كنت غارق في النوم لأبعد الحدود ، بعد العناء الذي مررنا به توقعت ألا أنهض قبل مضي 20 ساعة على الأقل !
إلا أنني نهضت على صوت ما .
فتحت عيني و بقيت لحظة في سكون ، إلى أن أفاقت جميع خلايا الوعي النائمة في دماغي ، ثم بدأت حواسي تعمل بشكل جيد ، و تميز الصوت و معناه .
كان صوت رغد و كانت تناديني
التفت ناحية السرير الذي كانت رغد تنام فوقه فرأيتها تجلس على حافته في إعياء شديد ، بالكاد تسند جدعها
كانت عيناها شديدتي الإحمرار و وجهها شديد الشحوب تعبيراتها تنم عن التألم و الإرهاق
اجتاحني القلق بغتة ، وقفت بسرعة و قلت :
" رغد ما بك "
نبست شفتاها عن أنة تلتها تنهيدة وجع . ثم قالت بوهن :
" متعبة دوار "
ثم رأيت القشعريرة تسري في جسدها .
اقتربت منها قلقا و أبصرت زخات من العرق تبلل وجهها
قلت :
" سلامتك "
قالت :
" أظن أنني محمومة أريد مسكنا "
ثم ارتمت على السرير بضعف .
رغد تبدو مريضة جدا
قلت :
" أ نذهب إلى الطبيب ؟ "
رغد أنت أنين مريض مرهق.
قلت :
" استعدي للذهاب . سأعود في الحال "
و توجهت نحو الباب ، فنادتني بوهن :
" وليد "
التفت إليها فوجدتها عاجزة عن رفع رأسها عن السرير قلت :
" سأطلب من العم إعارتنا سيارته "
و قبل خروجي نظرت إلى دانة ، و ناديتها عدة مرات إلا أنها كانت في نوم عميق
عندما خرجت من الغرفة و سرت باتجاه باب المنزل لمحت العم إلياس على مقربة و كان يزيل بعض الأوراق و الأغصان المتساقطة من على الأرض
إنه الصباح الباكر و هذا الرجل معتاد على النهوض باكرا من أجل العمل .
اقتربت منه و أنا أقول :
" صباح الخير أيها العم الطيب "
التفت إلي و ابتسم ابتسامة جميلة و رحب بي بكل بشاشة و بشر .
قال :
" نهضت باكرا ! هل اكتفيت من النوم بهذه السرعة "
قلت :
" لازلت متعبا أيها العم ، بصعوبة أديت صلاتي قبل فوات وقتها "
" إذن لم قمت باكرا هكذا ؟ "
قلت :
" ابنة عمّي متعبة أريد أخذها إلى المستوصف القريب فهل تسمح بإعارتي سيارتك"
العم قال بسرعة :
" أيعقل أن تسأل هذا يا وليد؟ بل أنا من سيوصلكما إلى هناك أنسيت يوم اصطحبتنا نحن إلى هناك؟ جاء وقت رد الجميل ! "