قلت بعدما أغمضت عيني أعصر دموعها . ثم فتحتهما :
" لماذا لم تعد تهتم بي ؟ لماذا تتحاشاني ؟ لماذا تعاملني بهذه الطريقة القاسية و كأنني لا أعني لك شيئا "
الرعب . و الذعر و الهلع . أمور أثارتها نظراته الحادة المخيفة التي رماني بها بقسوة . قبل أن يضربني بكلماته التالية :
" يا ابنة عمي . لقد كبرت ِ و لم تعودي الطفلة المدللة التي كنتُ أرعاها . أنت ِ الآن امرأة بالغة . و على وشك الزواج . لدي حدود معك ِ لا يجوز تخطيها . و لديك سامر . ليهتم بأمرك من الآن فصاعدا "
و تركني . و سار مبتعدا إلى الناحية التي كان يريد سلكها قبل ظهوري أمامه .
اختفى وليد . و اختفت معه آمال واهية كانت تراودني . وليد الذي تركني قبل تسع سنين ، لم يعد حتى الآن
مسحت بقايا دموعي و آثارها . و خرجت إلى حيث كان والدي ّ و سامر يجلسون حول الطاولة .
أقبلت نحوهم فوقف سامر مبتسما يزيح الكرسي المجاور له إلى الوراء ليفسح المجال لي للجلوس .
سامر . كان دائما يعاملني بلطف و اهتمام بالغ ، و يسعى لإرضائي و إسعادي بشتى الوسائل .
اقتربت من سامر و نقلت بصري منه ، و إلى والديّ ، ثم إلى أكواب الشاي و الدخان الصاعد من بعضها . ثم إلى الخاتم المطوق لإصبعي منذ سنين . ثم إلى عيني سامر اللتين تراقباني بمحبة و اهتمام . ثم قلت :
" سامر . لقد اقتنعت . سنحتفل مع دانه "