الحلقة السابعة و العشرون
***********
~ و انكشف الستار ~
جالس على السرير الوحيد في تلك الغرفة الصغيرة، بعدما فرغت من استحمامي و صلاتي ، أمسك بيدي محفظتي و أعد نقودي
ليس لدي سوى مبلغ ضئيل لا يكفي لتوفير مأوى آخر أو طعام لنا و لفترة لا يعلم بها إلا الله
أشعر بخجل شديد من نفسي إذ جئت بعائلتي إلى هنا ، و رغم أن عائلة إلياس هي عائلة طيبة كريمة لأبعد الحدود إلا أن وجودنا لا يجب أن يطول
علي التصرف بشكل من الأشكال.
دانة واقفة أمام المرآة ، ثم تلتفت إلي و تراقبني دون أن اهتم لها ، ثم تسألني بقلق :
" ماذا سنفعل "
أفكر بعمق، و بصمت و في عجز عن إيجاد حل مناسب فقد احترق بيتنا بما حوى و نحن الآن مشردون و حفاة معدمون
تكرر دانة سؤالها :
" وليد ماذا سنفعل "
ارفع بصري إليها ، و أرفع حاجبي ّ و أقوّس فمي للأسفل ماذا سنفعل
رغد كانت في دورة المياه
اقتربت مني دانة و قالت :
" نوّار و عائلته سيغادرون البلدة "
و صمتت. و ظلت تراقبيني قليلا ثم قالت :
" و يريدون أخذي معهم "
تغيرت تعبيرات وجهي و قلت باضطراب :
" ماذا "
قالت بتردد :
" إنه نوّار. يريد أن يبعدني عن البلدة و الخطر "
قلت :
" و الزفاف "
تنهّدت دانة و قالت :
" الزفاف احترق مع فستانه ! "
ثم أخذت تبكي.
و يحق لها أن تبكي بمرارة و هي العروس التي كانت تعد لزفافها المرتقب بعد أيام فقط
شعرت بقهر و غيظ في داخلي فوقفت و أحطتها بذراعي ّ محاولا مواساتها
بعد قليل قالت :
" دعنا نسافر نحن أيضا "
" إلى أين ؟ كيف ؟ الرحلات محظورة "
" سيسافرون للبلدة المجاورة بالسيارة ، ثم يطيرون إلى بلد بعيد و آمن دعنا ننضم إليهم وليد "
" كيف يا دانة كيف إننا حتى لا نملك جوازات سفر أو بطاقات شخصية ! لا أنت و لا رغد على الأقل "
و هنا سمعنا صوت المفتاح يدار في باب الحمام فأسرعت أنا بالخروج من الغرفة لأدع المجال لرغد للتصرف دون حرج
في الخارج صادفت الآنسة أروى مقبلة نحو الغرفة
قالت :
" مرحبا "
" مرحبا سيدتي "
" لقد أعددنا المائدة هللا استدعيت الفتاتين ؟ "
" شكرا "
" و خالي ينتظرك أيضا في المجلس "
" لا نعرف كيف نفيكم حق الشكر ؟ "
" لم عليك تكرير ذلك يا سيد وليد بل نحن من يتوجب علينا شكرك لقد قدّمت لنا الكثير من المساعدات طوال عدّة أسابيع ! أنت شخص نبيل الخلق و تستحق التكريم "