[frame="7 80"]الحلقة التاسعة عشر
أنا أكتب هذه الروايات والقصص في الحضر والسفر
فمرة تجدني مع حاسوبي المحمول جالسا على طاولة طعام وأمامي كوب الشاي البارد!!
والناس حولي ينظرون ولعل أحدهم يقول : إيه .!!!
هذا لا بد أنه يعد خطة لعملية إرهابية؟
أو تجدني على مكتبي حولي معاملات ومستندات تحتاج لتدقيق ومراجعة فأترك كل
ذلك وانكب على جهازي أسطر لكم المفيد والغث!!!
أو تجدني في ساعة سحر والناس حولي يشخرون وأنا منهمك في إضافة عبارة أو مراجعة
قاموس أو سرقة نص!!
مالذي يكتبه مطوع في هذا الزمان
تساؤلات هل هي مشروعة
هذه للأسف صورة سيئة كادت أن ترسخ في رؤوس الجهال من العوام على كل من سيماه
الخير والاستقامة. قاتل الله الإعلام الفاسد والسياسة الملعونة!!!
دعونا نرجع لروايتنا
لقد كان لاحتكاكي بل ومحاولة الاستفادة القصوى من علم الشيخ سبب ذلك شيئا من
المودة والقرب منه!!
العالم إخوتي الكرام يحب المجد ومن يحسن الإصغاء والاستماع إليه
لم أكن أسعى لذلك أو أريده فلذلك ضريبة ليست بالهينة !! لمن يفهم ما أعنيه!!
ولكن العلاقة زادت وتطورت من مجرد طالب مجتهد إلى طالب مميز ومحبوب نوعا
ما!!
ويعلم الله سبحانه وتعالى أنني كنت ساذجا بحيث أنني لم اشعر بذلك ولم أميز
أول موقف أذكر ه في مخيلتي الآن أنني في ذات ليلة وبعد درس المساء
كنت برفقة الشيخ كالعادة حتى وصل البيت وكان الأخ محمد زين العابدين
مشرف السكن يتعمد أن يلحق الشيخ بسيارته حتى المنزل ليعرض عليه ما لديه
ما استجد من نواقص أو معاملات أو طلب مال للسكن أو نحو ذلك
كان من عادة الشيخ أن يرجع الطلاب حينما يصل لبيته أو قريبا منه
أما أنا فبقيت أتناقش معه في بعض المسائل العلمية حتى وصل لباب البيت
فتح الشيخ باب منزله وكان مظلما من الخارج ولا تسمع فيه حركة أو لجة
قال الشيخ لمحمد وكان قريبا مني : تعش معي أنت وفلان( يقصدني أنا)!!
العائلة ليست موجودة وأنا لوحدي في البيت!!
تبادلت أنا ومحمد النظرات استغرابا من هذا العرض المغري!!
قبلت أنا ومحمد تلك الدعوة بكل سرور وبلا تردد!!
قال لنا : انتظرا حتى افتح لكم باب الملحق
وهو عبارة عن غرفة مستقلة بطرف المنزل في شماله الغربي
فتح الشيخ باب الملحق فدلفنا للبيت
نزع الشيخ عباءته وعلقها على يده ثم قال : سأتسنن وأحضر لكما العشاء !!
ثم خرج من الباب الفاصل بين الملحق والبيت والذي يدخل مباشرة للفناء
في ذلك الملحق كعادة البيوت في نجد ، حيث يمزج بين الطراز القديم و ثوب
الحداثة!!
تحتوي الغرفة في صدرها على مشب للنار خلفه مخزن مكشوف للحطب
وعلى يساره بنيت رفوف رصت عليها دلال القهوة العربية وأباريق الشاي
وتحته توجد مغسلة لغسل الفناجيل وإعداد القهوة والشاي للضيوف
الغرفة مفروشة بفرش جميل لونه ازرق
سألت الأخ محمد لقد كنت أظن قبل حضوري لعنيزة أن الشيخ يقيم في بيت طيني
قال : لقد انتقل الشيخ لهذا المنزل عام 1409 ولم يكن راغبا ترك بيته الطيني!!
ولكن أبناءه أصروا عليه أن يبني بيتا حديثا ففعل
قلت : وأين يقع ذلك البيت
قال :سأريك إياه بعد أن ننتهي من العشاء
بعد قليل فتح الباب الفاصل فبرزت صينية كبيرة قد أحاط الشيخ عليها بذراعيه
وتوشك أن تقع فقمت فحملتها من يده وقلت له : هل ترغب أن أساعدك؟
قال لي : تعال .!!
لحقته حافيا فدخل من باب كبير فانتظرته ظنا أنه سيقدم هو الطعام فأحمله للملحق
فخرج علي الشيخ وقال : لا يوجد أحد تعال ادخل
دخلت البيت وكان نور الصالة خافتا حتى وصلنا المطبخ على يمين الداخل انشغلت
بالنظر والفضول
فأشار الشيخ لي أن تعال واحمل الطعام!!
حملت الحافظات والصواني الصغيرة فوضعتها على سفرة الطعام
كانت تلك أول مرة آكل فيها من طعام بيت الشيخ
كان الطعام خفيفا وسهل الهضم ولو شئت لذكرته!!
بعدها ساعدت الشيخ في حمل المواعين والسفرة
سألت الشيخ ونحن بمفردنا في المطبخ : أين تقع مكتبتكم؟
أمسك بيدي وقادني للجهة الشرقية من المنزل ومررنا بسيب ضيق
ويقع عن يمينه علاقات وضع عليها عباءات الشيخ وعن اليسار درج يقود للقبو.
أخرج الشيخ من جيبه الذي على صدره شبكا علقت عليه مفاتيح كثيرة
ثم أدخل أحد المفاتيح في الباب المغلق الذي أمامنا
فدلف للغرفة وأضاء المصباح
أي حظ هذا وأي شرف لي أن أدخل بيت شيخنا بل وأدخل مكتبته
لقد مر على قدومي لعنيزة منذ ذلك التاريخ وحتى تلك الليلة حوالي الشهرين وزيادة
سأصف مكتبة الشيخ من الداخل في الحلقة القادمة إن شاء الله [/frame]
يتبع