الملاحظات
صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 57

الموضوع: شرح أسماء الله الحسنى (( د / نوال العيد ))

  1. #41  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="6 80"]الجبار


    P

    شرح أسماء الله الحسنى

    الجبار

    جل جلاله وتقدست أسماؤه

    المعنى اللغوي:

    الجبر يرجع في اللغة إلى ثلاثة أُصول:

    الأول: أن يغني الرجل من فقر، أو يجبر عظمه من كسر، و هذا من الإصلاح، وهذا الأصل يستعمل لازماً و متعدياً، يقول:"جبرت العظم وجبر".

    الثاني: الإكراه والقهر، وأكثر ما يستعمل هذا على أفْعُل، يقال: " أجبرته على كذا إذا أكرهته عليه، ولا يكاد يجيء جبرته عليه إلا قيلاً، والله سبحانه يجبر كل أحد ولا يجبرهْ أحد.

    الثالث: العز والامتناع، ومنه نخلة جبارة.

    قال الجوهري: والجبار من النخل ما طال وفات اليد،( والجبّار) العظيم القوي الطويل قال تعالى: ((إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ)).

    قال اللحياني: أراد الطول والقوة والعِظَم.

    وتجبّر الرجل إذا تكبر، قال تعالى: ((وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً )). أي متكبراً على عباده.

    ورود الاسم في القرآن:

    ورد هذا الاسم في القرآن مرة واحدة في قوله تعالى:" العزيز الجبار المتكبر".

    معنى الاسم في حق الله تعالى:

    1. "الجبار": يعني المصلح أُمور خلقه المصرفهم فيما فيه صلاحهم، وهو يجبر الفقر بالغنى، وهو جابر كل كسير وفقير، وهو جابر دينه الذي ارتضاه، وهو سبحانه يجبر المصاب بتوفيقه للثبات والصبر، ويعطيه على مصابه أعظم الأجر، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته و جلاله، وقلوب المحبين بما يُفيض عليهم من أنواع كراماته، وهذا الجبر في حقيقته إصلاح للعبد، ودفع لجميع المكاره عنه.

    2. "الجبّار": العالي على خلقه و من أسمائه سبحانه وتعالى"العليّ"، ويقال" تجبر النبات إذا علا واكتهل، ويقال للنخلة التي لا تنالها اليد طولاً ؛الجبّارة.

    3. " الجبّار" :أي الإكراه والقهر وهو القاهر خلقه على ما أراد من أمر أو نهي قال تعالى:" والله غالب على أمره" وقال تعالى لنبيه r : ((وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ )) أي: لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى و لم تكلف بذلك، وعلى المعنى الأول يكون من صفات الذات وعلى المعنى الثاني والثالث يكون من صفات الفعل.

    فلا يجري في ملكه سبحانه غير ما أراد، فالله سبحانه هو جبّار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، وهو الذي جبر خلقه على ما يشاء من أمره، بأن شرّع لهم من الشرائع ما شاء، وأمرهم بإتباعها، وإنما أمره إذ أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وهو المصلح أُمور خلقه، ومصرفهم فيما فيه صلاحهم، ويدخل في معنى الجبار أنه سبحانه إذا أراد شيئاً كان كما أراد ولم يمتنع عليه، وقد أحدث كل شيء من عدم، وإذا أراد شيء لم يتخلف كونه عن حال إرادته.

    "العزيز، الجبار، المتكبر"، مثل هذه الأسماء الثلاث " الخالق، البارئ، المصور" فالجبار المتكبر يجريان مجرى التفصيل لأسم العزيز، كما أن البارئ المصور تفصيل لمعنى اسم الخالق.

    فالجبار من أوصافه التي ترجع إلى كمال القدرة والعزة والملك، ولهذا كان من أسمائه الحسنى، وأما المخلوق فالجبّار ذم له ونقص كما قال تعالى: ((كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)). وقال لرسوله r : ((وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ)). أي مسلط عليهم تقهرهم وتكرههم على الإيمان.

    وقال قتادة " الجبّار": جبر خلقه على ما يشاء من أمره، وهذا يعود لمعنى" القهر".

    وقال الخطابي: " الجبار" هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه وهذا يعود أيضاَ لمعنى القهر.

    4. قال الطبري:"الجبار": يعني المصلح أُمور خلقه المصرفهم فيما فيه صلاحهم ،وهذا يعود لمعنى "الإصلاح"، ويقال: هو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق، وهذا يعود لمعنى الإصلاح.

    وقال السعدي"الجبار": هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرءوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه.

    وقال ابن القيم في " نونيته":

    و كذلك الجبّار من أوصــافه والجبر في أوصافه قسمانِ

    جَبْرُ الضعيفِ وكلّ قلب قد غدا ذا كَسْرَةٍ فالجبر منه دانِ

    والثاني جَبْرُ القهر بالعــزّ الذي لا ينبغي لسواه من إنسانِ

    وله مسـمى ثالـث وهو العُـلوّ فليس يدنو منه من إنسانِ

    من قولهـم جَبـّارة للنـخلة الـ عليا التي فاتت لكل بنان

    إذن فالجبار في صفة الرب سبحانه وتعالى يرجع إلى ثلاث معان هي:

    الملك، والقهر، والعلو.

    آثار الإيمان بهذا الاسم:

    1. أن الله تعالى هو الجبّار الذي له العلو على خلقه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر والجبر، لا يدنو منه الخلق، ولا يشفعون و لا يتكلمون إلا من بعد إذنه لن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه.

    2. الإيمان بأن الله تعالى لا يقع في ملكه غير ما أراد، لأنه الجبّار والقهّار ذو العزة في القدر والقهر والامتناع والعز، قال تعالى: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )).

    وكثير من الناس إذا عصى الله وأُنكر عليه فِعله، قال: قضاء وقدر قد قدّره الله

    عليّ. وسيأتي لاحقاً كيف يكون الرد عليهم .

    v هل يحصل في ملك الله غير ما أراد؟ ما حكم الاحتجاج بالقضاء والقدر على فعل المعصية؟

    بداية يجب التفريق بين نوعين من أنواع الإرادة:

    القسم الأول:

    إرادة كونية: وهذه الإرادة مرادفة تماماً للمشيئة فـ " أراد" فيها بمعنى "شاء".

    وهذه الإرادة تتعلق بأمور هي:

    أولاً: تتعلق فيما يحبه الله وفيما لا يحبه.

    وعلى هذا؛ فإذا قال قائل: هل أراد الله الكفر؟ الجواب: بالإرادة الكونية نعم أراده، ولو لم يرده الله عز وجل لم يقع.

    ثانياً: يلزم فيها وقوع المراد؛ يعني: أن ما أراده الله فلا بد أن يقع، ولا يمكن أن يتخلف. فنزول المطر، وفجور الفاسق، وكفر الكافر، إيمان الناس، كلها إرادات كونية ويكون فيها ما يحب الله و مالا يحب.

    قال تعالى: ((وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً)).

    القسم الثاني:

    إرادة شرعية: وهذه الإرادة مرادفة للمحبة؛ فـ (أراد) فيها بمعنى أحب فهي

    أولاً: تختص بما يحبه الله، فلا يريد الله الكفر بالإرادة الشرعية و لا الفسق.

    ثانياً: أنه لا يلزم فيها وقوع المراد؛ بمعنى: أن الله يريد شيئاً و لا يقع؛ فهو سبحانه يريد من الخلق أن يؤمنوا، ولا يلزم وقوع هذا المراد، قد يؤمنون وقد لا يؤمنون، بخلاف الإرادة الكونية.

    الفرق بين الإرادتين من وجهين:

    1. الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم.

    2. الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله، والكونية عامة فيما يحبه و ما لا يحبه.

    v هل يقع في مُلك الله ما لا يحبه؟ بمعنى كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان وهو لا يحبه؟

    قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-: إن هذا محبوب إلى الله من وجه مكروه إليه من وجه آخر ،فهو محبوب إليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة، مكروه إليه لأنه معصية.

    مثال ذلك:

    كفر الكفّار هو كفر فيه خير، لو لم يوجد الكفر لم يكن هناك جهاد في سبيل الله.

    خلق إبليس ظاهره شر، لكنه فيه خير للناس، ليميز الله به الخبيث من الطيب، الكافر من المسلم، جهاد النفس.

    وقوع الأمر الذي يكون في ظاهره مكروه لله هذا إرادة كونية.

    وجمع الله بين الإرادة الشرعية والكونية في قوله تعالى: ((فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)).

    ومعنى ضيقاً حرجاً أي: شديد الضيق، ثم مَثّل ذلك بقوله: ((كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ))، قال يصّعّد ولم يقل يصعد، يعني كأنه حين يعرض عليه الإسلام يتكلف الصعود إلى السماء بمشقة شديدة.

    v هل يجوز الاحتجاج بالقضاء والقدر على فعل المعصية أو لا يجوز؟

    الاحتجاج بالقدر على المعصية، حجة باطلة من الناحية الشرعية والنظرية، وهذه الحجة أول من احتج بها إبليس، فمن احتج بهذه الحجة كان شيخه إبليس رأس المحتجين بالقدر على فعل المعاصي.

    v ماذا قال إبليس شيخ المحتجين بالقدر؟

    قال تعالى: ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)). فاحتج بالقدر على غوايته.

    وفي القرآن كرر الربّ جل وعلا هذه الحجة الداحضة الباطلة على ألسنة الكفار فمن الأدلة الشرعية في القرآن:

    § قال تعالى: ((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا)). فلم يقرهم سبحانه على احتجاجهم فكانت هذه حجة إبليس و أتباعه.

    § وقال تعالى: ((وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)).

    § وقال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)).

    · قوله تعالى: (( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)) ، ووجه الدلالة بهذه الآية، أن القدر لو كان حجة، لم تنقطع هذه الحجة بإرسال الرسل؛ لأن القدر قائم حتى بعد إرسال الرسل فلما كان إرسال الرسل,وهذه حجة تقطع عذر العاصي تبين أن القدر ليس حجة للعصاة ولو كان القدر حجة لهم لبقي حجة لهم حتى بعد إرسال الرسل ؛لأن القدر لا ينقطع بإرسال الرسل.

    · ومن الأدلة على بطلان الاحتجاج بالقدر ، أن يقال لمن احتج بالقدر أمامك طريقان ، طريق خير وطريق شر، فاسلك أيهما شئت ، لاشك أن الإنسان سيسلك طريق الخير؛ لأنه لا يعلم ما قدره الله له إلا بعد أن يقع ؛ و القضاء كما قال بعض العلماء " سر مكتوم" لا يُعلم إلا بعد أن يقع وتُشاهده ، فلماذا تُقدر بأنك بقضاء الله وقدره عصيت، لماذا لا تطع الله وتقول بقضاء الله أطعت هل اطّلعت على الغيب ؟ وهل علمت أنك من أهل السعادة أم أنت من الأشقياء؟

    ولذلك جاء عن سراقة جعشم قال : قلت يارسول الله العمل فيما جف به القلم وجرت به المقادير أم في أمر مستقبل ، قال : بل فيما جف به القلم وجرت به المقادير وكل ميسر لما خلق له.

    · أنت في شؤون دنياك تختار الخير أم الشر؟ حتما ستختار الخير ، فلماذا لا تختار في شؤون الآخرة أيضاً ماهو خير !! لما تذهب لطُرق الشر وتحتج بالقضاء والقدر . ويذكر أن أمير المؤمنين عمر جيء إليه بسارق فأمر بقطع يده. فقال : مهلاً يا أمير المؤمنين ، فوالله ماسرقت إلا بقضاء الله وقدره ، فأجابه عمر t قال :"ونحن نقطع يدك بقضاء الله وقدره".

    · يُفترض بمن احتج بالقضاء والقدر، أن لا يعيب على من أخطأ عليه ولا من سرقه ولا من ظلمه، لأنه فعل ذلك بقضاء الله وقدره. وهذا يبطل قول المحتجين بالقضاء والقدر القائلين بمذهب الجبرية الضلال فإنهم نفوا أن يكون للعبد أي فعل أو اختيار، فقالوا: الإنسان كالميت الذي لا فعل له، أو كالشجرة في مهب الريح !! والفاعل في الحقيقة هو الله ، ومع ذلك هو ملوم و محاسب على فعله ، ويحتجون بحديث أبي هريرة -t- عن النبي r قال : ((احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : يا آدم ، أنت أبونا خيبتنا ، وأخرجتنا من الجنة ، قال له آدم: يا موسى ، اصطفاك الله بكلامه وخطّ لك بيده ، أتلومني على أمرٍ قدّر الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحجّ آدم موسى ، ثلاثاً)).

    والإجابة على حديث آدم وموسى من وجهين :-

    1- هذا ليس احتجاجا بالقضاء والقدر على فعل العبد ومعصية العبد، لكنه احتجاج بالقدر على المصيبة الناتجة من فعله، فهو من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب ولهذا قال:( خيبتنا وأخرجتنا من الجنة لم يقل غضب ربك فأخرجت من الجنة، إذا احتج بالقدر على الخروج من الجنة الذي يعتبر مصيبة والاحتجاج بالقدر على المصائب لا بأس به.

    2- الاحتجاج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها جائز، أما الاحتجاج بالقدر على المعصية تبرير لموقف الإنسان و الاستمرار فيه فغير جائز. الاحتجاج به فيما مضى لا حرج منه، وأما في الحال والمستقبل

    ونكتة المسألة أن اللوم إذا ارتفع صح الاحتجاج بالقدر، وإن كان اللوم فالاحتجاج بالقدر باطل.

    ودليل ذلك لما نام النبي rعن الفجر فقال) إن الله قبض أرواحنا حيث شاء، وردها حيث شاء) فاحتجاج غير المفرط صحيح.

    وقد أرشد النبي r إلى الاحتجاج بالقدر في الموضع الذي ينفع العبد الاحتجاج به.

    وهناك أدلة تدل على احتجاج المرء بالقضاء والقدر على أمرٍ لا اختيار له فيها:

    1- عن قتادة قال : أن النبي r كان في سفر فمال رسول الله r وملت معه.فقال :انظر. فقلت هذا راكب، هذان راكبان ، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة. فقال : أحفظوا علينا صلاتنا. يعني صلاة الفجر، فضرب على آذانهم ، فما أيقظهم إلا حر الشمس ، فقاموا فساروا هنية ثم نزلوا فتوضئوا ، وأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر ، وركبوا فقال بعضهم لبعض، قد فرطنا في صلاتنا، فقال النبيr إنه لاتفريط في النوم ، إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصليها حين يذكرها ومن الغد للوقت.

    2- وقال أبو هريرة -t- قال : قال رسول الله r :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير .احرص على ماينفعك واستعن بالله عز وجل ، ولا تعجز ، وإن أصابك شيء ، فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وماشاء فعل ، فإن {لو} تفتح عمل الشيطان.

    وفي هذا الحديث أصول إيمانية:

    1- إثبات المحبة الله، وتؤخذ من " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله ". والقوة تكون في الدين ، والعزة به، وعدم التنازل عنه لأي عرض من عروض الدنيا.

    2- أن الله يُحب مقتضى أسمائه وصفاته، لأن "الله قوي ويحب المؤمن القوي" و "الله وتر ويحب الوتر" و " الله عليم ويحب العلماء" و " الله جميل و يحب الجمال " و " الله مؤمن ويحب المؤمنين" و " الله صبور و يحب الصابرين " و" الله شكور ويحب الشاكرين ".إذن الله يُحب أن يتخلق العبد بمقتضى أسمائه وصفاته مما لم يكن من خصائص الله.

    3- أن محبة الله للمؤمنين تتفاضل، فليسوا في درجة واحدة، بعض العباد أحبﱡ إلى الله من بعض ، بدليل" المؤمن القوي خيرٌ وأحبﱡ إلى الله من المؤمن الضعيف".

    ومن منّا يتصور أن ذلك المخلوق الضعيف المقصر في طاعة الله ، المفرّط في جنب الله ، الذي ارتكب الذنوب والمعاصي، يُحبه الله !!

    إن محبة الله عظيمة. فلو استشعرها العبد ، فإنه إن أحبك إذن فهو يُقربك ، ويوفقك، ويطرح محبتك في الملأ الأعلى ، فعن أبي هريرة -t- قال : قال رسول الله r :" إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول إن الله تعالى يُحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أُبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي يا أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضونه ، ثم يوضع له البغضاء في الأرض".

    فإذا استشعرت هذه الأمور ، فإن ذلك سيدفعك إلى أن تسعى لتنال محبة الله ، الجبار المتكبر العليم ، الحليم ، المؤمن ، السلام، المهيمن ، ذو الجلال والعظمة ،ذو الأسماء الحسنى والصفات العُلى .

    4- سعادة الإنسان في حرصه على ما ينفعه في معاشه ومعاده ، قال " احرص على ما ينفعك " والحرص : بذل الجُهد، و استفراغ الوسع في نيل ما هو محمود، وهذا هو الحرص المحمود فإذا صادف ما ينتفع به الحريص كان حرصه محموداً، وكماله كله في مجموع هذين الأمرين، أن يكون حريصا، وأن يكون حرصه على ما ينتفع به ، الحرص على الصلاة ، وبر الوالدين ، والحرص على الطاعة ، وصلة الأرحام ، وحضور مجالس العلم "احرص على ما ينفعك" فإن حرص على ما ينفعه أو فهل ما ينفعه بغير حرص فاته من الكمال بحسب ما فاته من ذلك ولما كان حرص الإنسان وفعله إنما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه أمره أ، يستعين به، ليستمع له مقام إياك نعبد وإياك نستعين ومصداق ذلك قوله تعالى:((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)).

    سؤال :هل تبذل وسعك فيما ينفعك أو فيما يضرك؟!!

    أكثر الناس يكون حريص لكن على ما يضره لا على ما ينفعه ، وبعض العباد موفق من أن يصبح إلى أن يمسي وهو في طاعة الله ، ويرى أنه مقصر قال تعالى : ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)).

    5- "ولا تعجز" فإن العجز ينافي حرصه على ما ينفعه ، وينافي استعانته بالله فإن فاته مالا يقدر له فله حالتان: حالة العجز وهي مفتاح عمل الشيطان ، فيلقيه العجز،إلى (لو) و لا فائدة في (لو) هاهنا بل هي مفتاح اللوم والعجز والسخط والأسف و الحزن وذلك كله من عمل الشيطان فنهاه r عن افتتاح عمله بهذا المفتاح وأمره بالحالة الثانية.

    النظر إلى القدر ويلاحظه، وأنه لو قدر له لم يفت ولم يغلبه عليه أحد فلم يبقى له هاهنا أنفع من شهود القدر ومشيئة الرب النافذة التي توجب وجود المقدور.

    فأرشده إلى ما ينفعه في الحالتين حالة حصول مطلوبه، وحالة فواته.

    وهذا الحديث يتضمن إثبات القدر والكسب والاختيار والقيام والعبودية ظاهراً وباطناً في حالتي حصول المطلوب وعدمه.

    3- الله سبحانه جبر خلقه على ما شاء من أمر أو نهي ، بمعنى أنه شرع لهم من الدين ما ارتضاه هو ، فشرع لهم الشرائع ، وأمرهم بإتباعها ونهاهم عن العدول عنها ، فمن أطاع فله الجنة، ومن عصى فله النار، ولم يجبر أحداً من خلقه على إيمان أو كفر ، بل لهم المشيئة في ذلك كما قال سبحانه : ((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ)).

    4- الجبروت لله وحده، وقد مدح الله بهذا الاسم نفسه، وأما في حق الخلق فهو مذموم.

    5- التعبد بمقتضى هذا الاسم العظيم ، وقد كان الرسول r يثني على ربه في ركوعه في الصلاة بقوله : ((سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة "،وكان يدعو r بين السجدتين" اللهم اغفر لي وارحمني وأجبرني" وأجبرني مقتضى اسم الله الجبار .

    فإذا ضاق بك الأمر واشتد الكرب فارفع يديك وقل يا جبـــار ، وتأكد بأنه سيجبر كسرك، وسيفرج كربك ، وسيبدل حزنك إلى سعادة وخوفك إلى أمن وضيقك إلى فرج ، وثق به تمام الثقة ، لأنه جبار السموات والأرض.

    فهو القاهر المُكره للعباد.

    إذا تعالى إنسان عليك، اِعلم بأن الله أعلى منه وسيقتص لك، وسيعطيك حقك، ولكن عليك بالصبر، فإن النصر مع الصبر، والفرج بعد الشدة و ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)) د/نوال العيد[/frame]





    رد مع اقتباس  

  2. #42  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="8 80"]العزيز1


    P

    شرح أسماء الله الحسنى

    العزيز

    جل جلاله وتقدست أسماؤه

    المعنى اللغوي:

    العز في الأصل القوة والشدة والغلبة.

    وبالإمكان جعل معانيها تدور على ثلاثة في اللغة:

    1. العزيز أي الغالب ودليل ذلك قوله تعالى: ((وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)).

    2. العزيز أي القوي قال تعالى: ((فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ )) أي: أتينا باثنين ثم عززنا بثالث تقوية لهما.

    3. العزيز أي: النادر، ويقال عزّ الشيء إذا قل حتى ما كاد يوجد يعني أصبح نادراً.

    ورود الاسم في القرآن:

    ذكر " العزيز" في القرآن اثنين وتسعين مرة.

    معنى الاسم في حق الله تعالى:

    لله تعالى ثلاثة أنواع من العزّة:

    الأول: عزّة قدر: معناه أن الله تعالى ذو قدر عزيز يعنى لا نظير له.

    الثاني: عزة قهر: وهي عزة الغلبة أي أنه غالب كل شيء قاهر كل شيء.

    الثالث: عزة امتناع: وهو أن الله تعالى يمتنع أن يناله سوء أو نقص فهو مأخوذ من القوة والصلابة.

    هذه هي معاني العزة التي أثبتها الله لنفسه، وهي تدل على كمال قهره وسلطانه، وعلى كمال صفاته، وعلى تمام تنزهه عن النقص.

    ودلّ على كمال قهره وسلطانه في عزة القهر، وعلى تمام صفاته وكمالها وأنه لا مثيل لها في عزة القدر، وعلى تمام تنزهه عن العيب والنقص في عزة الامتناع.

    فالعزيز الذي له الذي له جميع معاني العزة((إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً )) فهو العزيز لكمال قوته وهذه عزة القوة، ويرجع إلى هذا المعنى القويّ المتين.

    وعزة الامتناع عن مغالبة أحد، وعن أن يقدر عليه أحد، أو يبلغ العباد ضره فيضروه، أو نفعه فينفعوه، وامتناعه وتكبره عن جميع مالا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص، وعن كل ما ينافي في كماله، ويرجع إليها معنى المتكبر مع أن المتكبر اسم دال على كمال العظمة ونهاية الكبرياء، مع دلالته على المعنى المذكور وهو تكبره وتنزّهه عمّا لا يليق بعظمته ومجده وجلاله.

    المعنى الثالث عزة القهر، الدال عليها اسم القهار الذي قهر بقدرته جميع المخلوقات، ودانت له جميع الكائنات، فنواصي العباد كلهم بيده، و تصاريف الملك وتدبيراته بيده، والملك بيده، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

    وقال ابن جرير: (العزيز) أي: الشديد في انتقامه ممن انتقم من أعدائه.

    وقال: (العزيز) في انتقامه ممن أراد الانتقام منه لا يقدر أحد يدفعه عنه.

    قال ابن كثير: (العزيز) أي: الذي قد عزّ كل شيء فقهره وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه.

    قال القرطبي:(العزيز) معناه المنيع الذي لا ينال ولا يغلب.

    و قال ابن كيسان: معناه الذي لا يعجزه شيء دليله: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ)).

    والعزيز هو ما نظمه ابن القيم في "النونية" بقوله:

    وهو العزيزُ فلن يُرام جَنَابُه أنّى يُرام جَنَابُ ذي السلطان؟!

    وهو العزيزُ القاَهرُ الغلاّبُ لم يَغْلبه شيءٌ هذه صِــفَتَانِ

    وهو العزيزُ بقوةٍ هي وصَفْهُ فالعِزّ حينئذٍ ثلاث معـــانِ

    وهي التي كَمُلَتْ له سبحانه من كلّ وجهٍ عادم النقصانِ

    وعلى هذا فيكون معنى الاسم على أربعة أوجه:

    أ‌- (العزيز): هو المنيع الذي لا يُرام جنابه.

    ب- (العزيز): هو القاهر الذي لا يغلب و لا يقهر.

    ج- (العزيز): هو القوي الشديد.

    د- ( العزيز): بمعنى نفاسة القَدْر، وأنه سبحانه لا يعادله شيء، و لا مِثُلُ له و لا نظير.

    أيضاً من معاني اسم الله (العزيز): المعزّ الذي يُعزّ أولياؤه قال تعالى: ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).


    الآثار المسلكية في الإيمان باسم العزيز:

    1- الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى من أسماؤه العزيز الذي لا يغلب و لا يقهر، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فأنزل حاجتك به واطلب العزة منه، والمتأمل في قصص الرسل والأنبياء عليهم أفضل الصلوات والتسليم يرى ذلك واضحاً جلياً.

    § فمثلاً قصة موسى عليه الصلاة والسلام لما حاول فرعون أن يمنع خروج هذا الصبي إلى الدنيا، بأن أمر بقتل جميع الذكور من بني إسرائيل لأنه علم أنه سيخرج فيهم نبي ينتزع منه ملكه، ولكن يأبى الله العزيز إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فولد موسى عليه الصلاة والسلام، وكان أن تربى موسى في قصر فرعون وفي بيته وتحت رعايته، ولما حاول أن يقتله أهلكه الله هو وقائده هامان وجنوده أجمعين.

    § وفي قصة سحرة فرعون من العبر، فإنهم اعتزوا بسلطان زائل، وقوة فانية ومن الذي يقوم في وجه الله، ويصارعه، ويغالبه ، فقد اعتز السحرة بالفراعنة و الأكاسرة، كما قالوا حال كفرهم حين إلقاء عصيهم وحبالهم: ((وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ )). فلم يغن عنهم فرعون من الله شيئاً، ولم يحقق لهم من النصر والغلبة، فقد غلبهم موسى في ميدان النزال، وقهرهم عندما لقفت عصاه عصيهم والحبال ((فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ))، هنالك أعلن السحرة خضوعهم برب العالمين ، غير مبالين بفرعون ((وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ!قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ)) ، وتحول اعتزاز السحرة من الاعتزاز بفرعون إلى الاعتزاز بالله غير هيابين و لا وجلين، وهكذا المؤمن عندما يملأ الإيمان قلبه، ويوقن بعزته وقوته.

    § وفي قصة يوسف لما امرأة العزيز راودته عن نفسه فاستعصم وهو يقول: ((قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ )) ثم تشق قميصه من دبر من الذي جعلها تشق قميصه من دبر ،إنه العزيز الذي لا يُغلب، ثم انطق العزيز الطفل في المهد ليكون شاهداً ليوسف على براءته فهو العزيز الذي لا يُقهر و من طلب العزة منه أعزه سبحانه وتعالى.

    § لما كان نوح يصنع السفينة كان قومه يمرون عليه و يسخرون منه إذ لا بحر لديهم وهو يصنع سفينة فيقول: (( إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ )) من الذي أظهره عليهم وهو في السفينة وهم يغرقون إنه العزيز سبحانه.

    § ولما حاول اليهود قتل عيسى عليه الصلاة والسلام أعزه الله عليهم ورفعه وكان الله عزيزاً حكيماً.

    § وهكذا الأمر بالنسبة لنبينا محمد r فمن الذي رفع قدره بعد أن أخرجه قومه طريداً شريداً بعد أن مكروا به، وحاولوا أن يصدوا الناس عن الإيمان به وحاربوه، وألبوا عليه القبائل، ثم يكتب الله على يديه فتح مكة فيدخلها وهو يحمل المحجن، ويضرب به الأصنام وهو يقول : ((وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً )) إنه العزيز سبحانه وتعالى.


    2- من طلب العزّ فليطلبه من الله رب العزة كما قال تعالى: ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً))، أي: من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة وله العزة جميعاً، فقد قال تعالى: ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)) فبالطاعة تُنال العزة، وبذلك تعلم ضلال من بحث عن العزة عند غير الله تعالى، وبغير طاعته والتزام نهج المؤمنين.

    § فطاعة الله فوز قال تعالى: ((وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)).

    § وطاعته هداية ورحمة للعبد قال تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً)).

    § طاعة الله من أسباب دخول د خول الجنة عن جابر بن عبدالله " جاءت ملائكة إلى النبي r وهو نائم فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلاً فاضربوا له مثلاً، فقال بعضهم كمثل رجل بنى داراً وجعل فيها مأدبة، وبعث داعياً، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا أولوها له يفقهها، فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة، والداعي محمدr،فمن أطاع محمدr فقد أطاع الله، ومن عصى محمدrفقد عصى الله ، و محمدr فرق بين الناس" حديث صحيح.

    وطاعة الله ورسوله تحكيم الله ورسوله والرضا بما حكم به الله ورسوله وعدم مخالفته ولو كان ذلك مخالفا لهواك، فمع عظم الطاعة تزداد العزة، فأعز الناس هم الأنبياء ثم الذين يلونهم من المؤمنين المتبعين لهم.

    أمثلة من حياة الصحابة في امتثالهم الأمر والمسارعة إليه

    عن أسماء –رضي الله عنها –قالت :جاءت امرأة إلى النبي r فقالت : إن ابنتي عريس وقد أصابتها الحصبة فتمرق شعرها فأصِل لها فيه ,فقال رسول الله r لعن الله الواصلة و المستوصلة .

    عن مسلم بن مشكم قال :"كان الناس إذا نزلوا تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول اللهr : إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية، إنما ذلكم من الشيطان، فلم ينزلوا بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم".

    لما أنزل الله عز وجل: (( وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) ، ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً )) الآية، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه وشرابه من شرابه، فجعل يفضل من طعامه، فيحبسه له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله r فأنزل الله عز وجل: ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ )) فخلطوا طعامهم وشرابهم بشرابهم.


    3- ومن أسباب العزة العفو والتواضع:


    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله r قال:" ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه".

    فمن عفا عن شيء مع قدرته على الانتقام، عظم في القلوب في الدنيا، أو في الآخرة بأن يعظم ثوابه أو فيهما، ومن تواضع رجاء التقرب إلى الله دون غرض غيره، رفعه الله عند الناس وأجلّ مكانه ،قال تعالى: ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))

    وقال تعالى: ((وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى))

    فحيث لم يؤثر ذلك وانتصر فهو تارك للأفضل وهو ضامن لنصره في الكرة الثانية إذا ترك العفو، وانتقم من الباغي، وعرض مع ذلك بما كان أولى به، من العفو بذكر هاتين الصفتين، ودل بذكر العفو والمغفرة على أنه قادر على العقوبة إذا لا يوصف بالعفو إلا القادر على ضده كما قيل العفو عند القدرة.

    وقال تعالى : ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)).

    مدح الله الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال : (( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ )) وأثنى على ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ )) وَ ((الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ )) وأخبر تعالى أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك.

    وقال تعالى: ((وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))

    وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r :" ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ ، قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين".

    عن أبي أيوب قال : قال لي رسول الله r : "يا أبا أيوب ، ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله، تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا " لفظ الطبراني.

    ولفظ الأصبهاني قال رسول الله r : " ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها قلت بأبي أنت وأمي، قال تصلح بين الناس فإنها صدقة يحب الله موضعها ".

    إذن فأحب الصدقة إلى الله ليس دفع الأموال ولكن التقريب بين المتباعدين.قال r :"إن خيار عباد الله من هذه الأمة الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله،وإن شرار عباد الله من هذه الأُمة المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت".

    وعن ابن مسعود –t- قال : "كأني أنظر إلى رسول الله r يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". د/نوال العيد[/frame]





    رد مع اقتباس  

  3. #43  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    [frame="7 80"]العزيز2


    P

    تابع شرح أسماء الله الحسنى

    العزيز

    جل جلاله وتقدست أسماؤه

    فالمعنى أنك إذا فكرت أن ترد بالمثل ،فاعلم أن ذلك نزغ من الشيطان، فالرحمن يأمر بأن تدفع بالتي هي أحسن ، فيبذل الخير لمن حبسه، وليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها، قال عياض بن حمار عن النبي r قال : "المتسابان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان".

    فالعاقل من يترفع أن يكافئ بالمثل.

    عن جابر الهجيمي قال : قال الرسول r: " اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط،وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة ولا يحبها الله ، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر يعلمه فيك فلا تعيره بأمر تعلمه فيه ودعه يكون وباله عليه وأجره لك ، ولاتسبن أحداً، قال ما سببت بعد ذلك أحد من إنسان أو دابة".

    إذن تُنال عزة الله بأمرين :

    1- الطاعة 2- وبالعفو.

    v كيف تصل إلى مرحلة العفو ؟

    تصل إلى مرحلة العفو بخمسة أمور:-

    1- الإيمان باسم الله العزيز، فتستلهم منه العزة ، وتسأله أن يعزك قال r :"ومازاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً".

    2- الدعاء لمن ظلمك ، قال r :"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

    3- الهدية قال r قال :" تهادوا تحابوا ".

    4- صيام ثلاثة أيام من كل شهر قال r: "أفلا أخبركم بما يذهب وحر الصدر ، قالوا بلى يارسول الله .، قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر".

    5- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، قال تعالى: ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ)).

    فمن عفا عن شيء مع قدرته على الانتقام ، عظم في القلوب في الدنيا ،و في الآخرة بأن يعظم الثواب ، ومن تواضع رجاء التقرب إلى الله دون غرض غيره، رفعه الله عند الناس وأجلّ مكانه.


    4- اسم الله العزيز فلله العزّة كل العزة قال تعالى : ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)).

    تُنال العزة بالإيمان به ، والخضوع له، والتوكل عليه قال تعالى : ((وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)).

    والعزّة تكون بالانضمام للمؤمنين، قال تعالى : ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ))أي : وذلك بإعزاز الله لهم والعزة والغلبة ومنه قوله تعالى : ((وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)).وأراد الله بهذه الآية : ((فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)).أن يلحظهم المؤمنون بعين الاحتقار ،حتى لا يخرج عن ديدنه، ولا يشغله الأمر عن عبادته.

    فغلبة الأمر وظهوره في مصاحبة الأخيار أهل الإيمان ، والندم كل الندم والخسران في مصاحبة أهل الشر، ولذلك فإن الذين يوالون أعداء الله ويريدون أن يعزهم الله سيكونون أهل الذلة والخسران قال تعالى : ((بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ! الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ )).ذلك بأنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين بمعنى أنهم معهم في الحقيقة يوالونهم ويسرون إليهم بالمودة.

    وقال تعالى منكراً عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين قال تعالى : ((أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ))ثم أخبر الله تعالى بأن العزة كلها له وحده لا شريك له ولمن جعلها له ، قال تعالى : ((فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)) فبين أن لا عزة إلا بالله والمعنى فليطلبها عند الله لأن الشيء لا يطلب إلا عند صاحبه ومالكه، أي إنها مختصة به تعالى ،يعطيها من يشاء وقد كتبها سبحانه لأوليائه فقال عز شانه : (( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )) فلا سبيل لهم إليها إلا منه سبحانه ، فليطلبوها بالتعزز بطاعته، ودعاء من له العزة.

    فترى بعض الناس يركض وراء الكفار يخشى سطوتهم وجبروتهم أين آيات الله منك : ((أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)) فلا دول غرب ولا دول صناعية!! فإنما القوة لله جميعاً : ((لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى ))معناه لن يصيبكم منهم ضرر إلا ضرراً مقتصراً على أذى بقول من طعن في الدين أو تهديد أو نحو ذلك باللسان بالشتم والطعن في الدين، وهذا تنبيه منه تعالى على قلة ما ينال المسلمين من جهتهم ويؤمنهم من ضرر يلحقهم، فهو ضرر يسير سريع الزوال وتثابون عليه ، وقيل : لن يضروكم بالهزيمة لكن يؤذونكم بتصديكم لقتالهم. قال تعالى : ((وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ)) لقوة بواطنكم وضعفهم ، لا ينصرهم أحداً أصلاً بل يبقون مخذولين لعدم ظهور أنوار الحق عليهم

    وقال تعالى : ((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ)) إذن العزة ليست إلا للمسلمين والذلة تكون للكافرين والمنافقين ، ولذلك يجب علينا عدم الانبهار لا بالجانب التكنولوجي ولا التقني، لا نحاربهم بقوة الأدوات ولكن بقوة الإيمان في القلوب ولذلك الله قدم القوة المعنوية على القوة الحسية بقولة تعالى((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ))قوة الأيمان .وقال تعالى : ((لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ)) أي يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله كقوله تعالى : ((إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً)) وذلك لقوة إيمانكم في قلوبكم ، ولذلك تحذر الآيات من الانضمام للكفرة والمنافقين وطلب العزة منهم ((الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)) من محبة وموالاة ونصرة.

    فترى كثيراً من الناس ينظم لسلك (الرئيس الفلاني ) ولو كان ظالماً يقول : أخشى فالقوة والغلبة بيده ، فأخاف على مركزي أو منصبي المالي أو الاجتماعي ،وما ذلك إلا لعدم إيمانهم باسم الله العزيز، ولو كان يؤمن باسم الله العزيز لم يطلب العزة من غيره.

    5- من الآثار المسلكية باسم الله العزيز الحذر من سؤال الناس شيئاً.

    العزة تمنعك من السؤال ، لأن العزيز لا يسأل إلا من بيده القوة والغلبة والسلطان ، وجاء في الحديث الصحيح :"ما زاد الله عبداً بعفوِ إلا عزاً ، ومن فتح باب مسألة ، فتح الله عليه باب فقر".فيا أمة العزيز ترفعي عن سؤال الناس شيئاً ، فعندك من عزة النفس ما يمنعك من سؤال الناس.

    عن ابن مسعود-t- قال : قال رسول الله r : "من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش أو كدوح".

    فمن ذهب إلى التجار والمسئولين وتزلف لهم، وهذا منه هدية وهذا عطية ، ويقول ما عندي وهو عنده يأتي يوم القيامة ومسألته خدوش وكدوح في وجهه بقدر مسألته.

    وعن سمرة بن جندب -t- أن رسول الله r قال : "إنما المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه ، ومن شاء ترك ،إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لايجد منه بدا".

    وعن أبي سعيد الخدري-t- قال : قال عمر -t - يارسول الله لقد سمعت فلاناً وفلاناً يحسنان الثناء، يذكران أنك أعطيتهما دينارين ، قال : فقال النبي r والله لكن فلاناً ماهو كذلك لقد أعطيته بين العشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها ( يعني تكون تحت إبطه) ناراً

    قال عمر - t - يا رسول الله لم تعطيها إياهم ؟ قال فما أصنع يأبون إلا ذلك ، ويأبى الله لي البخل).

    " قالوا : وما لغنى الذي لا تنبغي معه المسألة ؟ قال : قدر مايغديه أو يعشيه).

    وعن أبي هريرة -t - قال قال رسول الله r "من سأل الناس أموالهم ، تكثرا فإنما يسأل جمراً ،فليستقل أو ليستكثر " رواه مسلم .

    وعن أبي ذر- t - قال :قال رسول الله r :" ولا تسأل الناس شيئاً . قلت : نعم .قال : ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه".

    وعن ثوبان- t - قال :قال رسول الله r :"من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً ، فأتكفل له بالجنة ؟ فقال ثوبان أنا . فكان لا يسأل أحداً شيئاً".

    وفي حجة الوداع أتى أعرابي إلى النبي r فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاه فقال r :"إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي، إلا لذي فقر مدقّع ، أو غرم مفظع _ دَيْن أرهقه وذهب بماله _،ومن سأل الناس ليثري به مالاً،،كان خموشاً في وجهه يوم القيامة، ورضفا يأكله من جهنم، من شاء فليستقل ومن شاء فليكثر ، وإني لأعطي الرجل العطية فينطلق بها وإنها من النار".

    وفي حديث آخر قال r:"استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك".

    جاء جبريل إلى النبي r فقال له : " يامحمد عش ماشئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ، وعز المؤمن استغنائه عن الناس".

    فيجب الاستغناء عن الناس وعدم سؤالهم سواء سؤال حسي أو معنوي، فإذا نزلت بك فاقة فانزلها بالله سبحانه وتعالى يكفيكها.

    عن عبدا لله بن مسعود - t - قال :قال رسول الله r:"من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم سّد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل".

    ومن مفسدات القلوب أخذ أشياء الناس بغير رضاً منهم ، ولذا من معاني اسم الله العزيز" أن لا تسأل الناس شيئاً ".

    فما دمنا نعلم علم اليقين بأن الله قويٌ عزيزٌ غالب، فيجب علينا إظهار العزة بالدين ، ولكن للأسف عند المسلمين هزائم نفسية شديدة، وذلك خشية الناس في الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو إظهار أمر من أُمور الدين خشية قولهم أنت رجعي أنت متشدد، أين إيماننا بأن الله عزيز وبأنه غالب، فأنت صاحب العزة.

    قال تعالى : ((وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)). المؤمن لا ينذل البتة.

    ومن إيمانك باسم الله العزيز أن تظهر دينك ولا تضعف ، ولنا في رسول الله r أُسوة عندما عرض نفسه على القبائل ، قال له أبناء عامر بن صعصعة : نبايعك على أن تجعل لنا الملك من بعدك. قال لهم رسول الله r :" لا، الملك لله يؤتيه من يشاء-(لم يقل أنا ضعيف وفي وقت حاجة ، لم يتنازل فهو صاحب عزة".

    وعندما ربى النبي r أصحابه في العمرة وهم يطوفون وذلك بأن أمرهم بالرمل ليظهر قوتهم لقريش الذين كانوا يقولون: أتانا قوم أوهنتهم حمى يثرب.

    ومن مظاهر العزة سوق الهدي وإشعارها والرفع بالتهليل والتكبير لإغاظة أعداء الله عز وجل . د/ نوال العيد

    كيف جمع بين هذه الكلمات ؟! أربع مقامات من الإحسان، قابل بها إساءتهم العظيمة إليه وهي :

    الأول: عفوه عنهم .

    والثاني : استغفاره لهم .

    والثالث: اعتذاره عنهم بأنهم لا يعلمون.

    والرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال: (اغفر لقومي).

    ولذلك زكاة ربه بقوله : ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )). وقال : ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)).

    وفي الحديث : " كنت أمشي مع رسول الله r وعليه برد نجراني، غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة،فنظرت الصفحة عاتق رسول اللهr قد أثرت به حاشية البرد من شدة جبذته،ثم قال : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله r ،ثم ضحك وأمر له بعطاء.

    عن جابر بن عبدالله قال : "كان رسول الله r بالجعرانة وهو يقسم التبر والغنائم، وهو في حجر بلال ، فقال رجل اعدل يا محمد فإنك لم تعدل ،فقال ويلك ومن يعدل بعدي إذا لم أعدل،فقال عمر دعني يارسول الله حتى أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله r إن هذا في أصحاب أو أُصيحاب له يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".

    قمة العفو والتسامح.

    "دخل رجل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t فقال له : هيه يابن الخطاب فوالله ماتعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل ، فغضب عمر حتى همّ به ، فقال له الحر يا أمير المؤمنين : إن الله قال لنبيه: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)).وهذا من الجاهلين، قال : فوالله ما تجاوزها عمر وكان وقافاً عند كتاب الله ".

    وصية الله لك أيها الإنسان قال تعالى : ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ –(أساءوا لك أحسن لهم)_فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ_(أربع نتائج سوف تحصل لك)_ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ _.(أساء لك زوجك بعد أن أكرمته، أساءلك أولادك بعد أن أعطيتهم أساءت لك جارتك بعد أن أحسنت لها ،أساء لك صاحباتك في العمل بعد أن كان لك موقف معهم مشرف في العمل، لا تعامليهم بالمثل ، بل بالأحسن، لأنك تعلم أن من أراد أن يُعزّه الله لابد أن يعفو)_وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)) ثم قال سبحانه : ((وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)). د/نوال العيد[/frame]





    رد مع اقتباس  

  4. #44  
    بارك الله فيك





    رد مع اقتباس  

  5. #45  






    رد مع اقتباس  

  6. #46  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    جزاك الله خير اخوي في خاطري





    رد مع اقتباس  

  7. #47  
    المشاركات
    3,816
    جزاك الله الخير على هاد المجهود الرائع





    رد مع اقتباس  

  8. #48  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    مرورك الاروع اختي الغالية





    رد مع اقتباس  

  9. #49  
    المشاركات
    3,957
    مَآ شآءَ اللهُ

    جَ ـزاكِ اللهُ خيّـرآ أخـتِ فِـي اللهُ

    وَ السَ ـلآمٌ،،





    رد مع اقتباس  

  10. #50  
    المشاركات
    3,957
    مَآ شآءَ اللهُ

    جَ ـزاكِ اللهُ خيّـرآ أخـتِ فِـي اللهُ

    وَ السَ ـلآمٌ،،





    رد مع اقتباس  

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أسماء الله الحسنى باللغة الإنجليزية
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-Oct-2009, 02:58 PM
  2. بعض من معاني أسماء الله الحسنى
    بواسطة المحب دوما في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 16-Oct-2007, 11:18 PM
  3. أسماء الله الحسنى +
    بواسطة To Be Or Not To Be في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-Oct-2007, 11:54 PM
  4. أسماء الله الحسنى
    بواسطة رهف الروح في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 02-Sep-2006, 04:40 PM
  5. معاني أسماء الله الحسني
    بواسطة محمد كرداش في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-Apr-2006, 03:38 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •