الملاحظات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 21

الموضوع: روايه ارض الرعب

  1. #11  
    الفصل العاشر :


    في المول



    حينما استيقظت في صباح اليوم التالي . وجدت آرثر مستيقظاً . و كان جالساً أمام الزنزانة يدخن . نسيت أن أقول لكم أن آرثر مدخن . لكنه لا يدخن كثيراً . كل فترة يدخن بضعة لفافات تبغ . لكنه كان يدخن كثيراً عند التوتر و لابد أنه متوتر كأفضل ما يكون الآن .


    قلت له : " صباح الخير . من أين جئت بالتبغ ؟ "


    قال : " وجدته في جيب أحد الضباط . لا أدري لماذا ينتابني شعور سخيف بأنني سارق جثث حقير . "


    صمت و لم أعلق علي كلامه


    قال آرثر : " أتدري . لست مرتاحاً لكلام جيمس عن المدينة . إحساسي أن كلامه خاطئ . أشعر بأن (ذا سيف فورت) هي ما يحمل لنا النجاة فعلاً . "


    قلت له : " أجل . لكن المنطق يقول أنها كذبة . ثم أي مدينة تلك التي تم بنائها في وسط مدينة مثل كاليفورنيا دون أن يشعر أي أحد بالأمر . يبدو الأمر غريباً بالفعل . "


    قال : " أجل . المنطق يقول لا . لكن شعورنا يقول نعم . تري أيهما يفوز ؟ "


    فكرت في الأمر . صراع المنطق و الشعور . لهذه العبارة رنين سخيف كعبارة صراع الواجب و العاطفة التي كنت أسمعها في بعض الأفلام القديمة .


    صمتنا و مضت فترة . ثم استيقظ كل من جيمس و جورج . و حييناهم . ثم قال جورج : " أعتقد أن علينا الخروج الآن للتدرب علي استعمال الأسلحة الجديدة ثم نري إلي أين سنذهب "


    فخرجنا و بدأنا التدرب . و لم يكن استعمال الأسلحة صعباً فعلاً كما قال جيمس .


    قلت : " إلي أين سنذهب الآن ؟ "


    قال جيمس : " أعتقد أن علينا الذهاب إلي أي مول تجاري كبير . هناك سوف نجد طعاماً و مشروبات و ربما يكون هناك متجر أسلحة أو أي شئ "


    قلت : " لا أظن أننا سنجد أسلحة . لكننا سنجد مشروبات و مأكولات . و بالتأكيد سنجد بعض الوقود للسيارة و أشياء مفيدة أخري . "


    قال : " أجل . أنت محق "


    و هكذا ركبنا السيارة . و انطلق جيمس بسرعة شديدة .


    بعد قليل وصلنا إلي أحد المولات الكبيرة و ترجل جيمس من السيارة صائحاً : " انزلوا . "


    هبطنا من السيارة نحن الثلاثة . و دخلنا المول . كان المول كبيراً جداً . و رغم أنه من طابقين فقط ، إلا أن مساحته كانت كبيرة فعلاً


    في الطابق الأول بدأنا بالبحث عن أي شئ مفيد . و وجدنا متجراً للأدوات المنزلية . و بالطبع كان به بعض السكاكين . كانت أفضل كثيراً من سابقاتها . هكذا أخذ كل منا سكين . و إن احتفظنا بالقديمة علي سبيل الاحتياط .


    بعد مضي ربع ساعة قال آرثر : " لن ننتهي من البحث هكذا . إن المول كبير جداً . أري أن يذهب جيمس و جاك لتفقد الطابق الثاني بينما نبحث نحن هنا


    قال جيمس : " فكرة جيدة سوف ننتهي من البحث بشكل أسرع "


    هكذا صعدت أنا و جيمس علي السلام الكهربائية للطابق الثاني – لم تكن تعمل و استعملناها كسلالم عادية – و بدأنا بتفقده .


    ما إن صعدنا حتي بدأت أشم رائحةً غريبة . بالطبع فقد كان المكان مليئاً بالجثث ليست المشكلة في هذا فقط بل كان هناك قطع كبيرة من اللحم مفقودة من أماكن متفرقة من أجسادهم . من الواضح أن هذه المسوخ عادت تمارس نشاطها الغذائي المحبب من جديد .


    في أثناء تفقدنا للمكان رأينا 6 وحوش من هذه . كانوا جالسين علي الأرض . و يفعلون شيئاً لم أتبينه اقتربت منهم – و ليتني ما فعلت – فرأيت ما كانوا يفعلون ياللكارثة !!! إنهم . يقضمون أجزاءاً من جثة !!


    صاح جيمس في تقزز : " ياك ! هذا مقزز " و أطلقنا عليهم طلقات من المسدسات حتس ماتوا .


    قال جيمس : " اللعنة ! سوف أفرغ معدتي "


    قلت له : " لم أرهم يفعلون هذا من قبل . الأمر أبشع مما ظننت بكثير "


    ثم أكملنا بحثنا و وجدنا صيدليةً أخذنا منها بعض أدوات الاسعافات الأولية .


    بعد قليل قلت لجيمس : " انتظرني هنا . "


    قال : " إلي أين أنت ذاهب ؟ "


    قلت له : " أحتاج لتلبية نداء الطبيعة ! "


    قال : " حسناً "


    و هكذا ذهبت مسرعاً ثم عدت و وجدت جيمس واقفاً في مكانه . ثم نظر لي و قال : " أتسمع شيئاً ؟ "


    أصغيت السمع قليلاً ثم قلت : " لا "


    قال : " أشعر بأنني أسمع شيئاً ما "


    قلت : " لا أدري ربما تتخيل . "


    قال غير مقتنع : " ربما . "


    و هكذا أكملنا البحث و وجدنا بعض زجاجات الماء فأخذناها . ثم قال جيمس : " الصوت يعلو "


    قلت : " أجل ! أسمعه الآن "


    و بدأ الصوت يعلو أكثر . حتي تحول إلي زمجرة مخيفة . و قد كان الصوت يقترب . قلت لجيمس : " لنهبط أشعر بقلق "


    فقال : " حسناً أنا أيضاً أشعر بشعور مقلق "


    و ما إن اتجهنا للسلم للهبوط حتي اقتحم المكان عشرات من هذه المسوخ ! كانوا كثيرين جداً و يتدفقون من أمام السلم . و أخذت أنا و جيمس نطلق عليهم طلقاتنا و اقترب أحدهم مني فأخرجت السكين القديم و قذفته ليستقر في رأسه و سقط ميتاً . و هنا أخرج أحدهم ذلك اللسان و شد به مسدس جيمس ثم ركض ناحيته و قام بعضع في كتفه بقوة .


    صحت : " جيمس ! " و أطلقت النار علي ذلك المسخ . و صاح جيمس : " كتفي . هذا مؤلم "


    لكنه أمسك بالمسدس بيده غير المصابة و استمر بالإطلاق علي هذه المسوخ رغم إصابته .


    قلت لجيمس : " لن ينتهوا و ذخيرتنا ستنفذ "


    قال : " ماذا نفعل إذن ؟ "


    قلت له : " هل تثق بي ؟ "


    قال : " أجل "


    فأخذت أتراجع إلي الوراء ناحية بعض الحوائط الزجاجية و أطلقت علي أحدها النار حتي تهشم تماماً .


    صاح جيمس : " أيها المجنون ! ماذا تفعل ؟ "


    قلت له : " انتظر قليلاً . " قلتها و أحكمت التصويب ناحية المتجر الذي رأيته منذ قليل و هو متجر لوقود السيارت !


    قال جيمس و قد أدرك ما أفكر فيه : " أنت مجنون ، ستقتلنا ! "


    لم أرد و أطلقت النار . و في اللحظة ذاتها قفزت أنا و جيمس خارج المول من النافذة التي هشمتها بطلقاتي !


    سقطت أنا و جيمس خارج المول فوق الأرض . و لحسن حظنا فقد كان للمول من الخلف حديقة خففت من أثر السقطة قليلاً


    صاح جيمس : " أنت مجنوووون !!! "


    قلت له و أنا ألهث : " هل أنت بخير ؟ "


    قال : " في ما عدا كتفي و أن قلبي يكاد يتوقف رعباً . فأنا بخير ! "


    قلت له : " جيد . لكن لحظة ! جورج و آرثر لقد نسيناهما تماماً "


    قال : " أجل لنذهب و نتفقدهم "


    و هكذا ذهبنا إلي باب المول و دخلنا و نحن نصيح : " جوووورج ! آرثاااار ! أين أنتما ؟ "


    لكننا لم نجد لهما أثراً . و كنت أري آثار الحريق الذي أحدثته بفعلتي المجنونة .


    قال جيمس : " لا فائدة . تري أين ذهبا ؟ "


    قلت : " لا أعرف . يبدو أن فكرة الانفصال هذه لم تكن جيدة "


    سعل جيمس بقوة ثم قال : " العضة تؤلمني . عليك أن تقوم بتطهيرها و تضميد الجرح . "


    قلت له : حسناً "


    و قمت بالأمر ثم قلت لجيمس : " و الآن نحن وحدنا . ماذا سنفعل . هل سنتجه للمكسيك كما قلت أنت ؟ "


    قال : " لا أظن "


    فقلت : " و لما ؟ "


    لم يتحدث و أشار إلي السيارة . فنظرت إليها . فقط لأجدها مهشمة كعلبة تبغ ألقاها كاره للتدخين


    من الواضح أن هذه المسوخ قد هشمتها .


    قلت لجيمس : " علينا البحث عن أخري و الهرب من هذا المكان "


    استلقي جيمس علي الأرض و قال : " أجل . "

    و نظرنا حولنا نحن الآن وحدنا . و لا ندري ماذا حدث لأصدقائنا . اللعنة علي هذا الأمر






    رد مع اقتباس  

  2. #12  
    الفصل الحادي عشر :
    المستشفي .

    نظر جيمس لي ثم قال : " أعتقد أن علينا البحث عن سيارة أخرى لقد انتهت هذه تماماً " قالها مشيراً إلي السيارة التي لم تعد ذات أي فائدة الآن .
    قلت له : " هل تظن أن حظنا سيكون جيداً إلي درجة أن نجد سيارة مفتوحة بداخلها مفتاح و يكون هو مفتاحها الصحيح كذلك ؟ ألا تظن أن هذه ستكون صدفةً مبالغاً فيها ؟ "
    قال باسماً : " كل ما علينا هو ايجاد سيارة مفتوحة الباب فقط ، و البقي سهل جداً . "
    هكذا نهضنا من مكاننا أمام المول و بدأنا البحث عن سيارة مناسبة . حتي وجدنا واحدة أخيراً . كانت مفتوحة كقلب صديق . و هكذا دخلنا إلي السيارة و أخرج جيمس سكينه و بدأ يعالج شيئاً ما في تابلوه السيارة ، و في لحظات كانت السيارة دائرة .
    قلت له متظرفاً : " فيما كنت تعمل بعد الظهر بالضبط ؟ "
    قال مبتسماً : " لقد علمونا هذا في الجيش و قالوا أننا قد نضيع في الصحراء و نضطر إلي البحث عن أي سيارة حتي و لو من سيارات الأعداء . "
    و انطلقنا بالسيارة و سألت جيمس : " هل سنكمل إلي المكسيك كما قلت ؟ "
    قال : " أجل ، ألم أخبرك "
    قلت : " أجل لكن . حسناً لا بأٍس ، انس الأمر "
    و هكذا أكملنا الطريق . هنا سمعت صوت سيارة قادمة و تقوم بإطلاق النفير بقوة .
    قلت لجيمس : " يبدو أن هناك أحد قادم "
    قال : " جيد سوف أتوقف "
    و استعد للتوقف . فجأة وجدت أن السيارة التي ورائنا قذفت شيئاً ما علينا قطعة معدن أو ما شابه . صرخت و أدخلت وجهي من نافذة السيارة – كنت قد أخرجته لأنظر إلي السيارة – فاصطدمت قطعة المعدن بالمرآة اليمني و كسرتها .
    صحت : " جيمس ! إنهم يهاجموننا ! "
    قال : " ماذا؟! كيف ؟ "
    قلت : " يبدو أنهم من هؤلاء المسوخ "
    و نظرت إلي السيارة لأجد أحدهم يخرج رأسه من نافذة السيارة و يستعد لإلقاء شئ آخر علينا . و قد كان منهم فعلاً
    قلت لجيمس : " إنهم منهم فعلاً "
    قال : " رائع ! كم من الوقت سيمضي قبل أن يبدأون في قيادة طائرات ؟! "
    أخرجت بندقيتي و أخذت أطلق النيران عليهم . هنا أخرج أحدهم لسانه الطويل و أمسك به البندقة و جذبها بعيداً !
    أخرجت مسدسي بسرعة و أطلقت طلقة عليه في رأسه ثم بدأت أحاول الإطلاق علي عجلات السيارة لكن الأمر كان صعباً إنهم يتحركون بلا توقف .
    هنا صاح جيمس بدون إنذار : " آااااه ! كتفي " و بدأت السيارة تميل بنحو غريب إلي اليسار .
    صحت : " جيمس ، ماذا هناك ؟ "
    قال : " كتقي يؤلمني "
    قلت : " هل ستتمكن من القيا.! "
    و في تلك اللحظة عادت سيارتنا للخلف و اصطدمت بالسيارة الأخري بقوة !
    توقفت السيارة . و رغم اصطدامها فلم نصب بأذي . و يبدو أن الأذي كله لحق بالسيارة الأخري .
    هبطت من السيارة مسرعاً ، و فتحت الباب لجيمس في الناحية الأخري من السيارة . و أخرجته مسرعاً و صحت : " جيمس ماذا حدث ؟ "
    قال : " لا أدري كتفي آلمتني فجأة "
    قلت : " علينا البحث عن مستشفي "
    قال : " آه ! و هل سنجد طبيباً حياً ؟ "
    قلت : " إما هذا و إما تموت هنا "
    قال : " أموت ؟ لا أظن . "
    و نظرت له و عرفت أنه فهم ما يحدث له . أنا فهمت كذلك لكنني لم أجرؤ علي مصارحة نفسي بذلك .
    قلت له في عناد غبي : " سوف أذهب بك إلي مشفي ما و ليحدث ما يحدث "
    لم يعلق . فأحطت ذراعه بعنقي و أسندته و اتجهت للسيارة و فحصتها . كانت سليمة في ما عدا المرآة و تشوه خلفها تماماً فقد كانت قادرة علي التحرك مرة أخري .
    وضعته فوق المقعد بجانب مقعد السائق ثم اتجهت إلي مقعد السائق ، و قلت له : " كيف أشغلها ؟ "
    قال : " آاه! صل هذين السلكين ببعضهما " . و كان يشير إلي سلكين بالتابلوه .
    فقمت بما قاله . و فوراً عادت الحياة إلي الوحش الحديدي النائم .
    بدأت أسير . و أخيراً وصلت إلي مستشفي . هبطت من السيارة و أسندت جيمس علي مرة أخري .
    دخلت المستشفي و جيمس معي . و هنا وجدت أحد هذه المسوخ يرتدي ثياب الأطباء . و يمسك في يده بمشرط جراحة قذفه نحوي فانغرس في لحم ساقي ! لكنني رغم هذا تحملت الألم و أطلقت عليه طلقة من مسدسي . فسقط ميتاً .
    هنا سقطت أنا الآخر و سقط جيمس معي و أمسكت بالمشرط . ثم بدأت أخرجه . و ما إن فعلت هذا حتي صرخت ألماً . لكنني تحملت حتي خرج من ساقي و ألقيته بعيداً .
    نظرت لجيمس فوجدت وجهه قد بدأ يشحب ! كنت مازلت متألماً لكن خوفي عليه جعلني أتناسي الألم . و قمت من مكاني و أمسكت جيمس و بدأت التحرك به . و صعدت سلماً و هو معي يحاول التغلب علي ألمه . فوجدت غرفةً مغلقة . هنا ظهر شئ ما من الجانب . كان مسخاً من هذه المسوخ . لكنه كان غريباً حقاً . كان مشوهاً إلي درجة غير مسبوقة في هذه المسوخ و كان نصفه مليئاً ببثور غريبة . و مخالبه طويلة جداً . و له لسان طويل لكنه يدخله و يخرجه بلا توقف كالأفعي
    قال جيمس في وهن : " م. ما هذا ؟ "
    قلت : " لا أعرف "
    و أطلقت عليه طلقة بالمسدس فسقط . و فجأة بدأ التحرك مرةً أخري ! و بدأ يسير و هو يجر قدماً يبدو أنها كانت مكسورة .
    صحت : " ما هذا ؟! "
    و أطلقت عليه طلقة أخري . فسقط . ثم بدأ يزحف مرةً أخري ناحيتي فأطلقت طلقة علي رأسه أردته قتيلاً .
    قلت : " ما هذا الشئ ؟ "
    و نظرت إلي جيمس لأجد وجهه أشبه بالليمونة المعصورة بعناية . قلت له : " رباه ! ماذا أفعل . "
    هنا انفتح الباب الذي كان مغلقاً . و خرج منه طبيب . كان طبيعياً . و كان يرتدي معطفاً أبيض ملطخاً بالدماء . و كان زنجي البشرة أشيب الشعر . و يرتدي نظارة كسرت أحد عدساتها .
    رغم أنه بدا مأموناً إلا أنني صوبت نحوه المسدس و قلت : " مكانك ! "
    قال : " اهدأ يا فتي أنا طبيعي "
    قلت : " هل تعرضت لعضة ؟ "
    قال : " لا أنا بخير "
    ثم نظر إلي جيمس و صاح : " رباه ! ما هذا ؟ "
    نظرت إلي وجه جيمس لأجده قد بدأ يصبح غريباً كان يتشوه . !
    قال الطبيب : " ماذا حدث له ؟ "
    قلت : " قام أحد هذه المخلوقات بعضه في كتفه و منذ هذا الوقت و وضعه يسوء "
    قال : " هل أنت من نظف الجرح و ضمده ؟ "
    قلت له : " أجل . "
    قام بفك الضمادات عن جيمس و قال : " ضعه علي الأرض . فجعلته يستلقي علي الأرض و قلت : " هل تحتاج شيئاً ؟ "
    قال : " أريد أدواتاً جراحية . " و وصف لي المكان ثم قال : " سوف تجد هناك بعض المطهرات فأحضرها "
    هكذا ذهبت إلي المكان و قابلت في طريقي بعض هذه المسوخ لكنهم لم يكونوا مماثلين للأول . تخلصت منهم و أكملت طريقي حتي وجدت ما طلبه ذلك الطبيب
    في طريق عودتي سمعت صرخة !
    أخذت أركض و قلبي يدق بقوة شديدة ناحية مصدر الصوت . لقد جاء من مكان جيمس .
    أخذت أفكر : هل حدث الأمر أم ماذا ؟ كل شئ يقول أنه حدث .
    و عندما وصلت . وجدت الطبيب ساقطاً علي الأرض ميتاً كأفضل ما يكون رقبته ممزقة تماماً . بينما جيمس يقف . و كان وجهه عكس الضوء لهذا لم أره . قلت في قلق : " جيمس "
    هنا قفز فوقي و بدأ يحاول عضي . لكمته في وجهه بقوة . ثم دغعته بعيداً عني ووقفت بعيداً عنه و صحت : " جيمس أرجوك لابد أنك مازلت هناك ! "
    كان الرد الذي صدر من جيمس هو بعض الزمجرة الغاضبة فحسب و بدأ الاقتراب مني .
    قلت : " جييمس ! أرجوك سأطلق النار . " و صوبت المسدس نحو وجهه .
    اقترب أكثر . لا فائدة . لقد حدث الأمر . و أغمضت عيناي بقوة . و أطبقت يدي علي المسدس في توتر . ثم . أطلقت الزناد !
    سقط جيمس علي الأرض . و هنا سقط أنا علي ركبتاي كذلك . و بكيت ! كنت أبكي ليس فقط حزناً علي جيمس . بل من كل شئ كنت أبكي خوفاً أبكي غضباً . أبكي حزناً أبكي قهراً و ضيقاً كان الأمر أشبه بأن تملأ البالون بهواء أكثر من اللازم . هذا هو ما حدث لي . ضغط و حزن و خوف أكثر من اللازم . و الآن انفجرت في البدء ما حدث في القرية . ثم دولتي كلها ريمون يموت أمام عيني . جون يموت . صديقاي اختفيا و لا أعرف عنهما شيئاً . ثم أضطر لقتل صديقي بيدي .
    و قلت لنفسي و الغضب و الحزن يتملكانني أنني لو رأيت المسئول عن هذا أنني سوف أهشم عنقه بيداي .
    نظرت إلي جيمس نظرة أخيرة . ثم أنزلت دمعةً أخري و رحلت






    رد مع اقتباس  

  3. #13  
    الفصل الثالث عشر :
    النجاة

    استيقظت في اليوم التالي . ثم نظرت حولي إلي الغرفة . و قمت من مكاني و قررت أن أخرج لإكمال البحث عن المدينة
    في الواقع كنت مازلت قلقاً من موضوع المدينة هذا حتي الآن بسبب ما قاله جيمس عنها . لنني مع ذلك لم أستطع قطع أملي من أن تكون هذه المدينة هي ملاذي لكنني كنت أفكر في شئ آخر . في هذه الطائرة التي رأيتها . تري من أرسلها . هل هي من وحدات الجيش . أم أنها تابعة للمدينة ؟ . في الواقع لا أدري . لكن لو أنها تابعة للمدينة فمعني هذا أن المدينة حقيقية و ليست كذبة .
    بدأت أبعد ما وضعته لسد الباب . و هنا وجدت شخصاً ما يدق بقوة علي الباب . هل هو مسخ ؟ لا أعرف و لن يمكنني أن أعرف سوي بفتح الباب و رؤية ما خلفه . و لو أنه كان مسخاً فربما أصاب لكنه لو كان بشرياً فهذا جيد . لكنني لا أستطيع إطلاق النار . فلو أطلقت عليه رصاصة و اكتشفت أنه إنسان فسأحمل ذنب قتله . ماذا أفعل إذاً ؟ . هكذا أبعدت آخر شئ وضعته لسد الباب . هنا اندفع مسخ ما من وراءه . صرخت و أطلقت النار بسرعة لكن الطلقة أخطئته و أصابت الحائط . فركلته مسرعاً و أطلقت عليه طلقة أخري ، فسقط ميتاً . خرجت بعدها من الغرفة و وجدت غرفة معيشة هذا البيت مليئة بالجثث بها 3 علي الأقل . يبدو أنها جثث العائلة البائسة التي كانت تسكن هنا . من الغريب أنني لم ألحظ هذا أمس علي الإطلاق . يبدو أن الغضب و الخوف تملكاني لدرجة أنني لم ألحظ هذه الجثث و أنا أدخل هنا علي الإطلاق لكن . لحظة واحدة . كيف قتل هؤلاء ؟ . حينما جئت كان الباب سليماً . يبدو أن هذه الوحوش قادرة كذلك علي تسلق المباني إذن . و أكد أفكاري هذه رؤيتي لزجاج نافذة مكسور علي الأرض جميل هذا ما ينقصني
    خرجت من البيت ثم من البناية ذاتها و بدأت أسير . أتمني لو وجدت إنساناً حياً . هل ماتو كلهم فجأة هكذا ؟ هكذا أكملت سيري . حتي وصلت إلي شارع ملئ بالمتاجر . لكنه كان مدمراً و به حرائق صغيرة من الغريب أن هذا الشارع يبدو مألوفاً إلي حد ما . هل يمكن أن أكون رأيته قبلاً ؟ لا أدري . و فجأة وجدت لساناً يلتف حول قدمي و يجذبني بقوة . فسقط علي الأرض أخرجت سكيني من حزامي – كنت أضعها فيه كالقراصنة – و قطعت لسانه بسرعة و قمت من مكاني و أمسكت مسدسي الذي سقط مني و أطلقت عليه النار في منتصف جبهته . فسقط ميتاً . نظرت له . و شعرت أن وجهه مألوف لي إلي حد ما . لحظة واحدة . هذا هو المذيع الذي رأيته في نشرة الأخبار ! . لم يمت إذاً بل تحول و عرفت لماذا بدا لي الشارع مألوفاً . إنه الشارع الذي كان يذيع النشرة منه .
    أكملت سيري . في الواقع أنا لا أعرف كيف سأجد المدينة . هل سأجد نفسي فجأة أمام لافتة مكتوب عليها : " مرحباً بكم في (ذا سيف فورت) " مثلاً . لا أدري لكن هذا يبدو إحتمالاً مستحيلاً .
    هنا سمعت صوتاً ما إنه يبدو أقرب لصوت موتوسيكل . أجل ! إنه كذلك فعلاً موتوسيكل يركبه أحد هذه المسوخ أطلقت عليه النار و هو يقترب . فسقط أرضاً اقتربت من الموتوسيكل . لأجد أن المفتاح فيه . رائع ! لن أحتاج للبحث عن سيارة سوف أركب هذا و أتنقل به .هكذا ركبت الموتوسيكل و انطلقت به .
    بعد قليل وصلت إلي أحد الشوارع الملئ بالبنايات السكنية . لكن هناك مشهداً جعلني أتوقف . كان أحد هذه المسوخ . كان يشبه كثيراً الذي رأيته في المستشفي . و له ذات اللسان الذي يخرجه و يدخله . كان يقف أمام بناية بها 12 طابقاً تقريباً و في اللحظة التالية فعل أغرب شئ يمكن توقعه قفز و تمسك بأحد الحواف البارزة للبناية ثم أخرج لسانه و تمسك به في أحد الحواف البارزة في الطابق السادس ثم ترك الذي كان يتمسك به و قفز معتمداً علي لسانه إلي الطابق السادس !!! . وصل إليه في أقل من 30 ثانية !
    نظرة كانت كافية لأري هذا المشهد . و نظرة أخري كانت كافية لأعرف لما كان يصعد . كان يصعد لأن هناك امرأة صارخة فوق سطح البناية . يبدو أنها رأته . و هو كذلك رآها و اعتبرها وجبة إفطار رائعة !
    في اللحظة التالية قفز بنفس الطريقة إلي الطابق الأخير . لكنه لم يصعد فوقه بل ظل متشبثاً بالحواف البارزة للبناية . هنا استعدت لضربه و أحكمت تصويبي لكنني رأيت مشهداً جعلني متجمداً في مكاني . لقد أخرج لسانه ثم مده بشدة حتي توقعت أن ينقطع و أمسك بالمرأة من رقبتها و سحبها و أخذ يهزها و يحركها في الهواء أي أنه كان ممسكاً بها بلسانه فقط و يحركها في الهواء و كأنها يرفعها ببلدوزر مثلاً !
    و في اللحظة التالية سمعت صوت فرقعة فقرات عنقها من مكاني !! ياللكارثة انكسر عنقها لقد قتلها بلسانه فقط .
    هنا فقط وضعها فوق السطح و صعد فوقه و هنا كذلك أفرغت معدتي علي الأرض .
    صعدت بسرعة نحو هذا الشئ و ما إن وصلت حتي وجدته علي أرض السطح و أمامه الجثة و كان يفعل شيئاً ما لكن لا داعي للوصف كان المشهد مريعاً فعلاً . فأفرغت فيه طلقات المسدس حتي سقط ميتاً فابتعدت عن المكان في رعب و تقزز معاً .
    هبطت من فوق سطح هذا المبني و ابتعدت و ركبت الموتوسيكل و انطلقت بأقصي سرعتي . عبرت الشوارع لعدة دقائق ثم فجأة ، سمعت صوت سيارة قادمة من مكان ما خلفي فأوقفت الموتوسيكل و نظرت ورائي في حذر لأجد سيارتان تطارداني . و قد كانت هذه المسوخ هي التي تقودها كارثة !
    أخذت أسرع و سرت بأقصي ما عندي من سرعة لكن لا فائدة إنهم أسرع مني و سيصلون لي بسرعة . هنا قذف أحدهم شيئاً ما فاصطدم بيدي فصرخت ألماً مرحي ! بدأ الهجوم إذاً .
    وصلنا إلي شارع يمتلئ بالأزقة الضيقة علي جانبيه و حينما وجدت أنهم يقتربون مني أكثر دخلت إلي أحد الأزقة هرباً منهم . فتوقفت السيارتان و هبطت هذه المسوخ منها يبدو أنهم لم يلحظوا دخولي هنا فقط لم يجدوني أمامهم علي الطريق فهبطوا بحثاً عني .
    رائع ! لقد وضعوا أنفسهم في المصيدة . أخرجت زجاجة خمر و وضعت فيها خرقة قماشية و أشعلتها ثم ألقيتها فوقهم .
    أخذوا يصرخون . لكن هناك اثنان هربا من الحريق فأطلقت عليهما النار فسقطا ميتين .
    هكذا خرجت من مخبئي . و نظرت إلي الجثث المتفحمة . و هنا شعرت بشئ خشن يلتف حول رقبتي كان لسان أحد هذه الوحوش أاااااااااااه ! إنه مؤلم جداً أكثر بمراحل من المسخ الأخر الذي لف لسانه حول رقبتي قبلاً ياللكارثة يبدو أنه مثل ذلك الذي كسر رقبة المرأة هنا سمعت صوت طلقات ثم وجدت نفسي أتحرر فسقط علي الأرض و أخذت أعب الهواء في جرعات ضخمة و أشهق شهقات تشبه شهقات الغرقي
    و سمعت شخصاً يقول لي : " لما لم تتحرك يا رجل ؟ كاد هذا ال (.) يقتلك "
    نظرت فوجدت فتي زنجي البشرة كان يرتدي (سويتر) جلدياً أحمر اللون و سروالاً من الجينز . و كان له عينان واسعتان جداً سوداوان و كان يصفف شعره علي طريقة المصارع كوفي كنجستون لو أنك تعرفه .
    قلت و أنا أشهق بقوة : " هآااه ! إنه قوي جداً أنت لم تجربه "
    قال : " حسناً "
    ثم مد لي يده ليساعدني علي الوقوف فنهضت و قلت له : " ما اسمك ؟ "
    قال : " مايكل ريد لكنني أكره هذا الاسم أفضل أن تناديني مايكي "
    قلت : " حسناً مايكي اسمي جاك ريكمان "
    قال : " ماذا تفعل هنا يا رجل ؟ أتبحث عن تلك المدينة اللعينة ؟ "
    قلت : " أجل . لكن لا فائدة "
    قال : " و لا أنا يا رجل . إنها مدينة لعينة "
    قلت له : " هل تعرف أي معلومات عنها ؟ في الواقع لقد شككت أنا و أحد أصدقائي في أمر هذه المدينة من الأساس "
    قال : " لا أدري يا رجل قد لا تكون حقيقية بالفعل . "
    هكذا سرنا معاً هنا سمعنا أصواتاً لموتوسيكلات قادمة ياللكارثة ! إنها موتوسيكلات بالفعل لكنها كثيرة جداً أخذ مايكي يصيح و هو يطلق النيران من بندقيته : " اللعنة ! اهرب يا جاك "
    لكنني وقفت أطلق النار و أحاول مساعدته . هنا أخرج أحدهم ذلك اللسان الطويل و لفه حول قدم مايكي فسقط أرضاً و كان الموتوسيكل يسير كذلك أي أنه يجره بالمعني الحرفي للكلمة كان مايكي يصرخ ألماً فأطلقت النار بسرعة علي لسان الوحش فتحرر مايكي أخيراً لكنه أخذ يتدحرج قليلاً علي الأرض الأسفلتية بفعل القصور الذاتي ثم توقف أخيراً و نهض و أخذ يركض نحو بناية قريبة قائلاً : " تعال ورائي "
    فركضت أنا كذلك و صعد مايكي سلالم البناية جرياً و صعدت وراءه و كان يقول و هو يلهث : " لن يتمكن أحدهم من الصعود ورائنا بالموتوسيكل "
    قلت : " لكنهم سيصعدون من دونه "
    قال و كنا قد وصلنا للسطح فجلس علي الأرض و جلست أنا كذلك : " ستكون محاربتهم أسهل "
    أخذنا نلهث من المجهود و قال : " يا لهم من (.) يا رجل "
    هنا وجدت موتوسكيلاً يقتحم السطح ! صاح مايكي : " المجانين صعدوا بالموتوسيكلات "
    فأخذنا نطلق النيران بضراوة علي الموتوسيكلات إنهم مجانين فعلاً يصعدون فوق سلالم بناية كهذه بالموتوسيكلات أي جنون !
    أخيراً انتهوا فسقطنا علي الأرض تعباً .
    ارتحنا قليلاً و في أثناء راحتنا حكيت لمايكي علي كل ما حدث لي منذ خروجي من القرية حتي لقاءه و من الغريب أنه أصيب بالحزن حين قلت له عن موت جيمس و كأنه يعرفه منذ دهور .
    ثم هبطنا من فوق سطح البناية هنا صاح مايكي : " طائرة ! إنها قريبة "
    فأخذنا نصيح و نلوح بأيدينا لها و هنا بدأت تقترب أجل ! لقد رأونا سوف ننجو
    توقفت الطائرة عن الحركة فوقنا بالضبط و أنزلت السلالم فصعدنا أخيراً . هذا رائع
    دخلت إلي الطائرة أنا و مايكي و جلسنا كانت الطائرة تشبه تلك الطائرات العسكرية التي أراها في الأفلام هل رأيت فيلم The Incredible hulk ؟ هل رأيت الطائرة التي نقلت بروس في نهاية الفيلم ؟ كانت هذه تشبهها تماماً و بداخلها كان هناك جنود يرتدون ملابساً تشبه ملابس السوات السوداء تلك .
    ما إن جلسنا حتي قلت : " إلي أين نحن ذاهبون ؟ "
    قال الجندي الذي كان جالساً أمامي : " إلي (ذا سيف فورت) طبعاً هل هذا سؤال ؟ "
    قلت : " جميل و أين تقع تلك المدينة بالضبط ؟ "
    قال : " علي حدود أريزونا "
    قلت له : " ماذا؟! لقد قالوا في التلفاز أنـ. "
    قال لي مقاطعاً : " أجل أجل أعرف ذلك المذيع الذي قتل و هو يذيع النشرة إنه أحمق كان من المفترض أن يقول أن هناك دوريات بحث توصل الناس إلي المدينة في كاليفورنيا و عدة ولايات أخري لكن يبدو أنه أحمق "
    فكرت أن هذا يفسر كل شكوك جيمس أو معظمها لكن هذا لم يفسر سبب بنائها مبكراً و سرعة بنائها
    فسألته عن هذا فقال : " هذا سيفسره لك البروفيسور ركس أندرسون "
    بعد هذا حكيت لمن كانوا في الطائرة عما حدث معي لأن أحدهم سألني . و بعد أن انتهيت قال أحدهم : " هل تمزح ؟ . فعلت كل هذا ؟ لابد أن البروفيسور هو من سيطلب مقابلتك . "
    قلت له : " بالمناسبة من هو البروفيسور أصلاً ؟ "
    قال : " هو سيقول لك كذلك ! "
    و هنا كنا قد اقتربنا من الوصول . إلي النجاة إلي الأمل إلي الحياة إلي (ذا سيف فورت) .








    رد مع اقتباس  

  4. #14  
    الفصل الثاني عشر :
    وحدي !

    خرجت من المستشفي . ثم نظرت إلي الباب متذكراً جيمس . و فكرت فيما قاله عن (ذا سيف فورت) كنت أحاول أن أقرر هل سوف أقوم بالهرب للمكسيك فعلاً كما كان جيمس ينوي . أم ماذا سأفعل بالضبط و بعد القليل من التفكير حسمت أمري سأكمل البحث عن (ذا سيف فورت) لعدة أسباب . أولها هو إحساسي بأن كلام جيمس ليس صحيحاً . و ثانيها هو أنني لا أضمن أنني سأستطيع الوصول إلي المكسيك سالماً . و لا أدري هل سأتمكن من التعامل مع شرطة الحدود هناك أصلاً . دعك من أنني لا أتحدث الأسبانية . هكذا سيكون موقفاً رائعاً و أنا أحاول التفاهم مع الشرطي الغاضب الذي يسألني بالأسبانية عن شئ لا أفهمه . و أنا أرد عليه بالإنجليزية بكلام لا يفهمه كذلك . سوف يكون موقفاً ممتازاً !
    هكذا حسمت أمري . و قررت ركوب السيارة . لم أكن أنوي التنقل في وسط هذه المدينة المرعبة – أعني التي صارت مرعبة – علي قدماي . الاحتمال الذي يقلقني هو أن يطاردني أحد هذه المسوخ راكباً سيارةً هو الآخر كيف سأطلق عليه النار و أنا أقود ؟ . و تقدمت نحو السيارة قليلاً . هنا ظهر شئ ما قادم من خلف السيارة . كان كلباً آخر مصاباً بالوباء . لكنه لم يكن طبيعياً . أعني لم يكن يشبه الكلاب الأخري التي رأيتها سابقاً كان مشوهاً بشدة عن الكلاب الأخري . و كان يملك لساناً طويلاً يخرجه و يدخله كذلك المسخ الغريب الذي رأيته هناك في المستشفي . و كان له أظافر طويلة جداً أقرب للمخالب و كانت تبدو حادةً جداً دعك من أسنانه الطويلة و أنيابه الشبيهة بأنياب دراكولا في أفلام هامر القديمة .
    أطلقت عليه النار . فكان رد فعله هو زمجرة شديدة ثم قفز نحوي . لحسن الحظ ابتعدت في اللحظة الأخيرة و أطلقت عليه طلقة أخري لكنها لم تؤثر فيه إطلاقاً ياللكارثة ! . إنه مثل الآخر لكنه أقوي منه كذلك ابتعدت عنه جرياً لكنه كان سريعاً جداً . و أخرج لسانه و عرقلني أثناء جري فسقطت علي ظهري . فقط ليقفز فوقي ! فركلته بقوة فابتعد عني . فأطلقت طلقةً في رأسه . لكن لا فائدة . يبدو أنه لا يشعر بشئ . أخذت أطلق النار عليه كالمجنون حتي أصيب بطلقة أردته قتيلاً . ما هذا الشئ ؟ . يبدو أنهم يتطورون أكثر فأكثر . لا أدري هل ستأتي اللحظة السوداء التي أكتشف فيها أنهم لا يموتون ؟ . سوف تكون تلك كارثة بأي مقياس . و إذا حدث هذا فأنا ميت لا محالة
    عدت نحو السيارة . لأجد أحد هذه المسوخ – كان من المسوخ العادية أي ليس كالكلب و من يملكون اللسان الطويل – يمسك بشئ أقرب لمضرب كرة القاعدة و يحاول تهشيم السيارة . فأطلقت عليه طلقةً فسقط ميتاً . ركبت السيارة و انطلقت هنا وجدت شيئاً ما في السماء . إنها طائرة هيليكوبتر .
    كانت تطير بعيدة إلي حد ما فهبطت من السيارة و أخذت أصيح و ألوح بيداي : " أنها هنااااااا ! أنااا هنا . أيها الحمقي . أنا هنا ! "
    لكنها توقفت عن الحركة في مكان بعيد عني . و لم أعرف لما توقفت فقد كان هناك مبني يحجب عني رؤية الأرض . و أخرج شخص ما سلماً من هذه السلالم المكونة من الحبال التي نراها في الأفلام . ثم صعد عليها ثلاثة أشخاص لم أتبين شيئاً لأن الطائرة كانت بعيدة . ثم دخلوا من باب الطائرة . ثم ابتعدت الطائرة عني تماماً
    دمعت عيناي غيظاً . لما لم يرني هؤلاء الحمقي . أضف إلي هذا أن ثلاثة قد نجوا . أعترف أن هذا أثار حسدي لكن من الذي لم يكن ليفعل هذا لو أنه مكاني ؟
    عدت للسيارة و بدأت الحركة فقط لأجدها تتوقف بعد عدة أمتار محدثة صوتاً مثيراً للشفقة . اللعنة ! نفذ الوقود . ماذا سأفعل الآن ؟ . لا أدري
    هكذا ترجلت و بدأت السير علي قدماي . كنت قلقاً من هذا الأمر . لا أحب هذا كثيراً . هنا قفز شئ ما نحوي من فوق بناية قريبة منخفضة هنا و لدهشتي الشديدة . وجدته قرداً ! أجل كان قرداً من نوع الشمبانزي . لكن الشئ الرائع أنه كان مصاباً . كان مشوهاً ذا مخالب طوية . لكن لسانه لم يكن مثل لسان هذه المسوخ الأخري . بل كان متفرعاً إلي ثلاثة فروع حتي بدا أقرب لشوكة ثلاثية . مثل العصا الثلاثية التي يحملها ذلك الإله الإغريقي الذي لا أذكر اسمه . ربما بوسيدون أو شئ كهذا .
    كان مرعباً فعلاً يبدو أنه هارب من حديقة حيوان ما في كاليفورنيا . أطلقت عليه النار و أنا أعلم أنه غالباً لن يموت بهذه السهولة . لكنه سقط أرضاً . ثم قام ثانيةً و قفز قفزة واسعةً نحوي . أطلقت النار بسرعة و هو في الهواء . لم أدرك أنني أملك سرعة رد فعل كبيرة كهذه . فقذفته طلقتي أرضاً . لكنه قام مرةً أخري . أطلقت عليه ثلاث طلقات أخري أردته قتيلاً علي الفور
    جميل . إذن هذا الوباء ينتقل للكثير من الحيوانات . ليس الكلاب فقط و تخيلت ماذا قد يحدث لو أن أسداً هرب . ثم قرر أحد هذه المسوخ أن السيد أسد لذيذ الطعم و قرر التهامه ! سيكون هذا جميلاً . يقتله الأسد ثم يتحول سوف تكون مقابلةً ممتعة مع الأسد .
    كارثة ! هذا أقل ما يمكن قوله ابتعدت عن هذا المكان . ثم قررت أن أذهب لمكان ما للنوم . و في الواقع لم يكن هناك خيارات كثيرة . فأنا بدون سيارة . و لن أستطيع تشغيل واحدة كما فعل جيمس هكذا دخلت أحد البنايات القريبة . و أطلقت النار علي باب أحد البيوت . فكسر القفل و دخلت . ثم فكرت أنني غبي . سوف يدخل أي من هذه المسوخ علي بسهولة . و سوف يتمتع بوجبة عشاء ممتازة .
    فدخلت إلي أحد الغرف . و أغلقت بابها ثم سددته بكل ما استطعت و جلست هناك آكل . و أفكر في هذا الذي يحدث كيف أصيب جيمس بالعدوي . و لم أصب أنا . رغم أن هذه المسوخ عضتني قبلاً . تري ما هو المختلف . هل أنا محصن ضده مثلاً . و أكون أنا المختار الذي سينقذ الناس بدمه كالأفلام . أم ماذا بالضبط ؟ .
    قررت أن أنام قليلاً و نمت قابضاً علي المسدس في مكاني علي الأرض . خائفاً غاضباً
    .






    رد مع اقتباس  

  5. #15  
    الفصل الرابع عشر :
    (ذا سيف فورت)
    بعد حوالي الساعة إلا الربع من الجلوس في الطائرة و الثرثرة مع الجنود الجالسين معنا قال أحدهم : " المدينة أمامنا استعدوا للهبوط "
    نظرت أنا و مايكي بسرعة من النافذة و رأينا المدينة لأول مرة كانت المدينة هي عبارة عن جزء كبير جداً من الأرض محاطاً بأسوار عالية جداً و حولها سور آخر كبير عبارة عن أسلاك شائكة أراهن أن هناك حقل كهرباء كذلك حتي يضمنون عدم وصول أي من هذه المسوخ للمدينة
    كانت المدينة مليئة بالمباني بالطبع هذه مباني يعيش فيها الناجون حالياً و اقتربت الطائرة من مبني عليه علامة h علامة هبوط الهيليكوبتر كما أراها بالأفلام و هبطت الطائرة بهدوء يبدو أن هذا الطيار محترف . فنحن لم نعاني مشاكلاً علي الإطلاق أثناء الرحلة خرجنا من الطائرة و كان هناك ثلاثة رجال يرتدون ثياب الجنود فوق سطح المبني و رجلين يرتديان ملابساً عادية يغطيها معطف أبيض كمعاطف الأطباء و صاح الجنود : " لا تتحركوا حتي نفحصكم " أي فحص ؟ أعتقد أنه غالباً فحص لمعرفة المصابين السؤال هنا هو ماذا يحدث للمصابين ؟ .
    أخرج أحد الرجلين ذوي المعاطف جهازاً غريباً كان يشبه إلي حد ما جهاز قياس الضغط الرقمي و لكن هذا كان أكبر حجماً و به فتحة و قال : " هيا ليتقدم الناجون " فتقدمت أنا و مايكي فأخرج الرجل الثاني حقنة و قال لي : " مد ذراعك " فأعطيت له ذراعي و أغمضت عيني و هو يسحب العينة و هنا أعترف اعترافاً بسيطاً مازلت أخاف الحقن حتي هذه اللحظة !
    ثم سحب العينة و وضعها في أنبوب صغير و دفعه عبر الفتحة في الجهاز ثم أطلق الجهاز ضوئاً أخصر من شاشة صغيرة فقال الرجل : " نظيف تقدم "
    فابتعدت و تقدم مايكي و قام الرجل باختبار مايكي هو الآخر ثم صاح : " نظيف "
    و هكذا تقدمنا بينما يقودنا أحد الجنود فسألته : " ماذا إذا كان هناك مصابين ؟ " أجابني ببساطة و كأنه يخبرني عن أحوال الطقس : " نقتلهم !! "
    قلت في غضب : " ماذا تعني ؟ "
    قال : " اهدأ يا أستاذ لا يوجد حل آخر لا نملك أي عقارات للعلاج "
    صمت و ابتلعت آرائي و لا أدري لماذا شعرت بالضيق فجأة بل و تمنيت الخروج من هنا كنت أعرف أنه لا يوجد حل فعلاً لكنني شعرت بأنهم يقتلون أبرياءاً كل ذنبهم أنهم لم يستطعوا الدفاع عن نفسهم
    اقتادنا الرجل للهبوط من البناية التي توقفنا فوقها و كانت مليئة بما يبدو مثل أبواب البيوت و قال لي الرجل أنها كذلك فعلاً و أن الناجين يعيشون فيها و كانت المدينة مليئة بهذه البنايات لكن كان هناك مبني آخر أقرب إلي فيلا من طابقين و كان أمامه الكثير من الحراسة سألت الرجل عنه فقال : " هنا يعيش الرئيس تم نقله هنا منذ بدأ الوباء "
    جميل حتي هنا يميزونه ثم لا أدري ما الداعي لحراسته هنا بالضبط ؟ قلت للرجل : " أين سنبقي نحن إذن ؟ "
    قال : " مع الناجيان الذان وصلا أمس كانا في كاليفورنيا مع شخص ثالث اسمهما علي ما أتذكر . جورج و آرثر !! "
    هنا صحت : " جورج مكفادين و آرثر نولان ؟ "
    قال : " أجل أظن أن هذه هي أسمائهم و كان معهم فتاة "
    لقد نجيا نجيا ! لا أصدق أنهما بخير بل و سأقيم معهما أنا و مايكي حمداً لله أنهما بخير
    أخيراً توقفنا مع الرجل أمام مبني فقال لنا : " هذا سيكون مكانكم "
    قلت : " لكن ألم تقل أنني سأقابل البروفيسور ؟ "
    قال : " لا علينا أن نسأله أولاً فقد رفض مقابلة الكثيرين لكن قد يوافق علي مقابلتك أنت بالذات لأنك إجتزت كل هذا "
    صعدنا إلي المبني و توقفنا أمام باب مكتوب عليه : " غرفة 9001 " و فتحها و قال : " آرثر ، جورج لديكما رفيقان للغرفة "
    قال آرثر : " من همـ." و صمت فجأة و هو ينظر لي غير مصدق و كذلك جورج ثم ابتسما ابتسامةً واسعة و قفزا نحوي صائحين : " صديقنا ! " و احتضنني الاثنان معاً فصحت : " أين كنتما أيها العزيزان ؟! "
    و بعد العناق و الترحيب الحار عرفتهم بمايكي ، بينما انصرف الجندي الذي أوصلني للغرفة نظرت للغرفة حولي كانت ضيقة بعض الشئ بها سريرين كل منها من دورين أي أنها تكفي لأربعة أفراد و في ركن الغرفة كان هناك رفوف مثبتة في الحائط يمكن وضع الكتب أو أي شئ له سطح مستوي عليها و خزانة لحفظ الملابس
    قلت لآرثر : " أين ذهبتما بالضبط ؟ "
    قال : " بعد أن صعدت أنت و جيمس إلي الطابق العلوي من المول اقتحم المول عشرات المسوخ و كادت ذخيرتنا أن تنفذ و كان المسوخ أمامنا و باب المول الخلفي ورائنا فهربنا و أخذنا نركض ثم سمعنا صوت انفجار من المول لقد كنا موقنين بموتك أنت و جيمس "
    قال جورج : " ماذا حدث لك أنت و جيمس إذن ؟ "
    فنظرت للأرض و لم أعلق
    قال جورج : " ما الأمر ؟ "
    ترقرقت الدموع في عيناي و حكيت لهما عما حدث لجيمس فبكي جورج و صاح آرثر : " لا يمكن . أنت تمزح "
    فقلت : " أتمني لو كنت كذلك "
    هنا انفجر آرثر كذلك جميعنا كنا نحب جيمس كثيراً .
    أخذ مايكي يهدأ من روعنا قائلاً تلك العبارات التي تقال في تلك المناسبات : " كلنا سنموت لا يفيد البكاء علي اللبن المسكوب " إلخ
    أخيراً هدأنا و جلسنا صامتين قليلاً ثم قال جورج : " هذه المدينة غريبة هل تصدق أن بها فروعاً لمطاعم شهيرة ؟! "
    ابتسمت للفكرة و قلت : " كم تسع المدينة إذن ؟ "
    قال جورج : " هناك 1500 مبني هنا . كل مبني يتكون من 5 طوابق و الطابق به غرفتان تسع كل منها لأربع أشخاص "
    قلت : " أي أنها تسع "
    فقال مايكي بسرعة : " أي أنها تسع ل 60000 شخص ، أنا بارع في الرياضيات "
    قلت : " أشعر أنه عدد ضئيل جداً "
    قال : " علي الأقل سينجو البعض "
    و هكذا جلسنا نتحدث و أخبرتهم أنني من المحتمل أن أقابل ذلك البروفيسور الذي لا أعرف من هو و لا ما هي سلطته هنا
    قال مايكي : " لكنه من المحتمل أن يملك تفسيراً لما يجري "
    قلت : " ربما . "
    أخلدنا بعد هذا بساعة للنوم لكنه كان نوماً أفضل من نوم كل أيام البحث إياها علي الأقل نحن هنا أكثر أماناً .






    رد مع اقتباس  

  6. #16  
    الفصل الخامس عشر :
    كشف الأوراق


    إستيقظنا في الصباح التالي علي صوت طرقات علي باب غرفتنا فقام جورج و فتح الباب فوجدنا جندياً من هؤلاء الجنود و قال : " صباح الخير لكم جميعاً إنه موعد الإفطار "
    فقال جورج : " صباح الخير يا ستيف سوف نهبط لتناول الإفطار بعد قليل "
    فقال الجندي الذي عرفنا أن اسمه ستيف : " حسناً يا سيدي . " و انصرف و ما إن أغلق جورج الباب خلفه حتي قلت : " من الجيد أنك قلت له أننا سنهبط لأنني أريد التجوال في هذا المكان قليلاً "
    قال جورج : " أنا كنت أتوقع هذا لذا فقد قلت له هذا "
    ثم فتح جورج خزانة الملابس قائلاً : " هناك ثلاثة أطقم لا تناسبني " ثم قذف لي بقميص و سروال و قال مكملاً : " أرجو أن يناسبوك أنت و مايكي " ثم قذف لمايكي بواحد آخر
    قال آرثر : " يمكنكم تغييير ملابسكم و الاستحمام في هذا الحمام الصغير "
    و كان يشير نحو باب صغير في ركن الغرفة من الغريب أنني لم ألحظ هذا الباب بالأمس
    فدخلت و استحممت يا له من شعور رائع و منعش ! و لاحظت و أنا أستحم أن موضع العضة إياها ترك أثراً واضحاً
    ارتديت الملابس ، و قد كانت مناسبة لي تماماً و هكذا خرجت فدخل مايكي و استحم بدوره ثم خرجنا نحن الأربعة و تجولنا في المدينة كانت تبدو شاسعةً و مترامية الأطراف و بالفعل في منطقة قريبة وجدنا بضع مطاعم و كان بجوارها مبني عليه لافتة كبيرة كتب عليها : ( سكن الجنود ) .
    هكذا دخلنا أحد المطاعم كان من الواضح أنهم قد جعلوا هناك مطاعماً بهذا الشكل ليشعرونا بالألفة انتقينا أحد الطاولات و جلسنا عليها و حكيت لجورج و آرثر علي كل ما حدث معي بينما قالوا لي هم عما حدث معهم كذلك و أخبروني أنهم وصلوا للجزء الشاطئي من كاليفورنيا و أنهم احتموا بإحدي المحلات الصغيرة و قد وجدوا صاحبته فيه محتمية من هذه المسوخ أيضاً و قال آرثر : " لقد جئنا هنا مع إحدي الطائرات و كانت هي معنا "
    قال جورج مبتسماً بخبث : " لقد كانت حسناء لكن الوقت لم يسمح بشئ علي أي حال ! " فضحكنا نحن الثلاثة
    ثم جاء رجل ما و وقف بجانب طاولتنا و قال : " طلباتكم "
    فنظرت له و هنا – و لدهتشتي الشدية – وجدته جندياً فقلت : " ماذا تفعل هنا ؟ "
    فقال : " نحن مضطرون لهذا فلدينا نقص في العمالة كما تري و قد تطوع بعض الرجال و النساء للقيام بدور الطباخين المهم ، ماذا تطلبون ؟ "
    فأدلينا بطلباتنا و أنهينا الإفطار و خرجنا من المطعم
    هنا استوقفنا جنديان و قال أولهما في صرامة : " البروفيسور يريد مقابلتك ! " فقلت في دهشة و توجس معاً : " ماذا ؟! "
    لم ينبس أحدهما ببنت شفة بل اقتاداني إلي مبني سكن الجنود و ركبنا المصعد و اختار الرجل الذي أخبرني أن البروفيسور يريدني الدور الأخير
    توقف المصعد أخيراً فخرجنا منه و وجدت باباً عليه لافتة مكتوب عليها : " البروفيسور "
    فطرق أحدهم الباب بهدوء فسمعت صوتاً من الداخل يقول : " تفضل "
    دخلنا لأجد شخصاً واقفاً معطياً ظهره لنا فقال الجندي الثاني و هو يؤدي التحية العسكرية : " جاك ريكمان يا سيدي الذي أخبرك زميلي عنه "
    التفت الرجل لنا كان رجلاً أشيب الشعر يبدو في الستين أو السبعين من عمره و كان له لحية و شارب أبيضين أنيقين و كان يرتدي حلة بسيطة و قال في هدوء بصوت ذكرني إلي حد ما بصوت جاندولف في فيلم The Lord Of The Rings . : " اتركاه و اخرجا "
    فخرج الاثنان ، و قال الرجل مرة أخري بأسلوبه الهادئ : " أنا بروفيسور ركس أندرسون " .
    قلت : " عرفت أنك البروفيسور ، لكني لم أعرف اسمك "
    قال : " أنت إذن جاك ريكمان الذي قالوا عنه كنت تريد مقابلتي ، أليس كذلك ؟ "
    قلت : " أجل و قالوا لي أنك ترفض مقابلة أحد "
    قال : " صحيح لكنك حالة خاصة في الواقع إذا فكرت في كل ما فعلته "
    قلت : " حسناً يا سيدي ماذا كنت تريد مني ؟ "
    قال : " اجلس أولاً لنتحدث " ثم جذب مقعداً و جلس عليه قائلاً :" احضر لنفسك مقعداً تجلس "
    فسحبت مقعداً كان أمام طاولة تشبه طاولات الإجتماعات و جلست أمامه فقال : " أريدك أن تحكي لي كل ما حدث معك "
    فقلت : " ألم يحكه لك ذلك الرجل الذي أخبرك عني ؟ "
    فقال : " أجل لكنني أريد أن أسمع منك أنت "
    قلت : " لن أحكي شيئاً قبل أن تفسر لي ما يحدث هنا و من أنت بالضبط ؟ "
    قال : " هذا حقك في الواقع حسناً كما قلت لك أنا بروفيسور ركس أندرسون أنا أعمل في مجال الجينات ، ربما سمعت عن تجارب الخريطة الجينية "
    قلت : " أجل قرأت عنها في مكان ما "
    قال : " أنا مِن مَن عملوا في هذا المشروع و النتائج كانت مثمرة ، لكننا أوقفنا المشروع و لهذا قصة و هي مرتبطة بموضوع الوباء ! "
    توجست و فكرت في شئ ما لكنني لم أظهر هذا علي ملامحي و قلت مدعياً الغباء : " ماذا تعني بالضبط ؟ "
    قال : " أنا مخترع المصل الذي سبب هذا الوباء !! "
    تجمدت في مكاني للحظات و نظرت له ، و بدأ الغضب يتملكني ثم قمت من مكاني صارخاً : " أيها الـ() " و أطلقت سبة بذيئة لم أتوقع أن تصدر مني و بدأت أحاول ضربه و أنا أفكر أنه المسئول عن كل ما حدث لي و لأصدقائي ، بل و للبلاد كلها
    هنا دخل الجنديان اللذان اقتاداني لهنا و أمسكا بي آااااااه ! إنهما قويان جداً التعامل مع هذه القوة مستحيل "

    قال البروفيسور في هدوء : " اتركاه "
    ثم نظر لي و قال : " لا تحاول أن تفعل هذا فأنت تعرف أنهما قد يقتلانك لو لزم الأمر "
    نظرت له في غيظ ، ثم لهما ، و بدأت أحتسب موزاين القوة في عقلي و فكرت في أن كلامه صحيح و أنني لن أتفوق عليهما بأي حال فجلست علي الكرسي مرة ً أخري و قلت : " أنا أود أن أعرف تفسير ما يحدث و ليس أكثر "
    قال : " حسناً سوف أخبرك بكل شئ لكنني أريد منك خدمة "
    نظرت له في غضب و قلت : " لن أنفذ خدمة للشخص الذي كان السبب في موت أصدقائي و حلول كارثة بدولتي "
    قال : " ربما أنت ترفض الآن لكنني سأعرض عليك الأمر بعد أن أنهي القصة و أعتقد أنك ستوافق "
    قلت في تهكم : " لا يوجد ما يدفعني لذلك "
    قال : " حسناً كما تري ، لكنني سوف أحكي لك كل شئ "
    ***
    قال البروفيسور : " حينما تخرجت من كلية العلوم ، كنت شاباً مفعماً بالآمال و بالأفكار الجنونية من ضمن هذه الأفكار فكرة راودتني كثيراً و أنا في بدأ دراستي فكرة أن يستطيع الإنسان أن يتحكم بالجينات و يلغي احتمالية الأمراض و الجروح ، و أي أذي قد يلحق بالجسد البشري و كان سبب هذا أنه حدثت كارثة في مدينتي حريق هائل التهم عدداً من المنازل ، و قد رأيت من أصابته النار و هم يعانون و يصرخون و يتألمون و ترك هذا الحادث ندباً لا يلتأم في روحي و هذا هو ما بدأ فكرتي بعد دراستي للجينات و ما إلي ذلك و قد شاركني في أفكاري هذه صديقي الفرنسي الذي كان يدرس في الولايات موريس ريمون و هو طبيب كبير و ما إن تخرجنا حتي بدأنا العمل معاً علي هذا المشروع و بدأنا نحقق نتائج لا بأس بها و لكن أبحاثنا توقفت عند طريق مسدود و ظننا أن الأمر انتهي و حزنا فترةً طويلة بسبب هذا الأمر و عاد ريمون لبلاده ثم اكتشف شخص ما بعده بأعوام ذلك الاكتشاف الثوري : ( الخريطة الجينية ) و عرفت أنه عن طريق التحكم بها تستطيع أن تفعل ما يحلو لك في الجسد و اتصلت بريمون فوراً و أخبرته عن الأمر ، فقط ليصل في اليوم التالي علي أول طائرة كانت متجهة للولايات و بدأنا العمل فوراً علي مشروعنا و حلمنا القديم و رغم أن أعواماً كانت قد مرت علي الفشل السابق إلا أننا كنا نعمل بنفس الحماس و كأننا بدأنا المشروع للتو و نجحنا نجاحاً باهراً في جعل الجسد أقوي ضد الرصاص و الجروح "
    قاطعته قائلاً : " ما علاقة هذا بالوباء ؟ "
    قال : " من فضلك استمع دون مقاطعة حتي أشرح لك "
    فصمت علي مضض بينما أكمل هو حديثه : " تسربت تلك الأبحاث بطريقة ما إلي الحكومة الأمريكية ، فنحن كنا نعمل بتمويل من جامعتنا و من الواضح أن الحكومة الأمريكية عرفت بسبب هذا و في يوم جاء مندوب عن الجيش الأمريكي لنا في المعمل ، و أخبرنا أنهم يريدون استغلال نجاح مشروعنا في تقوية الجيش في الواقع رفضنا في بدأ الأمر لكن الرجل أعطي لكل منا شيكاً غير مدون عليه مبلغ محدد واحد باسمي و واحد باسم ريمون ، و قال أنهم مستعدين للدفع حتي 5 مليارات ! هذا غير تمويل المشروع طبعاً حب المال أعماني تماماً عن المتاعب التي قد تأتي من وراء هذا و وافقت علي العمل في المشروع و طبعاً تم شراء صمت الجامعة عن المشروع بالمال و وصلنا للمختبرات العسكرية بأطلنطا ، و بدأنا العمل علي أن نجعل الوقاية ضد الطلقات متاحة للجنود دون استعمال السترات الواقية المكلفة لكنني فكرت أن انفاق كل هذه الأموال علي مشروع مثل هذا ، سيكون بالتأكيد أكثر تكليفاً من شراء السترات الواقية لكنهم كشفوا لنا طموحهم الحقيقي بعدها لقد كانوا يريدون ما هو أكثر من حماية الجندي الأمريكي كانوا يريدون الحماية و زيادة قوته و شراسته و جعله منيعاً بنسبة 50% علي الأقل ضد الطلقات تخيل جندياً شديد القوة و السرعة و قادر علي تسلق المباني و القتل بضربة أو اثنتين علي الأكثر و لا يموت من الطلقات فوراً ! سوف يكون جندياً أسطورياً بالطبع . و قد قبلت أنا بهذا بينما رفضه ريمون يبدو أنه تذكر أنه يفيد جيشاً ليس جيش وطنه و قد يستخدمون الأمر ضد بلاده و يكون هو سبباً في هذا "
    قلت : " و ماذا فعل ؟ "
    قال : " هرب طبعاً ، لكنهم وجدوه و قاموا بقتله ! "
    و ترقرقت دموع في عينيه عند هذا الجزء ثم أكمل قائلاً : " المهم قررت أن أكمل المشروع خوفاً من المصير الذي ينتظرني لو لم أطعهم و وصلت إلي أول مصل و قمنا بتجربته علي متطوع من الجيش و فوراً تحول إلي مسخ !! لم تكن هذه هي النتيجة التي توقعناها لقد انتظرنا زيادة القوة و المقاومة كما توقعنا من المصل لكنه صار مسخاً مشوهاً و أبلغت ذلك الرجل من الجيش بفشل المشروع و حكيت له عما حدث لكنه – لدهشتي الشديدة – قال لي : " من قال أنه فشل ؟ هذه النتيجة قد تكون أفضل من أي شئ أردناه ! " و شرح لي وجهة نظره في أنه من الأفضل صنع مسوخ قوية تستطيع القتل حتي بدون الأسلحة و أمرني بإيقاف المشروع و الأبحاث مؤقتاً حتي يعرض الأمر علي مجلس البنتاغون و قد تحمسوا للأمر بشدة و أمروني بإكمال الأبحاث حتي توصلنا لصنع 60 مسخاً و قمنا بدراسة حالتهم و أخذ عينات من دمهم بشكل دوري و وجدنا أن لون الدم يتغير إلي الأخضر تدريجياً و عرفنا أن هذا بسبب زوال صبغة الهيموجلوبين نتيجة مادة في نبات ( أوباناجيا ) و هو نبات ينمو في أفريقيا و تسميته مشتقة من كلمة شفاء باللغة السواحيلية حيث أننا عرفنا أن الأهالي يقومون باستعمال هذا النبات حينما يمرض أحدهم أو يجرح فيشفي بشكل أسرع فقمنا بتسميته بهذا الاسم و استعملناه ليكون المادة التي تزيد من نسبة شفاء الجروح و الأمراض مع مواد أخري ليستطيع المسخ مقاومة الطلقات ثم أوقفنا أبحاثنا عند هذا الجزء بع أن وصلتنا أوامر بهذا ثم قام ذلك الرجل مندوب الجيش بأمري ببدأ الأبحاث في شئ آخر صنع مسوخ أقوي و أكبر و تحمل صفاتاً حيوانية كذلك أي أنك قد تري في نهاية الأبحاث مسخاً يشبه المينوتور الشهير رفضت في البداية يكفيني كل الجنون الذي قمت به لكنه قال لي : " من حقك التام الرفض هل تذكر ريمون ؟ لقد اشتقت له كثيراً ! ألم تشتق له ؟ " كان التهديد في هذه الجملة واضحاً فاضطررت للقبول بإكمال الأبحاث و كان الناتج كائناً غريباً مرعباً و في يوم أسود كان هو اليوم الذي بدأ كل ما حدث كنا نضع المسوخ نتاج التجارب في غرف زجاجية مغلقة غير قابلة للفتح و نضع المسخ الذي نتج عن التجربة الثانية في طابق كامل وحده و كل هذا مغلق باستخدام أجهزة شديدة التعقيد تعتمد بالكامل علي الكهرباء و في يوم أربعاء أسود أربعاء الرماد كما قال إليوت حدث خلل ما في الأجهزة أدي إلي هروب المسوخ ال60 جميعهم ! و لكننا تمكنا من إصلاح الخلل قبل هرب الأخير و هو أقواهم لكننا أدركنا الورطة التي صرنا فيها لقد هربوا جميعاً و سوف ينقلون الوباء للناس و تحدث الكارثة و حاولنا السيطرة علي الوضع لكننا لم نستطع و أدركنا أننا انتهينا و هكذا بدأنا بإعداد المدينة لنقل الناس إليها ثم أعلنا عن موضوع المدينة في التلفاز و حدث كل مار رأيته بنفسك "
    صمت البروفيسور أخيراً و نظرت له و مئات الأسئلة تتلاحق علي لساني فلا أستطيع قول أحدها و في النهاية قلت : " أنت قلت أن ال 60 مسخاً هم من نقلوا الوباء فكيف لم أصب أنا به رغم تعرضي لعضة و أصيب جيمس صديقي بالوباء بعد أن أصيب بعضة ؟ هل أنا محصن ضد الوباء أم ماذا ؟ "
    قال : " هل من عضك كان له لسان طويل و مخالب طويلة ؟ "
    قلت : " لا "
    فقال : و ماذا عن من أصاب صديقك ؟ "
    قلت : " كان يملك ذلك اللسان و هل يشكل هذا فارقاً ؟ "
    قال : " بالطبع في البداية دعني أشرح لك مراحل الوباء حتي تفهمني الوباء له ثلاث مراحل المرحلة الأولي هي التشوه و الشراسة و فيها يتشوه المريض و يصير شديد الشراسة لكنه يكون ضعيفاً و لا يقدر علي نقل الوباء بينما الثانية يكون فيها المريض قادراً علي نقل الوباء و يملك ذلك اللسان و يصير أقوي قليلاً ضد الرصاص أما الثالثة و الأخيرة ففيها يكون المريض متشوهاً بشكل بشع و يخرج لسانه بدون توقف كالأفاعي كعادة دائمة و يصير أقوي ضد الرصاص و نسبة من يتمكنون من الوصول لهذه المرحلة نادرة جداً لسبب لا نعرفه فمن بين ال60 لم يصل سوي 3 لهذه المرحلة و بالطبع للحيوانات مراحل متشابهة و لهذا لم تصب لأن من عضك كان في المرحلة الأولي من الوباء بينما لسوء حظ صديقك عضه مسخ في المرحلة الثانية و لهذا أصيب "
    قلت : " حسناً لكن ماذا عن المدينة كيف قمتم ببناءها بهذه السرعة ؟ "
    قال : " أنت مخطئ نحن لم نبن المدينة في هذا الوقت القصير لكننا قمنا ببناءها أصلاً في السابق كمدينة بديلة عن مبني الأبحاث السابق الذي كنا ننوي نقل الأبحاث منه للمدينة لكن حدث ما حدث فقمنا بتحويل المدينة إلي مدينة نجاة كما تري "
    صمت قليلاً ثم قلت : " ماذا بعد هذا إذاً ؟ هل سنبقي هنا للأبد ؟ ألن تتخذوا خطواتاً إيجابية ؟ "
    قال : " في الواقع نحن نتخذ خطوتين و ليس واحدة نحن نحاول التوصل إلي عقار قادر علي قتل المسوخ و لا يؤثر علي البشر العاديين و الخطوة الأخري هي إرسال فرقة مدربة من الجنود لقتل المسخ الكبير و تدمير مبني الأبحاث السابق "
    قلت : " و ماذا بعد ؟ ماذا سنفعل ؟ "
    قال : " سوف نحاول إعادة الأمور لنصابها و بناء البلاد من جديد هذا صعب لكنه ليس مستحيلاً "
    قلت : " حسناً ما هي الخدمة إذاً ؟ "
    فقال : " يبدو أنك نسيت أنك لم تكن لتقوم بتنفيذ الخدمة لي "
    قلت : " أنا أود أنا أعرف فقط "
    فقال : " حسناً كنت أريد منك أن ترافق الفرقة التي ستذهب للمبني ! "
    قلت له : " هل جننت ؟! أنا أرافق فرقة مدربة متجهة لتدمير مبني به مسخ مرعب و شديد القوة علي حد قولك ؟ بعيداً عن أنني سأموت قبل أن أتمكن من الصراخ حين أقابل هذا الشئ فأنا لا أملك أي خبرة تتيح لي فعل هذا "
    قال : " بالمقارنة مع الجنود فأنت تملك خبرة عظيمة بالتعامل مع هذه المسوخ صدق أو لا تصدق هذه الفرق المدربة لم تتعامل مع المسوخ سوي من طائرات الهليكوبتر "
    قلت له في غضب : " فترشحني أنا الذي لا أملك أي خبرة ؟ "
    قال : " لا تملك خبرة ؟ هل تعلم أنك الوحيد الذي مر بكل ما مررت به في أثناء بحثك عن المدينة ؟ "
    قلت : " حتي هذا لا يؤهلني لأفعل ما تطلبه هذا هو الجنون بعينه "
    فقال : " أنت تخشي الموت رغم أنك قد تنقذ المئات من الموت إذا نجحت أنت و الفرقة و قد تكون أنت من سيسبب النجاح و مع ذلك ترفض بسبب خوفك علي نفسك "
    هذه المرة صحت في غضب جنوني : " أنت تسببت في موت الآلاف لأنك خشيت أن تقتل "






    رد مع اقتباس  

  7. #17  
    الفصل السادس عشر :


    إحدي عشر طابقاً


    خرجت من مبني سكن الجنود في غضب و اتجهت إلي المبني الذي نقيم فيه و صعدت لغرفتنا و ما إن طرقت الباب حتي فتح جورج ثم صاح : " جاك ! ماذا حدث بالضبط ؟ " فدخلت و جلست علي كرسي صغير وجدته في ركن الغرفة فكرر جورج سؤاله فصحت : " إنه وغد ! "
    قال آرثر : " اهدأ فقط و أخبرنا بما حدث "
    فحكيت لهم عن كل ما حدث في لقائي مع البروفيسور و ما إن انتهيت حتي وجدت نظراتاً غير مصدقة علي وجوههم ثم صاح آرثر : " هل تمزح ؟ أتعني أن سبب كل هذا هو الجيش الأمريكي ؟ لأنهم رغبوا في تقوية جنودهم قتلوا آلاف المواطنين ؟ "
    قال مايكي : " لو أنه أمامي الآن لقتلته ! "
    و ظللنا جالسين في صمت غاضب أو غضب صامت ثم حكيت لهم عما طلبه مني فقال آرثر : " يبدو أن هذا الرجل مجنون تماماً بعد كل هذا يريد منك خدماتاً ؟ "
    قلت : " هذا هو ما قاله "
    قال مايكي : " إنه مجنون "
    قلت : " أفكر في القبول ! "
    فصاح جورج : " هل تمزح يا جاك ؟ بعد كل هذا ؟ "
    قلت : " البروفيسور فعل كل هذا لأنه كان يخشي أن يقتل و أنا كذلك رفضت لأنني أخاف من الموت و لأنني أشعر بكره عارم للبروفيسور لكن لو قبلت فقد أكون السبب في إنقاذ الآلاف من الموت إذا هرب هذا الشئ "
    قال آرثر : " و قد لا تكون ! ماذا لو مت ؟ سوف يتحرر هذا الشئ و يموت الآلاف بل و الملايين كذلك "
    قلت : " الأمر لا يتوقف علي هناك فرقة مدربة ستكون معي أنا أفكر في فعل هذا لأثبت لنفسي أنني أفضل منه "
    قال جورج : " أنت أفضل منه دون أن تثبت لنفسك شيئاً أنت لم تكن لتفعل ما فعله تحت أي ظرف "
    لم أعلق علي كلامه و ظللنا جالسين في صمت طويل ثم كسر مايكي الصمت و بدأ يتحدث عن العديد من الأشياء يبدو أنه يريد أن ينهي حالة الضيق التي صنعتها بكلامي و مضي اليوم سريعاً ثم أخلدنا جميعاً إلي النوم و قبل النوم كنت قد اتخذت قراراً نهائياً
    سوف أقبل !

    ***

    استيقظنا في صباح اليوم التالي الذي كان صباحاً مشرقاً و قررت الذهاب لمقابلة البروفيسور – رغم أنني لا أطيق رؤيته – لأخبره بقراري
    في الواقع أنا لا أعرف لماذا قررت القبول ربما هو شعوري بأنني أستطيع إنقاذ آلاف الأبرياء ربما أردت أن أثبت أنني إنسان خير فعلاً المهم هو أنني قبلت
    اتجهنا لتناول الإفطار كالعادة و أنهينا الأفطار فتظاهرت بأنني أود التجول في المكان قليلاً و طلبت منهم أن يذهبوا للمسكن فتركوني فاتجهت فوراً لمبني سكن الجنود فاستوقفني جندي أمام البناية و قال : " أنت يا سيد ماذا تريد ؟ "
    قلت : " أنا جاك ريكمان أود مقابلة البروفيسور "
    فقال : " يمكنك الدخول " ثم تركني أمر هكذا ببساطة ؟ غالباً هذه تعليمات من البروفيسور
    قام الرجل بإرسال جندي آخر معي ليقودني لمكتب البروفيسور و ما إن دخلت حتي قال البروفيسور : " جاك لما جئت إلي ؟ هل تـ. "
    فقاطعته قائلاً : " بدون مقدمات كثيرة أنا أقبل بما طلبته مني "
    نظر لي في دهشة ثم قال : " هل تدري ما تقوله ؟ "
    قلت : " أجل و أنا أفعل هذا لأنني أريده و ليس لأنك طلبته "
    فقال : " رائع يا جاك أنت لا تدري كم أسعدني هذا الأمر "
    قلت متهكماً : " لو علمت أنه سيسعدك لما قبلت "
    قال : " بعيداً عن كرهك غير المبرر لي سوف أقدم تفاصيل المهمة "
    نظرت له في غيظ بعد هذه الجملة غير مبرر ؟! إنه أحمق لكنني فضلت الصمت لأستمع إلي تفاصيل هذه المهمة
    قال : " عليكم دخول مبني الأبحاث الموجود في الصحراء سيكون هذا في الثامنة صباحاً يوم الأحد القادم و ستقودكم لهناك طائرة هليكوبتر و تعود لأخذكم بعد ثلاثة ساعات و المهمة ببساطة هي تفجير المبني بالكامل و التأكد من وجود المسخ بداخله حتي ينتهي ذلك المبني و نتأكد من موت هذا الشئ المبني مكون من 11 طابقاً كل منكم سيحمل 11 عبوة متفجرة يضع واحدة في كل طابق و سيكون مع كل منكم جهازاً لتفجير كل هذه العبوات و سنسلحكم بأسلحة تكفي لقتل المسخ إذا لزم الأمر و سيكون هناك 5 جنود معك في هذه المهمة أي أسئلة ؟ "
    أخذت أفكر قليلاً ثم قلت : " معني ما قلته أن هناك 66 عبوة متفجرة هل يجب استعمال كل هذه العبوات لتفجير المبني ؟ "
    قال : " في الواقع تكفي 11 عبوة فقط لتفجير المبني لكننا نفعل هذا للاحتياط و لتأكيد انحاء هذا المسخ من علي وجه الأرض تماماً لا أريد حتي أن يبقي جزء منه بعد الانفجار "
    صمت قليلاً ثم قلت : " حسناً إلي اللقاء "
    و تركت المبني و هبطت و أخذت أتجول قليلاً في منطقة المطاعم و أنا أفكر هل كان قراري صحيحاً ؟ لكنني قلت لنفسي أن هذا الأمر لا فائدة منه أنا لن أتراجع عن هذا القرار
    عدت لمسكننا و استقبلني الثلاثة بعاصفة من الأسئلة علي غرار : " أين كنت ؟ " "لما تأخرت " إلخ
    صمت قليلاً ثم أخبرتهم بكل شئ فصاح في جورج في غضب : " هل جننت يا جاك ؟! كيف قبلت بهذا ؟ "
    قلت : " جورج هذا قراري لماذا تريد منعي ؟ أنا أود إنقاذ الأبرياء "
    قال جورج في غضب : " جاك لقد فقدنا جيمس و جون و ريمون و العديد من أصدقائنا الآخرين لا نريد فقدانك أنت أيضاً "
    قال مايكي : " جورج محق يا جاك نحن لن نتحمل فقدانك "





    رد مع اقتباس  

  8. #18  
    قلت : " لن أصاب بمكروه أعدكم "
    قال آرثر : " لا يمكن أن تعدنا بهذا هذا ليس في يدك أصلاً "
    قلت : " اسمعوا هذا قراري و لا أريد التراجع عنه "
    قال جورج في حزن : " حسناً يا جاك كما تريد "
    ثم نام مديراً ظهره لي
    ***

    جاء يوم الأحد هذا هو الموعد أيقظني أحد الجنود بعد أن فتح له آرثر باب غرفتنا و قال لي أن البروفيسور يريدني كنت قد تدربت في الأيام السابقة علي استعمال عدد من الأسلحة من ضمنها مدفع البازوكا الذي لم أتقن استعماله بنسبة 100% بعد أخشي أن أضطر لاستعماله ضد هذا الشئ
    طبعاً لا داعي لأن أقول أن جورج و آرثر قاطعاني كل تلك الأيام
    كان معي 5 جنود كما عرفتم و هم ستيف مكوين و جيمي رامسفيلد و هنري مكوي و هاري كلينزمان و جايلورد نولان
    التقي بنا البروفيسور قبل أن ننطلق و أعاد علينا تفاصيل المهمة المشكلة هو أنه كان علينا إغلاق أجهزة الأمن لكي نستطيع دخول المبني و هذا قد يسمح لهذا الشئ بالتحرر
    المهم هو أنهم سلحوا كلاً منا برشاش آلي و 3 قنابل يدوية و 3 قنابل ضوئية و سلاح بازوكا
    انطلقنا إلي المبني في الطائرة الهيليكوبتر و أعترف أنني كنت أشعر برعب لا حد له
    هبطت بنا الطائرة بعد ساعة من التنقل و وصلنا أخيراً إلي المبني كان مبني شديد الأناقة و مكون من 11 طابقاً كما قال البروفيسور في الواقع إنهم حمقي كان عليهم أن يصنعوا المبني بحيث يكون غير ملفت للأنظار أما هذا المبني ؟
    اتجه ستيف إلي باب المبني و أمسك بجهاز غريب أوصله بجهاز آخر مثبت علي الباب و بعد دقيقة صاح : " انتهيت أوقفنا العمل بالأجهزة "
    قاتجهنا إلي الباب و فتح جيمي الباب بهدوء ثم قال : " ادخلوا "
    فدخلنا جميعاً إلي المبني و قال جيمي : " ليتجه كل منكم إلي ركن ليضع فيه عبوة من التي يملكها فاتجه كل منا إلي ركن كما قال و طلب منا و بدأت أجهز العبوة المتفجرة لوضعها في مكانها ضغطت علي الزر الأحمر لتشغيل العبوة ثم ثبتها علي الحائط كما دربوني حسناً انتهي عملي في هذا الطابق
    كلانج ! صوت شئ معدني يسقط علي الأرض ماذا حدث بالضبط ؟ ثم فجأة سمعنا صوت صرخة ! اتجهنا بسرعة لمصدر الصرخة لنجد قطرات دماء علي الأرض و قال هنري في قلق : " ما هذا ؟ "
    فقلت : " لا أدري يبدو هذا مقلقاً "
    هنا قال جيمي : " أين جايلورد ؟ "
    نظرنا جميعاً حولنا و كأننا نتوقع رؤيته . لكنه لم يكن هناك و قال جيمي في قلق : " أين قد يكون قد ذهب ؟ هل يمكن أن يكون قد صعد للطابق الثاني ؟ " قلت : " عليك الاتصال به "
    قال : " أجل ! كيف لم أفكر بهذا ؟ " ثم أمسك بسماعته و قال : " جايلورد هل تسمعني جايلورد " لكن لا رد
    قلت : " من الواضح أننا لن نحتاج لتحليل لمعرفة صاحب هذه الدماء "
    قال هنري : " للأسف لا "
    يا لها من كارثة إذا كان هذا المسخ هو من فعل هذا فإنها كارثة حقيقية معني هذا أنه حر و قادر علي القتل
    قال ستيف : " انظروا لهذا " و كان يشير لغطاء معدني علي الأرض
    قال هاري : " هذا غطاء أحد فتحات التكييف ما معني هذا ؟ "
    هنا امتد لسان طويل من فتحة التكييف التي صارت بلا غطاء و أمسك بقدم هاري ليجيب عن سؤاله بالطريقة الصعبة
    صرخ هاري : " ساعدوووني ! "
    فأخرج هنري سكينه و ضرب اللسان ليقطعه فوراً قبل أن يسحب هاري لفتحة التكييف
    قلت في رعب : " كارثة لابد أنها هذه الأشياء إنها تستعمل فتحة التكييف للتنقل ، بل و للقتل "
    قال جيمي : " ليت كلامك يكون صحيحاً هذا هو المسخ ! لقد كانت أجهزة الأمن تعمل حين وصلنا أي أن شيئاً لم يدخل أو يخرج إذن هذا هو المسخ الذي تحرر "
    دب الخوف في قلوبنا جميعاً هذه كارثة ماذا نفعل الآن ؟
    قال هنري : " علينا أن نواصل مهمتنا تذكروا أننا نفعل هذا أصلاً لقتل هذا المسخ ما المشكلة إذاً ؟ إنه قوي و مرعب لكننا قبلنا بهذه المهمة "
    قلت : " أنت محق هيا يا رجال "
    و انطلقنا إلي المصعد لنذهب للطابق التالي توقف المصعد و فتحت أبوابه لكن جيمي قال : " أعتقد أن علينا إغلاق شبكة التكييف بالكامل من غرفة التحكم حتي لا يتكرر ما حدث مرة أخري "
    قال هاري : " معك حق . "
    هكذا ضغط جيمي علي مفتاح الطابق الأخير و وصلنا فخرجنا إلي غرفة التحكم كانت الغرفة واسعة جداً و بها عدد ضخم من الأجهزة الغريبة و كانت إضائتها زرقاء باردة مقبضة تقدم جيمي إلي أحد الأجهزة و بدأ يعالج شيئاً ما ثم قال : " جميل انتهيت "
    قلت : " هل جئت إلي هنا من قبل يا جيمي ؟ "
    قال : " لا لم تسأل ؟ "
    قلت : " لأنك تعرف كيف تستعمل كل هذه الأجهزة "
    قال : " هذا لأنهم دربوني علي هذا في (ذا سيف فورت ) "
    قلت : " حسناً . أعتقد أن علينا توزيع العبوات هنا أولاً قبل أن نعود للطابق الثاني "
    قال هنري : " فكرة جيدة "
    و بدأنا بتوزيعها كما فعلنا بالطابق الأول ثم هبطنا إلي الثاني و فتح باب المصعد لكننا شعرنا كأن ما فتح هو باب الجحيم !!!
    مشهد مرعب لا يصدق رأيناه حينما فتح باب المصعد عشرات الأشياء الغريبة تشبه كلاباً سوداء لكن شكلها غريب و مرعب و كان لها ألسنة شديدة الطول تخرجها و تدخلها دون توقف
    صرخ جيمي في رعب : " ما هذا بحق ال(.) ؟ "
    صاح هنري : " أغلق باب المصعد "
    و هنا و بينما كان ستيف يضغط علي زر الطابق الثالث امتد لسان أحد هذه الأشياء ليسحب جيمي ! و أغلق باب المصعد
    صرخت : " جيمي ! لا تمت ! "
    قال هنري : " لن نستطيع فعل شئ يا جاك لا يمكن مساعدته الآن "
    صمتنا في حزن و رعب إن هذه المهمة تزداد خطراً يبدو أنني لن أتمكن من تنفيذ الوعد الذي قطعته لجورج و آرثر فتح باب المصعد و دخلنا إلي الطابق الثالث و ما إن دخلنا حتي صحت في غضب : " لقد خدعنا البروفيسور خدعنا خدعنا جميعاً و جعلنا نبدو كالحمقي ."
    قال هاري : " إنه رجل حقير كيف يرسلنا في مهمة كهذه دون أن يخبرنا عن هذا ؟ "
    قلت : " فلنكمل هذه المهمة اللعينة و لنذهب بعيداً "
    قال هنري : " حسناً هيا "
    اللعنة ! يبدو أنني سأقتل هذا البروفيسور حينما نعود هذا إن عدنا طبعاً !
    انتهينا من تثبيت المتفجرات في الطابق الثالث كذلك و اتجهنا مرة أخري للمصعد و سألت هنري : " في أي طابق كان المسخ ؟ "
    قال : " في الطابق الخامس لكننا سنتجاوزه طبعاً و أتمنا ألا يكون قد انتقل إلي طابق آخر "
    ابتلعت ريقي في قلق و قلت : " و هل من الممكن أن ينتقل إلي طابق آخر ؟ "
    قال : " لا أدري ربما ! "
    ياللكارثة كنت أظن أننا سنتمكن من تفادي القتال مع هذا الشئ
    ضغط هاري علي زر الطابق الخامس وصلنا إلي الطابق الخامس و فعلنا كالطابق الرابع و كذلك باقي الطوابق حتي الثامن ثم صعدنا للتاسع و ما إن انفتح باب المصعد حتي قفز شئ ما من هذه الأشياء التي تشبه الكلاب السوداء في وجه ستيف و لف لسانه حول عنقه ! قمت بإخراج سكيني الذي كان معي في كاليفورنيا و أخذته معي إلي هنا و طعنت هذا الشئ بكل غل فحرر عنق ستيف و سقط أرضاً
    قال ستيف : " اللعنة ! إنه قوي كالثور البري "
    هنا تحرك هذا الشئ و أخرج مخالباً طويلة أغمدها في ساق هنري
    صرخ هنري ألماً فأطلق ستيف النار فوراً علي هذا الشئ فسقط ميتاً هذه المرة
    سقط هنري علي الأرض جراء إصابته فأخرج ستيف شيئاً من حقيبة كانت علي ظهره يبدو أنها عدة إسعافات أولية ثم رفع بنطال هنري حيث مكان الإصابة هنا تفجرت نافورة من الدم من ساقه و صرخ ألماً ! يبدو أن قماش البنطال كان يضغط علي الجرح و ما إن رفعناه حتي خرجت دماءه بدأ ستيف بتنظيف الجرح و قد كان جرحاً بالغاً لم أر أكثر سوءاً منه من قبل سوي في بعض نشرات الأخبار طبعاً
    انتهي ستيف من تنظيف الجرح و قام بتضميده ثم سأل هنري إن كان يستطيع الوقوف حاول هنري الوقوف لكنه سقط علي الأرض و صرخ ألماً مرة أخري و قال ستيف : " اللعنة ! إنها تؤلمني و كأنها مبتورة "
    فقال هاري : " إذن عليك البقاء في المصعد و نحن سنكمل زرع المتفجرات "
    قلت له : " أعطنا ما معك "
    فأخرج لنا المتفجرات من حقيبة ظهره و بدأنا بزرعها و أخيراً انتهينا من هذا الطابق و اتجهنا إلي المصعد
    ضغط هاري علي زر الطابق العاشر و صعدنا و فتح باب المصعد دخلنا إلي الطابق و بقي هنري بالمصعد طبعاً و قال هاري : " لقد اقتربنا من الانتهاء من هذه المهمة اللعينة أخيراً طابق واحد بعد و ننتهي أخيراً "
    اتجه كل منا إلي ركن من أركان الطابق حتي ننهي هذا الأمر هنا سمعت صوتاً مرعباً يشبه صوت الزئير الخافت الذي يصدره الأٍد حينما يتربص بفريسته قلت في جزع : " ما هذا الصوت ؟ "
    هنا سمعت صوت صرخة و رأيت جسد ستيف يطير أمامي في الهواء و يصتطدم بالحائط الذي كان خلفي ! ثم سقط علي الأرض و قد بدأت الدماء تخرج من فمه لا أحتاج لجس نبضه لكي أعرف أنه مات
    ما الذي فعل هذا الكارثة لو أنه هذا الشئ و جاء هاري نحوي في رعب و هو يصيح : " ماذا حدث ؟ من فعل هذا بستيف "
    و صاح هنري من مكانه بالمصعد : " ماذا يحدث ؟ "
    لم يرد عليه أحدنا و هنا رأيت شيئاً يسقط من السقف ! كتلة ضخمة من السواد لم أفهم ما هي حتي رأيته بوضوح
    كان كائناً مريعاً طوله يقرب من الأربعة أمتار أسوداً تماماً له جسد شبه بشري لكنه كان يملك عضلاتاً لم أر مثلها في حياتي أما وجهه كان يحيط بالوجه شئ يشبه لبدة الأسد صفراء اللون و وجهه كان مريعاً فعلاً و له أنياب لا يمكن أن تصدق طولها ما لم ترها
    صرخ هاري و أطلق سبة بذيئة : " (.) ما هذا الشئ بحق الجحيم ؟! "
    أخذنا نطلق النيران بلا حساب علي هذا الشئ لكنه كان يتقدم نحونا و كأنه لا شئ يؤثر فيه علي الإطلاق لا يشعر بشئ قفزت أنا و هاري مبتعدين و كان هنري يصرخ في المصعد في رعب شديد قائلاً : " ماذا يحدث بالضبط ؟ " فقد كنا خارج مجال رؤيته لابد أنه يعيش أسوأ لحظات حياته الآن
    أكملنا إطلاق النيران بلا فائدة حتي كادت ذخيرتنا تنفذ فقذف هاري بقنبلة نحوه و هو يصيح : " مت يا (.) "






    رد مع اقتباس  

  9. #19  
    بقية الفصل الأخير .

    و انفجرت القنبلة في وجهه لكن لا يبدو أنها أثرت به ! فقط كان هناك جرح في ساق هذا الشئ و كان ينزف ذلك الشئ الأخضر كالعادة لكن لا فائدة هنا أخرج هذا الشئ شيئاً غريباً طويلاً يشبه اللسان من يده و لف به جسد هاري ثم قذف به إلي الوراء أعتقد أنه سيكون محظوظاً جداً لو لم يمت ثم بدأ الوغد يقترب مني أنا فأخذت أركض للوراء و أنا أطلق النيران عليه و هنا رآنا هنري فصرخ بعد أن أدرك حقيقة الموقف
    أخذت أطلق النار في جنون حتي آلمتني يداي و هنا قفز ذلك الشئ قفزة واسعة هزت البناية و صار أمامي ! و أمسك بي من رقبتي و بدأ يضغط !
    اللعنة اللعنة أنا أموت لقد انتهي الأمر فقدت الأمل في أن أنجو بأي شكل من هذا الشئ هاري ساقط بالخلف و لا أعرف إذا كان حياً أم ميتاً هنري شبه مشلول يراقبني أموت و ينتظر دوره و أنا وحدي تماماَ أيقنت بموتي حتي بدأت أفكر في وجه آرثر و جورج حينما يعرفان هذا الخبر و بدأت رؤيتي تسود
    هنا وجدت نفسي أتحرر أنا لا أري شيئاً كل ما أراه هو ضوء شديد السطوع إذن فقد أنقذني هاري إنه حي لابد أنه قذف عليه قنبلة ضوئية ما لا أصدق أنني نجوت حمداً لله !
    هنا بدأ ذلك الضوء يتلاشي و رأيت ذلك الشئ أمامي و بدأت أٍمع صوت طلقات نار و نظرت إلي مطلقها فوجدته و لدهشتي الشديدة هنري ! كان واقفاً علي قدميه لا أعرف كيف و كان يعض علي شفتيه من الألم لابد أن ساقه تقتله صحت فيه : " هنري هذا لن يفيد "
    صاح : " لا يوجد حل آخر "
    قلت : " بل يوجد ابتعد من هنا "
    قال : " فيما تفكر يا أحمق ؟ "
    قلت له : ابتعد فقط "
    فابتعد ثم سقط علي الأرض و صرخ ألماً ساقه لم تحتمل أكثر هنا أمسكت به هذا آخر شئ أود فعله لكنني مضطر
    جهزت مدفع البازوكا و وضعت فيه الطلقة و أطلقت قنبلة ضوئية علي هذا الشئ حتي يتجه نحوي أنا و نجح الأمر اتجه نحوي و بدأ يزأر زئيراً مرعباً و أنا أبتعد عنه أتمني ألا يقفز بهذا الشكل مرة أخري قذفت عليه بقنبلة أخري حتي يتوقف و يثبت
    جلست علي ركبة واحدة و ثبت المدفع علي كتفي و بدأت أصوب لم أتقن استعماله بعد لكن لو أنني أعمي فلن أخطأ التصويب من هذه المسافة و علي هدف ضخم و واضح كهذا فقط أتمني ألا تهتز يدي أثناء الضربة أحكمت التصويب و ضغطت الزناد بوووووووووووووووووم !
    أصابته الطلقة في منتصف جسده تماماً لابد أنه تبخر و انقشع الدخان الذي نتج عن الطلقة لأري أن جسده تحول إلي أشلاء متفرقة قدمه في جانب و رأسه في جانب و تحولت أرض الطابق إلي بركة من هذا السائل الأخضر المقزز أخيراً قضينا عليه سقطت علي الأرض في إرهاق و قد أصابني ألم لا يصدق في ذراعي انفجار تلك الطلقات مرعبة فعلاً و مؤلمة لمطلقها
    ظللت جالساً علي الأرض و ابتسم هنري في وهن حيث سقط و قال لي : " لقد انتهي الأمر "
    قلت : " أجل انتهي . "
    هنا تذكرت شيئاً فصحت : " هاري ! "
    و اتجهت نحوه بسرعة وجدته ساقطاً علي الأرض تحسست نبضه حمداً لله ! إنه حي أخذت أحاول إفاقته فأخذت أضربه مراراً و أقرص خديه حتي استفاق و هنا صرخ قائلاً : " ساقيييييييييييي ! "
    قلت : " ما الأمر ؟ "
    فقال : " اللعنة يبدو أنها انكسرت "
    قلت في ضيق : " رائع أحدكما مصاب في قدمه و لا يستطيع الوقوف و الآخر كسرت ساقه يبدو أن علي أن أكون خارقاً لأخرجكما من هنا "
    قال هنري : " أظن أنني سأستطيع الوقوف " و بدأ يحاول الوقوف حتي تمكن من هذا أخيراً لكنه تأوه متألماً مازال يشعر ببعض الألم
    قلت : " هل أنت متأكد ؟ لا تبدو بخير "
    فقال : " لا لا بأس أنا بخير "
    هكذا اتجهنا إلي المصعد و حملت أنا هاري و ضفطت علي زر الطابق السفلي فقال هاري : " لحظة يا جاك هناك طابق بعد كما أننا لم نكمل الطابق العاشر "
    قلت له : " قل ما شئت أنا لن أبقي لحظة أخري هنا "
    فصمت و هكذا وصنا أخيراً إلي الطابق السفلي و قمت بإلقاء الحقائب التي كانت تحوي باقي المتفجرات فيه أعتقد أنها ستفيد في تدميره و خرجنا من المبني أخيراً و نظرت إلي ساعتي ثم قلت : " يجب أن تكون الطائرة هنا في غضون عشر دقائق هكذا بدأنا نبتعد عن المبني و جعلت هاري يستلقي علي الأرض ثم أخرجت جهاز التفجير من حقيبتي و ابتعدنا بمسافة مناسبة حوالي ال30 متراً كما قال البروفيسور
    هكذا عدنا إلي المشهد الذي بدأت منه القصة هل تذكرون ؟ و هكذا ضغط علي الجهاز فانفجر المبني في مشهد لا يصدق و في لحظات صار المبني غباراً تذروه الرياح
    و وقفنا ننتظر الطائرة حتي وصلت أخيراً و هبطت و خرج منها الطيار قائلاً : " مرحي ! أري أنكم نجحتم يا شباب " لكنه نظر لنا و اكتشف أن هناك من ماتوا و رأي كسر ساق هاري و الضمادة علي ساق هنري فقال : " لا يبدو أنكم نجحتم جداً "
    ثم صمت و ساعدني في وضع هاري في الطائرة و هكذا صعدنا لقد انتهت هذه المهمة اللعينة أخيراً

    ***

    وصلنا أخيراً إلي المدينة و هبط الطيار علي ذات المبني الذي هبطت عليه عند وصولي المدينة مع مايكي و كان هناك بع الناس ينتظروننا منهم أطباء فخرج الطيار صائحاً : " يا شباب نحتاج نقالتان بسرعة "
    و هكذا جائت النقالات و سمعت ذلك الصوت المثير للأعصاب لفرد النقالات و انتقالها علي أرض المبني و أخرجوا هاري و هنري علي النقالات لعلاجهم و هبطت من فوق المبني الذي هبطنا عليه لأتجه معهم للمشفي كان لدي سبب وجيه لهذا هنري أصيب بجرح من مخالب هذا الشئ فهل سيصاب بالعدوي ؟
    وصلنا للمشفي الذي كان قريباً من منطقة المطاعم و دخلنا بسرعة فاستوقفنا شخص علي المدخل عندما لاحظ هذا الجرح في ساق هنري و قال : " كيف أصبت بهذا ؟ "
    قال هنري : " أحدهم جرحني بمخالبه "
    فقال الرجل : " أنا آسف لكنني مضطر لفحصك "
    قال هنري في ضيق و قلق : " حسناً "
    فأخرج الرجل جهازاً يشبه ذلك الجهاز الذي كان مع الرجل الذي فحصني أنا و مايكي و قام بفحص هنري بسرعة و هنا – و لدهشتي الشديدة – أضاء الجهاز بلون أخضر هذا مستحيل لقد أصابه الكائن أمامي ربما هذا النوع لا ينقل العدوي
    قال الرجل : " هذا غريب لابد أن هذا الجهاز تالف أحضروا جهازاً آخر "
    فذهبت أحد الممرضات لتحضر واحداً هنا قال هاري : " اللعنة ! فلتدخلني أنا ألا تري ساقي ؟ "
    قال : " حسناً حسناً "
    ثم بدأ بفحصه و قال : " ما هذا ؟! هذا ألعن كسر رأيته منذ أعوام هل صدمك قطار مسرع يا فتي ؟ "
    قال هاري في سخرية : " تقريباً "
    جاءت الممرضة بالجهاز فجربه و للمرة الثانية أضاء الجهاز باللون الأخضر معلناً أن هنري سليم فقلت لهنري : " غالباً هذا المسخ لا ينقل العدوي "
    قال هنري : " أجل "
    و قال الطبيب : " غالباً هذا هو التفسير حسناً أدخلوهم بسرعة للعلاج "
    و هكذا جاء بعض الممرضات و الأطباء بسرعة لنقل هاري و هنري لعلاج جرح هنري و كسر ساق هاري و خرجت أنا من المستشفي معتزماً الذهاب لأري جورج و آرثر
    خرجت من المشفي و سرت قليلاً فقط لأجد آخر شخص أود رؤيته في هذه اللحظة البروفيسور ! كان فاتحاً لي ذراعيه و هو يقول : " نجحت يا جاك رائع برافو ! "
    نظرت له للحظات قليلة ثم استجمعت قوتي و وجهت له أقوي لكمة ممكنة في أنفه ! سقط علي إثرها علي الأرض و أظن أن أنفه قد انكسر كذلك لكنني لم أبال بهذا فليذهب إلي الجحيم هذه اللكمة قد أراحتني فعلاً ثم ابتعدت عنه لأذهب إلي غرفتي






    رد مع اقتباس  

  10. #20  
    صعدت للمبني الذي توجد به الغرفة و طرقت علي باب الغرفة ففتح جورج الباب و ما إن رآني حتي احتضنني و رأيت آرثر و مايكي جالسين لكنهما رأياني أيضاً فقاما صائحين في فرح : " جاك ! أنت حي ! " و احتضنناني كذلك


    بعدها تركني الثلاثة لأجلس و أرتاح فجلست ثم قلت لجورج : " قلت لك أنني سأعود "


    قال جورج : " حمداً لله لقد ظللت طيلة الليل أحلم بكوابيس عن موتك المهم ماذا حدث ؟ "


    فحكيت لهم كل شئ و في النهاية قال آرثر في غيظ : " تعني أن ها الوغد خدعكم ؟ و ومات بسببه أربعة منكم ؟ "


    قلت : " أجل "


    قال آرثر في غضب : " أتمني أن أري هذا الوغد الآن سوف أقتله "


    قلت له : " علي أي حال أعتقد أن أنفه مكسور الآن اللكمة كانت قوية "


    ابتسم جورج و آرثر و مايكي و قال مايكي : " من الجيد أنك فعلت هذا إنه يستحق فعلاً "


    قلت لهم : " حسناً أود أن أخلد للنوم الآن "


    و اتجهت للنوم أخيراً سأرتاح قليلاً بعد كل هذا التعب





    خاتمة



    ستة أشهر و نصف ! ستة أشهر و نصف مرت من وصلت إلي (ذا سيف فورت) أي أنه قد مرت تقريباً 7 أشهر منذ ذلك اليوم المشئوم الذي رأيت فيه ذلك المسخ في حقلي


    مازلنا محبوسين هنا في المدينة بدون أي جديد و يبدو أن البروفيسور كذب بشأن هذا العقار الذي تحدث عنه و الذي يمكنه قتل المسوخ و لا يؤثر علي البشر إن مرور ستة أِشهر دون جديد في هذا الأمر لا يعني سوي أنهم فشلوا ببساطة أو أن البروفيسور كذب علي و أنا لا أستبعد هذا الاحتمال كل ما رأيته من البروفيسور يقول أنه يمكن أن يكذب بدم بارد و دون أدني شعور بالذنب


    كنت جالساً في ذلك اليوم في غرفتي و معي جورج و آرثر و مايكي حينما طرق الباب فجأة فقام جورج ليفتح الباب هنا رأيت أحد جنود الجيش يبدو أنه ستيف هذا و قال لنا بسرعة : " صباح الخير يا رجال البروفيسور يريدكم ! "


    قلت في دهشة من مكان جلوسي : " يريدنا نحن بالذات ؟ و لما ؟ "


    قال ستيف : " لا يريدكم أنتم بالذات إنه قد أصدر أمراً بجمع كل سكان المدينة لأنه سيلقي بياناً هاماً "


    قال مايكي : " بيان هام ؟ ماذا عساه يكون ؟ "


    قال ستيف : " صدقني أنا لا أعرف ما هو أنا أنفذ الأوامر فقط و سأسمع هذا البيان للمرة الأولي مثلكم تماماً " ثم قال و هو ينصرف : " عليكم الاستعداد و المجئ بسرعة ، فالبيان سيلقي في خلال 30 دقيقة سوف يلقي البيان أمام مبني سكن الجنود الرئيسي "


    ثم انصرف دون كلمة أخري


    قال جورج بعد أن أغلق الباب : " بيان هام ؟ ماذا سيكون برأيكم ؟ "


    قلت ساخراً : " غالباً سيخبرنا بأن مخزون الطعام قد انتهي "


    قال آرثر : " يبدو أنك لا تنوي التخلي عن عادتك السخيفة في التفاؤل الزائد عن الحد "


    ابتسم جورج و مايكي ثم قال مايكي : " أعتقد أن علينا أن نجهز أنفسنا و نذهب لنسمع هذا البيان فسواءاً كانت أخباراً سيئة أم جيدة فهي هامة بالتأكيد و علينا معرفتها "


    هكذا جهزنا أنفسنا و انطلقنا لنسمع البيان و هبطنا نحن الأربعة من المبني و اتجهنا نحو مبني سكن الجنود و وجدنا هناك زحاماً لا يصدق من الناس يبدو أن كل من بالمدينة قد جاء فعلاً و من بعيد رأيت البروفيسور واقفاً علي ما يبدو كمنصة مرتجلة تم إعدادها علي عجل ليلقي البيان من عليها


    بدأ البروفيسور الكلام و قال : " السادة و السيدات الكرام أرحب بكم و أتمني أن تكونوا بخير لا أريد الدخول في مقدمات كثيرة و طويلة ليس لها داع فسأقول لكم فقط أن لدي أخبار جيدة "


    خفق قلبي لدي سماع عبارة أخبار جيدة هذه هل هو ما يدور في رأسي أتمني هذا






    رد مع اقتباس  

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. روايه روح زوجتي
    بواسطة ĄŁ3ŊŏΘōĐ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 20-Dec-2012, 11:41 PM
  2. روايه قصتي مع شلة الانس
    بواسطة ĄŁ3ŊŏΘōĐ في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-Dec-2012, 09:08 PM
  3. روايه مضحكه 2013
    بواسطة # بنت عتيبة # في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-Oct-2012, 01:48 AM
  4. قصص حب واقعيه - قصه حب - روايه عن الحب
    بواسطة lovely في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-Aug-2011, 12:46 AM
  5. تحت المطر.روايه أكثر من رائعه
    بواسطة هدااوي في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-Jan-2008, 01:09 AM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •