الحقي سلطانه راحت
    .
    .
    مرزوقة وهي تضع يدها على صدرها بفزع : راحت وين ؟
    .
    .
    جواهر : أقري رسالتها
    .
    .
    مرزوقة : ياربي وين بتروح وش تعرف بهالدنيا ياويلي ويلاه أنا الي أخذتها من بيت أهلها أنا الي ضيعت الأمانة وين بتروح هالمسكينة حسبي الله عليك ياحمد أنت وأبوك
    .
    .
    جواهر تبكي هي ووالدتها
    .
    .
    جاء الأب وأخبروه
    .
    .
    أبو حمد: معقوله زعلت من كلامن متى سمعتنا لها .؟
    .
    .
    لايكون تعرف لها أحد و
    .
    .
    قاطعته جواهر : أبوي حرام عليك خلاص . هالبنت طاهرة ونظيفة ومتربية
    .
    .
    مرزوقة : أسمع هذي بنت ناس وبنت حمايل لكنها يتيمة وظروفها صعبة لا تتكلم عنها ولا تقذفها ترى عندك بنت وعندك عرض وأنت السبب الي خرجتها من البيتيتيمة وقهرتها بكلامك أنت وولدك ذليتوها
    .
    .
    الأب وهو خائف من عقاب الله : الله يهديها ليش تطلع من البيت ؟ لازم ندور عليها
    .
    .
    وخرج هو بنفسه يبحث عنها وحمد هو الآخر
    .
    .
    العائلة جميعها شعرت بالذنب ودموع جواهر ومرزوقة أثرت في الرجال أيما تأثير
    .
    .
    أما سلطانة فكانت تمشي في طريق ممهد تلاه طريق وعــر
    .
    .
    تارة تحمل (حبيبها ) ياسر وتارة تمسك بيده
    .
    .
    يبدو شكلها كخيال إمرأة عجوز بعبائة ثقيله عفرها التراب
    .
    .
    خرجت من المونسية وهي لاتدري هي الآن أين ؟
    .
    .
    كانت تجريومن ثم أضناها التعب ومشت
    .
    .
    وبعد مابدأت الشمس في المغيب بدأ الخوف يسيطر عليها من المجهول والظلام
    .
    .
    ياسر : ماما أنا عطشان
    .
    .
    سلطانة وهي (متوهقه ) : طيب بنشتري ماي وهي لا تحمل في حقيبتها قرشاً
    .
    .
    أخذ ياسر يبكي حتى شاهدت مسجداً وكأنما رأت نهراً بماء زلال أو هو أعظم فركضت تمسك بيده وهو يركض
    .
    .
    دخلت مصلى النساء وجدت في الخارج برادات مياه حديدية شرب ياسر وشربت هي
    .
    .
    وصلت المغرب
    .
    .
    وبعد الصلاة توجهت إلى القبلة تدعوا الله أن يحفظها وأخيها ويدلها إلى طريق آمن وهي تبكي وتنتحب تذكرت دعوة والدتها : الله يسخر لك الطيب
    .
    .
    أخذت تقول بصوت عال : يارب سخر لي الطيب .يارب سخر لي الطيب نجني يارب أحفظ ياسر وأحفظني يارب
    .
    .
    خرجت من المسجد وهي لاتدري إلى أين تذهب
    .
    .
    وقبل أن تغيب الشمس بالكلية شاهدت شيخ سوداني ذو لحية بيضا كثيفة وعمامة كبيرة فوق رأسة يسقي زرع أمام إستراحة قديمة مكتوب عليها بخط متعرج وغير واضح _إستراحة الباطنية _
    .
    .
    أقتربت منه وهو مشغول بالري
    .
    .
    نظر أمامه وهو الشيخ الطاعن في السن فوجدها أرتعد وقال : بسم الله الرحمن الرحيم
    .
    .
    سلطانة : ياعم أنا بدوية ضايعة في هالطريق
    .
    .
    السوداني : وين تبغي تروحي
    .
    .
    سلطانة : مدري لكن الحين ولدي تعبان وأنا مريضة ولازم نقعد في مكان لين الصبح وبنغادر
    .
    .
    نظر إليها الشيخ برحمة وبشفقة وقال: فيه غرفة صغيرة بجنب غرفة الحارس
    .
    .
    سلطانة : أي حارس لإني أخاف
    .
    .
    أردف قائلاً : ماتخافي أنا الحارس
    .
    .
    أدخلها الرجل السوداني في غرفة صغيرة معها ياسر الذي ينظر لا يدري هو أين الآن
    .
    .
    وفي الليل سمعت سلطانة أصوات رواد الأستراحة وهم يضحكون ويلعبون بلوت أحدهم يمسك بالعود ويدندن !
    وآخرين يغنون وأصوات المعسل والأغاني تمتزج رائحة الدخان وطبخ العم عصمان الذيذ
    .
    .
    كانت سلطانةخائفة جداً تضم ياسر بقوة
    .
    .
    أنساها الخوف شعورها بالجوع لكن ياسر الطفل الصغير الذي لازال يشرب الحليب في القنينة !
    .
    .
    وهو جائع الآن !
    .
    .
    أخذ يبكي
    .
    .
    وهي لاتدري ماذا تفعل ؟ أتخرج في وقت متأخر من الليل الساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل !
    .
    .
    طرق أحدهم الباب
    .
    .
    سلطانة : مين ؟
    .
    .
    العم : أنا عمك الطيب
    .
    .
    سلطانة : وش تبي ؟
    .
    .
    العم الطيب: خذي الطبق هذا عشاكم
    .
    .
    فتحت طرف الباب وأخذت الطبق وكيس به مشروب غازي وقارورة مياه معدنية
    .
    .
    ياسر وهو ينظر في الطبق ويهز رأسه : هم .هم ؟_ يعني أكل _
    .
    .
    نظرت سلطانة في عيني الصغير الجائعة وهزت رأسها وهي تبكي كيف وصل بهم الحال إلى هنا
    .
    .
    وضعت الطبق وأخذت تأكل من كبسة الدجاج الساخنة وتطعم ياسر وأفرغت المشروب الغازي في قارورته التي أعتاد على رضاعتها وألقمتها ياسر الذي لا ينام إلا بها
    .
    .
    وبعد لحظات شعرت بالشبع وبالدفء وأحتضنت ياسر وغطت في نوم عميق
    .
    .
    وفي الصباح خرجت فوجدت العم الطيب
    .
    .
    العم الطيب: صباح الخير
    .
    .
    سلطانة : كيفك عم الطيب
    .
    .
    العم الطيب: واللهي تمامعساكم أرتحتوا أمس
    .
    .
    سلطانة : الحمد لله وشكراً على الكبسة
    .
    .
    العم الطيب: أنا يوم كنت شباب كنت طباخ عند أمير وداير أسوي كبسات وطبخات .
    .
    .
    سلطانة : عم الطيب ثقلنا عليك
    .
    .
    العم الطيب: ماتقولي كذا أنتي زي بنتي خديجه بالضبط بنتي خديجه فيها سرطان الثدي عندي أربعة بنات وولد واحد وخمسه حفيدات كلهم في الرياض يشتغلوا في قاعة زواجات يسوو القهوة والشاي وزوجتي أم عصمان هي رئيسة العاملات في القصر وأشوفك زي بنتي يا أم ياسر
    .
    .
    سلطانة : أنا جيت الرياض أتعالج وجينا هنا ندور لبن جمال وضعت من أهلي
    .
    .
    العم الطيب: الله يشفيكي طيب كم الرغم ماعندهم موبايل ماعندهم تلفونات
    .
    .
    سلطانة : نحنا بدو وأول مره نجي الرياض ومانعرف هالأشياء والجوالات وأنا مريضة ومن التعب ضيعتهم
    .
    .
    العم الطيب: والولد الصغير يووه يده كلها جروح هو مريض ؟
    .
    .
    سلطانة بتردد : إيه إيه هو مريض
    .
    .
    العم الطيب: مرضك معدي ؟
    .
    .
    سلطانة : أدعي لي ياعم الطيب
    .
    .
    العم : الله يشفيكي يابنتي أصبري عليكي بالصبر يوم كنت عند الاميركان داير يقول لي أبشر ياعم أبو عصمان وأفرح لما يقول لي أبشر وربك يقول وبشر الصابرين ,,
    .
    .
    سلطانة : ونعم بالله عم الطيب .أنا وولدي لازم أروح من هنا ؟
    .
    .
    العم الطيب : والله ماتروحي لين يجو أهلك يسألوا عنك إنسانة مريضة وولدك مريض تروحوا وين يعني ؟ ما أخليكوو تروحوا
    .
    .
    شعرت سلطانة بالإمتنان وبالجميل تجاه هذا الشيخ وبنوع من الرضا
    .
    .
    ومكثت ثلاثة أيام بمباركة وبحماية من الرجل السوداني الطيب الأمين الطيب أبو عصمان
    .
    .
    ولكنها لا تعلم بعد من هم مرتادي الإستراحة تسمع قرع نعالهم وأصوات تحياتهم لبعض بل وحتى نكتهم وتعليقاتهم وهم يدخلون ويخرجون ومن ضمنهم رجل أسمه إبراهيم وآخر مسيند وثالث صالح تسمعهم
    وهم لا يعلمون عن أمرها شيئاً .
    .
    .
    .
    .
    كانت والدتي دائماً تدعواالله أن يسخر لي الطيب لكن لم أكن أعلم بإن كرم الله سيسخر لي الطيب في هذا الوقت الحرج !
    وبإسمه (الطيب ) ماأجمل دعوات الأم تصل حتى وهي ميتة إنها تلك الدعوات المدخرات .
    .
    يَـــآرَب

    إنْكـ تَقْرَآ آلرَسَآئِل آلمؤجَلَة فِي قُلوبِنآ
    وَ آلعَنَآوين آلحَزينَة فِي آعْيُنِنآ
    وَ تَسْتُر خَيْبَآتِنآ
    وَ تَعْلَم حَجْم الآمَآني آلتِي كَبُرَت
    وَ شَآخَت وَ آوْشَكت عَلى آلمَوْت
    فَ آللهُم إنْي آسْآلَكـ
    آنْ لآ تَجْعل لِلشيخ الطيب هذا
    أمْنِيَة مُعَلْقَة فِي قَلْبِه إلا حَقْقتَهآ
    و آفــتـح له آلـخــيَــر "
    فيَ گِـلَ آلآمـوَر
    فَ نــحنَ لآ حــولَ لنــَـآ
    و لآ قــوَوَوَه " منَ دونـگِ
    .





    رد مع اقتباس  

  6. #16  
    البارت الخامس عشر


    .
    .
    .
    *****15*****
    .
    .
    في مكان قريب جداً من الثمامة تقبع تلك الإستراحة العتيقة .
    .
    .
    روادها من شباب الطبقة المتوسطة إلى الكادحة الغير متعلمة تعليم عالي
    .
    .
    قائمة على نظام ((القطة)) حتى راتب العم الطيب قطة .ومعروف أن نظام القطة فيه بركة !
    .
    .
    لكنهم أحياناً يجلبون نوع من الدخان المخلوط بحشيش فيسكرون عليه !
    .
    .
    لذلك سموها إستراحة الباطنية والباطنية هي أقدم حواري القاهرة التي أشتهرت بتجارة الحشيش والمخدرات !
    .
    .
    أسس الإستراحة ثلاثة أصدقاء هم:
    صالح : رجل في آواخر العشرينات بداية الثلاثينات متزوج من إبنة عمه التي لا يحبها لإنه أجبر على الزواج منها وهي زوجة محبوسة مكبوتة لا تهتم بشكلها كثيراً وهي إضافة إلى هذا وذاك غير جميلة وبدينة وكل سنة لها مولود جديد لاتفكر سوى في صالح أين ذهب وماذا سيأكل زوجها هو محور حياتها أشغلت نفسها به فأصبح هو أهم لها من روحها ونفسها وشخصيتها وحتى أولادها !
    وصالح بالمقابل كان يهرب من البيت ومن زوجته للإستراحة فكانت الإستراحة كملاذ له ليشاهد الجميلات الغانيات الفاتنات على الشاشة ويتغزل فيهن ويندب حظه ودائم يتكلم عن موضوع الزوجة الثانية

    ومسيند:رجل في نفس عمر صالح لكنه غير متزوج كثير السفر للخارج _ الله أعلم ماذا يفعل _ كل كلامه عن النساء الأجنبيات ورشاقتهن والروسيات والرقيق الأبيض !
    .
    .
    وكان أكثر المتأثرين بكلامه هو صديقه صالح
    .
    .
    وإبراهيم رجل مكافح ثلاثيني تزوج من صديقة أخته في المدرسة وكانت زواجة غير موفقة لإن زوجته كانت مغرورة بجمالها ومال أبيها !
    وإبراهيم المتواضع كان يعمل على نقل البضائع على شاحنة كبيرة يحمل شهادة المتوسطة !
    لذلك نظرت له زوجته نظرة الدونية فهي متعلمة أكملت شهادتها الجامعية معه فهو السائق الذي كان ينتظرها في قيض البرد وحر الصيف اللافح . وهو القروي مثل ماكانت تنعته .
    .
    .
    طلقها بعد مانالت كثيراً من عزته وكرامته كرجل !
    وأنجبت له حلا
    .
    .
    تلك الطفلة التي أصبحت بالنسبة له هي الدنيا ومافيها
    .
    .
    عاش إبراهيم يعمل ويكدح لأجل تلك الزهرة وطلق زوجته بعد ما تعدت حدود الأدب وتحدته أن يطلقها فطلقها وقبل التحدي وحفظ ماتبقى من ماء وجهه !
    .
    .
    وبعد تجربته الأولى كره جنس المرأة كل من لها علاقة بحواء !
    .
    .
    أما باقي الشباب هم أعضاء دائمون يخضعون لإنظمة يقررها الأصدقاء الثلاثة
    .
    .
    بعد مرور أسبوع على إقامة سلطانة في الإستراحة بدأ تسائل صالح عنها ؟ وعن ياسر الذي أصبح يراه بإستمرار مع العم الطيب
    .
    .
    فسأل أصدقائه .لكنهم لم يعرفوا من هي هذه الزائرة المقيمة في إستراحتهم
    .
    .
    صالح : يمكن إنها بنت العم الطيب أشوفه ماعلمنا ولا قال شي عنها
    .
    .
    مسيند: ياشيخ الولد الصغير أبيض تقول هذا جده ؟ ماعندك سالفة إلا إذا كانت بنته متزوجه لبناني !
    .
    .
    صالح : وشهو له نقعد نحلل ماكفاكم تحليل المباريات قوموا خل نسأل العم الطيب
    .
    .
    إبراهيم : وش بنقول له ؟
    .
    .
    صالح : نقول له من هي هذي ؟ وش تطلع ؟ ترى ممكن تسبب لنا مشاكل يمكن إنها حرامية هاربة
    .
    .
    مسيند : صالح تكفى أنطم يالشقردي حرامية مره وحده؟ وهاربة بلى من أم بي سي أكشن الي لاعبه بحسبتك .مشغلها ليل نهار أقول قوموا نسأل السوداني وبس
    .
    .
    ذهب الثلاثة وسألوا الحارس
    .
    .
    العم الطيب : والله داير أقولكم ايش.
    هااااادي بنت مسكينه ضاعت من أهلها ومعاها ولدها وجات زي عابر السبيل تسألني وأنا رحمتها والله شكلها وولدها في هدا البرد يتلدشو
    .
    .
    صالح : طيب من وين جاية
    .
    .
    العم الطيب : هي بدوية أهلها ضيعوها
    .
    .
    مسيند: شلون
    .
    .
    العم الطيب كان سيخبرهم بمرضها_ الذي أدعته_ ولكنه تردد وآثر إخفاء المرض خوفاً عليها فربما طردوها ! ولإن إبنته مريضه فهو يعلم جيداً أن المرض شأن خاص ليس كل من هب ودب خاض فيه !
    .
    .
    إبراهيم : طيب وبعدين
    .
    .
    العم الطيب : وبعدين أنا أتفقت معها تقعد عندنا هنا لين أهلها يسألوا عنها ووالله الحرمه هادي لها أسبوع ماشفت منها إلا كل خير حتى تنظيف الإستراحة بعد ماتطلعوا كلكم تدخل هيا وتنظفها
    .
    .
    صالح : أشووووووووف الإستراحة تغيرت ! وأنا أقول ليش المكان نظف
    .
    .
    العم الطيب : أنا خلاص رجال كبير حتى ما آشوف زين
    .
    .
    نظر الثلاثة في بعض ورجعوا للإستراحة وهم يتحدثون عن تلك البدوية الضائعة ما أسمها وما هو أسم قبيلتها ؟
    .
    .
    إبراهيم : ياناس وهذا همكم تعرفون من هي خلو خلق الله على الله
    .
    .
    مسيند: نبي نعرف من هي وترجع لأي قبيلة وأي فخذ لإني مثل ماتعرفون أعرف بعادات وتقاليد وطبائع الناس
    .
    .
    إبراهيم : اقول خلوها في حالها وسرها الله أعلم به
    .
    .
    صالح : ونسكت وحده قاعده في حلالنا ولا ندري عنها أفرض الهيئة جات بكره وضفونا !
    .
    .
    إبراهيم : أنا أقول نكسب خير فيها وخل نصبر يومين ونشوف
    .
    .
    أنتشر الخبر بين جميع شباب الإستراحة أن هناك إمرأة غريبة محاطة بهالة من السر وعليها علامة إستفهام كبيرة !
    .
    .
    أما سلطانة فقد أحاطها العم الطيب بالرعاية والحنان الأبوي الذي كانت تحتاجه يكفي أنها شعرت في حضرته بالأمان والكرامة فلا هو يستكثر عليها لقمة ولا يضايقها
    وكانت تنظف المكان وتساعده حتى في الطبخ
    .
    .
    أصبحت تطبخ أصناف الطعام وتنظف بمهارة وإخلاص والعم الطيب يأخذ ياسر ليريه الأحصنة في الإستراحة المقابلة
    .
    .
    ومرة وهي تنظف مكان الحطب كانت حافية فدخلت في قدمها شوكة حاولت أن تخرجها ولم تستطع جلست تبكي من الألم وتنادي العم الطيب لكنه لم يسمعها فجلست ممددة رجلها التي أصبحت تنزف وأمتلأ المكان بالدم
    .
    .
    حتى شعرت أن أحدهم قادم إلى مكان الحطب
    .
    .
    كان إبراهيم ومسيند يحملان حزمة حطب كبيرة شاهدوها وهي متكمكمة في عبائة خالتها مرزوقة
    .
    .
    سلطانة تبكي وتتألم
    .
    .
    إبراهيم : خير إن شاء الله لا تخافين يالخالة بسيطة
    .
    .
    حاول أن يساعدهاهو ومسيند لكنها لم تأذن لهم بل تحاملت على الألم ووقفت تمشي وقدمها متورمة من كثر النزف نادى إبراهيم العم الطيب لإنها لم توافق أن تذهب معهم من دونه !
    وأخذوها إلى أقرب مستوصف وأخرجوا الشوكة الشرسة من قدمها وخاطوها بسبعة غرز
    .
    .
    إبراهيم : حمد الله على السلامة
    .
    .
    مسيند: ماتشوفين شر ياخالة سألونا عن إسمك وماعرفنا وش أسمك
    .
    .
    وسلطانة لم تتفوه بكلمة
    .
    .
    حتى خرجت من السيارة
    .
    .
    إبراهيم : وش قلة الذوق هذي خلاص المستوصف مشوها لازم تعرف الإسم أحرجتها حرام عليك
    .
    .
    .
    مسيند : ومن متى الإسم عيب ولا سبه !
    .
    .
    براهيم : مآدري بس شكلها مسيكينه الله يستر عليها
    .
    .
    وفي الليل تجمع الجميع ومسيند يحكي لهم قصة جرح البدوية
    .
    .
    صالح : وراكم ماعلمتونا نساعد هاه عرفتو عنها شي
    .
    .
    مسيند :والله شكلها صاروخ رجلها بيضاء تقول ثلج
    .
    .
    .
    إبراهيم : أنا ماشفت إلا الدم .وبعدين وش هالكلام أنت ماتخاف من ربك ورمى بفنجان القهوه وغادر المكان
    .
    .
    صالح : إبراهيم مسوي غض البصر ومن هالكلام ههههههههههه
    .
    .
    .
    مكثت أسبوع آخر وقاربت الشهر وفي كل يوم يزيد فضول شباب الإستراحة أكثر وأكثر
    .
    .

    .
    .
    حتى الشــــوكة لايذهب ألمها سدى><


    فكيييف !!
    بـــ أوجاعنا المكبوتة!><
    إن لنا في البلاء


    أجـــــــــوووور =)





    رد مع اقتباس  

  7. #17  
    .
    .
    .
    *****16****
    .
    .
    هناك في بيت سلطانة الحقيقي كانت عزيزة ممدة على سرير النفساء تخدمها شغالة جديدة ومدلكة ماهرة وطبخات خاصة للنفاس لقد أنجبت البنت الثانية
    .
    .
    لم تكن عزيزة تبالي بسلطانة بل كانت تتمنى أن لا تعود في مرتاحة في ظل عدم وجودها !
    .
    .
    .
    أما والدها فكان مشغول البال على سلطانة وياسر أين ذهبوا ؟ ماذا يأكلون ؟ أين ينامون ؟ وهذا مايفكر فيه الأب توفير الماديات الأكل والسكن والشراب
    بعكس الأم التي لو كانت موجودة فلن يهنأ لها بال لإنها لن تنام حتى يرجع ضناها لحجرها الأم تفكر في ماهو أعمق وأسمى وأرق !
    .
    .
    ولازلت عزيزة مترصدة لسلطانة حتى وهي غائبة !
    .
    .
    عزيزة : لا تفكر يابو عبد الله بسلطانة خلاص الي عليك سويته بلغت عن فقدانها وخلي الأمن والسلطات يدورون عليها وبعدين هي راحت وربي بدلك ببنتين غيرها !
    .
    .
    نظر الأب في عزيزة نظرة غضب إنه لايزال أب ويشعر بإنه ظلم سلطانة كثيراً في داخله مساحة كبيرة من الخوف على أبنته الأولى وأبنه الأخير !
    في غيابها عرف قدرها إنه يفتقدها !
    .
    .
    وكذلك عبد الله ومحمد المفؤدين لازالت زوجة أبيهم تعاملهم معاملة سيئة .وهم دائماً يذكرون سلطانة إنها الملاذ الآمن والآن لاملاذ !!!
    .
    .
    وفي مكان بعيد سلطانة تنزوي في غرفة صغيرة تتذكر والدها وكأنها تشاهد عينيه دامعة أمامها هو مغلوب على أمره !
    البعد عنه علمها أن تختلق لوالدها الأعذار البعد يخلق الشوق وهي الآن في أسمى حالات الشوق تريد رؤية والدها وعبدالله ومحمد تريد العودة إلى بيتها إنها غريبة منفية في وطنها
    .
    .
    دائم تتذكر وتفكر لماذا هربت ؟ ربما لو تزوجت من والد خالتي عزيزة ستكون الأمور على مايرام كنت أحتاج فقط الصبرعلى قدر معلوم مع شيخ مسن وأنا الآن أصبر على المجهول وتشعر كثيراً بالندم تذكرت والدتها وحنانها وحبها
    .
    .
    .
    .
    خرجت بعد ماغادر الجميع الإستراحة وأخذت ترتب المراكي وجدت سلسلة مفاتيح مع جوال بجانب مركى فأخذته تريد أن تعطيه العم الطيب أبو عصمان
    .
    .
    أتجهت للمكان الذي إعتاد فيه الشيخ السوداني أن يحتسي الشاي
    .
    .
    سمعته يكلم أم عصمان ويسأل عن خديجه وعن بناته وأحفاده
    .
    .
    أنهى المكلمة وقال لسلطانة : بكره إن شاء الله إجازة والشباب مابيجو كلهم يروحو مع أهاليهم تعرفي من بيجي بكره هنا
    .
    .
    سلطانة لإنها سمعت المكالمة : أم عصمان
    .
    .
    العم الطيب : ههههههههههه صح ززكية ماشاء الله عليكي
    .
    .
    سلمت سلطانة المفاتيح والجوال للعم الطيب
    .
    .
    .
    .
    وبالفعل حضرت أم عصمان وتعرفت على سلطانة أخذت سلطانة تتحدث معها بحب وإرتياح لإنها إنسانة قادمة من أرياف السودان أولئك المخلوقين على الفطرة الذين لم تغيرهم المدنية والشكليات
    .
    .
    مكثت يومين هي أيام الإجازة ومن ثم رجعت لبيتها ومكان عملها
    .
    .
    وسلطانة تحمل في قلبها ذكريات جميلة عن تلك العائلة فالأم مثل الأب تماماً طيبة يغلف قلبها حب ورحمة للآخرين
    .
    .
    مر الشهر الثاني وسلطانة لم تغادر
    .
    .
    وفي يوم تواعد الجميع على الحضور مبكراًَ لإن اليوم مبارة بين الهلال والنصر !
    .

    ولم تكن تعلم هي بموعد حضورهم كانت ترتب الإستراحة فشعرت بقدوم أحدهم
    .
    .
    نظرت فوجدت شخصين يدخلون الخيمة أحدهم شاهدها
    .
    .
    فتصلبت في مكانها
    .
    .
    أشار لصديقه أن هناك إمرأة في الخيمة !
    .
    .
    دخل مسرعاً مع صديقة وأغلقا الباب الثقيل وهي تنظر بخوف وهلع
    .
    .
    أقترب الأول منها وأخذ يهدأ من روعها وهي تنظر لاتدري ماذا يريد !
    .
    .
    عندها أقترب الثاني وأمسك بها وياسر ينظر بخوف لأخته
    .
    .
    أمسكت بيده بكل قوتها وغرزت أظافيرها وكأنها مخالب لبوة وأبعدته بكل ما أوتيت من قوة
    .
    .
    أقترب الثاني وهو يقول لها : أسمعي وش بينقص منك ؟ إنتِ متزوجة و طريقك سالك ماعندك مشاكل ؟
    .
    .
    قال الأول : بنعطيك فلوس !
    .
    .
    قالت بصوت عال وهي ترجع للخلف : أسمعوا والله الي يقترب مني لا .
    .
    .
    ضحك الأول وقال : وش بتسوين يعني ؟
    .
    .
    والثاني ينظر إليها وهو موقن تماماً أنه سينال منها
    .
    .
    وعندما هم أن يمسك بها أنكشف ذراعها
    .
    .
    وكان الثالث يحاول أن يفتح باب الخيمة السحاب الصاديء !
    .
    .
    وهي تصرخ بكل صوتها الله يعافيكم لأ خلوني الله يستر عليكم !
    .
    .
    سلطانة : أسمعوا أنا بقول لكم سر عني قبل ماتلمسوني للأمانه بس عشان تعرفون السر هذا ماحد يعرفه أنا هربت من زوجي لإني مصابه بمرض معدي شوفوا يدي كلها جروح وتقرحات من هذا المرض شوفوا ولدي الصغير ذهبت مسرعة وأخذت تريهم يده وظهره !
    .
    .
    وهم ينظرون بخوف ووجل
    .
    .
    تركوها وذهبوا يفتحون باب الخيمة الثقيل
    .
    .
    لقد كان إبراهيم هو من يحاول فتح باب الخيمة
    .
    .
    نظر في زملائة نظرة تعجب وكأنه يقول لهم مالخطب ؟
    .
    .
    شاهد الفتاة تضم الولد الصغير في منظر مزري يندى له الجبين
    .
    نظر إليهم إبراهيم كله أسألة وإستفسارت لقد سمع وهو في الخارج ندائها وإستنجادها وسمع أيضاً أنها توسلت لهم وأخبرتهم أخيراً أنها مريضة
    .
    .
    نظر في أصدقائة فقالوا : تصدق إنها طالبتنا نجي هنا عشان !!
    .
    .
    إبراهيم : إنتم إيش ؟
    حرام عليكم خافوا ربكم تكذبون عليها سمعت كل شي ومن أول وأنا عند باب الخيمة أحاول أفتح لا تقذفون الحرمه ومريضة فوق كل هذا ؟ أنتم وحوش ولا بشر ؟
    .
    .
    خرج مسرعاً يلحق بها .
    .
    .
    إبراهيم : أم ياسر أم ياسر
    .
    .
    وهي تجري ترتعد من هول ماحصل لها
    .
    .
    إبراهيم : أم ياسر ممكن أقول لك شي
    .
    .
    بكى ياسر فتوقفت لتحمله
    .
    .
    إبراهيم : آسفين يالطيبة على كل الي صار تراهم سكرانين إثنينهم مو بعقولهم وإنتِ عاقلة وفاهمة والله يشفيك من كل مرض
    .
    .
    سلطانة صامتة وهي في الحقيقة تبكي
    .
    .
    ذهبت وتركته أتجهت لمكان العم الطيب فوجدته يتحدث مع زوجته وبناته
    .
    .
    .
    فلم تخبر العم الطيب حتى لقد مر عليها حدث عظيم !!
    .
    .
    آثرت الصمت وأتجهت لغرفتها تبكي
    تذكرت والدتها وكيف كانت توصيها على نفسها كانت تقول لها لو أتصل أي شخص غلطان في الرقم أقفلي السماعى في وجهه ولا تعطين أي شخص وجه !
    كانت تطلب منها أن تغطي حتى عينيها في السوق خوفاً عليها من النظرات الأجنبية الجائعة
    .
    .
    وهي الآن تتعرض للإغتصاب من مخمورين !
    .
    .
    أشتاقت لوالدتها كثيراً أشتاقت أن تشتكي وتبوح لها ,,!
    ,
    .
    .
    .
    .
    .
    ‏​يتحدثون عن اﻻشتياق . .
    فلا تجذبني تلك الآحآديث !
    آي شوق يعذبكم وانتم
    قادرون على لقاء آحبتكم !
    ترفع السمآعه فـ إذا بصوته
    لو بحثت لرأيته آمام عيناك ،
    اﻻشتياق الحقيقي هو لمن تحت التراب
    آشتياق مميتّ ممزوج بحنين قآتل
    لن تعرفوا مررارة طعمه مالم تذوقوه ♡̷̷̷̷̷̷
    فهنيآآ لكل من آشتاق لغآلي فوجده
    ﻻتكابر بحنينك !
    آذهب وآحتضنه ، آخبرره كم تحتاجه
    قبل ان يذهب هو آيضآ
    الى حيث ﻻيعود ;
    يارب . .
    فيِ القُبورَ آحبآب يتقطّع الفؤآد لِ فرآقهم
    ربي ,
    آرحمهم و أكرم نُزلهم
    و أبدلهُم بِ دآر خيرٌ من دآرهم ♡ . .

    اللهم امين يارب





    رد مع اقتباس  

  8. #18  
    .
    .
    ****17****
    .
    .
    .
    طالت مدة مكوث سلطانة وياسر في تلك الغرفة الصغيرة الدافئة
    .
    .
    وبعد تلك الحادثة الشنيعة التي واجهتها طالت مده مكوثها أكثر وأكثر في خدرها
    .
    .
    حتى أستغرب العم الطيب وشك في الموضوع !
    .
    .
    سائت نظافة ممرات الإستراحة والصالة أما الخيمة فأصبحت كئيبة متسخة والحطب والرماد وبقايا الأكل هنا وهناك يلوث المكان ويعكر المزاج والرائحة ايضاً
    .
    .
    مسيند وهو يشيح بيده أوراق وبقايا سجائر : وين ابو عصمان ماصار ينظف هالسوداني العجاز بعذره كسل السودانيين يجري بدمه
    .
    .
    صالح بإمتعاض : خذ له فتره ينظف ويبخر المكان والإستراحة الباطنية بشهادة كل الشباب أنظف إستراحة في الرياض فايف نجوم تفتح النفس
    .
    .
    إبراهيم : والله العم أبو عصمان مهوب مقصر لكن الي كانت تنظف صدق هي أم ياسر الله يشفيها ,,
    .
    .
    مسيند: وراك كل شوي تطريها ياااااااااخي عرفنا ؟ تراها مريضة قاضية كل جسمها جروح
    .
    .
    إبراهيم : اأنا قلت الله يشفيها
    .
    .
    مسيند: وش فيك كل شوي تعيد السالفة
    .
    .
    إبراهيم : أي سالفة ولا على رأي المثل المصري الي على راسه بطحا يحسس عليها
    .
    .
    وقف مسيند بغضب : إبراهيم شكلك ناوي شر اليوم
    .
    .
    إبراهيم : هالحين من الي أخطأ وغلط ؟ وومن هو المفروض ينطم ويسكت ومايفتح جروح أنقفلت ويستر على نفسه
    .
    .
    صالح بصوت منخفض : صدق يامسيند أسكت لا يفضحنا إبراهيم تراه إذا تهور خربها للحين مآحد يعرف السالفة ذيك
    .
    .
    مسيند : الله يآخذها ويفكنا من شرها
    .
    .
    إبراهيم : إلا الله يعافيها لولدها
    .
    .
    مسيند بغضب : لااااااااا أنت من صدق تحتاج تأديب
    .
    .
    تعارك مسيند مع إبراهيم
    .
    .
    وبعد دقائق سيطر أعضاء الإستراحة على الوضع
    .
    .
    ذهب مسيند غاضباً .
    .
    .
    وبعد ما هدأت النفوس
    .
    .
    صالح : وش فيك يابو حلا موضوع أنتهى والحرمة هذي بقلعتها حنا أصحاب من متى تجي هالنزغة تفرقنا
    .
    .
    إبراهيم : لا تقول عليها نزغة مهما كان هي بنت ناس وماندري وش حدها على القعده في غرفة مترين في مترين وماشفنا منها إلا كل خير
    .
    .
    صالح : إبراهيم عارفينك من يومك وأنت قلبك طيب وترحم الضعوف والمساكين بس هذا صديقك من أيام المتوسطة
    .
    .
    إبراهيم : صالح الله يعافيك قفل الموضوع بكره عندي خط بمسكه ولازم أروق
    .
    .
    صالح : لا تعودونها و
    .
    .
    قاطعه إبراهيم وهو يحمل شماغه بعد معركة ومشادة كلامية : صالح في أمان الله
    .
    .
    .
    اليوم التالي حضر مسيند منفخة أوداجه وقال للجميع : أنا عقب الي سواه إبراهيم فيني مالي قعده بينكم
    .
    .
    صالح : يعني شلون ؟
    .
    .
    مسيند : يعني تختارون تصويت يا أنا ياإبراهيم !
    .
    .
    ضج الجميع بصوت واحد قائلين مسيند أنت الراس الكبيرة هنا من فوقك وحنا نبيك أنت لإنك أقوى وموفر كل شي هنا وفاضي ومتفرغ لهالمكان
    .
    .
    صالح : وش كلام المبزره ذا .يا أنا يا إبراهيم لعب عيال ؟
    .
    .
    مسيند : صالح تكفى لا تحرجني أختاروصوت
    .
    .
    صالح : أصوت ؟ لبن فطيس وين حنا بوه لا نكون في شاعر المليون
    .
    .
    مسيند : لاااااااااا
    .
    .
    صالح : في أرب آيدول ؟
    .
    .
    مسيند: صالح مهوب وقت تنكيت و لاتقعد تحوسنا الشباب صوتوا
    .
    .
    صالح : تصور نقول لإبراهيم النشمي الي تعب في الإستراحة أنت الآن خارج المنظومة والسبب صديقك مسيند !
    .
    .
    دخل العم الطيب يضع فنجين القهوة
    .
    .
    مسيند : يابو عصمان وش هالقذاره بيآكلنا النمل والدود شوف الخيمة شلون ؟
    .
    .
    العم الطيب : والله أنا رجال كبير وأنا داير أشتغل هنا طباخ بس التنظيف مآقادر أنظف أعذوروني ياجماعة الخير
    .
    .
    مسيند : نعذرك ؟أجل يابو عصمان بيض الله وجهك وحنا لازم نشوف لنا واحد هندي ولا بنجلاديشي ينظف المكان لإنك تآخذ راتب على ولا شي
    .
    .
    العم : الطيب : الله يسامحك كدا على طول ولاشي .لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .
    مسيند : اعتبر نفسك من الشهر الداخل خلاص لين نلقى لنا واحد يقدر يشتغل صح
    .
    .
    خرج العم أبو عصمان حزين وكئيب
    .
    .
    صالح : مسيند وش الأسلوب ؟
    .
    .
    مسيند: يآخي لا زم تكوون أستريت مع العمالة أجل معيشنا في مزبلة وندفع له ونسكت له خله ينقلع بس
    .
    .
    صالح : تسمع بالصراحه و حرام عليك الرجال ماقصر كم سنه يخدمنا يكفينا إنه أمين ويصلي ويطبخ ويصلح شاي أبو غزالة السوداني .أحلى شاي ممكن تشربه في حياتك
    .
    .
    .
    خرج العم الطيب مكتئباً وذهب ونادى سلطانة وأخبرها
    .
    .
    حزنت كثيراً لأجله
    .

    .
    .
    العم الطيب :قال لي مهله شهر لكيييييييين اليوم لازم أحزم كل أمتعتي عشان أروح خلاص مالي ولا قعده ولا يوم زياده هنا ولا قدرو عشرة العيش والملح بيني وبينهم ياساتر
    .
    .
    سلطانة بإنكسار: وين بتروح ؟ وتتركنا ؟
    .
    .
    العم الطيب : أنا بشتغل حارس في قاعة الزواجات مع زوجتي وبناتي
    .
    .
    سلطانة : وحنا ياعم الطيب
    .
    .
    العم الطيب : أنتي أم ياسر وياسر إبنك تيجو معايا تشتغلي مع أم عصمان شفتيها بعينك تبغاكي وقالت إن صاحب القصر محتاج صبابات قهوة
    .
    .
    بكت سطانة
    .
    .
    العم الطيب : قلت ليكي من البداية أنا في مقام أبوك الحين لين تلاقي أهلك هيا قومي لفي أغراضك وأشيائك هيا هيا أصلاً إنتِ صار لكم كم يوم ماعاجباكي القعدة هنا
    .
    .
    رتبت سلطانة أغراضها وحملها العم الطيب ووضعها خارجاً ووقف ينتظر مجيء السائق بصحبة زوجته أم عصمان
    .
    .
    .
    وصل إبراهيم وشاهد العم عصمان يحمل عصاته يرتدي بشته الذي يلبسه فقط إذا كان مسافراً للسودان
    .
    .
    نظر من بعيد بتعجب أقترب منهم
    .
    .
    إبراهيم : عم أبو عصمان وش فيك لا يكون مسافر ام درمان ؟.
    .
    .
    العم عصمان بزعل: لا لا أنا خلاص ماشي من عنديكو
    .
    .
    إبراهيم : سلامات ليش ؟ لا يكون أحد قال لك كلمة ولا زعلك ولا شي
    .
    .
    العم عصمان : قالو لي على بلاطة أخرج من عندنا وسخت المكان !
    .
    .
    إبراهيم : مين قال لك
    .
    .
    العم عصمان : الشباب جوات المطرح أدخل أسئلهم بنفسك أتأكد
    .
    .
    .
    دخل إبراهيم وحدثت مشادة كلامية أخرى بينه وبين مسيند
    .
    .
    إبراهيم : أنت وش من خلق الله.؟ مافي قلبك نخوة وفا
    .
    .
    صالح :نخوة مين . إبراهيم وأنت وش فيك مسوي محامي للجميع مصلح إجتماعي حضرت جنابك
    .
    .
    إبراهيم : الي مايبي العم أبو عصمان يعني مايبيني
    .
    .
    مسيند : ياحليك يالنبيه اليوم صار تصويت وأنت كذا ولا كذا طالع
    .
    .
    إبراهيم : تصويت ؟
    .
    .
    صالح : لا تصويت ولا شي أقول مسيند يهايط
    .
    .
    مسيند : ما أهايط ولا شي الي يقعد في هالمكان يا أنا يا أنت
    .
    .
    نظر إبراهيم في الشباب يريد فزعة أحدهم
    .
    .
    إبراهيم : والشباب وش رآيهم .
    .
    .
    نظروا فيه بصمت
    .
    .
    إبراهيم : تبوني أنا ولا مسيند
    .
    .
    لازال الصمت يعم المكان
    .
    .
    فهمها إبراهيم فخرج مسرعاً وكأنه غادر بسبب موضوع التصويت
    .
    .
    وهو في الحقيقة سمع صوت باب سيارة العم الطيب
    .
    .
    جاء يركض فوجد العم الطيب يركب في المقعد الأمامي وفي الخلف سلطانة وياسر وأم عصمان
    .
    .
    إبراهيم : عم الطيب خذ رقمي لو أحتجت شي ولا شي وعطيه أم ياسر لو تبون أي خدمة أنا موجود
    .
    .
    العم الطيب : طيب شكراً يابو حلا ماقصرت
    .
    .
    إبراهيم : أنت الي ماقصرت مشكور الله يسهل دربكم
    .
    .
    مشت السيارة بهدوء وغادروا المكان وعين إبراهيم ظلت ترقبهم حتى تلاشي هو عن ناظريهم
    .
    .
    .
    .
    العم الطيب :عمري ماشفت مثل هذا الرجال طيب وحنون وقلبه كبير حتى سألني عنك ياسلطانة وقال لي تحتاج علاج وبكم علاجها ولو تحتاجي تدخلي مستشفى التخصصي بيدخلك
    .
    .
    سلطانة : أنا .؟
    .
    .
    العم الطيب : أبوه يشتغل عند أمير وهو الي جاب لنا أمر بعلاج بنتي وقال بيجيب أمر لعلاج سلطانة وولدها قلت ليكي قلبه كبير
    .
    .
    أم عصمان : وهو الي شغلنا عند راعي القصر دا أول ماجينا من أوم درمان .راجل طيب جزه الله خير يارب
    .
    .
    وياسر ينظر في الألوان الزاهية والورود المعلقة في السيارة ذات الستايل السوداني .
    .
    .
    وصلوا لقصر من القصور القريبة من أستاد الملك فهد
    .
    .
    ودخلو من الخلف أستقبلتهم أبنة العم الطيب وأدخلت سلطانة غرفة البنات كما كانوا يسمونها وقالت لها أنها ستعيش هنا معهم .
    .
    .
    .
    وضعت سلطانة حقيبتها وهي تشاهد الحنا فوق الطاولة والملابس السودانية معلقة فوق شماعة قديمة ورائحة المكان تعج بالبخور السوداني النفاث
    .
    .
    جائت أن عصمان وقالت : سلطانة أسمعي هنا ممنوع الشغل إلا بإقامة ولا كفالة ولا ورق رسمي وأنا هنا شغلت كتير متخلفين عشان لقمة العيش صعبة وحرام أقطع رزقهم والمتل يقول قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق والحين إنتِ بتشغلي معانا كمان من غير ورق رسمي عشان كدا ياحبيبتي لا تكتري كلام مع أحد عشان لا يأذونا ويحبسونا
    .
    .
    .
    أتسعت حدقة سلطانة كيف تعامل معاملة المتخلفين وهي مواطنة من الدرجة الأولى ؟
    .
    .
    .
    .
    وفي الليل فكرت سلطانة في كلام أم عصمان وفكرت أيضاً في كلام إبراهيم
    .
    .
    لماذا يقوم بكل تلك الأعمال ؟
    .
    .
    لماذا يريد علاج إمرأة تمكن منها المرض هي وأبنها
    .
    .
    كيف سأل عنها إبراهيم ولم يسأل عنها والدها وحنت عليها أم عصمان السودانية ولم تحن عليها خالتها !!
    .
    .
    كيف يسخر الله الناس الطيبون ؟
    .
    .
    كيف ستسكن وتعيش الحياة السودانية البسيطة على الأقل هم يحملون أوراق رسمية و هي غريبة بل متخلفة في وطنها .!
    كيف ستتنقب وكيف ستعمل صبابة للقهوة
    .
    .
    كيف ؟
    .
    .
    وكيف
    .
    .
    وكيف ؟
    .
    .
    حتى الطفل الصغير تعلم منها وأصبح يحمل هم أخته وعيناه تريد الإجابة لكنها هي الأخرى تسأل كيف؟
    .
    .
    .
    سهرت سلطانة الليل بجانبها ياسر الصغير بجفنان ذابلان أعياهما التفكير والبكاء والسهر كانت عينان والآن هي أربع عيون
    .
    .


    علمِيهمْ لَو سَهرتِي وآنحنى آلجفنْ آلكسِير
    منْ هُو غِير " آلله " يعِين , ومنْ هُو غِير " آلله " . . لنآآ !
    علمِيهم وآلبنفسَج لآ آحتضَر مَآت آلعَبير ,
    يقفِي [ آلشُوق ] ويولِي فِي همُومه وآنثنَى



    عَلمِيهم يَا وخيتي مَ بقى حظٍ كبِيير
    دآمنِي سآهرْ وعيآ يظهرْ لصبحِي سنآ
    عآيشْ بغربَة كيَآنِي فآقدْ آلششيْ آلكثِيييييييرْ
    مثلْ ذآكْ آللي غَريبْ لآابو , ولآضنـآ



    وش آسَويْ وش آسوي ! يَ جفى آللِيلْ آلآخِيرْ !!
    مَ بقىْ غِير : آلآمآنِي وآلشقَى وآنتِي وآنـآ





    رد مع اقتباس  

  9. #19  
    .
    .
    .
    ****18****
    .
    .
    صفحة جديدة أبتدئتها سلطانة بالبياض والحب مع تلك العائلة التي رحبت بها وجعلتها فرداً منهم بعيداً عن إضطهاد زوجة والدها.
    .
    .
    المعيشة مع عائلة أفضل بكثير من تلك الإستراحة !
    .
    .
    تعرفت على بنات العم الطيب خديجة الكبرى وهي أم لولد يدرس في الخارج , وزوجها في السودان جائت لتتعالج ولن ترجع بل أصبحت تعمل مع والدتها على مكينة خياطة لتصرف على دراسة إبنها
    ميمونة لم تكمل دراستها المتوسطة لتساعد والدتها في إعداد القهوة وكسب الرزق إضافة إلى ذلك هي تطبخ وتعد الكثير من الوجبات السودانية ليس لهم فقط بل للعزائم والولائم لكل من يطلبهم من الجالية .
    وآخرهن صفا المتعلمة التي تدرس في معهد للكمبيوتروتعمل في مشغل وهي أقربهن لسلطانة
    .
    .
    الأسرة بسيطة لم يرهقهم المال وكثرة الأثاث والملابس عندهم ثلاجة صغيره يحتفظون ببقايا الطعام فيها ليسخنوه لليوم التالي
    .
    .
    يصنعون مالذ وطاب من المأكولات السودانية مثل الطبيخ والفاصوليا البيضاء والرجلة والمفروح والكمونية ولكن سلطانة تفضل أن تصنع لها سندويش جبن و بيض مقلي فهي لم تستسيغ بعد تلك المأكولات التي لم تعتاد عليها !
    .
    .
    الأم : سلطانة داير ماتآكلي من أكلنا ماعاجبكي ولا شنو ؟
    .
    .
    سلطانة بإحراج : لأ والله ياخالتي طبخاتك وطبخات ميمونة لذيذة بس أنا عندي حساسية للأكلات المطبوخة
    .
    .
    الأم : الله يشفيكي حبيبتي .لكييين الولد الصغيرداااااا تأكليه خضروات وأكل مطبوخ ماتنشفي بطنه بهادي النواشف
    .
    .
    مرت الأيام وسلطانة تعمل في الليل كصبابة قهوة تضيف الناس وهي تلبس النقاب الساتر وياسر مع الأم السودانية الحانية يجلس في المطبخ وأحياناً يذهب مع سلطانة
    .
    .
    وبقية اليوم تعيش بشكل طبيعي مع بنات العم الطيب وهي سعيدة فالعمل الجماعي ممتع !
    .
    .
    أما إبنهم عصمان فهو يدرس في الخارج مع إبن أخته (خديجة ) التي كانت دائماً تشتري بطاقات الشحن لتكلمه وفي كل مره تنتهي المكالمة وهي لم تنهي الحوار .!
    .
    .
    صفا : خديجه ليه ماتشري ليك بلاك بيري وتريحي عمرك ولدك عنده جهاز وبيراسلك أسهل وأوفر
    .
    .
    خديجه : أجيب حق البلاك بيري من وين ياحسرة ؟ تحسبي مافكرت فيهو ؟
    .
    .
    سلطانة : خالتي مرزوقة كان عندها بلاك بيري بس حسبت إنه بس في السعودية يعني مايوصل لأمريكا وللخارج !
    .
    .
    صفا : سلطانة إلا يوصل ماتسمعي بالثورات حتى في الإتصالات دلحين ثوره .
    .
    .
    الأم : خديجه يابنتي ايش بك حاطه يدك على خدك واااااااي ياندامه تبغي البعيد البلاك بيري ماشاء الله ماقدرنا نشتري ثلاجه نحط فيها أكلنا وخضارنا تبغي نشري لك بلاك بيري !
    .
    .
    خديجة : آدم يأمي وحشني وماقادره أكلمه وأريح قلبي
    .
    .
    الأم : والبطايق الرايحه الجايه شوفيني ما أكلم أخوكي عوصمان إلا فين وفيييين ؟
    .
    .
    خديجة : ماتشفي غليلي تعرفي إن هذا الولد نصيبي من الحياة
    .
    .
    صفا : أمي لو بتشترو لها بلاك بيري تشترو لي لاب توب تدرسوني في معهد كمبيوتر ولا عندي لاب توب ياااسلام سلم
    كل يوم أشحت من بنت لين صرت شحاته رسمي أول مره داير أشوف ناس يسجلوا بنتهم في معهد كمبيوتر وهيا ماعندها لاب توب ولا كمبيوتر أساساً !
    .
    .
    ميمونه : قاعدين تتكلموا عن ايه ياحبيبات أومال أحنا بنشتغل عشان نلعب بالفلوس ؟ أنا لو عندي أشتري بتجاز كبير وجهاز يفرم لنا اللحمة وعجانة لإن يدي خلاص
    .
    .
    الأم وهي تنظر في سلطانة التي ألتزمت الصمت وأخذت تنظر للبنات وتستمع لحديثهن بإهتمام بالغ
    .
    .
    الأم : سلطانة شوفي البنات كيف ؟ يرضيكي عمك الطيب يشتغل على شيبته ويشغلنا كلنا بيوفر لهم لقمه يآكلوها يقوموا يتشرطوا .قولي لهم ياسلطانة لو عندك جالون مويا وإنتِ عطشانه بتموتي من العطش تشربيهو ولا تتروشي بيهو ؟
    .
    .
    نظرت سلطانة وهي تفكر ومن ثم أجابت : أشربه أشربه
    .
    .
    نظرت الأم وهي تريد أن تلقن بناتها درساً . ووقفت بصعوبة وهي تقول : تعلموا من سلطانة الحكمة ويالله حبايب كل وحده تروح لشغلها
    .
    .
    ذهبن جميعهن لآداء أعمالهم فخديجة تخيط الأثواب السودانية ذات الألوان الزاهية وميمونه تطبخ ألذ المأكولات السودانية أما صفا فكانت إضافة إلى تعلمها في المعهد إلا أنها تقوم بعمل الدلكة في مشغل مجاور ووالدتهم تدير البيت بقبضة من حديد بحب وخوف وحنان وإهتمام
    و العم الطيب الذي يرتدي دائماً جلابية واسعة وعمامة سودانية كبيرة هو في الحقيقة لا يدير البيت كما كانت سلطانة تعتقد هو يجلس في الصالة ليشاهد الأخبار ويحتسي الشاي !

    .
    وسلطانة شعرت أخيراً بدفء الأسرة الحانية التي تحب بعضها البعض رغم شظف العيش هذا ماكانت تحلم به !
    أصبحت تحمل همومهم وتساعدهم في التنظيف وفي الطبخ وفي النفخ وفي كل شي
    أدركت أن في الحياة نماذج كثيرة قارنت كثيراً بين حياتهم سبقاً وحياة تلك الأسرة المتواضعة وأيقنت أن في هذه الدنيا هناك الغني والفقير والسعادة التي تدخل قلب الفقير هي ذاتها التي تدخل قلب الغني
    عملت وعملت ومرت أشهر وهي تعمل إلا أنها لم تأخذ ريالاً واحداً بل كانت تقول لزوجة العم الطيب أريد أن أحتفظ براتبي عندك وهي في الحقيقة لاتدري أين يذهب راتبها بل وحتى لا تدري أين تذهب رواتبهم هم !.
    أدركت أن المال وحده لا يصنع السعادة ولكن الناس بحبهم وعطفهم وتراحمهم وشعورهم هم من يصنعونها وطباخ السعادة في أي بيت هي الأم التي لا تخلق السعادة إلا بها فهي مكوناتها الأساسية !

    .
    .
    وفي ظل هذا المكان الآمن تصالحت سلطانة مع نفسها ومع الآخرين حتى خالتها عزيزة التي ظلمتها هي الآن وفي هذه اللحظة وهي تمسك بيد ياسر الذي أصبح متعافياً سميناً هي الآن سعيدة و في حالة خشوع ورضاء
    .
    .
    .
    لاتزعل من الجحود ومن معاناته
    خلك سماوي شعور ومقصد ونيه
    الخير سوه ولا تنطر ماجازاته
    لاضاع عند البشر ماضاع عند الله





    رد مع اقتباس  

  10. #20  
    .
    ***19****
    .
    .
    .
    مرت الأيام مسرعة وسلطانة تعمل وترعى ياسر الصغير كانت تتحمل وتصبر تحمل العبأ والهم مع تلك الأسرة المكافحة
    .
    .

    والغريب في الأمر أن تلك العائلة لم يضايقوا سلطانة بكلمة واحدة !
    .
    .
    بعد شهرين تقدم أحد الطباخين السودانيين لخطبة ميمونة فوافق والدها على الفور وأستعدت الأم لشراء جهازالعروس وفي السودان تجهز العروس كل ملابسها وأدواتها وبعض الأثاث
    .
    .
    تعبت الأم كثيراً ساعدتها خديجة في خياطة الثياب وصفا في شراء اللوازم التجميلية
    .
    .
    وحدد يوم الزواج في ثاني أيام العيد لإن هذا اليوم لم يستأجر أحدهم القصر فوافق صاحب القصر أن تقام مناسبة إبنة العم الطيب فيه
    .
    .
    جميع أفراد الأسرة يساعدون ميمونة وسلطانة معهم يدها بيدهم
    .
    .
    وبعد صلاة القيام رجعت سلطانة وخديجة وصفا متعبات فناموا نومة عميقة أيقظتها ليلة العيد ورائحتة الحناء !
    .
    .
    ذهبت للصالون حيث يجلس العم الطيب مع زوجته وسمعتهم يتحدثون عن المصاريف
    .
    .
    العم الطيب : كل المصروف يروح لعلاج القلب والضغط وحبوب الكلوسترول
    .
    .
    زوجته : يا أبو عصمان أسماعين في أوم درمان محتاج وأختك حواء أرملة ورواتبنا هنا الحمد لله خير كتير بس إحنا نصرف على خمسة بيوت في السودان ولازم نشوف لنا حل مع الجوازه الكبيره هادي
    .
    .
    العم الطيب : ربك يدبر الأمر راعي القصر الحمد لله عطانا أياهو ببلاش باقي الذبايح !
    .
    .
    زوجته :دبايح ليه فاكر نفسك سعودي نجيب لهم أكلات شعبية ونبح راس بربري واحدسكتت قليلاً ثم قالت : يووووه نفسي في شي واحد من يوم زواج خديجة نفسي في إسورة دهب ألبسها في يدي ويشوفوها كل صاحباتي وأنا أرقص كلهم عندهم ذهب إلا أنا !
    .
    .
    العم الطيب : أقول لك ماعندنا فلوس الذبايح تقولي أسورة ذهب أتقي الله شنو دااااا
    .
    .
    .
    زوجته :أقول لك خليني أقوم لحنتي أخلطها أحسن لي عشان أحني بنتي
    .
    .
    ذهبت سلطانة بعد ماسمعت وعرفت بإنهم يعملون ليس فقط لإعالة أسرتهم بل أنهم يعيلون خمسة أسر في السودان .!
    .لقد عرفت الآن أين يذهب الراتب فالجميع يخترع العمل لإن الحاجة هي أم الإختراع!!
    .
    .
    رجعت لمخدعها وأخذت تفكر ومن ثم سمعت صوت خلط ملعقة حديدية في إناء معدني !
    .
    .
    نهضت فوجدت أم عصمان تخلط الحناء يجلس بجانبها ياسر وتعطيه الملعقة ليخلط ويلهو فتذكرت والدتها عندما كانت تخلط الحنه!
    .
    .
    وكأنها تشاهد والدتها تجلس أمامها وبجانبها ياسر.
    .
    تقاطرت الدموع من عينيها فاليوم ليلة العيد وقد كانت لا تمر ليلة العيد من غير هذه الحناء المفرحة !
    .
    .
    أنتبهت أم عصمان فوجدت سلطانة تبكي فأشارت إاليها أن تعالي
    .
    .
    تقدمت بخطوات ثقيلة فهي لازالت تشاهد والدتها
    .
    .
    أقتربت حتى ماكان يفصل بينها وبين أم عصمان سوى الوعاء المعدني !
    .
    .
    أخذت أم عصمان تكلمها وهي تشاهد وجه والدتها الحنون بين ثنايا تقاطيع وجه أم عصمان !
    .
    .
    كانت تتتخيل أو تحلم أو هي حقيقة آرادت أن تتأكد فقالت بصوت عالي تنادي وهي تنظر لأم عصمان : يمه يمه .جيتي ليلة العيد بتحنين لي تذكرتيني يمه بس أنا مانسيتك دعيت لك اليوم وكل العشر وفي ليلة القدروطول العمر يمه إنتِ هنا ولا أنا أحلم ؟
    .
    .
    أم عصمان : بسم الله عليكي ياسلطانه بسم الله عليكي أنا أم عصمان
    .
    .
    وكأنها أستيقظت من حلم وردي جميل هي دقائق معدودة في منتهى اللذة !
    .
    .
    رجعت وأنكمشت وشعرت بالخجل والحياء والحزن
    .
    .
    نظرت إليها أم عصمان ورمت بالملعقة التي غاصت وسط الوعاء وياسر يحاول إخراجها وقالت : تعالي ياسلطانة أنا أمك بالزبط حبيتك زي أمك وكان ودي أقول ليكي قولي لي ماما بس خفت تقولي أمي ما سودانية
    .
    أستيقظت خديجة وكذلك صفا على حوار سلطانة مع والدتهم كانت خديجة متأثرة وصفا تستمع للحوار من غير تدخل
    .
    .
    سلطانة وهي تنظر في خديجة وصفا ووالدتهن: أستغفر الله أنا مآقول كذا على أم عصمان الي رعتني وحبتني حتى إني شفت فيها وجه أمي الي غاب عني من زمان
    .
    .
    أم عصمان : طيب ماتقولي الأم السودانية
    .
    .
    سلطانة : لأ لأ
    .
    .
    أجل تقولي ايش ؟
    .
    .
    سلطانة : أقول أمي أناديك أمي وهي تهز رأسها وتبكي
    .
    .
    أم عصمان : ماتبكي لاااااا تصيري قوية تعالي أحنيكي حنة سودانية ماشاء الله الحنا السوداء على يدك البيضاء طالعة جونان
    خديجة: أنا كمان خيطت لك مفستن سوداني كله ألوان صارخة يناسب لون بشرتك ملون بألوان العيد الفرحة بكره الزواج لازم تصيري سودانية بحق وحقيق هههههههههه
    .
    .
    صفا : سلطانة أعتبري نفسك بحفلة تنكرية وأرتدي التوب السوداني تعرفي مايلبسوه إلا المتزوجات يالله عقبالي
    .
    .
    تحولت موجة الحزن إلى سعادة وفرحة وإذا بالباب يطرق ؟
    .
    .
    ذهبت صفا ومعها سلطانة لترى
    .
    .
    نظرت صفا من العين السحرية رجعت للوراء : هذا الي يساعدا دام إنوه
    .
    .
    تعجبت سلطانة فنظرت من خلال العين السحرية كذلك وكأنها تفاجأت عادت النظر مرة أخرى إنه هو هو
    .
    .
    .
    إبراهيم ؟
    .
    .
    لم تصدق أنه أتى لكن ماذايريد ؟
    .
    .
    ذهبت تجري وأخبرت أم عصمان التي أيقظت زوجها من النوم فخرج ليرى ماذا يريد إبراهيم ؟
    .
    .
    .
    خرج العم الطيب فوجد إبراهيم ومعه خمسة خرفان هدية الزواج وأعطاه مظروفان فيهما مبلغاً من المال
    .
    .
    رجع واخبرهم وقد بدت نواجذه من شدة الفرح لقد أزال إبراهيم عن عاتق هذا الشيخ المسن هم عظيم
    .
    .
    أما أم عصمان فأخذت تدعوا له
    .
    .
    وسلطانة سعيدة بإن هذا الرجل الذي هو من بني جلدتها يقوم بما لم تستطع هي القيام به إنه يساعد هذه العائلة وسعيدة أيضاً أنه يقوم بنقل صورة مشرفة عن أبناء هذا البلدالطيب ,
    هي تعلم في قرارة نفسها أن هذه الأسباب ليست الأسباب الحقيقية لكل مايقوم به إبراهيم إنه يقوم بعمل الخيرلأجل وجه الله هو رجل طيب فقط !
    .
    .
    وعندما هم العم الطيب أن يقوم قال بإن إبراهيم سأله عن ياسر وأم ياسر وأعطاه مبلغاً من المال لهم !
    .
    .
    فرحت سلطانة كثيراً لاتدري لما ربما لإنه سأل عنها وعن أخيها ربما لإنه تذكرهم .
    .

    .
    وفي يوم الزواج بدت سلطانة باللبس السوداني الفسفوري رائعة الجمال تزين يديها وقدميها بالنقوش السودانية الشعبية المبتكرة
    .
    .
    رقصت مع ميمونة ومع خديجة ومع صفا وحاولت أن تقلدهم في كل شيء
    .
    .
    .
    .
    وعندما جاء الوقت المخصص لرقص( أم العروس) جائت خديجة وصفا لترقصان مع والدتهما أما ام عصمان لم ترقص بل أشارت إلى سلطانة التي حضرت من بين معشر النساء اللاتي كن يجلسن في الأرض لآداء الفلكلور السوداني وقالت لصديقاتها : هذي بنتي الرابعة
    .
    زفت معهم ميمونة إلى زوجها وهي تصفق بحرارة وحب
    وسلطانة سعيدة وكأنها بالفعل وجدت والدتها .!
    .
    .
    السعادة
    تغيب عنا ثم تأتي مجدداً !
    وَ كأنها تقول :
    ( لا طعم للحلوى في فم أعتاد عَلى العسل )
    شكراً لله أولاً
    ثُم شُكراً لَ الوقت الفاصل بينَ السعادتين ,
    لأنه سيجعلَنا نشعر بالسعادة أكثر





    رد مع اقتباس  

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ادا العمر لحظة اى لحظة تختار
    بواسطة نسمات الفجر في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-Feb-2012, 04:29 PM
  2. *.*. مبروك الالفيه الرابعة عشر لوليد .*.*
    بواسطة ღ..آنين الغرآم..ღ في المنتدى التهاني والتبريكات و أخبار الاعضاء
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-Dec-2010, 09:31 PM
  3. بين فرحة لقاك و هم فرقاك
    بواسطة الاميرة العنود في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31-Jan-2008, 07:59 PM
  4. أسعد لحظة . وأصعب لحظة ؟
    بواسطة اخت حمني في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-Nov-2007, 09:45 PM
  5. ((((((((((((( ليل ونهار بحلم لقاك )))))))))))))).!!!!!!
    بواسطة ناضح الأسحار في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-Feb-2007, 09:53 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •