الملاحظات
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 43

الموضوع: << ][ رذاذ النــور ][ >>

  1. #21  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { كُلُّ خَرِيفٍ وَ أَنتَ حَبِيبي ! } .





    الخَرِيف هو فصلنا

    الخَرِيف هو موعدنا

    ما بينَ خَرِيفٍ وخَرِيف

    أحاولُ ان استعيدَ معك

    لَـذّةَ البدايات

    ولحظةَ انبهاري الأوّل

    ودهشتي البِكْر،

    كان ذلك في يومٍ من أيامِ الخَرِيفِ الداكنة

    وفي عشيّةٍ من عشياته الساكنة

    وقد كان قلبي حينها

    كالعتباتِ المُعتِّمة

    لا يُغري بالدخول

    ولا يحتفل بأحد

    وكنتُ أظن أن شمسَ الصيف

    قد أخذت وَهجَ آخر أنفاسي ورحلت.

    لكن في الخَرِيف

    تستيقظ كثيرٌ من الأشياء الميّتة

    على رائحةِ الأرضِ بعد المطر.

    جئتني يومها غيمةً زاخرة

    لتمطرَ أرضاً صحراويةَ العطش

    فاستفاق القلبُ وأينع

    كما تينعُ العشبةُ الخضراء من قلبِ الحجر

    هكذا الحب دائماً.

    يأتي عندما نحط رحالنا

    ندخل خيمتنا

    نتوسد يأسنا وننام.

    هكذا يباغتنا فجأةً كما في الأحلام.

    * *

    تحت تلك الشجرة التى

    كانت تنزع عنها أوراقها

    فتتساقط أرجوانية

    وقد أخذت من الشمس ألوانَ غروبها وشروقها

    بتواطؤٍ صامت

    مع عتمة العشي

    كانت تفرش لنا بساطاً من العشق

    وبتواطؤٍ أيضاً.

    كانت رياحُ العشية تعبث بخصلات شعري

    لتضرب خيمةً من الدفء

    حول رقبتك ووجهك الذاهل.

    * *

    أكتوبر الذي تُبعثر رياحه كلَّ شيء

    قد جمّعنا هذه المرة.

    وها هو يأتيني بهبوبِ حُـبٍّ عاصف

    كأنه مقدمة لمقاومة ليالي الشتاء الباردة

    وأيامه الموحشة

    وها أنك تسبق شتاءً قادما من بعيد

    سوداوي الغيوم

    كالعلامة التي

    تسبق ضوء المسافات

    تحت تلك الشجرة التي

    فتحت لنا قلبها

    وخلعت لنا عنها ثوبها

    فتحت لي قلبك

    وقاسمتك وِزْرَ البَوْح

    ورجفةَ البدايات.

    حرّضتني ألوانُ البساط الأرجوانية

    أن العبَ معك

    لعبةَ الحب الذي

    يأتي دائما متأخراً بفصل.

    ففي الصيف

    يأخذ المرء إجازته

    يُهيئ قلبه لاستقبال الحب

    في الصيف

    تأتيك الشمسُ على طبقٍ من ذهب

    يأتيك البحرُ حتى قدميك

    يأتيك الوقت هدرا

    لكن قلما يأتي الحب

    كان لا بد من انتظار الخَرِيف

    لتبدأ الحكاية.

    أذكر إنك قلتَ لي حينها:

    " أخاف أن يكون حبك فصلا يجيء ويمضي"

    ولكن ها هو الخَرِيف يعودُ ثلاثا

    دون أن أجد قلباً أدفأ من قلبك.

    فَكُلُّ خَرِيفٍ وَ أَنتَ حَبِيبي.





    حيـاة الرايس


    - قاصة وشاعرة وإعلامية وكاتبة مسرح تونسية
    - نالت الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة من رئيس الجمهورية التونسية 2006
    - رئيسة رابطة الكاتبات التونسيات
    - عضو إتحاد الكتاب التونسيين
    - عضو جمعية الصحفيين التونسيين
    - عضو جمعية المؤلفين والملحنين التونسيين
    - حاصلة على بكالوريوس فلسفة. كلية الآداب - جامعة بغداد عام 1981 / شهادة في اللغة والآداب الفرنسية من جامعة السربون سنة 2000 / شهادة الدراسات الفرنسية من جامعة السربون 2001
    - ترجمت بعض أعمالها إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والأسبانية والدانماركية.
    - شاركت فى العديد من الملتقيات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية العربية والدولية
    - لها ركن ثابت بعنوان "كلمات عابرة" كل ثلاثاء بملحق جريدة "الصحافة" التونسية

    - المؤلفات :
    * ليت هندا. : مجموعة قصصية
    * جسد المرأة. من سلطة الإنس إلى سلطة الجن : دراسة. دار سيناء بالقاهرة
    * المرأة، الحرية، الإبداع : دراسة. مركز الدراسات والبحوث والإعلام حول المرأة. تونس
    * سيدة الأسرار ـ عشتار : مسرحية شعرية

    - لها قيد الطبع :
    * سيّد الليل : ديوان شعر
    * مدن أحببتها : من أدب الرحلات
    * نساء فى الذاكرة
    * رسائل لا يتحمّلها البريد
    * طقوس سريّة . وجحيم : قصص
    * أثينا : مسرحية

    - تُرجم لها في :
    * ببليوغرافيا اعضاء اتحاد الكتاب التونسيين
    * أنطولوجيا القصة التونسية (مختارات مترجمة إلى الفرنسية )
    * أنطولوجيا الشعر التونسي (مترجم إلى الفرنسية )
    * أنطولوجيا المسرح التونسي
    * ببليوغرافيا الكتابات النسائية التونسية
    * دليل الكفاءات النسائية التونسية
    * موسوعة "المرأة عبرالعصور" الصادرة عن الهيئة العامة للثقافة بالقاهرة.






    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { ورقة مسافرة ! } .







    النهاية تنمو في رحم البداية

    وفي ذروة الحلم

    تنفجر اللحظات,

    . وتتطاير في السديم.

    نكثف الوجود في الأزمان

    ونأمل أن تطول المسافة بين النقطتين

    فتكون الرحلة

    أقصر من ومضة.

    لا أستوعب,

    ابتغي الفهم

    أهيل انثيالاتي في خطوط متواترة

    . لقادمٍ غارقٍ في النقيض

    يتصيد نثار ماضٍ,

    . تمرد عليه

    يخرج من حلكة الوعي,

    ويجتاز إشراقة الانقياد

    يبتسم,

    يبرر متناقضاته,

    يتناسى حكمته,

    وتحت وطأة الكارثة

    يستسلم لقسوة النهايات.

    يمر بعد ألف سنة

    يبحث عمن أهداه خنجراً,

    واستباح فصوله.

    مر بي هاجس أن اقترب منه

    غصة قلب ميت,

    ضاع بين طرقات أمل منسي

    كارثة تمازجت خيوطها

    . في مدارات الظن

    طويت الأفئدة بين تاريخ

    ضلل البداية بعبث النهاية

    يوقد حقده

    يحقنه بالرضوخ

    ويسأل:

    أهو الأجدر بالمستحيل؟!

    والمسافة بين البداية والنهاية

    لا تتجاوز عمر فراشة

    فهل هو الأجدر بالخلود؟!

    أتسائل,

    وأنا أطلق عجزي

    المدجج بالحذر

    أفي العمر متسع لحلم

    لا يشبه الحالمين؟!

    وأتغابى في رش أسئلة مهلهلة

    في مساحةٍ بين

    الحلم

    والحلم

    أمارس عليها دوري

    بجدارة

    أللوقت فرصة للانعتاق

    من سجون الآفلين؟!

    لن انتظر الجواب

    كي لا أكتشف كم الغباء

    لحظة التصديق.

    وأعاود!

    لألقن الطفولة

    بالاستسلام

    وأعلمهم

    أن اختراق النجم

    ترهات العاجزين

    وأسراب الحمام

    دموع على خد السماء

    وأعاود!

    لأمارس رذيلة التمني

    أوصد عيني

    أحكم إقفالها

    فتتسرب إليها قصيدة

    كتبتها من خطوب

    لك وحدك

    دون العالمين






    ميادة العاني

    - شاعرة عراقية من مواليد بغداد 1970
    - عضوة إتحاد الأدباء والكتاب في العراق
    - عضوة في رابطة شعراء العالم
    - نائبة رئيس رابطة الأقلام الثقافية
    - نشرت العديد من القصائد والدراسات والمقالات في الصحف والمجلات العراقية والعربية
    - شاركت في العديد من المهرجانات الثقافية، وألقيت قصائدها من خلال الإذاعات في الكثير من المناسبات
    - لها عمود يومي في صحيفة البرلمان العراقية

    - صدر لها ثلاث مجموعات شعرية:
    1. لأنك مختلف
    2. اختناقات قلب
    3. تراتيل الصمت






    رد مع اقتباس  

  3. #23  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { لا. لن يحتـرق القمـر ! } .






    الوسادة

    لحم يغلي

    مثل غيوم السماء

    وأمواج البحر



    في مملكة المرجان.

    في عمق البحر

    أركب كآبتي

    واترع البحر.



    إذا كان أبولو تمثال أخرق

    لا يجيد سوى الأكاذيب والحَيرة

    فما ذنب الشمس.؟

    تداعب السماء بمودة أعمدتها الخيطية،

    تقاسم كبدها مع من تحب

    وتغدق سلسبيل الحلمتين.



    بأوتار بلورية،

    مشنوطة عرائس البحر،

    ثعالب تأكل كبدها،

    شياطين الأرض تكرع دمها

    وزنابير تعشعش في هيكلها العظمي.



    السفينة تغرق

    نتشبث بتلابيب الملائكة الزرق!

    أنت،

    يا أمير الغمام

    يا من تطارد البرق

    وتركب قهقة العاصفة،

    يا من ظلك أحمر العينين،

    تمرح الشياطين بين أحشائك

    غاضب أنا منك.

    لقد تورمت شفتيِّ القمر.



    قمرٌ،

    يتثائب كسولا

    على أريكته،

    تزرع الملائكة في صدره

    زهور السوسن

    وزنابق العقيق،

    صياد ماجن وعربيد

    يسّن مخالب الذئاب

    لتنهش قلبه.



    أبالسة وشياطين

    تتسلق الجدران،

    عطاس الخريف

    يصيب عيون الشمس بالرشح،

    وشهوات الموج شواطئ عاقرة.

    حشود التماسيح

    تجتاح القرى

    والمدينة الخضراء

    تطحن قلبي بين تلين.







    سعيـد الوائلـي

    - شاعر ومترجم ومسرحي عراقي من مواليد مدينة النجف الأشرف عام 1953
    - تخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد، ثم أكمل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة.
    - مقيم في ديترويت. الولايات المتحدة كلاجئ سياسي منذ عام 1992
    - ساهم في الكثير من النشاطات الثقافية والأدبية في ديترويت، وقدم عدد من الأمسيات الشعرية والأعمال المسرحية
    - أسس "المركزالعراقي الأمريكي للثقافة والفنون"
    - نشرت له العديد من النصوص باللغة الإنجليزية
    - منحته مكتبة الشعر الدولية لقب سفير الشعر العربي لعام 2006 award certificate وطبعت بعض قصائده مع باقة من شعراء امريكا بإصداريين مطبوعيين تحت اسم Deluxe Hardbound Edition كما طبعت بعض قصائدة أيضا على (CD ) تحت اسم The Sound of Poetry مع أفضل ثلاثة وثلاثين شاعرا أمريكيا لعام 2006






    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { ورقة فى بريد المتنبي ! } .







    شاخـص صـوبَ ذاتـه يتنـبـا لاهثُ الصمت قـد دعـوه فلبّـى
    فى صهيل الغيم الخطـى تتشهـى فى اشتباك الخطوط واللون دربـا
    ليـس عرّافًـا صائـدًا للعـذارى لـم يـرِدْ عنـه أنـه كـان خِبّـا
    خارجٌ مـن فـم الحبيبـة ملحًـا داخـلٌ فـى دم القصيـدة عذبـا
    حامـلٌ فـى الضلـوع وردةَ نـارٍ استحالـت خريطـةً ثــم قلـبـا
    نصله فى حشـاه يمطـر شعـرًا يقتفى خطوه إلـى الضـوء وثبـا
    طائر فى الزحـام عـاش غريبًـا ومن الصمت يلقـط الشعـر حَبّـا
    اشتعـال الجـوابِ جـذوةُ حُـب وانفجـار السـؤال كـان أحـبـا
    أخطبـوط الحيـاة يدنـو سريعًـا أين شـط النجـاة؟ أيـن يخُبّـا؟
    كِلْمة السر لم تعـد تفتـح البـاب الزمـان الطـريّ أصبـح صُلبـا
    قرشـيٌ ولسـت عنـه غريـبًـا إن بينـى وبينـه الشعـر قربـى
    يا ابن أم اللغـات صرنـا يتامـى يا جيـاد الشعـر انفلتُّـن غَربـا
    عندمـا زرتـه بخيمـتـه فــي ليلـة العيـد كـان ينـزف حُبّـا
    والكمـان الشجـىُّ فـى رئتـيـه ارتجل العزف كان فى العزف قُطبّا
    سانـدًا رأسـه إلــى راحتـيـه فـوق أرجوحـة الشـرود أكبّـا
    ثَمّ فى ركن الفَرش مدفـأة رشّـت أمامي ستائـر الصمـت غضبـى
    أدفـأت لحيـةَ المسـاء رؤاهــا حين أخفَت تحـت الخمـار الجيبـا
    زيتها الزيتـون المقطـر عصـرًا ليس عصرًا كعصرنا شاب خضبـا
    وعصافير الشعر طـارت شظايـا من فم المستهـام سربًـا فسربـا
    لم يعرنـى أى انتبـاه فقـد كـان يجـوب الجـراح يبغـى المصبـا
    لـذتُ بالصمـتِ واستمعـت إلـى الجرح فيا ليتنـى عرفـت الطبـا
    جئت أشكو إليه مما اشتكـى، يـا أيها الصَب هـل تـداوى الصبّـا؟
    فجأة قـال لـى تفضـل فأبحرنـا معًـا فـى الكـلام شّـدًا وجذبـا
    يـا أبـي جئـت مثقـلاً بذنوبـي فى زمانٍ أمسى به الشعـر ذنبـا
    جئتُ لا حرف فى الشفـاه يغنـي هاربًا جئـت مـا أطقـت الجدبـا
    كسر القوم جَـرّة الشعـر حتـى لم نجد فى البـلاد شيئًـا خصبـا
    أبدلونـا بهـا زجاجـات مـلـح عسكروا المكتبـات كـى تستَتِبّـا
    حاصروا الشِّعب من ثمانين عامًـا هجـر الصابئـون? هـذا الشِّعبـا
    لا نرى فـى شيـوخ أحرفـه إلا رفاتًـا علـى الـتـراب وشيـبـا
    صبغة الشعِّر فى القصيدة تخفـى أى صيـد علـى العجـوز تأَبّـى
    شطبونا من دفتـر الشعـر حتـى حامل الطاعون اشتهى النثر شطبا
    والفقاقيع تمسك السـوط تمشـى بيننـا تجلـد القصائـد ضـربـا
    احتكمنـا فكـان قاضـى قضاتـى من حوارىّ الشعـر كـان الذئبـا
    استحالـت أوقاتنـا كـوم قــشٍ ورماحًـا مـن الضجيـج وسبّـا
    فى رحى التيه نحن يا سيدى ندمن أن نقـتـل القصـائـد صـلـبـا
    وطن الأجـداد استحـال خيوطًـا عنكبوتـيـة تجـيـد الشجْـبـا
    سيفـك النـاريّ المعبـأ جـمـرًا يأكل الثلج فـى "الرصَافـة" رُعبـا
    يركع الآن فـى معابدهـم يخلـع ماضيـه كـل شــىء يُسـبـى
    مـدن الشـرق يرتميـن عـلـى أرصفة الغرب قد غدا الشرق غربا
    بعـن أجسادهـن للـروم كــي يصبغن لون الأثير ما صرن عُربـا
    المساحيق فـى مسلسـلِ يومـى فى طوابير الشمـع شكـلا ولُبّـا
    أتـحـداك إن عـرفـت ديــارًا كنت تأتيهـا فـى المواسـم غِِبّـا
    ملصقـات علـى الجـدار تصلـي تشتهـى تمثـال الخواجـة ربـا
    تهمتي فـى السجـل أن انتمائـي بـدوىٌّ، يُـعـد ذلــك عيـبـا
    أنت فوق السطوح تسكـن جنبـى لم يبيحوا أن يسأل الجنـب جنبـا
    كنت تخشى من خلف ظهرك رومًا عبّت الـروم مـن حفيـدك عبـا
    ندفـع الجزيـة التـى دفعـوهـا وأَعَدْنا مـا كـان منهـم يجبـى
    نفطنـا مـن ثـدي البـلاد تدلـى والفرنـج استحلـت النفـط حَلْبـا
    تَمْرُك البكـر و"العلـوج" ضيـوف يتعـرى فيصبـح الضيـف كلبـا
    لم يَعُـدْ بِكـرًا والوسائـد حبلـى من سفاحٍ تضاجع الـروم غصبـا
    ليـس للسامـريّ ِظـلٌ فأمسـى ظلـه حائطـي شريكًـا وِتـرْبـا
    ودخلنـا وراءهـم كـل جـحـر إننى قـد رأيـت بالجحـر ضَبّـا
    * * *
    لم يصدقني حملق الجـد حتـى أمسكـت مقلتـاه بالثـوب نشبـا
    قـال لـي كـاذبٌ فقلـت معـاذًا إن شعرى دمـى أيسفـك كِذْبـا؟
    قال مأجور قلـت هـاك القوافـي أيهـا الصْيرَفـيّ يـا مـن تَنَبّـا
    قال أيـن الرجـال؟ قلـت خيـوط ودُمَـى تحسـب الزعامـة حزبـا
    قال أين الشيوخ؟ قلـت سكـارى إنهـم خلفـى يشربـون النخبـا
    والنواطيـر مُـذْ رحَلْـتَ نـيـام فتمـادى اللصـوص فينـا نهبـا
    والعصا لـم تعـد "لكافـور" لكـن للذي يعصـى أن يخـون الشعبـا
    ليس فى الصندوق الزجاجي صوتي قلت "لاءيـن" فاستحـق الشطبـا
    إننـى آخِـر الصفـوف لأنــي قلـت شعـرًا ولا أجيـد اللعْـبـا
    إننـى آخـر الصفـوف لأنــي عشـت حـرًا ولـم أقُبّـل كعبـا
    أول النـاس آخـر حيـن يـأبـى آخـر النـاس أول حيـن لـبّـى
    - والرؤى أيـن أهلهـا وذووهـا والنفوس التـى تفـض الحُجْبـا؟
    أيهـا الجـد لا تسلنـى رؤانــا هل رأى صاحب القميـص الذئبـا؟
    قَصَّ من قَـصَّ والأزقـة تحكـى لـم يـزل دلـوه يناجـى الجُبّـا
    إخوة العـذر لـم يتوبـوا ولكـن بدلـوا بالثـوب الملطـخ ثـوبـا
    هـل يظـل المصفقـون نيامـا؟ فالرؤى تشتكى من النـوم نضبـا
    العجـول السمـان يأكلـن لحمـا والسنون العجاف يمطـرن كربـا
    لم يطلّق قـوم "العزيـز" "زليخـا" آثـروا حكمـة التعامـل سلـبـا
    - ليس عن هذا يا حبيب سؤالـي فالـرؤى ليسـت للمناديـل هدبـا
    يا حفيدى الصغيـر أنـت طـرِىٌّ فاسترح قبـل أن تواصـل نحبـا
    إن هـذا السـؤال جـد يسـيـر فلمـاذا جعلتـم السهـل صعبـا؟
    ولـمـاذا تضيـقـون وجــودًا نحن عشناه عندمـا كـان رحبـا؟
    إنها الحـرب والحـروب سجـالٌ فلمـاذا نواجـه الحـرب شجبـا؟
    اخسر اليوم بعض شـيء ولكـن "لا تصـالـح" إذا أردت الكسـبـا
    لـم تعـد حيـة التألـق تسعـى والعصا والتابـوت يسْكـنّ غيبـا
    إن لطـم الخـدود يصنـع ثكلـى ليس لطم الخـدود يصنـع شعبـا
    وقطـار الكـلام يمضـي بطيئًـا فمتـى تلحقـون هـذا الركـبـا؟
    ألف وجه لـدى أبـى لهـب مـا كان أغنى فـلا تسـل كيـف تبّـا
    قلْبُـه خلـف بابـه حيـن يخلـو قلـب فـأر، إن دق يقفـز رعبـا
    وإذا كـان فـى النسـاء تهـادى ينفخ الزهو يصبـح الزهـو دُبّـا
    الجمـادات فـى عـروق دماكـم لـم تـدع فيكـم للبساطـة ثقبـا
    خَشَـبٌ هـذه الوجـوه وموتَـى وقمـاش مـن الـبـلادة دَبّــا
    صاحبى السيف والمداد ورمحـي وجوادي، ما خنت يومًـا صحبـا
    هـذه إصبعـي تأمـل مسـامـي هاهنا شعري ما انطفا منـذ شبـا
    هـذه صورتـي تـأمـل تـأمـل كنت طفلاً ما زلت أهـوى الشغبـا
    قلتُ زدني فقـد أجبـت سؤالـي إننـى الآن قـد عرفـت الـدربـا
    قـال لـي أيهـا الحفيـد توضـأ بدمي لم يزل على الرمـل رطبـا
    طاهرٌ شعـري مـا تلـوث يومًـا فتوضـأ مـن الأصالـة صـبّـا
    لم أبع شعري فاشتريـت خلـودي كلمـا شابـت الليـالـي شـبـا
    والحـروف التـي تمـوت غبـاءً عاش أهلوها فى المحافـل أغبـى
    سابقوا المـوت لاقتنـاص حيـاة فاستراح الموت اشتراهـم زُغبـا
    أمطِر البرق مـن شفاهـك حتـى تنبت الأرض من قصيـدك عشبـا
    هـؤلاء الذيـن أخبـرت عنـهـم كنستهـم ريـح الأصالـة هَـبّـا
    انزع الـدرع مـن ردائـك حتـى يفـرغ الشعـر للثعالـب حـربـا
    إنـه الشعـر لا سـواه سيحيـى موت مـن ماتـوا قالبًـا أو قلبـا
    إنـه الشعـر لا سـواه يـفـدّى خنْتَـه إن تمـتْ ومـا مـت ذَبّـا
    أذنب المذنبون فى الشعـر عجـزًا ومـن العـار إن غفـرت الذنبـا







    الشاعر ياسر أنور

    مصر - القاهرة

    * عضو اتحاد كتاب مصر
    * المشرف على ملتقى الوعد الأدبي بمركز يافا للدراسات والأبحاث
    * محاضر مركزي بقصور الثقافة
    * حاصل على بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة - دبلومة فى الدراسات الإسلامية
    * فائز بجائزة دار الأدباء - جمعية أصدقاء باكثير
    * نُشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية

    * صدر له :
    - أربعة مواسم للخريف : ديوان شعر
    - رقم الموت : ديوان شعر
    - هكذا غنيت وحدي : ديوان شعر
    - ورقة في بريد المتنبي : ديوان شعر
    - آلام المسيح : دراسة مقارنة
    - معجزات قرآنية : دراسة
    - سينمائية المشهد القرآني : دراسة

    * له تحت الطبع :
    - القرآن معجزة المعجزات
    - فيزياء اللغة في القرآن






    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { ابتعـدْ ! } .






    ابتعدْ.

    حتى أرتّب بعدك وقتي

    أعلّمَ العقربين لدغ الثواني

    أعلّم العمر كيف الحياة بدونك وهم

    وكيف الزهور تهاجر عن عطرها

    ويبقى اليمام بدونك فوق المرايا

    شريدا




    ابتعدْ.

    أريد تَهجّي تفاصيل نفسي

    لوحدي

    لعلّي أُحدّق في بعض ما

    قدْ يحدّق فيّ

    قد أرى قطةً شاردة

    نجمةً باردة

    أو أرى قطعةً من مساءٍ حزين




    ابتعدْ قيْد سينْ ولا تمتطي بحْر سوْف

    تنحَّ قليلاٍ فقط

    لا تُغادرْ

    فإنّني كم أودّ الإشاحة عن نورك بعض شيء

    إنني إذْ تكون معي لا أرى لا أحسّ و لا أشتهي

    إنني في الحضور بك أكتفي




    حبيبي

    أنا ما أردتُ بعادك

    لكن

    وددْتُ فقط لوْ أُربّي الدقائق

    كيْ تستسيغ الضباب

    كيْ تعزف في البعد لحن الحضور

    ولحن العذاب.





    ليلى الزنايدي

    شاعرة وكاتبة تونسية






    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { عَلى مَرمَى خَيبَة ! } .






    هَروَلَةُ َأقدامِ العَائِدينَ

    تَنهَشُ أذنَ النَّعشِ

    صَوتٌ يَتسرَّبُ عَبرَ مَسامِ

    التُّرابِ المُرتَّش

    وَيملأُ فَراغَ النُقطَة

    بأمواهِ الأسئلَة

    مَن أنتَ

    يَا المُتوجِ عَلى أتعسِ عَرش

    مَن أنتَ؟!


    أَجَبتُهُ بِحُنجَرةٍ

    يبَّسها قيظٌ

    وَمزَّقها رَعش

    - أَنا؟!

    كَيف أَدرينِي

    لَعَلَنِي يَا السَّائِلَنِيِ

    كلمةٌ هاربةٌ مِن أغوارِ الرِّمَالِ

    بَينَها وَبينَ البَوحِ

    رَصيفٌ شَاهقُ الجُرحِ

    يُساوِمُ الغِنَاءَ

    عَلى أَلقِ مَوَّال


    لَعَلَّنِي

    رُبانُ شِراعٍ

    امتَطى سَرجَ المَوجِ

    سِندبَاداً

    يَحفرُ جَبهَةَ المَاءِ

    لِيصنَعَ مِن نَزفِ البَحرِ

    فُلكَ . لِقاء

    فأنتَهَى كَما الشِّعر

    مَزيداً مِن إشتِعال

    عَلى مَرمَى خَيبَة


    لا أدرِينِي

    لَعَلَنِي

    صَرخةٌ عَاشِقَة

    فِي أعراسِ الصَّمت

    ذَوَت شَهيدةً

    عَلى شِفَاه المَوت

    أو كوكبٌ رَحّالٌ

    تَاه فِي مَداراتِ شمسٍ

    مُصابةً بِرِهَابِ الإحتوَاء

    فَمالَ حَيث الوِصَالُ

    حُلمٌ تَدلّى

    مَن سَقفِ المُحال

    كَنهدِِ داليَة

    تَبدى قَريباً

    لكنَّه هَيهات هَيهاتَ

    . أن يُطال


    لَعلَّنِي وَلَعلّني

    يَا مَن يَدرِي خَبرَ السَّماءِ

    وَمن حُزنِي المَحنّى بالشِّعرِ

    يَعجبُ

    قُل لِي

    يَا مَن يَصبُ الحِكمَةَ

    وَلا يَشرب:

    كَم سَتطولُ رِحلَةَُ الضَّوءِ

    قَبلَ أن تَصلَ طَلائِعُه

    مَشارفَ الظُلمة؟!

    كَم قَدَماً سَأدُّق

    بَطنَ السَّديم ِ

    قَبلَ أَن أَصِلَ بِنَاقَتي العَرجَاءِ

    مَلَكوتَ الكَلمَة


    قَال:

    عَبَثاً يَا أنتَ

    تَستَنهِضُ هَامةَ الإجَابَة

    مِن قَامةِ العَتمة

    مَا أنتَ إلّا وَقعُ حَصاة فِي لُجاج

    وَفي عَرفِ الريحِ

    مَحضُ نَسمَة

    فَأغمِضْ عَينَيكَ

    عَلى عَرضِ الوِسادَةِ

    وَنَم نَوَمة سِراج

    امتَصَّ الظَّلامُ آخرَ نُورِه

    وَخَفِف عنك وَطءَ هذا العَنَى

    وأعلَم أنّه إذا مَا أُعتم الدَّربُ

    كانَ العَمى . نَعَمة

    /
    \
    /

    كانَ العَمى . نَعَمة





    سلطان الزيادنة

    عمان . الأردن






    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { فصل من سيرة روائي عاشق ! } .








    سمع نقراً خفيفاً على بابه، فترك قلمه وأوراقه وأفكاره، وألقى من على كتفيه تعبه وإرهاقه، وقام متثاقل الخطا ليفتح الباب. وما إن فتحه حتى وجد ساعي البريد ينظر إليه وقد ساءه الانتظار. رد على تحيته وعلم منه أنه قد أتى إليه مراراً فلم يجده، وأنه يريد تسليمه مغلّفاً مرسلاً بالبريد المضمون، ولابد من أن يدوّن توقيعه على استلامه.
    رسم له الرجل توقيعه بسرعة على ورقة كانت بيد ساعي البريد، فأعطاه هذا الأخير مغلّفاً يشي بأنه قادم من بلاد بعيدة. قرأ العنوان فوجده مرسلاً من وطنه.
    شكر ساعي البريد واعتذر له، وأغلق الباب وراءه، وانتظر للحظات وهو يفكر. تُرى ما الذي تحتويه هذه الرسالة؟!
    فتح المغلّف وأخرج الرسالة من جوفه، وبدأ يقرأ.
    ( متقوقعٌ أنتَ في غرفتك. تكتب وتكتب، ولاترد على الرسائل، ولاتأبه لرنين الهاتف. أعرف أنك بقدرتك العقلية الفائقة تستطيع أن تتحكم بالأمور. كي لاتشرد قليلاً عن أفكارك. وتبقى رهين الورق والخيال.
    متقوقعٌ أنتَ في غرفتك. إذاً. لاتخرجْ منها، وإن استحضر خيالُك صورةََ المكان الذي التقينا به. لاتتعب نفسك في الذهاب إليه، لأنك إن خرجتَ سيجمد أفكارَك البردُ الذي يعربد في الخارج. ولكن إن أردتَ الخروج لأمر ما، تدثّر بكل أوراقكَ وحروفكَ، فربما تهب عاصفة على غرفتكَ فتكسر نوافذها وتسرق ما رتبتَه من أوراق وحروف، وتبعثرها في شوارع حزينة لن تقدر على أن تلملمها بمفردكَ، وأنت وحيد في هذا العالم.

    وحيدٌ أنتَ. واتخذتَ الصمت منهجاً كي تجد لك مكاناً في هذا العالم، لا. لن أكلمكَ. ولن أقطعَ سلاسل الصمت التي خضتَ متاهاتها بحثاً عن ذاتكَ.
    وإن أردت قراءة أفكاري، لاتفتح بريدكَ، لأنك ستضطر إلى محادثتي، وأنا لا أريد قطع سلسلة صمتك. ابقَ كما أنت في صومعتكَ، ولا تلق بالاً لما يحدث في الخارج، في أقرب نقطة إليك، وفي أبعد نقطة عنك.

    وحيدٌ أنتَ، ومنعزلٌ في غرفتك. إذاً، أغلق هاتفك ولاتستقبل أية رسالة من أية جهة كانت، فربما تشرد قليلاً عما أنت فيه، ولا. لن أكلمكَ، ولن أرسل حروفي إليك. فقد تضطر إلى أن ترسل حنينكَ وأشواقكَ ومتاعبكَ وأوراقكَ وأفكاركَ كلها، وأنا غير مستعدة بعد دهر من الفراق أن تنهال عليّ جميعها فأحار عن أيها أجيب!
    وحيدٌ أنت، وأفكارك تتعبك، ولا تعرف كيف تبدأ بصياغتها. إذاً، إن رن جرس هاتفك، فلاترفع السماعة، فقد أكون أنا، وقد تضطر إلى أن تترك قلمكَ لتكلمني، وأنا لا أريد أن أبعثر حروفكَ، فيمضي زمنُك في البحث عنها.
    وحيدٌ أنتَ، وأنا لا أريد أن أقتحم عزلتك، فما من داع لأعبر عن اشتياقي وعن لهفتي وعن جنون أحاسيسي تجاهك، لا. لن أجعلكَ متعباً من خفقات قلبي إليك، يكفي أن تكونَ أنتَ أكثر راحة من أشواقي!.
    دع عنكَ لومي، ولا ترد على أسئلتي، وإن غضبتُ وعلت نبرةُ صوتي، فلا تنفعلْ، ولا تهز خلية من خلاياك، فقد تتوه أفكاركَ وتأخذ لنفسها مجرى آخر، وقد تغضب منكَ فتخرج من باب غرفتك لتصفعه وراءها وتذهب إلى غير ما رسمتَه لها، وحينها لن تعرف كيف ستعيدها إليك، ولن تفلح في أن تجلب بعضاً منها، بعد أن جعلتَها تغضب منك حين فارقتَها بخيالك، وستضطر إلى أن تمزق الأوراق لتعيد الكتابة مرة أخرى.
    منعزلٌ أنتَ، تكتب وتكتب، ولاتفتح بابك لأحد، ممن تركوا عليه لصيقات ورق ليعلموكَ أنهم أتوا إليك.، لأصدقائكَ الذين ظنوا أنك ميت.
    متعبٌ أنتَ، إذاً، إن داهمك الوقت ووجدت عقارب ساعتك تشير إلى الثالثة صباحاً، ووددت أن ترتاح قليلاً قبل أن تذهب إلى النوم، فلاتفتح جهاز الكمبيوتر لترد على رسائلي الملقاة في بريدك، لأنك ستكون متعب الفكر، منهار القوى، ولن تفهم كلمة واحدة مما كتبتُ إليك، ستجدني أبالغ في القول وفي الخيال، وإن وجدتني أسألك: ما الحب ؟ فلاترد. لأنك ستجيب بدقة متناهية، وستضطر إلى أن تشرح تفاصيله بعناية كأنك ممسك بزمام أموره، وأنا لا أريد أن أحيل فكرك إلى أمر قد يشرد بك عما أنت فيه، إلى أمر لن تبلغه إن بقيتَ منعزلاً عن حنيني وأشواقي. دع فكركَ يجول فقط على الورق! ).

    فكر في حروف الرسالة ملياً، وأدرك أنها مرآة تعكس صورة حياته، بل تعكس صورة أفعاله وأفكاره، والتفاصيل الدقيقة التي يعيشها.
    جلس وقرأ السطور مرة ثانية وثالثة، وأيقن أنه على شفير ما احتوته من حروف. بدأ الخجل يتسرب إلى أجزاء جسده، وشعر بحرارة مشوبة باحمرار تعلو وجنتيه، واسترجع في ذهنه الذكريات التي مضت، والكلام الذي دار بينه وبينها، ولحظات الحب التي استرقاها في غفلة من الزمان.
    وضع الرسالة جانباً، وبكى في تلك الليلة بعد رأى فيها قبحه المتغلغل في مسامات الرسالة.



    الرواية التي يُعمل فيها فكره لكتابة فصولها، تجعله قسراً بعيداً عن العالم، عن عالمه، عن أصدقائه، عن أهله وجيرانه
    يبتغي ذاك الرجل نشر رواية يتحدث عنها كل القراء وكل النقاد، يبتغي أن تكون حديث الساحة الأدبية، إذ لا يريد لها أن تحتوي ثغرات تثير النقاد فتجعلهم يتناولون أخطاءه ومطباته. يريدها رواية مكتملة البناء، مترابطة الأجزاء، وإن استغرقت كتابتها مئة عام من العزلة.



    أمسكَ بورقة بيضاء واستل قلمه وكتب.
    ( لماذا ترسلين لي المرآة لأرى قبحي. لماذا ترسلين رصاصة الرحمة لتريحيني وترتاحي. أنا على شفير ماقلتِ. خجل مني ومنكِ. وأبكي بعد أن ظننتُ وظن الكلُ وأنتِ أنني حجر. ياليتني حجر. سأكون معكِ. فلا تنسيني كما فعل الآخرون. لأنكِ الأقرب وإن بعد المكان. ولاتهمليني كرواية مللتِ من قراءتها. فأنا تعبتُ من أن أُقرأ ليُلقى بي بعيداً لما وراء الزمان. هل تستطيعين الاحتفاظ بي لتدليني عليّ ؟! ).
    وضع نقطة النهاية في آخر السطر، وطوى الصفحة ليرسلها في الغد، عساها تقرأ جيداً محتواها فتدرك أنها الأقرب إليه وإن بعد المكان.



    بعد أيام وصله الجواب مع ساعي البريد، إلا أن هذا الأخير لم يجد على محياه ما يشي بفرح أو حزن أو طول انتظار، على نقيض مايستشفه على محيا كل العشاق الذين يلتقيهم ليسلمهم رسائلهم.
    أعطاه ساعي البريد الرسالة مستنكراً الجمود الذي استشفه على وجهه.
    وفتح الرجل المغلّف ليقرأ. فوجد سطوراً فاق عددها سطور رسالته التي أرسلها إليها. قرأ:
    (كل شيء أصبح مهجوراً إلا من قلب يرتعد وليل داج وفضاء يحتمل التأويل، لمن هذه المسافات تتوالى ولا أكاد أرى ظلالك إلا وتعصف بها الأنواء، أهذا هو السحاب الذي توسدتُه يوماً لأفكر على حافته ببعض الجنون؟!
    لم أنس شيئاً، حتى النسائم التي أمسكتني لتبكي على هفهفة الورد جلبتُ قليلاً منها، ولم أنم، كنت أسهر كي أسرق فسحة من خيال أغوص في أعماقها، لكن السماء كانت متعبة والمكان كان خالياً.
    لاشيء تبقى على تلك النافذة التي أطلت على العالم سوى عينين اغرورقت فيهما المساءات، وظلال أمست بلون السماء.
    كم أقوال كشفنا بها وجه العالم، وكم خيالات ابتعدنا بها عن صمت المكان، وكم أفراح دخلنا في دهاليزها لنرشها بعطر الورد؟!
    مذ كان ذاك اليوم الذي ودعتُ فيه عالماً يشبهني، تاهت الألوان التي فرشناها ظلالاً وودع حنيننا أرصفةَ الدهشة، فأعد الصمت وليمته لحناً لما يشِ بعذوبة تسري في الشرايين، ألهذا كان الزمن حلماً، وكان الحلم ذات يوم ناراً لاتزال تنهش في ليالي الوداع؟!
    أنتَ الرواية الوحيدة التي أقرؤها مراراً وتكراراً. وكلما قرأتُها شعرت بالمتعة تزداد في نفسي. فكيف أهملكَ وأنتَ من كنتُ أبحر في خلاياه. ما زلت محتفظة بكَ إلى مدى لا يخطر ببالكَ. أنتَ الوحيد الذي كنتَ وشماً في ذاكرتي لا تمحوه السنون. واعلم أنكَ مافارقتَ خيالي إلا لتعودَ إليه. حلمتُ مراراً برؤيتكَ وما أزال أنتظرُ ذاك الحلم الذي لايزال معششاً في ذاتي وبقي حلماً. واعلمْ أيضاً أنني لم أرسل إليك رسالتي الأولى، لترى قبحاً ما وجدتُه قط في شخصيتك. وما أردتُ أن تذرفَ دمعة واحدة من دموعك الغالية عليّ. كل ما وددتُه أن اعلمك أنكَ برغم ابتعادك عني قسراً لكتابة روايتك. لاتزال مشاعري نحوك كما هي لم تتغير البتة. نعم أنا كما أنا. هل كنت تظن أن الشتاء سيغيرني، وأن المسافات ستقلع من الذاكرة تلك الأمكنة، وأن عاماً جديداً من الفراق إذا ولج روحي سأنتفض كعصفور بلله المطر لألقي عن كاهلي شوقي وانتظاري.
    لا. لم أتغير. ولن يغيرني صمتٌ يفتّت القلبَ، لكن دعني أتكلم. دعني أخبرك عن تنبؤات روحي.
    ستأخذني الريحُ إليكَ، وستفتح الكواكبُ لي طريقاً إلى مجرتكَ.زلزالٌ سيهز أعماقكَ وستدهش من هزة تثير فيكَ أحاسيسكَ، ولن تقف واجماً أمامي، ستغرقك الروحُ بوابل عطرها، ولن تستطيع فكَ الحصار أو سحبَ البساط من تحت المكان. سترفعُ الرايةَ آنئذ وتعلن انهزام حنينك أمامي.
    المعجزة التي بقيت تحاصرني هي أن صبراً لا يزال يغلّف نفسي. صبراً لم أكن أتوقعه، هل تدري ما سر تشبثه بي حين رفضتُ أن يسكنني.
    ستأخذ الريح أجزائي، ولن أبوح لها بما يعتمل في حروفي، سأجعلها تختار لي المسار لأدركَ هل لامستْ الغيومَ التي تركتُ أوراقي مبعثرة فوقها، فتستشفَ طريق الحياة التي خبرتُها، وهل أدركتْ أني حين حاصرني المكانُ وددتُ أن ألقي بنفسي لأنزع عني الحنين.
    خفيفاً من كل حلم، مرتحلاً من كل كلام يجعلك أسير الذكريات، تحمل أوراقكَ وتمضي متأبطاً بقايا الحروف، وتنهض حين يكتمل الشتاء لتغادر الوقت إلى وقت آخر، موقناً أنني مازلتُ أنا أنا. لم يغيرني شيء، ولا البرد جمّد حنيني، ولا الرياح اقتلعت جذور اشتياقي. في أي زمن ستغادرني هذه الدهشةُ التي أعيشها مابين صبري وصمتي
    لقد توقفتُ ملياً عند جملكَ التي أرسلتَها. ولمستُ إصراراً منكَ على بقائي معكَ. مازلتَ أنتَ معي دائماً. ولم ولن أنساكَ أبداً.
    لكنني أود اختتام رسالتي هذه بعد أن أضناني الفراق والهجر بأن أقول لكَ : حبنا سيحيا خالداً وإلى الأبد. ولتكملْ أنتَ روايتكَ إلى أن تنهي فصولها جميعها. متمنية لكَ نجاحاً أدبياً يعز نظيره ).

    وضع الرسالة جانباً وهو يبتسم غير مدركٍ أن تلك الرسالة كانت تحمل له بقايا روح تلفظ أنفاسها الأخيرة.





    بيانكا ماضيّة
    حلب . سورية

    * كاتبة وباحثة ومحررة صحفية وتكتب المقال والشعر والدراسات الأدبية والنقدية
    * رئيسة القسم الثقافي في صحيفة الجماهير بحلب
    * عضو اتحاد الصحفيين في سورية.
    * حاصلة على دبلوم الدراسات الأدبية قسم اللغة العربية، وتعد لرسالة الماجستير.
    * حائزة على جائزة الدكتورة سعاد الصباح في النقد، عام 1995. عن بحث (المدينة في شعر نزار قباني)
    * تنشر في العديد من الدوريات السورية والعربية .
    * لها قيد الطبع :
    - سليمان الحلبي أول منتقم للعرب من العدوان الغربي الحديث
    - المدينة في شعر نزار قباني : دراسة نقدية
    - رغبة في الانعتاق : خواطر نثرية






    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { نبض لا ينتهي ! } .







    يا صاحب الوعد قد أنجزت مكرمةً
    شعر : محمد دلـة


    أخطفة الجند قد أضحـت مغامـرةً
    وحارق القدس تدعـوه "بعقلانـي"
    ماذا تسمي هدى والبحر صرختهـا
    والنزف عـزا فلسطينـي ولبنانـي
    ومروحيـن نشـاز لسـت تعرفـه
    سحقاً لمنكـر أشلائـي وأوطانـي
    في كـل زاويـة ثكلـى ترددهـا
    تبت يداك فأنـت الهـادم الجانـي
    ماذا نسمي سفاح النفط فـي دمنـا
    زلفـى لعهـر مافـون ودهـقـان
    ماذا نسمي اتحاد النـص "ترجمـة
    تضل مابيـن عـراب وعبرانـي"
    يا زمرة الإفك صمتا عند عورتكـم
    وسالموا ا لجبت والأهواء والطغيان
    ونحن حزب ذرى الجوزاء منزلـه
    فكيـف نتـرك أسرانـا لسـجـان
    وكيـف نتـرك قنطـارا لعزلتـه
    يسام حيفـا لـدى موشـي وديـان
    وكيف غزة في الرمضـاء نتركهـا
    والفجر مرتهن في كـف شيطـان
    ووعدنا صادق والنصـر موعـده
    وعد الأمين وهل للوعد من ثانـي




    يا صاحب الوعد قد أنجزت مكرمة
    ما ضرها مكـر مهـزوم وخـوان
    جادت بهم قوس أمريكـا وغلمتهـا
    مهما تعالـوا رهـط خـدام وأذّان
    زلزلت جند يهوذا بالهوان ضحـى
    وصنت بالـدم محرابـي وقرآنـي
    كشفت مـا ستـر الأزلام أزمنـة
    خلف التوازن في ساحات عدنـان
    وهج البلاد جنوب أنـت حارسـه
    في نبضه الوهج والتسبيح ربانـي
    نمضي لنرويـه أشعـارا وتلبيـة
    ليغمر الأرض بالنصـر والنيـران
    هذا الجنوب هطـول نحـن فتيتـه
    أقام موسمه فـي فجـره الدانـي
    وأسرج النصـر رايـات وألويـة
    وسيج الجـرح أعراسـا بإحسـان
    وأشعـل القـدس آمـالا وعنعنـة
    الرعد في صفـد عقبـى لبيسـان
    خطى الحسين جبين الفجر غرتهـا
    تهب عاصفـة فـي كـف بركـان
    تستصرخ الجمر والثورات سيرتها
    تـدك هامـة فرعـون وهـامـان
    أيظمـأ النـور والأنهـار جاريـة
    دم الشهيد يحيل الأرض حوضـان
    فكوثـر النصـر معقـود بساعـده
    وغرفة المسك من شريانه القانـي






    بقلم :

    محمد دلة






    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { ثرثرة نسائية غير محمودة ! } .








    - 1 -

    عما تبحثين يا فيروز الثلج؟
    هل ما زلتِ تبحثين عن وجهك الآخر؛ ناسيةً أن للعالم وجوه متعددة.



    - 2 -

    تكتبين لروح تسكنك، تبحثين عنها خلف أضواء المسارح وأمواج البحار، وأنتِ تعلمين إنها حية، لكنها ليست بعالمنا.



    - 3 -

    رأيتك أمس بالقبعة الحمراء المطرزة، أثرتِ في داخلي الرعب؛ لأن الأحمر هو رمز الاقتتال والدم، فهل ما زلتِ مصرّة على سفك دماء تلك الروح القاطنة بك؟



    - 4 -

    هل تذكرين عزيزتي ثرثرتنا أمس على رجل من الشرق، أذكر سخريتك منه ومن المعطف الجوخ الذي لف جسده والقبعة الصوفية التي حجبت عقلهـ، فأراد أن يواري غباءه في فهم سرك المغروس في داخلك.



    - 5 -

    "كل الصفات موجودة داخلي، أحمل من كل صفة بعضا منها: جميلة وقبيحة. طيبة ولئيمة. عنيفة ورقيقة. متمردة وهادئة"
    إذن أنتِ يا عزيزتي امرأة من ثلج ونار. تناقضاتك ستجعل العالم ينسج ألف عام؛ معاطف الفرو وقبعات الصوف ليحتمي الرجال من ثلج جسدك، وفتور أعصابك.
    لقد تذكرت قبعتك الحمراء ورمز الاقتتال، لكني كنت قد نسيت أن الأحمر هو رمز الحب، وأنت اعترفت بتناقضاتك. هل تضعين القبعة ثانية لأراك كما أريد؟



    - 6 -

    منذ فترة أفكر بالكتابة إليكِ، لكني تساءلت ماذا سأكتب لأن كلام النساء ثرثرة، وأنتِ وأنا نعلم جيداً كم يكره الرجال ثرثرتنا، لأننا في فناجين قهوتنا نرسمهم كما نريد نحن. فهل تأتين اليوم لنشرب القهوة مع كعكة التوت الأحمر، ونطبع على ثلجك آثار السر المتمرد؟



    - 7 -

    تكتبين سراً يا صاحبة العيون اللوزية والشعر المتناثر مع الريح، غداً عندما أرسل نصي للنشر؛ سأقوم بتعديله، وسأستعير لك اسما آخرا، تماما كما استعرت معطفك في ليلة صقيع لأداري به البرد الذي سكنني.
    هل ما زلت ترسمين روحا ليست موجودة إلا فيكِ؟



    - 8 -

    اليوم فنجان قهوتنا ثقيل جداً، سنرسم بثمالته الحلم.
    اليوم فنجان قهوتنا ساخن جداً، سأذيب بسخونته ثلجك المتناثر.
    اليوم فنجان قهوتنا يناقض فنجان أمس لأبصم على تناقضاتك الجميلة، واكتب لكِ انكِ امرأة من ثلج ونار.



    - 9 -

    هل تظنين يا فيروزتي انه سيغضب أصدقائي الرجال مني، ومن كلامي عليهم؟
    إذن أرسلي لي صورتك الأخيرة على شاطئ البحر الأحمر لأقوم بإرفاقها للنص، فأنا أعرف أن في القراءة؛ أصدقائي أغلبهم رجل شرقي، وطفل يحب الصور.



    - 10 -

    سأنتظرك فيروز، لنثرثر ثرثرة غير محمودة، أنا وأنتِ وحبرنا وثمالة قهوتنا، ونكبر ألف عام، فربما نجد شرقا آخرا غير ملفوف بمعطف من جوخ وقبعة من صوف.




    نبـال شمس

    قاصة وأديبة فلسطينية






    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    المشاركات
    149

    ،،
    ،




    . { سيجيء من ولهي عليك ! } .








    سيجيء من ولهي عليك

    لا يخطف الأسماء

    بل يدني الحفيف من النشيد

    ويعبر المعراج طفلاً في قوافي ساعديك

    ماذا لديك؟

    وصواعق الطوفان تحفر فجرك بالوميض

    ولم يعد للظل إلا النزف

    يستر صمته البني مرتديا دمي لغة ومعجزة إليك

    ولهي عليك

    وسيدي البحر المهجن أسلم مده للرمل

    هل رمل يؤوب بشجرة الأنفاس تحضن مقلتيك

    وترى خطابي للصهيل حناجرا سعيا تغير

    وتنطر الأفلاك من حجل سليل في يديك




    - أنا الرماة -

    لم يأذن البرق المعجل أن أفيء إلى بساط النبض

    فاحترسي

    لا دجلة مدي اليك

    ولا الفرات حمائم تأوي إلى جرسي

    فرسي من النكران

    يخطفني إلى لغة تموء وتطفئ النايات في قبسي

    وأنا الرماة

    أطعت

    عصيت

    تغويني

    تؤلفني الغنائم ردة

    أحد تمزقني وطيف هزيمتي يختال في نفسي

    ماذا عليك إذا نحرتِ قصائدي الصفراء

    ثم عقرتِ لي فرسي




    - من أنت -

    أنا خارج من وحل ذاتي

    لا تؤجرني انكسارك

    بعض قاعات الرماد أنا وتصفيق المتاهات

    أحد تطاردني ومعصية الرماة

    من أنت غير يراثن الجرح القديم

    وبعض أسمال الولاة





    محمد دلـة

    * شاعر وكاتب فلسطيني من مواليد جنين

    * صدر له :
    - هكذا تكلم الجسد : ديوان شعر . 1995م
    - لغة الجسم : كتاب مترجم . 1996م

    * نشر العديد من القصائد والمقالات والدراسات الاجتماعية والأدبية في الصحف الفلسطينية والعربية.






    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رسائل لم تقرأها حبيبتي ، ولم تعلم بأنني رذاذ !
    بواسطة رذاذ المطر في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 08-Mar-2008, 09:27 PM
  2. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-Nov-2007, 03:18 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •