الملاحظات
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: رواية مولدي لحظة لقاك

السسلام عليككم اعجبتني روايةة وحبيت انقلها لككم كلام الكاتبة ماذكر متى ما كنت بحياتي التفت مالقى سواك.؟ إنت عمري اللي ابتدى واول حــيـاتي مــولدي لحظة لقــاك هاك هاك

  1. #1 رواية مولدي لحظة لقاك 
    السسلام عليككم
    اعجبتني روايةة وحبيت انقلها لككم

    كلام الكاتبة

    ماذكر متى ما كنت بحياتي التفت مالقى سواك.؟
    إنت عمري اللي ابتدى واول حــيـاتي
    مــولدي لحظة لقــاك
    هاك هاك كلي ضمني لك احتويني حن لي
    أنــا من لي شوف عينك غير دربك دلنــي؟
    تـتـلـخــص الـدنـيــا بـحـبك إي وربـك
    ياللـي ما غيـــرك ضـــــروري
    عالمــــي والنـاس أنت وحـــدك إنــت
    فيك متمـــادي غــــــروري؟

    v,hdm l,g]d gp/m grh;







    رد مع اقتباس  

  2. #2  

    البارت الاول
    ***1***
    .
    .
    الكل ينتظر يوم غد بشوق وسعادة وفرح وحزن معاً لإنه ختام رمضان و يوم عيد الفطر السعيد
    .
    .
    سلطانة تجلس مستسلمة أمام والدتها التي تضع خليط الحناء على شعرها بإحترافية
    .
    .
    الأم : شوفي جبهتك فيها حنا روحي أمسحيها بمنديل سلطانة لا تطول الحنا في شعرك يالله أربطيها بكيس هاتي أختك أمل بحط لها حناء
    .
    .
    تجهزت الأسرة السعيدة ليوم غد فهو يوم عيد الفطر وهو ليس كأي يوم
    .
    .
    طلع صباح العيد وذهبوا جميعاً للجامع وهم يرددون الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد تيار من الخلق لا ينقطع من جميع الإتجاهات
    .
    .
    وبعد إنتهاء صلاة وخطبتي العيد عادو إلى منزلهم من شارع آخر أشترى الأب فطور العيد وتجمعت الأسرة على سفرة واحدة قبل الإفطار جائت والدتهم _ نورة _ تحمل صحن به تمر وفاء لرمضان وللصيام وكأنها تذكرهم به وفي عينها دمعة
    .
    .
    الأم نورة إمرأة طيبة وقورة قليلة الكلام ربة بيت من الدرجة الأولى ومن الطراز القديم ومع ذلك كانت تعمل كاتبة في مركز صحي قسم الملفات بشهادة المتوسطة
    والأب رجل شرقي يعمل كثيراً لا يهتم ويضع الحمل كله على زوجته و يسعى لتوفير حياة كريمة لعائلتة
    وبدت أبنتهم البكر سلطانة ذات الخمسة عشر ربيعاً رائعة الجمال بشعر حريري أحمر اللون تقبل رأسها والداها وتعايد عليهم فقلدتها الصغيرة أمل
    .
    .
    وألتم أخوانها التؤم عبدالله ومحمدالذان يصغرانها بثلاث سنوات إلى حضن والدتها
    .
    .
    كانت سلطانة سعيدة مسرورة بالعيد سعيدة بوالديها الكرام وبإخوانها وببيتها تعيش في دفء بيت رائع ولدت وتربت بعطف وحنان وحب وكرم ورعاية على يد والدتها الطيبة نورة
    .
    .
    وبعد مرور ثلاثة أيام تعبت الأم وقالت لسلطانة يبدو أنها أعراض حمل لكن هذه المرة أشعر بتعب مختلف !
    .
    .
    سلطانة : الحمد لله يارب يكونون توأم بنات
    .
    .
    الأم بغضب : أستغفر الله لا يابنتي
    .
    .
    سلطانة : ليش يمه ماتبين توأم ؟
    .
    .
    الأم : لأ
    .
    .
    سلطانة : ولا ماتبين بنات ؟
    .
    .
    الأم : مآبي توأم ولا أبي بنت !
    .
    .
    سلطانة : أستغفر الله يمه حرام عليك مثل الجاهليين يؤدون البنت ؟
    .
    .
    الأم : أستغفر الله لأ مو كرهاً لا والله بس التؤم مسئولية تعبت في عبد الله ومحمد تعب الله وحده أعلم فيه والبنت ياسلطانة
    .
    .
    سلطانة : والبنت وش فيها يمه ؟
    .
    .
    الأم : البنت ضعيفة مسكينة ينخاف عليها كيف بتتربى ومن بتتزوج وبيكرمها ولا بيذلها ولا بيحبها ؟ والبنت تتعب وقت البلوغ وتموت وتحيا وقت الولادة سلطانة أنا أحب البنات بس أرحمهم وأخاف عليهم أضعاف خوفي على الولد ويكفيني إنتِ وأمولة
    .
    .
    سلطانة تحدق في والدتها بصمت وهي غير مقتنعة بكلامها !
    .
    .
    مرت أيام الحمل صعبة على نورة التي كانت تعمل بجد وإجتهاد وتعود لبيتها لتعد طعام الغداء والفطائر الذيذة تساعدها أبنتها العزيزة الحبيبة سلطانة
    .
    .
    وفي الليل تتفقد نورة أولادها فتغطيهم وتقبلهم وتهبهم جرعة من عطفها وقلبها
    .
    .
    سلطانة : يمه وش فيك مانمتي للحين ؟
    .
    .
    الأم : ولاشي بس بطني متعبتيموقادره أنام وشكلي بكلم مرزوقة بقول لها مارح أداوم بكره
    .
    .
    سلطانة : سلامتك يمه وش فيك قربت الولادة
    .
    .
    الأم : لأ باقي ثلاث شهور إن شاء الله بس قلت لك هذا الحمل متعبني غير عن حملكم ؟
    .
    .
    سلطانة : يمه لا تتدلعين ولا شي
    .
    .
    الأم وهي تضحك : ههههههه لا ما أتدلع أصلاً أبوك مايصلح له الدلع كنت أطبخ لحموله يوم كنت حامل فيك أبوك رجل صريح ودوغري مثل مايقولون ومايحب هالحركات يووووووه ماتدلعت أول بتدلع الحين
    .
    .
    سلطانة : والله منتظرة أشوف النونو وأمسكه وأنومه عندي وأورشه
    .
    .
    الأم : أهم شي الترويش هبلتي بأمل يوم جبتها كنتي صغيرة وإلا بتروشينها أتذكر كل العابك وعرايسك الصغار أول مانشتريها لك تروشينها هههههههههه
    .
    .
    سلطانة وهي تحتضن بطن والدتها: يارب تولدين بسرعة أشتقت أشوف أختي
    .
    .
    الأم : يارب أولد في وقتي الي ربي يريده والناس يقولون اللهم نسألك هون الطلق وتمام الخلق
    .
    .
    سلطانة :يؤ يمه نسيت أقول لك علينا أختبار علوم ونتيجة إختبار الرياضيات بكرة
    .
    .
    الأم وهي تمسك ظهرها : ياسلام عليك ياحلوة أجل أنا بقوم أنام يالله ذاكري ترى لازم تدخلين علمي شدي حيلك يارب تجيبين علامة زينة في الرياضيات
    .
    .
    سلطانة وهي تحتضن والدتها : ولا يهمك يمه إن شاء الله العلامة الكاملة
    .
    .
    وفي الصباح ذهب الأولاد للمدرسة ودعتهم نورة الحنونة وهي دعوا لهم
    .
    .
    جلست ترتب البيت و تجهز لإعداد طعام الغداء ووقت الظهيرة جرس الباب يرن بقوة وبسرعة وبإزعاج مختلف
    .
    .
    جاوبت الأم بالإنتر كوم فتحت الباب
    .
    .
    فإذا بسلطانة تجري لوالدتها : يمه يمه باركي لي جبت العلامة الكاملة في الرياضيات .

    .
    .
    ونورة سعيدةتبتسم إبتسامة الرضى ,,,
    .
    .
    .
    عنَـــدَمآ ( تفَرح ) ’
    تذهب آلى آكثر شَخص تَحبــهُـ . . . . !
    وَعنـــَـدمآ ( تًحزن ) ’
    تلجآ َآلــىَ آكثر ّ ُشخًص يحَبكـ ،
    . . . . ومآ آرَوع آن يكوووَن هو نًفَسسَ
    آلًشخص | فيَ آلحآلتَين ~

    أمـــــي







    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    البارت الثاني

    .
    .
    .
    ***2***
    .
    .
    أعتادت نورة في يوم إستلام راتبها أن تشتري ذهب لها ولسلطانة ولأمل
    .
    .
    الأم : اليوم بآخذك معي بروح مكتبي وبسلم على مرزوقة وزميلات العمل وبصرف راتبي وبنروح السوق بشتري ذهب لك ولأختك
    .
    .
    سلطانة : إن شاء الله يمه ليش دايم تشترين ذهب ؟
    .
    .
    الأم : سلطانة الذهب العملة الوحيدة الي ماتتأثر بحروب وبظروفوإذا مازادت ماتنقص جدتي الله يرحمها كانت تقول ذخر وإدخار ومآحد يدري وش يصير له بكره وبعدين بدل ما أشتري لابس وخلاقين بكل الراتب خل أشتري شي مهم تعرفين مرزقة صديقتي في العمل زوجها مسافر مدري وين الله يستر علينا وعليه وهي باعت ذهبها وزوجت ولدهاوما أحتاجت ولا مدت يدها لأحد
    .
    .
    ذهبت الأم وسلطانة إلى المكتب وأستقبلتهم مرزوقة
    .
    .
    مرزوقة : ماشاء الله يانورة هذي بنتك تبهل طالعة عليك بس اسمها ماش ظالمينهما بها الإسم الشين.سلطانة مره وحده
    .
    .
    مضاوي : شف من يتكلم مرزوقة من زين إسمك عاد
    .
    .
    مرزوقة : هو مايعرف بالجرح إلا المجرب لكن سلطانة بعدها صغيرة
    .
    .
    نورة : هذا عاد إسم جدتها أم أبوها وحلو الإسم ماعليه
    .
    .
    مرزوقة : نورة شوفي مضاوي مسمية بنتها تالا وخلود مسمية بنتها لدن وأنا ولدي جاته بنت سمينها ليليان
    .
    .
    نورة : ليليان وش جاكم على هالأسم ؟
    .
    .
    مرزوقة : أجل تبينهم يسمونها مرزوقة هههههههههههه بنتك يانورة دلعيها شكلها موب متناسب مع إسمها
    .
    .
    نورة : وش أدلعها ؟
    .
    .
    مضاوي : دلعيها سوسو
    .
    .
    نورة : سوسو ههههههههههه
    .
    .
    مرزوقة : وش فيك تضحكين بنتك ماشاء الله عليها كيوت مثل مايقولون وإسمها سلطانة عاد حنا عندنا في شرورة حديقة وش زينها إسمها سلطانة
    .
    .
    مضاوي : ولا تنسين شارع سلطانة ههههههههههه
    .
    .
    نورة : خلاص خلاص بدلعها سوسو يوه ياكثر تعليقاتكم
    .
    .
    مضاوي : ياحليلك يانورة ماتدرين وش صار اليوم وش سوت الدكتورة فاتن أم الفتن
    .
    .
    نورة : إذا حش مابي أعرف الله يخليكم كافينا ذنوب شكلها أخذت كل حسناتنا وصلنا لمرحلة نآخذ ذنوبها
    .
    .
    مرزوقة : ماتخسى إلا هي تآخذ حسناتنا
    .
    .
    نورة : أجل بالله عليكم لا تجيبون سيرتها أيه نسيت أقول لكم بكره الفطور علي
    .
    .
    مضاوي : يختي بنعطيك إجازة حامل وشكلك تعبانه !
    .
    .
    نورة : لا والله الجدول يمشي مثل ماهو
    .
    .
    مرزوقة : ماشاء الله يانورة بنتك طالعة لك ماتحب الحش من يوم دخلت تبتسم ولا ماقالت ولا كلمة !
    .
    .
    مضاوي : أسمعي ياسوسو لا تصيرين مثل أمك ساكته ترى تنظلم كثير وتسكت ولا تآخذ حقها !
    .
    .
    نورة وهي تضحك : يالله مع السلامة أنا طالعة السوق تبون شي
    .
    .
    مرزوقة : قرب شهرك أحسن لك المشي .لا أبد سلامتك الله يولدك بالسلامة
    .
    .
    ذهبت سلطانة ووالدتها للسوق وأشرت قلادة لسلطانة وأسورتين لأمل وقرطين لها
    .
    .
    عندما عادت للمنزل وضعت القلادة على صدر سلطانة ورفعت شعرها من الخلف والبستها الأقراط
    .
    .
    الأم : تجنن عليك ياسوسو الحلقان حقي لك
    .
    .
    سلطانة : يمه لأ هذي لك إنتِ شريتيها مع فستانك الأسود
    .
    .
    الأم : كل ذهبي لك ولأمل إذا مت
    .
    .
    سلطانة : يمه ليش تقولين كذا أنا مآبي شي لاذهب ولاشي مآبي غيرك بهالدنيا \
    .
    .
    الأم : سوسو الدنيا كذا وإذا صار لي شي أبيك تحطين بالك على نفسك وعلى أخوانك والحمد لله مو قاصر عليك شي
    .
    .
    سلطانة : يمه وش فيك ؟ ليش تقولين كذا ؟
    .
    .
    الأم : مافيه شي الحمد لله بس بعد هالدنيا ماتدوم لأحد وأنا خايفه عليكم مدري ليه
    .
    .
    سلطانة : لا تخافين ولا شي إن شاء الله ربي يولدك بالسلامة والعافية وتجيبين لنا ليليان
    .
    .
    الأم : هههههههههه عجبك إسم مرزوقة
    .
    .
    سلطانة : يمه كل يوم أدور إسم بنت في النت
    .
    .
    الأم : ياحليلك ياسوسو .صمتت الأم قليلاُ ثم قالت : تصدقين حلو دلع سوسو لايق عليك
    .
    .
    سلطانة: إيه صديقتي أريج مسمية قطوتها سوسو
    .
    .
    الأم : ههههههههههههههه لا لا الدلع لايق عليك والذهب لايق عليك وكل شي حلو وزين لايق عليك يارب يحفظك ياسلطانة من كل مكروه .أقول قومي خل نشوف وش نسوي عشاء لأبوك
    .
    .
    سلطانة : نقول له يشتري فطاير
    .
    .
    الأم : لأ لأ أبوك ماتعود يشتري أي شي من برا كل شي نسويه في البيت مايحب أكل المطاعم
    .
    .
    سلطانة : وعساك بتعجنين الحين وبطنك كذا ؟
    .
    .
    الأم : وسوسو بنتي بتساعدني صح ولا مو صح
    .
    .
    سلطانة : صح بس بعد أبوي المفروض يرحمك شوي كل شي تسوينه وتشتغلين
    .
    .
    .
    الأم : دام إنكم طيبين وهو بخير أنا سعيدة وطيبة وبخير الله يديمه عليكم يارب
    .
    .
    سلطانة : وعليك يمه .الله يعافيك لنا يمه .

    .
    .
    .
    .
    عَليْنا أنْ نُربِّي قَلبنـَا مَع كُل حُب علَى توقّع إحتِمَال ا ل فُ رَ ا ق ,,
    وَالتَّأقلُم مَع فِكْرة الفرَاق ,, قبْل التَّأقلم مَع وَاقعه||


    ذَلِك أنَّ فِي الفِكْرَه يكمُن شقَاؤُنـَا
    .
    .
    أحبب من شئت فإنك مفارقه





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    .
    .
    ***3***
    .
    .
    أعتاد الجميع على منادة الأب بكنية أبو عبد اللهبالرغم من أنه والد التوأم عبد الله محمد لكن عبد الله رأى الحياة قبل محمد بخمس بعشرة دقائق فقط!
    .
    .
    هذا الأب المكافح كان يجري جري الوحوش كما يصف مجتمعنا الرجل الذي يسعى لطلب الرزق وبالفعل كان يقابل الكثير من الوحوش البشرية الفضة الغليظة القلب !
    .
    .
    فتعلم منهم ليستطيع أن يتعامل معهم ويجاريهم ليأخذ رزقه
    .
    .
    وكذلك عامل زوجته أم عبد الله اللطيفة الحنونة بشدة وعدم رحمة أحياناً إن جاز التعبير
    .
    .
    كلامه قليل جداً ولا يستطيع أن يعبر عن مافي قرارة نفسه فتراه صامتاً في معظم الأحيان !
    .
    .
    أما علاقته بسوسو فكانت سطحية جداً كلها آوامر وتقبيل رأس ويد وإحترام بحت
    .
    .
    أما هي فورثت حبه من والدتها وهو والدها المسالم الصامت الخشن الذي يجلب لهم كل شي
    .
    وفي يوم من الأيام دخل البيت وقال لأم عبد الله بإنه سيذهب ليشتري _مقاضي البرد -

    .
    .
    الجو متغير وبالفعل ذهب وأشترى _ كراتين الجبن والتمر وهناك كيس كبير بداخله أبو فروة_ كستناء _ ويوسف أفندي . وذرة وأرزاق كثيرة
    .
    .
    فركضت سلطانة ووالدتها لإدخال الأغراض وترتيبها
    .
    .
    وفي سور تلك الفلة القديمة المتهالكة هناك _خيشة حطب _ كبيرة إشتراها الوالد لإنه يعشق إشعال الحطب في _ملحقة البدوي الصغير خارج الفلة
    .
    .
    عندما رأتها سلطانة ذهبت تركض وحاولت سحبها مع والدها وإدخالها في حجرة صغيرة أو كمستودع للحطب والفحم وسطول طلاء ومواد بناء قديمة
    .
    .
    أما نورة فكانت تمسك ببطنها التي بدت كبيرة جداً
    .
    .
    سلطانة : يمه لا تشيلين معنا خلاص أنا بدخل كل شي روحي أرتاحي شوي
    .
    .
    الأم تتمتم بصوت منخفض : الله يعين شكلي بولد في البرد
    .
    .
    سلطانة : فيه فرق بين الولاده في البرد وفي الحر
    .
    .
    الأم بإستغراب :يوه سمعتيني طبعاً فيه البرد يتعب وخايفه على الولد
    .
    .
    سلطانة بغضب: ولد ؟ قالو لك ولد
    .
    .
    نظرت الأم في سلطانة بغموض وقالت : الله أعلم يمكن بنت تعالي أمسكي يدي مو قادره أقوم
    .
    .
    وعندما نهضت بصعوبة : سوسو أشم ريحة حطب مايمدي أبوك شعله ؟
    .
    .
    سلطانة : وريحة أبو فروة وذره ؟
    .
    .
    الأم : تعالي نطلع الملحق
    .
    .
    ذهبت الأم وسلطانة وأمل ودخلوا الملحق فوجدوا الأب وعبد الله ومحمد يشوون الذرة وأصوات طقطقة الكستناء والذرة كأنها سيمفونية رتيبة تداعب إذن سلطانة التي كانت تعشق هذا الجو برمته ورائحته وعنفوانه
    .
    .
    الأم : الله يعافيك ويكثر خيرك يابو عبد الله
    .
    .
    عبد الله : يمه أنا قلت لأبوي أبي أقشر أبو فروه
    .
    .
    سلطانة بفرح وسرور يمه الحمد لله إنهم شعلو حطب ريحته آآآآآآه تدخل من الخياشيم للقلب
    .
    .
    الأم : هههههههه خياشيم سلطانة إنتبهي ترى مو حلو مضر إستنشاق ريحة الحطب كذا
    .
    .
    الأب: اليوم بس قلنا بنجرب الحطب والله دخانه شوي وإذا دخل البرد كل يوم إن شاء الله بتلاقون الحطب متوقد ووالع
    .
    .
    أكل الجميع ودخلوا وسلطانة جلست في هدوء وسكينة تتباع جذوع حطب الأرطى والسومر المسالمة وهي تنشر الدفء والحب في المكان
    .
    .
    ولم تكن تعلم بإن الحطب لا يحب أن يرى أحد لحظة إنطفائه وتحوله لرماد فنامت أمامه وفاقت على صوت والدتها تمسك بيدها لتدخلها سريرها نظرت للحطب فوجدته ودعها بسلام وترك رماده نهاية ذكرى ليوم جميل
    .
    .


    آآآآه قريباً

    سيأتيّ آلشتآءَ ! ويحمــل معهَ ♥

    رآئحـــة آحتــــرآق آلحطبـ

    - وروآئـــــع آلغيومَ (" !

    ورآئحـــة آلآرض بعد آلمطـــر
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    .
    ****4****
    .
    .
    هاقد حل الشتاء ثقيلاً على الأم الحامل الثقيلة !
    .
    .
    كانت _نورة_ تحمل مسئولية البيت والزوج والأطفال والعمل وسلطانة المراهقة التي تشاهد والدتها تتحمل كل المشاق والتعب وتتعلم منها
    .
    .
    والجميل أن تلك المرأة سعيدة بهذا الحمل الثقيل تشعر بإنها توئدي واجبها وتكفاح في حياتها الكفاح اللذيذ لم تسمع كلمة مدح أو ثناء من زوجها بالرغم من ذلك تحبه وتمجده وتدعوا له وتخدمه بعيونها وقبلها وجوارحها فهو جنتها ونارها
    .
    .
    أما الأطفال فكانت تغرقهم بوابل الحب والقبل والأحضان وهل هناك أروع وأحن من حضن الأم ؟
    .
    .
    وفي ليلة باردة أشتد ألم المخاض الذي كان بارداً في أيام سابقة
    .
    .
    الأم : سلطانة قومي سلطانة
    .
    .
    سلطانة : وش فيك يمه ؟ عسى ما بتولدين
    .
    .
    الأم : صحي أبوك بس مو بصوت عالي بشويش قولي له أمي شكلها بتولد لا تخوفينه
    .
    .
    سلطانة وهي مرعوبة من منظر والدتها : طيب طيب
    .
    .
    ذهبت بسرعة ونادت بصوت عالِ : أبوي أبوي شكل أمي بتولد
    .
    .
    أستيقظ الوالد مفجوعاً وبسرعة ذهبوا لمستشفى الشميسي حيث تعمل وأدخلت غرفة الولادة لحظات ولحظات وجميع من دخل غرفة الولادة خرج بطفله إلا نورة أشتدت الآلم ولم تلد نورة وسلطانة تبكي خارج غرفة الإنتظار تخاف كثيراً على والدتها أما والدها فذهب لعمله لإنه لا يستطيع أن يتركه حتى في تلك الظروف الحالكة !!
    وبعد خمسة عشرة ساعة وضعت الأم بعد ماعانت من مخاض صعب أليم
    .
    .
    الممرضة تخرج من غرفة الولادة وتقول لسلطانة التي أصبحت تعرفها : مبروك ماما إنتِ جيب ولد
    .
    .
    سلطانة : نست وتناست القلق والحزن ومع ذلك حزنت حزناً هائلاً عندما عرفت أنه ولد !
    .
    .
    خرجت الأم من غرفة الولادة إلى غرفة صغيرة إنارتها خافتة ومليئة بالنساء والأطفال الرضع !
    .
    .
    أغلقت سلطانة الستائر المعلقة وقبلت رأس والدتها
    .
    .
    سلطانة : حمد الله على السلامة يمه
    .
    .
    الأم بتعب : الله يسلمك سلطانة الله يهديك مو قلت لك لا تخوفين أبوك صحيه من نومه بشويش حرام عليك ترى أخس شي ترويع النايم
    .
    .
    سلطانة :الله يهديك يمه تذكرين كيف قعدت أبوي من النوم أنا في هذيك الساعة كنت أفكر فيك شكلك كان تعبني يمه بسم الله عليك
    .
    .
    الأم : شوي الحمد لله هذا غير عن ولادتكم كلكم بس يوم شفته والله نسيت كل الألم
    .
    .
    سلطانة : ولد
    .
    .
    الأم : سلطانة من ربي الولد من ربي والبنت من ربي والحمد لله إنه متعافي
    .
    .
    سلطانة : شكلي مابحبه مثل أمل
    .
    .
    الأم : لا وش هالكلام سوسو هذا الولد ولدك إنتِ أنا تشوفيني تعبانة شلون مقدر أتحرك أحس عظامي ومفاصلي مشلوله عقب الطلق الصناعي عطوني طلق أكثر من الجرع المقررة ولا ولدت إلا بعد ما خلاص كل جسمي صار يرجف سبحان مخرج النفس من النفس
    .
    .
    سلطانة : كل هالتعب على هذا _ وهي تشير إلى الوليد وهو مستغرق في نوم عميق على سرير من البلاستيك الشفاف
    .
    .
    الأم تبتسم بتعب: سوسو قلت لك الولد هذا أمانة عندك أنتبهي على نفسك وعلى أمل وعلى أخوانك وعليه
    .
    .
    سلطانة : يمه أنا أخترت إسماء بنات وما أخترت ولد
    .
    .
    الأم : أنا أخترت أسم الولد
    .
    .
    سلطانة : طيب بنسمية متعب لإنه تعبك
    .
    .
    الأم : لأ لأ حرام عليك تعبت شوي لكن هذا التعب حببني فيه أكثر
    .
    .
    سلطانة : أجل بنسميه مصعب لإنه مانزل إلا بطلق وبصعوبة
    .
    .
    الأم : لأ ياسلطانة حرام عليك شوفي شكله ينرحم إسمعي بنقول لأبوك يسمية ياسر لإنه متيسر وبن حلال وقمر
    .
    .
    سلطانة :متيسر .؟ كل هذا ويسر يوه يمه نسيت ما أقول لأبوي إنك ولدتي ؟
    .
    .
    الأم : ليه هو وينه مو برا ؟
    .
    .
    سلطانة : لا راح شغله
    .
    .
    الأم :جوالي إنتهى شحنه بس مو مشكلة هذي عادت أبوك إن شاء الله بيجي إن شاء الله بيجي بالسلامة إذا جاء أتصلي على أخوانك شوفي تغدوا ولا لأ
    .
    .
    وأستسلمت الأم لنوم عميق وهي تتحدث .من غير أن تشعر
    .
    .
    وسلطانة أخذت تنظر من بعيد إلى هذا الضيف الجديد ,كأنها تحمله مسئولية تعب والدتها وعدم إنجاب البنت الثالثة !
    .
    .
    وبعد ساعتين دخلت المرضة لتفك أنابيب المغذي ولكنها شاهدت شيئاً جعلها تكف عن فكه وذهبت ومسكت يد الأم لتأخذ نبضها
    .
    .
    ومن ثم رمت يد الأم بسرعة وخرجت تنادي الطبيب
    .
    .
    وماهي إلا دقائق وأمتلئت غرفة الأم بالأطباء والممرضات
    .
    .
    وسلطانة تدور أعينها فيهم لا تدري مالخطب ؟
    .
    .
    لكنها أصبحت مذعورة لماذا جاء هذا الكم من الأطباء فسألت أحدهم
    .
    .
    سلطانة : أمي فيها شي ؟
    .
    .
    فقال لها الطبيب : أمك أمس نزفت كثير كثير
    .
    .
    سلطانة وهي ترى وجوه الجميع مكفهرة : طيب الله يعافيك أمي فيها شي الحين ؟
    .
    .
    الطبيب: أنتظري هنا بنآخذ أمك غرفة ثانية
    .
    .

    أتجهت سلطانة إلى والدتها وأخذت تنادي : يمه يمه تسمعيني ؟ يمه أصحي يمه كلميني يمه شوفي ياسر يبيك ترضعينه يمه
    .
    .
    .
    وهم يأخذوها بسريرها إلى غرفة الإنعاش
    .
    .
    فأصبح مكان السرير فارغاً إلا من سرير الطفل
    .
    .
    جاء الأب
    .
    .
    الأب : سلطانة وين أمك
    .
    .
    وهي تبكي
    .
    .
    الأب : سلطانة أمك وينها فيه ؟
    .
    .
    سلطانة : مآدري بس جو مجموعة أطباء وشالوها مدري ووين
    .
    .
    الأب : وهي تتكلم
    .
    .
    سلطانة : كلمتني ونامت ومن بعدها مآدري وش صار لها ؟
    .
    .
    الأب بخوف : لا تخافين .خليني أشوف وينها
    .
    .
    ذهب وتركها
    .
    .
    وبعد نصف ساعة أتت ممرضة تحمل زجاجة حليب لإرضاع الطفل وسألت سلطانة عن والدتها ؟ لإنها أتت من الحضانة ولا تعلم لماذا الأم أخذت
    .
    .
    أخذت سلطانة الحليب من الممرضة ,جلست تنتظر الأب بقلق
    .
    .
    بعد نصف ساعة أتى الأب حزيناً مكلوماً
    .
    .
    الأب : سلطانة أسمعي إنتي كبيرة وعاقلة وأبيك تنتبهين لأخوك
    .
    .
    سلطانة : يبه وش فيك أمي راحت شوي وبترجع ؟
    .
    .
    الأب : أمك مابترجع
    .
    .
    سلطانة : وش تقول يبه ؟
    .
    .
    الأب : سلطانة أمك توفت من ساعة من يوم نامت وهي تكلمك ماتت
    .
    .
    سلطانة : لا لأ والله أقسم برب الكعبة إنها نايمة كذابين حرام عليهم يكذبون على أمي توها تكلمني مافيها شي كيف تموت ؟ كيف تموت أمي وتخليني ؟ وتترك أخواني ؟
    .
    .
    الأب وهو يبكي بحرقة : سلطانة وش فيك خلاص أصبري سلطانة ترتعشين ؟ هذا أمر الله قولي حسبنا الله ونعم الوكيل
    .
    .
    حضنت سلطانة والدها وأجهشت بالبكاء وهي لازالت غير مصدقة وهو كذلك !
    .
    .
    البردِ مآهوِ رجججفه يديين و عظآمِ !!
    البردِ بردَ آلروحِ لآغآبَ غآليكْ●● ؟






    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    البارت الخامسسس

    .
    .
    .
    ***5***
    .
    .
    بعد عاصفة من الدموع والرعود والبروق أتجهت سلطانة لحيث يرقد الطفل وحملته بهدوء وأحتضنته بقوة وهي لازالت تبكي تحول الكره لحب قوي وعاطفة جياشة
    .
    .
    نظرت فيه وقالت له :ياسر حبيبي أنا ماما ماما عرفتني
    .
    .
    وكأنها تنفذ وصية والدتها التي ربما كانت تشعر بدنوا أجلها
    .
    .
    قدم أهل نورة من ديرتهم ليشاهدو أبنتهم في مثواها الأخير ويسلموها لقبرها
    .
    .
    ومرت أيام العزاء والبيت مليء بالضيوف والمعزين من كل مكان
    .
    .
    وسلطانة تبكي وهي مصدومة وعندما تشاهد أحباب والدتها وأخواتها وصديقاتها تزيد نبرة البكاء وحدته وكأنها تشكتي لهم لوعة الفقد وتطلب المزيد من العزاء!
    .
    .
    أنتهى العزاء وسكن البيت وسلطانة بعد العزاء أزدادت حزناً لإنها كانت مشغولة بالناس أما الآن فقد خلت إلا من التفكير في والدتها ومنظر أخوانها الأيتام الذي يثير الشفقة أما أهل والدتها فسافروا جميعاً ورجعوا إلى ديرتهم
    .
    .
    ذهبت ترتب أغراض والدتها لتسلمها الجمعية كانت تبكي كلما شاهدت طرف قماش لملابس والدتها لإن كل فستان له ذكرى خاصة ووالدتها كانت لا تحب الجاهز بل تفصل كل ملابسها وتختار الأقمشة مع سلطانه
    .
    .
    فهذا فستان زواج خالها وهذا تايور العيد وهذا روب حمل !
    .
    .
    كل شيء يجدد الأحزان ورائحة والدتها في كل مكان تنشر الدفء والحب والوفاء
    .
    .
    بعد ما أنتهت من ترتيب الملابس تذكرت ذهب والدتها الثمين فذهبت لخزانتها وأخذته كله وأفرغته بشكل عشوائي في حقيبة مستطيلة له غطاء وهي تبكي وكأنها تقولكل شيء رخيص حتى أنت أيها الذهب بعد أمي
    .
    .
    وذهبت لتخبر والدها ماذا يفعلون بهذا الذهب ؟
    .
    .
    وصلت لملحق الفلة فسمعت صوت عمتها التي أتت لزيارة أخيها
    .
    .
    وعندما همت بالدخول سمعت العمة تقول : خلاص ترى كلمنا أهل البنت مو معقول تقعد كذا مع عيالك من غير حرمه تطبخ لك وتخدمك المرحومة ماتت وإنت رجال يحق لك تتزوج أربع !
    .
    .
    وهو لم يتكلم بل يستمع وكأنه يفكر
    .
    .
    دخلت سلطانة وهي ثائرة
    .
    .
    العمة : هلا سلطانة
    .
    .
    سلطانة بمعارضة: عمتي تبين تزوجين أبوي
    .
    .
    العمة : سلطانة إنتِ كبيرة وعاقلة والبيت يبي له مرة أخوانك الصغار من بيرعاهم ؟ وينتبه لهم ؟ وأبوك من بيطبخ له
    .
    .
    سلطانة : أنا
    .
    .
    العمة : إنتِ الحين ثاني ثنوي ونبيك تنبهين لدروسك
    .
    .
    سلطانة وهي تبكي : حرام عليكم مافكرتوا بأمي مالها أسبوع متوفية ؟ مآحد يقدر يآخذ مكانها
    .
    .
    العمة : مآحد يآخذ مكان أحد وأمك الله يرحمها ماتت وأبوك لازال حي والحي أبقى من الميت ولا تبون أبوكم يموت بعد ويلحقها شوفي خالاتك كلهم رجعوا سلطانة كل الناس مشغولين ببيوتهم وبمصالحهم وإنتم لازم لازم نجيب لكم وحده ترعاكم ومايصلح نجيب شغالة لإن أبوك رجال توه صغير مهوب شايب وهالشي حرام
    .
    .
    لم تقتنع سلطانة بالفكرة ولازالت تبكي بمرارة
    .
    .
    العمة : سلطانه حبيبتي أنا أكلمك كلام كبار عاقلين هذا حال الدنيا وأنا مستحيل أترككم وأترك أخوي كذا مع عياله يتبهذل بيجيه المرض ينتبه لعياله ولا لشغله ولا لبيته لو أمك حية ماتزوج لإنه عمره مافكر يسويها ماتحبين أبوك ياسطانة ؟ وأنا خطبت له بنت ناس تدرس قرآن وملتزمة تخاف الله وكبيرة في السن مابينها وبين أمك فرق
    .
    .
    لازالت سلطانة مصدومة ,خرجت من الملحق وهي تبكي
    .
    .
    وبعد أسبوع جاء مجموعة من العمال وأخرجوا غرفة والدتها وقاموا بتركيب غرفة جديدة على الطراز الجديد
    .
    .
    فذهبت سلطانة تجري لوالدها وترجته أن يقوم بتركيب غرفة والدتها بدلاً من غرفتها لإنها تريد أن ينام معها أخوتها في غرفة واحدة
    .
    .
    فوافق الأب لإنه يريد سلطانة ترضى عن زواجه
    .
    .

    وبالفعل تزوج الأب وأقيم حفل زواج مصغر في إستراحة ولكن سلطانة لم تحضربحجة أنها ستجلس ترعى ياسر وأمل . وأرغم الأب محمد وعبد الله أن يذهبوا معه
    .
    .
    جلست فوق سرير والدتها ولحافها طول الليل مع الوليد ياسر وأختها الصغيرة أمل أطعمتهم وبعد ما شبعوا ناموا وهم مبتسمين لإن هناك من يرحمهم هناك من لا تنام عينه لأجلهم ولإجل عباده الضعفاء
    .
    .
    عندما كانت تغطي ياسر برداء قديم لوالدتها . سمعت صوت الباب
    .
    .
    ذهبت لترى
    .
    .
    فوجدت عبد الله ومحمد مطرقين رأوسهم قبلتهم وقالت : أبوي جاء ؟

    .
    سكتوا واشاروا إلى الباب لإن الأب كان ورائهم مع زوجته
    .
    .
    دخل وهو يمسك بيدها
    .
    .
    كانت سلطانة تريد أن تبكي ولكنها تحبس دموعها أمام تلك المرأة الغريبة وتتجاهل مشاعرها
    .
    .
    رفعت تلك المرأة الغطاء عن وجهها
    .
    .
    وقال الأب لسطانة : تعالي سلمي على خالتك
    .
    .
    فأتت سلطانة تنظر لوالدها نظرات غريبة كأنها تتهمه بالخيانة وسلمت عليها ببرود
    .
    .
    الخالة بثقة : إنتِ سلطانة عمتك كلمتني عنك كثير شلونك ؟
    .
    .
    سلطانة تهز رأسها
    .
    .
    الأب وهو يضحك : سلطانة وش فيك تقول لك وشلونك وراك ساكته ؟
    .
    .
    وسلطانة لا زالت في حالة صمت مطبق معقولة هذا أبي العزيز ؟ كيف تغير ؟
    .
    .
    .
    وماهي إلا دقائق وصعد الأب مع زوجته الجديدة إلى الأعلى وسلطانة ترمقهم تنظر إلى إهتمام والدها بهذه العروس الجديدة وتذكر والدتها فينحر قلبها أكثر وأكثر !
    .
    .
    مسكت يدا عبد الله ومحمد اللذان كانا ينظران بذهول لهذه المرأة التي أخذت مكان والدتهم بكل سهولة
    أدخلتهم غرفة أمل وياسر ووضعت مخدتين لهم في سرير والدتها وفرشت لها على الأرض وأمكست بطرف السرير تنظر لإخوانها وكأنها تقول أولاد نورة ينامون على سريرها
    وهي تقول أيضاً والله ما أخليكم
    .
    تَدرِيّ ،
    وشّ اللِيْ عَلمّ شِفآهِيّ [ الصّمتْ ] ؟
    دمُوعّ عِينيْ ! لآ تِكلّمتْ



    طَآحتّ !






    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    .
    .
    ***6***
    .
    .
    مرت الأيام الأولى باردة ثقيلة على أطفال يتامى ترعاهم أختهم المراهقة العجوز !
    نعم هي عجوز بتفكيرها وبحكمتها وصبرها وتحملها مسئولية أخوتها الصغار
    .
    .
    أما الأب فقد تغير كثيراً كأنه ليس هو من كان زوج (نوره)
    .
    .
    أصبح الآن زوج (عزيزة ) التي غيرته كثيراً فهي إمرأة قوية عاشت تجربة طلاق مريرة من أهل طليقها ومكثت عدة سنوات تخدم والدها الذي لاأحد يعرف عنه شيئاً !
    .
    .
    كان الأب الوقور يعامل عزيزة معاملة مختلفة لإن المرأة هي التي تفرض على الزوج طريقة معاملتها بشكل مباشر وبشكل غير مباشر أيضاً
    .
    .
    فكان يدلل عزيزة كثيراً وأحياناً بوجود أبناءه الصغار بل كان يطعمها أمامهم ويضحك معها بصوت عالِ !
    .
    .
    كل هذا جعل سلطانة تحمل موقفاً تجاهه لا تجاه خالتها بل تجاهه هو فكيف تغير بهذه السهوله وفي فترة وجيزة لماذا كان يعامل والدتي بقسوة وبشدة وزوجته الآن مدللـة مرفهة !
    .
    .
    وفي يوم من الأيام جائت سلطانة من المدرسة فوجدت أخوتها الصغار يبكون سألتهم فقال لها عبد الله: سلطانة والله جوعان وخالتي قالت ممنوع ندخل المطبخ
    .
    .
    سلطانة : ليش ممنوع ؟
    .
    .
    أمل : سلطانة ترى خالتي ضربتني هنا _ وهي تشير لكتفها _ خليني أجي المدرسة معك !
    .
    .

    ذهبت لتسألها فوجدتها نائمة !
    .
    .
    دخلت سلطانة وحضرت كورن فليكس وأندومي لأمل وعبد الله ومحمد وحضرت رضعة ياسر
    .
    .
    وأستغربت إذ لم تجد طعام مطبوخ معد للأب لإن هذا طلبه وهذه رغبته !
    .
    .
    بعد قليل سمعت صوت الباب فدخل الأب يحمل معه أكياس مطعم للكبسة والمثلوثة
    .
    .
    أستقبلته سلطانة وهي تنظر للأكياس بإستغراب وتنظر للأب الذي لم يعد يبالي بها وبإخوتها !
    .
    .
    سألته : يبه غريبة صرت تجيب أكل من المطعم أنت تآكل من المطاعم !
    .
    .
    فقال لها : خالتك تعبانه طول الليل وهي ماسكه ياسر وأمل وتنتبه لأخوانك
    .
    .
    سلطانة : أنا يبه الي طول الليل ياسر في حضني وأخواني ينامون حتى معي !
    .
    .
    الأب : ولو هي مسئولة منكم وماودي أتعبها نظر فوجد أطباق الكورن فليكس والأندومي على سفرة في الأرض
    .
    .
    فقال : شوفي وش مسوية لأخوانك وجبات خفيفة هذا بدل ماتقولين الله يجزاها خير !
    .
    .
    عندما أرادت أن تجاوبه نظرت خلفها فوجدت زوجة والدها ترتدي رداء نوم ثقيل وتقول : هلا هلا أبو عبد الله جبت معاك الغداء وهي تنظر لسلطانة بحنق
    .
    .
    الأب : إيه أيه جبته
    .
    .
    وعلى سفرة الطعام كانت الخالة غاضبة
    .
    .
    .
    الأب : عزيزة وش فيك ماتآكلين ؟
    .
    .
    عزيزة : بصراحة العيال تعبت منهم بس يوسخون طول الوقت وأمل لسانها طويل لازم تشوف لك صرفه لازم تستقدم شغالة !
    .
    .
    الأب : بس شغالة طيب ولا يهمك بكره بروح مكتب إستقدام
    .
    .
    وسلطانة تنظر لهم بذهول إذ كيف يرضى بدخول خادمة للمنزل وهو الرافض تماماً لفكرة وجود خادمة في المنزل !
    .
    .
    بالرغم من أن والدتها كانت تعمل وإذا رجعت للمنزل تطبخ وتكنس وتنظف وترعى اطفالها بحب وحنان
    .
    .
    وخالتها عزيزة لا تعمل بل تمكث في البيت تشاهد التلفاز ودائماً تمسك سماعة الهاتف تتكلم بالساعات أما الأطفال فتعاملهم بعنف وبشدة وقسوة !
    .
    وبعد أن ذهب الصغار لغرفتهم كانت سلطانة تساعد خالتها في غسل الآواني
    .
    .
    فقالت لها خالتها : أسمعي ياسلطانة ترى اليوم سمعت شكواك وكلامك لأبوك بخصوص الغداء شوفي حبيبتي لازم تعرفين إن أمك وأيامها أنتهت كانت تطبخ طيب عارفين وش يعني .وبعدين هذا مو شغلك أنا وزوجي نتفاهم على كل شي
    .
    .
    وترى أخوانك ممنوع يدخلون المطبخ يكفي أمل مزعجة وأسألتها كثير وياسر ماينام بس يبكي ! والوجبات الي كل شوي داخلين خارجين من المطبخ من اليوم ورايح ممنوعة ولا ترى بعاقبكم مفهوم !
    .
    .
    نظرت سلطانة في عين خالتها التي كانت تتوقد حقد وغل وغيرة من والدتها المتوفاه وأدركت حينها أن زوجة والدها أشعلت حرب ضروس بينها وبينهم !
    .
    .


    هناك ربٌ فوق كل الأشياء التي قست علينا وظلمتنا يوما، وايماني به يجعلني أستدير وأعطيها جانبي الطيّب،
    لأني أعلم أن الحق عنده لا يضيع. *

    .
    .






    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    .
    ***7***
    .
    .
    لم تتحسن معاملة خالتهم معهم بل إزدادت سوء لإنها الآن في حالة وحم !
    .
    .
    معظم الوقت سلطانة وأخوانها في عرفتهم تخرج فقط لإعداد الطعام لهم !
    .
    .
    وبعد أيام حضرت الخادمة
    .
    .
    ومع ذلك لم تتحسن معاملة خالتهم لهم بل أصبحت تحرض والدهم عليهم وكل يوم تشتكي منهم !
    .
    .
    عزيزة : أسمع ترى سلطانة تحرش أخوانها علي وأمل بنتك الصغيرة.تصدق تصدق تقول لي ياحمارة !
    .
    .
    الأب: وش هو ؟
    .
    .
    سلطانة تعالي حبي راس خالتك وقولي لها أسفة وحتى أمل
    .
    .
    سلطانة : ليش وش سوينا لها ؟
    .
    .
    لأب : ماتدرين سلطانة أنا أعرفك وأعرف حركاتك وأختك الصغيره علميها الأدب والإحترام ولا تقول لخالتها ياحمارة سلامات
    .
    .
    سلطانة : أمل تقول حمارة عمرها ما سبت أحد أصلاً
    .
    .
    عزيزة : يعني أنا كذابة تكذبيني ؟
    .
    .
    الأب : قلت لك لا تكثرين كلام وحبي راسها
    .
    .
    لم تستتطع سلطانة تحمل كل هذا فعزة نفسها ترفض هذا الذل وذهبت تركض للخارج وهي تبكي فشاهدتها الخادمة (نور)
    .
    .
    وذهبت ورائها
    .
    .
    نور: ليش ماما كذا كله زعلان كله صوت كبير
    .
    .
    سلطانة : هذي مو أمي
    .
    .
    نور : أنا معلوم هذي زوج بابا بس مافيه كويس خلاص سلطانة إنتا مافيه يبكي عشان كله بيبي يبكي الحين شوف أمل شوف ياسر حتى عبد الله ومحمد
    .
    .
    نظرت سلطانة فوجدت أمل تنظر إليها بشفقة وياسر ينظر بعينين دامعتين
    .
    .
    أحتضنتهم سلطانة ,حاولت أن تخفي دموعها
    .
    .
    أمل : سلطانة خالتي ضربتك ؟
    .
    .
    سلطانة : هههههههههه لأ حبيبتي ماضربتي ولاشي
    .
    .
    أمل : كل يوم هي تضربني إذا رحتوا المدرسة شوفي كشفت يدها فإذا هناك أثار للضرب المبرح وقرصات مؤلمة !
    .
    .
    سلطانة : أشوف !حسبي الله ونعم الوكيل لذي الدرجة !
    .
    .
    لم تخبر والدها بل أثرت الصمت لعلمها أنه سيكون معها
    .
    .
    وفي يوم كانت سلطانة نائمة
    .
    .

    عبد الله : محمد وش رآيك نسوي لنا بيض
    .
    .
    محمد : أنا من زمان ودي أسوي بيض بس خايف من خالتي
    .
    .
    عبد الله : وليش نخاف ؟ ننادي نور
    .
    .
    وبالفعل دخل عبد الله ومحمد المطبخ وأحضرا الكف ووضعاه على النار بإشراف العاملة المنزلية (نور)
    .
    .
    وعندما سخن الكف وضع البيض
    .
    .
    في هذه اللحظة دخلت خالتهم عزيزة المطبخ فنهالت بالسبائب والشتائم أعوذ بالله إنتم ماتشبعون دود في بطونكم مين الي شغل النار
    .
    .
    سكت الجميع بخوف وذعر
    .
    .
    فقالت بصوت مرتتفع مين قلت لكم مييييييييييييين ؟
    .
    .
    فقال عبد الله بإنكسار :أنا
    .
    .
    فقالت : إنت طيب
    .
    .
    فأخذت يده ووضعتها على شعلة عين الغاز وهي حامية شبه مشتعلة
    .
    .
    وهو يصرخ بكل صوته ومحمد يقول لها : خالتي عزيزة الله يعافيك لأ لأ بنتحرق يد عبودي لأ وهو سيحب أخوه للخلف
    .
    .
    وعبد الله يصيح ويقول : خلاص أتوب آخر مره أخر مره
    .
    .
    والشغالة تتوسل لها أن تتركهم وتسامحهم
    .
    .
    بعد لحظات عذاب تركتهم وقد أحرقت يد عبد الله
    .
    .
    فخرجت وهي تقول : هذا العقاب وأي واحد مايسمع كلامي بيصير له كذا !
    .
    .
    أما نور فذهبت مسرعة وأخذت صحن كبير ووضعت فيه ثلج ووضعت يد عبد الله وهو يبكي
    .
    .
    ودهنتها بعسل
    .
    .
    وذهبوا إلى غرفتهم
    .
    .
    محمد : سلطانة سلطانة قومي شوفي عبد الله
    .
    .
    سلطانة : وش فيه ؟
    .
    .
    محمد : خالتي عزيزة حرقت يده
    .
    .
    سلطانة : ايش؟ أشوف
    .
    .
    نظرت فوجدت كفه ملتهب و منتفخ ومملوء بصديد الحرائق !
    .
    .
    قالت سلطانة بغضب : تعال تعال
    .
    .
    وذهبت مسرعة إلى غرفة والدها وطرقت الباب بقوة
    .
    .
    حتى فتحت لها الخالة .
    .
    .
    سلطانة : وين أبوي ؟
    .
    .
    الخالة : أبوك نايم الحين ويقول لاحد يزعجني
    .
    .
    سلطانة وهي تبكي : لازم أكلمه
    .
    .
    الخالة : أقول تعوذي من إبليس وورحي نامي بلى هم
    .
    .
    سلطانة : وش هذا الي في يد أخوي ؟
    .
    .
    الخالة : هذا من شقاوته وشطانته وشفاحته بعد
    .
    .
    سلطانة : تقومين تحرقينه الله يحرقك في نار جهنم حسبي الله ونعم الوكيل عليك وعلى قلبك هذا الي مافيه رحمه
    .
    .
    الخالة : أقول أنقلعي هناك ياقليلة الحيا اصلاً إنتِ بنت شوارع حتى أبوك يشتكي منك مناك بس مناك
    .
    .
    وأغلقت الباب بوجه سلطانة التي كانت هي من تحترق من الداخل
    .
    .
    رجعت سلطانة وحاولت وضع كريم الحريق على يده وجلست معه طول الليل تداويه وتنفخ في يده لإن شعور النفخ وإن لم يفعل شيء يجعله يشعر بالراحة !
    .
    .
    .
    .
    .
    وأستمرت زوجة الأب في صراع وقسوة وتمرد يساعدها في ذلك ضعف شخصية زوجها وجبروتها عليه !
    .
    .
    ذهب موسم الشتاء والحطب وأنتهى وجاء موسم آخر
    .
    .
    وسلطانة أصبحت لا تهتم كثيراً بهوايتها وبالأشياء التي كانت تستهويها حتى الحطب والمطر عشقها الأبدي
    .
    .
    وفي يوم ماطر نام الجميع
    .
    .
    عبد الله : سلطانة سلطانة شكلها تمطر أسمعي من عند الشباكصوت مطر قومي نحط يدي في المطر يمكن تتعافى !
    .
    .
    سلطانة : يدك الحمد لله تعافت الحين ليلوأخوانك نايمين
    .
    .
    عبدالله : الله يخليك سلطانة بندعي لأمي مو إنتِ تقولين الدعاء في المطر مستجاب
    .
    .
    فزمجر صوت رعد قوي وبرق خاطف كأنه شعاع ليزر كأنه ينادي سلطانة!
    .
    .
    نهضت سلطانة وهي تقول : سبحان من سبح الرعد بحمد والملائكة من خيفته
    .
    .
    عبد الله : بنطلع الحوش ؟
    .
    .
    هزت رأسها أي نعم وأحتضنت يد عبد الله وقبتلها بحنان وبرفق وخرجت بهدوء وهي تتحجب بحجاب صوفي قديم كان لوالدتها
    .
    .
    جلست تحت المطر تمسك بيد عبد الله ثم رفعت يدها للسماء وهو بسط يده المحترقة التي لم تعد تحمل أي بصمات من الحريق وجعل يجمع بها قطرات المطر ومن ثم نظر إليها وهي تبكي وتدعوا الله فرفع يده للسماء وأخذ يدعوا تماماً كما تفعل سلطانة .وقد أبتلت هي وعبد الله .تماماً بالمطر في منظر مهيب رائع
    .
    .
    .


    لازلت طفله كلما سمعت وقعه على شباكي ركضت لـ أبتل به , تغمرني سعاده لاتوصف وتتسابق دموعي مع صوت الرعد وانا اتمتم ( سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكه من خيفته )
    ارفع وجهي للسماء لتبتل ملامحي به وبداخلي امنيات تشق طريقها عكس اتجاهه

    تحت المطــر…{ المكـان الانسب لـ تبكي دون ان ينتبه عليك احـد><
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    البارت الثامن

    .
    .
    .
    ***8****
    .
    .
    بعد لحظات ودعاء وخشوع يجلب السعادة الحقيقة تحت المطر عادت سلطانة إلى الداخل تشق وجهها إبتسامة قد هجرتها منذ زمن طويل
    .
    .
    خلعت الوشاح والحجاب المبتل وأخذت تساعد أخوها على تجفيف ملابسه وعندما أرادت أن تصعد الدرج شعرت بإن هناك شخص ماء خلفها
    .
    .
    نظرت برعب فوجدت خالتها عزيزة تضع يدها على خاصرتها
    .
    .
    الخالة : ماشاء الله وين كنتي ؟
    .
    .
    سلطانة : كنت أشوف المطر
    .
    .
    الخالة : أي مطر ؟
    .
    .
    سلطانة : كنت أدعي لأمي تحت المطر أنا وأخوي
    .
    .
    فستشاطت (الخالة ) غيظاً تدعين لأمك ولا ؟
    .
    .
    سلطانة بإستغراب : ولا أيش ؟
    .
    .
    الخالة : أعرف هالحركات زين عموماً الموضوع عند أبوك الحين
    .
    .
    سلطانة وهي غير مبالية : طيب طيب زين
    .
    .
    الخالة : أقول أحترمي الي قدامك والله ياسلطانة لا تنطقين والله لا أوريك ياقليلة الأدب
    .
    .
    سلطانة لاتزال صامتة وناقمة على خالتها بعد ماحرقت يد عبد الله
    .
    .
    صعدت وتركت الخالة بغيضها
    .
    .
    وفي الصبح كانت سلطانة ترتدي الزي المدرسي وتساعد أخوتها على الإستعداد للذهاب إلى مدارسهم
    .
    .
    أما أمل الصغيرة فكانت حزينة جداً
    .
    .
    أمل وهي تشاهد الجميع في حالة إستنفار كي لا يتأخروا على دوماتهم : سلطانة الله يعافيكم شيلوني معكم
    .
    .
    سلطانة : مانقدر حبيبتي
    .
    .
    أمل : خالتي بتطقني أخاف منها بس تهاوش
    .
    .
    سلطانة : أسمعي الترم الجاي إن شاء الله بقول لأبوي يدخلك الروضة الي بجنبنا وش رآيك ؟
    .
    .
    أمل : أنا أبي مدرسة مثلكم
    .
    .
    سلطانة : طيب إنتِ أقعدي مع نور وياسر لا تروحين عندها
    .
    .
    أمل غير مقتنعة تهز رأسها بصمت
    .
    .
    ذهب الجميع في المدرسة سلطانة كانت في الصف الثالث الثانوي ومستواها الدراسي تراجع كثيراً عن سنوات مضت !
    .
    .
    قضت يوم دراسي طويل ومن ثم عادت للمنزل
    .
    .
    فوجدت والدها ينتظرها
    .
    .
    سلطانة : السلام عليكم ,عندما قدمت لتحب رأس والدها _كعادتها_أبعدها بيده ونهرها
    .
    .
    نظرت في الخالة فوجدتها تبتسم
    .
    .
    سلطانة : يبه وش فيه
    .
    .
    الأب : وين كنتي أمس الليل
    .
    .
    سلطانة : كنت في الحوش انا وعبد الله
    .
    .
    الأب : وش تسوين في الحوش في وقت متأخر تنتظرينا ننام عشان تطلعين ؟ سلطانة لا تكذبين
    .
    .
    سلطانة وعيناها بدأت تغرورق بالدموع : أدعي
    .
    .
    الأب : سلطانة خالتك تقول إنها شافتك تفتحين باب الشارع وتكلمين أحد وحنا كلنا نايمين بس سبحان الله قامت بتشرب مويا وشافت كل شي بعينها
    .
    .
    سلطانة : والله ماكلمت أحد والله العظيم
    .
    .
    الأب مقاطعاً لا تحلفين ولا شي بتنضربين والباب من اليوم ورايح بينقفل وبيكون المفتاح عند خالتك
    .
    .
    أحضرت الخالة الخيزرانة وأخذ الأب يضرب سلطانة على يدها وهو يقول هذا عقابك الحين أحترمي نفسك مابقى إلا عرضنا تدنسينه وهو في حالة غضب شديد
    .
    .
    والخالة تقول : الله يستر علينا الجيران كلهم مايشهدون علينا إلا بخير ثم أرفدت قائلة بمكر : تكفى يابو عبد الله لا تضربها بقوة حرام عليك !
    .
    .
    أنهال عليها الأب بضربات مؤلمة ,
    .
    .
    .
    وبعد ما أنتهت العاصفة ذهبت إلى غرفتهم وأخذت تبكي بمرارة لا من شدة الألم ولكنها تذكرت والدتها الحنونة العزيزة الغالية .شعرت بالإهانة والمذلة شعرت بشعور مر قاهر ذلك هو الظلم الذي هو أقسى من ضرب والدها وأقسى من كل أنواع التعذيب العالمي !
    .
    .

    البارحة في تالي الليل محتار . مدري وش أخذ من علوم وأخلي

    من كثر همي دمعتي كنها أنهار . بـأسباب فقد أمي دموعي تهلي

    تزوج الوالد وهو مكرم الجار . زوجه جديدة قلت ذي مــنوة لي

    لكن علينا ياعــرب ضاقت الدار . قامت تعاملــنا بحقد وغلي

    تعذيبها ياربعنا سر وجهار . عجزت أبوصـــف عذاب حصل لي

    بأسبابها ياأصحابنا ذقنا الأمرار . الهم لازمــني كما وسط ظلي





    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    البارت التاسع

    .
    .
    .
    ***9***
    .
    .
    بعد هذا الموقف المرير إزدادت زوجة الأب قوة وتحكم بالبيت والأولاد لإنها كسرت شوكة سلطانة وهي العائق الوحيد أمام تحقيق رغباتها وسلطاتها
    .
    .
    فكان الأب كرئيس دولة له بطانة سوء .دولته قائمة على الظلم والجور والإستبداد وزوجته تتحكم بالرعية بظلم وحقد وغل وقسوة وجبروت وهو يحسب أنها مخلصة له ولبيته وأولاده !
    .
    .
    أما سلطانة المراهقة التي أصبحت تهان وتضرب تغيرت كثيراً فصارت تخاف من والدها وتخاف من زوجته بشكل مرضي إنه الإرهاب بعينه !
    .
    .
    وبعد أشهر وضعت زوجة الأب مولودتها الأولى وعلى أمل الآن أن تتحسن معاملتها لهم
    .
    .
    ولكن حصل العكس فالأب إنصرف قلبه تماماً لطفلته الجديدة ولوالدتها
    .
    .
    وسلطانة وإخوتها لازالوا تحت خط التعذيب وبلا رحمة
    .
    .
    .
    وفي بيت مغلق لا يوجد فيه ( قلب أم) تحدث العجائب التي لا يصدقها عقل !
    .
    .
    إنه معتقل جونتاناموا !
    .
    .
    حتى ياسر الصغير يعذب ضربته في يده وأحرقته بحجة أنه بال عليها ! ومرة أخرى بحجة أنه ضرب ابنتها الصغيرة رهف !
    .
    .
    وهو طفل صغير لا يعي مايقول ويفعل !
    .
    .
    أما سلطانة فكانت كالبكماء الخرساء أعياها الحزن والتعذيب والقهر وأثر عليها كثيراً ماحيلتها لذلك آثرت الإستكانة
    .
    .
    وفي يوم من الأيام أرسلت المديرة بخطاب لولدها تسأله عن أثار الضربات في يد سلطانة !
    .
    .
    وسبب تأخرها الدراسي !
    .
    .
    فحضرت زوجة الأب للمدرسة وأخبرتهم أن سلطانة إنسانة غير سوية أخلاقياً وولذلك كان والدها يضربها ليعيدها إلى جادة الصواب !
    .
    .
    صدق المعلمات كلام زوجة الأب فتغيرت معاملتهم لسلطانة ! بل وأنتقل الكلام إلى البنات عن طريق الوشاية والنميمة النسائية
    .
    .
    فصارت سلطانة تعاني الأمرين فحتى في المدرسة ملاذها الوحيد صارت تعامل معاملة المذنبين السيئين وهي من كل هذه الأقاويل براء
    .
    .
    ولكن لا أحد يصدقها عبثاً حاولت شرح وضعها مع الإخصائية النفسية في المدرسة ولكن دون جدوى
    .
    .
    وبعد أيام عادت سلطانة وهي مهزومة إلى البيت
    .
    .
    وفي الصباح لم تعد بروحها المعتادة لم تعد بهمة ونشاط كالسابق
    .
    .
    أمل : سلطانة غيبي اليوم أقعدي معي
    .
    .
    وكانت سلطانة فعلاً لا تريد الذهاب للمدرسة ليس لها خاطر !
    .
    .
    فجلست مع أمل تلعب وتلهوا كأنها طفلة بالرغم من كومة الأحزان والمآسي التي لا يعلم بها أحد سوى الله إلا أن هناك إبتسامة حزينة أجتثت من نفس مظلومة مقهورة
    .
    .
    إنها ترى عينا أمل الكبيرتان وهي تشعر بسعادة وغبطة وتلعب وتقفز وكأنها تلعب لاول مره !
    .
    .
    وتتعالى ضحكاتها بصوت مرتفع ,سلطانة سعيدة لأجل أمل
    .
    .
    سلطانة : وش رآيك أمشط شعرك وأحط لك بكلتين وشرايط كأنك بتروحين المدرسة !
    .
    .
    أمل :أمي كانت تسوي لك كذا صح يالله بجيب المشط
    .
    .
    .
    .
    أخذت سلطانة تمشط شعر أمل وهي تقول في نفسها : الحمد لله إن عندي أخت بكره إن شاء الله تكبر ونشتكي لبعض سأصبر لأجلك أمل ولأجل عبد الله ومحمد والصغير ياسر الله يعلم إني أحبكم ومابنكسر أكثر من كذا لأجلكم
    .
    .
    سلطانة : ياسلام والله صرتي تجنين حلوه وأمورة وقمورة بس شكلك جوعانه صح ؟
    .
    .
    أمل : صح صح . أبي أمممممم كورن فليكس
    .
    .
    سلطانة : طيب أقعدي هنا شوي شوفي التلفزيون وأنا بجي بعد شوي
    .
    أستيقظت زوجة الأب وهي غاضبة
    .
    .
    الخالة : وش هالإزعاج أمل الحيوانة الحقيرة الكلبة مو كم مره قلت لك لا تشغلين التلفزيون في الصبح إذا راحوا البهايم أخوانك. تنثبرين في سريركم القذر لين يجون أخوانك مو قلت لك لا تلعبين في الصبح وهي تمسك بشعرها وتشده بقوة !
    .
    .
    خرجت سلطانة من المطبخ وجائت مسرعة لتأخذ أختها من مخالب عزيزة !
    .
    .
    أخذتها وهي تبكي
    .
    .
    وقفت في الممر(السيب) وأخذت تهدئها
    .
    .
    أمل : كل يوم خالتي تضربني ما أحبها شوفي البكلة طاحت وشعري خرب
    .
    .
    سلطانة : البكله بصلحها إذا تحبين ماما لا تبكين
    .
    .
    أمل : ماما وين راحت وخلتني وهي تبكي
    .
    .
    سلطانة : لا تبكين أموله أسمعي ماما في الجنة !
    .
    .
    أمل : يارب أروح عند ماما يارب أروح الجنة جنة ماما
    .
    .
    سلطانة وهي تنظر في عين أمل المليئة بالأسئلة والحنين وتقول قومي أمل بنلعب
    .
    .
    أمل : لأ تهوشنا بعدين
    .
    .
    سلطانة وش رآيك نلون في دفتر التلاوين
    .
    .
    أمل : طيب سلطانة قولي لبابا يشتري لي عروسة ألبسها وأمشط لها وأحط لها بكل مثل ماتسوي لك ماما وإنتِ صغيرة
    .
    .
    سلطانة : طيب إن شاء الله بس علميني أول وش بتمسينها ؟
    .
    .
    أمل : بسميها نوره
    .
    .
    أدركت سلطانة بإن إسم والدتها بل وشكلها وروحها وقلبها لازال يرن و يعيش في قلب أمل الصغيرة اليتيمة التي لاتزال تحن وتذكر والدتها التي فارقتها في سن مبكرة
    .
    .
    .


    سلطانة : طيييييييب تعالي نشوف ياسر نايم ولا صحى وش رآيك نلعبه معنا لعبة الذيب والخرفان
    .
    .
    أمل : والله فكره ونخليه الذيب يالله يالله
    .
    .
    ركضتا إلى حيث ينام ياسر فشاهدتاه مغمض العينين ويغط في نوم عميق على جانبة الأيمن وجهه كفلقة البدر وكأنه ملك بريء
    .
    .
    عندما حاولت سلطانة أن توقظه من نومه نظرت في أمل المكسينة فوجدتها وقد غفت عيناها الدامعتين على سيراميك الغرفة البارده فحملتها ووضعتها فوق السرير بحب وحنان
    .
    .
    وعادت وأعطت ياسر رضعته وأخذت تنظر بتعجب وبرحمة في ياسر وهو نائم .!
    .
    .

    .
    .
    .
    .
    .
    من أنت وقد لحت ملاكاً من غير جناحي ؟
    قال اليتــــم أنا والدنيا تسرق أفراحي .!
    .
    .
    اليتيم هو مقهور أي قهر بفقد أحد والدية
    .
    .
    لذلك قال الله الملك العليم بحال خلقه في محكم كتابه : (فأما اليتيم فلا تقهر)
    .
    .
    أفتقهره وتزيده قهر فوق قهر وغلبة اليتم





    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ادا العمر لحظة اى لحظة تختار
    بواسطة نسمات الفجر في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-Feb-2012, 04:29 PM
  2. *.*. مبروك الالفيه الرابعة عشر لوليد .*.*
    بواسطة ღ..آنين الغرآم..ღ في المنتدى التهاني والتبريكات و أخبار الاعضاء
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-Dec-2010, 09:31 PM
  3. بين فرحة لقاك و هم فرقاك
    بواسطة الاميرة العنود في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31-Jan-2008, 07:59 PM
  4. أسعد لحظة . وأصعب لحظة ؟
    بواسطة اخت حمني في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-Nov-2007, 09:45 PM
  5. ((((((((((((( ليل ونهار بحلم لقاك )))))))))))))).!!!!!!
    بواسطة ناضح الأسحار في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-Feb-2007, 09:53 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •