" الحكاية الحادية عشره "
"صناعة التبعيه"
هي قصة قرأتها ذات يوم ,, وتجربة عجيبه ,,
تصور لنا كيف تكون التبعية اللامبرره ,,
والغباء المبطّن ,, وحمل ألوية لا نفهم أهدافها ,,
هي ممارساتٌ نراها يوميا ,, سواءاً في مجتمعنا أو في مجتمعات أخرى ,,
تجربة قام بها أنشتاين ورفاقه ,, سأترككم معها ,,
مجموعة من العلماء و ضعوا خمسة قردة في قفص واحد
و في وسط القفص يوجد سُلّم و في أعلى السلم هناك بعض الموز
في كل مرة يصعد أحد القردة لأخذ الموز يرش العلماء باقي القردة بالماء البارد
بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يحاول الصعود لأخذ الموز , يقوم الباقين بمنعهو ضربه حتى لا يقوم العلماء برشهم بالماء البارد
بعد فترة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز
على الرغم من كل الأغراءات خوفا من الضرب
بعد ذلك قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القردة الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد عندما دخل هذا القرد الجديد فورا حاول الصعود لأخذ الموز ولكن الأربعة الآخرين فورا قامو بضربه ومنعه من الوصول إلى الموز وبعد عدة مرات من الضرب والمنع فهم القرد الجديد بأن عليه ألا يصعد للوصول إلى الموز مع أنه لا يعلم لماذا
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القردة القدامى بقرد جديد
و حلّ به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايدري لماذا يضرب هكذا حتى تم تبديل جميع القردة الخمسة واحداً تلو الآخر بقردة جديدة
حتى صار في القفص خمسة قردة لم يرش عليهم ماء بارد أبدا
و مع ذلك يضربون أي قرد تسوّل له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب
بعد أن قرأت عن هذه التجربه قلت في نفسي
لو سألنا هذه القرده لماذا تضربون القرد الذي يحاول صعود السلم ؟
سيكون ردهم بالتأكيد " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ "
وهذا هو ما نراه من الكثيرين تبعية لقناعات وعادات لا يعلمون مرادها
واستبسال في الدفاع عن أمور قد لا يفهمونها
\\
تحياتي عمر الشمري