[frame="7 80"]الحلقة التاسعة والعشرون
لقد ولد الصمت الرهيب حولي بعد تلك الجعجعة التي مرت في الرياض ولد ذلك
في نفسي فراغا وخواء ورغبة في الموت أو الانتحار!!
ليس هو الانتحار بمعنى إزهاق الروح بل بالعودة من حيث أتيت !!
لم أترك فكرة تدور في خلد أي إنسان إلا وفكرت فيها
بقيت معلقا بين السماء والأرض أيهما يجذبني
حين ذلك وأنا في معمعة الفكر استدعيت من الشيخ من طرف الأخ محمد زين العابدين
قال لي شيخنا: استمر في حضور الدرس مثلك مثل الآخرين ولا تقصر في الطلب
وسوف أتحدث مع والدك في الموضوع أو أنه قال : لقد تحدثت مع والدك في الموضوع
نسيت والله !!
والنتيجة : إن خطأك وجسارتك على والدك وهروبك من المنزل وتركك لدراستك وتغيير
نسبك كل ذلك لا يجوز أن يمنعك من طلب العلم
كان الشيخ كمثل الطبيب يشخص المرض ويضع يده على موضع الألم ثم يقرر الدواء
هل سيكون بالبتر أو بالترياق أم بالحمية؟
قلت له: جزاك الله خيرا إن كلامك هذا يعطيني بصيص أمل
لم أطل معه الحديث .
عدت بعدها للسكن
أتعرفون مالذي فعله صاحبنا ذاك
لقد صار يصحب شيخنا مشيا على قدميه بعد كل صلاة لظنه أنني لن أجرؤ على
السير مع الشيخ بحضوره!!
ظن ذلك المسكين أنني بمجرد ذهابي مع الشيخ بعد الدرس فقد كسبت وده !!
إذا فما حال عشرات الطلاب الآخرين
هذا من فضل الله تعالى علي والحمد لله
في البداية هبته وخشيت شره وبطشه خاصة بعد الذي فعله في من إساءة وتشويه سمعه
ولكنني عدت لسابق عهدي فحينها مل وتراجع !!
ولكنه لم يعدم حيلة لمنعي من الخير
كلف شخصا اعرفه جيدا بمراقبتي فكان ذلك المعتوه يسير خلفنا بسيارته السوداء
وينتظرني بعد
كل صلاة فيسير بالسيارة حتى يصل الشيخ لبيته حينها أسلم على الشيخ وارجع!!
شعر الشيخ بعد أيام بما يفعله الرجل فاستدعاه وسأله مالذي يفعله ومن كلفه بذلك
فتعذر بأعذار يعيب علي ذكرها هنا !!
حينما عزمت على حضور الدروس بعد الحديث مع شيخنا
وجدت أن مكاني قد سيطر عليه شخص آخر جاء من طرف جاري القديم!!
ولكنني لم استسلم لهذا التعامل الرخيص البليد.
صرت احضر مبكرا وأنازع على المكان الذي حافظت عليه شهورا حتى دان الجميع لي
بذلك
كنت اجلس بجوار ذلك الحقود ولكن بيني وبين قلبه كما بين المشرق والمغرب!!
والحمد لله يشهد علي جميع من عرفني أنني لم أتفوه نحوه ولا في ظهره بعبارة واحدة
تسيء له بل كنت أقر بفضله وعلمه وسبقه مع بغضي لفعله معي والله حسيبي وحسيبه
بعد عدة أيام استدعيت من الشيخ مرة أخرى وهذه المرة مع محمد زين العابدين
أذكر تلك اللحظة جيدا كانت بعد صلاة عشاء
سرنا ثلاثتنا إلى بيت الشيخ دون مرافق آخر
كان الشيخ يتكلم ونحن منصتون، يقول لي:
فلان قد حمل عليك ويريد منك أن تترك عنيزة وهذا لا حق له فيه ولا أوافقه عليه
ولكن أنت يجب عليك أن تحاول كسبه والتودد إليه !
أو ابتعد عنه ولينصرف كل واحد منكما لطلب العلم .
ثم عاتبني الشيخ في تحدثي مع الرجل ذاته سابقا في أمور تخص الشيخ وكيف أن الناس سيستغلون ذلك ضدي!!
وأنه زعم أنني جاسوس مدسوس ضد الشيخ !!
وكلفت بالتقرب منه لكي أكسب ثقته ومن ثم أطلع على أسراره وخصوصياته
فابعثها لمن اتبعه!!
فقلت له ياشيخ : هل تصدق هذا الكلام
صمت الشيخ ولم يرد أن يسمع الأخ محمد جوابه !!
خوفا من أن يصل الكلام لصاحبنا فيفهم أن الشيخ في صفي وخيرا فعل !!
وعدت شيخنا خيرا وأن استمر في العلم وفي دراستي النظامية إرضاء لوالدي
فقال : سوف أتصل على والدك حتى يأتي هنا لكي أتفاهم معه!!
فقلت له : افعل ياشيخنا ما تراه الأصلح وأنا أرضى به
ثم طلب الشيخ مني التأخر قليلا ليتكلم مع محمد على انفراد
فتكلما قليلا وهما يسران ثم دعاني الشيخ
فكرر علي كلامه السابق كأنه يتوثق مني ثم قال
سوف أسافر بعد أسبوعين لمكة لأداء العمرة وسوف اطلب من والدك الحضور لمقابلتي
هناك!!
ولم يذكر لي هل سأرافقه أم لا [/frame]
يتبع